تاريخ ابن يونس المصري الجزء ٢

تاريخ ابن يونس المصري3%

تاريخ ابن يونس المصري مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 2145 / تحميل: 205
الحجم الحجم الحجم
تاريخ ابن يونس المصري

تاريخ ابن يونس المصري الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بسنة. ومات زكرياء قبله بسنتين(١) ، وكان زكرياء أشد بأصحاب الحديث(٢) .

ذكر من اسمه «يونس» :

٦٩٨ ـ يونس بن يزيد الأيلىّ(٣) : يكنى أبا يزيد. كان من موالى بنى أمية(٤) . مات سنة اثنتين وخمسين ومائة(٥) .

__________________

(١) كذا ورد فى (تهذيب التهذيب) ١١ / ٣٦٧. والصواب ما جاء فى (سير النبلاء) ١٠ / ٤٨٦ (مات قبل يوسف بعشرين سنة. وهو أحفظ وأجلّ من أخيه (يوسف بن عدى). ويؤكد تاريخ وفاته ما ورد فى ترجمة (زكريا بن عدىّ) فى (تهذيب التهذيب) ٣ / ٢٨٦ ، والتقريب ١ / ٢٦١ ، فورد فيهما أنه توفى ببغداد سنة ٢١١ ، أو ٢١٢ ه‍.

(٢) تهذيب التهذيب ١١ / ٣٦٧. وأضاف قائلا : روى عن عبيد الله بن عمرو الرقى ، ومالك ، ورشدين بن سعد ، والهيثم بن عدى ، وأبى بكر بن عياش. روى عنه البخارى ، وابنه (محمد) ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيان. ثقة ، ذهب إلى مصر تاجرا ، فمات بها.

(٣) فى نسبه زيادة : (ابن أبى النّجاد. ويقال : ابن النجاد ، مولى معاوية بن أبى سفيان (تاريخ الإسلام ٩ / ٦٧٤ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٩٥).

(٤) السابق ١١ / ٣٩٧ (قال ابن يونس).

(٥) تاريخ الإسلام ٩ / ٦٧٤ (قال أبو سعيد بن يونس). وفى (تهذيب التهذيب) ١١ / ٣٩٧ : قال القاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله بن عمر : زعموا أنه توفى بصعيد مصر سنة ١٥٩ ه‍. وأضاف الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٩ / ٦٧٤ : أنه روى عن عكرمة ، والقاسم ، وسالم ، ونافع ، والزهرى. روى عنه الليث ، وابن وهب ، وابن أخيه (عنبسة بن خالد الأيلى). وهو أفضل من روى عن الزهرى ، وكان الأخير ينزل عليه ب (أيلة) ، ثم يزامله إلى المدينة. ثقة.

٢٦١

باب الكنى

حرف الطاء :

٦٩٩ ـ أبو طعمة(١) الأموى : هو هلال مولى عمر بن عبد العزيز. يكنى أبا طعمة. كان يقرئ القرآن بمصر(٢) .

حرف العين :

٧٠٠ ـ أبو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصّلت : هو مدينى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وخرج إلى الإسكندرية ، فحدّث بها أيضا. وكانت وفاته سنة اثنتين وستين ومائتين. يروى عن إسماعيل بن أبى أويس(٣) .

٧٠١ ـ أبو عروة المراوحىّ : بصرىّ ، قدم مصر قديما. روى عنه المفضل بن فضالة. وكان أول من عمل المراوح بمصر(٤) .

حرف الفاء :

٧٠٢ ـ أبو الفضل الزّبادىّ : أندلسى. والزّباد : ولد كعب بن حجر بن الأسود بن الكلاع. توفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. حدّث هو وأخوه عبد الرحمن(٥) .

__________________

(١) بضم أوله ، وسكون المهملة (التقريب) ٢ / ٤٤٠.

(٢) تهذيب الكمال ٣٣ / ٤٣٧ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١٢ / ١٥٣ (قال ابن يونس) ، وطبقات القراء لابن الجزرى ٢ / ٣٥٦ (ذكره ابن يونس فى تاريخه). وأضاف ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ١٢ / ١٥٣ : أنه شامى ، سكن مصر. روى عن مولاه ، وعبد الله ابن عمر. روى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وابن لهيعة ، وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر. ثقة ، ولم يصح رمى مكحول له بالكذب. ويحتمل أنه طعن من فوقه فى الرواية (من روى عنه مكحول). (السابق ، والتقريب ٢ / ٤٤٠).

(٣) الأنساب ٥ / ٣٥ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٤) السابق ٥ / ٢٥٠ (قال أبو سعيد بن يونس فى آخر كتاب الغرباء). والأدق : ورد قرب نهاية كتاب الغرباء).

(٥) السابق ٣ / ١٢٧ (ذكره أبو سعيد بن يونس).

٢٦٢

حرف الميم :

٧٠٣ ـ أبو المهاجر الرّيّىّ(١) الأندلسى العامل : ذكره الخشنى فى كتابه ، وقال : كان على أحسن طريقة ، وأجمل مذهب(٢) .

* * *

تم ـ بحمد الله تعالى ـ تجميع ما تيسر لى من بقايا كتاب : «تاريخ الغرباء» للمؤرخ المصرى ابن يونس الصدفى.

__________________

(١) نسبة إلى (ريّة) من بلاد الأندلس.

(٢) السابق ٣ / ١١٨ (هكذا قاله أبو سعيد بن يونس).

٢٦٣
٢٦٤

التعريف بالمؤرخ

«ابن يونس»

ودراسة كتابيه

٢٦٥
٢٦٦

بسم الله الرّحمن الرّحيم

التعريف بالمؤرخ ابن يونس ، وأسرته ، ودراسة كتابيه

(٢٨١ ـ ٣٤٧ ه‍)

تقديم :

ها نحن أولاء ندلف إلى دراسة المؤرخ المصرى (ابن يونس) ، وهو من المهتمين بالكتابة فى مجال «التراجم» ، ويمكن تحديد نقاط البحث فيه ، فيما يلى :

أولا ـ التعريف العام بأسرته :

١ ـ جده. ٢ ـ والده. ٣ ـ إخوته.

ثانيا ـ التعريف بالمؤرخ (ابن يونس).

ثالثا ـ دراسة كتابيه : «تاريخ المصريين ، وتاريخ الغرباء».

أولا ـ التعريف العام بأسرة «ابن يونس» :

١ ـ جده(١) :

هو أبو موسى ، يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيّان

__________________

(١) يمكن مراجعة ترجمة (يونس بن عبد الأعلى) فى المصادر ، والمراجع التالية ، مرتبة ترتيبا زمنيا : (الجرح والتعديل ، لابن أبى حاتم : مجلد ٤ ، قسم ٢ ص ٢٤٣ ، ومروج الذهب للمسعودى ٢ / ٥٧٧ ، وتاريخ المصريين لابن يونس (ترجمة ١٤١٧) ، وكتاب القضاة للكندى ص ٤٥٤ ـ ٤٥٦ ، والثقات لابن حبان ٩ / ٢٩٠ ، وطبقات فقهاء الشافعية للعبادى ص ١٨ ـ ١٩ ، والانتقاء لابن عبد البر ص ١١١ ـ ١١٢ ، وطبقات الفقهاء للشيرازى (ط. إحسان عباس) ص ٩٩ ، وترتيب المدارك مجلد ٢ ص ٧٨ ـ ٨٠ ، والأنساب ٣ / ٥٢٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووى : ج ٢ من القسم الأول ص ١٦٨ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢٤٩ ـ ٢٥٤ ، وتهذيب الكمال ٣٢ / ٥١٣ ـ ٥١٦ ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٤٨ ـ ٣٥١ ، ومعرفة القراء الكبار للذهبى ١ / ١٥٦ ـ ١٥٧ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) : ج ٢ من مجلد ١ ص ٥٢٧ ـ ٥٢٨ ، ومرآة الجنان ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكى ٢ / ١٧٠ ـ ١٨٠ ، وطبقات

٢٦٧

الصّدفىّ(١) المصرى. وأمه : فليحة بنت أبان بن زياد بن نافع التّجيبى ، مولى بنى الأوّاب من تجيب(٢) .

وعلى ذكر والدة جد مؤرخنا «ابن يونس» ، فإن بعض المصادر لم تضن علينا ببعض مادة ، ألقت بها الأضواء على شخصية والد جد مؤرخنا «أى : جده الثانى» ، وهو «أبو سلمة ، عبد الأعلى بن موسى» ، الذي يعد من أهل مصر ، وكان رجلا صالحا. والظاهر أنه كان يمتلك فضل عقل وحكمة ـ ورثها ابنه يونس عنه من بعد ، كما سنرى ـ إذ أثر عنه قوله لابنه : «يا بنىّ ، من اشترى ما لا يحتاج إليه ، باع ما يحتاج إليه». قال ابنه يونس معقّبا : والأمر ـ عندى ـ كما قال. ولد عبد الأعلى سنة إحدى وعشرين ومائة ، وتوفى سنة إحدى ومائتين «فى شهر المحرم»(٣) .

__________________

الشافعية للإسنوى ١ / ٣٣ ـ ٣٤ ، والبداية والنهاية ١١ / ٤٠ ، وطبقات القراء ، لابن الجزرى ٢ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، والكواكب السيارة ١٠٤ ـ ١٠٥ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧ ـ ٣٨٨ ، والتقريب ٢ / ٣٨٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ (من الأئمة المجتهدين) ، ٤٨٦ (من أئمة القراءات) ، وخلاصة الخزرجى ٣ / ١٩٣ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩ ، والتاج المكلل ص ١٥٥ ، والأعلام للزركلى ٨ / ٢٦١).

(١) هذه النسبة إلى (الصّدف) بكسر الدال ، وهى قبيلة من حمير نزلت مصر ، وتنسب إلى (الصدف بن سهل بن عمرو). (الأنساب ٣ / ٥٢٨). وذكر ابن خلكان : أنها بكسر الدال ، وفتحها (نقلا عن السّهيلىّ). وفتحوا الدال فى النسب مع كسرها فى غير النسب ؛ كى لا يوالوا بين كسرتين قبل ياءين. وقد وردت بعض تعليلات لتسمية الصدف بهذا ، فقيل : لأنه صدف بوجهه عن قومه ، جهة حضرموت ، لما عزموا على ردم سيل العرم. وقيل : سمى (الصّدف بن سهيل ـ لا سهل ـ بن عمرو) بذلك ؛ لأنه قتل رسول أحد ملوك غسّان إليه ، ثم فرّ ، فكلما سئل عنه حىّ من أحياء العرب ، قالوا صدف عنّا. ثم لحق بكندة ، فنزل بهم. وأكثر الصدف بمصر ، وبلاد المغرب. (وفيات الأعيان ٧ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤). وهكذا ، فإن أسرة مؤرخنا ابن يونس من اليمن أصلا ، وإن كنا لا ندرى من أى القبائل تحديدا ؛ لأن ابن يونس ذكر أنهم ليسوا من أنفس (الصدف) ، ولا من مواليهم (تاريخ المصريين : ترجمة ١٤١٧). فلعلهم ألحقوا بهم إلحاقا فى (ديوان مصر).

(٢) ذكر ابن يونس أمّ جده (فليحة) فى كتابه : (تاريخ المصريين) حوالى ثلاث مرات فى تراجم أرقام : (٥١٣) ، و (١٤١٧) ، و (١٤٥٩) ، وذلك عند الترجمة لجدها (زياد بن نافع التجيبى) ، وفى ترجمة ابنها (يونس بن عبد الأعلى) ، وأخيرا فى ترجمتها فى (باب النساء).

(٣) الأنساب ٣ / ٥٢٩ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢٥٣.

٢٦٨

علومه ، ومعارفه :

عاش «يونس بن عبد الأعلى» عمرا طويلا ، امتد ما بين مولده فى «ذى الحجة» سنة سبعين ومائة (١٧٠ ه‍) ، حتى وفاته ـ غداة الاثنين ـ ليومين مضيا ـ أو بقيا ـ من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين (٢٦٤ ه‍)(١) . وهو عمر مديد ـ كما نرى ـ يقارب أربعة وتسعين (٩٤) عاما(٢) ، يمكن تلخيصه فى الأفكار الآتية :

أولا ـ فى مجال القراءات ، والتفسير :

تلقى يونس بن عبد الأعلى القرآن الكريم على يد القارئ المشهور «ورش ، ولد ١١٠ ـ ت ١٩٧ ه‍)(٣) ، الذي كان أجلّ تلاميذ القارئ «نافع المدنى ت ١٦٩ ه‍)(٤) . ويبدو أن يونس صار إماما فى القراءات ، إذ ضمّ ـ إلى ذلك ـ قراءة حمزة(٥) . ويكفى أن نذكر أن الإمام الطبرى (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه‍) ، الذي وفد إلى مصر ، أواسط القرن الثالث الهجرى(٦) ، قد تلقى على يونس بن عبد الأعلى القراءة ، فسمع منه حرف نافع ،

__________________

(١) تاريخ المصريين ، لابن يونس (ترجمة رقم ١٤١٧) ، والثقات ٩ / ٢٩٠ (مات هو والمزنى سنة ٢٦٤ ه‍) ، وطبقات الفقهاء للشيرازى ص ٩٩ (شرحه) ، وتهذيب الأسماء واللغات ج ٢ من ق ١ ص ١٦٨ (ولم يحدد يوم الوفاة) ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٤٨ ، ٣٥١ (توفى فى اليوم الثانى من ربيع الآخر) ، وحسن المحاضرة ٢ / ٣٠٩. ويلاحظ أن تاريخ ميلاده حرّف إلى سنة ١٠٧ ه‍ فى (معرفة القراء الكبار) ١ / ١٥٦.

(٢) سير النبلاء ١٢ / ٣٥١. وقد سلكت بعض المصادر مسالك شتى فى تقدير عمر يونس ، فذكر المسعودى أنه بلغ ٩٢ سنة (المروج) ٢ / ٥٧٧. واقترب ابن العماد من الصواب ، فجعل عمره (٩٣ سنة) ـ (شذرات الذهب) ٢ / ١٤٩. وأخيرا ، فقد ابتعد ابن حجر عن الصواب ، لمّا ذكر أن يونس عاش ٩٦ سنة (التقريب) ٢ / ٣٨٥.

(٣) راجع تعريفى به فى كتابى : (الحياة الثقافية) ج ١ ص ٨١ ـ ٨٢.

(٤) راجع تعريفى به فى (المرجع السابق) ١ / ٧٨.

(٥) صرح بجمعه قراءة حمزة ابن عبد البر فى (الانتقاء) ص ١١٢. وورد أن الطبرى أخذ القراءة على يونس ، عن علىّ بن كيسة ، عن سليم بن عيسى ، عن حمزة (معجم الأدباء ١٨ / ٦٦ ـ ٦٧) ، والقرآن وعلومه فى مصر ص ٢٤٨). وحمزة المذكور هو ابن حبيب الزيات الكوفى (ولد ٨٠ ه‍ ، وتوفى سنة ١٥٨ ه‍). تلقيت قراءته بالقبول ، (تهذيب التهذيب) ٣ / ٢٤ ـ ٢٥. وحول إمامة يونس فى القراءات ، وتصدره للإقراء ، راجع : (سير النبلاء ١٢ / ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩).

(٦) وردت روايتان فى (معجم الأدباء) لياقوت : إحداهما : تفيد أنه سار إلى الفسطاط سنة ٢٥٣ ه‍ (ج ١٨ / ٥٢). والثانية : تذكر أنه ورد إلى مصر سنة ٢٥٦ ه‍ (ج ١٨ / ٥٥).

٢٦٩

برواية ورش عنه. ويبدو أن الطبرى حذق هذه القراءة ، فصار الناس يقصدونه ؛ ليعلمهم إياها بعد عوده إلى بغداد(١) .

وبالنسبة للتفسير ، فقد كان ل «يونس بن عبد الأعلى» أثر كبير فى الاحتفاظ بقدر عظيم من تفسير «ابن وهب» ؛ إذ كان يونس كثير الرواية عنه. ولما قدم الطبرى إلى مصر ، روى تفسير ابن وهب ، عن يونس ، فضمن له البقاء ، وحفظه من الضياع والاندثار ؛ إذ ضمّنه الطبرى مرويات تفسيره الكبير(٢) .

ثانيا ـ فى مجال الحديث :

١ ـ اهتم «يونس بن عبد الأعلى» برواية حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبلغ فى ذلك المدى. ومن أساتيذه الذين روى عنهم : عبد الله بن وهب «وهو من أروى الناس عنه»(٣) ، وشعيب بن الليث(٤) ، وأنس بن عياض الليثى(٥) ، وسفيان بن عيينة ، والوليد

__________________

(١) طبقات القراء ، لابن الجزرى ٢ / ١٠٦ ـ ١٠٨ ، ورسالتى للماجستير ج ٢ ص ١٠.

(٢) دكتوراه (مدارس مصر الفقهية) للدكتور نبيل غنايم ص ٧٦ ، ورسالتى للماجستير ج ٢ ص ١٣ (هامش ١ وبه نماذج عديدة لمرويات تفسيرية رواها الطبرى فى تفسيره عن يونس عن ابن وهب).

(٣) الانتقاء ، لابن عبد البر ص ٤٩.

(٤) قال ابن أبى حاتم فى (الجرح والتعديل) ، مجلد ٢ ق ١ ص ٣٥١ : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، عن شعيب بن الليث. ومن ثم ، فإنى أعتقد عدم صحة ما ورد فى (الكواكب السيارة) لابن الزيات ص ١٠٥ ، عندما زعم أن يونس كان وكيل الليث (أى : على ضياعه) ، وكان يجلس فى حلقة الليث إذا غاب. وكذلك لا يصح فيه ما ورد عن شعيب ، أنه روى عن أبيه الليث قوله : وددت لو قاسمنى يونس على شطر مالى ، ولكن يمنعه ورعه. كل ذلك لا يجوز ؛ لأن يونس كان ابن خمس سنوات عند وفاة الليث ، فعلاقته أحرى أن تكون مع ابنه شعيب (ت ١٩٩ ه‍) ، لا مع الليث نفسه. وقد رأى ذلك ـ أيضا ، من قبل ـ محمود محمود حسن فى رسالته للماجستير عن (الحياة العلمية فى مصر من قيام الطولونيين إلى سقوط الإخشيديين) ص ١١١. وبناء على ما تقدم يجب تأويل ما ورد فى (سير النبلاء) ١٠ / ٢٣ ، من أن يونس قال للشافعى : صاحبنا الليث يقول : لو رأيت ذا هوى يمشى على الماء ، لرفضته. قال الشافعى : قصّر. لو مشى فى الهواء ، ما قبلته. فتعبير (صاحبنا الليث) لا يعنى رواية يونس عن الليث ، لكنه يقصد شيخنا وعالم مصرنا ، ممن سمعنا مروياته عن ابنه مثلا.

(٥) هو أبو ضمرة المدنى. ولد سنة ١٠٤ ه‍ ، وتوفى سنة ٢٠٠ ه‍. وقد أثنى عليه يونس ، فقال : ما رأيت أحدا أحسن خلقا من أبى ضمرة ، ولا أسمح بعلمه منه. قال لنا : «لو تهيأ لى أن أحدّثكم بكل ما عندى فى مجلس ، لفعلت». (تهذيب الكمال ٣ / ٣٥٢ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ١١٣).

٢٧٠

ابن مسلم ، والشافعى ، وأشهب ، ويحيى بن حسان التنيسى ، وغيرهم كثيرون(١) . ولم يكن يستنكف أن يروى عمن هو دونه سنا وعلما ، ما وجد لديه جديدا(٢) .

٢ ـ بلغ يونس بن عبد الأعلى منزلة سامية بين نقّاد الحديث النبوى الشريف ، فأثنوا على علمه وعمله ، ووصفوه بالورع والصلاح والعبادة(٣) . قال عنه يحيى بن حسان : يونسكم هذا من أركان الإسلام(٤) . وكان أبو محمد «عبد الرحمن بن أبى حاتم» يحكى أن أباه «أبا حاتم الرازى» كان يوثّق يونس ، ويرفع من شأنه(٥) . وليس هذا فقط ، فقد وثقه النسائى(٦) ، وابن حبّان(٧) ، وعدّه غيره من جلّة المصريين(٨) .

٣ ـ ويغلب على الظن أن المحدّث «يونس بن عبد الأعلى» لم يكن يعتمد على حفظ الحديث وفهمه ، والقيام به فحسب(٩) ، وإنما كانت له مدوّنات ، بها الأحاديث التى يرويها ، أو تروى له ؛ بدليل أن حفيده المؤرخ ابن يونس كان عنده كتاب جده ، فنظر فيه ، فرأى به سماع أحد أقران يونس من ابن وهب(١٠) . وهذه إشارة مهمة إلى البيئة

__________________

(١) راجع : (سير النبلاء) ١٢ / ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧.

(٢) وخير مثال على ذلك : روايته عن (أبى حاتم الرازى تلميذه المتوفى سنة ٢٧٧ ه‍ ، وهو أكبر منه). (سير النبلاء ١٢ / ٣٤٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ٦٣).

(٣) توالى التأسيس ، لابن حجر ص ٤١ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩.

(٤) سير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وطبقات السبكى ٢ / ١٧١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩.

(٥) الجرح والتعديل مجلد ٤ / ق ٢ ص ٢٤٣ ، وتوالى التأسيس ٤١.

(٦) تهذيب الأسماء واللغات ، للنووى ج ٢ من ق ١ ص ١٦٨ ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وطبقات السبكى ٢ / ١٧١.

(٧) الثقات ٩ / ٢٩٠. هذا ، وقد أنكر البعض حديثا رواه يونس عن الشافعى ، ووصف بالغرابة ، وهو حديث : «لا يزداد الأمر إلا شدة ولا مهدىّ إلا عيسى ابن مريم» وردّ ابن حجر على ذلك ، وصوّب الحديث ، وذلك فى (توالى التأسيس) ص ٤١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨.

(٨) الانتقاء : ١١٢.

(٩) وفيات الأعيان ٧ / ٢٥٢ ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨ ، والتاج المكلل ١٥٥.

(١٠) تاريخ المصريين لابن يونس (ترجمة رقم ٥٣٣) ، وهى ترجمة (سعد بن مالك التجيبى) ، وورد بها أن عم المترجم له ، واسمه (خلاوة بن عبد الله) كان قرين يونس فى الطلب ، يكتب معه الحديث ، وهو الذي رأى مؤرخنا ابن يونس سماعه من ابن وهب فى كتاب جده (يونس ابن عبد الأعلى).

٢٧١

الحديثية ، التى نشأ بها ابن يونس المؤرخ ، وكان لها انعكاسها على ثقافته ، وكتابته التاريخية ، كما سنرى بعد.

٤ ـ شجعت المكانة العلمية المتميزة ل «يونس بن عبد الأعلى» طلاب العلم على التتلمذ على يديه ، فممن روى عنه من المصريين : ابنه «أحمد بن يونس»(١) ، وأبو جعفر الطّحاوى(٢) ، وأبو بكر محمد بن سفيان بن سعيد المصرى المؤذن(٣) ، ومحمد بن إدريس الأسود «جار يونس»(٤) ، وعبد الله بن محمد بن الحجاج الدّهشورىّ(٥) . وهناك بعض طلاب العلم الأندلسيين ، الذين قدموا إلى مصر ؛ للتلقى على يونس ، مثل : أسلم بن عبد العزيز القاضى(٦) ت ٣١٩ ه‍ ، وعبد الله بن محمد الأعرج الشّذونى (ت حوالى ٣١٠ ه‍)(٧) ، وإبراهيم بن عجنّس(٨) الوشقىّ(٩) ، (ت ٢٧٥ ه‍) ومحمد بن أسلم اللّاردىّ (ت ٢٩٥ ه‍)(١٠) ، وبقىّ بن مخلد القرطبى (ت ٢٧٦ ه‍)(١١) ، ومحمد بن غالب القرطبى (المعروف بابن الصفّار المتوفى سنة ٢٩٥ ه‍)(١٢) . وأحيانا ، كان السماع من يونس صعبا ـ ربما لازدحام حلقة علمه بالطلاب ـ مما يضطر

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧.

(٢) سير النبلاء ١٢ / ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧.

(٣) سير النبلاء ١٢ / ٣٤٩.

(٤) تاريخ المصريين (ترجمة رقم ١١٦٧) ، لابن يونس.

(٥) توفى سنة ٣٢٢ ه‍ ، وهو أحد المنتسبين إلى قرية (دهشور) قبلى الجيزة من مصر. (ضبطها السمعانى بالحروف ، وبالشكل فكسر (الدال). (الأنساب ٢ / ٥١٦). وضبطت بفتح الدال فى (معجم البلدان) ج ٢ ص ٥٥٩.

(٦) هو أسلم بن عبد العزيز بن هاشم (لا هشام ، كما حرّفت فى تاريخ الإسلام). وهو قاضى الجماعة بالأندلس فى عهد الناصر. (ذكر الحميدى ترجمته ، وحدّد وفاته سنة ٣١٠ ه‍). (راجع الجذوة) ١ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨. وذكر الذهبى فى (تاريخه) ٢٣ / ٥٨٠ : أنه رحل إلى مصر سنة ٢٦٠ ه‍ ، ولقى بها علماءها ، مثل : يونس بن عبد الأعلى ، وغيره. وجعل وفاته سنة ٣١٩ ه‍.

(٧) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ٢٦٠ ـ ٢٦١.

(٨) حرفت إلى (عجيس) فى (معجم البلدان) ٥ / ٤٣٤.

(٩) المصدر السابق. وفيه ذكر ياقوت : أنه له رحلة ، سمع فيها بمصر من يونس بن عبد الأعلى.

(١٠) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ٢ / ٢٢.

(١١) تهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧.

(١٢) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ٢ / ٢٢ ـ ٢٣.

٢٧٢

معه بعض التلاميذ للرواية عن غيره ، والاكتفاء بنسخ ومقابلة بعض كتب الحديث ، التى يرويها(١) . لم يكن تلاميذ يونس من خارج مصر قادمين من بلاد الأندلس فحسب ، وإنما وفد غيرهم ؛ للتلقى عليه من الأقاليم الإسلامية الأخرى. ومن هؤلاء : أبو زرعة الرازىّ (ت ٢٦٤ ه‍) ، وأبو حاتم الرازى (ت ٢٧٧ ه‍)(٢) وأبو بكر بن زياد النيسابورى ، وأبو بكر ابن خزيمة ، وأبو عوانة الإسفرايينى ، ومسلم ، والنسائى ، وابن ماجه(٣) .

وهكذا ، شغل علم الحديث عالمنا «يونس بن عبد الأعلى» ، ومثّل جانبا مهما من جوانب ثقافته ، وبلغت مروياته منه كثرة وغزارة ، بحيث اتسعت مروياته ، واتصفت بالوثاقة ، حتى تزاحم عليه طلاب العلم من داخل مصر وخارجها ، يروون عنه حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ويلاحظ أنه لم يؤثر عن يونس الارتحال عن بلده مصر(٤) ، لكنه عوّض ذلك ـ فيما يبدو ـ بالنقل عن علماء بلده وأعلامها ، وأخذ وأعطى للمرتحلين وللوافدين عليها من الأقاليم الإسلامية الأخرى ، وظل مرتبطا ببلده ، مقيما بأرضها ، حتى ضم

__________________

(١) ورد أن (سعيد بن عثمان الأعناقى ، وسعد بن معاذ ، ومحمد بن فطيس) أتوا إلى مصر ؛ للسماع من يونس ، فوجدوا أمره صعبا ، فقرأوا على (أحمد بن عبد الرحمن بن وهب) ، وهو محدث معاصر ليونس ، وابن أخى (عبد الله بن وهب) ، قرأوا عليه (موطأ عمه ، وجامعه) ، مقابل دنانير أعطوها إياه. (سير النبلاء ١٢ / ٣٢٢). ثم لما خفّ الطلب على يونس ، انتهزوا الفرصة ، وطلبوا إليه أن يعطيهم كتبه عن ابن وهب ، فقابلوها على ما لديهم من كتب (ابن أخى ابن وهب) ، ثم سألوا يونس : كيف يؤدون روايتها؟ فخيّرهم بين (حدثنا) ، و (أخبرنا).

(تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ٣١٤.

(٢) لقى أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح أبا حاتم الرازى ، وتعجب كيف قدم مصر ، وأقام بها منذ شهر ، ولم يأخذ عن يونس. استجاب أبو حاتم لحث أبى الطاهر ، فأقام سبعة أشهر يكتب عنه. (الجرح والتعديل : مجلد ٤ ، ق ٢ ص ٢٤٣). هذا ، وقد كان يونس يعرف لأبى حاتم ، وأبى زرعة الرازيين قدرهما وعلمهما ، فقال عنهما : هما إماما خراسان ، ودعا لهما ، وقال : بقاؤهما صلاح للمسلمين (تاريخ بغداد ١٠ / ٣٣٠ ، وسير النبلاء ١٣ / ٢٥١).

(٣) المصدر السابق ١٢ / ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧.

(٤) ولعله مما يستأنس به على عدم ارتحاله خارج مصر ، خلو المصادر المترجمة له من ذكر ذلك ، وتصريحه للشافعى أنه لم يزر بغداد ، وقد كانت موئل طلاب العلم آنذاك (سأله الشافعى قائلا : يا أبا موسى ، دخلت بغداد؟ قال : لا. قال : ما رأيت الدنيا ، ولا رأيت الناس (وفيات الأعيان ٧ / ٢٥٢ ، والفضائل الباهرة ص ١٨٩).

٢٧٣

ثراها الطيب جسده الطاهر(١) .

وسوف نلحظ عند دراسة حفيده «ابن يونس» ما مثّله علم «الحديث» من جانب كبير من مكونات ثقافته ، التى انطبع بها مؤلّفاه ، كما سنرى تأثر ذلك الحفيد بجده فى تفضيله المكث بأرض مصر ، وعدم الارتحال إلى خارجها.

ثالثا ـ الفقه :

١ ـ يبدو أن «يونس بن عبد الأعلى» كان على صلة وثيقة بالمذهب المالكى ـ قبل قدوم الشافعى إلى مصر سنة ١٩٩ ه‍ ـ بدليل صلاته الوثيقة ب «عبد الله بن وهب» المتوفى سنة ١٩٧ ه‍ ، الذي كان من أخص تلاميذ الإمام مالك بن أنس «رضى الله عنه». وقد روى عنه يونس بعض الروايات ، عن الإمام مالك(٢) .

٢ ـ بعد قدوم الإمام الشافعى إلى مصر تبع يونس مذهبه ، حتى عدّ أحد أصحابه ، والمكثرين فى الرواية عنه ، والملازمة له(٣) . وجعله الإمام النووى أحد رواة النصوص الجديدة عنه(٤) «أى : مذهبه الجديد الذي ألّفه فى مصر». هذا ، وقد توطدت الصلات وتعمقت بينهما(٥) ، ووقف الشافعى على عقل وفكر يونس ، حتى قال : لم أر أعقل منه(٦) بمصر.

__________________

(١) ارتبط يونس ببلده مصر ، فنقل ابن خلكان عن القضاعى فى (خطط مصر) أن ليونس حبسا فى الديوان ، وله عقب بمصر ، ودار مشهورة فى خطة (الصدف) ، مكتوب عليها اسمه ، وتاريخها سنة ٢١٥ ه‍. (وفيات الأعيان) ٧ / ٢٥٠. وفى (المصدر السابق) ٧ / ٢٥٣ : ذكر ابن خلكان : أن وفاة يونس كانت بمصر ، ودفن بمقابر الصدف ، وقبره مشهور بالقرافة.

(٢) راجع بعض هذه الروايات فى (الانتقاء) لابن عبد البر ص ٣٣ ، ٣٧.

(٣) السابق : ص ١١١ (أخذ عن الشافعى كثيرا) ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢٤٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ (تفقه بالشافعى) ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩ (شرحه).

(٤) تهذيب الأسماء واللغات ج ٢ من ق ١ ص ١٦٨.

(٥) توجد شواهد عديدة لعمق الصلات والروابط بين يونس والشافعى (توجيه الشافعى له إلى تعلّم الفقه (الانتقاء ص ٨٤) ، واستثناسه بوجوده فى مناظراته (السابق ٧٨) ، ودخوله عليه فى مرضه الشديد ، وطلب الشافعى إليه أن يقرأ عليه آيات ما بعد العشرين والمائة من آل عمران ، ولمّا همّ يونس بالقيام ، قال له : لا تغفل عنى ، فإنى مكروب. وعلّق يونس قائلا : إنما قصد بالآيات ما لقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه (مناقب الشافعى للبيهقى ٢ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣).

(٦) وفيات الأعيان ٧ / ٢٥٠ ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وطبقات السبكى ٢ / ١٧١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩.

٢٧٤

وجدير بالذكر أن يونس استفاد من مصاحبة الشافعى ، فلم يكن مقلدا ، وإنما كان يناقشه ويناظره ، ويختلف معه أحيانا ولا يتفق. لقد تناظرا فى مسألة يوما ، فافترقا ، ثم لقيه الشافعى ، وأخذه بيده ، وقال له : أبا موسى ، ألا يستقيم أن نكون إخوانا ، وإن لم نتفق فى مسألة؟(١) .

٣ ـ وأخيرا ، فقد خلّف لنا يونس ثروة فقهية طيبة ، إذ نقل لنا جانبا من مناظرات الشافعى مع الفقيه الحنفى «محمد بن الحسن الشيبانى»(٢) ، بالإضافة إلى ما احتفظ لنا به السبكى من مسائل فقهية كثيرة ، نقلها يونس بن عبد الأعلى عن أستاذه الإمام الشافعى «رضى الله عنه»(٣) . وإلى جانب ما تقدم ، فإنه يبدو أن يونس امتدت صلاته إلى بعض فقهاء إفريقية لدى مجيئهم إلى مصر ، ولعله تناقش معهم ، وعرف ما ل «سحنون المالكى ت ٢٤٠ ه‍) من قدر فى العلم عظيم(٤) . وإذا كنا قد رأينا إشارة ما إلى وجود بعض مدونات حديثية ليونس ، فإننا لم نقف على أية إشارة تفيد تركه أى مصنّف فقهى. وعلى كل ، فلعل ليونس صلات عديدة بعلماء إفريقية ، وغيرها من بلاد المغرب والأندلس لدى نزولهم مصر ، فربما عمرت هذه اللقاءات بمناظرات ومناقشات فقهية.ولعل هذا هو الذي لفت نظر الحفيد المؤرخ «ابن يونس» ، فيما بعد ، لكتابة تراجم هؤلاء العلماء وغيرهم فى كتابه «تاريخ الغرباء».

رابعا ـ اللغة والأدب :

ولا أعنى بذلك أن يونس كان ذا إسهام فى عالم اللغة والأدب ، لكنى أرجح أنه اكتسب من مصاحبة الشافعى فصاحة وبلاغة(٥) . ومن هنا ، فقد نقل لنا عن أستاذه

__________________

(١) سير النبلاء ١٠ / ١٦. وعلّق الذهبى قائلا : هذا يدل على كمال عقل الشافعى ، وفقه نفسه ، فلا يزال النظراء يختلفون.

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ١٧٧ ـ ١٧٨.

(٣) طبقات السبكى ٢ / ١٧٤ ـ ١٧٧.

(٤) قال عنه : هو سيد أهل المغرب. فردّ حمديس القطّان : أو لم يكن سيد أهل المشرق والمغرب؟! فأكثر يونس من الثناء عليه. (معالم الإيمان ٢ / ٨٢).

(٥) كان يونس أحد المواظبين على حضور حلقات الشافعى العلمية ، وقد كانت جلساته متعددة ، وعلومه كثيرة ومتنوعة. ونتوقع أن يقتبس منه قدرا لا بأس به من فصاحته وبلاغته. لقد عبّر يونس عن بيان الشافعى الساحر بقوله : كانت ألفاظه كأنها سكر (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٣٩١. ويمكن مراجعة مجالس الشافعى اليومية ، وبرنامجه اليومى للتدريس والمناظرة فى

٢٧٥

الشافعى بعض الحكم النثرية ، والأشعار الحكميّة الطيبة. ومن ذلك قوله : قال لى الشافعى «رضى الله عنه» : «يا أبا موسى ، رضا الناس غاية لا تدرك. ما أقوله لك إلا نصحا ، ليس إلى السلامة من الناس سبيل ، فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ، ودع الناس وما هم فيه»(١) .

ومما رواه يونس من شعر الشافعى قوله :

ما حكّ جلدك مثل ظفرك

فتولّ أنت جميع أمرك

وإذا قصدت لحاجة

فاقصد لمعترف بقدرك(٢)

وأعتقد أن الرجل الذي صحب هذا الإمام العظيم ، الذي يعد آية من آيات البيان الرائع ، والأداء اللغوى الجميل ، ولازمه فى مجالس علمه ، وحضر مناقشاته فى اللغة ، والنحو ، والشعر ، وغير ذلك ، لابد أن يكتسب منه قدرا لا بأس به من بيانه الساحر ، وبلاغته الراقية.ومن هنا ، فأنا أرجح أن تكون هناك بعض مدونات ، سجّلها يونس ، تنطق بالفصاحة والبلاغة. ولعل حفيده المؤرخ «ابن يونس» طالعها ـ فيما بعد ـ وأضاف إليها إضافات ، أسهمت فى تشكيل سماته الأسلوبية ، كما سنرى فى دراسة كتابيه.

خامسا ، وأخيرا ـ وما ذا عن التاريخ؟

لقد طوّفت ـ فيما مضى ـ بمناحى ثقافة «يونس بن عبد الأعلى» ، وعرضتها بإيجاز وتركيز ، محاولا الربط بين الجد والحفيد «ابن يونس المؤرخ» ، على اعتبار أن له تأثيرا كبيرا فى مؤرخنا. والشيء الذي ينبغى أن نلتفت إليه هو موقف «يونس» من التاريخ ، وهل كانت له اهتمامات برواية أحداثه ، تقارب ـ مثلا ـ اهتماماته بالقراءات ، والحديث ، والفقه؟ إننا يمكن تركيز الإجابة عن ذلك فى النقاط الآتية :

بالنظر فى عدد من مرويات «يونس بن عبد الأعلى» ذات الصبغة التاريخية ، فإنه يمكن تقسيمها على النحو الآتى :

__________________

القرآن ، والحديث ، والفقه ، والعربية فى (معجم الأدباء ١٧ / ٣٠٠ ، ٣٠٤). وقد صدرت كلمات بليغات ـ لعلها شعر محفوظ ـ على لسان يونس ، نطق بها لمّا بلغه موت أحد أعدائه ، فقال : (حبذا موت الأعداء بين يديك وأنت تنظر). (القضاة) للكندى ص ٤٧١.

(١) معجم الأدباء ١٧ / ٣٠٤ ، ووفيات الأعيان ٧ / ٢٥٢ (باختصار).

(٢) السابق ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢١ / ٤٠٧.

٢٧٦

١ ـ فى تاريخ الأنبياء قبل الإسلام :

توجد روايات ثلاث ، رواها عن ابن وهب ، تتعلق بقصص أنبياء الله : داود(١) ، ويونس(٢) ، والذّبيح إسماعيل(٣) .

٢ ـ فى أحداث السيرة النبوية :

وردت ـ فى ذلك الصدد ـ عدة روايات ، رواها يونس بن عبد الأعلى ، عن أستاذه ابن وهب ، وهى تتصل ب «موقف السيدة خديجة من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما رأى الوحى أول مرة(٤) ، وحالهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما اتصل به الوحى ، ففرّ منه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونزلت آيات سورة المدثّر(٥) ، والأنصار فى بيعة العقبة الثانية(٦) ، وأول خطبة خطبها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة(٧) ، وتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة»(٨) .

٣ ـ فى تاريخ الراشدين :

من الروايات التى تنسب إلى يونس فى هذا الشأن : «رواية تتعلق باسم أبى بكر : عتيق(٩) ، وحوار طويل دار بين أبى بكر ، وعبد الرحمن بن عوف على فراش أبى بكر فى مرضه ، الذي مات فيه ، بثّ من خلاله شجونه ومخاوفه على المسلمين(١٠) ، وجزء من خطبة لعمر بن الخطاب ، تبرز عظم تحمله مسئولية الخلافة ، وخشيته من الله(١١) ، ورواية تفيد شدة علىّ وصرامته فى الحفاظ على مال المسلمين»(١٢) .

__________________

(١) تاريخ الطبرى ١ / ٤٨٣ ـ ٤٨٤.

(٢) المصدر السابق ٢ / ١٦.

(٣) السابق ١ / ٢٦٨.

(٤) السابق ٢ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩.

(٥) السابق ٢ / ٣٠٦.

(٦) البداية والنهاية ٣ / ١٦٠.

(٧) تاريخ الطبرى ٢ / ٣٩٤ ـ ٣٩٦ ، والبداية والنهاية ٣ / ٢١١ ـ ٢١٢.

(٨) تاريخ الطبرى ٢ / ٤١٧.

(٩) السابق ٣ / ٤٢٥.

(١٠) السابق ٣ / ٤٢٩ ـ ٤٣١.

(١١) السابق ٤ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.

(١٢) السابق ٥ / ١٥٦.

٢٧٧

٤ ـ فى تاريخ القضاة بمصر :

توجد العديد من النصوص التاريخية ، التى تنسب إلى «يونس بن عبد الأعلى» ، وتتعلق بأخبار القضاء والقضاة بمصر. من ذلك : «ما ذكره عن تظاهر أستاذه ابن وهب بالجنون أخريات حياته سنة ١٩٧ ه‍ ؛ كى يفر من تولى منصب القضاء بمصر(١) ، وكذلك انصراف «على بن معبد الرّقىّ ، نزيل مصر» من عند المأمون سنة ٢١٧ ه‍ ، بعد أن رفض ما عرضه عليه من قضاء مصر»(٢) . هذا فيما يتصل ببعض من عرض عليهم قضاة مصر ، فأبوا المنصب. وهناك مزيد من النصوص المتعلقة بعدد من قضاة مصر ، منها : «ظروف وملابسات عزل القاضى إسماعيل بن اليسع الكندى الحنفى سنة ١٦٧ ه‍(٣) ، وما ورد عن خلافات القاضى محمد بن مسروق الكندى (١٧٧ ـ ١٨٤ ه‍) مع أهل مصر وذمهم إياه ؛ لتعاليه عليهم(٤) ، وما ذكر عن إدخاله النصارى ـ لأول مرة ـ المسجد ؛ لفض خصوماتهم(٥) . وهكذا ، عرضت ـ فى إيجاز ـ لثقافة ومعارف «يونس بن عبد الأعلى» جد «المؤرخ المصرى ابن يونس الصدفىّ». ولم يكن ذلك على سبيل الاستطراد ، وإنما كان ذلك العرض ؛ لأجل تلمس الصلات بين الجد والحفيد ، ومدى تأثر مؤرخنا بهذا العالم الثقة الثبت. وقد اتضح لنا من خلال ما مضى ما يلى :

أ ـ أن يونس كان ملما بثقافات وعلوم العصر الذي عاش فيه ، وإن غلبت عليه صفتا «المحدّث الفقيه». وسيكون لثقافته الحديثية تأثير فى مؤرخنا «ابن يونس».

ب ـ أن التاريخ كان يشكل أحد ملامح ثقافته ، وأنه كان على معرفة وإلمام بتاريخ الإسلام والأنبياء بعامة ، وبتاريخ القضاء فى مصر خاصة(٦) . ولعل مرد ذلك يرجع إلى

__________________

(١) سير النبلاء ١٤ / ٤٢٤.

(٢) القضاة للكندى ص ٤٤٢ ، وسير النبلاء ١٠ / ٦٣١ ـ ٦٣٢.

(٣) القضاة للكندى ص ٣٧٢.

(٤) السابق ٣٩٠.

(٥) السابق ٣٩٣.

(٦) هذا هو القدر الموضوعى الذي نستطيع نسبته إلى يونس فى ضوء ما لدينا من مادة. وقد وصفه ابن خلكان بأنه «علّامة فى الأخبار ، والصحيح والسقيم ، ولم يشاركه فى زمانه أحد». (وفيات الأعيان) ٧ / ٢٤٩. وهذه مبالغة من ابن خلكان. وأعتقد أن يونس شاركه فى علمه بل فاقه بعض معاصريه. وأسماء الفقهاء فى عصره كثيرة ، منهم : (البويطى ت ٢٣١ ه‍) ، وكان شيخ

٢٧٨

كونه أحد الشهود بمصر فترة ستين عاما(١) ، إضافة إلى ثقافته الفقهية ، التى استمدها من الإمام الشافعى ، والتى جعلت له مكانة متميزة لدى قضاة مصر ، وإن كان تداخله مع رجال السلطة والحكم قد عرّضه للظلم والاضطهاد فى فترة من فترات حياته(٢) ، لكنه خرج من هذه المحنة سليما معافى ، مبرّأ الساحة ، ضاربا أروع الأمثلة فى العفو عمن ظلمه ، والإحسان إلى من أساء إليه(٣) .

ح ـ أعتقد أن عمل «يونس» فى مجال القضاء ، قد أطلعه على كثير من المعلومات التاريخية ، التى يتوقع أن يكون احتفظ بقدر منها مدوّن لديه(٤) ، إضافة إلى بعض

__________________

حلقة الشافعى من بعده ، والمزنى الفقيه العظيم (ت ٢٦٤ ه‍) ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه المالكى الشافعى فى آن (ت ٢٦٨ ه‍) ، والربيع المرادى تلميذ الشافعى وملازمه (ت ٢٧٠ ه‍). وأعتقد أن تعبير الزركلى عن علم يونس ، يمكن قبوله ووصفه بالاعتدال ، إذ قال : (عالم بالأخبار ، والحديث). (الأعلام) للزركلى ٨ / ٢٦١.

(١) وفيات الأعيان ٧ / ٢٥٠.

(٢) نقصد بذلك ما تعرض له يونس من ظلم واضطهاد فى إحدى القضايا المعروفة (وخلاصتها : أن أحمد بن أبى أمية دفع بأمواله البالغة ثلاثة وثلاثين ألف دينار إلى عدد من الأوصياء على ابنته (وكان منهم : يونس بن عبد الأعلى) ، فأدوا الأموال إلى يونس إلا واحدا ، كانت عليه ديون ، سددها مما لديه من أموال الوصية. ثم جاء القاضى ابن أبى الليث ، وطالب يونس بالأموال كلها ، وحكم عليه بالسجن بعد أن شهد عليه البعض زورا بتبديد جانب من أموال الوصية (وكان حبسه من سنة ٢٢٨ ـ ٢٣٥ ه‍). (القضاة) للكندى ص ٤٥٤ ـ ٤٥٥ ، والمدارك ٢ / ٨٠ ـ ٨١.

(٣) ويتضح ذلك من موقف يونس من القاضى (ابن أبى الليث) ، فقد سجنه (قوصرة) ، لما قدم إلى مصر لمحاسبته ، فقيل له : أخرج يونس من محبسه ، فسوف يشهد عليه ، فلما أخرج قوصرة يونس ، قال الأخير : «ما علمت إلا خيرا». وذكر أن الشهود الزور هم الذين ظلموه. ولما أطلق القاضى ابن أبى الليث ـ بعد ذلك ـ للحكم فى قضية أموال الجروىّ ، حكم ليونس بالبراءة (القضاة : ٤٥٥ ، والمدارك ٢ / ٨١). من أجل ذلك ، عرف القاضى ابن أبى الليث فضله عليه ، فلما أخرج من مصر إلى العراق ، قابله القاضى الجديد لمصر (بكار بن قتيبة سنة ٢٤٦ ه‍) ، وسأله أن يشير عليه بمن يستشيره فى مصر ، فكان يونس أحد من أشار به عليه ، وعلّل ذلك بقوله : لقد قدر علىّ ، فحقن دمى بعد أن كنت سعيت فى دمه. (رفع الإصر ، نشر : جست ص ٥٠٦ ، والطبقات السنية ٢ / ٢٤٤).

(٤) نقل عنه ابن يونس قدرا من المادة فى ترجمة القاضى المصرى إبراهيم بن الجراح ، الذي ولى سنة ٢٠٤ ه‍ حتى ٢١١ ه‍ ، وتوفى سنة ٢١٥ ه‍). (راجع : تاريخ الغرباء) لابن يونس ، ترجمة (رقم ٧ ، وهوامشها).

٢٧٩

الوثائق(١) ، التى لابد أن حفيده المؤرخ قد طالعها ، واستفاد منها ، باعتبارها من الموارد المهمة ، التى استعان بها فى كتابة مؤلّفيه التاريخيين.

٢ ـ أعمامه ، ووالده ، وإخوته :

لم تقف المصادر المتاحة ـ بقدر كاف ـ عند ذكر أبناء المحدّث والفقيه الشافعى «يونس ابن عبد الأعلى». ويبدو أن شهرة الأب العريضة غطّت على أبنائه ، أو أن هؤلاء الأبناء لم يحظوا بالعلوم الغزيرة المتنوعة ، ولا المكانة الاجتماعية المتميزة ، ولا المشاركة الإيجابية فى حركة المجتمع ، فتضاءلت إمكانات ظهورهم ، وبزوغ نجمهم ، فلم يلفتوا أنظار المؤلّفين المترجمين ، ولم يجدوا فى أخبارهم ما يدفعهم للكتابة عنهم ، والاهتمام بهم ، كما اهتموا بالوالد «يونس ، عليه رحمة الله».

من خلال المعلومات اليسيرة ، التى وقفت عليها ، تبيّن لى أن ل «يونس» عددا من الأبناء هم :

١ ـ موسى : ولعله الابن الأكبر ، وبه كان يكنى. ولا ندرى عنه شيئا بعد هذا.

٢ ـ محمد : ولا أدرى عنه سوى أنه توفى مستهل شهر رجب سنة خمسين ومائتين(٢) .

٣ ـ عبد الأعلى : ويكنى أبا سلمة. ويبدو أنه كان مهتما بالحديث. كتب عن سعيد بن أبى مريم ، وأبى صالح الحرّانىّ ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد. ولد سنة ٢٠٤ ه‍ ، وتوفى فى صفر سنة ٢٤٩ ه‍(٣) .

٤ ـ أحمد : وهو ـ فى الغالب ـ أصغر أبناء يونس ، وهو والد المؤرخ «عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس». هذا ، وقد عرّف به ابنه المؤرخ المصرى ، فقال(٤) : أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى : يكنى أبا الحسن. كان عديدا للصّدف ،

__________________

(١) راجع إحدى تلك الوثائق التى طالعها ابن يونس ضمن كتب جده يونس ، واحتفظ بها حتى وقت تأليفه كتاب (تاريخ الغرباء). (راجعها فى ذلك الكتاب المذكور ، ترجمة رقم ٣٦٠).

(٢) المقفى ٧ / ٥٢١.

(٣) الأنساب ٣ / ٥٢٩.

(٤) سقطت هذه الترجمة المهمة لوالد مؤرخنا (ابن يونس) سهوا من كتاب (تاريخ المصريين) لابن يونس المؤرخ ، وحقّها أن تذكر به برقم (٦٣ أ).

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571