رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ5%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15169 / تحميل: 1719
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

وجهه في النار))(١) .

وقول الإمام الباقرعليه‌السلام : اللهم اشدد أزري بزيد، وكان إذا نظر إليه يتمثل:

لعمرك ما إن أبو مالك

بواه ولا بضعيف قواه

ولا بالألد له وازع

يعادي أخاه إذا ما نهاه

ولكنه هين لين

كعالية الرمح عرد نساه

إذا سدته سدت مطواعة

ومهما وكلت إليه كفاه

أبو مالك قاصر فقره

على نفسه ومشيع غناه(٢)

ودخل عليه زيد فلما رآه تلا:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ (٣) ) ثم قال: أنت والله يا زيد من أهل ذلك.

وقول الصادقعليه‌السلام : إنه كان مؤمناً،

__________________

١ - كتاب الملاحم لابن طاووس في الباب: ٣١، ص١٢٠، ميزان الحكمة: ج٣، ص٢٣٢٣.

٢ - الأغاني: ج٢٠، ص١٢٧.

٣ - (النساء: من الآية١٣٥).

٦٤١

وكان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنه لو ظفر لوفى، أما إنه لو ملك لعرف كيف يصنعها.

وقوله الآخر لما سمع قتله: إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب عمي إنه كان نعم العم، إن عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى والله عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسين مضى والله شهيداً(١) .

وقوله الآخر: إن زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه، وإنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه(٢) .

وقوله الآخر في حديث: أما الباكي على زيد فمعه في الجنة، أما الشامت فشريك في دمه.

وقول الرضاعليه‌السلام : إنه كان من علماء آل محمد غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل(٣) .

__________________

١ - عيون أخبار الرضا: ج٢، ص٢٢٨.

٢ - الكافي للكليني: ج٨ ، ص٢٦٤.

٣ - عيون أخبار الرضا: ج٢، ص٢٢٥.

٦٤٢

وللكميت من هاشمياته قصيدة يرثي بها زيد بن علي مطلعها:

ألا هل عم في رأيه متأمل؟!

وهل مدبرٌ بعد الإساءة مقبل؟!

وله في زيد:

يعزُّ على أحمـــد بالذي

أصاب ابنه أمس من يوسف

خبيث من العصبة الأخبثين

وإن قلت: زانين لم أقذف

وقال السيد الحميري كما في تاريخ الطبري:

بت ليلي مسهدا

ساهر الطرف مقصدا

ولقد قلت قولة

وأطلت التبلدا

لعن الله حوشباً

وخراشاً ومزبدا

ويزيداً فإنه

كان أعتى وأعندا

ألف ألف وألف ألف

من اللعن سرمدا

إنهم حاربوا الإله

وآذوا محمدا

٦٤٣

شركوا في دم المطهر

زيدٍ تعندا

ثم عالوه فوق جذع

صريعاً مجردا

يا خراش بن حوشب

أنت أشقى الورى غدا(١)

وللشيخ جعفر نقدي قصيدة في رثائه أولها:

يا منزلاً بالبلاغيين أرسمه

بكيت شجواً على بعد متيَّمه(٢)

قال السيد عبد الرزاق المقرَّم:

قال المحدّث النوري في رجال مستدرك الوسائل: ((ان زيد بن علي جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة، وأما ما ورد مما يوهم خلاف ذلك مطروح أو محمول على التقية))(٣) .

وقال الشيخ المفيد:

كان زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام عين

__________________

١ - تاريخ الطبري: ج٨ ، ص٢٧٨.

٢ - الغدير للعلامة الأميني: ج٣، ص٩٧ - ١٠٢.

٣ - زيد الشهيد، عبد الرزاق المقرّم: ص٤٣.

٦٤٤

أخوته بعد أبي جعفرعليه‌السلام أفضلهم، وكان عابداً ورعاً فقيهاً، سخياً شجاعاً، يضرب بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأخذ بثأر الحسينعليه‌السلام (١)

وفي عيون أخبار الرضا:

عن محمد بن يزيد النحوي عن ابن أبي عبدون عن أبيه: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وكان قد خرج بالبصرة وأحرق دور بني العباس وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وقال:

يا أبا الحسن؛ لأن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج من قبله زيد بن علي فقتل، ولولا مكانتك لقتلته فليس ما أتاه بصغير.

فقال الرضاعليه‌السلام : لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي فإنه كان من علماء آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غضب لله عز وجل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثني ابن موسى بن جعفر انه سمع أباه جعفر بن

__________________

١ - الإرشاد ، الشيخ المفيد : ص ٢٥١

٦٤٥

محمد يقول: رحم الله عمي زيداً، انه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له:

يا عم ان رضيت ان تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.

فقال المأمون: يا أبا الحسن؛ أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء؟

فقال الرضاعليه‌السلام : ان زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق، وانه كان أتقى لله في ذاك انه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، وانما جاء فيمن يدعي انه الله نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد بن علي والله ممن خوطب بهذه الآية:( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا

٦٤٦

الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (١) )

وروى الكليني في روضة الكافي مسنداً عن الإمام الصادقعليه‌السلام انه قال:

لا تقولوا خرج زيد، فإن زيد كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه، إنما دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفا بما دعاكم إليه، انما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه(٢) .

وفي إرشاد المفيد قال: ولما قتل بلغ من أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، كل مبلغ، وحزن له حزناً عظيماً حتى بان عليه، وفرق من ماله في عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار(٣) .

زيد بن عمرو

جاء في الأغاني(٤) :

__________________

١ - (الحج:٧٨). عيون أخبار الرضاعليه‌السلام للصدوق: ج٢، ص٢٢٥.

٢ - الكافي: ص٢٦٤.

٣ - الاحتجاج: ج٢، ص١٣٢ - ١٣٣، الهامش.

٤ - الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: ج٣، ص١١٩ =

٦٤٧

هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمه جيداء بنت خالد بن جابر بن أبي حبيب بن فهم. كان زيد بن عمرو أحد من اعتزل عبادة الأوثان، وامتنع من أكل ذبائحهم، وكان يقول: يا معشر قريش أيرسل الله مطر السماء، وينبت بقل الأرض، ويخلق السائمة(١) فترعى فيه وتذبحوها لغيره، والله ما أعلم على ظهر الأرض أحداً على دين إبراهيم غيري.

كان الخطَّاب بن نفيل أبا عمر قد أخرج زيد بن عمرو من مكة وجماعة من قريش ومنعوه ان يدخلها حين فارق أهل الأوثان، وكان أشدهم عليه الخطاب بن نفيل. وكان عمرو إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال: لبيك حقاً حقاً، تعبداً ورقاً، البر أرجو لا الخال(٢) وهو مهجّر(٣)

__________________

= ١٢١.

١ - السائمة: للشاة.

٢ - الخال: الخيلاء والكبرياء.

٣ - مهجّر: سار في الهاجرة: أي نصف النهار =

٦٤٨

كمن قال(١) ، ثم يقول:

عدت بما عاد به إبراهيم

مستقبل الكعبة وهو قائم

يقول أنفي لك عان راغم

سهماً تجشمني فإني جاشم(٢)

قيل: ان زيد بن عمرو خرج إلى الشام يسأل عن الدين، ويتبعه، فلقي عالماً من اليهود، فسأله عن دينهم، فقال: لعلي أدين بدينكم فاخبرني بدينكم، فقال اليهودي: إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله، فقال زيد

__________________

= عند اشتدادها.

١ - قال: تظلل وتفيأ.

٢ - أي كلفني على مشقة، مسند أبي داود الطيالسي: ص٣٢، المعجم الكبير للطبراني: ج١، ص١٥٢، دلائل النبوة للأصبهاني: ص٨٠ ، الفايق في غريب الحديث للزمخشري: ج٣، ص١٨٤، التبيان للطوسي: ج١، ص٤٤٩ (بخلاف بسيط)، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج١٩، ص٤٩٦، أسد الغابة لابن الأثير: ج٢، ص٢٣٨، البداية والنهاية: ج٢، ص٢٩٨، سيرة ابن هشام الحميري: ج١، ص١٥١، السيرة النبوية لابن كثير: ج١، ص١٥٧.

٦٤٩

بن عمرو: لا أفر من غضب الله، وما أحمل من غضب الله شيئاً أبداً وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلمه إلا ان يكون حنيفاً، فقال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، فخرج من عنده وتركه، فأتى عالماً من علماء النصارى فقال له نحواً مما قال لليهودي، فقال له النصراني: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، فقال: إني لا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئاً أبداً وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ فقال له نحواً مما قال اليهودي: لا أعلمه إلا ان يكون حنيفاً، فخرج من عندهما وقد رضي بما أخبراه واتفقا عليه من دين إبراهيم، فلما برز رفع يديه وقال: الله [إني] على دين إبراهيم. وله:

أسلمت وجهي لمن أسلمت

له المزن تحمل عذباً زلالا

وأسلمت وجهي لمن أسلمت

له الأرض تحمل صخراً ثقالا

٦٥٠

دحاها فلما استوت شدها

سواءً وأرسى عليها الجبالا(١)

زيد بن وهب الجهني الكوفي

من الرواة وأحد رجال الصحاح الست، اشتغل بجمع ونشر خطب وأقوال الإمام عليعليه‌السلام كان من سكان الكوفة مصاحباً لعليعليه‌السلام واشترك مع الإمام في حروبه، وقد أثنى عليه الرجاليون واعتبروه في الزمرة الموثقة وعنه كتب الشيخ الطوسي:

له كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام على المنابر في الجُمع والأعياد وغيرها.

وعبر موارد عديدة من كتاب ((صفين)) القيَّم نستدل على حضور زيد بن وهب في حرب صفين، وقد نقل نصر بن مزاحم عدداً

__________________

١ - تفسير القرطبي: ج١٩، ص٢٠٥، فتح القدير للشوكاني: ج٥، ص٣٧٩، تاريخ مدينة دمشق: ج١٩، ٥١٦، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج١، ص١٣٣، البداية والنهاية لابن كثير: ج٢، ص٣٠٠، السيرة النبوية لابن كثير: ج١، ص١٦٣.

٦٥١

من خطب الإمام عليعليه‌السلام وأقوال الآخرين في هذه المعركة عبر زيد. وقد ذكر الرجالي الكبير العلامة آقا بزرگ الطهراني هذه الصحيفة وعلق عليها بالرجوع إلى المصادر المتعددة(١) .

__________________

١ - معجم أحاديث البحار : ص ٣٤

٦٥٢

٦٥٣

حرف السين

٦٥٤

سبط ابن الجوزي

أبو المظفر يوسف بن قزغلي البغدادي.

كان عالماً فاضلاً مؤرخاً كاملاً له كتاب تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمةعليهم‌السلام ومرآة الزمان في تاريخ الأعيان في نحو أربعين مجلداً.

عن الذهبي قال: يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة بل يبخس ويجازف ثم انه يترفض(١) .

قال ابن خلكان في أحوال الوزير عون الدين أبي المظفر يحيى بن هبيرة بن محمد بن هبيرة الشيباني الأديب الفاضل الذي كان وزيراً في أيام المقتفى لأمر

__________________

١ - وقد علّق الحاج خليفة على قول الذهبي: ((هذا من الحسد، فإنه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لاسيما الذهبي والصفدي، فإن قولهما منه في تاريخهما)) فظهر ان لا ذنب له إلا ((الترفض))!! راجع كشف الظنون: ج٢، ص١٦٤٧.

٦٥٥

الله والمستنجد بالله توفي سنة ٥٦٠ ما هذا لفظه: وذكر الشيخ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلى بن عبد الله سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي في تاريخه الذي سماه مرآة الزمان ورأيته بدمشق في أربعين مجلداً وجميعه بخطه وكان أبوه قزغلى مملوك عون الدين بن هبيرة المذكور وزوجه بنت الشيخ جمال الدين أبي الفرج المذكور فأولدها شمس الدين فولاؤه له.

توفي سنة ٦٥٤ بدمشق ودفن في جبل قاسيون(١) .

السدي

أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب التبيان وغيره كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٠٥ - ٣٠٦.

٦٥٦

الشيخ في أصحاب السجاد والباقرينعليهم‌السلام وعن ابن حجر انه صدوق متهم رمى بالتشيع من الرابعة.

وعن السيوطي انه قال في الإتقان أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي، روى عنه الأئمةعليهم‌السلام مثل الثوري وشعبة انتهى.

أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن عليعليه‌السلام

توفي في حدود سنة ١٢٨ وهو السدى الكبير والسدى الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي(١) .

السريعي

روى أصحابنا: ان أبا محمد الحسن السريعي كان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمدعليهم‌السلام ، وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه من قبل صاحب الزمانعليه‌السلام

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣١١

٦٥٧

وكذب على الله وحججهعليهم‌السلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء، ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد، وكذلك كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسنعليه‌السلام ، فلما توفي ادعى البابية لصاحب الزمان، ففضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والغلو والتناسخ، وكان يدعي انه رسول نبي أرسله علي بن محمدعليه‌السلام ، ويقول بالإباحة للمحارم، وكان أيضاً من جملة الغلاة أحمد بن هلال الكرخي، وقد كان من قبل في عدد أصحاب أبي محمدعليه‌السلام ، ثم تغير عما كان عليه وأنكر بابية أبي جعفر محمد بن عثمان، فخرج التوقيع بلعنه من قبل صاحب الأمر والزمان وبالبراءة منه، في جملة من لعن وتبرأ منه.

وكذا كان أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، والحسين بن منصور الحلاج، ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري، لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً، على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (ره) ونسخته:

٦٥٨

((عرَّف أطال الله بقاك! وعرفك الله الخير كله وختم به عملك، من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أدام الله سعادتهم: بأن (محمد بن علي المعروف بالشلمغاني) عجل الله له النقمة ولا أمهله، قد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى، وافترى كذباً وزوراً، وقال بهتاناً وإثماً عظيماً، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً.

وانا برئنا إلى الله تعالى والى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه، ولعناه عليه لعاين الله تترى، في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى كل من شايعه وبلغه هذا القول منا فأقام على تولاه بعده.

اعلمهم تولاك الله! اننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه، من: (السريعي، والنميري، والهلالي، والبلالي) وغيرهم. وعادة الله جل ثناؤه مع ذلك قبله وبعده

٦٥٩

عندنا جميلة، وبه نثق وإياه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل))(١) .

قال الشيخ الطوسىرحمه‌الله :

((ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله)) أولهم المعروف بالسريعي (أخبرنا) جماعة عن أبي محمد التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام (قال): كان السريعى يكنى: ب‍ (أبي محمد) (قال) هارون: وأظن اسمه كان (الحسن)، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد ثم الحسن بن علي بعدهعليهم‌السلام (٢)

وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه، ولم يكن أهلاً له، وكذب على الله وعلى حججهعليه‌السلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم، وما هم منه براء، فلعنته الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الإمامعليه‌السلام بلعنه والبراءة منه.

(قال) هارون: ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد.

__________________

١ - الاحتجاج: ج٢، ص٢٨٩ - ٢٩٠.

٢ - الغيبة للطوسي: ص٢٤٤.

٦٦٠

(قال) وكل هؤلاء المدعين انما يكون كذبهم أولاً على الإمام وانهم وكلاؤه، فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم، ثم يترقى الأمر بهم إلى قول الحلاجية كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغانى ونظرائه عليهم جميعاً لعائن الله تترى.

(ومنهم): محمد بن نصير النميري (قال ابن نوح): اخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد (قال): كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام فلما توفى أبو محمد ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان انه صاحب إمام الزمان، وادعى له البابية، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والجهل، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبريه منه، واحتجابه عنه، وادعى ذلك الأمر بعد السريعى.

(قال أبو طالب الأنباري) لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر رضي الله عنه وتبرأ منه، فبلغه ذلك فقصد أبا جعفر رضي الله عنه ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر إليه فلم يأذن له وحجبه

٦٦١

ورده خائباً.

(وقال) سعد بن عبد الله. كان محمد بن نصير النميري يدعي انه رسول نبي وان علي بن محمدعليه‌السلام أرسله، وكان يقول بالتناسخ، ويغلو في أبي الحسنعليه‌السلام ويقول فيه بالربوبية، ويقول بالإباحة للمحارم، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضاً في أدبارهم، ويزعم: ان ذلك من التواضع والإخبات والتذلل في المفعول به، وانه من الفاعل إحدى الشهوات والطيبات، وان الله عز وجل لا يحرم شيئاً من ذلك، وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوى أسبابه ويعضده.

(اخبرني) بذلك عن محمد بن نصير أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان: انه رآه عياناً وغلام على ظهره.

(قال): فلقيته فعاتبته على ذلك فقال: ان هذا من اللذات، وهو من التواضع لله وترك التجبر.

(قال) سعد: فلما اعتل محمد بن نصير العلة التي توفي فيها، قيل له وهو مثقل اللسان: لمن هذا الأمر من بعدك؟

فقال بلسان ضعيف ملجاج: أحمد فلم

٦٦٢

يدروا من هو، فافترقوا بعده ثلاث فرق(١) .

__________________

١ - الاحتجاج: ج٢، ص ٢٩٠ - الهامش.

٦٦٣

سعد بن أبي وقاص

سعد بن أبي وقاص، لما أنهي إليه ان علياً صلوات الله عليه قتل ذا الثدية أخذه ما قدم وما أخر وقلق ونزق وقال: والله لو علمت ان ذلك كذلك لمشيت إليه ولو حبواً. ولما قدم معاوية دخل إليه سعد وقال له يا أبا إسحاق ما الذي منعك ان تعينني على الطلب بدم الإمام المظلوم؟ فقال: كنت أقاتل معك علياً وقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى فقال: أنت سمعت هذا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: نعم وإلا صمتا قال: أنت الآن أقل عذراً في القعود عن النصرة فوالله لو سمعت هذا من رسول الله ما قاتلته(١) .

وكان سعد بن أبي وقاص من قادة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزواته لكنه اعتزل ولم يبايع علياًعليه‌السلام فيمن اعتزل والذين قال عنهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل.

__________________

١ - علل الشرائع للصدوق : ج ١ ، ص ٢٦٠

٦٦٤

سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي

قال الشيخ في باب أصحاب العسكري : ص ٤٣٨: ((عاصرهعليه‌السلام ولم أعلم انه روى عنه)).

وقال العلامة في القسم الأول من الخلاصة: ص ٧٨: ((يكنى أبا القاسم، جليل القدر واسع الأخبار، كثير التصانيف، ثقة، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجيهها ولقي مولانا أبا محمد العسكريعليه‌السلام

توفي سعدرحمه‌الله سنة إحدى وثلاثمائة. وقيل: سنة تسع وتسعين ومائتين. وقيل: ماترحمه‌الله يوم الأربعاء لسبع وعشرين من شوال سنة ثلاثمائة، في ولاية رستم(١) .

سعد بن معاذ

أنزل الله في بني قريظة:( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ

__________________

١ - الاحتجاج للطبرسي : ج٢، ص ٢٦٨ ، الهامش.

٦٦٥

وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (١) )

لما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة (بعد حرب الأحزاب) واللواء معقود أراد ان يغتسل من الغبار فناداه جبرائيل عذيرك من محارب! والله ما وضعت الملائكة لامتها فكيف تضع لامتك! ان الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة فاني متقدمك ومزلزل بهم حصنهم إنا كنا في آثار القوم نزجرهم زجراً حتى بلغوا حمراء الأسد فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستقبله حارثة بن نعمان فقال له: ما الخبر يا حارثة؟ قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله هذا دحية الكلبي ينادي في الناس ألا لا يصلين العصر أحد إلا في بني قريظة، فقال: ذاك جبرائيل ادع لي علياً فجاء عليعليه‌السلام فقال له: ناد في الناس لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فجاء أمير

__________________

١ - ( الأحزاب : ٢٦ - ٢٧ )

٦٦٦

المؤمنينعليه‌السلام فنادى فيهم، فخرج الناس فبادروا إلى بني قريظة وخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام بين يديه مع الراية العظمى وكان حي بن أخطب لما انهزمت قريش جاء فدخل حصن بني قريظة، فجاء أمير المؤمنينعليه‌السلام وأحاط بحصنهم فأشرف عليهم كعب بن اسيد من الحصن يشتمهم ويشتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأقبل رسول الله على حمار فاستقبله أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا تدن من الحصن، فقال رسول الله يا علي لعلهم شتموني انهم لو قد رأوني لأذلهم الله ثم دنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حصنهم فقال: يا أخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت! أتشتموني إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحهم، فأشرف عليهم كعب بن اسيد من الحصن فقال: والله يا أبا القاسم! ما كنت جهولاً فاستحيي رسول الله حتى سقط الرداء من ظهره حياء مما قاله، وكان حول الحصن نخل كثير فأشار إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده فتباعد عنه وتفرق في المفازة وأنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العسكر حول حصنهم فحاصرهم ثلاثة أيام فلم

٦٦٧

يطلع أحد منهم رأسه، فلما كان بعد ثلاثة أيام نزل إليه غزال بن شمول فقال: يا محمد! تعطينا ما أعطيت إخواننا من بني النضير أحقن دماءنا ونخلي لك البلاد وما فيها ولا نكتمك شيئاً، فقال: لا أو تنزلون على حكمي؟ فرجع وبقوا أياماً فبكت النساء والصبيان إليهم وجزعوا جزعاً شديداً، فلما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمر بالرجال فكتفوا وكانوا سبعمائة وأمر بالنساء فعزلن وقامت الأوس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا يا رسول الله حلفاءنا وموالينا من دون الناس نصرونا على الخزرج في المواطن كلها وقد وهبت لعبد الله بن أبي سبع مائة ذراع وثلاثمائة حاسر في صحيفة واحدة ولسنا نحن بأقل من عبد الله بن أبي، فلما أكثروا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لهم:

أما ترضون ان يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم؟ فقالوا: بلى فمن هو؟ قال: سعد بن معاذ قالوا: قد رضينا بحكمه فأتوا به في محفة واجتمعت الأوس حوله

٦٦٨

يقولون له: يا أبا عمرو اتق الله وأحسن في حلفائك ومواليك فقد نصرونا ببغات والحدايق والمواطن كلها، فلما أكثروا عليه قال لقد آن لسعد ان لا يأخذه في الله لومة لائم، فقالت الأوس واقوماه ذهبت والله بنو قريظة وبكت النساء والصبيان إلى سعد، فلما سكتوا قال لهم سعد: يا معشر اليهود أرضيتم بحكمي فيكم؟ فقالوا: بلى قد رضينا بحكمك وقد رجونا نصفك ومعروفك وحسن نظرك، فعاد عليهم القول فقالوا بلى يا أبا عمرو! فالتفت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إجلالاً له، فقال: ما ترى بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: احكم فيهم يا سعد! فقد رضيت بحكمك فيهم، فقال: قد حكمت يا رسول الله ان تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وذراريهم وتقسم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والأنصار فقام رسول الله فقال قد حكمت بحكم الله من فوق سبع رقعة ثم انفجر جرح سعد بن معاذ فما زال ينزف الدم حتى قضى، وساقوا الأسارى إلى المدينة وأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأخدود فحفرت بالبقيع فلما أمسى أمر بإخراج رجل

٦٦٩

رجل فكان يضرب عنقه.

فقال حي بن اخطب لكعب بن اسيد: ما ترى ما يصنع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهم؟ فقال له: ما يسوءك أما ترى الداعي لا يقلع والذي يذهب لا يرجع فعليكم بالصبر والثبات على دينكم، فأخرج كعب بن اسيد مجموعة يديه إلى عنقه وكان جميلاً وسيماً فلما نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له يا كعب أما نفعتك وصية ابن الحواس الحبر الذكي الذي قدم عليكم من الشام فقال تركت الخمر والخنزير وجئت إلى البؤس والتمور لنبي يبعث مخرجه بمكة ومهاجرته في هذه البحيرة يجتزى بالكسيرات والتميرات ويركب الحمار العري في عينيه حمرة بين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى منكم يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر، فقال: قد كان ذلك يا محمد! ولولا ان اليهود يعيروني اني جزعت عند القتل لآمنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهود عليه أحيى وعليه أموت; فقال رسول الله: قدموه فاضربوا عنقه، فضربت ثم قدم حي بن اخطب فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

٦٧٠

يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك؟ فقال والله يا محمد! ما ألوم نفسي في عداوتك ولقد قلقلت كل مقلقل وجهدت كل الجهد ولكن من يخذل الله يخذل، ثم قال حين قدم للقتل:

لعمرك ما لام ابن اخطب نفسه

ولكنه من يخذل الله يخذل

فقدم وضرب عنقه فقتلهم رسول الله في البردين بالغداة والعشي في ثلاثة أيام وكان يقول: اسقوهم العذب واطعموهم الطيب واحسنوا إلى أسراهم، حتى قتلهم كلهم وأنزل الله على رسوله:( وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (١) )

__________________

١ - تفسير القمي علي بن إبراهيم: ج٢، ص١٨٩ - ١٩٢، تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي: ج٤، ص٢٦٣، بحار الأنوار للمجلسي: ج٢٠، ص٢٣٦.

٦٧١

سعيد بن جبير

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال قال:

اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت: أنا أسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فلما دخلت ابتدأني فقال: رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا.

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ارتد الناس بعد الحسينعليه‌السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم، ثم إن الناس لحقوا وكثروا.

سعيد بن العاص

يكنى أبا عثمان، كان سعيد من سادات بني أمية، قتل أبوه العاص بن سعيد مشركاً في بدر، وكان سعيد غلاماً فكساه النبي جبة وإليه تنسب الثياب

٦٧٢

السعيدية، وهو أول من خش(١) الأبل في العظم.

مات سنة ٥٩هـ / ٦٧٨م(٢) .

جاء في قصص العرب(٣) تحت عنوان فقير عند سعيد بن العاص ما يلي:

قدم سعيد بن العاص(٤) الكوفة عاملاً عليها؛ فكانت له موائد يغشاها الأشراف والقرّاء فكان فيمن يغشى موائده رجل من القرّاء فقير؛ فقالت له امرأته يوماً: ويحك! انه يبلغنا عن أميرنا هنا كرم وجود(٥) ، فاذكر له بعض ما نحن فيه.

فتعشى عنده ذات ليلة، فلما انصرف الناس ثبت الرجل، فقال له سعيد: إني

__________________

١ - جاء في لسان العرب باب خشش: يقال لما يدخل في أنف البعير خشاشٌ لأنه يخش فيه، أي يدخل.

٢ - البيان والتبيين للجاحظ: ج٢، ص٧٣، الهامش.

٣ - قصص العرب: ج١، ص٣٠١.

٤ - سعيد بن العاص توفي سنة ٥٩هـ

٥ - إذا كان من ماله فهو إسراف وإن كان من بيت المال فهو حرام.

٦٧٣

قد أرى جلوسك، وما جلست إلا ولك حاجة، فاذكرها، رحمك الله، فتعقد الرجل وتلعثم، فقال سعيد لغلمانه: تنحّوا، ثم قال له: رحمك الله لم يبق إلا أنا وأنت، فاذكر حاجتك، فتعقد أيضاً وتعصّى، فنفخ سعيد المصباح فأطفأه، ثم قال له: رحمك الله، انك لست ترى وجهي، فاذكر حاجتك، قال: أصلح الله الأمير، أصابتنا حاجة فأحببت ذكرها لك، قال له: إذا أصبحت فالق فلاناً وكيلي(١) .

إلى ان قال: فوجه معه نبلائه من السودان يحمل كل واحد بدرة(٢) على عاتقه، حتى أوردها منزله.

__________________

١ - حينما رآه هكذا غلبه الحياء أمام الأمير حتى انه أطفأ الضياء فقال حاجته، فلماذا تذهب ماء وجهه أيها الأمير أمام وكيلك وهو يأبى ذكر حاجته لك. في حين كان أهل البيتعليهم‌السلام يعطون أعطياتهم للمحتاجين من أيديهم ومن خلف الباب (باب دورهم هم أي المحتاجين) فالإمام يذهب ليلته ليوزع العطاءات، ويمنع المعطى له من ان يرى وجهه كي لا يذهب ماء وجهه.

٢ - البدرة: الصرة من الدراهم.

٦٧٤

فأطلق وكاء(١) بدرة منها، ووهب لهم منها دريهمات، وقال: انصرفوا، قالوا: إلى أين؟ ما حمل له مملوك قط هدية، فرجع في ملكه.

أقول (المؤلف): هكذا يتصرف الأمويون في بيت المال ويبذخون به إلى أتباعهم وعبّاد طريقتهم مما يظهر للجاهل ان فيهم كرم وسخاء، في حين انهم منعوا حتى العطاء على أهل بيت رسول الله بعد ان غصبوا منهم فدكاً التي كانت تدرّ إلى ما شاء الله من خيرات. فإنهم سرقوا وغصبوا أموال آل بيت المصطفى لينفقوها على مرتزقتهم وحاشيتهم والمتملقين لهم من الشعراء والقرّاء والقرآن يقول:( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢) ) ، والحديث يقول: رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، نعم الشعر إذا كان في مدح الظالم والقراءة إذا كانت للتقرب من الحاكم دونما العمل بما جاء في القرآن من نصرة الحق ونصرة

__________________

١ - الوكاء : الرباط

٢ - ( الشعراء : ٢٢٤ )

٦٧٥

المظلوم ومحاربة الظالم، فإنها تكون هكذا حسب الروايات، وهكذا نقرأ في نفس المصدر ما يلي:

حبس معاوية عن الحسين بن علي صِلاته حتى ضاقت عليه حاله. والحسين هو ريحانة رسول الله وابن فاطمة التي هي فلذة كبده، وعبر عنها بأنها أم أبيها(١) .

وجاء في قصص العرب:

يُعشي الناس بالمدينة، والناس يخرجون أولاً أولاً، إذ نظر على بساطه إلى رجل قبيح المنظر، رث الهيئة، جالس مع أصحاب سمره، فذهب الشرط يقيمونه، فأبى ان يقوم، وحانت من سعيد التفاتة؛ فقال: دعوا الرجل، فتركوه، وخاضوا في أحاديث العرب وأشعارها كلياً، فقال لهم الحطيئة(٢) ،

__________________

١ - م. س: القصة ٨٤، ص٢١٤.

٢ - الحطيئة: هو أبو مليكة جروى بن أوس بن مالك العبسي، أحد الهجائين والمداجين المجيدين، عاش مدة في الجاهلية وجاء الإسلام فأسلم ومات سنة ٥٩هـ

٦٧٦

والله ما أصبتم جيد الشعر ولا شاعر العرب، فقال له سعيد، أتعرف من ذلك شيئاً، قال: نعم، قال: فمن أشعر العرب؟ قال: الذي يقول:

لا أعدّ الأقتار عُدماً ولكن

فقد من رزئته الإعدام

وأنشد القصيدة حتى أتى عليها.

فقال له: من يقولها؟ قال: أبو داود الأيادي، قال: ثم مَن؟ قال: الذي يقول:

أفلح بما شئت فقد يُدرَك بالجهل

وقد يُخدّع(١) الأريب

ثم أنشدها حتى فرغ منها؛ قال: ومن يقولها؟ قال: عبيد بن الأبرص، قال: ثم مَن؟ قال: لحسيك بن عبد رغبة أو رهبة إذا رفعت إحدى رجليّ على الأخرى، ثم عويت في إثر القوافي عواء الفصيل الصادي؛ قال: ومن أنت؟ قال: الحطيئة، فرحّب به سعيد، ثم قال: أسأت بكتماننا نفسك منذ الليلة ووصله وكساه(٢) .

__________________

١ - رجل مخدّع: خدع مراراً.

٢ - قصص العرب: ج١، القصة رقم ٨٧

٦٧٧

سعيد بن خالد

جاء في شرح نهج البلاغة:

وروى الهيثم بن عدى عن مسعر بن كدام، قال: حدثنى سعيد بن خالد الجدلي قال:

لما قدم عبد الملك الكوفة بعد قتل مصعب دعا الناس يعرضهم على فرائضهم، فحضرنا بين يديه، فقال: من القوم؟ قلنا: جديلة، فقال جديلة عدوان؟ قلنا: نعم، فأنشد:

عذير الحى من عدوان

كانوا حية الأرض

بغى بعضهم بعضاً

فلم يرعوا على بعض

ومنهم كانت السادا

ـت والموفون بالقرض

ومنهم حكم يقضى

فلا ينقض ما يقضى

ومنهم من يجيز النا

س بالسنة والفرض

ثم أقبل على رجل منا وسيم جسيم قدمناه أمامنا، فقال: أيكم يقول هذا الشعر؟ قال: لا أدرى، فقلت أنا من خلفه: يقوله ذو الإصبع، فتركني وأقبل على ذلك الرجل الجسيم، فقال: ما كان اسم ذي الإصبع؟ قال: لا أدرى، فقلت أنا من خلفه: اسمه حرثان، فتركني وأقبل عليه، فقال له: ولم سمى ذا الإصبع؟

٦٧٨

قال: لا أدرى، فقلت أنا من خلفه: نهشته حية في إصبعه، فأقبل عليه وتركني، فقال: من أيكم كان؟ فقال: لا أدرى فقلت أنا من خلفه: من بنى تاج الذين يقول الشاعر فيهم:

فأما بنو تاج فلا تذكرنهم

ولا تتبعن عيناك من كان هالكا

فأقبل على الجسيم، فقال: كم عطاؤك؟ قال: سبعمائة درهم، فأقبل على، وقال: وكم عطاؤك أنت: قلت أربعمائة، فقال: يا أبا الزعيزعة، حط من عطاء هذا ثلاثمائة، وزدها في عطاء هذا، فرحت وعطائي سبعمائة وعطاؤه أربعمائة(١)

سعيد بن المسيب

كان أفقه أهل الحجاز، وأعبر الناس للرؤيا، وقد جمع بين الحديث والفقه والنسك والتعبير.

ولد سنة ١٣هـ، ٦٣٤م، ومات سنة

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج١٨، ص٩٥.

٦٧٩

٩٤هـ، ٧١٢م(١) .

__________________

١ - البيان والتبيين للجاحظ: ج٣، ص١٠٦، الهامش.

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750