رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ5%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14307 / تحميل: 1689
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

بيت نبيك؟ وما زهدك في نصرتهم؟

فقال: يا أمير المؤمنين، لا تردن الأمور على أعقابها، ولا تؤنبني بما مضى منها، واستبق مودتي تخلص لك نصيحتي، فقد بقيت أمور تعرف فيها عدوك من وليك.

فسكت عنه، وجلس سليمان قليلاً، ثم نهض، فخرج إلى الحسن بن علىعليه‌السلام ، وهو قاعد في باب المسجد، فقال: ألا أعجبك من أمير المؤمنين، وما لقيت منه من التوبيخ والتبكيت؟ فقال الحسن: إنما يعاتب من ترجى مودته ونصيحته، فقال: لقد وثبت أمور ستشرع فيها القنا، وتنتضى فيها السيوف، ويحتاج فيها إلى أشباهي، فلا تستغشوا عتبى، ولا تتهموا نصحي.

فقال الحسن: رحمك الله، ما أنت عندنا بظنين(١) .

[وقد قيل: العتاب يذهب بالضغينة]

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٣، ص١٠٥ - ١٠٦. عن وقعة صفين لابن مزاحم المنقري: ص٦.

٧٠١

وقد تحقق ما تنبأ به سليمان بن صرد وما كان لهم من مواقف جليلة في نصرة الحسينعليه‌السلام ورسوله مسلم بن عقيل في الكوفة ما عوض ما سبق من تقصيره في نصرة عليعليه‌السلام في حرب الجمل، وكما قيل: وإن غداً لناظره لقريب.

سليم بن قيس العامري الهلالي

من المحدّثين الموثقين، له نور يعلوه، وهو من خواص الإمام عليعليه‌السلام ، ترك أثراً كبيراً وبارزاً وقد ذهب البعض إلى اعتباره أول من صنف في الشيعة وذهب آخرون إلى توجيه هذه التسمية إلى توغله وخوضه العميقين.

على أية حال المتبحر الكبير في علم الكتاب ابن النديم يقول:

قال محمد بن إسحاق: من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، سليم بن قيس الهلالي، وكان هارباً من الحجاج لأنه طلبه ليقتله، فلجأ إلى أبان بن عياش، فآواه، فلما حضرته الوفاة قال لأبان: ان لك علي حقاً وقد حضرتني الوفاة يا بن أخي، انه كان من أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيت

٧٠٢

وكيت وأعطاه كتاباً وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور، رواه عنه أبان بن عياش لم يرو عنه غيره، وقال أبان في حديثه: وكان قيس شيخاً له نور يعلوه، وأول كتاب ظهر للشيعة، كتاب سليم بن قيس الهلالي(١) .

ذكره النجاشي في المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالح، وقال: له كتاب، وكذلك ذكره الطوسي في الفهرست وقال: له كتاب أخبرنا به ابن أبي حيدر...

وقال النعماني:

ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمةعليهم‌السلام خلاف في كتاب سليم بن قيس الهلالي أصله من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيتعليهم‌السلام وأقدمها لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام وسمع منهما وهو من الأصول التي ترجع إليها الشيعة

__________________

١ - فهرست ابن النديم البغدادي : ص ٢٧٥

٧٠٣

ويعول عليها.

كان كتاب سليم من الآثار المشهورة والمتداولة في صدر الإسلام، وقد جاء ذكره في كتب الرجال والفهارس وصرّح بأقدميته، وقد أكد المؤلفون المعاصرون على هذا الأمر واعتبروه من أقدم الآثار الشيعية المدونة.

قال الدكتور شوقي ضيف:

ويظهر ان أول من ألف سليم بن قيس الهلالي معاصر الحجاج ويعد هذا الكتاب من الكتب المشهورة والمتداولة اليوم وقد أعيدت طباعته مرات عديدة سنشير إلى طبعتين رئيسيتين:

١ - طبعة النجف وهو بمقدمة مفصلة وقيمة من المحقق الكبير المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم وقد أعيد طباعته بالأفسيت في بيروت مراراً.

٢ - طبعة قم، حققها وعلّق عليها وقدم لها السيد علاء الدين الموسوي وتمتاز هذه الطبعة بإضافة إلى مقدمتها التحقيقية حول ماهية الكتاب بهوامش قيمة.

على أية حال فإن الموجود بين أيدي

٧٠٤

الناس، غير مقبول في إطلاقه، نفيه ما هو باطل بالبداهة عند الشيعة وعقيدتهم، وعليه فالكتاب الموجود يعد مدسوساً فيه على أقل تقدير فهو خليط من الغث والسمين(١) .

__________________

١ - المعجم المفهرس لأحاديث البحار: ص٣٣.

٧٠٥

سمرة بن جندب

وروى الأعمش، عن أبي صالح، قال: قيل لنا: قد قدم رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأتيناه فإذا هو سمرة بن جندب، وإذا عند إحدى رجليه خمر، وعند الأخرى ثلج، فقلنا: ما هذا؟ قالوا: به النقرس، وإذا قوم قد أتوه، فقالوا يا سمرة، ما تقول لربك غداً؟ تؤتى بالرجل فيقال لك: هو من الخوارج فتأمر بقتله، ثم تؤتى بآخر فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته، فشبه علينا، وإنما الخارجي هذا، فتأمر بقتل الثاني! فقال سمرة: وأي بأس في ذلك! إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار(١) !

وروى شريك قال: أخبرنا عبد الله بن

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٤، ص٧٧، ودراسات في الحديث والمحدّثين: ص١٠٣.

٧٠٦

سعد عن حجر بن عدي، قال: قدمت المدينة فجلست إلى أبي هريرة، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: ما فعل سمرة بن جندب؟ قلت: هو حي، قال: ما أحد أحب إلي طول حياة منه، قلت: ولم ذاك؟ قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: ((آخركم موتاً في النار)) فسبقنا حذيفة وأنا الآن أتمنى ان أسبقه، قال: فبقي سمرة بن جندب حتى شهد مقتل الحسين(١) .

وروى أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام، قال: كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسينعليه‌السلام إلى الكوفة، على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسينعليه‌السلام وقتاله(٢) .

سهل بن هارون

سهل بن هارون بن راهبون، ويكنى أبا

__________________

١ - فرحة الغري، السيد عبد الكريم بن طاووس: ص٤٧.

٢ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٤، ص٧٨.

٧٠٧

عمر، أصله من نيسابور ونزل البصرة، وتفرد في زمانه بالبلاغة والحكمة وسعة البيان، أعجب المأمون ببلاغته وعقله فولاه خزانة الحكمة، وهي التي كانت تحوي كتب الفلاسفة التي نقلت للمأمون من جزيرة قبرص. صنف كتباً كثيرة عارض بها كتب الأوائل حتى لقب ((بزرجمهر الإسلام)) وله نظم جيد ونثر فائق.

له رسالة في البخل هي آية من الآيات، وكان بخيلاً ظريفاً، وله في البخل نوادر معجبة(١) .

سيبويه

أبو الحسن، أو أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البيضاوي العراقي البصري النحوي المشتهر كلامه وكتابه في الآفاق الذي قال في حقه العلامة الطباطبائي بحر العلومرحمه‌الله تعالى ان المتقدمين والمتأخرين وجميع الناس في النحو عيال عليه.

__________________

١ - البيان والتبيين: ج١، ص٥٥، الهامش.

٧٠٨

أخذ عن الخليل ويونس والأخفش وعيسى بن عمر ولكن جميع حكاياته عن الخليل وقد كثرت كلمات علماء النحو في مدح كتابه المسمى الكتاب ولهم عليه شروح وتعليقات وردود نشأت من اعتنائهم واشتغالهم به وقصة وروده بغداد ومناظرته مع الكسائي معروفة وعبر صاحب بحار الأنوار عنه في آية الوضوء بالمعاند للحق وأهله فراجع كتاب الطهارة منه ص ٥٨.

قالوا توفي بشيراز بمدينة ساوة وقبره بها.

وكان شاباً نظيفاً جميلاً أبيضاً مشرباً بحمرة كأن خدوده لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لأن التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته.

أقول وقد يلقب بسيبويه غيره فعن كتاب الصبح المنبي قال: حدث محمد بن الحسن الخوارزمي قال: مررت بمحمد بن موسى الملقب بسيبويه بن الموسى وهو يقول مدح الناس المتنبي على قوله:

٧٠٩

ومن نكد على الحر أن يرى

عدواً له ما من صداقته بد(١)

ولو قال ما من مداراته أو مداجاته بد لكان أحسن وأجود قال: واجتاز المتنبي به فوقف عليه وقال: أيها الشيخ أحب ان أراك قال له: رعاك الله وحياك فقال بلغني انك أنكرت علي قولي عدواً له ما من صداقته بد فما كان الصواب عندك؟ فقال ان الصداقة مشتقة من الصدق في المودة ولا يسمى الصديق صديقاً وهو كاذب في مودته فالصداقة إذن ضد العداوة ولا موقع لها في هذا الموضع ولو قلت ما من مداراته أو مداجاته لأصبت(٢) .

__________________

١ - البداية والنهاية: ج١١، ص٢٩٢.

٢ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٢٩ - ٣٣٠.

٧١٠

سيف الدولة الحمداني

أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان.

قال ابن خلكان قال أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر: (كان بنو حمدان ملوكاً أوجههم للصباحة وألسنتهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة وسيف الدولة مشهور بسيادتهم وواسطة قلادتهم(١) وحضْرته مقصد الوفود ومطلع الجود وقبلة الآمال ومحط الرحال وموسم الأدباء وحلبة الشعراء ويقال انه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر وانما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها.

وكان أديباً شاعراً محباً لجيد الشعر شديد الاهتزاز له وكان كل من أبي محمد عبد الله بن محمد الفياض الكاتب وأبي

__________________

١ - تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج٤٣، ص٢٢.

٧١١

الحسن علي بن محمد الشمشاطي قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت وكانت لسيف الدولة جارية من بنات ملوك الروم في غاية الجمال فحسدها بقية الحظايا لقربها منه ومحلها من قلبه وعزَمْنَ على إيقاع مكروه بها من سم أو غيره فبلغه الخبر وخاف عليها فنقلها إلى بعض الحصون احتياطاً وقال:

راقبتني العيون فيك فأشفق

ـت ولم أخل قط من إشفاق

ورأيت العدو يحسدني فيـ

ـك مجداً بأنفس الأعلاق

فتمنيت ان تكوني بعيداً

والذي بيننا من الود باق

رب هجر يكون من خوف هجر

وفراق يكون خوف فراق

وأخبار سيف الدولة كثيرة خصوصاً مع الشعراء خصوصاً مع المتنبي والسرى الرفاء والنامي والببغاء والوأواء وتلك الطبقة.

كانت ولادته ١٧ حج سنة ٣٠٣ ووفاته سنة ٣٥٦ وملك حلب في سنة ٣٣٣ وكان

٧١٢

قبل ذلك مالك واسط وتلك النواحي وتقلبت الأحوال وانتقل إلى الشام وملك دمشق أيضاً وكثيراً من بلاد الشام والجزيرة وغزواته مع الروم مشهورة وللمتنبي في أكثر الوقائع قصائدرحمه‌الله تعالى ويأتي في ناصر الدولة ما يتعلق به. وهو غير سيف الدولة صدقة بن منصور المزيدي الأسدي الذي كان من أمراء الشيعة الإمامية وبنى مدينة الحلة في سنة ٤٩٥ كما تقدم في الحلي وكان يقال له ملك العرب وكان ذا بأس وسطوة وهيبة ونافر السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي وفضت الحال إلى الحرب فتلاقيا عند النعمانية وقتل الأمير صدقة في المعركة وكان ذلك في آخر ج ٢ سنة ٥٠١ وحمل رأسه إلى بغداد قاله ابن خلكان(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣٤١ - ٣٤٢.

٧١٣

السيوطي

أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن ناصر الدين محمد السيوطي الشافعي الفاضل المعروف صاحب المصنفات المشهورة في فنون شتى قيل انها تزيد على خمسمائة مصنف.

أخذ عن غالب علماء عصره وبلغ شيوخه نحو ثلاثمائة شيخ منهم قاضي القضاة علم الدين المناوى ومحيي الدين الكافيجي والشمني وقس عليهم الباقين.

قال (ضا)(١) في ترجمة السيوطي بعد ان عد كثيراً من كتبه وعد منها كتاب (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى)(٢) قال: وأما مذهبه ودينه فالظاهر انه

__________________

١ - ضا: روضات الجنات.

٢ - وعلى ما يبدو ان الشيخ القمي والخوانساري قد حصل عندهم الاشتباه حول هذا الكتاب، والحق أنه من تأليف العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري المتوفى ٦٩٤هـ وهو شيخ الشافعية ومحدّث الحجاز، وأيضاً هو صاحب كتاب الرياض النضرة في فضائل العشرة، وكتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين.

٧١٤

في الأصول سني أشعري وفي الفروع على نحلة الشافعي المطلبي إلا ان المنقول عن السيد الفقيه العالم المحدث الأمير بهاء الدين محمد الحسيني المختارى في حاشيته على كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي قال: وسمعت عن السيد السند الفاضل الكامل العالم العامل الإمام العلامة السيد علي خان المدني أطال الله بقاءه في سنة ١١١٦ باصبهان ان السيوطي مصنف الكتاب كان شافعياً لكنه رجع عن التسنن واستبصر وقال بإمامة الأئمةعليهم‌السلام الاثنى عشر  فصار شيعياً إمامياً وختم الله له بالحسنى.

قال السيد طول الله عمره: رأيت كتاباً من مصنفات السيوطي ذكر فيه رجوعه إلى الحق واستدل على إمامة علي بن أبي طالبعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل رزقني الله الفوز به.

ولا يبعد كون تأليفه في مناقب أولي القربى مشعراً بصحة هذه النسبة الجليلة إليه مضافاً إلى ما نقلناه من كلامه المتين في تقوية حديث رد الشمس لأمير المؤمنينعليه‌السلام

توفي السيوطي بالقاهرة سنة ٩١٠

٧١٥

وسيوط كثبوت أو أسيوط كأخدود قرية بصعيد مصر(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣٤٣

٧١٦

٧١٧

حرف الشين

٧١٨

الشافعي

أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي يتفق نسبه مع بني هاشم وبني أمية في عبد مناف لأنه من ولد المطلب بن عبد مناف.

والشافعي أحد الأئمةعليهم‌السلام الأربعة السنية قالوا ولد يوم وفاة أبي حنيفة سنة ١٥٠ بغزة هاشم ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبالمدينة وقدم بغداد مرتين وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.

أخذ عن مالك بن أنس وسمع الحديث من محمد بن الحسن الشيباني وغيره.

ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه كثيراً وذكر في حقه هذين البيتين:

مثل الشافعي في العلماء

مثل البدر في نجوم السماء

٧١٩

قل لمن قاسه بنعمان جهلاً

أيقاس الضياء بالظلماء(١)

وروى عنه قال حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.

قال ابن النديم كان الشافعي شديداً في التشيع وذكر له رجل يوماً مسألة فأجاب فيها فقال له خالفت علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال له ثبَّت لي هذا عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام حتى أضع خدي على التراب وأقول قد أخطأت وأرجع عن قولي إلى قوله.

وحضر ذات يوم مجلساً فيه بعض الطالبيين فقال: لا أتكلم في مجلس بحضرة أحدهم هم أحق بالكلام ولهم الرياسة والفضل.

وله أشعار فاخرة منها قوله:

وإذا عجزت عن العدو فداره

وامزح له ان المزاح وفاق

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج٢، ص٦٧، الصراط المستقيم للعاملي: ج٣، ص٢١٧.

٧٢٠

فالماء بالنار التي هي ضده

يعطي النضاج وطبعها الإحراق(١)

وله في الولاية شيء كثير ومدائح غفيرة لمن نزلت في شأنهم آية التطهير فمنها قوله:

إذا في مجلس ذكروا علياً

وشبليه وفاطمة الزكيه

يقال تجاوزوا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضية

هربت إلى المهيمن من أناس

يرون الرفض حب الفاطمية

على آل الرسول صلاة ربى

ولعنته لتلك الجاهلية(٢)

وله أيضاً برواية ابن حجر المكي:

يا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

__________________

١ - الخطيب البغدادي في تاريخه: ج١٠، ص٤٦٦، الأنساب للسمعاني: ج٥، ص٤٥٢.

٢ - المسترشد لابن جرير الطبري الشيعي: ص٧٩، الصراط المستقيم للعاملي: ج٣، ص٧٧، فرائد السمطين: ج١، ص١٣٥/ ٩٨، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص١١١، ينابيع المودة: ج٣، ٩٨، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص٢٢٥.

٧٢١

كفاكم من عظيم القدر انكم

من لا يصلي عليكم لا صلاة له(١)

أشار بذلك إلى فضيلة لأهل البيتعليهم‌السلام تعلو كل فضيلة حيث ان الله تعالى جعل الصلاة عليهم جزءاً من الصلاة المفروضة على جميع عباده فلا تصح بدونها صلاة أحد من العالمين وهذه منزلة عنت لها وجوه جماعة الخافقين.

وله أيضاً برواية الصباغ المالكي نقلاً عن الفصول المهمة:

__________________

١ - شرح الأخبار للنعمان المغربي: ج٢، ص٤٨٩ هامش رقم ١، تحقيق محمد الحسيني الجلالي، النص والاجتهاد للسيد شرف الدين: ص٨١ ، الغدير للعلامة الأميني: ج٢، ص٣٠٣، و: ج٣، ص١٧٣، الرزقاني في شرح المواهب: ج٧، ص٧، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص١٨، خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق: ص٢٠، الصواعق المحرقة: ص١٥٧، الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم: ج١، ص٩١، ينابيع المودّة للقندوزي: ج٢، ص٤٣٤، جواهر العقدين: ج٢، ص١٦٣، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص٢٢٤.

٧٢٢

يا راكباً قف بالمحصب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

فيضاً كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد

فليشهد الثقلان اني رافضي

وقال كما نقل عن رشفة الصادي لأبي بكر بن شهاب الدين:

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم

مذاهبهم في أبحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا

وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم

كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل

وفي تاريخ بغداد كان للشافعي صديق فبلغه عنه شيء فعاتبه بأبيات أرسلها إليه:

اذهب فانك من ودادى طالق

لا طالق مني طلاق البين

فإن ارعويت فانها تطليقة

ويقيم ودك لي على ثنتين

وإن اعوججت شفعتها بمثالها

فتكون تطليقين في قرأين

وإن الثلاث أتتك مني بتة

لم يغن عنك شفاعة الثقلين

ويقول القمي: يحكى عن الشافعي انه

٧٢٣

قال في جواب من سأله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام :

ما أقول في رجل أسر أولياؤه مناقبه تقية وكتمها أعداؤه حنقاً وعداوة ومع ذلك قد شاع منه ما ملأت الخافقين.

وقد أخذ منه السيد تاج الدين العاملي هذا المعنى في قوله:

لقد كتمت آثار آل محمد

محبوهم خوفاً وأعداؤهم بغضا

فأبرز من بين الفريقين نبذة

بها ملأ الله السماوات والأرضا

توفي بمصر آخر رجب سنة ٢٠٤ ودفن بالقرافة الصغرى.

قال المسعودي: حدثني فقير بن مسكين عن المزني وكان سماعنا من فقير بمدينة اسوان بصعيد مصر قال: قال المزني: دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال: أصبحت من الدنيا راحلاً ولإخواني مفارقاً وبكأس المنية شارباً ولا أدري إلى الجنة تصير روحي فأهنيها أم إلى النار فأعزيها وانشأ يقول:

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

جعلت الرجا مني لعفوك سلما

٧٢٤

تعاظمني ذنبي فلما قرنته

بعفوك ربي كان عفوك أعظما(١)

شاه چراغ

أحمد بن الإمام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المدفون بشيراز.

قال شيخنا المفيد في الإرشاد وكان أحمد ابن موسى كريماً جليلاً ورعاً وكان أبو الحسن موسىعليه‌السلام يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ويقال ان أحمد بن موسى (ره) اعتق ألف مملوك(٢) .

ثم روى عن إسماعيل بن موسىعليه‌السلام قال:

__________________

١ - كتاب الأم للشافعي: ج١، ص١٤، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج٥، ص٣٣١، والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٤٧ - ٣٥٠.

٢ - الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٢٤٤، نقد الرجال للتفريشي: ج١، ص١٧٥، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج٣، ص١٣٩، إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي: ج٢، ص٣٦.

٧٢٥

خرج أبي بولده إلى بعض أمواله بالمدينة قال فكنا في ذلك المكان فكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشمه إن قام أحمد قاموا معه وإن جلس جلسوا معه وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره لا يغفل عنه فما انقلبنا حتى تشيخ أحمد بن موسى بيننا.

وفي كتاب شد الإزار في حط الأوزار عن زوار المزار في مزارات شيراز وشرح حال جمع كثير منهم تأليف معين الدين أبي القاسم جنيد بن محمود الشيرازي ألفه في حدود سنة ٧٩١ قال السيد الأمير أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي المرتضىعليه‌السلام قدم شيراز فتوفى بها في أيام المأمون بعد وفاة أخيه علي الرضاعليه‌السلام بطوس وكان أجودهم جوداً وأرأفهم نفساً قد أعتق ألف رقبة من العبيد والإماء في سبيل الله تعالى وقيل استشهد ولم يوقف على قبره حتى ظهر في عهد الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناء وقيل وجد في قبره كما هو صحيحاً طرى اللون لم يتغير وعليه لامة سابغة وفي يده

٧٢٦

خاتم نقش عليه (العزة لله أحمد بن موسى) فعرفوه به ثم بني عليه الأتابك أبو بكر بناء أرفع منه ثم ان الخاتون تاش وكانت خيرة ذات تسبيح وصلاة بنت عليه قبة رفيعة وبنت بجنبها مدرسة عالية وجعلت مرقدها بجواره في سنة خمسين وسبعمائة رحمة الله عليهم أجمعين(١) .

شبيب بن يزيد

شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الحروري الخارجي، أمير الخوارج في عصره، وزلزل أركان الدولة الأموية أيام عبد الملك بن مروان، صاحب الوقائع الهائلة والأحداث العظيمة مع شيخ العتاة، وأسد الولاة الحجاج بن يوسف الثقفي، وقاتل قواده، ومبيد أجناده.

دخل الكوفة وهي غاصة بجند السلطان،

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٢٥١ - ٢٥٢

٧٢٧

حاشدة بأبطال الدولة وعلى رأسهم الحجاج، عنوة ليُنيل زوجته غزالة وفاء نذرها من الصلاة في مسجدها الجامع فأدت صلاتها، وأطالت فيها ما شاءت، ثم خرج يخترق بها صفوف أعدائه ولم يصب بأذى، ولم ينلها مكروه.

وكانت زوجته غزالة من الشجاعة والفروسية بالموضع العظيم، فكانت تباشر الحروب بنفسها، وتخوض المعامع بسيفها، وتصرع الأبطال بقوة جنانها، وهي التي لما أحجم الحجاج في إحدى المواقع عن مبارزتها عيّره بعض الشعراء بقوله:

أسد علي وفي الحروب نعامة

فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى

بل كان قلبك في جناحي طائر

ولد شبيب سنة ٢٥هـ / ٦٤٥م وكانت وفاته في نهر دجلة سنة ٧٧هـ / ٦٩٦م(١) .

__________________

١ - البيان والتبيين للجاحظ: ج١، ص٩٢، الهامش.

٧٢٨

شريح القاضي

هو شريح بن الحارث بن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد الكندى، وقيل إنه حليف لكندة من بنى الرائش.

واختلف في اسم أبيه فقال أحدهم: هو معاوية بن ثور وآخر: هو هاني.

ويكنى أبا أمية. استعمله عمر بن الخطاب على القضاء بالكوفة، فلم يزل قاضياً ستين سنة، لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير، امتنع فيها من القضاء، ثم استعفى الحجاج من العمل فأعفاه، فلزم منزله إلى أن مات، وعمَّر عمراً طويلاً، قيل: إنه عاش مائة سنة وثمانياً وستين، وقيل مائة سنة، وتوفى سنة سبع وثمانين.

وكان خفيف الروح، مزاحاً، فقدم إليه رجلان، فأقر أحدهما بما ادعى به خصمه، وهو لا يعلم فقضى عليه، فقال لشريح: من شهد عندك بهذا قال: ابن أخت خالك.

وقيل: إنه جاءته امرأة تبكى وتتظلم

٧٢٩

على خصمها، فما رق لها حتى قال له إنسان كان بحضرته: ألا تنظر أيها القاضي إلى بكائها؟ فقال: إن أخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون. وأقر عليعليه‌السلام شريحاً على القضاء مع مخالفته له في مسائل كثيرة من الفقه مذكورة في كتب الفقهاء.

وسخط عليعليه‌السلام مرة عليه فطرده عن الكوفة ولم يعزله عن القضاء، وأمره بالمقام ببانقيا - وكانت قرية قريبة من الكوفة أكثر ساكنيها اليهود - فأقام بها مدة، حتى رضى عنه وأعاده إلى الكوفة.

وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب، أدرك شريح الجاهلية، ولا يعد من الصحابة، بل من التابعين، وكان شاعراً محسناً، وكان سناطاً لا شعر في وجهه(١) .

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج١٤، ص٢٨ - ٢٩

٧٣٠

الشعبي

بفتح الأول وسكون الثاني أبو عمرو عامر بن شراحيل الكوفي.

ينسب إلى شعب، بطن من همدان، يعد من كبار التابعين وجملتهم. وكان فقيهاً شاعراً، روي عن خمسين ومائة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذا عن السمعاني، وحكى عنه قال: أدركت خمسمائة من الصحابة.

وعن مكحول قال: ما رأيت أفقه من الشعبي وقال آخر: الشعبي في زمانه كابن عباس في زمانه ووثقه ابن حجر ولكن لا يخفى انه عند علماء الشيعة مذموم مطعون وقد روى عنه أشياء رديئة فراجع (الكشي) في ترجمة الحرث الأعور.

وعن ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي قال ما هذا لفظه: وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحرث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين قال ابن عبد البر: ولم يبن من الحرث كذب وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله على غيره

٧٣١

قال: ومن هاهنا كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى انه أول من أسلم وتفضيل عمر(١) .

قال أبو جعفر الطبري في ذيل المذيل كان الحرث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن يخلد بن حوث من مقدمي أصحاب عليعليه‌السلام في الفقه والعلم بالفرائض والحساب عن مجالد عن الشعبي قال: تعلمت من الحرث الأعور الفرائض والحساب وكان أحسب الناس(٢) .

مات فجأة بالكوفة سنة ١٠٤ ويظهر من ابن خلكان ان الشعبي كان قاضياً على الكوفة قال في أحوال أبي عمرو عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي الكوفي ما هذا لفظه: كان قاضياً على الكوفة بعد الشعبى وهو أي عبد الملك من مشاهير التابعين وثقاتهم ومن كبار

__________________

١ - ونقل هذا القول السيد شرف الدين العاملي في المراجعات: ص١١٨، ومثله في تفسير القرطبي: ج١، ص٥.

٢ - المتخب من ذيل المذيل للطبري: ص١٤٧، الكامل لابن عدي: ج٢، ص١٨٦.

٧٣٢

أهل الكوفة، رأى علي بن أبي طالبعليه‌السلام (١)

روي انه الشعبي قال: ما لقينا من آل أبي طالب، إن أحببناهم قتلونا، وإن أبغضناهم أدخلونا النار(٢) .

وجاء في البيان والتبيين:

هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وأصله من حمير، وعداده في همدان، وكان يكنى أبا عمر، وكان ضئيلاً نحيفاً، وكانت أمه من سبي جلولاء، وهي قرية بنواحي فارس. كتب لعبد الله بن مطيع العدوي، ولعبد الله بن يزيد الخطمي عامل ابن الزبير على الكوفة، وكان راوية قاصاً إخبارياً معروفاً بالمزح.

مات سنة ١٠٥هـ / ٧٢٣م(٣) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٦١ ٣٦٢.

٢ - عيون الأخبار: ج٢، ص٢١٢.

٣ - البيان والتبيين للجاحظ: ج٢، ص٤٣، الهامش.

٧٣٣

الشهيد الثاني

فقيه الشيعة العلم الشيخ زين الدين علي بن أحمد العاملي الجُبعي، المعروف بالشهيد الثاني.

ولد في الثالث عشر من شوال من سنة تسعمائة وأحد عشر هجري في بيت علم وفقاهة.

انه من أعيان ومفاخر فقهاء الشيعة ومن كبار المتبحرين في العلوم الإسلامية وأحد أعمدة الفقه والاجتهاد على طول مدة الفقه الإسلامي وهذا الوحيد المعروف بكثرة وغزارة آثاره في مختلف أطوار الفكر الإسلامي.

عاش في القرن العاشر الهجري واستطاع نشر فقه آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

لقد أنجب هذا الوتد العلمي عالماً جليلاً هو أبو منصور جمال الدين حسن (صاحب المعالم) والذي ترك لعالم التشيع كتابه الجليل (معالم الدين في الأصول) ليبقى ذكرى خالدة له.

ظل هذا الكتاب الجليل لقرون عدة

٧٣٤

الكتاب المعتمد لطلاب العلوم الدينية في الحوزات الشيعية وهكذا ظل هذا الكتاب خالداً كخلود كتاب أبيه المعروف بـ (الروضة البهية).

دراساته وسفره

١ - درس الشهيد الثاني المقدمات على يد أبيه نور الدين علي بن أحمد ثم ذهب إلى قرية ((ميس)) وواصل دراسته على يد الشيخ علي بن عبد العالي الميسي المتوفى سنة ٩٣٨ هجري. وقرأ عليه كتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي و ((الإرشاد)) و ((القواعد)) للعلامة الحلي.

ولأجل إدامة التحصيل فقد شرع بالسفر لمختلف مراكز العالم الإسلامي.

٢ - ذهب المترجم له إلى ((كرك نوح)) ودرس النحو وأصول الفقه على السيد جعفر الكركي وبعد إقامة ثلاث سنوات في جبع سافر في عام ٩٣٧ إلى دمشق وتتلمذ على يد الشيخ محمد بن مكي الحكيم والفيلسوف حيث درس مجموعة كتب الطب والحكمة وعلم الهيأة، وقرأ كتاب ((الشاطبية)) في علم القراءة

٧٣٥

والتجويد على يد الشيخ أحمد جابر.

وقرأ في دمشق كتاب ((صحيح مسلم)) و ((صحيح البخاري)) على يد ((شمس الدين طولون)).

٣ - وتحرك عالمنا الجليل هذا والذي لا يعرف التعب نحو مصر في عام ٩٤٢هـ، ودرس على يد ستة عشر أستاذاً لامعاً وعالماً جليلاً مختلف العلوم كعلوم العربية، وأصول الفقه، والهندسة، والمعاني، والبيان والعروض، والمنطق، والتفسير ومختلف العلوم الأخرى.

٤ - وفق المترجم له للحج في العام ٩٤٦ وكذلك لزيارة مراقد الأئمةعليهم‌السلام الأطهار في العراق ومن خلال ذلك سافر إلى مسقط رأسه في جبع.

٥ - سافر في العام ٩٤٨هـ إلى بيت المقدس وحصل على إجازة الرواية من الشيخ شمس الدين بن أبي اللطيف المقدسي ثم عاد لوطنه.

٦ - في العام ٩٤٩هـ عزم السفر إلى الروم ودخل القسطنطينية وهناك أرسل رسالة تبحث في عشرة علوم مختلفة إلى القاضي عسكر محمد بن مهدي بن القاضي

٧٣٦

الرومي. ثم تقابل الاثنان وبعد مباحثات علمية بين الطرفين عرض عليه القاضي الرومي ان يدرس في أية مدرسة يختارها هو وبعد الاستخارة اختار الشيخ ((المدرسة النورية)) ببعلبك وسلمه القاضي إدارة تلك المدرسة بعهدته.

٧ - في العام ٩٥٣هـ وبعد زيارة مراقد الأئمة الأطهارعليهم‌السلام عاد إلى جبع وأقام في موطنه الأصلي وانشغل هناك بالتدريس والتأليف لآثاره العلمية.

مرجعيته

بعد إقامته في بعلبك وبعد حصوله على شهرته العلمية تصدر مرجعيته هناك والتف حوله العلماء والفضلاء من ذلك البلد وكذلك التف حوله علماء وفضلاء البلاد الأخرى للاستفادة من علومه وأخلاقه.

وبما ان الشيخ كان محيطاً بفقه وعلوم كافة المذاهب الإسلامية الخمسة الجعفري، الحنفي، الشافعي، والمالكي والحنبلي فقد شرع بتدريس عام لكافة المذاهب وفي الحقيقة فإنه درس الفقه

٧٣٧

المقارن والعقائد.

واستفادت كافة جماهير المذاهب المختلفة من أجوبته على مسائلهم الشرعية.

عظمته وشخصيته

كتب العلامة الخنساري، صاحب كتاب روضات الجنات تعريفاً للشهيد الثاني يقول: لم أرَ بين جميع علماء الشيعة الكبار شخصية مثل الشهيد الثاني بلحاظ عظمته الشخصية وسعة صدره، وفهمه وذوقه الجيد وما يملك من تنظيم جيد لبرنامجه التحصيلي وكثرة أساتذته وظرافة طبعه ومعنويته العالية وكمال آثاره العلمية والخالية من كل نقص.

بل ان هذا الأستاذ الكبير قد تخلق بالأخلاق الإلهية وارتفعت منزلته إلى قرب المعصوم وقد صُنف في الدرجة الثانية والتالية للمعصومينعليهم‌السلام

عمله ومحاولاته

رغم درجته العلمية العالية فإنه كان يعتمد في نفقته الشخصية وامرار معاشه على كده الشخصي وكمثال على ذلك

٧٣٨

فقد كتبوا انه وعند نزول ظلام الليل فإنه يركب بغلته ويخرج خارج البلد لجمع الحطب اللازم لعائلته.

أساتذته

كان الشهيد الثاني يكثر السفر للبحث عن الأساتذة الذين يستطيع ان يحصل منهم على علومه المطلوبة.

فبدأ بالدراسة على يد أساتذة المذاهب الخمسة ولكثرتهم فاننا نذكر بعضاً منهم:

١ - والده علي بن أحمد العاملي الجبعي المتوفى ٩٢٥هـ.

٢ - الشيخ علي بن عبد العالي الميسمي المتوفى عام ٩٣٨هـ.

٣ - الشيخ محمد بن مكي الحكيم والفيلسوف الكبير.

٤ - السيد حسن بن جعفر الكركي.

٥ - شمس الدين طولون الدمشقي الحنفي.

٦ - الشيخ أبو الحسن البكري.

٧ - الشيخ شمس الدين أبو اللطف المقدسي.

٨ - الملا حسن الجرجاني.

٧٣٩

٩ - شهاب الدين بن النجار الحنبلي.

١٠ - زين الدين الحري المالكي.

وأساتذة كثيرون تعرف عليهم وأضاف عن طريقهم إلى علومه علوماً أخرى.

٧٤٠

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750