أمالي المرتضى الجزء ١

أمالي المرتضى8%

أمالي المرتضى مؤلف:
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 679

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 679 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 328494 / تحميل: 11819
الحجم الحجم الحجم
أمالي المرتضى

أمالي المرتضى الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

عمران، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له: اذكر وتذكر هل لك من حسنة قال: فيتذكر فيقول: يا رب ما بى (١) من حسنة الا ان فلانا عبدك المؤمن مر بي فطلبت منه ماء فاعطاني ماء فتوضأت به وصليت لك قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: قد غفرت لك ادخلوا عبدي الجنّة ».

٣٠٧٦ / ٩ - وفي الأمالي: عن الحسين بن علي الصائغ، عن أحمد بن عقدة، عن جعفر بن عبيد الله، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « جاء ثقفي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فسأله عما له من الثواب في الصلاة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت أم الكتاب وما تيسر لك من السور ثم ركعت فاتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت غفر لك كلّ ذنب فيما بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك » الخبر.

٣٠٧٧ / ١٠ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ايمن بن محرز، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال: « ما من عبدمن شيعتنا، يقوم إلى الصلاة، الا اكتنفته بعدد من خالفه ملائكة، يصلون خلفه، يدعون الله (١) حتى يفرغ من صلاته ».

____________________________

(١) في المصدر: مالي

٩ - أمالي الصدوق ص ٤١١ ح ٢٢، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٥ ح ٦.

١٠ - أمالي الصدوق ص ٤٦١ ح ٢، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٥ ح ٧

(١) وفيه زيادة: له.

٨١

ورواه في ثواب الاعمال (٢) عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن محبوب، عن ابن الفضيل، عن الثمالي، مثله.

٣٠٧٨ / ١١ - وعن محمّد بن ابراهيم الطالقاني، عن احمد بن عقدة، عن محمّد بن احمد بن صالح التميمي، عن ابيه، عن احمد بن هشام، عن منصور بن مجاهد، عن الربيع بن بدر، وعن سوارة بن منيب، عن وهب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ان لله تبارك وتعالى ملكاً يسمى سخائيل، ياخذ البراءات للمصلين، عند كلّ صلاة من رب العالمين جلّ جلاله، فإذا أصبح المؤمنون، وقاموا وتوضأوا وصلّوا صلاة الفجر، اخذ من الله عز وجل براءة لهم مكتوب فيها: انا الله الباقي، عبادي وامائي في حرزي جعلتكم، وفي حفظي وتحت كنفي صيرتكم، وعزتي لاخذلتكم، وانتم مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر، فإذا كان وقت الظهر فقاموا وتوضأوا وصلوا، اخذ لهم من الله عزّوجلّ البراءة الثانية، مكتوب فيها: انا الله القادر، عبادي وامائي، بدلت سيّئاتكم حسنات، وغفرت لكم السيئات، واحللتكم - برضائي عنكم - دار الجلال.

فإذا كان وقت العصر، فقاموا وتوضاوا وصلوا، اخذ لهم من الله البراءة الثالثة، مكتوب فيها: انا الله الجليل، جل ذكري وعظم سلطاني، عبيدي وامائي، حرّمت ابدانكم على النار، واسكنتكم مساكن الابرار، ودفعت عنكم برحمتي شرّ الاشرار.

____________________________

(٢) ثواب الاعمال ص ٦٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٥.

١١ - المصدر السابق ص ٦٣ ح ٢، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٣ ح ٣.

٨٢

فإذا كان وقت المغرب، فقاموا وتوضّأوا وصلّوا، اخذ لهم من الله عزّوجلّ البراءة الرابعة، مكتوب فيها: أنا الله الجبار الكبير المتعال، عبيدى وامائي، صعد ملائكتي من عندكم بالرضا، وحقّ عليّ ان ارضيكم، واعطيكم يوم القيامة منيتكم.

فإذا كانت وقت العشاء، فقاموا وتوضّأوا وصلّوا، اخذ من الله عزّوجلّ لهم البراءة الخامسة، مكتوب فيها: اني انا الله لا اله غيري، ولا رب سواي، عبادي وامائي، في بيوتكم تطهرتم، والى بيوتي مشيتم، وفي ذكري خضتم، وحقي عرفتم، وفرائضي ادّيتم، اشهدك يا سخائيل وسائر ملائكتي، اني قد رضيت عنهم.

قال: فينادي سخائيل بثلاثة اصوات، كلّ ليلة بعد صلاة العشاء: يا ملائكة الله، ان الله تبارك وتعالى، قد غفر للمصلين الموحدين، فلا يبقى ملك في السموات السبع، إلّا استغفر للمصلين، ودعا لهم بالمداومة على ذلك، فمن رزق من صلاة الليل من عبدأو امة، قام لله عزّوجلّ مخلصا، فتوضأ وضوءاً سابغاً، وصلّى لله عزّوجلّ، بنية صادقة، وقلب سليم، وبدن خاشع، وعين دامعة، جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة، في كلّ صف ما لا يحصي عددهم إلا الله تبارك وتعالى، احد طرفي كلّ صف بالمشرق، والآخر بالمغرب.

قال: فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات ».

قال منصور: كان الربيع بن بدر، إذا حدث بهذا الحديث، يقول: اين انت يا غافل عن هذا الكرم؟ واين انت عن قيام هذا الليل، وعن جزيل [ هذا ] (١) الثواب، وعن هذه الكرامة؟

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر

٨٣

٣٠٧٩ / ١٢ - الإمام الهمام أبومحمّد العسكري عليه‌السلام في تفسيره: في قوله تعالى: ( وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) (١) قال عليه‌السلام: « ثم وصفهم بعد فقال: ( وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) يعني باتمام ركوعها وسجودها، وحفظ مواقيتها وحدودها، وصيانتها عما يفسدها أو ينقصها ».

ثم قال عليه‌السلام: « حدثني أبي، عن ابيه عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، كان من خيار اصحابه عنده أبوذر الغفاري، فجاءه ذات يوم، فقال: يا رسول الله، ان لي غنيمات قدر ستين شاة، فاكره ان ابدو فيها، وافارق حضرتك وخدمتك، واكره ان أكلها إلى راع، فيظلمها ويسئ رعايتها، فكيف اصنع؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أبد فيها، فبدا فيها، فلما كان اليوم السابع، جاء إلى رسول الله، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا ابا ذر، قال: لبيك يا رسول الله، قال: ما فعل غنيماتك؟ قال: يا رسول الله، ان لها قصة عجيبة، قال: وما هي؟ قال: يا رسول الله، بينا انا في صلاتي، إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت: يا رب صلاتي، ويا رب غنمي، فآثرت صلاتي على غنمي، واحضر الشيطان ببالي: يا أبا ذر اين انت إذ عدت الذئاب على غنمك، وانت تصلي فاهلكتها، وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيش به، فقلت للشيطان، يبقى لي توحيد الله تعالى، والايمان بمحمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وموالاة اخيه سيد الخلق بعده علي بن ابى طالب، وموالاة الائمة الطاهرين من

____________________________

١٢ - تفسير الامام العسكري عليه‌السلام ص ٢٦، باختلاف في اللفظ، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ١٩١ قطعة منه.

(١) البقرة ٢: ٣.

٨٤

ولده، ومعاداة اعدائهم، وكلما فات من الدنيا بعد ذلك جلل، فاقبلت على صلاتي، فجاء ذئب فاخذ حملا فذهب به وانا احس به، إذ اقبل على الذئب اسد فقطعه نصفين، واستنقذ الحمل ورده إلى القطيع، ثم نادى: يا ابا ذر اقبل على صلاتك، فان الله قد وكلني بغنمك إلى ان تصلي، فاقبلت على صلاتي، قد غشيني من التعجب ما لا يعلمه الا الله تعالى، حتى فرغت منها، فجاءني الاسد، وقال لي: امض إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فاخبره ان الله تعالى قد اكرم صاحبك الحافظ لشريعتك، ووكل اسدا بغنمه يحفظها، فعجب من حول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: صدقت يا ابا ذر، ولقد آمنت به انا وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فقال بعض المنافقين: هذا المواطأة بين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وابي ذر، يريد ان يخدعنا بغروره، واتفق منهم رجال وقالوا: نذهب إلى غنمه وننظر إليها إذا صلّى، هل يأتي الاسد فيحفظ غنمه؟ فيتبين بذلك كذبه، فذهبوا ونظروا، وابوذر قائم يصلي، والاسد يطوف حول غنمه ويرعاها، ويرد إلى القطيع ما شذ عنه منها، حتى إذا فرغ من صلاته، ناداه الاسد: هاك قطيعك مسلما وافر العدد سالما، ثم ناداهم الاسد: معاشر المنافقين، انكرتم لمولى محمّد وعلي وآلهما الطيبين عليهم‌السلام، والمتوسل إلى الله بهم، ان يسخرني الله لحفظ غنمه، والذي اكرم محمّدا وآله الطيبين الطاهرين عليهم‌السلام، لقد جعلني الله طوع يدي ابي ذر، حتى لو امرني بافتراسكم وهلاككم لأهلكتكم، والذي لا يحلف باعظم منه، لو سأل الله بمحمّد وآله الطيبين عليهم‌السلام، ان يحول البحار دهن زئبق ولبان، والجبال مسكا وعنبرا وكافورا، وقضبان الاشجار قضيب (٢)

____________________________

(٢) في نسخة: قصب، منه « قده ».

٨٥

الزمرد والزبرجد، لما منعه الله ذلك، فلما جاء أبوذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا ابا ذر، انك احسنت طاعة الله، فسخر لك من يطيعك، في كف العوادي عنك، فانت من أفاضل من مدحه الله عزّوجلّ، بانه يقيم الصلاة ».

٣٠٨٠ / ١٣ - كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلي: حدثني محمّد بن مروان، قال: سمعت ابا عبدالله عليه‌السلام، يقول: « ما سائل يسألني عن صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وصيامه، فاخبره بها فيقول: ان الله لا يعذب على الزيادة، كأنه يظن انه افضل من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٣٠٨١ / ١٤ - البرقي في المحاسن: عن جعفر بن محمّد بن الاشعث، عن ابن القداح، عن ابي عبدالله (١) عليه‌السلام، قال: « قال الله تبارك وتعالى: انما اقبل الصلاة لمن تواضع (٢) لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من اجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم (٣) على خلقي ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، اجعل له في الظلمات نورا، وفي الجهالة علما، اكلؤه بعزتي، واستحفظه بملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فاعطيه، فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس،

____________________________

١٣ - كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلي ص ١١٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٠٢ ح ٣١.

١٤ - المحاسن ص ٢٩٣ ح ٤٥٥، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٤٢ ح ٢٨.

(١) في المصدر: عن ابي عبدالله، عن ابيه عليهما‌السلام

(٢) وفيه: يتواضع.

(٣) في نسخة: يتعظم، منه « قده »

٨٦

لا تيبس ثمارها ولا تتغير عن حالها ».

٣٠٨٢ / ١٥ - كتاب عاصم بن حميد: عن ابي عبيد الحذاء، عن ابي جعفر عليه‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان من اغبط اوليائي عندي، رجل خفيف الحال، ذو حظ من صلاة، احسن عبادة ربه بالغيب، وكان غامضا في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر، عجلت عليه منيته، مات فقل تراثه، وقلت بواكيه ».

٣٠٨٣ / ١٦ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الصلاة تنظر ولا تنظر بها ».

٣٠٨٤ / ١٧ - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « صلاة ركعتين خفيفتين في يقين، خير من قيام ليلة ».

٣٠٨٥ / ١٨ - وبهذا الاسناد قال: قال علي (صلوات الله عليه): « للعابد ثلاث علامات: الصلاة، والصيام، والزكاة ».

٣٠٨٦ / ١٩ - الصدوق في الخصال: عن ابيه، عن سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « قال لقمان لابنه: [ يا بنيّ ] (١)

____________________________

١٥ - كتاب عاصم بن حميد ص ٢٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٢٦٧ ح ٦٩.

١٦ - الجعفريات ص ٣٩.

١٧ - المصدر السابق ص ٣٥.

١٨ - المصدر السابق ص ٢٣١.

١٩ - الخصال ص ١٢١ ح ١١٣.

(١) اثبتناه من المصدر.

٨٧

لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها، وان للدين ثلاث علامات: العلم، والايمان، والعمل به - إلى ان قال - وللعامل ثلاث علامات: الصلاة، والصيام، والزكاة »، الخبر.

٣٠٨٧ / ٢٠ - وفي اماليه وفضائل الاشهر الثلاثة: عن صالح بن عيسى العجلي، عن محمّد بن علي بن علي، عن محمّد بن الصلت، عن محمّد بن بكير، عن عباد بن عباد المهلبي، عن سعد بن عبدالله، عن هلال بن عبدالرحمن، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبدالرحمن بن سمرة، قال: كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يوما فقال: « [ إنّي ] (١) رأيت البارحة عجائب » فقلنا: يا رسول الله، وما رأيت؟ حدثنا به، فداك انفسنا واهلونا واولادنا - إلى ان قال -: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ورأيت رجلاً من امتي، قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءته صلاته فمنعته منهم »، الخبر.

٣٠٨٨ / ٢١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل، من تاريخ الخطيب، عن ابن مسعود، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « تحترقون تحترقون فإذا صليتم الفجر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى

____________________________

٢٠ - أمالي الصدوق ص ١٩١ ح ١، وفضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٣ ح ١٠٧.

(١) اثبتناه من المصدرين.

٢١ - فلاح السائل: لم نجده في النسخة المطبوعة، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٢٣ ح ٤٦.

٨٨

تغتسلوا ».

٣٠٨٩ / ٢٢ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن ابي حمزة، قال: سمعته عليه‌السلام يقول: « قال الرب تعالى: إذا (١) صليت ما افترضت عليك، فأنت أعبد الناس ».

٣٠٩٠ / ٢٣ - وقال: قال الصادق عليه‌السلام: « خمس صور يدخلن القبر مع المؤمن، كأحسن ما يكون من الصور، امامهن صورة احسن منهن، فان اتى عن يمينه منعته الصلاة، وان اتى عن يساره منعته الزكاة، وان اتى عند رأسه منعه الحج، وان اتى عند رجليه منعه الصوم، قال: فتقول الصورة التي هي احسن منهن: من أنتنّ جزيتنّ عن الله (١) خيرا؟ قال: فتقول واحدة: أنا الصلاة، وتقول الاخرى: أنا الزكاة، وتقول الاخرى: انا الحج، وتقول الاخرى: أنا الصوم، قال: فتقول الاربع الصور: فمن أنت فإنّك أحسن منّا صورة؟ قال: فتقول أنا الولاية لآل محمّد (صلوات الله عليهم) ».

٣٠٩١ / ٢٤ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن كولوم، عن ابي سعيد، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا دخل المؤمن قبره، كانت الصلاة عن يمينه، والزكاة عن يساره، والبر مطل عليه، قال: ويتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة: دونكما صاحبكم فان عجزتم عنه فانا

____________________________

٢٢ - الغايات ص ٦٩.

(١) في المصدر: عبدي إذا

٢٣ - المصدر السابق ص ٩٧.

(١) عن الله: ليس في المصدر.

٢٤ - الكافي ج ٣ ص ٢٤٠ ح ١٣.

٨٩

دونه ».

وبمضمون الخبرين اخبار كثيرة.

٣٠٩٢ / ٢٥ - ابن شهر آشوب في المناقب: مرسلا قال: ولبعثته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ درجات - إلى ان قال -: والسابعة العبادات، لم يشرع منها مدة مقامه بمكة، الا الطهارة والصلاة، وكانت فرضا عليه وسنة لأُمته، ثم فرضت الصلوات الخمس، بعد اسرائه، وذلك في السنة التاسعة من نبوته، الخبر.

٣٠٩٣ / ٢٦ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « ان الله جلّ وعلا، لما عرج بي إليه، مثل [ لي ] (١) امتي بالطين (٢) من أوّلها إلى آخرها، فأنا أعرف بهم من أحدكم بأخيه، وعلّمني الاسماء كلها، وفرض على امته الصلاة، في تلك الليلة ».

وروي أنه كان بعد مبعثه بخمس سنين، ففرضت خمسون ركعة، ثم ردّت إلى سبعة عشر ركعة (عن الله تعالى) (٣).

وروي احدى عشرة ركعة، ففرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ست ركعات، اضافها إلى تلك، وهي التي تسقط في السفر.

٣٠٩٤ / ٢٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال: قال النبي

____________________________

٢٥ - المناقب لابن شهر اشوب ج ١ ص ٤٣.

٢٦ - إثبات الوصية ص ١١٨.

(١) اثبتناه من المصدر

(٢) وفيه: في الطين.

(٣) في المصدر: تخفيفاً عن أمته.

٢٧ - لب الالباب: مخطوط.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الا ان الصلاة مأدبة الله في الأرض، قد هيّأها لأهل رحمته، في كلّ يوم خمس مرات ».

ورأى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رجلا يقول: اللهم اغفر لي، ولا اراك تفعل فقال له: « لم تسوء ظنك »؟ (١) قال: لأني اذنبت في الجاهلية والإسلام، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اما ما اذنبت في الجاهلية، فقد محاه الايمان، (وما فعلت) (٢) في الإسلام، الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ».

ورواه في موضع آخر، باختلاف يسير.

٣٠٩٥ / ٢٨ - وروي ان رجلا راود امرأة عن نفسها، فاخبرت به زوجها، فقال لها: قولى له: صلِّ خلف زوجي اربعين صباحاً، حتى اطيعك، فصلى اياما فتاب، وارسل إليها: باني تبت، فاخبرت به زوجها، فقال: ان الله يقول: ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) (١).

٣٠٩٦ / ٢٩ - وعن علي عليه‌السلام في حديث: « ان الفاختة تقول: سبحان من يرى ولا يرى، وهو بالمنظر الاعلى، اللهم العن من ترك الصلاة متعمدا »، الخبر.

٣٠٩٧ / ٣٠ - وفي الخبر: « ما من عبديأتي الصلاة بالغداة والعشي، الّا ضمن الله له الروح، والراحة، والجواز على الصراط ».

٣٠٩٨ / ٣١ - وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « مثل الصلاة

____________________________

(١) في هامش المخطوط: « ما أسوأ ظنك - خبر آخر ».

(٢) وفيه: « وأما ما أذنبته - خبر آخر ».

٢٨ - لب اللباب: مخطوط.

(١) العنكبوت ٢٩: ٤٥.

٢٩ - لب اللباب: مخطوط.

٣٠ - المصدر السابق: مخطوط.

٣١ - المصدر السابق: مخطوط.

٩١

واعمال بنى آدم، كرجل اتى مراغة (١) فأثار عليه منها، حتى امتلأ ترابا ودنسا، ثم عمد إلى غدير ماء طيب، فاغتسل به، فيذهب عنه التراب والدنس، كذلك الصلوات الخمس، تغسل عن العبد الذنوب إذا صلّى لله من قلبه ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « هاتان الصلاتان اثقل الصلوات على المنافقين » يعني: الفجر والعشاء.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة نور المؤمن، والصلاة نور من الله ».

٣٠٩٩ / ٣٢ - احمد بن محمّد بن فهد الحلي في كتاب التحصين: عن الشيخ أبي محمّد جعفر بن احمد بن علي القمي في كتابه الموسوم بالمنبئ عن زهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: حدثنا احمد بن علي بن بلال، قال: حدثني عبدالرحمان بن حمدان، قال: حدثنا الحسن بن محمّد، قال: حدثنا أبوالحسن بشر بن ابي بشر البصري، قال: اخبرني الوليد بن عبدالواحد، قال: حدثنا حنان البصري، عن اسحاق بن نوح، عن محمّد بن علي، عن سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل، قال: سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقول - واقبل على اسامة بن زيد فقال: - « يا اسامة عليك بطريق الحق - إلى ان قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ -: يا اسامة عليك بالصلاة، فانها من افضل اعمال العباد، لأن الصلاة رأس الدين وعموده وذروة سنامه ».

٣١٠٠ / ٣٣ - محمّد بن مسعود العياشي: عن يونس بن ظبيان، عن

____________________________

(١) مرغة في التراب تمريغاً فتمرغ: أي معكه فتمعك، والاسم: المراغة والموضع: مراغة (لسان العرب - مرغ - ج ٨ ص ٤٥٠).

٣٢ - التحصين ص ٨.

٣٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٥ ح ٤٤٦ وعنه في البرهان ج ١ ص ١٣٨ ح ٣.

٩٢

ابى عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا، عمن لا يصلي من شيعتنا، ولو اجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا » الخبر.

٣١٠١ / ٣٤ - الصدوق في ثواب الاعمال: عن ابيه، عن سعد بن عبدالله، [ عن سلمة بن الخطاب ] (١) عن علي بن الحسين، عن احمد بن محمّد بن المؤدب، عن عاصم بن حميد، عن خالد القلانسي، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان الله عزّوجلّ يستحيي من ابناء الثمانين ان يعذبهم ».

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام: « يؤتى بشيخ يوم القيامة، فيدفع إليه كتابه، ظاهره فيما يلي (٢) الناس لا يرى الا المساوئ، فيطول عليه ذلك، فيقول: يا رب أتأمرني إلى النار؟ فيقول الجبار: يا شيخ اني استحيي ان اعذبك، وقد كنت تصلي في دار الدنيا، اذهبوا بعبدي إلى الجنة ».

٣١٠٢ / ٣٥ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لا يغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم، الا وانها العشاء، ولكنهم يعتمون الابل ».

____________________________

٣٤ - ثواب الاعمال ص ٢٢٤ ح ٣ باختلاف يسير.

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) في هامش الطبعة الحجرية: « لعله مصحف في ملأ من الناس، أو في ملأ الناس » منه قدس سره.

٣٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٠ ح ١٠٦.

٩٣
٩٤

أبواب المواقيت

١ - ( باب وجوب محافظة الصلوات في أوقاتها )

٣١٠٣ / ١ - كتاب الحسين بن عثمان: عن رجل، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان العبد إذا صلى الصلاة لوقتها، وحافظ عليها، ارتفعت بيضاء نقية، تقول: حفظتني حفظك الله، وإذا لم يصلها لوقتها، ولم يحافظ عليها، رجعت سوداء مظلمة، تقول: ضيعتني ضيعك الله ».

٣١٠٤ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ما من عبدالا بينه وبين الله تعالى عهد ما أقام الصلاة لوقتها، أو آثرها على غيرها معرفة بحقها، فان هو تركها استخفافا بحقها، وآثر عليها غيرها، برئ الله إليه من عهده [ ذلك ] (١)، ثم مشيئته إلى الله عزّوجلّ، اما ان يعذبه، واما ان يغفر له ».

____________________________

أبواب المواقيت

الباب - ١

١ - كتاب الحسين بن عثمان ص ١١٠.

٢ - الجعفريات ص ٣٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٩٥

٣١٠٥ / ٣ - الشيخ المفيد في مجالسه: (عن محمّد بن عمر الجعابي) (١)، عن عمر بن محمّد المعروف بابن الزيات، عن محمّد بن همام الاسكافي، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن احمد بن سلامة الغنوي، عن محمّد بن الحسين (٢) العامري، عن معمر (٣)، عن ابي بكر بن عياش، عن النجيع (٤) العقيلي، عن الحسن بن علي عليهما‌السلام، في حديث انه قال: « قال امير المؤمنين عليه‌السلام - فيما أوصى به إليه عند وفاته -: وأوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها » الخبر.

٣١٠٦ / ٤ - البرقي في المحاسن: عن عبدالرحمن بن حماد الكوفي، عن ميسر بن سعيد القصير الجوهري، عن رجل، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « يعرف من يصف الحق، بثلاث خصال: ينظر إلى اصحابه من هم، وإلى صلاته كيف هي، وفي أي وقت يصليها، فان كان ذا مال، نظر اين يضع ماله ».

٣١٠٧ / ٥ - فقه الرضا عليه‌السلام: وقال الله عزّوجلّ: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) (١) قال: يحافظون على

____________________________

٣ - أمالي المفيد ص ٢٢٠ ح ١.

(١) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في الأصل: الحسن، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب، أنظر « تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٢٣ ».

(٣) في المصدر: أبومعمر.

(٤) في المصدر: الفجيع.

٤ - المحاسن ص ٢٥٤ ح ٢٨١، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢٠ ح ٣٦.

٥ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٤٩ ح ٢٣.

(١) المعارج ٧٠: ٣٤.

٩٦

المواقيت ».

٣١٠٨ / ٦ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن كتاب مدينة العلم للصدوق باسناده عن الصادق عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لا تنال (١) شفاعتي غدا من أخر الصلاة المفروضة بعد وقتها ».

٣١٠٩ / ٧ - الصدوق في العيون: عن أبيه، عن أحمد بن ادريس، عن محمّد بن احمد، عن ابراهيم بن حمويه، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن الرضا عليه‌السلام قال: « في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم‌السلام: معرفته بأوقات الصلاة، والغيرة، والسخاء، والشجاعة، وكثرة الطروقة ».

٣١١٠ / ٨ - وفي أماليه: عن محمّد بن موسى، عن محمّد بن جعفر الاسدي، عن سهل بن زياد، عن عبدالعظيم الحسني، عن ابي الحسن العسكري عليه‌السلام قال: « لما كلم الله عزّوجلّ موسى بن عمران عليه‌السلام قال موسى: إلهي ما جزاء من صلى الصلاة لوقتها؟ قال: اعطيه سؤله وابيحه جنتي ».

٣١١١ / ٩ - وفي الهداية: قال الصادق عليه‌السلام حين سئل عما فرض

____________________________

٦ - فلاح السائل ص ١٢٧، والبحار ج ٨٣ ص ٢١ ح ٣٩.

(١) في المصدر: لا ينال.

٧ - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ج ١ ص ٢٧٧، مكارم الاخلاق ص ١٣٠.

٨ - امالي الصدوق ص ١٧٤ ذيل الحديث ٨، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٤ ح ٥.

٩ - الهداية ص ٢٩.

٩٧

الله تبارك وتعالى من الصلاة فقال: « الوقت والطهور »، الخبر.

٣١١٢ / ١٠ - وفي الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت والطهور »، الخبر.

٣١١٣ / ١١ - القطب الراوندي في لب اللباب سئل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ عن افضل الاعمال قال: « الصلاة لوقتها ».

٣١١٤ / ١٢ - دعائم الإسلام: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه قال: « عليكم بالمحافظة على أوقات الصلاة فليس مني من ضيع الصلاة ».

٣١١٥ / ١٣ - جامع الاخبار: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « الصلاة عماد الدين فمن ترك صلاته متعمداً فقد هدم دينه ومن ترك اوقاتها يدخل الويل، والويل واد في جهنم كما قال الله تعالى: ( وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) (١) ».

٣١١٦ / ١٤ - البحار: عن كتاب العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن جده، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام، عن كبار حدود الصلاة فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الافتتاح، والركوع، والسجود،

____________________________

١٠ - الخصال ص ٦٠٤ ح ٩.

١١ - لب اللباب، مخطوط.

١٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٣٥١.

١٣ - جامع الاخبار ص ٨٦، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٢٠٢ ح ١.

(١) الماعون ١٠٧: ٤ - ٥.

١٤ - البحارج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٧.

٩٨

والدعاء ».

٣١١٧ / ١٥ - ابراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات: باسناده عن ابن نباته، قال: قال علي عليه‌السلام في خطبته: « الصلاة لها وقت فرضه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لا تصلح الا به ». الخبر

٢ - ( باب استحباب الجلوس في المسجد، وانتظار الصلاة )

٣١١٨ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام: قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الجلوس في المسجد، انتظار الصلاة بعد الصلاة، عبادة ما لم يحدث، قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب ».

٣١١٩ / ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: الصلاة تنظر ولا تنظر بها ».

٣١٢٠ / ٣ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « الجلوس في المسجد لانتظار (١) الصلاة عبادة ».

____________________________

١٥ - الغارات ج ٢ ص ٥٠٢.

الباب - ٢

١ - الجعفريات ص ٣٣.

٢ - المصدر السابق ص ٣٩.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٨٠ ح ٤٨.

(١) في البحار: انتظاراً للصلاة.

٩٩

٣١٢١ / ٤ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً من المحاسن قال: قال عثمان بن مظعون، للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: اني (١) هممت بالسياحة، فقال « مهلا يا عثمان، فان السياحة في امتي، لزوم المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ».

٣ - ( باب استحباب الصلاة في أول الوقت ).

٣١٢٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « قال العالم عليه‌السلام: ان الرجل يصلّي (١) في وقت، وما فاته من الوقت الاول (٢) خير له من ماله وولده (٣) ».

وقال عليه‌السلام: « وجاء ان لكل صلاة وقتين، اول وآخر - كما ذكرناه في اول الباب - واول الوقت افضلهما ».

وقال في موضع آخر: « وقد قيل: ان اول الوقت رضوان الله، وآخر الوقت عفو الله ».

وقال عليه‌السلام في موضع آخر: « اعلم ان لكل صلاة وقتين، اول وآخر، فاول الوقت رضوان الله، وآخره عفو الله ».

« ونروي ان لكل صلاة ثلاثة اوقات: اول، واوسط، وآخر،

____________________________

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٦٢، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٨٢ ح ٥٣.

(١) في المصدر: فاني قد.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ٢١ ح ٣٧.

(١) في المصدر: قد يصلي.

(٢) الاول: ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: أهله.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة

فأفلت منها وجهه عتد نهد(١)

أراد أفلته ونجّاه ومنه قولهم: إنما أفعل ذلك لوجهك، ويدل أيضا على أن الوجه يعبّر به عن الذات قوله تعالى:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ. تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ ) ؛ [القيامة: ٢٢ - ٢٥]، وقوله تعالى:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ ) ؛ [الغاشية: ٨، ٩]، لأن جميع ما أضيف إلى الوجوه في ظاهر الآي؛ من النظر، والظن، والرّضا لا يصحّ إضافته في الحقيقة إليها وإنما يضاف إلى الجملة، فمعنى قوله تعالى:( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) ؛ أي كل شيء هالك إلا هو؛ وكذلك قوله تعالى:

( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالآكْرامِ ) ؛ لما كان المراد بالوجه نفسه لم يقل (ذي الجلال) كما قال:( تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالآكْرامِ ) ؛ [الرحمن: ٧٨]: لما كان اسمه غيره.

ويمكن في قوله تعالى:( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) وجه آخر؛ وقد روي عن بعض المتقدمين، وهو أن يكون المراد بالوجه ما يقصد به إلى الله تعالى ويوجّه؛ نحو القربة إليه جلت عظمته؛ فيقول: لا تشرك بالله، ولا تدع إلها غيره؛ فإن كل فعل يتقرب به إلى غيره، ويقصد به سواه فهو هالك باطل؛ وكيف يسوغ للمشبّهة أن يحملوا هذه الآية والتي قبلها على الظاهر! أو ليس ذلك يوجب أنه تعالى يفنى ويبقى وجهه: وهذا كفر وجهل من قائله.

فأما قوله تعالى:( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله ) ، [الإنسان: ٩]، وقوله:( إِلاّ

____________________

(١) حفزنا: طعنا. ويقال فرس عتد، بفتح التاء وكسرها: إذا كان شديدا تام الخلق سريع الوثبة؛ ليس فيه اضطراب ولا رخاوة والنهد من نعت الخيل: الجسيم المشرف. والحوفزان هو الحارث بن شريك طعنه قيس بن عاصم يوم جدود؛ والمشهور في ذلك قول سوار بن حيان المنقري:

ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة

سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا

وحمران قسرا أنزلته رماحنا

فعالج غلاّ في ذراعيه مقفلا

وانظر شرح المفضليات ٤٧٠.

٦٢١

ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلى ) ؛ [الليل: ٢٠]، وقوله:( وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله ) ، [الروم: ٣٩]؛ فمعلوم أن هذه الأفعال مفعولة له؛ ومقصود بها ثوابه، والقربة إليه، والزلفة عنده.

فأما قوله تعالى:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله ) ؛ [البقرة: ١١٥]، فيحتمل أن يراد به: فثمّ الله، لا على معنى الحلول، ولكن على معنى التدبير والعلم، ويحتمل أن يراد به: فثمّ رضا الله وثوابه والقربة إليه.

ويحتمل أن يراد بالوجه الجهة، وتكون الإضافة بمعنى الملك والخلق والإنشاء والإحداث؛ لأنه عزّ وجل قال:( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله ) ؛ أي أن الجهات كلّها للّه تعالى وتحت ملكه؛ وهذا واضح بيّن بحمد الله.

***

[قصة سفرة للمكتفي بالله في حرّاقة؛ مع جماعة من الأدباء:]

أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال حدّثني محمد بن يحيى الصولي قال: انحدرنا مع المكتفي بالله في آخر سفرة سافرها للصيد من الموضع المعروف بحنّة إلى تكريت في حرّاقة(١) فكانت تجنح كثيرا، فيشتد فزع من معه من الجلساء لذلك؛ وكنت أشدّهم فزعا، وكان في الحرّاقة سواي من الجلساء يحيى بن عليّ المنجم، ومتوّج بن محمود بن مروان، والقاسم المعروف بابن حبابة، وكان يضحك لفزعنا ويقول: لقد قسم الله لكم حظّا من الشجاعة جزيلا، فقلت له: إن البحتري يقول شعرا يصف فيه مثل حالنا، ويمدح به أحمد بن دينار بن عبد الله - وقد غزا الروم في مراكب - أوله:

ألم تر تغليس الرّبيع المبكّر

وما حاك من وشي الرّياض المنشّر(٢)

____________________

(١) الحراقة: اسم لسفينة؛ وأصل الحراقات: سفن كانت بالبصرة، فيها مرامي نيران يرمى بها العدو.

(٢) ديوانه ٢: ٢٢ - ٢٤.

٦٢٢

فقال له: أنشدني الموضع الّذي ذكر هذا فيه منها - وكان جيّد العلم بالأشعار، حافظا للأخبار - فأنشده:

غدوت على الميمون صبحا، وإنما

غدا المركب الميمون تحت المظفّر(١)

إذا زمجر النّوتي فوق علاته

رأيت خطيبا في ذؤابة منبر(٢)

يغضّون دون الاشتيام عيونهم

وفوق السّماط للعظيم المؤمّر(٣)

إذا ما علت فيه الجنوب اعتلى له

جناحا عقاب في السماء مهجّر(٤)

إذا ما انكفا في هبوة النّار خلته

تلفّع في أثناء برد محبّر(٥)

وحولك ركّابون للهول عاقروا

كئوس الرّدى؛ من دار عين وحسّر(٦)

تميل المنايا حيث مالت أكفّهم

إذا أصلتوا حدّ الحديد المذكّر

إذا أرشقوا بالنّار لم يك رشقهم

ليقلع إلاّ عن شواء مفتّر(٧)

____________________

(١) قبله:

ولما تولى البحر والجود صنوه

غدا البحر من أغلاقه بين أبحر

أضاف إلى التّدبير فضل شجاعة

ولا عزم إلا للشجاع المدبّر

إذا شجروه بالرماح تكسّرت

عواملها في صدر ليث غضنفر

والميمون، يريد به السفنة؛ وفي حاشية الأصل: (هو اسم خراقة).

(٢) حاشية الأصل: (العلاة: الموضع الّذي يركب فيه الملاح من السفينة).

(٣) حاشية الأصل: (يقال وقفوا دونه سماطا؛ أي اصطفوا؛ وفي شعره: (وقوف السماط)؛ قال س: (وهو الصواب؛ وكذا قرأت على مشايخي. والاشتيام: رئيس المركب؛ كلمة نبطية).

(٤) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (إذا عصفت فيه)؛ وهي رواية الديوان ومهجر؛ أي يحلق في الهاجرة.

(٥) في حاشيتي الأصل، ف: (انكفا الميمون؛ أي تمايل؛ وأراد بهوة النار ما كانوا يرمون به من النار إلى العدو من الحراقة التي اسمها ميمون، وشبه مواد الحراقة وحمرة النار وبياض الماء بلون البرد. وانكفا، أصله الهمز فخفف؛ يقال: انكفأت المرأة وتكفأت؛ إذا تمايلت في سيرها) وفي م: والديوان: (هبوة الماء) تصحيف.

(٦) المعاقرة: الملازمة.

(٧) الرشق: الرمي من جهة واحدة. والشواء المفتر: الّذي يصعد منه الفتار؛ والفتار عند العرب:

ريح الشواء إذا ضهب على الجمر.

٦٢٣

صدمت بهم صهب العثانين دونهم

ضراب كإيقاد اللّظى المتسعّر

يسوقون أسطولا كأنّ سفينه

سحائب صيف؛ من جهام وممطر(١)

كأنّ ضجيج البحر بين رماحهم

إذا اختلفت ترجيع عود مجرجر(٢)

تقارب من زحفيهم فكأنّما

تؤلّف من أعناق وحش منفّر

فما رمت حتى أجلت الحرب عن طلى

مقصّصة فيهم، وهام مطيّر(٣)

على حين لا نقع تطوّحه الصّبا

ولا أرض تلقى للصّريع المقطّر(٤)

وكنت ابن كسرى قبل ذاك وبعده

مليّا بأن توهي صفاة ابن قيصر

جدحت له الموت الذّعاف فعافه

وطار على ألواح شطب مسمّر(٥)

مضى وهو مولى الرّيح يشكر فضلها

عليه، ومن يولى الصّنيعة يشكر

قال: فاستجاد المكتفي قوله:

* على حين لا نقع تطوّحه الصّبا*

[أبيات لابن الرومي وموازنتها بشعر غيره من الشعراء:]

فقال له يحيى بن علي: أنشدني ابن الرومي شعرا له في هذا المعنى:

ولم أتعلّم قطّ من ذي سباحة

سوى الغوص، والمضعوف غير مغالب(٦)

ولم لا؟ ولو ألقيت فيها وصخرة

لوافيت منها القعر أوّل راسب

وأيسر إشفاقي من الماء أنّني

أمرّ به في الكوز مرّ المجانب

وأخشى الرّدى منه على كلّ شارب

فكيف بأمنيه على كلّ راكب!

____________________

(١) الأسطول: جماعات السفن. وفي حاشيتي الأصل، ف: (قال ش: ذكر لي أستاذي عند قراءة شعر البحتري عليه بأصبهان أن الأسطول لغة مصرية؛ وهي عندهم عبارة عن جماعة العسكر الذين يتوجهون إلى البحر بحوائجهم؛ فهم بمجموع مراكبهم وحراقاتهم وشباراتهم وتجارهم أسطول؛ ويشتكي أهل مصر فيقولون: ما جاءنا العام أسطول). وفي حاشية الأصل أيضا: (الشبارات: نوع من المراكب البحرية).

(٢) العود: المسن من الإبل.

(٣) الطلى: جمع طلية؛ وهي صفحة العنق؛ ومقصصة:

مقطعة. ورواية الديوان: (طلى مقطعة).

(٤) يقال: طعنه فقطره؛ أي ألقاه على قطره، أي جانبه، فنقطر.

(٥) جدحت: خلطت؛ والشطب في الأصل: الفرس الطويل؛ وجعل المركب شطبا على التشبيه لما ركبه ونجا.

(٦) ديوانه الورقة ٢٣؛ مع اختلاف في ترتيب الأبيات.

٦٢٤

فقلت له: إنما أخذ ابن الرومي بيته الثالث من قول أبي نواس؛ فقال المكتفي بالله:

فما قال؟ قلت: حدثني عليّ بن سراج المصري قال حدثني أبو وائل اللخمي قال حدثني إبراهيم بن الخصيب قال: وقف أبو نواس بمصر على النيل؛ فرأى رجلا قد أخذه التمساح فقال:

أضمرت للنّيل هجرانا ومقلية

مذ قيل لي: إنّما التمساح في النّيل

فمن رأى النّيل رأي العين من كثب

فما أرى النّيل إلاّ في البواقيل

قال الصولي: والبواقيل سفن صغار.

ثم أجرى المكتفي بعد ذلك ذكر الشيب، فقال: العرب تقول أظلم من شيب، وقد شبت، وظلمني المشيب؛ وشبت ياصولي، فقلت: جواب عبدك في هذا جواب معن بن زائدة الشيباني لجدّك المنصور وقد قال له: كبرت يامعن، فقال: في طاعتك ياأمير المؤمنين، قال: وإنّك لتتجلّد، قال: على أعدائك، قال: وفيك بحمد الله بقيّة، قال: لخدمتك.

فنزع المكتفي عمامته، فإذا شيبتان في مقدّم رأسه، فقال: لقد غمّني طلوع هاتين الشيبتين، فقلت له: إنما يعيش الناس في الشيب؛ فأما السواد فلا يصحب الناس خالصا أكثر من أربعين سنة إلى الخمسين، وقد يعاش في البياض الّذي لا سواد فيه ثمانون سنة. وأنشده يحيى بن عليّ في معنى طول العمر مع المشيب قول امرئ القيس:

ألا إنّ بعد العدم للمرء قنوة

وبعد المشيب طول عمر وملبسا(١)

وأنشدته أنا أيضا أبياتا أنشدها إسحاق بن إبراهيم الموصلي لبعض القيسيين:

لم ينتقص مني المشيب قلامة

الآن حين بدا ألبّ وأكيس

والشّيب إن يظهر فإنّ وراءه

عمرا يكون خلاله متنفّس

قال سيدنا أدام الله تمكينه: أما قول البحتري: (مضى وهو مولي الريح) فقد كرر معناه في قوله من قصيدة يمدح بها أبا سعيد الثّغري:

____________________

(١) ديوانه: ١٤٢؛ والقنوة: المال.

٦٢٥

أشلى على منويل أطراف القنا

فنجا عتيق عتيقة جرداء(١)

ولو أنّه أبطأ لهنّ هنيهة

لصدرن عنه، وهنّ غير ظماء

فلئن تبقّاه القضاء لوقته

فلقد عممت جنوده بفناء

وأظنه أخذ هذا المعنى من قول أبي تمام في قصيدة يمدح بها المعتصم، ويذكر فتح الخرميّة(٢) .

لولا الظّلام وقلّة علقوا بها

باتت رقابهم بغير قلال(٣)

فليشكروا جنح الظّلام ودروزا

فهم لدروز والظلام موالي(٤)

وقد أخطأ الصولي في تفسير بيت أبي نواس بأن البواقيل سفن صغار؛ لأن البواقيل جمع بوقال؛ وهو آلة على هيئة الكوز معروفة؛ تعمل من الزجاج وغيره؛ وهذا مثل قول ابن الرومي:

* أمرّ به في الكوز مرّ المجانب*

وإنما أراد أنني لا أمرّ بماء النيل إلا إذا أردت شربه في كوز أو بوقال.

وأظن الصولي استمر عليه الوهم من جهة قوله: (فما أرى النيل) وصرف ذلك إلى أنه أراد النيل على الحقيقة؛ وإنما أراد ماء النيل؛ وما علمت أن السفن الصغار يقال لها بواقيل إلا من قول الصولي، هذا ولو كان ما ذكره صحيحا من أنّ ذلك اسم لصغار السفن لكان بيت أبي نواس بما ذكرناه أشبه وأليق وأدخل في معنى الشعر؛ وكيف تدخل الشّبهة في ذلك مع قوله:

____________________

(١) ديوانه ١: ٥؛ أشلى: أغرى. ومنويل: اسم قلعة والعتيقة هنا: الفرس.

(٢) الخرمية: فرق تنسب إلى بابك الخرمي؛ خرج من كورة بفارس تدعى البذ، وأثار فتنة على الخليفة سنة ٢١٠؛ وامتدت زمن المأمون والمعتصم؛ إلى أن قتل بعد حوادث دامية في أزمان متطاولة؛ على يد الأفشين قائد المعتصم سنة ٢٢٣.

(٣) ديوانه: ٢٦٢.

(٤) دروز: موضع في ثغر أذربيجان؛ كذا ذكره ياقوت وأورد بيتي أبي تمام.

٦٢٦

* فمن رأى النيل رأي العين من كثب*

ومن رأى النيل في السفن فقد رآه من كثب، ومن رأى ماءه في الآنية على بعد لا يكون رائيا له من كثب.

***

[طائفة من أقوال الشعراء في مدح الشيب وتفضيله:]

فأما مدح الشيب وتفضيله على الشباب فقد قال فيه الناس فأكثروا؛ فمما تقدم من ذلك قول رؤبة بن العجّاج؛ ويقال إن رؤبة لم يقل من القصيدة إلا هذين البيتين:

أيّها الشّامت المعيّر بالشّيـ

ـب أقلّنّ بالشّباب افتخارا

قد لبست الشّباب غضّا جديدا

فوجدت الشّباب ثوبا معارا

ولعلي بن جبلة:

جفا طرب الفتيان وهو طروب

وأعقبه قرب الشّباب مشيب

تجافت عيون البيض عنه، وربّما

مددن إليه الوصل وهو حبيب

لعمري لنعم الصّاحب الشّيب واعظا

وإن كان منه للعيون نكوب

خليط نهى، منتاب حلم؛ وإنّه

على ذاك مكروه الخلاط مريب

ولآخر:

وتنكّرت شيبي فقلت لها:

ليس المشيب بناقص عمري

سيّان شيبي والشّباب إذا

ما كنت من عمري على قدر

ولآخر:

إن أكن قد رزئت أسود كالفحـ

ـم وأعقبت مثل لون الثّغامه(١)

فلقد أسعف الكريم وأحبو

أهله بالنّدى وآبى الظّلامه

____________________

(١) الثغامة: نبت أبيض يشبه به الشيب.

٦٢٧

غير أنّ الشّباب كان رداء

خاننا فيؤه كفيء الغمامة

ولآخر:

إنّ المشيب رداء الحلم والأدب

كما الشّباب رداء اللهو واللّعب

تعجّبت إذ رأت شيبي فقلت لها:

لا تعجبي، من يطل عمر به يشب(١)

ولابن الجهم:

حسرت عنّي القناع ظلوم

وتولّت ودمعها مسجوم(٢)

أنكرت ما رأت برأسي فقالت:

أمشيب أم لؤلؤ منظوم!

قلت: شيب وليس عيبا، فأنّت

أنّة يستثيرها المهموم

شدّ ما أنكرت تصرّم عهد

لم يدم لي، وأي شيء يدوم!

ولأبي هفّان:

تعجّبت درّ من شيبي فقلت لها:

لا تعجبي فطلوع الشّيب في السّدف(٣)

وزادها عجبا لما رأت سملي

وما درت درّ أنّ الدّر في الصّدف(٤)

وقد أحسن أبو تمام غاية الإحسان في قوله:

أبدت أسى أن رأتني(٥) مخلس القصب(٦)

وآل ما كان من عجب إلى عجب(٧)

____________________

(١) د، ف، حاشية الأصل من نسخة: (تعجبت أن رأت شيبي).

(٢) ديوانه: ١٧٦ - ١٧٧؛ وظلوم: اسم امرأة.

(٣) حماسة ابن الشجري: ٢٤٥؛ والسدف: الظلمات.

(٤) السمل، محركة: الثوب الخلق البالي، ومن نسخة بحاشية الأصل: (أن رحت في سمل)؛ وهي رواية الحماسة.

(٥) ديوانه: ١٥، والشهاب ١٠، وفي حاشية الأصل (من نسخة): (إذ رأتني)، وهي رواية الشهاب والديوان.

(٦) يقال: أخلس النبت؛ إذا جف أعلاه وابيض، وفي حاشية الأصل: (القصب: الذوائب المقصبة؛ الواحدة قصبة وتجمع قصائب، يقال: قصب، فيسكن). وبخط الشجري: (القصب)، بضم ففتح.

(٧) حاشية الأصل: (أي كانت تعجب بي فصارت تعجب من شيبي). وفي الشهاب: (أما قوله: (من عجب إلى عجب) فمن البلاغة الحسنة والاختصار السديد البارع).

٦٢٨

ستّ وعشرون تدعوني فأتبعها

إلى المشيب ولم تظلم ولم تحب(١)

فلا يؤرّقك إيماض القتير به

فإنّ ذاك ابتسام الرّأي والأدب(٢)

وللبحتري:

عيّرتني بالشيب وهي رمته

في عذاري بالصّدّ والاجتناب(٣)

لا تريه عارا فما هو بالشّيـ

ـب ولكنّه جلاء الشّباب(٤)

وبياض البازي أصدق حسنا

إن تأمّلت من سواد الغراب

وله:

ها هو الشّيب لائما فأفيقي

واتركيه إن كان غير مفيق(٥)

فلقد كفّ من عناء المعنّى(٦)

وتلافى من اشتياق المشوق

____________________

(١) لم تحب: لم تأثم؛ والحوب: الإثم، وبعده في الديوان:

يومي من الدهر مثل الدّهر مشتهر

عزما وحزما وساعي منه كالحقب

فأصغري أنّ شيبا لاح بي حدثا

وأكبري أنني في المهد لم أشب

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (فلا يغرنك). والقتير: الشيب، أو أوله. وفي الشهاب للمرتضى: (وقوله:

* فإن ذاك ابتسام الرأي والأدب*

يريد أن الرأي والأدب والحلم إنما يجتمع ويتكامل في أوان الكبر والشيب دون زمان الشباب، وقد تصف الشعراء أبدا الشيب بأنه تبسم في الشعر لبياضه؛ إلا أن هذه من أبي تمام تسلية عن الشيب وتنبيه على منفعته).

(٣) ديوانه ١: ٧، والشهاب: ٢٥. وفي حاشية الأصل:

* عيّرتني المشيب وهي بدتة*

وهي رواية الديوان؛ وبدتة، مخفف من بدأته بالهمز. وفي حاشية الأصل أيضا (من نسخة): (جنته).

(٤) لا تريه: لا تظنه. وفي حاشية الأصل: (جعل سواد الشباب وسخا وصدأ على الشخص والشيب جلاء له).

(٥) ديوانه ٢: ١٢٥، والشهاب: ٢٥، وحماسة ابن الشجري: ٢٤٣ - ٢٤٤، وفي حاشيتي الأصل، ف: (يقول: أيتها العاذلة، أفبقي من عذله وملامته، فقد أقبل الشيب يلومه وبعذله، ولا حاجة إلى عذلك وإن لم يفق فاتركيه).

(٦) د، والحماسة والشهاب. (عن عناء المعنى).

٦٢٩

عذلتنا في عشقها أمّ عمرو

هل سمعتم بالعاذل المعشوق(١)

ورأت لمة ألمّ بها الشّـ

ـيب فريعت من ظلمة في شروق

ولعمري لولا الأقاحي لأبصر

ت أنيق الرّياض غير أنيق

وسواد العيون لو لم يكمّل

ببياض ما كان بالموموق(٢)

ومزاج الصّهباء بالماء أملى(٣)

بصبوح مستحسن وغبوق

أي ليل يبهى بغير نجوم

أو سماء تندى بغير بروق!

ويشبه أن يكون أخذ قوله:

* أي ليل يبهى بغير نجوم*

من قول الشاعر:

أشيب ولم أقض الشّباب حقوقه

ولم يمض من عهد الشّباب قديم(٤)

رأت وضحا في مفرق الرّأس راعها

وشتّان مبيضّ به وبهيم

تفاريق شيب في الشّباب لوامع

وما حسن ليل ليس فيه نجوم!

ولمحمود الوراق في مثل هذا المعنى وهو قوله:

ما الدّرّ منظوما بأحسن من

شيب يجلّل هامة الكهل

وكأنّه فيها النّجوم إذا

جدّ المسير بها على مهل

لا تبكينّ على الشّباب إذا

يبكي الجهول عليه للجهل

واشكر لشيبك حسن صحبته

فلقد كساك جلالة الفضل

____________________

(١) حاشية الأصل: (إنما عذلته لأنه شاخ والعشق مع الشيخوخة لا يستحسن).

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (بالمرموق)؛

(٣) في حاشيتي الأصل: (أملى، مخفف من أملأ؛ أى أوثق؛ يقال: ملؤ فلان بذلك؛ إذا كان ثقة به، وفلان أملأ بكذا من فلان).

(٤) البيت الأول والثالث في حماسة ابن الشجري: ٢٤٤، من غير نسبة.

٦٣٠

ولآخر في مدح الشيب:

لا يرعك المشيب ياابنة عبد ال

لمه فالشّيب حلية ووقار(١)

إنما تحسن الرّياض إذا ما

ضحكت في خلالها الأنوار

ولي في هذا المعنى من قصيدة:

جزعت لو خطات المشيب وإنما

بلغ الشّباب مدى الكمال فنوّرا

والشّيب إن فكّرت فيه مورد

لا بدّ يورده الفتى إن عمّرا

يبيضّ بعد سواده الشّعر الّذي

إن لم يزره الشّيب واراه الثّرى

وممن عدل بين الشيب والشباب، ومدح كل واحد منهما طريح بن إسماعيل الثقفي فقال:

والشّيب للحكماء من سفه الصّبا

بدل يكون الّذي الفضيلة مقنع

والشّيب غاية من تأخّر حينه

لا يستطيع دفاعه من يجزع

إنّ الشّباب له لذاذة جدّة

والشّيب منه في المغبّة أنفع

لا يبعد الله الشّباب فمرحبا

بالشيب حين أوى إليه المرجع

ومثله لآخر:

وكان الشباب الغضّ لي فيه لذّة

فوقّرني عنه المشيب وأدّبا

فسقيا ورعيا للشباب الّذي مضى

وأهلا وسهلا بالمشيب ومرحبا

____________________

(١) حماسة ابن الشجري: ونسبهما إلى علي بن الجهم.

٦٣١

[٤٦]

مجلس آخر [المجلس السادس والأربعون:]

تأويل آية:( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى:( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ؛ [البقرة: ١٨٦]

فقال: كيف ضمن الإجابة وتكفّل بها، وقد نرى من يدعو فلا يجاب؟.

الجواب، قلنا في ذلك وجوه.

أوّلها أن يكون المراد بقوله تعالى:( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ ) أي أسمع دعوته؛ ولهذا يقال للرجل: دعوت من لا يجيب أي دعوت من لا يسمع. وقد يكون أيضا يسمع بمعنى يجيب؛ كما كان يجيب بمعنى يسمع؛ يقال: سمع الله لمن حمده؛ يراد به: أجاب الله من حمده وأنشد ابن الأعرابي:

دعوت الله حتى خفت ألاّ

يكون الله يسمع ما أقول

أراد يجيب ما أقول.

وثانيها أنّه تعالى لم يرد بقوله: قَرِيبٌ من قرب المسافة؛ بل أراد أنني قريب بإجابتي ومعونتي ونعمتي، أو بعلمي بما يأتي العبد ويذر، وما يسرّ ويجهر، تشبيها بقرب المسافة؛ لأن من قرب من غيره عرف أحواله ولم تخف عليه؛ ويكون قوله: أُجِيبُ على هذا تأكيدا للقرب؛ فكأنه أراد: إنني قريب قربا شديدا، وإنني بحيث لا يخفى عليّ أحوال العباد؛ كما يقول القائل إذا وصف نفسه بالقرب من صاحبه والعلم بحاله: أنا بحيث أسمع كلامك، وأجيب نداءك، وما جرى هذا المجرى. وقد روي أن قوما سألوا الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا له: أربّنا قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٣٢

وثالثها أن يكون معنى هذه الآية أنني أجيب دعوة الداعي إذا دعاني على الوجه الصحيح، وبالشرط الّذي يجب أن يقارن الدعاء؛ وهو أن يدعو باشتراط المصلحة؛ ولا يطلب وقوع ما يدعو به على كل حال؛ ومن دعا بهذا الشرط فهو مجاب على كل حال؛ لأنه إن كان صلاحا فعل ما دعا به؛ وإن لم يكن صلاحا لم يفعل لفقد شرط دعائه، فهو أيضا مجاب إلى دعائه.

ورابعها أن يكون معنى دَعانِ أي عبدني، وتكون الإجابة هي الثواب والجزاء على ذلك؛ فكأنه قال: إنني أثيب العباد على دعائهم لي؛ وهذا مما لا اختصاص فيه.

وخامسها ما قاله قوم من أنّ معنى الآية أنّ العبد إذا سأل الله تعالى شيئا في إعطائه صلاح فعله به وأجابه إليه، وإن لم يكن في إعطائه إياه في الدنيا صلاح وخيرة لم يعطه ذلك في الدنيا، وأعطاه إياه في الآخرة، فهو مجيب لدعائه على كل حال.

وسادسها أنّه إذا دعاه العبد لم يخل من أحد أمرين: إمّا أن يجاب دعاؤه، وإمّا أن يخار له بصرفه عما سأل ودعا، فحسن اختيار الله له يقوم مقام الإجابة، فكأنه يجاب على كل حال.

وهذا الجواب يضعّف لأنّ العبد ربما سأل ما فيه صلاح ومنفعة له في الدنيا، وإن كان فيه فساد في الدين لغيره فلا يعطى ذلك، لأمر يرجع إليه، لكن لما فيه(١) من فساد غيره، فكيف يكون مجابا مع المنع الّذي(١) لا يرجع إليه منه شيء من الصلاح! اللهم إلاّ أن يقال: إنه دعا؛ مشروط بأن يكون صلاحا، ولا يكون فسادا، وهذا مما تقدم.

ومعنى قوله تعالى فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، أي فليجيبوني وليصدّقوا رسلي، قال الشاعر:

وداع دعا يامن يجيب إلى النّدى

فلم يستجبه عند ذاك مجيب(٢)

____________________

(١ - ١) ساقط من الأصل، وتكملته من د، ف.

(٢) مطلع قصيدة كعب بن سعد الغنوي؛ وهي في أمالي القالي ٢: ١٤٨ - ١٥١.

٦٣٣

أي لم يجبه.

***

[طائفة من أقوال الشعراء في ذم الشيب والتألم به:]

قال سيدنا أدام الله علوّه: وإذ كنا قد ذكرنا في المجالس المتقدمة لهذا المجلس طرفا من الشعر في تفضيل الشيب وتقديمه، والتعزّي عنه، والتسلّي عن نزوله؛ فنحن متبعوه بطرف مما قيل في ذمّه والتألم به والجزع منه.

فمن ذلك قول أبي حيّة النميري:

ترحّل بالشّباب الشّيب عنّا

فليت الشّيب كان به الرّحيل(١)

وقد كان الشباب لنا خليلا

فقد قضى مآربه الخليل

لعمر أبي الشباب لقد تولّى

حميدا ما يراد به بديل(٢)

إذ الأيام مقبلة علينا

وظلّ أراكة الدّنيا ظليل

وقال الفرزدق:

أرى الدّهر، أيام المشيب أمره

علينا، وأيام الشباب أطايبه(٣)

وفي الشيب لذّات وقرّة أعين

ومن قبله عيش تعلّل جاد به(٤)

إذا نازل الشّيب الشباب فأصلتا

بسيفيهما، فالشّيب لا بدّ غالبه

فيا خير مهزوم، ويا شرّ هازم

إذا الشّيب وافت للشّباب كتائبه

وليس شباب بعد شيب براجع

مدى الدّهر حتى يرجع الدّرّ حالبه

وما المرء منفوعا بتجريب واعظ

إذا لم تعظه نفسه وتجاربه

وأنشد إسحاق الموصلي:

____________________

(١) حماسة ابن الشجري: ٢٣٩، مع اختلاف في ترتيب الأبيات.

(٢) الحماسة: (لا يراد به بديل).

(٣) ديوانه: ١: ٥٢.

(٤) في حاشيتي الأصل، ف. جاد به: عائبه، أي لم يجد عيبا فتعلل وجها يتمحل به باطلا ومنه قول ذي الرمة:

فيا لك من خد أسيل، ومنطق

رخيم، ومن خلق تعلل جاد به

٦٣٤

لعمري لئن حلّئت عن منهل الصّبا

لقد كنت ورّادا لمشربه العذب(١)

ليالي أمشي بين بردي لاهيا

أميس كغصن البانة النّاعم الرّطب

سلام على سير القلاص مع الرّكب

ووصل الغواني والمدامة والشّرب

سلام امرئ لم تبق منه بقيّة

سوى منظر العينين أو شهوة القلب(٢)

ولمنصور النّمري:

ما تنقضي حسرة مني ولا جزع

إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع(٣)

بان الشباب ففاتتني بشرّته

صروف دهر وأيام لها خدع

ما كنت أو في شبابي كنه عزّته

حتّى مضى فإذا الدّنيا له تبع(٤)

ولمحمد بن أبي حازم:

عهد الشباب، لقد أبقيت لي حزنا

ما جدّ ذكرك إلاّ جدّ لي ثكل(٥)

سقيا ورعيا لأيّام الشّباب وإن

لم يبق منك له رسم ولا طلل

جرّ الزّمان ذيولا في مفارقه

وللزّمان على إحسانه علل(٦)

وربّما جرّ أذيال الصّبا مرحا

وبين برديه غصن ناعم خضل

لا تكذبنّ فما الدّنيا بأجمعها

من الشباب بيوم واحد بدل

كفاك بالشّيب عيبا عند غانية

وبالشّباب شفيعا أيها الرّجل

____________________

(١) حلئت: طردت ومنعت.

(٢)؛ ومن نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (نظر العينين).

(٣) حماسة ابن الشجري: ٢٣٩.

(٤) حاشية الأصل (من نسخة):

ما كدت أوفي شبابي كنه شرّته

حتى مضى فإذا الدّنيا لها تبع

(٥) من أبيات في الأغاني ١٢: ١٥٢ - ١٥٣ مجموعها ثلاثة عشرة بيتا؛ وأبيات منها في الورقة:

١١٠، وحماسة ابن الشجري: ٢٣٩.

(٦) في حاشيتي الأصل، ف: (أي للزمان علل على تركه الإحسان؛ ويجوز أن يكون المعنى: له مع إحسانه علل).

٦٣٥

ولأبي نواس:

كان الشباب مطيّة الجهل

ومحسّن الضّحكات والهزل(١)

كان الجميل إذا ارتديت به(٢)

ومشيت أخطر صيّت النّعل

كان البليغ إذا نطقت به

وأصاخت الآذان للمملي

كان المشفّع في مآربه

عند الحسان ومدرك التّبل

والباغي والناس قد هجعوا

حتّى أبيت خليفة البعل

والآمري حتّى إذا عزمت

نفسي أعان عليّ بالفعل

فالآن صرت إلى مقاربة

وحططت عن ظهر الصّبا رحلي

قال سيدنارضي‌الله‌عنه : وعلى هذا الكلام طلاوة ومسحة من أعرابية ليستا لغيره.

ولبشار:

الشّيب كره، وكره أن يفارقني

أعجب بشيء على البغضاء مودود(٣)

يمضي الشّباب ويأتي بعده خلف

والشّيب يذهب مفقودا بمفقود

وهذا البيت الأخير يروى لمسلم بن الوليد الأنصاري.

ومما أحسن فيه مسلم في هذا المعنى قوله:

طرفت عيون الغانيات وربما

أملن إلى الطّرف كلّ مميل(٤)

وما الشّيب إلا شعرة، غير أنّه(٥)

قليل قذاة العين غير قليل

____________________

(١) ديوانه: ٣١١.

(٢) ديوانه: (كان الجمال).

(٣) البيتان في حماسة ابن الشجري: ٢٤٥، ونسبهما إلى مسلم.

(٤) البيتان في حماسة ابن الشجري: ٢٤٢، ونسبهما لابن الرومي؛ وفي حاشيتي الأصل، ف: (يقال: فلان مطروف العين بفلان؛ أي يحبه. والمعنى أنه وقع في عينه، يقال: طرفت عينه بشوكة وبحاشية ثوب؛ وأصله من طرفته إذا أصبت طرفه، ورأسته إذا أصبت رأسه).

(٥) الحماسة:

* وما شبت إلاّ شيبة غير أنّه*

٦٣٦

وله:

أهلا بوافدة للشّيب واحدة

وإن تراءت بشخص غير مودود

لا أجمع الحلم والصّهباء قد سكنت

نفسي إلى الماء عن ماء العناقيد

لم ينهني كبر عنها ولا فند

لكن صحوت وغصني غير مخضود

أوفى بي الحلم وافتاد النّهى طلقا

شأوي وعفت الصّبا من غير تفنيد(١)

وقد أحسن دعبل في قوله يصف الشباب والشيب:

كان كحلا لمآقيها فقد

صار بالشّيب لعينيها قذى

ولغيره:

رأت طالعا للشيب أغفلت أمره

فلم تتعاهده أكفّ الخواضب(٢)

فقالت: أشيب ما أرى؟ قلت: شامة

فقالت: لقد شانتك بين الحبائب(٣)

ولمحمود الورّاق - ويروى لمحمد بن حازم(٤) :

أليس عجيبا بأنّ الفتى

يصاب ببعض الّذي في يديه

فمن بين باك له موجع

وبين معزّ مغذّ إليه

ويسلبه الشيب شرخ الشباب

فليس يعزّيه خلق عليه(٥)

ولأبي دلف:

في كلّ يوم أرى بيضاء طالعة

كأنّما طلعت في أسود البصر

لئن قصصتك بالمقراض عن بصري

لما قصصتك عن همّي وعن فكري

____________________

(١) حاشية الأصل: (يقال عدا طلقا وشأوا إذا عدا عدوا شديدا إلى غاية).

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (تتعهده).

(٣) حاشية الأصل (من نسخة) (شامتك).

(٤) في الأصل: (محمد بن أبي حازم)، وصوابه من ف.

(٥) حاشية الأصل: (يقول: عجبت من الناس يعزي بعضهم بعضا على فوت المال، ولا يعزون على فوت الشباب).

٦٣٧

وليحيى بن خالد بن برمك(١) - ويروى لغيره:

اللّيل شيّب والنهار كلاهما

رأسي بكثرة ما تدور رحاهما

يتناهبان نفوسنا ودماءنا

ولحومنا عمدا ونحن نراهما

والشّيب إحدى الميتتين تقدّمت

أولاهما وتأخّرت أخراهما

وقد أتى الفحلان المبرّزان أبو تمام وأبو عبادة في هذا المعنى بكل غريب عجيب.

فمن ذلك قول أبي تمام:

غدا الهمّ مختطا بفودي خطّة

طريق الرّدى منها إلى الموت مهيع(٢)

هو الزّور يجفى، والمعاشر يجتوى

وذو الإلف يقلى، والجديد يرقّع

له منظر في العين أبيض ناصع

ولكنّه في القلب أسود أسفع

ونحن نرجّيه على الكره والرّضا

وأنف الفتى من وجهه وهو أجدع(٣)

وله:

شعلة في المفارق استودعتني

في صميم الفؤاد ثكلا صميما(٤)

تستثير الهموم ما اكتنّ منها

صعدا وهي تستثير الهموما

غرّة(٥) مرّة ألا إنما كنـ

ـت أغرّا أيّام كنت بهيما

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): (البرمكي).

(٢) ديوانه: ١٩٠، والشهاب: ٦؛ وحماسة ابن الشجري: ٢٤١ - ٢٤٢. وفي م قبل هذا البيت:

لئن جزع الوحشي منها لرؤيتي

لإنسيّها من شيب رأسي أجزع

وفي حماسة ابن الشجري: (غدا الشيب)، وفي م: (غدا العمر). وفي حاشية الأصل (من نسخة): (إلى النفس مهيع)، وهي رواية الديوان؛ ومهيع: واسع.

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (يجدع).

(٤) ديوانه: ٢٩١، وحماسة ابن الشجري: ٢٤١، والشهاب: ٧.

(٥) حاشية الأصل (من نسخة): (عرة) أي عيب.

٦٣٨

دقّة في الحياة تدعى جلالا

مثل ما سمّي اللّديغ سليما(١)

حلّمتني - زعمتم - وأراني

قبل هذا التّحليم كنت حليما

وله:

لعب الشّيب بالمفارق بل جدّ

فأبكى تماضرا ولعوبا(٢)

خضبت خدّها إلى لؤلؤ العقـ

ـد دما أن رأت شواتي خضيبا

كلّ داء يرجى الدّواء له إ

لا الفظيعين: ميتة ومشيبا

يانسيب الثّغام ذنبك أبقى

حسناتي عند الحسان ذنوبا

ولئن عبن ما رأين لقد أن

كرن مستنكرا وعبن معيبا

أو تصدّعن عن قلى لكفى بال

شيب بيني وبينهنّ حسيبا

لو رأى الله أنّ في الشّيب فضلا

جاورته الأبرار في الخلد شيبا

قال سيدنا أدام الله علوّه: وجدت الآمدي يذكر أن قوما ادّعوا المناقضة على أبي تمام في هذه الأبيات بقوله:

لعب الشّيب بالمفارق بل جدّ

فأبكى تماضرا ولعوبا

وقوله:

خضبت خدّها إلى لؤلؤ العقـ

ـد دما أن رأت شواتي خضيبا

يانسيب الثّغام ذنبك أبقى

حسناتي عند الحسان ذنوبا

وقوله:

ولئن عبن ما رأين لقد أن

كرن مستنكرا وعبن معيبا

____________________

(١) حاشية الأصل: (مثل، بني لإضافته إلى (ما)، ويجوز أن يكون صفة لمحذوف، أي تدعي جلالا دعوة مثل تسمية اللديغ سليما).

(٢) ديوانه: ٢٥، ٢٦، والشهاب: ٩.

٦٣٩

قالوا: كيف يبكين دما على شيبه ثم يعبنه!

قال الآمدي: خ خ وليس هذا بتناقض؛ لأن الشيب إنما أبكى تماضر ولعوب أسفا على شبابه، والحسان اللواتي عبنه غير هاتين المرأتين، فيكون من أشفق عليه من الشيب منهن وأسف على شبابه بكى؛ كما قال الأخطل:

لما رأت بدل الشباب بكت له

إنّ المشيب لأرذل الأبدال(١)

ولم يكن هذه حال من عابه. قال: خ خ وهذا مستقيم صحيح.

قال سيدنا أدام الله علوّه: وليس يحتاج في الاعتذار لأبي تمام إلى ما تكلفه الآمدي؛ بل المناقضة زائلة عنه على كل حال، وإن كان من قد بكى شبابه، وتلهف عليه من النساء هنّ اللواتي أنكرن شيبه، وعبنه به، وما المنكر من ذلك! وكيف يتناقض أن يبكي على شبابه ونزول شيبه منهن من رأين الشيب ذنبا وعيبا منكرا! وفي هذا غاية المطابقة؛ لأنه لا يبكي الشيب، ويجزع من حلوله وفراق الشباب إلاّ من رآه منكرا ومعيبا.

وقال أبو تمام:

راحت غواني الحي عنك غوانيا

يلبسن نأيا تارة وصدودا(٢)

من كلّ سابغة الشباب إذا بدت

تركت عميد القريتين عميدا

أرببن بالمرد الغطارف بدّنا

غيدا ألفهم لدانا غيدا

أحلى الرّجال من النّساء مواقعا

من كان أشبههم بهنّ خدودا

وقوله: (أرببن بالمرد) من أربّ بالشيء إذا لزمه، وأقام عليه، يقال: أربّ وألبّ بالمكان إذا لزمه: يريد أنهن لزمن هوى المرد وأقمن عليهم. ورواه قوم (أربين بالمرد) من الرّبا الّذي معناه الزيادة، يقال: قد أربى الرجل إذا ازداد؛ فيقول: أربين بالمرد، أي زدن علينا بهم، وجعلن للمرد زيادة اخترنها علينا(٣) .

____________________

(١) ديوانه ١٥٨

(٢) ديوانه: ٨٧ - ٨٨.

(٣) انظر الشهاب: ١٠.

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679