أمالي المرتضى الجزء ٢

أمالي المرتضى14%

أمالي المرتضى مؤلف:
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 403

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65834 / تحميل: 9833
الحجم الحجم الحجم
أمالي المرتضى

أمالي المرتضى الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: دخل رجل المسجد فابتدأ قبل الثناء على الله والصلاة على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : عجل(١) العبد ربّه، ثمّ دخل آخر فصلّى وأثنى على الله عزّ وجلّ وصلّى على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : سل تعطه.

ثمّ قال إنّ في كتاب علي( عليه‌السلام ) : إنّ الثناء على الله والصلاة على رسوله قبل المسألة، وإن أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجة فيحب أن يقول له خيراً قبل أن يسأله حاجته.

[ ٨٧٨٦ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنما هي المدحة، ثمّ الثناء، ثمّ الاقرار بالذنب، ثمّ المسألة، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلّا بالاقرار.

وعنهم، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة، عن معاوية بن عمّار، مثله، إلّا أنه قال: ثمّ الثناء، ثمّ الاعتراف بالذنب.

[ ٨٧٨٧ ] ٦ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن(٢) بن علي، عن حمّاد ابن عثمان، عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - إذا أردت أن تدعوا الله فمجّده وأحمده وسبّحه وهلّله وأثن عليه وصلّ على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ثمّ سل تعط.

[ ٨٧٨٨ ] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عمّن

____________________

(١) في المصدر: عاجل.

٥ - الكافي ٢: ٣٥١ / ٣، ٤.

٦ - الكافي ٢: ٣٥١ / ٥، وقد أورد الحديث هنا تاماً باختلاف بسيط وفي ٣: ٣٤١ / ٤، أورد قطعة من الحديث ولكن بسند آخر.

(٢) في نسخة: الحسين( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٢: ٣٥٢ / ٨.

٨١

حدّثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت: آيتان في كتاب الله عزّ وجلّ أطلبهما ولا أجدهما، قال: وما هما؟ قلت: قول الله عزّ وجلّ:( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم ) (١) فندعوه ولا نرى إجابة؟ قال: أفتَرى الله عزّ وجلّ أخلف وعده؟! قلت: لا، قال: فممّ ذلك؟! قلت: لا أدري، قال: لكنّي أُخبرك: من أطاع الله عزّ وجلّ فيما أمره ثمّ دعاه من جهة الدعاء أجابه، قلت: وما جهة الدعاء؟ قال: تبدأ فتحمد الله وتذكر نعمه عندك، ثمّ تشكره، ثمّ تصلّي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ثمّ تذكر ذنوبك فتقرّ بها، ثمّ تستغفر(٢) منها، فهذا جهة الدعاء، ثمّ قال: وما الآية الأُخرى؟ قلت: قول الله عزّ وجلّ:( وَمَا أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرٌ الرَّازِقِينَ ) (٣) وإنّي أُنفق ولا أرى خلفاً؟ قال: أفترَى الله عزّ وجلّ أخلف وعده؟! قلت: لا، قال: فممّ ذلك؟! قلت: لا أدري، قال: لو أنّ أحدكم اكتسب المال من حلّه وأنفقه في حلّه لم ينفق درهماً إلّا أخلف عليه.

[ ٨٧٨٩ ] ٨ - وعنه، عن أبيه، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كلّ دعاء لا يكون قبله تحميد فهو أبتر، إنّما(٤) هو التحميد ثمّ الثناء، قال: قلت: ما أدري ما يجزي من التحميد والتمجيد؟ قال: تقول: اللهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، وأنت العزيز الحكيم.

[ ٨٧٩٠ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين، عن محمّد بن إبراهيم بن

____________________

(١) غافر ٤٠: ٦٠.

(٢) في هامش الاصل عن نسخة: تستعيذ.

(٣) سبأ ٣٤: ٣٩.

٨ - الكافي ٢: ٣٦٥ / ٦.

(٤) كتب المصنف( هو) ثمّ شطبها وكتب فوقها علامة نسخة.

٩ - الفقيه ٤: ٢٧٤ / ٨٢٩.

٨٢

إسحاق، عن أحمد بن محمّد بن السعيد الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن علي بن إبراهيم بن المعلّى، عن محمّد ابن خالد، عن عبدالله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليهم‌السلام ) - في حديث - أنّ زيد بن صوحان قال له: أيّ سلطان أغلب وأقوى؟ قال: الهوى، قال: أي ذلّ أذلّ؟ قال: الحرص على الدنيا، قال: فأيّ فقر أشدّ؟ قال: الكفر بعد الايمان، قال: فأيّ دعوة أضلّ؟ قال: الداعي بما لا يكون.

وفي( المجالس) بهذا السند، مثله (١) .

[ ٨٧٩١ ] ١٠ - وفي( الخصال) باسناده الآتي (٢) عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربّعمائة - قال: السؤال بعد المدح، فامدحوا الله عزّ وجلّ ثمّ اسألوا الحوائج، اثنوا على الله عزّ وجلّ وامدحوه قبل طلب الحوائج، يا صاحب الدعاء، لا تسأل ما لا يحل ولا يكون.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٣٢٢.

١٠ - الخصال: ٦٣٥.

(٢) يأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز ( ر ).

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢٤ من أبواب التعقيب، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٩، وفي الحديث ١ من الباب ٣٠ من هذه الابواب.

(٤) يأتي في الباب ٥٥، وفي الحديث ٢ من الباب ٦٣ من هذه الابواب، ويأتي ما يدلّ عليه بعض المقصود في الباب ٣٣، وفي الحديث ١ من الباب ٤٨، وفي الباب ٥٣، وفي الباب ٥٦ من هذه الابواب، وفي الباب ٢٨ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٨٣

٣٢ - باب استحباب ملازمة الداعي للصبر، وطلب الحلال وطيب المكسب، وصلة الرحم والعمل الصالح

[ ٨٧٩٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا تملّ من الدعاء فإنّه من الله بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم، وإياك ومكاشفة الناس، فإنّا أهل بيت نصل من قطعنا، ونحسن إلى من أساء إلينا، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة.

ورواه الحميري في( قربّ الإِسناد) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، مثله (١) .

[ ٨٧٩٣ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من سرّه أن تستجاب دعوته فليطيب مكسبه.

[ ٨٧٩٤ ] ٣ - محمّد بن الحسن في( المجالس والإخبار) باسناده الآتي (٢) ، عن أبي ذر، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، في وصيّته له قال: يا أبا ذر، يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح، يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر، يا أبا ذر إنّ الله يصلح بصلاح

____________________

الباب ٣٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٥٤ / ١، تقدم قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢١، وتقدّم صدره مع ذيله في الحديث ١ من الباب ١٩ من هذه الابواب.

(١) قرب الاسناد: ١٧١.

٢ - الكافي ٢: ٣٥٣ / ٩.

٣ - أمالي الطوسي ٢: ١٤٧.

(٢) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم ٤٩.

٨٤

العبد ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

٣٣ - باب أنّه يستحبّ أن يقال في الدعاء قبل تسمية الحاجة: يا الله، عشراً، ويا ربّ، عشراً، ويا الله يا ربّ، حتى ينقطع النفس أو عشراً، أو: أي ربّ، ثلاثاً، ويا أرحم الراحمين، سبعاً

[ ٨٧٩٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن أيّوب بن الحرّ أخي أديم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال: يا الله يا الله، عشر مرّات، قيل له: لبّيك، ما حاجتك؟.

[ ٨٧٩٦ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عيسى، عن أيوب بن الحرّ أخي أديم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال عشر مرّات: يا ربّ يا ربّ، قيل له: لبّيك، ما حاجتك؟.

[ ٨٧٩٧ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران قال: مرض إسماعيل بن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له أبو عبدالله: قل: يا ربّ يا ربّ، عشر مرّات، فإنّ من قال: ذلك نودي لبّيك، ما حاجتك؟.

[ ٨٧٩٨ ] ٤ - وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن معاوية، عن أبي

____________________

(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ٦٧ من هذه الأبواب.

الباب ٣٣

فيه ٢٣ حديثا

١ - الكافي ٢: ٣٧٧ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٣٧٧ / ١.

٣ - الكافي ٢: ٣٧٧ / ٢.

٤ - الكافي ٢: ٣٧٧ / ٣.

٨٥

بصير، عن أبي عبد( عليه‌السلام ) قال: من قال: يا ربّ، يا الله، يا ربّ، يا الله، حتى ينقطع نفسه قيل له: لبّيك، ما حاجتك؟

[ ٨٧٩٩ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( الأمالي) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن حمّاد بن عبدالله، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: إذا قال العبد وهو ساجد: يا الله، يا ربّاه، يا سيّداه، ثلاث مرّات أجابه تبارك وتعالى: لبّيك عبدي، سل حاجتك.

[ ٨٨٠٠ ] ٦ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن ): عن ابن بنت إلياس، عن عبدالله بن سنان، عن حفص(١) بن مسلم قال: اشتكى بعض ولد أبي جعفر فمرّ عليه جعفر وهو شاكٍ، فقال له جعفر: تقول: يا الله يا الله، فإنّه لم يقلها أحد عشر مرّات إلّا قال له الربّ تبارك وتعالى: لبّيك.

[ ٨٨٠١ ] ٧ - وعن أبيه، عن حمّاد وصفوان وابن المغيرة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا قال العبد: يا الله، يا ربّ، حتى ينقطع النفس قال له الربّ: سل، ما حاجتك؟

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ٨٨٠٢ ] ٨ - قال البرقي: وفي رواية عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ:( وَحَنَاناً مِن لَدُنَّا ) (١) قال: إن كان يحيى

____________________

٥ - أمالي الصدوق: ٣٣٥ / ٦.

٦ - المحاسن: ٣٥ / ٢٩.

(١) في المصدر: جعفر.

٧ - المحاسن: ٣٥ / ٣٠.

(٢) الفقيه ١: ٢١٩ / ٩٧٥.

٨ - المحاسن: ٣٥ / ٣٠.

(٣) مريم ١٩: ١٣.

٨٦

إذا دعا فقال في دعائه: يا ربّ يا الله، ناداه الله من السماء، لبّيك يايحيى، سل حاجتك.

[ ٨٨٠٣ ] ٩ - وعن محمّد بن علي، عن إسماعيل بن يسار، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الرجل منكم ليقف عند ذكر الجنّة والنار ثمّ يقول: أي ربّ، أي ربّ، ثلاثاً( فإذا قالها نودي من فوق رأسه) (١) سل، ما حاجتك؟

[ ٨٨٠٤ ] ١٠ - وعنه، عن الحكم بن مسكين، عن معاوية بن عمّار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال: يا ربّ يا ربّ، حتى ينقطع نفسه قيل له: لبّيك، ما حاجتك؟

[ ٨٨٠٥ ] ١١ - قال: وروي أنه يقولها عشر مرّات، قيل له: لبّيك ما حاجتك.

[ ٨٨٠٦ ] ١٢ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة قال: حدثني جعفر قال: اشتكى بعض ولد أبي فمر به فقال له: قل عشر مرّات: يا الله يا الله يا الله، فإنّه لم يقلها أحد من المؤمنين قطّ إلّا قال له الربّ تبارك وتعالى: لبّيك عبدي، سل حاجتك.

[ ٨٨٠٧ ] ١٣ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) قال: روي عن الصادق( عليه‌السلام ) في من قال: يا الله يا الله عشراً، قيل له: لبّيك عبدي سل حاجتك تعطه.

____________________

٩ - المحاسن: ٣٥ / ٣١.

(١) شطب المصنف على ما بين القوسين وكتب عليه علامة نسخة.

١٠ - المحاسن: ٣٥ / ٣٢.

١١ - المحاسن: ٣٦ / ٣٢.

١٢ - قربّ الإسناد: ٢.

١٣ - عدّة الداعي: ٥٢.

٨٧

[ ٨٨٠٨ ] ١٤ - قال: وكذا روي في من قال: يا ربّاه يا ربّاه عشراً، ومثله: يا ربّ يا ربّ، ومثله: يا سيّداه يا سيّداه.

[ ٨٨٠٩ ] ١٥ - قال: وروي أن من قال في سجوده: يا الله يا ربّاه يا سيّداه، ثلاثاً أجيب بمثل ذلك.

[ ٨٨١٠ ] ١٦ - علي بن موسى بن طاوس في رسالة( محاسبة النفس) نقلاً من كتاب( فضل الدعاء) لمحمّد بن الحسن الصفّار بإسناده عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان [ أبي ](١) إذا لجّت(٢) به الحاجة يسجد من غير صلاة ولا ركوع ثمّ يقول: يا أرحم الراحمين، سبع مرّات، ثمّ يسأل حاجته، ثمّ قال: ما قالها أحد سبع مرّات إلّا قال الله تعالى: ها أنا أرحم الراحمين، سل حاجتك.

[ ٨٨١١ ] ١٧ - قال: ومن الكتاب المذكور عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: إن لله ملكا يقال له: إسماعيل، ساكن في السماء الدنيا، إذا قال العبد: يا أرحم الراحمين، سبع مرّات، قال إسماعيل: قد سمع الله أرحم الراحمين( سل حاجتك) (٣) .

[ ٨٨١٢ ] ١٨ - قال: ومنه عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: سمع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) رجلاً يقول: يا أرحم الراحمين، فأخذ بمنكب الرجل فقال: هذا أرحم الراحمين قد استقبلك بوجهه، سل حاجتك.

____________________

١٤ - عدّة الداعي: ٥٢.

١٥ - عدّة الداعي: ٥٢.

١٦ - محاسبة النفس: ٣٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: ألحت.

١٧ - محاسبة النفس: ٣٥.

(٣) في المصدر: صوتك فسأل حاجتك.

١٨ - محاسبة النفس: ٣٥.

٨٨

[ ٨٨١٣ ] ١٩ - قال: ومن كتاب( المشيخة) للحسن بن محبوب قال: اشتكى بعض أصحاب أبي جعفر( عليه‌السلام ) فقال له: قل: يا الله يا الله، عشر مرّات متتابعات، فإنّه لم يقلها مؤمن إلّا قال ربّه(١) : لبّيك عبدي، سل حاجتك.

[ ٨٨١٤ ] ٢٠ - قال: ومن آخر كتاب( مناسك الزيارات) للمفيد: عن حفص الأعور، عن أبي عبدالله قال: اشتكى (٢) عبدالله إلى أبي جعفر الباقر(٣) ( عليه‌السلام ) فقال له: قل عشر مرّات: يا الله يا الله، فإنّه لم يقلها عبد إلّا قال له ربّه: لبّيك.

[ ٨٨١٥ ] ٢١ - قال: ومن كتاب محمّد بن علي بن محبوب في كتاب الصلاة: عن أحمد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أخي أديم(٤) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال عشر مرّات: يا ربّ يا ربّ، قال له ربّه: لبّيك، سل حاجتك.

[ ٨٨١٦ ] ٢٢ - قال: ومن كتاب( مناسك الزيارات) للمفيد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أبي يلحّ في الدعاء، يقول: يا ربّ يا ربّ، حتى ينقطع النفس، ثمّ يعود.

[ ٨٨١٧ ] ٢٣ - قال: ومنه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ العبد

____________________

١٩ - محاسبة النفس: ٣٦.

(١) في المصدر: له.

٢٠ - محاسبة النفس: ٣٧.

(٢) في المصدر زيادة: أبو، وقد شطب عليه المصنف في الأصل.

(٣) في المصدر زيادة: أبيه.

٢١ - محاسبة النفس: ٣٧.

(٤) في المصدر: أدهم.

٢٢ - محاسبة النفس: ٣٨.

٢٣ - محاسبة النفس: ٣٨.

٨٩

إذا قال: أي ربّ، ثلاثاً، صيح به من فوقه: لبّيك لبّيك، سل تعطه.

٣٤ - باب أنّه يستحبّ لمن أراد أن يسأل الله الحور العين أن يكبّر الله ويسبّحه ويحمده ويهلّله ويصلّي على محمد وآله مائة مائة

[ ٨٨١٨ ] ١ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن محمّد بن أسلم، عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن مهر السنّة، كيف صار خمسمائة درهم(١) ؟ فقال: إنّ الله أوجب على نفسه أن لا يكبّره مؤمن مائة تكبيرة، ويحمده مائة تحميدة، ويسبّحه مائة تسبيحة، ويهلّله مائة تهليلة، ويصلّي على محمّد وآل محمّد مائة مرّة، ثمّ يقول: اللهمّ زوّجني من الحور العين إلّا زوّجه الله حوراء وجعل ذلك مهرها.

محمّد بن علي بن الحسين مرسلاً، مثله(٢) .

وفي( العلل) وفي( عيون الأخبار ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، مثله (٣) ، وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد، مثله(٤) .

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى(٥) .

____________________

الباب ٣٤

فيه حديث واحد

١ - المحاسن: ٣١٣ / ٣٠، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٤ من أبواب المهور.

(١) ليس في المصدر كلمة( درهم) وقد كتب المصنف عليها في الأصل علامة نسخة.

(٢) الفقيه ٣: ٢٥٢ / ١٢٠١.

(٣) علل الشرائع: ٤٩٩ / ١، وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٨٤ / ٢٥.

(٤) علل الشرائع ٤٩٩ / ٢، وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٨٤ / ٢٦.

(٥) الكافي ٥: ٣٧٦ / ٧.

٩٠

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

٣٥ - باب أنّه يستحبّ أن يقال بعد الدعاء: ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلّا بالله، ويستحبّ أن يقال: ما شاء الله ألف مرّة

[ ٨٨١٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا دعا الرجل فقال بعد ما دعا: ما شاء الله، لا قوّة إلّا بالله، قال الله عزّ وجلّ: استبسل عبدي، واستسلم لأمري، اقضوا حاجته.

[ ٨٨٢٠ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمّد، عن عمران الزعفراني، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول: ما شاء الله( لا حول و) (٢) لا قوّة إلّا بالله، إلّا أُجيب صاحبه.

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن سلمة بن الخطاب، مثله (٣) .

[ ٨٨٢١ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن ): عن يحيى بن أبي

____________

(١) التهذيب ٧: ٣٥٦ / ١٤٥١.

الباب ٣٥

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٧٨ / ١.

٢ - أمالي الصدوق: ١٦٦ / ٦.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) ثواب الأعمال: ٢٤.

٣ - المحاسن: ٤٢ / ٥٥.

٩١

بكر، عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا قال العبد: ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلّا بالله، قال الله: ملائكتي، استسلم عبدي أعينوه، أدركوه، اقضوا حاجته.

[ ٨٨٢٢ ] ٤ - قال: وفي رواية: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من قال: ما شاء الله، ألف مرّة في دفعة واحدة رزق الحج من عامه، فان لم يرزق أخّره الله حتى يرزقه.

٣٦ - باب استحباب الصلاة على محمّد وآله في أوّل الدعاء ووسطه وآخره

[ ٨٨٢٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم وعبد الرحمن بن أبي نجران، جميعاً عن صفوان الجمّال، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كل دعاء يدعى الله عزّ وجلّ به محجوب عن السماء حتى يصلّى على محمّد وآل محمّد.

[ ٨٨٢٤ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّ رجلاً أتى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا رسول الله، أجعل لك ثلث صلاتي، لا بل أجعل لك نصف صلاتي، لا بل أجعلها كلّها لك، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذاً تكفى مؤنة الدنيا والآخرة.

[ ٨٨٢٥ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن

____________________

٤ - المحاسن: ٤٢ / ٥٥.

الباب ٣٦

فيه ١٨ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ١٠.

٢ - الكافي ٢: ٣٥٦ / ٣.

٣ - الكافي ٢: ٣٥٦ / ٤.

٩٢

الحكم، عن سيف، عن أبي أُسامة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) : ما معنى أجعل صلاتي كلّها لك؟ قال: يقدّمه بين يدي كلّ حاجة، فلا يسأل الله عزّ وجلّ شيئاً حتى يبدأ بالنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فيصلّي عليه ثمّ يسأل الله حوائجه.

[ ٨٨٢٦ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إن رجلاً أتى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا رسول الله، إنّي جعلت ثلث صلاتي لك، فقال له: خيراً، فقال له: يا رسول الله، إنّي جعلت نصف صلاتي لك، فقال له: ذاك أفضل، فقال إنّي جعلت كلّ صلاتي لك، فقال: إذن يكفيك الله عزّ وجلّ ما أهمّك من أمر دنياك وآخرتك، فقال له رجل: أصلحك الله، كيف يجعل صلاته؟ فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا يسأل الله عزّ وجلّ(١) إلّا بدأ بالصلاة على محمّد وآله.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله(٢) .

[ ٨٨٢٧ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلّى على محمّد وآل محمّد.

[ ٨٨٢٨ ] ٦ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من دعا ولم يذكر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

٤ - الكافي ٢: ٣٥٨ / ١٢.

(١) في المصدر زيادة: شيئاً.

(٢) ثواب الأعمال: ١٨٨.

٥ - الكافي ٢: ٣٥٦ / ١.

٦ - الكافي ٢: ٣٥٦ / ٢.

٩٣

رفرف الدعاء على رأسه، فإذا ذكر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) رفع الدعاء.

[ ٨٨٢٩ ] ٧ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لا تجعلوني كقدح الراكب، فإنّ الراكب يملأ قدحه فيشربّه إذا شاء، اجعلوني في أوّل الدعاء وفي وسطه وفي آخره.

[ ٨٨٣٠ ] ٨ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن حسان، عن أبي عمران الأزدي، عن عبدالله بن الحكم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال: يا ربّ، صلّ على محمّد وآل محمّد، مائة مرّة، قضيت له مائة حاجة، ثلاثون للدنيا.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن جعفر، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن معاوية بن عمّار، مثله(١) .

[ ٨٨٣١ ] ٩ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبى بكر الحضرمي قال: حدثني من سمع أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: جاء رجل إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: أجعل نصف صلاتي لك؟ قال: نعم، ثمّ قال: أجعل صلاتي كلها لك؟ قال: نعم، فلما مضى قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كفي هم الدنيا والآخرة.

[ ٨٨٣٢ ] ١٠ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن

____________________

٧ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ٥.

٨ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ٩.

(١) ثواب الأعمال: ١٩٠.

٩ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ١١.

١٠ - الكافي ٨: ٢٧٤ / ٤١٤.

٩٤

علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إن رجلاً أتى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال(١) : إنّي أُصلّي فأجعل بعض صلاتي لك، فقال: ذلك خير لك، فقال: يارسول الله، فأجعل نصف صلاتي لك فقال: ذلك أفضل لك، فقال: يا رسول الله، فإنّي أُصلّي فأجعل كل صلاتي لك فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذن يكفيك الله ما أهمّك من أمر دنياك وآخرتك - إلى أن قال - وجعلت الصلاة على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) بعشر حسنات.

[ ٨٨٣٣ ] ١١ - وعن علي بن محمّد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن رجاله قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من كانت له إلى الله عزّ وجلّ حاجة فليبدأ بالصلاة على محمّد وآله، ثمّ يسأل حاجته، ثمّ يختم بالصلاة على محمّد وآل محمّد، فان الله عزّ وجلّ أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمّد وآله لا تحجب عنه.

[ ٨٨٣٤ ] ١٢ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) بإسناده الآتي عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا يزال الدعاء محجوباً عن السماء حتى يصلّى على محمّد وآل محمّد (عليهم‌السلام )

[ ٨٨٣٥ ] ١٣ - علي بن محمّد الخزّاز في كتاب( الكفاية ): عن علي بن الحسين، عن التلعكبري، عن ابن عقدة، عن( محمّد بن سالم، عن عبد الرحمان الأزدي) (٢) ، عن الحسين بن أبي جعفر(٣) ، عن علي بن زيد، عن

____________________

(١) في المصدر زيادة: يا رسول الله.

١١ - الكافي ٢: ٣٥٨ / ١٦.

١٢ - أمالي الطوسي ٢: ٢٧٥، يأتي بالإِسناد في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم( ٥٠ ).

١٣ - كفاية الأثر: ٣٩.

(٢) في المصدر: محمّد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي.

(٣) في المصدر: الحسن أبي جعفر.

٩٥

سعيد بن المسيّب، عن أبي ذر، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلّى عليّ وعلى أهل بيتي.

[ ٨٨٣٦ ] ١٤ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر ابن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بالصلاة على النبي( عليه‌السلام ) فإنّ الصلاة على النبي( عليه‌السلام ) مقبولة، ولم يكن الله ليقبل بعض الدعاء ويردّ بعضاً.

[ ٨٨٣٧ ] ١٥ - وعن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عمر الجعابي،( عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يحيى) (١) ، عن اسيد بن زيد، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : صلاتكم عليّ إجابة لدعائكم وزكاة لأعمالكم.

[ ٨٨٣٨ ] ١٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبد الكريم الخرّاز، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين ( عليه‌السلام ) : كلّ دعاء محجوب عن السماء حتى يصلّى على محمّد وآله.

[ ٨٨٣٩ ] ١٧ - وفي( عيون الأخبار ): عن تميم بن عبدالله بن تميم، عن

____________________

١٤ - أمالي الطوسي ١: ١٧٥.

١٥ - أمالي الطوسي ١: ٢١٩.

(١) في نسخة: أحمد بن محمّد بن يحيى - هامش المخطوط - وفي المصدر: احمد بن محمّد بن سعيد بن احمد بن يحيى.

١٦ - ثواب الأعمال: ١٨٦ / ٣.

١٧ - عيون اخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ١٨٢.

٩٦

أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن رجاء بن أبي الضحّاك، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه كان يبدأ في دعائه بالصلاة على محمّد وآله ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها.

[ ٨٨٤٠ ] ١٨ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك إلى الله حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثم سل حاجتك، فإنّ الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الاخرى.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في التمجيد(١) وغيره(٢) ، وفي الأدعية المأثورة ما يدلّ عليه لأنها مشحونة بالصلاة على محمّد وآله(٣) .

٣٧ - باب استحباب التوسّل في الدعاء بمحمّد وآل محمّد ( عليه‌السلام )

[ ٨٨٤١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن( محمّد بن عمر بن عبد العزيز) (٤) ، عن بعض أصحابنا، عن داود الرقّي قال: إنّي كنت أسمع أبا عبدالله( عليه‌السلام ) أكثر ما يلحّ به في الدعاء على الله بحقّ الخمسة، يعني رسول الله، وأمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن،

____________________

١٨ - نهج البلاغة ٣: ٣٦١.

(١) تقدّم في الباب ٣١ من هذه الأبواب.

(٢) تقدّم في الحديث ٤ من الباب ٢٩، وفي الحديث ١ من الباب ٣٠ من هذه الابواب.

(٣) يأتي في الحديث ٩ من الباب ٣٧ من هذه الابواب، وفي الحديث ٢ من الباب ١٠، وفي الباب ٣٨ من أبواب الذكر، وفي الباب ٢٨ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

الباب ٣٧

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٢٢ / ١١.

(٤) في المصدر: عمر بن عبد العزيز.

٩٧

والحسين (عليهم‌السلام )

[ ٨٨٤٢ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين( في ثواب الأعمال ) : عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفّار، عن الحسن بن علي، عن العبّاس بن عامر، عن أحمد بن رزق، عن يحيى بن أبي العلاء(١) ، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً والخريف سبعون سنة، ثمّ أنّه سأل الله بحقّ محمّد وأهل بيته: لما رحمتني، فأوحى الله إلى جبرئيل أنّ اهبط إلى عبدي فاخرجه - إلى أنّ قال الله: - عبدي كم لبثت في النار؟ قال: ما أُحصي يا ربّ، فقال له: وعزّتي وجلالي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك(٢) ، في النار، ولكنّي حتمت على نفسي أنّ لا يسألني عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا غفرت له ما كأنّ بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم.

وفي( المجالس) وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العبّاس بن عامر، مثله (٣) .

وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن الحسن بن علي الكوفي، مثله (٤) .

[ ٨٨٤٣ ] ٣ - وفي( الخصال ): عن علي بن الفضل بن العباس، عن أحمد بن محمّد بن الحارث، عن محمّد بن علي بن خلف، عن حسين بن

____________________

٢ - ثواب الأعمال: ١٨٥.

(١) في المصدر: يحيى بن العلاء.

(٢) في الخصال زيادة: في النار( هامش المخطوط ).

(٣) امالي الصدوق: ٥٣٥ / ٤، والخصال: ٥٨٤ / ٩.

(٤) معاني الأخبار: ٢٢٦ / ١.

٣ - الخصال: ٢٧٠ / ٨.

٩٨

الأشعر(١) ، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: سألت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )، عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال: سأله بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ، فتاب عليه.

و( في المجالس) و( معاني الأخبار) بالإِسناد المذكور، مثله (١) .

[ ٨٨٤٤ ] ٤ - و( في الخصال) و( معاني الأخبار ): عن علي بن أحمد بن موسى (١) ، عن حمزة بن القاسم العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن الحسين بن زيد، عن محمّد بن زياد، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق (عليه‌السلام ) ، في قوله تعالى:( وَإِذِ ابتَلَى إِبرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ ) (٢) قال: هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه، وهو أنّه قال: يا ربّ، أسألك بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ، فتاب عليه، الحديث.

وفي كتاب( النبوة) على ما نقله عنه الطبرسي في( مجمع البيأنّ) بإسناده إلى المفضّل بن عمر، عن الصادق ( عليه‌السلام ) ، مثله(٣) .

[ ٨٨٤٥ ] ٥ - وفي( معاني الأخبار ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن

____________________

(١) في المصدر: حسين الأشقر.

(٢) امالي الصدوق: ٧٠ / ٢، ومعاني الأخبار: ١٢٥ / ١.

٤ - الخصال: ٣٠٤ / ٨٤، ومعاني الأخبار: ١٢٦ / ١.

(٣) في معاني الأخبار: علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق.

(٤) البقرة ٢: ١٢٤.

(٥) مجمع البيان ١: ٢٠٠.

٥ - معاني الأخبار: ١٢٥ / ٢.

٩٩

محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن بكر بن محمّد، عن أبي سعيد المدائني، يرفعه، في قول الله عزّ وجلّ:( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن ربّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ ) (١) قال: سأله بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام )

[ ٨٨٤٦ ] ٦ - وفي( المجالس ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن أبي القاسم(٢) ، عن محمّد بن هلال(٣) ، عن الفضل بن دكين، عن معمّر بن راشد، عن الصادق( عليه‌السلام ) - في حديث - قال، قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّه يكره للعبد أنّ يزكّي نفسه، ولكنّي أقول: أنّ آدم لـمّا أصاب الخطيئة كانت توبته أنّ قال: اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لـمّا غفرت لي، فغفرها له، وأنّ نوحا لـمّا ركب السفينة وخاف الغرق قال: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لـمّا أنجيتني من الغرق، فأنجاه الله منه(٤) ، وأنّ إبراهيم لـمّا ألقي في النار قال: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لـمّا أنجيتني منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، وأنّ موسى لـمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لـمّا امنتني، فقال له الله عزّ وجلّ: لا تخف، إنّك أنت الأعلى.

[ ٨٨٤٧ ] ٧ - وعن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبدالله بن الفضل، عن أبأنّ بن عثمان، عن أبأنّ بن تغلب، عن سعيد بن جبير، عن

____________________

(١) البقرة ٢: ٣٧.

٦ - امالي الصدوق: ١٨١ / ٤.

(٢) في المصدر: عمّي محمّد بن القاسم.

(٣) في المصدر: احمد بن هلال.

(٤) في المصدر: عنه.

٧ - امالي الصدوق: ٢٠٨ / ٧.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أصفراء لا أنسى هواك ولا ودّي

ولا ما مضى(١)

بيني وبينك من عهد

لقد كان ما بيني زمانا وبينها

كما كان بين المسك والعنبر الورد

أي كما كان بين طيب المسك والعنبر.

وكقوله:

أصفراء كان الودّ منك مباحا

ليالي كان الهجر منك مزاحا

وكان جواري الحي إذ كنت فيهم

قباحا، فلمّا غبت صرن ملاحا

وقد روي:

* ملاحا فلما غبت صرن قباحا*

وقوله: (قباحا فلما غبت) يشبه قول السيد بن محمد الحميري.

وإذا حضرن مع الملاح بمجلس

أبصرتهنّ - وما قبحن - قباحا

فأما قوله: (من البيض لم تسرح سواما) فإنه لا يكون مناقضا لقوله (صفراء)، وإن أراد بالصفرة لونها، لأن البياض هاهنا ليس بعبارة عن اللون؛ وإنما هو عبارة عن نقاء العرض وسلامته من الأدناس؛ والعرب لا تكاد تستعمل بيضاء(٢) إلا في هذا المعنى دون اللون، لأن البياض عندهم البرص، ويقولون في الأبيض الأحمر، ومنه قول الشاعر:

جاءت به بيضاء تحمله

من عبد شمس صلتة الخدّ

ومثله (بيض الوجوه).

فأما قول بشار في القطعة الثانية: (صفراء مثل الخيزرانة) فإنه يحتمل ما تقدّم من الوجوه، وإن كان اللون الحقيقي أخصّ لقوله: (كالخيزرانة) ؛ لأن الخيزران يضرب إلى الصّفرة.

____________________

(١) حاشية الأصل: (نسخة الشجري - وكان).

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (البيضاء)، ومن نسخة أخرى: (البياض).

١٤١

ويحتمل أيضا أن يريد (بصفراء) غير اللون الثابت، ويكون قوله: (كالخيزرانة) أنها مثلها في التثني والتعطف.

ولقد أحسن جران العود في قوله في المعنى الّذي تقدم:

كأنّ سبيكة صفراء صبّت

عليها ثمّ ليث بها الإزار(١)

برود العارضين كأنّ فاها

بعيد النّوم مسك مستثار

____________________

(١) رواية البيتين في ديوانه ٤٥ - ٤٦، والثاني مقدم على الأول:

برود العارضين كأنّ فاها

بعيد النّوم عاتقة عقار

كأنّ سبيكة صفراء شيفت

عليها، ثمّ ليث بها الخمار

١٤٢

مجلس آخر

[٦٢]

تأويل آية :( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى:( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ؛ [البقرة: ١٥].

فقال كيف أضاف الاستهزاء إليه تعالى؛ وهو مما لا يجوز في الحقيقة عليه؟ وكيف خبّر(١) بأنهم في الطّغيان والعمه(١) وذلك بخلاف مذهبكم؟

الجواب، قلنا: في قوله تعالى :( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) وجوه:

أولها أن يكون معنى الاستهزاء الّذي أضافه تعالى إلى نفسه تجهيله لهم وتخطئته إياهم في إقامتهم على الكفر وإصرارهم على الضلال؛ وسمّى الله تعالى ذلك استهزاء مجازا وتشبيها(٢) ؛ كما يقول القائل: إن فلانا ليستهزأ به منذ اليوم، إذا فعل فعلا عابه الناس به، وخطّئوه فيه(٣) فأقيم عيب الناس على ذلك الفعل، وإزراؤهم على فاعله مقام الاستهزاء به؛ وإنما أقيم مقامه لتقارب ما بينهما في المعنى؛ لأن الاستهزاء الحقيقي هو ما يقصد به إلى عيب المستهزأ به، والإزراء عليه، وإذا تضمنت التخطئة والتجهيل والتبكيت هذا المعنى جاز أن يجري عليه اسم الاستهزاء؛ ويشهد بذلك قوله تعالى:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ الله يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها ) ؛ [النساء: ١٤٠]؛ ونحن نعلم أن الآيات لا يصحّ عليها الاستهزاء على الحقيقة ولا السخرية؛ وإنما المعنى: إذا سمعتم آيات الله يكفر بها

____________________

(١ - ١) ف: (بأنه يمدهم في الطغيان والعمه).

(٢) م: (واتساعا).

(٣) ساقطة من م.

١٤٣

ويزرى عليها؛ والعرب قد تقيم الشيء مقام ما قاربه في معناه، فتجري اسمه عليه؛ قال الشاعر:

كم أناس في نعيم عمّروا

في ذرى ملك تعالى فبسق

سكت الدّهر زمانا عنهم

ثمّ أبكاهم دما حين نطق

والسكوت والنطق على الحقيقة لا يجوزان على الدهر؛ وإنما شبّه تركه الحال على ما هى(١)   عليه بالسكوت، وشبه تغييره لها بالنطق. وأنشد الفراء:

إنّ دهرا يلفّ شملي بجمل

لزمان يهمّ بالإحسان

ومثل ذلك في الاستعارة لتقارب المعنى قوله:

سألتني بأناس هلكوا

شرب الدّهر عليهم وأكل(٢)

وإنما أراد بالأكل والشرب الإفساد لهم، والتغيير لأحوالهم، ومنه قول الآخر:

يقرّ بعيني أن أرى باب دارها

وإن كان باب الدّار يحسبني جلدا

والجواب الثاني أن يكون معنى الاستهزاء المضاف إليه عز وجلّ أن يستدرجهم ويهلكهم من حيث لا يعلمون ولا يشعرون.

ويروى عن ابن عباس أنه قال في معنى استدراجه إياهم: إنهم كلّما أحدثوا خطيئة جدّد لهم نعمة؛ وإنما سمّى هذا الفعل استهزاء من حيث غيّب عنهم من الاستدراج إلى الهلاك غير ما أظهر لهم من النعم؛ كما أن المستهزئ منّا، المخادع لغيره يظهر أمرا؛ ويضمر غيره.

فإن قيل: على هذا الجواب فالمسألة قائمة، وأي وجه لأن يستدرجهم بالنعمة إلى الهلاك؟

قلنا: ليس الهلاك هاهنا هو الكفر، وما أشبهه من المعاصي التي يستحقّ بها العقاب؛ وإنما يستدرجهم إلى الضرر والعقاب الّذي استحقوه بما تقدّم من كفرهم؛ وللّه تعالى أن يعاقب

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): ما هو عليه).

(٢) اللسان (أكل)، ونسبه إلى النابغة الجعدي. ومن نسخة بحاشية الأصل، ف: (سألتني عن أناس).

١٤٤

المستحق بما يشاء أي وقت شاء؛ فكأنه تعالى لمّا كفروا وبدّلوا نعمة الله، وعاندوا رسله لم يغيّر نعمه عليهم في الدنيا؛ بل أبقاها لتكون - متى نزعها عنهم، وأبدلهم بها نقما - الحسرة منهم أعظم، والضرر عليهم أكثر.

فإن قيل: فهذا يؤدّي إلى تجويز أن يكون بعض ما ظاهره ظاهر النعمة على الكفار مما لا يستحق الله به الشكر عليهم.

قلنا: ليس يمتنع هذا فيمن استحقّ العقاب؛ وإنما المنكر أن تكون النعم المبتدأة بهذه الصفة على ما يلزمه مخالفنا، ألا ترى أن الحياة وما جرى مجراها من حفظ التركيب، والصحة لا تعدّ على أهل النار نعمة؛ وإن كانت على أهل الجنة نعما من حيث كان الغرض فيه إيصال العقاب إليهم.

والجواب الثالث أن يكون معنى استهزائه بهم أنّه جعل لهم بما أظهروه من موافقة أهل الإيمان ظاهر أحكامهم؛ من نصرة ومناكحة وموارثة ومدافنة، وغير ذلك من الأحكام؛ وإن كان تعالى معدّا لهم في الآخرة أليم العقاب لما أبطنوه من النفاق، واستسرّوا به من الكفر؛ فكأنه تعالى قال: إن كنتم أيها المنافقون بما تظهرونه للمؤمنين من المتابعة والموافقة، وتبطنونه من النفاق، وتطلعون عليه شياطينكم إذا خلوتم بهم تظنون أنكم مستهزءون؛ فالله تعالى هو المستهزئ بكم من حيث جعل لكم أحكام المؤمنين ظاهرا؛ حتى ظننتم أنّ لكم ما لهم، ثمّ ميّز بينكم في الآخرة ودار الجزاء؛ من حيث أثاب المخلصين الذين يوافق ظواهرهم بواطنهم، وعاقب المنافقين. وهذا الجواب يقرب معناه من الجواب الثاني؛ وإن كان بينهما خلاف من بعض الوجوه.

والجواب الرابع أن يكون معنى ذلك أن الله هو الّذي يردّ استهزاءكم ومكركم عليكم؛ وأنّ ضرر ما فعلتموه لم يتعدكم؛ ولم يحط بسواكم؛ ونظير ذلك قول القائل: إن فلانا أراد أن يخدعني فخدعته؛ وقصد إلى أن يمكر بي فمكرت به؛ والمعنى أنّ ضرر خداعه ومكره

١٤٥

عاد إليه ولم يضررني(١) به.

والجواب الخامس أن يكون المعنى أنه يجازيهم على استهزائهم؛ فسمّى الجزاء على الذنب باسم الذنب؛ والعرب تسمّي الجزاء على الفعل باسمه؛ قال الله تعالى:( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) ؛ [الشورى: ٤٠]، وقال تعالى:( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) ؛ [البقرة: ١٩٤]، وقال:( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ ) ؛ [النحل: ١٢٦] والمبتدأ ليس بعقوبة، وقال الشاعر(٢) :

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ومن شأن العرب أن تسمّي الشيء باسم ما يقاربه ويصاحبه، ويشتد اختصاصه وتعلّقه به؛ إذا انكشف المعنى وأمن الإبهام؛ وربما غلّبوا أيضا اسم أحد الشيئين على الآخر لقوة التعلّق بينهما، وشدة الاختصاص فيهما؛ فمثال الأول قولهم للبعير الّذي يحمل المزادة:

راوية، وللمزادة المحمولة على البعير رواية، فسموا البعير باسم ما يحمل عليه؛ قال الشاعر(٣) :

 مشي الرّوايا بالمزاد الأثقل

أراد بالروايا الإبل؛ ومن ذلك قولهم: صرعته الكأس واستلبت(٤) عقله، قال الشاعر:

وما زالت الكاس تغتالنا

وتذهب بالأوّل الأوّل

والكأس هي ظرف الشراب، والفعل الّذي أضافوه إليها إنما هو مضاف إلى الشراب الّذي يحلّ الكأس إلاّ أن(٥) الفراء لا يقول الكأس إلا بما فيه(٥) من الشراب؛ وكأنّ الإناء

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة: (لم يضرني).

(٢) هو عمرو بن كلثوم، والبيت من الملعقة: ٢٣٨ - بشرح التبريزي.

(٣) هو أبو النجم العجلي الراجز؛ والبيت من أرجوزته المشهورة التي أولها:

* الحمد للّه الوهوب المجزل*

وهي ضمن الطرائف الأدبية ص ٥٥ - ٧١؛ وقبله:

* تمشي من الردّة مشي الحفّل*

(٤) حاشية الأصل (من نسخة): (فسلبت).

(٥ - ٥) حاشية الأصل: (نسخة س:

الفراء يقول: الكأس الإناء بما فيه).

١٤٦

الفارغ لا يسمى كأسا، وعلى هذا القول يكون إضافة اختلاس العقل والتصريع وما جرى مجرى ذلك إلى الكأس على وجه الحقيقة؛ لأن الكأس على هذا القول اسم للإناء وما حلّه من الشراب.

ومثال الوجه الثاني ما ذكرناه عنهم من التغليب تغليبهم اسم القمر على الشمس؛ قال الشاعر:

أخذنا بآفاق السّماء عليكم

لنا قمراها والنّجوم الطوالع(١)

أراد: لنا شمسها وقمرها؛ فغلّب.

ومنه قول الآخر:

فقولا لأهل المكّتين: تحاشدوا

وسيروا إلى آطام يثرب والنّخل

أراد بالمكّتين: مكة والمدينة، فغلّب.

وقال الآخر:

فبصرة الأزد منّا والعراق لنا

والموصلان، ومنّا مصر والحرم

أراد بالموصلين الموصل والجزيرة.

وقال الآخر:

نحن سبينا أمّكم مقربا(٢)

يوم صبحنا الحيرتين المنون

أراد الحيرة والكوفة، وقال آخر:

إذا اجتمع العمران: عمرو بن عامر

وبدر بن عمر وخلت ذبيان جوّعا(٣)

وألقوا مقاليد الأمور إليهم

جميعا، وكانوا كارهين وطوّعا

أراد بالعمرين: رجلين؛ يقال لأحدهما عمرو، وللآخر بدر؛ وقد فسره الشاعر في البيت.

ومثله:

____________________

(١) البيت للفرزدق، ديوانه: ٥١٩.

(٢) المقرب: المرأة تدنو ولادتها.

(٣) البيتان في المخصص ١٣: ٢٢٧

١٤٧

جزاني الزّهدمان جزاء سوء

وكنت المرء يجزى بالكرامة(١)

أراد بالزّهدمين رجلين؛ يقال لأحدهما زهدم، وللآخر كردم، فغلّب.

وكلّ الّذي ذكرناه يقوّي هذا الجواب من جواز التسمية للجزاء على الذنب باسمه، أو تغليبه عليه، للمقاربة والاختصاص التام بين الذنب والجزاء عليه.

والجواب السادس ما روي عن ابن عباس قال: يفتح لهم وهم في النار باب من الجنة، فيقبلون إليه مسرعين؛ حتى إذا انتهوا إليه سدّ عليهم، فيضحك المؤمنون منهم إذا رأوا الأبواب وقد أغلقت دونهم؛ ولذلك قال عز وجل:( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ. عَلَى الأرائِكِ يَنْظُرُونَ ) ؛ [المطففين: ٣٤ - ٣٥].

فإن قيل: وأي فائدة في هذا الفعل؟ وما وجه الحكمة فيه؟

قلنا: وجه الحكمة فيه ظاهر؛ لأن ذلك أغلظ في نفوسهم، وأعظم في مكروههم؛ وهو ضرب من العقاب الّذي يستحقونه بأفعالهم القبيحة؛ لأن من طمع في النجاة والخلاص من المكروه، واشتد حرصه على ذلك؛ ثم حيل بينه وبين الفرج وردّ إلى المكروه يكون عذابه أصعب وأغلظ من عذاب من لا طريق للطمع عليه.

فإن قيل: فعلى هذا الجواب، ما الفعل الّذي هو الاستهزاء؟

قلنا: في ترداده لهم من باب إلى آخر على سبيل التعذيب معنى الاستهزاء؛ من حيث كان إظهارا لما المراد بخلافه؛ وإن لم يكن فيه من معنى الاستهزاء ما يقتضي قبحه من اللهو والعبث وما جرى مجرى ذلك.

والجواب السابع أن يكون ما وقع منه تعالى ليس باستهزاء على الحقيقة؛ لكنّه سماه بذلك ليزدوج اللفظ ويخف على اللسان؛ وللعرب في ذلك عادة معروفة في كلامها؛ والشواهد عليه مذكورة مشهورة.

____________________

(١) اللسان (زهدم) والمخصص ١٣: ٢٢٧، وهو لقيس بن زهير العبسي.

١٤٨

وهذه الوجوه التي ذكرناها في الآية يمكن أن تذكر في قوله تعالى:( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْماكِرِينَ ) ؛ [الأنفال: ٣٠]؛ وفي قوله تعالى:( إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ الله وَهُوَ خادِعُهُمْ ) ؛ [النساء: ١٤٢] فليتأمل ذلك.

فأما قوله تعالى:( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) فيحتمل وجهين:

أحدهما أن يريد: أني أملي لهم ليؤمنوا ويطيعوا؛ وهم مع ذلك مستمسكون بطغيانهم وعمههم.

والوجه الآخر أن يريد ب( يَمُدُّهُمْ ) أنه يتركهم من فوائده ومنحه التي يؤتيها المؤمنين ثوابا لهم، ويمنعها الكافرين عقابا كشرحه لصدورهم، وتنويره لقلوبهم؛ وكل هذا واضح بحمد الله.

***

قال سيدنا أدام الله علوّه: وإني لأستحسن لبعض الأعراب قوله:

خليلي هل يشفي النّفوس من الجوى

بدوّ ذوى الأوطان، لا بل يشوقها!(١)

وتزداد في قرب إليها صبابة(٢)

ويبعد من فرط اشتياق طريقها

وما ينفع الحرّان ذا اللّوح(٣) أن يرى

حياض القرى مملوءة لا يذوقها

ولآخر في تذكر الأوطان والحنين إليها:

ألا قل لدار بين أكثبة الحمى

وذات الغضا: جادت عليك الهواضب!

____________________

(١) في حاشيتي الأصل، ف (من نسخة): (بدو ذرى الأوطان). والبدو: الظهور، من بدا يبدو إذا ظهر.

(٢) في حاشية الأصل: (إليها؛ ضمير الأوطان أو المرأة)، وفيها أيضا: (إذا قلت صبابة [بالنصب] كان (تزداد متعديا)، أي تزداد أنت، وإذا قلت: (صبابة) [بالرفع] (فتزداد) لازم.

(٣) اللوح: العطش.

١٤٩

أجدّك لا آتيك إلاّ تقلّبت(١)

دموع أضاعت ما حفظت سواكب

ديار تناسمت(٢) الهواء بجوّها

وطاوعني فيها الهوى والحبائب

ليالي؛ لا الهجران محتكم بها

على وصل من أهوى، ولا الظنّ كاذب

وأنشد أبو نصر صاحب الأصمعي لأعرابي:

ألا ليت شعري! هل أبيتنّ ليلة

بأسناد(٣) نجد، وهي خضر متونها!

وهل أشربنّ الدّهر من ماء مزنة

بحرّة ليلى حيث فاض معينها!(٤)

بلاد بها كنّا نحلّ، فأصبحت

خلاء ترعّاها مع الأدم عينها

تفيّأت فيها بالشّباب وبالصّبا

تميل بما أهوى عليّ غصونها

وأنشد الأصمعي لصدقة بن نافع الغنوي:

ألا ليت شعري هل تحنّنّ ناقتي(٥)

بيضاء نجد حيث كان مسيرها!(٦)

فتلك بلاد حبّب الله أهلها

إليك، وإن لم يعط نصفا أميرها(٧)

بلاد بها أنضيت راحلة الصّبا

ولانت لنا أيّامها وشهورها

فقدنا بها الهمّ المكدّر شربه

ودار علينا بالنّعيم سرورها

وأنشد أبو محلّم لسوّار بن المضرّب:

سقى الله اليمامة من بلاد

نوافحها كأرواح الغواني

____________________

(١) ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (تفتت).

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (تبادرت).

(٣) الأسناد: جمع سند؛ وهو الجبل، ومن نسخة بحاشية ف: (بأكناف).

(٤) حرة ليلى: موضع لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، وفي حاشية الأصل (من نسخة): (حين فاض معينها).

(٥) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (هل تخبن ناقتي)، أي تسرعن.

(٦) بيضاء نجد: موضع.

(٧) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف:

* إليك وإن لم يعط نصفا أسيرها*

١٥٠

وجوّ زاهر للرّيح فيه

نسيم لا يروع التّرب، وان(١)

بها سقت الشّباب إلى مشيب

يقبّح عندنا حسن الزّمان

وأنشد إبراهيم بن إسحاق الموصلي:

ألا ياحبّذا جنبات سلمى

وجاد بأرضها جون السّحاب!

خلعت بها العذار ونلت فيها

مناي بطاعة أو باغتصاب

أسوم بباطلي طلبات لهوي

ويعذرني بها عصر الشّباب

فكلّ هؤلاء على ما ترى قد أفصحوا بأن سبب حنينهم إلى الأوطان ما لبسوه فيها من ثوب الشباب، واستظلوه من ظلّه، وأنضوه من رواحله، وأنه كان يعذرهم ويحسن قبائحهم.

فعلى أي شيء يغلو الناس في قول ابن الرومي:

وحبّب أوطان الرّجال إليهم

مآرب قضّاها الشّباب هنالكا(٢)

إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم

عهود الصّبا فيها فحنّوا لذلكا

ويزعمون أنه سبق إلى ما لم يسبق إليه، وكشف عن هذا المعنى مستورا، ووسم غفلا! وقوله وإن كان جيد المعنى سليم اللفظ، فلم يزد فيه على من تقدم ولا أبدع، بل اتبع؛ ولكن الجيد إذا ورد ممّن يعهد منه الرديء كثر استحسانه؛ وزاد استطرافه.

ولقد أحسن البحتري في قوله في هذا المعنى:

فسقى الغضى والنّازلية وإن هم

شبّوه بين جوانح وقلوب(٣)

وقصار أيّام به سرقت لنا

حسناتها من كاشح ورقيب

خضر تساقطها الصّبا فكأنّها

ورق يساقطه اهراز قضيب

____________________

(١) حاشية الأصل: (قوله: (لا يروع الترب)، من أحسن الكلام؛ أي لا يرفع فيغير؛ فكأن هبوبها يسالم التراب ولا يخوفه بأن يرفعه أو يحركه).

(٢) ديوانه الورقة ٢٠٢.

(٣) ديوانه ١: ٥٧.

١٥١

كانت فنون بطالة فتقطّعت

عن هجر غانية ووصل مشيب

وأحسن في قوله:

سقى الله أخلافا من الدّهر رطبة

سقتنا الجوى إذ أبرق الحزن أبرق(١)

ليال سرقناها من الدّهر بعد ما

أضاء بإصباح من الشّيب مفرق

تداويت من ليلى بليلى فما اشتفى

بماء الرّبا من بات بالماء يشرق

ولأبي تمام في هذا المعنى ما لا يقصر عن إحسان، وهو:

سلام ترجف الأحشاء منه

على الحسن بن وهب والعراق(٢)

على البلد الحبيب إلى غورا

ونجدا، والأخ العذب المذاق(٣)

ليالي نحن في وسنات عيش

كأنّ الدّهر عنّا في وثاق(٤)

وأيّام له ولنا لدان

غنينا في حواشيها الرّفاق

كأنّ العهد عن عفر لدينا

وإن كان التّلاقي عن تلاق(٥)

____________________

(١) ديوانه ٢: ١٣٨، وفي ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (أبرق الجسون).

(٢) ديوانه ٢١٤ - ٢١٥.

(٣) من نسخة بحاشية الأصل، ت:

* ونجدا والفتى الحلو المذاق*

(٤) في حاشيتي الأصل، ف: في شعره:

سنبكي بعده غفلات عيش

كأنّ الدّهر عنها في وثاق

وأياما له ولنا لدانا

عرينا من حواشيها الرقاق

وفي ف، وحاشية الأصل من نسخة: (له ولنا لذاذ).

(٥) في حاشية الأصل: (لقتيبة عن عفر، أي بعد خمسة عشرة يوما؛ حتى جاوز الليالي العفر، والعرب تسمي الليالي البيض عفرا لبياضها).

١٥٢

مجلس آخر

[٦٣]

تأويل آية :( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى:( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) ؛ [البقرة: ٣٦]:

فقال: كيف خاطب آدم وحواء عليهما السلام بخطاب الجمع وهما اثنان؟ وكيف نسب بينهما العداوة؟ وأي عداوة كانت بينهما؟

الجواب، قلنا قد ذكر في هذه الآية وجوه:

أولها أن يكون الخطاب متوجّها إلى آدم وحواء وذرّيتهما، لأن الوالدين يدلان على الذرّية ويتعلق بهما؛ ويقوّي ذلك قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم وإسماعيل:( رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا ) ؛ [البقرة: ١٢٨].

وثانيها أن يكون الخطاب لآدم وحواء عليهما السلام ولإبليس اللعين؛ وأن يكون الجميع مشتركين في الأمر بالهبوط؛ وليس لأحد أن يستبعد هذا الجواب من حيث لم يتقدم لإبليس ذكر في قوله تعالى:( وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) ؛ [البقرة: ٣٥] لأنه وإن لم يخاطب بذلك فقد جرى ذكره في قوله تعالى:( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ ) ، [البقرة: ٣٦]؛ فجائز أن يعود الخطاب على الجميع.

وثالثها أن يكون الخطاب متوجها إلى آدم وحواء والحية التي كانت معهما، على ما روي عن كثير من المفسرين؛ وفي هذا الوجه بعد من قبل أن خطاب من لا يفهم الخطاب لا يحسن؛ فلا بد من أن يكون قبيحا؛ اللهم إلا أن يقال: إنه لم يكن هناك قول في الحقيقة ولا خطاب؛

١٥٣

وإنما كنّى تعالى عن إهباطه لهم بالقول؛ كما يقول أحدنا: قلت: فلقيت الأمير، وقلت: فضربت زيدا، وإنما يخبر عن الفعل دون القول؛ وهذا خلاف الظاهر وإن كان مستعملا.

وفي هذا الوجه بعد من وجه آخر؛ وهو أنه لم يتقدم للحية ذكر في نصّ القرآن، والكناية عن غير مذكور لا تحسن إلا بحيث لا يقع لبس، ولا يسبق وهم إلى تعلق الكناية بغير مكنّى عنه؛ حتى يكون ذكره كترك ذكره في البيان عن المعنى المقصود، مثل قوله تعالى:( حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ) ؛ [ص: ٣٢]؛( وكُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) ؛ [الرحمن: ٢٧] وقول الشاعر:

أماوي ما يغني الثّراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما؛ وضاق بها الصّدر(١)

فأما بحيث لا يكون الحال على هذا فالكناية عن غير مذكور قبيحة.

ورابعها أن يكون الخطاب يختصّ آدم وحواء عليهما السلام، وخاطب الاثنين بالجمع على عادة العرب في ذلك؛ لأن التثنية أول الجمع؛ قال الله تعالى:( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ ) ؛ [الأنبياء: ٧٨]، أراد لحكم داود وسليمان عليهما السلام؛ وكان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يتأول قوله تعالى:( فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ ) ؛ [النساء: ١١] على معنى فإن كان له أخوان؛ قال الراعي:

أخليد إنّ أباك ضاف وساده

همّان باتا جنبة ودخيلا(٢)

طرقا فتلك هماهمي أقريهما

قلصا لواقح كالقسي وحولا

فعبّر بالهماهم وهي جمع عن الهمين؛ وهما اثنان.

فإن قيل: فما معنى الهبوط الّذي أمروا به؟ قلنا: أكثر المفسرين على أن الهبوط هو

____________________

(١) البيت لحاتم

(٢) جمهرة الأشعار: ٣٥٣. وفي حاشيتي الأصل، ف: (خليدة ابنته فرخم، وضافه: نزل به.

جنبه أي ناحية. ودخيلا: داخلا في الفؤاد. قال ابن الأعرابي: أراد: هما داخل القلب، وآخر قريبا من ذلك؛ كالضيف إذا حل بالقوم فأدخلوه فهو دخيل؛ وإن كان بفنائهم فهو جنبة).

١٥٤

النزول من السماء إلى الأرض ، وليس في ظاهر القرآن ما يوجب ذلك؛ لأن الهبوط كما يكون النزول من علو إلى سفل فقد يراد به الحلول في المكان والنزول به؛ قال الله تعالى:( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ ) ؛ [البقرة: ٦١]، ويقول القائل من العرب: هبطنا بلد كذا وكذا، يريد حللنا، قال زهير:

ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت

أيدي المطي بهم من راكس فلقا(١)

فقد يجوز على هذا أن يريد تعالى بالهبوط(٢) الخروج من المكان وحلول غيره؛ ويحتمل أيضا أن يريد بالهبوط(٢) معنى غير المسافة، بل الانحطاط من منزلة إلى دونها، كما يقولون: قد هبط فلان عن منزلته، ونزل عن مكانه؛ إذا كان على رتبة فانحطّ إلى دونها.

فإن قيل: فما معنى قوله:( بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) ؟ قلنا: أما عداوة إبليس لآدم وذريته فمعروفة مشهورة، وأما عداوة آدم عليه السلام والمؤمنين من ذريته لإبليس فهي واجبة لما يجب على المؤمنين من معاداة الكفار؛ المارقين عن طاعة الله تعالى، المستحقين لمقته وعداوته، وعداوة الحية على الوجه الّذي تضمّن إدخالها في الخطاب لبني آدم معروفة؛ ولذلك يحذّرهم منها، ويجنبهم؛ فأما على الوجه الّذي يتضمّن أن الخطاب اختص آدم وحواء دون غيرهما؛ فيجب أن يحمل قوله تعالى:( بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) على أن المراد به الذرية؛ كأنه قال تعالى:( اهْبِطُوا ) وقد علمت من حال ذريتكم أن بعضكم يعادي بعضا؛ وعلّق الخطاب بهما للاختصاص بين الذرية وبين أصلها.

فإن قيل: أليس ظاهر قوله تعالى:( اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) يقتضي الأمر بالمعاداة، كما أنه أمر بالهبوط، وهذا يوجب أن يكون تعالى آمرا بالقبيح على وجه؛ لأن معاداة إبليس لآدم عليه السلام قبيحة، ومعاداة الكفار من ذريته للمؤمنين منهم كذلك؟

قلنا: ليس يقتضي الظاهر ما ظننتموه؛ وإنما يقتضي أنه أمرهما بالهبوط في حال عداوة

____________________

(١) ديوانه ٣٧. راكس: موضع، والفلق: المكان المطمئن بين ربوتين؛ وهو منصوب على أنه مفعول به؛ قيل: الفلق: الصبح).

(٢ - ٢) ساقط من الأصل، وما أثبته عن ف.

١٥٥

بعضهم بعضا؛ فالأمر مختص بالهبوط، والعداوة تجري مجرى الحال؛ وهذا له نظائر كثيرة في كلام العرب. ويجري مجرى هذه الآية في أن المراد بها الحال قوله تعالى:( إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ ) ؛ [التوبة: ٥٥] وليس معنى ذلك أنه أراد كفرهم كما أراد تعذيبهم وإزهاق نفوسهم؛ بل أراد أن تزهق أنفسهم في حال كفرهم، وكذلك القول في الأمر بالهبوط، وهذا بيّن.

***

قال سيدنا أدام الله تمكينه: ومن مستحسن تمدح السادة الكرام قول الشاعر:

ويل أمّ قوم غدوا عنكم لطيّتهم

لا يكتنون غداة العلّ والنّهل

صدء السرابيل لا توكى مقانبهم

عجر البطون، ولا تطوى على الفضل

قوله: (ويل أم قوم) من الزّجر المحمود الّذي لا يقصد به الشر؛ مثل قولهم: قاتل الله فلانا ما أشجعه! وترّحه ما أسمحه! وقد قيل في قول جميل:

رمى الله في عيني بثينة بالقذى

وفي الغرّ من أنيابها بالقوادح(١)

إنه أراد هذا المعنى بعينه، وقيل: إنه دعا لها بالهرم وعلوّ السن، لأن الكبير يكثر قذى عينيه وتنهتم أسنانه. وقيل: إنه أراد بعينيها رقيبيها، وبغر أنيابها سادات قومها ووجوههم؛ والأول أشبه بطريقة القوم؛ وإن كان القول محتملا للكل.

فأما قوله:

* لا يكتنون غداة العلّ والنّهل*

فإنما أنهم ليسوا برعاة(٢) يسقون الإبل، بل لهم من يخدمهم ويكفيهم ويرعى إبلهم؛

____________________

(١) أمالي القالي ٢: ١٠٩، واللآلي ٧٣٦، والبيت من شواهد الرضي على الكافية (الخزانة ٣: ٩٣). القذى: كل ما وقع في العينين من شيء يؤذيها كالتراب والعود ونحوها. والغر: جمع أغر وغراء؛ وهو وصف لأسنانها بالبياض. وهو السن. والقوادح: جمع القادح؛ وهو السواد الّذي يظهر في الأسنان.

(٢) ف، حاشية الأصل (من نسخة): (برعاء).

١٥٦

وإنما يكتنى يرتجز على الدّلو السقاة والرعاة؛ وفيه وجه آخر؛ قيل: إنهم يسامحون شريبهم ويؤثرونه بالسّقي قبل أموالهم؛ ولا يصولون عليه ولا يكتنون؛ وهذا من الكرم والتفضّل لا من الضعف.

وقيل أيضا: بل عنى أنهم أعزاء ذوو منعة، إذا وردت إبلهم ماء أفرج الناس لها عنه؛ لأنها قد عرفت فليس يحتاج أربابها إلى الاكتناء والتعرف.

وقد قال قوم في قوله: (يكتنون) : إنه من قوله كتنت يده تكتن إذا خشنت من العمل؛ فيقول: ليسوا أهل مهنة، فتكتن أيديهم وتخشن من العمل؛ بل لهم عبيد يكفونهم ذلك.

وقوله: (صدء السرابيل) فإنما أراد به طول حملهم للسلاح ولبسهم له. والمقانب:

هي الأوعية التي يكون فيها الزاد؛ فكأنه يقول: إذا سافروا لم يشدّوا الأوعية على ما فيها وأطعموا أهل الرفقة؛ وهذه كناية عن الإطعام وبذل الزاد مليحة. وعجر البطون: من صفات المقانب؛ أراد أنها لا توكأ، ولا تطوى على فضل الزاد.

ولبعض شعراء بني أسد، وأحسن غاية الإحسان:

رأت صرمة(١) لابني عبيد تمنّعت

من الحقّ لم تؤزل بحقّ إفالها

فقالت: ألا تغذو فصالك هكذا

فقلت: أبت ضيفانها وعيالها

فما حلبت إلاّ الثلاثة والثّني

ولا قيّلت إلاّ قريبا مقالها

حدابير من كلّ العيال كأنّها

أناضي شقر حلّ عنها جلالها

شكا هذا الشاعر امرأته، وحكى عنها أنها رأت إبلا لجيرانها لم تعط في حمالة(٢) ، ولم تعقر في حق، ولم تحلب لضيف ولا جار؛ فهي سمان. وقوله: (لم تؤزل إفالها) والإفال:

____________________

(١) الصرمة: القطعة من الإبل؛ ما بين العشرين إلى الثلاثين، أو إلى الخمسين.

(٢) الحمالة: الإبل

١٥٧

الصّغار، وتؤزل؛ من الأزل وهو الضّيق في العيش والشدّة؛ فيقول: فصال هؤلاء سمان لم تلق بؤسا؛ لأن ألبان أمهاتها موفورة عليها.

وحكى عن امرأته أنها تقول له: غذّ(١) أنت فصالك هكذا؛ فقال لها: تأبى ذلك الحقوق وعيالها؛ وهم الجيران والضيفان.

ثم أخبر أنه لم يلتفت إلى لومها، وأنّ الإبل ما حلبت بعد مقالتها إلا مرتين أو ثلاث.

ولا قيّلت، من القائلة إلا بقرب البيوت حتى نحرها ووهبها.

والحدابير: المهازيل؛ وإنما يعني فصاله وهزالها لأجل أنها لا تسقى الألبان؛ وتعقر أمهاتها، وأناضي: جمع نضو(٢) ، فشبه فصاله من هزالها بأنضاء خيل شقر.

وقوله: (حدابير من كل العيال) فيه معنى حسن؛ لأنه أراد أنها من بين جميع العيال:

مهازيل؛ وهذا تأكيد، لأن سبب هزالها هو الإيثار بألبانها؛ واختصّت بالهزال من بين كلّ العيال. والعيال هاهنا هم الجيران والضيفان؛ وإنما جعلهم عيالا لكرمه وأن جوده قد ألزمه مودّتهم؛ فصاروا كأخص عياله.

ومثل ذلك قول الشاعر:

تعيّرني الحظلان أمّ محلّم(٣)

فقلت لها: لا تقذفيني بدائيا(٤)

فإنّي رأيت الضّامرين(٥) متاعهم

يذمّ ويفنى، فارضخي من وعائيا

فلم تجديني في المعيشة عاجزا

ولا حصرما خبّا شديدا وكائيا

الحظلان: الممسكون البخلاء، والحظل الإمساك. وأم محلّم: امرأته. ومعنى قوله:

____________________

(١) د، حاشية ف (من نسخة): (اغذ).

(٢) حاشية الأصل: (كأنه يجمع نضو أنضاء، ثم يجمع أنضاء أناضي؛ فهو جمع الجمع).

(٣) في اللسان: (أم مغلس).

(٤) الأبيات في اللسان (حظل) وعزاها إلى منظور الدبيري.

(٥) رواية اللسان: (الباخلين).

١٥٨

 (تعيرني الحظلان)  أي بالحظلان(١) ؛ تقول: ما لك لا تكون مثل هؤلاء الذين يحفظون أموالهم.

والضامرون أيضا: البخلاء؛ فقال لها: رأيت البخلاء يضنّون بما عندهم وهو يفنى ويبقى الذّم، فارضخي من وعائي؛ وهذا مثل؛ أي أعطي الناس مما عندي؛ وهو من قولك:

رضخ له بشيء من عطيته. والحصرم: الممسك؛ تقول العرب حصرم قوسك، أي شدّد وترها.

وقوله:

* فلم تجديني في المعيشة عاجزا*

أي أنا صاحب غارات، أفيد وأستفيد وأتلف وأخلف فلا تخافي الفقر -

وقال مسكين الدارمي:

أصبحت عاذلتي معتلّة

قرما(٢) ، أم هي وحمى للصّخب

أصبحت تتفل في شحم الدّرى

وتظنّ اللّوم درّا ينتهب

لا تلمها إنها من أمّة

ملحها موضوعة فوق الرّكب(٣)

يقول: إنها تكثر لومي؛ وكأنها قرمة إلى اللوم، كقرم الأشبال إلى اللحم، وهي وحمى تشتهي الصخب. والوحم: شدة شهوة الطعام عند الحمل.

وشحم الذّرى. الأسنمة؛ وأراد ب (تتفل) فيها أي تعوّذ إبلي لتزيّنها في عيني؛ وتعظم قدرها، فلا أهب منها ولا أنحر؛ ثم أخبر أن أصلها من الزّنج. والملح: الشحم، وشحم الزّنج(٤)

____________________

(١) حاشية الأصل: (بل الفصيح أن يقال: عيرته كذا، وعيرته بكذا من كلام؛ العامة قال النابغة:

وعيّرتني بنو ذبيان خشيته

وهل عليّ بأن أخشاك من عار!

(٢) حاشية الأصل: (في شعره قرمت).

(٣) حاشية الأصل: (أي لا عرق لها في الكرم).

(٤) حاشية الأصل: (أراد أنها ليست بعربية؛ بل زنجية.

١٥٩

يكون على أوراكهم وأكفالهم وأنشد أبو العباس محمد بن يزيد(١) :

أي ابنة عبد الله وابنة مالك

ويا بنة ذي البرد بن والفرس الورد(٢)

إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له

أكيلا؛ فإنّي لست آكله(٣) وحدي

قصيّا كريما، أو قريبا فإنّني

أخاف مذمّات الأحاديث من بعدي

وإنّي لعبد الضّيف ما دام نازلا

وما من صفاتي غيرها شيمة العبد

قال أبو العباس: استثنى الكرم في القصيّ البعيد، ولم يستثنه في القريب؛ لأن أهله جميعا عنده كرام. وأراد بقوله: (عبد الضيف) أنه يخدم الضيف هو بنفسه لا يرضى أن يخدمه عبده.

قال سيدنا أدام الله علوّه: ويشبه ذلك قول المقنّع الكندي:

وإنّي لعبد الضّيف ما دام نازلا

وما بي سواها خلّة تشبه العبدا(٤)

____________________

(١) في الكامل - بشرح المرصفي ٥: ١٤٥؛ ونسبها إلى قيس بن عاصم المنقري، وفي حماسة أبي تمام - بشرح التبريزي ٤: ٢٠٥، وعزاها التبريزي إلى حاتم الطائي ولم ترد في ديوانه. وفي الأغاني (١٢: ١٤٤) بسنده: (تزوج قيس بن عاصم المنقري منفوسة بنت زيد الفوارس الضبي، وأتته في الليلة الثانية من بنائه بها بطعام فقال: فأين أكيلي؟ فلم تعلم ما يريد؛ فأنشأ يقول.. وأورد الأبيات. قال: ) فأرسلت جارية لها مليحة فطلبت له أكيلا، وأنشأت تقول له:

أبي المرء قيس أن يذوق طعامه

بغير أكيل؛ إنه لكريم!

فبوركت حيا ياأخا الجود والندى

وبوركت ميتا قد حوتك رجوم

(٢) أضافها إلى عمها وجدها الأكبرين، لعزتهما بين قبائل العرب؛ وذلك أن زيد الفوارس هو ابن حصين بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك، أخي عبد الله بن سعد ابن ضبة. ويريد بذي البردين جد منفوسة من قبل أمها، وهو عامر بن أحيمر بن بهدلة؛ لقب بذلك لما روي أن النعمان أخرج بردي محرق، وقد اجتمعت وفود العرب وقال: ليقم أعز العرب فليلبسهما، فقام عامر، فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر؛ ولم ينازعه أحد في خبر ذكره المرزوقي في شرح الحماسة ١٦٦٨

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (آكله)، بضم الكاف واللام.

(٤) حماسة أبي تمام بشرح المرزوقي ١١٨٠؛ وفي حاشيه الأصل (من نسخة):

* وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا*

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403