ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١

ديوان السيد حيدر الحلي5%

ديوان السيد حيدر الحلي مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400

  • البداية
  • السابق
  • 400 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 50268 / تحميل: 13561
الحجم الحجم الحجم
ديوان السيد حيدر الحلي

ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

فَحَجِيْجُ الْبَيْتِ لَمَّا أَنْزَلَ الـ

ـلهُ فِيْهِمْ ذَلِكَ الرِّجْزَ الأَلِيْمَا(١)

فَعِنِ الْبَاقِيْنِ مِنْهُمْ كَرَماً

بهِمَا قَدْ صَرَفَ الرِّيْحَ الْعَقِيْمَا

فَحَطِيْمُ الْبَيْتِ(٢) لَوْ لَمْ يَشْهَدَاهُ(٣)

كُلُّ مَنْ قَدْ أَمَّهُ أَضْحَى حَطِيْمَا

آلَ بَيْتِ (الْمُصْطَفَى)(٤) حَيَّتْكُمُ

غَادَةٌ تَجْلُو لَكُمْ وَجْهاً وَسِيْمَا

أَقْبَلَتْ زَهْواً تُهَنِّيْكُمْ(٥) بمَا

زَادَ مَنْ يَحْسُدُ عَلْيَاكُمْ وُجُوْمَا

فَبَقِيْتُمْ فِي سُرُوْرٍ أَبَداً

وَلَكُمْ لا بَرَحَ السَّعْدُ نَدِيْمَا

- وقال مهنئاً الحاج محمد صالح كبَّة في مرض عوفى منه:

[من البسيط والقافية من المتراكب]

يَا جَوْهَرَ الْمَجْدِ بَلْ يَا جَوْهَرَ الْكَرَمِ

أَمِنْتَ مِنْ عَرَضِ الآلامِ وَالسَّقَمِ

ولا أَصَابَكَ دَاءٌ يَا شِفَاءَ بَنِي الْـ

آمَالِ مِنْ مَرَضِ الإقْتَارِ وَالْعَدَمِ(٦)

أَنْتَ الَّذِي تَتَدَاوَى النَّاسُ قَاطِبُةٍ

فِي خِصْبِ نَائِلِهِ، فِي شِدَّةِ الْقَحَمِ(٧)

لا غَرْوَ أَنْ شَكَتِ الدُّنْيَا وَسَاكِنُهَا

دَاءً أَجَارَكَ مِنْهُ بَارِئُ النَّسَمِ

فَالدَّهْرُ أَنْتَ لَهُ رُوْحٌ مُدَّبِّرَةٌ

وَيُؤْلِمُ الْجِسْمَ مَا بالرُّوْحِ مِنْ أَلَمِ

____________________

١- الرِّجْز: العذاب (ينظر: لسان العرب: ٥/٣٢٥ مادة رجز).

٢- الحَطِيمُ: تنظر: ١/١٦٣

٣- وهذا البيت كذلك فيه العروض تامة وليست محذوفة.

٤- هو مصطفى الكبير جد أسرة آل كبة.

٥- في(أ): تهنيك

٦- القَتْرُ: الرُّمْقةُ، وأَقْتَرَ الرجل افتقر (ينظر: لسان العرب: ٥/٧٠ مادة قتر)، العَدَمُ والعَدْمُ والعُدُمُ: الفقرُ (ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٩٢ مادة عدم)

٧- في (ب): نائلة

- القحم والقُحْمةُ: القَحْط (ينظر: لسان العرب: ١٢/٤٦٤ مادة قحم)

٣٠١

وَالْيَوْمَ بُشْرَى لَنَا صَحَّتْ بصِحَّتِكَ الدْ

دُنْيَا وَزَالَتْ غَوَاشِي الْهَمِّ والْغَمَمِ(١)

وَأَصْبَحَتْ أَوْجُهُ الأَيَّامِ مُسْفِرَةً

مِنَ الْبَشَاشَةِ تَجْلُو ثَغْرَ مُبْتَسِمِ

نَعَمْ، وَعَيْنُ الْمَعَالِي قَرَّ نَاظِرُهَا،

إذْ بُرْءُ إنْسَانِهَا مِنْ أَكْبَرِ النِّعَمِ

بُرْءٌ وَلَكِنَّهُ مِنَّا لِكُلِّ حَشاً

حَوَتْ عَلَى الوِدِّ قَلْباً غَيْرَ مُتَّهَمِ

وَصِحَّةٌ وَشِفَاءٌ وَانْتِعَاشُ قِوَىً

لَكِنْ لِنَفْسِ العُلَى وَالْمَجْدِ وَالْكَرَمِ

أَمَا وَمَجْدِكَ يَا بْنَ (الْمُصْطَفَى) قَسَماً

مِنْ عَالَمٍ إنَّ هَذَا أَعْظَمُ الْقَسَمِ

لَقَدْ غَدَا بشِفَاكَ الدِّيْنُ مُبْتَهِجاً

لِعِلْمِهِ مَا لَهُ إلَّاكَ مِنْ عَلَمِ

للهِ بُرْؤُكَ مِنْ شَكْوَى بهَا لَكَ دَا

مَ الأَجْرُ وَهْيَ بحَمْدِ اللهِ لَمْ تَدُمِ

آلُ النَّبيِّ بهَا كَانُوا أَسَرَّ؟ أَمِ النْـ

ـنَبيُّ؟ بَلْ شَرَعٌ هُمْ فِي سُرُوْرِهِم

وَهَلْ بدَعْوَةِ أَهْلِ الأَرْضِ؟ أَمْ بدْعا

أَهْلِ السَّمَا عَنْكَ زَالَتْ؟ أَمْ بكُلِّهِم؟

- وقال مهنئاً العلَّامة الكبير السيد مهدي القزويني في استشفاء ولديه السيد ميرزا صالح والسيد حسين القزويني من مرض ألمَّ بهما:

[من البسيط والقافية من المتراكب]

إنْ قُلْتَ عُذْراً لَهَا: مَا أَبْطَأَتْ سَأَمَا،

فَرُبَّ مُعْتَذِرٍ يَوْماً وَمَا اجْتَرَمَا

وَكَيْفَ تَسْأَمُ مِنْ اهْدَاءِ تَهْنِيَةٍ

كَمْ عَلَّلَتْ قَبْلٌ فِيْهَا الْمَجْدَ وَالْكَرَمَا

كَانَتْ تَمَنَّى عَلَى اللهِ الشِّفَا (لأَبي الْـ

ـهَادِي)(٢) لِتَمْلأَ أَكْبَادَ العِدَى ضَرَمَا

بكُلِّ سَيَّارَةٍ فِي الأَرْضِ مَا فَتَحَتْ

، بمِثْلِهَا أَبَداً، أُمُّ القَرِيْضِ فَمَا

____________________

١- غَواشيُ: أَي إغْماءٌ (ينظر: لسان العرب: ١٥/١٢٧ مادة غشا)، الغمم: التغطية وغَمَمْت الشيء إذا غطَّيته (ينظر: لسان العرب: ١٢/٤٤٢ مادة غمم).

٢- أبو الهادي: السيد ميرزا صالح بن السيد مهدي القزويني.

٣٠٢

تَشُعُّ، فَهْيَ لِعَيْنٍ كَوْكَبٌ شَرَقٌ(١)

وَجَمْرَةٌ لِحَشاً فِي نَارِهَا(٢) وُسِمَا

فَهَلْ تَظُنُّ وَرَبُّ الْعَرْشِ خَوَّلَهَا

مَا قَدْ تَمَنَّتْ وَذَاكَ الدَّاءُ قّدْ حُسِمَا؟

يَنَامُ مِنْهَا لِسَانُ الشُّكْرِ عَنْ سَأَمٍ

إذَا لِسَانِيَ حَتْفاً نَامَ لا سَأَمَا

سَائِلْ بهَا الشَّرَفَ الوَضَّاحَ هَلْ كَفَرَتْ

نُعْمَاهُ أَوْ عَبَدَتْ مِنْ دُوْنِهِ صَنَمَا؟

لا يَنْقُمُ الْمَجْدُ مِنْهَا أَنَّهَا خَفَرَتْ(٣)

فِي خِيْرِ عِتْرَتِهِ يَوْماً لَهُ ذِمَمَا

لَكِنَّهَا لِهِنَاةٍ، عِنْ وِلادَتِهَا،

طَرُقَةُ الفِكْرِ حَالَتْ، لا الوَفَا عُقِمَا(٤)

وَقَدْ تُحِيْلُ لِقَاحاً طَالَمَا نَتَجَتْ

وَاسْتَقْبَلَ الْحَيُّ مِنْ انْتَاجِهَا النِّعَمَا

بكْرٌ مِنَ النَّظْمِ لَمْ يَثْقُبْ لآلِئِهَا

فِكْرٌ وَلا فَوْقَ نَحْرٍ مِثْلُهُا نُظِمَا

مَوْلُوْدَةٌ فِي ثِيَابِ الْحُسْنِ، قَدْ رَضَعَتْ

دَرَّ النُّهَى، فِي زَمَانٍ عَنْهُ قَدْ فُطِمَا

قَدْ أَقْبَلَتْ وَطَرِيْقُ الْعذر(٥) مُتَّسِعٌ

تَضِيْقُ خَطْواً وَإنْ لَمْ تَقْتَرِفْ جُرُمَا

مَا أَقْبَلَتْ قَدَماً تَبْغِي الْوُصُوْلَ بهَا(٦)

إلَّا وَأَخَّرَهَا تَقْصِيْرُهَا قَدَمَا

حَتَّى أَلَمَّتْ بأَكْنَافِ الَّذِيْنَ بهِمْ

عَنِ الْوَلِيِّ يَحُطُّ الْخَالِقُ الْلَمَمَا(٧)

قَوْمٌ يُؤَدِّبُ جَهْلَ الدَّهْرِ حِلْمُهُمُ

حَتَّى تَرَى الدَّهْرَ بَعْدَ الْجَهْلِ قَدْ حَلُمَا

وَجُوْدُهُمْ، يَتَدَاوَى الْمُسْنِتُوْنَ بهِ،(٨)

مَا اعْتَلَّ بالْجَدْبِ عَامٌ بالْوَرَى أَزَمَا(٩)

____________________

١- الشَّرْقة الشَّرَق والشَّرْق: الشمس (ينظر: لسان العرب: ١٠/١٧٥ مادة شرق).

٢- في(د): في نادها.

٣- خَفَرَتْ الذِمَّةُ: إذا لم يُوفَ بها ولم تَتِمَّ (ينظر: لسان العرب:٤/٢٥٤ مادة خفر).

٤- الهناة: الضعف (ينظر: لسان العرب: ١٥/٣٦٥ مادة هنا)، الطروقة: أصلها الحليلة أو الزوجة أو الناقة التي يطرقها الفحل، وهنا المقصود هو الفكرة.

٥- في (د): طريق الحسن.

٦- في (ب): به.

٧- اللّمّم: ما دون الكبائر من الذنوب (ينظر: لسان العرب: ١٢/٥٤٩ مادة لمم).

٨- المـُسْنِتُون: المجْدَبُون (ينظر: لسان العرب: ٢/٤٧ مادة سنت).

٩- يقال أَزَمَ عليهم العامُ: إذا اشتدّ قَحْطُه (ينظر: لسان العرب: ١٢/١٦ مادة أزم).

٣٠٣

فَكَيْفَ مَرَّتْ شَكَاةُ(١) سَاوَرَتْ لَهُمُ

عُضْواً مِنَ الْمَجْدِ، سُرَّ(٢) الْمَجْدُ إذْ سَلِمَا؟

أَبْكَتْ وَأَضْحَكِتِ الْعَلْيَاءَ وَالْكَرَمَا

رَوْعَاءُ(٣) قَطَّبَ فِيْهَا الدَّهْرُ وَابْتَسَمَا

دَجَتْ ببُؤْسٍ فَلَمْ تَبْرَحْ تُضَاحِكُهَا

بَوَارِقُ اللُطْفِ حَتَّى أَمْطَرَتْ نِعَمَا

أَمَّتْ قَلِيْلاً وَهَبَّتْ فِي جَوَانِحِهَا

مِنَ الدُّعَاءِ قَبُوْلٌ فَانْجَلَتْ أَمَمَا(٤)

أَضْحَى طَرِيْفاً لَنَا نَشْرُ السُّرُوْرِ بهَا

لِنَشْرِنَا ذَلِكَ الْبشْرَ الَّذِي قَدِمَا

مَسَرَّةٌ (لأَبي الْهَادِي) أَعَادَ بهَا

بُرءُ (الْحُسَيْنِ)(٥) لَنَا الْعَهْدَ الَّذِي قَدُمَا

إذْ قَدْ جَنَى الدَّهْرُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ مَعَهُ

نَشْرُ الْمَسَرَّةِ لَكِنْ رَاجَعَ النَّدَمَا

فَأَتْبَعَ الْفَرْحَةَ الأُوْلَى بثَانِيَةٍ

لَمْ تُبْقِ فِي الأَرْضِ لا غَمّاً وَلا غَمَمَا(٦)

فَأَرْشِفِ الْمَجْدَ فِي كِلْتَيْهِمَا طَرَباً

رَاحَ التَّهَانِي وَقَرِّطْ سَمْعَهُ نَغَمَا(٧)

وَقُلْ، وَإنْ صُمَّ سَمْعٌ مِنْ أَخِي حَسَدٍ

فَسَرَّنِي أَنَّهُ مَا فَارَقَ الصَّمَمَا

لِيُهْنِكَ النِّعْمَةُ الْكُبْرَى (أَبَا حَسَنٍ)(٨)

فِي صِحْةٍ(٩) لَمْ تَدَعْ فِي مُهْجَةٍ سَقَمَا

____________________

١- الشَّكاةُ: المـَرَض(ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٣٩ مادة شكا).

٢- في(ب): سد.

٣- روعاء: رائعة الجمال والحسن (ينظر: لسان العرب: ٨/١٣٧ مادة روع). ولكن الشاعر يستعمل المفردة بمعنى مفزعة من الرَّوْعُ وهوَ الفَزَعُ.

٤- أَمَّت: فَتُرَتِ واسْتَرْخَت، من الأَمْتِ أَي من فتورٍ واسْتِرْخاءٍ (ينظر: لسان العرب: ٢/٦ مادة أمت)، القَبول: المحبة والرِّضا بالشيء ومَيْلُ النفس إليه (ينظر: لسان العرب: ١١/٥٤٠ مادة قبل) والأًمَمُ القَصْد الذي هو الوَسَط والأَمَمُ القُرب يَقال أَخذت ذلك من أَمَمٍ أي من قُرْب (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٨ مادة أمم).

٥- الحسين: هو السيد حسين بن السيد مهدي القزويني.

٦- الغُمُّ: الكَرْبُ، (ينظر: لسان العرب: ١٢/٤٤١ مادة غمم)، الغَمَمُ: أَن يَسيل الشَّعر حتى يضيق الوجه والقفا (ينظر: لسان العرب: ١٢/٤٤٤ مادة غمم).

٧- قَرِّطْ: من القُرْطُ وهو نوع من حُلِيِّ الأُذُن معروف (ينظر: لسان العرب: ٧/٣٧٤ مادة قرط).

٨- أبو حسن: هو العلَّامة السيد مرزا صالح القزويني.

٩- في (ب): بصحة.

٣٠٤

أَنْتَ الَّذِي رَمَقتْ عَيْنُ الرَّشَادِ بهِ

فَمَا رَأَتْ بكَ يَا إنْسَانَهَا أَلَمَا

وَقَدْ صَبَرْتَ وَكَانَ الصَّبْرُ مِنْكَ رِضاً

عَنِ الإلَهِ وَتَسْلِيْماً لِمَا حَكَمَا

(أَصَالِحٌ)(ع) أَنْتَ؟أَمٌ(أَيُّوْبُ)(ع)؟ بَلْ قَسَماً

بمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ ضُرٍّ: لأَنْتَ هُمَا

وَهَبْكَ لَمْ تَكُ مَبْعُوْثاً كَمَا بُعِثَا

فَقَدْ وَرِثْتَ بحَمْدِ اللهِ مَا عَلِمَا

سُقْمٌ وَمَا مَسَّكَ الشَّيْطَانُ فِيْهِ لَقَدْ

حَكَيْتَ(أَيُّوْبَ)(ع) صَبْراً عِنْدَمَا سَقُمَا

حَتَّى عَلِمْنَا بأَنَّ الإبْتِلاءَ بهِ

مَا لِلنَّبيِّيْنَ عِنْدَ اللهِ لِلعُلَمَا

آلَ الإلَهِ أَقَرَّ اللهُ أَعْيُنَكُمْ

بالْمُبْكِيَيْنِ(١) عُيُونَ الْحَاسِدِيْنَ دَمَا

بشْراً، فَتِلْكَ يَدُ الْبُشْرَى ببُرْئِهمَا

مَرَّتْ عَلَى جُرْحِ قَلْبِ الدِّيْنِ فَالْتَحَمَا

كَانَتْ، وَلَكِنْ لِقَلْبِ الدَّهْرِ، مُوْجِعَةً

كَادَتْ مَضَاضَتُهَا تَسْتَأْصِلُ النَّسَمَا(٢)

قَدْ وَدَّ أَهْلُ السَّمَا وَالأَرْضِ أَنَّ لَكُمْ

ثُوَابَهَا، وَعَلَيْهِمْ دَاؤُهَا انْقَسَمَا

لَقَدْ أَعَادَ عَلَى (الْفَيْحَاءِ) فَضْلُكُمُ

شَبَابَهَا بَعْدَمَا قَدْ عَنَّسَتْ هَرَمَا

كَمْ (ابْنُ فَهْدٍ) غَدَا فِيْهَا (لِعِدَّةِ دَا

عِيْكُمْ)(٣) ؟وَكَمْلأَيَادِيّكُمُ مِنِ(ابْنِ نَمَا)(٤) ؟

____________________

١- المبكيان: الشاعر يشير إلى السيد مرزا صالح والسيد حسين الذين شفيا من مرضهما.

٢- المـَضَضُ: وجع المصيبة، وهو الألم والحرقة أيضاً (ينظر: لسان العرب: ٧/٢٣٣ مادة مضض)، النَّسَمُ: نفَسُ الروح (ينظر: لسان العرب: ١٢/٥٧٣ مادة نسم).

٣- الشاعر يشير إلى مؤلف العلامة ابن فهد الحلي (قد): (عدة الداعي ونجاح الساعي).

٤- ابن فهد: هو الشيخ الأجل الثقة الفقيه الزاهد العالم العامل الكامل، أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي، صاحب المقامات العالية والمصنفات الفائقة (كالمهذب البارع) و(عدة الداعي) و(التحصين) وغير ذلك. ولد سنة ٧٥٧ ه وتوفي ٨٤١ ه ودفن في كربلاء وقبره مزار مشهور.

مستدرك سفينة البحار: ٨/٣٣٨، ٥/٢٥٣، الأعلام: ١/٢٢٧

- ابن نما: نجيب الدين أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن على بن حمدون الحلي شيخ الفقهاء في عصره أحد مشايخ المحقق الحلي والشيخ سديد الدين والد العلامة والسيد احمد ورضي الدين ابني طاووس.

الكني والألقاب: ١/٤٤١-٤٤٢

٣٠٥

نَضَيْتُمُ لِلْمَقَالِ الْفَصْلِ أَلْسِنَةٍ

لَوْ تَقْرَعُ السَّيْفَ يَوْماً صَدْرُهُ انْثَلَمَا

رِيَاسَةٌ فِي الْهُدَى أَنْتُمْ أَحَقُّ بهَا

مَنْ كَانَ جَاذَبَكُمْ أَبْرَادَهَا أَثِمَا

حَيْثُ الإمَامَةُ مِنْ (مَهْدِيِّهَا)(١) نَصَبَتْ

لَهَا النُّبُوَّةُ فِي أَحْكَامِهَا عَلَمَا

مَنْ قَابضٌ وَرَعاً عَنْ كُلِّ مُشْتَبَةٍ

أَنَامِلاً لَمْ تَزَلْ مَبْسُوْطَةً دِيَمَا

مَوْلَىً هُوَ الْكَعْبَةُ الْبَيْتُ الْحَرَامُ لَنَا

أَضْحَى وَأَضْحَتْ بَنُوْهُ الأَشْهُرَ الْحُرَمَا

قَوْمٌ هُمُ عُلَمَاءُ الدِّيْنِ سَادَةُ خَلْـ

ـقِ اللهِ أَكْرَمُ مَنْ فَوْقِ الثَّرَى شِيَمَا

هُمُ الْبُدُوْرُ أَنَارَ اللهُ طَلْعَتَهَا

لَهَا الْكَوَاكِبُ قَلَّتْ أَنْ تُرَى خَدَمَا

مِنْ طِيْنَةٍ أَبَداً تَبْيَضُّ عَنْ كَرَمٍ

مَا اسْوَدَّ طِيْنُ رِجَالٍ فِي الْوَرَى لُؤُمَا

إلَيْكُمُوْهَا هُدَاةَ الْخَلْقِ بَاهِرَةً

لِسَانُهَا قَالَ فِيْكُمْ بالَّذِي عَلِمَا

إنْ أَنْسَ فِيْكُمْ (زُهَيْراً) بالثَّنَاءِ لَكُمْ

فَأَنْتُمُ لِيَ قَدْ أَنْسَيْتُمُ (هَرِمَا)(٢)

____________________

١- ممدوح الشاعر: العلامة معز الدين السيد مهدي القزويني.

٢- زهير بن أبي سلمى (ت ١٣ ق ه/٦٠٩ م): أحد الشعراء الثلاثة الفحول المتقدمين على سائر الشعراء بالاتفاق. وكان راوية أوس بن حجر.

ينظر: خزانة الأدب: ٢/٢٩٣، الأعلام: ٣/٥٢.

- هُرِمُ بن سنان (ت نحو ١٥ ق ه / نحو ٦٠٨ م) بن أبي حارثة المري، من أجواد العرب في الجاهلية، وهو ممدوح زهير بن أبي سلمى، عمل هو وابن عمه الحارث بن عوف حسنا حين مشيا للصلح وتحملا الديات بدخولهما في الاصلاح بين عبس وذبيان.

خزانة الأدب: ٣/٦، الأعلام: ٨/٨٢

٣٠٦

- وقال مهنئاً الحاج محمد صالح كبّة في ختان ولده محمد حسن كبّة مؤرخاً ذلك العام وهو سنة ١٢٨١ه:

[من الرجز والقافية من المتدارك]

أَسْفَرَتِ الأَيَّامُ عَنْ مَرْأَى حَسَنْ

وَسَعْدُهَا الطَّالِعُ باليُمْنِ اقْتَرَنْ

وَأَصْبَحَ الزَّمَانُ وَهْوَ لابسٌ

نَشْوَةَ زَهْوٍ رَنَّحَتْ عِطْفَ الزَّمَنْ

وَرَوْضَةُ الأَفْرَاحِ فِي الْـ(كَرْخِ) زَهَتْ

فَكُلُّ مَغْنَىً مِنْ مَغَانِيْهَا أَغَنْ

وَطَائِرُ الْبشْرِ غَدَا مُغَرِّداً

يُبْدِي فُنُوْنَ سَجْعِهِ عَلَى فَنَنْ(١)

يَا سَعْدُ مَا أَبْهَجَهَا مَسَرَّةً

بهَا أَقَامَ السَّعْدُ وَالنَّحْسُ ظَعَنْ

خَصَّتْ زَعِيْمَ آلِ بيْتِ الْمُصْطَفَى(٢)

وَعَمَّتِ الْعَالَمَ مِنْ إنْسٍ وَجِنْ

سَرَّهُمُ سُرُوْرُهُ كَأَنَّمَا

لَدِيْهُمُ بُشْرَاهُ مِنْ إنْسٍ وَجِنْ

لأَنَّهُ، دَامَ عُلاهُ، فِي الْوَرَى

مُحَبَّبٌ إذْ كُلُّ مَا فِيْهِ حَسَنْ

(مُحُمَّدٌ) لَيْسَ سُوَاهُ (صَالحٌ)

عَلَى كُنُوْزِ الْمَكْرُمَاتِ يُؤْتَمَنْ

لا تَعْدِلَنَّ عَنْهُ فِي قَافِيَةٍ

وَإنْ بَها عَدَلْتَ عَنْهُ فَلِمَنْ؟

تَاللهِ لَوْلاهُ لَمَا بضَاعَةٌ

مِنَ الْقَوَافِي نَفَقَتْ بذَا الزَّمَنْ

يُسْنِي لَهَا أَثْمَانَهَا مُسْتَحِياً

وَلَوْ يَمِيْحُ(٣) نَفْسَهُ مَعَ الثَّمَنْ

هَذَا الَّذِي تَضَمَّنَتْ أَبْرَادُهُ

مِنْهُ فَتىٍ أَطْهَرَ مِنْ مَاءِ الْمُزَنْ

هَذَا الَّذِي تَقَوَّمَ الْمَجْدُ بهِ

فَشَخْصُهُ وَالْمَجْدُ رُوْحٌ وَبَدَنْ

أَيْنَ بَنُو الْعَلْيَاءِ مِنْ مَحَلِّهِ

يَا بُعْدَ مَا بَيْنَ الْوِهَادِ وَالْقُنَنْ(٤)

____________________

١- الفَنَنُ: الغُصْنُ (ينظر: لسان العرب: ١٣/٣٢٧ مادة فنن)

٢- المقصود: الحاج محمد صالح كبَّة ومصطفى الكبير هو جد أسرة آل كبَّة.

٣- يَمِيْحُ: من امْتاحَ فلانٌ فلاناً إِذا أَتاه يطلب فضله (ينظر: لسان العرب: ٢/٦٠٩ مادة ميح).

٤- القُنَنُ: جمع قُنَّةُ، وقنة الجبل وقُلَّتُه أَعلاه (ينظر: لسان العرب: ١٣/٣٤٩ مادة قنن).

٣٠٧

مَوْلىً غَدَا أَمْرَاهُ أَحْلَى لَذَّةً

حَتَّى إلَى عَيْنِ الْعِدَى مِنَ الْوَسَنْ

قَدْ لُقِّبَتْ رَاحَتُهُ أُمَّ النَّدَى

لأَنَّ مِنْهَا كَانَ مِيْلادُ الْمِنَنْ

تَرْتَضِعُ الآمَالُ مِنْ أَخْلافِهَا

دَرَّ النَّدَى الْغَزِيْرَ لا دَرَّ الْلَبَنْ

فَلْيُهِنِهِ الْيَوْمَ خِتَانُ نَجْلِهِ

فَإنَّهُ أَيْمَنُ مَوْلُوْدٍ خُتِنْ

قَدْ وَلَدَتْهُ كَامِلاً أُمُّ الْعُلَى

وَفِي زِيَادَةٍ وَنَقْصِ لَمْ يَشَنْ

ثُمَّ فَلَمْ يَخْتِنْهُ إلَّا سُنَّةً

أَدَامَهُ اللهُ لإحْيَاءِ السُّنَنْ

وَلْيَهْنَ فِيْهِ عَمُّهُ مَنْ لَمْ تَكُنْ

بشَأْوِهِ تَعْلَقُ أَمْجَادُ الزَّمَنْ

نَدْبٌ يَعُدُّ الْفَخْرَ ثَوْبَ مَدْحِهِ

إنْ عَدَّهُ سِوَاهُ ثَوْباً مِنْ (عَدَنْ)

وَلْيَبْتَهِجْ فِيْهِ (الرِّضَا) شَقِيْقُهُ

مَنْ لا يَشُوْبُ مَنَّهُ يَوْماً بمَنْ(١)

وَمَنْ كَسَاهُ الْفَضْلُ أَبْهَى حِلَّةٍ

رَحِيْضَةِ(٢) الأَرْدَانِ مِنْ كُلِّ دَرَنْ

وَلْيَزْهُ فِيْهِ (مُصْطَفَى) الْمَجْدِ الَّذِي

بغَيْرِ أَبْكَارٍ الْمَعَالِي مَا أَفْتَتَنْ

مُبَارَكُ الطَّلْعَةِ مَا صَبَّحَهُ

ذُوْ مِحْنَةٍ إلَّا جَلا عَنْهَا الْمِحَنْ

وَلْيَسْعَدِ (الهَادِي) بهِ مَنْ لَمْ تُحِطْ

فِي وَصْفِ مَعْنَاهُ دَقِيقَاتُ الفِطَنْ

مُصَدِّقُ الظُّنُوْنِ حَيْثُ لا تَرَى

لآمِل يُصَدِّقُ(٣) الْمَأْمُوْلُ ظَنْ

يَا أَيْكَةً لِلْفَضْلِ مِنْهَا كَمْ شَدَتْ

وِرْقُ القَوَافِي بالثَّنَا عَلَى غُصِنْ

لا بَرِحَتْ بُيُوْتُ عَلْيَائِكُمُ

وَهْيَ لَكُمْ وَلِلْمَسَرَّاتِ وَطَنْ

وَالْيَوْمَ لابْتِهَاجِكُمْ أَبْهَجَتِ الدْ

دًنْيَا وَزَالَ الْكَرْبُ عَنْهَا وَالْحَزَنْ

وَعَادَ وَجْهُ الْـ(كَرْخِ) حِيْنَ أَرَّخُوا

(خِتَانَ أَزْهَاهَا مُحَمَّدٍ حَسَنْ)

تاريخ=١٠٥١+٢٠+٩٢+١١٨=١٢٨١

____________________

١- مَنَّهُ: من المـَنُّ وهو إحسانُ المـُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإحسان، وبمن: أَنِ يَمُنَّ بما أَعطى ويعتدّ به كأَنه إنمَا يقصد به الاعتداد والأَذَى أَن يُوَبِّخَ المعطى(ينظر: لسان العرب: ١٣/٤١٧ مادَة منن).

٢- الرحيضة: المغسولة من رحض أي غسل (ينظر: لسان العرب: ٧/١٥٣ مادة رحض).

٣- في(ب): قي المأمول ظن.

٣٠٨

- وقال مهنّئاً الحاج محمد حسن كُبَّة بولده محمد صالح ومؤرِّخاً عام ولادته:

[من الكامل والقافية من المتدارك]

بُشْرَى بمَوْلُوْدٍ بهِ ابْتَهَجَ الزَّمَنْ

وَغَدَتْ تُهَنِّي الْمَكْرُمَاتُ بهِ (الحَسَنْ)

وَلَدَتهُ أُمُّ الْمَجْدِ أَبْلَجَ طَاهِراً

فِي الْمَهْدِ(١) تُرْضِعُهُ الْمَعَارِفَ لا الْلَبَنْ

فِيْهِ مَخَائِلُ مِنْ أَبِيْهِ وَجَدِّهِ

يُخْبرْنَ أَنْ سَيَطُوْلُ عَالِيَةَ القِنَنْ

وَسَيَغْتَدِي لِلْحَمْدِ أَشْرَفَ كَاسِبٍ

وَعَلَى كُنُوْزِ الْمَجْدِ أَكْرَمَ مُؤْتَمَنْ

غُصْنٌ نَمَتْهُ دَوْحَةُ الْكَرَمِ الَّتِي

مِنْهَا العُفَاةُ كَمِ اجْتَنَتْ ثَمَرَ الْمِنَنْ

تَتَفَيْأُ الأَشْرَافُ بَارِدَ ظِلِّهَا

لِتَقِيْهِمُ(٢) مِنْ حَرِّ هَاجِرَةِ الْمِحَنْ

وَكَفَاكَ (بالْحَسَنِ)(٣) الْمُهَذَّبِ شَاهِداً

لِقَدِيْمِهِ بحَدِيْثِ مَفْخَرَهِ(٤) الْحَسَنْ

هَذَا الَّذِي مَلأَ الزَّمَانِ عَوَارِفاً

بالْبَعْضِ مِنْهَا عَاشَ كُلُّ بَنِي الزَّمَنْ

إنْ(٥) لَمْ نُوَجِّهْ مَدْحَنَا وَثَنَاءَنَا

(لِمُحَمَّدِ الْحَسَنِ) الفِعَالِ، فَقُلْ: لِمَنْ

هُوَ عِقْدُ فَضْلٍ زَانَ(٦) عَاطِلَ عَصْرِهِ

لَوْ لَمْ يَهِبْهُ اللهُ عَزَّ عَلَى الثَّمَنْ

يَفْدِيْهِ مَنْ تَلْقَاهُ يَرْحَضُ(٧) ثَوْبَهُ

يَبْغِي نَظَافَتَهُ وَفِي العِرْضِ الدَّرَنْ(٨)

إنْ لَذَّ لِي فِيْهِ الثَّنَاءُ فَإنَّهُ

لأَلَذُّ فِي عَيْنِ الْمُحِبِّ مِنَ الْوَسَنْ

نَدْعُوْهُ يَا مَلَكاً، بكَاعِبَةِ العُلَى

هُوَ لا بكَاعِبَةِ النُّهُوْدِ قَدِ افْتَتَنْ

____________________

١- في(د): في الأرض.

٢- في (أ): لتقيهما.

٣- هو الممدوح محمد حسن كُبَّة.

٤- في (د): مفخرِة.

٥- في (أ): إذ.

٦- في (ب): وان.

٧- (ب): يرخص.

- الرَّحْضُ: الغَسْلُ (ينظر: لسان العرب: ٧/١٥٣ مادة رحض).

٨- الدَّرَنُ: الوسَخ (ينظر: لسان العرب: ١٣/١٥٣ مادة درن).

٣٠٩

يُهْنِيْكَ مَوْلُوْدٌ سَرَرْتَ بهِ العُلَى

مَنْ سَعْدُ مَوْلِدِهِ بسَعْدِكُمَا اقْتَرَنْ

طَرَبَتْ وَقَدْ غَنَّى البَشِيْرُ مُؤَرِّخاً

(وَلَدَتْ مُحَمَّدَ صَالِحاً تَقْوَى حَسَنْ)

التاريخ:٤٤٠+٩٢+١٣٠+٥١٦+١١٨=١٢٩٦

- وقال يهنئ العلَّامة الكبير السيد مهدي القزويني بقدوم حرمه كريمة العلَّامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء من الحج ويمدح آلها(١) :

[من السريع والقافية من المتواتر]

دَارٌ بذِي الأَثْلِ(٢) عَهَدْنَاهَا

مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ بمَغْنَاهَا

فَاسْأَلْ بهَا أَرْوَى الْغَوَادِي حَياً

وَرَوِّحِ القَلْبَ بذِكْرَاهَا

دَارٌ بهَا كَانَتْ لأَهْلِ الْهَوَى

تَهْدِي بَناتُ الشَّوْقِ حَوْرَاهَا

نَاشِئَةُ الظِّلِّ تُرَبِّي بهَا

عَوَاطِفُ الصَّبْوَةِ أَبْنَاهَا

مِنْ كُلِّ عُذْرِيِّ الْهَوَى، قَلْبُهُ

يَرِفُّ مَا رَفَّ عِذَارَهَا

آهٍ لأَحْشَاءٍ عَلَى رَامَةٍ

قَدْ ذَهَبَتْ إلَّا بَقَايَاهَا

رَقَّتْ إلَى أَنْ بَيْنَ أَيْدِي الْجَوَى

تَسَاقَطَتْ ضَعْفاً شَظَايَاهَا

أَيَّامَ تَسْتَقْطِرُ مِنْ لِمَّتِي(٣)

ماءَ الصَّبَا الغَضِّ عِذَارَاهَا

وَوَفْرَتِي مِنْهَا بأَيْدِي الْمَهَا(٤)

طَاقَةُ رَيْحَانٍ تَهَادَاهَا

يَا حَبَّذَا الْغِيْدُ وَدَارٌ بهَا

فِي رَيِّقِ الْعُمْرِ عَلَقْنَاهَا

جَرَتْ بهَا ظَمْيَاءُ أَرْدَانَهَا

فَأَرَّجَتْ بالطِّيْبِ أَرْجَاهَا

حَيْثُ نَشَاوَى بكُؤوْسِ الْهَوَى

أَمَاتَهَا الشَّوْقُ وَأَحْيَاهَا

____________________

١- التخريج: البابليات ٢/١٦١ البيت (٦٧).

٢- ذو الأثل مكان بعينه.

٣- اللُّمَّة: شعر الرأْس (ينظر: لسان العرب: ١٢/٥٥١ مادة لمم).

٤- الوَفْرَةُ: الشعر المجتمع على الرأْس (ينظر: لسان العرب:٥/٢٨٨ مادة وفر).

٣١٠

وَافَتْ وَعُمْرُ الدَّهْرِ فِي لَيلَةٍ

فِيْنَا هِيَ الْعُمْرُ عَدَدْنَاهَا

رَقَّتْ لَنَا فِيْهَا حَوَاشِي الدُّجَى

لَكِنْ ببَرْقٍ مِنْ ثَنَايَاهَا

وَلائِمٍ، وَالرَّاحُ مِنْ خَدِّهَا

تُدِيْرُهُ(١) لِلسُّكْرِ عَيْنَاهَا

قَالَ عَلَيْكَ الْوِزْرُ فِي نَعْتِهَا

قُلْتُ وَخُذْ أَنْتَ مُهَنَّاهَا

لا ذَمَّ لِلْوَرْدَةِ عِنْدِي سِوَى

عَادَةِ دَهْرٍ مَا تَعَدَّاهَا

لِمُجْتَنِيْهَا شَوْكُهَا وَالشَّذَا

مِنْهَا لِمَنْ لَمْ يَدْرِ مَجْنَاهَا

يَا دَهْرُ مَا أَطْرَبَهَا لَيْلَةً

عَنْ غَفْلَةٍ مِنْكَ سَرَقْنَاهَا

فِيْهَا عَقَدْنَا مَجْلِساً لِلْهَنَا

لا لِكُؤُوْسٍ نَتَعَاطَاهَا

نَنْشُرُ لِلأَشْوَاقِ دِيْبَاجَةً

مِنْ غَزَلٍ رَقَّ، نَسَجْنَاهَا

وَنَسْمَةُ الأَسْحَارِ قَدْ فَاكَهَتْ

بطِيْبِ أَنْفَاسِ نَدَامَاهَا

فَارْدُدْ عَلَيْهَا مِنْ أَحَادِيْثِهَا

مَا نَقَلَتْهُ عَنْ خُزَامَاهَا

وَحَيِّهَا نَاقِلَةً قَدْ رَوَتْ

عَنْ خُلُقِ (الْمَهْدِيِّ)(٢) رَيَّاهَا

تَسْنَدُ مَا تَرْوِيْهِ عَنْ عَبْقَةٍ

مِنْ (شَيْبَةِ الْحَمْدِ) انْتَشَقْنَاهَا

لِلْفَضْلِ أَرْبَابٌ وَكُلٌ لَهُ

مَزِيَّةٌ يَسْمُو بعَلْيَاهَا

وَالْفَضْلُ كُلُّ الْفَضْلِ فِي عَصْرِنَا

لِجَامِعٍ كُلَّ مَزَايَاهَا

(لِلْخَلَفِ ابْنِ الْحَسَنِ القَائِمِ الْـ

ـمَهْدِيِّ)(٣) أَتْقَى الْخَلْقِ أَهْدَاهَا

يَا وَاحِدَ الدَّهْرِ بلا مُشْبهٍ

تَرَكْتَ كُلَّ النَّاسِ أَشْبَاهَا

عِلْمُكَ إلْهَامٌ وَكُلُّ الْوَرَى

كَسْبٌ(٤) وَمِنْ بَيْتِكَ وَافَاهَا

____________________

١- في (ب): تديره.

٢- المهدي: هو ممدوح الشاعر العلَّامة السيد مهدي القزويني.

٣- الشاعر يشير إلى ممدوحه العلَّامة السيد مهدي بن السيد حسن القزويني بتورية غريبة فالخلف القائم المهدي بن الحسن هو الإمام المنتظر (عج) ولذلك فهو يوحى للقارئ أنه يتكلم عن الإمام الحجَّة (عج).

٤- كسب: أي علم مكتسب.

٣١١

كَمْ لَكَ مِنْ عَارِفَةٍ حُرَّةٍ

أَلْسِنَةُ الشُّكْرِ أَرْقَّاهَا

جُوْدُكَ طُوْفَانٌ وَسُفْنُ الرَّجَا

باسْمِكَ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا(١)

مَكَارِمٌ مَسْمُوْعُهَا فِي النَّدَى

أَعْظَمُ مِنْهُ فِيْهِ مَرْآهَا

لَوْ قِيْلَ لِلْغَيْثِ انْتَسِبْ لِلْوَرَى(٢)

مِثْلُكَ جُوْداً مَا تَعَدَّاهَا

لا شَرِقَتْ فِي دَمِ أَوْدَاجِهَا(٣)

عِيْدِيَّةٌ(٤) حَنَّتْ لِمَسْعَاهَا

وَارْتَبَعَتْ فِي كُلِّ مَطْلُوْلَةٍ

خَمَائِلَ الرَّوْضِ بجَرْعَاهَا(٥)

تَخْضِمُ أَمَّا شِيْحَةً أَو إلِى

بَشَامَةٍ تَدْنُو فَتَرْعَاهَا(٦)

جَزَاءَ مَا خَفَّتْ بتِلْكَ الَّتِي

قَدْ ثَقُلَتْ بالأَجْرِ مَسْرَاهَا(٧)

كَرِيْمَةُ الشَّيْخِ إمَامِ الْهُدَى(٨)

خَيْرُ كَرِيْمَاتِ الْهُدَى جَاهَا

لا بَلْ هِيَ (الْكَعْبَةُ) فِي سِتْرِهَا

تَنْقُلُهَا نَحْوَ مُصَلَّاهَا

____________________

١- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَ قَالَ ارْکَبُوا فِيهَا بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَ مُرْسَاهَا ) (هود/٤١)

٢- في (د): انتسب، وفي (أ): استب، وفي (ب): استنب.

٣- تلك كناية عن الذبح.

٤- في (ب): عبدية.

- العِيْدِيَّة: نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب يقال له عيدٌ (ينظر: لسان العرب: ٣/٣٢٢ مادة عود).

٥- ارتبعت: رعت في الربيع، المطلولة: الأرض التي أصابها الطل وهو المطر، لذلك فهي تكون خضراء معشبة، الخمائل: جمع الخمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر (ينظر: لسان العرب: ١١/٢٢١ مادة خمل)، الجَرْعاءُ: الأَرضُ ذاتُ الحُزُنة تُشاكل الرملَ وقيل هي الرملة السَّهلة المستوية (ينظر: لسان العرب: ٨/٤٦ مادة جرع).

٦- الشيحة: نبات الشَّيحُ، نبات سُهْلِيٌّ له رائحه طيبة (ينظر: لسان العرب: ٢/٥٠٢ مادة شيح)، والبشامة: البَشامُ شجر طيِّب الريح والطَّعْم يُستاكُ به (ينظر: لسان العرب: ١٢/٥٠ مادة بشم).

٧- في (ب): مسعاها.

٨- هو الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء.

٣١٢

قَدْ قَالَ إكْبَاراً لَهَا إذْ مَشَتْ

لا صَغَّرَ(١) الرَّحْمَنُ مَمْشَاهَا

لَوْ أَنَّ (حَوَّاءَ)(ع) رَأَتْ زُهْدَهَا

وَالزُّهْدُ مِنْ بَعْضِ سَجَايَاهَا

وَدَّتْ عَلَى كُثْرِ بَنَاتٍ لَهَا

أَنْ لَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إلَّاهَا

لَمْ تَعْلَقِ الآثَامُ فِيْهَا وَلا

بالتَّبعَاتِ اغْبَرَّ كَفَّاهَا

طَهَّرَهَا الرَّحْمَنُ عِلْماً بهَا

وَبالتُّقَى وَالنُّسْكِ زَكَّاهَا

نَزَّهَتِ الْعِصْمَةُ أَفْعَالَهَا

وَكَانَتِ الْعِصْمَةُ تَقْوَاهَا

لَوْ قَسَّمَتْ صَالِحَ أَعْمَالَهَا

بَيْنَ بَنِي الدُّنْيَا لأَغْنَاهَا

كُلُّ أَلُوْفِ الْخِدْرِ فِي خِدْرِهَا

لَمْ تَعْرِفِ التَّخْدِيْرَ لَوْلاهَا

بَاهِ بهَا أُمَّ نُجُوْمِ السَّمَا

وَفَاخِرِ الشُّهْبَ بأَبْنَاهَا

إذْ هِيَ أُمُّ الْكَلِمَاتِ الَّتِي

(آدَمُ)(ع) مِنْ قَبْلُ تَلَقَّاهَا

قَدْ واشَجَتْ(٢) أَعْرَاقَهَا فِي العُلَى

مِنْ (فَاطِم)(ع) أَعْرَاقُ عَلْيَاهَا

نَمَتْ(٣) غُصُوْناً كُلُّهَا أَثْمَرَتْ

عِلْماً بهِ اللهُ تَوَخَّاهَا

عَنْ مِثْلِهَا مَا انْشَقَّ يَوْماً ثَرَى

بنُوَّةٍ(٤) فَاسْأَلْ سَجَايَاهَا

مِنْ طِيْنَةِ الْمَجْدِ، إلَى (الْمُرْتَضَى)

وَ(جَعَفْرٍ) يَضْرِبُ عِرْقَاهَا(٥)

لِلْجَعْفَرِيَّيْنِ ابْتَنَتْ دَارَهَا

بَيْضُ الْمَسَاعِي فَوْقَ خَضْرَاهَا(٦)

هُمْ أَنْجُمُ الدِّيْنِ وَسَبْحَانَ مَنْ

فِي أُفْقِهِ لِلرُّشْدِ أَبْدَاهَا(٧)

____________________

١- في (أ): اصغر الرحمن.

٢- في (د): قد أوشجت.

٣- في(ب): تمت.

٤- في (د): نبوة.

٥- الشاعر: يتحدث عن أبناء الفقيدة وهم أبناء العلامة السيد مهدي القزويني فهم من جهة الأب ينمون الى الإمام علي المرتضى (عليه‌السلام ) ومن جهة الأم الى الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء (قدس‌سره ).

٦- الخضراء: السماء.

٧- في (أ): ابلاها.

٣١٣

أُسْرَةُ مَجْدٍ شَرَعٌ كُلُّهَا

أَطْرَبَهَا الْمَجْدُ وَأَطْرَاهَا

حَسْبُهُمُ فَخْراً بأَنَّ العُلَى

آخِرُهُمْ فِيْهِ كَأُولاهَا

كَأَنَّمَا أَخْلاقُهُمْ رَوْضَةٌ

بَاكَرَهَا الطَّلُّ فَنَدَّاهَا

تَعْبَقُ فِي الْمَجْلِسِ أَلْفَاظُهُمْ

كَأَنَّ نَشْرَ الْمِسْكِ مَعْنَاهَا

القَوْمُ لَطْفُ اللهِ فِي أَرْضِهِ

مِنْ رَحْمَةٍ لِلْخَلْقِ أَنْشَاهَا

قَدْ بَسَطَ الجُوْدُ أَكُفّاً لَهُمْ

عَاشَتْ بَنُو الدُّنيَا بنَعْمَاهَا

أَهْلُ الْوُجُوْهِ الزُّهْرِ لَوْ قَابَلُوا

بنُوْرِهَا الشُّهْبَ لأَطْفَاهَا

أُقْسِمُ أَنَّ الدَّهْرَ أَجْفَانُهُ

مَا فُتِحَتْ ألَّا لِمَرْآهَا

وَسَمْعُهُ مَا انشَقَّ(١) حَتَّى يَعِي

شَيْئاً سِوَى حُسْنِ مَزَاَيَاهَا

مِنْ طِيْنَةٍ بَيْضَاءَ قُدْسِيَّةٍ

صَلْصَلَهَا اللهُ وَصَفَّاهَا

وَالطِّيْنَةُ السَّوْدَاءُ مِنْ لُؤمِهَا(٢)

هَيْهَاتَ تَبْيَضُّ سَجَايَاهَا

جَرَوا(٣) لِسَبْقٍ فَتَسَاوَتْ بهِمْ

سَوَابقُ الْفَضْلِ(٤) بمَجْرَاهَا

هُمْ فِيْهِ كَالأَعْيُنِ يَمْنَاهَا

بالرَّمْشِ(٥) لا يَسْبقُ يُسْرَاهَا

وَالْقَبْضُ وَالْبَسْطُ اسْتَوَتْ فِيْهِمَا الْـ

ـبَنَانُ صُغْرَاهَا وَكُبْرَاهَا

فَيَا بَنِي الْوَحْيِ وَآلَ الهُدَى

جِبَالَهُ، وَاللهُ أَرْسَاهَا

إلَيْكُمُوْهَا مِنْ بَنَاتِ الثَّنَا

غَرَّاءَ قَدْ رَاقَ مُحَيَّاهَا

تَسْتَوْهِبُ الصَّفْحَ لَنَا مِنْكُمُ

مِنْ(٦) عَثْرَةٍ فِيْهَا اسْتَقَلْنَاهَا

____________________

١- في(د): ما شق.

٢- في(د): من خبثها.

٣- في(د): جرت.

٤- في(ب): المجد.

٥- في(ب): بالرمس.

٦- في(د): من.

٣١٤

العتاب

٣١٥

٣١٦

- قال رحمه ‌الله معاتباً الحاج محمد حسن كُبَّة:

[من الطويل والقافية من المتواتر]

ذَخَرْتُكَ لِي إنْ نَابَنِي الدَّهْرُ مُرْهَفَاً،

عَلَى ثِقَةٍ، فِيْهِ أَصُوْلُ عَلَى الْخَطْبِ

وَقُلْتُ: أَبي، وَالأَمْرُ لِلّهِ، إنْ مَضَى

فَعَنْهُ أَخِي، وَالْحَمْدُ لِلّهِ، لِي حَسْبي

وَبُتُّ لِنَفْسِي عَنْهُ فِيْكَ مُسَلِّياً

وَعَيْنُ رَجَائِي فِيْكَ مَعْقُوْدَةُ الْهُدْبِ

فَلَمَّا عَلَيَّ الْخَطْبُ أَلْقَى جِرَانَهُ(١)

وَسَدَّ بعَيْنِي وَاسِعَ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ

نَزَلْتُ بآمَالِي عَلَيْكَ ظَوَامِئاً

وَقُلْتُ رِدِي قَدْ صِرْتُ لِلْمَنْهَلِ الْعَذْبِ

عَهَدْتُكَ عَنِّي فِي الْعَظَائِمِ نَاهِضاً

بأَثْقَالِهَا فَرَّاَجَ مُعْضِلَةِ الْكَرْبِ

وَكَانَ رَجَائِي مِنْكَ(٢) مَا يُكْمَدُ الْعِدَى

فَعَادَ رَجَائِي أَنْ تَدُوْمَ عَلَى الْحُبِّ

فَكَيْفَ وَأَنْتَ السَّيْفُ حَدّاً وَرَوْنَقاً

وَنَيْتَ(٣) عَلَى أَنِّي هَزَزْتُكَ بالْعَتْبِ؟

- وقال مخاطباً بالعتاب العلَّامة السيد ميرزا صالح القزويني:

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

كُلَّمَا زَادَكَ الْمُحِبُّ اقْتِرَابَا

زُدْتَ عَنْهُ تَبَاعُداً وَاجْتِنَابَا

شِيْمَةٌ لَيْسَتِ الْعُلَى تَرْتَضِيْهَا

لِلَّذِي كَانَ هَاشِمِيَاً لُبَابَا

يَا هَمَاماً ضَرَبْنَ فِي طِيْنَةِ الْعَلْـ

ـيَاءِ أَعْرَاقُهُ فَطِبْنَ وَطَابَا

لا تَسِمْ هَذِهِ الأَوَاصِرَ قَطْعاً

لَيْسَ ذَا الْيَوْمُ (يَوْمَ لا أَنْسَابَا)(٤)

____________________

١- الجِران: باطن العُنق وقيل مُقدَّم العنق من مذبح البعير إلى منحره فإذا برَك البعيرُ ومدّ عنُقَه على الأَرض قيل أَلقى جِرانَه بالأَرض (ينظر: لسان العرب: ١٣/٨٦ مادة جرن).

٢- في (أ): فيك.

٣- ونَيْتُ: فتَرْتُ (ينظر: لسان العرب: ١٥/٤١٥ مادة وني).

٤- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ =

٣١٧

كَيْفَ تُغْضِي، وَقَدْ سَمِعْتَ عِتَاباً

لَمْ أَخَلْنِي عَدَوْتُ فِيْهِ الصَّوَابَا؟

هَلْ أَتَى غَيْرَ مُفْهِمٍ عَنْ قُصُوْرٍ؟

أَمْ تَرَانِي أَسَأْتُ فِيْهِ الْخِطَابَا؟

أَوْ تَثَاقَلْتَ عَنْ مَلالٍ، وَحَاشَاً

كَ فَكَانَ السُّكُوْتُ مِنْكَ جَوَابَا؟

كَانَ ظَنِّي بأَنْ(١) عَلَى إثْرِ أَنْ نَا

دَيْتُ، أَغْدُو بمَا رَجَوْتُ مُجَابَا

فَإذَا بيْ أُتَابعُ الرُّسْلَ تَتْرَى(٢)

بكِتَابٍ لِلْعَتْبِ يَتْلُوْ كِتَابَا

لَسْتُ أَسْخُوْ بأَنْ يَقُوْلَ لِسَانِي

مَسَّ بَعْضُ التَّغْييْرِ ذَاكَ الْجَنَابَا(٣)

يَا تَنَزَّهْتَ عَنْ تَطَرُّقِ ظَنٍّ

بسَجَايَاكَ أَنْ تَحُوْلَ انْقِلابَا

قَدْ أَبَتْ تِلكُمُ الْخَلائِقُ حَتَّى

لِلْعِدِى أَنْ تَكُوْنَ إلَّا عِذَابَا(٤)

سُؤْتَنِي يَا نَسِيْجَ وَحْدِكَ صَدّاً(٥)

فَنَسَجْتُ الْقَرِيْضَ فِيْكَ عِتاَبَا

إنْ تَجِدْنِي أَطَلْتُ نَحْوَكَ تِرْدا

دِيَ بالْعَتْبِ جِيْئِةً وَذِهَابَا

فَلِودٍ شَكَا وَأَيْأَسُ شَاكٍ

مَنْ يُدَاوِي بعَتْبهِ الأَوْصَابَا(٦)

____________________

=يَوْمَئِذٍ وَ لاَ يَتَسَاءَلُونَ‌ ) (المؤمنون/١٠١).

١- في (أ): (بأن) ساقطة.

٢- في (ب)و(ج): تسعى.

٣- في (ب): الحبابا

٤- في (أ): الا حرابا

٥- في (د): حداً

٦- في(ب): الاوضابا

- الأَوْصابُ: الأَسقام (ينظر: لسان العرب: ١/٧٩٧ مادة وصب)

٣١٨

- وقال معاتباً بعض اخوانه:

[من الرجز وقافية الأول من المتدارك والثاني من المتراكب]

يَا خَيْرَ مَنْ أَعْطَى الْجَمِيْلَ فِي الْوَرَى

تَبَرُّعاً فِيْهِ وَأَوْفَي مَنْ وَعَدْ

لِي عِدّةٌ عِنْدَكَ مَاذَا صَنَعَتْ؟

كَأَنَّ عَنْهَا طَرْفُ ذِكْرَاكَ رَقَدْ

- وقال معاتباً أيضاً:

[من الرجز والقافية من المتدارك]

يَا أَصْدَقَ النَّاسَ وَأَوْفَى مَنْ وَعَدْ

مَا أَنْتَ مَنْ أَعْطَى الْجَمِيْلَ وَاسْتَرَدْ

أَبْعِدْ بَها طَارِيَةً بذِكْرِهَا

يُخْزَى أَخُوْ الْمَجْدِ إذَا النَّادِي انْعَقَدْ

وَخُطَّةً شَنْعاءَ لا يرْكَبُهَا

إلَّا الَّذِي فِي عُوْدِ عَلْيَاهُ أَوَدْ(١)

وَسيَّةً(٢) تَثْلِمُ مِنْ مَجْدِ الْفَتَى(٣)

ثَلَمَةَ نَقْصٍ ضَلَّ مَنْ قَالَ: تُسَدْ

لَمْ يَرْضَهَا إلَّا الْوَضَيْعُ هِمَّةً

أَوْ مَنْ عَلَىً أَخْلاقِهِ الذَّمُّ حَشَدْ

لا مَنْ سَمَا لَمَّا سَمَا لا مُفْرَداً

بَلْ هُوَ وَالْحَمْدُ عَلَى النَّجْمِ صَعَدْ

يَا جَامِعاً بالْمَنْعِ شَمْلَ وَفْرِهِ

لا تَرْمِ شَمْلَ الْمَكْرُمَاتِ بالْبَدَدْ

مَجْدٌ أَبُوْكَ بالسَّمَاحِ شَادَهُ

حَاشَاكَ أَنْ تَهْدِمَ مِنْهُ مَا وَطَدْ

ذَاكَ الَّذِي كَانَتْ سِمَاتُ فَخْرِهِ

فِي جَبْهَةِ الدَّهْرِ سَنَاَها يُتَّقَدْ

يَمْدُّ كَفّاً نَشَأَتْ مِنْ رَحْمَةٍ

فِي اللهِ تُعْطِي وَلَهَا مِنْهُ الْمَدَدْ

لَوْ أَنَّ فِيْهَا كَانَ رَمْلٌ (عَالِجٍ)(٤)

يُنْفِقُ، مَا أَنْفَقَ، مِنْهُ لَنَفَدْ

____________________

١- الأَوَدُ: العوج ( ينظر: لسان العرب: ٣/ ٧٥ مادة أدد)

٢- في (د): وسبة

٣- السُّبَّة: العارُ (ينظر: لسان العرب: ١/٤٥٦ مادة سبب)

٤- عالج: رمال بين فيد والقريات، ينزلها بنو بحتر من (طئ) وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة.

(معجم البلدان: ٤/٧٠)

٣١٩

حَتَّى مَضَى تَلِفُّهُ مَطَارِفٌ

مِنَ الثَّنَا، تَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ جُدُدْ

فَقُمْتَ أَنْتَ بَعْدَهُ مَقَاَمهُ

فَقِيْلَ:(هَذَا الشِّبْلُ مِنْ ذَاكَ الأَسَدْ)

لا مِثْلَ مَنْ مَجْدُ أَبيْهِ بَعْدَهُ

أَضَاعَهُ، فَقِيْلَ: بئْسَمَا وَلَدْ

كُنْتَ لَعَمْرِي دِيْمَةً، وَإنَّمَا

ذَابَ زَمَاناً عُرْفُهَا ثُمَّ جَمَدْ(١)

وَلُجَّةً بالأَمْسِ عَادَتْ وَشَلاً

وَارَدُهَا اليَوْمَ تَمَنَّى لا وَرَدْ

كَمْ قُلْتَ، لَسْتَ حَالِفاً(٢) مُوريّاً،

بأَنَّ هَذا جُهْدَ مَا عِنْدِي أَجِدْ(٣)

ثُمَّ شَفَعْتَ الوَعْدَ فِي إيْصَالِهِ

مُكَرِّراً: لِمْ لا عَلَيَّ تَعْتَمِدْ؟

وَلَمْ أَخَلْ أَنَّ السَّرَابَ صَادِقٌ

حَتَّى غَدَا وَعْدُكَ مِنْهُ يَسْتَمِدْ

نَعَمْ صَدَدْتَ إذْ بَخِلْتَ مُوهِماً

فَابْخَلْ (أَبَا الهَادِي) وَسَمِّ الْبُخْلَ صَدْ

فَيَا فِداءً لَكَ مَنْ كَانَ لَهُ

وَجْهٌ مِنَ الصَّخْرِ وَعِرْضٌ مِنْ سَرَدْ(٤)

تَذْكُرُ كَمْ فِيْكَ الْقَوَافِي فَاخَرَتْ

مَنْ سَجَدَ النَّاسُ لَهُ حَتَّى سَجَدْ؟

فَكَيْفَ تُقْذِي عَيْنَهَا بجَفْوَةٍ

مِنْ أَجْلِهَا طَرْفُ الْمَعَالِي قَدْ رَمَدْ؟

إنْ يُغْرِكَ الحَاسِدُ فِيْهَا فَلَقَدْ

أَغْرَاكَ فِي مَجْدِكَ مِنْ فَرْطِ الْحَسَدْ

أَبَعْدَمَا مَدَّ الثَّنَا طِرَافَهُ(٥)

عَلَيْكَ حَتَّى قِيْلَ: بالْحَمْدِ اِنْفَرَدْ

عَنْكَ كَمَا الحَاسِدُ فِيْكَ(٦) يَشْتَهِي

يَصْبَحُ فِي كَفَّيْكَ مَنْزُوْعَ الَعَمَدْ

فَقُلْ لِمَنْ يَرْغَبُ عَنْ كَسْبِ الثَّنَا

مَنْ فَقدَ الْمَدْحَ تُرَى مَاذَا وَجَدْ؟

____________________

١- يقال: اعْرُوْرَفَ البحرُ والسيْلُ تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له كالعُرف (ينظر: لسان العرب: ٩/٢٤١ مادة عرف)

٢- في (ب): خالفاً

٣- في (ب) و(ج)و(د): عندي وجد.

٤- السَّرْد: هو تداخل حَلَقُ الدرع بعضها في بعض (ينظر: لسان العرب: ٣/١٩٤ مادة زرد)

٥- الطِّرافُ: بَيْت من أَدَم ليس له كِفاء (ينظر: لسان العرب: ٩/٢١٩ مادة طرف)

٦- في(ب)و(ج): فيها يشتهي.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400