ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١

ديوان السيد حيدر الحلي10%

ديوان السيد حيدر الحلي مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400

  • البداية
  • السابق
  • 400 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 50271 / تحميل: 13561
الحجم الحجم الحجم
ديوان السيد حيدر الحلي

ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

١- تعدد الأعراض الشعرية عند السيد حيدر قلم يدع غرضاً شعرياً إلا أجاد فيه فمن المديح الرثاء إلى الوجدانيات و التهاني و الحماسة و التخاميس و الموشحات و التقاريض و التأريخ الشعري إلى الرسائل التي هي أقرب ماتكون إلى المقامات.

٢- كان في جميع هذه المجالات الفارس المجلِّي الذي أحرز قصب السيق باعتراف الجميع، و لذلك فقد فضله بعض أعلام عصره على كثير من الشعراء العظام كالشريف الرضي و مهيار و كشاجم و غيرهم.

٣- يوصف شعره بتوفُّر فنّ الإعجاز فيه فهو الجديد دائماً مهما تقادم العهد عليه و هو الذي يفتح شهية المتلقي للمزيد إذا ما استمع لشيء منه.

٤- أما في رثاء آل البيت فإن حولياته ليس لها مثيل في شعر الرثاء ، فقد كان السيد الفارس المجلِّي السِّبَّاق في هذه الحلبة، و لذلك سمي بناعية الطف.

٥- اللغة الشعرية عنده لغة رصينة تمتاز بقوة سبك وسمو معنى، يعرف كيف ينتقي المفردة المعبِّرة على سعة معجمه اللغوي، فضلاً عن استعماله شتي المحسنات اللفظية و المعنوية بانسجام عجيب وصياغة متناهية في الدقة و الجمال.

و لم يأتِ ذلك اعتباطاً بل جاء نتيجة لمثابرة السيد حيدر منذ نعومة أظفاره في قراءة دواوين الشعراء القدامى واستيعاب و حفظ المجلدات من أشعارهم ، فأخذ عنهم الفصاحة وقوة السبك و التركيب، كيف لا وهو تلميذ عمه و مربيه الشاعر الكبير السيد مهدي الحلي شيخ أدباء الحلة وقتذاك، وهو وارث آل سليمان في علمهم و حكمتهم و أدبهم.

نماذج من شعره:

لنستمع لشاعرنا السيد حيدر في صورة شعرية يصف فيها الحسين (عليه‌السلام ) في ساحة المعركة فيقول:

يَلْقَى الْكَتِيْبَةَ مُفْرَداً

فَتَفِرُّ دَامِيَةَ الْجِرَاحِ

٢١

وإذْا دَعَوا: حِيْدِي حَيَا

دِ دَعَا بحَيِّ عَلَى الْكِفَاحِ

وَبهَامِهَا اعْتَصَمَتْ مَخَا

فَةَ بَأسِهِ بيْضُ الصِّفَاحِ

وَ تَسَتَّرَتْ مِنْهُ حَيَا

ءً فِي الْحَشَا سُمْرُ الرِّمَاحِ

و عندما يتحدث عن فاجعة الطف و أهوالها يقول:

عَجَباً لِلْعُيُوْنِ لَمْ تَغْدُ بيْضاً

لِمُصَابٍ تَحْمَرُّ فِيْهِ الدُّمُوُعٌ

وَأَسىًّ شَابَتِ الْلَيَالِي عَلَيْهِ

وَهُوَ لِلْحَشْرِ فِي الْقُلُوبِ رَضِيْعُ

و عندما يتحدث عن أنصار أبي عبد الله الحسين (عليه‌السلام ) يقول:

يَتَسَابَقُوْنَ إلَي الْكِفَاحِ ثِيَابُهُمْ

فِيْهَا وَعِمَّتُهُمْ قَناً وَشِفَارُ

مُتَنَافِسِيْنَ عَلَى الْمَنِيَّةِ بَيَّنَهُمْ

فَكَأَنَّمَا هِيَ غَادَةٌ مِعْطَارُ

و من القصيده نفسها يقول:

مَنَعَتْ طُرُوْقَ الضَّيْمِ فِيْهَا غُلْمَةٌ

يَسْرِي لِوَاءُ الْعِزِّ أَنَّى سَارُوا

سِمَةُ الْعَبيْدِ مِنَ الْخُشُوْعِ عَلَيْهِمُ

للهِ إنْ ضَمَّتْهُمُ الأَسْحَارُ

وَإذَا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى شَهِدَتْ لَهُمْ

بيْضُ الْقَوَاضِبِ أَنَّهُمْ أَحْرَارُ

و في قصيدة أخرى يقول:

غَدَاةَ (أَبُو السَّجَّادِ)(ع) جَاءَ يَقُوْدُهَا

أَجَادِلَ لِلْهَيْجَاءِ يَحْمِلْنَ أَنْسُرَا

عَلَيْهَا مِنَ الْفِتْيَانِ كُلُّ ابْنِ نَثُرَةٍ

يَعِدُّ قَتِيْرَ الدِّرْعِ وَشْياً مُحَبَّرَا

أَشَمُّ إذَا مَا افْتَضَّ لِلْحَرْبِ عَذْرَةً

تَنْشَّقَ مِنْ أَعْطَافِهَا النَّقْعَ عَنْبَرَا

الى ان يقول:

كُمَاةٌ تَعِدُّ الْحَيَّ مِنْهَا إذَا انْبَرَتْ

عَنِ الطَّعْنِ مَنْ كَانَ الصَّرِيْعَ الْمُقَطَّرَا

وَ مَنْ يُخْتَرَم حَيْثُ الرِّمَاحُ تَظَافَرَتْ

فَذَلِكَ تَدْعُوْهُ الْكَرِيْمَ الْمُظَفِّرَا

فَمَا عَبَرُوا إلَّا عَلَى ظَهْرِ سَابحٍ

إلَى الْمَوْتِ لَمَّا مَاجَتِ الْبيْضُ أَبْحُرَا

٢٢

وفي هذه القصيدة يقول:

مَشَى الدَّهْرُ يَوْمَ(الطَّفِّ)أَعْمَى فَلَمْ يَدَعْ

عِمَاداً لَهَا إلَّا وَفِيْهِ تَعَثَّرَا

وعندما يرثي السيد مرزا جعفر القزويني يقول:

قَدْ خَطَطْنَا لِلْمَعَالِي مَضْجَعَا

وَدَفَنَّا الدِّيْنَ وَالدُّنْيَا مَعَا

ترى ماذا نقول عن ديوان جلُّهُ على هذا المستوى ،أرى أن هذا الشعر لا يحتاج إلى تعليق، وها هو الديوان محققاً بين يدي القارئ ليحكم بنفسه.

وفاته:

توفيرحمه‌الله في الحلة في الليلة التاسعة من ربيع الأول سنة ١٣٠٤ه، وشُيِّعَ جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف في موكب مهيب ضم العلماء و السادات و الأدباء و الأعيان من أهالي الحلة و دفن في ما يلي رأس الإمام علي (عليه‌السلام ) و دفن حذاء مقبرة الشيخ جعفر الشوشتري (تحت ميزاب الذهب)، وكان يوم وفاته يوم حزن وأسى عظيمين، وقد عطلت الدراسة في الحوزة العلمية في النجف وسامراء بأمر من المرجع الديني الكبير الإمام السيد حسن الشيرازي ،ورثاه كبار الشعراء عصره كالسيد إبراهيم الطباطبائي والسيد محمد سعيد الحبوبي النجفيين و من الحليين الشيخ حمادي بن نوح والشيخ حسون بن عبد الله والشيخ محمد بن الملا حمزة والحاج حسن القيم وولده السيد حسين وابن أخيه السيد عبد المطلب.

آثاره:

ترك لنا السيد حيدر الحلي فضلاً عن ديوانه مؤلفات مهمة أخرى هي:

١- العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل. وهو كتاب أدبى ممتع جمع فيه كثير من النكت الأدبية وأخبار الأدباء والشعراء وسائر فنون الأدب ألفه لصديقه العلامة محمد حسن كبة، ذاكراً فيه ما قيل في صديقه ذاك و في أسرة آل كبَّة.

٢٣

٢- دمية القصر في شعراء العصر: ما يزال هذا الكتاب مخطوطاً ،توجد نسخة منه بخط المؤلف عند محمد مهدي كبَّة ابن الفقيه الحاج محمد حسن كبَّة ببغداد وقد جمع فيه ما نظمه نيف وثلاثون شاعراً من شعراء العراق في القرن الثالث عشر في مديح الحاج محمد صالح كبَّة البغدادي ومديح أولاده ورثاء والده الحاج مصطفى ، إلى سنة تأليفه وهي (١٢٧٥ ه) وأدرج فيه بعض مقطَّعات شعرية لنفسه لا توجد في ديوانه المطبوع بالهند، و تظهر تاريخ التأليف من مادة التأريخ المكتوبة بخط المؤلف وهي(١) :

أتاك بها الاقبال يدعو مؤرخا

(لدارك زف المدح دمية قصرها)

٣- الأشجان في مراثي خير إنسان: مخطوط، يوجد في مكتبة مؤسسة الامام محمد حسين كاشف الغطاء في النجف الأشرف برقم ٦٨ من فهرست الدواوين ويقع في ١٣٨ صفحة، عدد سطور الصفحة ١٥، طوله ٢٢ سم وعرضه ١٥ سم ، وسمكه ٢,٥ سم ، ويضمنه عدة رسائل، جمع فيه مراثي صديقه العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني.

____________________

١- ينظر:الذريعة:٨/٢٦٦.

٢٤

منهج التحقيق

لم اجد نسخة من الديوان بخط الشاعر رحمه‌ الله، لذلك:

١- اعتمدت في تحقيق الديوان على أربعة مصادر هي:

أ- مخطوطة الديوان بخط السيد مرزة بن السيد عباس الحلي (ت١٣٣٩ ه) وقد رمزت لها بالرمز (أ).

ب- الطبعة الحجرية للديوان لناشرها الشيخ علي المحلاتي، الهند، ١٣١٢ه، رمزت لها بالرمز (ب).

ج- شرح ديوان السيد حيدر الحلي صالح الجعفري/الجزء الأول، المعتمِدة على مخطوطة الشيخ حسن مصبِّح الحلِّي المحررة سنة ١٣٠٦ رمزت لها بالرمز (ج).

د- ديوان السيد حيدر الحلي الناشرة علي الخاقاني ، المطبعة الحيدرية الجزء الأول سنة ١٣٦٩ه/١٩٥٠م والجزء الثاني مطبعة المعارف سنة ١٣٨٣ه/١٩٦٤م رمزت لها بالرمز (د).

٢- اختياري للمخطوطة على أن تكون هي المصدر الأساس في التحقيق ، أولاً لعدم تمكني من الوصول إلى النسخة المكتوبة بخط الشاعر نفسه رحمه ‌الله وثانياً أن صاحب المخطوطة السيد مرزة بن السيد عباس الحلي هو ابن عم الشاعر السيد حيدر الحلي وهو الأقرب له من الآخرين مما يؤدي إلى حصوله على فرصة أكبر لجمع قصائد الديوان وضبطها، وثالثاً تأكيد صاحب المخطوطة في نهايتها أنها حوت جميع شعر السيد حيدر الحلي عدا ما فقد في حياته فهو يقول:"وهذا الذي وجدناه من شعره تغمده الله برحمته بعد أن بالغنا في طلبه فلم يذهب إلا ما كان ذاهباً في أيام حياته وقد ذهب منه ما يقرب من ألف بيت فلم نقف منه على أثر".

٣- إثبات اختلاف الروايات بين المصادر التحقيق الأربعة، مع إيراد الاختلافات بينهما وبين المصادر والمراجع التي أوردت نصوصاً من شعره.

٢٥

٤- لاحظت وجود أبيات في بعض المصادر ولم ترد في مصادر التحقيق الأربعة المعتمدة، فأثبتها في نهاية الديوان.

٥- لاحظتُ وجود أخطاء في الرسم في جميع مصادر التحقيق على درجات متفاوتة، مع علمي بالجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إخراج الديوان على أفضل وأدق صورة ، على أن بعض هذه الأخطاء تؤثر في المعني كما تؤثر في قوة سبك البيت وبلاغته ،فنبهتُ على صوابها - أو ما رجَّحتهُ.

٦- تفسير المفردات التي تحتاج إلى إيضاح ، بالرجوع إلى المعاجم المختصة بذلك.

٧- ضبط نص الديوان ضبطاً كاملاً ، يعين القارىء على سلامة نطقها اللغوي.

٨- إثبات اسم البحر لكل قصيدة أو مقطعة ،مع بيان نوع القافية.

٩- ترقيم أبيات القصائد لتسهيل الأشارة إلى البيت أو الأدبيات التي نحتاج الإشارة إليها لأي غرض مثل وجودها أو عدم وجودها في مصدر من المصادر أو التقديم و التأخير في أبيات القصيدة في مصدر ما من مصادر التحقيق.

١٠- رتبت قصائد الديوان حسب الأغراض الشعرية، فكانت حصة الجزء الأول من الديوان:

١- مدائح آل البيت ،٢- مراثي آل البيت ، ٣- الوجدانيات وتضم: ،أ- الأخوانيات ب- التهاني ، ج- العتاب ،د- الهجاء، ه- الغزل ،و ٤- الموشحات.

أما الجزء الثاني من الديوان فاحتوى على:

١- الحماسة ،٢- المدائح ،٣- المراثي ،٤- التأريخ الشعري ،٥- التقاريض ،٦- التخاميس ، ٧- الرسائل.

١١- التعريف بالأعلام والمواضع ،وما يتصل بها،ونظراً لكثرة تكرار أسماء الرسول الأكرم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) واسماء أهل البيت الكرام، الإمام علي وفاطمة الزهراء

٢٦

البتول والحسن الحسين (عليهم‌السلام ) و الإمام الحجة (عج) لم أدرج أسماءهم الكريمة في فهرس الأعلام.

١٢- وصف المخطوطة وتبيان حالتها و مكان وجودها ليسهل للباحثين الوصول إليها، وإثبات صفحات مصوّرة من المخطوطة ،لِما لذلك من دلالةٍ علمية. علماً أننى حصلت على نسخة ثانية من هذه المخطوطة وبخط الناسخ نفسه إلا إنها تعاني من تلف ونقص في أوراقها في بدايتها و في نهايتها، كما نقصت منها أوراق من داخلها مما أضرَّ بها، كثيراً ،فهي بلا مقدمة ولم تحوي القسم الأخير من الديوان المتمثل في رسائل الشاعر، وبعض قصائد الديوان ناقصة بسبب فقدان بعض الأوراق منها ، ثمَّ لما طابقتها مع النسخة الأولى التي رمزت لها بالرمز (أ) وجدتها تحتوي أخطاء كثيرة تدل على أنَّ الناسخ لم يكن يهتم بها كثيراً كاهتمامه بالنسخة (أ) ووجدتها لا تصلح أن تكون نسخة معتمدة في التحقيق.

١٣- صُنع فهارس عامة وتشمل:

أ- فهرس الآيات القرآنية.

ب- فهرس الأحاديث النبوية.

ج- فهرس الأعلام.

د- فهرس المدن والأماكن والبقاع.

ه- فهرس القوافي.

و- فهرس المراجع والمصادر.

ز- فهرس المحتويات.

٢٧

وصف مخطوطة الديوان

نَاسخ المخطوطة السيد مرزة بن السيد عباس الحلي(١) (ت١٣٣٩ ه) رحمه ‌الله ، تم نسخها كما هو مثبت في آخرها سنة ١٣٢٩ ه، يبلغ طولها (٢٣) سنتمتراً ،وعرضها (١٥) سنتمتراً و سمكها(٣) سنتمترات، وعدد الأبيات في الصفحة الواحدة نحو (٢٢) بيتاً لم ترقم صفحاتها، ضمت في بدايتها مقدمة مطولة عن حياة الشاعر وشعره ونشاطه الأدبي ومساجلاته الأدبية ومنزلته الاجتماعية والأدبية وما قيل فيه من مديح ورثاء من الشعراء الذين عاصرهم إلا أن بعض أوراق هذه المقدمة تعرضت للتلف في منطقة توسطت الصفحات مع الأسف أما باقي أوراقها فهي بحالة ممتازة والخط واضح وجميل جدا ،وهو خط النسخ كما أخبرني بذلك الخبير في الخط العربي السيد حسام الشلاه عندما عرضتُ المخطوطة عليه، وأخطاء الرسم قليلة فالناسخ أجهد نفسه في سبيل إخراج المخطوطة بأدق صورة، المخطوطة موجودة الآن في مكتبة السيد الدكتور حازم الحلي.

رُتَّبَتْ قصائد الديوان في المخطوطة على أبواب حسب حرف الروي ابتداءً بالهمزة وانتهاءً بحرف الياء، وكل باب من هذه الأبواب قُسِّمَ إلى فصول :المديح ،والرثاء ،والعتاب ، والحماسة ، والهجاء والغزل وقد تقتصر قصائد الباب الواحد على فصل واحد أو اثنين أو أكثر من ذلك.

____________________

١- هو الخطيب البارع ، الشاعر الحسيني السيد مرزة بن السيد عباس الحلي صاحب الديوان المطبوع: (مراثي آل البيت) يكتب الشعر بالفصحى والدارجة أحد وجهاء اسرة آل سليمان انتقل والده السيد عباس بن السيد علاوي بن السيد حسين الحكيم من الحلة إلى قرية الحصين - بعد المشاكل التي قامت مع السلطة العثمانية - وهي القرية المجاورة إلي قرية بيرمانة التي يقيم فيها أبناء عمِّهِ أولاد السيد حيدر الحلي وتوفي في قرية الحصين في سنة ١٣٣٩ ه بعد وفاة السيد حسين بن السيد حيدر والسيد عبد المطلب - اللذَين توفيا في يوم واحد - بشهر واحد فقط.

٢٨

٢٩

٣٠

الجُزءُ الأوَّلُ

٣١

٣٢

مدائح آل البيت ( عليهم‌السلام )

٣٣

٣٤

١- قال رحمه ‌الله في ذكرى المبعث النبوي الشريف مهنئاً إمام المسلمين السيد حسن الشيرازي (قدس‌سره ) بهذه المناسبة(١) (٢) :

[من الرمل والقافية من المتواتر]

أيُّ بُشْرَى كَسَتِ الدُّنْيَا بَهَاءَ

قُمْ ، فَهَنَّي(٣) الأَرْضَ فِيْهَا وَالسَّمَاءَ

طَبَّقَ الأَرْجَاءَ مِنْهَا أَرَجٌ

عَطَّرَتْ نَفْحةُ رَيَّاهُ الفَضَاءَ(٤)

____________________

١- التخريج : موسوعة المصطفى والعترة :١٤/٤٧٧-٤٧٨ ،الأبيات(٢٢-٣٢) ديوان السيد حيدر الحلي لناشرة محمد رضا الكتبي: (٧٠-٧٢) القصيدة كاملة (١-٤٣) وفيها: البيت (١٤) فيه: ولبتا هل فيه ،وفيه :ولبتا هي اليوم ،والبيت (١٧) فيه: الى الرشد أهداء ، البيت(٣٥) فيه : به الأملاك في ، والبيت (٤٠) فيه : بالانفاس يضير من الهواء، والبيت (٤٢) فيه : تنفذ الأيام ،والبيت (٤٣) فيه: لاري الرحمة ، وفيه:قلت للروح لمولاها.

٢- في (أ): قال تغمده الله برحمته يمدح النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في يوم مبعثة ويمدح العسكريين (عليهما‌السلام ) ويهنئ جناب فريد عصره وغرة جبين دهره العالم العامل والمجتهد الفاضل حجة الإسلام ومقزع الأنام إنسان ناظرة الزمن السيد ميرزا حسن شيرازي أدام الله أيام افادته بمحمد وآله ومن سلك من صحبه على منواله انه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وسهل كل عسير.

- السيد حسن شيرازي : هو أبو محمد معز الدين الميرزا حسن و يقال محمد حسن بن الميرزا محمود بن ميرزا أسماعيل الحسيني الشيرازي ، نزيل النجف الأشرف ثم سامراء، الشهير بالميرزا الشيرازي، حضر الدروس المرجع مرتضى الأنصاري فلازم درسه حتى وفاته سنة ١٢٨١. خرج من النجف إلى سامراء في شعبان سنة ١٢٩١ و أمضى فيها ٢١ سنة فعمرت سامراء به، توفي سنة ١٣١٢ ه بسامراء وحمل إلى النجف و دفن قرب باب الصحن الشريف العلوي المعروف بباب الطوسي.

ينظر :أيان الشيعة:٥/٣٠٤

- في(د) ذكر له علي الخاقاني ترجمة مطوله في :٢٨.

٣- في (ج): فهنٌ.

٤- الأرج: نفحة الريح الطيبة (ينظر: لسان العرب: ٢/٢٠٧ مادة أرج)، رياً كل شيء: طيب رائحته (ينظر: لسان العرب:١٤/٣٥٠ مادة روي).

٣٥

بعْثةٌ أَعلنَ (جِبْريْلُ) (ع) بهَا

قَبلَ ذا ، فِي المـَلأِ الأَعَلَى النِّدَاءَ(١)

قَائِلاً : قَدْ بُعِثَ النُّورُ الذي

ليسَ يَخْشَى أَبَدَ الدَّهْرِ انْطِفَاءَ

فَهَنِيئاً، فُتِحَ الخَيْرُ بمَنْ

خَتَمَ الرَّحْمنُ فيهِ الأَنْبيَاءَ

وَأَتَى أَكْرَمُ مَبْعُوثٍ قَدِ اخْـ

ـتَارَهُ اللهُ انْتِجَاباً وَاصْطِفَاءَ(٢)

سَيِّدُ الرُّسْلِ جَميعاً (أَحْمَدٌ) (ص)

مَنْ بعَليَاهُ أَتَى الذِّكْرُ ثَنَاءَ

مَبْعَثٌ قَدْ وَلَدَتْهُ ليلةٌ

لِلْوَرَى ظَلمَاؤُهَا كَانَتْ ضِيَاءَ(٣)

بُورِكَتُ مِنْ لَيْلَةٍ في صُبْحِهَا

كَشَفَ اللهُ عَنِ الحَقّ الغِطَاءَ

خَلَعَ اللهُ عليها نَضْرَةً(٤)

رَاقَتِ العَالَمَ زهْواً وَاجْتِلاءَ

كُلَّما مَرَّتْ حَلَتْ فِي مُرِّهَا

رَاحَةُ الأَفْرَاحِ رَشْفاً وَانْتِشَاءَ

واسْتَهَلَّ الدَّهْرُ يُثْنِي مُطْرِباً،

عِطْفَ نَشْوَانٍ وَيَخْتَالُ ازْدِهَاءَ(٥)

فَلْتُهَنِّي(٦) الْمِلَّةُ الغَرَّاءُ مَنْ

أَحْكَمَ اللهُ بهِ مِنْهَا الْبنَاءَ

وَلتُباهِلْ فِيْهِ أَعْدَاءَ الْهُدَى

وَلْتُبَاهِي(٧) اليَوْمَ فِيْهِ الْعُلمَاءَ

____________________

١- في (أ) : نداءَ ، وفي (ب) : الفداءَ.

٢- التخاباً : اختياراً، والمنتجب : المختار و المستخلص والمصطفى من كل شئ.(ينظر : لسان العرب: ١/٧٤٨ مادة نجب.)

٣- في (أ) : كان ضياء.

٤- في (أ) و (ب) : نظرة وهو خطأ.

- النَّضْرة : النَّعْمة والعَيْش والغِنىِ ، وقيل : الحُسْن والرَّوْنَقِ (ينظر : لسان العرب: ٥/٢١٢ مادة نضر).

٥- استهل : رفع صوته. والإهلال بالحج : رفع الصوت بالتلبية (ينظر : لسان العرب ١١/٧٠١ مادة هلل)، العِطْفُ : المـَنْكِب (ينظر لسان العرب : ٩/٢٥٠ مادة عطف)، تَنَشَّى وانْتَشَى : سَكِرَ فهو نَشْوان (ينظر : لسان العرب.١٥/٣٢٥ مادة نشا).

٦- في (ج) و (د): فلتهنِّ.

٧- في (ج) و (د): ولتباه.

- البيت فيه جناس مركب بين (تباهل) و (تباهي الـ). ينظر أنوار الربيع: ٢٧=

٣٦

ذُو مُحَيّاً فِيْهَ تُسْتَسْقَى(١) السَّما

وَبَنَانٍ علَّمَ الجُوْدَ السَّمَاءَ

رَقَّ بشْراً ، وَجهُهُ حَتَّى لَقَدْ

كَادَ أَنْ يَقطُرَ مِنهُ البشْرُ مَاءَ(٢)

فَعَلَى نُوْرِ الهُدَى مِنْ وَجْههِ

وَجدَ النَّاسُ إلَى الرُّشْدِ اهْتِدَاءَ

فَهْوَ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ عَلَى

فِئَةِ الْحَقِّ بلُطْفِ اللهِ فَاءَ(٣)

فَكَفَى (هَاشِمَ)(٤) فَخْراً أَنَّهَا

وَلَدَتهُ لِمَزَايَاهَا وعَاءَ

فَلَهَا الْيَوْمَ انْتَهَى الْفَخْرُ بهِ

وَلَهُ الْفَخْرُ ابْتِدَاءاً وَانْتِهَاءَ

سَادَ أَهْلَ الدِّيْنِ عِلْماً ،وَتُقَىَّ

وَصَلاحاً ، وَعَفَافاً ، وَإبَاءَ

زَانَ (سَامَرَّا)(٥) وَكَانَتْ عَاطِلاً(٦)

تَتَشَكَّى مِن مُحلِّيهَا الْجَفَاءَ

وَغَدَتْ أَفْنَاؤُهَا آنِسَةً

وَهْيَ كَانَتْ أَوْحَشَ الأَرْضِ فِنَاءَ

___________________

= المباهلة : الملاعنة ( ينظر : لسان العرب : ١١/٧٢ مادة بهل) ، لمباهاة : المفاخرة (ينظر : لسان العرب: ١٤/٩٩ مادة بها)

١- في (أ) : تستسقي

- السما: السماء ، السماء: السحاب و المطر (ينظر : لسان العرب: ١٤/٣٩٩ مادة سما).

٢- عجز هذا البيت و صدر البيت الذي بعده غير موجودين في (أ).

٣- فاء : عاد ورجع (ينظر: لسان العرب: ١/١٢٥ مادة قيأ).

٤- هاشم : آل هاشم.

- هاشم : عمرو العلى أو عمرو العلاء بن عبد مناف بن قصي، سُمِّي هاشماً لأنه هشم الثريد لقومه في سني القحط و المجاعة فاطعمهم وهو أبو عبد المطلب جد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهو أخو عبد شمس بن عبد مناف. ينظر: الثقات: ١/٢٧

٥- سامراء : لغة في سر من رأى، وفيها لغات : سامراء ، وسامرا و سر من رأى ،وسر من را، مدينة بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة ، كانت مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة ،ثم بناها المعتصم و نزلها في سنة ٢٢١ ،وتعاقب فيه عدة ملوك من بني العباس و كان آخرهم المعتضد إذ تركها وعاد إلى بغدت بعد استفحاة أين الأتراك ، و فيها ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما‌السلام ) وفيها غيبة الامام الحجة ( عج).

ينظر :معجم البلدان : ٣/١٧٣-١٧٧

٦- العاطِل من النساء: التي ليس في عُنُقها حَليٌ (ينظر: لسان العرب: ١١/٤٥٣ مادة عطل).

٣٧

حَيِّ فِيْهَا (الْمَرْقَدَ الأَسْنَى)(١) وَقُلْ :

زَادَكَ اللهُ بَهَاءً وَسَنَاءَ

إنَّمَا أَنْتَ فِرَاشٌ لِلأُلَى(٢)

جَعَلَ اللهُ السَّمَا فِيْهِمْ بنَاءَ

مَا حَوَتْ أَبْراجُهَا مِنْ شُهْبهَا

كَوجُوهٍ فيكَ فاقَتهَا بَهَاءَ

قَدْ تَوارَتْ فِيْكَ أَقمَارُ هُدَىً

ودَّتِ الشَّمسُ لَهَا تَغْدُو فِدَاءَ

أَبَداً تَزْدَادُ فِي العَليَا سَناً(٣)

وَظُهُوْراً ، كُلَّمَا زِيْدَتْ خَفَاءَ

ثُمَّ نَادِ(٤) القُبَّةَ العُليَا وَقُلْ

طَاوِلِي يَا قُبَّةَ (الْهَادِي)(ع) السَّمَاءَ(٥)

بِمَعَالِي (العَسْكَريَّيْنِ) (ع) اشْمَخِي(٦)

وَعَلَى أَفْلاكِهَا زِيْدِي عَلاءَ

وَاغْلِبي زُهْرَ الدَّرَارِي فِي السَّنَا(٧)

فَبكِ العَالَمُ لا فِيْهَا أَضَاءَ

خَطَّكِ اللهُ تَعَالَى دَارَةً

لِذُكَائَيْ شَرَفٍ فاقَا ذُكَاءَ(٨)

وَبنَا عَرِّجْ عَلَى تِلْكَ الَّتِي

أَوْدَعَتْنَا عِنْدَهَا (الْغَيْبَةُ)(٩) دَاءَ

____________________

١- هو مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما‌السلام ).

٢- في (أ) : للورى ،فيها بناء.

- الأُلى : أي الذين (ينظر: لسان العرب :١٥/٤٣٧ مادة أولى)

٣-في(د) : سنىً

- السَّناءُ : المجد والشرف، السَّنا : الضَّوْءُ (ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٠٣ مادة سنا)

٤- في (ب) و (د) : نادي

٥- هو الإمام علي الهادي بن الإمام محمد جواد ، عاشر أئمة الهدي المعصومين (عليهم‌السلام ) ولد في قرية قرب المدينة المنوَّرة سنة ٢١٢ ه أو ٢١٤ه واستشهد مسموماً في سامراء سنة ٢٥٤ه، وابنه الإمام الحسن العسكري (عليه‌السلام ) ، ولد بالمدينة أيضا ونقل إلى سامرا فسميا بالعسكريين لذلك فأما الأمام علي الهادي فمقامه بسامرا عشرين سنة، وأما الإمام حسن العسكري فمات بسامرا أيضا سنة ٢٦٠ه ودفنا بها.

٦- العسكر: أو عسكر سامرا، ينسب إلى المعتصم، وقد نسب إليها قوم من الاجلاء، منهم الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري(عليهما‌السلام )، و فيها كانت ولادة وغيبة الإمام الحجة المنتظر (عج). معجم البلدان: ٤/١٢٣

٧- في (ج) : السنى

٨- ذُكاءُ : اسمُ الشمس (ينظر: لسان العرب: ١٤/٢٨٧ مادة ذكا)

٩- الغيبة : الموضع المقدس (السرداب) الذي غاب فيه الإمام (عج).

٣٨

حَجَبَ اللهُ بهَا (الدَّاعِي)(١) الَّذِي

هُوَ للأَعْيُنِ قَدْ كَانَ الضِّيَاءَ

وَبهَا(٢) الأَمْلاكُ فِيْ أَلْطَافِهِ

لِلْوَرَى تَهْبطُ صُبْحاً وَمَسَاءَ

قِفْ وَقُلْ عَنْ مُهْجةٍ ذَائِبَةٍ

وَمِنَ الْعَيْنَيْنِ فَانْضَحْهَا(٣) دِمَاءَ

يَا (إمَامَ الْعَصْرِ)(عج) مَا أَقْتَلَهَا(٤) ؟

حَسْرَةً كَانَتْ هِيَ الدَّاءَ العَيَاءَ

مَطَلَتْنَا البُرْءَ فِي تَعْلِيلِها

وَسِوَى مَرآكَ لا نَلقَى شِفَاءَ

بَرِئَتْ(٥) ذِمَّةُ جَبَّارِ السَّمَا

مِنْ أُنَاسٍ مِنْكَ قَدْ أَضْحَوا بَرَاءَ

فَمَتَى تَبْرُدُ أَحْشَاءٌ لَنَا؟

كِدْنَ بالأَنْفَاسِ يَضْرِمْنَ الهَوَاءَ

وَنَرَى يَا (قَائِمَ الْحَقِّ)(٦) انْتَضَتْ

سَيفَهَا مِنَكَ يَدُ الله انْتِضَاءَ

أَفَهَلْ نَبقَى(٧) ،كَمَا تُبْصِرُنَا ؟

نُنْفِدُ(٨) الأَيَّامَ والصَّبرَ رَجَاءَ

لا رَأَى الرَّحْمَةَ مَنْ قَالَ رِيَاءَ:

قَلَّتِ الرُّوحُ لِمَولاهَا : فِدَاءَ

____________________

١- هو داعي الحق الإمام الحجة (عج)

٢- في (أ)و(ب): وبه

٣- في(د) : فانضجها

٤- إمام العصر: هو الإمام الحجة المنتظر (عج)

٥- في (أ): برءت.

٦- قائم الحق: هو الإمام الحجة المنتظر (عج)

٧- في(ج) :فمتى نبقى.

٨- في (د): ننفذ

٣٩

٢- وقال رحمه‌ الله تعالى في مدح جدِّه الإمام الحسين وأخيهِ(١) العباس (عليهما‌السلام )(٢) :

[من المتقارب و القافية من المتواتر]

حَبَسْتُ رَجَائِي عَنِ البَاخِليْنَ

وَأَنْزَلْتُ فِي ابْنَيْ (عَلِيٍّ)(ع) رَجَائِي

هُمَا لِيَ حِرْزٌ مِنَ النائبَا

تِ بَلْ حَرَمٌ مِنْ جَمِيْعِ البَلاءِ

فَبيْ عَائِلانِ بدَارِ الفَنَاءِ(٤)

وَلِيْ شَافِعَانِ بدَارِ البَقَاءِ

أَشِبلَيْ (عَلِيٍّ)(ع) وَمَنْ إنْ دَعَو

تُ فِي كُلِّ خَطبٍ أَجَابَا دُعَائِي

أَرَىَ الدَّهرَ، مِنْ حَيْثُ لا أَتَّقِي

رَمَانِي(٥) ، وَيَعْلَمُ أَنْتُمْ وِقَائِي

٣- وقالرحمه‌الله في مدح الإماميين الكاظمين [موسى بن جعفر ومحمد الجواد (عليهما‌السلام ) :

[من الرمل والقافية من المتواتر]

مِنِّيَ القَصْدُ، وَتَحْقِيْقُ الرَّجَاءِ(٦)

مِنْ سَلِيلَيْ آلِ طَهَ(ص) الأَصْفِيَاءِ

لا أَرَى يُجْبَهُ بالرَّدِّ امْرُؤٌ

قَارِعاً(٧) للهِ بَاباً للدُّعَاءِ

فَرَجَائِي كَيْفَ يَغْدُوْ خَائِباً

عِنْدَ بَابيْنِ لِجَبَّارِ السَّمَاءِ

____________________

١- في(أ): عمُّه العباس.

٢- التخريج :ديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبي: ٦٢ وفيها البيت(٢) و فيه: همالي حرز ، والبيت(٣) وفيه : بدار الفنا.

- العباس: أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) حامل لواء الحسين (عليه‌السلام ) يوم الطف، استشهد مع أخوته الثلاثة لأمه أم البنين فاطمة بنت أسد الكلابيه مع أخيه الحسين (عليه‌السلام ) و بقية أخوته و أهل بيته. ينظر: أنصار الحسين (عليه‌السلام ):١٣٠.

٣- في (ب): جرز

٤- في (أ)و(ب): بدار الفنا

٥- في(أ) : زماني

٦- في (أ)و(ب) : الرجا

٧- في (ج): قارع

٤٠

٤- قال رحمه‌ الله تعالى يمدح الصاحب (عج) ويتوسل به إلى الله تعالى(١) :

[من الكامل والقافية من المتراكب]

يابنَ الإمَامِ (الْعَسْكَريِّ) (ع) وَمَنْ

رَبُّ السَّماءِ لِدِيْنِهِ(٢) انتَجَبَهْ

أَفَهَكَذَا تُغْضِي وَأَنْتَ تَرَى

نارَ الْوَبَاءِ(٣) تَشِبُّ مُلْتَهِبَهْ؟

لا تَنْطَفِي إلَّا بغَادِيَةٍ

مِنْ لُطْفِكُمْ ، تَنهلُّ مُنْسَكِبهْ

أَيَضِيْقُ عَنَّا جَاهُكُم ؟ وَلَقَدْ

وَسِعَ الوجُودَ ، وَكُنتُمُ سَبَبَهْ

الْغَوْثُ(٤) أَدْرِكْنَا فَلا أَحَدٌ

أَبَداً سِوَاكَ يَغِيثُ مَنْ نَدَبَهْ

غَضِبَ الإلهُ ، وَأَنْتَ رَحْمَتُهُ ،

يَا رَحْمَةَ اللهِ اسْبقِي غَضَبَهْ

٥- وقال (رحمه‌الله ) يمدح الأمام الحجة المنتظر (عج) ، ويهنى‌ء السيد ميرزا حسن الشيرازي(٥) :

[من الكامل والقافية من المتدارك]

هِيَ دَارُ غَيْبَتِهِ فَحَيِّ قِبابَهَا

والثَمْ بأَجْفَانِ الْعُيُوْنِ تُرابَهَا

بُذِلَتْ لِزَائِرهَا وَلَوْ كُشِفَ الغِطَا

لَرَأيْتَ أَمْلاكَ السَّمَا حُجَّابَها

وَلَو النُّجُوْمُ الزُّهرُ(٦) تَمْلِكُ أَمْرَهَا

لَهَوَتْ تُقَبِّلُ دَهرَهَا أَعْتَابَهَا

____________________

١ - التخريج : ديوان السيد حيدر لناشره محمد رضا الكتبي: ٩١ القطعة (١-٦) وفيها : البيت (١) وفيه : بنوره انتجبه.

٢ - في(ب): بنوره.

٣- اجتاح العراق وباء خطير عام ١٢٩٨ ه، ربما كان موجة من الطاعون أو الهيضة

٤- في (أ): فالغوث

٥- التخريج : ديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبي: ٨٣-٨٥ القصيدة كاملة (١-٤٩) وفيها : البيت (٥) فيه: حوت السماء، والبيت (٩) فيه: وبدنه، والبيت (١٦) فيه: له جلبا بها، والبيت (١٧) فيه: الدنيا التى ، والبيت (١٨)فيه: حتى تسيل، سوالبيت (٢٤) فيه : آدابها، والبيت: (٣١) فيه: املاك السماء، والبيت(٣٤) فيه: وجها وكتابها، والبيت(٣٧) فيه: وضعت من ثدي.

٦- الزهر: المضيئة (ينظر: لسان العرب: ٤/٣٣٣ مادة زهر)

٤١

سُعِدَتْ (بمُنْتَظَرِ القِيَامِ) (عج) وَمَنْ بهِ

عَقَدَتْ عُيُونُ رَجَائِهَا(١) أَهْدَابَهَا

وَسَمَتْ عَلَى أُمِّ السَّمَا بمواثِل(٢)

وَأَبيْكَ مَا حَوَتِ السَّمَا(٣) أَضْرَابَهَا

بضَرَائِحٍ(٤) حَجَبَتْ أَبَاهُ و جدَّهُ

و (بغيبةٍ) ضَرَبَتْ عَلَيهِ حِجَابَهَا

دَارٌ مُقَدَّسةٌ وَخَيْرُ أَئِمَّةٍ

فَتَحَ الإلَهُ بهِمْ إلَيْهِ بَابَهَا

لَهُمُ عَلَى الكُرْسِىِّ قُبَّةُ سُؤدَدٍ

عَقَدَ الإلَهُ بعَرْشِهِ أَطنَابَهَا(٥)

كَانُوْا أَظِلَّةَ عَرْشِهِ وَبنُوْرِه(٦)

هَبَطُوْا لِدائرَةٍ غَدَوْا أقْطَابَهَا

صَدَعُوا عَنِ الرَّبِّ الجَليْلِ بَأَمْرِهِ

فَغَدَوا لِكُلِّ فَضِيْلَةٍ أَربَابَهَا

فَهَدَوا بَنِي الأَلْبَابِ لَكِنْ حَيَّرُوا،

بظُهُوْرِ بَعْضِ كَمَالِهمْ، أَلْبَابَهَا

لا غَروَ أَنْ طابَتْ أَروُمَةُ(٧) مِجْدِهَا

فَنَمَتْ(٨) بأَكْرَمِ مَغْرِسٍ أَطيَابُهَا

فاللهُ صوَّرَ (آدماً) (ع) مِنْ طِينَةٍ

لهمُ تَخَيَّرَ مَحْضَهَا وَلُبَابَهَا(٩)

وَبَرَاهُمُ غُرَراً(١٠) مِنَ النُّطَفِ التي

هِي كُلُّهَا غُرَرٌ وَسَلْ أَحْسَابَهَا

____________________

١ - في (ج) و (د): رِجائه.

٢ - المواثل من المثُول: أي الانتِصابُ (ينظر لسان العرب: ١/٧٥٨ مادة نصب)

٣- في (ب) :السماء

٤- الضرائح: جمع الضريح وهو القبر (ينظر لسان العرب : ٢/٥٢٦ مادة ضرح)

- يتحدث الشاعر عن الإمام الغائب (عج) فيقول أن الضرائح غيبت أباه الإمام العسكري وجده الإمام علي الهادي (عليهما‌السلام ) المدفونين في سامراء ، ومكان غيبته صلى مجانبهما.

٥- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ) (بقره /٢٥٥)، السُودَدُ :الشرف (ينظر لسان العرب : ٣/٢٢٨ مادة سود)، الأَطْنابُ: ما يُشَدُّ به البيتُ من الحبال (ينظر لسان العرب : ١/٥٦١ مادة طنب).

٦- في (ب) و (ج) و(د) : وبدينِهِ.

- الشاعر يوري عن القدرة والإرادة الإلاهية بالنور الإلاهي.

٧- الأَرُومة: الأصْل (ينظر لسان العرب: ١٢/١٤ مادة أرم).

٨- اعتقد أنها نمَّت.

٩- المحض: الخالص من كل شيء (ينظر لسان العرب : ٧/٢٢٧ مادة محض)، اللباب: كذلك الخالص من كل شيء (ينظر: لسان العرب: ١/٧٢٩ مادة لبب).

١٠- براهم : بِرأهم ،بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ أَي خَلْقَهُم والبَريَّةُ الخَلْقُ (ينظر: لسان العرب: ١/٣١ مادة برأ). غُرَّةُ القوم: سيدهم ،أو شريفهم (ينظر: لسانَ العرب: ٥/١٦ مادة غرر).

٤٢

تُخْبرْكَ أَنَّهُمُ جَرَوا فِي أَظْهُرٍ

طابَتْ وَطَهَّرَ ذُو العُلَى أَصْلابَهَا

وتناسَلوا فَإذا اسْتَهلَّ(١) لَهُمْ فتىً

نَسَجَتْ مَكَارِمُهُ لَهُ جِلبَابَهَا

حَتَّى أَتَى الدُّنْيَا الَّذِي(٢) سَيَهُزُّهَا

حتَّى يَدُكَّ عَلَى السُّهُوْلِ هِضَابَهَا

وسَيَنتَضِي لِلْحَرْبِ مُحْتَلِبَ الطُلَى(٣)

حتَّى يُسِيْلَ بشَفْرَتِيهِ شِعَابَهَا(٤)

وَلَسَوْفَ يُدرِكُ حَيثُ يَنهَضُ طَالِباً

تِرَةً(٥) لَهُ جَعَلَ الإلَهُ طِلابَهَا

هُوَ قَائِمٌ بالْحَقِّ كَمْ مِنْ دَعْوَةٍ

هَزَّتْهُ لَوْلا رَبُّهُ لأَجَابَهَا

سُعِدَتْ بمَوْلِدِهِ الْمُبَارَكِ لَيْلَةٌ

حَدَرَ(٦) الصَّباحُ عَنِ السُّرُوْرِ نِقَابَهَا(٧)

وَزَهَتْ بهِ الدُّنيا صَبيحَةَ طَرَّزَتْ

أَيْدِي الْمَسَرَّةِ بالْهَنَا أَثْوَابَهَا

رَجَعَتْ إلَى عَصْرِ الشَّبيْبَةِ غَضَّةً

مِنْ بَعْدِ مَا طَوَتِ السِّنونَ شَبَابَهَا

فَالْيَومَ أُبْهِجَتِ الشَّريْعَةُ بالَّذِي

سَتَنَالُ عِنْدَ قِيَامِهِ آرَابَهَا

قدْ كَدَّرَتْ مِنهَا الْمَشَارِبَ عُصْبةٌ

جَعَلَ الإلَهُ مَنَ السَّرَابِ شَرَابَهَا

يَا مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يَقُوْمَ مُهَنِّئاً

إنْهَضْ بَلَغْتَ مَنَ الأُمُوْرِ صَوَابَهَا

وَأَشِرْ إلَى مَنْ لا تُشِيرُ يَدُ العُلَى

لسِواهُ إنْ هِىَ عَدَّدَتْ أًرْبَابَهَا

____________________

١- استهلَّ الصبيُّ بالبُكاء: رفع صوتَه وصاح عند الوِلادة (ينظر: لسان العرب: ١١/٧٠١ مادة هلل).

٢- في (ب) و(ج): التي.

٣- انْتَضى السيف من غِمْدِه وانْتَضَلهَ بمعنى واحد: أي استخرجه (ينظر: لسان العرب: ١١/٦٦٥ مادة نضل)، الطُّلى: الأَعْناق (ينظر: لسان العرب: ١٥/١٣ مادة طلي).

- مُحتلِب الطلى: تورية عن السيف فهو يحتلب منها الدماء.

٤- الشَّعابُ : جمع الشِعْبِ وهو ما انْفَرَجَ بينَ جبلين (ينظر: لسان العرب: ١/٤٩٩ مادة شعب).

٥- التَّرَةُ: الذَّحْلُ (ينظر: لسان العرب : ٥/٢٧٤ مادة وتر).

٦- حَدَرَ الشيءَ: حَطَّهُ من عُلْوٍ إلى سُفْل (ينظر: لسان العرب :٤/١٧٢ مادة حدر).

٧- النِّقابُ: القِناع (ينظر: لسانِّ العرب: ١/٧٦٨ مادة نقب).

٤٣

هُوَ ذَلِكَ (الْحَسَنُ)(١) الزَّكِيُّ الْمُجْتَبَى

مَنْ سَادَ (هَاشِمَ)(٢) شِيْبَهَا وَشَبَابَهَا

جَمَعَ الإلَهُ بهِ مَزَايَا مَجْدِهَا

وَلَهَا أَعَادَ بعَصْرِهِ أَحْقَابَهَا

نُشِرَتْ بمَنْ قَدْ ضَمَّ طَيُّ رِدَائِهِ

أَطْهَارَهَا ، أَطْيَابَهَا ، أَنْجَابَهَا

وَلَهُ مَآثِرُ لَيْسَ تُحْصَى لوْ غَدَتْ

للحشرِ أَمْلاكُ السَّمَا كُتَّابَهَا

أَنَّى وَهُنَّ مَآثرٌ نَبَوِيَّةٌ

كُلُّ الْخَلائِقِ لا تُطِيْقُ حِسَابَهَا

ذَاكَ الَّذِي طَلَبَ السَّمَاءَ بجِدِّهِ

وَبمَجْدِهِ حَتَّى ارْتقَى أَسْبَابَهَا

مَا الْعِلْمُ مُنْتَحَلٌ لَدِيْهِ وَإِنَّمَا

وَرِثَ النُّبُوَّةَ وَحيَهَا وَكِتَابَهَا

يَا مَنْ يَريشُ سِهامَ فِكْرَتِهِ النُّهَى

فَلأَيِّ شَاكِلَةٍ(٣) أَرَادَ أَصَابَهَا

وَلَدَتْكَ أُمُّ الْمُكْرُمَاتِ مُبرَّءاً

مِمَّا يُشِيْنُ مِنَ الكِرَامِ جَنَابَهَا

وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْي الإمَامَةِ عِلمَهَا

مُتَجَلْبباً فِي حِجْرِهَا جِلبَابَهَا

وَبنُوْرِ عِصْمَتِهَا فُطِمْتَ فَلَمْ تَرِثْ

حَتَّى بأَمْرِ اللهِ نُبْتَ مَنَابَهَا

فَالْيَوْمَ أًعْمَالُ الخَلائِقِ(٤) عِنْدَكُمْ

وَ غَداً تَلُونَ(٥) ثَوَابَهَا وعِقَابَهَا

وَإلَيْكُمُ جَعلَ الإلَهُ إيَابَهَا

وَعَلَيْكُمُ يَوْمَ الْمَعَادِ حِسَابَهَا

يَا مَنْ لَهُ انْتَهَتِ الزَّعَامَةُ فِي العُلَى

فَغَدا يَرُوْضُ مِنَ الأُمُوْرِ صِعَابَهَا

لَوْ لامَسَتْ يَدُكَ الصُّخُورَ لَفَجَّرَتْ

بالْمَاءِ مِنْ صُمِّ الصُّخُورِ صِلابَهَا

وَرَعَى ذِمَامَ الأَجْنَبينَ كَمَا رَعَى

لِبَنِي أَرُوْمَةِ مَجْدِهِ أَنْسَابَهَا

____________________

١- ممدوح الشاعر السيد مرزا حسن الشيرازي (قدس‌سره ).

٢- هاشم: أي بنو هاشم.

٣- راشَ السهمَ: ركَب عليه الرِّيشِ ( ينظر: لسان العرب : ٦/٣٠٨ مادة ريش)، الشاكلة: الخاصرة (ينظر : لسان العرب: ١١/٣٦٠ مادة شكل).

٤- قي (د): الخلايق.

٥- تلون :من الولاية ، فالولي هو المتولي للأمور والقائم بها (ينظر : لسان العرب: ١٥/٤٠٦ مادة ولي).

٤٤

رُقْتَ(١) الأَنَامَ طَبَائعاً وَصَنَائعاً

بهِمَا مَلَكتَ قلوبَهَا وَرِقَابَهَا

وَجَدَتكَ أَبْسَطَ فِي الْمَكَارِمِ رَاحَةً(٢)

بَيْضَاءَ يَسْتَسْقي السَّحَابُ سَحَابَهَا

وَرَأَتْكَ أَنْوَرَ فِي الْمَعَالِي طَلْعَةً

غَرَّاءَ لَمْ تَنُبِ النُّجُومُ مَنابَهَا

للهِ دَارُك إنَّهَا قِبَلُ(٣) الثَّنَا

وَبهَا الْمَدَائحُ أَثْبَتَتْ مِحْرَابَهَا

هِيَ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ إلَّا أَنَّهَا

رِضْوَانُ بشْرِكَ فَاتِحٌ أَبْوَابَهَا

فأَقِمْ كَمَا اشْتَهَتِ الشَّرِيْعَةُ خَالِداً

تَطْوِي بنَشْرِكَ لِلْهُدَى أَحْقَابَهَا

٦- وقال يمدح الإمام ‌أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‌السلام )(٤) :

[ من الوافر والقافية من المتواتر]

أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَغِثْ صَرِيْخاً

أَلَمَّ بجَنْبِ قَبْرِكَ مُسْتَغِيْثا

أَتَاكَ يَحُثُّ ناجِيَةَ(٥) الْمَطَايَا

وَصَرْفُ الدَّهْرِ(٦) يَطْلُبُهُ حَثِيْثَا(٧)

____________________

١- رُقتَ الأنام : أعجبتهم ، من الرَّوْقُ وهو الإِعْجاب (ينظر:لسان العرب: ١٠/١٣٤ مادة روق).

٢- الراحة: باطن الكف ،أبسط راحة أي أكثر عطاءً.

٣- قِبَل : جمع قبلة.

٤- التخريج: العقد المفصل : ١/٣٤٢

٥- في (ب): ناخية.

- الناجية: السريعة(ينظر: لسان العرب:١٥/٣٠٦ مادة نجا).

٦- صَرْفُ الدَّهْرِ: حِدْثانُه ونَوائبُه (ينظر: لسان العرب: ٩/١٩٠ مادة صرف).

٧- الحَثُّ: الإعْجَالُ (ينظر: لسان العرب: ٢/١٢٩ مادة حثث).

٤٥

٧- وقال يمدح الإمام الحسين (عليه‌السلام )(١) (٢) :

[من الطويل والقافية من المتدارك]

أَلا يَا (أبَا السَّجَادِ) (ع) إنَّ بَوَارِقاً

لِسُحْبِ نَدَاكَ الْعَذْبِ شُمْتُ التِمَاحَهَا(٣)

مَخَايلُ(٤) صِدْقٍ مِنْكَ بالنُّجْحِ بَشَّرَتْ

أَمَانِيَّ نَفْسٍ جِئْتُ أَرْجُو نَجَاحَهَا

____________________

١- التخريج : العقد المفصل: ١/٢٦٣.

٢- لم تثبت في (أ) ولا في (ب).

٣- السجاد: هو الإمام علي بن الحسين بن علي (عليهم‌السلام ) زين العابدين وسيد المتهجدين و امام المؤمنين وأبو الأئمة المعصومين ، حليف القرآن ، حبيب الرحمن، صالح أهل بيت الخير، رفيق الملائكة، يكنى بابي محمد، بقي مع جده أمير المؤمنين علي (عليه‌السلام ) سنتين ومع عمه الحسن (عليه‌السلام ) عشر سنين و مع أبيه (عليه‌السلام ) عشر سنين و بقي بعد استشهاد أبيه في الطف خمسا وثلثين سنة، شهد كربلاء ولكنه كان مريضاً فنجى من القتل وأخذ أسيراً إلى الشام مع السبايا مقيداً بالحديد توفي في المدينة المنورة سنة ٩٥ه.

ينظر: ألقاب الرسول وعترته (المجموعة):٥١

- التمح من لَمَح: أي نَظر أو اختلس النظِر و(ينظر: لسان العرب: مادة لمح ٢/٥٨٤)

٤- خالَ الشيءَ يَخالُ: ظنَّ، المـَخالة والمـَخِيلة:الظن ( ينظر: لسان العرب: مادة خيل ١١/٢٢٦)

٤٦

٨- وقال بمناسبة تعمير صحن الإماميين الكاظميين (عليهما‌السلام )(١) ، ويمدح الباذل لتعميره(٢) ، والمتولِّي ، والعلَّامة الشيخ محمد حسن آل ياسين عام ١٢٩٨ ه:

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

حُزْتَ (بالكَاظِمَيْنِ)(ع) شَأْناً كَبيْرَا(٣)

فَابْقَ يَا صَحْنُ(٤) آهِلاً مَعمُوْرَا

فَوْقَ هَذَا البَهَاءِ تُكْسَى بَهَاءً

وَلِهَذِي الأَنْوَارِ تَزْدَادُ نُوْرَا

إنَّمَا أَنْتَ جَنَّةٌ ضَرَبَ الْلَـ

ـهُ عَلَيْهَا كَجَنَّةِ الخُلْدِ سُوْرَا

إنْ تَكُنْ فُجِّرَتْ بهَاتِيْكَ عَينٌ

وَبهَا يَشْرَبُ العِبَادُ نَمِيْرَا(٥)

فَلَكَمْ فِيْكَ مِنْ عُيونٍ وَلَكِنْ

فُجِّرَتْ مِنْ حَوَاسِدٍ تَفْجِيْرَا؟

فَاخَرَتْ أَرضُكَ السَّماءَ وَقَالَتْ:

إنْ يَكُنْ مَفْخَرٌ فَمِنِّي اسْتُعِيرَا

أَتُباهِينَ بـ (الضُراحِ)(٦) وعندي

مَنْ غَدَا فِيهمَا الضُراحُ فَخُورَا

____________________

١- التخريج: موسوعة المصطفى والعترة: ١١/٤٨٢ الأبيات: (١-٢٧ ،٧٢-٧٥)،ديوان السيد حيدر الحلي لناشرة محمد رضا الكتبي: ٨١-٨٢ الأبيات (١-٣٠) وفيها : البيت (٢٢) فيه: بل اراه، والبيت (٢٥) فيه : كيف تجيري.

٢- هو الحاج فرهاد ميرزا ابن نائب السلطنة عباس ميرزا بن السلطان فتح علي شاه ، نشأ على أبيه وحاز على شهرة في حياته بالعلم والأدب ،له آثار مهمة في العمران أهمها تشييده للصحن الكاظمي وذلك في عام ١٢٩٧ ه وآثار أدبية طبع أكثرها على الحجر بإيران، وله مقالات علمية و أدبية، توفى بطهران عام ١٣٠٥ ه وحمل جثمانةإلى الكاظمين فدفن في المقبرة التي بناها في حياته.

ينظر: أعيان الشيعة: ٨/٣٩٧

٣- في (أ): الكاظميين.

٤- الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدار (ينظر: لسان العرب: ١٣/٢٤٤ مادة صحن)

٥- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) (الإنسان/٦)

٦- الضُّراحُ: بيت في السماء مُقابلُ الكعبة في الأَرض قيل هو البيت المعمور.(ينظر:لسان العرب:٢/٥٢٧ مادة ضرح)

٤٧

بمَصَابيْحِيَ اسْتَضِيئِي(١) فَمِنْ شَمْـ

ـسِيَ يَبْدُوْ(٢) فِيْكِ الصَّبَاحُ سَفُورَا(٣)

وَلِبَيْتِيَ الْمَعْمُوْرِ رَبَّا(٤) مُعَالٍ

شَرَّفا بَيْتَ ربِّكِ الْمَعْمُورَا

لَكِ فَخْرُ الَمحَارةِ انْفلَقَتْ عَنْ

دُرَّتِينِ(٥) استَقَلَّتا الشَّمسَ نُورَا

وَهُمَا قُبِّتَانِ لَيْسَتْ لِكِلٍّ

مِنْهُمَا قُبَّةُ السَّمَاءِ نَظِيرَا

صَاغَ كِلتَيْهِمَا بقُدْرَتِهِ الصَّا

ئِغُ مِنْ نُورِهِ وَقَالَ : أَنِيرَا

حَوْلَ كُلٍ مَنارَتانِ مِنَ التِّبْـ

ـرِ يُجَلِّي سَنَاهُمَا الدَّيْجُورَا(٦)

كَبُرَتْ كُلُّ قُبَّةٍ بهمَا شَأْ

ناً فَأَبْدَتْ عَليهِمَا التَّكبيرَا

فَغَدَتْ ذاتَ منظرٍ لكِ تَحْكِي

فيهِ عَذراءَ تَسْتَخِفُّ الوَقُوْرَا

كَعَرُوسٍ بَدَتْ بقِرطَيْ نُضَارٍ(٧)

فَمَلَتْ قَلْبَ مُجْتَليهَا سُرُورَا

بُورِكَتْ مِنْ مَنَائِرٍ قَدْ أُقِيمَتْ

عُمَداً تَحْمِلُ العَظِيمَ الخَطِيرَا

رَفَعَتْ قُبَّةَ الوُجُودِ وَلَولا

مُمْسِكَاهَا لآذَنَتْ أَنْ تُمورَا(٨)

____________________

١- في (ب)و(د) استضيئ.

- الشاعر يورِّي عن ضريحي الإمامين الكاظمين.

٢- في(أ): يبدي

٣- السَفور: من السُّفُور: وهو كشف النِقاب، من ذلك يقال للمرأة سافِرٌ وهُنَّ سَوافِرُ.

(ينظر: لسان العرب : ٤/٣٧٠ مادة سفر)

٤- في (أ)و(ب)و(د): (ولبيتي المعمور رباً).

- الشاعر يشير للإمام موسى بن جعفر (عليه‌السلام ).

٥- يشبِّه الشاعر قبتي الإمامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد (عليهما‌السلام ) بالدرتين في صدفة مفلوقة.

٦- التبر: الذهب، الدَّيْجُورُ: الظُّلْمَةُ (ينظر: لسان العرب: ٤/٢٧٨ مادة دجر)

٧- في (ب): نظار.

- النُّضار: الخالص من جوهر التبر(ينظر: لسان العرب: ٥/٢١٤ مادة نضر)

٨- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً ) (الطور/٩).

- الشاعر يشير إلى الإمامين الجوادين سلام الله عليهما عندما يقول :لولا ممسكاها.

- مار :تكفأ(ينظر: لسان العرب: ٥/١٨٦ مادة مور).

٤٨

يَا لَكَ اللهُ مَا أَجَلَّكَ صَحْناً

وَكَفَى بالجَلال فِيْكَ خَفِيْرَا(١)

حَرَمٌ آمِنٌ بهِ أَودَعَ اللـ

ـهُ تَعَالَى حِجَابَهُ الْمَسْتُوْرَا

طِبْتَ، إمَّا ثَرَاكَ مِسك، ‌ٌوإمَّا

عَبَقُ الْمِسْكِ مِنْ شَذَاهُ(٢) اسْتُعِيْرَا

بَلْ أَرَاهَا كَافُورَةً(٣) حَمَلَتهَا الرْ

رِيحُ خِلديَّةً(٤) فَطابَتْ مَسِيْرَا

كُلَّمَا مَرَّتِ الصَّبَا عَرَّفَتْنَا

أَنَّهَا جَدَّدَتْ عَلَيكَ الْمُرُوْرَا

أَيْنَ مِنهَا عِطرُ الإمَامَةِ لَوْلا

أَنَّهَا قَبَّلَتْ ثَرَاكَ العَطِيْرَا(٥)

كَيْفَ تَحْبيْرِيَ الثَّنَاءَ فَقْلْ لِي

أَنْتَ مَاذَا ؟، لأُحْسِنَ التَّحْبيْرَا(٦)

صَحْنُ دَارٍ أَمْ دَارَةٌ(٧) نَيِّراهَا(٨)

بهِمَا الكَوْنُ قَدْ غَدَا مُسْتنيْرَا

إنْ أَقُلْ : أَرْضُكَ الأَثِيْرُ ثَرَاهَا

مَا أَرَانِي مَدَحْتُ إلَّا الأَثِيْرَا

أَنتَ طُوْرُ النُّوْرِ(٩) الَّذِي مُذْ تَجَلّى

لـ(ابْنِ عِمْرَانَ) (ع) دَكَ ذَاكَ الطُّوْرَا

أَنْتَ بَيْتٌ برَفْعِهِ أَذِنَ اللـ

ـه (لِفَرهَادَ) فَاسْتَهَلَّ سُرُوْرَا

____________________

١- الخَفِيرُ :المجير، الحامي.( ينظر: لسان العرب:٤/٢٥٤ مادة خفر).

٢- في (ب): من ثراه.

- الضمير يعود على الثرى.

٣- في (ب): بل أراه.

- الكافورة: وعاء طلع النخيل( ينظر: لسان العرب:٥/١٤٩ مادة كفر).

٤- الخِلَدة: جماعة الحلى.

٥- رَجلٌ عَطِرٌ وامرأَة عَطِرة: إِذا كانا طَيّبَيْ رِيحِ الجِرْم وإِن لم يَتَعَطَّرا (ينظر: لسان العرب: ٤/٥٨٢ مادة عطر).

- الكلام فيه تقديم وتأخير اضطراراً ، الشاعر يريد أن يقول أين عطر ريح الصبا من عطر الإمامة لولا أن الصبا مرّت بالصحن فطابت و تطيبت واصبحت معطرة بعطر الإمامة.

٦- التَّحْبيرِ: تحُسْينِ الخَطِّ والمـَنْطِق (ينظر: لسان العرب: ٤/١٥٧ مادة حبر).

٧- الدَّارَةُ: دَارَةُ القمرَ التي حوله وَهي الهَالَةُ (ينظر: لسان العرب: ٤/٢٩٦ دور).

٨- النيران:كناية عن الإمامين موسى بن جعفر وحفيده محمد الجواد (عليهما‌السلام ).

٩- الطُّورُ: الجبلُ (ينظر: لسان العرب: ٤/٥٠٨ مادة طور).

٤٩

وَغَدَا رَافِعاً قَوَاعِدَ بَيْتٍ

طَهَّرَ اللهُ أَهْلَهُ تَطْهيْرَا(١)

خَيْرُ صَرْحٍ عَلَى يَدَيْ خَيْرِ مَلْكٍ

قَدَّرَ اللهُ صُنْعَهُ تَقْدِيْرَا

تِلْكَ (ذَاتُ العِمَادِ)(٢) لَوْ طَاوَلَتْهُ

خَرَّ(٣) منهَا ذَاكَ الْعِمَادُ كَسِيْرَا

أَوْ رَأَى هَذِهِ الْمَبَانِيَ (كِسْرَى)

لَرَأَى مَا ابْتَنَاهُ قِدْماً حَقِيْرَا

وَلَنَادَى مُهَنِّئاً كُلَّ مَنْ جَا

ءَ مِنَ الفُرْسِ أَوَّلاً وَأَخِيْرَا

قائلاً : حَسْبُكُمْ بـ(فَرْهَادَ) فَخْراً

لا تَعِدُّوا (بَهْرَامَ) أَو (سَابُورَا)(٤)

قَدْ أَقرَّ العُيُوْنِ مِنْكَ بصُنْعٍ

عادَ طَرْفُ الإسْلامِ فِيْهِ قَرِيْرَا

وَبهَذَا البنَا لَكُمْ شَادَ مَجْداً

لمْ يَزَلْ فَيْهِ ذِكْرُكُمْ مَنْشُورَا

وَبعَصْرٍ سُلطَانِهِ (نَاصِرِ الدِّيْـ(٥)

ـنِ) فَأَخْلَقْ بأَنْ يُباهي العُصُورَا(٦)

____________________

١- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً ) (الأحزاب/٣٣).

٢- ذات العماد : قيل إنها مدينة إرم، فعلى هذا يكون التقدير بعاد صاحب إرم ثم اختلف فيها ، فمنهم من قال: هي أرض كانت واندرست، فهي لاتعرف. ومنهم من قال: هي الإسكندرية ، وأكثرهم يقولون : هي دمشق ، وروى آخرون أنها باليمن بين حضر موت وصنعاء من بناء شداد بن عاد.

ينظر: معجم البلدان: ١/١٥٥-١٥٧

٣- في (ب): حزَّ

٤- بهرام وسابور من ملوك فارس.

ينظر: كتاب المحبر: ٣٦٩، وتاريخ ابن خلدون:٢/١٧٤

٥- في (ب): بعد سلطانه - فراغ إلى نهاية الصدر-

٦ - هو السلطان ناصر الدين أحمد شاه ابن السلطان محمد شاه ابن نائب السلطنة عباس ميرزا بن السلطان فتح علي شاه القاجري ، توج بعد وفاة أبيه سنة ١٢٦٤ه أغتيل سنة ١٣١٣ ه داخل حضرة الشاه عبد العظيم ودفن فيها وله مزار معروف،له آثار أدبية منها ديوان شعر.

ينظر: النسخة (د) ١/٣٧ ، ومستدرك الوسائل: ١/٤٣

٥٠

قَدْ حَمَى حَوْزَةَ الهُدَى فِيْهِ رَبٌّ

قَالَ : كُنْ أَنْتَ سَيْفَهُ الْمَنصُوْرَا

مَلِكٌ عَنْ أَبٍ وَعَنْ حَدِّ سَيفٍ،

وَرِثَ المـُلْكَ تاجَهُ والسَّريرَا

تُحْسِنُ الشَّمسُ أَنْ تَشَبَّهَ فِيْهِ(١)

لَوْ أَنَارَتْ عَشِيَّةً أَوْ بُكُورَا

يَا مُقِيْلَ العِثَارِ تُهْنِيْكَ بُشْرَىً

تَرَكَتْ جُدَّ(٢) حَاسِدِيْكَ عَثُورَا

مَنْ رَأَى قَبْلَ ذَا كَعَمِّكَ عَمّاً

لَيْسَ تُغْنِي الْمُلُوْكُ عَنْهُ نَقِيْرَا

وَسِعَتْ رَاحَتَاهُ أَيَّامَ عَصْرٍ

لَمْ يَلِدْنَ الإنْسَانَ إلَّا قَتُورَا(٣)

بَثَّ أَكْرُوْمَةً(٤) تُرِيْكَ الْمَعَالِيْ

ضَاحِكَاتِ الوُجُوْهِ تَجْلُو الثُّغُورَا

ذَخَرَ الفَوزَ فِي مَبَانٍ أَرَتْنَا

أنَّهُ كَانَ كَنْزَهَا الْمَذْخُورَا

وَنَظَرنَا فِي بَذلهِ فَهَتفنَا :

هَكَذا تَبْذِلُ الملوكُ الخَطِيْرَا

قَدْ كَسَى هَذِهِ الْمَقَاصِرَ(٥) وَشياً(٦)

فَسَيُكْسَى وَشْياً وَيَحْيَى قُصُورَا(٧)

صَاحِ والطُّورِ وَهْوَذَا وَكِتَابٍ

فَوْقَ جُدْرَانِهِ بَدَا(٨) مَسْطُورَا(٩)

إنَّمَا الرِّقُّ مُهرَقٌ ، خُطَّ وَصْفِي

ذَا البنا فِيْهِ، فَاغْتَدَى مَنْشُورَا(١٠)

____________________

١- يضطر الشاعر أحياناً إلى استبدال كلمة بكلمة أخرى، فهنا قال الشاعر (فيه) يريد (به). ينظر ضرائر الشعر:٢٣٣.

٢- الجُدُّ والجَدَّةُ: الطريق والجمع الجُدَدُ (ينظر: لسان العرب:٣/١٠٨ مادة جدد).

٣- القَتُورُ: البَخيِلُ (ينظر: لسان العرب:٥/٧١ مادة قتر).

٤- الأُكْرُومة: المـَكْرُمِةُ (ينظر: لسان العرب: ٢/٥١٣ مادة كرم).

٥- المقاصر: جمع المـَقْصُورَةُ ، وهي كل ناحية الدار الواسعة المـُحَصَّنة الحيطان وجمعها مَقاصِرُ ومقاصير (ينظر :لسان العرب: ٥/١٠٠ مادة قصر).

٦- الوَشْيُ: من الثياب (ينظر : لسان العرب: ١٥/٣٩٢ مادة وشي).

٧- قصر المجد: معدنه، والجمع قصور( ينظر : لسان العرب: ٥/١٠٤ مادة قصر).

٨- في (ب): يدا.

٩- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَ الطُّورِ * وَ کِتَابٍ مَسْطُورٍ ) (الطور/١-٢).

يشير بذلك إلى الآيات القرآنية الكريمة التي زينت جدَران الضريح المقدس.

١٠- الشاعر يقتبس من قوله تعالى :( فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ) (الطور/٣) ، المـُهْرَقُ: الصحيفة البيضاء يكتب فيها (ينظر: لسان العرب: ١٠/٣٦٨ مادة هرق).

٥١

لَكَ فِي دَفتَيهِ سِحْرٌ ، وَلِكِنْ

خَطُّهُ مُذْ بَرَى(١) البَليْغَ زَبُوْرَا(٢)

فَارْوِ عَنِّي سَحَّارةَ الحُسْنِ واحْذَرْ

لافْتِتَانٍ بسِحْرِهَا أَنْ تَطِيْرَا

وَتَحَدَّثْ بفَضْلِ (فَرهَادَ) وَانْظُرْ

كَيْفَ مِنهُ نَشَرْتَ رَوْضاً نَضِيْرَا(٣)

مُسْتَشَارٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ وَلَكِنْ

لِسِوى السَّيفِ لَمْ يَكُنْ مُسْتَشِيرَا

في حُجُورِ(٤) الحُرُوبِ شَبَّ وَكَانَتْ

أَظْهُرُ الصَّافِنَاتِ(٥) تِلكَ الحُجُورَا

قدْ حَبَا(٦) فِي الْمَلا فَكَانَ غَمَاماً(٧)

واحْتَبَى(٨) فِي العُلَى فَكَانَ ثَبيرَا(٩)

مُلِئَتْ بُردَتاهُ عِلماً وَحِلْماً

وَحِجىً رَاسِخاً وُجُوْداً غَزِيرَا(١٠)

لا تَقِسْ جُوْدَ كَفِّهِ بالْغَوَادِي(١١)

كَمْ عَلَيهِ تَطَفَّلَتْ كَيْ تَمِيرَا(١٢)

____________________

١- في (ب): مز يرى.

- بَرَى من البَري، وهو بري القلم بالمبراة.

٢- الزَّبُورُ: الكتاب، المـِزْبَرُ: القلم (ينظر: لسان العرب: ٤/٣١٥ مادة زبر)

- الشاعر يستعمل الزبور بمحل المزبر اضطراراً. ينظر: ضرائر الشعر: ٢٣٩

٣- في (أ)و(ب): نظيرا.

٤- الحُجُورُ: جمع حَجَرُ، يقال حَجْرُ المرأَة وحِجْرُها: حِضْنُها (ينظر: لسان العرب: ٤/١٦٧ مادة حجر).

٥- الصافنات: التي تقف على ثلاثة وتثني سنبكها الرابع (ينظر: لسان العرب: ١٣/٢٤٨ مادة صفن).

٦- حبا: من الحِباءُ، وهو العَطاء بلا مَنٍّ ولا جَزاءٍ (ينظر: لسان العرب: ١٤/١٦٢ مادة حبا).

٧- الغَمام: جمع الغَمامة وهي السحابة، تورية عن كرمه.

٨- يقال احْتَبَى الرجل بثوبه: هو الاشتمالُ والاسم الحِبْوَة (ينظر: لسان العرب: ١٤/١٦٠ مادة حبا).

٩- ثبير: من أعظم جبال مكة، بينها وبين عرفة، سمي ثبيرا برجل من هذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به.

معجم البلدان : ٢/٧٣

البيت فيه جناس مطلق بين حبا واحتبا. ينظر: أنوار الربيع: ٢٨، وجناس لا حق ما بين ينظر: مفتاحٍ العلوم: ٥٤٠

١٠- وهذا البيت كذلك فيه جناس مضارع ذلك بين علماً وحلماً فالعين والحاء مخرجهما واحد وهو أوسط الحلق.

ينظر :الإيضاح في علوم البلاغة: ١/٣٥٧.

١١- الغَوادي: جمع الغاديةٍ وهي السحابة التي تأْتي غُدْوَة (ينظر: لسان العرب: ١٥/١١٨ مادة غدا).

١٢- في (ب) و(د): حصل تبادل في الأعجاز بين هذا البيت والذي بعده.=

٥٢

بلْ مِنَ البَحْرِ تَسْتَمِدُّ الغَوَادي

ونَدَى كَفِّهِ يَمُدُّ البُحُورَا

قَلَّ فِي عَصْرِنا الْكِرَامُ وَفِي (فَرْ

هَادَ) ذَاكَ الْقَلِيْلُ صَارَ كَثِيْرَا

كَمْ رِقَابٍ أَرَقَّهَا(١) وَرِقَابٍ

حَرَّرَتهَا هِبَاتُهُ تَحْرِيْرَا

إنْ رَأَينَا نَهرَ الْمَجَرَّةِ قِدماً

عَبَرَتهُ (الشِّعْرَى)(٢) وكَانَ صَغِيرَا

فَهِيَ اليومَ دُونَهُ وَقَفَتْ مِنْ

دونِ بَحْرٍ فَلا تُسَمَّى الْعُبُورَا

فَرَشَ النَّيِّرَينِ كَفُّ (الثُّرَيَّا)

فِي سِمَاطَيْ نَادِيْ عُلاهُ وثِيرَا(٣)

وَعَلَيهِ اتَكَا بأَعْلَى رِوَاقٍ(٤)

تَخَذَ الْمَكْرُمَاتِ فِيهِ سَمِيرَا

وَغَدَا باسِطاً بهِ كَفَّ جُوْدٍ

نَشَرَتْ مَيِّتَ النَّدَى الْمَقْبُورَا

وَدعَا: يَا رَجَاءُ هَاكَ بَنَانِي

فاحْتَلِبهَا لَبُوْنَ جُوْدٍ دَرُوْرَا(٥)

وَتَشَطَّرْ ضُرُوْعَهَا حَافِلاتٍ

لا ثَلوْتاً ولا نَزُوراً شَطُوْرَا(٦)

____________________

= المِيرَةُ: الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان (ينظر: لسانِ العرب: ٥/١٨٨ مادة مير).

١- الرِّقُّ: المِلك والعُبودِيَّةَ ورَقَّ صار في رِق( ينظر: لسان العرب: ١٠/١٢٣ مادة رقق). يريد الشاعر ان رقاب الناس تخضع لممدوحه لعظم كرمه، وكم من مملوك حرره من العبودية ببذله وعطائه وكرمه.

٢- الشعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له المِرْزَمُ، يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ وطلوعه في شدّة الحرّ، قالت العرب: إن الشعِرى العَبور قطعت المجَرَّةَ فسميت عَبُورا، وقد عبد الشعرى طائفة من العرب فقال تعالَى:( وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ) (النجم/٤٩).

٣- النَّيِّران: الشمس والقمر (ينظر: لسان العرب:٤/٣٣٣ مادة زهر)، سِماطي الطريق: أَي جانِبَيْه (ينظر: تاج العروس: ١٠/٢٩٨ مادة سمط)، الوَثيرُ: الفِراشُ الوَطِيءُ (ينظر: لسان العرب: ٥/٢٧٨ مادة وثر).

٤- الرِّواقُ: سَقفٌ في مقدَّم البيت ( ينظر: لسان العرب: ١٠/١٣٣ مادة روق).

٥- اللبُونُ من الشاءِ والإبل: ذاتُ اللَّبَنِ (ينظر: لسان العرب: ١٣/٣٧٣ مادة لبن)، الدُرُور: كثيرة اللبن.

٦- ضَرْع حافِل: أَي ممتلئ لبناً (ينظر: لسان العرب:١١/١٥٧ مادة حفل)، الثلوث من الإبل: التي أصاب أحد أخلافها شيء فيبس (ينظر: لسان العرب: ٢/١٢٤ مادة ثلث)، والشَّطُورُ التي يَبَسَ خِلْفان من أَخلافها (ينظر: لسان العرب: ٤/٤٠٧ مادة شطر)، النَّزور: القليلة اللبن( ينظر: لَسان العرب: ٥/٢٠٤ مادة نزر).

٥٣

وأَتِرْ(١) غَيَرهَا، فَتِلْكَ زَبُوْنٌ

تَدَعُ القَعْبَ فِي يَديكَ كَسِيْرَا

وَعَلَى العَصْبِ لا تَدُرُّ فَأَوْلَى

لو جَعَلتَ العِصَابَ عَضْباً طَرِيرَا(٢)

سَعْدُ قَرِّطْ(٣) مَسَامِعَ الدَّهْرِ انْشَا

دَكَ تُسْمِعْ مَنْ شِئْتَ حَتّى الصُّخُورَا

وَعَلَى (بَلْدَةِ الجَوَادِيْنِ(ع) )(٤) عَرِّجْ

بالقَوَافِي مُهَنِّئاً وَبَشِيرَا

قُلْ لَهَا لا بَرِحْتِ فِرْدَوْسَ أُنْسٍ

فِيْكِ تَلْقَى النَّاسُ الهَنَا والْحُبُوْرَا

مَا نَزَلْنَا حِمَاكِ إلَّا وَجَدنَاً

بَلَداً طَيِّباً وَرَبّاً غَفُورَا(٥)

وَإمَامَيْنِ يُنْقِذَانِ مِنَ النَّا

رِ لِمَنْ فيهمَا غَدَا مُسْتَجِيرَا

وَعَليماً غَدَا أَباً لِبَنِي العِلْـ

ـمِ وَأَكْرِمْ بهِ أَبيّاً غَيُورَا

وَأَغَرّاً أَذيَالُ تَقواهُ للنَّا

سِ نَفَضْنَ الدُّنيا وَكَانَتْ غَرُورَا

كَمْ بَسَطنَ(٦) الخُطُوبَ أَيْدٍ أَرَتْنَا

أَخْذَلَ الناسِ مَنْ أَعَدَّ نَصِيْرَا

____________________

١- في (أ) و(ب) و(د): واترك غيرها.

أَتِر: أتر شئ أي أرخى شئ من امتلاء الجوف( ينظر: لسان العرب: مادة ترر٤/٩١)، وهو بمعنى: احلب غيرها، ناقة زَبُونٌ: تضرب حالبها وتدفعه، وقيل هي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها (ينظر: لسان العرب: ١٣/١٩٤ مادة زبن)، القَعْبُ: القَدَح الضَّخْمُ الغلِيظُ الجافي (ينظر: لسان العرب: ١/٦٨٣ مادة قعب).

٢- الَصُوبُ: الناقةُ التي لا تَدِرُّ حتى يُعْصَبَ فَخِذاها، أَي يُشَدَّا بالعِصابة و العِصابُ: ما عَصَبَها به. (ينظر: لسان العرب: ١/٦٠٣ مادة عصب)، العَضْبُ: السيفُ القاطع، و سَيْفٌ عَضْبٌ قاطع (ينظر: لسان العرب: ١/٦٠٩ مادة عضب)، الطرير: القاطع.

٣- قَرِّطْ: من القُرْطُ وهو نوع من حُلِيِّ الأُذُن معروف (ينظر : لسان العرب: ٧/٣٧٤ مادة قرط).

٤- بلدة الجوادين : الكاظمية المقدسة وفيها ضريحي الإمامين موسى بن جعفر و محمد الجواد بن علي بن موسى (عليهما‌السلام ).

٥- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ ) (سبأ/١٥).

٦- في (د): كم بسطنا.

٥٤

وَطَواهَا (مُحَمَّدُ الحَسَنُ)(١) الفِعْلِ

فَلا زَالَ فَضْلُهُ مَشْهُورَا(٢)

فَهْوَ فِي الحَقِّ شَيخُ طَائِفَةِ الْحَقْـ

ـقِ ومَنْ قَالَ غَيرَ ذَا قَالَ زُوْرَا

طِبْتِ أَهْلاً وَتُرْبَةً وهواءً

كَمْ نَشَقْنَا بجَوِّهِ كَافُورَا

قدْ حَمَاكِ (المهديُّ)(٣) عَنْ أَنْ تُضَامِي

وَكَفَاكِ المـَخْشِيَّ والْمَحْذْورَا(٤)

وَمِنْ الأَمْنِ مَدَّ فَوْقِكِ ظِلاً

وَمِنَ الْفَخْرِ قَدْ كَسَاكِ حَبيرَا(٥)

مَنْ يُسَامِي عُلاهُ شَيخاً كَبيراً

وَلَهُ دَانَتِ القُرُومُ صَغِيرَا

لَمْ نَجِدْ ثانياً لَهُ(٦) كَانَ بالفَخْـ

ـرِ خَلِيقاً وبالثَّناءِ جَدِيرَا

غيرَ (عبدِ الهادي)(٧) أَخِيهِ أَخِي السْـ

ـسَيفِ مَقَالاً فَصْلاً وَعَزْماً مُبيرَا(٨)

وَأَخِي الشَّمسِ طلعةً تُبْهِتُ الشَّمـْ

ـسَ إذَا وَجْهَهُ اسْتَهَلَّ مُنِيْرَا

وَأَخِي الغَيثِ راحةً تُخْجِلُ الـْ

ـغَيثَ ولو سَاجَلَتْهُ نوءً غَزِيرَا(٩)

قَمَرا سُؤدَدٍ وَفَرْعا مَعَالٍ

أَثمَرَا أَنْجُماً زَهَتْ وَبُدُوْرَا

____________________

١- العلَّامة الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي (ت ١٣٠٨ ه). عالم جليل فقيه متبحِّر ثقة ورع أنموذج السلف حسن التحرير جيد التقرير متضلِّع في الفقه و الأصول خبير بالحديث و الرجال. كان المرجع لأهل بغداد و نواحيها و أكثر البلاد في التقليد، انتهت اليه الرآسه الدينية في العراق بعد وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري، بالكاظمية و نقل نعشه حفيده الشيخ عبد الحسين إلى النجف و دفنه في مقبرتهم التي في دارهم المعروفة.

ينظر: أعيان الشيعة : ٩/١٧١.

٢- في (ب): منشورا.

٣- لم اتوصل إلي معرفة شخصية (المهدي).

٤- في (بِ) : المحشي و المخدورا.

٥- الحبير: البُرود (ينظر: لسان العرب : ٤/١٥٩ مادة حبر).

٦- في (ب): لم نجد ثانيا كان بالفخر.

٧- عبد الهادي: أظنه الحاج عبد الهادي الاستربادي أحد أعيان بلدة الكاظمية و كلَّه معتمد الدولة فرهاد ميرزا على اتمام أعمال البناء و الاصلاح و بقية الخدمات عند تجديد بناء الحضرة سنة ١٢٩٨ ه و الذي صار متولياً للحضرة الشريفة بعد ذلك.

تنظر: موسوعة المصطفى و العترة : ١٣/٥١٨.

٨- مُبير: مُهْلِك.(ينظر: لسان العرب :٤/٨٦ مادة بور).

٩-هذا البيت غير مذكور في (أ).

٥٥

حَفِظَا فِيكَ حَوْزَةَ الدِّينِ إذ كَمْ

عَنْكِ رَدَّا بَاعَ الزَّمَانِ قَصِيْرَا

واسْتَطَالا بهِمَّةٍ يأْسِرَانِ الـْ

ـخَطْبَ فِيْهَا ويُطلِقَانِ الأَسِيْرَا

فَبهَا شَيَّدا مَعاً (طُوْرَ مُوْسَى)

مَنْ رَأَى هِمَّةً تُشِيْدُ الطُّورَا(١)

وَمَقاصِيرَ لَوْ تَكَلَّفَهَا الدَّهْرُ

لأَعْيَا عَجْراً وَأَبْدَى القُصُوْرَا

مُحْكَمَاتِ البنَاءِ تَنْهَدِمُ الدُّنْيَا

وَيَبْقَى بنَاؤُهُنَّ دُهُوْرَا

بَاشَرَا ذَلِكَ البنَاءَ بخُبْرٍ(٢)

لَمْ يُرِيْدَا إلَّا الْلَطِيْفَ الخَبيْرَا

فِيهِ كَانَا أَعَفَّ فِي اللهِ كَفّاً

وَوَرَاءَ الغُيُوبِ أَنْقَى ضَمِيْرَا

أَجْهَدَاهَا في خِدمَةِ الدِّينِ نفساً

شَكَرَ اللهُ سَعْيَهَا الْمَشْكُورَا

أَتْعَبَاهَا لِتَسْتَرِيْحَ بيَوْمٍ

فِيْهِ تَلْقَى جَزَءَاهَا مَوْفُوْرَا

يَعْدِلُ الحَجَّ ذَلِكَ العَمَلُ الصَّا

لِحُ إذْ كَانَ مِثلَهُ مَبْرُوْرَا

وَعَدَ اللهُ أَنْ يُعِدَّ لِكِلٍ

مِنْهُمَا فِيْهِ جَنَّةً وحَريْرَا(٣)

أَيُّهَا الصَّحْنُ لَمْ تَزَلْ لِلْمُصَلِّى

وَمِنَ الذَّنْبِ مَسْجِداً وَطَهُوْرَا(٤)

دُمْتَ مَا أُرْسَتِ الْجِبَالُ وَبَانِيْـ

ـكَ لِيَومٍ يُدْعَى بهَا أَنْ تَسِيْرَا(٥)

واسْتَطِبْهَا مِعْطَارَةَ النَّظْمِ مِنْهَا

تَحْسِبُ الْلَفْظَ لُؤْلُؤاً مَنْثُوْرَا(٦)

خُتِمَتْ كَافْتِتَاحِهَا فِيكَ لا تَعْـ

ـلَمُ أَيّاً شَذَاهُ أَذْكَى عَبيْرَا

____________________

١- طور موسى: كناية عن صحن الإمام موسى الكاظم (عليه‌السلام ).

٢- الخُبْرُ والخِبْرَةُ: العِلْمُ بالشيء (ينظر:لسان العرب: ٤/٢٢٦ مادة خبر).

٣- الشاعر يقتبس من قوله تعالى :( وَ جَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً ) (الإنسان /١٢).

٤- الشاعر يعتقد حديثاً شريفاً ، قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) " جعلت لي الأرض مسجدأً وطهورأً" (ينظر: صحيح البخاري: ١/٨٦).

٥- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( وَ إِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ) (التكوير/٣).

٦- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً ) (الإنسان/١٩).

٥٦

٩- وقال أيضاً في ظهور إحدى المعاجز الإلاهية كرامة للإمام الحجة المنتظر ( عج)(١) (٢) :

[ من المتقارب والقافية من المتدارك]

كَذَا يَظْهَرُ الْمُعْجِزُ البَاهِرُ

فَيَشْهَدُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ

وَيَرْوي الْكَرَامَةَ مَأثُوْرَةً

يُبَلِّغُهَا الغَائِبَ الحَاضِرُ

يُقَرُّ لِقَومٍ بهَا نَاظِرٌ

وَيُقْذَى لِقَومٍ بهَا نَاظِرُ

فَقَلبٌ لهَا تَرَحاً(٣) واقِعٌ

وَقَلبٌ لهَا فَرَحاً طَائِرُ(٤)

أَجِلْ طَرْفَ فِكْرِكَ يَا مُسْتَدِلُّ(٥)

وَأَنْجِدْ بطَرْفِكَ يَا غَائِرُ(٦)

____________________

١- التخريج: موسوعة المصطفى والعترة: ١٤/٤٧٨، الأبيات (٢٥، ٢٦، ٢٨)، ديوان السيد حيدر الحلي لناشره محمد رضا الكتبي: ٨٨-٩١ القصيدة كاملة (١-٥٥) وفيها : البيت (٢٠) فيه: ايمنع ذائره الاعتقال، البيت (٣٦) فيه: يبشروا ردها، والبيت (٣٧) فيه: بحيث المنا، البيت (٤٨) فيه: وفي خفيها عاثر، البيت (٥٣) فيه: لها فلك ، والبيت (٥٤) فيه: فان حدت، والبيت (٥٥) فيه: دار مجدك ماهو له.

٢- في (أ) و(ب) و(د): وقال مادحاً الإمام المنتظر (عج) لما أطلق لسان الأخرس، يمدح حجة الإسلام السيد ميرزا حسن الشيرازي، وقد قدم لها مقدمة نثرية، جاء فيها:

لمـّا هبّت من الناحية المقدَّسة، نسمات كرم الإمامة، فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة ، فأطلقت لسان زائر من اعتقاله، عندما قام عندها ملحفا في تضرعه وابتهاله ،أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة، في نظم قصيدة تتضمن بيان هذا المعجز العظيم ونشره وأن أهني علَّامة الزمن، وغرَّة وجهه الحسِن، فرع الأراكة المحمَّديَّة ومنار الملَّة الأحمديَّة ، علم الشرعية ، وإمام الشيعة ، لأجمع بين العبادتين ، في خدمة هاتين الحضرتين فنظمت هذه القصيدة الغراء ، وأهديتها إلى دار إقامته وهي سامراء ، راجيا أن تقع موقع القبول، وقلت ومن الله بلوغ المأمول.

- البيت (١٣) غير مثبت في (أ)

٣- الترح: نقيض الفرح (ينظر: لسان العرب : ٢/٤١٧ مادة ترح)

٤- البيت فيه توجيه بالنسر الواقع والنسر الطائر.

٥- من الدلالة.

٦- أَنجدَ: توجه نحو نجد، الغائر: المتجه نحو الغور،الغور هو تِهامة وما ارتفع عن تِهامة إِلى أَرض العراق فهو نجد (ينظر:لسان العرب: ٣/٤١٥ مادة نجد).

٥٧

تَصَفَّحْ مَآثِرَ (آلِ الرَّسُولِ)(ع)

وَحَسْبُكَ مَا نَشَرَ النَّاشِرُ

وَدُونَكَهُ نَبأً صَادِقاً

لِقَلْبِ العَدوِّ هُوَ البَاقِرُ

فَمِنْ (صَحِابِ الأَمْرِ) (عج) أَمْسِ اسْتَبانَ

لَنَا مُعْجِزٌ أَمْرُهُ بَاهِرُ

بمَوْضِعِ غَيْبَتِهِ قَدْ أَلَمَّ

أَخُو عِلَّةٍ دَاؤُهَا ظَاهِرُ

رَمَى فَمَهُ باعْتِقالِ الِلسَا

نِ رَامٍ هُوَ الزَّمنُ الغَادِرُ

فَأَقبَلَ مُلْتَمِساً لِلشِّفَاءِ

لَدَى مَنْ هُوْ الغَائِبُ الحَاضِرُ

وَلَقَّنَهُ القَوْلَ مُسْتأَجَرٌ

عَنِ القَصْدِ فِي أَمْرِهِ جَائِرُ

فَبَيْنَاهُ(١) فِي تَعَبٍ نَاصِبٍ

وَمِنْ ضَجْرِهِ فِكرُهُ حَائِرُ(٢)

إذْ انْحَلَّ مِنْ ذَلِكَ الإعْتِقَالِ

وَبَارَحَهُ ذَلِكَ الضَائِرُ(٣)

فَرَاحَ لِمَوْلاهُ فِي الحَامِدِيْـ

ـنَ وَهْوَ لآلائِهِ ذَاكِرُ

لَعَمْري لَقَدْ مَسَحَتْ دَاءَهُ

يَدٌ كُلُّ حَيٍّ لَهَا شَاكِرُ

يَدٌ لَمْ تَزَلْ رَحْمَةً للْعِبَادِ

كَذَلكَ أَنْشَأَهَا الفَاطِرُ

تَحَدَّثْ وإنْ كَرِهَتْ أَنْفُسٌ

يَضِيْقُ شَجاً صَدْرُهَا الوَاغِرُ(٤)

وَقُلْ إنَّ ( قَائِمَ آلِ النَّبيِّ) (عج)

لَهُ النَّهْيُ وَهُوَ هُوَ الآمِرُ

أَيَمْنَعُ زائِرَهُ الإعْتِقَا

لُ، مِمَّا بهِ يَنْطُقُ الزائِرُ؟

وَيَدْعُوهُ صِدْقاً إلَى حَلِّهِ

وَيُغْضِي(٥) عَلَى أَنَّهُ القَادِرُ؟

____________________

١- (د) : فيناه.

٢- غير موجود في(أ).

- النَّصَبُ: الإعْياءُ من العَناءِ (ينظر: لسان العرب: ١/٧٥٨ مادة نصب). هي ضَجَرِه لكن الشاعر يضطر لحَذف حركة حرف الجيم.

٣- الشاعر يقصد اعتقال اللسان وهو عدم القدرة على الكلام، بَرِحَ : زال، وبارحه : فارقه (ينظر: لسان العرب: ٢/٤٠٨ مادة برح).

٤- الشَّجْو: الهَمُّ والحُزْنُ (ينظر : لسان العرب: ١٤/٤٢٢ مادة شجا).

- الواغر: من الوغر وهو الحقد والذحل (ينظر: لسان العرب: ٥/٢٨٦ مادة وغر).

٥- غَضَوْت وأَغْضيْت: سَكَتَ (ينظر: لسان العرب: ١٥/١٢٨ مادة غضا).

٥٨

وَيَكْبُوْ مُرَجِّيهِ دُونَ الغِيَا

ثِ وَهوَ يُقَالُ(١) بهِ العَاثِرُ؟

أُحَاشِيهِ(٢) ، بَلْ هُوَ نِعْمَ الْمُغِيثُ

إذَا نَضْنَضَ الحَادِثُ الفَاغِرُ(٣)

فَهَذِي الْكَرَامَةُ لا مَا غَدَا

يُلَفِّقُهُ الفَاسِقُ الفَاجِرُ

أَدِمْ ذِكْرَهَا يَا لِسَانَ الزَّمَانِ

وفِي نَشْرِهَا فَمُكَ العَاطِرُ

وَهَنِّ بهَا (سُرَّ مَرّا) وَمَنْ

بهِ رَبْعُهَا آهِلٌ عَامِرُ

هوَ السِّيدُ (الحَسَنُ الْمُجْتَبَى)(٤)

خِضَمُّ النَّدى غَيثُهُ الهَامِرُ(٥)

وَقُلْ: يَا تَقَدَّسْتِ مِنْ بُقْعَةٍ

بهَا يَغفِرُ الزَلَّةَ الغَافِرُ

كِلا اسْمَيكِ لِلنَاسِ بَادٍ لَهُ

بأَوْجِهِهِمْ أَثَرٌ ظَاهِرُ

فَأَنْتِ لِبَعْضِهُمُ ( سُرَّ مَنْ

رَأَى) وَهُوَ نَعْتٌ لَهُ زاهِرُ

وَأَنْتِ لِبَعْضِهُمُ سَاءَ مَنْ

رَأَى وَبهِ يُوْصَفُ الخَاسِرُ

لَقَدْ أَطْلَقَ (الْحَسَنُ) الْمَكْرُمَاتِ

مُحَيَّاكِ وَهْوَ بهَا سَافِرُ

فَأَنْتِ حَدِيقَةُ أُنْسٍ بهِ

وَأَخْلاقُهُ رَوْضُكِ النَاظِرُ(٦)

عَلِيمٌ تَرَبَّى بحِجْر الهُدَى

وَنَسْجُ التُّقَى بُرْدُهُ الطَاهِرُ

هُوَ البَحْرُ لكِنْ طَمَا بالعُلُوْم

عَلَى أَنَّه بالنَّدَى زَاخِرُ

عَلَى جُودِهِ اخْتَلَفَ العَالِمُون

يُبَشِّرُ وارِدَهَا الصَّادِرُ

____________________

١- أَقال الله عَثْرته: بمعنى الصَّفْح عنه (ينظر: لسان العرب: ١١/٥٨٠ مادة قيل).

٢- الحَشَى: الناحيةُ، الجانب (ينظر: لسان العرب: ١٤/١٨١ مادة حشا)، أحاشيه: أجنِّبه.

٣- النضنضة: تحريك الحية لسانها (ينظر: لسان العرب:٧/٢٣٨ مادة نضض)، فَغَر فاه: فتحه (ينظر: لسان العرب:٥/٥٩ مادة فغر).

٤- حجَّة الإسلام السيد ميرزا حسن الشيرازي.

٥- الهَمْرُ: الصَّبَ (ينظر: لسان العرب: ٥/٢٦٦ مادة همر).

٦- في (أ) وفي (ب) وفي(د): الناظر وهو خطأ.

٥٩

بحَيْثُ الْمُنَى لَيْسَ يَشْكُوْ العُقَام(١)

أَبُوهَا ولا أُمُّهَا عَاقِرُ

فَتَىً ذِكرُهُ طَارَ فِي الصَّالحَات

وفِي الخَافِقَينِ بهَا طَائِرُ

لَقَدْ جَلَّ قَدْراً فَلا نَاظِمٌ

يَنالُ عُلاهُ ولا نَاثِرُ

يُبَاري الصَّبا(٢) كَرَماً كَفُّهُ

عَلَى أَنَّهُ بالصَّبَا سَاخِرُ(٣)

فَإنْ أَمْطَرَ استَحْيَتِ الغَادِيَاتُ

وَنَادَتْ: لأَنْتَ الحَيَا الْمَاطِرُ(٤)

فَيَا حَافِظاً بَيْضَةَ الْمُسلِمِين(٥)

لأَنْتَ لِكَسْرِ الْهُدَى جَابرُ

فَبَلَّغْتَ لَذَّتَهَا مَنْ سِواكَ

وَبالزُّهِدِ أَنْتَ لَهَا هَاجِرُ

تَمَنِيهُمُ فِي حِمَاكَ الْمَنِيع

وَهَمُّك خَلفَهُمُ سَاهِرُ

سَبَقْتُمْ عُلاً بدَوامِ الإلَهِ

يَدُومُ لَكُمْ عِزُّهُ القَاهِرُ

وَحَولُكَ أَهلُ الوُجُوهِ الوضَاءِ

وَكُلٌّ هُوَ الكَوكَبُ الزَاهِرُ

كَذَا فَلْتَكُنْ عِتْرَةُ الأَنْبيَاءِ

وإلَّا فَمَا الفَخْرُ يَا فَاخِرُ؟

ولا سَهَرَتْ فِيكَ عَينُ الحَسُو

دِ إلَّا وفِي جَفْنِهَا غَائِرُ

فَلَيْسَ لِعُلْيَاكُمُ أَولٌ

وَلَيسَ لِعُلْيَاكُمُ آخِرُ

وَكُلُّهُمُ عَالِمٌ عَامِلٌ(٦)

وَغَيرِهُمُ لابنٌ تَامِرُ(٧)

____________________

١- رجل عقيم وعقام: لا يولد له (ينظر: لسان العرب:١٢/٤١٣ مادة عقم).

٢- الصَّبا: رِيحٌ معروفة تقابل الدبور (ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٥١ مادة صبا).

٣- في (د): ساحر.

٤- الغاديات السحب التي تأتي غدوة، الحَيَا: المـَطَر لإحْيائه الأَرضَ وقيل الخِصبُ (ينظر: لسان العرب: ١٤/٢١٥ مادة حيا).

٥- بَيْضةُ البلد: واحدُ البلد في الشرف، بَيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم (ينظر: لسان العرب: ٧/١٢٧ مادة بيض).

٦- البيت فيه جناس جميل من نوع المقلوب أو العكس أو المخالف ذلك بين عامل وعامل ينظر: المثل السائر: ١/٢٤٧. وفيه طباق معنوى أو اعتباري ذلك بين عامل عامل ولابن تامر.

٧- رجل تامر ولابن: ذو تمر وذو لبن (ينظر: لسان العرب: ٤/٩٣ مادة تمر).

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400