١٧ -( باب أنه لا يحل أكل النطيحة، ولا المتردية، ولا فريسة السبع، ولا الموقوذة، ولا المنخنقة، ولا ما ذبح على النصب، إلا أن يدرك ذكاته)
[١٩٤١٠] ١ - الإمام العسكريعليهالسلام في تفسير: « قال الله عز وجل:( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ ) (١) التي ماتت حتف أنفها - إلى أن قال - ومن الذبائح هي التي تتقرب بها الكفار بأسامي أندادهم التي اتخذوها من دون الله ».
[١٩٤١١] ٢ - وفيه: عن الإمام علي بن محمدعليهماالسلام - في حديث - أنه قال: « قال بعض اليهود لبعضهم: إن ما وجدناه في كتبنا أن محمداصلىاللهعليهوآله يجنبه ربه من الحرام والشبهات، فصادفوه والقوة وادعوه إلى دعوة، وقدموا إليه الحرام والشبهة، فإن انبسط فيهما أو في أحدهما فأكله، فاعلموا أنه غير من(١) تظنون - إلى أن قال - فجاؤوا إلى أبي طالب فصادفوه، ودعوه إلى دعوة لهم، فلما حضر رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، قدموا إليه وإلى أبي طالب وإلى الملا [ من ](٢) قريش دجاجة مسمنة، كانوا قد وقذوها وشووها، فجعل أبو طالب وسائر قريش يأكلون منها، ورسول اللهصلىاللهعليهوآله يمد نحوها فيعدل بها يمنة ويسرة، ثم أماما ثم خلفا ثم فوقا ثم تحتا [ لا تصيبها يده ](٣) ، فقالوا: [ مالك ](٤) يا محمد لا تأكل منها؟ فقال: يا معشر اليهود قد جهدت أن أتناول منها، وهذه يدي يعدل بها عنها، وما أراها إلا حراما يصونني ربي عز وجل منها،
__________________
الباب ١٧
١ - تفسير الإمام العسكريعليهالسلام ص ٢٤٥.
(١) البقرة ٢: ١٧٣.
٢ - تفسير الإمام العسكريعليهالسلام ص ٦٢.
(١) في الحجرية: « ما » وما أثبتناه من المصدر.
(٢) استظهار من هامش الطبعة الحجرية.
(٣) أثبتناه من المصدر.
(٤) أثبتناه من المصدر.
فقالوا: ما هي إلا حلال فدعنا نلقمك، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : فافعلوا إن قدرتم، فذهبوا ليأخذوا منها ويطعموه، فكانت أيديهم يعدل بها إلى الجهات، كما كانت يد رسول اللهصلىاللهعليهوآله تعدل عنها، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : هذه(٥) قد منعت منها فاتوني بغيرها إن كانت لكم، فجاؤوا بدجاجة أخرى مسمنة مشوية ( قد اخذوها )(٦) لجارهم غائب، لم يكونوا اشتروها، وعمدوا(٧) على أن يردوا عليه ثمنها إذا حضر، فتناول منها رسول اللهصلىاللهعليهوآله لقمة، فلما ذهب برفعها ثقلت عليه ونصلت(٨) حتى سقطت من يده، وكلما ذهب يرفع ما قد تناول بعدها ثقلت وسقطت، فقالوا: يا محمد، فما بال هذه لا تأكل منها؟ قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : وهذه أيضا قد منعت منها، وما أراها إلا من شبهة يصونني ربي عز وجل منها، قالوا: ما هي شبهة فدعنا نلقمك منها» وذكرعليهالسلام مثل ما في المرة الأولى، الخبر.
[١٩٥٤١٢] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: قوله تعالى:( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ) (١) والميتة والدم ولحم الخنزير معروف، وما أهل لغير الله: يعني ما ذبح للأصنام، والمنخنقة فإن المجوس كانوا لا يأكلون الذبائح ويأكلون الميتة، وكانوا يخنقون البقر والغنم فإذا ماتت أكلوها، والموقوذة: كانوا يشدون أرجلها ويضربونها حتى تموت، فإذا ماتت أكلوها، والمتردية: كانوا يشدون عينها ويلقونها من السطح، فإذا ماتت أكلوها، والنطيحة
__________________
(٥) في الحجرية: « فهذه » وما أثبتناه من المصدر.
(٦) في الحجرية: « اخذوا » وما أثبتناه من المصدر.
(٧) في الحجرية: « وعملوها » وما أثبتناه من المصدر.
(٨) نصل: خرج من موضعه ( لسان العرب ج ١١ ص ٦٦٣ ).
٣ - تفسير القمي ج ١ ص ١٦١.
(١) المائدة ٥: ٣.
كانوا يتناطحون بالكباش فإذا ماتت إحداها أكلوه،( وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ) ، كانوا يأكلون ما يأكله الذئب والأسد والدب فحرم الله ذلك( وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) : كانوا يذبحون لبيوت النيران، وقريش كانوا يعبدون الشجر والصخر فيذبحون لها.
( وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ) كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزئونه عشرة أجزاء، ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام فيدفعونها إلى رجل، فالسهام عشرة سبعة لها أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها، فالتي ( لها أنصباء )(٢) الفذ والتوأم والمسيل والنافس والحلس والرقيب والمعلى، فالفذ له سهم، والتوأم له سهمان، والمسيل له ثلاثة أسهم، والنافس له أربعة أسهم، والحلس له خمسة أسهم، [ والرقيب له ستة أسهم ](٣) ، والمعلى له سبعة أسهم، والتي لا أنصباء لها، السفيح والمنيح والوغد، وثمن الجزور على من لا يخرج له من الأنصباء شيئا، وهو القمار، فحرمه الله عزو جل.
وهذا بعينه متن الخبر الباقري المروي في الخصال بزيادة تفسير الموقوذة(٤) .
١٨ -( باب كراهة الذبح بالليل حتى يطلع الفجر، إلا مع الخوف)
[١٩٤١٣] ١ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: في سياق أخبار تزويج فاطمةعليهاالسلام ، - إلى أن قال -: وجاء سعد بن معاذ بعشرة شياه [ وبقرة ](١) وجملا [ وجاء سعد بن ربيع ببعير وخمس شياه ](٢) ، وجاء
__________________
(٢) في الحجرية: لا أنصباء لها، وما أثبتناه من المصدر.
(٣) أثبتناه من المصدر.
(٤) الخصال ص ٤٥١ ح ٥٧.
الباب ١٨
١ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٤ ص ٩٧.
(١) أثبتناه من المصدر.
(٢) أثبتناه من المصدر.
سعد بن خثيمة بجملين، وأبو أيوب الأنصاري بشاة [ وحمل بعير تمرا ](٣) ، وخارجة بن زيد بجمل وبقر وأربع شياه، [ وجاء عبد الرحمن بن عوف بحمل خمسة أبعرة تمرا ](٤) وعثمان بن عفان [ بحمل خمسة أبعرة تمرا و ](٥) بعشرين شاة [ وبقربة من دهن البقر ](٦) ، وجاء كل واحد من الصحابة بهدية، حتى اجتمع هدايا كثيرة - إلى أن قال - فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : « يا علي لا بد لي ولك أن نشتغل هذه الليلة، ونذبح هذه الأغنام والبقرات » وكان أمير المؤمنينعليهالسلام يذبح ويسلخ، ورسول اللهصلىاللهعليهوآله يفصل، فلما طلع الفجر انقضى شغلهما، قال أمير المؤمنينعليهالسلام : « ولم نر في يد رسول اللهصلىاللهعليهوآله أثرا من الدم » الخبر.
١٩ -( باب عدم اشتراط بلوغ الذابح، فيجوز أن يذبح الصبي المميز الذي يحسن الذبح، ويحل أكل ذبيحته مع التسمية)
[١٩٤١٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن علي وأبي عبد اللهعليهماالسلام ، أنهما رخصا في ذبيحة الغلام، إذا قوي على الذبح وذبح على ما ينبغي.
[١٩٤١٥] ٢ - الصدوق في المقنع: لا بأس بذبيحة المرأة والغلام، إذا كان قد صلى وبلغ خمسة أشبار.
__________________
(٣) أثبتناه من المصدر.
(٤) أثبتناه من المصدر.
(٥) أثبتناه من المصدر.
(٦) أثبتناه من المصدر.
الباب ١٩
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٢.
٢ - المقنع ص ١٤٠.
٢٠ -( باب عدم اشتراط ذكورية الذابح، فيجوز أن تذبح المرأة حرة كانت أو أمة، على كراهة في غير الضرورة)
[١٩٤١٦] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفرعليهالسلام ، عن المرأة: تذبح إذا لم يكن رجل، وتذكر اسم الله؟ قال: « حسن لا بأس به إذا لم يكن رجل » قال أبو جعفرعليهالسلام : « ولا يذبح لك يهودي ولا نصراني ولا مجوسي أضحيتك، وإن كانت امرأة فلتذبح لنفسها ».
[١٩٤١٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهماالسلام ، أنهما رخصا في ذبيحة الغلام - إلى أن قال - وكذلك المرأة إذا أحسنت.
[١٩٤١٨] ٣ - الصدوق في المقنع: وإذا كن نساء ليس معهن رجل، فلتذبح أعلمهن، ولتذكر اسم الله عليه.
٢١ -( باب جواز أكل ذبيحة الخصي والأعمى إذا سدد)
[١٩٤١٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهماالسلام ، أنهما رخصا في ذبيحة الأعمى إذا سدد.
__________________
الباب ٢٠
١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٨.
٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٢.
٣ - المقنع ص ١٤٠.
الباب ٢١
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٢.
٢٢ -( باب تحريم ذبائح أهل الكتاب وغيرهم من الكفار، وتحريم ثمنها حتى مع عدم وجود ذابح غيرهم، إلا مع الضرورة)
[١٩٤٢٠] ١ - السيد المرتضى في مسائل الطرابلسيات، والشيخ المفيد في رسالة الذبائح، على ما في البحار: عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن الحسين بن المنذر قال: قلت لأبي عبد الله: إنا قوم نختلف إلى الجبل، والطريق بعيد بيننا وبين الجبل فراسخ، فنشتري القطيع والاثنين والثلاثة، فيكون في القطيع ألف وخمسمائة، وألف وستمائة، وألف وسبعمائة شاة، فتقع الشاة والاثنتان والثلاث، فنسأل الرعاة الذين يجيئون بها عن أديانهم، فيقولون: نصارى، فأي شئ قولك في ذبائح اليهود والنصارى؟ فقال: « يا حسين، هي الذبيحة بالاسم لا يؤمن عليها إلا أهل التوحيد » ثم إن حنانا لقي أبا عبد اللهعليهالسلام ، فقال: إن الحسين بن منذر، روى عنك أنك قلت: « إن الذبيحة لا يؤمن عليها إلا أهلها » فقال: « إنهم أحدثوا فيها شيئا » قال حنان: فسألت نصرانيا فقلت: أي شئ تقولون إذا ذبحتم؟ فقال: نقول: باسم المسيح.
[١٩٤٢١] ٢ - وعنه، عن حنان قال: قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام : إن الحسين بن المنذر - إلى قوله - إنهم أحدثوا شيئا لا أشتهيه، وفي بعض النسخ: لا أسميه.
[١٩٤٢٢] ٣ - وفيهما: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن
__________________
الباب ٢٢
١ - مسائل الطرابلسيات، ورسالة الذبائح:، وعنهما في البحار ج ٦٦ ص ١٧ ح ٦.
٢ - مسائل الطرابلسيات، ورسالة الذبائح:، وعنهما في البحار ج ٦٦ ص ١٧ ح ٦.
٣ - مسائل الطرابلسيات، ورسالة الذبائح: وعنهما في البحار ج ٦٦ ص ١٧ ح ٧.
عيسى، عن الحسين بن المختار، عن الحسين بن عبد الله قال: اصطحب المعلى بن خنيس وعبد الله بن أبي يعفور، فأكل أحدهما ذبيحة اليهود والنصارى، وامتنع الآخر عن أكلها، فلما اجتمعا عند أبي عبد اللهعليهالسلام ، أخبراه بذلك، فقال: « أيكما الذي أبي؟ » قال المعلى: أنا، فقال ( عليه لاسلام ): « أحسنت ».
[١٩٤٢٣] ٤ - وفيها: بالاسناد المتقدم عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن محمد بن يحيى الخثعمي - عن أبي عبد اللهعليهالسلام - قال: أتاني رجلان - أظنهما من أهل الجبل - فسألني أحدهما عن الذبيحة - يعني ذبيحة أهل الذمة - فقلت في نفسي: والله لا أبرد(١) لكما على ظهري، لا تؤكل، قال محمد بن يحيى: فسألت أبا عبد اللهعليهالسلام ، عن ذبيحة اليهود والنصارى، فقال: « لا تؤكل ».
[١٩٤٢٤] ٥ - العياشي في تفسيره: عن قتيبة الأعشى قال: سأل الحسن بن المنذر أبا عبد اللهعليهالسلام : أن الرجل يبعث في غنمه رجلا أمينا يكون فيها - نصرانيا أو يهوديا - فتقع العارضة(١) فيذبحها ويبيعها، فقال أبو عبد اللهعليهالسلام : « لا تأكلها، ولا تدخلها في مالك، وإنما هو الاسم ولا يؤمن عليها إلا مسلم » فقال رجل لأبي عبد اللهعليهالسلام ، وأنا أسمع: فأين قول الله:( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ) (٢) فقال أبو عبد اللهعليهالسلام : « كان أبي يقول: إنما ذلك الحبوب وأشباهه ».
__________________
٤ - مسائل الطرابلسيات، ورسالة الذبائح: وعنهما في البحار ج ٦٦ ص ١٨ ح ٨.
(١) البريد: الرسول المرسل في حاجة ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٤ ) والمراد: لا أتحمل الذنب الذي يصيبكم من ذلك، بل أفتيكم بمر الحق.
٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٥ ح ٣٦.
(١) العارضة: الحيوان الذي يصيبه الداء أو السبع أو الكسر فيذبح ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ١٧٨ ).
(٢) المائدة ٥: ٥.
٢٣ -( باب تحريم ذبائح الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، سواء سموا عليها أو لم يسموا، إلا مع التقية)
[١٩٤٢٥] ١ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن أبي عبد اللهعليهالسلام ، قال: « هو الاسم ولا يؤمن عليها إلا مسلم » قال: فقال له رجل: أصلحك الله، إن لنا جارا قصابا، يدعو يهوديا فيذبح له حتى يشتري منه اليهود، قال: « لا تأكل ذبيحته، ولا تشتر منه ».
[١٩٤٢٦] ٢ - الشيخ المفيد في رسالة الذبائح، كما في البحار، والسيد المرتضى في مسائل الطرابلسيات: عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن شعيب العقرقوفي قال: كنت عند أبي عبد اللهعليهالسلام ، ومعنا أناس من أهل الجبل، يسألونه عن ذبائح أهل الكتاب، فقال لهم أبو عبد اللهعليهالسلام : « قد سمعتم ما قال الله عز وجل » قالوا: نحب أن تخبرنا أنت، فقال: « لا تأكلوها » قال: فلما خرجنا من عنده، قال لي أبو بصير: كلها، فقد سمعته وأباه جميعا يأمران بأكلها، فرجعنا إليه، فقال لي أبو بصير: سله، فقلت: جعلت فداك، ما تقول في ذبائح أهل الكتاب؟ فقالعليهالسلام : « أليس قد شهدتنا اليوم وسمعت؟ قلت »: بلى، قال: « لا تأكلها » فقال لي أبو بصير: كلها وهو في عنقي، ثم قال: سله ثانية، فسألته فقال لي مثل مقالته الأولى: « لا تأكلها » فقال لي أبو بصير: سله ثالثة، فقلت: لا أسأله بعد مرتين
[١٩٤٢٧] ٣ - وفي الرسالة: عنن جعفر بن محمد بن قولويه، وأبي جعفر بن
__________________
الباب ٢٣
١ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١١٢.
٢ - رسالة الذبائح، ومسائل الطرابلسيات: وعنهما في البحار ج ٦٦ ص ١٦ ح ٥.
٣ - رسالة الذبائح، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ١٣.
بابويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عمرو، عن المفضل بن صالح، عن زيد الشحام قال: سئل الصادق جعفر بن محمدعليهماالسلام ، عن ذبيحة الذمي، فقال: « لا تأكلها، سمى أو لم يسم ».
[١٩٤٢٨] ٤ - وبالإسناد عن علي، بن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أبي عبد اللهعليهالسلام ، قال: قال له رجل: أصلحك الله، إن لنا جارا قصابا يجئ بيهودي فيذبح له، حتى يشتري منه اليهود، فقال: « لا تأكل ذبيحته، ولا تشتر منه ».
[١٩٤٢٩] ٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير قال: قال أبو جعفرعليهالسلام : « ولا يذبح لك يهودي ولا نصراني ولا مجوسي أضحيتك » الخبر.
[١٩٤٣٠] ٦ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهمالسلام ، أنه كره ذبائح نصارى العرب.
وعن عليعليهالسلام ، أنه قال: « لا يذبح أضحية المسلم إلا مسلم، ويقول عند ذبحها: وجهت » الخبر(١)
[١٩٤٣١] ٧ - وعن جعفر بن محمدعليهماالسلام ، أنه رخص في طعام أهل الكتاب وغيرهم من الفرق، إذا كان الطعام ليس فيه ذبيحة.
وعن أبي جعفرعليهالسلام ، أنه قال: « إذا علم ذلك لم يؤكل »(١) .
__________________
٤ - رسالة الذبائح: وعنه في البحار ج ٦٦ ص ١٣.
٥ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٨.
٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤١.
(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٨٣ ح ٦٦٤ عن جعفر بن محمدعليهالسلام .
٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٥ ح ٤٣٦.
(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٢٦ ح ٤٣٧.
[١٩٤٣٢] ٨ - وعن أبي جعفر بن محمد عليعليهماالسلام ، أنه سئل عن ذبيحة اليهودي والنصراني والمجوسي وذبائح أهل الخلاف، فتلا قول الله عز وجل:( فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ ) (١) وقال: « إذا سمعتموهم يذكرون اسم الله عليه فكلوا، وما لم يذكر اسم الله عليه فلا تأكلوه، ومن كان منهم متهما بترك التسمية يرى استحلا ذلك، لم يجز أكل ذبيحته، إلا أن يشاهد في حين ذبحها وهو يذبحها على السنة، ويذكر اسم الله عليها، فإن ذبحها بحيث لم يشاهد لم تؤكل ».
قلت، في البحار: الرواية شاذة لم يعمل عليها(٢) ، انتهى. ويمكن ارجاع الضمير في « سمعتموهم » إلى أهل الخلاف، فيقل الشذوذ.
[١٩٤٣٣] ٩ - وروينا عن أبي جعفرعليهالسلام ، أنه قال: « ذبيحة اليهودي والنصراني والمجوسي وأهل الخلاف حرام ».
[١٩٤٣٤] ١٠ - وعن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أنه نهى عن صيد المجوس، وعن ذبائحهم.
[١٩٤٣٥] ١١ - الصدوق في المقنع: ولا تأكل ذبيحة من ليس على دينك في الاسلام، ولا تأكل ذبيحة اليهودي والنصراني والمجوسي، إلا إذا سمعتهم يذكرون [ اسم ](١) الله عليها، فإذا ذكر(٢) اسم الله فلا بأس بأكلها، فإن الله يقول:( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ ) (٣) ويقول:( فَكُلُوا مِمَّا )
__________________
٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٧ ح ٦٣٩.
(١) الانعام ٦: ١١٨.
(٢) بحار الأنوار ج ٦٦ ص ٢٨.
٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٣ ح ٦٣٩.
١٠ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٣ ح ٦٢١.
١١ - المقنع ص ١٤٠.
(١) أثبتناه من المصدر.
(٢) في المصدر: ذكروا.
(٣) الانعام ٦: ١٢١.
( ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ) (٤) .
[١٩٤٣٦] ١٢ - وسئل أبو عبد اللهعليهالسلام ، عن ذبائح النصارى، فقال: « لا بأس بها » فقيل: فإنهم يذكرون عليها المسيح، فقال: « إنما أرادوا بالمسيح الله ».
وقد نهى، في خبر، عن أكل ذبيحة المجوسي.
قلت: والأقوى المشهور المنصور هو حرمة ذبائحهم مطلقا، وما دل على الجواز غير قابل للاستناد، محمول على التقية أو الضرورة أو غيرها.
٢٤ -( باب إباحة ذبائح أقسام المسلمين، وتحريم ذبيحة الناصب والمرتد، إلا للضرورة والتقية)
[١٩٤٣٧] ١ - أبو علي بن الشيخ في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليهالسلام : ما الايمان؟ فجعل لي الجواب في كلمتين، فقال: « الايمان بالله، وأن لا تعصي الله » قلت: فما الاسلام؟ فجعل في كلمتين فقال: « من شهد شهادتنا، ونسك نسكنا، وذبح ذبيحتنا ».
__________________
(٤) الانعام ٦: ١١٨.
١٢ - المقنع ص ١٤٠.
الباب ٢٤
١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٣٨.
٢٥ -( باب جواز شراء الذبائح واللحم من سوق المسلمين، وإن لم يعلم من ذبحها، ولم يعلم أنها مذبوحة أو لا، وعدم وجوب السؤال عن ذلك)
[١٩٤٣٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهماالسلام ، أنه سئل عن اللحم يباع في الأسواق ولا ندري كيف ذبحه القصابون، فلم ير به بأسا إذا لم يطلع منهم على الذبح بخلاف السنة.
٢٦ -( باب أن ما يقطع من أعضاء الحيوانات قبل الذكاة، فهو ميتة لا ينتفع به كأليات الغنم وغيرها، وأنه يجوز قطعها لاصلاح المال، وحكم الاسراج بها، وحكم ما لو ضرب الصيد فقده نصفين)
[١٩٤٣٩] ١ - دعائم الاسلام: عن علي وأبي جعفرعليهماالسلام ، أنهما قالا: ما قطع من الحيوان فبان عنه قبل أن يذكى الحيوان، فهو ميتة لا يؤكل، ويذكى الحيوان ويؤكل باقيه، إن أردت ذكاته.
[١٩٤٤٠] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهماالسلام ، أنه قال: « كل شئ سقط من حي(١) فهو ميتة، وكذلك كل شئ سقط من أعضاء الحيوان وهي أحياء فهي ميتة، فلا يؤكل ».
__________________
الباب ٢٥
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٧ ح ٦٤٠.
الباب ٢٦
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٩ ح ٤٦.
٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٦.
(١) في نسخة: انسان.
٢٧ -( باب أن ذكاة المسك اخراجه من الماء حيا،ويحل بغير تسمية)
[١٩٤٤١] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليهالسلام ، أنه قال: « النون ذكي، والجراد ذكي، وأخذه حيا ذكاته ».
[١٩٤٤٢] ٢ - فقه الرضاعليهالسلام : « وذكاة المسك والجراد أخذه ».
[١٩٤٤٣] ٣ - كتاب درست بن أبي منصور: عن زكار، عن حذيفة بن منصور قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : « الجراد ذكي، والنون(١) ذكي ».
٢٨ -( باب إباحة صيد المجوس وسائر الكفار للمسك، وجواز أكله شاهده المسلم وقد خرج من الماء حيا، وإلا لم يؤكل)
[١٩٤٤٤] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهماالسلام ، أنه نهى عن أكل ما صاده المجوس من الحوت والجراد، لأنه لا يؤكل منه إلا ما أخذ حيا.
٢٩ -( باب أن المسك إذا خرج حيا ثم عاد إلى الماء فمات فيه لم يحل أكله، وكذا ما مات في الماء)
[١٩٤٤٥] ١ - فقه الرضاعليهالسلام : « ولا يؤكل ما يموت في الماء من
__________________
الباب ٢٧
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٤ ح ٤٢٤.
٢ - فقه الرضاعليهالسلام ص ٤٠.
٣ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٤.
(١) نون البحر: حيتانها ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٣٢٢ ).
الباب ٢٨
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٣ ح ٦٢٢.
الباب ٢٩
١ - فقه الرضاععليهالسلام ص ٤٠.
سمك وجراد وغيره ».
٣٠ -( باب أن المسكة إذا وثبت من الماء وخرجت، أو نضب الماء عنها وماتت خارجة، لم تحل إلا أن يأخذه الانسان وهي تتحرك)
[١٩٤٤٦] ١ - علي بن جعفر في كتابه: عن أخيه موسىعليهماالسلام ، قال: سألته عما حسر عنه الماء من صيد البحر وهو ميت، أيحل أكله؟ قال: « لا ».
٣١ -( باب أن من نصب شبكة أو عمل حظيرة، فوقع فيها سمك ومات بعضه في الماء، فإن تميز لم يحل أكله، وإلا حل)
[١٩٤٤٧] ١ - علي بن جعفر في كتابه: عن أخيه موسىعليهماالسلام ، قال: سألته عن صيد البحر يحبسه [ فيموت ](١) في مصيدته، قال: إذا كان محبوسا فكل، فلا بأس «.
٣٢ -( باب أن من أخرج سمكة من الماء حية، فوجد في جوفها سمكة حل أكلها)
[١٩٤٤٨] ١ - فقه الرضاعليهالسلام : « وإذا اصطدت سمكة، وفي جوفها أخرى أكلت إذا كان لها فلوس ».
وروي: لا يؤكل ما في جوفه لأنه طعمته ».
__________________
الباب ٣٠
١ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨١، وقرب الإسناد ص ١١٨.
الباب ٣١
١ - المصدر السابق ج ١٠ ص ٢٨١، وقرب الإسناد ص ١١٨.
(١) أثبتناه من البحار.
الباب ٣٢
١ - فقه الرضاعليهالسلام ص ٤٠.
٣٣ -( باب أن ذكاة الجراد أخذه حيا، فلا يحل منه ما مات في الماء، ولا ما مات في الصحراء قبل أخذه، ولا الدباء قبل أن يستقل بالطيران، وأن الجراد والسمك إذا أخذ وشوي حيا لم يحرم أكله)
[١٩٤٤٩] ١ - علي بن جعفر في كتابه: عن أخيه موسىعليهماالسلام ، قال: سألته عن الجراد يصيده، فيموت بعد ما يصيده أيؤكل؟ قال: لا بأس[١٩٤٥٠] ٢ - وسألته عن الجراد يصيبه ميتا في البحر أو في الصحراء، أيؤكل؟ قال: « لا تأكله ».
[١٩٤٥١] ٣ - وسألته عن الدباء من الجراد هل يحل أكله قال: لا يحل أكله حتى يطير.
وتقدم من دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليهالسلام ، أنه قال: « الجراد ذكي، وأخذه حيا ذكاته »(١)
[١٩٤٥٢] ٤ - فقه الرضاعليهالسلام : « وذكاة السمك والجراد أخذه، ولا يؤكل ما يموت في الماء ».
[١٩٤٥٣] ٥ - صحيفة الرضا: بإسناده عن آبائه، عن الحسين بن عليعليهمالسلام ، قال: « كنا أنا وأخي الحسنعليهالسلام ، وأخي محمد بن الحنفية، وبنو عمي عبد الله بن عباس وقثم والفضل، على مائدة
__________________
الباب ٣٣
١ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨٧، وقرب الإسناد ص ١١٧.
٢ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨٧، وقرب الإسناد ص ١١٧.
٣ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨٧، وقرب الإسناد ص ١١٧.
(١) تقدم في باب ٢٧ حديث ١ عن دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٤ ح ٤٢٤.
٤ - فقه الرضاعليهالسلام ص ٤٠.
٥ - صحيفة الرضاعليهالسلام ص ٧٩ ح ١٩٤.
نأكل فوقعت جرادة على المائدة، فأخذها عبد الله بن عباس فقال للحسنعليهالسلام : يا سيدي، ما المكتوب على جناح الجرادة؟ قالعليهالسلام : سألت أمير المؤمنينعليهالسلام ، فقال: سألت جدك فقال: على جناح الجراد مكتوب: إني أنا الله لا إله إلا أنا رب الجرادة ورازقها إذا شئت بعثتها لقوم رزقا، وإذا شئت بعثتها على قوم بلاء، فقام عبد الله بن عباس فقبل رأس الحسن بن عليعليهماالسلام ، ثم قال: هذا والله من مكنون العلم ».
٣٤ -( باب حكم ما يوجد من الجلد واللحم في بلاد المسلمين)
[١٩٤٥٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: أن علياعليهمالسلام سئل عن سفرة وجدت في الطريق مطروحة، كثير لحمها وخبزها وجنبها وبيضها وفيها سكرة، فقال عليعليهالسلام : « يقوم ما فيها ثم يؤكل لأنه يفسد، وليس لما فيها بقاء، فإن جاء طالبها غرموا له الثمن، فقالوا: يا أمير المؤمنين: لا نعلم سفرة ذمي ولا سفرة مجوسي، قال: هم في سعة من أكلها ما لم يعلموا حتى يعلموا ».
دعائم الاسلام: عنهعليهالسلام ، مثله(١) .
[١٩٤٥٥] ٢ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهماالسلام ، أنه ذكر له الجبن الذي يعمله المشركون، ويجعلون فيه الأنفخة(١) من الميتة، ومما لم يذكر اسم الله عليه، قال: « إذا علم ذلك لم يؤكل، وإن كان الجبن مجهولا لا يعلم من عمله، وبيع في سوق المسلمين فكله ».
__________________
الباب ٣٤
١ - الجعفريات ص ٢٧.
(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٦ ح ٤٣٧.
٢ - نفس المصدر ٢ ص ١٢٦ ح ٤٣٧.
(١) الإنفحة محركة: كرش الجدي ما لم يأكل ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٤٢٠ ).
٣٥ -( باب أنه يكره أن تعرقب الدابة وإن حرنت في أرض العدو، بل يستحب ذبحها)
[١٩٤٥٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهمالسلام ، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : إذا حسرت(١) على أحدكم دابته في سبيل الله، وهم بأرض العدو، يذبحها ولا يعرقبها ».
٣٦ -( باب استحباب ذبح ما يذبح، ونحر ما ينحر، من الحيوانات المأكولة اللحم، واطعامه الناس)
[١٩٤٥٧] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: وروي: ما من شئ يتقرب به إلى الله جل وعلا، أحب إليه من اطعام، الطعام، وإراقة الدماء.
٣٧ -( باب أنه لا ينبغي أن ينفخ اللحام في اللحم)
[١٩٤٥٨] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالبعليهمالسلام ، أنه ركب بغلة رسول اللهصلىاللهعليهوآله الشهباء بالكوفة، فأتى سوقا سوقا، فأتى طاق اللحامين، فقال بأعلى صوته: « يا معشر اللحامين، لا تنخعوا ولا تجعلوا الأنفس حتى تزهق، وإياكم والنفخ(١) ، فإني سمعت
__________________
الباب ٣٥
١ - الجعفريات ص ٨٥.
(١) في الحجرية: أحسمت، وما أثبتناه من المصدر. والحسير من الحيوان المتعب المعى ( النهاية ج ١ ص ٣٨٤ ).
الباب ٣٦
١ - الاختصاص ص ٢٥٣.
الباب ٣٧
١ - الجعفريات ص ٢٣٨.
(١) في المصدر زيادة: في اللحم للبيع.
رسول اللهصلىاللهعليهوآله ينهى عن ذلك » الخبر.
٣٨ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الذبائح)
[١٩٤٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أنه كره ذبح ذات الجنين، وذات الدر، بغير علة.
[١٩٤٦٠] ٢ - وعنهصلىاللهعليهوآله ، أنه نهى عن المثلة(١) بالحيوان، وعن صبر البهائم، والصبر: الحبس، ومن حبس شيئا فقد صبره، ومنه قيل: قتل فلان صبرا، إذا أمسك على الموت، فالمصبورة من البهائم هي المجثمة كالدجاجة وغيرها من الحيوان، تربط وتوضع في مكان ثم ترمى حتى تموت.
[١٩٤٦١] ٣ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهماالسلام ، أنه قال: « من قتل عصفورا عبثا، أتى الله يوم القيامة وله صراخ، ويقول: يا رب سل هذا فيم قتلني بغير ذبح؟ فليحذر أحدكم من المثلة، وليحد شفرته(١) لا يعذب البهيمة ».
[١٩٤٦٢] ٤ - وعن عليعليهالسلام ، أنه كتب إلى رفاعة: أن يأمر القصابين أن يحسنوا الذبح، ومن صمم فليعاقبه، وليلق ما ذبح إلى الكلاب.
[١٩٤٦٣] ٥ - وعن أبي جعفرعليهالسلام ، أنه رخص في ذبيحة
__________________
الباب ٣٨
١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٧ ح ٦٣٨.
٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٢٨.
(١) المثلة بضم الميم: قطع أطراف الحيوان وتغيير خلقته، أو نصبه للرمي وهو حي ( النهاية ج ٤ ص ٢٩٤ ).
٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٢٩.
(١) في المصدر: الشفرة و.
٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٤.
٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٤.
الأخرس، إذا عقل التسمية وأشار بها.
[١٩٤٦٤] ٦ - وعن جعفر بن محمدعليهماالسلام ، أنه سئل عن الذبيحة إن ذبحت من القفا، قال: « إن لم يتعمد ذلك فلا بأس، وإن تعمده وهو يعرف سنة النبيصلىاللهعليهوآله ، لم تؤكل ذبيحته، ويحسن أدبه ».
[١٩٤٦٥] ٧ - السيد علي خان المدني شارح الصحيفة في الطبقات الرفيعة: في ترجمة الفرزدق الشاعر: كان أبوه غالب من أجلة قومه وسراتهم سيد بادية تميم، وله مناقب مشهورة ومحامد مأثورة، فمن ذلك أنه أصاب أهل الكوفة مجاعة فخرج أكثر الناس إلى البوادي، فكان هو رئيس قومه، وكان سحيم بن وثيل رئيس قومه، فاجتمعوا بمكان يقال له: صوأر(١) في طرف السماوة(٢) من بلاد كلب على مسيرة يوم من الكوفة، فعقر غالب لأهله ناقة وصنع منها طعاما، وأهدى إلى قومه من بني تميم جفانا من ثريد، ووجه إلى سحيم جفنة، فكفأها وضرب الذي أتى بها، وقال: أنا مفتقر إلى طعام غالب، إذا نحر ناقة نحرت أخرى، فوقعت المنافرة ونحر سيم لأهله ناقة، فلما كان من الغد عقر غالب لأهله ناقتين، فعقر سحيم لأهله ناقتين، فلما كان اليوم الثالث نحر غالب ثلاثا، فنحر سحيم ثلاثا، فلما كان اليوم الرابع عقر غالب مائة ناقة، فلم يكن عند سحيم هذا القدر فلم يعقر شيئا وأسرها في نفسه، فلما انقضت المجاعة ودخلت الناس الكوفة، قال بنو رياح لسحيم: جررت علينا عار الدهر، هلا نحرت مثل ما نحر، وكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين، فاعتذر أن إبله كانت غائبة، وعقر
__________________
٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٠ ح ٦٥٤.
٧ - الطبقات الرفيعة ص ٥٤١.
(١) صوأر: ماء فوق الكوفة مما يلي الشام، وهو الماء الذي تعاقر عليه غالب بن صعصعة - أبو الفرزدق - وسحيم بن وثيل. ثم ساق القصة قريبا مما في المتن ( معجم البلدان ج ٣ ص ٤٣١ ).
(٢) السماوة: هي البادية بين الكوفة والشام ( معجم البلدان ج ٣ ص ٢٤٥ ).
ثلاثمائة [ ناقة ](٣) ، وقال للناس: شأنكم والأكل، وكان ذلك في خلافة أمير المؤمنينعليهالسلام ، فاستفتيعليهالسلام في الأكل منها فقضى بتحريمها، وقال: هذه ذبحت لغير مأكلة، ولم يكن المقصود منها الا المفاخرة والمباهاة فألقيت لحومها على كناسة الكوفة، فأكلتها الكلاب والعقبان والرخم.
[١٩٤٦٦] ٨ - مجموعة الشهيدرحمهالله : في مناهي النبيصلىاللهعليهوآله ، أنه نهى عن معاقرة الاعراب، يرويه ابن عباسرضياللهعنه ، وهي أن يتمارى الرجلان فيعقر هذا عددا من إبله، ويعقر صاحبه، فأيهما كان أكثر عقرا غلب صاحبه.
وأن يقتل شئ من الدواب صبرا، يرويه جابر بن عبد الله، ومعناه أن يحبس الحيوان فيرمى إليه حتى يموت والصبر الحبس.
وعن المجثمة، وهي المصبورة أيضا.
__________________
(٣) أثبتناه من المصدر.
٨ - مجموعة الشهيد: مخطوط.
- قال رحمه الله تعالى متغزلاً(١) :
[من الوافر والقافية من المتواتر]
فَتَاةَ الْحَيَّ! حَسْبُكِ مِنْ جَفَائِي |
صِلِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ وَالتَّنَائِي |
|
أَظَامِيَةَ الْوِشَاحِ! إلَى مَ أَظْمَا |
وَرِيْقُكِ فِي تَرَشُّفِهِ رَوَائِي |
|
فَرِفْقاً يَا ابْنَةَ الْغَيْرَانِ رِفْقاً(٢) |
بذِي كَبَدٍ تَحِنُّ إلَى الْلِقَاءِ |
|
صُدُوْدُكِ فِي حَشَاهُ أَمَضُّ دَاءٍ |
وَوَصْلُكِ عِنْدَهُ أَشْفَى دَوَاءِ |
|
فَلا خَاطَ(٣) الْكَرَى عَيْنَىَّ شَوْقاً |
لِرُؤْيَةِ وَجْهِكَ الْحَسَنِ الرُّوَاءِ |
|
أَمَا وَالرَّامِيَاتِ إلَى الْمُصَلَّي(٤) |
كَأَمْثَالِ السِّهَامِ مِنَ النَّجَاءِ(٥) |
|
لَقَدْ قَلَّبْنَ أَيْدِي الشَّوْقِ مِنِّي |
صَرِيْعاً بيْنَ أَلْحَاظِ الظِّبَاءِ |
|
فَكَمْ مِنْهَا لَهَوْتُ بذَاتِ خِدْرٍ |
يَجُوْلُ بخَدِّهَا مَاءُ الْحَيَاءِ |
|
بمُسْبلَةِ الْمَسَاءِ عَلَى صَبَاحٍ(٦) |
وَمُطْلِعَةِ الصَّبَاحِ مِنَ الْمَسَاءِ |
|
هَضِيْمِ الْكَشْحِ مُرْهَفَةِ التَثَنِّي |
كَسُوْلِ الْمَشْيِ لا عِبَةِ الْعِشَاء(٧) |
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: ١/١٧٨-١٧٩.
٢- في (ب): الغيرات.
- يُقال بنَاتُ غَيْر: وهو الكَذِبُ (ينظر: تاج العروس: ٧/٣٣٤ مادة غير)، الشاعر يذهب إلى أنَّ محبوبته تمطله في مواعيدها ولم تصدق معه.
٣- خاط: مرّ بهما(ينظر: لسان العرب: مادة خيط ٧/٣٠٠)
٤- المـُصَلِّي: السابقُ المـُتَقدِّمُ (ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٦٧ مادة صلا)
٥- النجاء: من نجأ الشيء أي أصابه بالعين( ينظر: لسان العرب:١/١٦٥ مادة نجأ)
٦- أَسْبَل ثيابه: طوّلها وأَرسلها إِلى الأَرضِ (ينظر: لسان العرب: ١١/٣٢١ مادة سبل)، البيت فيه تورية جميلة، ذلك أن الشاعر يوري عن شعرها باليل لسواده وعن وجهها بالصباح لجماله واشراقه، كما أن في البيت طباق جميل في جمعه بين لفظتي الصباح والمساء
٧- في (د): الغشاء
- وقال متعزلاً:
[من البسيط والقافية من المتواتر]
جَازَ النَّسِيْمُ عَلَى الْغِيْدِ الرَّعَابيْبِ(١) |
فَجَاءَ يَحْمِلُ مِنْهَا نَفْحَةَ الطِّيْبِ |
|
هِيَ الظِّبَا، بظُبَى الأَلْحَاظِ كَمْ صَرَعَتْ |
لَيْثاً؟ فَأَضْحَى لَدَيْهَا غَيْرَ مَطْلُوْبِ |
|
بمَا اسْتَحَلَّتْ فَتَاةُ الْحَيِّ سَفْكَ دَمِي؟ |
وَاسْتَعْذَبَتْ فِي مَطَالِ الْوَصْلِ تَعْذِيْبي؟ |
|
هَبْ حُسْنُ (يُوْسُفَ)(ع) فِيْهَامُودَعٌ، أَوَ لَمْ |
يَكُنْ لَهَا فِي فُؤَادِي وَجْدُ (يَعْقُوْبِ)(ع)؟ |
- وقال متغزلا(٢) (٣) :
[ من الطويل والقافية من المتدارك]
وَأَغْيَدُ مَنْسُوْبٌ إلَى الْعُرْبِ لاحَ لِي |
عَلَى خَدِّهِ خَالٌ إلَى الزِّنْجِ يُنْسَبُ |
|
وَمَا نَظَرِتْ عَيْنَايَ كَالْخَالِ مُبْتَلىً |
مُقِيْماً عَلَى نَارٍ مِنَ الْخَدِّ تَلْهَبُ |
|
فَتَلْدَغُهُ أَفْعَى مِنَ الْجَعْدِ تَارَةً(٤) |
وَتَلْسِبُهُ طَوْراً مِنَ الصُّدْغِ عَقْرَبُ(٥) |
____________________
١- الرَّعابيبُ: جمع رُعبوبة ورُعْبوب وهي الجاريةُ الشَطْبة السمينة التي ترتجُّ من سمنها (ينظر: لسان العرب: ١/٤٢١ مادة رعب).
٢- التخريج: الطليعة: ١/٢٩٨ الأبيات(١-٣)وفيها البيت (٣) فيه: تنازعه أفعى.
٣- هذه الأبيات لم تحوها (أ) ولا (ب).
٤- الجعد من الشعر: خلاف السبط (ينظر: لسان العرب: ٣/١٢١ مادة جعد)، والشاعر يوري عن الضفيرة بالأفعى.
٥- الصدغ: هو ما بين العين والأذن، والشعَرُ المتدلي عليه يسمى أَيضاً صُدْغاً ويقال صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ(ينظر: لسان العرب: ٨/٤٣٩ مادة صدغ)، وله يقال أيضاً عقرب الصُّدغ.
- وقال أيضا:
[من الخفيف والقافية من المتواتر]
خَطَرَتْ فِي رِدَاءِ حُسْنٍ قَشِيْبِ(١) |
تَتَثَنَّى كَغُصْنِ بَانٍ رَطِيْبِ |
|
خِلْتُ(٢) لَمَّا تَفَاوَحَ الْمِسْكُ مِنْهَا |
فُضَّ فِي رَحْلِنَا لَطِيْمَةُ طِيْبِ(٣) |
|
وَتَرَانِي إذَا رَشَفْتُ لُمَاهَا(٤) |
لَمْ أَخِلْهُ إلَّا جَنَى يَعْسُوْبِ(٥) |
|
فَاعْتَنَقْنَا شَوْقاً وَبتْنَا نَشَاوَى |
مِنْ كُؤُوسِ الْكَرَى بَغَيْرِ رَقِيْبِ |
|
لا تَلُمْنِي يَا صَاحِبي فِي هَوَاهَا |
لَعِبَ الشُّوْقُ فِي فُؤَادِي الطَّرُوْبِ |
- وقال متغزلا(٦) :
[من الطويل والقافية من المتدارك]
أَطَالَ اشْتِغَالِي فِي هَوْاهُ مُهَفْهَفٌ |
أَنِيْقُ الصِّبَا سُبْحَانَ مُبْدِعَ فِطْرَتِهْ |
|
أُطَالِعُ مِنْهُ فِي لَيَالِي فُرُوْعِهِ الطْـ |
ـطِوَالِ عَلَى أَنْوَارِ مِصْبَاحِ غُرَّتِهْ(٧) |
|
صَحِيْفَةُ وَجْهٍ فِي فُؤَادِي تُجِيْبُ في |
حُرُوْفِ مَعَانٍ هُنَّ عَيْنُ مَضَرَّتِهْ(٨) |
|
بصَادِ فَمٍ فِي نُقْطَةِ الْخَالِ مُعْجَمٍ |
وَلامِ عِذَارٍ تَحْتَ تَشْدِيْدِ طُرَّتِهْ |
____________________
١- القشيب: الجديد، كلُّ شيءٍ جديدٍ قَشيب (ينظر: لسان العرب: ١/٦٧٤ مادة قشب).
٢- في(أ): قلت لما.
٣- اللَّطِيمةُ: وعاءُ المِسْك (ينظر: لسان العرب: ١٢/٥٤٤ مادة لطم).
٤- اللَّمَى: سُمْرَة الشفتين (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٥٨ مادة لما).
٥- الجَنَى: كل ما جُنِي ومن الجَنَى: الرُّطَبُ والعَسَل (ينظر: لسان العرب: ١٤/١٥٦ مادة جني) واليعسوب: ذكر النحل فالمقصود هنا العسل بصورة خاصة.
٦- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٣٠.
٧- في (أ): في الليالي.
- الفُرُوع: جمعُ الفَرْعِ وهو الشعر التام (ينظر: لسان العرب:٨/٢٤٩ مادة فرع).
٨- في(د): فؤادي يحب في، هُنَّ غَيْرِ مَضَرَّتِهِ.
- وقال متغزلاً:
[ من الكامل والقافية من المتراكب]
ضَمِنَتْ غَلائِلُ رَبَّةِ الأَرَجِ |
مَا شِئْتَ مِنْ هَيَفٍ وَمِنْ دَعَجِ(١) |
|
مَعْشُوْقَةُ الْلَحَظَاتِ قَدْ كُحِلَتْ |
بالْفَاتِنَيْن السِّحْرِ وَالْغُنُجِ(٢) |
|
إنَّ الَّذِي لِشَقَايَ صَوَّرَهَا |
بالشَّهْدِ قَالَ لِرِيْقِهَا امْتَزِجِ |
|
كَمْ أَرْشَفَتْنِي الثَّغْرَ قَائِلَةً |
هَلْ فِي حُمُيَّا الرِّيْقِ مِنْ حَرَجِ(٣) |
|
بَيْضَاءُ تَبْعَثُ مِنْ ضَفَائِرِهَا |
بسَلاسِلِ الرَّيْحَانِ كَالسَّبَجِ(٤) |
|
إنْ قَالَ لِلَّيْلِ ادْجُ(٥) فَاحِمُهَا |
لِلصُّبْحِ قَالَ جَبيْنُهَا ابْتَلِجِ |
|
تَشْدُو فَتُطْرِبُ فِي تَنَقُّلِهَا |
بالْلَحْنِ مِنْ(رَمَلٍ) وَمِنْ (هَزَجِ) |
- وقال متغزلا(٦) : [من المديد والقافية من المتواتر]
بَرَزَتْ تَحْمِلُ بالرَّاحِ رَاحَا |
فَكَسَتْ بَهْجَةَ نُوْرٍ بَرَاحَا(٧) |
____________________
١- الغَلائل: الدرُوع وقيل بَطائن تلبَس تحت الدُّروع (ينظر: لسان العرب: ١١/٥٠٢ مادة غلل)، ولكن الشاعر قصد هنا ماترتديه المرأة التي تغزل بها من ملابس ضمت جسدها الأهيف، الهيفُ: جمع أهيف وهو الضامر البطن (ينظر: لسان العرب: ٩/٣٥٢ مادة هيف)، الدَّعَجُ: شدَّة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها وقيل شدة سوادها مع سعتها (ينظر: لسان العرب: ٢/٢٧١ مادة دعج).
٢- الغُنْجُ في الجارية: تَكَسُّرٌ وَـ تَدَلُّلٌ (ينظر: لسان العرب: ٢/٣٣٧ مادة غنج).
٣- الحُمَيَّا: دَبيبُ الشَّراب وحُمَيَّا الكأْسِ سَوْرَتُها وشدَّتها(ينظر: لسان العرب: ١٤/٢٠١ مادة حما).
٤- السَّبَجُ: خَرَزٌ أَسود (ينظر: لسان العرب: ٢/٢٩٤ مادة سبج).
٥- في (د): إنْ قَالَ دُجْ لِلَّيْلِ.
٦- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٦٢-٢٦٣ الأبيات(١-٨) عدا البيت(٢).
٧- الراحُ: جمع راحة وهي الكَفُّ، والرَّاحُ: الخمرُ(ينظر: لسان العرب: ٢/٤٦١ مادة راح)، وهذا جناس تام، براح: اسم للشمس.
لَسْتُ أَدْرِي رَاحَهَا أَمْ لَمَاهَا |
مَا سَقَتْنِي؟ أَمْ زُلالاً قَرَاحَا؟(١) |
|
غَادَةٌ مَجْدُوْلَةٌ تَتَثَنَّى |
مَرَاحاً رَيَّا الشَّبَابِ رَدَاحَا(٢) |
|
وَمَهَاةٌ(٣) أَبَتِ الْوَصْلَ لَمَّا |
رَأَتِ الشَّيْبَ برَأْسِيَ لاحَا |
|
قُلْتُ أَنْتِ الشَّمْسُ تغْرُبُ لَيْلاً |
وَيَرَاهَا الْعَالمـُوْنَ صَبَاحَا؟ |
|
فَأَجَابَتْ إنَّنِي أَنَا بَدْرٌ |
يَأْفَلُ الصُّبْحَ وَيَبْدُو رَوَاحَا |
|
ثُمَّ قَالَتْ مَا تَرَى الشُّهْبَ عِقْداً |
فَوْقَ نَحْرِي وَ(الثُّرَيَّا) وِشَاحَا |
|
قُلْتُ فَوْقَ الْكَشْحِ مَا جَالَ إلَّا |
وَأَعَارَ الطَّيْرَ قَلْبي الْجَنَاحَا |
- وقال متغزلا(٤) :
[من الكامل والقافية من المتواتر]
يَا لائِمِي وَشِهَابُ وَجْدِيَ ثَاقِبٌ |
كَيْفَ الْعَزَاءُ وَطَوْدُ صَبْرِيَ سَاخَا؟ |
|
وَقَفَ السُّهَادُ بمُقْلَتِي مُتَوَسِّماً |
فَرَأَى بهَا أَثَرَ الْكَرَى فَأَنَاخَا |
____________________
١- هذا البيت غير مثبت في (ب) ولا في (ج).
- القراح: الخالص الذي لم يخالطه شيء (ينظر: لسان العرب: ٢/٥٦١ مادة قرح).
٢- يقال حَبْل مجدول: أي مفتول (ينظر: لسان العرب: ١١/١٠٥ مادة جدل)، الشاعر يريد هنا أن جسمها غير مسترخٍ، وامرأَة رَدَاحٌ: أي عَجْزاء ثقيلة الأَوراك تامَّة الخَلْق (ينظر: لسان العرب: ٢/٤٤٧ مادة ردح).
٣- المـَهاةُ: بَقرةُ الوحش (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٩٩ مادة مها).
٤- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٦٣.
- وقال متغزلا(١) :
[ من مجزوء الكامل والقافية من المتواتر]
أَبْدَيْنَ تُفَاحَ الْخُدُوْدِ |
وَسَتَرْنَ رُمَّانَ النُّهُوْدِ |
|
وَنَشَرْنَ رَيْحَانَ الْغَدَائِرِ |
فَوْقَ أَغْصَانِ الْقُدُوْدِ |
|
وَأَتَيْنَ يَحْمِلْنَ الْكُؤُوْ |
سَ كَأَنَّهُنَّ ثُغُوْرُ غِيْدِ |
|
مِنْ كُلِّ ظَامِئَةِ الْوِشَاحِ |
رَوَّيَةِ الْخَلْخَالِ رُوْدِ(٢) |
|
هَيْفَاءَ لَوْ طَالَبْتُهَا |
بدَمِي فَوَجْنَتُهَا شَهِيْدِي(٣) |
|
لَكِنَّهَا عَطَفَتْ عَلَيْـ |
ـيَ بصُدْغِهَا سُوْدُ الْجُعُوْدِ(٤) |
|
فَمَتَى بسَفْكِ دَمِي تَقِرُّ |
وَصُدْغُهَا لامُ الْجُحُوْدِ(٥) |
|
مِنْ مَائِلاتٍ كَالْغُصُوْنِ |
دَعَتْ بهَا النَّسَمَاتُ مِيْدِي |
|
مِنْ مُصْبيَاتٍ لِلْحَلِيْمِ |
بطَرْفِ جَازِيَةٍ وَجِيْدِ(٦) |
|
مِنْ قَاسِمَاتِ الدُّرَّ مَا |
بَيْنَ الْمَضَاحِكِ وَالعُقُوْدِ |
|
أَنْتَ الْعَمِيْدُ وَحَبَّذَا، |
بدَمي القِنَى، وَلَعُ الْعَمِيْدِ(٧) |
____________________
١- في (ب) و(ج): ذكرت الأبيات ١، ٢، ١٦ فقط.
٢- رود: أي لينة الحركة، أصلها من ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب (ينظر: لسان العرب: ٣/١٩١ مادة رود).
٣- الشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ( ينظر: لسان العرب: ٣/٢٤٠ مادة شهد).
٤- الجعد من الشَّعر: خلاف السبط (ينظر: لسان العرب: ٣/١٢١ مادة جعد).
٥- الشاعر يشبِّه ما يراه من شعرها عند الصدغ بحرف اللام، ولام الجحود هو أحد اللامات، حرف جر يدخل عل الفعل المضارع فتضمر (أن) بعدها مثل (ما كان الله ليطعَكم على الغيب).
٦- مصيبات:أخذها من الصبوة: جهلة الفتوة واللهو من الغزل.(ينظر: لسان العرب: ١٤/٤٤٩ مادة صبا)، الجازية: بقر الوحش (ينظر: تاج العروس: ١٩/٢٨٥ مادة جزى).
٧- في (أ) و(د): ورد عجز البيت: بدِمي النَّقَا، وَلَعُ الْعَمِيْدِ.
وأحسب أن هذا خطأ من جراء النسخ ليس له معنى.=
فَارْشُفْ عَرُوْساً مِنْ طِلاً(١) |
جُلِيَتْ عَلَى وَرْدِ الْخُدُوْدِ |
|
جَاءَتْ إلَيْكَ تَزُفُّهَا |
عَذْرَاءُ كَاعِبَةُ النُّهُوْدِ |
|
يَا مَا أَسَرُّكِ لَيْلَةً |
فِي الدَّهْرِ كَامِلَةَ السُّعُوْدِ |
|
فَلَنَا صَبَاحُكِ قَدْ تَجَلَّى |
مُسْفِراً عِنْ يَوْمِ عِيْدِ |
|
بيْضٌ لَوَتْكَ مِنَ الْعِذَارِ |
بشُقْرِ لامَاتٍ وَسُوْدِ |
- وقال أيضاً:
[من الخفيف والقافية من المتواتر]
يَا رِيَاضَ الْوِصَالِ أَثْمَرْتِ غِيْدَا |
فَاجْتَنَيْنَا سَوَالِفاً وَخُدُوْدَا(٢) |
|
وَاقْتَنَصْنَا جَآذِراً نَاصِبَاتٍ(٣) |
شَرَكَ الْحُسْنِ يَقْتَنِصْنَ الأَسُوْدَا |
- وقال متغزلا(٤) (٥) : [من السريع والقافية من المتدارك]
مَرَّتْ بنَا أَمْسِ تَمِيْمِيَّه |
سَاحِبَةً أَذْيَالَهَا(٦) الْعَاطِرَهْ |
|
آنِسَةُ الدَّلِّ تُرَى وَهْيَ إنْ |
آنسْتَهَا وَحْشِيَّةٌ نَافِرَهْ |
|
قَدْ جَذَبَتْ أَحْشَاءَنَا مُذْ غَدَتْ |
تَرْمُقُنَا بالنَّظْرَةِ الْفَاتِرَهْ |
____________________
= القِنَى: الرِّضا وأَقْناه إذا أَرْضاه(ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٠٢ مادة قنا)، العَمِيدُ: الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً، وقَلبٌ عَمِيدٌ هدّه العشق (ينظر: لسان العرب: ٣/٣٠٥ مادة عمد).
١- الطِّلاء: الخَمْرَ(ينظر: لسان العرب: ١٥/١١ مادة طلي).
٢- السوالف: جمع السالِفةُ وهي أَعلى العُنُق (ينظر: لسان العرب: ٩/١٥٩ مادة سلف).
٣- الجآذِر: جمع الجُوذِرُ وهو ولد البقرة الوحشية (ينظر: لسان العرب: ٤/١٢٤ مادة جذر).
٤- التخريج: العقد المفصل:٢/٣٦.
٥- القصيدة غير مثبتة في (ج)
٦- في (ب): أرادنها
فَانْجَذَبَتْ مِنْ شَغَفٍ نَحْوَهَا |
تَسْبقُ مِنَّا الأَرْجُلُ السَّائِرَهْ |
|
وَعَادَ مِنَّا كُلُّ ذِي صَبْوَةٍ |
وَفِي حَشَاهُ رِجْلُهُ عَاثِرَهْ |
- وقال أيضاً:
[من الرجز وقافية البيت الأول من المتدارك والثاني من المتراكب]
ظَنَّ الْعَذُوْلُ أَدْمُعِي تَنَاثَرَتْ |
حُمْراً لَعَمْرِي غَرَّهُ مَا يُبْصِرُهْ |
|
وَإنَّمَا يَقْدَحُ زَنْدُ الشُّوْقِ فِي |
قَلْبي، وَمِنْ عِيْنِي يَطِيْرُ شَرَرُهْ |
- وقال أيضاً(١) :
[ من مجزوء الكامل والقافية من المتواتر]
إنَّ الَّتِي سَكَنَتْ ضَمِيْرِي |
فِي حُسْنِهَا سَلَبَتْ شُعُوْرِي |
|
برَشَاقَةِ الغُصْنِ الرَّطِيْبِ |
وَلَفْتَةِ الظَّبْيِ الْغَرِيْرِ |
|
قَدْ أَرْهَفَتْ مِنْ لَحْظِهَا |
سَيْفاً ضَرِيْبَتُهُ ضَمِيْرِي |
|
قَسَماً بعَامِل قَدِّهَا الْـ |
ـخَطَّارِ يَخْطِرُ بالْحَرِيْرِ(٢) |
|
مَا أَسْكَرَتْنِي خَمْرَةٌ |
لَوْلاكِ يَا عَيْنَ الْمُدِيْرِ(٣) |
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: ٢/٣٥-٣٦ الأبيات(١-٥)وفيها: البيت(٤) فيه: في الحرير.
٢- يَخْطِر: يهتز ويتبختر فهو خَطَّار (ينظر: لسان العرب: ٤/٢٥٠ مادة خطر).
٣- المدير: الذي يدير الكأس على الجلَّاس.
- وقال متغزلاً:
[من الطويل والقافية من المتدارك]
عَهِدْتُ بذَاتِ الْبَانِ فَالْجَزْعِ أَرْبُعَا |
كَسَاهُنَّ وَشْىُ الرَّوْضِ بُرْداً مُوَلَّعَا(١) |
|
وَجَادَ عَلَيْهَا كُلُّ مُحْتَفَلِ الْحَيَا(٢) |
فَأَبْقَى عَمِيْمَ النَّبْتِ فِيْها وَوَدَّعَا |
|
تَعَاقَبَ رَبْعِيّاً عَلَيْهَا وَصَائِفاً |
فَكَانَ مَصِيْفَاً لِلْخَلِيْطِ وَمَرْبَعَا(٣) |
|
إذَا انْحلَّ فِي حَافَاتِهِ خَيْطُ بَرْقِهِ |
تَنَاثَرَ دُرُّ القَطْرِ مِنْ حَيْثُ جُمِّعَا(٤) |
|
إذَا مَا النَّسِيْمُ الْغَضُّ حَيَّا عِرَاصَها |
نَشَقَتَ عَبيْراً عَطَّرَ الْجَوَّ أَجْمَعَا |
|
وَمَا هِيَ فِي غَضِّ النَّسِيْمِ تَضَوَّعَتْ |
وَلَكِنْ برَيَّاهَا النَّسِيْمُ تَضَوَّعَا(٥) |
|
برَغْمِي رُبُوْعُ الْحَيِّ أَصْبَحْنَ بَلْقَعاً |
عَشِيَّةَ زَالَ الْحَىُّ عَنْهَا وَأَزْمَعَا |
|
وَقَفْتُ بهَا مُسْتَسْقِياً فَسَقَيْتُهَا |
إلَى أَنْ شَرِبْتُ الْمَاءَ فِيْهِنَّ أَدْمُعَا |
|
رَعَيْتُ بهَا رَيْحَانَةَ الْلَهْوِ غَضَّةً |
أَرُوْحُ وأَغْدُو بالدُّمَى البيْضِ مُوْلَعَا |
|
وَفِيْهَا صَحِبْتُ الدَّهْرَ وَالْعَيْشُ نَاعِمٌ |
لَيَالِيَ فِيْهَا شَمْلُ أُنْسِيْ تَجَمَّعَا |
|
كَأَنَّ الدُّجَى مَلْكٌ مِنَ الزِّنْجِ لا بسٌ |
مِنَ الأُفْقِ تَاجاً بالْكَوَاكِبِ رُصِّعَا |
____________________
١- ذات البان والجزع مناطق معينة، الأَرْبُع: جمع الرَّبْع وهو المنزل أو الدار (ينظر: لسان العرب: ٨/١٠٢ مادة ربع)، برداً مولعاً: مربداً، وتربده: تلونه، تراه أحمر مرة ومرة أخضر ومرة أصفر، ويتربد لونه إذا صار فيه لمع (ينظر: لسان العرب: ٣/١٧٠ مادة ربد).
٢- مُحْتَفَل: من يَحْتفل الماء أَي يجتمع (ينظر: لسان العرب: ١١/١٥٧ مادة حفل).الحيا: المطر.
٣- يقال مطر صائفٌ: وهو الذي يأتي في الصيف ومنه الكَلأُ الذي يَنْبُتُ في الصَّيْف صَيْفِيٌّ (ينظر: لسان العرب: ٩/٢٠٢ مادة صيف) والرِّبْعيّ: الذي يأتي في الربيع ومنه ينبت كلأ الربيع، الخَلِيطُ: المـُخالِط ويريد به الشريك الذي يَخْلِط ماله بمال شريكه (ينظر: لسان العرب: ٧/٢٩٣ مادة خلط).
٤- الشاعر يتحدَّث عن نزول المطر بعد حدوث البرق.
٥- تَضَيَّعَتِ و تَضَوَّعَت الرائحة: فاحَتْ وانتشرت (ينظر: لسان العرب: ٨/٢٣٢ مادة ضيع).
مِنَ الزَّهْرَةِ الغَرَّاءِ قَدْ بَاتَ يَجْتَلِي |
عَرُوساً جَلاهَا(١) الْحُسْنُ أَنْ تَتَبَرْقَعَا |
- وقال متغزلاً: [من المتقارب والقافية من المتواتر]
حَبَسْتُ عَلَى الْلَهْوِ قَلْباً طَلِيْقَا |
وَقُمْتُ أُحَيِّي الْخَيَالَ الطَّرُوْقَا(٢) |
|
لَدَى رَوْضَةٍ قَدْ كَسَاهَا الرَّبيْعُ |
مِنَ النَّوْرِ وَ الزَّهْرِ بُرْداً رَقَيْقَا |
|
عَلَيْهَا الصَّبَا سَحَبَتْ ذَيْلَهَا |
وَذرَّتْ مِنَ الطِّيْبِ مِسْكاً سَحِيْقَا(٣) |
|
تَرُوْقُكَ إنْ مَرَّ فِيْهَا النَّسِيْـ |
ـمُ مِنْهَا يُلاعِبُ غُصْناً وَرِيْقَا |
|
كَأَنَّ الغُصُوْنَ إذَا الْوِرْقُ غَنَّتْ |
عَلَى الأَيْكِ نَشْوَانُ لَنْ يَسْتَفِيْقَا |
|
إذَا اعْتَنَقَتْ طَرَباً خِلْتَهُنَّ |
شَقِيْقاً يُعَانِقُ شَوْقاً شَقِيْقَا |
|
عَشِيَّةَ لَهْوٍ بهَا الدَّهْرُ جَادَ |
بهَا عَادَ عَيْشِيَ غَضّاً أَنِيْقَا |
|
أَمِنْتُ بهَا الدَّهْرَ حَتَّى كَأَنِّي |
أَخَذْتُ عَلَى الدَّهْرِ عَهْداً وَثِيْقَا |
|
سُرُرْتُ بهَا غَيْرَ أَنَّ الْحَبيْـ |
ـبَ فُقْدَانُهُ سَاءَ قَلْبي الْمَشُوْقَا(٤) |
|
فَكُنْتُ إذَا قَلْبيَ اشْتَاقَهُ |
لأَرْشِفَ فَاهُ رَشَفْتُ الرَّحِيقَا |
|
وَأَعْتَنِقُ الْغُصْنَ عَنْ قَدِّهِ |
وَأَلْثُمْ عَنْ وَجْنَتَيْهِ الشَّقِيْقَا |
|
فَمَا زِلْتُ أَجْنِي ثِمَارَ السُّرُوْرِ |
وَأَقْضِي بهِا لِلْغَرَامِ الْحُقُوْقَا(٥) |
|
إلَى أَنْ رَأَيْتُ الصَّبَاحَ انْتَضَى |
عَلَى مَفْرَقِ الْلَيْلِ عَضْباً ذَلِيْقَا |
|
مَضَى الْلَيْلُ يَدْعُوْ النَّجَاءَ النَّجَا |
ءَ وَالصُّبْحُ يَدْعُو الْلَحُوْقَ الْلَحُوْقَا |
____________________
١- في(ب): زهاها.
٢- طَرَقَ القومَ: جاءَهم ليلاً فهو طارقٌ (ينظر: لسان العرب: ١٠/٢١٧ مادة طرق)، الشاعر يضيع اسم الفاعل طارق على وزن فعول فيقول: طَروق.
٣- في(أ): رحيقا.
٤- في(د): قلب المشوقا.
٥- في(د): وَأَقْضِي بهِ.
فَقُمْتُ وَلَمْ أَرَ مَمَّا رَأَيْـ |
ـتُ شَيْئاً، أُكَفْكِفُ دَمْعاً دَفُوْقَا |
|
وَقَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ طَرْفَ الزَّمَا |
نِ مِنْ سَكْرَةِ(١) النَّوْمِ(٢) بي لَنْ يَضِيْقَا |
|
فَيَا لائِمِي إنْ ذَكَرْتُ الْعَقِيْقَ |
وَلَوْلا الْهَوَى مَا ذَكَرْتُ الْعَقِيْقَا |
|
تَذَكَّرْتُ مَنْ كُنْتُ أَلْهُوْ بهِ(٣) |
فَصِرْتُ لِكَتْمِ الْهَوَى لَنْ أَطِيْقَا |
|
لَئِنْ بَانَ جِسْمِيَ عَنْهُ فَقَدْ |
تَخَلَّفَ قَلْبيَ فِيْهِ وَثِيْقَا |
|
فَلَيْتَ غَدَتْ حَالِبَاتُ(٤) الرَّبيْعِ |
حَيَاهَا عَلَى غَيْرِهِ لَنْ تُرِيْقَا |
|
فَتَسْقِي بهِ مُرْضِعَاتُ الرَّبيْعِ |
رَضِيْعَ الْخَمَائِلِ مَاءٍ دَفُوْقَا |
|
فَفِي كُلِّ يَوْمٍ بإطْلالِهِ(٥) |
أُحَيِّ مِنَ الْغِيْدِ وَجْهاً طَلِيْقَا |
|
وَمُرْهَفَةُ الْخِصْرِ وَسْنَى الْلِحَاظِ |
تُغادِرُ قَلْبَ الْمُعَنَّى خَفُوْقَا |
|
إذَا مَا رَشَفْتَ لَمَىَ ثَغْرِهَا |
تَعَافُ الصَّبُوْحَ لَهُ وَالْغُبُوْقَا(٦) |
|
تَرَى البَدْرَ وَالْغُصْنَ وَالظَّبْيَ والنْـ |
ـنَقَى وَالْعَقِيْقَ بَها(٧) وَالرَّحِيْقَا |
|
مُحَيّاً وَقَدّاً وَجِيْداً وَعَيْناً |
وَرِدْفاً ثَقِيْلاً وَثَغْراً وَرِيْقَا |
____________________
١- في(ب): من سكره.
٢- في(ب): اليوم.
٣- في(ب): اهوى.
٤- في(ب): حاليات.
٥- الإِطْلال: أخذها من تطاول واستطل أي أشرف(ينظر: لسان العرب: ١١/٤٠٧ مادة طلل).
٦- عافَ الشيءَ: كرهه (ينظر: لسان العرب: ٩/٢٦٠ مادة عيف)، الصَّبُوحُ: كل ما أُكل أَو شرب غَدْوَةً وهو خلاف الغَبُوقِ(ينظر: لسان العرب: ٢/٥٠٣ مادة صبح).
٧- في(ب): لها.
- وقال متغزلاً: [من الرمل والقافية من المتواتر]
حَيِّ طَيْفاً زَارَ، مِنْ سُعْدَى، لِمَامَا |
لَمْ يُزَوِّدْ صَبَّها إلَّا غَرَامَا(١) |
|
طَارِقاً مَا أَسْأَرَتْ(٢) زَوْرَتُهُ |
فِي حَنَايَا أَضْلُعِي إلَّا ضِرَامَا(٣) |
|
هَوَّمَ الرَّكْبُ فَحَيَّا مَضْجَعِي |
بَعْدَ لأَيٍ مُهْدِياً عَنْهَا السَّلامَا(٤) |
|
وَكَمَا شَاءَ الْهَوَى عَلَّلَنِي |
بحَدِيْثٍ بَلَّ مِنَ قَلْبي الأُوَامَا(٥) |
|
زَادَنِي سُكْراً إلَى سُكْرِ الْكَرَى |
فَكَأَنِّي مِنْهُ عَاقَرْتُ مُدَامَا(٦) |
|
كُلَّمَا مَثَّلَ لِيْ قَامَتَهَا |
زُدْتُهُ ضَماً لِصَدْرِي وَالْتِزَامَا |
|
أَوْ ثَنَايَاهُ لِعَيْنِي وَصَفَتْ |
ثَغْرَهَا اسْتَشْفَيْتُ فِيْهِنَّ التِثَامَا(٧) |
|
لَمْ أَزَلْ أَلْهُوْ بهِ حَتَّى غَدَتْ |
أَنْجُمُ الشَّرْقِ إلَى الْغَرْبِ تَرَامَى |
|
فَرَغَتْ مِنْ سَهَر الْلَيْل وَأَوْمَتْ(٨) |
بعِيُوْنٍ آذَنَتْنَا أَنْ تَنَامَا |
|
يَا لَهَا مِنْ زَوْرَةٍ كَاذِبَةٍ |
أَعْقَبَتْ وَجْداً بقَلْبي وَاحْتِدَامَا(٩) |
____________________
١- في(د): من سعدي.
- اللِّمامُ: اللِّقاءُ اليسيرُ(ينظر: لسان العرب: ١٢/٥٥٠ مادة لمم).
٢- في(ب): أسأدت.
٣- أَسْأَرْتُ: أبقت (ينظر: لسان العرب: ٤/٣٤٠ مادة سأر)، الزَّوْرَةُ: البُعْدُ(ينظر: لسان العرب: ٤/٣٣٦ مادة زور)، الضِّرامُ: ما اشْتَعَلَ من الحَطَب(ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٥٥ مادة ضرم).
٤- هَوَّم الرجلُ: إذا هَزَّ رأْسَه من النُّعاس (ينظر: لسان العرب:١٢/٦٢٤ مادة هوم)، اللأَى: الإبْطاء والاحْتِباس (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٣٧ مادة لأي).
٥- الأُوامُ: العَطَش(ينظر: لسان العرب: ١٢/٣٨ مادة أوم).
٦- في(ب): المداما.
- المـُعاقَرة: إدْمانُ شرب الخمر (ينظر: لسان العرب: ٤/٥٩٨ عقر)، المـُدامُ: الخمرة.
٧- في(أ): لثاما.
٨- في(أ): ونامت.
٩- الإحْتِدامُ: شدة الحر (ينظر: لسان العرب: ١٢/١١٧ مادة حدم).
- وقال مشيرا إلى زيارة أحد أصدقائه في ليلة هبت فيها عواصف ورياح(١) (٢) :
[من الخفيف والقافية من المتواتر]
سُعِدَتْ مِنْ عَشِيَّةٍ زَارَ فِيْهَا |
قَمَرُ الْمَجْدِ رَبْعَنَا فَأَضَاءَ |
|
وَأَظْنُّ الرِّيَاحَ قَدْ حَسَدَتْنَا |
فَهْيَ وَجْداً تَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ |
- وقال رحمه الله:
[من الوافر والقافية من المتواتر]
خُذِي قَلْبي إلَيْكِ فَقَلِّبيْهِ |
تَرِي لا مَوْضِعاً لِلصَّبْرِ فِيْهِ |
|
وَهَلْ لِلصَّبْرِ مَنْزَلَةٌ بقَلْبي |
بأَسْهُمِهَا النَّوَائِبُ تَدَّرِيْهِ |
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: ١٧٤
٢- لم أجدها إلا في(د).
الموشحات
- قال رحمه الله تعالى مجيباً العلَّامة الحاج محمد حسن كبَّة عن كتابٍ كتبه يستحثُّه فيه على تعجيل انجاز (العقد المفصل)(١) :
[من مخلَّع البسيط والقافية من المتواتر]
إحْدَى الغَوَانِي إلَى الزَّوْرَاءِ |
جَاءَتْكَ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءِ(٢) |
* * *
جَمِيْلَـةٌ مِـنْ بَنَـاتِ الْفِكْـرِ
مَكْنُوْنَـةٌ فـِي حِجَـابِ الـصَّدْرِ
حَيَّتَـكَ تُبْـدِي جِمِيْـلَ الْعُـذْرِ
فَحِيِّ مِنْهَا أُلُوْفَ الْخِدْرِ |
يَا سَاكِناً مِثْلُهَا أَحْشَائِي(٣) |
* * *
سَـيَّرْتُهَا فـِي سَـمَاءِ الْحَمْـدِ
زَهْـرَةَ مَـدْحٍ لِبَـدْرِ الـسَّعْدِ
لِمَـنْ أَيَادِيْـهِ جَلَّـتْ عِنْـدِي
قَدْ خَفَّفَتْ فِي ثَقِيْلِ الرَّفْدِ |
عَنْ كَاهِلِي مِنَّةَ الأَنْوَاءِ |
* * *
مَعْـشُوقَةٌ أَقْبَلَـتْ لِلْوَصْـلِ
لِـسَانُهَا نَـاطِقٌ بالْفَـصْلِ
تُغْنِيْـكَ عِـنْ غَيْرِهَـا في النَّقْـلِ(٤)
____________________
١- التخريج: العقد المفصل: ١٧١-١٧٣ الأبيات (١-٦، ٩-١١) فيها: البيت(٤) وفيه: لم تلد لي الدنيا، والبيت(٦) وفيه: لا أفرقت.
- في(أ): الأدوار(١-١٠) فقط.
٢- الشاعر يقتبس من قوله تعالى:( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) (القصص/٢٥)
٣- في(أ): أحشاءِ
٤- في مصادر التحقيق: بالنقل.وفي العقد المفصل في النقل وهو الصحيح.
غِنَاءَ كَفَّيْكَ لِيْ في الْمَحْلِ(١) |
حَتَّى عَنِ الدِّيْمَةِ الوَطْفَاءِ |
* * *
كَـمْ رَقَّ دِيْبـَاجُ نَظْمـِيَ وَشْيَا
وَرَاقَ صـَوْغِي القَوَافِيَ حَلْيـَا
كَجَـوْهِرٍ زَانَ نَحـْرَ الْعَلْيـَا
ذَاكَ الَّذِي لَمْ تَلِدْ فِي الدُّنْيَا |
نَظِيْرَهُ مِنْ بَنِي(حَوَّاءِ)(ع) |
* * *
ذُوْ طَلْعـَةٍ وَهْـيَ أُمُّ الْبـشْرِ
مـَنْ شـَامَهَا قَالَ بنْـتُ البَدْرِ
وَرَاحـَةٍ وَهـْيَ أُخْـتُ البَحْـرِ
كَمْ قَلَّدَتْ لِلْوَرَى مِنْ نَحْرِ |
بجَوْهَرِ الرَّفْدِ وَالنَّعْمَاءِ |
* * *
سـَمَاؤُهَا لـَمْ تـَزَلْ مُنْهَلَّـهْ
بهَـا رِيَـاضُ الْمُنَـى مُخْـضَلَّهْ
وَغَيْرُهَـا لَـيْسَ تَشْفِي(٢) غُلَّهْ
عَنِ النَّدَى لَمْ تَزَلْ مُعْتَلَّهُ |
بالبُخْلِ لا فَارَقَتْ(٣) مِنْ دَاءِ |
* * *
(مُحَمَّـدُ)(٤) الطَّيِّـبُ(٥) الأَخْــلاقِ
لَحَـسَنُ الْمَاجِـدُ الأَعْـرَاقِ
____________________
١- في مصادر التحقيق: بالمحل. وفي العقد المفصل في المحل وهو الصحيح.
٢- في(أ) و(د): يشفي.
٣- في(ج): لا افرقت.
٤- ممدوح الشاعر العلامة الحاج محمد حسن كبَّة.
٥- في(أ): محمدٌ طيِّبُ.
تَبَارَكَـتْ قُـدْرَةُ الخَـلَّاقِ
إذْ أَطْلَعَتْ مِنْكَ لِلإشْرَاقِ |
للأَرْضِ(١) شَمْسَ السَّمَا(٢) لِلرَّائِي |
* * *
سُبْحَـانَهُ نَاشِـراً (حَـسَّانَا)(٣)
فـِي (حَـسَنٍ)(٤) طَاوِياً (سُـحْبَانَا)(٥)
أَنْـسَى أَخَاهَـا بـهِ (ذُبْيَانَا)(٦)
نِـسْيَانَهُ لِـي لأَمْـرٍ كَانَـا |
حَـدَاهُ عَنِّـي عَلَـى الإغْضَاءِ |
* * *
يَـا هَـلْ تَـرَى مُخْلِفـاً لِلْوَعْـدِ
مَـنْ لَـمْ يَجِـدْ غَيْـرَ بَـذْلِ الْجَهْـدِ
إنْ كٌنْـتُ أَبْطَـأْتُ عَمَّـا عِنْـدِي
____________________
١- في(ج): في الارض.
٢- في(ب): السماء.
٣- في(أ) و(د): احسانا.
- حسان: هو حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي شاعر رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) وهو من فحول الشعراء، مات وله مائة وعشرون سنة، عاش ستين سنة منها في الجاهلية وستين في الإسلام.
ينظر: تاريخ دمشق: ١٢/٣٧٨، سير اعلام النبلاء: ٢/٥١٢، الأعلام: ٢/١٧٥
٤- حسن: ممدوح الشاعر العلامة محمد حسن بن الحاج محمد صالح كبة.
٥- سَحْبانُ: اسْمُ رَجُل من وائِل كان لَسِناً بَلِيغاً يُضْرَبُ به المـَثَلُ في البَيانِ والفَصَاحةِ فيقال أَفْصَحُ من سَحْبانِ وائِلٍ (ينظر: لسان العرب: ١/٤٦١ مادة سحب)
٦- في(ب): ذيبانا.
- أخا ذبيان: هو النابغة الذبياني: زياد بن معاوية ويكني أبا أمامة ويقال أبو ثمامة، وهو شاعر جاهلي عده ابن سلام من شعراء الطبقة الأولى. وأهل الحجاز يفضلون النابغة وزهيرا الجاهليين.
ينظر: الفصول في الأصول للجصاص: ١/هامش ٦٨، وفيات الأعيان: ٦/٢٦٠، الأعلام: ٣/٥٤.
فَأَنْتَ يَا مُسْرِعاً بالصَّدِّ |
أَعْجَلُ بالْعَتْبِ مِنْ ابْطَائِي |
* * *
لا تَـشْمُتَنَّ هَجْرَنَـا بالوَصْـلِ
وَلا تُـسَمِّ عَقْـدَنَا بالْحَـلِّ
فَمِثْلُـكَ الْيَـوْمَ خِـلَّا مِـنْ لِـي؟
وَمَنْ لَكَ الْيَوْمَ خِلاًّ مِثْلِي؟ |
وَنَحْنُ كَالْمَاءِ وَالصَّهْبَاءِ |
* * *
أَنْـتَ عَلَـى الـنَّفْسِ مِنْهَـا أَغْـلا
وَأَنْـتَ فـِي العَـيْنِ مِنْهَـا أَحْلَـى
وَأَنْـتَ أَوْلـَى بقَلْبـي كَـلَّا
ذَاكَ الْهَوَى لا تَخِلْهُ مَلَّا |
فَمَالَ عَنْهُ مَعَ(١) الأَهْوَاءِ |
* * *
لِـسَانُكُمْ لِلْمَقَـالِ الفَـصْلِ
وَكَفُّكُـمْ لِلنَّـدَى وَالبَـذْلِ
فَمَـا لَكُـمْ فِـي الـوَرَى مـِنْ مِثْـلِ
هَيْهَاتَ مِثْلاً لِرُوْحِ الفَضْلِ |
مَا ظُلِّلَتْ قُبَّةُ الخَضْرَاء |
* * *
____________________
١- في(ب) و(د): إلى الأهواء