عليّعليهالسلام
إلى المسجد مسرعاً على ما أتذكّر في بعض الروايات تقول : جاء مسرعاً إلى عمر ، قال له :
( لا تنفر نفيراً عامّاً ) ، كان عمر يريد أنْ يخرج مع تمام المسلمين الموجودين آنذاك في المدينة ، وعندما تفرّغ عاصمة السلام ممّا يحميها من غزو المشركين والكافرين ، منعه من النفير العام .
وهكذا كان عليّعليهالسلام
يتدخّل تدخّلاً ايجابياً موجّهاً في سبيل أنْ يقاوم المزيد من الانحراف ، والمزيد من الضياع ، كي يطيل عمر التجربة الإسلامية ويقاوم عامل الكم الذي ذكرناه .
هذا أحد أُسلوبَي مقاومة العامل الكمّي .
الأُسلوب الثاني :
لمقاومة العامل الكمّي كان هو المعارضة .
يعني كان تهديد الحكّام ومنعهم من المزيد من الانحراف ، لا عن سبيل التوجيه ، وإنّما عن سبيل المعارضة والتهديد .
في الأوّل كنّا نفرض أنّ الحاكم فارغ دينياً ، وكان يحتاج إلى توجيه ، والإمامعليهالسلام
كان يأتي ويوجّهه ، أمّا الأُسلوب الثاني ، فيكون الحاكم فيه منحرفاً ولا يقبل التوجيه ، إذن فيحتاج إلى معارضة ، يحتاج إلى حملة ضدّ الحاكم هذا ، لأجل إيقافه عند حدّه ، ولأجل منعه من المزيد من الانحراف .
وكانت هذه هي السياسة العامة للائمّةعليهمالسلام
.
ألسنا نعلم بأنّ عمر صعد على المنبر وقال : ماذا كنتم تعملون لو أنّا صرفناكم عمّا تعلمون إلى ما تنكرون ؟ .
كان يريد أنْ يقدّر الموقف .
وماذا سيكون لو أنّا صرفناكم ممّا تعلمون إلى ما تنكرون .
لو انحرفنا شيئاً قليلاً عن خط الرسالة ماذا سيكون الموقف .
لم يقم له إلاّ عليّعليهالسلام
قال له :( لو فعلتَ ذلك لعدّلناك بسيوفنا )
.
كان هذا هو الشعار العام للإمامعليهالسلام
بالرغم من أنّه لم يتنزّل في عملية تعديل عمر بالسيف خلال حكم عمر ، لظروف ذكرناها ، إلاّ أنّه قاد المعارضة