الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد10%

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 563

الجزء ١ المقدمة الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 563 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185482 / تحميل: 10206
الحجم الحجم الحجم
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

الجاري يَشربهُ اليهودُ والنّصارىَ والمجوسُ وتَمرغُ فيه خنازيرُ السوادِ(١) وكلابُه، وها هم قد صرعهم العطشُ، بئسَ ما خلفتم محمّداً في ذرِّيّتهِ، لا سقاكم اللّهُ يومَ الظّمأ الأكبرِ. فحملَ عليه رجالٌ يَرمونَ بالنَّبلِ، فأَقبلَ حتّى وقفَ أَمام الحسينِعليه‌السلام .

ونادى عمرُ بنُ سعدٍ: يا ذُوَيْدُ(٢) ، أَدْنِ رايتَكَ؛ ‎ فأَدناها ثمّ وضعَ سهمَه في كَبدِ قوسِه ثمّ رمى وقالَ: اشهدُوا أَنِّي أَوّلُ من رمى، ثمّ ارتمى النّاسُ وتبارزوا، فبرزَ يسارٌ مولى زيادِ بنِ أَبي سُفيانَ، وبرزَ إِليه عبدُاللّه بن عُميرٍ، فقالَ له يسارٌ: مَنْ أَنتَّ؟ فانتسبَ له، فقالَ: لستُ أعرفُكَ، لِيَخْرُجْ إِليَّ زُهَيرَبنُ القَيْنِ أَو حَبيبُ بن مُظاهِرٍ، فقالَ له عبدُاللّه بن عُمَيرٍ: يا ابنَ الفاعلةِ، وبكَ رغبةٌ عن مُبارَزَةِ أحدٍ منَ النّاسِ؟! ثمّ شدَّ عليه فضربَه بسيفِه حتّى بَردَ، فإِنّه لَمُشتغلٌ بضربه إِذ شدَّ عليه سالمٌ مولى عُبيدِاللّهِ بنِ زيادٍ، فصاحُوا به: قدْ رَهقَكَ العبَدُ، فلم يَشعرْحتّى غشيَه فبدرَه ضربةً اتّقاها ابنُ عميرٍ بكفِّه(٣) اليُسرى فاطارتْ أَصابعَ كفِّه، ثمّ شدّ عليه فضربَه حتّى قتله، وأَقبلَ وقد قتلَهما جميعاً ًوهو يرتجزُ ويقولُ:

إِنْ تُنْكِرُوْنيْ فأَنَا ابْنُ كَلْبِ

إِنِّي امْرُؤٌ ذُوْ مِرَّةٍ وعَضْب(٤)

وَلَسْتُ بالْخَوَّارِ عِنْدَ النَّكْبِ

__________________

(١) في «ش» البَواد، وما في المتن من «م» وهامش «ش».

(٢) انظر ص ٩٦ هامش (١).

(٣) في «م» وهامش «ش»: بيده.

(٤) ورد في «ش» و «م»: عَضب، وهو السيف القاطع. «الصحاح - عضب - ١ / ١٨٣ ».

وفي هامش «م» فَسرَ قوله: «ذو مِرَّة وعَضب » بقوله: أي القوة والشدة، ثم ذيّله بقوله: قال حسان:

دعَوا التخاجؤ وامشوا مشيةً سُجُحاً

إن الرجال ذوو عَصب وتذكير

 

١٠١

وحَمَل عمرُو بنُ الحجّاجِ على ميمنةِ أصحاب الحسينِعليه‌السلام فيمن كانَ معَه من أَهلِ الكوفةِ، فلمّا دنا من الحسَينِعليه‌السلام جَثَوْا له على الرُّكَب وأَشْرَعوا الرِّماحَ نحوَهم، فلم تُقدِمْ خيلهُم على الرِّماحِ، فذهَبتِ الخيلُ لِترجعَ فرشقَهم أَصحابُ الحسينِعليه‌السلام بالنَّبلِ فصرَعوا منهم رجالاً وجرَحوا منهم آخرينَ.

وجاء رجل من بني تَميم يُقالُ له: عبدُاللّهِ بن حَوْزةَ، فأَقدمَ على عسكرِ الحسينِعليه‌السلام فناداه القومُ: إِلى أَينَ ثكلتْكَ أُمُّكَ؟! فقالَ: إِنِّي أَقدمُ على ربِّ رحيمٍ وشفيعٍ مُطاعٍ، فقالَ الحسينُعليه‌السلام لأصحابه: «مَنْ هَذا؟» قيلَ: هذا ابنُ حَوْزةَ، قالَ: «اللّهمَّ حُزْهُ إِلى النّارِ» فاضطرَبتْ به فرسُه في جَدْوَلٍ فوقعَ وَتعلّقتْ رِجْله اليُسرى بالرِّكاب وارتفعتِ اليُمنى، فشدَّ عليه مسلمُ بنُ عَوْسَجَةَ فضربَ رجلَه اليًمنىَ فطارتْ، وعَدا به فرسُه يَضربُ برأسِه كلَّ حَجَرٍ وكلَّ شجرٍ حتّى ماتَ وعجّلَ اللّهُ بروحِه إِلى النّارِ.

ونشبَ القتالُ فقُتِلَ منَ الجميعِ جماعةٌ. وحمَلَ الحرُّ بنُ يزيدَ على أَصحاب عمربن سعدٍ وهويتَمثّلُ بقولِ عَنترةَ:

مَا زِلْتُ أرْمِيهِمْ بِغُرَّةِ وَجْهِهِ

وَلَبَانِه(١) حَتَّى تَسَربَلَ بِالدَّمِ

__________________

وهذا يدل على انه بالصاد لا بالضاد كما في جميع المصادر، انظر في ذلك ديوان حسان: ٢١٩ ومصادره ؛ كما ان العصب يتضمن معنى الشدة.

ومما يجدر بالملاحظة انه في نسخة (م ) كتبت تحت عضب التي في الرجز صاد مقتطعة وكذا تحت عصب من بيت حسان في الحاشية.

(١) اللبان: الصدر «الصحاح - لبن - ٦: ٢١٩٣».

١٠٢

فبرزَ إِليه رجلٌ من بَلحارث يقالُ له: يزيدُ بنُ سُفيانَ، فما لبّثه الحرًّ حتّى قتلَه، وبرزَنافعُ بنُ هِلالٍ وهو يقولُ:

انا ابن هلال البجلي(١)

أنَا عَلَى دِيْنِ عَلِي

فبرزَ إِليه مُزاحِمُ بنُ حُرَيْثٍ فقالَ له: أنا على دينِ عُثمانَ، فقالَ له نافعٌ: أَنتَ على دينِ شيطانٍ، وحملَ عليه فقتلَه.

فصاحَ عمرُو بنُ الحجّاجِ بالنّاسِ: يا حمقى، أَتدرونَ من تقاتلونَ؟ تقاتلونَ فرُسانَ أهلِ المصرِ، وتقاتلونَ قوماً مُستميتِينَ، لا يَبرز إِليهم منكم أحدٌ، فإِنّهم قليلٌ وقلّما يَبْقَوْن، واللّهِ لو لم تَرمُوهم إلاّ بالحجارةِ لَقتلتموهم ؛ فقالَ عمرُ بنُ سعدٍ: صدقتَ، الرّأيُ ما رأيت، فأرسِلْ في النّاسِ من يَعزِمُ(٢) عليهم ألاّ يُبارِزَ رجلٌ منكم رجلاً منهم.

ثمّ حملَ عمرُو بنُ الحجّاجِ في أَصحابِه على الحسينِعليه‌السلام من نحوِ الفراتِ فاضطربوا ساعةً، فصُرِعَ مسلمُ بن عَوْسَجةَ الأسديّ - رحمةُ اللهِّ عليه - وانصرفَ عمرٌو وأصحابُه، وانقطعتِ الغَبَرةُ فوجدوا مُسلماً صريعاً، فمشى إِليه الحسينُعليه‌السلام فإِذا به رَمَقٌ، فقالَ: « رحمَكَ اللّهُ يا مسلمُ( مِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوْا تَبْدِيلاً ) (٣) » ودنا منه حبيبُ بنُ مُظاهِرٍ فقالَ: عزَّ عليَّ مصرعكَ يا مسلمُ، أبشِرْ بالجنّةِ، فقالَ مسلمٌ قولاً ضعيفاً: بشّرَكَ اللهُّ بخيرٍ. فقالَ له حبيبٌ: لولا أنِّي أعلمُ أَنِّي في أثرِكَ من ساعتي هذه، لأَحببتُ

__________________

(١) لم يرد شطر البيت في نسخنا وإنما اثبتناه من نسخة البحار.

(٢) في «م» وهامش «ش»: من يعرض.

(٣) الاحزا ب ٣٣: ٢٣.

١٠٣

أن تُوَصِّيَني بكلِّ ما أهمَّكَ.

ثمّ تراجعَ القومُ إِلى الحسينِعليه‌السلام فحملَ شمرُ بنُ ذي الجوشنِ لعنَه اللّهُ على أهلِ الميسرةِ فثبتوا له فطاعَنوه، وحُمِلَ على الحسينِ وأصحابِه من كلِّ جانبِ، وقاتلَهم أصحابُ الحسينِ قتالاً شديداً، فأخذتْ خيلهُم تَحملُ وَانّما هي اثنان وثلاثونَ فارساً، فلا تحملُ على جانبٍ من خيلِ الكوفةِ إلاّكشفتْه.

فلمّا رأى ذلكَ عروةُ بنُ قيس - وهوعلى خيلِ أهلِ الكوفة - بعثَ إِلى عمر بن سعدٍ: أما ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العِدّةِ اليسيرةِ، ابعثْ إِليهم الرِّجالَ والرُّماةَ. فبعثَ عليهَم بالرُّماة ِ فعُقِرَ بالحرِّ بنِ يزيدَ فرسُه فنزلَ عنه وجعلَ يقولُ:

إِنْ تَعقِرُوْا بِيْ فأنَا ابْنُ الْحُرِّ

أشْجَعُ مِنْ ذِيْ لِبَدٍ(١) هِزبْرِ

 ويضربهُم بسيفِه وتكاثروا عليه فاشتركَ في قتِله أيّوبُ بنُ مُسَرِّحٍ ورجلٌ آخرٌ من فُرسانِ أهلِ الكوفةِ.

وقاتلَ أصحابُ الحسينِ بنِ عليّعليه‌السلام القومَ أشدَّ قتالٍ حتّى انتصفَ النّهارُ. فلمّا رأى الحصينَ بنُ نمَير - وكانَ على الرُّماةِ - صبرَ أصحاب الحسينِعليه‌السلام تقدّمَ إِلى أصحابه - وكانوا خمسمائةِ نابلٍ - أن يَرشُقوا أصحابَ الحسينِعليه‌السلام بالنَّبْلِ فرشقوهم، فلم يَلبثوا أن عقروا خيولَهم وجرحوا الرِّجالَ، وأرجلوهم. واشتدَّ القتالُ

__________________

(١) في هامش «ش» يقال للأسد: ذو اللِبَد وذو اللبدتين، واللبدة: ما اجتمع على قفا الأسد من الشعر.

١٠٤

بينَهم ساعةً، وجاءهم شمرُبنُ ذي الجوشن في أصحابه، فحملَ عليهم زُهَيرُ بنُ القَيْنِرحمه‌الله في عشرةِ رجالٍ من أَصحاب الحسينِ فكشفَهم(١) عنِ البيوتِ، وعطف عليهم شمرُ بنُ ذي الجَوشنِ فقتلَ منَ القوم وردَّ الباقينَ إِلى مواضعِهم ؛ وأَنشأَ زُهَيْرُ بن القَيْنِ يقولُ مُخاطِباً للحسينَِعليه‌السلام :

الْيَوْمَ نَلْقَى جَدَّكَ النَّبيَّا

وَحَسَنَا ًوَاْلمُرْتَضَى عَلِيَّا

 وَذَا الْجَنًاحَيْنِ الْفَتَى الْكَميّا

وكانَ القتلُ يبينُ في أَصحابِ الحسينعليه‌السلام لِقلّةِ عددِهم، ولا يبينُ في أصحاب عمر بن سعدٍ لكثرتِهم، واشتدَّ القتالُ والْتَحَمَ وكثُرَ القتلُ والجراحُ في أصَحاب أبي عبدِاللّهِ الحسينِعليه‌السلام إِلى أَن زالتِ الشّمسُ، فصلّى الحسَينُ بأصحابِه صلاةَ الخوفِ.

وتقدّمَ حنظلةُ بنُ سعدٍ الشِّباميّ بينَ يَدَيِ الحسينِعليه‌السلام فنادى أهلَ الكوفةِ: يا قوم إِنِّي أَخافُ عليكم مثلَ يوم الأحزاب، يا قوم إِنِّي أخافُ عليكم يومَ التّنادِ، يا قوم لا تقتلوا حسيناً فيُسْحِتكَم(٢) اللهُ بعذابٍ وقد خابَ منِ افترى؛ ثمّ تقدّمَ فقاتلَ حتّى قُتِلَرحمه‌الله .

وتقدّمَ بعدَه شَوْذَبٌ مولى شاكر فقالَ: السّلامُ عليكَ يا أبا عبدِاللّهِ ورحمةُ اللّهِ وبركاتُه، أستودِعُكَ اللّهَ وأسًترعيكَ ؛ ثمّ قاتلَ حتّى قُتِلَرحمه‌الله .

__________________

(١) في هامش «ش»: فكشفوهم.

(٢) يسحتكم: يهلككم ويستأصلكم «مجمع البحرين ٢: ٢٠٥».

١٠٥

وتقدّمَ عابسُ بنُ [أبي](١) شَبيبِ(٢) الشّاكري فسلّمَ على الحسينِعليه‌السلام وودّعَه وقاتلَ حتّى قُتِلَرحمه‌الله .

ولم يَزَلْ يتقدّم رجلٌ رجلٌ من أصحابه فيُقتَلُ، حتّى لم يَبْقَ معَ الحسينِعليه‌السلام إلاّ أهلُ بيتهِ خاَصّةً. فتقدّمَ ابنُه عليُّ بنُ الحسينِعليه‌السلام - وأُمّهُ ليلى بنتُ أبي مرّة(٣) بن عروة بن مسعود الثّقفيّ - وكانَ من أصبحِ النّاسِ وجهاً، وله يومئذٍ بضعَ عشرةَ سنةً، فشدَّ على النّاسِ وهو يقولَ:

أنَا عَليُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلي

نَحْنُ وَبَيْتِ اللهِّ أوْلـى بِالنَّبِي

تَاللهِّ لايَحْكُمُ فِيْنَا ابْنُ الدَّعِيَ

أضْرِبُ بِالسَّيْفِ أُحامِيْ عَنْ أبِيْ

 ضَرْبَ غلامٍ هَاشِمِيٍّ قُرَشِي

ففعلَ ذلكَ مِراراً وأهلُ الكوفةِ يَتَّقونَ قَتْلَه، فبَصُرَ به مُرّةُ بنُ مُنقِذٍ العبديّ فقالَ: عَلَيَّ آثامُ العرب إِن مرَّ بي يَفعلُ مثلَ ذلكَ إِن لم اُثْكِلْه أباه ؛ فمرَّ يشتدُّ(٤) علَى النّاسِ كما مرَّ في الأوّلِ، فاعترضَه مُرّةُ بنُ مُنقذٍ فطعنَه فَصُرعَ، واحتواه القومُ فقطّعوه بأسيافِهم، فجاءَ الحسينُعليه‌السلام حتّى وقفَ عليه فقالَ: «قتلَ اللهُّ قوماً قتلوكَ يا بُنَيَّ، ما أجرأهم على الرّحمنِ وعلى انتهاكِ حرمةِ الرّسولِ!‌» وانهملت عيناه بالدُّموعِ ثمّ قالَ: «على الدُّنيا بعدَك العفاء»

__________________

(١) ما بين المعقوفين اثبتناه من رجال الشيخ: ٧٨ / ٢٣، والطبري ٥: ٤٤٣، والكامل ٤: ٧٣.

(٢) في هامش « ش» حبيب.

(٣) في «ش» و «م»: أبي قرة، وسيأتي في باب ذكر ولد الحسينعليه‌السلام : أبي مرّة. وهو الموافق لما في المصادر.

(٤) في «م» وهامش «ش»: يُنْشِد.

١٠٦

وخرجتْ زينبُ أخُتُ الحسينِ مُسرِعةً تُنادي: يا أُخيّاه وابنَ أُخيّاه، وجاءَتْ حتّى أكبّتْ عليه، فأخذَ الحسينُ برأْسِها فردَّها إِلى الفسطاطِ، وأمرَ فتيانَه فقالَ: «احمِلوا أخاكم» فحملوه حتّى وضعوه بينَ يَدَيِ الفسطاطِ الّذي كانوا يُقاتلونَ أَمامَه.

ثمّ رمى رجلٌ من أصحاب عمر بن سعدٍ يُقالُ له: عَمرُو بنُ صَبِيْحٍ عبدَاللّه بن مسلم بنِ عقيلٍرحمه‌الله بسهمٍ، فوضعَ عبدُاللّهِ يدَه على جبهتِه يتّقيه، فأصابَ السّهمُ كفَّه ونفذَ إِلى جبهتِه فسمّرهَا به فلم يستطعْ تحريكَها، ثمّ انتحى عليه آخر ُبرمحهِ فطعنَه في قلبه فقتلَه.

وحملَ عبدُاللّه بن قُطبةَ الطّائيّ على عونِ بنِ عبداللهِ بن جعفرِ ابنِ أَبي طالبٍ رضيَ اللّهُ عنه فقتلَه.

وحملَ عامرُبنُ نَهْشَلٍ التّيميّ على محمّدِ بنِ عبدِاللّهِ بنِ جعفرِبنِ أَبي طالبٍ رضيَ اللّهُ عنه فقتلهَ.

وشدَّ عثمانُ بنُ خالدٍ الهَمْدانيّ على عبدِ الرّحمنِ بنِ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللّهُ عنه فقتلهَ.

قالَ حُمَيدَ بنُ مُسْلمٍ: فإنّا لَكذلكَ إِذ خرجَ علينا غلامٌ كأَنَّ وجهَه شِقَّةُ قمرٍ، في يدِه سيفٌ وعليه قَميصٌ وإزار ونعلانِ قدِ انقطعَ شِسْعُ إِحداهما، فقالَ لي عُمَر بنُ سعيدِ بنِ نُفيلٍ الأَزْديّ: واللّهِ لأشدَّنَّ عليه، فقلتُ: سبحانَ اللّهِ، وما تريدُ بذلكَ؟! دَعْه يكفيكه هؤلاءِ القومُ الّذينَ ما يُبقونَ على أحدٍ منهم ؛ فقالَ: واللّهِ لأشدَّنَّ عليه، فشدَّ عليه فما ولّى حتّى ضربَ رأسَه بالسّيفِ ففلقَه، ووقعَ

١٠٧

الغلامُ لوجهِه فقالَ: يا عمّاه! فجلّى(١) الحسينُعليه‌السلام كما يُجلِّي الصّقرُثمّ شدَّ شدّةَ ليثٍ أُغْضِبَ، فضربَ عُمَرَبنَ سعيدِ بني نُفيلٍ بالسّيفِ فاتّقاها بالسّاعدِ فأطنَّها(٢) من لَدُنِ المِرفقِ، فصاحَ صيحة سمعَها أهلُ العسكرِ، ثمّ تنحّى عنه الحسينُعليه‌السلام . وحملتْ خيلُ الكوفةِ لتسنقِذَهُ فتوطّأتْه بأرجُلِها حتّى ماتَ.

وانجلتِ الغبرةُ فرأيتُ الحسينَعليه‌السلام قائماً على رأْس الغلامِ وهو يَفحصُ برجلِه والحسينُ يَقولُ: «بعْداً لقومٍ قتلوكَ ومَنْ خَصْمُهُم يومَ القيامةِ فيكَ جدُّكَ» ثمّ قالَ: «عَزَّ - واللّهِ - على عمِّكَ أن تدعوَه فلا يجيبكَ، أو يجيبكَ فلا ينفعكَ، صوتٌ - واللّهِ - كثرَ واتروه وقلَّ ناصروه» ثمّ حملَه على صدرِه، فكأنِّي أنظرُ إِلى رِجْلَيِ الغلام تخطّانِ الأرضَ، فجاءَ به حتّى ألقاه معَ ابنهِ عليِّ بنِ الحسينَِ والقتلى من أهلِ بيتهِ، فسألْتُ عنه فقيلَ لي: هوالقاسمُ ابنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍعليهم‌السلام .

ثمّ جلسَ الحسينُعليه‌السلام أمامَ الفُسطاطِ فاُتِيَ بابنِه عبدِاللهِ ابن الحسينِ وهو طفلٌ فأجلسَه في حجرِه، فرماه رجلٌ من بني أسد بسهمٍ فذبحَه، فتلقّى الحسينُعليه‌السلام دمَه، فلمّا ملأ كفَّه صبَّه في الأرضِ ثمّ قالَ: «رَبّ إِن تكنْ حبستَ عنّا النّصرَمنَ السّماءِ، فاجعلْ ذلكَ لما هوخيرٌ، وانتقِمْ لنا من هؤلاءِ القوم الظّالمينَ» ثمّ حملَه حتّى وضعَه معَ قتلى أهلِه.

__________________

(١) جلّى ببصره: اذا رمى به كما ينظر الصقر الى الصيد. «الصحاح - جلا - ٦: ٢٣٠٥».

(٢) في «م» وهامش «ش»: فقطعها.

١٠٨

ورمى عبدُاللهّ بن عُقْبةَ الغَنويّ أبا بكر بن الحسنِ بنِ عليِّ بن أبي طالبٍعليهم‌السلام فقتلَه.

فلمّا رأى العبّاسُ بنُ عليٍّ رحمة اللّهِ عليه كثرةَ القتلى في أهلِه قالَ لإخوته(١) من أُمِّه - وهم عبدُاللهِّ وجعفر وعُثمانُ - يا بَني أُمِّي، تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للهِّ ولرسولهِ، فإِنّه لا ولدَ لكم. فتقدّمَ عبدُاللّهِ فقاتلَ قتالاً شديداً، فاختلفَ هو وهانئ بنُ ثُبَيتٍ الحَضْرميّ ضربتينِ فقتلَه هانئ لعنَه اللّهُ. وتقدّمَ بعدَه جعفرً بنُ عليٍّرحمه‌الله فقتلَه أيضاً هانئ. وتعمّدَ خوليُّ بنُ يزيدَ الأصبحيّ عثمانَ بنَ عليِّ رضيَ اللهُّ عنه وقد قامَ مقامَ إِخوته فرماه بسهمٍ فصرعَه، وشدَّ عليه رَجلٌ من بني دارم فاحتزَّ رأسَه.

وحملتِ الجماعة على الحسينِعليه‌السلام فغلبوه على عسكرِه، واشتدَّ به العطشُ، فركبَ المُسنّاةَ(٢) يريدُ الفراتَ وبينَ يديه العبّاسُ أخوه، فاعترضتْه خيل ابنِ سعدٍ وفيهم رجلٌ من بني دارم فقالَ لهم: ويلَكم حُولُوا بينَه وبينَ الفراتِ ولا تمكَّنوه منَ الماءِ، فقالَ الحسينُعليه‌السلام : «اللّهمّ أظْمِئْه» فغَضِبَ الدّارميّ ورماه بسهمٍ فأثبتَه في حَنَكهِ، فانتزعَ الحسينُعليه‌السلام السّهمَ وبسطَ يدَه تحتَ حَنَكهِ فامتلأتْ راحتاه بالدَّم، فرمى به ثمّ قالَ: «اللّهمَّ إِنِّي أشكو إِليكَ ما يُفعلُ بابنِ بنتِ نبيِّك» ثمّ رجعَ إِلى مكانهِ وقدِ اشتدَّ به العطشُ. وأحاطَ القومُ بالعبّاسِ فاقتطعوه عنه، فجعلَ يُقاتلُهم وحدَه حتّى قُتِلَ

__________________

(١) في «ش»: لاخوانه، وصحَح في الهامش بـ: إِخوته.

(٢) المسناة: تراب عالٍ يحجز بين النهر والأرض الزراعية. «تاج العروس - سني - ١٠: ١٨٥ ».

١٠٩

 - رضوانُ اللّهِ عليه - وكانَ المتولِّي لقتلِه زيد بن وَرْقاءَ الحنفيّ وحَكِيم بن الطُّفَيلِ السِّنْبِسيّ بعدَ أن أُثخِنَ بالجراحِ فلم يستطعْ حراكاً.

ولمّا رجعَ الحسينُعليه‌السلام منَ المُسنّاةِ إِلى فسطاطِه تقدّمَ إِليه شمرُبنُ ذي الجوشنِ في جماعةٍ من أصحابه فاحاطَ به، فأسرعَ منهم رجلٌ يُقالُ له مالكُ بنُ النّسرِ الكِنديّ، فشَتمَ الحسينَ وضربَه على رأسِه بالسّيف، وكانَ عليه قلنسوةٌ فقطعَها حتّى وصلَ إِلى رأْسه فأدماه، فامتلأتَ القلنسوةُ دماً، فقالَ له الحسينُ: «لا أكلتَ بيَمينِكَ ولا شربتَ بها، وحشرَكَ اللّهُ معَ الظّالمينَ» ثمّ ألقى القلنسوةَ ودعا بخرقةٍ فشدَّ بها رأسَه واستدعى قلنسوةً أُخرى فلبسَها واعتمَّ عليها، ورجعَ عنه شمرُ بنُ ذي الجوشنِ ومن كانَ معَه إِلى مواضعِهم، فمكثَ هُنيهةً ثّم عادَ وعادُوا إِليه وأحاطُوا به.

فخرجَ إِليهم عبدُاللهّ بن الحسنِ بنِ عليٍّعليهما‌السلام - وهو غلامٌ لم يُراهِقْ - من عندِ النّساءِ يشتدٌُ حتّى وقفَ إِلى جنب الحسينِ فلحقتْه زينبُ بنتُ عليٍّعليهما‌السلام لتحبسه، فقالَ لها الحَسينُ: «احبسيه يا أُختي» فأَبى وامتنعَ عليها امتناعاً شديداً وقالَ: واللّهِ لا أفُارقُ عمِّي. وأهوى أَبجر بنُ كَعْبِ إِلى الحسينعليه‌السلام بالسّيف، فقالَ له الغلامُ: ويلَكَ يا ابنََ الخبيثةِ أتقتل عمِّي؟! فضربَه أبْجَرُ بالسّيفِ فاتّقاها الغلامُ بيدهِ فأطنَّها إِلى الجلدةِ فإِذا يده معلّقةٌ، ونادى الغلامُ: يا أُمّتاه! فأخذَه الحسينُعليه‌السلام فضمَّه إِليه وقالَ: «يا ابنَ أخي، اصبرْعلى ما نزلَ بكَ، واحتسِبْ في ذلكَ الخيرَ، فإِنّ اللهَّ يُلحقُكَ بآبائكَ الصّالحينَ».

ثمّ رفعَ الحسينُعليه‌السلام يدَه وقالَ: «اللّهمَّ إِن متّعتَهم إِلى

١١٠

حينٍ ففرِّقْهم فِرَقاً، واجعلْهم طَرَائقَ قدَداً، ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبداً، فإِنّهم دَعَوْنا ليَنصُرونا، ثمّ عَدَوْا علينا فقتلونا».

وحملتِ الرّجّالةُ يميناً وشمالاً على من كانَ بقيَ معَ الحسينِ فقتلوهم حتّى لم يَبقَ معَه إلاّ ثلاثةُ نفر أو أربعةٌ، فلمّا رأى ذلكَ الحسينُ دعا بسراويلَ يمانيّةٍ يُلمَعُ فيها البصرُففَزَرَها(١) ثمّ لبسَها، وانّما فَزَرَها لكي لا يُسْلَبَها بعدَ قتلِه.

فلمّا قُتِلَ عَمَدَ أبجر بنُ كعبِ إِليه فسلبَه السّراويلَ وتركَه مُجَرَّداً، فكانتْ يدا أبْجر بن كعبِ بعدَ ذلَكَ تَيْبسانِ في الصّيفِ حتّى كأنّهما عُودَانِ، وتترطّبانِ في الشِّتاَءِ فتنضحانِ دماً وقيحاً إِلى أن أهلكَه اللهُ.

فلمّا لم يبقَ معَ الحسينِعليه‌السلام أَحدٌ إلاّ ثلاثةُ رهطٍ من أَهلهِ، أَقبلَ على القومِ يدفعهُم عن نفسِه والثلاثةُ يَحْمونَه، حتّى قُتِلَ الثلاثةُ وبقيَ وحدَه وقد أُثْخِنَ بالجراحِ في رأسِه وبدنِه، فجعلَ يُضارِبُهم بسيفِه وهم يتفرّقونَ عنه يميناً وشمالاً.

فقالَ حُمَيدُ بنُ مسلم: فواللّهِ ما رأَيْتُ مَكثوراً(٢) قطُّ قد قُتِلَ ولدُه وأَهلُ بيتِه وأَصحابُه أَربطَ جأْشاً ولا أَمضى جَناناً منهعليه‌السلام ، إِنْ كانت الرّجّالةُ لَتشدُّ عليه فيشدُّ عليها بسيفِه، فتنكشِفُ عن يمينهِ وشمالهِ انكشافَ المِعزى إِذا شدَّ فيها الذِّئبُ.

فلمّا رأَى ذلكَ شمرُ بنُ ذي الجوشنِ استدعى الفرسانَ فصاروا في ظهورِ الرّجّالةِ، وأَمرَ الرُّماةَ أَن يَرموه، فرشقوه بالسِّهام حتّى صارَ

__________________

(١) في هامش «ش» فزر الثوب: اذا مدّه حتى يتميز سداه من لحمته.

(٢) في هامش «ش» و «م» المكثور: الذي أحاط به الكثير.

١١١

كالقُنفُذِ فأَحجَمَ عنهم، فوقفوا بإِزائه، وخرجتْ أُختُه زينبُ إِلى باب الفسطاطِ فنادتْ عمرَبنِ سعدِ بن أبي وقّاصٍ: ويحَكَ يا عمرُ! أيقْتَلُ أبوعبدِاللهِ وأَنتَ تَنظُرُ إِليه؟ فلم يُجبْها عمرُ بشيءٍ، فنادتْ: َويحْكم أَما فيكم مسلمٌ؟! فلم يُجبْهاَ أَحدٌ بشيءٍ ؛ ونادى شمرُبنُ ذي الجوشنِ الفرسانَ والرَّجَّالةَ(١) فقالَ: ويحكم ما تَنتظِرونَ بالرّجلِ؟ ثكلتْكم أُمّهاتُكم! فَحُمِلَ عليه من كلِّ جانبٍ فضربه زُرْعَةُ بنُ شَرِيكٍ على كفّه(٢) اليسرى فقطعَها، وضربَه آخرُ منهم على عاتِقه فكَبا منها لوجهه، وطعنَه سِنانُ بنُ أَنسٍ بالرُّمح فصرعَه، وبَدرَإِليه خَوليّ بنً يزيدَ الأصبحيّ لعنه اللّهُ فنزلَ ليحتزّ(٣) رأسْه فأرعِدَ، فقالَ له شمرٌ: فَتَّ اللهُ في عَضدِكَ، ما لَكَ تُرْعَدَ؟

ونزلَ شمرٌ إِليه فذبحَه ثمّ دفعَ رأسَه إِلى خوليِّ بنِ يزيدَ فقالَ: احملْه إِلى الأميرعمر بن سعدٍ، ثمّ أَقبلوا على سَلب الحسينِعليه‌السلام فاَخذَ قميصه إِسحاقُ بنُ حَيْوَةَ الحضرميّ، وَأَخذَ سراويلَه أبْجرُ بنُ كعبِ، وأَخذَ عمامتَه أَخنَسُ بنُ مَرْثَدٍ(٤) ، وأَخذَ سيفَه رجل من بني دارم، وانتهبوا رَحْلَه ِوابلَه وأَثقالَه وسلبوا نِساءه.

قال حمَيدُ بنُ مسلمٍ: فواللهِ لقد كنتُ أَرى المرأَةَ من نسائه وبناتِه وأَهلِه تُنَازعُ ثوبها عن ظهرِها حتّى تُغلَبَ عليه فيُذهَب به منها، ثمّ انتهينا إِلى عليِّ بنِ الحسينِعليه‌السلام وهومُنْبَسِطٌ على فراشٍ وهو

__________________

(١) في هامش «ش»: الرجال.

(٢) في «م»، وهامش «ش»: كتفه.

(٣) في «م»: ليجتز.

(٤) في «ش»: مَزيْد، وما اثبتناه من «م» وهامش «ش».

١١٢

شديدُ المرضِ، ومعَ شمر جماعةٌ منَ الرَّجّالةِ فقالوا له: ألا نقتلُ هذا العليلَ؟ فقلتُ: سبحانَ اللهِ! أَيُقتَلُ الصِّبيانُ؟ إِنّما هوصبيّ وانّه لمِا به، فلم أَزلْ حتّى رددتُهم(١) عنه.

وجاءَ عمرُبنُ سعدٍ فصاحَ النِّساءُ في وجهِه وبكَيْن فقالَ لأصحابه: لا يَدخلْ أَحدٌ منكم بيوتَ هَؤلاءِ النِّسوةِ، ولا تَعَرَّضوا لهذا الغُلامِ المريضِ، وساَلتْه النِّسوةُ لِيسترجعَ ما أُخِذَ منهنَ لِيتستّرنَ به فقالَ: مَنْ أَخذَ من متاعِهنّ شيئاً فليردَّه عليهنّ ؛ فواللهِ ما ردَّ أَحدٌ منهم شيئاً، فوَكّلَ بالفسطاطِ وبيوتِ النِّساءِ وعليِّ بن الحسين جماعة بمّن كانوا(٢) معَه وقالَ: احفظوهم لئلا يخرج منهم أحدُ، ولا تُسِيئن إليهم.

ثمّ عادَ إِلى مضرِبه ونادى في أصحابه: من يَنتدِبُ للحسينِ فيوُطِئه فرسَه؟ فانتدَبَ عشرةٌ منهم: إِسحَاقُ بنُ حَيْوَةَ، وأخنسُ بنُ مَرْثَدٍ(٣) ، فداسوا الحسينَعليه‌السلام بخيولهم حتّى رَضُّوا ظهرَه.

وسرّحَ عمرُ بن سعدٍ من يومِه ذلكَ - وهو يومُ عاشوراءَ - برأسِ الحسينِعليه‌السلام معَ خوليِّ بنِ يزيدَ الأصبحيّ وحُمَيدِ بنِ مُسلمٍ الأزْديّ إِلى عُبيدِاللهِ بنِ زيادٍ، وأمرَ برؤوسِ الباقينَ من أصحابِه وأهلِ بيتهِ فَنُظِّفَتْ، وكانتِ اثنين(٤) وسبعينَ رأساً، وسرّحَ بها معَ شمرِ بنِ ذي الجَوْشَنِ وقَيْسٍ بنِ الأشْعَثِ وعَمْرِو بنِ الحجّاجِ، فأقبلوا حتّى قَدِموا بها على

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: دفعتهم.

(٢) في هامش «ش»: كان.

(٣) في «ش»: مَزيد، وما اثبتناه من «م» وهامش «ش».

(٤) في «ش» و «م»: اثنتين.

١١٣

ابنِ زيادٍ.

وأقامَ بقيّةَ يومِه واليومَ الثّانيَ إِلى زوالِ الشّمس، ثمّ نادى في النّاسِ بالرّحيلِ وتوجّهَ إِلى الكوفةِ ومعَه بناتُ الحسينِ وَأخواتُه، ومن كانَ معَه منَ النِّساءِ والصِّبيانِ، وعليُّ بنُ الحسينِ فيهم وهو مريضٌ بالذِّرَبِ(١) وقد أشْفَى(٢) .

ولمّا رحلَ ابنُ سعدٍ خرجَ قومٌ من بني أسد كانوا نُزولاً بالغاضريّةِ إِلى الحسينِ وأصحابِه رحمة اللهِ عليهم، فصلَّوا عليهم ودفنوا الحسينَعليه‌السلام حيثُ قبرُه الآنَ، ودفنوا ابنَه عليَّ بنَ الحسينِ الأصغرَ عندَ رجليه، وحفروا للشًّهداءِ من أهلِ بيتهِ وأصحابِه الّذينَ صُرِعوا حولَه مما يلي رِجلَيِ الحسينِعليه‌السلام وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً، ودفنوا العبّاسَ بن عليٍّعليهما‌السلام في موضعِه الّذي قُتِلَ فيه على طريقِ الغاضريّةِ حيثُ قبرُه الآنَ.

ولمّا وَصلَ رأسُ الحسينِعليه‌السلام ووَصلَ ابنُ سعدٍ - لعنَه اللهُ - من غدِ يوم وصوله ومعَه بناتُ الحسينِ وأهلُه، جلسَ ابنُ زيادٍ للنّاسِ في قصرَ الإمارةِ وأذِنَ للنّاسِ إِذناً عامّاً، وأمرَ بإحضارِ الرّأسِ فوُضِعَ بينَ يديه، فجَعلَ يَنظرُ إِليه ويبتسّمُ وفي يدِه قضيبٌ يَضربُ به ثناياه، وكانَ إِلى جانبِه زيدُ بنُ أرقمَ صاحبُ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله - وهوشيخٌ كبيرٌ - فلمّا رآه يَضربُ بالقضيبِ ثناياه قالَ له: ارفَع قضيبَكَ عن هاتين الشّفتينِ، فوَاللهِ الّذي لا إِلهَ غيرُه لقد رأيتُ شَفَتيْ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهما ما لا أُحصيه

__________________

(١) في هامش «ش»: ذربت معدته اذا فسد عليه الطعام فلم ينهضم وخرج رقيقاً.

(٢) اشفى المريض: قرب من الموت. انظر «الصحاح - شفا - ٦: ٢٣٩٤».

١١٤

كثرةً تُقَبِّلُهما ؛ ثمّ انتحبَ باكياً. فقالَ له ابنُ زيادٍ: أبكى اللهُ عينيكَ، أتبكي لفتحِ اللهِ؟ واللهِ لولا أنّكَ شيخٌ قد خَرِفتَ وذهبَ عقلكَ لَضَربت عُنقَكَ ؛ فنهضَ زيدُ بنُ أرقمَ من بينِ يديه وصارَ إِلى منزلهِ.

وأُدخِلَ عيالُ الحسينِعليه‌السلام على ابنِ زيادٍ، فدخلتْ زينبُ أُختُ الحسينِ في جُملتِهم مُتنكِّرةً وعليها أرذلُ ثيابها، فمَضَتْ حتّى جلستْ ناحيةً منَ القصرِ وحفَّتْ بها إِماؤها، فَقالَ ابنُ زيادٍ: مَنْ هذه الّتي انحازتْ ناحيةً ومعَها نساؤها؟ فلم تجُبْه زينبُ، فأعادَ ثانية وثالثةً يَسألُ عنها، فقالَ له بعضُ إمائها: هذه زينبُ بنتُ فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ ؛ فأقبلَ عليها ابنُ زيادٍ وقالَ لها: الحمدُللهِ الّذي فضَحَكم وقتلَكم وأكْذَبَ أحْدُوثَتَكم.

فقالتْ زينبُ: الحمدُللهِ الّذي أكرمَنا بنبيِّه محمّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله وطهَّرَنا منَ الرِّجْسِ تطهيراً، واِنّما يفْتَضحُ الفاسِقُ ويكذبُ الفاجرُ، وهو غيرُنا والحمد لله.

فقالَ ابنُ زيادٍ: كيفَ رأَيتِ فعْلَ اللهِ بأهلِ بيتِكِ؟

قالتْ: كتبَ اللهُّ عليهم القتلَ فبرزوا إِلى مضاجعِهم، وسيجمعُ اللّهُ بينَكَ وبينَهم فتحاجُّونَ إِليه وتختصمُونَ عندَه.

فغضبَ ابنُ زيادٍ واستشاطَ، فقالَ عمْرُو بنُ حُريثٍ: أيُّها الأميرُ، إِنّها امرأةٌ والمراة لا تؤاخذُ بشيءٍ من مَنطقِها، ولا تُذَمُّ على خطابها. فقالَ لها ابنُ زيادٍ: لقد(١) شفى اللهُ نفسي من طاغيتِكِ والعُصَاةِ من أهلِ بيتِكِ.

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: قد.

١١٥

فَزَقَت(١) ، زينبُعليها‌السلام وبكَتْ وقالتْ له: لَعمري لقد قَتَلْتَ كَهْلي، وأبَدْتَ(٢) أهلي، وقَطَعْتَ فرعي، واجْتَثَثْتَ أصلي، فإنْ يَشْفِكَ هذا فقدِ اشْتَفَيْتَ.

فقالَ ابنُ زيادٍ: هذه سجّاعةٌ، ولَعمري لقد كانَ أبوها سجّاعاً شاعراً.

فقالتْ: ما لِلمرأةِ والسجاعةَ؟ إِنّ لي عن السجاعةِ لَشغلاّ، ولكن صدري نفثَ بما قلتُ.

وعُرِضَ عليه عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام فقالَ له: مَنْ أنْتَ؟

فقالَ: «أنا عليُّ بنُ الحسينِ».

فقالَ: أليسَ قد قَتَلَ الله عليَّ بنَ الحسينِ؟.

فقالَ له عليّعليه‌السلام : «قد كان لي أخٌ يسمّى عليّاً قتلَه النّاسُ».

فقالَ له ابنُ زيادٍ:بلِ اللهُ قتلَه.

فقالَ عليُّ بنُ الحسينعليه‌السلام : «( اللهُ يَتَوَفّىَ الأنفُسَ حيْنَ مَوْتِهَا ) »(٣) .

فغضبَ ابنُ زيادٍ وقالَ: وبكَ جُرأةُ لجوابي وفيكَ بقيّةْ للرّدَ علي؟! اذهبوا به فاضربوا عُنقَه. فَتعلّقتْ به زينبُ عمتُه وقالتْ: يا ابنَ زيادٍ، حَسْبُكَ من دمائنا؟ واعْتَنَقَتْه وقالتْ: واللهِ لا أُفارِقُه فإنْ قتلتَه

__________________

(١) فَزَقَتْ: اي صاحت «الصحاح - زقا - ٦: ٢٣٦٨ » وفي هامش «ش» و «م»: فرقّت.

(٢) في «م» وهامش «ش»: وأبرَزْتَ.

(٣) الزمر ٣٩: ٤٢.

١١٦

فاقتلْني معَه ؛ فنظرَ ابنُ زيادٍ إليها واليه ساعة ثمّ قالَ: عجباً للرّحمِ! واللهِّ إِنِّي لأظنُّها ودّتْ أنِّي قتلتُها معَه، دَعُوه فإِنِّي أراه لمِا به.

ثمّ قامَ من مجلسِه حتّى خرجَ منَ القصرِ، ودخلَ المسجدَ فصَعدَ المنبرَ فقالَ: الحمدُ للهِّ الّذي أظهر الحقَّ وأهلَه، ونصرَ أميرَ المؤمنينَ يزيدَ وحزبَه، وقتلَ الكذّابَ ابن الكذّابِ وشيعتَه.

فقامَ إليه عبدُالله بن عفيفٍ الأزديّ - وكانَ من شيعة أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام - فقالَ: ياعدوَّ اللهِّ، إنّ الكذّابَ أنتَ وأَبوكَ، والّذي ولاّكَ وأبوه، يا ابنَ مرجانَة، تَقتلُ أولادَ النّبيِّينَ وتقومُ على المنبرِ مَقامَ الصِّدِّيقينَ؟!

فقالَ ابنُ زيادٍ: عليَّ به ؛ فأخذتْه الجلاوِزةُ، فنادى بشِعارِ الأزْدِ، فاجتمعَ منهم سبعمائةِ رجلٍ فانتزعوه منَ الجلاوزةِ، فلمّا كانَ الليلُ أرسلَ إِليه ابنُ زيادٍ مَنْ أخرجَه من بيتهِ، فضَرَبَ عُنقَه وصلبَه في السَّبَخةِرحمه‌الله .

ولمّا أصبحَ عُبيدُاللّه بن زيادٍ بعثَ برأسِ الحسينِعليه‌السلام فدِيْرَ به في سِكَكِ الكوفةِ كلِّها وقبائلِها.

فرُوِيَ عن زيدِ بنِ أرقمَ أنّه قالَ: مُر َّبه عليَّ وهوعلى رمحً وأنا في غُرفةٍ، فلمّا حاذاني سمعتهُ يَقرأُ:( أمْ حَسِبْتَ أنَّ أصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيْمِ كَانُوْا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبَاً ) (١) فَقَفَّ(٢) - واللهِّ - شَعري وناديتُ: رأسُكَ واللهِ - يا ابنَ رسولِ اللهِّ - أعجبُ وأعجبُ(٣) .

__________________

(١) الكهف ١٨: ٩.

(٢) قفّ شعري: أي قام من الفزع «الصحاح - قفف - ٤: ١٤١٨».

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام لابي مخنف:١٧٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار

١١٧

ولمّا فَرغَ القوم منَ التّطوافِ به بالكوفةِ، ردّوه إِلى بابِ القصر، فدفعَه ابنُ زيادٍ إِلى زَحْرِ بنِ قيْسٍ ودَفعَ إِليه رؤوسَ أصحابِه، وسرّحَه إِلى يزيد بن معاويةَ عليهم لعائنُ اللّهِ ولعنةُ اللاعنينَ في السّماواتِ والأرضينَ، وأنفذَ معَه أبا بُردةَ بنَ عَوْفٍ الأزديّ وطارِقَ بنَ أبي ظَبيانَ في جماعةٍ من أهلِ الكوفةِ، حتّى وردوا بها على يزيدَ بدمشقَ.

فروى عبدُالله بن ربيعةَ الحِميريّ فقالَ: إِنِّي لَعندَ يزيد بن معاويةَ بدمشقَ، إذ أقبلَ زَحْرُ بنُ قيسٍ حتى دخلَ عليه، فقالَ له يزيدُ: ويلكَ ما وراءَكَ وما عندَكَ؟ قالَ: أبشِرْ يا أميرَالمؤمنينَ بفتح اللّهِ ونصرِه، وَرَدَ علينا الحسينُ بن عليٍّ في ثمانيةَ عشرَمن أهلِ بيتهِ وستينَ من شيعتهِ، فسِرْنا إِليهم فسألْناهم أن يستسلموا أو ينزلوا على حكمِ الأميرِ عُبيدِاللهِّ بنِ زيادٍ أو القتال، فاختاروا القتالَ على الاستسلام، فغَدَوْنا عليهم معَ شروق الشّمسِ، فأحَطْنا بهم من كلِّ ناحيةٍ، حتّى إِذا أخذتِ السُّيوفُ مآخِذَها من هام القوم، جعلوا يهربونَ إِلى غيرِ وَزَرٍ، ويلوذونَ منّا بالاكام والحُفر(١) لواذاً كَما لاذَ الحمائمُ من صقرٍ، فواللّهِ يا أميرَالمؤمنينَ ما كانوَا إلاّ جَزْرَ جَزُورٍ أو نومةَ قائلٍ، حتّى أتينا على آخرِهم، فهاتيكَ أجسادُهم مجرَّدَةً، وثيابُهم مُرَمَّلةً، وخدودُهم معفَّرةً، تَصْهَرُهم الشّمسُ(٢) وتَسْفِي عليهم الرِّياحُ، زُوّارُهم العقبانُ والرّخمُ. فأطرقَ يزيدُ هُنيهةً ثمّ رفعَ رأسَه فقالَ: قد كنتُ أرضى من طاعتِكم(٣) بدونِ

__________________

٤٥: ١٢١.

(١) في هامش «ش» و «م»: والشجر.

(٢) في «م» وهامش «ش»: الشموس.

(٣) في هامش «ش» و «م»: طاغيتكم.

١١٨

قتلِ الحسينِ، أما لوأنّي صاحبُه لَعَفَوْتُ عنه(١) .

ثمّ إنّ عُبيدَاللّه بن زيادٍ بعدَ إِنفاذِه برأس الحسينِعليه‌السلام أمرَ بنسائه وصبيانِه فَجُهِّزُوا، وأمرَ بعليِّ بنِ الَحسينِ فَغلَّ بِغُلٍّ إِلى عُنقِه، ثمّ سرّحَ بهم في أثرِ الرّأسِ معَ مُجْفِرِبنِ ثعلبةَ العائذي وشمرِ بنِ ذي الجوشنِ، فانطلقوا بهم حتّى لحقوا بالقوم الّذينَ معَهم الرّأسُ، ولم يكن عليُّ بنُ الحسينِعليه‌السلام يُكلًّمُ أحداً منَ القومِ في الطّريقِ كلمةً حتّى بلغوا، فلمّا انتهَوْا إِلى باب يزيدَ رفعَ مُجْفِرُ بنُ ثعلبةَ صوتَه فقالَ: هذا مُجْفِرُ بنُ ثعلبةَ أتى أميرَ المؤمنينَ باَللئام الفَجَرةِ، فأجابَه عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام : «ما وَلَدَتْ أُمًّ مجْفِرٍ أشرُّ وألأمُ»(٢) .

قالَ: ولمّا وُضِعَتِ الرُّؤوسُ بينَ يَدَيْ يزيدَ وفيها رأس الحسينِعليه‌السلام قالَ يزيدُ:

نفَلِّقُ هَامَاً مِنْ رِجَالٍ أعِزَّةٍ

عَلَيْنَا وَهمْ كَانُوْا أعَقَّ وَأظْلَمَا(٣)

فقالَ يحيى بن الحكمِ - أخو مروان بن الحكمِ - وكانَ جالساً معَ يزيدَ:

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥: ٤٥٩، الفتوح لابن اعثم ٥: ١٤٧، مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٢: ٥٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار٤٥: ١٢٩.

(٢) نسب هذا الجواب الى يزيد بن معاوية، انظر: الطبري ٥: ٤٦٠، ٤٦٣، انساب الاشراف ٣: ٢١٤، البداية والنهاية ٨: ٢١١، ونقله العلامة المجلسي - عن ابن نما عن تاريخ دمشق - في البحار ٤٥: ١٣١.

(٣) هذا شعر الحُصين بن الحُمام وهو شاعر جاهلي وقصيدته ٤٢ بيتاُ، وقد تَمثّل يزيدَ - لعنه اللّه - بالبيت السّادس. انظر الاغاني ١٤: ٧، شرح اختيارات المفضّل للخطيب التبريزي ١: ٣٢٥ وهوامشه.

١١٩

لَهَامٌ بأدْنَى الطَّفِّ أدْنى قَرَابَةً

من ابْنِ زيادِ الْعَبْدِ ذِي الحسَب الرَّذْلِ(١)

أمَيِّةُ(٢) أمْسَى نَسْلُهَا عَدَدَ الحَصَى

وَبِنتُ رسًولِ اللهِّ لَيْسَ لَهَا نَسْلُ(٣)

فضربَ يزيدُ في صدِر يحيى بن الحكمِ وقالَ: اسكتْ؟ ثمّ قالَ لعليِّ بنِ الحسينِ: يا ابنَ حسينٍ، أبوكَ قطعَ رَحِمي وجهلَ حقَي ونازعَني سلطاني، فصنعَ اللّهُ به ما قد رأيتَ.

فقالَ عليُّ بنُ الحسينِ: «( مَا أصَابَ مِنْ مصُيبةٍ في الأرْضِ وَلاَ فِيْ أنْفُسِكُمْ إلاَّ فِيْ كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أنْ نَبْرَأها إنَّ ذَلِكَ علَىَ اللّهِ يَسِيْر ) (٤) ».

فقالَ يزيدُ لابنهِ خالدٍ: اردُدْ عليه ؛ فلم يَدْرِ خالدٌ ما يردُّ عليه.
فقالَ له يزيدُ: قلْ( مَا أصَابَكمْ مِنْ مُصِيْبَةٍ فَبمَا كَسَبَتْ أيْدِيْكُمْ وَيعْفُوْ عَنْ كَثِيْرِ ) (٥) .

ثمّ دعا بالنِّسَاءِ والصِّبيانِ فاُجلسوا بينَ يديه، فرأى هيئةً قبيحةً فقالَ: قبّحَ اللهُّ ابنَ مرجانَة، لو كانتْ بينكَم وبينَه قرابةُ رحمٍ(٦) ما فعلَ هذا بكم، ولا بعثَ بكم على هذه الصُّورةِ(٧) .

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: الوغل.

(٢) كذا في «ش» و «م». وفي نسخة البحار، والطبري ومقتل الحسين للخوارزمي: سمية، ولعلّه الانسب بالمقام.

(٣) كذا روي البيتان في النسخ، وفيهما إقواء وهو اختلاف حركات الروي، وفي الطبري ومقتل الحسين للخوارزمي والبحار روى عجز البيت الثاني: « وبنت رسول الله ليست بذي نسل».

(٤) الحديد ٥٧: ٢٢.

(٥) الشورى ٤٢: ٣٠.

(٦) في «م» وهامش «ش»: ورحم.

(٧) في هامش «ش»، و «م»: هذه الحال.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

أعلم. مات فى شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. روى عنه أحمد بن عبد الله المؤذن ، المعروف ب «حمدان»(١) .

* ذكر من اسمه «عراس» :

٩٣٣ ـ عراس بن عمرو بن يزيد بن السمط (مولى مسلمة بن مخلّد) : يكنى أبا بسطة. يروى عن ابن وهب ، وغيره. روى عنه أحمد بن يحيى بن وزير ، وحرملة بن يحيى ، وابنه «عمرو بن عراس». توفى عراس سنة أربع وعشرين ومائتين(٢) .

* ذكر من اسمه «عرفة» :

٩٣٤ ـ عرفة بن محمد بن الغمر الغسّانى الضّرّاب(٣) : يكنى أبا علىّ. مصرى ، يروى عن أحمد بن داود المكى ، وطبقة نحوه. وكان ثقة ثبتا. توفى سنة أربعين وثلاثمائة(٤) .

* ذكر من اسمه «عروة» :

٩٣٥ ـ عروة بن شييم الليثى : شهد فتح مصر. هو من قتلة عثمان(٥) .

٩٣٦ ـ عروة بن عبد الله بن ثعلبة المرادى ، ثم الجملىّ : شهد فتح مصر(٦) .

* ذكر من اسمه «عريب» :

٩٣٧ ـ عريب بن سعد الحميرى : مصرى ، يروى عن عمر بن الخطاب. روى عنه عمرو بن أبى شمر الحميرىّ. ويقال ـ بدل عريب ـ : كريب(٧) .

* ذكر من اسمه «عزيز» :

٩٣٨ ـ عزيز بن هاعان الحبلىّ : شهد فتح مصر(٨) .

__________________

(١) الإكمال ٦ / ٢٠٣ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٤ / ١٧٢ (لم ينسبه إلى ابن يونس). وأعتقد أن المادة فى (الأنساب) مأخوذة عن ابن يونس أيضا ؛ فالمادة واحدة.

(٢) الإكمال ٦ / ١٩٣ (قاله ابن يونس).

(٣) ضبط بالحروف ، وهو نسبة إلى ضرب الدنانير والدراهم (الأنساب) ٤ / ١٤.

(٤) الإكمال ٥ / ٢٠٧ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٤ / ١٤ (شرحه).

(٥) الإكمال ٥ / ٤١ (قاله ابن يونس).

(٦) السابق ٢ / ٢٥١ (ذكره ابن يونس).

(٧) السابق ٧ / ١١ (قاله ابن يونس).

(٨) السابق ٧ / ٦ (قاله ابن يونس). ونقل المراكشى عن ابن ماكولا تلك الترجمة منسوبة لابن يونس فى (الذيل والتكملة) ـ السفر الخامس ، القسم الأول ص ١٤٦.

٣٤١

* ذكر من اسمه «عسامة» :

٩٣٩ ـ عسّامة(١) بن عمرو بن علقمة بن معلوم بن حيويل بن الأوس بن دحية المعافرى : أمير مصر. يكنى أبا الدّاجن. مات سنة ست وسبعين ومائة(٢) .

٩٤٠ ـ عسّامة بن النّجاشى المعافرى : مصرى. يكنى أبا يونس. يروى عن عبد الله ابن عمرو. روى عنه ابن لهيعة(٣) .

* ذكر من اسمه «عسجدى» :

٩٤١ ـ عسجدى بن ماتع السّكسكىّ(٤) : عداده فى المعافر. من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . شهد فتح مصر ، وهو معروف من أهل مصر(٥) .

* ذكر من اسمه «عصام» :

٩٤٢ ـ عصام بن عبيدة المرادى : مولى لهم ، ثم لبطن منهم ، يقال له : رضا. كان كاتبا فى الديوان بمصر ، زمن هشام بن عبد الملك(٦) .

__________________

(١) ضبطت بالشكل فى (الإكمال) ٦ / ٢١٠. وفى ص ٢١١ : بسين مهملة.

(٢) السابق ٢ / ٣٧ (قاله ابن يونس).

(٣) السابق ٦ / ٢١١ (قاله ابن يونس).

(٤) أورد ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٢٧٤ : أن الصواب فى اسم (عسجدى) هو (عجسرى). بعد (العين جيم ، ثم سين ، ثم راء). وأشار إلى أن اسم (عسجدى) تصحيف. وقال : تقدم هذا الصحابى على الصواب (أى : سبقت ترجمته) ، وهو ـ بالفعل ـ فى ج ٤ ص ٤٦٤ ، لكنه سمّاه هناك (عجرى) ، وأضاف عن ابن يونس أنه لا تعرف له رواية. وفى (حسن المحاضرة ١ / ٢١٨) ذكره باسم (عجرى). وفى ص ٢١٩ : ذكره باسم (عسجدى) ، وقال : الظاهر أنهما واحد ، وأحد الاثنين مصحّف. أما كلمة (ماتع) ، فحرّفت إلى (مانع) فى (أسد الغابة) ٤ / ٣٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢١٩. والنسبة ل (السّكسكىّ) ، فهو ينسب إلى السّكاسك (بطن من الأزد). ويوجد بالأردن وادى (السكاسك) ، نزله أفراده لما قدموا الشام زمن عمر بن الخطاب.

(الأنساب) ٣ / ٢٦٧.

(٥) الإكمال ٧ / ٢٩١ ، وأسد الغابة ٤ / ٣٦ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٢٧٣ (باختصار ، قاله ابن يونس).

(٦) الإكمال ٦ / ٤٧ (قاله ابن يونس).

٣٤٢

* ذكر من اسمه «عطاء» :

٩٤٣ ـ عطاء بن دينار الخناعىّ(١) : يكنى أبا طلحة. هو مولى هذيل ، ثم لبنى خناعة ، وخناعة بطن من هذيل. مصرى ، روى عنه عمرو بن الحارث ، وسعيد بن أبى أيوب ، وابن لهيعة ، وحيوة بن شريح ، وابن جابر. وقد روى الأوزاعى عن عطاء بن دينار ، إلا أن يكون لأهل الشام عطاء بن دينار آخر. ثم وقفنا ـ بعد ذلك ـ على أن لأهل الشام عطاء بن دينار آخر ، مولى لقريش ، وهو يكنى أبا طلحة أيضا ، وهو الذي روى عنه الأوزاعى ، وابن جابر(٢) ، وهو منكر الحديث(٣) . وعطاء بن دينار المصرى مستقيم الحديث ، ثقة ، معروف بمصر(٤) . وداره بها فى الحمراء فى بنى بحر ، نحو دار الليث بن داود ، لها بابان عظيمان(٥) . رأيت فى كتاب «ربيعة الأعرج» : توفى عطاء بن دينار (مولى هذيل) أول سنة ست وعشرين ومائة(٦) .

__________________

(١) قال ابن ماكولا : هى بالنون (الإكمال ٣ / ١٩٥). أما السمعانى ، فقام بضبطها بالحروف ، ونسبها إلى (خناعة) فى (الأنساب) ٢ / ٤٠٢.

(٢) صرح المزى أنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فى (تهذيب الكمال) ٢٠ / ٦٩. وترجم له ابن حجر ، وذكر وفاته سنة ١٥٣ ه‍ فى (تهذيب التهذيب) ٦ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧.

(٣) ذكر ابن يونس هذا الشامى أثناء ترجمة (الهذلىّ المصرى). (تهذيب الكمال ٢٠ / ٦٩). وراجع فى نقل النص عن ابن يونس (الإكمال) ٣ / ١٩٥. وقال السمعانى فى (الأنساب) ٢ / ٤٠٢ : قاله أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصرى فى (التاريخ) ، ثم قال : وترجم للشامى. وقال العراقى فى (ذيل ميزان الاعتدال) ص ٢٧٠ : إن عطاء بن دينار الشامى (أبا طلحة) ذكره ابن يونس فى (تاريخ مصر) ، وقال : منكر الحديث. فلعله يقصد (تاريخ المصريين). ومعلوم أن هذا العالم لم يترجم له ابن يونس فى (تاريخ الغرباء) ، لكنه ذكره أثناء ترجمة سميّة المصرى. وترجم له ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٧ / ١٧٩ ، وقال : ذكره ابن يونس فى أثناء ترجمة الهذلى ، وقال : هو منكر الحديث. ويلاحظ أن ابن ماكولا فى (الإكمال) ٦ / ٤٧ ، والمزى فى (تهذيب الكمال) ج ٢٠ ص ٦٩ ، والعراقى فى (ذيل ميزان الاعتدال) ص ٢٧٠ ، جعلوا (عطاء بن دينار الشامى) أستاذا للأوزاعى ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. أما (تهذيب التهذيب) لابن حجر ٧ / ١٧٩ ، فقد حرّف النسّاخ لفظة (عنه) إلى (عن) ، فجعل الشامى تلميذا لهما ، وهو غير صحيح ، وصوابه المثبت بالمتن.

(٤) الإكمال ٣ / ١٩٥ (قال ذلك ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ١٧٩ (شرحه).

(٥) الأنساب ٢ / ٤٠٢ (ثم قال ابن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٠ / ٦٨ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٦) الأنساب ٢ / ٤٠٢ ، وتهذيب الكمال ٢٠ / ٦٩ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ١٧٩ (قال ابن يونس).

٣٤٣

٩٤٤ ـ عطاء بن رافع الزّليقىّ(١) : ولى بحر مصر لعبد الرحمن بن مروان. قرأت فى بعض الكتب القديمة : أصيب عطاء بن رافع سنة خمس وثمانين(٢) .

* ذكر من اسمه «عطية» :

٩٤٥ ـ عطيّة بن خداش(٣) ، ويقال : خراش : روى عنه عبيد الله بن زحر(٤) .

* ذكر من اسمه «عفيف» :

٩٤٦ ـ عفيف بن عبيد بن عفيف بن حبّان الغافقى الدّهنىّ : يكنى أبا عبيد. يروى عن فضالة بن المفضل بن فضالة ، وغيره. توفى سنة إحدى وثمانين ومائة(٥) فى شوال. كذا قرأت على بلاطة قبره(٦) .

* ذكر من اسمه «عقبة» :

٩٤٧ ـ عقبة بن بجرة(٧) بن حارثة بن قتيرة الكندىّ ، ثم التّجيبى المصرى : كان ممن أسلم ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حىّ. وصحب أبا بكر الصديق ، وشهد الفتح بمصر ، وهو أخو

__________________

(١) ضبطه السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى (زليقة) ، وهو بطن من هذيل. (الأنساب) ٣ / ١٦٢.

(٢) المصدر السابق (قاله أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس).

(٣) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ٤٢٧.

(٤) السابق (قاله ابن يونس).

(٥) فى (الأنساب) ٢ / ٥١٨ (ت ٢٨١ ه‍). وذكر محقق (الإكمال) ج ٣ / ٤٠٠ ، نقلا عن (التوضيح) هامش ١ : أنه توفى سنة ١٨١ ه‍. ولم أجد ما يرجح أحد التاريخين على الآخر قطعيا ، فأثبت ما أظنه أرجح ، واستأنست على ذلك بمعرفتنا بالمفضّل (والد فضالة ، الذي يروى عنه المترجم له) ، فقد كان قاضى مصر ، وتوفى سنة ١٨١ ه‍ (تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٢). أما حفيده (المفضل بن فضالة بن المفضل بن فضالة) ، فتوفى سنة ٢٥٢ ه‍ (تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٥). وبناء عليه ، فإن فضالة الذي هو أستاذ المترجم له يحتمل أن يكون توفى بين ٢١٠ ـ ٢٢٠ ه‍ مثلا ، وهذا يتلاءم مع التاريخ المثبت بالمتن كتاريخ لوفاة صاحب الترجمة. ولا بأس أن يروى الكبير عن الصغير.

(٦) الأنساب ٢ / ٥١٨ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والتوضيح (فيما ينقله محقق الإكمال) ٣ / ٤٠٠ (هامش ١).

(٧) كذا ضبطه ابن ماكولا بالحروف (الإكمال ١ / ١٨٩). وفى (الإصابة) ٥ / ١٣٠ : بضم الباء الموحدة ، وسكون الجيم. وفى (حسن المحاضرة) ١ / ٢١٩ : بحرة.

٣٤٤

«مقسم بن بجرة»(١) . روى عنه معاوية بن حديج(٢) .

حدثنى أبى ، عن جدى ، نا ابن وهب ، أخبرنى ابن لهيعة ، أخبرنى الحارث بن يزيد ، أن علىّ بن رباح حدّثه(٣) : أنه سمع معاوية بن حديج يقول : هاجرنا على زمان أبى بكر ، فبينا(٤) نحن عنده ، إذ طلع المنبر ، فقال : لقد قدم علينا ب (رأس يناق) البطريق(٥) ، ولم يكن لنا به حاجة ، إنما هذه سنّة العجم. فقال : قم يا عقبة. فقام رجل منا ، يقال له : عقبة بن بجرة. فقال أبو بكر(٦) : إنى لا أريدك ، إنما أريد عقبة بن عامر(٧) .

٩٤٨ ـ عقبة بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأخنس الرّعينىّ : له إدراك ، وشهد فتح مصر(٨) .

٩٤٩ ـ عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدىّ بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدى بن غنم بن الرّبعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهنىّ(٩) : يكنى أبا عبس ،

__________________

(١) ستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس ، باب (الميم) ، بإذن الله.

(٢) ورد النص فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٦٩٢ ـ ٦٩٣ (بسند ابن عساكر ، إلى أبى عبد الله ابن منده ، عن ابن يونس). وذكره ابن ماكولا فيما لم ينسبه إلى ابن يونس من ترجمة هذا الصحابى ، قال : روى عنه يزيد بن أبى حبيب ، وجعفر بن ربيعة. (الإكمال ١ / ١٨٩).

(٣) تفرد ابن عساكر بذكر السند الكامل للرواية المذكورة بعد (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٦٩٢. واكتفى ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ١٣١ بقوله : ثم أخرج من طريق معاوية بن حديج (لا خديج كما صحّف). وبعد انتهائها قال : وفى إسناده ابن لهيعة أيضا (وهو تصديق لما ورد فى الإسناد الكامل للرواية).

(٤) صحفت فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٦٩٢ إلى (فتبنا).

(٥) لعل ذلك من نتائج فتوح المسلمين بالشام ، خاصة إذا علمنا أن ابن حجر ذكر صحبته أبا بكر ، وأنه كانت معه راية كندة يوم اليرموك (الإصابة) ٥ / ١٣٠.

(٦) كذا فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٦٩٢. وفى (الإصابة) ٥ / ١٣١ : فقال.

(٧) فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٦٩٢ : عقبة بن عقبة. والصواب ما ذكرت ، وهو موجود فى (الإصابة ٥ / ١٣١). والنص منقول عن ابن يونس فى (المصدرين السابقين).

(٨) الإصابة ٥ / ١٣١ (قاله ابن يونس). والمقصود : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

(٩) ورد النسب مطوّلا فى : الإكمال ٦ / ٨٨ ـ ٨٩ ، والأنساب ٢ / ١٣٤ ، وأسد الغابة ٤ / ٥٣ ، والخطط ١ / ٢٠٨ (فيه حرّفت كلمة عبس إلى عيسى) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢١٦ (حرّفت مودوعة إلى مودعة ، وحرفت الربعة إلى ربعة) ، والإصابة ٤ / ٥٢٠ ، والنجوم ١ / ١٦٧ (عدى ابن رفاعة بدلا من عدى بن عمرو بن رفاعة). وورد النسب مختصرا هكذا : عقبة بن عامر بن عبس الجهنى فى (الاستيعاب ٣ / ١٠٧٣ ، وتاريخ دمشق المخطوط ١١ / ٦٩٧).

٣٤٥

ويكنى ـ أيضا ـ أبا حمّاد(١) . صحابى ، روى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا(٢) ، وشهد فتح مصر ، واختط بها دارا(٣) . وكتب إلى معاوية (رضى الله عنه) يسأله أرضا عند قرية عقبة ، فكتب له معاوية ب «ألف ذراع) فى (ألف ذراع)(٤) . وهذه الأرض التى اقتطعها عقبة هى المنية المعروفة ب «منية عقبة» فى «جيزة فسطاط مصر»(٥) . ولى الجند بمصر لمعاوية بن أبى سفيان بعد موت أخيه «عتبة بن أبى سفيان» سنة أربع وأربعين ، ثم أغزاه معاوية البحر سنة سبع وأربعين ، وكتب إلى مسلمة بن مخلّد بولايته على مصر ، فلم يظهر مسلمة ولايته ، حتى دفع عقبة غازيا فى البحر ، فأظهر مسلمة ولايته ، فبلغ ذلك عقبة ، فقال : ما أنصفنا أمير المؤمنين ، عزلنا وغرّبنا(٦) .

__________________

(١) الإكمال ٦ / ٨٨ ـ ٨٩. وفى (الأنساب) ٢ / ١٣٤ (أبو عبس. ويقال : أبو حمّاد). وردت له عدة كنى أخر ، منها : أبو سعاد ، وأبو عامر ، وأبو عمرو ، وأبو الأسود (أسد الغابة ٤ / ٥٣ ، وتهذيب التهذيب) ٧ / ٢١٦.

(٢) الأنساب ٢ / ١٣٤ ، والإصابة ٤ / ٥٢٠ (ولم ينسبه إلى ابن يونس). وقد ذكر ابن عبد الحكم أن لأهل مصر عنه شبيها بمائة حديث ، أورد له منها ٣٨ حديثا فى كتابه (فتوح مصر) ص ٢٨٧ ـ ٢٩٤.

(٣) الإكمال ٦ / ٨٩ (ولم يورد دارا) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١١ / ٦٩٧ (بسنده إلى ابن منده ، قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى) ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٦٨.

(٤) لم يذكر عن ابن يونس ذلك النص صراحة ، لكنى أثبته ؛ لورود تعليق منسوب إلى ابن يونس صراحة (سأورد توثيقه فى حاشية رقم (٥) الآتية ؛ مما يستلزم أن يكون ابن يونس قد أورد النص ، ثم علّق عليه). ويمكن مراجعة تفاصيل كتاب (عقبة) إلى (معاوية) ، وتعليق (عقبة) ، وردّه على مولاه بذكر شروط الصلح مع القبط عند فتح مصر ، وضرورة ألا يؤخذ من أنفسهم شىء فى : (فتوح مصر ٨٥ ـ ٨٦ ، والخطط ١ / ٢٠٨). وجدير بالذكر أن الذراع هو الوحدة الأساسية لتقدير الأطوال والمساحات قديما. والذراع أنواع متفاوتة تفاوتا محدودا فى الطول. ولعل مقداره ـ زمن معاوية ـ هو ما كان عليه فى زمن عمر بن الخطاب (فى تقدير أرض السّواد بالعراق) ، وهو يساوى ٨١٥ ، ٧٢ سم. (راجع التفاصيل فى المقادير الشرعية ، والأحكام الفقهية المتعلقة بها ، لمحمد نجم الدين ص ٢٤٣ وبعدها).

(٥) الخطط ١ / ٢٠٨ (قال أبو سعيد بن يونس). وبالنسبة للمنية المذكورة ، فلم يعرّف بها ياقوت فى (معجم البلدان) رغم تعريفه بأكثر من (منية) فى ج ٥ ص ٢٥٣ ، منها : منية الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان. وذكر أنها بمعنى : الأمنية. والجمع : منّى. أقول : لعلها المكان الجميل الذي يتمنّى. وفى (القاموس الجغرافى) ، القسم الثانى من ج ٣ ص ٦٤ : من القرى القديمة : تسمى ـ الآن ـ ب (ميت عقبة). وكانت تقع قديما على الشاطئ الغربى للنيل ، قبل تحوله إلى الشرق ، وهى من أعمال الجيزة.

(٦) الأنساب ٢ / ١٣٤ (ولم يذكر توقيت إظهار مسلمة ولايته على مصر. وذكر اسم معاوية بدلا

٣٤٦

توفى بمصر سنة ثمان وخمسين(١) ، وقبر فى مقبرتها بالمقطم ، وكان يخضب بالسّواد (رحمه‌الله )(٢) . وكان عقبة قارئا ، عالما بالفرائض والفقه. وكان فصيح اللسان ، شاعرا كاتبا. وكانت له السابقة والهجرة(٣) . وهو أحد(٤) من جمع القرآن ، ومصحفه بمصر إلى الآن بخطه ، رأيته عند «على بن الحسن بن قديد» على غير التأليف الذي فى مصحف عثمان. وكان فى آخره : وكتب عقبة بن عامر بيده. ورأيت له خطا جيدا(٥) . ولم أزل أسمع شيوخنا ، يقولون : إنه مصحف عقبة ، لا يشكّون فيه(٦) . وروى عنه جماعة من أهل مصر ، منهم : عبد الله بن مالك الجيشانىّ ، وعبد الملك بن مليل السّليحىّ(٧) ، وعبد الرحمن بن عامر الهمدانىّ ، وكثير بن قليب الصدفى(٨) ، وجماعة. آخر من حدّث عنه بمصر أبو قبيل المعافرىّ(٩) .

__________________

من (أمير المؤمنين). ومخطوط تاريخ دمشق ١١ / ٦٩٧ (بسنده إلى ابن يونس) ، وسير أعلام النبلاء (باختصار ، ج ٢ / ٤٦٨). راجع مزيدا من أحداث فترة ولايته فى (كتاب الولاة) للكندى ص ٣٦ ـ ٣٨.

(١) الإكمال ٦ / ٨٩ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٢ / ١٣٤ ، ومخطوط تاريخ دمشق ١١ / ٦٩٧ ، والانتصار لابن دقماق (القسم الأول ص ١١) ، والخطط ١ / ٢٠٨ (قال ابن يونس).

(٢) الأنساب ٢ / ١٣٤ ، ومخطوط تاريخ دمشق ١١ / ٦٩٧ ، والانتصار (القسم الأول ص ١١) ، ولم يذكر الخضاب ، واستخدم لفظة (دفن بدل لفظة قبر) ، والخطط ١ / ٢٠٨ (استخدم لفظة دفن ، وذكر الترحّم عليه).

(٣) الأنساب ٢ / ١٣٤ ، وتاريخ الإسلام ٤ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، والإصابة ٤ / ٥٢٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢١٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والنجوم ١ / ١٦٨ (شرحه). ويمكن الوقوف على مزيد من تفاصيل ظروف إسلامه فى (أسد الغابة ٤ / ٥٣ ، والإصابة ٤ / ٥٢١).

(٤) حرّفت إلى (آخر) فى (النجوم) ١ / ١٦٨.

(٥) الأنساب ٢ / ١٣٤ ، والإصابة ٤ / ٥٢٠ (ولم يذكر جودة خطه) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢١٦ (شرحه) ، والانتصار (ذكر جودة خطه) ، القسم الأول ص ١١ ، والنجوم ١ / ١٦٨ (باختصار) ، ويقصد بقوله : تأليفه على غير تأليف مصحف (عثمان) ، أى : فى ترتيب السور القرآنية (القرآن وعلومه فى مصر ، للدكتور البرى) ص ١٥.

(٦) الأنساب ٢ / ١٣٤ ، وتاريخ الإسلام ٤ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣.

(٧) عداده فى أهل مصر. روى عن عقبة بن عامر. روى عنه عبد العزيز بن مليل ، (وسليح من قضاعة). (الأنساب) ٣ / ٢٨٣.

(٨) ستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى (باب الكاف) ، بإذن الله.

(٩) الأنساب ٢ / ١٣٤ (والترجمة ـ فى غالبها ـ لدى السمعانى ، الذي قال عقيبها : ذكر هذا كله

٣٤٧

٩٥٠ ـ عقبة بن كديم(١) بن عدى بن حارثة بن زيد(٢) مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجّار الأنصارى الخزرجى(٣) : شهد فتح مصر ، واختط بها(٤) ، وهو من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) . وله بمصر عقب(٦) ، وما علمت له رواية(٧) .

__________________

أبو سعيد بن يونس المصرى صاحب (التاريخ). ويمكن مراجعة مزيد من التفاصيل عن هذا الصحابى المشهور القارئ الفقيه فى كتابى : (الحياة الثقافية) ج ١ ٧٠ ـ ٧١ ، ٢٣١ ـ ٢٣٤. ويلاحظ أن خليفة بن خيّاط ذكر فى (تاريخه ـ أحداث سنة ٣٨ ه‍ ص ١٩٧) : أن أبا عامر ، عقبة بن عامر الجهنى توفى فى النهروان ، وكان من أصحاب علىّ. وعاد فى أحداث (سنة ٥٨ ه‍) : ص ٢٢٥ ، وذكر وفاة عقبة بن عامر بها. وقد خطّأه ابن عبد البر فى الموضع الأول (الاستيعاب ٣ / ١٠٧٣) أما ابن حجر ، ففى (تهذيب التهذيب ٧ / ٢١٧) ، قال : هذا نقل غريب جدا ، وإن صح فالرجل المذكور فى الموضع الأول غير عقبة بن عامر الصحابى ؛ لاتفاقهم أن عقبة ولى مصر لمعاوية ، وذلك بعد سنة ٤٠ ه‍ قطعا. والله أعلم. وفى (الإصابة) ٤ / ٥٢١ : قطع بتخطئة خليفة ، وإن وقع تحريف فى اسم الرجل الذي ذكرت وفاته فى (النهروان) ، إذ قال : (عامر بن عقبة بن عامر الجهنى). وأضيف إلى ما سبق دليلا آخر ، وهو أن (عقبة بن عامر الصحابى) لم يكن يقاتل فى صفوف علىّ ، بل شهد (صفّين) ، مع معاوية ، وأمّره بعد ذلك على مصر (طبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٥ ، والإصابة ٤ / ٥٢١).

(١) كذا ضبطها بالحروف ابن ماكولا فى (الإكمال) : ٧ / ١٦٥. وحرّف الاسم إلى (كريم) فى (مخطوط معرفة الصحابة) لأبى نعيم ، فى الجزء الأخير غير المرقّم ، المصوّر عن نسخة فيض الله.

(٢) صحّفت إلى (ريد) فى (أسد الغابة) ج ٤ ص ٥٨.

(٣) ورد النسب فى (مخطوط معرفة الصحابة) لأبى نعيم (ولم يذكر الأنصارى الخزرجى) ، والإكمال ٧ / ١٦٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٥٨ (شرحه). وفى (الإصابة) ج ٤ / ٥٢٥ : به لقب الأنصارى الخزرجى ، لكن هناك تغيرا فى سياقة النسب ؛ إذ قال : (حارثة بن عمرو بن زيد مناة) ، بدلا من (حارثة بن زيد مناة بن عدى بن عمرو).

(٤) مخطوط (معرفة الصحابة) لأبى نعيم (دون ذكر خطّته) ، والإكمال ٧ / ١٦٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٥٨ (لم يذكر أنه اختط بمصر) ، والإصابة ٤ / ٥٢٥ (شرحه).

(٥) الإكمال ٧ / ١٦٥ ، وأسد الغابة ٤ / ٥٨ (له صحبة) ، والإصابة ٤ / ٥٢٥ (شرحه).

(٦) مخطوط (معرفة الصحابة) لأبى نعيم (وعقبه بمصر) ، وأسد الغابة ٤ / ٥٨ ، والإصابة ٤ / ٥٢٥ (عقبه بها).

(٧) مخطوط (معرفة الصحابة) ، لأبى نعيم (لا يعرف له رواية). ذكره المحيل على أبى سعيد بن عبد الأعلى (يقصد : ذكره ابن منده ، عن ابن يونس مؤرخنا المصرى المعروف) ، والإكمال ٧ / ١٦٥ (قاله ابن يونس) ، وأسد الغابة ٤ / ٥٨ (ولا تعرف له رواية. ذكره ابن يونس) ، والإصابة ٤ / ٥٢٥ (ولا يعرف له رواية. قاله ابن يونس). وتفرد ابن حجر فى (المصدر السابق)

٣٤٨

٩٥١ ـ عقبة بن مسلم التجيبى المصرى : إمام المسجد الجامع العتيق بمصر. روى عن ابن عمر ، وابن عمرو ، وعقبة بن عامر الجهنى. روى عنه جعفر بن ربيعة ، وحيوة بن شريح ، وابن لهيعة(١) . توفى قريبا من سنة عشرين ومائة(٢) ، وكان قد ولى القصص(٣) .

٩٥٢ ـ عقبة بن نافع المعافرى اللّبوانىّ(٤) : يقال : إنه مولى بنى لبوان بن مالك بن الحارث بن المعافر. يكنى أبا عبد الرحمن. سكن الإسكندرية ، وكان فقيها. يروى عن عبد المؤمن بن عبد الله بن هبيرة السّبائىّ ، وربيعة بن أبى عبد الرحمن ، وخالد بن يزيد. روى عنه عبد الله(٥) بن وهب المصرى. وتوفى بالإسكندرية سنة ست وتسعين ومائة. كان له عقب ، لهم شرف ومنزلة. يسكنون الفسطاط ، ودارهم هى الدار المذهّبة التى ب «مهرة»(٦) .

٩٥٣ ـ عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظّرب(٧) بن أمية ابن الحارث بن فهر القرشى(٨) : يقال : إن له صحبة ، ولم يصح(*) . شهد فتح مصر ،

__________________

من دون المصادر السالف ذكرها بقوله : عدّه الواقدى فى المنافقين ، وكان ذلك فى أول أمره ، ثم تاب.

(١) انتقيت بعض أساتيذه ، وتلاميذه ، وفقا لمنهج ابن يونس المعهود (تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٢٢ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٢.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٢٢ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٢ (قال ابن يونس).

(٣) إضافة فى (تهذيب الكمال) للمزى : ج ٢٠ ص ٢٢٣.

(٤) ضبطها بالحروف السمعانى فى (الأنساب) ج ٥ ص ١٢٧ ، وقال : نسبة إلى (لبوان) ، وهو بطن من المعافر ، يقال له : (لبوان بن مالك بن الحارث).

(٥) فى (الأنساب) : ٥ / ١٢٧ : عبد الرحمن. وأعتقد أن الصواب ما أثبت بالمتن ؛ لأن عبد الله بن وهب (ت ١٩٧ ه‍) معاصر للمترجم له. أما أخوه (عبد الرحمن) ، فلا ذكر له فى الحديث والرواية ، ولم نقف على ترجمته فى الوقت ذاته. والمشهور هو ابنه (أحمد بن عبد الرحمن بن وهب) المتوفى سنة ٢٦٤ ه‍ ، ويستبعد أن يكون راويا عن صاحب الترجمة. وقد سبق لابن يونس الترجمة لابن أخى ابن وهب فى باب (الألف) ، رقم (٣٤).

(٦) الأنساب ٥ / ١٢٧ (قاله أبو سعيد بن يونس المصرى).

(٧) صحفت فى الإصابة ٥ / ٦٤ إلى (الطّرب).

(*) تاريخ الإسلام ٥ / ١٨٨ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٦٤ (قال ابن يونس). وقد جعله المالكى أحد الصحابة ، الذين ذكر أبو سعيد ، وغيره أنهم دخلوا إفريقية (رياض النفوس ـ ط. مؤنس ـ ١ / ٦٢ ، وط. بيروت ١ / ٩٧).

(٨) سمّاه البعض (عقبة بن رافع ، وقيل : ابن نافع). (مخطوط معرفة الصحابة) لأبى نعيم ،

٣٤٩

واختط بها. وولى المغرب لمعاوية ، ويزيد بن معاوية. وهو الذي بنى قيروان إفريقية ، وأنزلها المسلمين. قتلته البربر ب «تهودة» من أرض المغرب سنة ثلاث وستين. وولده بمصر والمغرب(١) . يروى عن معاوية. روى عنه ابنه مرّة بن عقبة ، وعلىّ بن رباح ، وبحير بن ذاخر(٢) .

روى من طريق خالد بن يزيد ، عن عمارة بن سعد ، عن عقبة بن نافع الفهرىّ(٣) ،

__________________

وأسد الغابة ٤ / ٥٢. وفى (مخطوط معرفة الصحابة) لأبى نعيم : سار صاحبه فى النسب إلى (أمية) الأول ، ثم قال : (ابن الحارث بن عامر بن فهر القرشى). وقد انتقد ابن عساكر هذا النسب السابق ، واعتبره وهما توهّمه ابن منده على ابن يونس (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٧١٦. وصحح ابن عساكر ما ساقه ابن يونس من نسب (السابق : ١١ / ٧١٧). واختلط الأمر على السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٢٠ ، وسمّاه (عقبة بن الحارث الفهرىّ) ، فقال : قال ابن يونس : له صحبة ، ولم يفتح (والصواب : ولم يصحّ). وقد ذكر ابن حجر المترجم له فى موضعين : الأول ـ باسم (عقبة بن نافع بن الحارث) ، وقال : نسب ـ هنا ـ إلى جده (لعله يقصد جده الأعلى الحارث). وقال : ذكره ابن يونس على الصواب ، فلعل النسخة سقط منها اسم أبيه (الإصابة) ٥ / ٢٧٧. والثانى ـ باسم (عقبة بن نافع). وقد ترجم له فى (المصدر السابق ٥ / ٦٤). والحق أن النسب الوارد فى المتن هو الصحيح ، وتأويل ابن حجر فى الموضع الأول بعيد ، وصنيع السيوطى فيه خلط ؛ بدليل أنه عاد ، وترجم ل (عقبة بن نافع) ، ولكنه لم يقتبس من ابن يونس فى ترجمته (حسن المحاضرة ١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١). وهذا يعنى أن (عقبة بن الحارث) شخصية تختلف عن (عقبة بن نافع). ويمكن مراجعة ترجمة الأول فى (طبقات ابن سعد ٦ / ٦ ، والاستيعاب ٣ / ١٠٧٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٥٠). وأخيرا ، فقد خلط د. البرى بين (عقبة بن الحارث الفهرى) ، و (عقبة بن عامر الجهنى) ، فمنح الأول بعض سمات الثانى ، فوصفه بالمقرئ الفقيه المحدّث الأمير ، وأعطاه نفس تاريخ وفاة الأخير (٥٨ ه‍). (القبائل العربية فى مصر ص ٨٣). وفى (هامش ٤٠ من الصفحة السابقة) ، قال : ذكر السيوطى (عقبة بن الحارث) خطأ ، بدلا من (عقبة بن عامر الجهنى). والحق أن السيوطى أعطى الأول جزءا من ترجمة (عقبة بن نافع) ، فكأنه وزّع ترجمة (عقبة بن نافع) على موضعين.

(١) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم (فيما حكى عن أبى سعيد بن عبد الأعلى) ، ومخطوط تاريخ دمشق (١١ / ٧١٦ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ١٨٨).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق (١١ / ٧١٦).

(٣) ورد فى بداية السند فى (الإصابة) ٥ / ٦٥ ما يلى : «قال ابن يونس : وروى ابن منده ، من طريق خالد بن يزيد إلخ». وأستبعد صحة ذلك ؛ لأن ابن منده روى تاريخ ابن يونس ، لا العكس. ثم إن السند الذي نقلت به الرواية ناقص من بدايته ، ورجحت أن يكون ابن منده هو الذي رواه عن ابن يونس من الطريق المذكورة.

٣٥٠

وكان قد استشهد بإفريقية ، أنه أوصى ولده ، فقال : لا تقبلوا الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا من ثقة ، وإن لبستم العباء(١) ، ولا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن(٢) .

٩٥٤ ـ عقبة بن نعيم بن صائد(٣) بن بكر الرّعينىّ : أمه أم عيسى بنت مالك بن يحمد الرعينى. قتله حوثرة سنة ثمان وعشرين ومائة ، وعقبه بمصر(٤) .

٩٥٥ ـ عقبة بن يزيد بن سعيد بن قتادة بن جبلة بن نمر(٥) بن نمير بن الحارث الصّدفىّ : من بنى نسىّ : يكنى أبا زرعة. مصرى ، توفى سنة أربع وسبعين ومائتين(٦) .

* ذكر من اسمه «عقيل» :

٩٥٦ ـ عقيل(٧) بن إبراهيم بن عقيل بن خالد : روى عن أبيه. روى عنه عثمان بن صالح السّهمىّ(٨) .

* ذكر من اسمه «عكرمة» :

٩٥٧ ـ عكرمة بن ضباب(٩) اللخمى ، ثم الوصافى : شهد فتح مصر هو ، وابنه «ضباب بن عكرمة»(١٠) .

__________________

(١) العباء : ضرب من الأكسية ، وهى العباءة المعروفة. والجمع : أعبئة. (اللسان ، مادة : ع. ب. أ) ج ٤ / ٢٧٧٣. والمعنى : أنه مهما سمت مكانتكم ، وارتقيتم فى مجالس العلم ، فدققوا فى الرواية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

(٢) الإصابة : ٥ / ٦٥.

(٣) قال ابن ماكولا فى (الإكمال) ٥ / ١٥٨ : بالياء المعجمة باثنتين من تحتها ، وبالدال المهملة ، وقد رسمت بالهمز على سبيل التسهيل.

(٤) السابق (قاله ابن يونس) ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٢٧ (مجرد ذكر النسب).

(٥) بفتح النون ، وكسر الميم ، وآخره راء. (الإكمال ٧ / ٣٦٤).

(٦) السابق ٧ / ٣٦٥ (ذكره ابن يونس).

(٧) السابق ٦ / ٢٤١ (بضم العين ، وفتح القاف).

(٨) السابق (قاله ابن يونس).

(٩) بكسر الضاد المعجمة (السابق ٥ / ٢١٧).

(١٠) السابق ٥ / ٢١٨ (ذكرهما ابن يونس). وقد سبق لابن يونس ترجمة ابنه فى باب (الضاد) برقم (٦٧١).

٣٥١

٩٥٨ ـ عكرمة بن عبيد الخولانى : صحابى ، لا تعرف له رواية. وشهد فتح مصر ، وله إدراك(١) .

* ذكر من اسمه «علثم» :

٩٥٩ ـ علثم(٢) بن أمية بن عمرو التجيبى : من بنى عضاه. ذكره فى «الأخبار»(٣) .

٩٦٠ ـ علثم بن سلمة التجيبى : قديم ، أصيبت أصابعه مع «محمد بن أبى بكر»(٤) .

* ذكر من اسمه «علسة» :

٩٦١ ـ علسة(٥) بن عدىّ البلوىّ : ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر(٦) . روى عنه ابنه الوليد بن علسة ، وموسى بن أبى الأشعث(٧) .

* ذكر من اسمه «علقمة» :

٩٦٢ ـ علقمة بن أسميفع بن وعلة السّبائىّ : يروى عن ابن عباس. روى عنه عبد الله ابن هبيرة(٨) .

٩٦٣ ـ علقمة بن جنادة بن عبد الله بن قيس الأزدى ، ثم الحجرىّ(٩) : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . شهد فتح مصر(١٠) ، واختط بها ، وخطته بالجيزة. وهو معروف من

__________________

(١) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم ، وأسد الغابة ٤ / ٧٣ (لم يذكر أن له إدراكا. أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم مختصرا) ، والإصابة ٤ / ٥٤٠ (قاله ابن يونس ، وابن منده عنه).

(٢) بفتح العين ، وسكون اللام ، وفتح الثاء المعجمة بثلاث (الإكمال ٦ / ٢٦٤).

(٣) السابق ٦ / ٢٦٥ (قال ذلك ابن يونس) ، وتبصير المنتبه ٣ / ٩٦٧) (مجرد ذكر النسب خاليا من عمرو. ذكره ابن يونس).

(٤) الإكمال ٦ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ (قاله ابن يونس).

(٥) ضبطه بالشكل محقق (أسد الغابة) ج ٤ ص ٨١.

(٦) المصدر السابق ، والإصابة ٤ / ٥٤٨ (ذكره ابن يونس).

(٧) إضافة موجودة فى (أسد الغابة) ج ٤ ص ٨١ (قاله ابن يونس. أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم).

(٨) الإكمال ٤ / ٥٣٥ (قاله ابن يونس) فى باب (السّبائى) ، والأنساب ٣ / ٢١٠ (قاله ابن يونس) فى باب (السّبئى). وقد ترجم ابن يونس ـ من قبل ـ لأخى المترجم له ، واسمه (عبد الرحمن) فى باب العين برقم (٨٠٢).

(٩) ضبطت بالشكل (بفتح الحاء ، وسكون الجيم) فى (أسد الغابة) ٤ / ٨٢. وقال ابن حجر فى (الإصابة) ٤ / ٥٤٩. (بفتح المهملة ، والجيم).

(١٠) الإكمال ٢ / ١٥٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٨٢ ، والإصابة ٤ / ٥٤٩.

٣٥٢

أهل مصر(١) . وقد ولى البحر لمعاوية بن أبى سفيان(٢) . وتوفى سنة تسع وخمسين(٣) .

٩٦٤ ـ علقمة بن رمثة(٤) البلوىّ : بايع تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر(٥) .

روى يزيد بن أبى حبيب ، عن سويد بن قيس التجيبى ، عن زهير بن قيس البلوى ، عن علقمة بن رمثة البلوى ، قال : «بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين ، ثم خرج فى سريّة ، وخرجنا معه ، فنعس ، ثم استيقظ ، فقال : رحم الله عمرا. فتذاكرنا كل من اسمه عمرو (ثلاثا). فقلنا : من عمرو يا رسول الله؟! قال : ابن العاص. قلنا : وما باله؟ قال : ذكرت أنى كنت إذا ندبت الناس للصدقة ، جاء من الصدقة ، فأجزل. فأقول له : من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول : من عند الله. وصدق عمرو ، إن لعمرو عند الله خيرا كثيرا. تفرّد به زهير عن علقمة ، وسويد عن زهير ، ويزيد عن سويد(٦) .

٩٦٥ ـ علقمة بن سمىّ الخولانى : صحابى ، شهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية(٧) .

٩٦٦ ـ علقمة بن عاصم المعافرىّ ، ثم القرافىّ : يكنى أبا شعيرة(٨) . يروى عن عبد الله ابن عمرو. روى عنه أبو قبيل المعافرى(٩) .

__________________

(١) الإكمال ٢ / ١٥٣.

(٢) السابق ٢ / ١٥٣ ـ ١٥٤ (قاله ابن يونس) ، وأسد الغابة ٤ / ٨٢ ، والإصابة ٤ / ٥٤٩.

(٣) أسد الغابة ٤ / ٨٢ (قاله أبو سعيد بن يونس. أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم) ، والإصابة ٤ / ٥٤٩ (قاله ابن يونس).

(٤) ضبطه ابن حجر بالحروف فى (السابق) ج ٤ / ٥٥١.

(٥) السابق (قال ابن يونس).

(٦) السابق (قال ابن يونس). والمقصود : أن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذي خرج فى سريّة. والحديث رواه ابن يونس من طرق ، منها : هذا الطريق الذي يصل إلى (يزيد بن أبى حبيب). ويلاحظ ـ أيضا ـ أن ابن يونس سبق أن ذكر هذا الحديث من طريق ابن وهب ، ثم أورد فى آخره تعليق راويه الصحابى (علقمة بن رمئة). راجع ترجمة ابن يونس للصحابى (زهير بن قيس البلوى) فى باب (الزاى) برقم (٥٠٢).

(٧) أسد الغابة ٤ / ٨٥ (قاله ابن يونس. أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم) ، والإصابة ٤ / ٥٥٣ (قاله ابن يونس).

(٨) كذا كنّاه ابن ماكولا فى (الإكمال) ٦ / ٤١٩ ، ٧ / ١٣٩. ولعلها حرّفت إلى (أبى سعيد) فى (الأنساب) : ٤ / ٤٦٦.

(٩) الإكمال ٦ / ٤١٩ (ذكره ابن يونس) ، ٧ / ١٣٩ ـ ١٤٠ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٤ / ٤٦٦ (قاله ابن يونس).

٣٥٣

٩٦٧ ـ علقمة بن يحيى بن علقمة المصرى الجوهرىّ : يكنى أبا سليم. روى عن بكّار ، وأبيه «يحيى بن علقمة»(١) . وكتب الكثير. ثقة ، توفى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة(٢) .

٩٦٨ ـ علقمة بن يزيد بن عمرو بن سلمة بن منبّه بن ذهل بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد المرادى ، ثم الغطيفىّ(٣) : وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورجع إلى اليمن ، ثم قدم المدينة(٤) . وشهد فتح مصر ، وهو وأخوه عمرو(٥) . وولّاه عتبة بن أبى سفيان الإسكندرية فى خلافة معاوية(٦) . وهو معروف من أهل مصر(٧) . رواه أبو قبيل المعافرى ، وحكى عنه(٨) .

__________________

(١) توضيح من عندى يلزمه السياق ؛ لأجل رفع اللبس.

(٢) تاريخ الإسلام ٢٥ / ١٢٥.

(٣) ورد النسب مطوّلا فى : الإكمال ٧ / ١٠٥ ، والأنساب ٤ / ٣٠٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٨٩ (وقف فى النسب إلى مراد. كذا نسبه ابن منده ، وأبو نعيم) ، والإصابة ٤ / ٥٦٢ (وقف فى النسب عند غطيف ، وقال : المرادى الغطيفى). وذكر ابن ماكولا فى (الإكمال) ٧ / ١٥٠ : أن ابن يونس قال فى موضع آخر ـ لا أدرى أين هو ـ فى نسبه : علقمة بن يزيد بن عمرو بن سلمة بن بدّا المرادى.

(٤) السابق (دون ذكر قدوم المدينة ثانية) ، والأنساب ٤ / ٣٠٣ (ولم ينسبه إلى ابن يونس) ، وأسد الغابة ٤ / ٨٩ (لم يذكر عوده إلى المدينة ثانية) ، والإصابة ٤ / ٥٦٢.

(٥) الإكمال ٧ / ١٥٠. أما السمعانى فى (الأنساب) ٤ / ٣٠٣ ، فقال : وفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخوه عمر.

(٦) أسد الغابة ٤ / ٨٩ ، والإصابة ٤ / ٥٦٢. ولعله ولى من سنة (٤٣ ـ ٤٤ ه‍). (راجع فتوح مصر ص ١٩٢ ، والولاة ٣٦).

(٧) الإكمال ٧ / ١٥٠ (قاله ابن يونس).

(٨) أسد الغابة ٤ / ٨٩ (قاله ابن يونس. أخرجه ابن منده ، وأبو نعيم) ، والإصابة ٤ / ٥٦٢ (روى عنه أبو قبيل). صدّرت ب (ذكر ابن يونس). ويلاحظ أن ابن حجر ترجم فى (المصدر السابق ٥ / ١٣٧) ل (علقمة بن يزيد العقبى) ، وقال : له إدراك ، وشهد غزوة ذات الصوارى. وكانت مركب ابن أبى سرح (أمير مصر) على وشك السقوط فى يد الروم ، فقطع علقمة السلسلة بسيفه ، وتسبب فى هزيمة العدو. وقد تردد ابن حجر ما إذا كان هذا الشخص هو الذي ترجم له من قبل ـ وهو المترجم له هنا عند ابن يونس ـ أم لا ـ وأعتقد أنهما واحد ، ولا داعى للتردد ، وليصوّب اللقب ، كما هو عند ابن يونس. ويمكن مراجعة دور المترجم له فى غزوة (ذات السلاسل) ٣٤ ه‍ فى (فتوح مصر) ص ١٩٠ ـ ١٩١.

٣٥٤

* ذكر من اسمه «عليل» :

٩٦٩ ـ عليل(١) بن أحمد بن يزيد بن عليل بن حبيش بن سعد : كان يقول : العنزىّ(٢) : يكنى أبا الحسن. مصرى(٣) ، يروى عن محمد بن رمح ، وحرملة ، وغيرهما. توفى فى رجب سنة ثلاثمائة ، وكان ثقة صحيح الكتاب. رويت عنه(٤) .

* ذكر من اسمه «على» :

٩٧٠ ـ علىّ بن إبراهيم بن سلمة بن بشر بن أبى الهدّاج التجيبى : مصرى من الموالى ، يكنى : أبا الهدّاج. مات فى ذى القعدة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة(٥) .

٩٧١ ـ على بن أحمد بن سليمان بن ربيعة المصرى : يعرف ب «علّان بن الصّيقل»(٦) . يكنى أبا الحسن. سمع محمد بن رمح ، وعمرو بن سوّاد ، ومحمد بن هشام بن أبى خيرة(٧) ، وغيرهم. حدثت عنه ، ورى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ(٨) . كان ثقة كثير الحديث. ولد ـ فيما حدثنا ـ سنة عشرين ومائتين ، وكتب سنة أربعين. وكان أحد

__________________

(١) بضم العين ، وبلامين (وشكّلت اللام الأولى بالفتح (الإكمال) ٦ / ٢٦٠. وحرفت إلى (علىّ) فى (تاريخ الإسلام) ٢٢ / ٢١٣ (وترجم له ترجمة تشبه أن تكون عن ابن يونس ، وإن لم تنسب إليه).

(٢) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٤٣ ، وقال : نسبة إلى (عنزة بن أسد بن ربيعة ابن نزار بن معدّ بن عدنان) ، و (الأنساب) ٤ / ٢٥٠ (شرحه) ، وأضاف : أنه حىّ من ربيعة.

(٣) الإكمال ٧ / ٤٤ (ولم ينسبه إلى ابن يونس).

(٤) السابق ٦ / ٢٦٠ (قاله ابن يونس). وترجم لأخيه (ديسم بن أحمد بن عليل). روى عن أبى عبد الرحمن المقرئ. روى عنه عليل بن أحمد (أخوه). والأنساب ٤ / ٢٥١ (ولم ينسبه إلى ابن يونس ، واكتفى بقوله : عليل بن أحمد العنزىّ ، مصرى).

(٥) الإكمال ٧ / ٤١٦ (قاله ابن يونس).

(٦) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : ينسب إلى صقال الأشياء الحديدية كالسيف ، والمرآة ، والدّرع ، وغيرها. فلعل والده كان يعمل بتلك الحرفة. وبالنسبة ل (علّان) ضبطت بالشكل ، وقال : بالنون فى آخرها (الإكمال) ٧ / ٣١ ـ ٣٢. وضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٤ / ٢٦٥ (وجعله لقبا له).

(٧) كذا ضبطها بالحروف ابن ماكولا (الإكمال) ٢ / ٣٠. وترجم لهذا العالم ، وذكر أنه سدوسىّ بصرى ، نزل مصر. (السابق ٢ / ٣٢). ولم يكن محقق (الأنساب) دقيقا عند ما ضبطه بالشكل هكذا (خيرة) فى ج ٣ / ٥٧٦ ، ٤ / ٢٦٥.

(٨) انتقيت بعض أساتيذه ، وتلاميذه ـ وفق منهج ابن يونس ـ من (تاريخ الإسلام ، للذهبى

٣٥٥

كبراء عدول البلد. وفى خلقه زعارة(١) . توفى فى شوال سنة سبع عشرة وثلاثمائة(٢) .

٩٧٢ ـ على بن الحسن الكمونىّ : يكنى أبا الحسن. من بنى كمونة. قد جرت دعوتهم فى المعافر. توفى فى ذى الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين(٣) .

٩٧٣ ـ على بن الحسن(٤) بن خلف بن قديد(٥) بن خالد بن سنان(٦) السّلامانىّ(٧) : مولى عبد الملك بن أبى الكنود ، سعد بن مالك بن الأقيصر الأزدىّ ، ثم السّلامانى. كذا قال هو فى نسبه وولائه ، وإملائه علىّ(٨) . يكنى أبا القاسم. من أهل مصر(٩) . يروى عن محمد بن رمح(١٠) ، وحرملة بن يحيى ، وغيرهما(١١) . توفى يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الآخرة(١٢) سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة(١٣) . وكان مولده ـ فيما قال(١٤) ـ

__________________

٢٣ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤. وأضاف السمعانى أنه كان يحدّث ببلده مصر ، وبمكة ، وأن محمد بن إبراهيم بن المقرئ سمع منه بمكة سنة ٣٠٦ ه‍ ، وبمصر سنة ٣٠٩ ه‍. وحدّث عنه الطبرانى (الأنساب ٣ / ٥٧٦).

(١) زعر فلان يزعر زعرا : ساء خلقه ، وقلّ خيره ، فهو زعر ، وأزعر. وهى زعرة ، وزعراء. والجمع : زعر. وفى خلقه زعارة (بتخفيف الراء ، وتشديدها) : شراسة ، وسوء خلق. والزّعرور : سيئ الخلق. (اللسان ، مادة : ز. ع. ر) ج ٣ / ١٨٣٢ ، والمعجم الوسيط ١ / ٤٠٨.

(٢) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٤٤ (قال ابن يونس).

(٣) الأنساب ٥ / ٩٥ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٤) حرفت إلى (الحسين) فى (الأنساب) ٣ / ٣٤٨.

(٥) حرفت فى (المصدر السابق) إلى (فدفد). وضبط بالشكل فى (الإكمال) ٧ / ١٠٢ ، وورد به صحيحا دون تحريف.

(٦) حرفت فى (الأنساب) ٣ / ٣٤٨ إلى (سيّار). واستنادا إلى نسب جده (خلف بن قديد بن يزيد ابن سنان) المترجم له فى (الإكمال) ٧ / ١٠٣ يكون ابن يونس قد أسقط اسم (يزيد) من نسب الحفيد المترجم له هنا.

(٧) ضبط بالحروف فى الأنساب ٣ / ٣٤٨ ، وقال : نسبة إلى (سلامان) ، وهو بطن من الأزد.

(٨) الإكمال ٧ / ١٠٣ (ولم يذكر عبارة : وإملائه علىّ) ، والأنساب ٣ / ٣٤٨ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٩) زيادة فى (المصدر السابق).

(١٠) حرفت إلى (رميح) فى (المصدر السابق).

(١١) الإكمال ٧ / ١٠٣ (وحرملة) ، والأنساب ٣ / ٣٤٨.

(١٢) تفرد بها (المصدر السابق).

(١٣) الإكمال ٧ / ١٠٣ ، والأنساب ٣ / ٣٤٨.

(١٤) زيادة فى (المصدر السابق).

٣٥٦

فى سنة تسع وعشرين ومائتين فى آخرها(١) . مصنّف ، له «تاريخ مصر»(٢) .

٩٧٤ ـ على بن خلف المصرى : لم يكن يساوى شيئا(٣) .

٩٧٥ ـ على بن رازح بن رحب(٤) الخولانى المصرى : يكنى أبا الحسن. حدّث عن محمد بن رمح ، وحرملة بن يحيى ، وغيرهما. روى عنه ابنه أحمد(٥) . حدثت عنه. مات سنة سبع وتسعين ومائتين(٦) .

٩٧٦ ـ على بن رزيق المقرئ : مصرى ، يروى عن ابن لهيعة. روى عنه حرملة بن يحيى(٧) .

٩٧٧ ـ على بن سراج بن عبد الله المصرى : يكنى أبا الحسن. ويعرف ب «ابن أخى الأزهر الحرشىّ»(٨) . مصرى ، توفى ب «بغداد» بعد الثلاثمائة(٩) .

__________________

(١) الإكمال ٧ / ١٠٣ (ولم يذكر : فى آخرها) ، والأنساب ٣ / ٣٤٨.

(٢) تفرد بها ابن ماكولا فى (الإكمال) ٧ / ١٠٣. وأورد ابن ماكولا هذه العبارة متأخرة عن مكانها بترجمة كاملة (هى ترجمة إبراهيم بن محمد بن خلف بن قديد). وأعتقد أنها لاستكمال الترجمة الحالية. وأخطأ النسّاخ فى ذكر مكانها.

(٣) المغنى فى الضعفاء (طبعة ١٩٨٧) : ٢ / ١٤ (قال ابن يونس). وقد تكون هذه الترجمة داخلة فى التى قبلها ؛ لتشابه الأسماء ، وجواز أن تكون تلك الترجمة ، نسب صاحبها إلى جده ، لكن يضعف هذا الاحتمال أن ينقل عنه ابن يونس ، ثم يذكر أنه لا يساوى شيئا. فلعلهما اثنان.

(٤) صحفت إلى (رجب) فى (تاريخ الإسلام) ٢٢ / ٢١٠.

(٥) الإكمال ٤ / ٢٦ (دون نسبته إلى ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ٢٢ / ٢١٠. ترجم ابن ماكولا لابنه (أحمد) هذا فى (الإكمال) ٤ / ٢٧ ، وقال : يكنى أبا بكر. روى عنه ابن يونس. توفى سنة ٣٣٣ ه‍. (ولعلها منقولة عن ابن يونس ولم يصرح بذلك. ولم أجد ترجمة منسوبة إلى مؤرخنا فى مصدر آخر ، إذا لنسبتها إليه فى كتاب ابن ماكولا أيضا).

(٦) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢١٠ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٧) الإكمال ٤ / ٥٣ (قاله ابن يونس).

(٨) كذا وردت فى (تاريخ بغداد) ١١ / ٤٣١ ـ ٤٣٢ (غير منسوب إلى ابن يونس). وفى مخطوط (تاريخ دمشق) ١٢ / ١٠٢ (ابن أبى الأزهر الحوشى) ، وهو تحريف من النسّاخ. وورد فى (الأنساب) ٢ / ٢٠٢ فى مادة (الحرشى) ، وضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : نسبة إلى بنى الحريش بن كلب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس. وذكر أن أكثرهم نزلوا البصرة ، وتفرقوا فى البلاد.

(٩) مخطوط تاريخ دمشق ١٢ / ١٠٢ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). وضعفه الخطيب ، وذكر أنه كان يشرب حتى يسكر. وجعل وفاته يوم السبت الثالث

٣٥٧

٩٧٨ ـ على بن سليمان بن بشير الإخميمىّ : يكنى أبا الحسن. نسبوه فى موالى مراد. يعرف ب «ابن أبى الرّقاع»(١) . من أهل مصر(٢) . كان قد رحل ، وكتب عن عبد الرزّاق(٣) وغيره. آخر من حدّث عنه بمصر أحمد بن حمّاد زغبة. توفى يوم الثلاثاء لست خلون من رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين(٤) .

٩٧٩ ـ على بن عبد الله بن أحمد بن زحر التميمى : يكنى أبا الحسن. يعرف ب «ابن أبى عدىّ». مصرى ، توفى سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٥) .

٩٨٠ ـ على بن عبد الله بن محمد بن حيّون الأنصنائىّ : يقال : مولى خولان. يكنى أبا الحسن(٦) . سمع محمد بن رمح ، وحرملة بن يحيى(٧) . توفى فى رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين. حدّث عنه أحمد بن بهزاذ(٨) .

__________________

من ربيع الأول سنة ٣٠٨ ه‍. (تاريخ بغداد ١١ / ٤٣٢ ـ ٤٣٣). وأخيرا ، يبدو أنه كان متواجدا بدمشق ، راويا الحديث عن بعض علمائها ؛ بدليل ترجمته فى (تاريخ دمشق) كما مرّ ، وما ذكره بهذا الصدد ياقوت فى (معجم البلدان) ٢ / ١٢٣ ، ٣ / ١١٣ ، وإن كان محققه ضبطه هكذا : (على بن سرّاج).

(١) بكسر الراء ، وبعدها قاف (الإكمال ٤ / ٨٦). وفى (الأنساب) ٣ / ٨٢ : وردت مادة (الرّقاعىّ) ، وقال : نسبة إلى الجدّ ، وإلى من يكتب الرّقاع ك (فتاوى العلماء). والرقاع ـ أيضا ـ بطن من (جشم بن قيس). وذكره السمعانى فى المنتسبين إلى هذه النسبة ، وإن لم يحدد إلى أيها بالتحديد ينتسب (السابق ٣ / ٨٣).

(٢) السابق ١ / ٩٦ (دون نسبة صريحة إلى ابن يونس) ، ٣ / ٨٣ (شرحه). وأضاف : أنه من أهل إخميم ، إحدى البلاد بديار مصر.

(٣) الإكمال ٤ / ٨٦ ، والأنساب ١ / ٩٦ ، ٣ / ٨٣. وذكر أنه يروى الأباطيل ، عن عبد الرزّاق ، وهو عبد الرزاق بن همّام بن نافع الصّنعانى الحميرى ، مولاهم. يكنى أبا بكر. روى عن أبيه ، وعمه وهب ، وعبيد الله بن عمر العمرى ، ومالك ، والأوزاعى. روى عنه ابن عيينة ، ووكيع. ولد ١٢٦ ه‍ ، وتوفى ٢١١ ه‍. (تهذيب التهذيب ٦ / ٢٧٨ ـ ٢٨١).

(٤) الإكمال ٤ / ٨٦ (قاله ابن يونس. ولم يحدد يوم الوفاة) ، والأنساب ١ / ٩٧ (قال أبو سعيد بن يونس المصرى).

(٥) الإكمال ٤ / ١٧٩ (قاله ابن يونس).

(٦) وردت كنيته فى (الأنساب) ١ / ٢٢٠.

(٧) الإكمال ٢ / ٥٨٠ (وحرملة) ، والأنساب ١ / ٢٢٠.

(٨) الإكمال ٢ / ٥٨٠ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ١ / ٢٢٠ (ولم ينسبه إلى ابن يونس ، ولم يذكر من حدّث عنه).

٣٥٨

٩٨١ ـ على بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة بن نشيط(١) : يكنى أبا الحسن. ولد بمصر ، وكتب الحديث ، وحدّث. وكان ثقة ، حسن الحديث. توفى بمصر يوم الخميس لعشر خلون من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين(٢) .

٩٨٢ ـ على بن عبد العزيز بن الوزير بن ضابئ الجروىّ : أكبر من أخيه «الحسن»(٣) . قتل فى ذى الحجة(٤) سنة خمس عشرة ومائتين(٥) .

٩٨٣ ـ على بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن عبد الله بن عمرو ابن كعب بن سلمة الخولانى(٦) العبدلىّ(٧) البركوتىّ(٨) : يكنى أبا الحسن. من أهل

__________________

(١) زاد المزى فى نسبه ، فقال : القرشى المخزومى الكوفى ، ثم المصرى (المعروف ب علّان) ، ابن أخى عبد الله بن محمد بن المغيرة ، مولى (جعدة بن هبيرة بن أبى وهب المخزومى). (تهذيب الكمال ٢١ / ٥١). وكذلك قال ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٧ / ٣١٥ ، ومن قبله مغلطاى فى مخطوطة (إكمال تهذيب الكمال) ق ١٦٣ (مصورة عن الأزهرية بمعهد المخطوطات).

(٢) قال محقق (تهذيب الكمال ج ٢١ / ٥٢ ـ ٥٣ ، هامش ٢) : ذكر المزى (ت ٧٤٢ ه‍) فى حاشية نسخته (لعلها من تهذيب الكمال) : إن ابن يونس لم يترجم لهذا العالم ، لا فى (تاريخ مصر) ، ولا فى (تاريخ الغرباء). وأقول : إن ابن عساكر (ت ٥٧١ ه‍) ـ من قبله ـ قال فى (مخطوط تاريخ دمشق ١٢ / ٤٦٥ : إن ابن يونس لم يذكره فى (تاريخ المصريين). وقد ردّ مغلطاى (ت ٧٦٢ ه‍) على المزى ، وتعقّبه فى (مخطوط إكمال تهذيب الكمال) ق ١٦٣ قائلا : وهذا فيه نظر ؛ لثبوته فى (الأصل) من كتاب (التاريخ) لابن يونس ، ثم ساق نص الترجمة الواردة بالمتن. وأتى ابن حجر ـ من بعده ـ وعلّق التعليق نفسه ، وقال : كأنه سقط من نسخة الشيخ (أى : نص الترجمة سقط من نسخة المزى من كتاب «تاريخ مصر» لابن يونس) ، وإلا فقد ذكره ابن يونس فى (تاريخ مصر) بما نصّه ، وساق الترجمة الواردة فى المتن (تهذيب التهذيب) ٧ / ٣١٥ (ولم يذكر لفظة : مائتين الواردة فى تاريخ الوفاة). وعلى كل ، فهى معروفة من خلال نص مغلطاى فى (مخطوطته) ، ومن خلال النظر فى ترجمة ابن حجر له فى (تهذيب التهذيب) ٧ / ٣١٥ ، إذ قال : روى عن عبد الله بن صالح ، والنضر بن عبد الجبار ، وابن عفير ، وابن أبى مريم ، وغيرهم. وهؤلاء توفوا على الترتيب الآتى : ٢٢٣ ه‍ ، ٢١٩ ه‍ ، ٢٢٦ ه‍ ، ٢٢٤ ه‍. وهذا يعنى أن تلميذهم المترجم له ، الراوى عنهم ، من رجال ق ٣ ه‍.

(٣) ترجم له ابن يونس قبلا برقم (٣١٤).

(٤) فى الأنساب ٢ / ٥٠ (فى ذى القعدة).

(٥) الإكمال ٥ / ٢١٣ (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٢ / ٥٠ (شرحه).

(٦) لقّبه بذلك ، ونسبه إليه ابن ماكولا (الإكمال ٤ / ٣٣٥).

(٧) نسبه السمعانى إلى بنى عبد الله ، وقال : بطن من خولان ، وضبطه بالحروف (الأنساب ٤ / ١٣٢).

(٨) نسبه إلى (بركوت) ، وعرّفها ، وسيعرّفها ابن يونس بعد قليل. (الأنساب) ١ / ٣٢٧ ، وكذا نسبه ياقوت فى (معجم البلدان) ١ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧.

٣٥٩

مصر(١) . هو من بنى عبد الله من أنفسهم(٢) . يروى عن يونس بن عبد الأعلى ، ومحمد ابن عبد الله بن عبد الحكم ، وغيرهما(٣) . وتوفى فى رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة(٤) . وكانت وفاته ب «بركوت» ، قرية من شرقية فسطاط مصر(٥) . وكان ربعة من الرجال دحداحا(٦) . وكان صالحا حسن الصلاة ، ثقة أمينا(٧) .

٩٨٤ ـ على بن موسى بن عيسى بن حمّاد زغبة : يكنى أبا عبد الله. روى عن جده ، وأبيه. مات بعد الثلاثمائة بيسير(٨) .

٩٨٥ ـ على بن يعقوب الزّيّات : مصرى. هو كذّاب يضع الحديث(٩) .

* ذكر من اسمه «على» :

٩٨٦ ـ علىّ(١٠) بن رباح بن قصير(١١) اللخمى : من أزدة ، ثم من بنى القشيب(١٢) .

__________________

(١) معجم البلدان ١ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧.

(٢) الإكمال ٤ / ٣٣٥ ، والأنساب ٤ / ١٣٢.

(٣) الإكمال ٤ / ٣٣٥ ، والأنساب ١ / ٣٢٧ ، ٤ / ١٣٢ (ولم يذكر كلمة : وغيرهما).

(٤) الإكمال ٤ / ٣٣٦ ، والأنساب ١ / ٣٢٧ ، ٤ / ١٣٢.

(٥) السابق ١ / ٣٢٧. وصحفت فى (المصدر نفسه ٤ / ١٣٢) إلى (يركون).

(٦) دحّ الشيء : وسّعه. الدّحداح ، والدّحادح من الرجال : القصير الغليظ البطن. والجمع : دحادح. والمؤنث : الدّحداحة. والجمع : دحاديح. والدّحداح من الرجال والنساء : المستدير الململم. (اللسان ، مادة : د. ح. ح) ٢ / ١٣٣٣ ، والمعجم الوسيط (مادة : د. ح. د. ح) ١ / ٢٨٢. والمعنى العام : أنه وسط بين الطّول والقصر ، وإن كان أقرب إلى القصر منه إلى الطول.

(٧) الإكمال ٤ / ٣٣٦ (قاله ابن يونس. ولم يذكر صلاته) ، والأنساب ١ / ٣٢٧ (شرحه) ، ٤ / ١٣٢ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٨) الإكمال ٤ / ٨٢ (قاله ابن يونس).

(٩) السابق ٤ / ٧ (قال ابن يونس) ، والأنساب ٣ / ١٨٣

(١٠) جعله ابن ماكولا بضم العين ، وفتح اللام (الإكمال) ٦ / ٢٥٠. وقال ابن حجر : المشهور فيه على التصغير (تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٠ ، والتقريب ٢ / ٣٧). وأورد ابن الفرضى فى : (تاريخ العلم ، والرواة للعلم بالأندلس) ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ، وابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٧ / ٢٨٠ : أن أهل مصر يقولون بفتح العين ، وأهل العراق بضمها. واسمه (علىّ) أصلا ، لكن أباه خاف عليه بنى أمية ؛ لقتلهم من يسمّى بذلك ، فصغّره ، وقال : هو (علىّ). وكان صاحب الترجمة ـ بعد ذلك ـ يغضب ممن يصغّر اسمه.

(١١) حرّفت فى كتاب (ابن الفرضى) ـ ط. الخانجى ـ ١ / ٣٥٥ إلى (نصير).

(١٢) السابق (أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ ، قال : نا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس فى

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563