الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد10%

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 563

الجزء ١ المقدمة الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 563 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185257 / تحميل: 10184
الحجم الحجم الحجم
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

موسى الرضا عليه السلام أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا بن رسول الله، رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا عليه السلام: أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس.

ولقد حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه عليهم السلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: من رآني في منامه فقد رآني، لان الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة(١) .

١١٢/١١ - حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبوعبدالله محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن العباس أبوجعفر الخزاعي، قال: حدّثنا حسن بن الحسين العرني، قال: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس، قال: صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنبر فخطب، واجتمع الناس إليه، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا معشر المؤمنين، إن الله عزّوجلّ أوحى إلي أني مقبوض، وأن ابن عمي عليا مقتول، وإني - أيها الناس - أخبركم خبرا، إن عملتم به سلمتم، وإن تركموه هلكتم، إن ابن عمي عليا هو أخي ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلغ عني، وهو إمام المتقين، قائد الغر المحجلين، إن استرشدتموه أرشدكم، وإن تبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، وإن أطعتموه فالله أطعتم، وإن عصيتموه فالله عصيتم، وإن بايعتموه فالله بايعتم، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم. إن الله عزّوجلّ أنزل علي القرآن، وهو الذي من خالفه ضل، ومن ابتغى

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٢٥٧/١١، من لا يحضره الفقيه ٢: ٣٥٠/١٦٠٨، بحار الانوار ٤٩: ٢٨٣/١.

١٢١

علمه عند غير علي هلك.

أيها الناس، اسمعوا قولي، واعرفوا حق نصيحتي، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلا بالذي أمرتم به من حفظهم، فإنهم حامتي(١) وقرابتي وإخوتي وأولادي، وإنكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. إنهم أهل بيتي، فمن آذاهم آذاني، ومن ظلمهم ظلمني، ومن أذلهم أذلني، ومن أعزهم أعزني، ومن أكرمهم أكرمني، ومن نصرهم نصرني، ومن خذلهم خذلني، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني.

أيها الناس، اتقوا الله، وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه، فإني خصم لمن آذاهم، ومن كنت خصمه خصمته، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم(٢) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) الحامة: الخاصة من الاهل والولد.

(٢) بشارة المصطفى: ١٦، بحار الانوار ٣٨: ٩٤/١٠.

١٢٢

[ ١٦ ]

المجلس السادس عشر

وهو يوم الثلاثاء

الثاني عشر من شهر رمضان سنة سبع وستين وثلاثمائة

١١٣/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا عبدالله بن وهب البصري، قال: حدثني ثوابة بن مسعود، عن أنس بن مالك، قال: توفي ابن لعثمان بن مظعون رضي الله عنه، فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ من داره مسجدا يتعبد فيه، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال له: يا عثمان، إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله. يا عثمان بن مظعون، للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، أفما يسرك أن لا تأتي باب منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك آخذا بحجزتك(١) ، يشفع لك إلى ربك؟ قال: بلى. فقال المسلمون: ولنا - يا رسول الله - في فرطنا(٢) ما لعثمان؟ قال: نعم، لمن صبر منكم واحتسب.

ثم قال: يا عثمان، من صلى صلاة الفجر في جماعة ثم جلس يذكر

______________

(١) الحجزة: موضع التكة من السراويل، ويقال: أخذ بحجزته، أي التجأ إليه واستعان به.

(٢) الفرط: السابق المتقدم، والمراد هنا موتانا الذين سبقونا.

١٢٣

الله عزّوجلّ حتى تطلع الشمس، كان له في الفردوس سبعون درجة، بعد ما بين كل درجتين كحضر(١) الفرس الجواد المضمر(٢) سبعين سنة، ومن صلى الظهر في جماعة كان له في جنات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد خمسين سنة، ومن صلى العصر في جماعة كان له كأجر ثمانية من ولد إسماعيل كل منهم رب بيت يعتقهم، ومن صلى المغرب في جماعة كان له كحجة مبرورة وعمرة مقبولة، ومن صلى العشاء في جماعة كان له كقيام ليلة القدر(٣) .

١١٤/٢ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح بن سعد التميمي، عن أبيه، قال: حدّثنا أحمد بن هشام، قال: حدّثنا منصور بن مجاهد، عن الربيع بن بدر، عن سوار بن منيب، عن وهب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن لله تبارك وتعالى ملكا يسمى سخائيل يأخذ البروات(٤) للمصلين عند كل صلاة من رب العالمين جل جلاله، فإذا أصبح المؤمنون وقاموا وتوضؤوا وصلوا صلاة الفجر، أخذ من الله عزّوجلّ براءة لهم، مكتوب فيها: أنا الله الباقي، عبادي وإمائي في حرزي جعلتكم، وفي حفظي، وتحت كنفي صيرتكم، وعزتي لا خذلتكم، وأنتم مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر.

فإذا كان وقت الظهر فقاموا وتوضؤوا وصلوا، أخذ لهم من الله عزّوجلّ البراءة الثانية، مكتوب فيها: أنا الله القادر، عبادي وإمائي بدلت سيئاتكم حسنات، وغفرت لكم السيئات، وأحللتكم برضاي عنكم دار الجلال.

فإذا كان وقت العصر فقاموا وتوضؤوا وصلوا أخذ لهم من الله عزّوجلّ البراءة الثالثة، مكتوب فيها أنا الله الجليل، جل ذكري وعظم سلطاني، عبيدي وإمائي حرمت

______________

(١) الحضر: ارتفاع الفرس في عدوه.

(٢) ضمر الفرس للسباق: ربطه وعلفه وسقاه كثيرا مدة، ثم يركضه في الميدان حتى يخف ويدق ويقل لحمه.

(٣) بحار الانوار ٧٠: ١١٤/١، و ٨٢: ١١٤/١.

(٤) كذا، ولعلها: البراءات.

١٢٤

أبدانكم على النار، وأسكنتكم مساكن الابرار، ودفعت عنكم برحمتي شر الاشرار. فإذا كان وقت المغرب فقاموا وتوضؤوا وصلوا، أخذ لهم من الله عزّوجلّ البراءة الرابعة، مكتوب فيها: أنا الله الجبار الكبير المتعال، عبيدي وإمائي صعد ملائكتي من عندكم با لرضا، وحق علي أن أرضيكم وأعطيكم يوم القيامة منيتكم.

فإذا كان وقت العشاء فقاموا وتوضؤوا وصلوا، أخذ لهم من الله عزّوجلّ البراءة الخامسة، مكتوب فيها: إني أنا الله لا إله غيري، ولا رب سواي، عبادي وإمائي في بيوتكم تطهرتم، وإلى بيوتي مشيتم، وفي ذكري خضتم، وحقي عرفتم، وفرائضي أديتم، أشهدك يا سخائيل وسائر ملائكتي أني قد رضيت عنهم.

قال: فينادي سخائيل بثلاث أصوات كل ليلة بعد صلاة العشاة: يا ملائكة الله، إن الله تبارك وتعالى قد غفر للمصلين الموحدين. فلا يبقى ملك في السماوات السبع إلا استغفر للمصلين، ودعا لهم بالمداومة على ذلك، فمن رزق صلاة الليل من عبد أو أمة، قام لله عزّوجلّ مخلصا، فتوضأ وضوءا سابغا، وصلى لله عزّوجلّ بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة، جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة، في كل صف ما لا يحصي عددهم إلا الله تبارك وتعالى، أحد طرفي كل صف بالمشرق والآخر بالمغرب. قال: فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات.

قال منصور: كان الربيع بن بدر إذا حدث بهذا الحديث يقول: أين أنت - يا غافل - عن هذا الكرم؟ وأين أنت عن قيام هذا الليل؟ وعن جزيل هذا الثواب، وعن هذه الكرامة(١) ؟

١١٥/٣ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهروي، قال: إن المأمون قال للرضا عليه السلام: يابن رسول الله، قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك، وأراك أحق بالخلافة مني. فقال الرضا عليه السلام: بالعبودية لله عزّوجلّ افتخر، وبالزهد في الدنيا

______________

(١) فلاح السائل: ١٨٩، بحار الانوار ٨٢: ٢٠٣/٣.

١٢٥

أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزّوجلّ.

فقال له المأمون: إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك. فقال له الرضا عليه السلام: إن كانت الخلافة لك وجعلها الله لك، فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك، فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال له المأمون: يا بن رسول الله، لا بد لك من قبول هذا الامر، فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله. فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك، فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.

فقال الرضا عليه السلام: والله لقد حدثني أبي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما، تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الارض، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد. فبكى المأمون، ثم قال له: يا بن رسول الله، ومن الذي يقتلك، أو يقدر على الاساءة إليك وأنا حي؟ فقال الرضا عليه السلام: أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت. فقال المأمون: يا بن رسول الله، إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك، ودفع هذا الامر عنك، ليقول الناس: إنك زاهد في الدنيا. فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزّوجلّ، وما زهدت في الدنيا للدنيا، وإني لاعلم ما تريد. فقال المأمون: وما أريد؟ قال: لي الامان على الصدق؟ قال: لك الامان. قال: تريد بذلك أن يقول الناس: إن عليّ بن موسى لم يزهد في الدنيا، بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة. فغضب المأمون، ثم قال: إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه، وقد أمنت سطواتي، فبالله أقسم لان قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك.

فقال الرضا عليه السلام: قد نهاني الله عزّوجلّ أن ألقي بيدي إلى التهلكة، فإن كان الامر على هذا فافعل ما بدا لك، وأنا أقبل ذلك، على أني لا اولي أحدا، ولا أعزل

١٢٦

أحداً، ولا أنقض رسما ولا سنة، وأكون في الامر من بعيد مشيرا. فرضي منه بذلك، وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام لذلك(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ١٣٩/٣، علل الشرائع: ٢٣٧/١، بحار الانوار ٤٩: ١٢٨/٣.

١٢٧

[ ١٧ ]

المجلس السابع عشر

وهو يوم الجمعة

النصف من شهر رمضان سنة سبع وستين وثلاثمائة

١١٦/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رحمه الله، قال: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن مالك بن أنس، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام، قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقالوا: يا رسول الله، إن للاغنياء ما يعتقون به وليس لنا، ولهم ما يحجون به وليس لنا، ولهم ما يتصدقون به وليس لنا، ولهم ما يجاهدون به وليس لنا.

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: من كبر الله تبارك وتعالى مائة مرة كان أفضل من عتق مائة رقبة، ومن سبح الله مائة مرة كان أفضل من سياق مائة بدنة، ومن حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها وركبها، ومن قال: لا إله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس عملا ذلك اليوم إلا من زاد.

قال: فبلغ ذلك الاغنياء فصنعوه، قال: فعادوا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقالوا: يا رسول الله، قد بلغ الاغنياء ما قلت فصنعوه. فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: ذلك فضل الله يؤتيه

١٢٨

من يشاء(١) .

١١٧/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمي، قال حدّثنا يونس بن عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام، قال: إن اسم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في صحف إبراهيم: الماحي، وفي توراة موسى: الحاد، وفي إنحيل عيسى: أحمد، وفي الفرقان: محمّد.

قيل: فما تأويل الماحي؟ فقال: الماحي صورة الاصنام، وماحي الاوثان والازلام وكل معبود دون الرحمن.

قيل: فما تأويل الحاد قال: يحاد من حاد الله ودينه، قريبا كان أو بعيدا.

قيل: فما تأويل أحمد؟ قال: حسن ثناء الله عزّوجلّ عليه في الكتب بما حمد من أفعاله.

قيل: فما تأويل محمّد؟ قال: إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه، وإن اسمه لمكتوب على العرش: محمّد رسول الله.

وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يلبس من القلانس اليمنية والبيضاء والمضربة(٢) ذات الاذنين في الحرب، وكانت له عنزة(٣) يتكئ عليها ويخرجها في العيدين، فيخطب بها، وكان له قضيب يقال له الممشوق، وكان له فسطاط يسمى الكن، وكانت له قصعة تسمى المنبعة(٤) ، وكان له قعب(٥) يسمى الري، وكان له فرسان، يقال لاحدهما: المرتجز، وللآخر: السكب، وكانت له بغلتان، يقال لاحدهما: دلدل، وللاخرى:

______________

(١) ثواب الاعمال: ١٠، تنبيه الخواطر ٢: ١٥٥، بحار الانوار ٩٣: ١٧٠/١١.

(٢) في نسخة: المضرية.

(٣) العنزة: أطول من العصا، وأقصر من الرمح، في أسفلها زج كزج الرمح، يتوكأ عليها.

(٤) في نسخة: السعة، وفي اخرى: المنيعة.

(٥) القعب: قدح من خشب مقعر.

١٢٩

الشهباء، وكانت له ناقتان، يقال لاحدهما: العضباء، وللاخرى: الجدعاء، وكان له سيفان، يقال لاحدهما: ذو الفقار، وللآخر: العون، وكان له سيفان آخران، يقال لاحدهما: المخذم، وللآخر: الرسوم(١) ، وكان له حمار يسمى يعفور، وكانت له عمامة تسمى السحاب، وكانت له درع تسمى ذات الفضول، لها ثلاث حلقات فضة: حلقة بين يديها، وحلقتان خلفها، وكانت له راية تسمى العقاب، وكان له بعير يحمل عليه يقال له: الديباج، وكان له لواء يسمى المعلوم، وكان له مغفر يقال له: الاسعد.

فسلم ذلك كله إلى علي عليه السلام عند موته، وأخرج خاتمه وجعله في إصبعه، فذكر علي عليه السلام أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه صلّى الله عليه وآله وسلّم صحيفة فيها ثلاثة أحرف: صل من قطعك، وقل الحق ولو على نفسك، وأحسن إلى من أساء إليك(٢) .

قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا(٣) ، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي(٤) .

١١٨/٣ - حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال: دخلت على عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، فقلت له: يا بن رسول الله، إن الناس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا! فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم أما علموا أن يوسف عليه السلام كان نبيا رسولا، فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قال له:

______________

(١) كذا في النسخ: وفي النهاية ٢: ٢٢٠ كان لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سيف يقال له: الرسوب، أي يمضي في الضريبة ويغيب فيها.

(٢) من لا يحضره الفقيه ٤: ١٣٠/٤٥٤.

(٣) يقال: أكف الحمار: شد عليه الاكاف، والاكاف أو الوكاف: البرذعة والكساء يلقى على ظهر الحمار وغيره.

(٤) بحار الانوار ١٦: ٩٨/٣٧.

١٣٠

اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم، ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الاشراف على الهلاك، على أني ما دخلت في هذا الامر إلا دخول خارج منه، فإلى الله المشتكى وهو المستعان(١) .

١١٩/٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا عليه السلام: من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب(٢) .

١٢٠/٥ - قال: وقال الرضا عليه السلام في قول الله عزّوجلّ:( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) (٣) رب يغفر لها(٤) .

١٢١/٦ - قال وقال الرضا عليه السلام في قول الله عزّوجلّ:( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) (٥) ، قال: العفو من غير عتاب(٦) .

١٢٢/٧ - قال: وقال الرضا عليه السلام في قول الله عزّوجلّ:( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ) (٧) ، قال: خوفا للمسافر، وطمعا للمقيم(٨) .

١٢٣/٨ - قال: وقال الرضا عليه السلام: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمّد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما(٩) .

______________

(١) علل الشرائع: ٢٣٩/٣، عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ١٣٩/٢، بحار الانوار ٤٩: ١٣٠/٤.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٩٤/٤٨، بحار الانوار ٤٤: ٢٧٨/١، ٢.

(٣) الاسراء ١٧: ٧.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٩٤/٤٩، بحار الانوار ٧١: ٢٤٤/٨.

(٥) الحجر ١٥: ٨٥.

(٦) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٩٤/٥٠.

(٧) الرعد ١٣: ١٢.

(٨) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٩٤/٥١.

(٩) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ١: ٢٩٤/٥٢.

١٣١

١٢٤/٩ - وقال عليه السلام: الصلاة على محمّد وآله تعدل عند الله عزّوجلّ التسبيح والتهليل والتكبير(١) .

١٢٥/١٠ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدّثنا عليّ بن زياد، قال: حدّثنا الهيثم بن عدي، عن الاعمش، عن يونس بن أبي إسحاق، قال: حدّثنا أبوالصقر، عن عدي بن أرطاة، قال: قال معاوية يوما لعمرو بن العاص: يا أبا عبدالله، أينا أدهى؟ قال عمرو: أنا للبديهة، وأنت للروية. قال معاوية: قضيت لي على نفسك، وأنا أدهى منك في البديهة. قال عمرو: فأين كان دهاؤك يوم رفعت المصاحف؟ قال: بها غلبتني يا أبا عبدالله، أفلا أسألك عن شئ تصدقني فيه؟ قال: والله إن الكذب لقبيح، فسل عما بدا لك أصدقك.

فقال: هل غششتني منذ نصحتني؟ قال: لا. قال: بلى والله، لقد غششتني، أما إني لا أقول في كل المواطن، ولكن في موطن واحد، قال: وأي موطن هذا؟ قال: يوم دعاني عليّ بن أبي طالب للمبارزة فاستشرتك، فقلت: ما ترى يا أبا عبدالله؟ فقلت: كفؤ كريم، فأشرت علي بمبارزته وأنت تعلم من هو، فعلمت أنك غششتني.

قال: يا أمير المومنين، دعاك رجل إلى مبارزته عظيم الشرف جليل الخطر، فكنت من مبارزته على إحدى الحسنيين، إما أن تقتله فتكون قد قتلت قتال الاقران، وتزداد به شرفا إلى شرفك وتخلو بملكك، وإما أن تعجل إلى مرافقة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

قال معاوية: هذه شر من الاول، والله إني لاعلم أني لو قتلته دخلت النار، ولو قتلني دخلت النار.

قال له عمرو: فما حملك على قتاله؟! قال: الملك عقيم، ولن يسمعها مني

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٩٤/٥٢.

١٣٢

أحد بعدك(١) .

١٢٦/١١ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي، فليدن بتفضيل الائمة من أهل بيتي على جميع امتي، فإن مثلهم في هذه الامة مثل باب حطة في بني إسرائيل(٢) .

١٢٧/١٢ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصلت، عن عمه عبدالله بن الصلت، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: أوحى الله عزّوجلّ إلى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال، فدعاه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبره، فقال: لو لا أن الله أخبرك ما أخبرتك، ما شربت خمرا قط، لاني علمت أن لو شربتها زال عقلي، وما كذبت قط، لان الكذب ينقص(٣) المروءة، وما زنيت قط، لاني خفت أني إذا عملت عمل بي، وما عبدت صنما قط لاني علمت أنه لا يضر ولا ينفع.

قال: فضرب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يده على عاتقه، فقال: حق لله عزّوجلّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة(٤) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وسلم

______________

(١) بحار الانوار ٣٣: ٤٩/٣٩٣.

(٢) بحار الانوار ٢٣: ١١٩/٣٩.

(٣) في نسخة: ينقض.

(٤) علل الشرائع: ٥٥٨/١، بحار الانوار ٢٢: ٢٧٢/١٦.

١٣٣

[ ١٨ ]

المجلس الثامن عشر

مجلس يوم الثلاثاء

التاسع عشر من شهر رمضان سنة سبع وستين وثلاثمائة

١٢٨/١ - حدّثنا الشيخ أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الفضل بن العباس البغدادي شيخ لاصحاب الحديث، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن غالب بن حرب الضبي التمتامي وأبوجعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة. قالا: حدّثنا يحيى بن سالم، ابن عم الحسن بن صالح، وكان يفضل على الحسن بن صالح، قال: حدّثنا مسعر، عن عطية، عن جابر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أخو رسول الله، قبل أن يخلق الله السماوات والارض بألفي عام(١) .

١٢٩/٢ - حدّثنا عليّ بن الفضل بن العباس البغدادي، قال: قرأت على أحمد ابن محمّد بن سليمان بن الحارث، قلت: حدثكم محمّد بن عليّ بن خلف العطار، قال: حدّثنا حسين الاشقر، قال: حدّثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سألت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكلمات التي تلقى آدم من

______________

(١) الخصال: ٦٣٨/١١، بحار الانوار ٨: ١٣١/٣٤، و ٢٧: ٢/٢.

١٣٤

ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب عليه(١) .

١٣٠/٣ - حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لاهل الري، قال: حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفار البغدادي، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة الكندي، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن شريك، قال: حدّثنا أبي، عن الاعمش، عن عطاء، قال: سألت عائشة عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقالت: ذاك خير البشر، ولا يشك فيه إلا كافر(٢) .

١٣١/٤ - حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب، قال: أخبرنا عبد الرحمن الخيطي، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الاودي، قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني، قال: حدّثنا إبراهيم بن يوسف، عن شريك، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، أنه سئل عن علي عليه السلام، فقال: ذاك خير البشر، ولا يشك فيه إلا منافق(٣) .

١٣٢/٥ - حدّثنا محمّد بن أحمد الصيرفي وكان من أصحاب الحديث، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن العباس بن بسام مولى بني هاشم، قال: حدّثنا أبوالخير، قال: وحدثنا محمّد بن يونس البصري، قال: حدّثنا عبدالله بن يونس وأبو الخير قالا: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثنا أبوبكير(٤) النخعي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنه قال: علي ابن أبي طالب خير البشر، ومن أبى فقد كفر(٥) .

١٣٣/٦ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمّد

______________

(١) الخصال: ٢٧٠/٨، معاني الاخبار: ١٢٥/١، بحار الانوار ١١: ١٧٦/٢٢، و ٢٦: ٣٢٤/٤.

(٢) بحار الانوار ٣٨: ٥/٧.

(٣) بحار الانوار ٣٨: ٥/٨.

(٤) في نسخة: أبوبكر.

(٥) بحار الانوار ٣٨: ٦/٩.

١٣٥

ابن السندي، عن عليّ بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي الزبير المكي، قال: رأيت جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الانصار ومجالسهم، وهو يقول: علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر. يا معشر الانصار، أدبوا أولادكم على حب علي، فمن أبى فانظروا في شأن أمه(١) .

١٣٤/٧ - حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبومحمّد الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عليّ بن العباس الرازي، قال: حدثني أبي عبدالله بن محمّد بن عليّ بن العباس بن هارون التميمي، قال: حدثني سيدي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، قال: حدثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أخي الحسن بن علي، قال: حدثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال لي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنت خير البشر، ولا يشك فيك إلا كافر(٢) .

١٣٥/٨ - حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله، قال: حدثني إبراهيم بن عليّ والحسن بن يحيى، قالا: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: كان لي عشر من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي، قال لي: يا علي، أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الاخوين، وأنت الوصي، وأنت الولي، وأنت الوزير، عدوك عدوي وعدوي عدو الله، ووليك

______________

(١) علل الشرائع: ١٤٢/٤، بحار الانوار ٣٩: ٣٠٠/١٠٨.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٥٩/٢٢٥، بحار الانوار ٣٨: ٤/٣.

١٣٦

وليّي ووليّي وليّ الله عزّوجلّ(١) .

١٣٦/٩ - حدّثنا عبدالله بن النضر بن سمعان التميمي الخرقاني رحمه الله، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد المكي، قال: أخبرنا أبومحمّد عبدالله بن إسحاق المدائني، عن محمّد بن زياد، عن المغيرة، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، قال: كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبوالدرداء: يا قوم، ألا أخبركم بأقل القوم مالا، وأكثرهم ورعا، وأشدهم اجتهادا في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

قال: فو الله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه، ثم انتدب له رجل من الانصار، فقال له: يا عويمر، لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها.

فقال أبوالدرداء: يا قوم، إني قائل ما رأيت، وليقل كل قوم منكم ما رأوا، شهدت عليّ بن أبي طالب عليه السلام: بشويحطات(٢) النجار، وقد اعتزل عن مواليه، واختفى ممن يليه، واستتر بمغيلات(٣) النخل، فافتقدته وبعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجي وهو يقول: إلهي، كم من موبقة حملت عني فقابلتها(٤) بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك.

فشغلني الصوت واقتفيت الاثر، فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعينه،

______________

(١) الخصال: ٤٢٩/٧، أمالي الطوسي: ١٣٧/٢٢٢، بحار الانوار ٣٩: ٣٣٧/٧.

(٢) الشوحط: شجر يتخذ منه القسي.

(٣) المغيل: النابت في الغيل والداخل فيه، والغيل: الشجر الكثير الملتف. وفي نسخة: ببعيلات النخل، قال المجلسي رحمه الله: هي جمع بعيل، مصغر بعل: وهو كل نخل وشجر لا يسقى، والذكر من النخل. « بحار الانوار ٤١: ١٣ ».

(٤) في نسخة: حلمت عن مقابلتها، وهما بمعنى واحد، يقال حمل عنه: أي حلم وصفح وستر.

١٣٧

فاستترت له، وأخملت(١) الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فزع إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى، فكان مما ناجى به الله أن قال: إلهي، أفكر في عفوك، فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي. ثم قال: آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشريته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملا إذا أذن فيه بالنداء. ثم قال: آه من نار تنضج الاكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى(٢) ، آه من غمرة من ملهبات(٣) لظى.

قال: ثم أنعم(٤) في البكاء، فلم أسمع له حسا ولا حركة، فقلت: غلب عليه النوم لطول السهر، أو قظه لصلاة الفجر. قال أبوالدرداء فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته فلم يتحرك وزويته(٥) فلم ينزو، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي ابن أبي طالب. قال: فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم، فقالت فاطمة عليها السلام: يا أبا الدرداء، ما كان من شأنه ومن قصته؟ فأخبرتها الخبر، فقالت: هي والله - يا أبا الدرداء - الغشية التي تأخذه من خشية الله، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق ونظر إلي وأنا أبكي، فقال: مم بكاؤك، يا أبا الدرداء؟ فقلت: مما أراه تنزله بنفسك. فقال: يا أبا الدرداء، فكيف لو رأيتني ودعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني(٦) ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ(٧) ! فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد أسلمني الاحباء، ورحمني أهل الدنيا، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية.

______________

(١) أي أخفيت.

(٢) الشوى: جمع شواة، وهي جلدة الرأس، والشوى أيضا: الاطراف.

(٣) في نسخة: لهبات.

(٤) أي أطال وزاد، وفي نسخة: انغمر.

(٥) زوى الشئ: جمعة وقبضه.

(٦) احتوش القوم القاسي.

١٣٨

فقال أبوالدرداء: فو الله ما رأيت ذلك لاحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم(١) .

١٣٧/١٠ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين ابن سعيد، عن عليّ بن النعمان، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبي يسأل أبا عبدالله الصادق عليه السلام: متى يدخل وقت المغرب؟ فقال: إذا غاب كرسيها. قال: وما كرسيها؟ قال: قرصها. قال: متى يغيب قرصها؟ قال: أذا نظرت فلم تره(٢) .

١٣٨/١١ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أبوجعفر أحمد بن محمّد بن عيسى وموسى بن جعفر بن أبي جعفر البغدادي، عن أبي طالب عبدالله بن الصلت القمي، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن داود بن أبي يزيد، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: إذا غابت الشمس فقد دخل وقت المغرب(٣) .

١٣٩/١٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن أبي أسامة زيد الشحام أو غيره، قال: صعدت مرة جبل أبي قبيس والناس يصلون المغرب، فرأيت الشمس لم تغب، وإنما توارت خلف الجبل عن الناس، فلقيت أبا عبدالله الصادق عليه السلام فأخبرته بذلك، فقال لي: ولم فعلت ذلك؟ بئس ما صنعت، إنما تصليها إذا لم ترها خلف جبل غابت أو غارت، ما لم يتجللها سحاب أو ظلمة تظلها، فإنما عليك مشرقك ومغربك، وليس على الناس أن يبحثوا(٤) .

١٤٠/١٣ - حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رحمه الله، قالا: حدّثنا سعد بن

______________

(١) تنبيه الخواطر ٢: ١٥٦، بحار الانوار ٤١: ١١/١، و ٨٧: ١٩٤/٢.

(٢) علل الشرائع: ٣٥٠/٤، بحار الانوار ٨٣: ٥٦/١٣، و: ٦٥/٣٠.

(٣) بحار الانوار ٨٣: ٥٦/١٢.

(٤) التهذيب ٢: ٢٦٤/١٠٥٣، بحار الانوار ٨٣: ٥٧/١٤، وفي نسخة: يتجسسوا.

١٣٩

عبدالله، عن موسى بن الحسن، والحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن سماعة بن مهران، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام في المغرب: إنا ربما صلينا ونحن نخاف أن تكون الشمس خلف الجبل، أو قد سترها منا الجبل؟ فقال: ليس عليك صعود الجبل(١) .

١٤١/١٤ - حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يصلي المغرب ويصلي معه حي من الانصار يقال لهم: بنو سلمة، منازلهم على نصف ميل، فيصلون معه، ثم ينصرفون إلى منازلهم وهم يرون مواضع نبلهم(٢) .

١٤٢/١٥ - حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة الكوفي، قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: سمعته يقول: صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر، فكنت أنا أصلي المغرب إذا غربت(٣) الشمس، واصلي الفجر إذا أستبان لي الفجر، فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع، فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا وتغرب عنا وهي طالعة على آخرين بعد؟ قال: فقلت: إنما علينا أن نصلي إذا وجبت الشمس عنا، وإذا طلع الفجر عندنا، ليس علينا إلا ذلك، وعلى اولئك أن يصلوا إذا غربت عنهم(٤) .

١٤٣/١٦ - حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن وأحمد بن محمّد بن يحيى العطار (رضي الله عنهم)، قالوا: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي

______________

(١) من لا يحضره الفقيه ١: ١٤١/٦٥٦، التهذيب ٢: ٢٦٤/١٠٥٤، بحار الانوار ٨٣: ٥٧/١٥.

(٢) بحار الانوار ٨٣: ٥٨/١٦.

(٣) في نسخة: وجبت، وكلاهما بمعنى.

(٤) بحار الانوار ٨٣: ٥٨/١٧.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وروى مُخوَّلُ بنُ إبراهيمَ، عن قيسِ بنِ الرّبيعِ قالَ: سأَلتُ أَبا إِسحاقَ عنِ المسحِ فقال: أَدركتُ الناسَ يمَسحونَ حتّى لقيتُ رجلاً من بني هاشمٍ لم أَرَ مثلَه قطُّ، محمّد بنِ عليِّ بنِ الحسينِ، فسأَلتُه عنِ المسحِ على الخفّينِ فنهاني عنه، وقالَ: «لم يكنْ علي أَميرُ المؤمنينَعليه‌السلام يمَسحُ، وكانَ يقولُ: سبقَ الكتابُ المسحَ على الخفّينِ ».

قالَ أَبوإِسحاقَ: فما مسحتُ منذُ نهاني عنه.

قالَ قيسُ بنُ الربيعِ: وما مسحتُ أَنا منذُ سمعتُ أَبا إسحاقَ(١) .

أَخبرَني الشّريفُ أَبومحمّد الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَني جدِّي، عن يعقوب بن يزيدَ قال: حدّثَنا محمّدُ بنُ أَبي عُميرٍ، عن عبدِ الرّحمنِ بنِ الحجّاجِ، عن أَبي عبدِاللّهِ جعفرٍ بنِ محمدعليهما‌السلام قالَ: إِنّ محمّدَ بنَ المنكدر كانَ يقول: ما كنتُ أَرى أَنّ مثلَ عليِّ بنِ الحسينِ يَدَعُ خَلَفاً - لفضلِ عليِّ بنِ الحسينِ - حتّى رأَيتُ ابنَه محمّدَ بنَ عليٍّ فأَردتُ أَن أَعِظَه فوعظَني.

فقالَ له أَصحابُه: بأَيِّ(٢) شيءٍ وَعَظَكَ؟

قال: خرجت إِلى بعضِ نواحي المدينةِ في ساعةٍ حارّةٍ، فلقيتُ محمّدَ ابنَ علي - وكانَ رجلاً بَدِيناً - وهو مُتكِئٌ على غلامَينِ له أَسودَينِ - أو مولَيَيْنِ له - فقلتُ في نفسي: شيخٌ من شيوخِ قُريشٍ في هذه الساعةِ على

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٦٨ / ٤.

(٢) في «ش»: اي.

١٦١

هذه الحالِ(١) في طلبِ الدُّنيا! أشهد لأعِظَنَّه ؛ فدنوتُ منه فسلّمتُ عليه، فسلّمَ علي بِبُهْر(٢) وقد تصبّبَ عرقاً، فقلتُ: أَصّلحكَ اللّهُ، شيخٌ من أَشياخِ قُريشٍ في هذه السّاعةِ على مثلِ هذه الحالِ في طلب الدُّنيا! لوجاءَكَ الموتُ وأَنتَ على هذه الحالِ؟!

قالَ: فخلّى عنِ الغلامينِ من يدِه، ثمّ تسانَد وقالَ: «لو جاءَني والله الموتُ وأَنا ( في هذه )(٣) الحالِ، جاءَني وأَنا في طاعةٍ من طاعاتِ اللهِّ، أكفُّ بها نفسي عنكَ وعنِ النّاسِ، وِانّما كنتُ أَخافُ الموتَ لوجاءَني وأَنا على معصيةٍ من معاصي اللهِ ».

فقلتُ: يرحمُكَ اللهّ، أَردتُ أَن أعِظَكَ فوعظتني(٤) .

أَخبرَني الشّريفُ أبو محمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَني جدِّي قالَ: حدّثَني (شيخٌ من أَهلِ الرّيِّ )(٥) قد عَلَتْ سِنُّه قالَ: حدّثَني يحيى ابن عبدِ الحميدِ الحِمّاني، عن معاوية بن عمّارٍ الدُّهني، عن محمّدِ بن عليِّ ابنِ الحسينِعليهم‌السلام في قولِ الله عزَّوجلَّ:( فَاسْئَلوْا أًهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كنْتمْ لا تَعْلَمُوْنَ ) (٦) قالَ: «نحنُ أَهلُ الذِّكرِ».

__________________

(١) في «ش»: الحالة.

(٢) البهر: تتابع النفس. «الصحاح - بهر - ٢: ٥٩٨».

(٣) في هامش «ش»: على هذه.

(٤) رواه الكليني في الكافي بسند آخر عن ابن ابي عمير٥: ٧٣ / ١٠، والشيخ الطوسي في التهذيب ٦: ٣٢٥ / ٨٩٤، ومختصراً في المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٢٠١، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٨٧.

(٥)كذا في «ش» و «م»، وفي «ح »: شيخ من مشايخ الري، وقد جعل في هامش «ش»: من أشياخ، ومثله في هامش «م» بدون «من» والظاهرأن المراد ان في بعض النسخ ( أشياخ ) بدل ( أهل ).

(٦) النحل ١٦: ٤٣، الانبياء ٢١: ٧.

١٦٢

قالَ الشّيخُ الرازي: وقد ساَلتُ محمّدَ بنَ مُقاتِلٍ عن هذا فتكلّمَ فيه برأْيِه، وقال: أَهلُ الذَكرِ: العلماءُ كافّة؛ فذكرتُ ذلكَ لأبي زُرْعةَ فبقي متعجِّباً من قوله، وأَوردتُ عليه ما حدّثَني به يحيى بن عبدِ الحميدِ؛ قالَ: صدقَ محمد بنُ عليٍّ، إنّهم أَهلُ الذَكرِ، ولَعمري إِنّ أبا جعفرٍعليه‌السلام لَمِنْ أكبرِ العلماءِ(١) .

وقد روى أَبو جعفرٍعليه‌السلام أَخبارَ المُبتدأ(٢) وأَخبارَ الأنبياءِ وكَتَبَ عنه النّاسُ المغَازِيَ وأثروا عنه السُّنْنَ(٣) واعتمدوا عليه في مناسكِ الحجِّ الّتي رواها عن رسولِ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وكتبوا عنه تفسيرَ القرآن، وروتْ عنه الخاصّةُ والعامّةُ الأخبارَ، وناظَرَ مَنْ كانَ يَرِدُ عليه من أَهلِ الأراء وحَفِظَ عنه النّاسُ كثيراً من علمِ الكلامِ.

أخبرَني الشّريفُ أبو محمّدٍ قالَ: حدّثَني جدِّي قالَ: حدّثَني الزُّبيرُبنُ أبي بكرٍ قالَ: حدّثَني عبدُ الرحمنِ بن عبدِاللهِ الزُّهْريّ قالَ: حَجَّ هِشامُ بنُ عبدِ الملكِ فدخلَ المسجدَ الحرامَ مُتكِئاً على يدِ سالمٍ مولاه، ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام جالسٌ في المسجدِ، فقالَ له سالم مولاه: يا أميرَالمؤمنينَ هذا محمّدُ بنُ عليّ ؛ قال هشامٌ: المَفْتُوْنُ به أهل العراق؟ قالَ: نعم ؛ قالَ: اذهبْ إليه فقُلْ له يقولُ لكَ أميرُ المؤمنينَ: ما اَلّذي يأْكلُ النّاسُ ويَشربونَ إِلى أن يُفْصَلَ بينهم يوم القيامةِ؟

__________________

(١) انظر الكافي ١: ١٦٣ - ١٦٥ باب ان اهل الذكر هم الائمةعليهم‌السلام ، المناقب لابن شهرآشوب ٤: ١٧٨ باختصار، وفي بصائر الدرجات: ١١ - ١٥، فلاحظ.

(٢) في هامش «ش»: يعني ابتداء خلق العالم.

(٣) في «ش» و «م» و «ح »: السير، وما اثبتناه من هامش «ش» و «م».

١٦٣

قالَ له أبوجعفرٍعليه‌السلام : «يُحشرُ النّاسُ على مثلِ قُرْصِ النَّقِيِّ(١) ، فيها أنهارٌ متفجِّرةٌ، يأكلونَ ويشربونَ حتّى يُفرغَ منَ الحسابِ ».

قالَ: فرأىَ هِشامٌ أنّه قد ظفرَ به، فقالَ: اللهُ أكبرُ، اذهبْ إِليه فقلْ له: ما أشغَلَهم عنِ الأكلِ والشُّربِ يومئذٍ؟!

فقالَ له أبو جعفرعليه‌السلام : «هم في النّارِ أشغلُ ولم يُشْغَلوا عن أنْ قالوا:( أفِيْضُوْا عَلَينَا مِنَ الماءِ أو ممٌا رَزَقَكمُ اللهُ ) (٢) » فسكتَ هشامٌ لا يرجعُ كلاماً(٣) .

وجاءتِ الأخبارُ أنّ نافعَ بنَ الأزرقِ جاءَ إِلى محمّدِ بنِ عليّعليهما‌السلام فجلسَ بين يديه فسألَه(٤) عن مسائلَ في الحلالِ والحرام، فقالَ له أبو جعفرٍعليه‌السلام في عُرْضِ كلامِه: «قُلْ لهذه المارقَةِ: بمَ استحللتم فراقَ أميرِ المؤمنينعليه‌السلام وقد سفكتم دماءَكم بينَ يديه في طاعتهِ والقربةِ إِلى اللهِّ بنصرته؟! فسيقولونَ لكَ: إنه حَكَّمَ في دينِ اللهِ، فقلْ لهم: قد حَكَّمَ اللهُ تعالى في شريعةِ نبيِّهعليه‌السلام رجلينِ من خلقهِ فقالَ تعالى:( فَابْعَثًوْا حَكَمَاً مِنْ أهْلِهِ وَحَكَمَاً مِنْ أَهِلِهَا إِنْ يُرِيْدَا إصْلاحَاً

__________________

(١) النَقي: الخبز الحُوّاري «النهاية ٥: ١١٢ ».

(٢) الأعراف ٧: ٥٠.

(٣) سير اعلام النبلاء ٤: ٤٠٥، وفي هامشه عن تاريخ ابن عساكر١٥: ٣٥٣ ب، مختصر تاريخ دمشق ٢٣: ٧٩، وذكر الكليني في الكافي ٨: ١٢١ / ٩٣ نحوه، وكذا ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ١٩٨، والطبرسي في الاحتجاج: ٣٢٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٣٣٢ / ١٤.

(٤) في «م» وهامش «ش»: يسأله.

١٦٤

يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا ) (١) وحَكَّمَ رسولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله سَعْدَ بنَ مُعاذٍ في بني قُرَيْظَةَ، فحَكَم فيهم بما أمضاه اللهُ، أوَما عَلِمتمِ أنّ أميرَالمؤمنينَعليه‌السلام إِنّما أمَرَ الحكمينِ أن يَحْكُما بالقرانِ ولا يتعدَّياه، واشترطَ ردَّ ما خالفَ القرآنَ من أحكامِ الرِّجالِ، وقالَ حينَ قالوا له: حكّمتَ على نفسِكَ مَنْ حَكَمَ عليكَ، فقالَ: ما حكّمتُ مخلوقاً، وإنّما حكّمتُ كتابَ اللهِ ؛ فأينَ تجدُ المارقةُ تضليلَ مَنْ أمرَ بالحكمِ بالقرانِ واشترطَ ردَّ ما خالَفَه؟! لولا ارتكابُهم في بدْعَتِهم البهتانَ ».

فقالَ نافعُ بنُ الأزرق: هذاَ كلامٌ ما مرَّ بسمعي قطُّ، ولا خطر منِّي ببالٍ، وهو الحقُّ إِن شاءَ اللهُ(٢) .

وروى العلماءُ: أنّ عمرو بنَ عُبَيدٍ وفدَ على محمّدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام ليمتحنَه بالسُّؤالِ، فقالَ له: جُعِلْتُ فداكَ ما معنى قوله عزّ اسمُه:( أوَلَمْ يَرَ الّذِيْنَ كَفَرُوْا أنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقَاً فَفَتَقْنَاهُمَا ) (٣) ما هذا الرّتقُ والفتقُ؟ فقالَ له أبو جعفرعليه‌السلام : «كانتِ السّماءُ رَتْقاً لا تُنزِلُ القَطْرَ، وكانتِ الأرضُ رتقاً لا تُخرِجُ النّباتَ » فانقطعَ عمرٌو ولم يَجِد اعتراضاً.

ومضى ثمّ عادَ إِليه فقالَ له: خَبِّرْني - جُعِلْتُ فداكَ - عن قولهِ جلَّ ذكرُه:( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِيْ فَقَدْ هَوَى ) (٤) ما غَضَبُ اللهّ؟ فقالَ أبو جعفرٍعليه‌السلام : «غضبُ اللهِّ عقابُه يا عمرُو، ومَنْ ظَنَّ أَنّ اللهَ يُغيِّرُه

__________________

(١) النساء ٤: ٣٥.

(٢) الاحتجاج: ٣٢٤، البداية والنهاية ٩: ٣٣٩.

(٣) الانبياء ٢١: ٣٠.

(٤) طه ٢٠: ٨١.

١٦٥

شيءٌ فقد كفرَ»(١) .

وكانَ - معَ ما وصفْناه به منَ الفضل في العلم والسُّؤْدَدِ والرِّئاسةِ والإمامةِ - ظاهرَ الجودِ في الخاصّةِ والعامّةِ، مشهورَ الكرم في الكافَّةِ، معروفاً بالفضلِ(٢) والإحسانِ معَ كثرةِ عيالهِ وتوسُّطِ حاله.

حدّثَني الشّريفُ أَبو محمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَني جدِّي قالَ: حدّثَنا أَبو نصر قالَ: حدّثَني محمّدُ بنُ الحسينِ قالَ: حدّثَنا أَسودُ بنُ عامرٍ قالَ: حدّثَنا حبّانُ(٣) بن عليٍّ، عنِ الحسنِ بنِ كثيرٍ قالَ: شكوتُ إِلى أَبي جعفرٍ محمّدٍ بنِ عليٍّعليه‌السلام الحاجةَ وجفاءَ الأخوانِ، فقالَ: «بئسَ الأخ أَخٌ يرعاكَ غنيّاً َويقطعك فقيراً» ثمّ أَمرَ غلامَه فأَخرجَ كيساً فيه سبعمائةِ دِرهمٍ وقالَ: «استنفِقْ هذه فإِذا نَفِدَتْ فأَعْلِمْني »(٤) .

وقد روى (محمّدُ بنُ الحسينِ )(٥) قالَ: حدّثَنا عبدُاللهِ بن الزُّبيرِقالَ: حدّثونا عن عمرِو بنِ دينارٍ وعبدِاللهِ بنِ عبيدِ بنِ عُميرأَنّهما قالا: ما لقيْنا أَبا جعفرٍ محمّدِ بنِ عليٍّعليهما‌السلام إِلّا وحملَ إِلينا النّفقةَ والصِّلةَ والكِسوةَ، ويقولُ: « هذه مُعَدَّةٌ لكم قبلَ أَن تَلقَوْني »(٦) .

__________________

(١) اخرج صدره الكليني في الكافي ١: ٨٦ / ٥، والصدوق في التوحيد: ١٦٨ / ١، والمعاني: ١٨ / ١، والطبرسي في الاحتجاج: ٣٢٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٣٥٤ / ٧.

(٢) في« م » وهامش « ش »: با لتفضيل.

(٣) في هامش «ش» و «م»: الصحيح حَبّان بالفتح، الا أن أصحاب الحديث قد أولعوا فيه بالكسر، وهو اخو مندل بن علي العنزي، منسوب إلى عنزة وهي قبيلة.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٠٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٨٧ / ٦.

(٥) يحتمل كونه محمد بن الحسين المذكور في الخبر السابق، فهذا أيضاً مأخوذ من كتاب الحسين ابن يحيى جد الشريف أبي محمد الحسن بن محمد.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٠٧، البداية والنهاية ٩: ٣٤١ ونقله العلامة المجلسي في البحار

١٦٦

وروى أَبو نُعيمٍ النّخعيُّ، عن معاوية بن هشامٍ، عن سليمان بن قَرْمٍ قالَ: كانَ أَبوجعفرٍ محمّدُ بنُ عليٍّعليهما‌السلام يُجِيْزُنا بالخمسمائةِ درهم إِلى السِّتّمائةِ إِلى الألفِ درهم، وكان لا يَملُّ من صلةِ إِخوانهِ وقاصِديه ومؤمِّليه وراجيه(١) .

ورُويَ عنه عن آبائه عليه وعليهم السّلامُ: أَنّ رسولَ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ يقولُ: «أَشدُّ الأعمالِ ثلاثةٌ: مواساةُ الإخوانِ في المالِ، وإنصافُ النّاسِ من نفسِكَ، وذكرُ اللهِ على كلِّ حالٍ »(٢) .

وروى إسحاقُ بن منصور السّلوليّ قالَ: سمعتُ الحسنَ بنَ صالحٍ يقولُ: سمعتُ أَبا جعفرٍ محمّدَ بنَ عليٍّعليهما‌السلام يقولُ: « ما شِيْبَ شيءٌ بشيءٍ بأَحسن(٣) من حلمٍ بعلمٍ »(٤) .

وروِيَ عنهعليه‌السلام أَنّه سُئلَ عنِ الحديثِ يرسله ولا يُسندُه فقالَ: «إِذا حدّثْت الحديثَ فلم أسنِدْه فسَنَدي فيه أَبي عن جدِّي عن أَبيه عن جدِّه رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جَبْرَئيْلَعليه‌السلام عنِ اللهِ عزَّوجلَّ »(٥) .

وكانَ عليه وآبائه السّلامُ يقول: «بليّةُ النّاسِ علينا عظيمةٌ، إن

__________________

٤٦: ٢٨٨ / ٧.

(١) مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٠٧ مختصراً، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٨٨ / ٩.

(٢) الخصال ١:١٢٥ / ضمن ح ١٢٢ باختلاف يسير.

(٣) في هامش «ش»: الضم على انه صفة شيء، والنصب على انه صفة مصدر محذوف، يعني ما شيب شوباً أحسنَ.

(٤) الخصال ١: ٤ / ١٠ باختلاف يسير.

(٥) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٨٨ / ١١.

١٦٧

دَعَوْناهم لم يستجيبوا لنا، وأن تركْناهم لم يهتدوا بغيرِنا»(١) .

وكانَعليه‌السلام يقولُ: «ما يَنْقِمُ النّاسُ منّا؟! نحنُ أَهلُ بيتِ الرّحمةِ، وشجرةُ النُّبوَّةِ، ومَعدِن الحكمةِ، ومَوضِعُ(٢) الملائكةِ، ومَهبِطُ الوحي »(٣) .

وتُوُفِّيَ عليه وآبائه السّلامُ وخلّفَ سبعةَ أَولادٍ، وكانَ لكلِّ واحدٍ من إخوته فضلٌ وإن لم يَبلغْ فضلَه لمكانِه منَ الامامةِ، ورتبتهِ عندَ اللهِ في الولايةِ، ومحلِّه منَ النّبيِّ عليه واله السّلامُ في الخلافِة. وكانتْ مدّةُ إمامتِه وقيامِه مَقامَ أبيه في خلافةِ اللهِ عزّوجلَّ على العبادِ تسعَ عشرةَ سنةً.

* * *

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٠٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٨٨ / ذيل ح ١١.

(٢) في هامش «ش» و «م»: مختلف.

(٣) بصائر الدرجات: ٥ / ٧٧باختلاف يسير، الكافي ١: ١٧٢ / ١ عن علي بن الحسينعليه‌السلام باختلاف يسير أيضاً.

١٦٨

باب ذكر [ إِخوتهِ و ](١) طرفٍ من أخبارِهم

وكانَ عبدُاللهِ بن عليِّ بن الحسينِ أخو أبي جعفر عليه المسّلام يلي صدقاتِ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقاتِ أًميرِ المؤمنينَعليه‌السلام وكانَ فاضلاً فقيهاً، وروى عن آبائه عن رسول اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أخباراً كثيرةً، وحدّثَ النّاسُ عنه وحملوا عنه الآثارَ.

فمن ذلكَ ما رواه ( إبراهيمُ بن محمّدِ بنِ داود بن عبدِالله الجعفري )(٢) ، عن عبدِ العزيزِ بنِ محمّدٍ الدّراورديّ، عن عُمارة بن غَزِيّةَ(٣) ، عن عبدِاللهِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ(٤) أنّه قالَ: قالَ رسولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إِنّ البخيلَ كلَّ البخيلِ الّذيِ إِذا ذُكِرْتُ عندهَ لم يُصَلِّ عليٌ»(٥) .

وروى زيدُ بنُ الحسنِ بنِ عيسى قالَ: حدّثَنا (أبو بكرِ بنِ أبي

__________________

(١) ما بين المعقوفين ليس في النسخ الثلاث وما أثبتناه من المطبوع لضرورة السياق.

(٢) كذا في النسخ، لكن قد ترجم ابن حجر في تهذيب التهذيب ٦: ٣٥٣ لعبد العزيز بن محمد الدراوردي وذكر روايته عن عمارة بن غزية ورواية داود بن عبدالله الجعفري عنه، وقد ورد في غاية الاختصار: ٢٢ عن رواية يحيى بن الحسن العبيدلي عن هارون بن موسى عن داود بن عبدالله الجعفري عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فحينئذ لا يبعد وقوع تحريف في سند الكتاب، وكونه مأخوذاً من كتاب العبيدلي كسائر روايات هذا الفصل.

(٣) ضبط في «ش» و «م»: «غَزيَة»، وفي هامش «ش»: «غَزيّة لا غير»، ولعله تعريض بقول آخر.

(٤) رواه عن أبيه عن جده، قال: قال رسول اللهّ. كماَ في معاني الاخبار.

(٥) معاني الاخبار: ٢٤٦ / ٩ باختلاف يسير، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٩٤: ٦١ / ٤٧.

١٦٩

أُويسٍ )(١) ، عن عبدِاللهِّ بن سمعانَ قالَ: لقيت عبدَاللهّ بن عليِّ بنِ الحسينِ فحدّثَني عن أبيه عن جدًّه عن أمير المؤمنينَعليه‌السلام : أنّه كانَ يقطعُ يدَ السّارقِ اليُمنى في أوّلِ سَرِقتهِ، فإن سرقَ ثانيةً قطعَ رِجلَه اليُسرى، فإن سرقَ ثالثةً خَلَّدَه(٢) السِّجنَ(٣) .

وكانَ عمرُ بنُ عليَّ بنِ الحسينِ فاضلاًَ جليلاً، ووليَ صدقاتِ النّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقاتِ أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام وكان وَرِعاً سَخِيّاً.

وقد روى (داود بنُ القاسمِ )(٤) قالَ: حدّثَنا الحسينُ بنُ زيدٍ قالَ: رأيتُ عمِّي عمرَ بنَ عليِّ بنِ الحسينِ يَشرطُ(٥) على مَنِ ابتاعَ صدقاتِ

__________________

(١) كذا في «م» و «ح » وفي «ش»: «أبو بكر بن اويس » وفي هامشها: «أبي أو»، وفوقه: «نسخة سيد» والظاهر ان المراد انّ في نسخة السيد - اي السيد فضل الله الراوندي -:أبو بكر بن أبي اويس، وكيف كان فقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ٣: ٤٠٧ زيد بن الحسن العلويَ روى عن عبدالله بن موسى ألعلوي وأبي بكر بن أبي اويس وعنه يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة، انتهى.

ومنه يظهر ان الخبرمن كتاب العبيدلي يحيى بن الحسن على الظاهر، وعلى أيَ حال فأبو بكر أبن أبي اويس هوعبد الحميد بن عبداللهّ بن عبدالله بن اويس الاصبحي أبو بكر بن أبي اويس المدني الاعشى كما ترجمه ابن حجر قي تهذيب التهذيب ٦: ١١٨ وذكر وفاته سنة ٢٠٢ ببغداد. ومن عنوان ابن حجر له يعلم صحة اطلاق أبي بكر بن اويس عليه أيضاً.

(٢) في «ش» و «م»: خلّد، وما في المتن من نسخة«ح ».

(٣) الكافي ٧: ٢٢٢ / ٤ باختلاف يسير، وكذا دعائم الاسلام ٢: ٤٧٠ / ١٦٧٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٧٩: ١٨٨ / ٢٥.

(٤) قد مر في ص ١٥١ رواية المصنف عن أبي محمد الحسن بن محمد عن جده عنِ داود بن القاسم عن الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي، والظاهر ان هذا الخبر أيضاً ماخوذ من كتاب العبيدلي جدّ أبي محمد الحسن بن محمد.

(٥) في هامش «ش»: يشترط.

١٧٠

عليٍّ عليه‌السلام أن يَثلمَ في الحائطِ كذا وكذا ثُلْمةً، ولا يَمنعَ مَنْ دخلَه يأكلُ منه(١) .

أخبرَني الشرّيف أبو محمّدٍ قالَ: حدّثَني جدِّي قالَ: حدّثَنا (أبو الحسنِ بكّارُ بنُ أحمدَ الأزديّ )(٢) قالَ: حدّثَنا الحسنُ بنُ الحسينِ العُرَنيّ، عن عبيدِاللهِّ بنِ جريرٍ القطّانِ قال: سمعتُ عمرَ بنَ عليِّ بنِ الحسينِ يقولُ: المُفْرِطُ في حبِّنا كالمُفْرِطِ في بغضِنا، لنا حقٌّ بقرابتِنا من نبيِّنا عليه وآله السّلام وحق جعلَه الله لنا، فمن تركَه تركَ عظيماً، أَنزِلونا بالمنزلِ الّذي أنزلَنا اللهُ به، ولا تقولوا فينا ما ليسَ فينا، إِن يُعَذِّبْنا اللهُّ فبذنوبِنا، وإن يَرْحَمْنا فبرحمتهِ وفضلِه(٣) .

وكانَ زيدُ بنُ عليِّ بن الحسينِ عينَ إِخوتهِ بعدَ أَبي جعفرٍعليه‌السلام وأفضلَهم، وكانَ عابداً وَرِعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً، وظهرَ بالسّيفِ يَأْمرُ بالمعروفِ وينهي عنِ المنكرِ ويَطالبُ بثاراتِ الحسينِعليه‌السلام .

أَخبرَني الشّريفُ أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ، عن جدِّه، عنِ

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٦٧ / ١٠.

(٢) كذا في نسخة البحارالمطبوع، وفي متن «ش» و «م» و «ح »: بكار بن الحسن بن أحمد الازدي، وفي هامش «م» و «ش» كنيته: أبو الحسن بكّار.

ثم ان في متن «ش»: محمد بدل أحمد وفوقه علامة تشبه أن تكون (سيد )، ولكن في هامشها أحمد / س صِح، وهوما اثبتناه، فقد عنونه الشيخ في فهرسته ٣٩: ١٢٨: بكار بن أحمد، واثبت له كتباُ روى بعضها علي بن العباس المقانعي وبعضها الحسين بن عبد الكريم الزعفراني. وعنونه في باب من لم يرو عنهم في الرجال: ٤٥٦ / ٢: بكار بن أحمد بن زياد، روى عنه ابن الزبير - والموجود في الفهرست رواية ابن الزبيرعنه بتوسط علي بن العباس المقانعي لا مباشرة - ويأتي في ص ١٩٣ رواية علي بن العباس المقانعي عن بكّار بن أحمد عن حسن بن حسين، وهو نفس من يرويَ عنه بكار بن أحمد في هذه الرواية.

(٣) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٦٧.

١٧١

الحسنِ بنِ يحيى قالَ: حدّثَنا الحسنُ بنُ الحسينِ، عن يحيى بن مُساوِرٍ، عن أَبي الجارودِ زيادِ بنِ المنذرِ قالَ: قدمتُ المدينةَ فجعلتُ كلَّما سأَلتُ عن زيدِ بنِ عليٍّ قيلَ لي: ذاكَ حليفُ القرآنِ(١) .

وروى هشيمٌ(٢) قالَ: سأَلتُ خالدَ بنَ صفوانَ عن زيدِ بن عليّ - وكانَ يحدِّثُنا عنه - فقلتُ: أَينَ لقيتَه؟ قالَ: بالرُّصافةِ(٣) ، فقلتُ: أَيّ رجلٍ كانَ؟ فقالَ:كانَ - ما علمتُ - يبكي من خشيةِ اللهِّ حتّى تختلطَ دموعُه بمخاطِه(٤) .

واعتقدَ فيه كثيرٌ منَ الشِّيعةِ الإمامةَ، وكانَ سببُ اعتقادِهم ذلكَ فيه خروجَه بالسّيفِ يدعو إِلى الرِّضا من الِ محمّدٍ فظنُّوه يرُيدُ بذلكَ نفسَه، ولم يكن يُريدُها به لمعرفتِهعليه‌السلام باستحقاقِ أَخيه للإمامةِ من قبلِه، ووصيّتهِ عندَ وفاتِه إِلى أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام .

وكانَ سببُ خروجِ أَبي الحسينِ زيدٍ رضيَ الله عنه - بعدَ الّذي ذكرْناه من غرضِه في الطّلبِ بدم الحسينِعليه‌السلام - أَنّه دخلَ على هِشام بنِ عبدِ الملكِ، وقد جمعَ لهَ هشامٌ أَهلَ الشّامِ وأَمرَأَن يتضايقوا في المجلسَِ حتّى لا يتمكّنَ منَ الوصولِ إِلى قربه، فقالَ له زيدٌ: إِنّه ليسَ من عبادِ اللهِ أحدٌ فوقَ أَن يُوصى بتقوى اللهِ، ولا من عبادِه أَحدٌ دونَ أَن يُوصِيَ بتقوى اللهِ، وأنا أُوصيكَ بتقوى اللهِّ - يا أَميرَ المؤمنينَ - فاتّقِه.

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٨٦.

(٢) في «ش» و «ح »: هشام، ولكن في «م» وهامش «ش»:هُشَيْم، وقد كتب في هامشهما: هو هشيم بن بشير الواسطي، وهو شيخ البخاري ومسلم.

(٣) في هامش «ش» و «م»: الرُصافة هذه بلدة بالشام.

(٤) نقله العلامة المجلسي في ألبحار ٤٦: ١٨٦.

١٧٢

فقالَ له هشامٌ: أَنتَ المؤهِّلُ نفسَكَ للخلافةِ الرّاجي لها؟! وما أَنتَ وذاكَ - لا أُمَّ لكَ - وِانّما أَنتَ ابنُ أمة ؛ فقالَ له زيدٌ: إِنِّي لا أَعلمُ أَحداً أعظمُ منزلة عندَ اللهِ من نبيٍّ بعثَه وهو ابنُ أَمةٍ، فلوكانَ ذلكَ يُقَصَّرُ عنِ منتهى غايةٍ لم يُبْعَثْ، وهو إسماعيلً بنُ إِبراهيمَعليهما‌السلام ، فالنبوَّةُ أَعظمُ منزلةً عندَ اللهِّ أَم الخلافةُ، يا هشام؟! وبعدُ، فما يقصُرُ برجلٍ أَبوه رسولُ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابنُ عليِّ بنِ أَبي طالب ؛ فوثبَ هشامٌ عن مجلسِه ودعا قَهْرَمانَه وقالَ: لا يَبِيْتَنَّ هذا في عَسكرِي.

فخرجَ زيدٌ رحمةُ اللهِّ عليه وهويقولً: إنّه لم يَكرهْ قومٌ قطُّ حرَّ السُّيوفِ إلا ذَلّوا. فلمّا وصلَ الكوفةَ اجتمعَ إِليه أَهلُها فلم يزالوا به حتّى بايعوه على الحربِ، ثمّ نقضوا بيعتَه وأَسلموه، فقتِلعليه‌السلام وصُلِبَ بينَهم أربَعِ سنينَ، لا يُنكِرُ أحدٌ منهم ولا يُغَيِّر بيدٍ ولا لسانٍ.

ولمّا قُتِلَ بَلغَ ذلك من أبي عبدِاللهِعليه‌السلام كل مبلغ، وحزنَ له حزناً عظيماً حتّى بانَ عليه، وفرّقَ من مالِه على عيالِ مَنْ أُصيبَ معَه من أَصحابِهِ أَلفَ دينارٍ. ( روى ذلكَ أَبو خالدٍ الواسطيُّ قالَ: سلّمَ إِليَّ أَبو عبدِاللهِّعليه‌السلام أَلفَ دينار )(١) ، وأَمرَني أَن أُقسِّمَها في عيالِ مَنْ أُصيبَ معَ زيدٍ، فأَصابَ عيال عبدِاللهِ بنِ الزُّبيرِ أَخي فضُيَلٍ الرّسّانِ منها أَربعة دنانير(٢) .

__________________

(١) ما بين القوسين لم ترد في «ش» و «م»، وما اثبتناه من «ح ».

(٢) انظر اختيار معرفة الرجال: ٣٣٨ / ٦٢٢، نقله عن عبد الرحمن بن سيابة، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٨٧.

١٧٣

وكانَ مقتلُه يومَ الاثنينِ لليلتينِ خَلَتا من صفرٍ سنةَ عشرينَ ومائةٍ، وكانتْ سنُّه يومئذٍ اثْنتينِ وأَربعينَ سنةً.

وكانَ الحسينُ بنُ عليَ بنِ الحسينِ فاضلاً وَرِعاً، وروى حديثاً كثيراً عن أَبيه عليِّ بنِ الحسينِ وعمّتِهِ فاطمةَ بنتِ الحسينِ وأَخيه أَبي جعفرٍعليهم‌السلام .

وروى أَحمدُ بنُ عيسى قالَ: حدّثَنا أَبي قالَ: كنتُ أَرى الحسينَ بنَ عليِّ بنِ الحسينِ يدعو، فكنتُ أَقول: لا يَضعُ يدَه حتّى يُستجاب له في الخلقِ جميعاً(١) .

وروى حَرْبٌ الطَحّانُ قالَ: حدّثَني سعيدٌ صاحبُ الحسنِ بن صالحٍ قالَ: لم أَرَ أحداُ أخوفَ منَ الحسنِ بنِ صالحٍ، حتّى قدمتَ المدينةَ فرأيتُ الحسينَ بنَ عليِّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام فلم أَرَ أَشدَّ خوفاً منه، كأنّما أُدخِلَ النارَ ثمّ أُخرِجَ منها لِشدّةِ خوفهِ(٢) .

وروىَ يحيى بن سليمان بن الحسينِ، عن عمِّه إِبراهيم بن الحسينِ، عن أَبيه الحسينِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ قالَ: كانَ إِبراهيمُ بنُ هِشامٍ المخزوميّ والياً على المدينةِ، فكانَ يجمعُنا يومَ الجمعةَ قريباً منَ المِنْبَرِ، ثمّ يَقَعُ في عليِّ ُويشتمه. قالَ: فحضرتُ يوماً وقدِ امتلأ ذلكَ المكانُ، فلَصِقْتُ بالمِنبَرَ فأَغْفَيْتُ، فرأَيتُ القبرَ قدِ انفرجَ وخرجَ منه رجلٌ عليِه ثياب بياض، فقالَ لي: يا أبا عبدِاللهِ، ألا يَحزُنُكَ ما يقول هذا؟ قلتُ: بلى واللهِ، قال: افتَحْ عينَيْكَ، انظُرْ ما يصنَعُ اللهُ به ؛ فإِذا هو قد ذكرَ

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٦٧.

(٢) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٦٧.

١٧٤

عَلياً فرمَي به من فوقِ المِنْبَر فمات لعنَه اللهُ(١) .

* * *

__________________

(١) اعلام الورى: ٢٥٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٦٧.

١٧٥

باب ذكر ولدِ أَبي جعفرٍ عليه السلامُ وعددِهم وأَسمائهم

قد ذكرْنا فيما سلفَ أَنّ ولدَ أَبي جعفرٍعليه‌السلام سبعة نفرٍ: أَبو عبداللهِ جعفرُ بن محمّدٍ - وكانَ به يُكنى - وعبدُاللهِ بن ّمحمّدٍ، أُمُّهما أُمُّ فرْوَةَ بنتُ القاسمِ بنِ محمّدِ بنِ أَبي بكرٍ.

وإِبراهيمُ وعبيدُاللهِ، دَرَجا(١) ، أُمُّهما أُمُّ حكيمٍ بنتُ أَسِيدِ بنِ المُغيرةِ الثّقفيةُ.
وعليّ وزينبُ، لأمِّ ولدٍ.

وأُمُّ سلمةَ، لأمِّ ولدٍ(٢) .

ولم يُعتقدْ في أَحدٍ من ولدِ أَبي جعفرٍعليه‌السلام الإمامةُ إلا في أَبي عبدِاللهِ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصادقعليه‌السلام خاصّةً، وكانَ أَخوه عبدُاللهِ رضيَ اللهُ عنه يُشارُ إِليه بالفضلِ والصلاحِ.

ورُوِيَ: أنّه دخلَ على بعض بني أُميّةَ فأَرادَ قَتْلَه، فقالَ له عبدُاللهِّ رضيَ اللهُ عنه: لا تَقتلْني فأكوُنَ(٣) للهِّ عليكَ عوناً، واسْتَبْقِني أَكنْ لكَ على اللهِّ عونا ؛ يُريدُ بذلك أَنّه ممّن يَشفَعُ إِلى اللهِ فيُشفِّعُه، فقالَ له الأمويُّ:

__________________

(١) في هامش «ش»: دَرَجا اي لم يعْقِبا.

(٢) انظر الطبقات لابن سعد ٥: ٣٢٠.

(٣) في «ش» و «م» أكُنْ، وما أثبتناه هوالصحيح الموافق لنسخة «ح »، وكذا صحح في هامش «ش».

١٧٦

لستَ هُناكَ ؛ وسقاه السمّ فقتلَه(١) .

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٣٦٥ / ٣.

١٧٧

١٧٨

باب ذكر الإِمامِ القائمِ بعدَ أَبي جعفرٍ محمّدٍ بنِ عليٍّ عليهما السلامُ

من ولدِه، وتاريخ مولدِه، ودلائلِ إِمامتهِ،

ومبلغ سنَه، ومدّة خلافتهِ، ووقت وفاتهِ،

وموضع قبرِه، وعدد أَولادِه، ومختصر من أَخبارِه

وكانَ الصادقُ جعفرُ بن محمّدِ بنِ عليّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام من بينِ إِخوتهِ خليفةَ أبيه محمّدِ بنِ عليِّعليهما‌السلام ووصيَّه والقائمَ بالإِمامةِ من بعدِه، وبَرَزَ على جماعتِهمَ بالفضلِ، وكانَ أَنبهَهم ذِكراً، وأَعظمَهم قدراً، وأَجلَّهم في العامّةِ والخاصةِ، ونقلَ النّاسُ عنه منَ العلوم ما سارتْ به الرُّكْبانُ، وانتشرَ ذكرُه في البُلْدانِ، ولم يَنْقُلْ عن أَحدٍ من أَهلِ بيتهِ العلماء ما نُقِلَ عنه، ولا لقِيَ أحدٌ منهم من أَهلِ الآثارِونَقَلةِ الأخبارِ، ولا نَقَلُوا عنهم كما نقلوا عن أَبي عبداللهِّعليه‌السلام ، فإنّ أصحابَ الحديثِ قد جمعوا أَسماءَ الرُّواةِ عنه منَ الثًّقاتِ، على اختلافِهم في الأراءِ والمقالاتِ، فكانوا أربعةَ آلافِ رجلٍ(١) .

وكانَ لهعليه‌السلام منَ الدّلائلِ الواضحةِ في(٢) إِمامتهِ، ما بَهَرَتِ القلوبَ وأَخرستِ المخالفَ عنِ الطّعنِ(٣) فيها بالشُّبهاتِ.

وكانَ مولدُهعليه‌السلام بالمدينةِ سنةَ ثلاث وثمانينَ منَ الهجرةِ،

__________________

(١) انظر مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٢٤٧، واعلام الورى: ٣٢٥، والمعتبر: ٥.

(٢) في هامش «ش»: على.

(٣) في هامش «ش» و «م»: الطعون.

١٧٩

ومضىعليه‌السلام في شوّالٍ من سنةِ ثمانٍ وأَربعينَ ومائةٍ، وله خمسٌ وستّونَ سنةً، ودُفِنَ بالبقيعِ معَ أَبيه وجدِّه وعمه الحسنعليهم‌السلام .

وأُمُّه أُمُّ فَرْوَةَ بنتُ القاسمِ بنِ محمّدِ بنِ أَبي بكرٍ.

وكانت إِمامتهعليه‌السلام أَربعاً وثلاثينَ سنةً.

ووصّى إِليه أَبوه أَبو جعفرٍعليه‌السلام وصيّةَ ظاهرةً، ونصَّ عليه بالإمامةِ نصّاً جليّاً.

فروى محمّدُ بنُ أَبي عُمَيرٍ، عن هِشام بنِ سالمٍ، عن أَبي عبدِاللهِّ جعفرِ بن محمّدٍعليهما‌السلام قال: «لمّاَ حضرَتْ أَبي الوفاةُ قالَ: يا جعفرُ، أوصيكَ بأَصحابي خيراً ؛ قلتُ: جُعِلْتُ فداكَ، واللهِ لأدَعَنَّهم(١) والرّجلُ منهم يكونُ في المصرِ فلا يَسألُ أحداً »(٢) .

وروى أَبانُ بنُ عثمانَ، عن أَبي الصبّاحِ الكنانيِّ قالَ: نظرَ أَبوجعفرٍعليه‌السلام إِلى أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام فقالَ: «تَرى هذا، هذا منَ الّذينَ قالَ الله عزَّ وجل:( وَنُرِيْدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الّذِيْنَ اسسْتُضْعِفُوْا في الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِيْنَ ) (٣) »(٤) .

وروى هِشامُ بنُ سالم، عن جابرِ بنِ يزيدَ الجُعفيِّ قالَ: سُئلَ

__________________

(١) في هامش «ش»: أي اغنيهم. وهوتفسير لكل الجملة.

(٢) الكافي ١: ٢٤٤ / ٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ١٢ / ٢.

(٣) القصص ٢٨: ٥.

(٤) الكافي ١: ٢٤٣ / ١، مناقب ابن شهراشوب ٤: ٢١٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ١٣ / ٤.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563