الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد10%

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 563

الجزء ١ المقدمة الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 563 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185520 / تحميل: 10214
الحجم الحجم الحجم
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

مؤلف:
العربية

١

٢

٣

٤

باب ذكر الإمامِ بعدَ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ

وتاريخَ مولدِه، ودلائل إمامتهِ، ومدّةِ خلافتِه، ووقتِ

وفاتِه، وموضعِ قبرِه، وعددِ أولادِه، وطرفٍ من أخبارِه

والإمامُ بعدَ أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام ابنهُ الحسنُ ابنُ سيدةِ نساءِ العالمينَ فاطمةَ بنتِ محمّد سيدِ المرسلينَصلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرينَ.

كنيتُه أبومحمّدٍ. ولدَ بالمدينةِ ليلةَ النِّصفِ من شهر رمضانَ سنةَ ثلاثٍ منَ الهجرة، وجاءتْ به فاطمةُ إلى النّبيِّ عليه وآلهِ السلام يومَ السابعِ من مولدِه في خرقةٍ من حريرِالجنّةِ كانَ جَبْرَئِيْلعليه‌السلام نزلَ بها إِلى رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فسمّاه حسناً وعَقَّ عنه كبشاً، روى ذلكَ جماعةٌ، منهم أحمدُ بنُ صالحٍ التميميّ، عن عبدِاللهِ بنِ عيسى، عن جعفرِبنِ محمّدٍعليهما‌السلام (١) .

وكانَ الحسنُ أشبهَ الناسِ برسولِ اللهِ صلّى الله عليهِما خَلْقاً(٢) وسُؤدداً وهَدياً. روى ذلكَ جماعةٌ منهم معمر، عنِ الزُّهريِّ، عن أنسِ ابن مالكٍ قالَ: لم يكنْ أحدٌ أشبهَ برسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٣: ٢٦ / ٢٥٠.

(٢) في هامش «ش» و «م»: خُلُقاً.

٥

منَ الحسنِ بنِ عليٍّعليهما‌السلام (١) .

وروى إِبراهيمُ بنُ عليِّ الرافعي(٢) ، عن أبيه، عن جدّتِه زينبَ بنتِ أبي رافعٍ قالَ(٣) : أتتْ فاطمَةُ بابنيها الحسنِ والحسينِ إِلى رسولِ اللّهِ

__________________

(١) صحيح البخاري ٥: ٣٣، سنن الترمذي ٥: ٦٥٩ / ٣٧٧٦، تاريخ دمشق - ترجمة الامام الحسنعليه‌السلام -: ٢٨ / ٤٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٣: ٣٣٨ / ١٠.

(٢) في «ش» و «م»: الرافقي، واضاف في هامش «ش»: « الرافقة بلدة مما يلي المصر» وفيه دلالة على التفات الناسخ الى هذهِ الكلمة واختياره لها. الا ان الصواب ما في «ح» وهوما اثبتناه في المتن. فقد ذكره الشيخ الطوسي في رجاله (١٤٦ / ٦٥) قائلاً: ابراهيم بن علي بن الحسن بن علي بن ابي رافع المدني. وفي تاريخ بغداد (٦: ١٣١): ابراهيم بن علي بن حسن بن علي بن ابي رافع المدني حدّث عن ابيه علي روى عنه ابراهيم بن حمزة الزبيري. وهذا الخبرمذكور في عدة مصادر مع بعض الاختلاف، ففي الخصال (١: ٧٧) ذكره باسناده عن ابراهيم بن حمزة الزبيري عن ابراهيم بن علي الرافعي عن ابيه عن جدته بنت ابي رافع، وبهذا الاسناد في تاريخ ابن عساكرمسنداً الى ابن منده، وكذا في اُسد الغابة (١: ٤١) عن ابن مندة وابي نعيم، الا انه اسقط منه (عن ابيه)، لكن اورد الخبر في الاصابة وقال: اخرجه ابن مندة من رواية ابراهيم بن حمزة الزبيري عن ابراهيم بن حسن بن علي الرافعي عن ابيه، ونظيره في كفاية الطالب عن حلية الاولياء. والظاهر وقوع التحريف فيه اما بسقوط (بن علي ) بعد ابراهيم او بتقديم وتاخير. فتأمل.

(٣) النسخ ههنا مشوشة غاية التشويش، ففي «ش»: عن جدّته زينب وشبيب بن أبي رافع قال وجعل فوق (وشبيب) علامة الزيادة، فيصير المتن: عن جدّته زينب بن ابي رافع قال وفيه اشكال من ناحية تذكيركلمتي (بن ) و (قال )، وفي هامش «ش» أشار الى ثلاث نسخ احداهن: جدهّ وشبيب، والثانية: زينب بنت أبي، والثالثة:عمّن حدثه، وبعد هذه النسخة علامة: ج. ونسخة «م» أكثرتشويشاً، ففيها قد غيرت العبارة وذكر في هامشها نسخاً وكأنّ فيها نفس النسخ أيضاً، وفي هامشها: صوّب نسخة ( عن جده وشبيب بن أبي رافع قال ) وهذه النسخة هي الموجودة في «ح » وعلى أي حال فالنسخ متفقة على اثبات كلمة قال بصيغة التذكير ويمكن توجيهه بارجاع الضمير الى أبي رافع، وان كان الاظهر غفلة النساخ عن تصحيح هذه الكلمة بعد تصحيح اسم الراوي. وفي بعض

٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله في شكواه الّتي تُوفِّيَ فيها فقالتْ: «يا رسولَ اللّهِ، هذانِ ابناكَ ورِّثْهما(١) شيئاً» فقالَ: «أمّا الحسنُ فإنّ له هَدْيي وسؤددي، وأمّا الحسينُ فإِنّ له جودي وشَجاعتي »(٢) .

وكانَ الحسنُ بنُ عليٍّ وصيَّ أبيهِ أمير المؤمنينَ صلواتُ اللهِ عليهما على أهلِه وولده وأصحابِه، ووصّاه بالنّظرِ في وُقُوفه وصَدَقاتِه، وكتبَ له(٣) عهداً مشهوراً ووصيّةً ظاهرةً في معالمِ الدِّينِ وعُيونِ الحكمةِ والادابِ، وقد نقلَ هذهِ الوصيّةَ جمهورُ العلماءِ، واستبصرَ بها في دينهِ ودنياه كثيرٌ منَ الفقهاءِ.

ولمّا قُبضَ أميرُ المؤمنينَعليه‌السلام خطبَ النّاسَ الحسنُعليه‌السلام وذكرَحقَّه، فبايَعَه أصحابُ أبيه على حرب مَنْ حارَبَ وسِلْمِ مَنْ سالَمَ.

وروى أبو مخنف لوطُ بنُ يحيى قالَ: حدّثَني أشعثُ بنُ سوّار(٤) ، عن أبي إِسحاقَ السَّبيعي وغيرِه قالوا: خطبَ الحسنُ بنُ عليٍّعليهما‌السلام صبيحةَ اللَيلةِ الّتي قُبِضَ فيها أميرُ المؤمنينَ عليهِ

__________________

النسخ المعتبرة والبحار: زينب بنت أبي رافع، ثم ان مصادر الحديث مختلفة أيضاً، وذكر الخبر في ترجمة زينب بنت أبي رافع لا يرفع الاشكال في المسألة.

(١) في هامش «ش» و «م»: فورّثهما.

(٢) ذكره الصدوق في الخصال: ٧٧ / ١٢٢، والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام ١: ١٠٥، وابن عساكر في تاريخ دمشق ضمن ترجمة الامام الحسنعليه‌السلام : ١٢٣، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ٤٢٤، وابن حجر في الاصابة ٤: ٣١٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٣٤: ٢٦٣ / ١٠.

(٣) في « ش » وهامش « م »: اليه.

(٤) كذا في «م» و «ح »، وفي «ش»: سوّاد، وهو تصحيف.

٧

السّلامُ فحمدَ اللّهَ وأثنى عليه، وصلّى على رسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال: «لقد قُبِضَ في هذِه الليلةِ رجلٌ لم يَسبِقْه الأوّلونَ بعملٍ، ولا يُدرِكُه الآخِرونَ بعملٍ، لقد كانَ يُجاهِدُ معَ رسولِ اللهِّ فَيقِيهِ بنفسِه، وكانَ رسولُ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله يُوجِّههُ برايتهِ فيَكنُفُه جَبْرَئيْلُ عن يمينهِ وميكائيلُ عن يسارِه، فلا يَرجعُ حتّى يفتحَ اللهُ على يديهِ. ولقد تُوُفِّيَعليه‌السلام في الليلةِ الّتي عُرِجَ فيها بعيسى بن مريمعليه‌السلام ، وفيها قُبِضَ يُوْشَعُ بنُ نونٍ وصيُّ موسى، وما خلّفَ صفراءَ ولا بيضاءَ إلاّ سبعمائةِ دِرْهمٍ فضلَتْ من عطائه، أرادَ أنْ يبتاعَ بها خادِماً لأهلِه » ثمّ خنقتْه العبرةُ فبكى وبكى النّاسُ معَه.

ثمّ قالَ: «أنا ابنُ البشيرِ، أنا ابنُ النّذيرِ، أنا ابنُ الدّاعي إِلى اللهِ بإِذنهِ، أنا ابنُ السِّراجِ المنيرِ، أنا من أهلِ بيتٍ أذهبَ اللهُ عنهم الرِّجسَ وطهّرَهم تطهيراً، أنا من أهلِ بيتٍ افترضَ اللهُ حبَّهم في كتابهِ فقالَ عزّ وجلّ:( قُلْ لا أسْثَلُكُمْ عَلَيْهِ أجْرَاً إلا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرف حَسَنَةً نَزِدْ لهُ فِيْهَا حُسْنَاً ) (١) فالحسنةُ مودَّتُنا أهلَ البيتِ ».

ثمّ جلسَ فقامَ عبدُاللهِ بن عبّاسٍ رحمة اللهِّ عليهما بينَ يديه فقالَ: معاشرَ النّاسِ، هذا ابنُ نبيِّكم ووصيُّ إِمامِكم فبايعُوه. فاستجابَ له النّاسُ وقالوا: ما أحبَّه إِلينا! وأوجبَ حقَّه عَلينا!

__________________

(١) الشورى ٤٢: ٢٣.

٨

و تَبادَروا إِلى البيعةِ له بالخلافةِ(١) ، وذلكَ في يومِ الجمعةِ الحادي والعشرينَ من شهرِ رمضانَ سنةَ أربعينَ منَ الهجرةِ. فرتّبَ العُمآَلَ وأمر الامراءَ، وأنفذَ عبدَاللّه بن العبّاسِ رضيَ اللهُّ عنه إِلى البصرةِ، ونظرَ في الأمورِ.

ولمّا بلغَ معاويةَ بنَ أبي سُفيانَ وفاةُ أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام وبيعةُ النّاسِ الحسنَعليه‌السلام دَسَّ رجلاًَ من حِمْيَر إِلى الكوفةِ، ورجلاً من بَلقَين(٢) إِلى البصرةِ، ليكتُبا إِليه بالأخبارِ ويُفسِدا على الحسنِعليه‌السلام الأمورَ. فَعرَفَ ذلكَ الحسنُعليه‌السلام فأمرَ باستخراجِ الحِميريِّ من عندِ حَجّامٍ بالكوفةِ فأُخرِجَ فأمرَ بضربِ عنقهِ، وكتبَ إِلى البصرةِ فاستخرج القَيْنيّ من بني سُلَيْم وضرِبَتْ عنقه.

وكتبَ الحسنُعليه‌السلام إِلى معاويةَ:

«أما بعد فإنكَ دسست الرجال للاحتيال والاغتيال، وأرصدت العيون كأنك تُحب اللقاء، (وما أوشَكَ ذلك (٣) !فتوقّعه إن شاء الله. وبلغني أَنّك شمّتَ بما لا يشمت به ذوو الحجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الاوّل:

__________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٥١، شرح ابن ابي الحديد ١٦: ٣٠، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٣: ٣٦٢، وأخرج قطعاً منه اكثرأهل السير.

(٢) بلقين: أصله بنوالقين والنسبة قيني احدى قبائل العرب. انظر «القاموس المحيط - قين - ٤: ٢٦٢».

(٣) في هامش «ش»: وما اشك في ذلك.

٩

فقُلْ للذِي يَبْنِيْ خِلاَفَ الّذِي مَضـىَ

تَجَهَزْ لأخْرَى مِثْلِهَا فَكَأنْ قَدِ

فإِنّا وَمَنْ قَدْ مَاتَ مِنَّا لَكَالَّذِيْ

يَرُوْحُ َفيُمسِي في المَبِيْتِ لَيَغْتَدِيْ »

فأجابَه معاويةُ عن كتابِه بما لا حاجةَ بنا إِلى ذكرِه(١) .

و كانَ بينَ الحسنِعليه‌السلام وبينَه بعدَ ذلكَ مُكاتباتٌ ومُراسلاتٌ واحتجاجاتٌ للحسنِعليه‌السلام فِى استحقاقِه الأمرَ، وَتَوَثُّب من تقدَّمَ على أبيهعليهما‌السلام وابتزازِه سُلطان ابنِ عمِّه رسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وتحقُقِّهم به دونَه، وأشياء يطولُ ذكرُها.

وسارَ معاويةً نحوَ العراقِ ليَغلِبَ عليه، فلمّا بلغَ جسرَ مَنْبِجَ(٢) تحرّكَ الحسنُعليه‌السلام وبعثَ حُجْرَ بنَ عَدِيٍّ فأمَر العُمّالَ بالمسيرِ، واستنفرَ النّاسَ للجهادِ فتثاقلوا عنه، ثمّ خفَّ معَه أخلاطٌ منَ النّاسِ بعضُهم شيعةٌ له ولأبيهعليهما‌السلام ، وبعضُهم ُمحكِّمةٌ(٣) يُؤثرونَ قتالَ معاويةَ بكلِّ حيلةٍ، وبعضُهم أصحابُ فتنِ وطمعٍ في الغنائمِ، وبعضُهم شُكّاكٌ، وبعضُهم أصحابُ عصبيّةٍ اتَّبعوا رؤساءَ قبائلِهم لا يَرجعونَ إِلى دين.

__________________

(١) رواه ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: ٥٣ وكذا ما بعده مفصلاً الى آخر الفصل، وابن أبي الحديد في شرحه ١٦: ٣١، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ٤٥ / ٥.

(٢) منبج: بلد بالشام. «معجم البلدان ٥: ٢٠٥ ».

(٣) المحكمة: الخوارج. انظر «الملل والنحل ١: ١٠٦ » و «القاموس المحيط - حكم - ٤: ٩٨».

١٠

فسارَ حتّى أتى حَمّامَ عُمرَ(١) ، ثمّ أخذَ على دَيرِكَعْبٍ، فنزلَ سَاباط دون القَنطرةِ وباتَ هناكَ، فلمّا أصبحَ أرَادَعليه‌السلام أن يَمتحِنَ أصحابَه ويَستبرئَ أحوالَهم في الطّاعةِ له، ليتميّزَ بذلكَ أولياؤه من أعدائه، ويكونَ على بصيرِة في لقاءِ معاويةَ وأهلِ الشّامِ، فأمرَ أن يُناديَ في النّاسِ بالصّلاةِ جامعةً، فاجتمعَوا فصعدَ المنبرَ فخطبَهم فقالَ: «الحمدُ للهِّ بكلِّ ما حَمِدَه حامِدٌ، وأشهدُ أن لا إِلهَ إِلاّ اللهُ كلَّما شهدَ له شاهدٌ، وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُه ورسولُه، أرسلَه بالحقِّ وائتمنَه على الوحيِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

أ مّا بعدُ: فوَاللهِ إِنِّي لأرجو أن أكونَ قد أصبحتُ - بحمدِ اللهِ َومنِّهِ - وأنا أنصحُ خلقِ اللهِ لخلقهِ، وما أصبحتُ محتملاً على مسلم ضغِيْنةً ولا مُريداً له بسوءٍ ولا غَائلةٍ، ألا واِنَّ ما تَكرهُونَ في الجماعةِ خير لكم ممّا تحبُّونَ في الفُرقةِ، ألا وَانِّي ناظرٌ لكم خيراً من نَظرِكم لأنفسِكم فلا تُخالِفوا أمري، ولا تَرُدُّوا عليَّ رأيي، غفرَ اللهُ لي ولكم وأرشَدَنِي ِوايّاكم لما فيه المحبّةُ والرِّضا»(٢) .

قالَ: فنظرَ النّاسُ بعضُهم إِلى بعض وقالوا: ما تَرَوْنَه يرُيدُ بما قالَ؟ قالوا: نَظُنُّه - واللهِّ - يرُيدُ أن يُصالحَ معاويةَ ُويُسَلِّمَ الأمر إليه، فقالوا: كفرَ - واللهِ - الرّجلُ، ثمّ شدُّوا على فُسْطَاطِه فانتهبوه، حتّى أخذوا مُصلاّه من تحتهِ، ثمّ شدَّ عليه عبدُ الرحمن بن عبدِاللّهِ بنِ جِعَالٍ الأزْديّ فنزعَ مِطْرَفَه(٣) عن عَاتِقهِ، فبقيَ جالساً متقلِّداً السّيفَ بغير

__________________

(١) حَمّام عمر: هي قرية، كذا في هامش «ش» و «م».

(٢) مقاتل الطالبيين: ٦٣.

(٣) المطرف: رداء من خز. «الصحاح - طرف - ٤: ١٣٩٤».

١١

رداءٍ.

ثمّ دَعَا بفرسِه فرَكِبَه، وأحْدَقَ به طَوَائفُ مِن خاصّتِه وشيعتِه ومنعوا مِنه مَنْ أرادَه، فقالَ: «ادعُوا إِليَّ(١) رَبيْعةَ وهَمْدانَ » فدُعُوا له فأطافوا به ودفعوا النّاسَ عنه. وسارَو معَه شوبٌ(٢) منَ النّاسِ، فلمّا مرَّ في مُظلمِ ساباط بَدَرَ إِليه رجلٌ من بني أسد يُقالُ له: الجَرّاحُ بنُ سِنان، فأخذَ بلجامِ بغلتهِ وبيدِه مِغْوَلٌ(٣) وقالَ: اللهُ أكبرُ، أشركتَ - يا حسنُ - كما أشركَ أبوكَ من قبلُ، ثمّ طعنَه في فخذِه فشقَّه حتّى بلغَ العظمَ، فاعتنقَه الحسنُعليه‌السلام وَخَرّا جميعاً إِلى الأرضِ، فوثبَ إِليه رجلٌ من شيعةِ الحسنِعليه‌السلام يقُالُ له: عبدُالله بن خَطَلٍ الطّائي، فانتزعَ المغولَ من يدِه وخَضْخَضَ به جوفَه، وأكبَ عليهِ آخر يُقالُ له: ظَبْيَانُ بنُ عُمارةَ، فقطعَ أنفَه، فهلكَ من ذلكَ. وأُخِذَ آخرُ كانَ معَه فقُتِلَ.

وحُمِلَ الحسنُعليه‌السلام على سريرٍ إِلى المدائنِ، فاُنزلَ به على سعدِ بنِ مسعودٍ الثّقفيّ، وكانَ عاملَ أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام بها فأقرَّه الحسنُعليه‌السلام على ذلكَ، واشتغلَ بنفسِه يعُالِجُ جُرْحَه.

وكتبَ جماعةٌ من رؤساءِ القبائلِ إِلى معاويةَ بالطّاعةِ له في السِّرِّ، واستحثّوه على السّيرِ نحوَهم، وضَمِنُوا له تسليمَ الحسنِعليه‌السلام إِليه عندَ دُنُوِّهم من عسكرِه أو الفتكَ به، وبلغَ الحسنَ ذلكَ. ووردَ

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: لي.

(٢) الشوب: الخليط - من الناس -. « الصحاح - شوب - ١: ١٥٨ ».

(٣) المغول: سيف دقيق له قفا يكون غمده كالسوط. «الصحاح - غول - ٥: ١٧٨٦ ».

١٢

عليه كتابُ قيسِ بنِ سعدٍ رضيَ اللهُ عنه وكانَ قد أنفذَه مع عُبيدِاللهِ بنِ العبّاسِ عندَ مسيرِه منَ الكوفةِ، ليَلقى معاويةَ فيَرُدَّه عنِ العراق، وجعلَه أميراً على الجماعةِ وقالَ: «إِنْ أُصبتَ فالأميرُ قيسُ بنُ سعدٍ» فوصلَ كتابُ ابنِ سعدٍ يُخبِرهُ أنّهم نازَلوا معاويةَ بقريةٍ يُقالُ لها الحَبُونيّة ُ(١) بإزاءِ مَسْكِنَ(٢) ، وأنّ معاويةَ أرسلَ إِلى عبيدِاللهِ بنِ العبّاس يُرَغِّبًه في المصيرِ إليه، وضَمِنَ له ألفَ ألفِ دِرْهمٍ، يُعجِّلُ له منها النًّصفَ، يُعطيه النِّصفَ الآخرَ عندَ دخوله الكوفةَ، فانسلّ عُبيدُالله بن العبّاسِ في الليلِ إِلى مُعسكر(٣) معاويةَ في خاصّتِه، وأصبجَ النّاسُ قد فَقَدُوا أميرَهم، فصلّى بهم قيسٌ رضيَ اللهُ عنه ونظر َفي أُمورِهم.

فازدادتْ بصيرةُ الحسنِعليه‌السلام بخذلانِ القوم له، وفسادِ نيّاتِ المُحكِّمةِ فيه بما أظهروه له من السّبَّ والتكفيرِ واستحَلالِ دمِه ونهب أموالهِ، ولم يبقَ معَه من يَاْمَنُ غوائلَه إِلاّ خاصّة من شيعتهِ وشيعَةِ أبيه أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام ، وهم جماعةٌ لا تقومُ لأجنادِ الشّام.

فكَتبَ إِليه معاويةُ في الهُدْنةِ والصُّلحِ، وأنفذَ إِليه بكُتُبِ أصحابِه التّي ضَمِنوا له فيها الفتكَ به وتسليمَه إِليه، واشترط له على نفسِه في إِجابتهِ إِلى صلحِه شروطاً كثيرةً وعقدَ له عُقوداً كانَ في الوفاءِ بها مصالحٌ

__________________

(١) كذا وردت في النسخ والصحيح: «الأخنونية» كما في تاريخ بغداد ١: ٢٠٨، وقال في معجم البلدان ١: ١٢٥: موضع من أعمال بغداد، قيل هي حَرْبى، وفي ج ٢: ٢٣٧ حَرْبى: بليدة في أقصى دُجيل بين بغداد وتكريت مقابل الحظيرة.

(٢) مسكن: موضع قريب من أوانا على نهر دُجيل «معجم البلدان ٥: ١٢٧».

(٣) في «م» و «ح » وهامش «ش»: عسكر.

١٣

شاملةٌ ، فلم يَثِقْ به الحسنُعليه‌السلام وعلمَ احتيالَه بذلكَ واغتيالَه، غيرَ انّه لم يَجِدْ بدّاً من إِجابتهِإِلى ما التمسَ ( من ترك )(١) الحربِ وِانفاذِ الهدنةِ، لمِا كانَ عليه أصحابُه ممّا وصفْناه من ضعفِ البصائرِ في حقِّه والفسادِ عليه والخُلْفِ منهم له، وما انطوى كثيرٌ منهم عليهِ فيا ستحلالِ دمِه وتسليمهِ إِلى خصمِه، وما كانَ في خذلانِ ابن عمِّه له ومصيرهِ إِلى عدوِّه، وميلِ الجُمهورِمنهم إِلى العاجلةِ وزهدِهم في الآجلةِ.

فتوثّقَعليه‌السلام لنفسِه من معاويةَ لتأكيدِ الحجّةِ عليه، والإعذارِ فيما بينَه وبينَه عندَ اللهِ عزّ وجلّ وعند كافَّةِ المسلمينَ، واشترطَ عليه تركَ سبِّ أميرِ المؤمنينَعليه‌السلام والعدولَ عنِ القُنوتِ عليه في الصّلواتِ، وأنْ يُؤمنَ شيعتَه رضيَ اللهُ عنهم ولايتعرّضَ لأحدٍ منهم بسوءٍ، ويُوصِلَ إِلى كلِّ ذي حقٍّ منهم حقَّه. فأجابَه معاويةُ إِلى ذلكَ كلِّه، وعاهدَه عليه وحَلفَ له بالوفاءِ به.

فلمّا استتمّتِ الهُدنةُ على ذلكَ، سارَ معاويةُ حتّى نزلَ بالنُّخَيْلةِ(٢) ، وكانَ ذلكَ يومَ جمعةٍ فصلّى بالنّاسِ ضحى النّهارِ، فخطَبَهُم وقالَ في خطبتهِ: إِنِّي واللهِّ ما قاتلتُكم لتُصلُّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكُّوا، إِنّكم لتفعلونَ ذلكَ، ولكنِّي قاتلتُكم لأتأمّرَ عليكم، وقد أعطاني اللهُّ ذلكَ وأنتم له كارِهونَ. ألا ِوانِّي كنتُ منَّيتُ الحسنَ وأعطيتُه أشياءَ، وجَمِيعُها تحتَ قَدَمَيَّ لا أفي بشيءٍ منها له.

__________________

(١) في «ش»: منه وترك.

(٢) النخيلة: موضع قرب الكوفة «معجم البلدان ٥: ٢٧٨».

١٤

ثم سار حتّى دخل الكوفة فأقام بها أيّاماً، فلما استتمّت البيعة له من أهلها، صعد المنبر فخطب النّاس، وذكر أمير المؤمنينعليه‌السلام فنال منه ونال من الحسن، وكان الحسن والحسين صلوات الله عليهما حاضرين، فقام الحسين ليرد عليه فأخذ بيده الحسن فأجلسه ثمّ قام فقال: « أيّها الذاكر عليّاً، أنا الحسن وأبي عليّ، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمّي فاطمة وأمك هند، وجدي رسول الله وجدك حرب، وجدّتي خديجة وجدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكراً، وألأمنا حسباً، وشرنا قدماً، وأقدمنا كفراً ونفاقاً» فقال طوائف من أهل المسجد: آمين آمين.

ولمّا استقرّ الصلح بين الحسن صلوات الله عليه وبين معاوية على ما ذكرناه، خرج الحسنعليه‌السلام إلى المدينة فأقام بها كاظماً غيظه، لازماً منزله، منتظراً لأمر ربّه جل ّ اسمه، إلى أن تمّ لمعاوية عشر سنين من إمارته وعزم على البيعة لابنه يزيد، فدسّ إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس - وكانت زوجة الحسنعليه‌السلام - من حملها على سمّه، وضمن لها أن يزوّجها بابنه يزيد، وأرسل إليها مائة ألف درهم، فسقته جعدة السّمّ، فبقيعليه‌السلام مريضاً أربعين يوماً، ومضىعليه‌السلام لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، فكانت خلافته عشر سنين، وتولّى أخوه ووصيّه الحسينعليه‌السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم ٍ بن عبد منافٍ رحمة الله عليها بالبقيعِ.

١٥

فصل

فمن الأخبار التي جاءت بسبب وفاة الحسنعليه‌السلام وما ذكرناه من سمّ معاوية له، وقصّة دفنه وما جرى من الخوض في ذلك والخطاب:

ما رواه عيسى بن مهران قال: حدّثنا عبيدالله بن الصّباح قال: حدّثنا جرير، عن مغيرة قال: أرسل معاوية إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس: أنّي مزوّجك (يزيد ابني )(١) ، على أن تسمّي الحسن، وبعث إليها مائة ألف درهم، ففعلت وسمّت الحسنعليه‌السلام فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد، فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها، فكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيّروهم وقالوا: يا بني مسمّة الأزواج(٢) .

وروى عيسى بن مهران قال: حدّثني عثمان بن عمر قال: حدّثنا ابن عون، عن عمر بن إسحاق قال: كنت مع الحسن والحسينعليهما‌السلام في الدّار، فدخل الحسنعليه‌السلام المخرج(٣) ثم خرج قال: « لقد سقيت السّمّ مراراً، ما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدي، فجعلت أقلّبها بعود معي » فقال له الحسين

__________________

(١) في هامش «ش»: من ابني يزيد.

(٢) مقاتل الطالبيين: ٧٣، شرح ابن ابي الحديد ١٦: ٤٩، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ١٥٥ / ٢٥.

(٣) المخرج: الكنيف أو المرحاض. «مجمع البحرين ٢: ٢٩٤».

١٦

عليه‌السلام : «ومن سقاكَه؟» فقالَ: «وما تُريدُ منه؟ أتريدَ قتلَه، إن يكنْ هوهو فاللّهُ أشدُّ نقمةً منكَ، وِإن لم يكنْ هو فما أحِبُّ أن يُؤخذَ بي بريءٌ »(١) .

وروى عبدُاللّهِ بن إبراهيمَ عن زيادٍ المخارقي قالَ: لمّا حضرتِ الحسنَعليه‌السلام الوفاةُ استدعى الحسينَ بنَ عليٍّعليهما‌السلام فقالَ: «يا أَخي، إنِّي مُفارقًكَ ولاحق بربِّي جلّ وعزّ وقد سُقيتُ السّمَّ ورَمَيْتُ بكبدي في الطّستِ، وِإنّي لَعارفٌ بمن سقاني السّمَّ، ومن أينَ دُهِيْتُ، وأنا أُخاصِمُه إِلى اللهِ تعالى، فبحقّي عليكَ إِن تكلّمتَ في ذلكَ بشيءٍ، وانتظِرْ ما يُحدِثُ اللهُ عزّ ذكرُه فيَّ، فإذا قضيتُ فَغمِّضْني وغَسِّلني وكفَنِّي واحمِلْني على سريري إِلى قبر ِجدِّي رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لأجدِّدَ به عهداً، ثمّ رُدَّني إِلى قبرِ جَدَّتي فاطمةَ بنتِ أسدٍ رحمةُ اللهِ عليها فادفنِّي هناكَ.

وستعلمُ يا ابنَ أُمّ أنّ القومَ يظنُّون أنّكم تريدونَ دفني عندَ رسوِلِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَيُجْلِبُونَ في منعِكم عن ذلكَ، وباللهِ أُقسمُ عليكَ أن تُهريقَ في أمري مِحجمةَ دمٍ » ثمّ وصّىعليه‌السلام إِليه باهلهِ وولدِه وتركاتِه، وما كانَ وصّى به إِليه أميرُ المؤمنينَعليه‌السلام حينَ استخلفَه وأهَّلَه لمقامِه، ودلَّ شيعتَه على استخلافِه ونصبِه لهم عَلَماً من بعدِه.

__________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٧٤، شرح ابن ابي الحديد ١٦: ٤٩، وذكره المسعودي في مروج الذهب ٢: ٤٢٧ باختلاف في الفاظه، وانظر ترجمة الامام الحسنعليه‌السلام ضمن تاريخ دمشق: ٢٠٧ - ٢٠٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ١٥٦.

١٧

فلمّا مضىعليه‌السلام لسبيلِه غسّلَه الحسينعليه‌السلام وكفّنَه وحملَه على سريرِه، ولم يَشُكَّ مروانُ ومن معَه من بني أُميّةَ أنَّهم سيدفنونَه عندَ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَتَجَمَّعوا له ولبسوا السِّلاحَ، فلمّا توجّهَ به الحسينُ بنُ عليٍّعليهما‌السلام إلى قبرِ جدِّه رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ليُجدِّدَ به عَهداً أقبلوا إليهم في جمعِهم، ولَحِقَتْهم عائشةُ على بغلٍ وهي تقولُ: مالي ولكم تُريدونَ أن تُدخِلوا بيتي من لا أُحِبُّ. وجعَل مروانُ يقولُ:

يَارُبَّ هَيْجَا هِيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَة

أ يدفَنُ عثمانُ في أقصى المدينةِ، ويُدفَنُ الحسن معَ النّبي؟! لا يكونُ ذلكَ أبداً وأنا أحْمِلُ السّيفَ.

وكادتِ الفتنةُ تقعُ بينَ بني هاشمٍ وبني أُميَّةَ، فبادرَ ابنُ عبّاسٍ إِلى مروانَ فقالَ له: ارجعْ يا مروانُ من حيثُ جئتَ، فإنّا ما نريدَ (أنْ نَدفِنَ صاحبَنا )(١) عندَ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لكِنَّا نريدُ أن نُجدِّدَ به عهداً بزيارتِه، ثم نَردَّه إِلى جدّتِه فاطمَةعليها‌السلام فنَدفِنَه عندَها بوصيَّتهِ بذلكَ، ولوكانَ وصَّى بدفنِه معَ النّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلمتَ أنّكَ أقصرُ باعاً من رَدِّنا عن ذلكَ، لكِنَّهعليه‌السلام كانَ أعلمَ باللهِ ورسوله وبحرمةِ قبرِه من أن يُطَرِّقَ عليه هَدْماً كما طَرّقَ ذلكَ غيرُه، ودَخَلَ بيتَه بغيرِ إِذنِه.

ثمّ أقبلَ على عائشةَ فقالَ لها: واسوأتاه! يوماً على بغلٍ ويوماً على جملٍ، تريدينَ أن تُطفِئي نورَ اللهِ، وتُقاتلينَ أولياءَ اللهِ، ارجِعي

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: دفن صاحبنا.

١٨

فقد كُفِيْتِ الّذي تَخافينَ وبلغتِ ما تُحبِّينَ، والله تعالى مُنتصر لأهلِ هذا البيتِ ولوبعدَ حينٍ(١) .

وقالَ الحسينُعليه‌السلام : «واللهِ لَولا عهدُ الحسنِ إِليَّ بحقن الدِّماءِ، وأن لا أُهريقَ في أمرِه محجمةَ دمِ، لَعلمتُم كيفَ تَأْخذُ سُيوفُ اللهِّ منكم مَأْخذَها، وقد نَقَضْتُمُ العهَدَ بَينَنا وبينَكم، وأبطلتُم ما اشترطْنا عليكم لأنفسِنا».

ومَضَوا بالحسنِعليه‌السلام فَدَفَنُوه بالبقيعِ عندَ جدّتِه فاطمةَ بنتِ أسدِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافٍ رضيَ اللهُ عنها وأسكنَها جنّاتِ النعيمَ(٢) .

__________________

(١) في هامش «ح »: فقال لها ايضاً:

تجملت تبغلت

ولو عشت تفيلت

لك الثمن من التسع

وفي الكل تطمعت

  وفي الخرائج والجرائح: قال ابن عباس لعائشة: واسوأتاه! يوماً على بغل ويوماً على جمل، وفي رواية: يوماً تجملت وبوماً تبغلت وان عشت تفيلت، فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال:

يا بنتَ أبي بكر

لاكانَ ولاكُنتِ

لِك التسع من الثُمن

وبالكلّ تملّكت

تجملتِ تبغّلتِ

وان عشتِ تفيّلت

(٢) هذا الخبر روته العامة والخاصة بتغير ببعض عباراته كل بحسب مذهبه، انظر دلائل الامامة: ٦١، ومقاتل الطالبيين: ٧٤، شرح النهج الحديدي ١٦: ٤٩ - ٥١، والخرائج والجرائح ١: ٢٤٢ / ٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ١٥٦.

١٩

باب ذكر ولد الحسنِ بنِ عليّ عليهما

السّلامُ وعددِهم وأسمائهم وطرفٍ من أخبارِهم

أولادُ الحسنِ بنِ عليٍّعليهما‌السلام خمسةَ عشرَ ولداً ذكراً وأُنثى: زيدُ بنُ الحسنِ وأُختاه أّمّ الحسنِ وأُمّ الحسينِ أُمُّهم أُمُّ بَشيرٍ بنتُ أبي مسعودٍ عُقْبة بن عمرو بنِ ثعلبةَ الخزرجيّةُ.

والحسنُ بنُ الحسنِ أُمُّه خَوْلةُ بنتُ منظورٍ الفَزاريّةُ.

وعَمْرُو بنُ الحسنِ وأخَواه القاسمُ وعبدُاللهِ ابنا الحسنِ أمُّهم أُمُّ ولدٍ.

وعبدُ الرحمن بن الحسنِ أُمُّه أُمُّ ولدٍ.

والحسين بنُ الحسنِ الملقّب بالأثرم وأخوه طلحةُ بنُ الحسنِ وأُختُهما فاطمةُ بنتُ الحسن، أُمهم أُمُّ إِسحَاقَ بنتُ طلحةَ بن عبيدِاللهِ التّيميِّ.

وأُمُّ عبدِاللهِ وفاطمةُ وأُمُّ سَلَمَةَ ورُقيّةُ بناتُ الحسنِعليه‌السلام لأمهاتِ أولادٍ شتّى.

فصل

فأمّا زيدُ بنُ الحسنِ رضيَ اللّه عنه فكانَ على صدقاتِ رسولِ اللهِ

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

(٢٥)

رواية قتيبة بن سعيد

قال النسائي: « أنبأنا قتيبة بن سعيد، قال ثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، قال: قال زيد بن أرقم: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن ومؤمنة من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد لأنت أولى بكلّ مؤمن من نفسه. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد علي »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « المحدّث في الشرق والغرب ورحل إليه أئمة الدنيا من الأمصار روى عنه الأئمّة الخمسة: البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عيسى وأبو عبد الرحمن، ومن لا يحصى كثرة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « قال الأثرم عن أحمد أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه وقال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة. وقال ابن معين والنسائي: ثقة، زاد النسائي: صدوق قال البرساني: قتيبة صدوق، ليس أحد من الكبار إلّا وقد حمل عنه بالعراق وقال ابن حبان في الثقات: مات قتيبة يوم الأربعاء مستهل شعبان سنة أربعين، وقال مسلمة بن قاسم: خراساني ثقة، مات سنة احدى وأربعين. وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له تدليس. وفي الزهرة: روى عنه البخاري

____________________

(١). الخصائص: ٩٥.

(٢). الأنساب - البغلاني.

٦١

ثلاثمائة وثمانية أحاديث، ومسلم ستمائة وثمانية وستين »(١) .

٣ - الذهبي: « قتيبة بن سعيد. أبو رجاء البلخي، عن مالك والليث، وعنه الجماعة، لكن ق بواسطة، والفريابي والسرّاج. مات عن اثنتين وتسعين سنة في شعبان ٢٤٠ »(٢) .

٤ - ابن حجر: « ثقة ثبت، من العاشرة »(٣) .

(٢٦)

رواية أحمد بن حنبل

رواه في ( المسند ) و ( مناقب علي بن أبي طالب ) بطرق متعددة، وقد تقدّم بعضها، وإليك نصوص بعضها:

في المسند: « حدثنا عبدالله، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، عن المغيرة عن أبي عبيدة، عن ميمون أبي عبدالله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلّاها بهجير، قال: فخطبنا - وظلّل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس - فقال: ألستم تعلمون أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

وفيه: « حدثنا عبدالله، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن ميمون أبي عبدالله، قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥٩.

(٢). الكاشف ٢ / ٣٩٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٢٣.

٦٢

الفسطاط فسأل عن ذا فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال ميمون فحدثني بعض القوم عن زيد: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

وفي مناقب علي: « حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا زيد بن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، ونودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين شجرتين، فصلّى الظهر، وأخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي فقال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ».

« حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة عن المغيرة قال: حدثنا أبو عبيدة عن ميمون أبي عبدالله، قال: قال زيد بن أرقم - وأنا أسمع -: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوادٍ يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة، فصلّى قال: فخطبنا وظلل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثوب على شجرة من الشمس فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أولستم تعلمون، أولستم تشهدون، أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم قالا: حدثنا فطر عن أبي الطفيل، قال: جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم ما سمع لمـّا قام، فقام ثلاثون من الناس قال أبو نعيم: فقام أناس كثير، فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فهذا

٦٣

مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي السريحة أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال سعيد بن جبير: وأنا سمعت مثل هذا عن بن عباس، قال: أظنه قال: وكتمته ».

« حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي، عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: وكيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا مولاه. قال رباح: فلما مضوا. اتّبعتهم وسألت من هم؟ قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيّوب الأنصاري ».

« حدثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليّا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو يقول ما قال: فقام ثلاثة عشر رجلاً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

« حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عبد الملك عن عطيّة العوفي قال: أتيت زيد ابن أرقم، فقلت له: إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم، فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك مني بأس قال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ظهراً، وهو آخذ بيد علي فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فقلت له: هل قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك ما سمعت ».

٦٤

« حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

« حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت عمر، وزاد فيه: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه ».

« حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس عن بريدة، قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلمـّا قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكرت عليّاً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ».

ترجمته

هذا وأحمد بن حنبل غني عن التعريف والترجمة، لأن شأنه وثقته وجلالته عند أهل السنة أشهر من أن يذكر، وقد اكتفينا في قسم ( حديث النور ) بذكر بعض مصادر ترجمته، فليراجع.

(٢٧)

رواية هارون بن عبد الله

قال النسائي: « أخبرني هارون بن عبدالله البغدادي الحمال، قال: حدثنا

٦٥

مصعب بن المقدام قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل. وأخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا فطر عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: جمع علي الناس في الرحبة فقال: أنشد بالله كلّ امرئ سمع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم غدير: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وهو قائم، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء، فلقيت زيد بن أرقم وأخبرته فقال: ما تشك!! أنا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . واللفظ لأبي داود »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « هارون بن عبدالله بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز، الحافظ المعروف بالحمال عنه م ٤ قال إبراهيم الحربي صدوق، لو كان الكذب حلالاً تركه تنزّها. وقال النسائي ثقة »(٢) .

٢ - الذهبي: « م ٤ ثقة مات ٢٤٣ »(٣) .

٣ - السمعاني: « روى عنه: ابنه موسى ومسلم بن الحجاج وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان »(٤) .

____________________

(١). خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب / ١٠٠.

(٢). تهذيب التهذيب ١١ / ٨.

(٣). الكاشف ٣ / ٢١٤.

(٤). الأنساب - الحمال.

٦٦

(٢٨)

رواية محمد بن بشار

قال الترمذي: « حدثنا محمد بن بشار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدّث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [ و ] هذا حديث حسن غريب. وروى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبدالله عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه. وابو سريحة هو: حذيفة بن أسيد صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

ترجمته

ابن حجر: « ع - محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبوبكر، بندار، ثقة، من العاشرة، مات سنة ٥٢ وله بضع وثمانون سنة »(٢) .

(٢٩)

رواية محمد بن المثنى

قال النسائي: « أنبأنا محمد بن المثنى قال [ ثنا محمد قال ] ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت [ حدثني ] سعيد بن وهب قال: قام خمسة أو ستة من أصحاب

____________________

(١). صحيح الترمذي ٥ / ٢٩٧.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٧. وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١١ وخلاصة تذهيب الكمال ٢٨٠ / ٢ والعبر ٢ / ٣ وطبقات الحفاظ: ٢٢٢.

٦٧

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - السمعاني: « وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي، من أهل البصرة يروي عن غندر. روى عنه البخاري والناس »(٢) .

٢ - الذهبي: « ع - محمد بن المثنى أبو موسى العنزي الحافظ ثقة ورع، مات ٢٥٢ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ع - ثقة ثبت، من العاشرة »(٤) .

(٣٠)

رواية الحسن بن عرفة

قال ابن كثير: « وقال الحسن بن عرفة العبدي، ثنا محمد بن حازم أبو معاوية الضرير، عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد بن أبي وقّاص قال: قدم معاوية في بعض حجّاته، فدخل عليه سعد فذكروا عليّاً، فقال سعد: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ثلاث خصال، لئن يكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من الدنيا وما فيها، سمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، وسمعته يقول: لأعطين الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله، وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي.

____________________

(١). الخصائص: ٩٦.

(٢). الأنساب - العنزي.

(٣). الكاشف ٣ / ٩٣.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٤.

٦٨

إسناده حسن ولم يخرجوه »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « ت س ق - الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، أبو علي البغدادي، صدوق، من العاشرة، مات سنة ٢٥٧ وقد جاوز المائة »(٢) .

٢ - ابن حجر أيضاً: « قال عبدالله بن أحمد عن يحيى بن معين: ثقة، وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق، وقال أبي: هو صدوق، وقال النسائي: لا بأس به، وقال الدار قطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن علي الحياني في شيوخ أبي داود، قال: روى عنه في كتاب الزهد. وقال مسلمة بن قاسم: أنا عنه غير واحد، وكان ثقة »(٣) .

(٣١)

رواية محمد بن يحيى النيسابوري الذهلي

قال النسائي: « أنبأنا محمد بن يحيى بن عبدالله النيسابوري وأحمد بن عثمان بن حكيم قالا: ثنا عبيدالله بن موسى قال: أخبرنا هاني بن أيوّب عن طلحة [ الايامي ] قال: ثنا عميرة بن سعد أنه سمع علياً - وهو ينشد في الرحبة - من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ فقام بضعة عشر [ ستة نفر ] فشهدوا »(٤) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٠.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٦٨.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٣ باختصار.

(٤). الخصائص ٩٥ - ٩٦.

٦٩

ترجمته

١ - الذهبي: « خ ٤ - محمد بن يحيى بن عبدالله بن خالد بن فارس الذهلي، أبو عبدالله النيسابوري الحافظ. عن: ابن مهدي وعبد الرزاق وأحمد واسحاق. وعنه: خ والأربعة، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وأبو علي الميداني، ولا يكاد البخاري يفصح باسمه لما وقع بينهما، قال ابن أبي داود: ثنا محمد بن يحيى وكان أمير المؤمنين في الحديث. وقال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه توفي ٢٥٨ وله ٨٦ »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ جليل »(٢) .

(٣٢)

رواية حجاج بن يوسف ابن الشاعر

في المسند: « حدثني حجاج بن الشاعر قال: حدثنا شبابة قال. حدثني نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم ورجل من جلسائه عن علي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال: فزاد الناس بعد: وال من والاه وعاد من عاداه »(٣) .

ترجمته

١ - السمعاني: « وكان ثقة حافظاً. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه. وهو ثقة

____________________

(١). الكاشف ٣ / ١٠٧.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٢١٧.

(٣). مسند أحمد ١ / ١٥٢.

٧٠

من الحفاظ، ممن يحسن الحديث، وسئل أبي عنه فقال: صدوق وسئل أبو داود السجستاني: أيّما أحبّ إليك الرّمادي أو حجاج بن الشاعر؟ قال: حجّاج خير من مائة مثل الرمادي. وقال النسائي: حجاج بن يوسف يقال له ابن الشاعر بغدادي ثقة »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة ٢٥٩ »(٢) .

(٣٣)

رواية إسماعيل بن عبدالله سمويه

قال البدخشاني: « ولأحمد في رواية أخرى، ولا بن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر إسماعيل بن عبدالله العبدي الاصبهاني المشهور بسمويه عن ابن عباس عن بريدة رضي الله عنهما بلفظ: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه »(٣) .

وقال المتقي: « يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين؟ من كنت مولاه فعلي مولاه.

حم طب وسمويه ك ص عن ابن عباس عن بريدة »(٤) .

ترجمته

١ - السمعاني: « قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وهو ثقة صدوق »(٥) .

٢ - الذهبي: « وفيها توفي إسماعيل بن عبدالله الحافظ قال أبو

____________________

(١). الأنساب - الشاعر.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٥٤.

(٣). مفتاح النجا - مخطوط.

(٤). كنز العمال ١١ / ٦٠٩.

(٥). الأنساب - السموي.

٧١

الشيخ: كان حافظاً متقناً يذاكر بالحديث »(١) .

٣ - السيوطي: « سمويه الحافظ المتقن الطوّاف كان من الحفّاظ والفقهاء، حافظاً متقناً، يذاكر بالحديث. من تأمّل فوائده المرويّة علم اعتنائه بهذا الشأن، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق. مات سنة ٢٦٧ »(٢) .

(٣٤)

رواية الحسن بن علي بن عفان العامري

قال ابن كثير: « وقال الطبراني: ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن كيسان المديني، سنة تسعين ومائتين، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر عن طلحة ابن مصرف، عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليّاً على المنبر يناشد أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم [ يقول ما قال ] إلّا قام فشهد. فقام اثنا عشر رجلاً منهم: أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

ورواه أبو العباس ابن عقدة، الحافظ الشيعي، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيدالله بن موسى، عن فطر عن [ أبي إسحاق عن ] عمرو ابن مر وسعيد بن وهب. وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا عليّاً يقول في الرحبة، فذكر نحوه، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله.

____________________

(١). العبر - حوادث ٢٦٧.

(٢). طبقات الحفاظ ٢٤٣.

٧٢

قال أبو اسحاق حين فرغ من هذا الحديث: يا أبا بكر أيّ أشياخ هم »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ق - حسن بن [ علي بن ] عفان قال أبو حاتم: صدوق »(٢) .

٢ - ابن حجر: « قال ابن أبي حاتم: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال الدّارقطني: الحسن وأخوه ثقتان. وقال مسلمة بن قاسم: كوفي ثقة، حدثنا عنه ابن الأعرابي »(٣) .

(٣٥)

رواية ابن ماجة القزويني

قال ابن ماجة: « حدثنا علي بن محمد، ثنا أبو الحسين، أخبرني حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البرّاء بن عازب [رضي‌الله‌عنه ] قال: أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّته التي حج، فنزل في بعض الطريق، فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي [رضي‌الله‌عنه ] فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا ولي من أنا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٤) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٨.

(٢). الكاشف ١ / ٢٢٤.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠١ باختصار.

(٤). السنن ١ / ٤٣.

٧٣

ترجمته

١ - اليافعي: « الحافظ الكبير، محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، صاحب السّنن والتاريخ، كان إماماً في الحديث، عارفاً بعلومه وجميع ما يتعلّق به، وكتابه في الحديث أحد الكتب الستة التي هي أصول الحديث واُمّهاته، قلت: هكذا قال الذهبي، وهو مذهب بعض المحدّثين »(١) .

٢ - ابن حجر: « صاحب السنن، أحد الأئمّة، حافظ، صنّف السنن والتفسير والتاريخ، مات سنة ثلاث وسبعين [ ومائتين ] وله أربع وستون »(٢) .

٣ - السيوطي: « قال الخليلي: ثقة كبير، متّفق عليه، محتجّ به، له معرفة بالحديث وحفظ، ومصنّفات في السنن والتفسير والتاريخ، وكان عارفاً بهذا الشأن »(٣) .

(٣٦)

رواية البلاذري

وأمّا رواية أحمد بن يحيى البلاذري، فسيأتي نصّها، مع ترجمته، في قسم دلالة حديث الغدير، إنْ شاء الله تعالى.

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث سنه ٢٧٣.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٠.

(٣). طبقات الحفاظ ٢٧٨.

٧٤

(٣٧)

رواية ابن قتيبة

قال: « وقوع عمرو في عليرضي‌الله‌عنه : - وذكروا أنّ رجلاً من همدان يقال له: برد، قدم على معاوية، فسمع عمراً يقع في علي، فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حق، وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له مناقب مثل مناقب علي. ففزع الفتى، فقال عمرو: [ يا ابن أخي ] إنه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل؟ قال: لا ولكنه آوى ومنع، قال: فهل بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: اتّهامي إيّاه في عثمان. قال له: وأنت أيضا قد اتّهمت، قال: صدقت، فيها خرجت إلى فلسطين، فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنّا أتينا قوماً أخذنا الحجّة عليهم من أفواههم، عليّ على الحق فاتّبعوه »(١) .

ترجمته

أما ترجمته فستأتي إنْ شاء الله تعالى.

وامّا اعتبار كتابه ( الإِمامة والسياسة ) فلا ريب فيه، فإنّه من مصنّفاته المعروفة المعتمد عليها لدى القوم، وقد نقلوا عنه في كتبهم، كالبلوي في ( كتاب ألف باء ) وعمر بن فهد المكي في ( إتحاف الورى بأخبار أم القرى )

____________________

(١). الامامة والسياسة ١ / ١٠٩.

٧٥

(٣٨)

رواية أبي عيسى الترمذي

علم روايته للحديث مما تقدم في رواية محمد بن بشار.

وقال السيوطي: « من كنت مولاه فعلي مولاه. حم عن البراء. عن بريدة. ت ن والضياء عن زيد بن أرقم »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي، الحافظ الضرير أحد الأئمّة الأعلام، وصاحب الجامع وغيره من التّصانيف وقد سمع منه أبو عبدالله البخاري شيخه. قال ابن حبان في الثّقات: كان ممّن جمع وصنّف، وحفظ وذاكر، وقال جعفر بن محمد المستغفري الحافظ: مات أبو عيسى بالترمذ، ليلة الاثنين لثلاث عشر مضت من رجب، سنة تسع وسبعين ومأتين »(٢) .

٢ - اليافعي: « وفيها الإمام الحافظ أحد الأئمّة المقتدى بهم في علم الحديث »(٣) .

____________________

(١). الجامع الصغير ٢ / ١٨١.

(٢). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٣). مرآة الجنان حوادث ٢٧٩. ومن مصادر ترجمته: تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٣ وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٨٧ خلاصة تذهيب الكمال: ٢٠٣ والنجوم الزاهرة ٣ / ٨٨ وشذرات الذهب ٢ / ١٧٤ والعبر حوادث سنة ٢٧٩.

٧٦

(٣٩)

رواية ابن أبي عاصم

أخرج الحديث في ( كتاب السنّة ) حيث قال:

« باب من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا أبوبكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة عن أبن بريدة عن أبيه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك عن حنش بن الحارث عن رياح ابن الحارث عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا محمد بن عوف، ثنا عبيدالله بن موسى، ثنا إسماعيل بن نشيط، عن جميل بن عمارة الوالبي عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول - وهو آخذ بيد علي - فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أحمد بن عبده، حدثنا حسين بن حسن، ثنا رفاعة بن إياس الضبّي، عن أبيه عن جدّه: إن علياًرضي‌الله‌عنه قال لطلحة: أنشدك بالله أسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: نعم.

ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبدالله بن داود، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جدّه قال: ذكر بريدة أن معاوية لمـّا قدم نزل بذي طوى، فجاء سعد فأقعده على سريره فقال سعد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه

٧٧

فعلي مولاه.

ثنا محمد بن أبي غالب، ثنا علي بن بحر، ثنا سلمة بن الفضل، عن سليمان، عن أبي إسحاق قال: سمعت حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا سليمان بن عبيدالله الغيلاني، ثنا أبو عامر، ثنا كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام بحفرة الشجرة بخم - وهو آخذ بيد علي - فقال: أيها الناس، ألستم تشهدون أنّ الله ربكم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإنّ هذا مولاه.

ثنا نصر بن علي، ثنا عبد العلي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن أبيه زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون عن عدي بن ثابت، عن البراء قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: هذا مولى من أنا مولاه أو ولي من أنا مولاه.

ثنا أبوبكر، ثنا الفضل بن دكين، عن كامل أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو موسى، ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو موسى، حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان - يعني الأعمش - عن عطية، عن أبي سعيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل ذلك.

٧٨

حدثنا أبو مسعود الرازي، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا فطر عن أبي الطفيل عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم. قال: فمن كنت وليّه فهذا وليّه.

حدثنا أبو مسعود، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو مسعود، ثنا عاصم بن مهجع، ثنا يونس بن أرقم، عن الأعمش، عن أبي ليلى الحضرمي عن زيد بن أرقم قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا أبو مسعود، ثنا عبيدالله بن موسى، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن عليرضي‌الله‌عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا أبو مسعود، ثنا عمرو بن عون، عن خالد، عن الحسن بن عبيدالله، عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

ثنا عمّار بن خالد، ثنا إسحاق الأزرق، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، حدثني أبو عبد الرحيم الكندي، ثنا زاذان، قال: شهدت علّياً بالرحبة فقال: أنشد الله أمرءاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا محمد بن خالد بن عبدالله، ثنا أبي عن الأجلح، عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول: سمعت عليارضي‌الله‌عنه ناشد الناس على المنبر من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: سمعنا رسول الله

٧٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوله.

ثنا محمّد بن خالد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: قام علي على المنبر فقال: أنشد الله رجلاً ولا أنشد إلّا أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم. فقام ستة من هذا الجانب وستة من هذا الجانب فقالوا: نشهد أنا سمعنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.

حدثنا محمد بن خالد، ثنا شريك قال: قلت لأبي إسحاق: أسمعت من زيد بن أرقم هذا؟ قال: نعم. يريد: من كنت مولاه.

ثنا أبو مسعود، ثنا علي بن قادم، ثنا إسرائيل، عن عبدالله بن شريك، عن الحارث بن مالك، عن سعد بن أبي وقاص قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه » ٥٩٠ - ٥٩٣.

قال علي المتقي: « عن زاذان أبي عمر قال: سمعت علياً في الرحبة، وهو ينشد الناس: من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال. فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. حم. وابن أبي عاصم في السنّة »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « الإِمام أبوبكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحّاك ابن مخلّد، الشيباني البصري، الحافظ قاضي إصبهان، وصاحب المصنّفات وكان إماماً فقيهاً ظاهريّاً، صالحاً ورعاً، كبير القدر صاحب مناقب »(٢) .

٢ - السيوطي: « ابن أبي عاصم الحافظ الكبير الإِمام وقال ابن

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٧٠.

(٢). العبر حوادث سنة ٢٨٧.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563