الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد13%

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 563

الجزء ١ المقدمة الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 563 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185464 / تحميل: 10203
الحجم الحجم الحجم
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

فصبَّ فيه ماءً فقالَ له: اشربْ، فأخذَ كلما شَربَ امتلأ القدحُ دماً مِنْ فيه فلا يقدر أن يشربَ، ففعلَ ذلكَ مرّةً ومرّتينِ، فلمّا ذهبَ في الثّالثةِ ليشربَ سقطتْ ثَنِيَّتاه في القدحِ، فقالَ: الحمدُ للّهِ، لوكانَ لي مِنَ الرِّزقِ المقسوم شربتهُ.

وخرجَ رسول ابَنِ زيادٍ فأمرَ بإِدخالهِ إِليه، فلمّا دخلَ لم يسلّمْ عليه بالأمرةِ، فقالَ له الحَرسِيُّ: ألا تُسلَمُ على الأميرِ؟ فقالَ: إِن كانَ يُريدُ قتلي فما سلامي عليه؟ وِان كانَ لا يُريدُ قتلي لَيَكثُرَنَ سلامي عليه. فقال له ابنُ زيادٍ: لَعَمْري لَتُقْتَلَنَّ ؛ قالَ: كذلكَ؟ قالَ: نعم ؛ قالَ: فدَعنْي أُوصِ(١) إِلى بعضِ قومي ؛ قالَ: افعلْ، فنظرَ مسلمٌ إِلى جُلَسائه وفيهم عُمَرُ بن سعدِ بنِ أبي وقّاصٍ فقالَ: يا عمر، إِنّ بيني وبينَكَ قرابةً، ولي إِليكَ حاجة، وقد يَجِبُ لي عليكَ نُجْحُ حاجتي وهي سِرّ ؛ فامتنعَ عُمَرُ أن يَسمعَ منه، فقالَ له عُبيدُاللّهِ: لمَ تَمتنعُ أن تنظرَ في حاجةِ ابنِ عمِّكَ؟ فقامَ معَه فجلسَ حيثُ يَنظرُ إِليهما ابنُ زيادٍ، فقالَ له: إِنَ عليَّ ديناً بالكوفةِ استدنتُه منذُ قَدمتُ الكوفةَ سبعمائةِ دِرهمٍ » فاقْضِها عنِّي، واذا قُتِلْتُ فاستوهِبْ جُثّتي من ابنِ زيادٍ فوارِها، وابعثْ إِلى الحسينِ من يَرُدُّه، فإِنِّي قد كتبتُ إِليه أُعْلِمُه أنّ النّاسَ معَه، ولا أراه إلاّ مُقبلاًَ؟ فقالَ عُمَرُ لابنِ زيادٍ: أتَدري أيُّها الأميرُ ما قالَ لي؟ إِنّه ذَكرَ كذا وكذا، فقالَ له ابنُ زيادٍ: إِنّه لا يَخونُكَ الأمين ولكنْ قد يؤتَمَنُ(٢) الخائنٌ! أمّا مالُكَ فهو لكَ ولسنا نَمْنَعُكَ أن تَصنعَ به ما أحببتَ، وأمّا جُثّتًه فإِنّا لا نُبالي إِذا قتلْناه ما صُنِعَ بها، وأمّا حسينٌ فإِنْ هو لم يُرِدْنا لم

__________________

(١) في «ش» وهامش «م»: أوصي.

(٢) في «م» وهامش «ش»: يُتَّمَن.

٦١

نرده.

ثمّ قالَ ابنُ زيادٍ.إِيهٍ يا ابنَ عقيلٍ، أَتيتَ النّاسَ وهم جميعٌ فشتَّتَّ بينَهم، وفرّقتَ كلمتَهم، وحملتَ بعضَهم على بعضٍ.

قالَ: كلاّ، لستُ لذلكَ أتيتُ، ولكنّ أهلَ المصرِ زعموا أنّ أباكَ قتلَ خيارَهم وسفكَ دماءهم، وعملَ فيهم أعمالَ كِسرىَ وقَيْصَر، فأتيْناه لنأْمرَ بالعدلِ، وندعوَ إِلى حكمِ الكتابِ.

فقالَ له ابن زيادٍ: وما أنتَ وذاكَ يا فاسقَ؟ َلم لَمْ تَعملْ فيهم بذاك إِذ أَنتَ بالمدينةِ تشربُ الخمرَ؟

قالَ: أنا أَشربُ الخمرَ؟! أَمَ واللّهِ إِنّ اللهَّ لَيَعلم أَنّكَ تَعلمُ أَنّكَ غيرُ صادقٍ، وأنَّكَ قد قلتَ بغيرعلمٍ، وانِّي لستُ كما ذكرتَ، وانّكَ أحقُّ بشرب الخمرِ منِّي، وأَوَلى بها من يَلِغُ في دماءِ المسلمينَ وَلْغاً، فيقتلُ النّفس الّتي حرّمَ اللّه قتلَها، ويسفكُ الدّم الحرامَ على الغصب والعداوةِ وسوء الظّنِّ، وهو يلهو ويلعبُ كأَنْ لم يصنعْ شيئاً.

فقالَ له ابنُ زيادٍ: يا فاسقُ، إِنّ نفسَكَ تُمنِّيكَ ما حالَ اللّه دونَه، ولم يرك الله له أهلاً.

فقالَ مسلمٌ: فمَنْ أَهلُه إِذا لم نكنْ نحن أَهلَه؟!

فقالَ ابنُ زيادٍ: أَميرُ المؤمنينَ يزيدُ.

فقالَ مسلمٌ: الحمدُ للّهِ على كلِّ حالٍ، رضيْنا باللّهِ حَكَماً. بينَنا وبينَكم.

فقالَ له ابنُ زيادٍ: قتلَني اللّه إن لم أَقتلْكَ قِتلةً لم يُقتَلْها أحدٌ في.

٦٢

الإسلام منَ النّاسِ.

قالَ له مسلمٌ: أَما إِنّك أَحقًّ مَنْ أَحدثَ في الإسلام ما لم يكنْ، وِانّك لاتَدَعُ سوءَ القِتلةِ وقُبحَ المُثلةِ وخبثَ السِّيَرةِ ولُؤْمَ الغلبةِ.

فأَقبل ابن زيادٍ يشتمُه ويشتمُ الحسين وعليّاً وعقيلاً عليهم الصّلاةُ والسّلامُ، وأَخذَ مسلمٌ لا يُكَلِّمُه.

ثمّ قالَ ابنُ زيادٍ: اصعدوا به فوقَ القصرِ فاضربوا عُنقَه، ثم أتبعوه جسدَه. فقالَ مسلمُ بنُ عقيلٍ رحمة اللهِ عليهِ: لو كانَ بيني وبينَكَ قرابةٌ ما قَتَلْتَني ؛ فقالَ ابنُ زيادٍ: أَينَ هذا الّذي ضَربَ ابنُ عقيلٍ رَأْسَه بالسّيفِ؟ فدًعِيَ بكرُ بنُ حُمرانَ الأحمريّ فقالَ له: اصعدْ فلتكنْ(١) أنتَ الّذي تضربُ عُنقَه. فصُعِدَ به وهو يُكبِّرُ ويَستغفرُ اللهَ ويُصلِّي على رسولِه ويقولُ: اللّهمّ احكمْ بينَنا وبينَ قومٍ(٢) غَرُّونا وكَذَبونا وخَذَلونا. وأَشرفوا به على موضع الحَذّائيينَ اليومَ، فضُرِبتْ عُنقُه وأتبعَ (جسدُه رَأُسَه )(٣) .

وقامَ محمّدُ بنُ الأشعثِ إِلى عُبيدِاللهِّ بنِ زيادٍ فكلّمهَ في هانئ بنِ عُروةَ فقالَ: إِنّكَ قد عرفتَ منزلةَ هانئ في المصرِ وبيته في العشيرةِ، وقد علمَ قومُه أنِّي أنا وصاحِبَيَّ سُقناه إِليكَ، فأَنْشُدُكَ اللّهَ لمّا وهبتَه لي، فإِنَي أكرهُ عداوةَ المصرِ وأَهلِه. فوعدَه أَن يفعلَ، ثمّ بدا له فأَمرَ بهانئ في

__________________

(١) كذا في النسخ، وهو استعمال نادر، والاولى «فكن ». كما في الطبري ٥: ٣٧٨، ومروج الذهب ٣: ٦٩.

(٢) في هامش «ش» و «م»: قومنا.

(٣) في هامش «ش» و «م»: رأسه جسده.

٦٣

الحالِ فقالَ: أَخرِجوه إِلى السُّوقِ فاضربوا عنقَه. فأخرِجَ هانئ حتّى انتهِيَ به إِلى مكانٍ منَ السُّوقِ كانَ يُباعً فيه الغنمُ، وهو مكتوفٌ، فجعلَ يقولُ: وامَذْحِجَاه! ولا مَذْحِجَ لي اليومَ، يا مَذْحِجَاه! يا مَذْحِجَاه! وأَينَ مَذْحِجُ؟! فلمّا رأَى أنّ أحداً لا ينصرُه جَذبَ يدَه فنزعَها مِنَ الكِتافِ، ثمّ قالَ: أَما من عصاً أَوسِكِّين أوحجرٍ أَو عظمٍ يُحاجِزُ به رجلٌ عن نفسِه؟ وَوثبوا إِليه فشدُّوه وَثاقاً، ثمّ قيلَ له امدُدْ عُنقَكَ، فقالَ: ما أَنا بها سخيٌّ، وما أَنا بمُعِينكم على نفسي، فضربَه مولىً لعُبيدِاللّهِ - تركيٌ يقُالُ له رُشَيد - بالسّيفِ فلم يَصنعْ شيئاً، فقالَ هانئ: إِلى اللهِ المعَادُ، اللّهمّ إِلى رحمتِكَ ورضوانِكَ ؛ ثمّ ضربَه أُخرى فقتلَه.

وفي مسلمِ بنِ عقيلٍ وهانئ بن عروة - رحمة الله عليهما - يقولُ عبدُاللهّ بن الزّبيرِ الأَسديّ:

إِنْ كُنْتِ لا تَدْرِيْنَ مَا اْلمَوْتُ فَانْظُري

إِلى هانئ فِيْ السُّوْقِ وَابْنِ عَقِيْلْ

إِلى بَطَلٍ قَدْ هَشَّمَ السَّيْفُ وَجْهَه

وآخَرَ يَهْوِيْ مِنْ طَمَارِ(١) قَتِيْلُ

أصابَهما أَمْرُ الأَمِيرِ فأَصْبَحَا

أحَادِيْثَ مَنْ يَسْرِيْ بكُلِّ سَبِيْلِ

تَرَيْ جَسَدَاً قَدْ غَيَّرَاْلموتُ وَجْههُ(٢)

ونَضْحَ دَم قَد ْسَالً كُلَّ مَسِيْلِ

فَتَىً هُوَ أَحْيَا مِنْ فَتَاةٍ حَيِيّة

وأقْطَع مِنْ ذًيْ شَفْرَتَيْنِ صَقِيْلٍِ

أيَرْكَبُ أسْمَاءُ(٣) الْهَمَالِيْجَ(٤) امِنَا

وَقَدْ طَلَبَتْهُ مَذحِجٌ بِذُحُوْلًِ

__________________

(١) في هامش «ش» و «م»: يقال هوى فلان من طَمَارِ اذ سقط من مكان عال. قال الاصمعي: انصب عليه من طمار اي من مكان عال مثل قَطام.

(٢) في «م» وهامش «ش»: لونه.

(٣) هو أسماء بن خارجة أحد الثلاثة الذين ذهبوا بهانئ إلى ابن زياد.

(٤) الهملاج: من البراذين الحسنة السير في سرعة وبخترة. «تهذيب اللغة - هملج - ٦: ٥١٤، لسان العرب ٢: ٣٩٣».

٦٤

تُطِيْفُ حَوَالَيْهِ مُرَادٌ وكلهُمْ

عَلَى رِقْبَةٍ(١) مِنْ سَائِلٍ وَمَسُوْلِ

فَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوْا بِأَخِيْكُمُ

فَكُوْنُوْا بَغَايَا أُرْضِيَتْ بِقَلِيْل

 ولمّا قُتِلَ مسلمٌ وهانئ - رحمةُ اللّهِ عليهما - بعثَ عُبيدُاللّهِ بن زيادٍ برؤوسِهما معَ هَانئ بنِ أبي حيَّةَ الوادعيّ والزُّبير ِبنِ الأرْوَحِ التّميميّ إِلى يزيد ابن معاويةَ، وأمرَ كاتبَه أن يكتبَ إلى يزيدَ بما كانَ من أمرِ مسلمٍ وهانئ، فكتبَ الكاتبُ - وهو عمرو بنُ نافعٍ - فأطالَ، وكانَ أوّلَ من أطالَ في الكَتْب، فلمّا نظرَ فيه عُبيدُاللهِ تكرّهَه(٢) وقالَ: ما هذا التّطويلُ؟ وما هذه الفُصَول(٣) ؟ اكتبْ:

أَمّا بعدُ: فالحمدُ للّهِ الّذي أَخذَ لأميرِ المؤمنينَ بحقِّه، وكفاه مُؤْنةَ عدوه ؛ أخبرُ أميرَ المؤمنينَ أنّ مسلمَ بنَ عقيلٍ لجأ إِلى دارِ هانئ بنِ عروةَ المراديِّ، وأَنّي جعلتْ عليهما العيونَ ودسستُ إِليهما الرِّجالَ وكِدتُهما حتّى استخرجتُهما، وأمكنَ اللّهُ منهما، فقدّمتُهما وضربتُ أعناقَهما، وقد بعثتُ إِليكَ برؤوسِهما معَ هانئ بنِ أَبي حَيَّةَ والزُّبيربنِ الأَرْوَحِ التّميمِّي، وهما من أهلِ السّمعِ والطّاعةِ والنّصيحةِ، فليسأَلْهما أَميرُ المؤمنينَ عمّا أحب من أمرِهما، فإِنّ عندَهما علماً وصدقاً وورعاً، والسّلامُ.

فكتبَ إِليه يزيدُ:

أمّا بعدُ: فإِنّكَ لم تَعْدُ أن كنتَ كما أُحبُّ، عملتَ عملَ الحازمِ، وصُلْتَ صَوْلةَ الشُّجاعِ الرّابطِ الجَأْشِ، وقد أغنيتَ وكفيت

__________________

(١) في هامش «ش»: اي هم يراقبون احوال من يسألهم ويسألونه عن هذه الواقعة.

(٢) في «م» وهامش «ش»: كرهه.

(٣) في الطبري: الفضول، ولكل وجه.

٦٥

وصدّقْت ظنِّي بك ورأْيي فيك، وقد دعوتُ رسولَيْكَ فسألتهما وناجيتهما، فوجدتُهما في رأْيهما وفضلِهما كما ذكرتَ، فاستوصِ بهما خيراً، وِانّه قد بلغني أنّ حسيناً قد توجّهَ إِلى(١) العراقِ فضَعِ المنَاظِرَ والمسَالحَ واحترِسْ، واحبسْ على الظِّنّةِ واقتُلْ على التُّهمةِ، واكتُبْ إِليَّ فيما يَحدثُ من خبرٍ إن شاءَ اللّهُ(٢) .

فصل

وكانَ خروجُ مسلمِ بنِ عقيلٍ - رحمةُ اللّهِ عليهما - بالكوفةِ يومَ الثُّلاثاءِ لثمانٍ مضينَ من ذي الحجّةِ سنةَ سِتِّينَ، وقَتْلُه يَومَ الأربعاءِ لتسعٍ خلونَ منه يومَ عرفة؛ وكانَ توجُّهُ الحسينِعليه‌السلام من مكّةَ إِلى العراقِ في يومِ خروجِ مسلمٍ بالكوفةِ - وهو يومُ التّرويةِ - بعدَ مُقامِه بمكّةَ بقيّةَ شعبانَ(٣) وشهرَ رمضانَ وشوّالاً وذا القعدةِ وثمانيَ ليالٍ خلونَ من ذي الحجّةِ سنةَ سِتِّينَ، وكانَ قدِ اجتمعَ إِليهِ مدّةَ مُقامِه بمكّةَ نفرٌ من أهلِ الحجازِ ونفرٌ من أَهلِ البصرة، انضافوا إِلى أهلِ بيتهِ ومَواليه.

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: نحو.

(٢) كل ما مر في هذا الفصل فهو في تاريخ الطبري ٥: ٣٤٧ - ٣٨١، ومقاطعه في فتوح ابن اعثم ٥: ٣١ الاخبار الطوال: ٢٢٧، وقعة الطف: ٧٧، مقاتل الطالبيين: ٩٥، مقتل الخوارزمي ١: ١٨٠، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٨٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ٣٢٤ / ٢

(٣) مبدؤه ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، وهويوم دخوله مكة.

٦٦

ولمّا أرادَ الحسينُعليه‌السلام التّوجُّهَ إلى العراقِ، طافَ بالبيتِ وسعى بينَ الصّفا والمروةِ، وأحلَّ من إِحرامِه وجعلَها عُمرةً، لأنّه لم يتمكّنْ من تمامِ الحجِّ مخافةَ أن يُقبَضَ عليه بمكّةَ فيُنفَذَ إِلى يزيد بن معاويةَ، فخرجَعليه‌السلام مُبادِراً بأهلِه وولدِه ومنِ انضمَّ إِليه من شيعتِه، ولم يكنْ خبرُ مسلمٍ قد بلغَه لخروجِه يومَ خروجِه على ما ذكرْناه.

فروِيَ عن الفَرَزْدَقِ الشّاعرِ أنّه قالَ: حَجَجْتُ بأُمِّي في سنةِ سِتِّينَ، فبينا أنا أسوقُ بعيرَها حينَ دخلتُ الحرمَ إِذ لقيتُ الحسينَ بنَ عليٍّعليهما‌السلام خارجاً من مكّةَ معَه أسيافُه وتِراسُه(١) فقلتُ: لمن هذا القِطارُ؟ فقيلَ: للحسينِ بنِ عليٍّ، فأتيتُه فسلّمتُ عليه وقلتُ له: أعطاكَ اللّهُ سُؤْلَكَ وأمَلَكَ فيما تُحبُّ، بأبي أنتَ وأُمِّي يا ابنَ رسولِ اللّهِ، ما أعجلَكَ عنِ الحجِّ؟ فقالَ: « لو لم أعْجَلْ لأخِذْتُ» ثمّ قالَ لي: «مَنْ أنتَ؟» قلتُ: امرؤٌ منَ العربِ، فلا واللّهِ ما فتّشَني عن أكثرَ من ذلكَ، ثمّ قالَ لي: «أخبِرْني عنِ النّاسِ خلفَكَ» فقلتُ: الخبيرَسألْتَ، قلوبُ النّاسِ معَكَ وأسيافُهم عليكَ، والقضاءُ ينزلُ منَ السّماءِ، واللهُّ يفعلُ ما يشاءُ، فقالَ: «صدقتَ، للّهِ الأمرُ، وكلَّ يومٍ ربنُّا هو في شَأْنٍ، ( إِنْ نزلَ القضاءُ )(٢) بما نُحِبُ فنحمدُ اللّهَ على نعمائه، وهو المُستعان على أداءِ الشُّكرِ، وان حالَ القضاءُ دونَ الرّجاءِ، فلم يُبْعِدْ مَنْ كانَ الحقُّ نيّتَه والتّقوى سريرتَه» فقلتُ له: أجل، بلّغَكَ اللّهُ ما تُحبُّ وكفاكَ ما تحذرُ، وسألتُه

__________________

(١) تِراس: جمع ترس، وهو ما يستتربه المقاتل من عدوه في الحرب، انظر «الصحاح - ترس - ٩١٠:٣».

(٢) في هامش «ش»: ان ينزل القضاء.

٦٧

عن أشياء من نذورٍ ومناسكَ فأخبرَني بها، وحرّكَ راحلتَه وقالَ: «السّلامُ عليكَ» ثمّ افترقْنا(١) .

وكانَ الحسينُ بنُ عليٍّعليهما‌السلام لمّا خرجَ من مكّةَ اعترضَه يحيى بن سعيدِ بن العاص، ومعَه جماعةٌ أرسلهم عمرُو بنُ سعيدٍ(٢) إِليه، فقالوا له: انصرف، إِلى أَينَ تذهبُ، فأبى عليهم ومضى وتدافعَ الفريقانِ واضطربوا بالسِّياطِ، وامتنعَ الحسينُ وأصحابُه منهم امتناعاً قوياً. وسارَ حتّى أتى التّنعيمَ(٣) فلقيَ عِيراً قد أقبلتْ منَ اليمن، فاستأْجرَ من أهلِها جمالاً لرحلِه وأصحابِه، وقالَ لأصحابِها: «من احبَّ أن ينطلقَ معَنا إِلى العَراقِ وفيناه كراءه وأحسنّا صحبتَه، ومن أحبَّ أن يفارقَنا في بعضِ الطرّيقِ أعطيناه كراءً على قدرِ ما قطعَ منَ الطّريقِ» فمضى معَه قومٌ وامتنعَ اخرون.

وألَحقَه عبدُاللهّ بن جعفرٍ رضيَ اللهّ عنه بابنيه عونٍ ومحمّدٍ، وكتبَ على أيديهما إِليه كتاباً يقولُ فيه:

أمّا بعدُ: فإِنِّي أسألكَ بالله لمّا انصرفتَ حينَ تنظرُ في كتابي، فإِنِّي مشفقُ عليكَ منَ الوجهِ الّذي توجّهتَ له أن يكونَ فيه هلاكُكَ واستئصال أهلِ بيتِكَ، إِن هلكتَ اليومَ طفئَ نورُ الأرضِ، فإِنّكَ

__________________

(١) ذكره ابن اعثم في الفتوح ٥: ٧٧، والخوارزمي في مقتله ١: ٢٢٣، والطبري في تاريخه ٥: ٣٨٦، باختلاف يسير، ومختصراً في مناقب ابن شهراشوب ٤:٩٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤:٣٦٥.

(٢) في هامش «ش»: كان امير مكة من قبل يزيد.

(٣) التنعيم: موضع بمكة في الحل، وهوبين مكة وسرف، على فرسخين من مكة وقيل على أربعة «معجم البلدان ٢: ٤٩».

٦٨

عَلَمُ المهتدينَ ورجاءُ المؤمنينَ، فلا تعجلْ بالمسير فإِنِّي في أثر كتابي، والسّلامُ.

وصارَ عبدُاللهّ بن جعفرِ إِلى عمرو بن سعيدٍ فسألَه أن يكتبَ للحسينِ أماناً ويُمنيه ليرجعَ عن وجهه، فكتبَ إليه عمرو بنُ سعيدٍ كتاباً يُمنِّيه فيه الصِّلةَ ويؤُمِنهُ على نفسِه، وأنفذَه معَ أخيه يحيى بن سعيدٍ، فلحقَه يحيى وعبدُاللّه ابن جعفرٍ بعدَ نفوذِ ابنيه ودفعا إِليه الكتابَ وجهدا به في الرُّجوعِ فقالَ: «إِنِّي رأيت رسولَ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام، وأمرَني بما انا ماضٍ له » فقالا له: فما تلكَ الرُّؤيا؟ قالَ:»ما حدّثتُ أحداً بها، ولا أنا مُحدِّثٌ أحداً حتّى ألقى ربِّي جلّ وعزَّ« فلما أيسَ منه عبدُاللهّ بن جعفرٍ أمرَ ابنيه عوناً ومحمّداً بلزومهِ والمسيرِمعَه والجهادِ دونَه، ورجعَ معَ يحيى بن سعيدٍ إِلى مكّةَ.

وتوجّهَ الحسينُعليه‌السلام نحوَ العراقِ مُغِذّاً(١) لا يلوي على شيءٍ حتى نزلَ ذاتَ عِرق(٢) .

ولمّا بلغَ عبيدَاللهّ بن زيادٍ إِقبالُ الحسينِعليه‌السلام من مكّةَ إِلى الكوفةِ، بعثَ الحُصينَ بنَ نُمَيرٍ صاحبَ شُرَطِهِ حتّى نزلَ القادسيّةَ(٣) ، ونظمَ الخيلَ بينَ القادسيّةِ إِلى خفّانَ(٤) ، وما بينَ القادسيّةِ إِلى القُطْقُطانَةِ(٥) .

__________________

(١) الاغذاذ في السير: الاسراع فيه. «الصحاح - غذذ - ٢: ٥٦٧».

(٢) ذات عرق: مكان في طريق مكة وهو الحد بين نجد وتهامة. «معجم البلدان ٤: ١٠٧».

(٣) القادسية: موضع بالعراق. «معجم البلدان ٤: ٢٩١».

(٤) خفّان: موضع فوق القادسية. «معجم البلدان ٢: ٣٧٩».

(٥) القطقطانة: موضع قرب الكوفة، كان به سجن النعمان بن المنذر (معجم

٦٩

وقالَ النّاسُ: هذا الحسينُ يُريدُ العراقَ.

ولمّا بلغَ الحسينعليه‌السلام الحاجرَ من بطنِ الرُّمةِ(١) ، بعثَ قيسَ بنَ مُسْهرٍ الصّيداويّ، - ويُقالُ: بل بعثَ أخاه منَ الرّضاعةِ عبدَاللّه بن يَقْطُر(٢) - إِلى أهلِ الكوفةِ، ولم يكنعليه‌السلام عَلِمَ بخبرِمسلمِ ابنِ عقيلٍ رحمةُ اللهِّ عليهما وكتبَ معه إِليهم:

«بسمَ اللّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

منَ الحسينِ بنِ عليٍّ إِلى إِخوانِه منَ المؤمنينَ والمسلمينَ، سلامٌ عليكم، فإِنِّي أحمدُ إِليكم اللّهَ الّذي لا إِلهَ إلّا هو.

أمّا بعدُ: فإِنّ كتابَ مسلمِ بنِ عقيلِ جاءَني يُخبرُ فيه بحسنِ رأيِكم واجتماعِ مَلَئكم على نصرِنا والطّلب بحقِّنا، فسألتُ اللّهَ أن يُحسنَ لنا الصّنيعَ، وأن يُثيبَكم على ذلكً أعظمَ الأجرِ، وقد شخصتُ إِليكم من مكّةَ يومَ الثُلائاءِ لثمانٍ مضينَ من ذي الحجّةِ يومَ التّرويةِ، فإِذا قدمَ عليكم رسولي فانكمِشوا(٣) في أمرِكم وجِدُّوا، فإِنِّي قادمٌ عليكم في أيّامي هذه، والسّلامُ عليكم ورحمةُ اللّهِ».

__________________

البلدان ٤: ٣٧٤».

(١) بطن الرمة: منزل يجمع طريق البصرة والكوفة الى المدينة المنورة «مراصد الاطلاع ٢: ٦٣٤».

(٢) كذا في النسخ الخطية وكذا ضبطه علماؤنا الاً ان ابن داود ذكر قولاً بالباء - بًقطر -: ١٢٥ / ٩٢٠، وهو قول الطبري في تاريخه ٥: ٣٩٨، وضبطه ابن الاثير بالباء كما في الكامل ٤: ٤٢، وفي القاموس المحيط: ٣٧٦: بُقْظَر - كعصفر - رجل.

(٣) في هامش «ش» و «م»: فأكْمِشوا. وكلاهما بمعنى أسرعوا.

٧٠

وكانَ مسلمٌ كتبَ إِليه قبلَ أن يُقتلَ بسبعٍ وعشرينَ ليلةً، وكتبَ إِليه أهلُ الكوفةِ: انّ لكَ هاهنا مائةَ ألفِ سيف فلا تتأخّرْ. فأقبلَ قيسُ بنُ مُسْهرٍ إلى الكوفةِ بكتابِ الحسينِعليه‌السلام حتّى إِذا انتهى إِلى القادسيّةِ أخذَه الحُصينُ بن نُمَيرٍ فأنفَذَه(١) إِلى عُبيدِاللّهِ بنِ زيادٍ، فقالَ له عُبيدُاللّهِ: اصعدْ فسُبَّ الكذّابَ الحسينَ بنَ عليٍّ ؛ فصعدَ قيسٌ فحمدَ اللهَّ وأثنى عليه ثمّ قالَ: أيُّها النّاسُ، إِنّ هذا الحسينَ بنَ عليٍّ خيرُ خلقِ اللّهِ ابنُ فاطمةَ بنتِ رسولِ اللّهِ وأنا رسولهُ إليكم فاجيبوه، ثمّ لعنَ عُبيدَاللهّ بن زيادٍ وأباه، واستغفرَ لعليّ بنِ أبي طالبِعليه‌السلام وصلّى عليه. فأمرَ به عُبيدُاللهِ أن يُرمى به من فوقِ القصرِ، فرَمَوا به فتقطّعَ.

فصل

ورُوِيَ: أنّه وقعَ إِلى الأرضِ مكتوفاً فتكسّرَتْ عظامُه وبقيَ به رمقٌ، فجاءَ رجلٌ يُقالُ له عبد الملك بن عُميرٍ اللخميّ فذبحَه، فقيلَ له في ذلكَ وعِيِبَ عليه، فقالَ: أردتُ أن أُريحَه(٢) .

ثمّ أقبلَ الحسينُعليه‌السلام منَ الحاجرِ يسيرنحوَالكوفةِ فانتهى إِلى ماءٍ من مياهِ العرب، فإِذا عليه عبدُاللّه بن مُطيعٍ العَدويّ وهو نازلٌ به، فلمّا راى الحسينَعليه‌السلام قامَ إِليه فقالَ: بأبي أنتَ وأُمِّي - يا ابنَ رسولِ

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: فبعث به.

(٢) تاريخ الطبري ٥: ٣٩٨، كامل ابن الاثير ٤: ٤٣، مقتل الحسين للخوارزمي ١: ٢٢٨، مناقب ابن شهرآشوب ٤:٩٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ٣٧٠.

٧١

اللّهِ - ما أقدَمَكَ؟ واحتملَه وأنزلَه، فقالَ له الحسينُعليه‌السلام : «كانَ من موتِ معاويةَ ما قد بلغَكَ، فكتبَ إِليَّ أهلُ العراقِ يدعونَني إِلى أنفسِهم» فقالَ له عبدُاللّهِ بنِ مُطيعٍ: أُذكرُكَ اللهَّ يا بنَ رسولِ اللهِّ وحرمةَ الأسلامِ أن تُنتَهَكَ، أنْشُدُكَ اللهَّ في حرمةِ قُريشٍ، أنشُدُكَ اللّهَ في حرمةِ العرب، فواللّهِ لئن طلبتَ ما في أيدي بني أُمّيةَ لَيَقْتُلُنَّكَ، ولئن قتلوكَ لا يهابوَا(١) بعدَكَ أحَداً أبداً، واللّهِ إِنّها لحُرمةُ الأسلام تُنْتَهَك، وحرمةُ قريشٍ وحرمةُ العرب، فلا تَفعلْ، ولا تأْتِ الكوَفَة، ولا تُعرِّضْ نفسَكَ لبني أُميّةَ. فأبى اَلحسينُعليه‌السلام إلاّ أن يَمضيَ.

وكانَ عُبيدُاللّه بن زيادٍ أمرَ فأُخِذَ ما بينَ واقِصَةَ(٢) إِلى طريقِ الشّام إِلى طريقِ البصرةِ، فلا يَدَعونَ أحداً يَلِجُ ولا أحداً يخرجُ، وأقبلَ الحسينُعليه‌السلام لا يَشعرُ بشيءٍ حتّى لقيَ الأعرابَ، فسألهَم فقالوا: لا واللّهِ ما ندري، غيرإنّا لا نستطيعُ أن نَلِجَ ( أو نَخرج )(٣) . فسارَتِلقاءَ وجهِهعليه‌السلام .

وحدَّثَ جماعةٌ من فَزارةَ ومن بَجيلة قالوا: كُنّا معَ زُهَيرِ بنِ القَيْنِ البَجَليِّ حينَ أقبلنْا من مكّةَ، فكنّا نُسايرُ الحسينَعليه‌السلام فلم يكَنْ شيءٌ أبغضَ إِلينا من أن نُنَازلَه في منزلٍ، فإِذا سارَ الحسينُعليه‌السلام ونزلَ منزلاً لم نجدْ بُدّاً من أن نُنازلَه، فنزلَ الحسينُ في جانبِ ونزلْنا في جانبٍ، فبينا نحن جُلوس نتغذّى من طعامٍ لنا إِذْ أقبلَ رَسولُ الحسينِعليه‌السلام حتّى سلّمَ ثمّ دخلَ، فقالَ: يا

__________________

(١) كذا في النسخ وله وجه، والاولى«لايهابون»كما في الطبري.

(٢) واقصة: موضع في طريق مكة الى العراق «معجم البلدان ٥: ٣٥٤».

(٣) في «ش» و «م»: ولا نخرج، وما أثبتناه من هامشهما.

٧٢

زُهيرَ بنَ القَيْنِ إِنَّ أبا عبدِاللّهِ الحسينَ بعثَني إِليكَ لتأْتِيَه. فطرحَ كلُّ إِنسانٍ منّا ما في يدِه حتّى كأنّ على رُؤُوسنا الطّيرَ، فقالتْ له امرأتهُ: سبحانَ اللّهِ، أيبعثُ إِليكَ ابنُ رسولِ اللّهِ ثمّ لا تأْتيه، لو أتيتَه فسمعتَ من كلامِه، ثمّ انصرفتَ. فأتاه زُهيرُ بنُ القينِ، فما لبثَ أن جاءَ مُستبشراً قد أشرقَ وجهُه، فأمرَبفسطاطِه وثقله ورحلِه ومتاعِه فقُوِّضَ وحُمِلَ إِلى الحسينِعليه‌السلام ، ثمّ قالَ لامرأَتِه: أنتِ طالقٌ، الحقي بأهلِكَ، فإنِّي لا أُحبُّ أن يًصيبَكِ بسببي إلّا خيرٌ، ثمّ قالَ لأصحابه: من أحَبَّ منكم أن يتبعَني، وإلاّ فهو آخرُ العهدِ، إِنيِّ سأُحدِّثُكم حديثا ً: إِنّا غَزَوْنا البحر(١) ، ففتحَ اللّهُ علينا وأصبْنا غنائمَ، فقالَ لنا سلمان الفارسيُّ رضيَ اللهُّ عنه: أفرِحْتُم بما فتحَ اللهُ عليكم، وأصبْتم منَ الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال: إِذا أدركْتُم شباب آلِ محمّدٍ فكونوا أشدَّ فرحاً بقتالِكم معَهم ممّا أصبتُمُ اليومَ منَ الغنائم. فامّا أنا فأستودعُكمُ اللّه. قالوا: ثمّ واللهِّ ما زالَ في القومِ معَ الحسينِعليه‌السلام حتّى قُتِلَ رحمةُ اللّهِ عليه(٢) .

وروى عبدُاللهّ بن سليمانَ والمُنْذِرُ بنُ المُشْمَعِلِّ الأسَدِيّانِ قالا: لمّا قَضَيْنا حجَّنا لم تكنْ لنا همةٌ إلاّ اللحاق بالحسينِعليه‌السلام في الطّريقِ، لننظرَ ما يكونُ من أمرِه، فأقبلْنا تُرْقِلُ(٣) بنا

__________________

(١) كذا في النسخ، وفي وقعة الطف لابي مخنف وتاريخ الطبري: (بلنجر): وهي مدينة ببلاد الروم. انظر«معجم ما استعجم ١: ٣٧٦».

(٢) وقعة الطف لابي مخنف: ١٦١، تاريخ الطبري ٥: ٣٩٦، الكامل في التاريخ ٤: ٤٢، ومختصراً في مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ١: ٢٢٥، عن أحمد بن اعثم.

(٣) أرَقلَتْ في سيرها: أسرعت. «مجمع البحرين - رقل - ٥: ٣٨٥».

٧٣

نِياقنا (١) مُسرِعَيْنِ حتّى لحقْنا بِزَرُوْدَ(٢) ، فلمّا دنونا منه إِذا نحن برجلٍ من أهلِ الكوفةِ قد عدلَ عنِ الطّريقِ حينَ رأى الحسينَعليه‌السلام ، فوقفَ الحسينُ كأنّه يُريدُه ثمّ تركه ومضى، ومضينا نحوَه، فقالَ أحدُنا لصاحبه: اذهب بنا إِلى هذا لنسألَه فإِنّ عندَه خبرَ الكوفةِ، فمضينا حتَّى انتهينا إِليه فقلنا: السّلامُ عليكَ، فقالَ: وعليكم السّلامُ، قلنا: ممّنِ الرّجلُ؟ قالَ: أسَدِيٌّ، قلنا: ونحن أسَدِيّانِ، فمن أنتَ؟ قالَ: أنا بكرُ بنُ فُلانٍ، وانتسبْنا له ثمّ قلنا له: أخبِرْنا عنِ النّاسِ وراءَك ؛ قالَ: نعم، لم أخرجْ منَ الكوفةِ حتّى قُتِلَ مسلمُ بنُ عقيلٍ وهانئُ بنُ عُروةَ، ورأَيتُهما يُجَرّانِ بأرجلِهما في السُّوقِ.

فأقبلْنا حتّى لحقْنا الحسينَ صلوات اللهِّ عليه فسايرْناه حتّى نزلَ الثَّعْلَبيَّةَ مُمْسِياً، فجئناه حينَ نزلَ فسلّمْنا عليه فردَّ علينا السّلامَ، فقلناَ له: رحمَكَ اللّه، إِنّ عندَنا خبراً إِن شئتَ حدّثْناكَ علانيةً، وِانْ شئتَ سِرّاً ؛ فنظرَ إِلينا ِ والى أصحابِه ثمّ قالَ: «ما دونَ هؤلاءِ سترٌ» فقلنا له: رأيتَ الرّاكبَ الّذي استقبلتَه عشيَّ أمسِ؟ قالَ: «نعم، وقد أردتُ مسألَتَه» فقلنا: قد واللّهِ استبرأْنا لكَ خبرَه، وكفيناكَ مسألَتَه، وهو امِرؤٌ منّا ذو رأْي وصدقٍ وعقلٍ، وِانّه حدّثَنا أنّه لم يخرجْ منَ الكوفةِ حتّى قُتِلَ مسلمٌ وهانئ، ورَآهما يُجَرّانِ في السُّوقِ بأرجلِهما: فقالَ: «إِنّا للهِّ وِانّا اليه راجعونَ، رحمةُ اللهِّ عليهما»

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: ناقتانا.

(٢) زَرُود: موضع على طريق حاج الكوفة بين الثعلبية والخزيمية. «معجم البلدان ٣: ١٣٩».

٧٤

يكرِّر(١) ذلكَ مِراراً، فقلنا له: نَنْشُدُكَ اللّهَ في نفسِكَ وأهلِ بيتِكَ إلّا انصرفتَ من مكانِكَ هذا، فإِنّه ليسَ لكَ بالكوفةِ ناصرٌ ولا شيعةٌ، بل نَتخوّفُ أن يكونوا عليكَ. فنظرَ إِلى بني عقيلٍ فقالَ: «ماتَرَوْنَ؟ فقد قتِلَ مسلمٌ» فقالوا: واللهِّ لا نَرجعُ حتّى نُصيبَ ثأْرَنا أَو نذوقَ ما ذاقَ، فأقبلَ علينا الحسينُعليه‌السلام وقالَ: «لا خيرَ في العيشِ بعدَ هؤلاءِ» فعلمْنا أنّه قد عزمَ رأْيَه على المسيرِ، فقلنا له: خارَ اللّهُ لكَ، فقالَ: «رحمَكُما اللّهُ». فقالَ له أصحابُه: إِنّكَ واللّهِ ما أَنتَ مثل مسلمِ ابن عقيل، ولو قدمتَ الكوفةَ لكانَ النّاسُ إِليكَ أسرعَ. فسكتَ ثمّ انتظرَ حتّى إِذا كانَ السّحرُ قالَ لفتيانِه وغلمانِه: «اكْثِرُوا منَ الماءِ» فاسْتَقَوْا وأكْثَرُوا ثمّ ارتحلوا، فسارَ حتّى انتهى إِلى زُبالةَ(٢) فأَتاه خبرُ عبدِاللّهِ بنِ يَقْطُرَ، فأخرجَ إِلى النّاسِ كتاباً فقرأه عليهم(٣) :

«بسم اللّهِ الرّحمنِ الرّحميمِ

أمّا بعدُ: فإِنّه قد أتانا خبرٌ فظيعٌ قَتْلُ مسلمِ بنِ عقيلٍ، وهانيِ بنِ عُروةَ، وعبدِاللّهِ بنِ يَقْطُرَ، وقد خَذَلَنا شيعتُنا، فمن أحبَّ منكم الانصرافَ فلينصرفْ غيرَحَرِجٍ، ليسَ عليه ذمامُ»

فتفرّقَ النّاسُ عنه وأخذوا يميناً وشمالاً، حتّى بقيَ في أصحابِه

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: يردّد.

(٢) زبالة: منزل بطريق مكة من الكوفة. «معجم البلدان ٣: ١٢٩».

(٣) رواه الطبري في تاريخه ٥: ٣٩٧، والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام ١: ٢٢٨، وذكره أبو الفرج في مقاتله: ١١٠ مختصراً، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ٣٧٢.

٧٥

الّذينَ جاؤوا معَه منَ المدينةِ، ونفرٍ يسيرٍ ممّنِ انضَوَوْا إِليه. ِوانّما فعلَ ذلكَ لأنّهعليه‌السلام علمَ أنّ الأعرابَ الّذينَ اتّبعوه إِنّما اتّبعوه وهم يظنُّون أنّه يأتي بلداً قدِ استقامتْ له طاعةُ أهلهِ، فكرهَ أن يسيروا معَه إلاّ وهم يعلمونَ على ما(١) يقدمونَ.

فلمّا كانَ السّحرُ أمرَ أصحابَه فاستقَوْا ماءً وأكثروا، ثمّ سارَ حتّى مرَّ ببطنِ العَقَبةِ (فنزلَ عليها )(٢) ، فلقيَه شيخٌ من بني عِكْرِمةَ يقالُ له عمرُو بن لوذانَ، فسألهَ: أينَ تريدُ؟ فقالَ له الحسينُعليه‌السلام : «الكوفةَ» فقال الشّيخُ: أنشدُك اللّهَ لمّا انصرفتَ، فواللهِّ ما تقدمُ إلاٌ على الأسنّةِ وحدِّ السُّيوفِ، وِانّ هؤلاءِ الّذينَ بعثوا إِليكَ لو كانوا كَفَوْكَ مؤونةَ القتالِ ووطّؤوا لكَ الأَشياءَ فقدمتَ عليهم كانَ ذلكَ رأْياً، فأمّا على هذه الحالِ الّتي تَذْكُرُ فإنّي لا أرى لكَ أن تفعلَ. فقالَ له: «يا عبدَاللّهِ، ليس يخفى عليَّ الرأْيُ، ولكنَّ اللّهَ تعالى لا يُغلَبُ على أمرِه، ثمّ قالَعليه‌السلام : واللّهِ لا يَدَعُوني حتّى يستخرجوا هذه العلقةَ من جوفي، فإِذا فعلوا سلّطَ اللهُّ عليهم من يُذلُّهم حتّى يكونوا أذلَّ فِرَقِ الأممَ»(٣) .

ثمّ سارَعليه‌السلام من بطنِ العَقَبةِ حتّى نزلَ شَراف(٤) ، فلمّا كانَ في السّحرِ أمرَ فتيانَه فاسْتَقَوْا منَ الماءِ فأكْثَروا، ثمّ سارَ منها حتّى

__________________

(١) كذا في النسخ، والأصح: علامَ.

(٢) في النسخ الخطية: فنزل عنها، وما في المتن من هامش«ش».

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ١: ٢٢٨، عن ابن اعثم، ولم نجده في الفتوح ولعله عن غيره، تاريخ الطبري ٥: ٣٩٧، عن ابي مخنف عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديّين، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٤: ٣٧٢.

(٤) شراف: موضع بنجد «معجم البلدان ٣: ٣٣١».

٧٦

انتصفَ النّهارُ، فبينا هو يسيرُ إِذ كبّرَ رجلٌ من أصحابه فقالَ له الحسينُعليه‌السلام : «اللهُّ أكبرُ، لِمَ كَبَّرت؟» قالَ: رأيت النّخلَ، فقالَ له جماعةٌ من أصحابه: واللهِّ إِنّ هذا المكانَ ما رأينا به نخلةً قطّ، فقالَ الحسينُعليه‌السلام : «فما تَرَوْنَه؟» قالوا: نراه واللّهِ آذانَ(١) الخيلِ، قالَ: «أنا واللهِ أرى ذلكَ» ثمّ قالَعليه‌السلام : «ما لنا(٢) ملجأُ نلجأ إِليه فنجعله في ظهورِنا، ونستقبل القومَ بوجهٍ واحدٍ؟» فقلنا: بلى، هذا ذو حُسمى(٣) إِلى جنبِكَ، تميلُ إِليه عن يسارِكَ، فإِن سبقتَ إِليه فهوكما تُريدُ.

فأخذَ إِليه ذاتَ اليسارِ ومِلْنا معَه، فما كانَ بأسرعَ من أن طلعتْ علينا (هوادي الخيل )(٤) فتبيّنّاها وعدلْنا، فلمّا رأوْنا عدلْنا عن الطريقِ عدلوا إِلينا كأنّ أسنّتَهم اليعاسيبُ(٥) ، وكأنّ راياتِهم أجنحةُ الطّيرِ، فاستبقْنا إِلى ذي حسمى فسبقْناهم إِليه، وأمرَ الحسينُعليه‌السلام بأبنيتهِ فضربَتْ.

__________________

(١) في «م»: أداني، وقد كتب تحتها: جمع ادنى.

(٢) في هامش «ش»: أما لنا.

(٣) في هامش «م»: حُسْمى - هكذا في نسخة الشيخ.

وهامش آخر في «ش» و «م»: حِسْمَى بكسر الحاء جبال شواهق بالبادية، قد ذكرها النابغة في شعره قال:

فاصبح عاقلاً بجبال حسمى

دقاق الترب مخترم القتام

وفي هامشهما كتبت: ذوجشَم، ذوجَشَم، جُسَم، حُسْم، وفي «م»: ذي حُسىً.

(٤) اقبلت هوادي الخيل: اذا بدت أعناقها. «الصحاح - هدى - ٦: ٢٥٣٤».

(٥) اليعسوب: طائر أطول من الجرادة لا يضم « الصحاح - عسب - ١: ٨١ » وفي هامش «ش»: الاصل في اليعسوب فحل النحل.

٧٧

وجاءَ القومُ زُهاءَ ألفِ فارسٍ معَ الحُرِّبن يزيدَ التّميميّ حتّى وقفَ هو وخيلُه مُقابلَ الحسينِعليه‌السلام في حَرًّ الظّهيرةِ، والحسينُ وأصحابُه معتمُّونَ متقلِّدوأسيافِهم، فقالَ الحسينُعليه‌السلام لفتيانِه: «اسقوا القومَ وأرْوُوْهُم منَ الماءِ، ورَشِّفُوا الخيلَ ترشيفاً» ففعلوا وأقبلوا يملؤون القِصاعَ والطّساسَ(١) منَ الماء ثمّ يُدنونَها منَ الفَرَسِ، فإِذا عبَّ فيها ثلاثاً أوأربعاً أَو خمساً عُزِلَتْ عنه وسَقَوا آخرَ، حتّى سَقَوْها كلَّها.

فقالَ عليُّ بنُ الطعَّانِ المُحاربي: كنتُ معَ الحُرِّ يومئذٍ فجئتُ في اخرِ من جاءَ من أصحابِه، فلمّا رأى الحسينُعليه‌السلام ما بي وبفرسي منَ العطشِ قالَ: «أنَخِ الراويةَ» والراويةُ عندي إلسِّقاءُ، ثمّ قالَ: «يا ابنَ أخي أنِخِ الجملَ» فأنَخْتُه فقالَ: «اشربْ» فجعلتُ كلَّما شربتُ سالَ الماءُ منَ السِّقاءِ، فقالَ الحسينعليه‌السلام : «اخنِثِ السِّقاءَ» أي اعطفْه، فلم أدْرِ كيفَ أفعل، فقامَ فخنثَه فشربتُ وسقيتُ فرسي.

وكانَ مجيءُ الحُرِّ بن يزيدَ منَ القادسيّةِ، وكَانَ عُبيدُاللّه بن زيادٍ بعثَ الحُصينَ بنَ نمُيرٍ وأًمرَه أن ينزلَ القادسيّة، وتقدّمَ الحُرُّ بينَ يديه في ألفِ فارسٍ يستقبلُ بهم حسيناً، فلم يَزَلِ الحُرًّ مُواقِفاً للحسينِعليه‌السلام حتّى حضرتْ صلاةُ الظُّهرِ، وأمرَ الحسينُ الحجّاجَ بنَ مسرورٍ أن يُؤَذِّنَ، فلمّا حضرتِ الأقامةُ خرجَ الحسينُعليه‌السلام

__________________

(١) الطساس: جمع طسٌ وهومعرّب طست وهو اناء معروف «مجمع البحرين - طست - ٢: ٢١٠ ».

٧٨

في إِزارٍ ورداءٍ ونعلينِ، فحمدَ اللّهَ وأثنى عليه ثمّ قالَ: «أيًّها النّاسُ، إِنِّي لم آتِكم حتّى أتَتْني كتبُكم وقدمتْ عليّ رسلُكم: أنِ اقدمْ علينا فإِنّه ليس لنا إِمام، لعلَّ اللهَّ أن يجمعَنا بكَ على الهدى والحقِّ ؛ فإِن كنتم على ذلكَ فقد جئتُكم فاعطوني ما أطمئنًّ إِليه من عهودِكم ومواثيقِكم، وِان لم تفعلوا وكنتم لمَقدمي كارهينَ انصرفتُ عنكم إِلى المكانِ الّذي جئتُ منه إِليكم» فسكتوا عنه ولم يتكلّم أحدٌ منهم بكلمةٍ.

فقالَ للمؤذِّنِ: «أقِمْ» فأقامَ الصّلاةَ فقالَ للحُرِّ: «أتُريدُ أن تُصليَ بأصحابكَ؟» قالَ: لا، بل تُصلِّي أنتَ ونُصلِّي بصلاتِكَ. فصلّى بهم الحسينَُ بن عليٍّعليهما‌السلام ثمّ دخلَ فاجتمعِ إِليه أصحابُه وانصرفَ الحُرُّ إِلى مكانِه الّذي كانَ فيه، فدخلَ خيمةَ قد ضُرِبَتْ له واجتمعَ إِليه جماعةٌ من أصحابِه، وعادَ الباقونَ إِلى صفِّهم الّذي كانوا فيه فأعادوه، ثمّ أخذَ كلُّ رجلٍ منهم بعنانِ دابّتهِ وجلسَ في ظلِّها.

فلمّا كانَ وقتُ العصرِ أمرَ الحسينُ بنُ عليِّعليه‌السلام أن يتهيّؤوا للرّحيلِ ففعلوا، ثمّ أمرَ مناديَه فنادى بالعصرِ وَأقامَ، فاستقامَ(١) الحسينُعليه‌السلام فصلّى بالقومِ ثمّ سلّمَ وانصرفَ إِليهم بوجهه، فحمدَ اللّهَ وأَثنى عليه ثمّ قالَ:

«أمّا بعدُ: أيُّها النّاس فإِنّكم إِن تتّقوا اللّهَ وتعرفوا الحقَّ لأهلهِ يكنْ أرضى للهِ عنكم، ونحن أهلُ بيتِ محمّدٍ، وأولى بولايةِ هذا الأمرِعليكم من هؤلاءِ المدَعينَ ما ليسَ لهم، والسّائرينَ فيكم بالجورِ والعدوانِ؟

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: فاستقدم.

٧٩

واِن أبيتم إلّا كراهيةً(١) لنا والجهلَ بحقِّنا، فكانَ رأْيُكم الان غيرَ ما أتتني به كتبُكم وقَدِمَتْ به عليَّ رسلُكم، انصرفتُ عنكم».

فقالَ له الحُرُّ: أنا واللّهِ ما أدري ما هذه الكتب والرُّسل الّتي تَذْكرُ، فقالَ الحسينُعليه‌السلام لبعضِ أصحابِه: «يا عُقْبَةَ بنَ سِمْعانَ، أخرِج الخُرْجَينِ اللَذينِ فيهما كتبُهم إِليَّ» فأخرجَ خُرْجَينِ مملوءَينِ صحفاً فنُثرتْ بينَ يديه، فقالَ له الحُرُ: إِنّا لسنا من هؤلاءِ الّذينَ كتبوا إِليكَ، وقد أُمِرْنا إِذا نحن لقيناكَ، ألاّ نفارِقَكَ حتّى نُقْدِمَكَ الكوفةَ على عُبيدِ اللّهِ. فقالَ له الحسينُعليه‌السلام : «الموتُ أدنى إِليكَ من ذلكَ» ثمّ قالَ لأصحابه: «قوموا فاركبوا» فركبوا وانتظرَ حتّى رَكِبَ نساؤهم، فقالَ لأَصَحابه: «انصرفوا» فلمّا ذهبوا لينصرفوا حالَ القومُ بينَهم وبينَ الانصرافِ، فقالَ الحسينُعليه‌السلام للحُرِّ: «ثكلتْكَ أُمُّك، ما ترُيدُ؟» فقالَ له الحرًّ: أما لو غيرُك منَ العرب يقولهُا لي وهو على مثلِ الحالِ الّتي أنتَ عليها، ما تركتُ ذكرَأُمِّه بالثُّكَلِ كائناً من كانَ، ولكنْ واللّهِ ما لي إِلى ذكرِ أُمِّكَ من سبيلٍ إلاّ بأحسنِ ما يقْدَرُ عليه؟ فقالَ له الحسينعليه‌السلام : «فما تُريدُ؟» قالَ: أُريدُ أن أنطلقَ بكَ إِلى الأميرعُبيدِاللهِّ بنِ زيادٍ ؛ قالَ: «إِذاً واللهِّ لا أتبعكَ» قالَ: إِذاً واللّهِ لا أدعكَ. فترادَّا القول ثلاثَ مرّاتٍ. فلمّا كثر الكلامُ بينهَما قالَ له الحُرُّ: إِنِّي لم اُؤمَرْ بقتالِكَ، إِنّما أُمِرْتُ ألاّ أُفارِقَكَ حتّى أُقدمَكَ الكوفَة، فإِذ أبيتَ فخذْ طريقاً لا يُدخلُكَ الكوفةَ ولا يَردُّكَ إِلى المدينةِ، تكونَ بيني وبينَكَ نصفاً، حتّى أكتبَ إِلى الأميرِ وتكتَب الى يزيدَ أو إِلى عُبيدِاللّهِ فلعلّ اللهَّ إِلى ذلكَ أن يأْتيَ بأمرٍ يرزقُني فيه العافيةَ من أَن أُبتلى

__________________

(١) في هامش «ش» و «م»: الكراهية.

٨٠

ومحمّد بن أحمد، عن أبإنّ الأَحمر، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجّل: ( لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ، حَتَّى تَسْتَأَنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ) (١) قال: الاستئناس وقع النعل والتسليم.

[ ١٥٦٩٦ ] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجّل( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) (٢) الآية، قال: هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردّون عليه فهو سلامكم على أنفسكم.

[ ١٥٦٩٧ ] ٣ - عليّ بن إبراهيم في( تفسيره) قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه أحد يسلم عليهم، وإنّ لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربّنا، يقول الله: تحيّة من عند الله مباركة طيبة.

٥١ - باب من ينبغي الاختلاف إلى أبوابهم

[ ١٥٦٩٨ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن عليّ بن

____________________

(١) النور ٢٤: ٢٧.

٢ - معاني الأخبار: ١٦٢ / ١.

(٢) النور ٢٤: ٦١.

٣ - تفسير القمي ٢ /: ١٠٩.

وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٥ من أبواب أحكام المساكن.

الباب ٥١

فيه حديث واحد

١ - الخصال: ٤٢٦ / ٣.

٨١

الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن مروإنّ بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول: ينبغي إنّ يكون الاختلاف إلى الأَبواب لعشرة أوجه:

أوّلها بيت الله عزّ وجّل لقضاء نسكه والقيام بحقّه وأداء فرضه.

والثاني أبواب الملوك الذين طاعتهم متّصلة بطاعة الله وحقّهم واجب، ونفعهم عظيم، وضررهم (١) شديد.

والثالث أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا.

والرابع ابواب أهل الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس الحمد ورجاء الآخرة.

والخامس أبواب السفهاء الذين يحتاج إليهم في الحوادث ويفزغ إليهم في الحوائج.

والسادس أبواب من يتقرب إليه من الأشراف لالتماس الهبة والمروة والحاجة.

والسابع أبواب من يرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ الأُهبة لما يحتاج إليه.

والثامن أبواب الإِخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزم من حقوقهم.

والتاسع أبواب الأَعداء، الذين تسكن(٢) بالمداراة غوائلهم، وتدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم.

____________________

(١) في المصدر: وضرّهم.

(٢) في المصدر: التي تسكن.

٨٢

والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم ويستفاد منهم حسن الأدب ويونس بمحادثتهم.

٥٢ - باب استحباب التسليم عند القيام من المجلس

[ ١٥٦٩٩ ] ١ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) (١) إنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: إذا قام الرجل من مجلس(٢) فليودّع إخوانه بالسلام، فإن أفاضوا في خير كان شريكهم، وإنّ أفاضوا في باطل كان عليهم دونه.

[ ١٥٧٠٠ ] ٢ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أذا قام أحدكم من مجلسه منصرفاً فليسلم ليست الأُولى بأولى من الأُخرى.

٥٣ - باب جواز التسليم على الذمي والدعاء له مع الحاجة اليه

[ ١٥٧٠١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأَبي الحسن( عليه‌السلام ) (٣) : أرأيت إنّ احتجت إلى طبيب وهو نصراني

____________________

الباب ٥٢

فيه حديثان

١ - قرب الإسناد: ٢٢.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

(٢) في المصدر: من مجلسه.

٢ - مكارم الأخلاق: ٢٦.

الباب ٥٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٧٥ / ٨، وأورده عن العلل وقرب الإِسناد والسرائر في الحديث ١ من الباب ٤٦ من أبواب الدعاء.

(٣) في المصدر: أبي الحسن موسى (عليه‌السلام )

٨٣

أُسلّم عليه وأدعو له؟ قال: نعم، أنّه لا ينفعه دعاؤك.

وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج مثله (١) .

[ ١٥٧٠٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قيل لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : كيف أدعو لليهودي والنصراني؟ قال: تقول: بارك الله لك في دنياك.

٥٤ - باب جواز مكاتبة المسلم لأهل الذمة والابتداء بأسمائهم والتسليم عليهم في المكاتبة مع الحاجة

[ ١٥٧٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في الرجل يكتب إلى رجل من عظماء عمال المجوس فيبدأ باسمه قبل اسمه، فقال: لا بأس إذا فعل ذلك لاختيار المنفعة.

[ ١٥٧٠٤ ] ٢ - وعن أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن، عن عليّ بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصير قال: سئل أبو عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل تكون له الحاجة إلى المجوسي أو إلى

____________________

(١) الكافي ٢: ٤٧٥ / ٧.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٥ / ٩.

وتقدّم ما يدلّ على تحريم السلام على الكفار في الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدلّ على ذلك في الحديث ٢ من الباب ٥٤ من هذه الأبواب.

الباب ٥٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ١.

٨٤

اليهودي أو إلى النصراني أو إنّ يكون عاملاً أو دهقاناً من عظماء أهل أرضه فيكتب إليه الرجل في الحاجة العظيمة، أيبدأ بالعلج ويسلم عليه في كتابه وإنما يصنع ذلك لكي تُقضى حاجته؟ فقال: أمّا إن تبدأ به فلا، ولكن تسلّم عليه في كتابك، فإنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان يكتب إلى كسرى وقيصر.

٥٥ - باب استحباب السلام على الخضر ( عليه‌السلام ) كلما ذكر

[ ١٥٧٠٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب( إكمال الدين) عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا( عليه‌السلام ) يقول، إنّ الخضر شرب من ماء الحياة فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور، وأنّه ليأتينا فيسلّم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه وإنّه ليحضر حيث ذكر ومن ذكره منكم فليسلّم عليه الحديث.

٥٦ - باب استحباب الاغضاء عن الإِخوان وترك مطالبتهم بالإِنصاف

[ ١٥٧٠٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

____________________

الباب ٥٥

فيه حديث واحد

١ - كمال الدين: ٣٩٠ / ٤.

الباب ٥٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ١.

٨٥

محمّد، عن عبدالله بن محمّد الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عمّن ذكره عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان عنده قوم يحدّثهم إذ ذكر رجل منهم رجلاً فوقع فيه وشكاه، فقال له أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وأنّى لك بأخيك كلّه، وأيّ الرجال المهذب.

[ ١٥٧٠٧ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، ومحمّد بن سنان، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تفتش النّاس فتبقى بلا صديق.

[ ١٥٧٠٨ ] ٣ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن أبي محمّد الفحام، عن محمّد بن حسن النقّاش، عن إبراهيم بن عبدالله، عن الضحّاك بن مخلّد قال: سمعت الصادق( عليه‌السلام ) يقول: ليس من الإنصاف مطالبة الإِخوان بالإنصاف.

٥٧ - باب استحباب تسميت العاطس المسلم وإنّ بعد

[ ١٥٧٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائني قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : للمسلم على أخيه المسلم من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمّته إذا عطس، يقول: الحمد لله ربّ العالمين لا شريك له، ويقول: يرحمك الله، فيجيب (١) يقول له:

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ٢.

٣ - أمالي الطوسي ١: ٢٨٦.

الباب ٥٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٧ / ١.

(١) في المصدر: فيجيبه.

٨٦

يهديكم الله ويصلح بالكم، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات.

[ ١٥٧١٠ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا عطس الرجل فسمتوه ولو كان من وراء جزيرة.

[ ١٥٧١١ ] ٣ - قال: وفي رواية أخرى: ولو من وراء البحر.

[ ١٥٧١٢ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن مثنّى، عن إسحاق بن يزيد ومعمّر بن أبي زياد وابن رئاب قالوا: كنّا جلوساً عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إذ عطس رجل فما رد عليه أحد من القوم شيئاً حتّى ابتدأ هو فقال: سبحان الله ألاسمتم إنّ من حق المسلم على المسلم إنّ يعوده إذا اشتكى، وإنّ يجيبه إذا دعاه وأن يشهده إذا مات، وأن يسمّته اذا عطس.

[ ١٥٧١٣ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن جعفر بن محمّد بن يونس (١) ، عن داود بن الحصين قال: كنّا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأحصيت في البيت أربعة عشر رجلاً، فعطس أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فما تكلّم أحد من القوم، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ألا تسمّتون(٢) ؟ فرض المؤمن على المؤمن(٣) إذا مرض أن

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٧٧ / ٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٧ / ذيل حديث ٢.

٤ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٣.

٥ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٧، وأورد نحوه عن مصادقة الإِخوان في الحديث ١٥ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: جعفر بن يونس

(٢) في المصدر زيادة: ألا تسمّتون.

(٣) في المصدر: من حق المؤمن على المؤمن.

٨٧

يعوده، وإذا مات أن يشهد جنازته، وإذا عطس أن يسمّته، أو قال يشمّته، وإذا دعاه إنّ يجيبه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٥٨ - باب كيفية التسميت والرد

[ ١٥٧١٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف قال: كان أبوجعفر( عليه‌السلام ) إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: يغفر الله لكم ويرحمكم، وإذا عطس عنده إنسإنّ قال: يرحمك الله عزّ وجّل

[ ١٥٧١٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله لا شريك له، وإذا سميت (٢) الرجل فليقل: يرحمك الله، وإذا ردّ فليقل: يغفر الله لك ولنا، فإن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) سُئل عن آية أو شيء فيه ذكر الله، فقال: كلما ذكر الله عزّ وجّل فيه فهو حسن.

[ ١٥٧١٦ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) بإسناده الآتي (٣)

____________________

(١) يأتي في الأبواب ٥٨ و ٥٩ و ٦١ وفي الحديث ١ من الباب ٦٣ وفي الأحاديث ٩ و ١٥ و ٢١ و ٢٤ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

الباب ٥٨

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١١.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٣.

(٢) في المصدر: وإذا سمَّتَ.

٣ - الخصال: ٦٣٣.

(٣) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ر ).

٨٨

عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: إذاعطس احدكم فسمّتوه قولوا: يرحمكم الله، وهو يقول: يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله عزّ وجّل: ( وَإِذَا حُيّيِتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٥٩ - باب جواز تسميت الصبي المرأة إذا عطست

[ ١٥٧١٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب( إكمال الدين) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه وأحمد بن محمّد بن يحيى (٣) ، عن الحسين بن عليّ النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد العلويّ، عن السياري (٤) ، عن نسيم خادم أبي محمّد( عليه‌السلام ) قالت: قال لي صاحب الزمان( عليه‌السلام ) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده، فقال لي: يرحمك الله، ففرحت بذلك، فقال لي: إلّا أبشرك في العطاس؟ قلت: بلى، فقال: هو أمإنّ من الموت ثلاثة أيّام.

وعن المظفّر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن آدم بن محمّد، عن عليّ بن الحسن الدقاق، عن إبراهيم بن محمّد العلوي مثله (٥) .

____________

(١) النساء ٤: ٨٦.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

الباب ٥٩

فيه حديث واحد

١ - أكمال الدين: ٤٣٠ / ٥.

(٣) في المصدر زيادة: محمّد بن يحيى العطار

(٤) « عن السيّاري »: ليس في المصدر.

(٥) أكمال الدين: ٤٤١ / ١١.

٨٩

٦٠ - باب استحباب العطاس وكراهة العطسة القبيحة وما زاد على الثلاث

[ ١٥٧١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: التثاؤب من الشيطان، والعطسة من الله عزّ وجّل.

[ ١٥٧١٩ ] ٢ - وعنه عن محمّد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن عثمإنّ بن عيسى، عن عبد الصمد بن بشير، عن حذيفة بن منصور قال: قال العطاس ينفع في البدن كلّه ما لم يزد على الثلاث، فإذا زاد على الثلاث فهو داء وسقم.

[ ١٥٧٢٠ ] ٣ - وعن أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن، عن عليّ بن اسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم، عن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجّل: ( إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (١) قال: العطسة القبيحة.

[ ١٥٧٢١ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن رجل من العامّة عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: العطسة تخرج من جميع البدن كما إنّ النطفة تخرج من جميع البدن، ومخرجها من الأحليل أما رأيت الإِنسان إذا عطس نفض اعضاؤه؟

____________________

الباب ٦٠

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٥، وأورده في الحديث ١ من الباب ١١ من أبواب القواطع.

٢ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ٢٠.

٣ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ٢١.

(١) لقمان ٣١: ١٩.

٤ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٣.

٩٠

وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدل عليه(٣) .

٦١ - باب استحباب تكرار التسميت ثلاثا عند توالي العطاس من غير زيادة

[ ١٥٧٢٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا عطس الرجل ثلاثاً فسمّته ثمّ اتركه.

[ ١٥٧٢٣ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، عن جعفر بن محمّد، عن ابيه ( عليهما‌السلام ) ، أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) قال: يُسمّت العاطس ثلاثا فما فوقها فهو ريح.

____________________

(١) قد تقدم أن العطاس أمإنّ من الموت ثلاثة أيام، ويمكن الجمع باختلاف الأشخاص في الشباب والشيب واختلاف العطاس، ويحتمل حمل أحدهما على التقية والأقرب أنه حديث السبعة، لأنّ روايه عامي والتقية من صاحب الزمان (عليه‌السلام ) بعيدة نادرة، ثمّ إنّ العطاس قسمان:

اختياري باعتبار القدرة على أسبابه من مقابلة الشمس وشم بعض الأدوية وغير ذلك والقدرة على منعه كاستعمال دواء أو العض على الأضراس.

ومنه ما ليس باختياري، والتكليف يتعلق بالأول ( منه. قدّه ).

(٢) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٦١ من هذه الأبواب.

الباب ٦١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٧.

٢ - الخصال: ١٢٦ / ١٢٤.

٩١

[ ١٥٧٢٤ ] ٣ - قال - وفي حديث آخر -: إذا زاد العاطس على ثلاثة قيل له: شفاك الله، لأَن ذلك من علّة.

٦٢ - باب استحباب التحميد لمن عطس أو سمعه ووضع الإِصبع على الأَنف

[ ١٥٧٢٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد قال: سألت العالم( عليه‌السلام ) عن العطسة، وما العلّة في الحمد لله عليها؟ فقال: إنّ لله نعماً على عبده في صحّة بدنه وسلامة جوارحه، وإنّ العبد ينسى ذكر الله عزّ وجّل على ذلك، وإذا نسي أمر الله الريح فتجاز (١) في بدنه ثمّ يخرجها من أنفه، فيحمد الله على ذلك فيكون حمده على ذلك شكراً لما نسي.

[ ١٥٧٢٦ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ أو غيره، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال: الحمد لله، فقال له النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : بارك الله فيك.

[ ١٥٧٢٧ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن الحسين بن نعيم، عن مسمع بن عبد الملك قال: عطس

____________________

٣ - الخصال: ١٢٧ / ١٢٥.

الباب ٦٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٦.

(١) في المصدر: فتجاوز.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٤.

٩٢

أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: الحمد لله رب العالمين، ثمّ جعل اصبعه على أنفه، فقال: رغم انفي لله رغماً داخراً.

[ ١٥٧٢٨ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد وغيره عن ابن فضّال، عن بعض أصحابه، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) قال: في وجع الأَضراس ووجع الاذان: إذا سمعتم من يعطس فابدؤوه بالحمد.

[ ١٥٧٢٩ ] ٥ - وعن أبي عليّ الأَشعري، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن مروان، رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من قال إذا عطس: الحمد لله ربّ العالمين على كلّ حال، لم يجد وجع الأذنين والأَضراس.

[ ١٥٧٣٠ ] ٦ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا عطس المرء المسلم ثمّ سكت لعلّة تكون به، قالت الملائكة عنه: الحمد لله ربّ العالمين، فإن قال: الحمد لله رب العالمين، قالت الملائكة: يغفر الله لك قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : العطاس للمريض دليل العافية وراحة للبدن.

ورواه الصّدوق في( المجالس) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن هارون بن مسلم مثله إلى قوله: يغفر الله لك (١) .

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٦.

٥ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٥.

٦ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٩.

(١) أمالي الصدوق: ٢٤٧ / ١.

٩٣

اقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٦٣ - باب استحباب الصلاة على محمّد وآله لمن عطس او سمعه

[ ١٥٧٣١ ] ١ - محمّد يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: عطس رجل عند أبي جعفر( عليه‌السلام ) فقال: الحمد لله، فلم يسمّته أبوجعفر( عليه‌السلام ) وقال: نقصنا حقنا، وقال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وأهل بيته، قال: فقال الرجل، فسمّته أبوجعفر( عليه‌السلام ) .

[ ١٥٧٣٢ ] ٢ - وعنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عثمان، عن أبي أُسامة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) من سمع عطسة فحمد الله عزّ وجّل وصلى على محمّد وأهل بيته لم يشتك عينه ولا ضرسه، ثمّ قال: إن سمعتها فقلها وإن كان بينك وبينه البحر.

[ ١٥٧٣٣ ] ٣ - وعن أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال أبوجعفر( عليه

____________________

(١) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب، وفي الباب ١٨ من أبواب قواطع الصلاة.

(٢) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٦٣ من هذه الأبواب.

الباب ٦٣

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ٩.

٢ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٧.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٨.

٩٤

السلام): نعم الشيء العطسة تنفع في الجسد، تذكر بالله عزّ وجّل، قلت: إنّ عندنا قوماً يقولون: ليس لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في العطسة نصيب، فقال: إنّ كانوا كاذبين فلا نالهم شفاعة محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ١٥٧٣٤ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من عطس ثمّ وضع يده على قصبة أنفه ثمّ قال: الحمد لله ربّ العالمين حمداً كثيراً كما هو أهله، وصلى الله على محمّد النبي وآله وسلّم خرج من منخره الأَيسر طائر أصغر من الجراد، وأكبر من الذباب حتّى يصير تحت العرش يستغفر الله إلى يوم القيامة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٦٤ - باب أنّه لا تكره الصلاة على محمّد وآله عند العطاس ، ولا عند الذبح ، ولا عند الجماع ، بل تستحب

[ ١٥٧٣٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل البصري، عن الفضيل بن يسار، قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : إنّ الناس يكرهون الصلاة على محمّد وآله في ثلاثة مواطن: عند العطسة، وعند الذبيحة، وعند الجماع، فقال أبوجعفر( عليه

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ٢٢.

(١) يأتي في الباب ٦٤ من هذه الأبواب.

وتقدّم ما يدلّ عليه في الحديثين ٣، ٤ من الباب ١٨ من أبواب قواطع الصلاة.

الباب ٦٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٠.

٩٥

السلام): مالهم ويلهم نافقوا لعنهم الله.

[ ١٥٧٣٦ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( عيون الأَخبار) بإسناده الآتي (١) عن الرضا( عليه‌السلام ) - في كتابه إلى المأمون - قال: الصلاة على النّبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) واجبة في كلّ موطن، وعند العطاس، والذّبائح وغير ذلك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٦٥ - باب جواز تسميت الذمي اذا عطس والدعاء له بالهداية والرحمة

[ ١٥٧٣٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعريّ، عن بعض اصحابه، عن ابن أبي نجران، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: عطس رجل نصراني عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له القوم: هداك الله فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يرحمك الله، فقالوا له: إنّه نصرانيّ، فقال: لا يهديه الله حتّى يرحمه.

أقول: وتقدّم مايدلّ على ذلك(٣) .

____________________

٢ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٢٤، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٤٢ من أبواب الذكر.

(١) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ت ).

(٢) تقدم في الحديث ١٢ من الباب ٤٢ من أبواب الذكر.

الباب ٦٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٨.

(٣) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديثين ٢، ٣ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

٩٦

٦٦ - باب جواز الاستشهاد على صدق الحديث باقترأنّه بالعطاس

[ ١٥٧٣٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأَشعريّ، عن ابن القدّاح (١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : تصديق الحديث عند العطاس.

وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النّوفلي، عن السّكوني، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ١٥٧٣٩ ] ٢ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إذا كان الرجل يتحدث بحديث فعطس عاطس فهو شاهد حق.

٦٧ - باب استحباب إجلال ذي الشيبة المؤمن وتوقيره وإكرامه

[ ١٥٧٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن

____________________

الباب ٦٦

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٦.

(١) في المصدر زيادة: عن ابن أبي عمير.

(٢) الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٤.

٢ - الكافي ٤٨١ / ٢٥.

الباب ٦٧

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٨١ / ١.

٩٧

عبدالله بن سنان، قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّ من إجلال الله عزّ وجّل إجلال الشيخ الكبير.

[ ١٥٧٤١ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدإنّ بن مسلم، عن أبي بصير وغيره عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: من إجلال الله عزّ وجّل إجلال ذي الشيبة المسلم.

[ ١٥٧٤٢ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ليس منّا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا.

[ ١٥٧٤٣ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي نهشل، عن عبدالله بن سنان، قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من إجلال الله عزّ وجّل إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ ومن استخفّ بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته.

[ ١٥٧٤٤ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الخطاب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة لا يجهل حقّهم إلّا منافق معروف النفاق: ذو الشيبة في الإِسلام، وحامل القرآن، والإِمام العادل.

[ ١٥٧٤٥ ] ٦ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن أبان، عن الوصّافي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : عظموا كبرائكم وصلوا أرحامكم.

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٨٢ / ٦.

٣ - الكافي ٢: ١٣٢ / ٢.

٤ - الكافي ٢: ٤٨٢ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٤.

٦ - الكافي ٢: ١٣٢ / ٣.

٩٨

[ ١٥٧٤٦ ] ٧ - وبهذا الإِسناد مثله، وزاد: وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأَذى عنهم.

[ ١٥٧٤٧ ] ٨ - وعنه، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) : قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم.

[ ١٥٧٤٨ ] ٩ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من عرف فضل كبير لسنّه فوقّره آمنه الله من فزع يوم القيامة.

[ ١٥٧٤٩ ] ١٠ - وبهذا الإسناد قال: ومن وقّر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة.

[ ١٥٧٥٠ ] ١١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن حسان، عن محمّد بن حمّاد، عن أبيه، عن محمّد بن عبدالله رفعه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من عرف فضل شيخ كبير فوقّره لسنّه آمنه الله من فزع يوم القيامة، وقال: من تعظيم الله إجلال ذي الشيبة المؤمن.

[ ١٥٧٥١ ] ١٢ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (١) رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من لا

____________________

٧ - الكافي ٢: ١٣٢ / ٣.

٨ - الكافي ٢: ١٣٢ / ١.

٩ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢.

١٠ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٣.

١١ - ثواب الأعمال: ٢٢٤ / ١.

١٢ - معاني الأخبار ٢٤٤ / ٢.

(١) في المصدر ( عن بعض اصحابه ) بدل: ( ابن عيسى ).

٩٩

يعرف لأَحد الفضل فهو المعجب برأيه.

[ ١٥٧٥٢ ] ١٣ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( المجالس) عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن خنيس (١) ، عن عبد الرحمن بن محمّد، عن عبدالله بن محمّد(٢) وعن حجر بن محمّد(٣) ، عن الليث بن سعد، عن الزهريّ، عن أنس قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : بجّلوا المشايخ فإنّ من إجلال الله تبجيل المشايخ.

٦٨ - باب استحباب إكرام الكريم والشريف

[ ١٥٧٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحجال قال: قلت لجميل بن درّاج: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، قال: نعم، قلت: وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن ذلك؟ فقال: الشريف من كان له مال، قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير ماله، قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى.

[ ١٥٧٥٤ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونّي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله

____________________

١٣ - أمالي الطوسيّ ١: ٣١٨.

(١) في المصدر: محمّد بن علي بن خشيش، عن محمّد.

(٢) المصدر: عبدالله بن محمود.

(٣) في المصدر: صخر بن محمّد الحاجبي.

الباب ٦٨

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٨: ٢١٩ / ٢٧٢، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٢: ٤٨٢ / ٢.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563