دراسات في الكافي للكليني، والصحيح للبخاري

دراسات في الكافي للكليني، والصحيح للبخاري16%

دراسات في الكافي للكليني، والصحيح للبخاري مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 357

دراسات في الكافي للكليني، والصحيح للبخاري
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 63339 / تحميل: 8713
الحجم الحجم الحجم
دراسات في الكافي للكليني، والصحيح للبخاري

دراسات في الكافي للكليني، والصحيح للبخاري

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

كانت هي العدالة الشرعية التي اعتبرها الشارع موضوعاً للآثار المختلفة حسب المقامات، وتفسيرها بهذا المعنى ليس بعيداً عن ظاهر النصوص التي تعرضت لحالها، وقد جاء في بعضها، من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم هو ممن حرمت غيبته، وكملت مروءته وظهرت عدالته، وفي بعضها اذا كان ظاهر الانسان مأموناً جازت شهادته، وليس عليك ان تسأل عن باطنه الى غير ذلك من النصوص التي تشير الى ان العدالة ليست شيئاً آخر وراء فعل الواجبات وترك المحرمات.

وقد تعرض الفقهاء بمناسبة حديثهم عن العدالة ومنافياتها الى تصنيف المعاصي الى صغائر وكبائر ونص اكثرهم على ان الاصرار على الصغائر وعدم التوبة عنها من نوع الكبائر، لان الاصرار عليها يلازم الاستخفاف باوامر الله والامن من العقوبة، وجاء عن الامام محمد الباقر (ع) ان الاصرار على الذنب امن من مكر الله ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون، و نص اكثرهم على ان الكبيرة هي ما توعد الله عليه بالعذاب في كتابه وعلى لسان نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله واعتمدوا في ذلك على رواية عبد العظيم ابن عبد الله الحسني عن ابي جعفر الجواد (ع) وجاء فيها ان عمرو بن عبيد دخل على الامام الباقر (ع) وبعد ان استقر به المجلس تلا قوله تعالى: ان تجتنبوا كبائر الاثم والفواحش، ثم قال: احب ان اعرف الكبائر من كتاب الله، قال ابو جعفر (ع): يا عمرو اكبر الكبائر الاشراك بالله، قال سبحانه: ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، وبعده اليأس من روح الله، لان الله يقول: لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون، ومضى الامام (ع) يعدد الكبائر التي نص عليها القرآن حتى عد اثنين وعشرين نوعاً منها.

وجاء عن الامام الرضا (ع) انها خمس وثلاثون نوعاً، وعد منها

٦١

قتل النفس، والزنا والسرقة، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين. والفرار من الزحف. واكل مال اليتيم. ومعونة الظالمين والركون اليهم. والربا. وقذف المحصنات وغير ذلك من المحرمات المنصوص عليها في الكتاب والسنة، وتقسيم المعاصي الى الصغائر والكبائر. هذا التقسيم يمكن ان يكون نسبياً بمعنى ان كل معصية بالنسبة لما فوقها صغيرة، وبالنسبة لما هو دونها كبيرة فلو قلنا بذلك تصبح كل معصية من المعاصي صالحة للوصفين، ويكون الفاعل مستحقاً للعقاب باعتبار كونه عاصياً مع قطع النظر عن نوع المعصية ووصفها، ويدل على ذلك قوله تعالى:

ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم، حيث ان الآية بظاهرها تنص على ان مطلق المعصية سبب لهذا الجزاء.

ومما لا شك فيه ان عدالة الراوي تثبت بشاهدين عدلين بمقتضى الادلة الدالة على حجية البينة وقيامها مقام العلم في جميع موارد العمل بها، اما الشاهد الواحد، فقد نص اكثر الفقهاء على الاكتفاء به في تعديل الراوي، كما نص على ذلك الشيخ عبد الصمد في الوجيزة، والمامقاني في مقباس الهداية وغيرهما، وفي مقابل ذلك لم يكتف بعض الفقهاء بالشاهد الواحد لان عدالة الراوي كغيرها من الموضوعات التي لا بد من احرازها بطريق العلم او ما يقوم مقامه، وليس ذلك الا البينة التي تتألف من شاهدين.

ورجح الشيخ الانصاري الاكتفاء بكل ما يفيد الوثوق والاطمئنان بعدالته بما في ذلك العدل الواحد اذا حصل من شهادته الاطمئنان بها اعتماداً على بعض النصوص التي لم تشترط اكثر من الوثوق والاطمئنان كقوله (ع) لا تصلِّ الا خلف من تثق بدينه وورعه، وقوله: اذا كان مأموناً جازت شهادته، ونحو ذلك مما يشير الى ان المعول على الاطمئنان بالشاهد وامام الجماعة والراوي، سواء حصل ذلك من استقصاء حاله

٦٢

مباشرة، او من شهادة العدلين، او العدل الواحد(١) واضاف الى ذلك بعضهم ان الاقتصار على البينة في هذه المسألة يؤدي الى الغاء كثير من المرويات، لعدم تيسر البينة على عدالة الراوي، لا سيما مع بعد المسافة بينه وبين الشاهد، على ان التعديل والتجريح الموجودين في كتب الرجال مبنيان على الحدس الذي لا يفيد الا الظن، والاكتفاء به يرجع الى الاعتماد على الاطمئنان من أي طريق كان، وشهادة العدل الواحد لا تقصر احياناً عن افادة هذه المرتبة.

____________________

(١) انظر رسالة الشيخ مرتضى في العدالة.

الفصل الثالث : في الصحابة

٦٣

٦٤

٦٥

٦٦

الصحابي في اللغة مشتق من الصحبة، ويوصف بها كل من صحب غيره طالت المدة او قصرت.

وعند المحدثين، هو كل مسلم رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال البخاري في صحيحه: من صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله او رآه من المسلمين فهو من اصحابه.

وجاء عن احمد بن حنبل انه قال: افضل الناس بعد صحابة الرسول من البدريين كل من صحبه سنة او شهراً، او يوماً، او رآه، وله من الصحبة على قدر ما صحبه(١) .

ونص بعضهم على ان اصحاب الحديث يعطون وصف الصحبة لكل من روى عن النبي حديثاً او كلمة او رآه، وممن صرح بذلك ابن حجر في المجلد الاول من الاصابة: واضاف الى ذلك مؤمناً به، ثم قال: ويدخل في قولنا مؤمناً به، كل مكلف من الجن والانس، ونص غيره على دخول الجن الذين امنوا به في الصحابة ايضاً(٢) ، وفي مقابل ذلك يشترط بعضهم

____________________

(١) انظر الكفاية ص ٥١، وتلقيح فهوم أهل الآثار ص ٢٧.

(٢) انظر المجلد الاول من الاصابة ص ١٠ و ١١.

٦٧

في اعطاء المسلم وصف الصحبة، ان يقيم معه سنة او سنتين، ويغزو معه غزوة او غزوتين، كما جاء عن سعيد بن المسيب.

ونص القاضي ابو بكر الباقلاني، على ان الصحبة لا يوصف بها الا من كثرت صحبته، واتصل لقاؤه، ولا يجري هذا الوصف على من لقي النبي ساعة ومشى معه خطا، او سمع منه حديثاً(١) والرأي الشائع الذي يؤيده اكثرهم هو اعطاء هذا الوصف لكل من رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله او ولد في حياته، وعدوا محمد بن ابي بكر من الصحابة، مع انه ولد في حجة الوداع آخر ذي القعده، قبل وصول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الى مكة في السنة العاشرة من الهجرة وقبل وفاته بثلاثة اشهر، وتتفاوت درجات الصحابة عندهم فقد نص بعضهم انهم اثنتا عشر طبقة اعلاها السابقون الى الاسلام من الطبقة الاولى، وادناها الذين ادركوه في حجة الوداع لا غير.

وقد اجمعوا على ان افضلهم ابو بكر وعمر، ويأتي من بعدهما عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب (ع) ومن بعدهما الباقون من العشرة المبشرين بالجنة، ثم تتسلسل درجاتهم وطبقاتهم حسب تقدم اسلامهم، ومواقفهم من الجهاد والخدمات التي قدموها الى الاسلام والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتثبت الصحبة بالامور التالية:

التواتر، والشهرة، والشياع الذي لم يبلغ حد التواتر، وبخبر الصحابي الواحد وخبر التابعي، ولو كان واحداً بناء على الرأي الراجح من كفاية الواحد في التزكية(٢) .

ومهما كان الحال في تحديد المقصود من الصحابي حسب اصطلاحهم فلقد توسع المؤلفون

____________________

(١) الكفاية ص ٥١.

(٢) السنة قبل التدوين ص ٣٩٤ والاصابة ج/١ ص ١٣و ١٤.

٦٨

في علمي الحديث و الرجال في البحث عن الحديث و اقسامه و الرواة و احوالهم ، درسوا احوال الرجال جيلا بعد جيل، حتى اذا تحققوا من احوال الراوي، وانه كان نقي السيرة صادق الايمان ضابطاً متقناً أميناً وصفوه بالوثاقة، ووصفوا مروياته بالصحة، واذا وجدوا فيه ما يشعر بعدم الامانة في الحديث، او عدم الاستقامة في الدين، وصفوه بما يتناسب مع حاله، وتركوا جميع مروياته، الا اذا اقترنت ببعض القرائن التي تؤكد صدورها عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله او عن صحابته، ولو وجدوا له قادحاً ومادحاً وجارحاً ومعدلاً اخذوا بالجارح وتركوا المادح والمعدل، وبهذه المناسبة يقول ابن الصلاح:

اذا اجتمع في شخص جرح وتعديل، فالجرح مقدم لانه يخبر عما ظهر من حاله، والجارح يخبر عن باطن خفي على المعدل، فاذا كان عدد المعدلين اكثر من عدد الجارحين، قبل تعين الاخذ بالتعديل، والصحيح الذي عليه الجمهور ان الجرح اولى بالرعاية والاعتبار، ومع انهم احتاطوا في الاخذ بالحديث الى هذا الحد، ووضعوا الاصول والقواعد للتاكد من احوال الراوي وسلامة الحديث مما يوجب عدم الاطمئنان بصحته، وطبقوا اصول علمي الدراية والرجال على جميع الرواة مهما بلغوا من العظمة والعلم والدين، مع انهم وضعوا الجميع على اختلاف طبقاتهم ومكانتهم في قفص الاتهام، وبحثوا عن احوالهم بتحفظ ودقة، وقفوا من الصحابة مكتوفي الايدي واعتبروهم من العدول الذين لا يجوز عليهم نقد او تجريح وقالوا: (ان بساطهم قد طوي) على اختلاف طبقاتهم واعمارهم، واضافوا الى ذلك ان جميع ما صدر عنهم من الغلط والانحراف والشذوذ لا يسلبهم صفة العدالة لان صحبتهم للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تكفر عنهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، مهما بلغ شأنها وتعاظم خطرها على حد تعبير الجمهور الاعظم من محدثي السنة ومؤلفيهم في هذه المواضيع، والذين خرجوا على هذا الرأي ولم يفرقوا بين الصحابة

٦٩

وغيرهم لا يمثلون رأي السنة في هذه المسألة، بل تعرضوا لاعنف الهجمات وأسوأ الاتهامات المعادية من الجمهور الاعظم، الذين يقدسون كل من رأى النبي، او سمع حديثه ولو كان طفلا صغيراً، ولعلنا بهذه الوقفة القصيرة مع الجمهور القائلين بأن الصحابة لا يخضعون للنقد والتجريح وان جميع الشروط التي ينص عليها علم الدراية يجب ان تطبق على الراوي والرواية ما لم يكن الراوي لها صحابياً.

لعلنا بهذه الوقفة معهم نستطيع ان نكشف عما يكمن وراء هذا الافراط في الغلو بجميع من اسموهم بالصحابة من الاخطار التي تسيء الى السنة النبوية والى الاسلام نفسه الذي ألغى جميع الامتيازات والاعتبارات التي لا تعكس جهات الخير والكرامة في الانسان واعتبر العمل الصالح هو المائز بين الطيب والخبيث والصالح والفاسد مع العلم بأن الكثير منهم قد اسرفوا في ارتكاب المعاصي والمنكرات وخالفوا الضرورات من دين الاسلام.

٧٠

عدالة الصحابة

يدعي الجمهور من السنة، ان للصحبة شرفاً عظيماً يمنح المتصف بها امتيازاً يجعله فوق مستوى الناس اجمعين، ولو باشر المنكرات، واسرف في المعاصي واتباع الشهوات، وينطلقون من هذا الغلو الى انهم عدول مجتهدون في جميع ما صدر منهم، فمن اصاب في آرائه واعماله الواقع فله ثواب من أدرك الحق وعمل به، ومن أخطأ فله أجر المجتهدين العارفين فعدالتهم ثابتة بتعديل الله لهم وثنائه عليهم على حد تعبير الغزالي في المستصفى، وعندما تنتهي الرواية اليهم يجب الوقوف عندها، وليس لاحد ان يطبق عليها اصول علم الدراية وقواعده، ولو كان الراوي لها مروان بن الحكم او ابو سفيان او غيرهما ممن وصفهم القرآن بالنفاق والرسول الكريم بالارتداد.

قال ابن حجر في المجلد الاول من الاصابة: اتفق أهل السنة على ان الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذاذ من المبتدعة، واضاف الى ذلك ان عدالتهم ثابتة بتعديل الله لهم، ونقل عن ابن حزم. بأنهم جميعاً عدول ومن أهل الجنة قطعاً على حد تعبيره، ومن قال بأنهم كغيرهم من الناس يتفاوتون بمقدار اعمالهم وخدماتهم وجهادهم فقد تعرض لاعنف الهجمات من جمهور أهل السنة.

وقال الغزالي في المستصفى: والذي عليه السلف وجماهير الخلف ان عدالتهم معلومة بتعديل الله عز وجل اياهم وثنائه عليهم في كتابه وهو

٧١

معتقدنا فيهم، الا ان يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به، وذلك مما لم يثبت، فلا حاجة لهم الى التعديل، قال تعالى: كنتم خير امة اخرجت للناس ومضى يسرد الادلة على عدالتهم من الكتاب والسنة، واضاف اليها انه لو لم ترد النصوص القرآنية والنبوية بعدالتهم لكان فيما اشتهر وتواتر من حالهم في الهجرة والجهاد وبذل المهج والاموال وقتل الآباء والاهل في موالاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونصرته، لو لم ترد النصوص لكانت هذه النواحي كافية في عدالتهم، وبعد ان تعرض لبعض الآراء التي تحملهم مسؤولية اعمالهم وتصرفاتهم المنسوبة الى بعض اعيان المعتزلة وغيرهم، بعد ان عرضها قال: وكل هذه الاقوال جرأة على السلف، ومخالفة للسنة، واخيراً رجح الرأي الشائع بين فقهاء السنة ومحدثيهم فيما يتعلق بتصرفات الصحابة المنافية لاصول الاسلام وفروعه، الذي ينص على انهم مجتهدون في كل ما وقع منهم، فالمصيب منهم مأجور، والمخطئ معذور(١) .

ويؤكد البعض من السنة ان الصحابة كغيرهم من الرواة من حيث وجوب الفحص عن عدالتهم والتوثق منها(٢) ، وانصار هذا القول بين من يرى انهم كغيرهم من الناس، وان الصحبة لا ترفع من شأن احد طالت ام قصرت، وبين من يدعي ان عدالتهم استمرت الى ان وقع الخلاف بينهم، وباشروا الفتن وأراقوا الدماء، وتنافسوا على أمور الدنيا، ومنذ ذلك الحين اصبحوا كغيرهم معرضين للنقد والتجريح والتفسيق ولغير ذلك مما يجوز على جميع الناس، و أسرف بعض المعتزلة اسرافاً لا مبرر له في حكمه على تلك الفئات المتخاصمة ، فذهب واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد الى وجوب طرح الرواية اذا انتهت اليهم ولو كان الراوي لها علياً (ع)، لاحتمال ان يكون هو المبطل في خصومته لعائشة ورفيقيها،

____________________

(١) انظر المستصفى ص ٢٠٤، ٢٠٥.

(٢) القائلون بذلك لا يمثلون رأي الجمهور كما ذكرنا سابقاً.

٧٢

ولمعاوية وانصاره، كما يرى ذلك واصل بن عطاء، بينما يؤكد عمرو بن عبيد، الزعيم الثاني للمعتزلة بعد واصل انهم جميعاً قد خرجوا عن العدالة ولا تصح شهادتهم على باقة بقل، على حد تعبيره.

وجاء في الفرق بين الفرق للبغدادي. ان ابا الهذيل العلاف، والجاحظ، واكثر القدرية على رأي واصل بن عطاء في علي (ع) وطلحة والزبير وعائشة وغيرهم ممن اشترك في الحروب والخصومات في تلك الفترة من تاريخ الاسلام.

ومهما كان الحال فالمحدثون والفقهاء من المنتسبين الى المذاهب الاربعة الا ما شذ منهم متفقون على عدالة الصحابة وعدم التوقف في مروياتهم عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ورجحان الاقتداء بهم في امور الدين وغيرها، ولم يعرف الخلاف في ذلك الا من بعض المتأخرين، كالشيخ صالح مهدي المقبلي، المتوفى في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، والشيخ محمد عبدو، والشيخ رشيد رضا، وغيرهم، ولكن هؤلاء وان كانوا من اعلام السنة، ولكنهم لا يمثلون الا انفسهم في هذه المسألة.

قال الاستاذ محمود ابو ريه: واذا كان الجمهور على ان الصحابة كلهم عدول، ولم يقبلوا الجرح والتعديل فيهم كما قبلوه في سائر الرواة، واعتبروهم جميعاً معصومين عن الخطأ والسهو والنسيان، فان هناك كثيراً من المحققين لم يأخذوا بهذه العدالة المطلقة لجميع الصحابة، وانما قالوا: كما قال العلامة المقبلي: انها أغلبية لا عامة، وانه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من الغلط والنسيان والسهو والهوى، ويؤيدون رأيهم بأن الصحابة ان هم الا بشر يقع منهم ما يقع من غيرهم، مما يرجع الى الطبيعة البشرية، ويعززون حكمهم بما وقع في عهده من المنافقين والكذابين وبما وقع بعده من الحروب والفتن والخصومات التي لا تزال آثارها الى اليوم، وستبقى الى ما بعد هذا اليوم(١) .

____________________

(١) انظر الاضواء ص ٣٢٢ و ٣٢٣، والمستصفى ص ١٠٥.

٧٣

واستدلَّ القائلون بعدالة الصحابة ببعض الآيات والاحاديث المروية عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله التي تثبت هذه الصفة لجميع الصحابة على حد زعمهم. فمن ذلك قوله تعالى في الآية من سورة الفتح:( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْکُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُکَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذٰلِکَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ کَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْکُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً ) .

وقال تعالى في سورة التوبة:( وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذٰلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .

وقال في سورة الانفال:( وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولٰئِکَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ کَرِيمٌ ) .

وقال في سورة الحشر:( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوَاناً وَ يَنْصُرُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أُولٰئِکَ هُمُ الصَّادِقُونَ‌ وَ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَ الْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌، وَ الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَ لاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّکَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ‌ ) .

وقال في سورة الفتح:( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَکَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّکِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .

بهذه الآيات وغيرها مما اشتمل على مدحهم بالايمان والصدق

٧٤

وعلى وعدهم بالمغفرة والجنان، التي اعدها الله للمؤمنين العاملين، قد استدل الجمهور من السنة على عدالة الصحابة وانهم فوق الشبهات والاهواء (وان بساطهم قد طوي) وليس لاحد ان يتردد في شيء من تصرفاتهم واعمالهم على حد تعبير بعض المحدثين من السنة والذي لا يمكن التنكر له، هو ان هذه الآيات ونظائرها تدل دلالة واضحة لا تقبل الجدل والتشكيك على ان لبعضهم من القداسة وعلو المنزلة ما ليس لاحد من الناس وبخاصة من اشترك معه في حروبه وغزواته، وضحى في سبيل تلك الدعوة بالمال والنفس والاولاد، واخلص له في السر والعلانية، هؤلاء لا يجحد فضلهم الا كل معاند لا يؤمن بيوم الحساب، اما ثبوت العدالة والقداسة لكل من رآه او سمع حديثه، او ادرك عصره ولو طفلاً صغيراً مهما صنع بعد ذلك من المنكرات واقترف من الذنوب والآثام كما جرى ذلك لكثير منهم، فهو نوع من التهويش والتضليل الذي لا يقره المنطق بل ولا العقل، ولا تؤيده تلك النصوص ولو من بعيد، ذلك لان من وصفهم الله بتلك الآيات بالشدة على الكفار والركوع والسجود والهجرة والجهاد وغير ذلك من الاوصاف لا ينكر احد فضلهم، ولا يتردد في عدالتهم، ومن المعلوم ان الذين عاصروا الرسول ورووا حديثه، بل وحتى الذين ناصروا دعوته لم تتوفر في اكثرهم تلك الصفات التي اشتملت عليها الآيات الكريمة، بل من بينهم المنافق والفاسق والمتخاذل والمتستر بالاسلام خوفاً او طمعاً، ومن ينتظر الفرص ويراقب الظروف ويهيئ المناسبات ليقوم بدوره في وجه تلك الدعوة المباركة، ولو بالفتك بالرسول اذا اقتضى الامر، كما اشار القرآن نفسه الى ذلك في بعض آياته، هذا بالاضافة الى ان المتتبع لسير الحوادث، وتاريخ الصحابة في حياة الرسول وبعد وفاته لا يرتاب في ان الذين عاصروا الرسول بل وحتى الذين كانوا ألصق به من جميع الناس لم يلتزموا سيرته وسنته وساقتهم الاهواء الى ممارسة ما استطاعوا من الملذات

٧٥

والشهوات، لقد احبوا وكرهوا وخاصموا وانتقموا واستحل بعضهم دماء الآخرين في سبيل الجاه والسلطان. ان هؤلاء الذين ألبسوا جميع الصحابة ثياب القديسين واعطوهم صفات الانبياء والمرسلين، قد ناقضوا انفسهم فصدقوا التاريخ فيما رواه من اعمالهم الطيبة ومواقفهم الخالدة، وكذبوه في غير ذلك من المرويات التي تصور لنا جشعهم وانهماكهم في المعاصي والمنكرات، مع العلم بأن التاريخ الذي روى لنا محاسن اخبارهم، روى لنا سيئات اعمالهم بشكل اوثق واقرب الى منطق الاحداث التي توالت خلال تلك الفترة من تاريخهم المشحون بالاحداث والمتناقضات، والتنافس على المال الحرام والجاه والسلطان.

ومجمل القول، ان الآيات التي استدل بها الجمهور على عدالة الصحابة لا يستفاد منها اكثر من التنويه بفضل من جاهد في سبيل الله بماله ونفسه ابتغاء مرضاة الله وطمعاً في ثوابه، كما يبدو ذلك بعد الرجوع اليها وملاحظة اسباب نزولها وملابساتها فالآية الاولى بمنطوقها تنص على ان جماعة من انصار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا اشداء على الكفار رحماء بينهم، قد انصرفوا الى العبادة حتى ظهرت آثار ذلك في جباههم ووجوههم، وهذه الصفات لم تتوفر الا في عدد محدود من الصحابة فضلاً عن جميعهم.

والآية الثانية لم تتعرض الا للسابقين في فعل الخيرات والطاعات وتفضيلهم على غيرهم من الكسالى والمقصرين، فهي من حيث مؤداها اشبه بقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من سن سنه حسنة كان له اجر من عمل بها: ومن سن سنة سيئة كان عليه وزر من عمل بها.

وجاء عن جماعة من المفسرين، ان الآية تشير الى من صلى مع النبي القبلتين، وقال آخرون: انها نزلت فيمن بايع بيعة الرضوان،

٧٦

وقال بعضهم انها فيمن اسلم قبل الهجرة، وعلى جميع التقادير فهي لا تفيد الجمهور، ولا تؤيد ادعائهم من قريب او بعيد(١) .

والآية الثالثة، نزلت فيمن هاجر من مكة الى المدينة، بعد ان هاجر الرسول اليها، كما جاء في مجمع البيان للطبرسي، وقد مدحهم الله سبحانه، لانهم هاجروا من ديارهم و اوطانهم في مكة ولحقوا بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الى المدينة، كما مدح من آواهم ونصر الرسول، ووصفهم بأنهم المؤمنون حقاً، ولا يعارض احد من المسلمين في أن اولئك بهجرتهم، وهؤلاء بنصرتهم وتضحياتهم وايثارهم على انفسهم من المرضيين عند الله سبحانه بالنسبة الى هذا الموقف الذي وقفوه مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا لا يمنع من صدور المخالفات الكثيرة من بعضهم التي توجب وصفهم بالنفاق او الارتداد كما نصت على ذلك بعض المرويات، على ان الصفات التي اشتملت عليها الآية لم تتوفر في جميع الصحابة، كي تثبت لهم العدالة التي يدعيها الجمهور، وهكذا الحال بالنسبة الى الآية من سورة الحشر، فان ثبوت الفضل للفقراء والمهاجرين، والذين تلقوهم ونصروهم وآثروهم على انفسهم، ولمن بايعه بيعة الرضوان، في مقابل هذه التضحيات، لا يلزم منه ثبوته لكل من رأى النبي او روى عنه ولو حديثاً، او سمع منه كلمة(٢) . وقد استدل القائلون بعدالة الصحابة بالاضافة الى تلك الآيات ببعض المرويات عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن ابي سعيد الخدري ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا تسبوا احداً من اصحابي، فان احدكم لو انفق مثل احدهم ذهباً ما ادرك مد احد ولا نصيفه.

وروى الترمذي عنه في صحيحه انه قال: الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن احبهم فبحبي احبهم، ومن ابغضهم فببغضي

____________________

(١) انظر احكام القرآن للجصاص: ج ٣ ص ١٨٠ ومجمع البيان: ج ٣ تفسير سورة التوبة.

(٢) انظر مجمع البيان وغيره من كتب التفسير ج ٥

٧٧

ابغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك ان يأخذه.

وجاء عن ابي موسى الاشعري ان رسول الله قال النجوم آمنة للسماء، فاذا ذهبت النجوم أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي آمنة لأمتي فاذا ذهب اصحابي أتى أُمتي ما يوعدون.

وجاء عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: خير القرون قرني، ثم الذي يلونهم ثم الذي يلونهم ثم يفشو الكذب.

وقد أورد هذه المرويات الاستاذ محمد عجاج الخطيب في كتابه السنة قبل التدوين، كما استدل بها كل من نكلم عن الصحابة واحوالهم، وانتهى الاستاذ الخطيب من هذه المرويات الى النتيجة التالية.

فقال: وقد اجمعت الامة على عدالتهم جميعاً الا افراداً معدودين اختلف في عدالتهم لا يتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة، فلا يجوز لاحد ان يتعداهم خشية ان يخالف الكتاب والسنة اللذين نصا على عدالتهم، وبعد تعديل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم لا يحتاج احد منهم الى تعديل احد، واضاف الى ذلك. على انه لو لم يرد من الله تعالى و رسوله الكريم شيء في تعديلهم لوجب تعديلهم، لما كانوا عليه من دعم الدين والدفاع عنه، ومناصرتهم للرسول والهجرة اليه والجهاد بين يديه، وبذل المهج والاموال واخيراً انتحل صفة الاجتهاد لهم، حيث لم يجد ما يعتذر به عن بعض تصرفاتهم وللمجتهد ان يصنع ما يشاء، ما دام يفعل بوحي من اجتهاده، حتى ولو خالف الضرورات، واستحل جميع المنكرات كما وقع لكثير منهم. ومما ذكرنا تبين ان الجمهور القائلين بعدالة جميع من رأى النبي، او سمع حديثه، لا يملكون الادلة الكافية، التي تغنيهم عن التعسف واللف والدوران لاثبات العدالة المزعومة، ذلك لان ما جاء

٧٨

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من المرويات التي تدل على تمجيدهم، وعدم ايذائهم، وانهم امان لأهل الارض، هذه المرويات لو صحت لا تدل على انهم قد بلغوا من الدين مبلغاً يعصمهم عن اتباع اهوائهم وشهواتهم، ويدفعهم الى الامتثال واجتناب المحرمات، ومن الجائز ان يكون الثناء عليهم باعتبار ان صحبتهم للنبي والتفافهم حوله يشكل مجموعة متماسكة لحماية الاسلام من اخطار الغزو المرتقب في كل لحظة من داخل البلاد وخارجها، هذا التكتل باعتباره من مظاهر القوة التي تمكن سير الدعوة كان محبوباً للّه سبحانه. مع قطع النظر من خصوصيات الافراد التي تخص كل واحد من حيث تصرفاته وأعماله. هذا بالاضافة الى ان حديث لا تسبوا اصحابي، واصحابي كالنجوم(١) . هذا الحديث من حيث اشتماله على صيغة الجمع، لا يتعين للشمول والاستيعاب، بل يصح منه ولو بالنسبة الى المخلصين في ولائهم العاملين بأوامر الله المتمسكين بسنته وسيرته، ولا ينكر احد وجود مجموعة كبيرة من اتباعه، قد تفانوا في خدمة الاسلام، واخلصوا في اعمالهم وجهادهم طمعاً في مرضاة الله وثوابه، والحديث ونظائره على تقدير صدوره من النبي لا بد وان يكون ناظراً الى تلك الفئة من بين اتباعه، ومن غير المعقول ان يقصدهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على جهة العموم، وهو المخاطب بتلك الآيات التي وصفت فريقاً منهم بالنفاق والبغي وفريقاً بالتآمر على حياته واحباط جميع مساعيه وجهوده التي بذلها في سبيل الدين وتبثيت دعائمه، من غير المعقول ان يقصدهم جميعاً من تلك النصوص، ويقف موقف المدافع عنهم المجامل لهم والآيات الكثيرة تنادي بنفاقهم، وتكشفهم على واقعهم كي لا يغتر بهم احد من اصحابه الطيبين، وحتى لا تكون الصحبة ستاراً لأصحاب الشهوات والمطامع يستغلونها لاغراضهم ولكي لا تكون

____________________

(١) لقد ذكر هذا الحديث ابن القيم في الجزء الثاني من اعلام الموقعين، ونص على انه من الاحاديث الموضوعةصلى‌الله‌عليه‌وآله ٢٢٣.

٧٩

للصحابي تلك الحصانة التي تمنع من نقده وتجريحه.

وقلما تخلو سورة من سور القرآن من التشهير بهم والتحذير من دسائسهم، وسميت سورة التوبة بالفاضحة، كما جاء عن عبد الله بن العباس لانها فضحتهم وكشفت عن واقعهم.

وجاء عنه انه قال: ما زال القرآن ينزل بالمنافقين حتى خشينا ان لا يبقى احد امين من الصحابة.

وسميت المبعثرة لانها تبعثر اسرار المنافقين وتبحث عنها، كما سميت البحوث، والمدمومة والحافرة والمثيرة الى غير ذلك من الاسماء التي تتناسب مع مضامين تلك السورة بكاملها(١) .

قال تعالى، في معرض التهديد والتوبيخ للمنافقين «لو كان عرضا قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك، ولكن بعدت عليهم الشقة، وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذون، عفا الله عنك لمك أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين».

وهذه الآية قد كشفت عن سوء نواياهم، واشارت الى المخطط الذي تبنوه ضد الدعوة كما تشعر بعتاب الله للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث اذن لهم بالتخلف عنه في بعض غزواته كما تؤكد الآية التي بعدها.

قال تعالى:( لاَ يَسْتَأْذِنُکَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُکَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ، وَ لَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَ لٰکِنْ کَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَ قِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ‌ ) .

_____________________________

(١) انظر مجمع البيان طبع صيدا / ج / ٣ وغيره من كتب التفسير.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بالحجام » فجاء فقال: « جز شعر هذا الرجل » ثم نزع الرداء عنها، وألحفها إياه الحاف الرجل، فقال: « اخرج فلا سبيل لهذا عليك، وأنكح وتزوج من النساء ما يحل لك » فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، امرأتي وابنة عمي، ألحقتها بالرجال، من أين أخذت؟ قالعليه‌السلام : « من أبي آدمعليه‌السلام ، إن حواء خلقت من ضلعه، وأضلاع الرجال أقل من أضلاع النساء ».

[ ٢١١٩٥ ] ٢ - وقد روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام ، أنه قال في الخنثى: « إن بال منهما جميعا نظر إلى أيهما يسبق البول منه، فإن ( خرج منهما )(١) معا، ورث نصف ميراث الرجل ونصف ميراث المرأة ».

[ ٢١١٩٦ ] ٣ - الصدوق في المقنع: فإن ترك الرجل ولدا خنثى، فإنه ينظر إلى إحليله إذا بال فإن خرج البول مما يخرج من الرجال ورث ميراث الرجال، وإن خرج مما يخرج من النساء ورث ميراث النساء، وإن خرج البول من الموضعين معا ورث نصف ميراث الذكر ونصف ميراث الأنثى.

[ ٢١١٩٧ ] ٤ - وفي الهداية: روي أن شريح القاضي بينما هو في مجلس القضاء إذ أتته امرأة فقالت: أيها القاضي، اقض بيني وبين خصمي، فقال لها: ومن خصمك؟ قالت: أنت، قال: أفرجوا لها، فدخلت فقال لها: وما ظلامتك؟ فقالت: إن لي ما للرجال وما للنساء، قال شريح: فإن أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) يقضي على المبال، قالت: فإني أبول بهما جميعا ويسكنان معا، قال شريح: والله ما سمعت بأعجب من هذا، قالت: وأعجب من هذا، قال: وما هو؟ قالت: جامعني زوجي

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٨٨ ح ١٣٧٨.

(١) في المخطوط: خرجا جميعا، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - المقنع ص ١٧٦.

٤ - الهداية ص ٨٥.

٢٢١

فولدت منه، وجامعت جاريتي فولدت مني، فضرب شريح إحدى يديه على الأخرى متعجبا، ثم جاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: يا أمير المؤمنين، لقد ورد علي شئ ما سمعت بأعجب منه، ثم قص عليه [ قصة المرأة ](١) .

فسألها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن ذلك، فقالت: هو كما ذكر، فقال لها: « من زوجك؟ » فقالت: فلان، فبعث إليه فدعاه قال: « أتعرف هذه؟ » قال: نعم هي زوجتي، قال: فسأله عما قالت، فقال: هو كذلك، فقال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ): « لانت أجرأ من راكب الأسد، حيث تقدم عليها بهذه الحال » ثم قال: « يا قنبر، ادخلها بيتا مع امرأة تعد أضلاعها » فقال زوجها: لا آمن عليها رجلا، ولا آمن عليها امرأة، فقال علي ( صلوات الله عليه ): « علي بدينار الخصي » وكان من صالحي أهل الكوفة، وكان يثق به، فقال له: « يا دينار، ادخلها بيتا وعرها من ثيابها، وأمرها أن تشد مئزرا، وعد أضلاعها » ففعل دينار ذلك، فكان أضلاعها سبعة عشر: تسعة في اليمين، وثمانية في اليسار، فألبسها ثياب الرجال القلنسوة والنعلين، وألقى عليها الرداء، وألحقها بالرجال.

فقال زوجها: يا أمير المؤمنين، ابنة عمي وقد ولدت مني، تلحقها بالرجال؟ فقال: « إني حكمت فيها بحكم الله تبارك وتعالى، خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصى، وأضلاع الرجال تنقص وأضلاع النساء تمام ».

[ ٢١١٩٨ ] ٥ - البحار، عن كتاب صفوة الاخبار: قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام في الخنثى إن بالت من الرحم فلها ميراث النساء، وإن بالت من الذكر فله ميراث الذكر، وإن بالت من كليهما عد أضلاعه، فإن زادت

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - بحار الأنوار ج ١٠٤ ص ٣٥٥ ح ٦.

٢٢٢

واحدة على ضلع الرجل فهي امرأة، وإن نقصت فهي رجل.

[ ٢١١٩٩ ] ٦ - ومن كتاب الأربعين للسيد عطاء الله بن فضل الله(١) : روي عن الحسن البصري قال: أتت امرأة إلى شريح القاضي فقالت: أخلني، فأخلاها فقالت: أنا امرأة ولي فرج وإحليل، فقال من أين يخرج البول سابقا؟ قالت: منهما جميعا، فقال لقد أخبرت بعجب، فقالت: وأعجب منه، أنه تزوجني ابن عمي واخدمني جارية وطئتها فأولدتها، فدهش شريح فقام ودخل على عليعليه‌السلام فأخبره، فاستدعى بزوجها فاعترف، فقالعليه‌السلام لامرأتين: « أدخلاها البيت وعدا أضلاعها » ففعلتا فوجدتا في الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعا، وفي الأيسر سبعة عشر، فأخذ شعرها، وأعطاها حذاء والحقها بالرجال، فقيل له في ذلك، فقالعليه‌السلام : « اخذت هذا من قصة حواء، فإن أضلاعها كانت سبعة عشر من كل جانب، وأضلاع الرجل تزيد عليها بضلع، فلهذا ألحقتها بالرجال ».

[ ٢١٢٠٠ ] ٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ان ترك الرجل ولدا خنثى، فإنه ينظر إلى إحليله إذا بال، فإن خرج بوله مما يخرج من الرجال ورث ميراث الرجال، وإن خرج مما يخرج من النساء ورث ميراث النساء، فإن خرج البول منهما جميعا فمن أيهما سبق البول ورث عليه، فإن خرج البول من الموضعين معا فله نصف ميراث الذكر ونصف ميراث الأنثى ».

[ ٢١٢٠١ ] ٨ - الشيخ الطوسي في رسالة الايجاز: وروي أنه تعد أضلاعه، فإن نقص أحد الجانبين ورث ميراث الذكور، وإن تساويا ورث ميراث النساء.

__________________

٦ - بحار الأنوار ج ١٠٤ ص ٣٥٦ ح ١٣.

(١) في المخطوط: عطاء الدين، وما أثبتناه من البحار هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ١٤٦ ).

٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٨ - الرسائل العشر ص ٢٧٥.

٢٢٣

٣ -( باب من ينظر إلى الخنثى إذا بال ليعلم، ومن ينظر إلى فرجيه ليعلم وجودهما)

[ ٢١٢٠٢ ] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن عيسى بن عبيد البغدادي، عن موسى بن محمد بن علي بن موسىعليهما‌السلام ، قال: قال موسى: كتب إلي يحيى بن أكثم، يسألني عن عشر مسائل أو تسع، فدخلت على أخي - يعني علي الهاديعليه‌السلام - فقلت: جعلت فداك، إن ابن أكثم كتب إلي يسألني عن مسائل أفتيه فيها، فضحك ثم قال: « فهل افتيته؟ » قلت: لا، قال: « ولم؟ » قلت: لم أعرفها، قال:: « وما هي؟ » قلت: كتب إلي: أخبرني - إلى أن قال - وأخبرني عن الخنثى، قول عليعليه‌السلام فيها: « يورث الخنثى من المبال » من ينظر إذا بال؟ وشهادة الجار إلى نفسه لا تقبل، مع أنه عسى أن يكون رجلا وقد نظر إليه النساء، وهذا ما لا يحل، فكيف هذا؟ - إلى أن قال -: قال - يعني علي الهاديعليه‌السلام -: « وأما قول عليعليه‌السلام في الخنثى: أنه يورث من المبال، فهو كما قال، وينظر إليه قوم عدول، فيأخذ كل واحد منهم المرآة، فيقوم الخنثى خلفهم عريانا، وينظرون في المرآة فيرون الشبح، فيحكمون عليه » الخبر.

٤ -( باب أن المولود إذا لم يكن له ما للرجال ولا ما للنساء، حكم في ميراثه بالقرعة، وكيفيتها، وأنها لا تختص بالامام)

[ ٢١٢٠٣ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن مولود ليس له ما للرجال وليس له ما للنساء، فقال: « فتبارك الله أحسن الخالقين يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم هذا يقرع عليه

__________________

الباب ٣

١ - الاختصاص ص ٩١.

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٠ ح ١٣٨١.

٢٢٤

الامام، فيكتب على سهم: عبد الله، وعلى سهم آخر: أمة الله، ثم يقول الامام المقرع: اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، خلقت هذا الخلق كما أردت، وصورته كيف شئت، اللهم وإنا لا ندري ما هو ولا يعلم ما هو إلا أنت، فبين لنا أمره وما يجب له فيما فرضت، ثم يطرح السهمين في سهام مبهمة، ثم تجال ثم يخرج فأيهما خرج ورثه عليه ».

[ ٢١٢٠٤ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن لم يكن له ما للرجال ولا ما للنساء، فإنه يؤخذ سهمان، يكتب على سهم: عبد الله، وعلى سهم: أمة الله، ثم يجعل السهمان في سهام مبهمة، ثم يقوم الامام أو المقرع فيقول: اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، بين لنا أمر هذا المولود حتى نورثه ما فرضت له في كتابك، ثم تجال السهام فأيهما خرج ورث عليه ».

[ ٢١٢٠٥ ] ٣ - الصدوق في المقنع: فإن لم يكن له ما للرجال ولا ما للنساء، فإنه يؤخذ سهمان فيكتب على سهم: عبد الله، وعلى الآخر: أمة الله، ثم يجعل السهمان في سهام مبهمة، ثم يقول الامام أو المقرع: اللهم أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة(١) أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، بين لنا أمر هذا المولود حتى يورث ما فرضت له في كتابك، ثم يجال السهمان فأيهما خرج ورث عليه.

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٣ - المقنع ص ١٧٧.

(١) في المصدر زيادة: الرحمن الرحيم.

٢٢٥

٥ -( باب ميراث من له رأسان أو بدنان على حقو( * ) واحد)

[ ٢١٢٠٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا ترك الرجل ولدا له رأسان، فإنه يترك حتى ينام، ثم ينبههما فإن انتبها جميعا ورث ميراثا واحدا، وإن انتبه أحدهما وبقي الآخر نائما ورث ميراث اثنين ».

[ ٢١٢٠٧ ] ٢ - الصدوق في الهداية: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه قضى في مولود له رأسان، أنه يصير عليه حتى ينام، ثم ينبه فإن انتبها جميعا معا ورث واحدا، وإن انتبه واحد وبقي الآخر نائما ورث [ ميراث ](١) اثنين.

[ ٢١٢٠٨ ] ٣ - البحار، عن الأربعين للسيد عطاء الله: روي عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، قال: « لما ولي عمر أتي بمولود له رأسان وبطنان وأربعة أيد ورجلان وقبل ودبر واحد، فنظر إلى شئ لم ير مثله قط، نظر إلى أسنانه أعلاه اثنان وأسفله واحد، وقد مات أبوه، فبعضهم يقول: هو اثنان ويرث ميراث اثنين، وبعضهم يقول: واحد يرث ميراث واحد، فلم يدر كيف الحكم فيه، فقال: اعرضوه على علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، واطلبوا الحكم منه، فعرضوا عليه فقال عليعليه‌السلام : « انظروا إذا رقد، ثم يصاح، فإن انتبه الرأسان جميعا فهو واحد، وإن انتبه الواحد وبقي الآخر نائما فاثنان » فقال عمر: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن.

__________________

الباب ٥

* الحقو بفتح الحاء: الخصر ومعقد الإزار من بدن الانسان ( لسان العرب ج ١٤ ص ١٩٠ ).

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٢ - الهداية ص ٨٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - بحار الأنوار ج ١٠٤ ص ٣٥٧ ح ١٤.

٢٢٦

[ ٢١٢٠٩ ] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: وفيما أخبرنا به أبو علي الحداد، بإسناده إلى سلمة بن عبد الرحمن - في خبر - قال: أتي عمر بن الخطاب برجل له رأسان وفمان وأنفان وقبلان ودبران وأربعة أعين في بدن واحد، ومعه أخت، فجمع عمر الصحابة وسألهم عن ذلك فعجزوا، فأتوا علياعليه‌السلام وهو في حائط له، فقالعليه‌السلام : « قضيته أن ينوم، فإن غمض الأعين، أو غط(١) من الفمين جميعا فبدن واحد، وإن فتح بعض الأعين، أو غط أحد الفمين فبدنان ».

__________________

٤ - المناقب ج ٢ ص ٣٧٥، وعنه في البحار ج ١٠٤ ص ٣٥٥ ح ٥.

(١) غط، الغطيط: هو الصوت الذي يخرج مع نفس النائم ( لسان العرب ج ٧ ص ٣٦٢ ).

٢٢٧

٢٢٨

أبواب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم

١ -( باب أنه يرث كل واحد منهم من الآخر مع الاشتباه والقرابة ونحوها، وعدم وارث أقرب، ثم ينتقل ميراث كل منهم إلى وارثه)

[ ٢١٢١٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا في الغرقى، وأصحاب الهدم، لا يدرى أيهم مات قبل صاحبه، قالوا: « يرث بعضهم بعضا ».

[ ٢١٢١١ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولو أن قوما غرقوا أو سقط عليهم حائط وهم أقرباء، فلم يدر(١) أيهم مات قبل صاحبه، لكان الحكم فيه أن يورث بعضهم من بعض ».

الصدوق في المقنع: مثله.

__________________

أبواب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٠ ح ١٣٨٢.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

(١) في المخطوط: يدروا، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) المقنع ص ١٧٨.

٢٢٩

٢ -( باب أنه إذا كان لاحد الغريقين أو المهدوم عليهما مال دون الآخر، فالمال للآخر، ثم لوارثه دون وارث صاحب المال)

[ ٢١٢١٢ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لو أن رجلين أخوين ركبا في سفينة فغرقا، فلم يدر أيهما مات قبل صاحبه، ولكل واحد منهما ورثة، وللواحد منهما مائة ألف، وليس للآخر شئ، فإن الذي لا شئ له يورث المائة ألف فيرثها ورثته، ولا يرث ورثة الآخر شيئا ».

[ ٢١٢١٣ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا غرق اخوان لأحدهما مال وليس للآخر شئ، ولا يدرى أيهما مات قبل صاحبه، فإن الميراث لورثة الذي ليس له شئ، إذا لم يكن لهما ( أحد أقرب )(١) بعضهما من بعض.

٣ -( باب أنه لو مات اثنان بغير سبب الغرق والهدم، واقترنا أو اشتبه السابق، لم يرث أحدهما من الآخر شيئا إلا أن يعلم السبق بقرينة، وكراهة كتم موت الميت في السفر)

[ ٢١٢١٤ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا ماتا جميعا في ساعة واحدة، فخرجت أنفسهما في لحظة واحدة، لم يورث بعضهما من بعض ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

__________________

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٠ ح ١٣٨٢.

٢ - المقنع ص ١٧٨.

(١) في المصدر: قريب أقرب من.

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

(١) المقنع ص ١٧٨.

٢٣٠

٤ -( باب تقديم المرأة في الميراث على الرجل من المهدوم عليهم)

[ ٢١٢١٥ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا غرق رجل وامرأة، أو سقط عليهما سقف، ولم يدر(١) أيهما مات قبل صاحبه، كان الحكم أن يورث المرأة من الرجل، ويورث الرجل من المرأة، وكذا إذا كان الابن، ورث الأب من الابن، ثم يورث الابن من الأب ».

[ ٢١٢١٦ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا غرق رجل وامرأة، أو سقط عليهما حائط، ولم يدر أيهما مات قبل صاحبه، فإنه تورث المرأة من الرجل ثم يورث الرجل من المرأة، وكذلك إذا كان الأب والابن، ورث الأب من الابن ثم ورث الابن من الأب.

٥ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم)

[ ٢١٢١٧ ] ١ - الشيخ الطوسي في رسالة الايجاز: إذا غرق جماعة أو انهدم عليهم حائط في حالة واحدة، ولا يعرف أيهم مات قبل صاحبه، فإنه يورث بعضهم من بعض، من نفس تركته لا مما(١) يرثه من صاحبه، وأيهما قدمت كان جائزا لا يختلف الحال فيه، وروى أصحابنا أنه يقدم الأضعف في الاستحقاق، ويؤخر الأقوى.

__________________

الباب ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

(١) في المخطوط: يدروا، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - المقنع ص ١٧٨.

الباب ٥

١ - الرسائل العشر: ٢٧٦.

(١) في المخطوط: « ما »وما أثبتناه من المصدر.

٢٣١

٢٣٢

أبواب ميراث المجوس

١ -( باب أنهم يرثون بالسبب والنسب الصحيحين والفاسدين في الاسلام)

[ ٢١٢١٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه كان يورث المجوسي من وجهين، ومعنى ذلك أن يكون المجوسي قد تزوج ابنته فتلد منه ثم يسلمان، فتكون هذه المرأة أم الولد وأخته وابنة الزوج وامرأته.

[ ٢١٢١٩ ] ٢ - الشيخ الطوسي في رسالة الايجاز: يرث المجوسي جميع قراباته التي يدلي(١) بها، ما لم يسقط بعضها بعضا، ويرثون(٢) أيضا بالنكاح وإن لم يكن سائغا في شرع الاسلام - إلى أن قال - وأما بالأسباب فإنه يتقدر ذلك في البنت أو الأم أن تكون زوجة، وفي الابن أن يكون زوجا، فيأخذ الميراث من الوجهين معا، ويتقدر فيمن يأخذ بالقرابة، فان الجد من قبل الأب يمكن أن يكون جدا من قبل الأم، فإذا اجتمع الاخوة مع الأخوات أخذ نصيب جدين - إلى أن قال - وهذا الذي ذكرنا هو المشهور عن عليعليه‌السلام ، عند الخاص والعام.

__________________

أبواب ميراث المجوس

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٨٦ ح ١٣٧١.

٢ - الرسائل العشر ص ٢٧٩.

(١) في المخطوط: بدني، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: يورتون.

٢٣٣

٢ -( باب تحريم قذف المجوس)

[ ٢١٢٢٠ ] ١ - عوالي اللآلي: روي أن رجلا سبا مجوسيا بحضرة الصادقعليه‌السلام ، فزبره ونهاه، فقال له: إنه تزوج بأمه، فقالعليه‌السلام : « أما علمت أن ذلك عندهم النكاح!؟ ».

[ ٢١٢٢١ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا ينبغي ولا يصلح للمسلم أن يقذف يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا، بما لم يطلع عليه منه، وقال: أيسر ما في هذا أن يكون كاذبا ».

[ ٢١٢٢٢ ] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه: « ما فعل غريمك؟ » قال: ذاك ابن الفاعلة، فنظر إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام نظرا شديدا، فقال: جعلت فداك، إنه مجوسي نكح أخته، قالعليه‌السلام : « أوليس ذلك من(١) دينهم نكاح!؟ ».

٣ -( باب أن من اعتقد شيئا لزمه حكمه، وجاز الحكم عليه به)

[ ٢١٢٢٣ ] ١ - عوالي اللآلي: روي عنه، - يعني الصادقعليه‌السلام - أنه قال: « كل قوم دانوا بشئ يلزمهم حكمه ».

__________________

الباب ٢

١ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥١٣ ح ٧٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٠ ح ١٦٢٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٤.

(١) في المصدر: في.

الباب ٣

١ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥١٤ ح ٧٥.

٢٣٤

كتاب القضاء

٢٣٥

٢٣٦

فهرست أنواع الأبواب اجمالا:

أبواب صفات القاضي، وما يجوز أن يقضي به.

أبواب آداب القاضي.

أبواب كيفية الحكم، وأحكام الدعوى.

٢٣٧

٢٣٨

أبواب صفات القاضي وما يجوز أن يقضي به

١ -( باب أنه يشترط فيه الايمان والعدالة، فلا يجوز الترافع إلى قضاة الجور وحكامهم إلا مع التقية والخوف، ولا يمضي حكمهم وإن وافق الحق)

[ ٢١٢٢٤ ] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن يونس - مولى علي - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من كانت بينه وبين أخيه منازعة، فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم بينهما فأبى الا ان يرفعه إلى السلطان، فهو كمن حاكم إلى الجبت والطاغوت، وقد قال الله:( يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ - إلى قوله -بَعِيدًا ) (١) ».

[ ٢١٢٢٥ ] ٢ - وعن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : في قوله تعالى:( أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) (١) فقال: « يا أبا محمد، إنه لو

__________________

أبواب صفات القاضي وما يجوز أن يقضي به

الباب ١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٥٤ ح ١٧٩.

(١) النساء ٤: ٦٠.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٥٤ ح ١٨٠.

(١) النساء ٤: ٦٠.

٢٣٩

كان لك على رجل حق فدعوته إلى حكام أهل العدل، فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له، كان ممن حاكم إلى الطاغوت ».

[ ٢١٢٢٦ ] ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِ‌يقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ ) (١) ثم قال: « ان الله عز وجل، علم أن في الأمة حكاما يجورون، أما أنه لم يعن حكام أهل العدل، ولكنه عنى حكام أهل الجور، أما انه لو كان لأحدكم على رجل حق فدعاه إلى حكام أهل العدل، فأبى عليه إلا أن يرافعه إلى حكام أهل الجور ليقضوا له، كان ممن تحاكم إلى الطاغوت، وهو قول الله عز وجل:( أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ ) (٢) » الآية.

[ ٢١٢٢٧ ] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال يوما لأصحابه: « إياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى أهل الجور، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإني قد جعلته قاضيا، فتحاكموا إليه ».

[ ٢١٢٢٨ ] ٥ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ولاية أهل العدل الذين أمر الله بولايتهم وتوليتهم وقبولها والعمل لهم فرض من الله، وطاعتهم واجبة، ولا يحل لمن أمروه بالعمل لهم أن يتخلف عن أمرهم، وولاة الجور واتباعهم والعاملون لهم في معصية الله، غير جائز لمن دعوه إلى خدمتهم والعمل لهم وعونهم، ولا القبول منهم ».

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٠ ح ١٨٨٤.

(١) البقرة ٢: ١٨٨.

(٢) النساء ٤: ٦٠.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٠ ح ١٨٨٥.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٧ ح ١٨٧٦.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357