الأمثال في القرآن الكريم

الأمثال في القرآن الكريم 20%

الأمثال في القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-6243-73-8
الصفحات: 291

الأمثال في القرآن الكريم
  • البداية
  • السابق
  • 291 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97946 / تحميل: 8242
الحجم الحجم الحجم
الأمثال في القرآن الكريم

الأمثال في القرآن الكريم

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٦٢٤٣-٧٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الزخرف

٤٧

التمثيل السابع والأربعون

( وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصُدُّونَ * وَقالُوا ءالِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون * إِنْ هُوَ إلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ * وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيم )

تفسير الآيات

« الصدّ » : بمعنى الانصراف عن الشيء ، قال سبحانه :( يصدّون عنك صدوداً ) ، ولكن المراد منه في الآية هو ضجة المجادل إذا أحس الانتصار.

« تمترُنَّ » : من المرية وهي التردد بالاَمر.

ذكر المفسرون في سبب نزول الآيات انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما قرأ :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُون * لَوْ كانَ هوَُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلّ فِيها خالِدُونَ * لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ ) .(٢)

__________________

١ ـ الزخرف : ٥٧ ـ ٦١.

٢ ـ الأنبياء : ٩٨ ـ ١٠٠.

٢٤١

امتعضت قريش من ذلك امتعاضاً شديداً ، فقال عبد الله بن الزبعرى : يا محمد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم ».

فقال : خصمتك وربّ الكعبة ، ألست تزعم انّ عيسى بن مريم نبي وتثني عليه خيراً ، وعلى أُمّه ، وقد علمت أنّ النصارى يعبدونهما ، وعزير يعبد ، والملائكة يعبدون ، فإن كان هؤلاء في النار ، فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ، ففرحوا وضحكوا.(١)

وإلى فرحهم وضجّتهم ، يشير سبحانه بقوله :( إذا قومك منه يصدّون ) حيث زعموا انّهم وجدوا ذريعة للرد عليه وإبطال دعوته ، فنزلت الآية إجابة عن جدلهم الواهي ، قال سبحانه :

( ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً ) أي لما وصف المشركون ابن مريم مثلاً وشبهاً لآلهتهم( إذا قومك منه يصدون ) أي أحس قومك في هذا التمثيل فرحاً وجذلاً وضحكاً لمّا حاولوا إسكات رسول الله بجدلهم ، حيث قالوا في مقام المجادلة :( وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ) يعنون آلهتنا عندك ليست بخير من عيسى ، فإذا كان عيسى من حصب النار كانت آلهتنا هيناً.

وبذلك يعلم انّ المشركين هم الذين ضربوا المثل حيث جعلوا المسيح شبهاً ومثلاً لآلهتهم ، ورضوا بأن تكون آلهتهم في النار إذا كان المسيح كذلك ازداد فرح المشركين وظنوا انّهم التجأوا إلى ركن ركين أمام منطق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثمّ إنّه سبحانه يشير في الآيات السابقة إلى القصة على وجه الاِجمال ، ويجيب

__________________

١ ـ الكشاف : ٣ / ١٠٠.لاحظ سيرة ابن هشام : ١ / ٣٨٥ ، وقد ذكرت القصة بتفصيل.

٢٤٢

على استدلال ابن الزبعرى.

أوّلاً : انّهم ما أرادوا بهذا التمثيل إلاّ المجادلة والمغالبة لا لطلب الحق ، وذلك لأنّ طبعهم على اللجاج والعناد ، يقول سبحانه :( ما ضربوه لك إلاّ جدلاً بل هم قوم خصمون ) .

وثانياً : انّهم ما تمسكوا بهذا المثل إلاّ جدلاً وهم يعلمون بطلان دليلهم ، إذ ليس كلّ معبود حصب جهنم ، بل المعبود الذي دعا الناس إلى عبادته كفرعون لا كالمسيح الذي كان عابداً لله رافضاً للشرك ، فاستدلالهم كان مبنياً على الجدل وإنكار الحقيقة ، وهذا هو المراد من قوله :( ما ضربوه لك إلاّ جدلاً بل هم قوم خصمون ) .

ولذلك بدأ سبحانه يشرح موقف المسيح وعبادته وتقواه وانّه كان آية من آيات الله سبحانه ، وقال :( إِنْ هُوَ إلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثلاً لِبَني إِسرائيل ) ، أي آية من آيات الله لبني إسرائيل ، فولادته كانت معجزة ، وكلامه في المهد معجزة ثانية وإحياوَه الموتى معجزة ثالثة ، فلم يكن يدعو قطُّ إلى عبادة نفسه.

ثمّ إنّه سبحانه من أجل تحجيم شبهة حاجته إلى عبادة الناس ، يقول :( وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَة في الأرض يخلفُون ) أي يطيعون الله ويعبدونه ، فليس الاِصرار على عبادتكم وتوحيدكم إلاّ طلباً لسعادتكم لا لتلبية حاجة الله ، وإلاّ ففي وسعه سبحانه أن يخلقكم ملائكة خاضعين لاَمره.

ثمّ إنّه سبحانه يشير إلى خصيصة من خصائص المسيح ، وهي انّ نزوله من السماء في آخر الزمان آية اقتراب الساعة.

٢٤٣

إلى هنا تم تفسير الآية ، وأمّا التمثيل فقد تبين ممّا سبق حيث شبهوا آلهتهم بالمسيح ورضوا بأن تكون مع المسيح في مكان واحد وإن كان هو النار. فالذي يصلح لأن يكون مثلاً إنّما هو قوله :( ولما ضرب ابن مريم مثلاً ) وقد عرفت انّ الضارب هو ابن الزبعرى ، وأمّا قوله :( وَجَعَلناه مثلاً لبني إِسرائيل ) فالمثل فيه بمعنى الآية.

إيقاظ :

ربما عُدّت الآية التالية من الأمثال القرآنية :( وَالّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ وَآمنُوا بِما نُزّلَ على مُحمّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ * ذلِكَ بِأَنَّ الّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الباطِلَ وَأَنَّ الّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ ) (١) والظاهر انّ المثل في الآية بمعنى الوصف لا بمعنى التمثيل المصطلح ، أي تشبيه شيء بشيء ويعلم ذلك من خلال تفسير الآيات.

تفسير الآيات

« بال » البال : الحال التي يكترث بها ، ولذلك يقال : ما باليت بكذا بالةً أي ما اكترثت به ، قال :( كفّر عَنْهُمْ سَيّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالهُم ) ، وقال :( فَما بال القُرون الأولى ) أي حالهم وخبرهم ، ويعبَّر بالبال عن الحال الذي ينطوي عليه الإنسان ، فيقال خطر كذا ببالي.(٢)

__________________

١ ـ محمد : ٢ ـ ٣.

٢ ـ مفردات الراغب : ٦٧ مادة بال.

٢٤٤

إنّ هذه الآيات بشهادة ما تليها تبين حال كفّار قريش ومشركي مكة الذين أشعلوا فتيل الحرب في بدر. فقال :( انّ الّذين كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِ الله ) أي منعوا الآخرين من الاهتداء بهدى الإسلام ، فهؤلاء أضلّ أعمالهم ، أي أحبط أعمالهم وجعلها هباءً منثوراً. فلا ينتفعون من صدقاتهم وعطياتهم إشارة إلى غير واحد من صناديد قريش الذين نحروا الاِبل في يوم بدر وقبله.

فيقابلهم المؤمنون كما قال :( وَالّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات وَآمنوا بِما نزّل على محمّد وَهُوَ الحَقّ مِنْ رَبّهِمْ ) .

فلو انّه سبحانه أضلّ أعمال الكافرين وأحبط ما يقومون به من صدقات ، لكنّه سبحانه من جهة أخرى جعل صالح أعمال المؤمنين كفارة لسيئاتهم وأصلح بالهم.

فشتّان ما بين كافر وصادّ عن سبيل الله ، يحبط عمله.

وموَمن بالله وبما نزّل على محمد ، يكفّر سيئاته بصالح أعماله.

ومن هذا التقابل علم مكانة الكافر والمؤمن ، كما علم نتائج أعمالهما.

ثمّ إنّه سبحانه يدلّل على ذلك بأنّ الكافرين يقتفون أثر الباطل ولذلك يضل أعمالهم ، وأمّا المؤمنون فيتبعون الحقّ فينتفعون بأعمالهم ، وقال :( ذلك بأَنَّ الّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الباطِلَ وَأَنَّ الّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبّهِمْ ) .

وفي ختام الآية الثانية ، قال :( كذلِكَ يضرب الله للنّاس أمثالهم ) أي كذلك يبين حال المؤمن والكافر ونتائج أعمالهما وعاقبتهما.

وعلى ذلك فالآية ليست من قبيل التمثيل ، بل بمعنى الوصف ، أي كذلك يصف سبحانه للناس حال الكافر والمؤمن وعاقبتهما. فليس هناك أي تشبيه

٢٤٥

وتنزيل ، وإنّما الآيات سيقت لبيان الحقيقة ، فالآية الاُولى تشير إلى الكافر ونتيجة عمله ، والآية الثانية تشير إلى المؤمن ومصير عمله ، والآية الثالثة تذكر علة الحكم ، وهو انّ الكافر يستقي من الماء العكر حيث يتبع الباطل والمؤمن ينهل من ماء عذب فيتبع الحقّ.

٢٤٦

محمد

٤٨

التمثيل الثامن والأربعون

( مَثَلُ الْجَنَّةِ الّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَير آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصفىً وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمعاءَهُمْ ) .(١)

تفسير الآية

« آسن » يقال : أسن الماء ، يأسن : إذا تغير ريحه تغيراً منكراً ، وماء غير آسن : أي غير نتن.

« الحميم » : الماء الشديد الحرارة.

قوله : « مثل الجنة » أي وصفها وحالها ، وهو مبتدأ خبره محذوف ، أي جنة فيها أنهار. فلو أردنا أن نجعل الآية من آيات التمثيل فلابدّ من تصور مشبه وهو الجنة الموعودة ، ومشبه به وهو جنة الدنيا بما لها من الخصوصيات.

ولكن الظاهر انّ الآية صيغت لبيان حال الجنة ووصفها وسماتها ، وهي كالتالي :

__________________

١ ـ محمد : ١٥.

٢٤٧

١. فيها أنهار أربعة وهي عبارة عن :

أ :( أنهار من ماء غير آسن ) أي الماء الذي لا يتغير طعمه ورائحته ولونه لطول البقاء.

ب :( أنهار من لبن لم يتغير طعمه ) ، ولا يعتريها الفساد بمرور الزمان.

ج : أنهار من خمر لذة للشاربين ، فتقييد الخمر بكونه لذة للشاربين احتراز عن خمر الدنيا ، وقد وصف القرآن الكريم خمر الجنة في آية أخرى ، وقال :( يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأسٍ مِنْ مَعِين * بَيضاءَ لَذّةٍ للشّارِبينَ * لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُون ) .(١) فقوله : (لذّة للشاربين ) أي ليس فيها ما يعتري خمر الدنيا من المرارة والكراهة ، فقوله : (لا فيها غول ) ، أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها ، وقوله :( ولا هم عنها ينزفون ) أي يسكرون. وبذلك يمتاز خمر الآخرة على خمر الدنيا.

د : أنهار من عسل مصفّى وخالص من الشمع.

وهذه الأنهار الاَربعة لكلّ غايته وغرضه : فالماء للارتواء ، والثاني للتغذّي ، والثالث لبعث النشاط والروح ، والرابع لإيجاد القوة في الإنسان.

٢. وفيها وراء ذلك من كلّ الثمرات ، كما قال سبحانه :( وَلَهُمْ فيها مِنْ كُلّ الثَّمرات ) فالفواكه المتنوعة تحت متناول أيديهم لا عين رأتها ولا أُذن سمعتها ولا خطرت على قلب بشر.

٣. وفيها وراء هذه النعم المادية ، نعمة معنوية يشير إليها بقوله :( وَمَغْفِرة مِنْ رَبّهِم ) .

__________________

١ ـ الصافات : ٤٥ ـ ٤٧.

٢٤٨

وبذلك تبيّن لنا وصف الجنة وحال المتقين فيها ، بقي الكلام في تبيين حال أهل الجحيم ومكانهم ، فأشار إليه بقوله :

( كمن هُوَ خالِدٌ في النّار ) هذا وصف أهل الجحيم ، وأمّا ما يرزقون فهو عبارة عن الماء الحميم لا يشربونه باختيارهم وإنّما يسقون ، ولذلك يقول سبحانه :( وسقوا ماءً حميماً ) الذي يقطّع أمعاءهم كما قال :( فقطّع أمعاءهم ) .

وعلى كلّ تقدير ، فلو قلنا : إنّ الآية تهدف إلى تشبيه جنة الآخرة بجنة الدنيا التي فيها كذا وكذا فهو من قبيل التمثيل ، وإلاّ فالآية صيغت لبيان وصف جنة الآخرة وانّ فيها أنهاراً وثماراً ومغفرة.

والظاهر هو الثاني ، فالأولى عدم عدّ هذه الآية من الأمثال القرآنية وإنّما ذكرناها تبعاً للآخرين.

٢٤٩

الفتح

٤٩

التمثيل التاسع والأربعون

( هُوَ الّذي أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى وَدِينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدّينِ كُلّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهيداً * مُحَمّدٌ رَسُولُ الله وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ على الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضلاً مِنَ اللهِ وَرِضواناً سيماهُمْ في وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوراةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الاِِنْجِيلِ كَزَرعٍ أَخْرَجَ شطأهُ فَآزره فَاسْتَغْلَظَ فَاستَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجراً عَظِيماً ) .(١)

تفسير الآيات

« السيماء » : العلامة ، فقوله :( سيماهم في وجوههم ) ، أي علامة إيمانهم في وجوههم.

شطأ الزرع : فروخ الزرع ، وهو ما خرج منه ، وتفرع في شاطئيه أي في جانبيه وجمعه إشطاء ، وهو ما يعبر عنه بالبراعم.

« الأزر » : القوة الشديدة ، آزره أي أعانه وقوّاه.

« الغلظة » : ضد الرقة.

__________________

١ ـ الفتح : ٢٨ ـ ٢٩.

٢٥٠

« السوق » : قيل هو جمع ساق.

القرآن يتكلم في هاتين الآيتين عن النبي تارة وأصحابه أخرى :

أمّا الأوّل فيعرّفه بقوله :( هُوَ الّذي أرسَلَ رَسُولهُ بِالهُدى وَدِينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدّينِ كُلّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهيداً ) والضمير « ليظهره » يرجع إلى دين الحقّ لا الرسول ، لأنّ الغاية ظهور دين على دين لا ظهور شخص على الدين ، والمراد من الظهور هو الغلبة في مجال البرهنة والانتشار ، وقد تحقّق بفضله سبحانه وسوف تزداد رقعة انتشاره فيضرب الإسلام بجرانه في أرجاء المعمورة ، ولا سيما عند قيام الإمام المهدي المنتظرعليه‌السلام .

يقول سبحانه في هذا الصدد :( محمّد رسول الله ) أي الرسول الذي سوف يغلب دينه على الدين كله ، وقد صرح باسمه في هذه الآية ، إلاّ أنّه أجمل في الآية الأولى ، وقال : « أرسل رسوله ».

إلى هنا تمّ بيان صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وسماته ، وأمّا صفات أصحابه فجاء ذكرهم في التوراة والإنجيل.

أمّا التوراة فقد جاء فيها وصفهم كالتالي :

١.( والّذين معه أشداء على الكفّار ) ، الذين لا يفهمون إلاّ منطق القوة ، فلذلك يكونون أشداء عليهم.

٢.( رُحماء بَينهم ) فهم رحماء يعطف بعضهم على بعض ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.(١)

__________________

١ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٤ / ٢٧٠ و ٢٦٨ و ٢٧٤.

٢٥١

٣.( تراهم ركّعاً سُجّداً ) ، هذا الوصف يجسّد ظاهر حالهم وانّهم منهمكون في العبادة ، فلذلك يقول :( تراهم ركعاً سجداً ) ، أي تراهم في عبادة ، التي هي آية التسليم لله سبحانه.

ومع ذلك لا يبتغون لعبادتهم أجراً وإنّما يأملون فضل الله ، كما يقول :( يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ) ، ولعل القيد الأخير إشارة إلى أنّ الحافز لأعمالهم هوكسب رضاه سبحانه.

ومن علائمهم الأخرى انّ أثر السجود في جباههم ، كما يقول :( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) فسيماهم ووجوههم تلمح إلى كثرة عبادتهم وسجودهم وخضوعهم لله سبحانه ، وهذه الصفات مذكورة أيضاً في الاِنجيل.

إنّ أصحاب محمد لم يزالوا يزيدون باطّراد في العدة والقوة وبذلك يغيظون الكفار ، فهم كزرع قوي وغلظ وقام على سوقه يعجب الزارعين بجودة رشده.

ولم يزالوا في حركة دائبة ونشيطة ، فمن جانب يعبدون الله مخلصين له الدين بلا رياء ولا سمعة ، ومن جانب آخر يجاهدون في سبيل الله بغية نشر الإسلام ورفع راية التوحيد في أقطار العالم.

فعملهم هذا يغيظ الكفار ويسرّ المؤمنين ، قال سبحانه :( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفّار ) .

فالمجتمع الاِسلامي بإيمانه وعمله وجهاده وحركته الدؤوبة نحو التكامل يثير إعجاب الأخلاّء وغيظ الألدّاء.

ثمّ إنّه سبحانه وعد طائفة خاصة من أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله مغفرة وأجراً

٢٥٢

عظيماً ، وذلك لأنّ المنافقين كانوا مندسّين في صفوف أصحابه ، فلا يصح وعد المغفرة لكلّ من صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورآه وعاش معه وقلبه خال من ا لاِيمان ، ولذلك قال سبحانه :( وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات مِنْهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْراً عظيماً ) فكلمة « منهم » تعرب عن أنّ المغفرة لا تعم جميع الأصحاب بل هي مختصة بطائفة دون أخرى.

وما ربما يقال من أنّ « من » بيانية لا تبعيضية غير تام.

لاَنّ « من » البيانية لا تدخل على الضمير ، ويؤيد ذلك قوله :( وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلى النّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) .(١)

والحاصل : انّه لا يمكن القول بشمول أدلة المغفرة والأجر العظيم لقاطبة من صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع أنّهم على أصناف شتى.

فمن منافق معروف ، عرّفه الذكر الحكيم بقوله :( إذا جاءَكَ الْمُنافِقُون ) .(٢)

إلى آخر مختفٍ لا يعرفه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال سبحانه :( وَمِنْ أَهْلِ المَدينَة مَرَدُوا علَى النّفاق لا تعلَمهم نَحنُ نَعْلَمهم ) .

إلى ثالث يصفهم الذكر الحكيم بمرضى القلوب ، ويقول :( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُهُ إلاّ غُرُوراً ) .(٣)

إلى رابع سمّاعون لنعق كل ناعق فهم كالريشة في مهب الريح يميلون تارة

__________________

١ ـ التوبة : ١٠١.

٢ ـ المنافقون : ١.

٣ ـ الأحزاب : ١٢.

٢٥٣

إلى المسلمين وأخرى إلى الكافرين ، يصفهم سبحانه بقوله( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إلاّ خَبالاً وَلاَ وضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمين ) .(١)

إلى خامس خالط العمل الصالح بالسيّء يصفهم سبحانه بقوله :( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وآخَرَ سَيّئاً ) .(٢)

إلى سادس أشرفوا على الارتداد ، عرّفهم الحق سبحانه بقوله :( وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الحَقّ ظَنَّ الجاهِليةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الاََمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ ) .(٣)

إلى سابع يصفه القرآن فاسقاً ، ويقول :( يا أَيّها الّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِين ) .(٤)

والمراد هو الوليد بن عقبة صحابي سمي فاسقاً ، وقال تعالى :( فَإِنَّ اللهَ لا يَرضَى عَنِ القَوْمِ الفاسِقِين ) .(٥)

إلى ثامن يصفهم الذكر الحكيم مسلماً غير مؤمن ويصرِّح بعدم دخول الإيمان في قلوبهم ، ويقول :( قالَتِ الأعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُوَْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلمّا يَدْخُلِ الإيمانُ فِي قُلُوبِكُم ) .(٦)

إلى تاسع أظهروا الإسلام لأخذ الصدقة لا غير ، وهم الذين يعرفون بالمؤلّفة

__________________

١ ـ التوبة : ٤٧.

٢ ـ التوبة : ١٠٢.

٣ ـ آل عمران : ١٥٤.

٤ ـ الحجرات : ٦.

٥ ـ التوبة : ٩٦.

٦ ـ الحجرات : ١٤.

٢٥٤

قلوبهم ، قال :( إِنّما الصّدقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِين وَالعامِلِينَ عَلَيْها وَالمُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) .(١)

إلى عاشر يفرّون من الزحف فرار الغنم من الذئب ، يقول سبحانه :

( يا أَيُّها الّذينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمُ الّذينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبار * وَمَنْ يُوَلِّهْم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إلاّ مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحيِّزاً إِلى فئِةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمأواهُ جَهَنَّمُ وَبئسَ المَصير ) .(٢)

وكم نطق التاريخ بفرار ثلّة من الصحابة من ساحات الوغى ، يقول سبحانه عند ذكر غزوة أحد :( إذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ ) (٣) ، ولم يكن الفرار مختصاً بغزوة أحد بل عمّ غزوة حنين أيضاً ، يقول سبحانه :( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَة وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أَعجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين ) .(٤)

هذه إلمامة عابرة بأصناف الصحابة المذكورة في القرآن الكريم ، أفيمكن وعد جميع هذه الأصناف بالمغفرة ؟!

مضافاً إلى آيات أخرى تصف أعمالهم.

نعم كان بين الصحابة رجال مخلصون يستدرُّ بهم الغمام ، وقد وصفهم سبحانه في غير واحد من الآيات التي لا تنكر.

والكلام الحاسم : انّ وعد المغفرة لصنف منهم لا لجميع الأصناف ، كما أنّ عدالتهم كذلك.

____________

١ ـ التوبة : ٦٠.

٢ ـ الأنفال : ١٥ ـ ١٦.

٣ ـ آل عمران : ١٥٣.

٤ ـ التوبة : ٢٥.

٢٥٥

الحديد

٥٠

التمثيل الخمسون

( اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الأمْوالِ وَالأولادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصْفَرّاً ثُمّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إلاّ مَتاعُ الغُرُور ) .(١)

تفسير الآية

« الكفّار » : جمع الكافر بمعنى الساتر ، والمراد الزارع ، ويطلق على الكافر بالله لستره الحق ، والمراد في المقام الزارع ، لأنّه يستر حبّه تحت التراب ويغطّيها به ، يقول سبحانه :( كَزَرْعٍ ...يُعْجِبُ الزُّرّاعَ ) .(٢)

« هيج » : يقال : هاج البقل يهيج ، أي أصفرّ ، والمراد في قوله :( ثُمّ يهِيج ) أي ييبس( فتراه مصفرّاً ) أي إذا قارب اليبس.

و « الحطام » بمعنى كسر الشيء ، قال سبحانه :( لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ ) .(٣)

__________________

١ ـ الحديد : ٢٠.

٢ ـ الفتح : ٢٩.

٣ ـ النمل : ١٨.

٢٥٦

فالآية تتضمن أمرين :

الأمر الأوّل : ترسيم الحياة الدنيا والمراحل المختلفة التي تمر على الإنسان :

أ : اللعب ، ب : اللهو ، ج : الزينة ، د : التفاخر ، هـ : التكاثر في الأموال والأولاد.

والأمر الثاني : تشبيه الدنيا بداية ونهاية بالنبات الذي يعجب الزارع طراوته ونضارته ، ثمّ سرعان ما يتحول إلى عشب يابس تذروه الرياح.

ثمّ استنتج من هذا التمثيل : انّ الحياة الدنيا متاع الغرور ، أي وسيلة للغرور والمتعة ، يغتر بها المخلدون إلى الأرض يتصورونها غاية قصوى للحياة ، ولكنّها في نظر المؤمنين قنطرة للحياة الأخرى لا يغترّون بها ، بل يتزودّون منها إلى حياتهم الأخروية.

هذا هو ترسيم إجمالي لمفهوم الآية ، والتمثيل إنّما هو في الشق الثاني منها ، فلنرجع إلى تفسير كلّ من الأمرين.

إنّ حياة الإنسان من لدن ولادته إلى نهاية حياته تتشكل من مراحل خمس :

المرحلة الأولى : اللعب

واللعب هو محل منظوم لغرض خيالي كلعب الأطفال ، وهي تقارن حياة الإنسان منذ نعومة أظفاره وطفولته ، ويتخذ ألواناً مختلفة حسب تقدم عمره ، وهو أمر محسوس عند الأطفال.

المرحلة الثانية : اللهو

واللهو ما يشغل الإنسان عمّا يهمه ، وهذه المرحلة تبتدئ حينما يبلغ ويشتد

٢٥٧

عظمه ، فتجد في نفسه ميلاً ونزوعاً إلى الملاهي وغيرها.

المرحلة الثالثة : حب الزينة.

والزينة نظير ارتداء الملابس الفاخرة والمراكب البهية والمنازل العالية ، وجنوحه إلى كل جمال وحسن.

المرحلة الرابعة : التفاخر.

إذا تهيّأ للإنسان أسباب الزينة يأخذ حينها بالمفاخرة بالأحساب والأنساب ، وما تحت يديه من الزينة.

المرحلة الخامسة : التكاثر في الأموال والأولاد.

وهذه المرحلة هي المرحلة الخامسة التي يصل فيها الإنسان إلى مرحلة من العمر يفكر في تكثير الأموال والأولاد ، ويشيب على ذلك الاِحساس.

ثمّ إنّ تقسيم المراحل التي تمر على الإنسان إلى خمس ، لا يعني انّ كلّ هذه المراحل تمر على الإنسان بلا استثناء ، بل يعني انّها تمر عليه على وجه الاِجمال ، غير انّ بعض الناس تتوقف شخصيتهم عند المرحلتين الاَُوليين إلى آخر عمره ، فيكون اللعب واللهو أهم مائز في سلوكهم ، كما أنّ بعضهم تمر عليه المرحلة الثالثة والرابعة فيحرص على ارتداء الملابس الفاخرة والتفاخر بما لديه من أسباب.

روي عن الشيخ البهائى انّ الخصال الخمس المذكورة في الآية مترتبة بحسب سني عمر الإنسان ومراحل حياته ، فيتولّع أوّلاً باللعب وهو طفل أو مراهق ، ثمّ إذا بلغ واشتد عظمه تعلّق باللهو والملاهي ، ثمّ إذا بلغ أشده اشتغل بالزينة من الملابس الفاخرة والمراكب البهية والمنازل العالية وتوله للحسن

٢٥٨

والجمال ، ثمّ إذا اكتهل أخذ بالمفاخرة بالأحساب والأنساب ، ثمّ إذا شاب سعى في تكثير المال والولد.(١)

هذا ما يرجع إلى بيان حال الدنيا من حيث المراحل التي تمر بها.

الأمر الثاني : أي التمثيل الذي يجسد حال الدنيا ويشبهها بأرض خصبة يصيبها مطر غزير ، فتزدهر نباتها على وجه يعجب الزرّاع ، ولكن سرعان ما تذهب طراوتها وتفارقها فيصيبها الاِصفرار واليبس وتذروها الرياح في كلّ الأطراف وتصبح كأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً ، وعند ذلك تتجلّى الحقيقة أمام الإنسان وانّه اغتر بطراوة هذه الروضة.

وهكذا حال الدنيا فيغتر الإنسان بها ويخلد إليها ، ولكن سرعان ما تسفر له عن وجهها وتكشف عن لثامها ، وعلى أية حال فالآية تهدف إلى تحقير الدنيا وتعظيم الآخرة.

__________________

١ ـ الميزان : ١٩ / ١٦٤.

٢٥٩

الحشر

٥١

التمثيل الواحد والخمسون

( لاَ يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إلاّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ * كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيم ) .(١)

تفسير الآيات

« الحصن » : جمعه حصون ، والقرى المحصنة التي تحيطها القلاع المنيعة التي تمنع من دخول الأعداء.

البأس والبأساء : الشدة.

الوبال : الأمر الذي يخاف ضرره.

الآية تصف حال بني النضير من اليهود الذين أجلاهم الرسول وقد تآمروا على قتله ، وكيفية الموَامرة مذكورة في كتب التاريخ ، فأمرهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجلاء وترك الأموال وقد كانوا امتنعوا من تنفيذ أمر الرسول ، وكان المنافقون يصرّون عليهم بعدم الجلاء وانّهم يناصرونهم عند نشوب حرب بينهم وبين المسلمين ، فبقي بنو النضير أياماً قلائل في قلاعهم لا يجلون عنها بغية وصول إمدادات تعزّز قواهم.

__________________

١ ـ الحشر : ١٤ ـ ١٥.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

[ 83 ] علي بن الجعد ( 133 ـ 230 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن الجعد بن عبيد ، الامام الحافظ الحجة(1) ، مسند بغداد ، أبو الحسن البغدادي الجوهري مولى بني هاشم(2) .

وقال محمد بن حماد : سألت يحيى بن معين ، عن علي بن الجعد ، فقال : ثقة ، صدوق(3)

وقال النسائي : صدوق(4) .

وقال أبو حاتم : كان متقنا صدوقا ، لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى علي بن الجعد(5) .

وقال ابن عدي : ولم أر في رواياته إذا حدث عن ثقة حديثا منكرا فيما ذكره ، والبخاري مع شدة استقصائه يروي في صحاحه(6) .

__________________

1 ـ قال التهانوي : الحجة هو الذي أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث. راجع قواعد في علوم الحديث : 29.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 459 الرقم 152.

3 ـ تاريخ بغداد : 11 / 365.

4 ـ تهذيب الكمال : 20 / 350.

5 ـ الجرح والتعديل : 6 / 178 الرقم 974.

6 ـ الكامل : 5 / 1857.

٢٨١

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : ثقة ، ثبت ، رمي بالتشيع(1) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(2) .

وقال الجوزجاني : علي بن الجعد متشبث بغير بدعة ، زائغ عن الحق(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من صغار الطبقة التاسعة(4) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سعد ، وإسرائيل بن يونس ، وإسماعيل ابن عياش ، وأيوب بن عتبة اليمامي ، وبحر بن كنيز السقاء ، وجرير بن حازم ، وجسر بن الحسن ، وحريز بن عثمان الرحبي في أبي داود ، والحسن بن صالح بن حي ، والحسين بن زيد العلوي ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والربيع بن صبيح ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام بن مسكين ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج في البخاري وأبي داود ، وشيبان بن عبد الرحمان ، وصخر بن جويرية ، وصدقة بن موسى الدقيقي ، وعاصم ابن محمد بن زيد العمري ، وأبي مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الحميد ابن بهرام ، وعبد الرحمان بن أبي بكر المليكي ، وعبد الرحمان بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمان بن عبد الله بن دينار ، وعبد الرحمان

__________________

1 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 33 الرقم 303.

2 ـ المعارف : 624.

3 ـ تهذيب الكمال : 20 / 346. أقول : لا أدري كيف يروي البخاري عن رجل زائغ عن الحق اثني عشر حديثا؟ وستأتيك أحاديثه في محلها.

٢٨٢

ابن عبد الله المسعودي ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وعبد الواحد بن سليم ، وعدي بن الفضل ، وعلي بن عاصم الواسطي ، وعلي بن علي الرفاعي ، وعمر بن راشد اليمامي ، وعمران بن زيد التغلبي ، والفرج بن فضالة ، وفضيل بن مرزوق ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقيس بن الربيع ، ومالك بن أنس ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد ابن راشد المكحولي ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ومسلم بن خالد الزنجي ، ومعروف بن واصل ، وأبي جزء نصر بن طريف الباهلي ، وهمام بن يحيى ، والهيثم ابن جماز ، وورقاء بن عمر اليشكري ، وأبي عوانة الوضاح ابن عبد الله ، وأبي عقيل يحيى بن المتوكل ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ويزيد بن عياض بن جعدبة الليثي ، وأبي إسحاق الفزاري ، وأبي الأشهب العطاردي ، وأبي جعفر الرازي ، وأبي كرز القرشي ، وأبي معاوية العباداني ، يقال : إنه سعيد بن زربي ، وأبي هلال الراسبي.

روى عنه : البخاري ، وأبو داود ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن هاشم البغوي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن بشر المرثدي ، وأحمد بن الحسن بن مكرم بن حسان البغدادي البزاز ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي ، وأبو جعفر أحمد بن علي بن الفضيل الخزاز المقرئ ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن خالد بن غزوان البراثي ، وأحمد ابن يحيى الحلواني ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، والحارث بن محمد ابن أبي اسامة ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، وحمدان بن علي الوراق ، وخلف بن سالم المخرمي ، وزياد بن أيوب الطوسي ، وصالح بن محمد الأسدي ،

٢٨٣

وصالح بن محمد الرازي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري عبدوس ، وأبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي ، وأبو حاتم محمد ابن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج ، وأبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، وموسى بن الحسن السقلي ، وموسى بن هارون الحمال ، وهارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويعقوب بن يوسف المطوعي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، وسنن أبي داود(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 342 ـ 344 الرقم 4034.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 19 ، باب أداء الخمس من الايمان ، وص 35 ، كتاب العلم ، باب إثم من كذب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وج 2 / 54 ، باب صلاة الضحى في الحضر ، وص 108 ، باب ما ينهى من سب الأموات ، وج 3 / 235 ، باب دعوة اليهودي والنصراني ، وج 4 / 167 ، باب صفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص 208 ، باب مناقب علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وج 7 / 44 ، باب لبس الحرير ، وص 100 ، باب الحياء ، وص 131 ، باب التسليم على الصبيان ، وص 193 ، باب سكرات الموت ، وج 8 / 137 ، باب وصاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

3 ـ سنن أبي داود : 1 / 231 ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، الحديث 874.

٢٨٤

[ 84 ] علي بن الحزور الغنوي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن الحزور الغنوي الكوفي(1) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : هو في جملة متشيعة الكوفة(2) .

وقال ابن حجر : شديد التشيّع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(4) .

وقال المزي : روى عن : الأصبغ بن نباتة ، ودينار أبي عمر البزار ، والقاسم ابن عوف الشيباني ، ومحمد بن نشر الهمداني ، ونفيع أبي داود الأعمى في ابن ماجة ، وأبي مريم الأسدي ، وأبي مريم الثقفي.

روى عنه : إسماعيل بن أبان الغنوي ، وأيوب بن سليمان الفزاري الحناط ،

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 366 الرقم 4039.

2 ـ الكامل : 20 / 366 الرقم 4039. أقول : وروى ابن عدي عنه ، عن أبي مريم ، عن عمار ابن ياسر قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 33 الرقم 308.

٢٨٥

وسعيد بن محمد الوراق ، وعبد الصمد بن النعمان ، وعبد العزيز بن أبان القرشي ، وعمرو بن بزيع ، وعمرو بن جميع الطيالسي ، وعمرو بن النعمان الباهلي في ابن ماجة ، ومخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي ، ويحيى بن هاشم الغساني السمسار ، ويونس بن بكير الشيباني ، وأبو إسحاق الشيباني ـ وهو من أقرانه ـ(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له ابن ماجة حديثا واحدا فقط(2) .

[ 85 ] علي بن زيد التيمي البصري ( ـ 129 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن زيد بن جدعان ، الامام العالم الكبير ، أبو الحسن القرشي ، التيمي البصري الأعمى(3) .

قال : خالد بن خداش ، عن حماد بن زيد : سمعت سعيد الجريري يقول : أصبح فقهاء البصرة عميانا ثلاثة : قتادة ، وعلي بن زيد ، والأشعث الحداني(4) .

وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ، صالح الحديث(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 366.

2 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 476 ، كتاب الجنائز ، الحديث 1485.

3 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 206 الرقم 82 ، راجع الكاشف : 2 / 278 الرقم 3963.

4 ـ تهذيب الكمال : 20 / 443.

5 ـ تهذيب الكمال : 20 / 438.

٢٨٦

2 ـ تشيّعه :

قال محمد بن المنهال : سمعت يزيد بن زريع يقول : رأيت علي بن زيد ولم أحمل عنه فإنه كان رافضيا(1) .

وقال العجلي : كان يتشيّع ، لا بأس به(2) .

وقال ابن عدي : لم أر أحدا من البصريين وغيرهم امتنعوا من الرواية عنه ، وكان يغالي في التشيّع(3) .

وقال الذهبي : من أوعية العلم على تشيع قليل فيه(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(5) .

وقال المزي : روى عن : إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل في أبي داود ، وأنس بن حكيم الضبي في ابن ماجة ، وأنس بن مالك الأنصاري في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي وفي كتاب عمل اليوم والليلة وابن ماجة ، وأوس بن خالد في الترمذي وابن ماجة ، وهو أوس بن أبي أوس ، وبلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، والحسن البصري في الترمذي والنسائي ، والحكم بن

__________________

1 ـ الكامل : 5 / 1840.

2 ـ تاريخ الثقات : 346 الرقم 1186.

3 ـ الكامل : 5 / 1845. أقول : فعلى هذا لا قيمة لكلام ابن حجر حيث قال : لا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة. راجع تهذيب التهذيب : 1 / 94.

4 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 207.

5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 37 ، راجع الطبقات الكبرى : 7 / 252 ، وذكره خليفة في الطبقة الخامسة ، راجع طبقاته : 215.

٢٨٧

عبد الله الثقفي ، وزرارة بن أوفى ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيب في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجة ، وسلمة بن محمد بن عمار بن ياسر في أبي داود وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي بكرة الثقفي في الأدب المفرد والترمذي وأبي داود ، وعدي بن ثابت الأنصاري في ابن ماجة ، وعروة بن الزبير ، وعقبة بن صهبان ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، وعمارة القرشي البصري ، وعمر بن حرملة في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، وعمر بن عبد العزيز ، وعمرو بن دينار ، والقاسم بن ربيعة في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومحمد بن المنكدر في الأدب المفرد ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير ، والنضر بن أنس بن مالك في الترمذي ، ويحيى بن جعدة بن هبيرة ، ويوسف بن ماهك ، ويوسف بن مهران في الأدب المفرد والترمذي ، وأبي بكر بن أنس بن مالك ، وأبي حرة الرقاشي في أبي داود ، وأبي رافع الصائغ في كتاب الرد على أهل القدر ، وأبي الصلت في ابن ماجة ـ صاحب أبي هريرة ـ ، وأبي طالب الضبعي ، وأبي عثمان النهدي في أبي داود وابن ماجة ، وأبي المتوكل الناجي ، وأبي نضرة العبدي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وامية بنت عبد الله في الترمذي ، وخيرة ام الحسن البصري في الترمذي ، وامرأة أبيه ام محمد في ابن ماجة وأبي داود.

روى عنه : إسماعيل بن علية في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، وجعفر بن سليمان الضبعي في الترمذي ، وحماد بن زيد في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وحماد بن سلمة في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وزائدة بن قدامة في النسائي ، وزهير بن

٢٨٨

مرزوق في ابن ماجة ، وسعيد بن زيد في الأدب المفرد ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان بن حسين في ابن ماجة ، وسفيان الثوري في الترمذي وابن ماجة ، وسفيان بن عيينة في الأدب المفرد وابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، وسليمان بن المغيرة ، وشريك بن عبد الله ، وشعبة بن الحجاج في النسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن زياد البحراني في ابن ماجة ، وعبد الله بن شوذب ، وعبد الله بن عون في أبي داود ، وعبد الله بن المثنى ابن عبد الله بن أنس بن مالك في الترمذي ، وعبد الله بن محمد العدوي في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن ثابت بن ثوبان الدمشقي ، وعبد الوارث بن سعيد في الأدب المفرد ، وعبيد الله بن عمر ، وعدي بن الفضل ، وعلي بن سالم بن شوال في ابن ماجة ، وعمر بن أبي خليفة العبدي ، وقتادة ـ ومات قبله ـ ، ومبارك بن فضالة في ابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن الأوقص المخزومي ، ومعتمر بن سليمان ، وهشيم بن بشير في الترمذي وابن ماجة ، وهمام بن يحيى في أبي داود ، وأبو أيوب يحيى بن ميمون بن عطاء التمار ، وأبو حمزة السكري(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والترمذي(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 435.

2 ـ صحيح مسلم : 3 / 1415 ، كتاب الجهاد والسير ، الحديث 1789.

3 ـ سنن أبي داود : 2 / 245 ، كتاب النكاح ، باب في ضرب النساء ، الحديث 2145.

4 ـ سنن الترمذي : 5 / 46 ، كتاب العلم ، الباب ( 16 ).

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 43 ، المقدمة ، الحديث 116.

٢٨٩

[ 86 ] علي بن عاصم ( 105 ـ 201 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن عاصم بن صهيب ، الامام العالم ، شيخ المحدثين ، مسند العراق ، أبو الحسن القرشي التيمي(1)

عن زكريا بن يحيى الساجي ، قال : علي بن عاصم كان من أهل الصدق(2)

وقال أحمد بن حنبل : أما أنا فأخذت عنه(3)

وقال يعقوب بن شيبة : كان من أهل الدين والصلاح والخير البارع ، وكان شديد التوقي(4)

وعن أبي نصر أحمد بن سهل بن حمدويه ، قال : سمعت أبا نصر الليث بن حبرويه يقول : سمعت يحيى بن جعفر وهو البيكندي يقول : كان يجتمع عند علي ابن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا ، وكان يجلس على سطح ، وكان له ثلاثة مستملين(5) .

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 9 / 249 الرقم 72.

2 ـ تهذيب الكمال : 20 / 514.

3 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 136 الرقم 5873.

4 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 135 ، راجع سير أعلام النبلاء : 9 / 250 ، تاريخ بغداد : 11 / 447.

5 ـ تهذيب الكمال : 20 / 518.

٢٩٠

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(2) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وبهز بن حكيم ، وبيان بن بشر الأحمسي ، وحبيب بن الشهيد ، وأبي علي حسين بن قيس الرحبي الحذاء ، وداود بن أبي هند ، وسعيد الجريري ، وسليمان التيمي في التفسير ، وسهيل بن أبي صالح ، وعاصم بن كليب ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، وعبد الملك بن جريج ، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعطاء بن السائب في أبي داود وابن ماجة ، وعمارة بن أبي حفصة ، وعوف الأعرابي ، وغالب التمار ، وليث بن أبي سليم ، ومحمد بن سوقة في الترمذي وابن ماجة ، ومسلم الملائي ، ومطرف بن طريف ، ومغيرة بن مسلم السراج ، وهشام بن حسان ، ويحيى البكاء في الترمذي ، ويزيد بن أبي زياد ، وأبي هارون العبدي.

روى عنه : إبراهيم بن سعيد الجوهري ، وأحمد بن إبراهيم بن حرب النيسابوري ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع في التفسير ، وأحمد بن أعين المصيصي ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي ، وتميم بن المنتصر ، والحارث بن محمد بن أبي اسامة ، والحسن بن صالح العباداني ، والحسن ابن مكرم البزاز ، والحسين بن أبي زيد الدباغ ، وحمدون بن عباد الفرغاني ، وخلف

__________________

1 و 2 ـ تقريب التهذيب : 2 / 39 الرقم 366.

٢٩١