الاسلام يتحدى

الاسلام يتحدى30%

الاسلام يتحدى مؤلف:
تصنيف: دراسات
الصفحات: 190

الاسلام يتحدى
  • البداية
  • السابق
  • 190 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62822 / تحميل: 8040
الحجم الحجم الحجم
الاسلام يتحدى

الاسلام يتحدى

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

تشرق الشمس وتغرب، ولكن لاتظهر آيات وجود الله.

وفي هذه الحالة تطالبنا عقولنا بالايمان بوجود الله، أو انكار هذا الوجود. فلو آثرنا الايمان بالله، فلامناص لنا من الايمان بالآخرة. فليست هناك طريق أخرى لتبيين علاقة الانسان بالاله.

لقد سلم (داروين) بأن لهذا الكون «خالقا» ولكن «تفسير الحياة» الذي قدمه لايتضمن أدنى ربط بين الخالق ومخلوقه، كما أنه لايحس بالحاجة إلى «نهاية» لهذا الكون، حاجة تدفعه إلى تقرير هذا الربط، ولست أدري كيف سيملأ (داروين) هذا الفراغ الكبير في نظريته البيولوجية؟ ان عقلي يستنكر الها لاعلاقة له بأمور الكون، ولايشهده عباده في مظهر الخالق أبدا. وما أعجب «خالق داروين» - هذا الذي يأتي بكون عملاق هكذا، ثم ينهيه، دون ابداء الأسباب التي دفعته إلى هذا الخلق، ودون تعريف مخلوقيه بصفاته العديدة!!.

اننا لو أعطينا هذه المسالة الخطيرة شيئا من تفكيرنا، فسوف نجد قلوبنا تصرخ:( أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا ) (١) .

بل اننا لو تأملنا فسنراها مسرعة الينا، سوف نراها ثقيلة، وشيكة الانفجار، كأنها الوليد في بطن الحامل. وما أقرب ماتفتك بنا - فجأة - ات عشية أو ضحاها:

( يَسْأَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لاَ تَأْتِيکُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ) (٢) .

___________________

(١) غافر/٥٩.

(٢) الأعراف/١٨٧.

١٠١

رابعا - الشهادة التجريبية

نواصل الآن بحثنا في الجانب الآخر من هذا الموضوع:

(الآخرة)، وهو: هل هناك شهادة تجريبية تثبت الحياة بعد الموت؟.

ان أول دليل على الحياة الثانية هو حياتنا الأولى في حد ذاتها؛ فان الذين ينكرون الحياة الثانية يقرون،بداهة، الحياة الأولى. والحياة، تلك التي ظهرت مرة واحدة، كيف تعجز عن اعادة نفس العملية مرة اخرى؟ هذه التجربة التي نعيشها نحن اليوم، كيف يستحيل حدوثها ثانية؟؟ انه لاشيء أكثر عداء للمنطق والعقل الانساني من أن نسلم بوقوع حادث في «الحال»، وننكره في «المستقبل»!!.

ياله من تناقض عجيب. ان الانسان يدعي أن «الآلهة» التي اخترعها هو بمقدراته

١٠٢

الخارقة لتفسير الكون تستطيع اعادة وقائع الكون مرة أخرى، ولكنه يرفض بعناد تلك النظرية المماثلة التي يتقدم بها الدين، ويعبر «السير جيمس جينز» عن نظرية هؤلاء القوم قائلا:

«لاغرابة اذا كانت أرضنا قد جاءت صدفة نتيجة بعض الحوادث. واذا بقي كوننا على حاله الراهنة لمدة طويلة مماثلة (لمدة حدوثه صدفة)، فلا نستبعد حدوث أي شيء يمكننا قياسه على الأرض(١) ».

وترى نظرية النشوء والتطور أن جميع أنواع الحيوانات تنحدر من نوع بدائي واحد، وأنها ارتقت الى ماهي عليه الآن خلال مراحل تطورية متطاولة. وبناء على هذا التفسير الذي قام بوضعه «داروين» - صاحب هذه الفكرة - فان «الزراف»، الموجود حاليا، كان في بدء الأمر من عشيرة الحيوانات الصغيرة ذوات الظلف، ولكن هذا الحيوان، من خلال العمليات الطويلة التي أعقبت التوالد والتناسل، والتغيرات والفوارق الصغيرة التي طرأت علىالجنس الحيواني، استطاع أن يحصل على هذا الهيكل العظيم غير العادي، الذي نشهده اليوم.

يقول «داروين» موضحا نظريته في الباب التاسع من كتابه:

«ومن الأمور الحتمية عندي أنه - اذا ما أجريت العملية المطلوبة خلال زمن طويل، فمن الممكن أن نجعل من حيوان ذي ظلف عادي حيوانا مثل الزراف(٢) ».

وهكذا اضطر جميع العلماء، الذين حاولوا شرح الكون والحياة، بطريق طبيعية، الى أن يسلموا بأنه لو هيئت نفس الأحوال - التي ساعدت في خلق الحياة الأولى - فمن الممكن حدوث الحياة ولوازمها مرة أخرى. ان امكان حدوث الحياة الأخرى أقوى - نظرية - من امكان الحياة الأولى، الذي قد وقع فعلا، وأي شيء نسلم به أنه خلق الحياة - مهما كان هذا الخالق - فلابد لنا من الاقرار بصفة بدهية بأن ذلك الخالق يستطيع بالتأكيد اعادة نفس الحوادث التي أنشأها للمرة الأولى، ولابد لنا من هذا الاعتراف، اللهم الا اذا أنكرنا الحياة الأولى (الموجودة الآن). فنحن نفقد جميع الأسس التي قد نبني عليها دعائم انكارنا للحياة الأخرى، عندما نسلم بوجود الحياة الأولى!.

***

___________________

(١) Modern Scientific Thought, p. ٣.

(٢) Origin of Species, p. ١٦٩.

١٠٣

خامسا - البحث النفسي

لقد أثبت البحث النفسي، الذي ذكرناه آنفا، أن جميع أفكار الانسان - أو بعبارة أخرى: جميع خلايا مخه - تبقى بصفة دائمة. وهذا الواقع يثبت بصراحة أن عقل الانسان ليس بجزء من جسمه، فان جميع خلايا وأنسجة الجسم تتغير تغيرا كاملا في بضعة أعوام، ولكن سجل اللاشعور لايقبل أي تغير أو مغالطة أو شبهة على رغم مرور مئات السنين. ولو كان هذا السجل الحافظ كائنا في الجسم فلا أدري أين مكانه منه؟ وفي أي جزء يكمن على وجه الخصوص؟ ولو كان في أحد أجزاء هذا الجسم، فلماذا لايزول عندما تزول هذه الأجزاء بعد سنوات عديدة؟ ما أعجب هذا السجل الذي تتحطم جميع لوحاته تلقائيا، ولكنه لايفنى ولايزول!؟.

ان هذه البحوث الجديدة في علم النفس تؤكد، بصفة قاطعة، أن الوجود الانساني لاتنحصر حقيقته في ذلك الجسم المادي الذي يخضع دوما لعمليات التحطم والاحتكاك والفناء، بل هو شيء آخر، غير هذا كله، وهو لايفنى، بل يبقى مستقلا، ولايزول.

ويعلم من هذا أيضا أن الحواجز وقوانين الزمن لاوظيفة لها الا في عالمنا هذا، ولو كان هناك عالم آخر، يبدأ عند فناء جسمنا المادي، فهو يخلو تماما من هذه الحواجز والقوانين. ان كل مانباشره من الأعمال والأفعال الشعورية يخرج في نطاق هذه القوانين والحواجز. ولو كانت هناك «حياة عقلية أخرى» - كما يعتقد فرويد - فمعناه أن هذه الحياة الجارية لن تفنى أبدا، بل ستستأنف مسيرتها بعد الموت، وسوف نكون على قيد الحياة، فان هذا الموت لم يكن الا نتيجة من نتائج هذه الحواجز والقوانين الزمنية. أما وجودنا الحقيقي - وهو اللاشعور، كما يقول فرويد - فهو حر مستقل عن هذه الحواجز والقوانين، ولايطرأ عليه الموت، بل يأتي (الموت) على الجسد العنصري المادي، ويبقى اللاشعور - وهو الانسان الحقيقي - كما هو. ومثاله أن حادثا وقع قبل ربع قرن، أو فكرا خطر ببالي قبل عشرين سنة، وقد نسيت كليهما قاطبة، ومع ذلك فاني أراهما في أحلامي اليوم. وتفسير ذلك عند علماء النفس هو أنهما كانا محفوظين في «اللاشعور» بأكمل صورهما وجزئياتهما، كأنهما حدثا بالأمس!!.

وقد نتساءل هنا: وأين هذا اللاشعور؟ فلو كان منقوشا على الخلايا - كالصوت مسجلا علىالاسطوانات - فان تلك الخلايا، التي سجلت ذلك الحادث قبل ربع قرن، أو هذه الفكرة قبل عشرين سنة، قد تحطمت وزالت منذ سنين طويلة، ولاعلاقة لها، في أي صورة، بجسدي الموجود الآن. فأين هذا الفكر من جسدي؟ تلك شهادة تثبت - قطعيا -

١٠٤

أن هناك عالما آخر خارج أجسامنا المادية، مستقلا بذاته، ولايفنى بفناء الجسم، أو جزء من أجزائه.

***

سادسا - البحوث الروحية

أثبتت (البحوث الروحية) Psychical Researches الحياة بعد الموت، على المستوى التجريبي والعملي. ان الأمر الذي يدفعنا الى ابداء مزيد من الاعجاب بهذه البحوث هو أنها لاتثبت «بقاءا محضا» لروح ما، بل انها تثبت أيضا بقاء الشخصيات التي كنا نعرفها بذاتها، قبل أن تموت!!.

ان هناك خصائص كثيرة يتمتع بها الانسان من قديم الأزمان؛ ولكنا لم نلق الضوء عليها الا حديثا. ومن هذه الخصائص: «الرؤيا»، التي تعد من أقدم مميزات الجنس البشري. والحقائق المثيرة التي تعد من أقدم مميزات الجنس البشري. والحقائق التي كشفها علماء النفس عن هذه الميزة لم يكن قدماؤنا على علم بها.

وهناك مظاهر أخرى درسناها أخيرا، وأجرينا بحوثا واحصاءات في مختلف انحاء العالم حولها، وجاءت البحوث بنتائج غاية في الاهمية.

ومن هذه البحوث مانسميه «بالبحوث الروحية». وهي فرع من علم النفس الحديث، وهدفها محاولةالكشف عن الميزات الانسانية غير العادية، وقد أقيم أول معهد لاجراء هذا النمط من البحوث عام ١٨٨٢م في انجلترا. وبدأ علماء المعهد عملهم سنة ١٨٨٩م، بعد أن قاموا بمسح واسع النطاق على ١٧ ألفا من المواطنين، ولايزال هذا المعهد موجودا باسم «جمعية البحوث الروحية». وقد انشترت الآن معاهد كثيرة في مختلف بلدان العالم. وأثبتت هذه المعاهد، بعد بحوثها وتجاربها الواسعة النطاق، أن الشخصية الانسانية تواصل بقاءها بعد فناء الجسد المادي، في صورة غريبة.

كان وكيل متنقل لشركة أمريكية يسجل طلبات عملائه. جالسا في حجرته في فندق سانت جوزيف، بولاية ميسوري، فاذا به يشعر أن أحدا يجلس عن يمينه. ويقول الرجل:

فحولت وجهي بسرعة فوجدت أنها أختي!».

وكانت أخته هذه قد ماتت منذ تسع سنين. وبعد برهة اختفى وجه أخته. وكان الوكيل قد أفزعه هذا الحادث، لدرجة انه بدلا من أن يستأنف جولته، قرر مغادرة (ميسوري) الى بيته في بلدة (سانت لويس) وفي البيت ذهب يقص على أقربائه الحادث بالتفصيل كما رآه، وعندما وصل اثناء كلامه الى هذه الجملة: «وشاهدت على خدها الأيمن جرحا واضحا أحمر اللون». فاذا بأمه تصرخ وتقوم مرتعدة، وهي تقول: «انني أنا السبب في ذلك

١٠٥

الجرح الذي رأيته، وقد حدث ذلك عن غير قصد مني، وقد ندمت لذلك الحادث وآلمني المنظر، فأزلت كل آثار الجرح، ووضعت في مكانه شيئا من البودرة!» واضافت الأم قائلة:

«ومنذ ذلك اليوم لم أفض بهذا السر الى أحد أبدا»(١) .

ان هذه الوقائع وأمثالها لاتختص بأمريكا وأوروبا، وانما تحدث بكثرة في كل منطقة من العالم. ولكن حيث ان أكثر البحوث العلمية الحديثة قد أجريت في تلك المنطقة من العالم، فلابد لنا أن نأتي بالشهادات التجريبية من تلك المناطق أيضا. ولو كان عند بعض علمائنا شيء من الطموح والثقة بالنفس، وبدءوا هذا العمل في مناطقهم، فمن الممكن أن نجمع شهادات لاحصر لها في بلادنا الآسيوية والافريقية. وأنا شخصيا على علم بكثير من وقائع مماثلة تدعم هذه النظرية بصفة مدهشة، ولكنا بكل أسف تعوزنا الهمم للقيام بمثل هذه البحوث العلمية، ومايلزمها من قدرة على الانفاق، وبذل الوقت المطلوب.

ان هناك وقائع لاتحصى من هذا القبيل، وهي توكد وجود «شخصيات معروفة» بعد موتها. ولا سبيل أمامنا لاعتبار هذه الوقائع والحقائق: «أوهاما وخيالات»، كما اعتاد بعض الناس القول ببساطة في مثل هذه المسائل، فان سر الجرح على خد الفتاة الأيمن - وقد ماتت منذ حقبة من الزمن - لم يكن أحد يعرفه غير الفتاة وأمها.

وهناك وقائع أخرى تؤكد بقاء الحياة بعد الموت، وهي وقائع تتعلق باولئك الذين نسميهم: (بالمتحركين الي) Automatists(٢) . ويطلق هذا الاسم على الذين تصدر عنهم أفعال رغم اراداتهم الذاتية، وهذه الوقائع تدل على أن أرواحا - لأشخاص قد ماتوا - تسكن في أجسام هؤلاء الأحياء. ويكشف هؤلاء الناس أثناء أعمالهم عن جزئيات لايعرفها الا الموتىء، أصحاب الأرواح. ثم يظهر بعد شهور وسنين أن تلك الجزئيات كانت حقائق واقعية.

وهناك أيضا رجال يتكلمون ويكتبون في آن واحد، ولايكون للمكتوب أية علاقة بالقول، كما أن الكاتب لا يعلم بنفسه ماذا كتب، الا بعد الاطلاع على ماكتبه، «وهذا الواقع يثبت أن روحا - غير روحه الشخصية - تسكن في جسده، وهي التي تجعله يكتب(٣)

___________________

(١) Human Personality and its Survival of Bodily Death, FWH Myers, N. Y., ١٩٠٣ , Vol, II, PP. ٢٧ - ٣٠.

(٢) ربما كان من بين هؤلاء من نصفهم بلغتنا الدارجة بانهم: (ركبهم الجن)، فهم مسلوبو الارادة، يتكلمون بلسان غيرهم من العفاريات (المراجع).

(٣) A philosophical Scrutiny Religion, pp. ٤٠٧ - ١٠.

١٠٦

ان كثيرين من علمائنا المحدثين يرتابون في قبول هذا الاستدلال، كما يقول «براد».

«ان أي فرع من فروع العلوم الحديثة لايؤكد امكان الحياة بعد الموت، اللهم الا ذلك الاستثناء المشتبه فيه من البحوث الروحية»(١) .

بيد أن الاستدلال يشبه عندي أن أقول: ان «التفكير» استثناء مشتبه في أمره، لأن أحدا من ملايين الحيوانات على سطح الأرض لم يصدق هذه الظاهرة غير الانسان!!».

***

ان بقاء الحياة وفناءها يتعلق بعلم النفس، لكونه مسألة نفسية بحتة. فلاتصلح دراسته الا في علم النفس، أما أن نبحث عنه في أقسام أخرى من العلوم. فهو بمثابة أن نطالب علمي (النبات) و(الفلزات) باثبات ظاهرة التفكير. ولانستطيع - أيضا - أن نجعل دراستنا داخل الجسم الانساني حكما في هذه المسالة الخطيرة، وسببه أن الجزء الذي ندعي بقاءه واستمراره في الحياة - وهو الروح - لايوجد في هذا الجزء المادي، بل في جسم آخر سواه.

وهذا هو الأمر الذي دفع الكثيرين من علمنائنا الى الاعتراف بأن «الحياة بعد الموت» واقع حقيقي، بعد أن قاموا بأبحاث علمية طويلة غير منحازة. وقد ألقى («البروفسور دوكاس»، وهو أستاذ الفلسفة بجامعة براون، ضوءا على الجوانب النفسية والفلسفية من مسألة الحياة بعد الموت، في الباب السابع عشر من كتابه. والدكتور دوكاس لايؤمن بالحياة بعد الموت كعقيدة دينية، وانما وجد - أثناء بحوثه - شواهد كثيرة، اضطر - على أثرها - أن يؤمن بالحياة الآخرة، مجردة عن قضايا الدين. وهو يكتب في آخر الباب السابع عشرة من كتابه قائلا:

«لقد قام رهط من أذكى علمائنا وأكثرهم خبرة بمطالعة الشهادات المتعلقة بالمسألة، وفحصوها بنظرة نقد ثاقبة، وقد توصلوا آخر الأمر الى أن هناك شواهد كثيرة تجعل فكرة «بقاء الروح» نظرية معقولة، وممكنة الحدوث. وهم يرون أنه لايمكن تفسير تلك الشواهد الا على هذا النحو. ومن هؤلاء الكبار الذين قاموا بهذه البحوث نستطيع أن نذكر: الأساتذة ألفريد راسل واليس، والسير وليام كروكس، وف. و. هـ مايرز، وسيزار لومبرازو، وكيل فلاماريون، والسير أوليفر لوج، والدكتور ريتشارد هوجسن، والمستر هنري سيدويك، والبروفيسور هيسلوب».

ويستطرد الدتور دوكاس قائلا:

«ويتضح من هذا أن عقيدة بقاء الحياة بعد الموت - التي يؤمن بها الكثيرون منا كعقيدة

___________________

(١) Religion Philosophy & Physical Researches, London, ١٩٥٣ , p. ٢٣٥.

١٠٧

دينية - ليس من الممكن أن تكون واقعا فحسب، وانما لعلها هي الوحيدة، من عقائد الدين الكثيرة، التي يمكن اثباتها بالدليل التجريبي. ولو صح هذا فمن الممكن أيضا أن نجد معلومات قطعية في هذا الموضوع، بغض النظر عن الأفكار التي افتراها رجال الدين عن نوعية الحياة بعد الموت، ولن نحتاج حينئذ الى الايمان بالوجهة الدينية من هذه النظرية(١) .

ويكاد الدكتور دوكاس - بعد الوصول الى هذا الحد من وضوح قضية الحياة بعد الموت، ثم الجحود بوجهتها الدينية - أن يكون مثله مثل الفلاح الذي يصر على أنه لاسبيل الى الحديث بينه وبين أحد أقربائه، الذي يسكن في بلدة نائية. فاذا وصلت خط التليفون مع قريبه هذا في البلدة النائية، وأعطيته السماعة. اذا به يقول لك، بعد فراغه من الكلام: «ليس من الضروري أنه كان صوت قريبي، فمن الممكن أنه كان يخرج من احدى الماكينات!».

___________________

(١) A Philosophical Scrutiny of Religion, P. ٤١٢.

١٠٨

الباب السادس : اثبات الرسالة

من العقائد الهامة في الدين، بعد الايمان بالله، عقيدة الايمان بالرسالة، أو الوحي والالهام ومعناها: أن الله تعالى ينزل كلامه على انسان يختاره من بين الناس، ليخبر الناس بما يرضى الله تعالى.

وحين عجزنا عن رؤية أي خط اتصال ساخن، بين الله سبحانه وبين الرسول، أنكرناه. لكنا اليوم نستطيع ان نفهم هذه المسألة بسهولة تامة بفضل الحقائق المعلومة.

ان هناك وقائع كثيرة جدا تجري من حولنا في كل لحظة، ونحن نعجز عن ادراكها أو سماعها، أو الاحساس بها بوساطة أجهزتنا العصبية، وقد استطاع العلم الحديث أن ييسر لنا ادراكها بفضل الأجهزة العلمية التي اخترعناها. وهذه الأجهزة تستطيع أن تدل على صوت ذباب طائر على بعد بضعة أميال، وكأنه يطير عند أذنك!.

ومن الأجهزة العلمية ما وصل التقدم فيه الى حد انها تسجل صدام الأشعة الكونية في الفضاء!!.

لقد اخترعنا آلات كثيرة أثبتت أنها تستطيع ادراك كثير جدا من الأحداث التي لايمكننا سماعها بالطرق السمعية التقليدية.

وهذ الطاقة غير العادية للسماع لاتخص الآلات العلمية الحديثة، وانما وهبها الله لبعض الحيوانات أيضا. ومما لاشك فيه أن جهاز سماع الانسان محدود جدا، ولكن أجهزة بعض الحيوانات تختلف كل الاختلاف؛ فالكلب، مثلا، يستطيع أن يشم ريح الحيوان الذي مر من الطريق، ومن ثم استغلت الكلاب في البحث عن الجرائم والمجرمين. فالقفل الذي كسره اللص يشمه الكلب المدرب، ثم ينطلق مقتفيا أثر الرائحة المعنية التي وجدها عند القفل المكسور، وفجأة تراه يمسك باللص من بين الألوف.

١٠٩

وهناك حيوانات كثيرة تسمع أصواتا تخرج عن نطاق أسماعنا، ولقد أثبتت البحوث في هذا الميدان أن بعض الحيوانات يتمتع بقوة «الاشراق) Teleathy فلو أنك وضعت حشرة مما يطلق عليه ( Moth )، أو (العثة)، وهي حشرة مجنحة - على نافذة مفتوحة - فستحدث صوتا يسمع زوجها على مسافة بعيدة جدا، ولسوف يجيبها هذا الزوج أيضا بطريقته.

وهناك نوع خاص من هذه الحشرات يدعى «الجندب»، يحك رجليه وجناحيه ويصوت بطريق غير عادية، ويسمع على مبعدة نصف ميل، وهو يحرك في هذه العملية ستمائة طن من الهواء، ليدعو زوجه، وهذه الزوج ترسل أيضا وهي ساكنة بلا حراك جوابا لانعرفه، وانما يعرفه الجندب الذكر، ثم يلحق بها أينما كانت.

وقد أثبتت البحوث أيضا أن «ابو النطيط» العادي Grasshoper لديه قدرة خارقة على السماع، حتى انه يستطيع أن يسمع ويحس الحركة التي تحدث في نصف قطر من ذرة الهيدورجين!.

وهناك أمثلة أخرى كثيرة، تؤكد امكان وجود رسائل غير مرئية لدى ذوي الحواس الخاصة.

واذا كان الأمر كذلك، فما وجه الغرابة في ادعاء انسان أنه يسمع صوتا من لدن ربه، لايدركه عامة الناس (؟) مادام من الممكن أن توجد في هذا العالم حركات وأصوات لاتسمعها آذان الانسان، ولكن تسجلها الآلات؟ ومادامت هناك رسائل تدركها حيوانات دون آخرى؟ ما هو جانب التعجب والاستبعاد؟.

ان الله تعالى - لحكمة يعلمها - يرسل رسائل بوسائل خافتة خفية الى الانسان المختار للرسالة، بعد أن يودع فيه صلاحية التقاطها وفهمها. فليس هناك من تصادم في الحقيقة، بين مشاهداتنا وتجاربنا العلمية، فهو واقع من الوقائع الكثيرة التي نشاهدها ونجربها في أمكنة وطرق مختلفة، فالوحي امكان، وجدناه في شكل الواقع بعد التجربة.

***

وقد تبين أن تجارب الاشراق أو الانكشاف ومعرفة الغيب لاتخص الحيوانات، وانما توجد في الانسان «بالقوة»، يقول الدكتور اليكسيس كيريل(١) : «ان حدود الفرد في اطار الزمان والمكان هي مجرد افتراض(٢) ». فيستطيع عامل الاشراق أن يجعلك تنام، وتضحك، أو تبكي، كما يستطيع أن ينقل اليك كلمات أو خواطر، لست على علم بها انها عملية لاتستعمل فيها أية وسائل ولايشعر بها غير عامل الاشراق وصاحبه.

___________________

(١) Man the Unknown, p. ٢٤٤.

(٢) أي لانهاية لهذه الحدود من حيث الامكان. (المعرب).

١١٠

كيف يستحيل وقوع هذه العملية نفسها بين العبد وربه؟ اننا بعد الايمان بالله، والأطلاع على هذه التجارب الكثيرة بما في ذلك الاشراق، لانجد أساسا لأنكار الوحي والالهام.

***

وقد حدث سنة ١٩٥٠ أن المسئولين في (بافاريا) رفعوا قضية ضد أحد النمسويين، واسمه (فرنتر ستروبيل)، بتهمة التدخل في برامج الاذاعة عن طريق الاشراق.

وكان فرنتر ستروبيل يستعرض أعماله في فندق ريجنا، بميونخ، عندما ناول أوراق لعب الكوتشينه الى أحد المتفرجين، وطلب اليه اختيار ورقة ما. وادعى أنه سوف ينقل اسم تلك الورقة واسم الفندق مع ترتيبهما، كما هما في ذهن المتفرج، الى المذيع الذي كان يقرأ الأخبار من اذاعة ميونيخ المحلية، ذلك دون أن يعرف المذيع نفسه شيئا من هذا!!.

بعد ثوان سمع الناس صوت مذيع مرتعش، هو يقول: «فندق ريجنا - بنت البستوني» وكان الترتيب واسم الورقة صحيحين، كما أراد المتفرج.

وكان الارتعاش والرهبة واضحين في صوت المذيع، ولكنه واصل قراءة الأخبار. استغرب الكثيرون من المستمعين من سكان ميونيخ، واتصل مئات منهم تليفونيا بالاذاعة يستفسرون عن السر الغامض. فكان من الصعب عليهم ادراك علاقة الأخبار «بفندق ريجنا - بنت البستوني»: وحضر طبيب الاذاعة للكشف على المذيع، فوجده في حالة اضطراب خطيرة، وادلى المذيع ببيانه قائلا:. «انني شعرت بصداع شديد في رأسي، ولاأعرف ماذا حدث بعد ذلك!».

***

وقد عرض العلماء نظريات عديدة لشرح هذه الصور من عملية الاشراق، ومنها أن أمواجها تصدر من المخ وتنتشر في العالم أجمع بسرعة فائقة، ولذلك سموها بنظرية الموجة المخية Brain Wave Theory(١) .

ونحن نقول: انه لما كان الانسان يستطيع تحويل الأفكار بأكملها الى انسان آخر، على بعد غير عادي، وبدون استعمال أي واسطة مادية ظاهرية، فلماذ تستحيل نفس العملية بين الاله وعباده؟ ان هذا المظهر من كفاءة قوى الانسان - وأمثلته كثيرة لاتحصى - ليس الا قرينة تجريبية تجعلنا نفهم علاقة الألفاظ والمعاني التي تربط العبد بالاله عندما يرسل رسالاته.

___________________

(١) Religion, Philosophy an dPhysical Research, C.D. Broad, pp. ٤٧ - ٤٨ ; Man the Undnown, pp. ٢٤٤ - ٤٩.

١١١

ان الاشراق أمر معروف لدى الناس، وهو يدلنا على فهم ذلك النظام الاشراقي العظيم بين الاله والعباد، والذي يكون في أكمل صوره حين يبلغ درجة «الوحي»، وهذا الوحي لايعدو أن يكون «اشراقا كونيا»، من نوع الاشراقات التي عهدناها في حياتنا على مستويات محدودة.

***

أولا - ضرورة الرسالة

وينبغي - بعد وضوح امكان الوحي والالهام - أن نبحث عما اذا كان «ضروريا» أن يخاطب الله انسانا، ليبلغ كلامه الى الناس؟.

ان أكبر دليل على هذه الضرورة هو أن الأمر الذي يخبر عنه الرسول من أهم الأمور التي تتعلق بحياة الانسان ومصيرة، والانسان لايستطيع أن يصل الى تلك الحقائق بجهوده الشخصية، انه يبحث منذ آلاف السنين عن حقيقة الكون كي يفهم أسرار بدء الحياة ونهايتها، وحقائق الشر والخير، وكيفية صوغ الانسان من أجل الانسانية، وتنظيم أجهزة الحياة حتى تستطيع الانسانية أن تسير قدما في طريق الخير والرفاهية. ولم تكلل هذه الجهود بالنجاح الى يوم الناس هذا. فقد كشفنا عن اسرار الحديد والبترول، وتعرفنا على حقائق الطبيعة بعد جهد قصير، ولكننا عاجزون عن كشف «علم الانسان»، رغم أن جهود أعظم عقولنا العقبرية تواصل البحث عن هذا العلم، ولم تستطع، حتى الآن، تحديد مبادئه وأسسه. ان هذا هو أكبر دليل على أن الانسان يحتاج الى هدى الله من أجل أن يعرف نفسه!.

***

ومن المسلم عند الانسان الجديد انه لم يفلح بعد في كشف لغز الحياة، ولكنه على كل حال يأمل في أن يساعده القدر يوما لرفع القناع عن هذا السر المعقد، ولاريب أن عجز مجتمع العلم والصنعة عن اشباع الحاجات النفسية للانسان يؤكد الفكرة التي تقول: «اننا أعطينا أهمية غير عادية للعلوم المادية، على حين تركنا العلوم الانسانية في مراحلها البدائية»، أما الذين دفع بهم طموحهم الجارف الى العمل في هذا المجال، مجال (العلوم الانسانية) فهم كذلك لم يستطيعوا كشف شيء ما، بل لجوا في ضلالهم يعمهون، يقول الدكتور الكسيس كيريل (الحائز على جائزة نوبل للعلوم):

«ان مبادىء الثورة الفرنسية، وأفكار ماركس، ولينين، لاتنطبق الا على الانسان العقلي المثالى. ومن الواجب أن نشعر بصراحة تامة بأن قوانين العلاقات الانسانية لم تكشف بعد.

١١٢

أما الاجتماع والاقتصاد وما أشبههما، فهي علوم افتراضية محضة، بدون أدلة يمكن اثباتها بها(١) ».

ولاشك أن علومنا الجديدة قد فتحت مجالات أمام الانسان، ولكنها في نفس الوقت جعلت المسألة أكثر تعقيدا، ولم تساعد في حل الأزمة في أية مرحلة.

ويقول الأستاذجون سوليفان:

«ان الكون الذي كشفه العلم الحديث هو أكثر غموضا وابهاما من التاريخ الفكري بأكمله، ولاشك في أن علمنا عن الطبيعة أكثر غزارة من أي عصر مضى، ولكن هذه المعلومات كلها غير مقنعة، فنحن نواجه اليوم الابهام والمتناقضات في كل ناحية(٢) ».

هذه الكارثة المؤسفة التي نقف أمامها، بعد بحث طويل في العلوم المادية عن سر الحياة، تدلنا على أن ادراك سر الحياة لن يتاح للانسان(٣) .

ان أحوالنا تحتم علينا معرفة سر الحياة، اذ أننا لانستطيع مواصلة الحياة في أكمل صورها دون معرفة؛ ولذلك كان خير مانتمنى بقبولنا أن ندركه، ولايرضى أسمى جزء من شخصيتنا، وهو العقل، أن يطمئن بدونه. فحياتنا مبعثرة لفقداننا هذه الحقيقة.

سر الحياة هو ضرورتنا الكبرى، هذا من ناحية: ولكننا، من ناحية أخرى، لانستطيع أن نظفر به بجهودنا وحدها.

هذه الحالة وحدها تكفي لنتبين حاجتنا الشديدة الى «الوحي»، فأهمية سر الحياة. ثم خروج هذا السر عن دائرة قوى الانسان، يدل على أنه لابد أن تأتي المعرفة من الخارج أيضا، كالضوء والحرارة اللذين تتوقف عليهما حياة الانسان، ولكنهما هيئا من الخارج(٤) .

***

ان مهمتنا، بعد التسليم بامكان الوحي وضرورته، هي أن نبحث عن الانسان الذي يدعي أنه نبي. هل هو صاحب الوحي في الحقيقة؟. لقد نصت العقيدة الدينية على مجيء عدد كبير من الأنبياء، ولكننا سوف نبحث في هذا الباب عن نبوة رسول الاسلام: سيدنا محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فان نبوة سائر الأنبياء من قبله تثبت تلقائيا لو ثبتت

___________________

(١) Man the Undnown, pp. ٣٧.

(٢) Limitations of Science, p. ١.

(٣) أنظر للتفصيل كتاب الدتور كيريل، ص١٦ - ١٩.

(٤) سوف نبحث عن هذه المسالة بتوضيح أكثر في الفصول القادمة.

١١٣

نبوته، لكونه أخر الأنبياء، ولأنه يصدقهم ولاينكرهم، ولأن نجاة البشرية، أو هلاكها في معركة الحياة رهن بايمانها بهذا النبي، أو تكذيبها اياه.

***

لقد ولد الطفل بمكة صبيحة يوم٢٩ أغسطس من عام ٥٧٠م، وعندما بلغ الأربعين من عمره، أعلن أن الله تعالى أرسله خاتما للنبيين، وكلفه بابلاغ رسالته الى جيمع فئات الجنس البشري، وأن من اتبعه نجا في الحياة الآخرة، ومن كذبه فهو في خسران مبين.

ان أصداء هذا الصوت تمر فوق رؤوسنا اليوم باشد قوتها، وهو ليس بصوت عادي تتجاهله الآذان. فهو أكبر نداء في تاريخنا يدعونا الى تفكير دقيق، وعلينا أن ندرسه بدقة، فاما قبلناه وهو صادق، واما رفضناه لو وجدناه كاذبا. وهيهات.

***

ثانيا - مقياس الرسالة

كل فكر يمر بثلاث مراحل، حتى يصبح حقيقة علمية:

المرحلة الأولى: الفرض Hypothesis

المرحلة الثانية: الملاحظة Observation

المرحلة الثالثة: التحقق Verification

والمرحلة الأولى من الحقائق هي أن نفترضها، ثم نشاهدها وندرسها، لنتبين صدقها أو كذبها، فان وجدناها صحيحة في ضوء الدراسة، قبلناها؛ لتصبح حقيقة علمية، وقد ينقلب هذا الوضع، فاننا في بعض الأحيان نشاهد أشياء نتوصل بها الى نظرية، ثم نبدأ البحث في ضوئها.

وبناء على هذا الأساس فان دعوى النبوة (فرض). وعلينا أن نفتش عما اذا كانت (الملاحظات) تؤيد هذا الفرض؟ فاذا أيدته المشاهدات أصبح (حقيقة) مصدقة، يلزمنا قبولها.

ولكن ما الملاحظات التي نحتاج اليها لاختبار هذا الفرض؟.

وما المظاهر الخارجية التي تؤيد كون محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبيا حقا؟.

وما الخصائص والميزات التي اجتمعت في الرسول، ولانجد لها تفسيرا الا اذا قلنا: انه كان نبيا!.

في رأيي أنه لابد من مقياسين لاختبار الأنبياء:

أولا: أن يكون رجلا مثاليا بصورة غير عادية، فان الذي يصطفى ليكون كليم الله،

١١٤

وليكشف للانسان برنامج الحياة وسرها، لابد أن يكون أسمى شخصية في النوع الانساني، كما لابد أن يكون حاملا مثل الحياة العليا. فاذا كانت حياته الذاتية متصفة بهذه الصفات فهي أكبر دليل على ما يقول؛ اذ لو كانت دعواه باطلة لما كان ممكنا أن تتجلى هذه الحقيقة الكبرى في حياته الذاتية، حتى تسمو به فوق سائر الانسانية، خلقا وشمائل.

ثانيا: أن يكون كلامه ورسالته مملوئين بجوانب يستحيل حصولها للانسان العادي، ولا تؤمل الا ممن ظفر بمعرفة رب الكون، بحيث لايمكن للعامة محاكاة ماجاء به النبي من وحي الله.

اننا سوف نبحث عن الرسول في ضوء هذي المقياسين.

***

لقد شهد التاريخ بكل قطعية أن محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتمتع بسيرة غير عادية، ومن الممكن للمتعصبين انكار اية حقيقة، مهما كانت واضحة، كما أن من الممكن للمنكرين ادعاء أي شيء في سبيل الاستغلال، اذا كانوا غير راضين بالنتيجة، مهما كانت صادقة وبدهية! وحسبنا أن نذكر على ذلك موقفا من حياتنا الحديثة! فقد شاهدنا منذ سنين قليلة مثالا ساخرا لهذا المبدأ، عندما هاجمت الصين الشعبية حدود الهند الدولية، وأخذت الصين ازاء احتجاج الهند تتهم الهند نفسها بالعدوان!!.

وفي الخطاب الذي أرسله رئيس وزراء الصين الى الهند، والذي أذيع نصه بدلهي في يناير عام ١٩٦٠، ادعت الصين أن لها حقا في أرض هندية تبلغ مساحتها ٠٠٠،٢٢٠ كم مربعا!! ويقول رئيس وزراء الصين: ان القوات الصينية لم تتقدم الا لتدفع بالقوات الهندية المحتلة الى الوراء!!.

أليس هذا منطق التعصب والاستغلال!!.

أما الذي لايشكو من داءالتعصب، ويهيء عقله لمطالعة الحقائق بقلب مفتوح واع، فانه سيسلم بعد دراسته بأن حياة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت أرقى، وأحلى حياة شهدها البشر.

***

لقد أخبر محمد بن عبد الله بالنبوة، وهو في الأربعين من عمره، وكان قد اشتهر قبل هذا بدور أخلاقي ممتاز، حتى لقبه الناس «بالصادق الأمين»، وكانت قريش قد أجمعت على أنه يستحيل أن يكذب، أو يخون الأمانة.

ومن الأحداث التي جرت قبل اعلانه النبوة بخمس سنين أن أهل مكة أرادوا بناء الكعبة من جديد، وكانت قريش هي صاحبة الأمر، فاختلفت فيمن سيضع الحجر الأسود في

١١٥

مكانه، واستمر الخلاف أربعة أيام أو خمسة، وأوشكت السيوف أن تبرز، وكاد القوم أن يتناحروا، ثم اتفقوا على أن يكون الفيصل في هذه القضية أول من يدخل البيت الحرام صباح غد، واليوم التالي شاهدوا أن الانسان الأول الذي دخل البيت كان محمدا، فنادوه قائلين: «هذا الأمين، رضينا(١) ».

اننا لانعرف شخصية في التاريخ الانساني تمتعت بهذا الاجلال والتكريم والتقدير، وبهذه السيرة غير العادية، ثم أصبحت موضع نزاع بعد مضي أربعين سنة من عمرها.

***

وعندما نزل عليه الوحي لأول مرة، وهو في غار حراء، اعتبره حادثا غريبا لم يعهده من قبل، فرجع الىبيته يرجف فؤاده، وقص كل ما حدث على زوجه: خديجة التي كانت أكبر منه سنا، فقالت: «يا أبا القاسم والله لايخزيك الله أبدا، انك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الدهر».

وكان أبو طالب عم النبي، قد أبى أن يؤمن، ولكنه حين علم أن ابنه «عليا» أسلم، قال له: أي بني: ماهذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: يا أبت، آمنت بالله، وبرسول الله، صليت معه واتبعته، فقال أبو طالب: أما انه لم يدعك الا الى خير فالزمه(٢) ».

وعندما جمع الناس لاول مرة بعد النبوة في رحاب «جبل الصفا»، سألهم: «يابطون قريش! أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، اكنتم مصدقي؟» فعلت الأصوات من كل الحناجر، وهي تقول: «نعم، ماجربنا عليك كذبا!».

ان هذا السجل التاريخي الممتاز لحياة الرسول قبل اعلان النبوة، ليس له مثيل في العالم، ولم يسبق ان أحرزه مثله أي شاعر، أو فيلسوف، أو مفكر، أو كاتب!!.

***

وعندما أعلن محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النبوة، لم يكن صدقه موضع شك، أو بحث مطلقا لدى أهل مكة؛ فانهم كانوا على علم تام بحياته الكاملة، ولذلك لم يرمه أحد بتهمة الكذب أو الاحتيال، بل ذهبوا يدعون أنه فقد وعيه، أو أنه شاعر أو ساحر، أو أن الجن استولت على أعصابه، وما الى ذلك من الدعاوى التي تحفل بذكرها الكتب التاريخية؛ ولكن

___________________

(١) صحيح البخاري، باب ما ذكر في الحجر الأسود.

(٢) Ideal Prophet, p. ٥٨.، وانظر سيرة ابن هشام١/٢٦٥.

١١٦

هذه الكتب لاتشير الى أية محاولة جرؤ صاحبها على النيل من أمانته وصدقه. بل يسجل التاريخ انه: ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه الا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته(١) ».

وفي السنة الثالثة عشرة من النبوة، صمم بعض شبان قريش على قتله، وحاصروا بيته لاغتياله؛ وفي تلك الساعة الخطرة الحرجة قررالهجرة الى يثرب، ولكنه أوصى ابن عمه (عليا) أن يرد جميع الأمانات الى أصحابها في الصباح!.

وهذا النضر بن الحارث، وقد كان من أكبر المعارضين للنبي، وكان يعد من الخبراء المحنكين بمكة - وقف يوما، فألقى خطبة في جمع من قريش، وقال:

«يامعشر قريش، انه، والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى اذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم: ساحر، لا والله، ما هو بساحر؛ لقد راينا السحرة ونفثهم وعقدهم. وقلتم: كاهن، لا والله، ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتخالجهم، وسمعنا سجعهم. وقلتم: شاعر، لا والله، ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها، هزجه ورجزه. وقلتم: مجنون، لا والله، ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو بخنقه، ولاوسوسته، ولاتخليطه. يامعشر قريش؛ فانظروا في شأنكم، فانه، والله، لقد نزل بكم أمر عظيم».

«وكان هذا النضر من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وينصب له العداوة(٢) ».

وكان أبو لهب عم النبي من ألد أعدائه، وقال له ذات مرة: «يا محمد، انني لاأقول: انك كاذب.، ولكن الأمر الذي تقوم بتبليغه باطل(٣) ».

***

ان نبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كانت عامة لسائر أهل الأرض، غير مقصورة على الجزيرة العربية، ولذلك ارسل كتابات الى ملوك البلاد القريبة، وقد تلقى امبراطور الروم «هرقل» كتابا من الرسول، يدعوه الى اعتناق الدين الجديد، فأمر رجاله باحضار رجل من قوم الرسول في ديوانه(٤) . وكان بعض التجار من قريش يقومون برحلة تجارية في بلاد.

___________________

(١) سيرة ابن هشام ج٢، ص٩٨.

(٢) المرجع السابق ١/٣١٩.

(٣) الترمذي.

(٤) كان قيصر الروم هرقل حينئذ في بيت المقدس يشكر الله لغلبته على الفرس، وقد تلقى هذا الكتاب هناك.

١١٧

الشام، فجيء بهم الى ديوان القيصر، وسألهم هرقل عمن كان أقربهم نسبا بالرسول، فأجاب أبو سفيان: «أنا أقربهم نسبا». ثم جرى حديث تاريخي هام بين هرقل وابى سفيان، نقتبس هنا منه شيئا:

«هرقل: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ماقال؟.

أبو سفيان: لا.

هرقل: هل يغدر؟.

أبو سفيان: لا، ونحن منه في مدة لاندري ما هو فاعل فيها.

فقال هرقل: قد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس، ويكذب على الله.

وعندما دار هذا الحديث لم يكن ابو سفيان قد آمن بالرسول بعد، بل كان من خصومه، الذين ألبوا عليه العرب، وشنوا ضده الحروب، وقال، وهو يروي هذا الحديث: «والله لولا الحياء من أن يأثروا على كذبا لكذبت عنه(١) ».

ان التاريخ على طوله لم يشهد رجلا أدلى خصومه بآراء مثالية عن سيرته وحياته مثلما أدلى به خصوم رسول الاسلام.

ان هذا الواقع هو الآخر دليل في حد ذاته على حقيقة دعوة النبي العربي. وسوف أنقل هنا ماقاله الدكتور ليتز عن الرسول:

«انني لأجرؤ بكل أدب أن أقول: ان الله الذي هو مصدر ينابيع الخير والبركات كلها، لو كان يوحي الى عباده فدين محمد هو دين الوحي، ولو كانت آيات الايثار، والأمانة، والاعتقاد الراسخ القوي، ووسائل التمييز بين الخير والشر، ودفع الباطل هي الشاهدة على الالهام، فرسالة محمد هي هذا الالهام(٢) ».

***

لقد عانى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من صنوف الأذى، وضروب العنت والاضطهاد عندما بدأ دعوته؛ وحاربه قومه اشد الحرب وأقسامه، فوضعوا في طريق مروره الاشواك، وصبوا على جسمه الطاهر أكواما من النجاسة. بل ووجدناه ذات مرة بينما كان يؤدي صلاته، واذا (عقبة بن أبي معيط) يلببه بردائه بشدة حتى وقع النبي على الأرض.

ولكن هذه الاستفزازات لم تؤثر في مهمة النبي، فاتبعوا معه أسلوبا آخر، وذلك حين قاطعوه هو وعشيرته من بني هاشم، وأجبروهم على أن يعتزلوا الناس، فلجأوا الى شعب بني

___________________

(١) صحيح البخاري : كيف كان بدء الوحي.

(٢) Life of Mohammad by Abul Fadl

١١٨

هاشم، ومنعوا عنهم الطعام، وحرموا التعامل معهم، ومضى على هذه المقاطعة والحصار التاريخي ثلاث سنين، وهم يأكلون أوراق شجر (الطلح) الجبلية المرة، لسد حاجة البطن الى الطعام، ويروي أحد الصحابة في هذا الحصار أنه حصل مرة على قطعة جافة من الجلد،فغسله بالماء ووضعه على النار، ثم بلله بالماء ثانية وأكله.

وبعد الخروج من هذا الحصار ذهب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى أهل الطائف، وكانت تبعد أربعين ميلا عن مكة، وكان يقطنها الأعيان والأثرياء من ثقيف، واستخدم هؤلاء لغة بالغة السوء مع الرسول. وذهب أحدهم يقول متحديا: «وهو يمرط (يمزق) ثياب الكعبة، ان كان الله أرسلك»، وقال الآخر: «أما وجد الله أحدا يرسله غيرك». وقال الثالث: «والله لا أكلمك أبدا، لئن كنت رسولا من الله، كما تقول، لأنت أعظم خطرا من أراد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك».

ولم يكتف هؤلاء بهذا الاستهزاء، بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم، يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس يرمونه بالأحجار، الى أن سقط على صخرة مثخنا بالجراح، وحين جلس ليستريح من الجراح والعنت، رموه حتى نهض مبتعدا عنهم، وهم يتابعونه بالسب والايذاء والتصفيق. ولم يزل هذا المشهد حتى أقبل المساء، وأوى الرسول الى حائط لعتبة بن ربيعة، فجلس في ظل كرمة، وهو جريح ملطخ بالدماء. وهذا هو الواقع الذي كان الرسول يذكره للسيدة عائشة في قوله:

«لقد لقيت من قوكم مالقيت؛ وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة(١) ».

***

وعلى الرغم من هذا الأذى الشديد، فقد ظل الرسول يدعو الى الحق. حتى اجتمعت قريش على أنه لاسبيل الى التخلص منه الا بالقتل. وبناء على مؤامرة دبروها، أحاط عدد من رؤسائهم وشبيبتهم ببيت الرسول، وفي أيديهم سيوفهم المسلولة، استعدادا لاغتيال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . عندما يخرج من بيته لتادية صلاة الصبح، ولكنه باذن من الله، خرج من البيت دون ان يصاب بأذى، وهاجر الى المدينة المنورة. ثم أعلنت قريش قتالا منظما ضد النبي وأعوانه، وجروه الى الحرب، وورطوه في

___________________

(١) نص هذا الحديث: قالت عائشة: يا رسول الله، هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة، اذا عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني الى ما اردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق الا بقرن الثعالب. فرفعت رأسي فاذا انا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فاذا فيها جبريل، فناداني فقال: ان الله عز وجل قد سمع قول قومك لك، وماردوا عليك، وقد بعث اليك ملك الجبال. الخ - المراجع.

١١٩

هذه الحروب زهاء عشر سنين، وقد سقطت في معاركها أسنانه الكريمة، وكسرت رباعيته، كما استشهد عدد كبير من صحابته، وعانى مع اصحابه كل ماتعانيه الشعوب الضعيفة بعد اعلان الحرب عليها.

وهكذا دارت رحى التاريخ خلال ثلاثة وعشرين عاما من الكفاح، وقبيل نهاية رسالته بعامين فتحت مكة، ويومها وقف أمامه ألد خصومه، لايجدون نصيرا ولامعينا. فهم يعرفون كيف يعامل المنتصر المغلوبين، ولكن الذي لقبه ربه بأنه «رحمة للعالمين» سألهم:

- «يامعشر قريش، ماتظنون أني فاعل بكم؟».

- فقالوا: «خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم».

- فأعلنها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

«اذهبوا فأنتم الطلقاء!».

ذلك، ولاشك، أعظم مثل للرحمة والعفو، وهو معجزة من معجزات التاريخ الانساني. ولو كان هذا الحدث من أحداث ما قبل التاريخ، أو لم يكن مسلما به تاريخيا، لكذبه المكذبون الذين في قلوبهم زيغ، وقالوا: أنها أسطورة من أساطير التاريخ، فلم يخلق انسان بهذه الشيم!.

وما أصدق ماقاله البروفيسور بورسورث سميث:

«عندما ألقى نظرة اجمالية أستعرض فيها صفاته وبطولاته ما كان منها في بدء نبوئه، وماحدث منها فيما بعد، وعندما أرى أصحابه الذين نفخ فيهم روح الحياة، وكم من البطولات المعجزة أحدثوا - أجده أقدس الناس، وأعلاهم مرتبة، حتى أن الانسانية لم تعرف له مثيلا(١) .

ان المثل الأعلى الذي ضربه النبي في حياته الكاملة، من الأخلاق العالية، والزهد في الأموال والملذات، شيء لامثيل له في التاريخ.

لقد كان تاجرا ناجحا في مكة، وكانت زوجه السيدة خديجة من أثرى نساء العرب، ولكن كل تجارته، وثراء زوجته، ذهبا في سبيل الدعوة، ثم ابتلى ببلاء شديد، حتى انه قال مرة:

«لقد أخفت في الله، ومايخاف أحد (أي مثل ما أخفت)، ولقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد، ولقد أتت على ثلاثون من بين ليلة ويوم، ومالى ولبلال طعام يأكله ذو كبد، الا شيء يواريه ابط بلال»(٢) .

___________________

(١) Mohammad & Mohammanism, p. ٣٤٠.

(٢) الترمذي عن أنسرضي‌الله‌عنه .

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

ولم أجده في بابه ، لكنه الظاهر.

وفيتعق : الظاهر أنّ ما ذكرهصه هو كلام غض ، فلا عبرة به. ومضى عبد الله بن أبجر(1) .

أقول : أمّا كون ما ذكرهصه كلام غض ، فهو كذلك كما نقله في النقد(2) .

وقوله : مضى عبد الله بن أبجر ، يومئ إلى احتمال اتّحادهما ، ولعلّه بعيد لاختلاف طبقتهما(3) .

وقول الميرزا : لم أجده في بابه ، نبّهناك مرارا على أنّ ليس مرادد من قوله : لم ، وجوده في لم منجخ ، بل كونه ممّن لم يرو عنهمعليهم‌السلام ، فتتبّع.

1678 ـ عبد الله بن بحر الحضرمي :

يكنّى أبا الرضا ، ي(4) . والظاهر أنّه ابن يحيى.

1679 ـ عبد الله وعبد الرحمن ابنا بديل بن ورقاء :

وأخوهما محمّد ، وهم رسل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن ، قتلا بصفّين معهعليه‌السلام ، ي(5) . ونحوهصه (6) .

وفيكش : قال الفضل بن شاذان : من التابعين الكبار ورؤسائهم‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 197.

(2) نقد الرجال : 194 / 45. وزيد في حاشية النسخة الحجريّة من منتهى المقال : وتضعيفه وإن كان ضعيفا إلاّ أنّ الرجل يخرج من الضعف إلى الجهالة ( منه قدّس سره ).

(3) في نسخة « م » : طبقتيهما.

(4) رجال الشيخ : 47 / 14.

(5) رجال الشيخ : 46 / 5.

(6) الخلاصة : 103 / 3.

١٦١

وزهّادهم جندب بن زهير قاتل الساحر ، وعبد الله بن بديل(1) .

ومرّ ذكره في البراء بن عازب أيضا(2) .

1680 ـ عبد الله البرقي :

ين (3) . وزادصه : عامي(4) .

وزادكش : وجدت بخطّ محمّد بن الحسن بن بندار القمّي : حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن عبد الله البرقي المعروف بالسكري ، عن أبيه قال : سألت علي بن الحسينعليه‌السلام عن النبيذ ، فقال : قد شربه قوم وحرّمه قوم صالحون ، فكان شهادة الّذين منعوا بشهادتهم شهواتهم أولى بأن تقبل من الّذين جرّوا بشهادتهم شهواتهم.

عبد الله البرقي عامّي ، إلاّ أنّ هذا حديث حسن قريب الإسناد(5) .

1681 ـ عبد الله بن بكير الأرّجاني :

ق (6) . وزادصه : بالراء والجيم ، مرتفع القول ، ضعيف. إلاّ أنّ فيها : ابن بكر(7) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 69 / 124.

(2) رجال الكشّي : 45 / 95 ، وفيه أنّه وأبو أيّوب وخزيمة ذو الشهادتين وقيس بن سعد شهدوا جميعا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

(3) رجال الشيخ : 99 / 36.

(4) الخلاصة : 237 / 18 ، وفيها : الرقي. وفي هامش النسخة الخطيّة من المصدر : البرقي.

(5) رجال الكشّي : 129 / 206.

(6) رجال الشيخ : 265 / 702.

(7) الخلاصة : 238 / 32 وفيها بعد الترجمة زيادة : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

أقول : قال المامقاني في تنقيحه في ترجمة الحسين الأرجاني 1 / 320 : الأرجاني بالهمزة المفتوحة والراء المهملة المشدّدة المفتوحة والجيم والألف والنون والياء نسبة إلى أرّجان. إلى أن قال : وظاهر القاموس أنّ التشديد للجيم لا للراء.

١٦٢

وفيكش : ما روي في عبد الله بن بكير البرجاني : قال أبو الحسن حمدويه بن نصير : عبد الله بن بكير ليس هو من ولد أعين ، له ابن اسمه الحسين(1) .

أقول : ثمّ ذكر رواية عن يونس بن يعقوب عن عبد الله الرجاني لا تدلّ على مدح له ولا قدح(2) .

وفيمشكا : الأرجاني ، عنه يونس بن يعقوب(3) .

1682 ـ عبد الله بن بكير بن أعين :

ابن سنسن أبو علي الشيباني ، مولاهم ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . إلى أن قال : له كتاب كثير الرواة ، عبد الله بن جبلة عنه به ،جش (4) .

وفيست : فطحي المذهب إلاّ أنّه ثقة ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ابن فضّال ، عنه(5) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة(6) .

ونقلصه ما فيست ثمّ قال : وقالكش : قال محمّد بن مسعود : عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحيّة هم فقهاء أصحابنا. وذكر جماعة ،

__________________

(1) رجال الكشّي : 317 / 573 ، وفيه بدل البرجاني : الرجاني.

(2) المصدر المذكور. كما وروى في ترجمة محمّد بن مقلاص أبي الخطّاب : 293 / 517 عن يونس بن يعقوب عن عبد الله بن بكير الرجاني ما لا يدلّ أيضا على مدح أو قدح ، فلاحظ.

(3) هداية المحدّثين : 202.

(4) رجال النجاشي : 222 / 581.

(5) الفهرست : 106 / 462.

(6) الفهرست : 105 / 460.

١٦٣

منهم عمّار الساباطي ، وعلي بن أسباط ، وبنو الحسن بن علي بن فضّال(1) وأخواه. وقال في(2) آخر : إنّ عبد الله بن بكير ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه وأقرّوا له بالفقه. فأنا أعتمد على روايته وإن كان مذهبه فاسدا(3) ، انتهى.

ومرّ ذكره في الحسن بن علي بن فضّال عنكش (4) .

وفيتعق : مرّ ذكره في زياد(5) . وفي العدّة أنّ الطائفة عملت بما رواه(6) . وفي المختلف في بحث ما لو تبيّن فسق الإمام عدّ روايته من الصحاح لحكاية إجماع العصابة(7) (8) .

أقول : فيمشكا : ابن بكير بن أعين الموثّق ، عنه عبد الله بن جبلة ، ( وابن أبي عمير ، وعلي بن الحكم الثقة ، وابن أذينة )(9) ، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، وأبوه الحسن(10) ، والقاسم بن عروة ، وعلي بن‌

__________________

(1) في المصدر زيادة : علي.

(2) في المصدر زيادة : موضع.

(3) الخلاصة : 106 / 24.

(4) رجال الكشّي : 345 / 639 ، وهو أوّل حديثي الخلاصة نقلا عنه ، وهو الذي قد تقدّم. وأمّا الحديث الثاني وهو إجماع العصابة فقد ذكره تحت عنوان تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام : 375 / 705.

(5) حيث عدّه المفيد في رسالته العددية : 25 من فقهاء أصحاب الصادقين والأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(6) عدة الأصول : 1 / 380.

(7) مختلف الشيعة : 3 / 71.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 197.

(9) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(10) الحسن ، لم ترد في نسخة « ش ».

١٦٤

رئاب ، ومنصور بن يونس ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن عبد الجبّار المشهور بابن أبي الصهبان.

( وفي التهذيب : حمّاد ، عن حريز ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (1) . وصوابه : عن بكير.

وفيه أيضا : زرارة ، عن ابن بكير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ولم يعهد رواية ابن بكير عنهعليه‌السلام )(2) .

وفي التهذيب(3) : سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن ابن بكير ؛ أو علي بن أسباط ، عن ابن بكير.

وفي الاستبصار : سهل بن زياد ، عن أبي بصير ، عن عبد الله بن بكير. وهو أبعد(4) .

1683 ـ عبد الله بن بكير بن عبد يائيل :

يأتي في أبي الجوشاء(5) .

1684 ـ عبد الله بن جابر بن عبد الله :

محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد بن يزيد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كان عبد الله بن جابر بن عبد الله(6) من السبعين‌

__________________

(1) التهذيب 1 : 43 / 122.

(2) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(3) في المصدر بعد قوله : وفي التهذيب ، زيادة : رواية سهل بن زياد عن عبد الله بن بكير ، وهو بعيد. وصوابه. انظر التهذيب 10 : 23 / 66.

(4) هداية المحدّثين : 202.

(5) حيث دفع عليعليه‌السلام إليه راية كنانة يوم خروجه إلى صفّين ، رجال الشيخ : 65 / 40.

(6) في المصدر : كان عبد الله أبو جابر بن عبد الله.

١٦٥

ومن الاثني عشر ، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر ،كش (1) .

وفي بعض النسخ : عبد الله أبو جابر ، وهو الصحيح.

وفيتعق : السبعين(2) هم الّذين بايعوا عند العقبة ، والاثني عشر النقباء الّذين عيّنهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصار في المدينة(3) .

1685 ـ عبد الله بن جبلة بن حيّان :

ابن أبحر الكناني ، أبو محمّد ، عربي صليب ، ثقة ، روى عن أبيه عن جدّه حيّان بن أبجر ، كان أبجر أدرك الجاهليّة ، وبيت جبلة بيت مشهور(4) بالكوفة ، وكان عبد الله واقفا فقيها ثقة مشهورا ؛ له كتب ، منها كتاب الرجال ، عنه أحمد بن الحسن البصري ، ومات عبد الله بن جبلة سنة تسع عشرة ومائتين ،جش (5) .

صه إلى قوله : مشهورا. مع ترجمة الحروف(6) .

وفيست : له روايات ، رويناها بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عنه.

وأخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عنه(7) ، انتهى.

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن حميد(8) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 41 / 87 ترجمة جابر بن عبد الله الأنصاري.

(2) الظاهر أنّها و « الاثني » الآتية بعدها مجرورتان على الحكاية.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 197.

(4) في نسخة « م » : معروف.

(5) رجال النجاشي : 216 / 563.

(6) الخلاصة : 237 / 21.

(7) الفهرست : 104 / 452.

(8) الفهرست : 104 / 451 ، وفيه : جماعة عن أبي المفضّل عن حميد.

١٦٦

أقول : فيمشكا : ابن جبلة ، عنه أحمد بن الحسن البصري ، ومحمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، وأحمد بن ميثم. وهو عن ذريح(1) .

1686 ـ عبد الله بن جبرويه البيهقي :

الظاهر أنّه ابن حمدويه ، وربما ذكر بدلهما عمرويه أيضا.

وفي حاشية التحرير : قد اضطرب الكلام في اسم أبي عبد الله. ثمّ ذكر الثلاثة(2) ،تعق (3) .

1687 ـ عبد الله بن جريح :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، عامي ،صه (4) ، قر(5) .

وفيتعق : لعلّه عبد الملك واشتبه(6) .

1688 ـ عبد الله بن جعفر :

ل (7) . وزادن : ابن أبي طالب(8) . وزادي : قليل الرواية(9) .

وزادصه : قيل : قليل الرواية ، كان جليلا(10) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 100 ، وفيها : ابن جبلة الموثّق.

(2) التحرير الطاووسي : 420 / 299 ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

(4) الخلاصة : 236 / 6.

(5) رجال الشيخ : 130 / 46.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

(7) رجال الشيخ : 23 / 9.

(8) رجال الشيخ : 69 / 4.

(9) رجال الشيخ : 46 / 4.

(10) الخلاصة : 103 / 2 ، وفيها : ابن جعفر من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان جليلا ، قليل الرواية.

١٦٧

1689 ـ عبد الله بن جعفر بن الحسين :

ابن مالك بن جامع الحميري ـ بالحاء المهملة ـ أبو العبّاس القمّي ، شيخ القمّيين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين ، ثقة ، من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ،صه (1) .

جش إلاّ الترجمة إلى قوله : سنة نيف وتسعين ومائتين ؛ وفيما زاد : صنّف كتبا كثيرة ، منها كتاب قرب الإسناد ، أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عنه بجميع كتبه(2) .

وفيست : يكنّى أبا العبّاس القمّي ، ثقة ، له كتب ، منها كتاب قرب الإسناد ؛ أخبرنا برواياته(3) أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عنه.

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عنه(4) .

وفي كر : قمّي ثقة(5) .

وفيكش : قال نصر بن الصباح : أبو العبّاس الحميري اسمه عبد الله ابن جعفر ، كان أستاذ أبي الحسن(6) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن الحسين الحميري الثقة ، عنه أحمد ابن محمّد بن يحيى العطّار ، وأبوه محمّد كما في الكافي(7) ، ومحمّد بن عبد الله ، والصدوق عن أبيه عنه ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، ومحمّد بن‌

__________________

(1) الخلاصة : 106 / 20.

(2) رجال النجاشي : 219 / 573.

(3) في المصدر : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته.

(4) الفهرست : 102 / 439.

(5) رجال الشيخ : 432 / 2.

(6) رجال الكشّي : 605 / 1124.

(7) الكافي 5 : 447 / 18.

١٦٨

موسى بن المتوكّل ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب(1) .

1690 ـ عبد الله بن جعفر بن محمّد :

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، كان أكبر إخوته بعد إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام ، وكان متّهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال : إنّه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة ؛ وادّعى بعد أبيه الإمامة ، واحتجّ بأنّه أكبر إخوته الباقين ، فاتّبعه جماعة ، ثمّ رجع أكثرهم إلى القول بإمامة أخيه موسىعليه‌السلام ، كذا في الإرشاد(2) .

1691 ـ عبد الله بن جعفر بن محمّد :

ابن موسى بن جعفر ، أبو محمّد الدوريستي.

عن معجم البلدان أنّه من فقهاء الإماميّة ، وكان يدّعي أنّه من أولاد حذيفة بن اليمان ، انتقل في سنة ستّين وخمسمائة إلى بغداد ، وأخذ من أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام عن جدّه محمّد بن موسى ، انتهى(3) .

ومضى والده ،تعق (4) .

أقول : في عه : الشيخ نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي ، فقيه صالح له الرواية عن أسلافه مشايخ دوريست فقهاء الشيعة(5) .

وقال الشيخ يوسف البحرانيرحمه‌الله بعد ذكر أبيه جعفر : ولهذا‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 203.

(2) الإرشاد : 2 / 210.

(3) معجم البلدان : 2 / 484 ، وفيه : قدم بغداد سنة 566.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

(5) فهرست منتجب الدين : 128 / 276.

١٦٩

الشيخ أولاد وأولاد أولاد فضلاء منهم الشيخ نجم الدين عبد الله بن جعفر بن محمّد الدوريستي ، وكان عالما فاضلا صدّيقا جليل القدر ، يروي عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسى بن جعفر ، عن جدّه أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن المفيد(1) .

1692 ـ عبد الله بن جعفر المخرمي :

أسند عنه ،ق (2) .

وفي قب : أبو محمّد المدني المخرمي ـ بكسر المعجمة(3) وفتح الراء الخفيفة ـ لا بأس به ، من الثامنة ، مات سنة سبعين ومائة وله بضع وسبعون سنة(4) .

1693 ـ عبد الله بن جعفر المخزومي المدني :

أسند عنه ،ق (5) . وفي نسخة : المخرمي(6) ، فيتّحد مع السابق.

1694 ـ عبد الله بن جعفر المدني :

ين (7) . وكأنّه ابن جعفر بن أبي طالب.

1695 ـ عبد الله بن جعفر بن نجيح المدني :

أسند عنه ،ق (8) .

1696 ـ عبد الله بن جندب :

بالجيم المضمومة والنون الساكنة والدال المهملة المفتوحة والباء‌

__________________

(1) لؤلؤة البحرين : 343 / 115.

(2) رجال الشيخ : وفي نسخة « ش » : المخزومي ، وفي حاشيتها : المخرمي ( خ ل ).

(3) في المصدر : بسكون المعجمة.

(4) تقريب التهذيب 1 : 406 / 229.

(5) رجال الشيخ : 223 / 16.

(6) في نسخة « م » : المخزمي.

(7) رجال الشيخ : 97 / 14.

(8) رجال الشيخ : 228 / 96.

١٧٠

الموحّدة ، البجلي ، عربي ، كوفي ، من أصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، ثقة(1) .

وروىكش أنّ أبا الحسنعليه‌السلام أقسم أنّه عنه راض ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والله(2) ، وقال فيه أبو الحسنعليه‌السلام : إنّ عبد الله ابن جندب لمن(3) المخبتين.

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه كان وكيلا لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضاعليهما‌السلام ، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما.

قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه ،صه (4) .

وفيظم وضا : كوفي ثقة(5) .

وفيكش : حدّثني محمّد بن قولويه قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن بعض أصحابنا قال : قال عبد الله بن جندب لأبي الحسنعليه‌السلام : ألست عنّي راضيا؟ قال : إي والله ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والله عنك راض(6) . وفيه أيضا غيره(7) .

أقول : فيمشكا : ابن جندب ، عنه إبراهيم بن هاشم. وهو في طبقة رواة الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، لأنّه وكيل عنهماعليهما‌السلام (8) .

__________________

(1) ثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) في المصدر زيادة : تعالى عنه راضيان.

(3) في نسخة « م » : من.

(4) الخلاصة : 105 / 16.

(5) رجال الشيخ : 355 / 20 ، 379 / 2.

(6) رجال الكشّي : 585 / 1096.

(7) رجال الكشّي : 586 / 1097 ، 1098.

(8) هداية المحدّثين : 101.

١٧١

1697 ـ عبد الله بن الحارث :

أبو علي خلف بن حامد قال : حدّثني أبو محمّد الحسن بن طلحة ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن بريد العجلي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستّة وتركوا أبا لهب. وسألت عن قول الله عزّ وجلّ :( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ. تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ ) (1) ؟ قال : هم سبعة : المغيرة بن سعيد ، وبنان(2) ، وصائد النهدي ، والحارث الشامي ، وعبد الله بن الحارث ، وحمزة بن عمارة الزبيري(3) ، وأبو الخطّاب ،كش (4) .

وفي رواية أخرى : عبد الله بن عمرو بن الحارث(5) . وكأنّه نسب فيها إلى جدّه.

وفيصه بعد ذكر ملخّص ما فيكش : وهذا الطريق وإن لم يثبت عندي عدالته لكنّه يوجب التوقّف في قبول روايته(6) .

وفيتعق : في العيون : عن محمّد بن الفضل(7) ، عن عبد الله بن حارث(8) ـ وامّه من ولد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام ـ قال : بعث إلينا أبو إبراهيمعليه‌السلام فجمعنا فقال : أتدرون لم جمعتكم؟ فقلنا : لا ، قال(9) :

__________________

(1) الشعراء : 221 و 222.

(2) في المصدر : وبيان.

(3) في المصدر : البربري.

(4) رجال الكشّي : 290 / 511 ترجمة محمّد بن أبي زينب.

(5) رجال الكشّي : 302 / 543.

(6) الخلاصة : 237 / 16.

(7) في العيون : الفضيل.

(8) في نسخة « ش » : حارثة.

(9) في نسخة « ش » : فقال.

١٧٢

اشهدوا أنّ عليّا ابني هذا وصيّي والقائم(1) بأمري. الحديث(2) وعبد الله بن الحارث هذا هو المخزومي كما يأتي في الألقاب إن شاء الله(3) .

1698 ـ عبد الله بن الحارث بن بكر :

ابن وائل ؛ في آخر الباب الأوّل منصه عن قي أنّه من أصحاب عليعليه‌السلام من ربيعة(4) ،تعق (5) .

1699 ـ عبد الله بن حبيب السلمي :

عن قي : في خواصّ عليعليه‌السلام من مضر : أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي. قال : وبعض الرواة يطعن فيه(6) .

1700 ـ عبد الله بن الحجّاج البجلي :

أخو عبد الرحمن ، مولى ، ثقة ،صه (7) .

وزادجش : له كتاب يرويه عنه محمّد بن أبي عمير(8) .

__________________

(1) في العيون : القيم.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 27 / 14.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

وقوله : عبد الله بن الحارث هذا هو المخزومي ، أي المذكور في العيون ، حيث ذكر في الألقاب نقلا عن إرشاد الشيخ المفيد : 2 / 248 و 250 أنّ من جملة من روى النصّ على الرضا عليه‌السلام من أبيه من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته المخزومي ، وذكر في الحديث أيضا أنّ امه من ولد جعفر بن أبي طالب. كما ونقل عن الكافي 1 : 249 / 7 مضمون خبر العيون وفيه أيضا المخزومي وأنّ امّه من ولد جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام .

(4) الخلاصة : 193 ، رجال البرقي : 5.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201 ، وفيها : عبد الله بن الحارث بن بكر بن وابل.

(6) رجال البرقي : 5.

(7) الخلاصة : 111 / 49.

(8) رجال النجاشي : 225 / 589.

١٧٣

وفيتعق : يأتي ذكره إن شاء الله في الخاتمة(1) (2) .

أقول : فيمشكا : ابن الحجّاج الثقة ، عنه ابن أبي عمير(3) .

1701 ـ عبد الله بن حجل :

فيصه عن قي : في أصحابهعليه‌السلام من ربيعة : عبد الله بن حجل(4) .

1702 ـ عبد الله بن الحسن بن الحسن :

ابن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو محمّد ، هاشمي مدني تابعي ،ق (5) .

أقول : يأتي في يحيى ابنه ذكره(6) .

__________________

(1) نقلا عن غيبة الشيخ الطوسي : 348 / 302 وأنّه من الوكلاء الممدوحين ـ حيث كان وكيلا لأبي عبد اللهعليه‌السلام ـ ومات في عصر الرضاعليه‌السلام على ولايته. إلاّ أنّه ذكر ذلك في حقّ أخيه عبد الرحمن.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

(3) هداية المحدّثين : 101.

(4) الخلاصة : 193 ، رجال البرقي : 5.

(5) رجال الشيخ : 222 / 1.

(6) نقلا عن عمدة الطالب : 101 وأنّ عبد الله هذا هو المحض ، لأنّ أباه الحسن بن الحسنعليه‌السلام وامّه فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام ، وكان يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان شيخ بني هاشم في زمانه ، وكان يتولّى صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد أبيه الحسن. إلى آخره.

نقول : ذكر السيّد الخويي قدس‌سره في معجم رجاله : 10 / 159 هذا الحديث ثمّ قال : ثمّ إنّ الروايات قد كثرت في ذم عبد الله هذا. وأخذ في سرد هذه الروايات إلى أن قال : والمتحصّل ممّا ذكرناه أنّ عبد الله بن الحسن مجروح مذموم ولا أقل من أنّه لم يثبت وثاقته أو حسنه ، والله العالم.

١٧٤

1703 ـ عبد الله بن الحسن بن علي :

ابن أبي طالبعليهما‌السلام ، قتل معهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزاد سين : أمّه أمّ الرباب(2) بنت امرئ القيس بن عدي بن أويس(3) .

ولا يخفى ما في عبارةصه من الاشتباه(4) .

1704 ـ عبد الله بن الحسن المؤدّب :

روى عن أحمد بن علوية كتب الثقفي ، روى عنه علي بن الحسين بن بابويه ، لم(5) .

1705 ـ عبد الله بن الحسين التستري :

في النقد : مدّ ظلّه العالي ، شيخنا وأستاذنا العلاّمة المحقّق ، عظيم المنزلة دقيق الفطنة ، كثير الحفظ ، وحيد عصره وفريد دهره وأورع أهل زمانه ، ما رأيت أحدا أوثق منه ، لا تحصى مناقبه وفضائله ، قائم بالليل وصائم بالنهار ، وأكثر فوائد هذا الكتاب منه ، جزاه الله تعالى عنّي أفضل جزاء المحسنين. له كتب ، منها : شرح قواعد الحلّيقدس‌سره (6) ، انتهى.

__________________

(1) الخلاصة : 104 / 11.

(2) في المصدر : امّه الرباب. إلى آخره.

أقول : وهذا ينافي ما ذكره الشيخ المفيد في إرشاده : 2 / 20 من أنّ عمرو بن الحسن وأخواه القاسم وعبد الله ابنا الحسن أمّهم أمّ ولد.

والظاهر صحة ذلك حيث أنّ الرباب بنت امرئ القيس كانت زوجة الحسين عليه‌السلام وهي أيضا أمّ عبد الله الرضيع وسكينة.

(3) رجال الشيخ : 76 / 7 ، وفيه : أوس. كما وذكر بقية نسبه.

(4) ونظره إلى أنّ مرجع الضمير في قول الخلاصة : قتل معه ، غير ظاهر. ولا يخفى أنّ في الخلاصة ذكر قبل هذه الترجمة : عبد الله بن علي أخو الحسينعليه‌السلام قتل معه بكربلاء. فقوله هنا : قتل معه راجع إلى الحسينعليه‌السلام .

(5) رجال الشيخ : 484 / 46.

(6) نقد الرجال : 197 / 92.

١٧٥

وقال جدّي ـ بعد تعظيمه غاية التعظيم ـ : له كتب(1) ، منها : التتميم لشرح الشيخ نور الدين علي. عدّ سبع مجلّدات يظهر منها فضله وتحقيقه وتدقيقه إلى أن قال : وكان صاحب الكرامات الكثيرة ممّا رأيت وسمعت ، وكان قرأ على شيخ الطائفة أزهد الناس في عهده مولانا أحمد الأردبيليرحمه‌الله وعلى الشيخ الأجل أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي وعلى أبيه نعمة الله ، وكان له عنهما الإجازة للأخبار(2) ، انتهى ،تعق (3) .

1706 ـ عبد الله بن الحسين بن سعد :

القطرنبلي ـ بالقاف والطاء المهملة والراء ـ أبو محمّد الكاتب ، كان من خواصّ سيّدنا أبي محمّدعليه‌السلام ،صه (4) .

وبخطّشه : جعلهد القطربلي ـ بتضعيف الباء بغير نون(5) ـ والموجود فيجش كما هنا(6) ، انتهى.

والّذي فيجش : القطربلي. وزاد علىصه : قرأ على تغلب(7) ، وكان من وجوه أهل الأدب ، له كتاب التاريخ(8) .

وفي القاموس : قطربلّ ـ بالضمّ وتشديد الباء الموحّدة أو بتخفيفها وتشديد اللام ـ موضعان ، أحدهما بالعراق ، ينسب إليه الخمر(9) .

__________________

(1) في المصدر : تصانيف.

(2) روضة المتّقين : 14 / 382.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

(4) الخلاصة : 111 / 52.

(5) رجال ابن داود : 118 / 854.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 53.

(7) كذا في النسخ ، وفي المصدر : ثعلب ، وهو الصواب.

(8) رجال النجاشي : 230 / 608.

(9) القاموس المحيط : 4 / 38.

١٧٦

وفيتعق : القطربنلي ـ بالقاف المضمومة وكذا الراء المهملة والنون الساكنة ـ قرية بحذاء آمل ، انتهى(1) .

أقول : في نسختين منجش : القطربلي ، كما ذكره الميرزا بلا نون ، وقولشه : الموجود فيجش كما هنا ـ أي بالنون ـ ، لعلّ ذلك في نسختهرحمه‌الله .

وفيضح : القطرنبلي : ـ بالقاف المضمومة والنون المضمومة بعد الراء وبعدها الباء المنقّطة تحتها نقطة ـ قرية بحذاء آمل(2) .

1707 ـ عبد الله بن الحسين بن محمّد :

ابن يعقوب الفارسي ، أبو محمّد ، شيخ من وجوه أصحابنا ومحدّثيهم وفقهائهم ، رأيته ولم أسمع منه ،جش (3) .

وزادصه قبل رأيته : قالجش (4) .

1708 ـ عبد الله بن الحكم الأرمني :

ضعيف ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (5) .

وزادصه قبل روى : يقال إنّه(6) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن حسّان ، عن أبي عمران موسى بن رنجويه الأرمني ، عن عبد الله بن الحكم(7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 201.

(2) إيضاح الاشتباه : 243 / 489 ، وفيه : آمد.

(3) رجال النجاشي : 230 / 610.

(4) الخلاصة : 112 / 55.

(5) رجال النجاشي : 225 / 591.

(6) الخلاصة : 238 / 27 ، وفيها بعد ضعيف زيادة : مرتفع القول.

(7) الفهرست : 101 / 437.

١٧٧

أقول : فيمشكا : ابن الحكم ، عنه أبو عمران موسى بن رنجويه ، وجعفر بن سليمان(1) .

1709 ـ عبد الله بن حمّاد الأنصاري :

من شيوخ أصحابنا ، له كتابان ،جش (2) .

وفيصه : قالجش : إنّه من شيوخ أصحابنا. وقال غض : إنّه يكنّى أبا محمّد ، نزل قم ، لم يرو عن أحد من الأئمّةعليهم‌السلام ، حديثه نعرفه تارة وننكره اخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا(3) .

وفيظم : له كتاب(4) .

وزادست : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(5) .

وفيتعق : في قولجش شهادة بالجلالة بل والوثاقة ، وقول غض ليس بشي‌ء كما مرّ مرارا(6) .

أقول : فيمشكا : ابن حمّاد ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وإبراهيم ابن إسحاق الأحمري(7) .

1710 ـ عبد الله بن حمدويه :

بيهقي ، كر(8) . وفيكش في رجال الرضاعليه‌السلام : ومن كتاب له‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 101.

(2) رجال النجاشي : 218 / 568.

(3) الخلاصة : 110 / 40 ، وفيها : ويخرج شاهدا.

(4) رجال الشيخ : 355 / 23.

(5) الفهرست : 103 / 445.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 202.

(7) هداية المحدّثين : 101.

(8) رجال الشيخ : 432 / 5.

١٧٨

عليه‌السلام إلى عبد الله بن حمدويه البيهقي : وبعد ، فقد رضيت(1) لكم إبراهيم بن عبدة. إلى أن قال : ورحمهم وإيّاك معهم برحمتي لهم إنّ الله واسع كريم(2) .

وفيد : عبد الله بن حمدويه البيهقي لم ،كش ، ممدوح(3) .

وفيتعق : يأتي ذكره في الفضل بن شاذان عنكش (4) ، والمذكور هناك وإن كان عبد الله بن جبرويه إلاّ أنّ الظاهر أنّه مصحّف كما أشرنا إليه.

والظاهر منكش هناك وفي إبراهيم بن عبدة(5) أنّه من رجال العسكريعليه‌السلام كما فيجخ (6) .

1711 ـ عبد الله بن حمزة :

غير مذكور في الكتابين.

وفي عه : الشيخ الإمام نصير الدين أبو طالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله الطوسي الشارجي المشهدي ، فقيه ثقة وجه(7) .

1712 ـ عبد الله بن خباب :

بالخاء المعجمة والباء الموحّدة قبل الألف وبعدها ، ابن الأرت ـ بالرّاء والتاء المثناة ـ من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قتله الخوارج قبل‌

__________________

(1) في المصدر : نصبت.

(2) رجال الكشّي : 509 / 983.

(3) رجال ابن داود : 119 / 858.

(4) رجال الكشّي : 539 / 1026 ، 542 / 1028 ، وفيهما : عبد الله بن حمدويه.

(5) رجال الكشّي : 580 / 1089.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 202.

(7) فهرست منتجب الدين : 125 / 272 ، وفيه : الشارحي.

١٧٩

وقعة النهروان ،صه (1) . ي إلاّ الترجمة(2) .

1713 ـ عبد الله بن ختيل :

بالخاء المعجمة المضمومة والتاء المثنّاة فوق المفتوحة والياء المثنّاة تحت الساكنة ، الجمحي ، ي(3) ،جخ ، قتل معه بصفّين ،د (4) .

والّذي وجدناه في ي : عبد الرحمن(5) .

1714 ـ عبد الله بن خداش :

أبو خداش المهري ، ضعيف جدّا وفي مذهبه ارتفاع ، له كتاب ، سلمة بن الخطّاب ، عنه به ،جش (6) .

وفيكش : محمّد بن مسعود ، قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن خالد : أبو خداش عبد الله بن خداش المهري ، ومهرة محلّة بالبصرة ، وهو ثقة(7) .

وفيصه بعد ذكر كلامجش وكش : الأقرب عندي التوقّف فيما يرويه ، لأن عبد الله بن محمّد بن خالد الّذي زكّاه(8) ليس هو الطيالسي ، لأنّجش نقل أنّ كنيته أبو العباس(9) ومحمّد بن مسعود نقل عن أبي محمّد عبد الله(10) ، انتهى.

__________________

(1) الخلاصة : 103 / 4.

(2) رجال الشيخ : 50 / 62.

(3) في النسخ : ق.

(4) رجال ابن داود : 119 / 860.

(5) رجال الشيخ : 49 / 44 ، وفيه : عبد الرحمن بن خثيل.

(6) رجال النجاشي : 228 / 604.

(7) رجال الكشّي : 447 / 840.

(8) في الخلاصة زيادة : الظاهر أنّه.

(9) رجال النجاشي : 219 / 572.

(10) الخلاصة : 109 / 33.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190