الإمامة الإلهية الجزء ١

الإمامة الإلهية9%

الإمامة الإلهية مؤلف:
المحقق: محمد بحر العلوم
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 440

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 440 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 140584 / تحميل: 8473
الحجم الحجم الحجم
الإمامة الإلهية

الإمامة الإلهية الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

والوثاقة أمر آخر.

3270 ـ يعقوب أبو يوسف :

ق (1) . ويأتي أنّه ابن إسحاق السكيت الثقة(2) .

وفيتعق : بعيد لأنّهق وذاكج ، دي ؛ ويأتي عن المحقّق الداماد أنّه ابن عيثم. وفي كتب الأخبار عن أبي يوسف يعقوب بن عيثم عن الصادقعليه‌السلام (3) . ويأتي ابن نعيم أبو يوسف(4) وابن يزيد أبو يوسف(5) (6) .

3271 ـ يعقوب الأحمر :

روى عنه ابن مسكان ،ق (7) .

ويأتي ابن سالم الأحمر(8) .

أقول : فيمشكا : يعقوب الأحمر الثقة ، عنه ابن مسكان ، وأبو المغراء حميد بن المثنّى(9) .

3272 ـ يعقوب بن إسحاق السكّيت :

أبو يوسف ، كان متقدّماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسنعليهما‌السلام وكانا يختصّانه ، وله عن أبي جعفرعليه‌السلام رواية ومسائل ، وقتله المتوكّل‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 337 / 60.

(2) عن رجال النجاشي : 449 / 1214 والخلاصة : 186 / 5 ، إلاّ أنّ في كتابه الوسيط : 272 في ترجمته قال : وكأنّه ابن عثيم ابن السكيت.

(3) التهذيب 1 : 233 / 674 ، الاستبصار 1 : 31 / 84 ، وفيهما : عثيم.

(4) عن رجال النجاشي : 449 / 1213 والخلاصة : 186 / 4.

(5) عن رجال النجاشي : 450 / 1215.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(7) رجال الشيخ : 337 / 66.

(8) عن رجال الشيخ : 336 / 56 ورجال النجاشي : 449 / 1212 والخلاصة : 186 / 2.

(9) هداية المحدّثين : 163. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦١

لأجل التشيّع وأمره مشهور ، وكان وجهاً في علم العربيّة واللغة ، ثقة مصدّقاً(1) لا يطعن عليه ،جش (2) .صه بزيادة ترجمة الحروف(3) .

ثمّ زادجش : له كتب منها كتاب إصلاح المنطق ، ثمّ عدّ كتبه ثمّ قال : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد الله البصري. إلى أن قال : عن تغلب(4) عن يعقوب.

وقد تقدّم عنق يعقوب أبو يوسف(5) ولا يبعد أن يكون هذا(6) ، فتأمّل.

وفيتعق : قال جديرحمه‌الله : رأيت في بعض كتب أصحابنا أنّه كان معلّماً للمعتز والمؤيد ابني المتوكّل ، وكان ذات يوم حاضراً عند المتوكّل إذ أقبلا فقال له المتوكّل : يا يعقوب أيّهما أحبّ إليك ولداي هذان أو الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟ فقال : والله قنبر غلام علي بن أبي طالبعليه‌السلام خير منهما ومن أبيهما ، فقال المتوكّل : سلّوا لسانه من قفاه ، فسلّوا لسانه ، فماترضي‌الله‌عنه شهيداً(7) (8) .

أقول : فيمشكا : ابن إسحاق السكّيت الثقة ، عنه تغلب(9) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : صدوقاً.

(2) رجال النجاشي : 449 / 1214 ، ولم يرد فيه : وكانا يختصّانه.

(3) الخلاصة : 186 / 5 ، وفيها بدل وكان وجهاً في علم العربية : وكان عالماً بالعربيّة.

(4) في رجال النجاشي : ثعلب.

(5) رجال الشيخ : 337 / 60.

(6) لقد ذكرنا هناك أنّ الميرزا في كتابه الوسيط : 272 عدل عن رأيه هذا وقال : وكأنّه ابن عثيم لا ابن السكيت.

(7) روضة المتّقين : 14 / 471.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(9) هداية المحدّثين : 163. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦٢

3273 ـ يعقوب بن إلياس :

ثقة ،صه (1) .

ومضى في أخيه عمرو أيضاً عنه وعنجش (2) .

3274 ـ يعقوب بن داود :

في العيون : إنّه ممّن سعى بموسى بن جعفرعليه‌السلام ، وكان يرى رأي الزيديّة(3) .

3275 ـ يعقوب بن سالم الأحمر :

أخو أسباط بن سالم ، ثقة من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (4) .

وقالشه : قوله أخو أسباط يقتضي كون أسباط أشهر منه ، مع أنّه لم يذكره في القسمين ولا غيره ، مع أنّه كثير الرواية خصوصاً بواسطة ولده علي بن أسباط(5) ، انتهى.

وفيجش أيضاً كما مرّ عنصه (6) على ما نقلهطس في كتابه.

وفيظم : ابن سالم(7) . وزادق : الأحمر الكوفي(8) .

ثمّ فيق : ابن سالم أخو أسباط العليم السرّاج(9) . والله العالم.

وفيتعق : قال الشيخ محمّدرحمه‌الله : لعلّ العلاّمةرحمه‌الله أخذه من كتاب‌

__________________

(1) الخلاصة : 186 / 3 ، ولم يرد فيها : ثقة ، ووردت في النسخة الخطيّة منها.

(2) الخلاصة : 121 / 7 ، رجال النجاشي : 289 / 773.

(3) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 72 / 2 باب 7.

(4) الخلاصة : 186 / 2.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 89.

(6) رجال النجاشي : 449 / 1212.

(7) رجال الشيخ : 363 / 6.

(8) رجال الشيخ : 336 / 54.

(9) رجال الشيخ : 337 / 65.

٦٣

طس لأنّه كثير التتبع له ، انتهى.

ومرّ في زياد بن المنذر عن المفيد أنّه من فقهاء الأصحاب(1) (2) .

أقول : قولشه رحمه‌الله : يقتضي كون أسباط أشهر منه مع أنّه لم يذكره في القسمين ، لا يخفى أنّه يقتضي ذلك لكنّ العلاّمةرحمه‌الله أخذ الكلام المذكور منجش حذو النعل بالنعل كما في أكثر المواضع.

وقولهرحمه‌الله : ولا غيره ، غير معلوم فقد ذكره الشيخ في كتابيه(3) ، وجش في كتابه كما سبق في بابه(4) .

وقول الميرزارحمه‌الله : على ما نقلهطس في كتابه ، وكذا قول الشيخ محمّد : لعلّ العلاّمة. إلى آخره ، يشعر بأنّ الترجمة المذكورة غير مذكورة في كتابجش إلاّ في نسخة ابن طاوسرحمه‌الله وليس كذلك ، فإنّها مذكورة في سائر النسخ كما في نسختين عني ونقلها الفاضل عبد النبي الجزائري عن(5) جش أيضاً لكنّه(6) لم يزد على المنقول هنا(7) ؛ والّذي في غيره بزيادة : له كتاب مبوّب في الحلال والحرام ، أخبرنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب ، عن علي بن أسباط ، عن عمّه بكتابه(8) .

__________________

(1) الرسالة العدديّة : 25 ، 42 ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9 ، وفيها يعقوب الأحمر.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(3) رجال الشيخ : 153 / 220 ، الفهرست : 38 / 122.

(4) رجال النجاشي : 106 / 268.

(5) في نسخة « ش » : عنه.

(6) في نسخة « م » : لكن.

(7) حاوي الأقوال : 162 / 668.

(8) راجع رجال النجاشي : 449 / 1212 ، وفيه : أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن سعيد. إلاّ أنّ في طبعه دار الإضواء بيروت 2 : 424 / 1213 كما في المتن.

٦٤

وفيمشكا : ابن سالم الثقة ، عنه علي بن أسباط وهو عمّه(1) ، انتهى.

وهذا يعطي تغاير ابن سالم للأحمر السابق ، وعلى فرضه(2) توثيق الأحمر كما مرّ عنه خفيّ المأخذ(3) ، فلا تغفل.

3276 ـ يعقوب السرّاج :

كوفي ثقة له كتاب ، عنه ابن محبوب ،جش (4) .

وفيصه : ثقة قالهجش ؛ وقالغض : إنّه كوفي ضعيف. والأقرب عندي قبول روايته(5) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(6) .

وما في ق مضى في ابن سالم(7) .

ووثقه أيضاً في الإرشاد كما مرّ في سليمان بن خالد(8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 163. ومن وفي مشكا. إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

(2) أي على فرض التغاير.

(3) لعلّ الظاهر توثيقه ليعقوب الأحمر مبني على ما ذكره الشيخ المفيد في رسالته العدديّة حيث إنّ فيها يعقوب الأحمر فقط.

(4) رجال النجاشي : 451 / 1217.

(5) الخلاصة : 186 / 7.

(6) الفهرست : 180 / 804.

(7) رجال الشيخ : 337 / 65 ، وفيه : ابن سالم أخو أسباط العليم السرّاج.

(8) الإرشاد : 2 / 216 ، وفيه : فممّن روى النصّ بالإمامة من أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام على ابنه أبي الحسن موسىعليه‌السلام من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رضوان الله عليهم ، وعدّ منهم يعقوب السرّاج.

٦٥

أقول : فيمشكا : ابن السرّاج الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(1) .

3277 ـ يعقوب بن شيبة :

بالشين المعجمة ثمّ الباء الموحّدة ثمّ المثنّاة من تحت ، عامّي المذهب ،صه (2) .

ست : إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب في تفضيل الحسن والحسينعليهما‌السلام ، أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شبيه ، عن جدّه يعقوب(3) .

وفيجش : ابن شبيه ، صاحب حديث من العامّة ، غير أنّه صنّف مسند أمير المؤمنينعليه‌السلام (4) ، وصنّف مسند عمّار بن ياسر ؛ قرأت هذا الكتاب على أبي عمير عبد الواحد بن مهدي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شبيه ، عن جدّه به(5) .

وفيتعق : في الوجيزة : ضعيف وفيه مدح(6) ، فتأمّل(7) .

أقول : فيمشكا : ابن شبيه ، عنه محمّد بن أحمد بن يعقوب(8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 163. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 266 / 1. وضبطه في الإيضاح : 320 / 769 : شيبة : بالشين المعجمة والياء المنقّطة تحتها نقطتين والباء المنقّطة تحتها نقطة.

(3) الفهرست : 180 / 806 ، وفيه : شيبة ، وفيه أيضاً بعد جدّه يعقوب زيادة : عن مشيخته. ثمّ قال : وله كتاب مسند أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخباره في الجمل وصفّين والنهروان وفضائله وتسمية من روى عنه من أصحابه ، رويناه بالإسناد الأوّل عنه.

(4) في المصدر زيادة : ورواه مع مسانيد جماعة من الصحابة.

(5) رجال النجاشي : 451 / 1218 ، وفيه : شيبة ، وفيه أيضاً زيادة : وله كتاب الرسالة في الحسن والحسينعليهما‌السلام .

(6) الوجيزة : 343 / 2105 ، وفيها : شيبة.

(7) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(8) هداية المحدّثين : 163 ، وفيها : شيبة. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦٦

3278 ـ يعقوب بن شعيب بن ميثم :

ابن يحيى التمّار ، مولى بني أسد ، أبو محمّد ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : ذكره ابن سعيد وابن نوح ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، ابن أبي عمير عنه به(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن سماعة ، عنه(3) .

وفيقر : ابن شعيب بن ميثم الأسدي(4) . وزادق : الكوفي(5) .

وفيظم : ابن شعيب له كتاب(6) .

أقول : فيمشكا : ابن شعيب بن ميثم الثقة ، عنه علي بن النعمان ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، والحسن بن سماعة ، وداود بن فرقد ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، ومحمّد بن أبي حمزة ، وحمّاد بن عثمان. وهو عن الصادقعليه‌السلام (7) .

3279 ـ يعقوب بن عيثم :

للصدوق طريق إليه(8) ولذا حسنه خاليرحمه‌الله (9) .

__________________

(1) الخلاصة : 186 / 6.

(2) رجال النجاشي : 450 / 1216.

(3) الفهرست : 180 / 805.

(4) رجال الشيخ : 140 / 1.

(5) رجال الشيخ : 336 / 53.

(6) رجال الشيخ : 363 / 1.

(7) هداية المحدّثين : 163 و 268 ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(8) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 6 ، وفيه : عثيم.

(9) الوجيزة : 408 / 375.

٦٧

ويروي عنه أبان(1) وابن أبي عمير(2) ، وفيه أشار بقوته ووثاقته.

قال السيّد الدامادرحمه‌الله : أبو يوسف يعقوب ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيق (3) وهو ابن عيثم ، ثمّ إنّه يعلم حسن حاله وصحّة حديثه من عد العلاّمةرحمه‌الله فيصه طريق الصدوق في الفقيه إليه صحيحاً ، ومن استصحاح الأصحاب أخباراً هو في طريقها ، انتهى.

ومضى عن المصنّف في يعقوب أبو يوسف أنّه ابن السكّيت(4) المشهور واستبعادنا ذلك. وفي النقد : ابن عيثم أبو يوسف(5) ، فتأمّل ،تعق (6) .

أقول : فيمشكا : ابن عيثم المجهول ، أبان بن عثمان عنه(7) .

3280 ـ يعقوب بن الفضل بن يعقوب :

روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ،جش .

وهو أخو إسحاق وإسماعيل الثقة ، مضى في ابن أخيه الحسين بن محمّد بن الفضل(8) ،تعق (9) .

أقول : ذكرنا في ترجمة ابن ابنه إسحاق بن الفضل(10) ما فيه(11) .

__________________

(1) التهذيب 1 : 245 / 707 ، وفيه : عثيم.

(2) كما في طريق الصدوق إليه ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 6.

(3) رجال الشيخ : 337 / 60.

(4) منهج المقال : 374.

(5) نقد الرجال : 379 / 15 ، وفيه : عثيم.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(7) هداية المحدّثين : 163 ، وفيها : عثيم. والمذكور عن المشتركات لميرد في نسخة « ش ».

(8) رجال النجاشي : 56 / 131.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(10) الظاهر من المصنّف في ترجمة إسحاق بن الفضل أنّه أخو يعقوب المترجم هنا لا ابن ابنه.

(11) فيه استظهار استفادة التوثيق من عبارة النجاشي في ترجمة الحسين بن محمّد بن الفضل ، وقد صرّح الشهيد الثاني بتوثيقه مع عمومته ، وفيه أيضاً استبعاد الجزائري ظهور التوثيق من عبارة النجاشي. انظر : الرعاية في علم الدراية : 398 ورجال النجاشي : 56 / 131 وحاوي الأقوال : 170 / 701.

٦٨

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في خاتمة قسم الثقات وقال : وثّقهشه في شرح البداية ، وقد ذكرنا ما في ذلك من النظر سابقاً(1) ، انتهى.

3281 ـ يعقوب بن نعيم بن قرقارة :

الكاتب أبو يوسف ، كان جليلاً في أصحابنا ، ثقة في الحديث ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،جش (2) .

وزادصه بعد قرقارة : بالقاف قبل الراء وبعدها والراء الأُخرى بعد الألف(3) .

وفيتعق : نقل في النقد عنجش بعد عن الرضاعليه‌السلام : وصنّف كتباً في الإمامة ، روى عنه أبو نعيم نصر بن عصام(4) ، انتهى.

وحكاية كتابة الخليفة ظاهرها القدح ومرّ التحقيق فيها في حذيفة(5) (6) .

أقول : ما نقله سلّمه الله عن النقد عنجش موجود في النسختين اللتين عندي ، ولم يذكر في النقد سند النجاشي إليه اختصاراً ، واقتصر على‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 173 / 720.

(2) رجال النجاشي : 449 / 1213 ، وفيه زيادة : وصنّف كتاباً ( كتاً ) ثمّ ذكر طريقه إليه. وسينبّه عليه المصنّف.

(3) الخلاصة : 186 / 4.

(4) نقد الرجال : 379 / 20.

(5) قال الوحيد في ترجمة حذيفة بن منصور عند تعرضه لكلام العلاّمة من أنّه قيل إنّه كان والياً لبني أُميّة : وبعد الانفكاك عن القبيح لا يقاوم التوثيق الصريح ، كيف وكثير من الثقات ولاة وعمّال للظلمة ، ومرّ التحقيق في الجملة في الفائدة الثالثة.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

٦٩

الراوي عنه كما سلكته في هذا الكتاب أيضاً ، والسند هكذا : أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو نعيم نصر بن عصام بن المغيرة الفهري أحد بني محارب بن فهر ، عن يعقوب ، انتهى.

هذا والكاتب لا يدلّ على كتابة الخليفة بإحدى الدلالات ، ولعلّه دام ظلّه سبق نظره إلى الترجمة الآتية بعيدة أو ظنّ اتّحادهما ، فتأمّل.

3282 ـ يعقوب بن يزيد بن حمّاد :

الأنباري السلمي ، أبو يوسف الكاتب(1) من كتّاب المنتصر ، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وانتقل إلى بغداد ، وكان ثقة صدوقاً ؛ محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عنه ،جش (2) .

وفيضا : ابن يزيد الكاتب ، يزيد وأبوه ثقتان(3) . وفيدي : ثقة(4) .

وفيست : كثير الرواية ، ثقة ، له كتب منها النوادر ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عنه(5) .

وفيكش : يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ويعرف بالعمي(6) : ابن مسعود قال : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال عن يعقوب بن يزيد قال : كان كاتباً لأبي دلف القاسم(7) .

وفيصه بعد من كتّاب المنتصر : وقالكش عن ابن مسعود عن‌

__________________

(1) الكاتب ، لم ترد في المصدر.

(2) رجال النجاشي : 450 / 1215.

(3) رجال الشيخ : 395 / 12 ، وفيه : ابن يزيد الكاتب هو ويزيد أبوه ثقتان.

(4) رجال الشيخ : 425 / 2.

(5) الفهرست : 180 / 803.

(6) في المصدر : بالقمّي.

(7) رجال الكشّي : 612 / 1138.

٧٠

الحسن بن علي بن فضّال أنّه كان كاتباً لأبي دلف القاسم. وكان يعقوب من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، وروى يعقوب عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام . إلى قوله : صدوقاً ؛ وزاد : وكذلك أبوه(1) .

قلت : في عبارةصه المنقولة عنكش شي‌ء لا يخفى(2) .

وفيمشكا : ابن يزيد الثقة ، محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن عنه ، وعنه سعد بن عبد الله ، والحميري ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن خالد ، ومحمّد بن خالد ، ومحمّد بن يحيى العطّار.

وفي التهذيب : سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن يعقوب بن يزيد(3) .

والمعهود رواية سعد عن يعقوب بغير واسطة ، والأمر سهل(4) .

3283 ـ يعقوب بن يقطين :

ثقة ،ضا (5) .

وزادصه ود : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (6) .

وفيتعق : هو أخو علي الجليل ، ومن أصحاب الكاظمعليه‌السلام (7) وإن‌

__________________

(1) الخلاصة : 186 / 1.

(2) حيث إنّ الكلام المنقول في الخلاصة بعد قوله : قال الكشّي ، هو عبارة عن كلام الكشّي والطوسي والنجاشي ، علماً أنّ الراوي في رجال الكشّي : أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال ، فلاحظ.

(3) التهذيب 3 : 9 / 27.

(4) هداية المحدّثين : 163. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 395 / 13.

(6) الخلاصة : 186 / 1 ورجال ابن داود : 206 / 1736.

(7) راجع رجال الكشّي : 437 / 822 ورجال البرقي : 52.

٧١

روى عن الرضاعليه‌السلام أيضاً(1) .

أقول : فيمشكا : ابن يقطين الثقة ، عنه محمّد بن عيسى اليقطيني ، وابن أبي عمير ، والنضر ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(2) .

3284 ـ يوسف :

فيكش ما روي في يوسف : جعفر بن أحمد بن الحسن ، عن داود ، عن يوسف قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أصف لك ديني الّذي أُدين الله به ، فإن أكن على حقّ فثبّتني ، ثمّ ذكركش ما يدلّ على إقراره بالأئمّةعليهم‌السلام إلى أن انتهى إلى الصادقعليه‌السلام فقالعليه‌السلام عند ذلك مراراً : رحمك الله ثمّ قال : هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي الّذي لا يقبل الله غيره(3) .

قلت : لعلّ هذا ابن إبراهيم أبو داود الآتي عنق (4) ، ويكون داود الراوي هنا عنه ابنه ، ومرّ الكلام في ضعف الطريق والشهادة للنفس في أوّل الكتاب(5) .

وفي حاشية السيّد الداماد علىكش : يوسف هذا أبو أُميّة الكوفي يوسف بن ثابت الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، يروي عنه أبو إسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون ، وإذا أُطلق في أسانيد الأخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام فهو منصرف إليه ، وهذا الحديث الّذي رواه‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(2) هداية المحدّثين : 164. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(3) رجال الكشّي : 423 / 797.

(4) رجال الشيخ : 336 / 57.

(5) منتهى المقال : 1 / 102.

٧٢

أبو عمرو الكشّيرحمه‌الله ليس يطابق حال غيره من اليوسفين ، وأمّا داود الّذين أورده في السند فهو الرقي(1) كما هو المستبين من الطبقة فليعرف ؛ ثمّ قال : الّذي يغلب في الظنّ أنّ في هذا الإسناد تركاً في الطبقة والصواب : عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.

وجعفر بن أحمد هو الّذي يعرف بابن التاجر يروي عنه محمّد بن مسعود.

وأحمد بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن الحسن بن فضّال ، وقد ذكرجش أنّ محمّد بن مسعود يروي عن أصحاب علي بن الحسن بن فضّال(2) . وذكر أنّ أحمد بن الحسن بن فضّال مات سنة ستّين ومائتين(3) .

وذكر أيضاً أنّ داود مات بعد المائتين بقليل بعد وفاة الرضاعليه‌السلام ، وأنّه روى عن الكاظم والرضاعليهما‌السلام (4) . وهو من أصحاب الصادقعليه‌السلام (5) وبالجملة : الأمر لا يكاد يخفى بعد ملاحظة التأريخ وطبقة الإسناد في الرواية والله أعلم(6) ، انتهى. فتأمّل جدّاً.

3285 ـ يوسف بن إبراهيم :

أبو داود ،ق (7) ، وفي بعض النسخ : أبي داود.

وفيتعق : يأتي في الألقاب أنّه يقال عليه الطاطري(8) ، والظاهر أنّه‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : البرقي.

(2) رجال النجاشي : 350 / 944.

(3) رجال النجاشي : 80 / 194.

(4) رجال النجاشي : 156 / 410.

(5) رجال الكشّي : 402 / 750 و 751 ، 407 / 765 و 766 ، ورجال الشيخ : 190 / 9.

(6) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 2 / 720 722.

(7) رجال الشيخ : 336 / 57 ، وفيه : أبي داود.

(8) عن الخلاصة : 271 / 40 الفائدة الأُولى.

٧٣

من قول الصدوقرحمه‌الله في مشيخته(1) . وفي العدّة : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطري(2) .

ويروي عنه صفوان(3) . وفي كتاب الملابس من الكافي : عن صفوان عن العيص بن القاسم عن أبي داود يوسف بن إبراهيم(4) ، ويظهر منه تكنيته بأبي داود ، ( فما في بعض نسخق إمّا غلط أو الجر على سبيل الحكاية )(5) . وفي التهذيب : عن صفوان عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم(6) ، وذكره الصدوق بهذا العنوان(7) ، فالظاهر أنّ نسبته إلى إبراهيم نسبة إلى الجدّ لشهرته.

هذا والظاهر اتّحاده مع الطاطري الآتي(8) (9) .

أقول : يأتي ما فيمشكا هناك(10) .

3286 ـ يوسف بن أحمد بن إبراهيم :

ابن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي ، من قرية الدراز‌

__________________

(1) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 118.

(2) عدّة الأُصول : 1 / 381.

(3) التهذيب 2 : 208 / 817.

(4) الكافي 6 : 451 / 5.

(5) ما بين القوسين لم يرد في التعليقة.

(6) التهذيب 2 : 208 / 817 والاستبصار 1 : 386 / 1467 وفيهما يوسف بن إبراهيم ، إلاّ أنّ الصدوق في الفقيه 1 : 171 / 808 ذكر هذه الرواية عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم.

(7) الفقيه 1 : 171 / 808.

(8) عن رجال الشيخ : 337 / 59.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(10) هداية المحدّثين : 164 ، وفيها : ابن إبراهيم الطاطري عنه محمّد بن سنان. ومن أقوال إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

٧٤

إحدى قرى البحرين ، عالم فاضل متبحّر ماهر متتبّع محدّث ورع عابد صدوق ديّن ، من أجلّة مشايخنا المعاصرين ، وأفاضل علمائنا المتبحّرين.

كان أبوه الشيخ أحمد من أجلاّء تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي وكان عالماً فاضلاً محقّقاً مدقّقاً مجتهداً صرفاً كثير التشنيع على الأخباريين كما صرّح به ولده شيخنا المذكور في إجازته الكبيرة المشهورة(1) .

وكان هوقدس‌سره أوّلاً أخبارياً صرفاً ثمّ رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول : إنّها طريقة العلاّمة المجلسي غوّاص بحار الأنوار.

كان مولده كما ذكره في إجازته المذكورة في السنة السابعة بعد المائة والألف في قرية الماحوز إحدى قرى البحرين ، واشتغل وهو صبي على والده طاب ثراه ، ثمّ على العالم العلاّمة الشيخ حسين الماحوزي(2) ، وكان عالماً عاملاً فاضلاً كاملاً مجتهداً صرفاً حكى الأُستاذ العلاّمة دام علاه عنه أنّه كان كثير الطعن على الأخباريين وكان يقول(3) الأخباريون هم الّذين يقولون ما لا يفعلون ويقلّدون من حيث لا يشعرون وعلى الشيخ أحمد بن عبد الله البلادي وغيرهما من علماء البحرين ، وبقي مدّة مشتغلاً بالتحصيل ، ثمّ سافر إلى حجّ بيت الله الحرام وزيارة رسوله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، ثمّ رجع إلى القطيف وبقي بها مدّة ، وبعد خراب البحرين واستيلاء الأعراب وغيرهم من الفجرة النصّاب عليها فرّ إلى ديار العجم ، وقطن برهة في كرمان ثمّ في شيراز وتوابعها من الاصطهبانات مشتغلاً‌

__________________

(1) لؤلؤة البحرين : 93 و 98.

(2) لؤلؤة البحرين : 442.

(3) في نسخة « ش » بدل وكان يقول : ويقول.

٧٥

بالتدريس والتأليف ، ثمّ سافر إلى العتبات العاليات وجاور في كربلاء شرفها الله واشتغل بإبراز المصنّفات(1) ، مواظباً على العبادات مداوماً على الطاعات إلى أن أدركه المحتوم ونزل به القضاء الملزوم ، فجاور في تلك الحضرة العليّة المجاورة الحقيقية. لهقدس‌سره من المصنّفات : كتاب الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، وهو كتاب جليل لم يعمل مثله جدّاً ، جمع فيه جميع الأقوال والأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار إلاّ أنّه طاب ثراه لميله إلى الأخباريّة كان قليل التعلّق بالاستدلال بالأدلّة الأُصوليّة الّتي هي أُمّهات الأحكام الفقهيّة وعمد الأدلّة الشرعيّة ، خرج منه جميع العبادات إلاّ كتاب الجهاد وأكثر المعاملات إلى أواخر كتاب الطلاق ، وأعرض عن ذكر كتاب الجهاد لقلّة النفع المتعلّق به الآن وإيثاراً لصرف الوقت فيما هو أهم تبعاً لبعض علمائنا الأعيان.

كتاب سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد والردّ عليه في شرحه لنهج البلاغة ، ذكر في أوّله مقدّمة شافية في الإمامة تصلح أن تكون كتاباً مستقلا ، ثمّ ذكر فيه كلامه في الشرح المذكور ممّا يتعلّق بالإمامة والخلافة وأحوال الصحابة وردّ عليه ، خرج منه المجلّد الأوّل وقليل من الثاني.

كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ، وما يترتب عليه من المطالب.

كتاب الدرر(2) النجفيّة من الملتقطات اليوسفيّة ، وهو كتاب جيد جدّاً مشتملاً على علوم ومسائل وفوائد ورسائل ، جامع لتحقيقات شريفة وتدقيقات لطيفة.

__________________

(1) لؤلؤة البحرين : 444 446.

(2) في نسخة « ش » : الدر.

٧٦

كتاب النفحات الملكوتيّة في الردّ على الصوفيّة ذكر فيه جملة من ترهاتهم وشطراً من خرافاتهم ، وعدّ منهم المولى محسن الكاشاني ونقل عنه مقالات قبيحة وعقائد غير مليحة ، وردّها.

كتاب تدارك المدارك فيما هو غافل عنه وتارك ، وهو حاشية على الكتاب المذكور ، خرج منه مجلّد مشتمل على كتاب الطهارة والصلاة.

كتاب إعلام القاصدين إلى مناهج أُصول الدين ، خرج منه الباب الأوّل في التوحيد ، إلاّ أنّهرحمه‌الله ذكر أنّه والّذي في أجوبة المسائل الشيرازيّة الآتي إليه الإشارة ذهبا فيما وقع على كتبه من الحوادث في قصبة فسا من توابع شيراز أيام إقامته بها.

كتاب معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه ، برز منه قليل من أوّله.

كتاب الخطب ، مشتمل على خطب الجمعة من أوّل السنة إلى آخرها وخطب العيدين.

كتاب جليس الحاضر وأنيس المسافر ، يجري مجرى الكشكول.

كتاب عقد الجواهر النورانيّة في أجوبة المسائل البحرانية.

رسالة اللئالي الزواهر في تتمّة عقد الجواهر ، يشتمل على أجوبة مسائل لذلك السائل.

رسالة في مناسك الحجّ.

رسالة ميزان الترجيح في أفضليّة القول فيما عدا الأولتين بالتسبيح.

رسالة في تحقيق معنى الإسلام والإيمان ، وأنّ الإيمان عبارة عن الإقرار باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالأركان.

رسالة قاطعة القال والقيل في نجاسة الماء القليل ، تعرّض فيها للردّ‌

٧٧

على المولى محسن الكاشاني ومن تبعه ممّن تأخّر عنه.

رسالة الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة.

رسالة كشف القناع عن صريح الدليل في الردّ على من قال في الرضاعليه‌السلام بالتنزيل ، ردّ فيها على الركن العماد المحقّق الداماد. حيث كتب طاب ثراه رسالة في التنزيل وسجّل عليه الدليل.

رسالة الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة ، حرّم فيها الجمع بين فاطميتين ، ولم يشاركه فيها غير شيخنا الحرّ العاملي ، وقد تفرّد هورحمه‌الله عنه فحكم ببطلان العقد وعدم وقوعه. وللأُستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه في الردّ عليه رسائل متعدّدة مختصرة ومطوّلة ؛ وكذا لولد الأُستاذ العلاّمة دام فضلهما رسالة جيّدة مبسوطة في الردّ عليه أطال فيها البحث معه ، ونقل جملة من كلامه(1) رحمه‌الله في تلك الرسالة بألفاظها وردّها. ولبعض مشايخنا الأذكياء أيضاً رسالة وجيزة في الردّ عليه.

الرسالة الصلواتيّة متناً وشرحاً.

الرسالة الصلواتيّة المنتخبة منها.

الرسالة المحمديّة في أحكام الميراث الأبديّة(2) .

أجوبة المسائل الشيرازيّة.

أجوبة المسائل البهبهانية الواردة من السيّد عبد الله بن السيّد علوي البحراني الساكن في بهبهان حيّاً وميتاً.

أجوبة المسائل الكازرونية الواردة من الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد النبي البحراني.

__________________

(1) في نسخة « ش » : كلماته.

(2) في نسخة « ش » : اللابدية.

٧٨

إجازة كبيرة مبسوطة موسومة بلؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين ، كتبهارحمه‌الله لابني أخويه الشيخ خلف والشيخ حسين ، وهي مشتملة على ذكر أكثر علمائنارحمهم‌الله وأحوالهم ومؤلّفاتهم ومدّة أعمارهم ووفياتهم ، من زمانه إلى زمان الصدوقين والكليني. إلى غير ذلك من فوائد ورسائل وإجازات وأجوبة مسائل.

توفّيرحمه‌الله في شهر ربيع الأوّل من السنة السادسة والثمانين بعد المائة والألف ، وتولّى غسله المقدّس التقي الشيخ محمّد علي الشهير بابن سلطان ، وهو ممّن تلمّذ عليه وتلميذه الآخر المغفور المرحوم الحاج معصوم ، وصلّى عليه الأُستاذ العلاّمة ، واجتمع خلف جنازته جمع كثير وجمّ غفير مع خلو البلاد من أهاليها وتشتت شمل ساكنيها لحادثة نزلت بهم في ذلك العام من حوادث الأيّام الّتي لا تنيم ولا تنام.

3287 ـ يوسف بن أيّوب :

يروي عنه ابن أبي عمير ، ووصفه بشريك إبراهيم بن ميمون(1) ،تعق (2) .

3288 ـ يوسف بن ثابت بن أبي سعدة :

أبو أُميّة ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون(4) .

وفيست : له كتاب البشارات ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ،

__________________

(1) التهذيب 7 : 108 / 461.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(3) الخلاصة : 184 / 2.

(4) رجال النجاشي : 452 / 222.

٧٩

عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ثعلبة ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن ثابت الثقة ، عنه ثعلبة بن ميمون. وهو عن الصادقعليه‌السلام (2) .

3289 ـ يوسف بن الحارث :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، يكنّى أبا بصير بالياء بعد الصاد بتري ،صه (3) .

قر إلاّ الترجمة وقوله من أصحاب الباقرعليه‌السلام (4) . وقد استثني يوسف بن الحارث عن رجال نوادر الحكمة(5) ويحتمل أن يكون هذا.

وفيكش : أبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري(6) ، كما يأتي في الكنى ، فتأمّل.

3290 ـ يوسف بن الحارث الكمنداني :

مضى في سهل بن الحسن ما يومئ إلى معروفيته بل والاعتماد عليه(7) .

والظاهر أنّه الّذي يروي عنه صاحب نوادر الحكمة لأنّه في طبقة الصفّار وسهل أخيه ، والظاهر من إسناد الروايات أنّ صاحب النوادر يروي‌

__________________

(1) الفهرست : 181 / 808.

(2) هداية المحدّثين : 164 و 268. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(3) الخلاصة : 265 / 1.

(4) رجال الشيخ : 141 / 17.

(5) الفهرست : 145 / 621 ورجال النجاشي : 348 / 939.

(6) رجال الكشّي : 390 / 733.

(7) عن رجال الشيخ : 475 / 7 ، وفيه : سهل بن محمّد الصفّار أخو محمّد روى عن يوسف بن الحارث الكمنداني عن عبد الرحمن العرزمي كتابه.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

يظفر أحد على ذلك، ومناظراتهم مع اليهود والنصارى أكثر من أن تحصى، بل إنَّا نجد أن الأئمة المعروفة الآن قبورهم قد تواتر بين كل المسلمين أنهم هم الذين ادعوا الإمامة بهذا المعنى من السفارة الإلهية والخلافة للَّه في أرضه، ولم يدعها غيرهم.

ثم إذا تساءلنا عن كيفية الخلافة وأنها في أي شي‏ء؟ نجيب: أن الحديث مطلق وإذا ضممنا إلى ذلك أن الزعامة الدنيوية لم يتولَّها إلاّ البعض منهم فقط، وحينئذ يكون الحديث لا أثر له مع تواتره وتعدد المواضع التي ذكّر الرسول أمته بهؤلاء، وهذا يدلنا على أن مقام الخلافة عمدتها في المقامات الغيبية، وهي المهمة بدليل أنهم لم يتولُّوا الزعامة الدنيوية، إذن مقام الإمامة لا ينحصر بالزعامة الدنيوية، بل يشمل المقام الغيبي.

ومنها: الأجوبة العلمية الإعجازية في المسائل العلمية التي كان علماء اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الملل والنحل التي دخلت الإسلام يسألون عنها، وهي أسئلة يمكن القول أنها فوق أفق البشرية، وهذه الأجوبة تكون مقدمة لكبرى أن مَن يستطيع الإجابة عنها لا بد أن يكون له نحو من العلم يختلف عن بقية البشر ومستقى من معين خارج إطار القدرات البشرية العادية، ويثبت بذلك أهليتهم وإمامتهم وأفضليتهم وقد اعتبرها الطبرسي من الدلائل الصريحة على إمامتهم.

وهذه الأجوبة لا زالت تتحدى المعارف والعلوم البشرية، و مادة إعجازية لبيان إمامتهم من اللَّه تعالى، فمثلاً في علم المعرفة الإلهية، ببركة كلماتهم المبسوطة المتكثرة، ننفي التجسيم ولوازم الجسم عن الذات الإلهية؛ من الأين والمتى والكيف ونحوها، حتى أصبح الأمر من البديهيات في الدين الإسلامي مع أن بعض الفرق الإسلامية لا زالت مجسِّمة فيما يُسرُّونه من اعتقادات.

وكذلك ببركة كلماتهم‏ عليهم‌السلام ‏ننفي الجبر والتفويض؛ حيث أثبتوا الاختيار والأمر بين الأمرين، وبكلماتهم أبانوا عن عينية الصفات للذات وأن الذات في عين بساطتها هي عين كل كمال حتى صفة العلم، بينما بقية فرق المسلمين تجعل

٤٢١

الذات جوفاء خالية تتبعها الصفات الكمالية، بل إن ذلك حتى في فلسفة البشر المشائين والإشراق؛ فإنهم يخلون الذات من العلم وأنه عبارة عن الصور المرتسمة أو عين الفعل، بينما يقول الصادق عليه‌السلام : (إن الله علم لا جهل فيه، نور لا ظلمة فيه، حياة لا موت فيه).

وكذلك كلامهم في التوحيد وتوحيد العبادة وأن مَن عبد الاسم دون المسمَّى فقد ألحد، ومَن عبدهما فقد أشرك، ومَن عبد المسمى دون الاسم فقد وحّد، ومراده‏ عليه‌السلام ‏مطلق مدارج و درجات الاسم، وهذا من البحوث العرفانية الوعرة التي لم تفتق معرفتها في البشرية قبل ذلك.

وكلماتهم في أن الإرادة صفة فعل لا صفة ذات، وغيرها من غوامض المعرفة؛ مثلاً: الصحيفة السجادية - زبور آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله - فيها من دقائق المعرفة والتهذيب للنفس ولطائف السير والسلوك لمَن رام الرياضة وآداب العبودية، هذا فضلاً عمَّا يجده الباحث في ما يبهر الألباب في نهج البلاغة وبقية الروايات عنهم عليهم‌السلام .

ومنها: الملاحم المذكورة عن كل واحد منهم‏ عليهم‌السلام ‏بدءاً بأمير المؤمنين‏ عليه‌السلام وما أخبر به من ملاحم عديدة في كيفية قتل أصحابه وما يجري على شيعته وعلى بقية المسلمين إلى قرون متمادية، وكذلك ما أخبر به الحسنان عن أعدائهما، وإخبار الصادق عليه‌السلام ‏للمنصور الدوانيقي بوصوله للسلطة وأن بني الحسن لا يصلوا إليها.

ومنها: ريادتهم وسبقهم في كل فضيلة وكمال علمي وعملي في الصفة والأخلاق؛ ويكفيك التنبيه لذلك أنهم عليهم‌السلام ‏من السجاد للعسكريين لم يقوموا بنشاط للإطاحة بالنظام الحاكم من الأمويين والعباسيين، ومع ذلك كان الحكام على أشد هيبة وخوف منهم، وكأنَّ أصل وجودهم الحامل لهذه المناقب والفضائل ينادي بحقَّانيَّتهم ونصبهم من قبل الباري تعالى.

ومنها: إن الأصل في الفكر البشري هو الاختلاف؛ فلا يكاد يكون هناك اثنان يتفقان في طريقة معينة للتفكير، وهذا بخلاف الفكر السماوي الآتي من السماء حيث يكون واحداً؛ لأنه لا يصطبغ بطبيعة الفرد، بل يعبر عن المصدر الواحد، وهذه

٤٢٢

الكبرى نطبقها على أئمتنا حيث نلاحظ أنهم يصدرون عن فكر واحد ورأي واحد، لا تضارب بين آرائهم وعقائدهم في ما لا يحصى من أبواب المعرفة والاعتقادات وأبواب الفروع المتكثرة الهائلة، فما ثبت عنهم بطريق قطعي لا تخالف فيه، وما ثبت عنهم بالظن يندفع ما بينه من التخالف بطرق الجمع المعروفة، ونظيره في ظواهر الآيات فيما بينها؛ وذلك بقانون حمل المحكم على المتشابه والمظنون على ما يتفق مع المقطوع، وهذا القانون من أصول البيان في النطق البشري، والعمدة أن ما هو مقطوع به عنهم لا ترى فيه أي تخالف ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) (١) .

ومن الطرق الأخرى لإثبات الإمامة النظر في نبوءات الأديان الأخرى المتقدمة وتبشيرهم بأوصياء خاتم الأنبياء كما ورد في الكتابة على سفينة نوح وما هو مذكور في التوراة والإنجيل والزبور، وقد استقصى عدة من محقِّقي الإمامية هذا الباب ووضعوا فيه كتباً جليلة، ويذكر هذا المنهج: المسعودي في إثبات الوصية وفي تاريخه، واليعقوبي في تاريخه.

ثانياً: إن البحث حول الإمامة يتناول الكتاب والحديث، ومن غير الصحيح أن يتناول الباحث أحدهما ويهمل الآخر، بل يجب ضمهما إلى بعضهما دائماً؛ حيث إن الآيات الكريمة توضح الأمر الكلي ومواصفاته، والروايات توضح المصاديق المتَّصِفة، إذ أن الروايات تشير إلى وجود ثلة مع النبي، وأن لها هذه المواصفات والمقامات من بعده، ومن ثم نأتي إلى الأحاديث التي تنصُّ على التطبيق ومَن له هذه الصفات.

وبعبارة أخرى: إن طوائف الآيات تثبت كبرى هي وجود ثلة معصومة هم أئمة منصبون من اللَّه تعالى، ولهم ذلك المقام الغيبي إلى انقضاء هذه النشأة النبوية، وتدل بعض تلك الطوائف على إمامة علي‏‏ عليه‌السلام ، وبعضها على ضميمة الحسنين.

____________________

(١) النساء: ٨٢.

٤٢٣

ونظير إثبات الكبرى كثير من الأحاديث النبوية المتواترة كحديث الثقلين؛ فإنه يدل على دوام بقاء العترة حتى الحوض، وأنهم عِدل الكتاب، واللازم التمسك بكل منهما والائتمام بهما، وكحديث الاثنى عشر خليفة كلهم من قريش، وحديث مَن مات ولم يعرف إمام زمانه، وغيرها من الأحاديث التي إمَّا تشمل جميع الأئمة أو بعضهم.

وعلى أية حال... فإن إثبات الكبرى ينضم إليها عدة تقريبات لإثبات الصغرى والمصادق كما أشرنا إليه في النقطة السابقة.

ثالثاً: من خلال قراءة التاريخ نستطيع أن نكشف عن طريقة أخرى من الاستدلال، وهي أن التاريخ ينص على وجود فرقة عاشت في الدولة الأموية والعباسية؛ اسمها: الرافضة، وهؤلاء كانوا يتبعون الأئمة من أهل البيت‏ عليهم‌السلام ، وكان من المنطقي والطبيعي أن يقوم أصحاب الطوائف الأخرى ويقطعوا الطريق عليهم من خلال محاولة إفحام أئمتهم في المناظرات والأسئلة، وأن يكون ذلك بمساعدة السلطة الحاكمة، والحال أن التاريخ لا يذكر لنا شاهداً ولو واحداً حول إبكات هؤلاء الأئمة، بل على العكس، ينقل لنا صوراً مشرقة عن العديد من المناظرات والمحاجات التي أجراها أمراء الدولتين في محاولة للإطاحة والنيل من الأئمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما نقل إلينا هو النزر اليسير الذي لم تستطع السلطة الحاكمة إخفاؤه عن الناس.

وعليه نستطيع القول: أن منهج الاستدلال يكون بالآيات والأحاديث والعقل والتاريخ.

رابعاً: يجب الالتفات إلى ما أشرنا إليه في حقيقة التواتر؛ وأنه لابدَّ من الرجوع إلى كتب الحديث والأخذ بالنصوص ولو فرض أنها بمفردها غير تامة، لكن بتظافرها و بمعية الجميع وبتراكم الاحتمالات كمَّاً وكيفاً ينتج التواتر.

وقد أشرنا في الفصل الأول إلى تقسيم التواتر إلى ثلاثة أقسام: لفظي ومعنوي وإجمالي، وبيّنا كل قسم، كما ذكرنا أن دوائر التواتر تختلف سعة وضيقا، وأن هذا الاختلاف لا يخل بضابطة التواتر الرياضية البرهانية، فمن الخطير الغفلة عن ذلك.

٤٢٤

الخاتمة:

الوظيفة الإجمالية في الائتمام

بعد هذا الاستعراض كنموذج لفقه ماهية الإمامة فقهاً عقلياً وقرآنياً وروائياً، وبيان مقتطف من المقامات التي للأئمة عليهم‌السلام ‏، رأينا من المناسب أن نختم البحث في بيان الوظائف الإجمالية للمكلَّفين اتجاه أئمتهم؛ حيث قال تعالى: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ ) (١) ، وقال تعالى: ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٢) ، وقال تعالى: ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ) (٣) ، وسوف نوجزها بالأمور التالية:

١ - معرفتهم كأمر اعتقادي، وهو غير مرهون بحضورهم، بل حتى بعد مماتهم في زمان غيبتهم، فمعرفتهم واجبة كما هو الحال في الاعتقاد بنبوة الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ - كون الإمامة من أصول الدين لا من فروعه، ومن تحريف الكلم عن مواضعه بمكان حصر تولِّيهم على الموالاة السياسية فقط، والتولِّي والتبرِّي المذكوران في الفروع صحيحان، ولكنَّهما غير معرفتهم.

٣ - إن محبتهم وبغض أعدائهم من الأمور الركنية في معرفتهم والاعتقاد بهم التي لا تتوقف على حياتهم، بل يجب إظهارها؛ لأن المحبة من الأمور التي تكون مصداقاً

____________________

(١) الصافات: ٢٣.

(٢) الشورى: ٢٣.

(٣) الفرقان: ٥٧.

٤٢٥

للموالاة، ألا ترى في قوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِدُ مِنْ دُونِ اللّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً لِلَّهِ ) (١) ؛ حيث إن المحبة وإظهارها مصداق من مصاديق الولاء، وإن حب أعداء اللَّه يوجب الخسارة وضياع الأعمال حسرات، بل والخلود في النار كما تشير إليه تتمة هذه الآية من سورة البقرة وبقية الآيات الناهية عن موادة من حادّ اللَّه ورسوله.

٤ - تحليل فلسفي وذوقي معرفي لنكتة ما ورد في بعض الروايات: (هل الإيمان إلاّ الحب والبغض).

إن الإيمان بنحو مطلق فعل من أفعال النفس، و لا يمكن للموجود البشري أن يعيش من دونه؛ لأن الإيمان والإذعان بشيء ما من كمال الفرد البشري. ولو عثر على فرد بشري لا يعتقد بشيء أصلاً، فهو لا يستطيع أن ينتهج أي جادة في حياته، ومن ثَمّ فسيكون من الممتنع أو الصعب على بقية البشر التعامل معه؛ لأن المفروض أنه لا يتقيَّد بأي منهج ولا طريقة، إذ لا يؤمن بشيء ما كي يتقيد به، وحينئذٍ سوف يكون مطلق العنان في جميع غرائزه ورغباته كالوحش الكاسر أو الحيوان المسعور المخيف لمَن حوله، ويتبين بذلك أن الإيمان بأي نحلة كانت وبأي شي‏ء ما من الكمال بالمعنى الأعم؛ بمعنى أنه لا يستطيع أحد أن يتركه، ومن هنا وقع البحث في علوم مختلفة حول حقيقة الإيمان بغض النظر عن متعلقه، فهل حقيقته هو الإدراك أم المعرفة أم الاعتقاد والتصديق أم أنه مجرد الانجذاب نحو الشي‏ء؟

وذكرنا فيما سبق أن الإيمان ليس هو مجرد الإدراك؛ لأن بعض درجات الإدراك الحصولي لا يلازمها الإيمان. وبتعبير آخر: علينا معرفة أن الإيمان من أفعال العقل النظري أو العملي؟

ومن الأمور التي تسهِّل البحث في الحكم في القضايا المدرَكة أن الحكم - طبقاً

____________________

(١) البقرة: ١٦٥.

٤٢٦

لآخر التحقيقات - ليس جزء القضية، فقد ذكر الملاّ صدرا أن الإدراك تارة يلازمه الإذعان، فيسمَّى تصديقاً، وتارة لا يلازمه، فلا يسمَّى تصديقاً، ثُم في التحقيقات الأخيرة فسروا الحكم بما تقوم به النفس من دمج المحمول بالموضوع، وهو من أفعال العقل العملي، ولكنَّه لا يقوم به إلاّ مع الإدراك والوضوح بنحو يدفع العقل العملي للحكم والإذعان، ومن ثَمّ التسليم والإخبات؛ فاتضح أنه من لوازم الإدراك بدرجته العالية.

أمَّا حالة الجحود التي تحصل عند استيقان الحق، فهي ناشئة من أمراض النفس من استهواء نزعات الغرائز أو جربزة الخيال وانفعالات الوهم التي تمنع من الانفعال الطبيعي الفطري لليقين؛ ولذا تقدم في الفصل الأول أن اليقين ليس علَّة تامة للإذعان، ولكنَّه مقتضٍ له.

ومن ثم نستطيع معرفة تعريف الإمام أن الإيمان هو الحب والبغض؛ لأن الإيمان يعني إذعان النفس، فإن الحب والبغض من أفعال العقل العملي، فإن الإيمان بشي‏ء يعني انجذاب النفس إليه، وعدم الإيمان بشي‏ء خلاف ذلك؛ فتنفر النفس منه، فالنفرة تعني البغض والابتعاد.

وبتعبير آخر نقول: إن أفعال العقل العملي والنظري وجهان لعملة واحدة، والحقائق التي يدركها العقل النظري إثباتاً لوجودها أو نفياً لها إذا أدركها العقل العملي بعينها، يكون لها آثار أخرى كالحب والبغض.

ومن هنا يتضح ما ذكره أهل المعرفة من الإمامية من أن التولِّي لأولياء اللَّه - وهم الأئمة عليهم‌السلام - والتبرِّي من أعدائهم من مظاهر الجلال والجمال الإلهي. وذكرنا أن الجلال والجمال من لوازم الصفات الثبوتية والسلبية للذات الإلهية؛ لأن معرفة الصفات الثبوتية يلازمها المحبة، لأنه مفطور على حب الكمال، ومعرفة الجلالية يلازمه النفرة والخوف، وقد بيَّـنَّا ملازمة معرفة الذات لمعرفة الإمام؛ فمن لوازم الصفات الثبوتية الجمالية الإيمان لوليِّه وأنه مهبط لنافذية قدرة اللَّه ومحل لتنزل مشيئة اللَّه تعالى وإراداته في مقام الفعل، وفيما ينكره العقل النظري يوازيه في

٤٢٧

العملي التبرِّي من أعدائه.

ومنه يتبين أن التولِّي والتبرِّي بعض درجاته في الأصول وبعضها في الفروع؛ فالذي يكون في القلب من الأصول ويتنزَّل إلى الجوارح فيكون من الفروع، كما أن المتابعة السياسية ليست وحدها من الفروع، بل قبول أقوالهم ومودة أوليائهم ومعاداة أعدائهم في أفعال الجوارح أيضاً منها.

وقد ورد عنهم‏ عليهم‌السلام : (كذب مَن يزعم أنه يحبُّنا ويتولَّى عدونا ويبغض وليَّنا).

والبرهان عليه بنفس النحو؛ إذ كيف يمكن للإنسان إن يجمع بين الكمال والنقص، ويثبت الصفات الثبوتية ولا يثبت الصفات السلبية؟! لأن الصفات السلبية تعني نفي النقص عن الباري، فالجلال لا يمكن أن لا يلازم الجمال، ومن ثمّ من لوازم إثبات الجمال والجلال والصفات الثبوتية ونفي السلبية هو إثبات كمال قدرة الباري تعالى بإرسال الرسول وجعل خليفته في الأرض، الهادي لمراضيه، ما دامت النشأة الدنيوية.

كما أوضحنا في صدر هذا الفصل كون الإمامة ركن من أركان التوحيد، فالتوحيد وإثبات القدرة الأزلية يستدعي عدم مغلولية يد الباري عن خلقه، أي تولِّي خلفائه في أرضه، كما أن توحيده بنفي الصفات السلبية عنه - أي صفات الجلال - يعنى الخوف والابتعاد عن قهره ومواطن غضبه بالتبري من أعدائه.

٥ - إن الحب والولاء محدود بحد، وهو عدم الغلو (وهو الإفراط)، وعدم الجفاء (وهو التفريط)، فيجب بيان الحد الذي يجعل الإنسان مغالياً أو جافياً قالياً وخارجاً عن جادة الصواب؟

قال بعض: بأن مَن يثبت صفة لهم خارجة عن نطاق البشر يوجب الغلو والخروج عن حد الاستقامة، فهو يثبت لهم مقام العصمة العملية والعلمية فقط، وهذا مع أنهم أنفسهم يروون روايات إحاطة أنوارهم - لا أجسامهم - بالعوالم والنشآت السابقة واللاحقة.

أمَّا أصحاب السر كسلمان ورشيد الهجري ومحمد بن سنان ويونس بن عبد الرحمن وجابر بن يزيد الجعفي

وأمثالهم، فإنهم يعتقدون بهم فوق ذلك المقام

٤٢٨

( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ) ، فالرسول في عين مثليَّته البشرية للآخرين إلاَّ أنه يغايرهم في ( يُوحَى إِلَيَّ ) وأي مغايرة هذه، وأي مفارقة!! وإنهم منذ بدء الخليقة كانوا أنواراً، وإنهم مطَّلِعون على عالم الملكوت بما يزيد على الأنبياء من أولي العزم، ورواية تفسير الثمانية الذين يحملون العرش أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين؛ وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم‌السلام ‏على يسار العرش، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي والحسن والحسين على يمين العرش، ومن المعلوم أن اليمين واليسار في الرواية يدل على الدنو وعلو المقام، وأنه لا من جهة المكان والأين؛ إذ لا مكان جسماني للعرش الذي هو العلم، وقد عرفت في استخلاف آدم أنه يحمل من علم اللَّه ما لم تحمله الملائكة. وقد أشير إلى تفسير الثمانية عند العامة: (فقد رواه السيوطي في الدر المنثور عن رسول اللَّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يحمله اليوم أربعة، ويوم القيامة أربعة، فإن اليوم إشارة إلى مَن يحملهم من هذه الأمة، وقد صرَّح بأسمائهم في روايات أهل البيت).

وكل الإمامية متَّفقون على أن مستقى علومهم ليس بالعلم الحصولي الاعتيادي، بل لهم العلم الواقعي، وأنهم مطهَّرون مبرَّؤون من العيب والأدناس والأرجاس، وهذه كلها بعيدة عن الغلو.

فالمقياس العقلي هو أن الخروج بهم عن حد الإمكان أو الخروج بصفاتهم عن صفات الممكن هو إفراط، وأن كل ما عندهم هو من عند اللَّه العزيز الحكيم الذي أعزَّهم وأقدرهم وأعطاهم من نعمه ما لا يحصى، مع بقاء محدودية ذاتهم وأنهم معاليل مخلوقون، والمعلول لا يبلغ شأن العلة، بل يجب الاعتقاد أنهم محتاجون إليه تعالى ولا يوكِل إليهم الأمور بنحو العزلة والاستقلال المطلق المستقل والعياذ باللَّه، فهم الفقراء إلى اللَّه واللَّه هو الغني المطلق كما هو البحث والكلام الجاري في أدنى فعل يوجده البشر من أعمال جوارحه أنها بإقدار اللَّه لا بنحو التفويض العزلي الباطل.

وأمَّا جانب الجفاء والذي يجب الابتعاد عنه أيضاً، فمعناه هو تنزيلهم عن مقام

٤٢٩

كرامة الخلقة التي أولاها الباري تعالى لهم، وبيان ذلك على نحو الإجمال:

إن الصوادر الأولى في عالم الخلقة لها صفات لا يقاس بها سائر المخلوقات الأخرى، وهذا يعني أن لهم مقاماً وأنهم ليسوا كبقية البشر، وبالنسبة إلى باقي الخلق فبينهم بون شاسع، وهم بوجودهم النوري - لا بأجسادهم - واسطة في الفيض كما تقدم إثبات ذلك برهانياً في طيَّات البحوث السابقة. قال تعالى: ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هؤُلاَءِ ) ، ولم يقل تعالى: عرضها أو أسماء هذه، فهم ذوات عالية ( أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) وقد تقدم شرح ذلك، فكما أن إفاضة الحياة في الزرع لا تكون إلاّ بواسطة مادة البذر وصورة الزرع وإعداد التربة فهي في حقيقتها شرائط قابلية القابل ولذا كان الكمال من الباري يتنزل عن طريقهم، وهذا أيضاً لعجز القابل المخلوق، لا الفاعل جلَّ وعلا علواً كبيرا، وهذا كله لا يجعلهم شركاء للباري؛ فهل التربة شريكة اللَّه وهل الصورة الزرعية ومادة البذر شريكة اللَّه؟!

والضابطة الشرعية - المتطابقة مع الضابطة العقلية المتقدمة - المهمة ما ورد مستفيضاً أو متواتراً على لسانهم‏ عليهم‌السلام : (نزِّلونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم، ولن تبلغوا) (١) ، وهناك طوائف عديدة من الروايات التي تثبت هذا المطلب والمعنى بلسان آخر كما في حديث الرضا (فمَن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام... ضلَّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيَّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلّت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شئونه وفضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شي‏ء من أمره) (٢) .

وببيان فقهي نقول: إن المتابعة والتعظيم ليس فيه أي حد من حدود الشرك، بل إن كبار الفقهاء من المسلمين يذكرون أن التعظيم لغير اللَّه لا يكون شركاً إذا كان لا

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٥٢٧، ٢٦١.

(٢) أصول الكافي، ج١، ص٢٠٢.

٤٣٠

عن عبادة، وأنه يكون عبادة اصطلاحية وتأليها إذا كان تمام الخضوع مع اعتقاد الاستقلال؛ ولذلك لا يجوز. أمَّا إذا كان مع اعتقاد حاجة المخضوع له وفقره إلى اللَّه سبحانه، فإنه لا يكون عبادة، هذا من جانب الحد الأعلى.

أمَّا من جانب الحد الأدنى، فإن أدنى درجات الولاء هو المودة والمحبة القلبية، وعليه يكون التشفُّع بهم وزيارتهم والتوسل والدعاء بهم لا يكون عبادة ولا يدخل تحت حد الغلو، قال تعالى: ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرَوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (١) ، وقال تعالى مخاطباً نبيَّه: ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (٢) ، وقال تعالى: ( أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) (٣) ، وقال تعالى: ( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً ) (٤) ، وقال تعالى: ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٥) ، قال تعالى: ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (٦) .

٦ - ولا بأس بالإشارة - مختصراً - إلى أن شرك الجاهلية في العبادة كان بالتعظيم والتوسل بأمور من دون جعل اللَّه تعالى وإذنه، والتوحيد في العبادة هو نفي الطقوس التي لم تؤخذ من عند اللَّه سبحانه وتعالى، ونستطيع أن نجد ما يدعم نظرية الإمامية في التوسل بهم:

أ - أن اللَّه يأمر بابتغاء الوسيلة إليه؛ قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابْتَغُوا

____________________

(١) النساء: ٦٤.

(٢) التوبة: ١٠٣.

(٣) التوبة: ٧٤.

(٤) يوسف: ٩٣.

(٥) يوسف: ٩٨.

(٦) البقرة: ٢٥٥.

٤٣١

إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) (١) ، وقد تقدَّمت الإشارة إلى أنهم السبيل إلى اللَّه.

ب - أن الشفاعة مذكورة بنص القرآن الكريم: ( وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ) والعديد من الآيات، وهذا الاستثناء يدل على وجود أصل الشفاعة، والشفاعة تعني كرامة خاصة ومنزلة للشافع عند اللَّه تعالى.

جـ - أنه لا فرق بين الوسيلة أن تكون تصرفاً وعملاً كالصلاة والصوم للَّه من أجل تحقيق حاجة معينة، وبين أن تكون بالتوسل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل إن آية المائدة المتقدمة تدل على أن الوسيلة هي غير العمل الصالح والتقوى، وأنها درجة فوق ذلك.

د - أن القرآن ذكر سجود الملائكة لآدم، وأبناء يعقوب ليوسف، سجود احترام لا عبادة.

هـ - أن النذر مباح في أصله، فقد نذرت والدة مريم ما في بطنها لمكان العبادة كما ينذر الشيعة للَّه تعالى الآن مالاً يختص بالأئمة والصالحين؛ أي يصرف في خيراته.

و - قوله تعالى: ( واسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) الواردة في العديد من السور القرآنية.

ز - ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) فوجوده صلى‌الله‌عليه‌وآله كان حرزاً لهم.

حـ - ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، فلا بد من مطلق التسليم النفسي للرسول فضلاً عن عمل الجوارح.

فوجوب الخضوع للتوقير ثابت في القرآن للرسول الأكرم، وهو مغاير للعبادة، والتفريق بينه حيَّاً وميتاً ممَّا يضحك الثكلى، و في بعض الروايات لدى العامة والخاصة أن المسلمين كانوا يتبركون بفضل وضوء رسول اللَّه (كما في ما حكاه مندوب مشركي قريش في صلح الحديبية من فعل المسلمين، فلاحظ كتب السير والتاريخ)، و في غزوة خيبر تنص الروايات التاريخية على أن الإمام علي كان به رمد، فدعاه الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله وتفل فيها، فبرأت، وغير هذا كثير جداً،

____________________

(١) المائدة: ٣٥.

٤٣٢

بل إن أحد مبرِزات التودد وإظهار محبتهم هو زيارة قبورهم وتعاهدها وغير ذلك؛ وكل ذلك لكرامتهم عند اللَّه تعالى وشأن قربهم ومنزلتهم عنده وخاصتهم به وصدق مقاعدهم عنده

ومن مراتب ولايتهم هي الولاية التشريعية؛ بمعنى أنهم ليسوا رواة عدول ليس إلاّ، بل إن علومهم مستقاة من معين الغيب، وأن واسطتهم الروائية هي بالقناة النورية، لا بالحس كما في عنعنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللَّه تعالى وإن اختلفت القناة النبوية بالوحي والنبوة وقناتهم بالعلم اللدني الجامع بالكتاب المكنون ( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) ، ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

وكذلك ولايتهم التكوينية بإذن اللَّه تعالى، وقد أشرنا إليها في موارد عدة ونشير هنا إلى بعض الآيات التي تنص على وجود ولاية تكوينية للبعض، منها قوله تعالى: ( إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونَ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) (١) ، ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمَحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٢) ، ( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ) (٣) ، ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) (٤) ،

____________________

(١) المائدة: ١١٠.

(٢) آل عمران: ٣٧.

(٣) النمل: ١١.

(٤) النمل: ١٧.

٤٣٣

( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هذَا مِن فَضْلِ رَبِّي ) (١) .

أخيراً... فإن من الواجب على الإنسان الذي يوالي أئمة الهدى أن يثبت لهم هذه المقامات العلْوية عند اللَّه من دون أن يكون هناك تحفُّظ أو تردُّد في أحدها؛ فهم خلفاء اللَّه في أرضه وآيات قدرة اللَّه الواسعة التي لا يحدها شي‏ء يؤتيها مَن يشاء من عباده، وهو تعالى أقدر بلا كفو على الشي‏ء الذي يؤتيه.

وهؤلاء هم الذين عرفوا اللَّه حق معرفته واستحقوا بذلك تلك المقامات، وهم على ما هم عليه من المنزلة الرفيعة في جميع عالم الوجود إلاّ أنهم يستشعرون النقص والفقر والعبودية اتجاه الذات المقدَّسة وأنهم دونها منزلة، وهل يقاس برب الأرباب شي‏ء؟! ولذا نرى عبادتهم - التي لم يبلغها بشر كمَّاً وكيفاً - تتناسب مع قدر معرفتهم بربهم، وعظيم تذلُّلِهم - الذي لا يُرى لأحد غيرهم - لعلمهم أنهم أمام العليم الجليل.

____________________

(١) النمل: ٤٠.

٤٣٤

الفهرس

مقدِّمة بقَلم الأستاذ الشيخ محمد سند .٥

المدخل: ٩

النقطة الأولى: أولوية بحث الإمامة ٩

النقطة الثانية: توازن قوى الإنسان .١٠

النقطة الثالثة: القدسيّة ١٢

النقطة الرابعة: التوحيد في الطاعة ١٣

النقطة الخامسة: الإمامة والوحدة الإسلاميّة ١٧

الفصل الأوَّل: منهج المعرفة الدينية ١٩

المقدّمة الأولى: تصوير الحكم الشرعي في العقائد .٢١

أوَّلاً: البحث الثبوتي. ٢٢

ثانياً: البحث الإثباتي. ٢٦

١ - الحكم الشرعي الفقهي: ٢٦

٢ - الحكم الشرعي الأصولي: ٢٧

المقدمة الثانية: الميزان في اصول العقائد .٣٤

المبحث الأوَّل: حُجِّـيَّة الكتاب الكريم .٣٩

تقييم نظرية العلاَّمة الطباطبائي: ٤٢

المبحث الثاني: حُجِّـيَّة السنَّة ٤٧

أوَّلاً - أقسام الحديث: ٤٧

ثانياً: أحوال الكتب الأربعة والمصادر الروائية: ٥٣

ثالثاً: العلم الإجمالي بوجود الدس: ٥٥

المبحث الثالث: حُجِّـيَّة العقل .٥٩

التنبيه الأوَّل: الحسن والقبح العقليَّان .٦٣

أدلَّة اعتبارية الحسن والقبح: ٦٨

أدلَّة واقعية الحسن والقبح: ٧٣

٤٣٥

١ - العناية الإلهية: ٧٤

٢ - تجسُّم الإعمال: ٧٥

٣ - قاعدة الغاية: ٧٦

التنبيه الثاني: الخطأ في الفكر البشري .٧٧

التنبيه الثالث: الثابت والمتغيِّر .٧٩

تحليل مختصر لنظرية الاعتبار: ٨٠

وجوه التأمل في نظرية العلاّمة: ٨٢

التنبيه الرابع: في تبعية الولاية التشريعية للولاية التكوينية ٨٩

الوجه الأول: ٩٠

الوجه الثاني: ٩٠

الوجه الثالث: ٩٤

التنبيه الخامس: العلاقة بين العقل العملي والعقل النظري .٩٥

المبحث الرابع: حُجِّـيَّة المعارف القلبية ٩٧

الجهة الأولى: في بيان المراد من المعارف القلبية. ٩٧

الجهة الثانية: حول ضابطة حُجِّـيَّة المعارف القلبية. ١٠٣

خاتمة: حول العلاقة بين الحجج الأربع. ١٠٦

الفصل الثاني: نظريَّة الحُكم على ضوء الإمامة الإلهيَّة ١١١

المبحث الأوَّل: لمحة تاريخية ١١٣

المبحث الثاني: النظريَّات المختلفة في إدارة شؤون الحكم ودور الشورى فيها ١١٩

النظرية الأولى المشهورة: ١١٩

النظرية الثانية: ١٢١

النظرية الثالثة: ١٢١

النظرية الرابعة: ١٢٢

النظرية الخامسة: ١٢٣

المبحث الثالث: الأدلَّة النقلية التي أُقيمت على النظريَّات المختلفة. ١٢٥

أولاً: الأدلة المتضمِّنة للفظ الشورى. ١٢٥

٤٣٦

١ - الآيات: ١٢٥

٢- سيرة الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ١٢٦

٣ - الروايات وهي على صنفين .١٢٧

الصنف الأوَّل: روايات الشورى. ١٢٨

الصنف الثاني: روايات الاستشارة. ١٣٢

التقييم: ١٣٥

أوَّلاً: رأي آخر في فهم الأدلَّة. ١٣٥

ثانياً: الجواب عن تلك الأدلة. ١٣٩

الوجه الأول: المعنى اللغوي لمادة (شور) ١٣٩

الوجه الثاني: تحليل لقوله تعالى: (وأمرهم ...) ١٤٤

الوجه الثالث: ملاحظة (واذا عزمت فتوكل) ١٤٥

الوجه الرابع: فوائد الشورى .١٤٦

الوجه السادس: تحليل لغزوة أحد والخندق ١٤٨

الوجه السابع: مخالفة الرسول صلّى الله عليه وآله لرأي الأكثرية ١٦١

الوجه الثامن: آية الشورى .١٦٢

الوجه التاسع: استدلال الشهيد الصدر قدس سره ١٦٣

الوجه العاشر: طريقة انتخاب الخليفة الأول والثاني ١٦٤

الوجه الحادي عشر: المعارضة بأدلة النص ..١٦٥

الخلاصة: ١٨٢

مناقشة الاستدلال على نظرية التلفيق بين النص والشورى .١٨٥

ثانياً: عنوان الولاية والأمر بالمعروف ..١٨٩

ثالثاً: آيات البيعة ١٩٤

تقريب الاستدلال: ١٩٤

نقض ودفع: ٢٠١

رابعاً: الآيات المثبِتة للوظائف الاجتماعية العامة ٢٠٢

٤٣٧

خامساً: آيات الاستخلاف ..٢٠٥

سادساً: آية الأمانة ٢٠٧

سابعاً: آيات تدل على نفي مسؤولية الرسول صلّى الله عليه وآله عن الأمة ٢٠٩

ثامناً: آية المائدة (٤٤) ٢١٠

تاسعاً: سيرة الأئمة عليهم‌السلام ....٢١٥

والجواب عن هذه الوجوه: ٢١٦

المبحث الرابع: الأدلة العقلية على الشورى .٢٣٣

إشكالان ودفعهما: ٢٣٨

المبحث الخامس: أدلة نصب الفقهاء ٢٤٣

الخلاصة: ٢٤٩

الفصل الثالث: المقام الغيبي في الإمامة ٢٥١

أولاً: تحرير محل النزاع .٢٥٣

ثانياً: الإمامة وراثة نسَبية أم روحيّة؟ ٢٥٦

ثالثاً: الإمامة نصّ أم شورى؟ ٢٥٧

رابعاً: الاعتبار والتكوين .٢٥٧

خامساً: الإمامة من أصول الدين .٢٥٨

سادساً: مقامات الأئمّة عليهم السلام ٢٥٩

سابعاً: الوظيفة الشرعيّة ٢٥٩

ثامناً: تحليل الاقتداء ٢٦٠

المبحث الأول: تعريف الإمامة ٢٦٥

الجهة الأولى: التحليل اللُّغوي .٢٦٥

الجهة الثانية: التحليل العقلي .٢٦٧

الخلاصة: ٢٦٩

الإنسان المجموعي: ٢٧٣

الإنسان الكبير: ٢٧٣

الجهة الثالثة: التعريف النقلي .٢٧٥

٤٣٨

المبحث الثاني: الأدلة العقلية على ماهية الإمامة الإلهية ٢٨٥

الدليل الأول: ضرورة الارتباط بالغيب ..٢٨٧

تقييم الدليل الأول: ٢٩٢

الصياغة الثانية لنفس الدليل: ٢٩٣

تقييم الدليل: ٢٩٤

الدليل الثاني: الفطرة ٢٩٥

تقييم الدليل الثاني: ٣٠٠

تقييم الدليل الثالث: ٣٠٢

الدليل الرابع: معرفة النفس ..٣٠٢

الدليل الخامس: برهان العناية ٣٠٣

تقييم الدليل: ٣٠٤

ملاحظة عامة: ٣٠٥

الدليل السادس: الأدلة الإنْيَّة ٣٠٥

تفصيل ذلك: ٣٠٦

المبحث الثالث: الإمامة في القران الكريم .٣٠٩

الطائفة الأولى: آيات استخلاف آدم عليه السلام ٣١٠

أولاً: دراسة الألفاظ الواردة فيها ٣١٢

ثانياً: الفوائد .٣٢٩

ثالثاً: قراءة في الخطبة القاصعة ٣٤١

رابعاً: عصمة آدم ٣٥٠

الطائفة الثانية: آيات الكتاب ..٣٥٢

الطائفة الثالثة: آيات الهداية ٣٧٠

الطائفة الرابعة: آيات الملك ..٣٧٥

الطائفة الخامسة: آيات الاصطفاء والطهارة ٣٧٩

الطائفة السادسة: آيات شهادة الأعمال .٣٨٥

٤٣٩

الطائفة السابعة: آيات الولاية ٣٨٨

المبحث الرابع: الإمامة في السنة النبوية ٣٩٥

الحديث الأول: حديث الثقلين .٣٩٥

١ - حديث الثقلين في القرآن الكريم: ٣٩٦

٢ - أما ما ورد من الألفاظ في الحديث الشريف: ٣٩٩

٣ - النظريات في تفسير الْمَعِيَّة بين القرآن والعترة: ٤٠٠

الحديث الثاني: (مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). ٤٠٥

الحديث الثالث: في تبليغ سورة براءة ٤٠٨

إشكال ودفع: ٤١١

الحديث الرابع: (إن اللَّه يرضى لرضا فاطمة) ٤١٢

الحديث الخامس: (علي مني وأنا من علي) ٤١٩

الحديث السادس: (يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل) ٤١٩

تذييل: ٤١٩

الخاتمة: ٤٢٥

الوظيفة الإجمالية في الائتمام ٤٢٥

١ - وجوب المعرفة ٤٢٥

٢ - الإمامة من اصول الدين .٤٢٥

٣ - المحبّة والبغض ..٤٢٥

٤ - تحليل لرواية: هل الإيمان الّا الحب والبغض ..٤٢٦

٥ - الوسط بين الإفراط والتفريط .٤٢٨

٦ - شرك الجاهلية ٤٣١

الفهرس .٤٣٥

٤٤٠