كتاب الغيبة

كتاب الغيبة0%

كتاب الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 316

كتاب الغيبة

مؤلف: الشيخ الاجل ابن ابي زينب محمد بن ابراهيم النعماني
تصنيف:

الصفحات: 316
المشاهدات: 49110
تحميل: 5533

توضيحات:

كتاب الغيبة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 316 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 49110 / تحميل: 5533
الحجم الحجم الحجم
كتاب الغيبة

كتاب الغيبة

مؤلف:
العربية

كما ملئت ظلما وجورا وشرا ".

٢٧ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة أتاه بها جبرئيلعليه‌السلام لما توجه تلقاء مدين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية، ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائمعليه‌السلام إذا قام "آياته وفعلهعليه‌السلام .

٢٨ - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، قال: حدثنا أبوالجارود زياد بن المنذر، قال: قال أبوجعفر محمد بن عليعليهما‌السلام : " إذا ظهر القائمعليه‌السلام ظهر براية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخاتم سليمان، وحجر موسى وعصاه، ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحملن رجل منكم طعاما ولا شرابا ولا علفا، فيقول أصحابه: إنه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش، فيسير ويسيرون معه، فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف، فيأكلون ويشربون، ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة ".

٢٩ - أخبرنا محمد بن همام ; ومحمد بن الحسن بن محمد بن الجمهور العمي، عن الحسن بن محمد بن الجمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام أنه قال: " إذا خرج القائم من مكة ينادي مناديه ألا لايحملن أحد طعاما ولا شرابا، ويحمل معه حجر موسى بن عمران، وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا نبعت منه عيون، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآنا روي، و [رويت] دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة ".

٣٠ أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي

٢٢١

قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن عبدالله بن بكير، عن حمران بن أعين عن أبى جعفرعليه‌السلام أنه قال: " كأننى بدينكم هذا لا يزال متخضخضا(١) يفحص بدمه ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت، فيعطيكم في السنة عطاء‌ين، ويرزقكم في الشهر رزقين، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنةرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "(٢) .

٣١ - أخبر نا عبدالواحد بن عبدالله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثنا محمد بن العباس بن عيسى، قال: حدثنا الحسن بن علي البطائني، عن أبيه عن المفضل، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " إن لصاحب هذا الامر بيتا يقال له: بيت الحمد، فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف لا يطفأ".

٣٢ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملى، عن أبيه(٣) ، عن الحسن بن علي بن يوسف; ومحمد بن علي [الكوفي] عن سعدان بن مسلم عن بعض رجاله، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " بينا الرجل على رأس القائم يأمره وينهاه(٤) إذ قال: أديروه، فيديرونه إلى قدامه، فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين شئ إلا خافه ".

٣٣ - حدثنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن أحمد

____________________

(١) في بعض النسخ " موليا " شبهعليه‌السلام الدين بالمقتول المضرج بالدم، قال العلامة الملجسى -رحمه‌الله - " يفحص " أى يسرع بدمه متلطخا به من كثرة ما أو ذى بين الناس، ولا يبعد أن يكون في الاصل " بذنبه " أى يضرب بذنبه الارض سائرا، تشبيها له بالحية المسرعة - انتهى.

أقول: المتخضخض: المتحرك.

(٢) يدل على أن الناس في زمانهعليه‌السلام يؤدبون بالاداب الدينية وتعليم الاحكام الشرعية على حد تتمكن المرأة في بيتها من الحكم بين الخصمين بما يوافق الكتاب والسنة.

(٣) كذا وكأن " عن أبيه " زائد من النساخ لكون رواية الحسن بن فضال عن الحسن ابن على بن يوسف غريب، وكذا روايته عن أبى سمينة الكوفى، ولم أجد روايته عنهما.

(٤) كذا والظاهر زيادة الضمير فيهما والاصل " يأمر وينهى " ويؤيد ذلك الخبر الآتى.

(*)

٢٢٢

ابن محمد بن خالد، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " بينا الرجل على رأس القائم يأمر وينهى إذا أمر بضرب عنقه، فلا يبقى بين الخافقين [شئ] إلا خافه ".

فضله صلوات الله عليه.

٣٤ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين قال: حدثني محمد بن علي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس بزرج، عن حمزة بن حمران، عن سالم الاشل قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام يقول: " نظر موسى بن عمران في السفر الاول إلى ما يعطى قائم آل محمد من التمكين والفضل، فقال موسى: رب اجعلنى قائم آل محمد، فقيل له: إن ذاك من ذرية أحمد، ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك، فقال مثله، فقيل له مثل ذلك، ثم نظر في السفر الثالث فرأى مثله، فقال مثله، فقيل له مثله "(١) .ما نزل فيهعليه‌السلام من القرآن.

٣٥ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبوالحسن من كتابه قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ; ووهيب، عن أبي بصير، عن أبى عبداللهعليه‌السلام في معنى قوله عزوجل: وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا "(٢) قال: نزلت في القائم وأصحابه "(٣) .

____________________

(١) في بعض النسخ " فاجيب بمثله ".و

(٢) النور: ٥٥.

(٣) وفى معناه قوله تعالى " وقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصاحلون "، والاستخلاف في الارض مع تمكين الدين وتبديل الخوف بالامن للذين آمنوا وعملوا الصالحات لم يكن في زمانهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا بعده على حقيقة الامر انما يكون عد ظهور القائمعليه‌السلام ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم.

٢٢٣

٣٦ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا علي بن الصباح قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي قال حدثنا جعفر بن محمد(١) عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن إسحاق بن عبدالعزيز، عن أبي عبداللهعليه‌السلام " في قوله تعالى(٢) : " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة "(٣) قال: العذاب خروج القائمعليه‌السلام ، والامة المعدودة عدة أهل بدر وأصحابه "(٤) .

٣٧ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه ; ووهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام " في قوله: " فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا "(٥) قال: نزلت في القائم وأصحابه، يجتمعون على غير ميعاد ".

[٣٨ - أخبر نا علي بن الحسين المسعودي(٦) ، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار القمي، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبى نجران، عن القاسم(٧) ، عن أبى بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام " في قول الله عزوجل: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " قال: هي في القائمعليه‌السلام وأصحابه "](٨) .

____________________

(١) يعنى جعفر بن محمد بن سماعة.

(٢) يعنى تأويله.

(٣) هود: ٨.

(٤) كذا، ولعل الضمير في أصحابه راجع إلى بدر.

(٥) البقرة: ١٤٩.

(٦) كذا والمظنون عندى كلمة المسعودي زيادة من النساخ.

(٧) كذا والظاهر كونه تصحيف " عاصم " والمراد عاصم بن حميد الحناط الكوفى وهو ثقة عين صدوق، يروى عن أبى بصير يحيى بن القاسم الحذاء الاسدى وهو واقفى وثقه النجاشى -رحمه‌الله -.

(٨) هذا الخبر ليس في بعض النسخ لكن العلامة المجلسى نقله في البحار عن النعمانى والاية في سورة الحج: ٣٩.

(*)

٢٢٤

٣٩ - حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام " في قوله تعالى: " يعرف المجرمون بسيماهم(١) قال: الله يعرفهم ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخطبهم بالسيف هو وأصحابه خبطا "(٢) .

ما يعرف بهعليه‌السلام .

٤٠ - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى، عن أبى سعيد المكاري، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: " قلت لابى عبداللهعليه‌السلام بأي شئ يعرف الامام؟ قال: بالسكينة والوقار، قلت: وبأي شئ؟ قال: وتعرفه بالحلال والحرام(٣) ، وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد، ويكون عنده سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قلت: أيكون إلا وصيا ابن وصي؟ قال: لا يكون إلا وصيا وابن وصي ".

٤١ - حدثنا محمد بن همام ; ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور، جميعا عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن أبى الجارود قال: " قالت لابى جعفرعليه‌السلام : إذا مضى الامام القائم من أهل البيت فبأي شئ يعرف من يجئ بعده؟ قال: بالهدى والاطراق(٤) ، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ بين صدفيها إلا أجاب "(٥) .

____________________

(١) الرحمن: ٤١.

(٢) خبطه خبطا: ضربه ضربا شديدا.

(٣) في بعض النسخ " ومعرفة الحلال والحرام ".

(٤) الاطراق، السكوت والوقار.

(٥) الصدف - بضم الصاد وفتح الدال وبالعكس وبضمهما -: منقطع الجبل أو ناحيته والمراد هنا ما بين المشرق والمغرب.وفى بعض النسخ " ولا يسأل عن شئ الا بين ".يعنى أجاب عن كل ما يسأل من ذلك أى الامور التى لها دخل في هدايتهم.

(*)

٢٢٥

في صفة قميصهعليه‌السلام (١) .

٤٢ - حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن عمه الحسين بن إسماعيل، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " ألا اريك قميص القائم الذي يقوم عليه؟ فقلت: بلى، قال: فدعا بقمطر(٢) ففتحه، وأخرج منه قميص كرابيس فنشره فإذا في كمه الايسر دم، فقال: هذا قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي عليه يوم ضربت رباعيته(٣) ، وفيه يقوم القائم، فقبلت الدم ووضعته على وجهى، ثم طواه أبوعبداللهعليه‌السلام ورفعه".

في صفة جنوده وخيلهعليه‌السلام (٤) .

٤٣ - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن على بن الحسن عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبى عبداللهعليه‌السلام " في قول الله عزوجل: " أتى أمر الله فلا تستعجلوه "(٥) فقال: هو أمرنا.

أمر الله عزوجل: ألا تستعجل به حتى يؤيده [الله] بثلاثة [أجناد]: الملائكة، والمؤمنين، والرعب وخروجه كخروج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذلك قوله عزوجل: " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق و إن فريقا من المؤمنين لكارهون "(٦) .

____________________

(١) في بعض النسخ " في صفة لباس القائمعليه‌السلام ".

(٢) القمطر - بكسر القاف وفتح الميم وسكون الطاء المهملة -: ما يصان فيه الكتب.

(٣) الرباعية - بفتح الراء وتخفيف الياء - السن الذى يكون بين الثنية والناب.

وقال بعضهم بالفارسية: زير وبالا چار دندان را ثنايا دان زپيش * چار طرفينش رباعيات وبعدش چار نيش(٤) في بعض النسخ " ما يؤيد الله عزوجل به القائمعليه‌السلام ".

(٥) النحل: ١.

(٦) تقدم في باب ما روى فيما امر به الشيعة من الصبر والكف " تحت رقم ٩ بدون ذيل الاية.وهى في الانفال: ٥.

(*)

٢٢٦

٤٤ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " إذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر وهم خمسة آلاف(١) ثلث على خيول شهب، وثلث على خيول بلق، وثلث على خيول حو، قلت: وما الحو؟ قال: هي الحمر"(٢) .

٤٥ - وبه عن عبدالله بن حماد، عن ابن أبي حمزة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: " إذا قام القائم نزلت سيوف القتال، على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه ".

فتأملوا يا من وهب الله له بصيرة وعقلا، ومنحه تمييزا ولبا هذا الذي قدجاء من الروايات في صفة القائم لله بالحق وسيرته وما خصه الله عزوجل به من الفضل ومايؤيده الله به من الملائكة، وما يلزمه نفسهعليه‌السلام من خشونة الملبس وجشو بة المطعم، وإتعاب النفس والبدن في طاعة الله تبارك وتعالى، والجهاد في سبيله، ومحو الظلم(٣) والجور والطغيان، وبسط الانصاف والعدل والاحسان، وصفة من معه من أصحابه الذين جاء‌ت الروايات بعدتهم وأنهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وأنهم حكام الارض وعماله عليها، وبهم يفتح شرق الارض وغربها مع من يؤيده الله به من الملائكة، فانظروا إلى هذه المنزلة العظيمة، والمرتبة الشريفة التى خصه الله عزوجل بها مما لم يعطه أحدا من الائمةعليهم‌السلام قبله، فجعل تمام دينه - وكماله وظهوره على الاديان كلها، وإبادة المشركين، وإنجاز الوعد الذي وعد الله تعالى رسول الله:صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في إظهاره على الدين كله [ولو كره المشركون] - على يده، وحتى

____________________

(١) كذا في المخطوط، وفى المطبوع " نزلت الملائكة ثلاثمائة وثلاثة عشر " وكأنه تصحيف فان ٣١٣ عدد من كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المسلمين يوم بدر لا الملائكة.

(٢) الشهب - محركة - والشهبة - بالضم -: بياض يخالطه سواد، والاشهب: ما كان لونه الشهبة والجمع شهب بضم الشين وسكون الهاء.والبلق - بضم الباء - جمع أبلق وهو ما فيه بياض وسواد، والحو جمع أحوى كالحمر جمع أحمر.

(٣) في بعض النسخ " غسل الظلم ".

(*)

٢٢٧

أن أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام يقول فيه وفي نفسه ما قال وهو ما رواه:.

٤٦ - علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن الحسن ابن معاوية(١) عن الحسن بن محبوب، عن خلاد بن الصفار(٢) ، قال: " سئل أبوعبداللهعليه‌السلام : هل ولد القائمعليه‌السلام ؟ فقال: لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي ".

فتأملوا [بعد هذا] ما يدعيه المبطلون، ويفتخر به الطائفة البائنة(٣) المبتدعة من أن الذي هذا وصفه وهذا حاله ومنزلته من الله عزوجل هو صاحبهم(٤) ومن الذي يدعون له فإنه بحيث هو في أربعمائة ألف عنان(٥) وأن في داره أربعة آلاف خادم رومي وصقالبى(٦) وانظروا هل سمعتم أو رأيتم أو بلغكم عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن الائمة

____________________

(١) في بعض النسخ " الحسن بن يعقوب " والظاهر تصحيفه من النساخ، ولعل الصواب الحسن بن محمد بن سماعة الذى قد يعبر عنه بالحسن بن سماعة ويروى كثيرا عن ابن محبوب.

(٢) في بعض النسخ " خلاد بن قصار " وفى بعضها " خلاد بن قصاب " وفى بعضها " خلاد بن مصار " وكلها تصحيف، وسيأتى في باب ما جاء في ذكر السفيانى تحت رقم ٧ " خلاد الصائغ " ولم يعنونوا في الرجال وكأن الصفار صحف في الموضعين بقصار والصائغ، واما خلاد بن الصفار كما في الجامع فهو ابن عيسى الصفار، ويظهر من الخلاصة أنه متحد مع خلاد الصفار الذى نقل ابن عقدة عن عبدالله بن ابراهيم بن قتيبة عن ابن نمير أنه ثقة ثقة، لكن عنونهما ابن حجر تحت عنوانين مع اختلاف في ترجمتهما.

(٣) أى البعيدة عن الحق، وفى بعض النسخ " الشانئة ".

(٤) يعنى به " محمد بن عبيد الله المهدي " القائم بأمر الله ثانى خلفاء الفاطميين وكان من اولاد اسماعيل بن جعفر بن محمدعليهما‌السلام الذى ولد سنة ٢٧٨ وتوفى ٣٣٤، ويمكن أن يكون المراد ابنه المنصور بالله الذى ولد ٣٠٢ وتوفى ٣٤١ وهو ثالث خلفائهم.

(٥) أى هذا الذى يدعون أنه القائم كان في أربعمائة ألف فارس وأربعة آلاف خادم وهى صفة مغايرة لما وصف به جنود القائمعليه‌السلام وأصحابه.

(٦) الصقالبة جيل من الناس حمر الالوان صهب الشعور، بلادهم تتاخم بلاد الخزر في اعالى جبال الروم.

(*)

٢٢٨

الطاهرينعليهم‌السلام أن القائم بالحق هذه صفته التى يصفونه بها(١) ؟ !.

وإنه يظهر ويقوم بعد ظهوره بحيث هو في هذه السنين الطويلة(٢) وهو في هذه العدة العظيمة يناقفه ابويزيد الاموي(٣) ، فمرة يظهر عليه ويهزمه، ومرة يظهر هو على أبي يزيد، ويقيم بعد ظهوره وقوته وانتشار أمره بالمغرب، والدنيا على ما هي عليه(٤) ؟ !.

فإنكم تعلمون بعقولكم إذا سلمت من الدخل وتمييز كم إذا صفى من الهوى أن الله قد أبعد من هذه حاله عن أن يكون القائم لله بحقه والناصر لدينه والخليفة في أرضه، والمجدد لشريعة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نعوذ بالله من العمى والبكم والحيرة والصمم، فان هذه لصفة مباينة لصفة خليفة الرحمن الظاهر على جميع الاديان، والمنصور على الانس والجان، المخصوص بالعلم والبيان، وحفظ علوم القرآن والفرقان، ومعرفة التنزيل والتأويل، والمحكم والمتشابه، والخاص والعام، والظاهر والباطن وسائر معاني القرآن وتفاسيره وتصاريفه ودقائق علومه وغوامض أسراره وعظام أسماء الله التي فيه، ومن يقول جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ما قال فيه " إني لو أدركته لخدمته أيام حياتي ".

والحمد لله رب العالمين المستحق لغاية الحمد ونهاية الشكر على جميل الولايةونور الهداية، وأسأله المزيد من مننه بطوله وكرمه(١) .

____________________

(١) يعنى هل وجدتم في ما روى عن المعصومعليه‌السلام من صفات القائم بالحق ما يطابق صفة القائم بامر الله هذا من الجنود والخدم، وغضارة العيش غير ذلك.

(٢) أى مدة ما قام الخليفة بالامر وهى نحو أربعين سنة.

(٣) هو مخلد بن كيداد أبويزيد الذى خرج في أيام القائم بأمر الله وحاصره في عاصمة المهدية، ووقعت بينهما حروب كثيرة، كرة غلب واخرى يغلب وقد يسمونه بالدجال، والقصة طويلة الذيل راجع التواريخ حوادث سنة ٣٣٠ إلى ٣٤٤، وفى اللغة " ناقفه " أى ضاربه بالسيف على الرأس، والمراد هنا المحاربة.

(٤) أى مضافا إلى ما مر من عدم تطابق الصفات أنه أقام بالمغرب فقط والدنيا على ما هى عليه من الظلم والجور والفساد، وما رأينا فيها عدلايظهره إلى الان.(*)

٢٢٩

باب - ١٤: ما جاء في العلامات التى تكون قبل قيام القائمعليه‌السلام

[ويدل على أن ظهوره يكون بعدها كماقالت الائمةعليهم‌السلام ].

١ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا أبوإسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، عن أبان بن عثمان قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام : " بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم في البقيع حتى أقبل عليعليه‌السلام فسأل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقيل إنه بالبقيع، فأتاه عليعليه‌السلام فسلم عليه فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجلس فأجلسه عن يمينه، ثم جاء جعفر بن أبى طالب فسأل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره، ثم جاء العباس فسأل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه، ثم التفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليعليه‌السلام فقال: ألا أبشرك؟ ألا اخبرك يا علي، فقال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيلعليه‌السلام عندي آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في أخر الزمان فيملا الارض عدلا [كما ملئت ظلما وجورا] من ذريتك من ولد الحسين، فقال علي: يا رسول الله ما أصابنا خير قط من الله إلا على يديك، ثم التفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى جعفر بن أبى طالب فقال: يا جعفر ألا أبشرك؟ ألا أخبرك؟ قال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها(٢) إلى القائم هو من ذريتك، أتدري من هو؟ قال: لا، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار(٣) ، وأسنانه كالمنشار(٤) ، وسيفه كحريق النار،

____________________

(١)الطول - بفتح الطاء وسكون الواو -: الفضل والعطاء.

(٢)أى الراية.

(٣)في بعض النسخ " وجهه كالبدر ".

(٤)المنشار - بالكسر - آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ويقال لها بالفارسية " أره ".

أو خشبة ذات أصابع يذرى بها البر ونحوه.

(*)

٢٣٠

يدخل الجند ذليلا(١) ، ويخرج منه عزيزا، يكتنفه جبرئيل وميكائيل، ثم التفت إلى العباس فقال: يا عم النبى ألا اخبرك بما أخبرني به جبرئيلعليه‌السلام ؟ فقال: بلي يا رسول الله قال: قال لي جبرئيل: ويل لذريتك من ولد العباس، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ فقال له: [قد] فرغ الله مما هو كائن ".

٢ - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد بن المستنير، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه(٢) عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لابي: " يا عباس ويل لذريتى من ولدك، وويل لولدك من ولدي، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ - أو قال: أفلا أجب نفسي(٣) ؟ - قال: إن علم الله عزوجل قد مضى والامور بيده، وإن الامر سيكون في ولدي ".

٣ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال: حدثني علي بن الصباح المعروف بابن الضحاك، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن عليعليه‌السلام أنه قال: " يأتيكم بعد الخمسين والمائة أمراء كفرة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتكثر التجار وتقل الارباح، ويفشو الربا، وتكثر أولاد الزنا، وتغمر السفاح(٤) ، وتتنا كر المعارف، وتعظم الاهلة(٥) ، وتكتفي النساء بالنساء، والرجال بالرجال ".

____________________

(١)في بعض النسخ " يدخل الجيل ذليلا " وفى البحار " يدخل الجبل ذليلا ".

(٢)يعنى القاسم بن محمد بن أبى بكر، وما في بعض النسخ من " عبدالله بن القاسم " تصحيف.

(٣)أى أجعل نفسى مقطوعة النسل، ومنه المجبوب.

(٤) " تغمر " أى تكثر، والسفاح " مراودة الرجل المرأة بدون نكاح، والزنا، أواراقة الدم، وفى الحديث " أوله سفاح وآخره نكاح " أراد به ان المرأة تسافح الرجل مدة ثم يتزوجها.

(٥)كذا، ولعله جمع هلال بمعنى الغلام الجميل، ويمكن أن يكون الاصل " تغطى الاهلة " أى يستر عن الناس هلال كل شهر.والاول بالسياق أنسب.

(*)

٢٣١

فحدث رجل عن علي بن أبى طالبعليه‌السلام أنه قام إليه رجل حين تحدث بهذا الحديث فقال له: يا أميرالمؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان، فقال: الهرب الهرب فإنه لا يزال عدل الله مبسوطا على هذه الامة مالم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يزل أبرارهم ينهى فجارهم، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا: " لا إله إلا الله " قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها صادقين "(١) .

٤ - حدثنا محمد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال: حدثنى أحمد بن مابنداذ سنة سبع وثمانين ومائتين، قال: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبيه(٢) ، عن أبي صادق، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام أنه قال: " ملك بني العباس يسر لا عسر فيه، لو أجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان(٣) لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم(٤) ويسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا هدها، ولا نعمة إلا أزالها، الويل لمن ناواه(٥) ، فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتى، يقول

____________________

(١)قوله: " فان لم يفعلوا " أى فان مال أهل العلم - والقراء كناية عنهم - إلى الامراء، وترك الابرار النهى عن المنكرات ثم أظهروا النفرة، وتباعدوا عن أهل المعاصى واستظهروا بكلمة " لا اله الا الله " يعنى أظهروا التوحيد، فقال الله تعالى: كذبتم ما كنتم بأهله، أعنى لم يقبل الله منهم.

(٢)ابراهيم بن مرثد - أو مزيد - الجريرى الازدى من أصحاب أبى جعفر الباقرعليه‌السلام كوفى، يروى عن أخيه عبد خير المكنى بأبى الصادق الازدى وهو من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٣)الطيلسان - بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة وسين مهملة وآخره نون -: اقليم واسع كثير البلدان والسكان من نواحى الديلم والخزر، والخزر بلاد الترك خلف باب الابواب وهم صنف من الترك.

(٤)في بعض النسخ " أصحاب الويتهم " جمع لواء.

(٥)ناواه مناواة ومناوأة ونواء أى عارضه وعاداه.

(*)

٢٣٢

[ب‍] الحق ويعمل به ".

قال أبوعلى(١) : " يقول أهل اللغة: العلج: الكافر، والعلج: الجافى في الخلقة، والعلج: اللئيم، والعلج: الجلد الشديد في أمره، وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام لرجلين كانا عنده: " إنكما تعالجان عن دينكما وكانا من العرب "(٢) .

٥ - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: " إن قدام قيام القائم علامات: بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين، قلت: وما هى؟ قال: ذلك قول الله عزوجل: " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين "(٣) قال لنبلونكم يعنى المؤمنين " بشئ من الخوف " من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، " والجوع " بغلاء أسعارهم، و " نقص من الاموال " فساد التجارات وقلة الفضل فيها، " والانفس " قال: موت ذريع(٤) " والثمرات " قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، " وبشر الصابرين " عند ذلك بخروج القائم [عليه‌السلام ] ".

ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله، إن الله عزوجل يقول: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم "(٥) .

٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبوالحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران عن

____________________

(١)يعنى محمد بن همام بن سهيل.

(٢)قال ذلك لكون العلج - بكسر العين - قد يطلق في لسان أهل اللغة على الكفار من العجم دون العرب.وسيأتى الكلام في المراد بالعلج في ذيل الحديث الثامن عشر من الباب ان شاء الله تعالى.

(٣)البقرة: ١٥٥.

(٤)الموت الذريع أى فاش أو سريع.

(٥)آل عمران: ٧(*)

٢٣٣

الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الاموال والانفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآية " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ".

٧ - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: " سألت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام عن قول الله تعالى " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع - الآية " فقال: يا جابر ذلك خاص وعام، فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم، وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله [قط]، وأما الجوع فقبل قيام القائمعليه‌السلام ، وأما الخوف فبعد قيام القائمعليه‌السلام ".

٨ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي(١) ، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، قال: " سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن قوله تعالى: " فاختلف الاحزاب من بينهم "(٢) فقال: أنتظروا الفرج من ثلاث، فقيل: يا أميرالمؤمنين وما هن؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.

فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أو ما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "(٣) هي آية تخرج الفتاة

____________________

(١)هو داود بن أبى داود الدجاجى المعنونفي منهج المقال لميرزا محمد الاسترابادى كان من أصحاب أبى جعفر الباقرعليه‌السلام يروى عنه معمر بن يحيى العجلى الكوفى وهو ثقة عند ابى داود والعلامة والنجاشى.

(٢)مريم: ٣٧.

(٣)الشعراء: ٤.

(*)

٢٣٤

من خدرها(١) ، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان ".

٩ - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزارى، قال: حدثني عبدالله بن خالد التميمي(٢) ، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن أبي - عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " للقائم خمس علامات: [ظهور] السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء ".

١٠ - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثنى موسى بن جعفر بن وهب، قال: حدثنى الحسن بن علي الوشاء، عن عباس بن عبدالله(٣) ، عن داود بن سرحان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " العام الذى فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وماهى؟ قال: وجه يطلع في القمر، و يد بارزة "(٤) .

١١ - أخبرنا على بن أحمد البندنيجي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوى، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم، قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج

____________________

(١)الخدر - بكسر الخاء المعجمة -: ستر يمد للجارية، وما يفرد لها من السكن، وكل ما تتوارى به.

(٢)هو عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسى التميمى المكنى بأبى العباس رجل من أصحابنا ثقة سليم الجنبة، وكانه روى الخبر عن الحسين بن سعيد الاهوازى، عن ابن أبى عمير كما يظهر من كمال الدين.

(٣)في بعض النسخ " عباس بن عبيد " وكأنه " عباس بن عتبة " فصحف في النسخ.

(٤)في بعض النسخ " وجه يطلع في القبر ويدانيه " ويمكن أن يقرء كما في احدى النسخ المخطوطة " وجه يطلع في القبر وبدا فيه ".

(*)

٢٣٥

الفتاة من خدرها ".

١٢ - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنى علي بن عاصم(١) ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنه قال: " قبل هذا الامر السفيانى، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، فكيف يقول هذا هذا؟ "(٢) .

١٣ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب ابوالحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه ; ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام أنه قال: " إذا رأيتم نارا من [قبل] المشرق شبه الهردى العظيم(٣) تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمدعليهم‌السلام (٤) إن شاء الله

____________________

(١)على بن عاصم رجل من العامة مرمى بالتشيع عندهم وهو الذى أجتمع في مجلسه أكثر من ثلاثين ألفا، نقل عن يعقوب بن شيبة قال: أصحابنا - يعنى العامة - مختلفون فيه منهم من أنكر عليه كثرة الغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالف فيه الناس، ومنهم من تكلم في سوء حفظه، وقد كان من أهل الصلاح والدين والخير، مات بواسط سنة احدى ومائتين في خلافة المأمون كما في معارف ابن قتيبة.

(٢)أى كيف يقول محمد بن ابراهيم بن اسماعيل - المعروف بابن طباطبا - ابن ابراهيم بن الحسن المثنى: انى القائم؟.وهو الذى خرج مع أبى السرايا في عصر المأمون وقصته معروفة في التواريخ.وفى بعض النسخ " وكف يقول هذا وهذا " وقوله " يقول " أى يشير وقال بيده أى أشار، ومعنى الجملة كف يشير هكذا وهكذا، وهذه النسخة أنسب بالمقام عند بعض لكن في البحار كما في المتن.

(٣)الهردى - بضم الهاء ككرسى - المصبوغ بالهرد - بالضم - وهو الكركم الاصفر، وطين أحمر، وعروق يصبغ بها، ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ أصفر يصبغ به، يعنى نارا يشبه الهردى من حيث اللون تكون أصفر أو أحمر، وقرء‌ها في البحار " الهروى " وقال: لعل المراد الثياب الهروية شبهت بها في عظمها وبياضها.

(٤)في بعض النسخ " فتوقعوا الفرج بظهور القائمعليه‌السلام - الخ ".

(*)

٢٣٦

عزوجل، إن الله عزيز حكيم، ثم قال: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان [لان شهر رمضان] شهر الله، [والصيحة فيه] هي صيحة جبرئيلعليه‌السلام إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائمعليه‌السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا أستيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامينعليه‌السلام .

ثم قالعليه‌السلام : يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين، فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما، ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل، وعلا مة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج.

وقال: لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائمعليه‌السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل [باسم صاحب هذا الامر واسم أبيه]، والصوت الثانى من الارض(١) وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد بذلك الفتنة، فاتبعوا الصوت الاول، وإياكم والاخير أن تفتنوا به.

وقال:عليه‌السلام : لا يقوم القائمعليه‌السلام إلا علي خوف سديد من الناس، زلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس(٢) وأكل بعضهم بعضا، فخروجه

____________________

(١)في بعض النسخ " وصوت من الارض ".

(٢)أى ما يسومهم الدهر من العذاب والنكال، والكلب - محركة -: الاذى والشر.وداء يشبه الجنون يأخذ الكلب فتعقر الناس، فتكلب الناس أيضا.

(*)

٢٣٧

إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا، فياطوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه، وخالف أمره، وكان من أعدائه.

وقالعليه‌السلام : إذا خرج يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنة جديدة وقضاء جديد، على العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم(١) .

ثم قالعليه‌السلام : إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا أختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائمعليه‌السلام ، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان كذلك(٢) طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة، وخرج السفياني.

وقال: لابد لبني فلان من أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق، وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان(٣) ، هذا من هنا، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهم لا يبقون منهم أحدا.

ثم قالعليه‌السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في

____________________

(١)تقدمت هذه القطعة من الخبر أعنى من قوله " لا يقوم القائمعليه‌السلام الا على خوف - إلى هنا " عن أبى حمزة الثمالى عنهعليه‌السلام في فصل سيرة القائم ص ٢٣٥ وفيه " وخروجه اذا خرج عند الاياس والقنوط " بدون ذكر " من أن يروا فرجا " وفيه أيضا " ثم قالعليه‌السلام : اذا خرج يقوم " وأيضا " فلا يستتيب أحدا " لكن فيما عندى من النسخ مخطوطها ومطبوعها " ولا يستبقى أحدا " ولا ريب أن أحدهما تصحيف الاخر، وما ههنا معناه لا يبقى أحدا من المجرمين المعاندين الذين لم يرتدعوا عن العناد والعداء أعنى يقتلهم ولا يحبسهم.وتقدم معنى الاستتابة وبيانها.

(٢)كذا في المخطوط، وفى البحار " فاذا كان ذلك ".

(٣)فرسى رهان - بصيغة التثنية - مثل يضرب للمتساويين في الفضل وللمتسابقين في المجاراة.

(*)

٢٣٨

شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز(١) يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هى راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم(٢) فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليمانى فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه(٣) ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

ثم قال لي: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل(٤) كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فأنكسرت، فقال حين سقطت: هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام على منبر الكوفة: " إن الله عزوجل ذكره قدر فيما قدر وقضى وحتم بأنه كائن لا بد منه أنه يأخذ بنى أمية بالسيف جهرة، وأنه يأخذ بنى فلان بغتة(٥) ".

وقالعليه‌السلام : لابد من رحى تطحن، فإذا قامت على قطبها وثبتت على

____________________

(١)الخرز - محركة -: ماينظم في السلك.

(٢)قد جاء‌ت أخبار في أن كل راية ترفع قبل قيام القائم فهى في النار، أو - صاحبها طاغوت - وامثال ذلك، واستثنى في هذا الخبر راية اليمانى لكونها في طليعة الظهور، وأما اليمانى من هو؟ فعلمه إلى الله، أنما علامته معيته مع الرايات الاربعة الاخر.والضمير المذكر في " لانه " راجع إلى اليمانى.

(٣)التوى الشئ: انعطف، والتوى عليه الامر: اعتاص.وفى بعض النسخ " ولا يحل لمسلم أن يتكبر عليه ".

وهو قريب من معناه.

(٤)في بعض النسخ " وذلك كمثل رجل ".

(٥)في بعض النسخ " قدر فيما قدر وقضى بأنه كائن لابد منه أخذ بني أمية بالسيف جهرة،وأن أخذ بنى فلان بغتة ".

(*)

٢٣٩

ساقها بعث الله عليها عبدا عنيفا(١) خاملا أصله، يكون النصرمعه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السبال(٢) ، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هرجا، والله لكأنى أنظر إليهم وإلى أفعالهم وما يلقى الفجار منهم والاعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية، جزاء بما عملوا، وماربك بظلام للعبيد ".

١٤ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن شرحبيل قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام - وقد سألته عن القائمعليه‌السلام - فقال: " إنه لا يكون حتى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب حتى تسمعه الفتاة في خدرها ".

١٥ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن يعقوب ابن يزيد، عن زياد القندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم، والنداء [من السماء من المحتوم] فقلت: وأي شئ يكون النداء؟ فقال: مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه [عليهما‌السلام ] ".

١٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن، عن علي ابن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، قال: حدثني ابن أبي -

____________________

(١)كذا في بعض النسخ، والعنيف: الشديد الذى لا يرفق، والعنف: القساوة، وفى بعض النسخ " عسفا " بالسين المهملة بمعنى المعسوف أى المغصوبة نفسها بالخدمة، من عسف فلانا أى استخدمه، وفلانة غضبها نفسها فهى معسوفة.

أو بمعنى العاسف أى الذى ركب الامر بلا روية ولا هداية.والخامل: الساقط، والذى لا نباهة له، وفى نسخة مخطوطة " ذا بلا أصله ".

(٢)جمع السبلة وهى ما على الشارب من الشعر.

(*)

٢٤٠