كتاب الغيبة

كتاب الغيبة0%

كتاب الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 316

كتاب الغيبة

مؤلف: الشيخ الاجل ابن ابي زينب محمد بن ابراهيم النعماني
تصنيف:

الصفحات: 316
المشاهدات: 49109
تحميل: 5533

توضيحات:

كتاب الغيبة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 316 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 49109 / تحميل: 5533
الحجم الحجم الحجم
كتاب الغيبة

كتاب الغيبة

مؤلف:
العربية

٤ - [أخبرنا] علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشى، عن أبان بن تغلب، قال: سمعت

أبا عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام يقول " إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدرى لم ذاك؟ قلت: لا، قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه ".

٥ - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشى، عن منصور بن حازم عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له: مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم ".

٦ - [أخبرنا] على بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى ; وأحمد بن علي الاعلم قالا: حدثنا محمد بن على الصيرفي، عن محمد بن صدقة ; وابن اذينة العبدي ; ومحمد ابن سنان جميعا، عن يقعوب السراج، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو امية، وأهل البصرة، وأهل دست ميسان(١) ، والاكراد، والاعراب وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الرى ".

باب - ١٨: ماجاء في ذكر السفيانى وأن أمره من المحتوم وأنه قبل قيام القائمعليه‌السلام

١ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني محمد بن المفضل بن

____________________

(١)في المراصد " دستمسان " بفتح الدال وسين مهملة ساكنة، وتاء مثناة من فوقها وميم مكسورة وآخره نون -: كورة جليلة بين واسط البصرة والاهواز، وهى إلى الاهواز أقرب، قصبتها بساسى، وليست منها ولكنها متصلة بها، وقيل: قصبة دستميسان الابلة فتكون البصرة من هذه الكورة - انتهى.

وفى البحار " دمسان " وقال العلامة الملجسى: هذا مصحف " ديسان " وهو بالكسر قرية بهراة ذكره الفيروز آبادى وقال: دوميس - بالضم -: ناحية بأران - اه‍.

وفى نسخة " دشت ميشان ".

(*)

٢٨١

إبراهيم بن قيس بن رمانة من كتابه في رجب سنة خمس وستين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن على بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون أبوإسحاق، عن عيسى بن أعين، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما ".

٢ - [أخبرنا] أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم من كتابه، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن محمد بن بشر الاحول، عن عبدالله ابن جبلة، عن عيسى بن أعين، عن معلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " من الامر محتوم ومنه ماليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ".

٣ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر الباقرعليه‌السلام يقول: " اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإن أشد ما يكون أحدكم أغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة، وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه على باطل، وأنه هالك، فأبشروا، ثم أبشروا بالذى تريدون، ألستم ترون أعداء‌كم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم(١) من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم.

فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجال(٢)

____________________

(١)كذا.

(٢)في بعض النسخ " يتغيب الرجل ".

(*)

٢٨٢

منكم عنه، فإن حنقه وشرهه(١) إنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: فإلى أين مخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة، فأنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل أمرأة: تسعة أشهر(٢) ، ولا يجوزها إن شاء الله ".

٤ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن عبدالملك بن أعين، قال: " كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فجرى ذكر القائمعليه‌السلام ، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني، فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذى لابد منه ".

٥ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا على بن الحسن، عن محمد بن خالد الاصم، عن عبدالله بن بكير، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام في قوله تعالى: " ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده "(٣) فقال: " إنهما أجلان: أجل محتوم، وأجل موقوف، فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لله فيه المشيئة، قال حمران: إني لارجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف، فقال أبوجعفرعليه‌السلام : لا والله إنه لمن المحتوم ".

٦ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: حدثنى عثمان بن سعيد الطويل عن أحمد بن سليم، عن موسى بن بكر، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: " إن من الامور أمورا موقوفة، وامورا محتومة، وإن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه ".

____________________

(١)الحنق: الغيظ.والشره - بفتح الشين والراء - والشراهة: الحرص.

(٢)أى مدة تسلطه على الخلق مدة حمل المرأة ولدها في بطنها، وهى تسعة أشهر، وقد مضى آنفا أن من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا.

(٣)سورة الانعام: ٢.

(*)

٢٨٣

٧ - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا خلاد الصائغ(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبدالله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا "(٢) .

٨ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبومحمد عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عمرو بن شمر(٣) ، عن جابر الجعفي قال: " سألت أبا جعفر الباقرعليه‌السلام عن السفياني، فقال: وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصبانى يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتو قعوا بعد ذلك السفيانى، وخروج القائمعليه‌السلام ".

٩ - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا الحسن بن علي بن يسار الثوري، قال: حدثنا الخليل بن راشد، عن علي بن أبي حمزة قال: " زاملت أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام بين مكة والمدينة، فقال لي يوما: يا علي لو أن أهل السماوات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني، قلت له: يا سيدي أمره من المحتوم؟ قال: نعم، ثم أطرق هنيئة(٤) ، ثم رفع رأسه وقال: ملك بني العباس مكر وخدع، يذهب حتى يقال: لم يبق منه شئ، هم يتجدد حتى يقال: مامر به(٥) شئ ".

١٠ - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله الخالنجي(٦)

____________________

(١)كذا، والظاهر هو خلاد الصفار وتقدم الكلام فيه.

(٢)أى اذهبوا إلى بلد يظهر منه القائمعليه‌السلام لان الامر ينتهى الينا.

(٣)عمرو بن شمر كان من أصحاب الباقر وأبي عبداللهعليهما‌السلام ، ورواية عبدالله ابن حماد الانصارى في سنة ٢٢٩ غريب، لكن روايته عن عمرو غير منحصر بهذا السند في هذا الكتاب بل روى عنه في التهذيب باب زيادات النكاح، وفى الكافى والاستبصار باب نكاح القابلة.

(٤)أى مكث قليلا.

(٥)في نسخة " منه ".

(٦)كذا، وفى النسخ " نحثلجى " ولم أظفر به في الرجال والتراجم وانما< الملقب بالخلنجى جماعة وليس فيهم محمد بن أحمد، ومحمد بن أحمد الذى يروى عن أبى هاشم الجعفرى هو محمد بن أحمد العلوى الكوكبى وقد يقال له الهاشمى، وكأن الكلمة غير مقروء‌ة في الاصل فقرأها كل على حسب فهمه، وتصحيف الكوكبى بما ذكرناه ليس ببعيد.

٢٨٤

قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: " كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضاعليهما‌السلام فجرى ذكر السفياني وماجاء في الرواية من أن أمره من المحتوم فقلت لابي جعفرعليهما‌السلام : هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم، قلنا له: فنخاف أن يبدولله في القائم، فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد "(١) .

١١ - [أخبرنا] علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسن بن الجهم(٢) ، قال: " قلت للرضاعليه‌السلام : أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس(٣) ، فقال: كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم ".

١٢ - أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال لي أبوجعفر الباقرعليه‌السلام : " إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء

____________________

(١)قال العلامة الملجسى: لعل للمحتوم معانى يمكن البداء في بعضها.

وقوله: " من الميعاد " اشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: " ان الله لا يخلف الميعاد " - انتهى.

أقول: والميعاد هو قوله تعالى " وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض - الاية ".

(٢)في بعض النسخ صحف " الجهم " بابرهيم.وأمثال هذا التصحيف في هذا الكتاب كثيرة.

(٣)الظاهر ان المراد من بنى العباس الحكومات الجائرة.

ويحتمل تعدد السفيانى، أو المراد حكومة بنى العباس المجددة، كما هو ظاهر الخبر الذى مر تحت رقم ٩.

(*)

٢٨٥

يشيب فيها الغلام الحزور(١) ، ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض: اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني ".

١٣ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي قال: حدثني محمد بن الربيع الاقرع(٢) ، عن هشام بن سالم، عن أبى عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: " إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر.

- وزعم هشام أن الكور الخمس: دمشق، وفلسطين، والاردن، وحمص وحلب -(٣) ".

١٤ - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبى إسحاق الهمداني عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: " المهدي أقبل(٤) ، جعد، بخده خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق(٥) ، وإذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك

____________________

(١)الحزور - بالحاء المفتوحة والزاى، مخففا ومشددا - بمعنى الغلام القوى والذى كاد أن يدرك.

(٢)هو محمد بن الربيع بن سويد السائى، وكان من أصحاب أبي محمد العسكرىعليه‌السلام .

(٣)روى الصدوق -رحمه‌الله - في الكمال ص ٦٥١ باسناده عن عبدالله بن أبى منصور البجلى قال: " سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن اسم السفيانى، فقال: وما تصنع باسمه اذا ملك كور الشام الخمس: دمشق، وحمص، وفلسطين، والاردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما ".

أقول: في المراصد " قنسرين - بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده وقد كسره قوم، ثم سين مهملة: - مدينة بينها وبين حلب مرحلة.

(٤)القبل - محركة -: اقبال سواد العين على الانف(النهاية) أو اقبال احدى الحدقتين على الاخرى، أو اقبال نظر كل من العينين على صاحبتها، كأنه ينظر إلى طرف أنفه.(القاموس).

(٥)أى مبدء خروجه عند قيامه.

(*)

٢٨٦

قدر حمل أمرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق، يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتى المدينة بجيش جرار حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به، وذلك قول الله عزوجل في كتابه: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب "(١) .

١٥ - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: اليماني والسفياني كفر سي رهان "(٢) .

١٦ - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن محمد بن موسى، قال أخبرني أحمد بن أبي أحمد المعروف بأبي جعفر الوراق، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجربن حكيم، عن المغيرة بن سعيد، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام (٣) أنه قال: [قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام ]: " إذا أختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.

قيل: وما هي يا أميرالمؤ منين(٤) ؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة(٥) والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الاكبر والموت الاحمر، فإذا كان ذلك فانظروا

____________________

(١)السبأ: ٥١.

(٢)اى يتسابقان تسابق فرسى رهان.ولعله صوب الكوفة كما تقدم في خبر.

(٣)في بعض النسخ " عن أبى عبداللهعليه‌السلام " وكأنه تحريف لان المغيرة بن سعيد كان من أصحاب الباقرعليه‌السلام وكان كذابا يكذب عليهعليه‌السلام ويدس أحاديث في كتب أصحابه: وكان يدعو في أول أمره إلى عبدالله بن الحسن.راجع جامع الرواة.

(٤) " لم تنجل " أما من نجل فلانا بالرمح أى طعنه به، أو من الانجلاء بمعنى الانكشاف فيكون بكسراللام.

والرجفة: الزلزلة.

(٥)الشهب: بياض يتخلله سواد، وقوله " محذوفة " لعل المراد مقطوعة الاذناب أو الاذان.

(*)

٢٨٧

خسف قرية من دمشق يقال لها: حرستا(١) ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي [عليه‌السلام ] ".

١٧ - حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنى الحسن بن وهب(٢) ، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " إذا خرج السفيانى يبعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا على [كل] صعب وذلول ".

١٨ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حميد بن زياد، قال حدثني علي بن الصباح ابن الضحاك، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: " السفياني أحمر أشقر أزرق، لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط، يقول: يارب ثاري والنار، يارب ثاري والنار "(٣) .

____________________

(١)كذا صححناه، وفى بعض النسخ " خرشنة " وفى المراصد " خرشنة " - بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، ونون -: بلد قرب ملطية من بلاد الروم، وفى بعض النسخ " مرمرسا " ولم أجده، وفى بعضها " حرسا " وفى البحار " حرشا " وكل ذلك تصحيف وقع من النساخ، والصواب عندى كما أثبته في الصلب " حرستا " بالتحريك وسكون السين وتاء منقوطة فوقها، وهى - كما في مراصد الاطلاع - قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها بين دمشق أكثر من فرسخ.وهذا موافق لقوله(ع) " قرية من دمشق يقال لها" لكن خرشنة بلد بالروم، ومافى باقى النسخ غير مذكور في الكتب الجغرافية الموجودة عندى.

(٢)في بعض النسخ " القاسم بن وهب ".

(٣)أى يارب أطلب ثارى ولو كان بدخول النار.

(*)

٢٨٨

باب - ١٩: ما جاء في ذكر راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

وأنه لا ينشرها بعد يوم الجمل الا القائمعليه‌السلام

١ - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " لما التقى أمير المؤمنينعليه‌السلام وأهل البصرة نشر الراية - راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فزلزلت أقدامهم فما أصفرت الشمس حتى قالوا: آمنا يا ابن أبي طالب، فعند ذلك قال: " لا تقتلوا الاسرى ولا تجهزوا الجرحى(١) ، ولا تتبعوا موليا، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن " ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية فأبى عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسينعليهما‌السلام وعمار بن ياسر -رضي‌الله‌عنه - فقال للحسن: يابني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدى إلا القائم صلوات الله عليه ".

٢ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوعبدالله يحيى بن زكريا بن شيبان، عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " لايخرج القائمعليه‌السلام حتى يكون تكملة الحلقة(٢) قلت: وكم [تكملة] الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نزل بها جبرئيل يوم بدر.

ثم قال: يا أبا محمد ماهي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، قلت: فمن

____________________

(١)في بعض النسخ " لا تقتلوا الاسراء، ولا تجهزوا على جريح " جهز على الجريح وأجهز عليه: شد عليه وأتم قتله.

(٢)في بعض النسخ " حتى يكون في مثل الحلقة ".

(*)

٢٨٩

أي شئ هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى عليعليه‌السلام ، فلم تزل عند عليعليه‌السلام حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنينعليه‌السلام ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراء‌ها شهرا(١) وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا، ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي عليه يوم احد، وعمامته السحاب، ودرعه [درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ] السابغة(٢) وسيفه [سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ] ذوالفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدء ببني شيبة(٣) فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادى مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولايعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائمعليه‌السلام حتى يقرء كتابان كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة بالبراء‌ة من عليعليه‌السلام ".

٣ - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبوجعفرعليه‌السلام " يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا - وأو مأ بيده إلى ناحية الكوفة - فإذا هو أشرف

____________________

(١)في بعض النسخ " يسير الرعب أمامها شهرا وخلفها شهرا ".

(٢)في القاموس: درع سابغة أى تامة طويلة.

(٣)هم أولاد شيبة بن عثمان الحجبى الذين كانوا حجبة الكعبة في الجاهلية والاسلام ومفتاح الكعبة في أيديهم وفى يوم فتح مكة كان الحاجب عثمان بن طلحة، وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منه مفتاح الكعبة، ففتحت له فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على الباب الكعبة فقال " لا اله الا الله وحده وحده صدق وعده ونصر عبده - إلى آخر خطبته المشهورة - فقال أين عثمان بن طلحة؟ فدعى له، فقال: " هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء " فالمراد ببنى شيبة حجاب الكعبة.

(*)

٢٩٠

على نجفكم نشر راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا هو نشرها أنحطت عليه ملائكة بدر، قلت: وما راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته وسايرها من نصرالله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: فمخبوة عند كم حتى يقوم القائمعليه‌السلام أم يؤتى بها؟ قال: لابل يؤتى بها(١) ، قلت: من يأتيه بها؟ قال: جبرئيلعليه‌السلام ".

٤ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " كأني أنظر إلى القائم على نجف الكوفة، عليه خوخة(٢) من استبرق، ويلبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا لبسها انتفضت به حتى تستدير عليه، ثم يركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ بين(٣) معه راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت: مخبوة أو يؤتى بها(٤) ؟ قال: بل يأتيه بها جبرئيل عمودها من عمد عرش الله، وسايرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله

____________________

(١)مخبوء أى مستور من خبأه أى ستره وأخفاه والعرب تركت الهمزة.ويمكن أن يكون النفى للتقية لئلا يطلب منه بالجبر، أو يكون النفى على ظاهره.

(٢)قال ابن سيدة في المخصص: قال صاحب العين: الخوخة: ضرب من الثياب خضر.

وفى بعض النسخ " جواحة " وفى جل النسخ " عليه خداعة " كما في البحار، وقال العلامة المجلسى لم أر لها معنى مناسبا.وروى ابن قولويه نحو الخبر في كامل الزيارات وفيه " قد لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فينتفض هو بها فتستدير عليه فغشيها بحداجة من استبرق " ونقله المجلسى وقال أيضا: لم أر لها معنى مناسبا.

وقال: لا يبعد أن يكون " خداعة " من الخدع والستر أى الثوب الذى يستر الدرع، أو يخدع الناس لكون الدرع مستورا تحته - اه‍.وعندى أن نسخة الاصل غيرمقروء‌ة والاختلاف نشأ من ذلك، والاصوب ما في الصلب.

(٣)الادهم: الاسود، والشمراخ - بكسر الشين وسكون الميم -: غرة الفرس اذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.(الصحاح).

(٤)في بعض النسخ " قلت: مخبوء‌ة هى أم يؤتى بها ".

(*)

٢٩١

يهبط بها تسعة آلاف ملك، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، فقلت له: جعلت فداك كل هؤلاء معه؟ قال: نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث القي في النار، وهم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر، والذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه، وأربعة آلاف مسومين كانوامع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وثلاثمائة وثلاثة عشرملكا كانوا معه يوم بدر، ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلى السماء يستأذنون في القتال(١) مع الحسينعليه‌السلام فهبطوا ألى الارض وقد قتل، فهم عند قبره شعث غبر(٢) يبكونه إلى يوم القيامة، وهم ينتظرون خروج القائمعليه‌السلام ".

٥ - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا أبوجعفر الهمداني، قال: حدثنا موسى بن سعدان، عن عبدالله القاسم الحضرمي، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " كأنى بالقائم(٣) ، فإذا استوى على ظهر النجف لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الابيض فينتفض هو بها فيستديرها عليه فيغشاها بخداعة من استبرق(٤) ، ويركب فرسا له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض به أنتفاضه لا يبقى أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلدهم، وينشر راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمودها من عمد عرش الله(٥) وسايرها من نصرالله، ما يهوي بها إلى شئ إلا أهلكه الله، قلت: أمخبو هي أم يؤتى بها؟ قال: بل يأتى بها جبرئيلعليه‌السلام ، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، واعطي قوة أربعين رجلا، ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائمعليه‌السلام ، وينحط

____________________

(١)في بعض النسخ " يصعدون السماء يستأمرون في القتال ".

(٢)جمع أشعث وأغبر، أى منتشر الشعور، مغبر الرؤوس لقلة تعهدهم بالدهن والاستحداد كنى بذلك عن شدة حزنهم عليه صلوات الله عليه.

(٣)في بعض النسخ " كأنى انظر إلى القائم ".

(٤)تقدم الكلام فيه آنفا.

(٥)في بعض النسخ " عودها من عمد عرش الله ".

(*)

٢٩٢

عليه ثلاثة عشر ألفا وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، قال: فقلت: كل هؤلاء كانوا مع أحد قبله من الانبياء؟ قال: نعم وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف كانوا معالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا كانوايوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام ، فلم يؤذن لهم فرجعوا في الاستيمار فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام ، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا مريض إلا عادوه ولا يموت [ميت] إلا صلوا عليه واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام ".

فصلى الله على من هذه منزلته ومرتبته ومحله من الله عزوجل، وأبعد الله من ادعى ذلك لغيره ممن لا يستحقه ولا يكون هو أهلا له، ولا مرضيا له، وأكرمنا بموالاته، وجعلنا من أنصاره وأشياعه برحمته ومنه.

باب - ٢٠: ما جاء في ذكر جيش الغضب وهم أصحاب القائمعليه‌السلام

*(وعدتهم، وصفتهم، وما يبتلون به) *

- ١ حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا محمد بن على بن غالب، عن يحيى بن عليم، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر قال: حدثنى من رأى المسيب بن نجبة، قال: " وقد جاء رجل إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام ومعه رجل يقال له: ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لقد أعرض وأطول(١) ، يقول

____________________

(١)أى قال قولا عريضا طويلا تنسبه إلى الكذب فيه، ويحتمل أن يكون المعنى أن السائل أعرض وأطول في السؤال.(البحار).

(*)

٢٩٣

ماذا؟ فقال: يذكر جيش الغضب، فقال: خل سبيل الرجل، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إنى لاعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقرا باقرا باقرا، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا ".

٢ - أخبرنا على بن الحسين المسعودي قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم قال حدثنا محمد بن حسان الرازى، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، عن عبدالرحمن ابن أبي حماد، عن يعقوب بن عبدالله الاشعري(١) ، عن عتيبة بن سعد [ان] بن يزيد، عن الاحنف بن قيس، قال: " دخلت على عليعليه‌السلام في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعى فاستاذنا عليه، فقال لي عليعليه‌السلام : إن شئت فأذن لهما فإنك أنت بدأت بالحاجة، قال: قلت: ياأمير المؤمنين فأذن لهما.

فلما دخلا، قال: ما حملكما على أن خرجتما علي بحروراء؟ قالا: أحببنا أن نكون من [جيش] الغضب(٢) ، قال: ويحكما وهل في ولايتي غضب؟ أو يكون العضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا؟ ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف(٣) من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة".

٣ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسين التيملي

____________________

(١)عبدالرحمن بن أبي حماد كوفى انتقل إلى قم وسكنها، وهو صاحب دار أحمد بن محمد بن خالد البرقى وكان ضعيفا في حديثه وله كتاب، ويعقوب بن عبدالله بن سعد بن مالك ابن هانى بن عامر بن أبى عامر الاشعرى أبوالحسن القمى ثقة عند الطبرانى وابن حبان وقال أبونعيم الاصبهانى: كان جرير بن عبدالحميد اذا رآه قال: خذا مؤمن آل فرعون(راجع تهذيب التهذيب) ولم أعثر على عنوان عتيبة بن سعد أو سعدان، وفى بعض النسخ " عيينة " ولم أظفر به أيضا.

(٢)كذا في النسخ، وفى البحار " أحببنا تكون من الغضب " بصيغة الخطاب.وفى بعض النسخ بزيادة " جيش " قبل " الغضب ".

(٣)تقدم معناه مع توضيح.

(*)

٢٩٤

قال: حدثنا الحسن ومحمد أبنا على بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن رجل، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " إذا أذن الامام دعا الله بأسمه العبراني فأتيحت له صحابته(١) الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الالوية منهم من يفقد من فراشه ليلا(٢) فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف بأسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا، قال: الذى يسير في السحاب نهارا، وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية " أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا "(٣) .

٤ - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلى، عن علي بن الحسين - أو عن محمد بن علي -عليهما‌السلام أنه قال: " الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة، وهو قول الله عزوجل " أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " وهم أصحاب القائمعليه‌السلام ".

٥ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عبدالله بن بكير، عن أبان بن تغلب، قال: " كنت مع جعفر بن محمدعليهما‌السلام في مسجد بمكة، وهو آخذ بيدي، فقال: يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا في مسجد كم هذا، يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد، عليهم السيوف، مكتوب على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه، ثم يأمر مناديا فينادي: هذا المهدي يقضى بقضاء داود وسليمان، لا

____________________

(١)اى تهيأت له، وفى بعض النسخ " انتجب له أصحابه " وفى بعضها " فانتجب له صحابته ".

(٢)في بعض النسخ " يفتقد من فراشه ".

(٣)البقرة: ١٤٨.

(*)

٢٩٥

يسأل على ذلك بينة ".

٦ - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن هارون بن مسلم الكاتب الذي كان يحدث بسر من رأى(١) عن مسعدة بن صدقة، عن عبدالحميد الطائي(٢) ، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام " في قوله تعالى: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه "(٣) قال: نزلت في القائمعليه‌السلام وكان جبرئيلعليه‌السلام على الميزاب في صورة طير أبيض فيكون أول خلق الله مبايعة له - أعني جبرئيل - ويبايعه الناس الثلاثمائة، وثلاثة عشر، فمن كان ابتلي بالمسير وافى في تلك الساعة، ومن [لم يبتل بالمسير](٤) فقد من فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليعليه‌السلام : " المفقودون من فرشهم " وهو قول الله عزوجل: " فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال: الخيرات الولاية لنا أهل البيت ".

٧ - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " سيبعث الله

____________________

(١)هارون بن مسلم بن سعدان كوفى الاصل وتحول إلى البصرة، ثم تحول إلى بغداد وكان ينزل سرمن رأى، واشتبه على الخطيب وقال في تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٢٣: انه كان من أهل سر من رأى.

وسبب وهمه رواية رواها مسندا عن أبى الحسين العبرتائى أنه قال: حدثنى هارون بن مسلم بن سعدان بسرمن رأى سنة أربعين ومائتين، عن مسعدة بن صدقة العبدى قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده على [عليهم‌السلام ] قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المجالس بالامانة - الخ ".

وأما مسعدة بن صدقة فهو عامى المذهب، بترى، وله كتب، روى عنه هارون بن مسلم.

(٢)عبدالحميد بن عواض الطائى كوفى من أصحاب الصادقينعليهما‌السلام ، وهو ث؟ ة، قتله الرشيد.

وفى بعض النسخ " عبدالحميد الطويل " وهو تصحيف من النساخ.

(٣)النمل: ٦٢.

(٤)ما بين القوسين ساقط من النسخ فاختل المعنى بدونه فصححناه من الكافى وتفسير العياشى وتفسير القمى.

(*)

٢٩٦

ثلاثمائة وثلاثة عشر [رجلا] إلى مسجد [ب‍] مكة، يعلم أهل مكة أنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم، عليهم سيوف مكتوب عليها ألف كلمة، كل كلمة مفتاح ألف كلمة، ويبعث الله الريح من كل واد تقول: هذا المهدي يحكم بحكم داود، ولا يريد بينة ".

٨ - أخبرنا أحمد بن هوذة أبو سليمان قال: حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبى الجارود، عن أبى جعفر الباقرعليه‌السلام قال: " أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم، بعضهم يحمل في السحاب نهارا، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم على فراشه فيوافيه في مكة(١) على غير ميعاد ".

٩ - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن على الكوفي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبى حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام " أن القائم يهبط من ثنية ذي طوى في عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا - حتى يسند ظهره إلى الحجر الاسود، ويهز الراية الغالبة".

قال علي بن أبى حمزة: فذكرت ذلك لابى الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، فقال: " كتاب منشور "(٢) .

١٠ - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الصيرفي، عن عبدالرحمن بن أبى هاشم، عن عمرو ابن أبى المقدام، عن عمران [بن ظبيان]، عن أبي تحيى حكيم بن سعد(٣) ، قال:

____________________

(١)في بعض النسخ " فيرى في مكة " وفى بعضها " فيوافونه بمكة على غير ميعاد ".

(٢)قال العلامة المجلسى -رحمه‌الله -: أى هذا مثبت في الكتاب المنشور، أو معه الكتاب، أو الراية كتاب منشور.

(٣)عمران بن ظبيان الحنفى الكوفى، ذ كره ابن حبان في الثقات، روى عن أبى تحيى - بالتاء المنقوطة من فوق - حكيم بن سعد - بضم الحاء على صيغة التصغير - الحنفى الكوفى، قال العجلى: ثقة، وذكره ابن حبان أيضا في الثقات.(تهذيب التهذيب).

(*)

٢٩٧

سمعت علياعليه‌السلام يقول: " إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين، أو كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح ".

١١ - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام : " بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا [إلى صاحبهم] في ليلة واحدة على غير معياد، فيصبحون بمكة ".

١٢ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد بن حمزة; ومحمد بن سعيد قالا: حدثنا حماد بن عثمان، عن سليمان ابن هارون العجلي قال: قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول:(١) " إن صاحب هذا الامر محفوظة له أصحابه، " لو ذهب الناس جميعا أتى الله له بأصحابه، وهم الذين قال الله عزوجل: " فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوابها بكافرين "(٢) وهم الذين قال الله فيهم: " فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "(٣) .

١٣ - حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن على الكوفي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبى هاشم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبى عبداللهعليه‌السلام قال: " إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: " سنبتليكم بنهر "(٤) وإن أصحاب القائمعليه‌السلام يبتلون بمثل ذلك ".

____________________

(١)في بعض النسخ " قال: قال أبوعبدالله(ع): " ان صاحب - الخ ".

(٢)الانعام: ٨٩.

(٣)المائدة: ٥٤.

(٤)مضمون مأخوذ من قوله تعالى " ان الله مبتليكم بنهر " في سورة البقرة: ٢٤٩.

٢٩٨

باب - ٢١: ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائمعليه‌السلام وقبله وبعده

١ - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا حميد بن زياد، عن علي بن الصباح، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنى جعفر بن محمد(١) ، عن إبراهيم بن عبدالحميد، قال: أخبرني من سمع أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " إذا خرج القائمعليه‌السلام خرج من هذا الامر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر "(٢) .

٢ - حدثناأحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبوالحسن الجعفي، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن المفضل بن محمد الاشعري(٣) عن حريز عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام أنه قال: " إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، ورد إليه قوته ".

٣ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح

____________________

(١)الظاهر كونه جعفر بن محمد بن [أبى] الصباح الكوفى الذى يروى عن ابراهيم ابن عبدالحميد كثيرا.

(٢)في بعض النسخ " ودخل في سنة عبدة الشمس والقمر ".

(٣)كذا، وفى بعض السنخ " عن أبى الفضل بن محمد الاشعرى " ولم أجد بهذين العنوانين أحدا في هذه الطبقة، نعم قال النجاشى في رجاله " الفضل بن محمد الاشعرى له كتاب، عنه الحسن بن على بن فضال " والظاهر هو غيره لاختلاف طبقتهما.

(*)

٢٩٩

المزني(١) ، عن الحارث بن حصيرة، عن حبة العرني(٢) ، قال: قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : " كأنى أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما انزل، أما إن قائمنا إذا قام كسره، وسوى قبلته ".

٤ - أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن على الكوفى، قال: حدثنا عبدالله ابن محمد الحجال، عن علي بن عقبة بن خالد(٣) ، عن أبى عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " كأنى بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس [المستأنف](٤) .

٥ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن صباح المزني، عن الحارث ابن حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة، قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: " كأنى بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما انزل، قلت: يا أميرالمؤمنين أو ليس هو كما انزل؟ فقال: لا محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبولهب إلا ازراء على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لانه عمه "(٥) .

____________________

(١)هو صباح بن يحيى المزنى يكنى أبا محمد، كوفى ثقة عند النجاشى، وضعيف عند استاذه ابن الغضائرى، كمافى الجامع.

(٢)الحارث بن حصيرة معنون في أصحاب الصادقعليه‌السلام وقال العلامة المامقانى امامى مجهول.

وحبة بن جوين العرنى من أصحاب أميرالمؤمنين والحسن بن علىعليهما‌السلام وقال العلامة المامقانى: حسن.

(٣)على بن عقبة بن خالد الاسدى يكنى أبا الحسن كوفى ثقة، له كتاب رواه جماعة منهم عبدالله بن محمد الحجال الاسدى وهو أيضا ثقة ثبت.وفى بعض النسخ " على بن عقبة ابن زيد " وهو تصحيف وقع من النساخ.

(٤)كذا، وفى بعض النسخ " المثال المستأنف يعلمون الناس ".

(٥)قوله " محى منه سبعون - الخ " ظاهره تحريف الكتاب، لكنه خلاف ما عليه أعلام الامامية، وسند الخبر مشتمل على الحارث بن حصيرة، وصباح بن قيس المزنى، و الاول مجهول الحال، والثانى زيدى المذهب، ضعيف عند ابن الغضائرى.

(*)

٣٠٠