فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد

فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد10%

فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد مؤلف:
الناشر: دار الأنصار
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
الصفحات: 568

فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد
  • البداية
  • السابق
  • 568 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248071 / تحميل: 11091
الحجم الحجم الحجم
فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد

فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد

مؤلف:
الناشر: دار الأنصار
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

عليهم خلع العلوم في الدنيا، فيخلعون على كل واحد من أُولئك الأيتام كمَن يُخلع عليه مائة ألف خلعة، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على مَن تعلّم منهم.

ثم إنّ الله تعالى يقول: (أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام، حتى تتمّوا لهم خلعهم، وتضعّفوها لهم، فيتمّ ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ويضاعف لهم، وكذلك مَن يليهم ممّن خلع على مَن يليهم).

ثم قالت فاطمة عليها‌السلام : (يا أمَة الله إن سلكةً من تلك الخِلَع لأفضل ممّا طلعت عليه الشمس ألف ألف مرّة) (١) .

٢ - وعن دعوات الراوندي، عن سويد بن غفلة قال: أصابت عليّاًعليه‌السلام شدّة، فأتت فاطمةعليها‌السلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدقّت الباب، فقال: أسمع حسّ حبيبتي بالباب يا أُمّ أيمن قومي وانظري! ففتحت لها الباب فدخلت.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لقد جئتينا في وقت ما كنتِ تأتينا في مثله؟

فقالت فاطمة: يا رسول الله ما طعام الملائكة عند ربّنا؟

فقال: التحميد.

فقالت: ما طعامنا؟

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده ما اقتبس في آل محمد شهراً ناراً(٢) وأعلّمك خمس كلمات علّمنيهن جبرئيلعليه‌السلام .

____________________

(١) بحار الأنوار كتاب العِلم عن تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام .

(٢) أي: ما اشتعلت نار للطبخ في بيوت رسول الله منذ شهر.

٢٢١

قالت: يا رسول الله ما الخمس الكلمات؟

قال: يا ربّ الأوّلين والآخرين، ويا خير الأوّلين والآخرين، ويا ذا القوّة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين).

فرجعت، فلمّا أبصرها عليعليه‌السلام قال: بأبي أنتِ وأُمّي ما وراءكِ يا فاطمة؟

قالت: ذهبتُ للدنيا وجئت للآخرة!

فقال علي: خير أمامك، خير أمامكِ.

٣ - وفي الكافي عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: جاءت فاطمة تشكو إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعض أمرها، فأعطاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كربةً(١) وقال: تعلّني ما فيها، وإذا فيها: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيراً أو ليسكت.

٤ - وقالت فاطمةعليها‌السلام : مَن أصعد إلى الله خالص عبادته، أهبط الله إليه أفضل مصلحته (٢) .

٥ - وعن فاطمة بنت رسول الله قالت: سمعت أبي رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - في مرضه الذي قُبض فيه - يقول - وقد امتلأت الحجرة من أصحابه -: أيّها الناس يوشك أن أُقبض قبضاً يسيراً، وقد قدَّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم: كتاب ربّي (عزّ وجلّ)، وعترتي أهل بيتي.

____________________

(١) كربة: أصل السعف، وقيل: ما يبقى في أصوله في النخلة.

(٢) بحار الأنوار ج ٧١ ص ١٨٤.

٢٢٢

ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض، فأسألكم ما تخلفوني فيهما.

قال القندوزي الحنفي: روى هذا الحديث ثلاثون صحابياً، وإنّ كثيراً مِن طُرقه صحيح وحَسَن(١) .

٦ - وقالتعليها‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (مَن تختَّم بالعقيق لم يزل يرى خيراً)(٢) .

٧ - وعن فاطمة بنت رسول الله قالت: ما يصنع الصائم بصيام إذا لم يَصُن لسانه وسمعه وبَصره وجوارحه؟!(٣) .

٨ - وروي عن الشهيد زيد بن علي بن الحسين، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن فاطمة بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: سمعت النبيّ يقول: إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله (عزّ وجلّ) فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاها).

قالت: فقلت: يا رسول الله أيّ ساعة هذه؟

قال: (إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب).

قال: وكانت فاطمة عليها‌السلام تقول لخادمها: اصعدي على السطح، فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فاعلميني حتى أدعو (٤) .

٩ - وروى حسن بن حسن عن أُمّه فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبرى بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: قال رسول الله:

____________________

(١) ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ص ٤٠.

(٢) أمالي الطوسي ج ١ ص ٣١٨.

(٣) مستدرك الوسائل كتاب الصوم.

(٤) دلائل الإمامة للطبري ص ٥، ورواه في معاني الأخبار ص ٣٩٩ باختلاف يسير.

٢٢٣

(لا يلومنَّ إلاّ نفسه مَن بات وفي يده غَمر) (١) .

١٠ - وروي عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن فاطمة الكبرىعليها‌السلام قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ما التقى جُندان ظالمان إلاّ تخلّى الله عنهما، ولم يبال أيَّها غلب، وما التقى جندان ظالمان إلاّ كانت الدائرة على أعتاهما)(٢) .

١١ - وعن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبرىعليها‌السلام قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (كلّ بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم، إلاّ وُلد فاطمة فإنّي أنا أبوهم وعصبتهم)(٣) .

أقول: عَصبَة جمع عاصب، مثل: طلبة جمع طالب، وعَصبَة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه، وإنّما سُمّوا عَصَبة لأنّهم عصبوا به، أي: أحاطوا به.

____________________

(١) الغمر: الدسم والزهومة من اللحم. والحديث في كتاب كشف الغمّة ج ١ ص ٥٥٤.

(٢) كشف الغمّة ج ١ ص ٥٥٣.

(٣) بحار الأنوار ج ٤٣ ص ٢٢٨.

٢٢٤

حديث اللَّوح

١٢ - في (الكافي) بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله [ الصادق ]عليه‌السلام قال:

(قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة، فمتى يخفُّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر: أيّ الأوقات أحببتَه.

فخلا به في بعض الأيام، فقال له: يا جابر، أخبرني عن اللّوح الذي رأيته في يد أُمّي فاطمةعليها‌السلام بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما أخبرتك به أُمّي أنّه في ذلك اللَّوح مكتوب؟

فقال جابر: أشهد بالله أنّي دخلتُ على أُمّك فاطمةعليها‌السلام في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهنئتُها بولادة الحسين، ورأيت في يديها لوحاً أخضر ظننتُ أنّه من زمرّد، ورأيتُ فيه كتاباً أبيض، شبه لون الشمس؛ فقلت لها: بأبي أنتِ وأُمّي يا بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هذا اللوح؟

فقالت: هذا لوحٌ أهداه الله إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه اسم أبي واسم بَعلي، واسم ابنيّ، واسم الأوصياء من وُلدي، وأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك.

قال جابر: فأعطتنيه أمُُّك فاطمةعليها‌السلام فقرأته واستنسختُه.

٢٢٥

فقال له أبي [ الإمام الباقر ]: فهل لك يا جابر أن تعرضه علَيَّ؟

قال: نعم.

فمشى معه أبي إلى منزل جابر، فأخرج صحيفة من رقٍّ (١) فقال: يا جابر، أنظر في كتابك لأقرأ أنا عليك.

فنظر جابر في نسخته، فقرأه أبي، فما خالَفَ حرفٌ حرفاً.

فقال جابر: فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللّوح مكتوباً:

(بسم الله الرحمن الرحيم)

هذا كتاب من الله العزيز الحكيم

لمحمّد نبيِّه ونوره وسفيره، وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند ربِّ العالمين:

عظِّم - يا محمّد - أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي.

إنّي أنا الله، لا إله إلا أنا، قاصم الجبّارين، ومديل المظلومين، وديّان يوم الدِّين.

إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، فَمَن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي عذَّبتُه عذاباً لا أُعذِّبه أحداً من العالمين؛

فإيّاي فاعبد، وعليّ فتوكَّل، إنّي لم أبعث نبيّاً فأكملت أيّامه، وانقضت مُدَّته إلاّ جعلتُ له وصيّاً، وإنّي فضَّلتك على الأنبياء، وفضّلت وصيَّك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك: حسن وحسين.

فجعلتُ حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدَّة أبيه.

وجعلتُ حُسيناً خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل مَن استُشهِد، وأرفع الشهداء درجةً،

____________________

(١) الرَّق: الجِلد.

٢٢٦

جعلت كلمتي التامّة معه، وحجّتي البالغة عنده، بعترته أُثيب وأُعاقب؛ أوّلهم: عليّ سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين، وابنُه شبه جدِّه المحمود: محمد الباقر علمي، والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرّادّ عليّ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر، ولأسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه.

إنتجبتُ بعده موسى، فتنة عمياء حندس؛ لأنّ خيط فرضي لا ينقطع وحجَّتي لا تخفى، وإنّ أوليائي يُسقَون بالكأس الأوفى، مَن جَحدَ واحداً منهم فقد جَحدَ نعمتي، ومَن غيَّر آيةً من كتابه فقد افترى عليّ، ويل للمفترين، الجاحدين؛

عند انقضاء مدَّة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في عليّ وليّيّ وناصري، ومَن أضع عليه أعباء النبوّة، وأمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر يُدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح (١) إلى جنب شرِّ خلقي.

حقَّ القول منّي لأسرنّه بمحمدٍ ابنه، وخليفته من بعده، ووارث علمه فهو معدن علمي، وموضع سرّي وحُجّتي على خلقي، لا يؤمن عبدٌ به إلاّ جعلتُ الجنّة مثواه، وشفّعته في سبعين من أهل بيته، كلّهم قد استوجبوا النار.

وأختم بالسعادة لابنه عليّ، وليّي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، أُخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي، الحسن،

____________________

(١) المقصود: طوس، فقد دُفن فيه الإمام علي الرضاعليه‌السلام جنب قبر هارون العبّاسي.

٢٢٧

وأُكمل ذلك بابنه: (م ح م د) رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيّوب، فيذلّ أوليائي في زمانه، وتُتهادى رؤوسهم كما تُتهادى رؤوس التُرك والديلم، فيقتلون، ويُحرقون، ويكونون خائفين، مرعوبين، وجلين تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنّة في نسائهم، أولئك أوليائي حقّاً.

بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأدفع الآصار والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).

قال عبد الرحمان بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك، فَصُنه إلاّ عن أهله(١) .

أيّها القارئ الكريم:

بعد ما قرأتَ وعرفتَ من علم الزهراء وكثرة اتصالها بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هلمَّ معي واستمع إلى ما يذكره العقّاد ثم اضحك أو ابك:

ذكر العقّاد في كتابه: (فاطمة والفاطميّون ) أحاديث سقيمة استحسنها هو، وكأنّه أُعجب بها، ومن جملتها هذه الخرافة:

(ومن فطرة التديّن في وريثة محمد وخديجة أنّها كانت شديدة التحرّج فيما اعتقدته من أوامر الدين، حتى وهمت أنّ أكل الطعام المطبوخ يوجب الوضوء، يظهر ذلك من حديث الحسن بن الحسن عن فاطمة حيث قالت: (دخل عليَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأكل عرقاً(٢) فجاء

____________________

(١) الكافي ج ١ ص ٥٢٧.

(٢) العرق - بكسر العين وسكون الراء - اللحم الذي على العظم.

٢٢٨

بلال بالأذان فقام ليصلّي، فأخذت بثوبه فقلت: يا أبة ألا تتوضّأ؟ فقال: مِمَّ أتوضأ يا بنيّة؟ فقلت: ممّا مسَّتِ النار. فقال لي: أوليس أطيب طعامكم ما مسّت النار).

فهي فيما تجهله تتحرّج ولا تترخّص، وتوثر الشدَّة مع نفسها على الهوادة معها)(١) .

لا أدري كيف أزيف هذه الأكذوبة التي اختلقتها يد الهوى، وصاغتها ألسنة الكذب والدجل؟!

ولا أطالب العقّاد عن مصدر هذه الأسطورة، ولا عن كتاب ذكر هذه الأضحوكة، فالحديث منه عليه شواهد أنّه كذب وافتراء بصرف النظر عن المصدر والكتاب.

ولكنّي أتساءل: ممّن كانت الزهراء تأخذ معالم الدين؟!

وممّن كانت تتعلّم أحكام الإسلام؟

أليس المصدر الأوّل لعلومها هو أبوها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

وزوجها باب مدينة علم الرسول علي بن أبي طالب؟!

وقبل هذين هو القرآن العظيم الذي نزل شيء منه في بيتها؟

فمن أين جاءها هذا التوهّم؟

من القرآن؟

من أبيها؟

من زوجها؟

وكيف كانت تجهل سيّدة نساء العالمين هذا الحكم الذي تكثر إليه

____________________

(١) ص ٥٣.

٢٢٩

الحاجة، ويعمُّ به الابتلاء؟

فهل كانت السيدة فاطمة تأخذ الأحكام من الكذّابين الدجّالين فتعلّمت هذا الحكم منهم؟ ولهذا أخذت بثوب أبيها لتمنعه عن الصلاة بلا وضوء؟

أنا ما أدري، ولعلّ العقّاد يدري، ولعلّ الذين اختلقوا هذه الأسطورة يدرون!

٢٣٠

فاطمة الزهراءعليها‌السلام والحجاب

إنّ من جملة التعاليم الإسلامية - التي كانت السيدة الزهراءعليها‌السلام تهتمّ بها غاية الاهتمام - هي المحافظة على شرف المرأة وحفظ كيانها، عن طريق الحجاب والتستّر، فالزهراءعليها‌السلام تعلم - حسَب علم الاجتماع - أنّ ملايين الفضائح والجرائم والمآسي تأتي عن طريق السفور والتبرّج والخلاعة والاختلاط، المسمّى في زماننا هذا بالحريّة والتقدّم!!.

فإن كنت لا تصدّق فاقرأ الجرائد والمجلاّت التي تصدر يوميّاً وأُسبوعياً، في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية؛ كي تعرف عدد الضحايا التي تقدّمها: الحضارة، والتقدّم، والحريّة!!!

فمِن حوادث الاغتصاب، إلى جرائم الإجهاض وإسقاط الجنين، إلى قضايا الخيانة الزوجيَّة، إلى انهدام الأُسرة وتشتّت العائلة... وأخيراً إلى الفساد والميوعة... كل هذه من مساوئ السفور وآثاره السيّئة(١) .

ولا تنس أن عُشر معشار هذه الفجائع والمآسي ما كانت تحدث للمرأة المسلمة يوم كانت تؤمن بالحجاب والعفاف والحياء!

يوم كانت تؤمن بالحلال والحرام!

يوم كانت تأبى وترفض أن ينظر إليها رجل أجنبي واحد!

____________________

(١) جاء في تقرير نشرته جريدة النهار اللبنانية بتاريخ ٨ شباط ١٩٧٢ م: (... في لندن ارتفع عدد حالات الإجهاض من ٥٠ ألف في عام ١٩٦٩ م، إلى ٨٣ ألف في عام ١٩٧٠، وما يقارب ٢٠٠ ألف في عام ١٩٧١، وترتفع هذه النسبة في فرنسا...، وفي الاتحاد السوفياتي ٦ ملايين إجهاض سنويّاً).

٢٣١

فكيف أن تجعل جسمها ورأسها ووجهها محلاًّ لأنظار المئات بل الألوف من الرجال الأجانب، على اختلاف أديانهم وأهوائهم.

ولمّا ضاعت المفاهيم والقِيَم سقطت المرأة المسلمة إلى حيث سقطت، وبَلغ بها الأمر إلى ما بلغ.

وإليك هذين الحديثين اللذين تضمّنا إعجاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكلام ابنته الطاهرة العفيفة فاطمة الزهراء حول المرأة، وتصديقه لها، وتقديره لرأيها:

روى أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج ٢ ص ٤٠ عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما خيرٌ للنساء؟

فلم ندرِ ما نقول، فسار عليٌّ إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت: فهلاّ قلت له: خير لهنّ أن لا يرين الرجال ولا يرونهنّ.

فرجع - علي إلى رسول الله - فأخبره بذلك.

فقال النبي... صدقت إنّها بضعة منّي.

الرواية بصورة أُخرى:

عن عليعليه‌السلام أنّه قال لفاطمة: ما خير للنساء؟

قالت: لا يرين الرجال ولا يرونهن.

فذكر ذلك للنبي فقال: إنّما فاطمة بضعة منّي.

وذكر ابن المغازلي في مناقبه، عن الإمام علي بن الحسين بن عليعليهم‌السلام أنّ فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استأذن عليها أعمى فحجبته؛ فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لِمَ حجبتيه وهو لا يراك؟

فقالت: يا رسول الله، إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشمّ الريح.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أشهد أنّكِ بضعة منّي.

٢٣٢

فاطمة الزهراءعليها‌السلام والدعاء

لا شك أنّ للدعاء أهميّة كبرى وأثراً بالغاً في حياة الإنسان وسعادته، وقضاء حوائجه واستجابة دعائه وتحقّق آماله.

وخاصة حينما تنسد الأبواب في وجه الإنسان، وتفشل الوسائل والطُرق الماديَّة، فإنّه يفزع إلى الدعاء والمناجاة بين يدي الخالق العظيم الذي هو على كل شيء قدير، كما قال سبحانه:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

بل إنّ الدعاء لا يختصّ بوقت الحاجة فقط، بل يجب أن يكون برنامجاً يومياً في حياة الإنسان؛ لأنّه يؤدّي إلى توثيق علاقته بربّه سبحانه، ويمنح الإنسان صفاءً معنويّاً ونورانيّة قلبيّة تحلّق به إلى سماء الكمال الإنساني.

من هنا... فقد كان أولياء الله سبحانه يستأنسون بالدعاء، ويرتاحون إليه، وينسجمون معه تمام الانسجام.

هذا... وقد رويت عن السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام أدعية كثيرة، كانت تدعو بها ربّها سبحانه.

وفيما يلي نذكر نماذج منها، تتميماً للفائدة:

في كتاب مهج الدعوات للسيد ابن طاووس:

(ذكر ما نختاره من الدعوات عن سيّدتنا وأُمِّنا المعظَّمة: فاطمة سيّدة نساء العالمين، بنت سيّد المرسلين (صلوات الله عليهما وعلى عترتهما الطاهرين):

٢٣٣

١ - فمن ذلك دعاء علَّمها إيّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

رويناه بإسنادنا إلى أبي المفضّل محمد بن المطّلب الشيباني في الجزء الثالث من أماليه، بإسناد نسبه إلى مولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، عن أمِّه فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجدناه بإسناد صحيح:

إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال للزهراءعليها‌السلام : يا بُنيّة، ألا أعلِّمك دعاءً لا يدعو به أحدٌ إلاّ استجيب له، ولا يجوز فيك سِحر ولا سمّ، ولا يشمت بك عدوّ، ولا يعرض لك الشيطان، ولا يُعرض عنك الرحمان، ولا يزيغ قلبكِ، ولا تُردُّ لكِ دعوة، ويقضى حوائجك كلّها؟

قالت: يا أبت! لَهذا أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها.

قال: تقولين:

(يا أعزَّ مذكور وأقدمه قدماً في العزّ والجبروت، يا رحيم كل مسترحم، ومفزع كل ملهوف إليه، يا راحم كل حزين يشكو بثّة وحُزنه إليه، يا خير مَن سُئل المعروف وأسرعهُ إعطاءً، يا مَن يخاف الملائكة - المتوقّدة بالنور - منه؛ أسألك بالأسماء التي يدعوك بها حَمَلَة عَرشك، ومَن حولَ عرشك بِنورك يُسبِّحون شفقةً من خوف عقابك، وبالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلاّ أجبتني وكشفت - يا إلهي - كُربتي، وسترت ذنوبي. يا مَن أمر بالصيحة في خلقه فإذا هُم بالساهرة يُحشرون، وبذلك الاسم الذي أحييت به العظام وهي رميم، أحيِ قلبي، واشرح صدري، وأصلح شأني.

٢٣٤

يا مَن خصَّ نفسه بالبقاء، وخلَق لبريّته الموت والحياة والفناء يا مَن فعلُه قول، وقوله أمرٌ، وأمرُه ماضٍ على ما يشاء؛

أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين أُلقي في النار، فدعاك به فاستجبت له، وقلت: ( يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) .

وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبتَ له.

وبالاسم الذي خلقتَ به عيسى من روح القُدُس، وبالاسم الذي تُبتَ على داود، وبالاسم الذي وهبتَ لزكريا يحيى، وبالاسم الذي كشفتَ به عن أيوب الضُرَّ، وتُبتَ به على داود، وسخَّرت به لسليمان الريح تجري بأمره، والشياطين وعلّمته منطق الطير.

وبالاسم الذي خلقتَ به العرش، وبالاسم الذي خلقت به الكرسي، وبالاسم الذي خلقتَ به الرَّوحانيين، وبالاسم الذي خلقتَ به الجنّ والإنس، وبالاسم الذي خلقتَ به جميع خلقك، وبالاسم الذي خلقت به جميع ما أردتَ من شيء وبالاسم الذي قَدَرتَ به على كل شيء؛

أسألك بهذه الأسماء إلاّ ما أعطيتني سؤلي، وقضيت حوائجي يا كريم).

فإنّه يقال لكِ: يا فاطمة! نَعَم، نعم (١) .

٢ - ومن ذلك دعاء آخر عن مولاتنا فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها):

(اللّهمّ قنِّعني بما رزقتني، واستُرني وعافني أبداً ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفَّيتني.

اللّهمّ لا تُعيني في طلب ما لا تُقدِّر لي، وما قدّرته عليَّ فاجعله ميسّراً سهلاً.

____________________

(١) مهج الدعوات: ١٣٩.

٢٣٥

اللّهمّ كافِ عنّي والديَّ - وكلّ مَن له نعمةٌ عليّ - خير مكافاة.

اللّهمّ فرِّغني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفّلتَ لي به، ولا تعذِّبني وأنا أستغفرك، ولا تَحرمني وانا أسالك.

اللّهمّ ذلِّل نفسي في نفسي، وعظِّم شأنك في نفسي، وألهِمني طاعتك، والعملَ بما يُرضيك، والتجنُّب عمّا يُسخطك، يا أرحم الراحمين) (١).

٣ - ومن ذلك للحمّى: دعاء آخر لمولاتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام :

دخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على فاطمة الزهراءعليها‌السلام فوجَدَ الحسنَعليه‌السلام موعوكاً(٢) ، فشقَّ ذلك على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد! ألا أعلِّمك معاذةً تدعو بها فينجلي عنه [ الحسن ] ما يجده؟

قال [ النبي ]: بلى.

قال: قل:

(اللّهمّ لا إله إلاّ أنتَ العليُّ العظيم، ذو السلطان القديم، والمنِّ العظيم، والوجه الكريم، لا إله إلاّ أنت العلي العظيم، وليّ الكلمات التامّات والدعوات المستجابات، حُلَّ ما أصبح بفُلان).

فدعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم وضع يده على جبهته [ الحسن ] فإذا هو - بعون الله - قد أفاق(٣) .

____________________

(١) مهج الدعوات: ١٤١.

(٢) موعوكاً: مريضاً.

(٣) مهج الدعوات: ١٤١.

٢٣٦

٤ - دعاء النور: العلاج العجيب لمكافحة الحُمّى

لقد اشتهر بين الشيعة، بكافّة طبقاتهم من أهل العلم وغيرهم، دعاء النور المروي عن سيّدتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام . وفي خلال هذه القرون ثبت بالتجارب - على مرّ التاريخ - أنّ لهذا الدعاء تأثيراً خاصاً للاستشفاء من الحمّى وقد ذكر ذلك جلّ علمائنا في كتب الأدعية والأحاديث، ومنهم السيد ابن طاووس في كتابه (مهج الدعوات ).

وخلاصة الحديث أنّ السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام علّمت سليمان الفارسي (رضوان الله عليه) هذا الدعاء وقالت له: إن سَرَّك أن لا يمسَّك أذى الحمّى ما عشت في دار الدنيا، فواظب على هذا الكلام الذي علّمنيه أبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله كنت أقوله غدوة وعشيّة:

بِسمِ الله الرّحْمنِ الرَّحيمِ

بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور من نور، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطُور، في كتاب مَسطور في رَقٍّ منشور، بَقَدرٍ مقدور، على نبيٍّ مَحبُور، الحمد لله الذي هو بالعِزّ مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السَّرَّاء والضَّرَّاء مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطاهرين.

قال سلمان: والله لقد علّمتُ أكثر من ألف إنسان في مكّة والمدينة كانوا مصابين بالحمّى، فبرئوا بإذن الله.

٢٣٧

٥ - وفي (كشف الغمّة):

وعن عبد الله بن الحسن، عن أُمّه فاطمة بنت الحسين، عن فاطمةعليها‌السلام قالت:

(كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا دخل المسجد قال: (بسم الله، والحمد لله، وصلّى الله على رسول الله، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، وسهِّل لي أبواب رحمتك).

وإذا خرج قال مثل ذلك، إلاّ أنّه يقول: (اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، وسهِّل أبواب [ رحمتك ] وفضلك) (١) .

٦ - وعن زين العابدينعليه‌السلام قال:

ضمّني والديعليه‌السلام إلى صدره يوم قُتل، والدماء تغلي، وهو يقول: يا بُني احفظ عنّي دعاءً علّمتنيه فاطمةعليها‌السلام وعلَّمها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلّمه جبرئيلعليه‌السلام في الحاجة والهمّ والغمّ والنازلة إذا نزلت، والأمر العظيم الفادح قال: ادع:

(بحقّ يس والقرآن الحكيم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا مَن يقدر على حوائج السائلين، يا مَن يعلم ما في الضمير، يا منفِّس عن المكروبين يا مفرّج عن المغمومين يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا مَن لا يحتاج إلى التفسير صلِّ على محمد وآل محمد، وافعل بي...) تذكر الحاجة(٢) .

٧ - وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال:

(... إنّ فاطمة أتت أباهاصلى‌الله‌عليه‌وآله تشكو ما تلقى من وجع الضرس أو السِّنّ، فأدخلصلى‌الله‌عليه‌وآله سبّابته اليمنى فوضعها على سنِّها التي تضرب وقال: (بسم الله وبالله، أسألك بعزَّتك وجلالك وقدرتك على كل شيء، إنّ مريم

____________________

(١) كشف الغمّة ج ١ ص ٥٥٣.

(٢) الدعوات للراوندي.

٢٣٨

لم تلد غير عيسى روحِك وكلمتك، أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت خديجة من الضُرِّ كلِّه) فسكن ما بها...) إلى آخر الحديث(١) .

٨ - ورُوي أنّ فاطمةعليها‌السلام زارت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لها:

ألا أُزوِّدك؟

قالت: نعم.

قال: قولي: (اللّهمّ ربّنا وربّ كل شيء، مُنزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من كل دابّة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأوّل فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، صلِّ على محمّدٍ وعلى أهل بيتهعليهم‌السلام ، واقض عني الدَين، وأغنني من الفقر، ويسّر لي كل أمر يا أرحم الراحمين)(٢) .

٩ - وعن عليعليه‌السلام قال:

إنّ فاطمة شكت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأرق (٣) فقال لها: قولي يا بنيَّة: (يا مشبع البطون الجائعة، ويا كاسي الجسوم العارية، ويا ساكن العروق الضاربة، ويا منوِّم العيون الساهرة، سكِّن عروقي الضاربة، وائذن لعيني نوماً عاجلاً).

قالعليه‌السلام : فقالته، فذهب عنها ما كانت تجده(٤) .

____________________

(١) مكارم الأخلاق ص ٤٠٦.

(٢) مهج الدعوات ص ١٤٢، ذخائر العقبى للطبري ص ٤٩ وفيه: أنّ فاطمةعليها‌السلام سألت أباها خادماً، فعلّمها هذا الدعاء.

(٣) الأرَق: السَهر.

(٤) بحار الأنوار ج ٧٦ ص ٢١٣.

٢٣٩

١٠ - وروي هذا الدعاء عن السيّدة فاطمةعليها‌السلام :

(اللّهمَّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخَلق، أحيني ما علمتَ الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللّهمّ إنّي أسألك كلمة الإخلاص، وخشيتك في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرَّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء، وأسألك بَردَ العيش بعد الموت، وأسألك النظر إلى وجهك (١) والشوق إلى لقائك، من غير ضرّاء مضرَّة، ولا فتنةٍ مظلمة، اللّهمَّ زينّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهديِّين يا ربّ العالمين)(٢) .

____________________

(١) من الثابت عقائديّاً وعقلاً: أنّ رؤية الله مستحيلة في الدنيا والآخرة؛ لأنّ الرؤية لا تكون إلاّ للأجسام، والله تعالى ليس بجسم ولا مركَّب ولا يشغل حيِّزاً ولا مكاناً. فقول الزهراءعليها‌السلام :(وأسألك النظر إلى وجهك) معناه: النظر إلى رحمة الله سبحانه وجميل صنعه ولطفه وإحسانه.

(٢) بحار الأنوار ج ٩٤ ص ٢٢٥.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

٦

الشفاعة في الأدب العربي

لم يكن شعر السلف الصالح مجرد ألفاظ مسبوكة في بوتقة النظم، أو كلمات منضّدة على أسلاك القريض فحسب، بل كان شعرهم حافلاً بالأبحاث الراقية من المعارف المستقاة من الكتاب والسنّة وشاملاً لدروس عالية من الفلسفة والعبر والموعظة الحسنة والأخلاق(١) .

كما أنّ الشعر يؤرّخ الأحداث أصدق تاريخ، ويخلد الوقائع أبعد تخليد، ألست عندما تسمع أحداً ينشد قول الأنصار عند طلوع النبي في هجرته إلى المدينة :

طلع البدر علينا

من ثنيّات الوداع

تتذكر قدوم الرسول وهجرته من دار موطنه إلى دار هجرته، وتلك الحفاوة الجماهيرية البالغة، وذلك الاحتفال العظيم بشكل لا يمكن أن تصوره الكلمات المبعثرة المنثورة.

على أنّ الشعر الذي يدور حول المعارف الموجودة في الكتاب والسنّة خير مرآة للمراد من الآيات والأحاديث الواردة في هذا المضمار، فإنّ العرب كانوا بفطرتهم السليمة يفهمون ما هو المقصود من الآية والحديث، ثم يصوغونه في

__________________

(١) اقتباس من ما ذكره العلّامة المحقق الأميني في غديره: ٢ / ٣.

٣٠١

شعرهم من دون أن يتأثروا في فهمه بالآراء المسبقة أو الأفكار المفروضة عليهم، مثلاً اتفق المؤرخون على أنّ النبي الأكرم قام في يوم الغدير وألقى خطابه في ذلك المحتشد، وقال في حق عليعليه‌السلام :

« من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه » ولكن المتأخرين عن زمن الرسالة اختلفوا فيما يقصده النبي من تلك الجملة في هذا المحتشد العام، ولكن إذا رجعنا إلى ما صاغه حسان بن ثابت شاعر عهد الرسالة حول هذا الموضوع وكان حاضراً في ذلك المشهد، يتجلّى مفاد الحديث بأجلى مظاهره، ويصير شعره مرآة اللغة، وقرينة على المراد فإنّه قام ـ بعد ما ألقى النبي خطابه التاريخي ـ وألقى شعراً ارتجالياً في محضره وقال :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم واسمع بالنبيِّ مناديا

فقال فمن مولاكم ونبيكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبينا

ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له قم يا علي فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

ولأجل ذلك أفردنا فصلاً لذكر الآبيات الواردة حول الشفاعة التي نظمت في العهود السابقة، وبالتدبّر فيها يرتفع كثير من الإبهامات التي نسجتها أوهام المتأخرين حولها، ويُعلم أنّ الشفاعة كانت أمراً مسلماً عند السلف الصالح، وكان طلبها من أصحابها أمراً جائزاً رائجاً، ولا نأتي في هذا الفصل إلّا بقليل من كثير، فإنّ الإشباع وبسط الكلام لا تتحملهما هذه الرسالة.

٣٠٢

١. ونبدأ بما أنشأه عبد الله بن رواحة في محضر النبي ارتجالاً وقال :

انّي تفرست فيك الخير أعرفه

والله يعلم ان ما خانني البصرُ

أنت النبي ومن يحرم شفاعَته

يوم الحساب فقد أزْرَى به القدرُ

فثبَّتَ الله ما آتاك من حسن

تثبيتَ مُوسى ونَصْراً كالذي نصروا(١)

٢. قالت صفية بنت عبد المطلب في قصيدتها التي رثت بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا

وكنت بنا برّاً ولم تك جافياً

والمقصود من قولها: أنت رجاؤنا كون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مرجو الشفاعة.

٣. قال الشاعر المفلق أبو هاشم إسماعيل بن محمد الحميري الملقب بالسيد المتوفّى عام ١٧٣ ه‍.

إنّي امرؤٌ حميريٌّ حين تنسبني

جدي رعين وأخوالي ذوو يزن

ثم الولاء الذي أرجو النجاة به

يوم القيامة للهادي أبي حسن(٢)

وقال :

على آل الرسول وأقربيه

سلام كلّما سجع الحمام

أليسوا في السماء وهم نجوم

وهم أعلام عز لا يرام

( إلى أن قال ) :

أُولئك في الجنان بهم مساغي

وجيرتي الخوامس والسلام(٣)

__________________

(١) الاستيعاب: ٣ / ٩٠٠.

(٢) ذكره المرزباني في معجم الشعراء كما في الغدير: ٢ / ٢١٠.

(٣) ذكره العلّامة الأربلي في كشف الغمة كما في الغدير: ٢ / ٢٢٨.

٣٠٣

وقال :

ان تسأليني بقومي تسألي رجلا

في ذروة العز من أحياء ذي يمن

حولي بها ذو كلاع في منازلها

وذو رعين وهمدان وذو يزن

إلى أن قال :

ثم الولاء الذي أرجو النجاة به

من كبّة النار للهادي أبي حسن(١)

وقال :

يا أهل كوفان إنّي وامقٌ لكمُ

مذ كنت طفلاً إلى السبعين والكبرِ

أهواكم وأُواليكم وأمد حكم

حتماً عليّ كمحتوم من القدرِ

لحبِّكم لوصيِّ المصطفى وكفى

بالمصطفى وبه من سائر البشرِ

هو الإمام الذي نرجو النجاة به

من حر نار على الأعداء مستعرِ

عسى الإله ينجّيني برحمته

ومدحي الغرر الزاكين من سقرِ(٢)

٤. وقال أبو محمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي من شعراء أهل البيت الطاهرين المتقربين إليهم بولائه وشعره المقبولين عندهم لصدق نيته، وانقطاعه إليهم :

يا سادتي يا بني علي

يا آل طه وآل صادِ

أنتم نجوم الهدى اللواتي

يهدي بها الله كلّ هادِ

إلى أن يقول :

__________________

(١) الأغاني: ٧ / ٢٥٠، كما في الغدير: ٢ / ٢٣٦.

(٢) الأغاني: ٧ / ٢٧٧، كما في الغدير: ٢ / ٢٤٧.

٣٠٤

وما تزؤدتُ غير حبّي

إيّاكم وهو خير زادِ

وذاك ذخري الذي عليه

في عرصة الحشر اعتمادي(١)

ومن شعره أيضاً :

وان ضامنا دهرٌ فعذنا بعزِّكم

فيبعد عنّا الضيمَ لـمّا بكم عُذنا

وإن عارضتنا خفيةٌ من ذنوبنا

براةٌ لنا منها شفاعتكم أمنا(٢)

٥. وقال أبو جعفر دعبل بن علي بن رزين الخزاعي في تائيته المعروفة :

مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصاتِ

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالركن والتعريف والجمرات

إلى أن قال :

فيا وارثي علم النبي وآله

عليكم سلامٌ دائم النفحات

لقد آمنت نفسي بكم في حياتها

وأنّي لأرجو الأمن بعد مماتي(٣)

٦. قال الشاعر بقراط بن أشوط الوامق النصراني :

يا حبَّذا دوحة في الخلد نابتة

ما في الجنان لها شبه من الشجر

المصطفى أصلها والفرع فاطمة

ثم اللقاح علي سيد البشر

والهاشميان سبطاها لها ثمر

والشيعة الورق الملتف بالثمر

هذا مقال رسول الله جاء به

أهل الروايات في العالي من الخبر

إنّي بحبهم أرجو النجاة غداً

والفوز مع زمرة من أحسن الزمر(٤)

__________________

(١) الغدير: ٢ / ٢٨٥.

(٢) الغدير: ٢ / ٢٩٢.

(٣) الغدير: ٢ / ٣٢٢.

(٤) الغدير: ٣ / ١٠.

٣٠٥

٧. قال الشاعر أبو الحسن علي بن عباس بن جريح البغدادي الشهير بابن الرومي في عينيته :

تتجافى جنوبهم

عن وطيء المضاجع

إلى أن قال:

أعف عنا ذنوبنا

للوجوه الخواشع

أعف عنا ذنوبنا

للعيون الدوامع

أنت إن لم تكن لنا

شافع غير شافع(١)

٨. وقال الشاعر أبو القاسم أحمد بن محمد الشهير بالصنوبري في قصيدته :

وشافع الملك الراجي شفاعته

إذ جاءه ملك في خلق ثعبان(٢)

٩. قال الشاعر أبو القاسم علي بن إسحاق البغدادي الشهير بالزاهي :

أبا حسن جعلتك لي ملاذاً

ألوذ به ويشملني الزَّماما

فكن لي شافعاً في يوم حشري

وتجعل دار قدسك لي مقاماً(٣)

١٠. قال الأمير أبو فراس الحارث بن أبي علا الحمداني في قصيدته :

لست أرجو النجاة من كل ما

أخشاه إلّا بأحمد وعلي

وببنت الرسول فاطمة الطهر

وسبطيه والإمام علي

إلى أن قال :

__________________

(١) الغدير: ٣ / ٤.

(٢) الغدير: ٣ / ٣٢٤.

(٣) الغدير: ٣ / ٣٤٦.

٣٠٦

بهمُ ارتجي بلوغ الأماني

يوم عرضي على الإله العلي(١)

وله أيضاً :

شافعي أحمد النبي ومولاي علي

والبنت والسبطان(٢)

١١. قال الشاعر الصاحب كافي الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن عباد :

بمحمّد ووصيه وابنيهما

وبعابد وبباقرين وكاظم

ثم الرضا ومحمد ثم ابنه

والعسكري المتّقي والقائم

أرجو النجاة من المواقف كلها

حتى أصير إلى نعيم دائم(٣)

وقال في مقطوعة أُخرى :

شفيع إسماعيل في الآخرة

محمد والعترة الطاهرة(٤)

١٢. وقال الشاعر أبو عبد الله الحسين بن أحمد الشهير بابن الحجاج البغدادي المتوفّى عام ٣٩١ ه‍ :

يا صاحب القبة البيضاء في النجف

من زار قبرك واستشفى لديك شُفي

إلى أن قال :

انّي أتيتك يا مولاي من بلدي

مستمسكاً من حبال الحق بالطرف

راج بأنّك يا مولاي تشفع لي

وتسقني من رحيق شافي اللهف(٥)

__________________

(١) الغدير: ٣ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥.

(٢) الغدير: ٣ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥.

(٣) الغدير: ٤ / ٦٠.

(٤) مناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٦٥.

(٥) الغدير: ٤ / ٧٨.

٣٠٧

١٣. وقال الشاعر أبو النجيب شداد بن إبراهيم بن حسن الملقب بالطاهر الجزري المتوفّى عام ٤٠١ ه‍ :

حسبي عليّان ان ناب الزمان وإن

جاء المعاد بما في القول والعمل

فلي عليُّ بن عبد الله منتجعُ

ولي عليُّ أمير المؤمنين ولي(١)

١٤. وقال الشاعر أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي المتوفّى عام ٤٢٨ ه‍ :

يزوّر عن حسناء زورة خائف

تعرُّض طيف آخر الليل طائف

إلى أن قال :

هواكم هو الدنيا واعلم انّه

يبيض يوم الحشر سود الصحائف(٢)

١٥. وقال الشاعر أبو الغارات الملك الصالح المستشهد عام ٥٥٦ ه‍ :

محمد خاتم الرسل الذي سبقت

به بشارة قس وابن ذي يزن

إلى أن قال :

ظل الإله ومفتاح النجاة وينبو

ع الحياة وغيث العارض الهتن

فاجعله ذخرك في الدارين معتصماً

به وبالمرتضى الهادي أبي الحسن(٣)

١٦. قال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي ( المتوفّى عام ١١٧٢ ه‍ ) في قصيدته التي أنشأها في حق الحسينعليه‌السلام التي مطلعها :

__________________

(١) الغدير: ٤ / ١٥٨.

(٢) الغدير: ٤ / ٢١٦.

(٣) الغدير: ٤ / ٣١١.

٣٠٨

آل طه ومن يقل آل طه

مستجيراً بجاهكم لا يُردُّ

حبّكم مذهبي وعقد يقيني

ليس لي مذهبٌ سواه وعقدُ

منكم أستمدُّ بل كل من في الك‍

‍ون من فيض فضلكم يستمد

وله قصيدة أُخرى مطلعها :

يا نديمي قم بي إلى الصهباءِ

واسقنيها في الروضة الغنّاءِ

ويقول في آخرها :

يا ابن بنت الرسول إنّي محبٌّ

فتعطّف واجعل قبولي جزائي

يا كرام الأنام يا آل طه

حبّكم مذهبي وعقد ولائي

ليس لي ملجأ سواكم وذخرٌ

أرتجيه في شدّتي ورخائي(١)

١٧. قال الجزري الشافعي ( المتوفّى عام ٢٠٤ ه‍ ) في طبقات القرّاء ج ٢ ص ٩٧ والدعاء عند قبره ( أي قبر الشافعي ) مستجاب، ولـمّا زرته قلت :

زرت الإمام الشافعي

لأنّ ذلك نافعي

لأنال منه شفاعة

أكرم به من شافع(٢)

١٨. قال صفي الدين الحلي ( ٦٧٧ ـ ٧٥٢ ه‍ ) في قصيدة في حق النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله مطلعها :

خمدت لفضل ولادك النيران

وانشق من فرح بك الإيوان

__________________

(١) الغدير: ٥ / ١٦٥ ـ ١٦٦ نقلاً عن كتابه الإتحاف بحب الأشراف: ٢٥.

(٢) الغدير: ٥ / ١٧٥.

٣٠٩

إلى أن قال في آخره :

فاشفع لعبد شأنه عصيانه

انّ العبيد يشينه العصيان

فلك الشفاعة في محبكم إذا

نصب الصراط وعلق الميزان

فلقد تعرض للإجازة طامعاً

في أن يكون جزاؤه الغفران(١)

١٩. قال الشيخ مغامس بن داغر الحلي من شعراء القرن التاسع في قصيدة مطلعها :

حيا الإله كتيبة مرتادها

يطوى له سهل الفلا ووهادها

إلى أن قال :

فتشفَّعوا لكبائر أسلفتها

قلقت لها نفسي وقل رقادها

جرماً لو أنّ الراسيات حملنه

دكت وذاب صخورها وصلادها

هيهات تمنع من شفاعة جدكم

نفس وحب أبي تراب زادها

صلى الإله عليكم ما أرعدت

سحب واسبل ممطراً أرعادها(٢)

وله في قصيدة يمدح بها النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول في آخرها :

فهل أنال مفازاً في شفاعتكم

ممّا احتقبت له في سائر الحقب

فيا مغامس أحبس في مدائحكم

تلك القوافي وأجر الله فاحتسب(٣)

٢٠. قال الشيخ الحافظ البرسي رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي من شعراء القرن التاسع في مسمطه في حق أهل البيت ( صلوات الله عليهم ) :

__________________

(١) الغدير: ٦ / ٣٨ نقلاً عن ديوانه: ٤٧.

(٢) الغدير: ٧ / ٢٥ ـ ٢٦.

(٣) المصدر نفسه: ٣٢.

٣١٠

أنتم رجائي وحبكم أملي

عليه يوم المعاد متكلي

فكيف يخشى حر السعير ولي

وشافعاه محمد وعلي

أو يعتريه من شرها شرر(١)

هذه الروائع الشعرية التي تضمنت الولاء الصادق لآل البيت: وطلب الشفاعة منهم ومن جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله مما وقفنا عليه في مجلدات الكتاب القيم « الغدير » ونقلناها غالباً حسب القرون والأعصار، غير انّ هناك نظائر لها تتضمن إظهار الولاء الصادق لأصحابه أو طلب الشفاعة منهم بصريح القول، مما وقفنا عليه في بعض الكتب نذكرها :

٢١. قال الخطيب ابن الفرار المطيري في قصيدته :

بدين المصطفى أرجو نجاتي

وحب المرتضى من يوم شين

بفاطمة البتول أتاك رشداً

وبالحسن الزكي وبالحسين

بزين العابدين وصلت حبلي

علي بن الحسين ومن كذين(٢)

٢٢. وقال أبو الرضا الحسيني في قصيدة مطلعها :

يا رب مالي شفيع يوم منقلبي

إلاّ الذين إليهم ينتهي نسبي

المصطفى وهو جدي ثم فاطمة

أُمّي وشيخي علي الخير وهو أبي(٣)

٢٣. وقال كشاجم :

__________________

(١) المصدر نفسه: ٧ / ٤٩.

(٢) مناقب آل أبي طالب: ١ / ٣١٨، وكذين بمعنى من كهاذين.

(٣) المصدر نفسه: ١ / ٣٢٢.

٣١١

نبيي شفيعي والبتول وحيدر

وسبطاه والسجاد والباقر المجد

بجعفر بموسى بالرضا بمحمّد

نجل الرضا والعسكريين والمهدي(١)

٢٤. قال أبو الواثق العنبري في مقطوعته :

شفيعي إليك اليوم يا خالق الورى

رسولك خير الخلق والمرتضى علي(٢)

٢٥. قال زيد المرزكي في مقطوعته :

منهم رسول الله أكرم من وطأ

الحصى وأجل من أصف

إلى أن يقول :

وشفاعة السجاد يشملني

وبها من الآثام أكتنف(٣)

٢٦. وقال ابن مكي في مقطوعته :

ومحمد يوم القيامة شافع

للمؤمنين وكل عبد مقلت(٤)

٢٧. ويقول الشريف الرضي في مقطوعته :

يا بني أحمد أناديكم اليوم

وأنتم غداً لردِّ جوابي

ألف باب أُعطيتم ثم أفضى

كل باب منها إلى ألف باب

لكم الأمر كله وإليكم ولديكم

يؤول فصل الخطاب(٥)

__________________

(١) المصدر نفسه: ١ / ٣٢٦.

(٢) المصدر نفسه: ١ / ٣٣٠.

(٣) المصدر نفسه: ١ / ٣٣١.

(٤) المصدر نفسه: ١ / ٣٣١.

(٥) المصدر نفسه: ٢ / ٣٧.

٣١٢

٢٨. وقال أبو نؤاس في قصيدة مطلعها :

يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم

إلى أن يقول :

ثم الشفاعة من نبيك أحمد

ثم الحماية من علي أعلم(١)

٢٩. قال الشيخ شعيب الحريفيش في قصيدة مطلعها :

من زار قبر محمد

نال الشفاعة في غد

إلى أن يقول :

وهو المشفع في الورى

من هول يوم الموعد(٢)

٣٠. قال العلامة السيد محسن الأمين العاملي في أُرجوزته التي طبعت آخر كتاب كشف الارتياب :

وكذلكم طلب الحوائج عندها

من ربنا أرجى لنيل المقصد(٣)

هذا بعض ما عثرنا عليها في المجامع الأدبية والتاريخية مما يتضمن الاعتراف بأصل الشفاعة وطلبها من أصحابها كما يتضمن إظهار الولاء لأصحابه، إلى غير ذلك مما يجده فيها المتدبر، وكلّها تعرب عن أنّ الاعتقاد بالشفاعة وطلبها وإظهار الولاء للنبي وآله كان أمراً راسخاً في أذهان المسلمين من أوائلهم إلى أواخرهم وما كانوا يرونه أمراً مخالفاً للتوحيد، ولسائر السنن الإسلامية.

__________________

(١) المصدر نفسه: ٢ / ١٦٥.

(٢) الروض الفائق: ٢ / ١٣٨.

(٣) العقود الدرية في رد الشبهات الوهابية المطبوع في ذيل كشف الارتياب: ١٥.

٣١٣

ونود في خاتمة هذا الفصل أن نذكر بفضل الأخ العلّامة الشيخ محمد رضا الأميني ابن العلّامة الحجة الشيخ عبد الحسين الأميني قدس الله سره حيث تكرم علينا بجمع كثير من هذه الشواهد الشعرية من غدير والده وسائر المصادر، فشكراً له ثم شكراً.

٣١٤

٧

الشفاعة في الأحاديث الإسلامية

لقد اهتم الحديث بأمر الشفاعة وحدودها وشرائطها وأسبابها وموانعها اهتماماً بالغاً لا يوجد له مثيل إلّا في موضوعات خاصة تتمتع بالأهمية القصوى وأنت إذا لاحظت الصحاح والمسانيد والسنن وسائر الكتب الحديثية لوقفت على جمهرة كبرى من الأحاديث حول الشفاعة بحيث تدفع الإنسان إلى الإذعان بأنّها من الأصول المسلمة في الشريعة الإسلامية، ولأجل هذا التضافر نرى أنفسنا في غنى عن المناقشة في الأسناد.

نعم لو كانت هناك رواية اختصت بنكتة خاصة غير موجودة في الروايات الأخر، فإثبات النكتة الخاصة يحتاج إلى ثبوت صحة سندها كما هو المعلوم في علم الحديث.

ولما كانت الأحاديث حول الشفاعة وفروعها كثيرة جداً، ومبثوثة في الكتب جمعناها في هذه الصحائف تحت عناوين خاصة، ولسنا ندّعي انّنا قد أحطنا بكل الأحاديث في هذا المجال وانّما ندّعي أنّا قد جئنا بقسم كبير من الأحاديث(١) .

__________________

(١) لقد جمع العلامة المجلسي أحاديث الشفاعة الواردة من طرق أئمّة أهل البيت في موسوعته « بحار الأنوار »: ٨ / ٢٩ ـ ٦٣، كما انّه أورد بعضها في الأجزاء التالية من موسوعته: بحار الأنوار: ١٠٠ / ١١٦، ١٦٢، ١٧٠، ٢٦٥، ٣٠٣، ٣٠٧، ٣٣١، ٣٤٠، ٣٤٥، ٣٤٩، ٣٥١، ٣٧٦، ٣٧٩ ؛ ولاحظ ج ١٠١ / ٨، ٢١١، ٢١٢، ٢١٣، ٢٩٣، ٢٩٧، ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٧٢، ٣٧٤ ؛ و ج ١٠٢ / ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٥، ٣٦، ٤٤، ٤٧، ٧١، ١٧١، ١٨١، ١٨٣ ؛ إلى غير ذلك من الموارد.

وعقد أحمد بن محمد بن خالد البرقي باباً للشفاعة في موسوعته « المحاسن » فلاحظ: ١ / ١٨٤.

٣١٥

أحاديث الشفاعة عند أهل السنة(١)

١. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لكلّ نبي دعوة مستجابة، فتعجّل كل نبي دعوته، وانّي اختبأت دعوتي شفاعة لأمّتي، وهي نائلة من مات منهم لا يشرك بالله شيئاً »(٢) .

٢. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أُعطيت خمساً وأُعطيت الشفاعة فادّخرتها لأمّتي، فهي لمن لا يشرك بالله شيئاً »(٣) .

٣. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شفاعتي نائلة ان شاء الله من مات ولا يشرك بالله شيئاً »(٤) .

٤. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في تفسير قوله:( عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) « هو المقام الذي أشفع لأمّتي فيه »(٥) .

__________________

(١) وقد عقد العلّامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي ( المتوفّى ٩٧٥ ه‍ ) باباً خاصاً للشفاعة نقل فيه طائفة من الأخبار، فلاحظ كنز العمال: ٤ / ٦٣٨ ـ ٦٤٠.

كما عقد الشيخ منصور علي ناصف في كتابه « التاج الجامع للأصول » أبواباً للشفاعة لاحظ التاج: ٥ / ٣٤٨ ـ ٣٦٠. وقد جاء فيها بأحاديث طوال قد أخذنا موضع الحاجة منها، غير انّ ملاحظة مجموع الأحاديث لا تخلو من فائدة. وعقد النسائي في سننه أبواباً أربعة خاصةً للشفاعة لاحظ: ٣ / ٦٢٢ ط دار إحياء التراث الإسلامي.

(٢) سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٠. وبهذا المضمون راجع مسند أحمد: ١ / ٢٨١، وموطأ مالك: ١ / ١٦٦، وسنن الترمذي: ٥ / ٢٣٨، وسنن الدارمي: ٢ / ٣٢٨، وصحيح مسلم: ١ / ١٣٠، وصحيح البخاري: ٨ / ٨٣ و ٩ / ١٧٠.

(٣) مسند أحمد: ١ / ٣٠١ و ٤ / ٤١٦ و ٥ / ١٤٨. وبهذا المضمون سنن النسائي: ١ / ١٧٢، وسنن الدارمي: ١ / ٣٢٣، و ٢ / ٢٢٤، وصحيح البخاري: ١ / ٩٢ و ١١٩.

(٤) مسند أحمد: ٢ / ٤٢٦.

(٥) مسند أحمد: ٢ / ٥٢٨، ٤٤٤، ٤٧٨، وسنن الترمذي: ٣ / ٣٦٥.

٣١٦

٥. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أول شافع وأوّل مشفّع »(١) .

٦. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه »(٢) .

٧. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أُمّتي »(٣) .

٨. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رأيت ما تلقى أُمّتي بعدي ( أي من الذنوب ) فسألت الله أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل »(٤) .

٩. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلّا الله خالصاً من قلبه أو نفسه »(٥) .

١٠. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أوّل شافع في الجنة »(٦) .

١١. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شفاعتي لكل مسلم »(٧) .

١٢. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر »(٨) .

__________________

(١) سنن الترمذي: ٥ / ٤٤٨، وسنن الدارمي: ١ / ٢٦ و ٢٧.

(٢) مسند أحمد: ٢ / ٣٠٧ و ٥١٨.

(٣) سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤١. وبهذا المضمون مسند أحمد: ٣ / ٢١٣، وسنن أبي داود: ٢ / ٥٣٧، وسنن الترمذي: ٤ / ٤٥.

(٤) مسند أحمد: ٦ / ٤٢٨.

(٥) صحيح البخاري: ١ / ٣٦.

(٦) صحيح مسلم: ١ / ١٣٠، وسنن الدارمي: ١ / ٢٧.

(٧) سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٤.

(٨) سنن الترمذي: ٥ / ٢٤٧، وسنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٣.

٣١٧

١٣. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا سيد ولد آدم وأوّل شافع وأوّل مشفّع ولا فخر »(١) .

١٤. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّي لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة »(٢) .

١٥. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليخرجنّ قوم من أُمّتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنّميّين »(٣) .

١٦. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « خيّرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أُمّتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنّها أعم وأكفى، أترونها للمتقين، لا، ولكنّها للمذنبين الخطّائين المتلوّثين »(٤) .

١٧. وحكى أبو ذر أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها:( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) (٥) فلما أصبح قلت: يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها، قال: « إنّي سألت ربي عزّ وجلّ الشفاعة لأمّتي فأعطانيها، فهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عزّ وجلّ شيئاً »(٦) .

١٨. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار: بقيت شفاعتي »(٧) .

__________________

(١) سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٠. وبهذا المضمون صحيح مسلم: ٧ / ٥٩، ومسند أحمد: ٢ / ٥٤٠.

(٢) مسند أحمد: ٥ / ٣٤٧.

(٣) سنن الترمذي: ٤ / ١١٤، وسنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٣. وبهذا المضمون مسند أحمد: ٤ / ٤٣٤، وسنن أبي داود: ٢ / ٥٣٧.

(٤) سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤١.

(٥) المائدة: ١١٨.

(٦) مسند أحمد: ٥ / ١٤٩.

(٧) صحيح البخاري: ٩ / ١٦٠. وبهذا المضمون مسند أحمد: ٣ / ٩٤.

٣١٨

١٩. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة »(١) .

٢٠. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء »(٢) .

٢١. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فإذا فرغ الله عزّ وجلّ من القضاء بين خلقه وأخرج من النار من يريد أن يخرج، أمر الله الملائكة والرسل أن تشفع فيعرفون بعلاماتهم: انّ النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلّا موضع السجود »(٣) .

٢٢. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فيؤذن للملائكة والنبيّين والشهداء أن يشفعون فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان »(٤) .

٢٣. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا ميز أهل الجنّة وأهل النار، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار قامت الرسل وشفّعوا »(٥) .

٢٤. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يشفع الأنبياء في كل من يشهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً، فيخرجونهم منها »(٦) .

٢٥. ذكرت الشفاعة عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: « إنّ الناس يعرضون على جسر جهنم وبجنبتيه الملائكة يقولون: أللّهمّ سلم سلم »(٧) .

٢٦. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: « أمّا أهل النار الذين هم أهلها فلا

__________________

(١) صحيح مسلم: ١ / ١٢٢. وبهذا المضمون صحيح البخاري: ٨ / ١٤٣.

(٢) سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٣.

(٣) سنن النسائي: ٢ / ١٨١.

(٤) مسند أحمد: ٥ / ٤٣ بتخليص منّا.

(٥) مسند أحمد: ٣ / ٣٢٥.

(٦) مسند أحمد: ٣ / ١٢.

(٧) مسند أحمد: ٣ / ٢٦.

٣١٩

يموتون فيها ولا يحييون ولكن ناس أصابتهم نار بذنوبهم أو بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أُذن في الشفاعة فيخرجون ضبائر ضبائر »(١) .

٢٧. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: « فيشفعون حتى يخرج من قال لا إله إلّا الله ممّن في قلبه ميزان شعيرة »(٢) .

٢٨. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يشفع الشهيد في سبعين إنساناً من أهل بيته »(٣) .

٢٩. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تعلم القرآن ( من قرأ القرآن ) فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجبت لهم النار »(٤) .

٣٠. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: « إذا بلغ الرجل التسعين غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمّي أسير الله في الأرض، وشفّع في أهله »(٥) .

٣١. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أُمتي أكثر من بني تميم »(٦) .

٣٢. قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ من أُمّتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر »(٧) .

__________________

(١) مسند أحمد: ٣ / ٧٩. وبهذا المضمون سنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤١، وسنن الدارمي: ٢ / ٣٣٢، ومسند أحمد: ٣ / ٥.

(٢) مسند أحمد: ٣ / ٣٤٥.

(٣) سنن أبي داود: ٢ / ١٥. وبهذا المضمون: مسند أحمد: ٤ / ١٣١، وسنن الترمذي: ٣ / ١٠٦.

(٤) سنن الترمذي: ٤ / ٢٤٥، وسنن ابن ماجة: ١ / ٧٨، ومسند أحمد: ١ / ١٤٨ و ١٤٩.

(٥) مسند أحمد: ٢ / ٨٩، وبهذا المضمون ما في ٣ / ٢١٨.

(٦) سنن الدارمي: ٢ / ٣٢٨، وسنن الترمذي: ٤ / ٤٦، وسنن ابن ماجة: ٢ / ١٤٤٤، ومسند أحمد: ٣ / ٤٧٠، و ٥ / ٣٦٦.

(٧) مسند أحمد: ٤ / ٢١٢.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568