الإمامة والتبصرة من الحيرة

الإمامة والتبصرة من الحيرة37%

الإمامة والتبصرة من الحيرة مؤلف:
المحقق: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
الناشر: مدرسة الإمام المهدي (عج)
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 160

الإمامة والتبصرة من الحيرة المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 160 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 51021 / تحميل: 7788
الحجم الحجم الحجم
الإمامة والتبصرة من الحيرة

الإمامة والتبصرة من الحيرة

مؤلف:
الناشر: مدرسة الإمام المهدي (عج)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الحسينعليه‌السلام ، فخلا به، ثم قال له: يا ابن أخي، قد علمت أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ثم إلى الحسن، ثم إلى الحسينعليهما‌السلام .

وقد قتل أبوكعليه‌السلام ، ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك وولادتي من عليعليه‌السلام ، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني،

فقال له علي بن الحسينعليه‌السلام :

يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق،( إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) .

يا عم، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي من ( في / خ ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندي، فلا تعرض لهذا، فإني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال.

إن الله - تعالى - لما صنع مع معاوية ما صنع، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسينعليه‌السلام (٣) .

فإن أردت أن تعلم ذلك، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك.

قال أبو جعفرعليه‌السلام : وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر.

فقال عليعليه‌السلام لمحمد: ابدأ - فابتهل إلى الله، وسله أن ينطق ( الحجر ) لك، ثم سله.

فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم يجبه.

فقال عليعليه‌السلام : أما إنك - يا عم - لو كنت وصيا وإماما لأجابك.

__________________

(٣) كذا وردت الفقرة الأخيرة في ( أ )، وقريب منها في ( ب ) وكذلك أورده في الاحتجاج، إلا أنه لم يذكر فيه معاوية، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا: إن الله - تبارك وتعالى - لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع، أبى أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين.

٦١

فقال له محمد: فادع أنت، يا ابن [ أخي ](٤) وسله.

فدعا الله علي بن الحسينعليه‌السلام بما أراد، ثم قال:

أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد، وميثاق الأنبياء والأوصياء، لما أخبرتنا( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) : من الوصي والإمام بعد الحسين بن عليعليه‌السلام ؟! فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه، ثم أنطقه الله( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) ، فقال:

اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي، إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام ، ابن فاطمةعليها‌السلام ، ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فانصرف محمد بن علي - ابن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسينعليه‌السلام (٥) .

__________________

(٤) في الاصل [ أخ ].

(٥) رواه الصفار في البصائر ( ص ٥٠٢ ) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب، مثله، ورواه في مختصر البصائر ( ص ١٤ ) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ( ابن محبوب ) مثله مع اختلاف، وعنهما في البحار ( ج ٤٢ ص ٧٧ ) و ( ج ٤٦ ص ١١٢ ) ورواه الكليني في الكافي ( ١ / ٣٤٨ ) عن ( محمد بن يحيى )، عن أحمد بن محمد ( عن ابن محبوب ) مثله، ونقله عنه في مختصر البصائر ( ص ١٧٠ ). وفي ذيل الكافي روى عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة مثله. وأورد الحديث الطبرسي في اعلام الورى ( ص ٢٥٨ - ٢٥٩ ) وقال: روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب ( نوادر الحكمة ) وقال في المناقب ( ٣ / ٢٨٨ ) نوادر الحكمة بالاسناد عن جابر وعن أبي جعفر (ع).

ورواه الطبرسي في الاحتجاج ( ج ٢ ص ٤٦ ) مرسلا.

٦٢

١١ - باب امامة الباقر: أبي جعفر محمد بن عليعليه‌السلام

٥٠ - سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن إسماعيل بن جعفر:

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: جاء رجل إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فسأله عن الأئمةعليهم‌السلام ، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه، ثم قال: والأمر هكذا يكون، والأرض لا تصلح إلا بإمام، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

( من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية ) ثلاث مرات(١) .

٥١ - أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود:

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال:

إن حسيناعليه‌السلام لما حضره ( الذي حضره )(٢) دعا ابنته الكبرى فاطمة

__________________

(١) لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن قد وردت الرواية بحديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من كلام الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام في عدة نصوص، فراجع البحار ( ج ٢٣ ص ٨٥ ) عن الصدوق في ثواب الأعمال ( ص ٢٤٤ ) عن أبيه ( المؤلف ) عن سعد بسنده، عن عيسى بن السري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ورواه البرقي في المحاسن ( ج ١ ص ٩٢ / ٤٦ وص ١٥٤ / ٧٩ ) والنعماني في الغيبة ١٣٠ بسنده، عن معاوية بن وهب عنهعليه‌السلام .

وروى حديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طريق سلمان وأبي ذر والمقداد، الصدوق في الإكمال (٤١٣) عن أبيه ( المؤلف ) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن عيسى بسنده، فراجع.

(٢) ما بين المعقوفين ورد في البصائر والكافي.

٦٣

ابنة الحسينعليه‌السلام ، فدفع إليها كتابا ملفوفا، ووصية ظاهرة، ووصية باطنة.

وكان علي بن الحسينعليه‌السلام مبطونا معهم، لا يرون إلا أنه لما به.

فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسينعليه‌السلام .

ثم صار ذلك الكتاب - والله - إلينا.

فقلت: ما في ذلك الكتاب؟ جعلني الله فداك.

فقال: فيه - والله - جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا(٣) .

٥٢ - الحسن بن أحمد المالكي، عن علي بن المؤمل:

عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، قال: اسم جدي أبي جعفرعليه‌السلام في التوراة: باقر(٤) .

٥٣ - حدثني سعد بن عبد الله - يرفع الحديث - قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا مضى الغلامان من ولدي، جعفر وأبو جعفرعليهما‌السلام طويت طنفسة العلم(٥) .

__________________

(٣) رواه الصفار في البصائر (١٤٨) عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان مثله، نقله في البحار ( ٢٦ / ٣٥ ) و ( ٤٦ / ١٧ ) وفيه ( ص ١٦٨ ) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان قريبا منه، وفيه: كتاب مدرج. نقله في البحار ( ٢٦ / ٥٤ ) وانظر الكافي ( ١ / ٣٠٤ ح ٢ )، وفيه ( ص ١٦٣ ) عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور، عن أبي الجارود مثله، وفيه ( ص ١٦٤ ) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف، عن منصور - أو - عن يونس ( كذا ) قال حدثني أبو الجارود نحوه مختصرا، ونقله عنه في البحار ( ٢٦ /٥٠ )

ورواه في الكافي ( ١ / ٣٠٣ ) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن ( أبي الجارود ) مثله، وأضاف في آخره: - والله - إن فيه الحدود، حتى أرش الخدش. نقله عن الكافي في البحار ( ٤٦ / ١٨ ) واعلام الورى (٢٥٧) واثبات الهداة ( ٥ / ٢١٣ ).

(٤) لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن الصدوق: ابن المؤلف روى في الاكمال ص ٢٥٣ ح ٣ والخزاز في كفاية الأثر ص ٥٤ - باسنادهما عن جابر بن عبد الله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - الى أن - قال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين ( من ) بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم، محمد بن علي: المعروف في التوراة بالباقر و ...

ونقله في البحار ج ٣٦ ص ٢٤٩ ح ٦٧ وأيضا في الاكمال ص ٣١٩ - ٣٢٠ ح ٢ باسناده عن علي بن الحسين عليهما‌السلام - إلى أن قال: - فمن الحجة والامام بعدك؟ قال: إبني محمد واسمه في التوراة: باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام من بعدي، نقله عنه في البحار ج ٣٦ / ٣٨٦ ح ١.

(٥) لم نعثر له على مصدر تخريج.

٦٤

١٢ - باب إمامة أبي عبد اللهعليه‌السلام

٥٤ - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة:

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي(١) .

٥٥ - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، قال:

كنت قاعدا عند أبي جعفر(٢) عليه‌السلام ، فأقبل جعفرعليه‌السلام ، فقال: هذا( خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٣) .

__________________

(١) رواه في البصائر ( ص ١٦٧ ) عن ( محمد بن الحسين ) مثله، ونقله في البحار ( ٢٦ / ٥٣ ).

(٢) كذا في الكافي في حديث ( طاهر ) بأسانيده الثلاثة، وقد أثبته في نسخة ( أ ) مع الحرف ( ظ )، وكان في النسختين هكذا: عند أبي عبد الله.

(٣) رواه المسعودي في اثبات الوصية ( ص ١٧٨ ) بقوله: روى عن فضيل بن يسار قال كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام . وروى الكليني هذا الحديث بأسانيد ثلاثة عن ( طاهر ) عن أبي جعفر، هي:

(١) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن طاهر.

(٢) أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن طاهر، (٣) أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن فضيل بن عثمان، عن طاهر، الكافي ١ ص ٣٠٧ وفيه ٣٠٦.

وفي ارشاد المفيد ( ص ٣٠٥ ) وكشف الغمة ( ٢ / ١٦٧ ) عن علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر عليه‌السلام ، ونقله عن الجميع في البحار ( ج ٤٧ ص ١٣ )، وانظر اثبات الهداة ( ج ٥ ص ٣٢٤ ) واعلام الورى ( ص ٢٧٤ ).

٦٥

١٣ - باب إمامة موسى بن جعفرعليه‌السلام

٥٦ - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبي جعفر الضرير، عن أبيه، قال:

كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده إسماعيل ابنه، فسألته عن قبالة الأرض، فأجابني فيها(١) .

فقال له إسماعيل: يا أبت، إنك لم تفهم ما قال لك!

قال: فشق ذلك علي، لأنا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه،

فقال: إني كثيرا ما أقول لك: ( الزمني، وخذ مني ) فلا تفعل.

قال: فطفق إسماعيل وخرج، ودارت بي الأرض، فقلت: إمام يقول لأبيه: ( إنك لم تفهم ) ويقول له أبوه: ( إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي، وتأخذ مني، فلا تفعل! )

قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك، إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه، علم منها مثل الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟! قال: فقال: إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.

قال: قلت:( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، ثم( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، فمن

__________________

(١) ورد هذا السؤال، والجواب عنه، بصورة كاملة في الكافي ( ٥ / ٢٦٩ ) عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح عن الفيض بن المختار، ورواه في تهذيب الأحكام ( ٧ / ١٩٩ ) ووسائل الشيعة ( ١٣ / ٢٠٨ ).

٦٦

بعدك؟ - بأبي أنت وأمي - فقد كانت في يدي بقية من نفسي، وقد كبرت سني، ودق عظمي، وجاء أجلي، وأنا أخاف أن أبقى بعدك.

قال: فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات، وهو ساكت لا يجيبني، ثم نهض في الثالثة، وقال: لا تبرح.

فدخل بيتا كان يخلو فيه، فصلى ركعتين، يطيل فيهما، ودعا فأطال الدعاء.

ثم دعاني، فدخلت عليه، فبينا أنا عنده، إذ دخل عليه العبد الصالح، وهو غلام حدث، وبيده درة، وهو يبتسم ضاحكا.

فقال له أبوه: بأبي أنت وأمي، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟

فقال: كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له، فأخذتها منه.

فقال: ادن مني.

فالتزمه، وقبله، وأقعده إلى جانبه، ثم قال: إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف.

قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، زدني.

فقال: ما نشأ فينا - أهل البيت - ناشئ مثله.

قال: فقلت: زدني.

قال: فقال: ترى ابني هذا؟ إني لأجد به كما كان أبي يجد بي.

قال: قلت: يا سيدي زدني.

قال: إن أبي كان إذا دعا، فأحب أن يستجاب له، وقفني عن يمينه، ثم دعا وأمنت، وإني لأفعل ذلك بابني هذا، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك كما كان أبي يدعو لي - وابني هذا يؤمن، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني.

قال: فقلت: يا سيدي زدني.

قال: أترى ابني هذا؟ إني لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه.

فقلت: يا مولاي، زدني.

فقال: إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه، أخرجني معه فرآني أنعس في

٦٧

الطريق(٢) ، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته، ثم وسدني ذراعي(٣) ، وناقتانا(٤) مقترنان ما يفترقان، فنكون كذلك الليلتين والثلاث، وإن ابني يصنع هذا، على ما ترى من حداثة سنه، كما كنت أصنع.

قال: قلت: يا مولاي، زدني.

قال: إن أبي كان يأتمنني على كتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخط علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وإني لأئتمن ابني هذا عليه، فهي عنده اليوم.

قال: قلت: يا مولاي، زدني.

قال: قم، فخذ بيده فسلم عليه، فهو مولاك وإمامك من بعدي، لا يدعيها فيما بيني وبينه - أحد إلا كان مفتريا.

يا فلان، إن أخذ الناس يمينا وشمالا، فخذ معه، فإنه مولاك وصاحبك، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال: فقمت إليه، فأخذت بيده، فقبلتها وقبلت رأسه، وسلمت عليه، وقلت: أشهد أنك مولاي وإمامي.

قال: فقال لي: أجل، صدقت، وأصبت، وقد وفقت، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال: قلت له: بأبي أنت وأمي، أخبر بهذا؟

قال: نعم، فأخبر به من تثق به، وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة - وارفق بالناس، ولا تلقين(٥) بينهم أذى.

قال: فقمت فأتيت فلانا وفلانا، وهما في الرحل، فأخبرتهما الخبر.

وأما فلان: فسلم وقال: سلمت ورضيت،

وأما فلان: فشق جيبه وقال: لا والله، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.

__________________

(٢) وفي الكشى: فنعس وهو على راحلته.

(٣) كذا في النسختين، وفي الكشى: فوسدته ذراعي.

(٤) هذا هو الصحيح، وكان في النسختين: وناقتان.

(٥) هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: لا تلقون.

٦٨

ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته، حتى انتهى إلى باب أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال: فاستأذنا، فأذن لي قبله، ثم أذن له، فدخل.

فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا فلان ( أيريد كل امرئ منكم( أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) )(٦) ؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به.

قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، أنا أحب أن أسمعه من فيك.

فقال: ابني موسىعليه‌السلام إمامك ومولاك ( من - خ ) بعدي، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر.

قال: فالتفت إلي - وكان رجلا(٧) له قبالات يتقبل بها، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال: ( رزقه )(٨) .

قال: فقال أبو عبد الله: إن ( رزقه ) بالنبطية: خذ هذا، أجل خذها(٩) .

__________________

(٦) مقتبس من الآية (٥٢) من سورة المدثر.

(٧) في النسختين: وكان رجل.

(٨) كذا في البحار، في الموضعين، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء.

(٩) روى المسعودي في اثبات الوصية ( ص ١٨٧ ) عن ( ابراهيم بن مهزيار ) بسنده مثله، وروى الصفار في البصائر ( ص ٣٣٦ ) عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن، عن الفيض بن المختار، قطعة منه نحوه، ونقله عنه في البحار ( ٤٧ / ٨٣ و ٤٨ / ١٤ )، ورواه الكليني في الكافي ( ١ / ٣٠٩ ) عن محمد بن يحيى وأحمد بن ادريس، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر.

وعن الكافي في اعلام الورى (٢٩٧) وإثبات الهداة ( ٥ / ٤٧٠ )، وروى الكشي ( ص ٣٥٤ رقم ٦٦٣ ) عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن الميثمي، عن ابن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، وعنه، عن علي بن اسماعيل، عن أبي نجيح عن الفيض، مثله، وعنه البحار ( ٤٨ / ٢٦ ) وروي في إرشاد المفيد (٣٢٤) عن عبد الأعلى عن الفيض، قطعة منه.

واعلم أن الكشي ذكر ( في الموضع المذكور ) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد اللهعليه‌السلام نصه عليه ابنه موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل، فان من المحتمل قويا أن يكون ( أبو جعفر الضرير ) هو محمد بن الفيض بن المختار، راويا عن أبيه الفيض.

وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله ( ص ٢٤٠ ) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر، فنحتمل فيه التصحيف، وأن الصحيح: ابنه ( أبو ) جعفر.

وذلك لأنا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير ( محمد ) وقد جاءت روايته في الاقبال ( ص ١٠ ) في زيارة

٦٩

٥٧ - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد(١٠) ، قال:

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يوما، ونحن عنده، لعبد الله:

اذهب في حاجة كذا وكذا،

فقال له: وجه فلانا، فإنه لا يمكنني، ونحو ذلك،

قال: فرأيت الغضب في وجه أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو يقول:

اللهم العنه، أبى الله أن لا يعبد، وإن رغم أنفك، يا فاجر.

ثم دعا أبا الحسن موسىعليه‌السلام ، فقال لنا:

عليكم بهذا بعدي، فهو - والله - صاحبكم(١١) .

٥٨ - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن حمزة القمي، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال:

سمعت أبا الحسن موسىعليه‌السلام ، يقول:

لعن الله عبد الله، فلقد كذب على أبيعليه‌السلام ، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء(١٢) .

__________________

الصادقعليه‌السلام نقله في البحار ( ج ١٠١ / ص ٩٨ ) كما انا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال، بل المذكور، هو محمد بن الفيض بن المختار، كما في رجال الشيخ ( ص ٢٩٨ رقم ٢٨٧ ) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة.

(١٠) لاحظ الحديث (٦٥) المتحد مع هذا الحديث سندا في صفوان وما بعده، كما أن الهدف منهما واحد، وهو تحرز الامامعليه‌السلام من عبد الله، والسعي في ابعاده عن الحديث المتداول بين الامام وأصحابه.

(١١) رواه الكليني في الكافي ( ١ / ٣١٠ ) عن أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار، عن ( صفوان ) بسنده، وأورد ذيله من قوله ثم دعا - الخ - ونقله عنه في البحار: ٤٨ ص ١٩ ح ٢٥.

(١٢) لم نعثر له على مصدر تخريج.

٧٠

١٤ - باب ابطال إمامة إسماعيل بن جعفر

٥٩ - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى:

عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن صبيح، قال:

جاءني رجل فقال: تعال، حتى أريك ابن الرجل، قال: فذهبت معه.

قال: فجاء بي(١) إلى قوم يشربون، فيهم إسماعيل بن جعفر.

قال: فخرجت مغموما، فجئت إلى الحجر، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت، يبكي، قد بل أستار الكعبة بدموعه.

قال: فرجعت، وأسندت(٢) فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه.

قال: فذكرت ذلك لأبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال:

لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته(٣) .

__________________

(١) كذا في الاكمال، وكان في النسختين: فجاءني.

(٢) كذا في النسختين، وفي الاكمال: فخرجت أشتد.

(٣) رواه في الاكمال ( ج ١ ص ٧٠ ) عن ابن الوليد عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار مثله متنا وسندا، ونقله في البحار ( ٤٧ / ٢٤٧ )، وقال الصدوق في ذيل الرواية: وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي، فكيف يجوز أن ينص عليه بالامامة مع صحة هذا القول منه فيه.

٧١

١٥ - باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر

٦٠ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران أو غيره:

عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام : قال: قلت له: أكان عبد الله إماما؟

فقال: لم يكن كذلك، ولا أهل لذلك، ولا موضع ذاك(١) .

٦١ - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: لما مضى أبو عبد اللهعليه‌السلام ، ارتحلت إلى المدينة، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر، فدخلت إليه، فقلت: أنت الإمام بعد أبيك؟

فقال: نعم.

فقلت: إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة، ويسألونك؟

فقال لي: سل.

فقلت: أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال: خمسة دراهم.

فقلت: ففي مائة؟ فقال: درهمين(٢) ونصف.

فخرجت من عنده، ودخلت مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأبو الحسن موسىعليه‌السلام جالس، فجلست مقابله، وأنا أقول في نفسي: إلى أين؟ إلى أين؟ إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟

__________________

(١) لم نعثر له على مصدر تخريج.

(٢) كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي: درهمان، ومقتضى موضع الكلمة من الإعراب هو ( درهمان ) بالرفع، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط في الحكم والمعنى!

٧٢

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : إلي لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية.

فقمت، وقبلت رأسه(٣) .

٦٢ - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، قال: قلت لعبد الله بن جعفر: أنت إمام؟

فقال: نعم.

فقلت: إن الشيعة تروي: أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما عندك منه؟

فقال: عندي رمحه.

ولم يعرف لرسول الله رمح(٤) .

٦٣ - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر:

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال:

كان يلوم عبد الله، ويعاتبه، ويعظه(٥) ويقول:

ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فو الله، إني لأعرف النور في وجهه.

فقال عبد الله: أليس أبي وأبوه واحدا، وأمي وأمه واحدة؟(٦)

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنه(٧) من نفسي، وأنت ابني(٨) .

__________________

(٣) روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص ١٨٨ بعنوان: روي ان عبد الله الأفطح لما ادعى الامامة دخل اليه جماعة من الشيعة ليسألوه ...، وروى ذيله في ص ١٩١ بقوله: روي عن هشام بن سالم.

(٤) لم نعثر له على مصدر تخريج.

(٥) كذا في ( ب )، لكن في ( أ ): ويعاطبه ويعطبه، بدل الكلمتين الاخيرتين.

(٦) في ارشاد المفيد واعلام الورى والبحار: أصلي وأصله واحد.

(٧) هكذا في المصادر والجوامع، وفي الأصل: إن إسماعيل.

(٨) أورده الكليني في الكافي ( ١ / ٣١٠ ) عن ( محمد بن يحيى ) بسنده مثله ورواه المفيد في الارشاد ( ص ٣٢٥ ) عن الفضيل، عن طاهر بن محمد، مثله ونقله عنهما في البحار ( ٤٨ / ١٨ و ١٩ )، وانظر اثبات الهداة ( ٥ / ٤٧١ ) واعلام الورى (٢٩٨).

٧٣

٦٤ - وعنه، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، جالسا بمنى، فسألته عن مسألة، وعبد الله جالس عنده، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

يا أبا بصير، هيه الآن.

فلما قام عبد الله، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تسألني، وعبد الله جالس؟! فقال أبو بصير: وما لعبد الله؟

قال: مرجئ صغير.(٩)

٦٥ - وعنه، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد(١٠) ، قال:

كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: كفوا عما تسألون(١١) .

فأمرنا بالسكوت، حتى قام عبد الله وخرج من عنده، فقال لنا أبو عبد اللهعليه‌السلام :

إنه ليس على شيء مما أنتم عليه، وإني لبريء منه، برئ الله منه(١٢) !

__________________

(٩) لم نعثر له على مصدر تخريج.

(١٠) راجع الحديث (٥٧) وما أشرنا اليه في هامشه هناك.

(١١) وكان في النسختين: تسألوا.

(١٢) لم نعثر له على مصدر تخريج.

٧٤

١٦ - باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف

٦٦ - أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمان، قال:

مات أبو الحسنعليه‌السلام ، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته،

وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار،

وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار،

وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير، وست من الجواري.

قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضاعليه‌السلام فيهن وفي المال.

فكتب إليه: إن أباك لم يمت.

فكتب اليه: « إن أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الأخبار بموته » واحتج عليه.

فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء، وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شيء إليك، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن(١) .

__________________

(١) روى الصدوق في العلل ( ١ / ٢٣٥ ) صدر هذا الحديث من أوله الى قوله: ثلاثون ألف دينار، بروايته عن ابن الوليد، عن العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل مثله، وروى ذيله في ( ص ٢٣٦ ) بقوله: وبهذا الاسناد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حماد قال: أحد القوام عثمان بن

٧٥

__________________

عيسى الرواسي لكن أضاف في أول سند الذيل، روايته له عن ( أبيه ) وهو مؤلف كتابنا، وكذلك عمل الصدوق في العيون، فأورد الصدر في ( ج ١ ص ٩١ ) والذيل في ( ص ٩٢ ) ورواه الكشي في رجاله ( ص ٤٩٣ برقم ٩٤٦ ) صدرا، و ( ص ٥٩٨ رقم ١١٢٠ ) ذيلا وأول سنده: علي بن محمد، ومحمد بن أحمد ( بن يحيى العطار ) الى آخر ما أورده الصدوق، ورواه في البحار: ٤٨ / ٢٥٣ عن الكتب المذكورة.

ورواه الطوسي في الغيبة ( ص ٤٢ ) صدرا فقط، عن الكليني عن العطار بسنده، وذكر الشيخ الطوسي في الغيبة ( ص ٤٣ ) ما يلي: روى محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار وسعد بن عبد الله الأشعري، جميعا عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن بعض أصحابه، قال: مضى أبو ابراهيمعليه‌السلام وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار، ومسكنه بمصر، فبعث اليهم أبو الحسن الرضاعليه‌السلام أن: احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار، فاني وارثه، وقائم مقامه،

وقد اقتسمنا ميراثه، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم، وكلام يشبه هذا.

فأما ابن أبي حمزة، فانه أنكره، ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القندي، وأما عثمان بن عيسى، فانه كتب اليه: إن أباك صلوات الله عليه لم يمت، وهو حي قائم، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل.

واعمل على أنه قد مضى، كما تقول، فلم يأمرني بدفع شيء اليك، وأما الجواري، فقد أعتقتهن، وتزوجت بهن.

٧٦

١٧ - باب إمامة أبي الحسن علي بن موسىعليه‌السلام

٦٧ - أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن النجاشي الأسدي، قال:

قلت للرضاعليه‌السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟

قال: إي - والله - على الإنس والجن(١) .

٦٨ - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن الحسن مولى أبي عبد الله، عن أبي الحكم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري(٢) عن يزيد بن سليط الزيدي، قال(٣) :

لقينا أبا عبد اللهعليه‌السلام في طريق مكة، ونحن جماعة، فقلت له:

بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي

__________________

(١) اثبته في بحار الانوار ( ج ٤٩ ص ١٠٦ / ٣٥ ) نقلا عن كتاب ( الإمامة والتبصرة، لعلي بن بابويه ) ( عن أحمد بن ادريس ).

ورواه الصدوق في العيون ( ١ / ٢١ ) عن أبيه ( المؤلف ) مثله، لكن لم يرد في ما أورده الصدوق في العيون، ذكر كلمة ( بن ) بين النجاشي وكلمة العباس.

(٢) في الكافي: قال أبو الحكم: وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي، عن يزيد بن سليط.

(٣) في الكافي: عن يزيد بن سليط، قال: لقيت أبا إبراهيمعليه‌السلام ، ونحن نريد العمرة - في بعض الطريق، فقلت: جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟

قال: نعم، فهل تثبته أنت؟ قلت: نعم، إني أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وأمي، أنتم كلكم أئمة مطهرون والموت لا يعرى منه أحد، فأحدث إلي شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل. قال: نعم يا أبا عبد الله، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم - وأشار إليك - وقد علم الحكم والفهم الخ.

٧٧

شيئا ألقيه إلى من يخلفني.

فقال لي: نعم هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم - وأشار إلى موسىعليه‌السلام ابنه -، وفيه علم الحكم، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا - من أمر دينهم -، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله، وفيه أخرى هي خير من هذا كله.

فقال أبي: ما هي بأبي أنت وأمي؟

قال: يخرج الله منه غوث هذه الأمة وغياثها، وعلمها، ونورها، وفهمها، وحكمتها، خير مولود، خير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويؤمن به العباد(٤) .

خير كهل، وخير ناشئ، تسر(٥) به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه.

قال: فقال أبي: بأبي أنت ولد بعد؟(٦)

قال: نعم.

ثم قطع الكلام(٧) .

قال يزيد: ثم لقيت أبا الحسنعليه‌السلام بعد، فقلت له:

بأبي أنت وأمي، إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك.

قال: فقال: كان أبي في زمن ليس هذا زمانه.

قال يزيد: فقلت: من يرض(٨) منك بهذا، فعليه لعنة الله!

قال: فضحك، ثم قال: أخبرك يا با عمارة: أني خرجت من منزلي،

__________________

(٤) في العيون: ويأتمر له العباد.

(٥) في العيون: يبشر، وفي الكافي: يسود عشيرته من قبل ...

(٦) في العيون: فيكون له ولد بعده.

(٧) في الكافي: قال يزيد: فجاءنا من لم نستطع معه كلاما.

(٨) كذا في ( ب ) وكان في ( أ ): من لم يرض، وفي الكافي والعيون: فمن يرضى.

٧٨

فأوصيت بالظاهر إلى بني، وأشركتهم مع علي ابني، وأفردته بوصيتي في الباطن.

ولقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام، وأمير المؤمنينعليه‌السلام معه، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة.

قلت له: ما هذا؟

فقال: أما العمامة: فسلطان الله.

وأما السيف: فعزة الله.

وأما الكتاب: فنور الله.

وأما العصا: فقوة الله.

وأما الخاتم: فجامع هذه الأمور.

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والأمر يخرج إلى علي -عليه‌السلام ابنك.

قال: ثم قال: يا يزيد، إنها وديعة عندك، فلا تخبرها(٩) إلا عاقلا، أو عبدا امتحن الله قلبه، أو صادقا، ولا تكفر(١٠) نعم الله.

وإن سئلت عن الشهادة، فأدها، فإن الله - تبارك وتعالى - يقول:( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (١١) وقال:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ) .(١٢)

فقلت: والله ما كنت لأفعل ذلك أبدا.

قال: ثم قال أبو الحسنعليه‌السلام : ثم وصفه لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: علي ابنك الذي ينظر(١٣) بنور الله، ويسمع بفهمه(١٤) وينطق بحكمته،

__________________

(٩) في العيون: فلا تخبر بها.

(١٠) وردت هذه الكلمة في ( أ ) بتشديد الفاء.

(١١) الآية (٥٨) من سورة النساء ٤.

(١٢) الآية (١٤٠) من سورة البقرة ٢.

(١٣) كذا في العيون، وكان في النسختين: ينطق.

(١٤) في العيون: بتفهيمه.

٧٩

يصيب فلا يخطئ، ويعلم فلا يجهل، يعلم(١٥) حكما وعلما.

وما أقل مقامك معه، إنما هو شيء كأن لم يكن(١٦) ، فإذا رجعت من سفرك، فأوص وأصلح أمرك، وافرغ مما أردت، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره(١٧) فاجمع ولدك، وأشهد الله عليهم جميعا،( وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً ) .

ثم قال: يا يزيد، إني أؤخذ في هذه السنة، والأمر إلى ابني علي، سمي علي وعلي:

أما علي الأول: فعلي بن أبي طالب.

وأما علي الآخر: فعلي بن الحسين.

أعطي فهم الأول، وحكمته، وبصره ووده، ودينه ومحنة الآخر، وصبره على ما يكره.

وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين، فاسأله عما شئت يجبك، إن شاء الله تعالى.(١٨)

ثم قال: يا يزيد، فإذا مررت بهذا الموضع، ولقيته، وستلقاه، فبشره، أنه سيولد له غلام أمره ميمون(١٩) مبارك.

وسيعلمك: أنك لقيتني، فأخبره عند ذلك: أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية، جارية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإن قدرت أن تبلغها عني السلام فافعل ذلك.

قال يزيد: فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم - علياعليه‌السلام -، فبدأني، فقال لي: يا يزيد، ما تقول في العمرة؟

__________________

(١٥) في العيون: قد ملئ حلما وعلما.

(١٦) من هنا يبدأ النقص الأول في نسخة ( ب )، وقد ترك له في المصورة أكثر من سبع صفحات من (٥٧) إلى (٦٥)، وانظر ما كتبناه في المقدمة بعنوان: عملنا في التحقيق.

(١٧) كتب فوق كلمتي ( عنه وغيره ): عنهم وغيرهم، عن نسخة، ولاحظ الكافي.

(١٨) إلى هنا ينتهي الحديث في العيون.

(١٩) كتب في الهامش: وأميره مأمون.

٨٠

وتوسط المنفرد، وقراء‌ة الامام(١) وناسي الحمد من الاولتين في الاخيرتين، والتسبيح ثلاثا اذا لم يوجبه، وضم السورة في النفل والجهر في الليلة، والسر في غيرها، والجهر بالبسملة في السرية، واسرار النساء في الجهرية، والسكوت بعد قراء‌ة الفاتحة، وبعد السورة كل سكتة بقدر نفس، والتخفيف لخوف الضيق، والاقتصاد للامام، والمطولات من المفصل في الصبح كالقيامة(٢) وعم، ونفل الليل، والمتوسطات في الظهر والعشاء، كالاعلى والشمس، والقصار في العصر والمغرب، ونفل النهار والجمعة والاعلى في عشائيها، والجمعة والتوحيد في صبحها مع السعة، والجمعة والمنافقون فيها وفي ظهريها، والعدول من غيرها إليها مالم ينتصف، والى النفل ان تنصفت(٣) ، وروى(٤) ان مغربها وعصرها كصبحها، وان صبحها كظهرها، والانسان(٥) والغاشية في صبح الاثنين والخميس، والحجد في الاولى من سنة الزوال والمغرب في الليل والفجر في الطواف والاحرام، وفرض الغداة مصبحا(٦) ، وفي الثانية التوحيد، وقراء‌تها ثلاثين في اولتي الليل، أو في الركعتين السابقتين، القراء‌ة بالمرسوم في النوافل، والفاتحة

____________________

(١) يعني يستحب للامام أن يقرأ في الركعتين الاخرين الفاتحة، وكذا يستحب قراء‌ة الفاتحة في الاخرين لمن نسى في الركعتين الاولين الحمد.

(٢) كالقمر " ب ".

(٣) يعنى اذا قرأ في صلوة الجمعة أو في ظهرها غير سورة الجمعة والمنافقين وتجاوز النصف، استحب أن يعدل إلى النافلة، ويستأنف ويأت بهما.

(٤) الوسائل ٤: ٧٨٩ ح ٤.

(٥) أي يستحب قراء‌ة سورة هل أتى على الانسان.

(٦) يعنى اذا أصبخ وخاف انه لو أتى بأحد الطوال يفوت الوقت يصلى بالجحد في الاول، وفي الثانية بالتوحيد.

٨١

للقائم عن سجدة آخر السورة، والتغاير في السورة، وروى(١) كراهية تكرار الواحدة، ويكره القرآن في الفريضة، والعدول عن السورة إلى غيرها عدا المستثنى، وابقاء الموتم آية يركع بها(٢) وعدول المرتج(٣) عليه إلى الاخلاص، وقول صدق الله وصدق رسوله خاتمة الشمس، وكذلك الله ربي خاتمة التوحيد، والتكبير ثلاثا خاتمة الاسراء، وقول كذب العادلون بالله عند قراء‌ة ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، وقول: الله خير، ألله أكبر، عند قراء‌ة: الله خير اما يشركون.

السادسة: سنن الركوع، وهي ثلاثون: استشعار عظمة الله، وتنزيهه عما يقول الظالمون، والخشوع والاستعانة(٤) والتكبير له قائما رافعا يديه ثم يرسلهما، والتجافي ورد الركبتين إلى خلف، وبروز اليدين، ودونه في الكمين، وأن لايكونا تحث ثيابه، وتسوية الظهر بحيث لو قطر عليه ماء لم يزل، ومد العنق موازيا للظهر، واستحضار آمنت بل ولو ضربت عنقي، وأن لايخفض

____________________

(١) الوسائل ٤: ٧٣٩ ح ١.

(٢) يعنى يكره للمأموم انه لو أتم القراء‌ة قبل الامام أبقي آية وسكت حتى لحقه الامام، ثم يقرأ تلك الآية ويركع في عقبها، وهذا في الاخفاتيات، أو على قول من يقول باستحباب القراء‌ة للمأموم مطلقا.

(٣) يعني يكره لمن يقرأ سورة ثم يغلط ويخلط أن يعدل منها إلى سورة الاخلاص، بل يعدل إلى سورة اخرى.

(٤) والاستكانة " ب " طلب المسكنة.

٨٢

رأسه، ويرفع ظهره(١) وهو التصويب(٢) ، ولا بالعكس وهو الاقناع(٣) ، ولا ترفع المرأة عجزتها، ونظره إلى ما بين رجليه، وجعلهما على هيئة القيام، والتجنيح بالعضدين ووضع اليدين على عيني الركبتين، وتفريح الاصابع، ولو منع من وضع احديهما وضع الاخرى، والبدأة بوضع اليمنى قبل اليسرى وتمكينهما من الركبتين، وابلاغ أطرافهما عيني الركبتين، ووضع المرأة يديها فوق ركبتيها، وترتيل التسبيح، واستحضار التنزيه لله، والشكر لانعامه، وتكراره ثلاثا مطلقا، وخمسا وسبعا فما زاد لغير الامام إلا مع حب المأموم الاطالة، فدق عد على الصادقعليه‌السلام راكعا إماما سبحان ربي العظيم وبحمده أربعا وثلاثين مرة، والدعاء أمام الذكر: اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنت ربي خشع لك سمعي وبصري ومخي وعصبي وعظامي وما اقلته قدماي لله رب العالمين، واسماع الامام من خلفه الذكر، واسرار المأموم، وزيادة الطمأنينة، وفي رفع الرأس منه بغير افراط، وقول سمع الله لمن حمده، والحمد لله رب العالمين، أهل الكبرياء والجود والعظمة، الله رب العالمين وليكن بعد تمكين القيام، والجهر للامام والاسرار للمأموم، ويتخير المنفرد في جميع الاذكار، ويجوز قصد العاطس بهذا التحميد الوضيفتين والتكرار أولى.

____________________

(١) رأسه " ب ".

(٢) وهو التضرب " ب ".

(٣) وهو التقبيع " ب ".

٨٣

السابعة: سنن السجود، وهي خمسون: استشعار نهاية العظمة والتنزيه للباري عز اسمه، والخضوع والخشوع والاستكانة من المصلى فوق ما كان في ركوعه، والقيام بواجب الشكر.

واحضار اللهم انك منها خلقتنا عند السجود الاول، ومنها أخرجتنا عند رفعه منه، وإليها تعيدنا في الثاني، ومنها تخرجنا تارة أخرى، في الرفع منه، واستقبال الرجل الارض بيديه معا، وروى عمار(١) السبق باليمنى، والتكبير له قائما رافعا معتدلا، والمبالغة في تمكين الاعضاء، واستغراق ما يمكن استغراقه منها، وابرازها للرجل، والسجود على الارض، وخصوصا التربة المقدسة(٢) ، ولو لوحا، وندب سلار(٣) إليه، والى المتخذ من خشب قبورهمعليهم‌السلام ، والافضاء بجميع المساجد إلى الارض، وأقل الفضل في الجبهة مساحة درهم، والارغام بالانف، واستواء الاعضاء مع اعطاء(٤) التجافي حقه(٥) ، وتجنيح(٦) الرجل بمرفقيه، وجعلهما حيال المنكبين، وجعل الكفين بحذاء الاذنين، وانحرافهما عن الركبتين يسيرا، وضم أصابعهما جميع(٧) ، والتفريج بين الركبتين، والنظر ساجدا إلى طرف أنفه، وقاعدا إلى حجره، وأن لا يسلم ظهره، ولا يفترش ذراعيه، والسجود على

____________________

(١) وروى عمار السبق باليمنى واختاره الجعفي الفوائد الملية / ٩٣.

(٢) الحسينية " ب ".

(٣) المراسم / ٦٦ لسلار المتوفى سنة ٣٦٣ ه‍ الطبعة الجديدة.

(٤) مع أعضاء " ب ".

(٥) خفة " ب ".

(٦) بأن يرفعهما عن الارض، ولا يفرشهما كافتراش الاسد.

(٧) جمع " ب ".

٨٤

الانف، وترك كف الشعر عن السجود، وسبق المرأة بالركبتين وبداتها بالقعود، وافتراشها ذراعيها، وان لا تنحوى، ولا ترفع عجيزتها، وترتيل التسبيح، واستشعار التنزيه والتكرار فيه كما مر، فقد عد ابان ابن تغلب(١) على الصادقعليه‌السلام ستين تسبيحة في الركوع والسجود.

والدعاء أمامه: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنت ربي سجد لك سمعي وبصري وشعري وعصبي ومخي وعظامي سجد وجهي الفاني البالي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين، والتكبير للرفع معتدلا في القعود رافعا يديه فيه.

ثم الدعاء جالسا وأدناه: استغفر الله ربي وأتوب اليه، وفوقه: اللهم اغفرلي وارحمني واحمني وأجرني(٢) واعف عني وعافني اني لما أنزلت الي من خير فقير، تبارك الله رب العالمين، والتورك بينهما غير مقنع(٣) ولا جالس على اليمين، وضم المرأة فخذيها، ورفع ركبتيها، ووضع اليدين على الفخذين مضمومتي الاصابع جمع مبسوطتين ظاهرهما إلى السماء لا الباطن(٤) ، والتكبير للثانية معتدلا ولو قدمه أو أخره ترك الاولى، ولا تكبير لسجود القرآن، وقيل: يكبر لرفعه، وهو خمس عشرة(٥) ، ويتكرر بتكرر السبب وإن كان للتعليم، ويستحب فيه الطهارة، وقول

____________________

(١) الوسائل ٤: ٩٢٦ ح ١.

(٢) وأجبرني " ب ".

(٣) مقع " ب ".

(٤) لا الباطنين " ب ".

(٥) أربعة منها واجبة وهي في سورة لقمان وحم فصلت والنجم واقرأ، واحدى عشرة مندوبة وهي في الاعراف والرعد والنحل وينى اسرائيل ومريم، والحج، في موضعين، والفرقان، والنمل، وص والانشقاق.

٨٥

لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله ايمانا وتصديقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا، سجدت لك يارب تعبدا ورقا، وروي عمار(١) فيها ذكر السجود.

وروي(٢) كراهته في الاوقات المكروهة، والجلوس عقيب الثانية، والطمأنينة فيه، وقول بحول الله وقوته أقوم وأقعد، وروي(٣) وأركع وأسجد، عند القيام في كل ركعة، والسبق برفع ركبتيه، والاعتماد على يديه مبسوطتين غير مضمومتي الاصابع، ورفع اليمنى أولا وجعلهما آخر مايرفع، وانسلال(٤) المرأة في القيام ولا ترفع عجيزتها أولا، وأن لا تنفخ موضع السجود.

الثامن: سنن التشهد، وهي اثنا عشرة: التورك وضم أصابع القدمين فيه، ووضع اليدين على الفخذين كما مر، والنظر إلى حجره واستحضار وحدانية الله تعالى، ونفي الشريك عنه، واحضار معنى الرسول، واليقين(٥) في كل من الشهادتين وعدم الاقعاء والجلوس على الايمن، بل على الايسر والايمن فوقه.

مستحضرا: اللهم امت الباطل وأقم الحق، وقول: بسم الله وبالله والحمد لله وخير الاسماء لله، وبعد عبده ورسوله: أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، وأشهد أن ربي نعم الرب، وأن محمدا نعم الرسول، وبعد

____________________

(١) الوسائل ٤: ٨٨٤ ح ٣.

(٢) الوسائل ٤: ٨٨٥ ح ١.

(٣) الوسائل ٤: ٩٦٦ ح ١.

(٤) المراد أن تعتمد بنفسها حال القيام، ولم تعتمد على يديها كالرجل.

(٥) والتعيين " ب ".

٨٦

الصلوة على النبي وآله(ع): وتقبل شفاعته في أمته وارفع درجته، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين مرة وأكمله ثلاث، ويختص تشهد آخر الصلوة بعد قوله(١) نعم الرسول بقوله: التحيات لله الصلوات الطاهرات الطيبات الزاكيات العاديات الرائحات السابغات(٢) الناعمات لله ما طاب وطهر وزكى، وخلص وصفا فلله، ثم يكرر التشهد إلى نعم الرسول، وأشهد أن الساعة آتية لاريب فيها، وان الله يبعث من في القبور، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والحمد لله رب العالمين، اللهم صلي على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وسلم على محمد وآل محمد، وترحم على محمد وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم(٣) انك حميد مجيد.

وروي مرسلا عن الصادق (ع) جواز التسليم على الانبياء ونبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله في التشهد الاول ولم يثبت.

التاسعة: سنن التسليم، وهي تسع: التورك ووضع يديه كما مر، والقصد به إلى الخروج من الصلوة، واستحضار اسم الله تعالى، والسلامة من الآفات، والقصد به إلى الانبياء والائمة والملائكة، وجميع مسلمي الانس والجن، الامام والمؤتم، وبالعكس على طريق الرد، وقصد الامام انه مترحم(٤) عن الله تعالى

____________________

(١) االرب ان محمدا " ب ".

(٢) أي التامات جمع سابقة، وهو ثوب يستر جميع الجسد.

(٣) وآل ابراهيم " ب ".

(٤) مسترحم " ب ".

٨٧

بالامان لهم من العذاب، والتسليمة الثانية والايماء إلى القبلة، ويختص الامام بصفحة وجهه عن يمينه، وكذا المأموم إن لم يكن على يساره أحد أو حائط، وإلا فأخرى على يساره، والمنفرد بمؤخر عينه يمينا.

وروي(١) ان المأموم يقدم تسليمه للرد على الامام ويقصده وملكيه، ثم يسلم تسليمين آخرتين وليس بمشهور، وتقديم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام على أنبياء الله ورسله، السلام على جبرئيل وميكائيل والملائكة المقربين، السلام على محمد بن عبدالله خاتم النبيين، لانبي بعده، ومجموع هذه الاعداد على سبيل التقريب، ففي الركعة الاولى مائة وثمانون(٢) لسقوط وظائف القنوت العشر، وفي الثانية مائة وأربع وخمسون لسقوط التوجه والتكبير والنية عدى احضار القلب، وسقوط التعوذ واضافة القنوت، وفي كل من الثالثة والرابعة مائة وخمس وثلاثون لسقوط القنوت، وخصائص السورة ففي الصبح ثلاثمائة وخمس وخمسون بضم التشهد والتسليم مع التحيات، في المغرب خمسمائة واثنتان، وفي كل رباعية ستمائة وسبع وثلاثون، ففي الخمس الفان وسبعمائة وثمان وستون سنة.

____________________

(١) واختاره الصدوق ابن بابوية، وليس بمشهور، الفوائد الملية / ١٠٠.

(٢) سنة " ب ".

٨٨

الفصل الثالث في منافيات الافضل

(١) ، وهي اثنان وخمسون: مقاربة(٢) القدمين زيادة على ما ذكر والدخول في الصلوة متكاسلا، أو ناعسا أو مشغول الفكر، أو مشدود اليدين اختيارا، او احضار غير المعبود بالبال، والتثأب والتمطي، والعبث باللحية والرأس والبدن والتنخم والبصاق، خصوصا إلى القبلة واليمين، وبين يديه، اما تحت القدمين أو اليسار فلا، والامتخاط والجشاء(٣) والتنحنح، وفرقعة الاصابع، والتأوه بحرف، والانين به، ومدافعة الاخبثين، والريح ورفع البصر(٤) إلى السماء، وتحديد النظر إلى شئ بعينه، و(٥) التقدم والتأخر إلا لضرورة، ومسح التراب عن الجبهة إلا بعد الصلوة فانه سنة، وتفريح

____________________

(١) أي في الاشياء التي تنافي الافضلية في الصلوة، ومع عدمها كانت الصلوة أفضل، وهي المكروهات.

(٢) مقارنة " ب ".

(٣) والجساء " ب ".

(٤) النظر " ب ".

(٥) وترك " ب ".

٨٩

الاصابع في غير الركوع، ولبس الخف الضيق، وحل الازرار لفاقد الازار، والايماء التصفيق، وضرب الحائط إلا لضرورة، والتبسم والاستناد إلى ما يعتمد لاعليه، ويستحب استحضار انها صلوة الوداع، وتفريغ القلب من الدنيا، وترك حديث النفس، والملاحظة للملكوت(١) الله تعالى عند ذكره، وذكر رسوله كما ذكر، والصلوة عليه عنه ذكره وعلى آله صلى الله عليه وعليهم واسماع نفسه جميع الاذكار المندوبة ولو تقديرا، والتباكي، وحمد لله تعالى عند العطاس والتسمية(٢) ، وابراز اليدين، ويجوز قتل الحية والعقرب ودفن القملة والبرغوث، وارضاع الطفل مالم يكثر ذلك، ورد السلام بالمثل، ووجوبه خارج عن أفعال الصلوة، ورد التحية مطلقا بقصد الدعاء، والاشارة باصبعه عند رد السلام، وتخفيف الصلوة لكثير السهو، وليطعن فخذيه اليسرى بمسبحته اليمنى عند الشروع في الصلوة، قائلا: بسم الله وبالله توكلت على الله أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

واعادة الوتر لو أعاد الركعتين المنسية(٣) من الليلية، ونية حذف الزايد سهوا، وتجوز القراء‌ة من المحصف، وجعل خرزفي فيه غير شاغل، وعد الركعات بالحصى أو بالاصابع، فتكمل الفين وثمانمائة وعشرين، ويضاف إليها ما وقع في أبواب المقارنات مما لا يتكرر(٤) دائما، وذلك ثمان

____________________

(١) مالا يدرك من خلق الله تعالى باحدى الحواس يسمى عالم الملكوت والامر والغيب أيضا وما يدرك باحدهما عالم الخلق والشهادة والملك.

(٢) والتسميت " ب ".

(٣) المنسيتين " ب ".

(٤) مثل قضاء القنوت في الطريق، ومريد ازالة النجاسة بقصدة امامه لا خلفه: لان ذلك لا يتكرر في كل الصلوة بل كان ذلك اذا اتفق له، بخلاف الالفين الثمانمائة والعشرين فانه يتكرر دائما في كل الصلوة.

٩٠

وخمسون، والمقارنات من سنن الجمعة والعيد والكسوف والطواف والجنازة والملتزم والجماعة، وهو مائة وثلاث وسبعون، فيصير الجميع ثلاثة آلاف واحدى وخميسين سنة، ويضاف إلى المقارنات الواجبة فعلا وتركا، وهي تسعمائة وتسع وأربعون، إذ ينقص من الالف والتسع المقدمات، وهي ستون، فذلك تقريبا أربعة آلاف كاملة متعلقة بالصلوة التامة ولله الحمد.

٩١

٩٢

واما الخاتمة: ففيها بحثان

(البحث) الاول: في التعقيب، وهو مؤكد الندبية، وخصوصا عقيب الغداة والعصر والمغرب، ووضائفه عشر: الاقبال عليه بالقلب، والبقاء على هيئة التشهد، وعدم الكلام والحدث، بل الباقي على طهارته معقب وإن انصرف، وعدم الاستدبار، ومزايلة المصلى، وكل منافي(١) صحة الصلوة أو كمالها، وملازم(٢) المصلى في الصبح إلى الطلوع، وفي الظهر والمغرب حتى تحضر التالية(٣) ، وهو غير منحصر، ومن أهمه أربعون: التكبير ثلاثا عقيب التسليم رافعا كما مر، وقول لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون، لاإله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، لاإله إلا الله ربنا ورب آبائنا الاولين، لا إله إلا الله وحده وحده(٤) صدق وعده وأنجز وعده، ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده فله

____________________

(١) مناف في " ب ".

(٢) ملازمة " ب ".

(٣) الثانية " ب ".

(٤) وحده " ب ".

٩٣

الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي قدير.

اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك، سبحانك لاإله إلا أنت اغفر لي ذنوبي كلها جميعا، فإنه لا يغفر الذنوب، كلها جميعا إلا أنت، اللهم اني أسئلك من كل خير أحاط به علمك، وأعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم اني أسئلك عافيتك في أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأعوذ بوجهك الكريم وعزتك التي لا ترام وقدرتك التي لا يمتنع منها شئ من شر الدنيا والآخرة وشر الاوجاع كلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، توكلت على الحي الذي لايموت، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.

ثم يسبح تسبيح الزهراءعليها‌السلام قبل ثني الرجلين، ثم ليقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أربعين مرة، ويقرأ الحمد والكرسي، وشهد الله، وآية الملك وآية الشجرة(١) ، ثم التوحيد اثنى عشر مرة ويبسط كفيه داعيا اللهم اني أسئلك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك، وأسئلك باسمك العظيم وسلطانك القديم، يا واهب العطايا ويا مطلق الاسارى ويا فكاك الرقاب من النار أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعتق رقبتي من النار، وأن تخرجني من الدنيا سالما وتدخلني الجنة آمنا وتجعل دعاي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا انك أنت علام الغيوب.

____________________

(١) وآية السخرة " ب " في سورة الاعراف، وهي قوله تعالى: ان بكم الله الذى خلق السموات والارض في ستة أيام.

٩٤

ثم سجدتا الشكر معفرا خديه وجبينه الايمن، ثم الايسر مفترشا ذراعيه وصدره وبطنه واضعا جبهته مكانها حال الصلوة قائلا فيها: الحمد لله شكرا شكرا مائة مرة، وفي كل عاشرة شكرا للمجيب ودونه شكرا مائة، أو عفوا مائة، وأقله شكرا ثلاثا، وليقل فيها: اللهم اني أسئلك بحق من رواه، وروى عنه صل على جماعتهم وافعل بي كذا(١) ، ولا تكبير لهما، واذا رفع رأسه امر يده اليمني على جانب خده الايسر إلى جبهته إلى خده الايمن ثلاثا يقول في كل مرة: بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن والسقم(٢) والعدم والصغار والذل والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

ويمر يده على صدره في كل مرة، وإن كان به علة مسح موضع سجوده وأمر يده على العلة قائلا: يا من كبس الارض على الماء، وسد الهوى بالسماء، واختار لنفسه أحسن الاسماء صلي(٣) على محمد وآله(٤) وافعل بي كذا، وارزقني، وعافني من شر كذا.

وسؤال الله من فضله ساجدا، وفي سجدتي الصبح آكد، ورفع اليدين فوق الرأس عند ارادة الانصراف، ثم ينصرف عن اليمين، ويختص الصبح والمغرب بعشر لاإله إلاالله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي قدير، قبل أن يثني رجليه، ويختص الصبح بالاكثار من

____________________

(١) وكذا " ب ".

(٢) والعقم " ب ".

(٣) صل " ب ".

(٤) محمد " ب ".

٩٥

سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله(١) وأسأله من فضله، فانه مثراة للمال(٢) .

المغرب بثلاث: الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره، فانه سبب للخير الكثير، وتأخير تعقيبها إلى الفراغ من راتبتها، ويختص العصر والمغرب بالاستغفار سبعين مرة، صورته: أستغفر الله ربي وأتوب إليه، والعشاء بقراء‌ة الواقعة قبل نومه لا من الآفة(٣) ، ويكره النوم بعد الصبح والعصر والمغرب قبل العشاء، والاشتغال بعد العشاء بما لا تجدي نفعا، وليكن النوم عقيب صلوة.

البحث الثاني: في خصوصيات باقي الصلوات: فللجمعة احدى وخمسون: يقارن الصلوة منها ست: الغسل، قائلا: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين والحمد لله رب العالمين.

وحلق الرأس، وتسريح اللحية، وتقليم الاظفار، والاخذ من الشارب قائلا قبل القلم: بسم الله وبالله وعلى سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى أميرالمؤمنين والاوصياءعليهم‌السلام (٤) ، ولبس أفضل

____________________

(١) وأتوب إليه " ب ".

(٢) ويختص " ب ".

(٣) الفاقة " ب ".

(٤) وقبل الاخذ من الشارب بسم الله وبالله وعلى ملة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى أميرالمؤمنين علي بن ابى طالب والاوصياء(ع) " ب ".

٩٦

الثياب، ومباكرة المسجد، والتطيب والتعمم شتاء‌ا وقيضا، والتحنك والتردي، والدعاء أمام التوجه، والسكينة والوقار، والمشي إلا لضرورة، والجلوس حيث ينتهي به المكان، وأن لا يتخطى الرقاب إلا الامام، أو مع خلو الصف الاول، وحضور من لايجب عليه الجمعة، واخراج المحبوسين للصلوة، وزيادة أربع ركعات على راتبتي الظهرين، وجعلها سداس(١) عند الانبساط(٢) ، والارتفاع، والقيام قبل الزوال، وركعتان عنده(٣) وروي زيادة ركعتين بعد العصر وصلوة الظهر في المسجد الاعظم لمن لم تجب عليه الجمعة، وسكوت الخطيب عما سوي الخطبة، واختصارها اذا خاف فوت فضيلة الوقت، وكونه أفضلهم، واتصافه بما يأمر به، وخلوه عما ينهي عنه، وفصاحته وبلاغته ومواظبته على أوائل الاوقات وصعوده بالسكينة، واعتماده على قوس أوسيف وشبهه، وسلامه على الناس، فيجب الرد عليه والقعود دون الدرجة العليا من المنبر، والجلوس للاستراحة حتى يفرغ المؤذن، وتعقيب الاذان بقيامه، واستقبال الناس بوجهه، ولزوم السمت من غير التفات، واستقبالهم إياه، وترك صلوة التحية حال الخطبة، وترك الكتف للخطبب، والجهر بالقراء‌ة، واطالة الامام القراء‌ة لو أحس بمزاحم الداخل، وترك السفر بعد الفجر، والاكثار من الصلوة على النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الجمعة إلى ألف مرة، ومن العمل الصالح، وقراء‌ة الاسراء(٤) والكهف

____________________

(١) سداسا " ب " أي تفريقها ستة ستة.

(٢) أي انبساط الشمس في وسط السماء، ووصولها إلى دائرة نصف النهار.

(٣) أي بعد الزوال.

(٤) سبحان الذي أسرى " ب ".

٩٧

والطواسين الثلاث(١) ، وسجدة لقمان وفصلت والدخان والواقعة ليلتها، وقراء‌ة التوحيد بعد الصبح مائة مرة، والاستغفار مائة مرة وقراء‌ة النساء وهود والكهف والصافات والرحمن، وزيارة الانبياء والائمةعليهم‌السلام ، وخصوصا نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحسينعليه‌السلام ، وزيارة قبور المؤمنين، وترك الشعر والحجامة والهذر.

وللعيد: ستون: يقارنها سبع، فعلها حيث تحل الشرائط جماعة وفرادى، ووظائف الجمعة من الغسل والتعمم وشبهه، وروي اعادتها لناسي الغسل بعده، والخروج إلى المصلى بعد انبساط الشمس وذهاب شعاعها، وتأخير الخروج في الفطر عن الخروج في الاضحى، ولبس البرد، والمشي والسكينة والوقار، ومغايرة طريقي الذهاب والاياب، وخروج المؤذنين بين يدي الامام وبأيديهم العنز(٢) ، والتحفي، وذكر الله، والاصحار بها، إلا بمكة، وأن يطعم قبل خروجه في الفطر، وأفضله الحلو، وبعد عوده في الاضحى مما يضحى به، وحضور من سقطت عنه لعذر، وعدم السفر بعد الفجر قبلها، واخراج المسجونين لها، وقيام الخطيب والاستماع، وترك الكلام، والتنفل قبلها وبعدها إلا بمسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيصلي التحية قبل خروجه تأسيا بهعليه‌السلام ، والخروج بالسلاح، وقراء‌ة الاعلى في الاولى، والشمس في الثانية، والجهر بالقراء‌ة، والقنوت بالمرسوم، والحث على الفطرة في خطبة الفطر، وبيان

____________________

(١) الثلاثة " ب ".

(٢) جمع عنزة بالتحريك مفتوحا وهي عصاة طويلة فيها زج كزج الرمح قال الهروى والعكارة نحوا منها، والزج أيضا الحديد التي في أسفل الرمح.

٩٨

جنسها وقدرها ووقتها ومستحقها والملكف بها، وعلى الاضحية في الاضحى، وبيان جنسها ووصفها ووقتها، وفي منى بيان المناسك والنفر، وكون الخطبتين من مأثور الائمةعليهم‌السلام ، والسجود على الارض، والا يفرش سواها، والمشهور ان التكبير والقنوت بعد القراء‌ة في الركعتين.

ونقل ابن أبي عمير والمونسي: الاجماع على تقديمه في الاولى، وهو في صحيح جميل بن دراج عن الصادقعليه‌السلام ، والتكبير للجامع والمنفرد حاضرا أو مسافرا، رجلا أو امرأة، حرا أو عبدا، في الفطر عقيب العشائين والصبح والعيد، قيل وعقيب الظهرين، وفي الاضحى عقيب عشر، وللناسك بمنى عقيب خمس عشرة، أولها ظهر العيد، ويقضي لوفات ولو فاتت صلوة قضاها وكبر وإن كان قضاها في غير وقته، ويستحب فيه الطهارة.

وللآيات: سبع عشر يقارنها أربع عشر: استشعار الخوف من الله تعالى، وتأكد الجماعة في المستوعب، وايقاعها في المساجد، ومطابقة الصلوة لها، وقراء‌ة الطوال، كالانبياء والكهف، إلا مع عذر المأمومين، والجهر، ومساواة الركوع والسجود للقراء‌ة، وجعل صلوة الكسوف أطول من الخسوف والاعادة، لو فرغ قبل الانجلاء، أو التسبح والتحميد والتكبير للرفع من الركوع في غير الخامس والعاشر، وفيهما سمع الله لمن حمده(١) ، وروي(٢) نادرا عمومه اذا فرغ من السورة، إلا مع التبعيض، والقنوت على الازواج(٣) ، وأقله على

____________________

(١) والحمد لله رب العالمين " ب ".

(٢) اسحق بن عمار عن أبي عبدالله(ع): الفوائد الملية / ١٧.

(٣) والازدواج " ب " أي يستحب أن يجعل الركوع مع القنوت زوجا يعنى يقرأ مع كل ركوع قنوتا.

٩٩

الخامس والعاشر، والتكبير المتكرر إن كانت ريحا والقضاء مع الفوات حيث لايجب لعدم العلم والاستيعاب، وصلوة ذوات الهيئات(١) في البيوت جماعة(٢) ، وصوم الاربعاء والخميس والجمعة، والغسل والدعاء لرفع الزلزلة، وأن يقول عند النوم: يا من يمسسك السموات الآية(٣) صل على محمد وآل محمد، وأمسك عنا السوء، انك على كل شئ قدير، ليأمن من سقوط البيت.

وللطواف: ستة: قراء‌ة الجحد والاخلاص كما مر، والقرب من المقام لو منع منه، وخلفه ثم جانبيه وقربها(٤) إلى الطواف، ويجوز ايقاع نفلها في بقاع المسجد.

وللجنازة: اثنان وخمسون: يقارنها عشرون: الطهارة والصلوة في المواضع المعتادة، واستحضار الشفاعة للميت، ورفع اليدين في كل تكبيرة، واضافة ما يناسب الواجب من الدعاء كما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه أوصى علياعليه‌السلام به: اللهم عبدك وابن عبدك، ماض في حكمك، خلقته ولم يك شيئا مذكورا، وأنت خير مزور، اللهم لقنه حجته، وألحقه بنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونور له قبره، وأوسع عليه مداخله، وثبته بالقول الثابت،

____________________

(١) الجميلة من النساء.

(٢) قال الشهيد الثانى مع امكانها، والافرادى حذرا من افتتانهن والفتنة بهن، هما غير هن فيستحب لهن الجماعة ولو مع الرجال.

(٣) سورة فاطر. (٣٥): ٤١.

(٤) أي يستحب أن يكون صلوة الطواف قريبا به، بمعنى لا يمضى بينهما زمان كثير.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160