الغيبة

الغيبة0%

الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 480

  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25132 / تحميل: 5083
الحجم الحجم الحجم
الغيبة

الغيبة

مؤلف:
العربية

٢٦٧ - وقال أبوعبدالله بن بابويه: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة، فربما كان يحضر مجلسي أبوجعفر محمد بن علي الاسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الاجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول لا عجب لانك ولدت بدعاء الامامعليه‌السلام (١) .

٢٦٨ - وأخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: أخبرنا محمد بن علي بن متيل قال: كانت امرأة يقال لها زينب من أهل آبة، وكانت امرأة محمد بن عبديل(٢) الآبي معها ثلاثمائة دينار، فصارت إلى عمي جعفر بن أحمد(٣) بن متيل وقالت: أحب أن يسلم هذا المال من يدي إلى يد أبي القاسم بن روحرضي‌الله‌عنه قال: فانفذني(٤) معها أترجم عنها فلما دخلت على أبي القاسم بن روحرضي‌الله‌عنه أقبل عليها بلسان آبي فصيح فقال لها: " زينب چونا چون بدا(٥) كوليه جونسته " ومعناه كيف أنت وكيف كنت(٦) وما خبر صبيانك، فاستغنت من الترجمة وسلمت المال ورجعت(٧) .

٢٦٩ - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: كنت

______________________

(١) عنه البحار: ٥١ / ٣٣٦ ذح ٦١.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " غنديل والآبي نسبة إلى آبة بلدة المرأة المذكورة وهي قرية من قرى ساوه(معجم البلدان).

(٣) في البحار ونسخ " أ، ف، م " محمد.

(٤) في نسخ " أ، ف، م " وأنفذني.

(٥) في نسختي " أ، ف " چوني چون بدى، وهو الاصح، وفي البحار: چونا چويدا كوايد چون ايقنه، وفي الكمال چوني چونا چويدا كواندچون استه.

(٦) في البحار: مكثت.

(٧) عنه البحار: ٥١ / ٣٣٦ ح ٦٢ وعن كمال الدين: ٥٠٣ ح ٣٤.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٩٢ ح ١٠٨ مختصرا.

وأورده في الخرائج: ٣ / ١١٢١ ح ٣٨ عن ابن بابويه.

(*)

٣٢١

عند الشيخ أبي القاسم بن روحرضي‌الله‌عنه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري، فقام إليه رجل فقال: إني أريد أن أسألك عن شئ، فقال له: سل عما بدا لك وذكر مسائل ذكرناها في غير هذا الموضع.

قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق: فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روحرضي‌الله‌عنه من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا أمس من عند نفسه؟ فابتدأنا فقال: يا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحب إلي من [أن](١) أقول في دين الله عزوجل برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك عن الاصل، ومسموع من الحجةعليه‌السلام (٢) .

٢٧٠ - وأخبرني جماعة، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة(٣) على الحاج، وهي سنة(تنأثر)(٤) الكواكب أن والديرضي‌الله‌عنه كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه يستأذن في الخروج إلى الحج.

فخرج في الجواب لا تخرج في هذه السنة فأعاد فقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج الجواب إن كان لابد فكن في القافلة الاخيرة فكان(٥) في القافلة الاخيرة فسلم بنفسه وقتل من تقدمه في القوافل الاخر(٦) .

______________________

(١) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٢) يأتي بتمامه في ح ٢٧٣.

(٣) هم فرقة من الشيعة الاسماعيلية المباركية فرقة باطنية نظمت نفسها تنظيما دقيقا.

قالوا: بأن الامام بعد جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام هو محمد بن إسماعيل بن جعفر وهو الامام القائم المهدي، وهو رسول وهو حي لم يمت، وأنه في بلاد الروم وأنه من أولي العزم تمكنوا من إنشاء دولتهم في البحرين ثم توسعوا غربا حتى وصلوا إلى بلاد الشام في سنة ٢٨٨(معجم الفرق الاسلامية).

(٤) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٥) في البحار: وكان.

(٦) عنه البحار: ٥١ / ٢٩٣ ح ١ وإثبات الهداة: ٣ / ٦٩٢ ح ١١٠.

(*)

٣٢٢

٢٧١ - وأخبرني جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين بن إسحاق الاسروشني(١) ، قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن الحسن(٢) بن أبي صالح الخجندي(٣) وكان قد ألح في الفحص والطلب، وسار في البلاد، وكتب على يد الشيخ أبي القاسم بن روحرضي‌الله‌عنه إلى الصاحبعليه‌السلام يشكو تعلق قلبه واشتغاله بالفحص والطلب، ويسأل الجواب بما تسكن إليه نفسه، ويكشف له عما يعمل عليه قال: فخرج إلى توقيع نسخته: " من بحث فقد طلب، ومن طلب فقد ذل(٤) ومن ذل فقد أشاط ومن أشاط فقد أشرك ".

قال: فكففت عن الطلب وسكنت نفسي، وعدت إلى وطني مسرورا والحمد لله(٥) .

٢٧٢ - وأخبرني جماعة، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: جرى بيني وبين والدة أبي العباس - يعني ابنه - من الخصومة والشر أمر عظيم ما لا يكاد أن يتفق، وتتابع ذلك وكثر إلى أن ضجرت به، وكتبت على يد أبي جعفر أسأل الدعاء فأبطأ عني الجواب مدة، ثم لقيني أبوجعفر فقال: قد ورد جواب مسألتك، فجئته فأخرج إلي مدرجا فلم يزل يدرجه إلى أن أراني فصلا منه فيه: وأما الزوج والزوجة فأصلح الله بينهما، فلم تزل على حال الاستقامة ولم يجر بيننا بعد ذلك شئ مما كان يجري، وقد كنت أتعمد ما يسخطها

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " الاسروسني وفي نسخة " ح " الاشروسي.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " الحسن.

(٣) في نسخة " ح "(الجحدري خ ل).

(٤) في كمال الدين والبحار: دل: بالدال المهملة في الموضعين.

(٥) عنه البحار: ٥٣ / ١٩٦ ح ٢٢.

وفي البحار: ٥١ / ٣٤٠ ح ٦٧ عنه وعن كمال الدين: ٥٠٩ ح ٣٩ باختلاف.

وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: ١٢٧ عن الكمال.

(*)

٣٢٣

فلا يجري [فيه](١) منها شئ، هذا معنى لفظ أبي غالبرضي‌الله‌عنه أو قريب منه.

قال ابن نوح: وكان عندي أنه كتب على يد أبي جعفر بن أبي العزاقر - قبل تغيره وخروج لعنه على ما حكاه ابن عياش إلى أن حدثني بعض من(سمع ذلك معي)(٢) أنه إنما عنى أبا جعفر الزجوزجيرضي‌الله‌عنه وأن الكتاب إنما كان من الكوفة، وذلك أن أبا غالب قال لنا: كنا نلقي أبا القاسم الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه قبل أن يقضي(٣) الامر إليه صرنا نلقي أبا جعفر بن الشلمغاني ولا نلقاه.

وحدثنا بهاتين الحكايتين مذاكرة لم أقيدهما.

[بالكتابة](٤) وفيدهما غيري، إلا أنه كان يكثر ذكرهما والحديث بهما حتى سمعتهما منه ما لا أحصي، والحمد لله شكرا دائما وصلى الله على محمد وآله وسلم(٥) .

٢٧٣ - وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيرحمه‌الله قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه مع جماعة(منهم)(٦) علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال إني أريد أن أسألك عن شئ فقال له: سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسينعليه‌السلام أهو ولي الله؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدو الله؟ قال: نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عزوجل عدوه على وليه؟.

فقال له أبوالقاسمقدس‌سره : إفهم عني ما أقول لك إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان، ولا يشافههم بالكلام، ولكنه جلت عظمته يبعث

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) ليس في نسخة " ف ".

(٣) في نسخة " ف " يفضي وكذا في نسختي " أ، م ".

(٤) من نسخ " أ، ف، م ".

(٥) تقدم ما يشبه القضية في ح ٢٥٧.

(٦) ليس في نسخة " ف ".

(*)

٣٢٤

إليهم رسلا(١) من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم، ولو بعث إليه رسلا من غير صفتهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون ويمشون في الاسواق قالوا لهم: أنتم مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتوا بشئ نعجز عن أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عزوجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها.

فمنهم: من جاء بالطوفان بعد الاعذار والانذار، ففرق(٢) جميع من طغى وتمرد، ومنهم: من ألقي في النار فكانت عليه بردا وسلاما، ومنهم: من أخرج من الحجر الصلد الناقة(٣) وأجرى من ضرعها لبنا، ومنهم:(من)(٤) فلق له البحر، وفجر له(من الحجر)(٥) العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون، ومنهم: من أبرأ الاكمه [والابرص](٦) وأحيى الموتى بإذن الله، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ومنهم: من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك.

فلما أتوا بمثل ذلك، وعجز الخلق من أممهم(٧) أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياء‌ه مع هذه المعجزات في حال غالبين، وأخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين(٨) ، وأخرى مقهورين، ولو جعلهم عزوجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم، لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزوجل، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار.

ولكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة

______________________

(١) في نسخة " ف " رسولا.

(٢) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فغرق.

(٣) في نسخة " ف " ناقة.

(٤، ٥) ليس في نسخة " ف ".

(٦) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".

(٧) في نسخ " أ، ف، م " من أمتهم.

(٨) في نسخ " أ، ف، م " ظاهرين.

(*)

٣٢٥

والبلوى صابرين وفي [حال](١) العافية والظهور على الاعداء شاكرين، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين، غير شامخين ولا متجبرين، وليعلم العباد أن لهمعليهم‌السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله، ويكونوا حجة لله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية، أو عاند وخالف وعصى، وجحد بما أتت به الانبياء والرسل، وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

قال محمد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحقدس‌سره من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر لنا يوم أمس [من](٢) عند نفسه؟ فابتدأني فقال: يا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك من الاصل ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه(٣) .

(و)(٤) قد ذكرنا طرفا من الاخبار الدالة على إمامة إبن الحسنعليه‌السلام وثبوت غيبته ووجود عينه(٥) ، لانها أخبار تضمنت الاخبار بالغايبات وبالشئ قبل كونه على وجه خارق للعادة، لا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله على لسان نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووصل إليه من جهة(٦) من دل الدليل على صدقه،

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) من نسخ " أ، ف، م ".

(٣) عنه إثبات الهداة: ١ / ١١٧ ح ١٦٨ وعن كمال الدين: ٥٠٧ ح ٣٧.

وأخرجه في البحار: ٤٤ / ٢٧٣ ح ١ والعوالم: ١٧ / ٥٢١ ح ٥ عن الكمال والاحتجاج: ٤٧١ وعلل الشرائع: ٢٤١ ح ١.

وذيله في إثبات الهداة: ٣ / ٧٥٢ ح ٣٠ عنها.

وفي منتخب الانوار المضيئة: ١١٣ عن الصدوق.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٦٩٢ ح ١٠٩ مختصرا عن كتابنا هذا.

وتقدم قطعة منه في ح ٢٦٩.

(٤) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٥) في نسخ " أ، ف، م " غيبته.

(٦) في نسخة " ف " من جهته.

(*)

٣٢٦

ولولا صدقهم لما كان كذلك، لان المعجزات لا تظهر على يد الكذابين، وإذا ثبت صدقهم دل على وجود من أسندوا ذلك إليه، ولم نستوف ما ورد في هذا المعنى لئلا يطول به الكتاب وهو موجود في الكتب.

٣٢٧

٣٢٨

٥ - فصل: في ذكر العلة المانعة لصاحب الامرعليه‌السلام من الظهور

لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل، لانه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق(١) والاذى، فإن منازل الائمة وكذلك الانبياءعليهم‌السلام إنما تعظم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى.

فإن قيل: هلا منع الله من قتله بما يحول بينه وبين من يريد قتله؟.

قلنا: المنع الذي لا ينافي التكليف هو النهي عن خلافه والامر بوجوب اتباعه ونصرته والتزام الانقياد له، وكل ذلك فعله تعالى، وأما الحيلولة بينهم وبينه فإنه ينافي التكليف، وينقض الغرض [به](٢) ، لان الغرض بالتكليف استحقاق الثواب، والحيلولة ينافي ذلك، وربما كان في الحيلولة والمنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق، فلا يحسن من الله فعلها.

وليس هذا كما قال بعض أصحابنا: إنه لا يمتنع أن يكون في ظهوره مفسدة وفي استتاره مصلحة، لان الذي قاله يفسد طريق وجوب الرسالة في كل حال وتطرق(٣) القول بأنها تجري مجرى الالطاف التي تتغير بالازمان والاوقات، والقهر

______________________

(١) في نسخة " ف " يتحمله من المشاق وكذا في نسختي " أ، م ".

(٢) من نسخ " أ، ف، م ".

(٣) في البحار ونسخة " ح " يطرق.

(*)

٣٢٩

والحيلولة ليس كذلك، ولا يمتنع أن يقال: [إن](١) في ذلك مفسدة ولا يؤدي إلى إفساد(٢) وجوب الرئاسة.

إن قيل(٣) : أليس آباؤهعليهم‌السلام كانوا ظاهرين ولم يخافوا ولا صاروا بحيث لا يصل إليهم أحد؟.

قلنا: آباؤهعليهم‌السلام حالهم بخلاف حاله، لانه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم أنهم لا يرون الخروج عليهم، ولا يعتقدون أنهم يقومون بالسيف ويزيلون الدول، بل كان المعلوم من حالهم أنهم ينتظرون مهديا لهم، وليس يضر السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم على مملكتهم(ولم يخافوا جانبهم)(٤) .

وليس كذلك صاحب الزمانعليه‌السلام ، لان المعلوم منه أنه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كل سلطان ويبسط العدل ويميت الجور، فمن هذه صفته يخاف جانبه(٥) ويتقي فورته، فيتتبع ويرصد، ويوضع العيون عليه، ويعنى به خوفا من وثبته وريبة(٦) من تمكنه فيخاف حينئذ ويحوج إلى التحرز والاستظهار، بأن يخفي شخصه(٧) عن كل من لا يأمنه من ولي وعدو إلى وقت خروجه.

وأيضا فأبآؤهعليهم‌السلام إنما ظهروا لانه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسد مسده من أولادهم، وليس كذلك صاحب الزمانعليه‌السلام ، لان المعلوم أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فساد.

(٣) في البحار: فإن قيل.

(٤) ليس في البحار، وفي نسخة " ف " خيبتهم وفي نسختي " أ، م " جنبتهم.

(٥) في نسخة " ف " خيبته وفي نسختي " أ، م " جنبته.

(٦) في الاصل: رهبته.

(٧) وفي الاصل: شخص.

(*)

٣٣٠

حضور وقت قيامه بالسيف، فلذلك وجب استتاره وغيبته، وفارق حاله حال آبائهعليهم‌السلام ، وهذا واضح بحمد الله.

فإن قيل: بأي شئ يعلم زوال الخوف وقت ظهوره أبوحي(١) من الله؟ فالامام لا يوحى إليه، أو بعلم ضروري؟ فذلك ينافي التكليف، أو بأمارة توجب عليه الظن؟ ففي ذلك تغرير بالنفس.

قلنا: عن ذلك جوابان: أحدهما أن الله تعالى أعلمه على لسان نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوقفه عليه من جهة آبائهعليهم‌السلام زمان غيبته المخوفة، وزمان زوال الخوف عنه، فهو يتبع في ذلك ما شرع له وأوقف(٢) عليه، وإنما أخفي ذلك عنا لما فيه من المصلحة، فأما هو فهو عالم(٣) به لا يرجع [فيه](٤) إلى الظن.

والثاني أنه لا يمتنع أن يغلب على ظنه بقوة الامارات بحسب العادة قوة سلطانه، فيظهر عند ذلك ويكون قد أعلم أنه متى غلب في(٥) ظنه كذلك وجب عليه، ويكون الظن شرطا والعمل عنده معلوما، كما نقوله في تنفيذ الحكم عند شهادة الشهود(٦) ، والعمل على جهات القبلة بحسب الامارات والظنون(٧) ، وإن كان وجوب التنفيذ للحكم والتوجه إلى القبلة معلومين، وهذا واضح بحمد الله(٨) .

وقد ورد بهذه الجملة التي ذكرناها أيضا أخبار تعضد ما قلناه، نذكر طرفا

______________________

(١) في البحار: أبالوحي.

(٢) في نسخ " أ، ف، م " وقف.

(٣) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فعالم بدل فهو عالم.

(٤) من نسخ " أ، ف، م ".

(٥) في البحار ونسخة " ف " على ظنه.

(٦) راجع الوسائل: ١٨ / أبواب كيفية الحكم وأحكام الدعوى.

(٧) راجع الوسائل: ٣ / أبواب القبلة.

(٨) من قوله: " لا علة تمنع من ظهوره " إلى هنا في البحار: ٥٢ / ٩٨ - ١٠٠.

(*)

٣٣١

منها ليستأنس به إن شاء الله تعالى.

٢٧٤ - أخبرني الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة قال إن للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت [و](١) لم؟ قال: يخاف القتل(٢) .

٢٧٥ - وروي أن في صاحب الامرعليه‌السلام سنة من موسىعليه‌السلام ، قلت وما هي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة إلى أن أذن الله تعالى بنصره(٣) .

ولمثل ذلك اختفى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الشعب تارة، وأخرى في الغار، وقعد أمير المؤمنينعليه‌السلام عن المطالبة بحقه.

٢٧٦ - وروى سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إكتتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة مستخفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر، وعليعليه‌السلام معه وخديجة، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر(٤) ، فظهر وأظهر(٥) أمره(٦) .

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) عنه البحار: ٥٢ / ٩٧ ح ٢٠ وفي ص ٩١ ح ٥ عن كمال الدين: ٤٨١ ح ٩ وعلل الشرائع: ٢٤٦ ح ٩ باسناده عن ابن محبوب وعن الكمال أيضا: ٤٨١ ح ٧ باسناده عن زرارة وغيبة النعماني: ١٧٧ ح ٢١ - باسناده عن زرارة باختلاف وزيادة - وفي إثبات الهداة: ٣ / ٤٨٧ ح ٢١٥ عنها ما عدا غيبة النعماني.

وأخرجه في حلية الابرار: ٢ / ٥٨٩ عن ابن بابويه.

(٣) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٥٠٩ ح ٣٢٧.

وهذه الرواية مضمون ما رواه الصدوق(ره) في الكمال: ٣٢٧ ح ٧، وعنه البحار: ٥١ / ٢١٧ ح ٦.

(٤) في نسخة " ح " تؤمر.

(٥) في نسخ " أ، ف، م " ظهر.

(٦) عنه البحار: ١٨ / ١٧٦ ح ٢ وعن كمال الدين: ٣٤٤ ح ٢٨ باسناده عن صفوان بن يحيى باختلاف يسير. وأخرجه في البرهان: ٢ / ٣٥٥ ح ١ وحلية الابرار: ١ / ٧٦ عن ابن بابويه.

وفي البرهان المذكور: ٣٥٦ ح ٧ عن تفسير العياشي: ٢ / ٢٥٣ ح ٤٧.

٣٣٢

٢٧٧ - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيدالله بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة بعدما جاء‌ه الوحي عن الله تعالى ثلاث عشرة سنة، منها ثلاث سنين مستخفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر، فأظهر حينئذ الدعوة(١) .

٢٧٨ - وروى أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي(٢) ، عن ضريس الكناسي، عن أبي خالد الكابلي في حديث له اختصرناه قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام أن يسمي القائم حتى أعرفه باسمه، فقال: يا با خالد ! سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة(٣) .

٢٧٩ - وروى سعد بن عبدالله، عن جماعة من أصحابنا، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح(٤) ، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول:

______________________

(١) عنه البحار: ١٨ / ١٧٧ ح ٤ وعن كمال الدين: ٣٤٤ ح ٢٩ بإسناده عن الحسن بن محبوب.

وأخرجه في البرهان: ٢ / ٣٥٥ ح ٢ وحلية الابرار: ١ / ٧٦ عن ابن بابويه.

(٢) قال النجاشي: محمد بن يحيى بن سلمان(سليمان)(سليم) الخثعمي أخو المفلس، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام له كتاب.

(٣) عنه البحار: ٥٢ / ٩٨ ح ٢١ وإثبات الهداة: ٣ / ٥٠٩ ح ٣٢٨.

وأخرجه بطوله في البحار: ٥١ / ٣١ ح ١ عن غيبة النعماني ٢٨٨ ح ٢ باسناده عن محمد بن سنان.

وهذا الخبر يدل على أنهعليه‌السلام علم من عند الله تعالى أن الناس لا ينتظرون دولة القائمعليه‌السلام بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته وسلطانه حتى أن في بني فاطمةعليها‌السلام جماعة لو عرفوه باسمه لقتلوه.

(٤) قال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان، مولى، كوفي، يكنى أبا عبدالله، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام وعنونه الشيخ والبرقي في رجاليهما.

(*)

٣٣٣

إن للغلام(١) غيبة قبل أن يقوم، قلت ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه.

ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: إذا مات أبوه فلا خلف [له](٢) ، ومنهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: [ما ولد ومنهم من يقول:](٣) قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.

قال: فقلت جعلت فداك وإن أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل؟ فقال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك " إلى آخره(٤) .

٢٨٠ - وروى سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبدالله الانصاري وعبدالله بن عباس قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لامير

______________________

(١) في نسخة " ح " للغلام(للقائم خ ل).

(٢) من نسخة " ف ".

(٣) من الكمال والبحار.

(٤) عنه البحار: ٥٢ / ١٤٦ ح ٧٠ وعن كمال الدين: ٣٤٢ ح ٢٤ بأسانيده الثلاثة عن زرارة وغيبة النعماني: ١٦٦ ح ٦ - باسناده عن زرارة - وعن الكليني باسناده عن زرارة وباسناده الآخر عن عثمان بن عيسى.

وصدره في إثبات الهداة: ٣ / ٤٤٣ ح ١٨ عن الكافي: ١ / ٣٣٧ ح ٥ باختلاف يسير وعن كتابنا هذا.

وأخرجه في حلية الابرار: ٢ / ٥٩٠ عن غيبة النعماني والكافي: ١ / ٣٣٧ ح ٥ وفي ص ٥٨٨ عن الكافي: ١ / ٣٤٢ ح ٢٩.

وصدره أيضا في الاثبات المذكور: ٤٤٤ ح ٢٣ عن الكافي: ١ / ٣٣٨ ح ٩ باختلاف يسير.

وفي الاثبات أيضا ص ٤٧٢ ح ١٥٠ عن الكمال إلى قولهعليه‌السلام " يرتاب المبطلون ".

وأورده في إعلام الورى: ٤٠٥ عن أحمد بن محمد بن عيسى بن عثمان بن عيسى كما في الكمال.

وله تخريجات أخر تركناها رعاية للاختصار.

(*)

٣٣٤

المؤمنين: يا أخي إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع(١) كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك فإن الشهادة من ورائك(٢) .

وأما ما روي من الاخبار من امتحان الشيعة في حال الغيبة، وصعوبة الامر عليهم، واختبارهم للصبر عليه، فالوجه فيها الاخبار عما يتفق من ذلك من الصعوبة والمشاق، لا أن الله تعالى غيب الامام ليكون ذلك، وكيف يريد الله ذلك، وما ينال المؤمنين من جهة الظالمين ظلم منهم لهم ومعصية، والله تعالى لا يريد ذلك.

بل سبب الغيبة هو الخوف على ما قلناه، وأخبروا بما يتفق في هذه الحال، وما للمؤمن من الثواب على الصبر على ذلك، والتمسك بدينه إلى أن يفرج الله تعالى عنهم(٣) .

وأنا أذكر طرفا من الاخبار الواردة في هذا المعنى.

٢٨١ - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن منصور، عن أبيه قال: كنا عند أبي عبداللهعليه‌السلام جماعة نتحدث فالتفت إلينا فقال(٤) : في أي شئ أنتم؟ أيهات أيهات(٥) لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم

______________________

(١) في نسخة " ح " وليجتمع.

(٢) تقدم في ح ١٥٥ مسندا.

(٣) عنه البحار: ٥٢ / ١٠٠.

(٤) في نسخة " ف " قال.

(٥) أيهات بمعنى هيهات بقلب الهاء همزة، مثل هراق وأراق، قاله الجوهري، وقال ابن سيدة وعندي أنهما لغتان وليست إحداهما بدلا من الاخرى وشاهد هيهات قول جرير: فهيهات هيهات العقيق وأهله * وهيهات خل بالعقيق نحاوله وشاهد أيهات قول الشاعر: أيهات منك الحياة أيهاتا " عن تاج العروس بمادة الهية "(*)

٣٣٥

حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا [لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يتمحصوا](١) لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد(٢) .

٢٨٢ - وروى سعد بن عبدالله الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنينعليه‌السلام فوجدته متفكرا(٣) ينكت في الارض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا(٤) تنكت في الارض؟ أرغبة منك فيها؟.

فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي(٥) هو المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون(٦) .

٢٨٣ - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبوالحسنعليه‌السلام : أما

______________________

(١) من نسخ " أ، ف، م ".

(٢) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٥١٠ ح ٣٢٩ وفي البحار: ٥٢ / ١١٢ ح ٢٣ عنه وعن غيبة النعماني: ٢٠٨ ح ١٦ - باسناده عن محمد بن منصور الصيقل.

وفي منتخب الاثر: ٣١٤ ح ١ عن كتابنا هذا وعن كمال الدين: ٣٤٦ ح ٣٢ - باسناده عن منصور مختصرا نحوه.

وأخرجه في البحار: ٥٢ / ١١١ ح ٢٠ عن الكمال.

ورواه في الكافي: ١ / ٣٧٠ ح ٦ مثله وح ٣ كما في الكمال.

(٣، ٤) في نسخ " أ، ف، م " مفكرا.

(٥) قوله " من ولدي " صفة لمولود لا أنه متعلق بالحادي عشر أي مولود من ولدي من ظهر الحادي عشر من الائمةعليهم‌السلام .

(٦) تقدم في ح ١٢٧ مع زيادة في آخره له تخريجات ذكرناها هناك.

(*)

٣٣٦

والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا أو تمحصوا(١) ، حتى لا يبقى منكم إلا الاندر، ثم تلا *(أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) *(٢) ويعلم الصابرين(٣) .

٢٨٤ - سعد بن عبدالله، عن الحسين بن عيسى العلوي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد.

يا بني إنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله امتحن(الله تعالى)(٤) بها خلقه(٥) .

٢٨٥ - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن عمرو بن مساور، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إياكم والتنويه(٦) ، أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم، وليمحصن(٧) حتى يقال مات قتل(هلك)(٨) بأي واد

______________________

(١) في البحار: وتمحصوا.

(٢) التوبة: ١٦.

(٣) عنه إثبات الهداة: ٣ / ٥١٠ ح ٣٣٠ ومنتخب الاثر: ٣١٥ ح ٤.

وفي البحار: ٥٢ / ١١٣ ح ٢٤ و ٢٥ عنه وعن قرب الاسناد: ١٦٢ عن البزنطي، عن الرضا، عن جعفرعليهم‌السلام نحوه.

وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: ٣٨ عن الخرائج: ٣ / ١١٧٠ باختلاف.

(٤) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٥) عنه البحار: ٥٢ / ١١٣ ح ٢٦.

وتقدم بتمامه في ح ١٢٨ وله تخريجات ذكرناها هناك.

(٦) وقال في البحار: " التنويه " التشهير، أي لا تشهروا أنفسكم، أو لا تدعوا الناس إلى دينكم، أو لا تشهروا ما نقول لكم من أمر القائم وغيره مما يلزم إخفاؤه عن المخالفين.

(٧) " وليمحص " على بناء التفعيل المجهول، من التمحيص، بمعنى الابتلاء والاختيار، ونسبته إليهعليه‌السلام على المجاز، أو على بناء المجرد المعلوم، من محص الظبي، كمنع إذا عدا، ومحص مني: أي هرب، " وفي بعض نسخ الكافي " على بناء المجهول المخاطب، من التفعيل مؤكدا بالنون، وهو أظهر، وفي غيبة النعماني " وليخملن ".

[وكذا في الكافي] وفي نسخة " ح " ليمحصن(ليخملن خ ل).

(٨) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(*)

٣٣٧

سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن بأمواج(١) البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان(٢) وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي(٣) .

قال: فبكيت وقلت: فكيف نصنع فقال: يا با عبدالله - ونظر إلى الشمس داخلة إلى الصفة - قال: فترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس(٤) .

______________________

(١) في نسخ " أ، ف، م " في أمواج.

(٢) قال في البحار لعل المراد بأخذ الميثاق قبوله يوم أخذ الله ميثاق نبيه وأهل بيته مع ميثاق ربوبيته، كما مر في الاخبار " وكتب في قلبه الايمان " إشارة إلى قوله تعالى: *(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباء‌هم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه) * - المجادلة: ٢٢ - والروح هو روح الايمان، كما مر.

(٣) قال في البحار " مشتبهة " أي على الخلق أو متشابهة يشبه بعضها بعضا ظاهرا " ولا يدري " على بناء المجهول، و " أي " مرفوع به، أي ولا يدري أي منها حق متميزا " من أي " منها هو باطل، فهو تفسير للاشتباه.

وقيل: " أي " مبتدأ و " من أي " خبره، أي كل راية منها لا يعرف كونه من أي جهة من جهة الحق أو من جهة الباطل؟.

وقيل: لا يدري أي رجل من أي راية لتبدو النظام منهم، والاول أظهر.

(٤) عنه البحار: ٥٢ / ٢٨١ ح ٩ وعن كمال الدين: ٣٤٧ ح ٣٥ - باسناده عن ابن أبي نجران مثله مع الزيادة - وغيبة النعماني: ١٥٢ ح ١٠ باسناده عن عبدالرحمن بن أبي نجران باختلاف.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٤٤٤ ح ٢٤ عن كتابنا هذا وعن الكافي: ١ / ٣٣٦ ح ٣ بإسناده عن ابن أبي نجران مثله.

وأخرجه في البحار: ٥١ / ١٤٧ ح ١٨ عن غيبة النعماني: ١٥١ ح ٩ نحوه.

وفي إثبات الهداة: ٣ / ٤٧٣ ح ١٥٤ وص ٧١٩ ح ١٦ عن الكمال.

وفي مستدرك الوسائل: ١٢ / ٢٨٥ ح ١٢ عن إثبات الوصية: ٢٢٤ - باسناده عن المفضل بن عمر باختلاف - وح ١٣ عن هداية الحضيني: ٨٧.

ورواه في دلائل الامامة: ٢٩١ باسناده عن ابن أبي نجران باختلاف يسير وفي تقريب المعارف: ١٨٩ عن المفضل صدره باختلاف يسير.

وفي الكافي: ١ / ٣٣٨ ح ١١ نحوه.

ورواه في غيبة النعماني: ١٥٣ ذح ١٠ عن محمد بن يعقوب.

(*)

٣٣٨

٢٨٦ - وروى محمد بن جعفر الاسدي، عن أبي سعيد الادمي(١) ، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لا يكون هذا الامر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟(٢) .

٢٨٧ - وروي عن جابر الجعفي قال: قلت لابي جعفرعليه‌السلام متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب(الله تعالى)(٣) الكدر ويبقى الصفو(٤) .

٢٨٨ - وروى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: [والله](٥) لتمحصن(٦) يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض(٧) الكحل في العين، لان صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب، فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا

______________________

(١) هو سهل بن زياد الآدمي.

(٢) عنه البحار: ٥٢ / ١١٣ ح ٢٧ وإثبات الهداة: ٣ / ٥١٠ ح ٣٣١ ومنتخب الاثر: ٤٥٢ ح ١.

وأخرجه في البحار المذكور ص ٢٠٧ ح ٤٤ والاثبات: ٣ / ٧٢٤ ح ٣٨ عن كمال الدين: ٦٥٥ ح ٢٩ باسناده عن ابن أبي عمير باختلاف يسير.

وفي حلية الابرار: ٢ / ٦٨٢ عن ابن بابويه.

وأورده في العدد القوية، ٦٦ ح ٩٧ مرسلا باختلاف يسير.

(٣) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٤) عنه البحار: ٥٢ / ١١٣ ح ٢٨ وإثبات الهداة: ٣ / ٥١٠ ح ٣٣٢ ومنتخب الاثر: ٣١٥ ح ٥.

(٥) من نسختي " ف، أ ".

(٦) في البحار: لتمخضن.

(٧) في البحار: محص الذهب أخلصه مما يشوبه والتمحيص الاختبار والابتلاء ومخض - بالخاء والضاد المعجمتين -اللبن أخذ زبده فلعلهعليه‌السلام شبه ما يبقى من الكحل في العين باللبن الذي يمخض، لانها تقذفه شيئا فشيئا، وفي رواية النعمانيرحمه‌الله تمحيص الكحل " انتهى ".

(*)

٣٣٩

فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها(١) .

٢٨٩ - وعنه، عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي(٢) قال: قال(لي)(٣) أبوعبداللهعليه‌السلام : والله لتكسرن كسر الزجاج وإن الزجاج يعاد فيعود كما كان، والله لتكسرن كسر الفخار، وإن الفخار لا يعود كما كان،(والله لتميزن)(٤) والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان(٥) من القمح(٦) .

٢٩٠ - وروى جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن إسحاق بن محمد، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف(٧) قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام وذكر

______________________

(١) عنه البحار: ٥٢ / ١٠١ ح ٢ وعن غيبة النعماني: ٢٠٦ ح ١٢ باسناده عن حماد بن عيسى باختلاف.

(٢) قال النجاشي: ربيع بن محمد بن عمر بن حسان الاصم ومسيلة قبيلة من مذحج وهي مسيلمة بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، ذكره أصحاب الرجال في كتبهم.

(٣) ليس في نسخ " أ، ف، م ".

(٤) ليس في البحار.

(٥) الزؤان مثلثة ما يخالط البر من الحبوب، الواحدة زؤانة.

قال في أقرب الموارد: وهو في المشهور يختص بنبات حبه كحب الحنطة إلا أنه صغير، إذا أكل يحدث استرخاء يجلب النوم وهو ينبت غالبا بين الحنطة.

(٦) عنه البحار: ٥٢ / ١٠١ ح ٣ ومنتخب الاثر: ٣١٥ ح ٦.

ورواه النعماني في غيبته: ٢٠٧ ح ١٣ - باسناده عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلمي - من بني مسيلمة - عن مهزم بن أبي بردة الاسدي وغيره، عن الصادقعليه‌السلام باختلاف في آخره.

(٧) في الكمال ص ٣٠٢ عن فرات بن أحنف، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن عليعليه‌السلام ، وهو الصحيح لان الراوي عن الاصبغ هو ابن طريف، وفيه أيضا بسند آخر عن فرات بن أحنف، عن ابن نباتة.

وفي النعماني: باسناده عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن آبائهعليهم‌السلام ، عن عليعليه‌السلام .

(*)

٣٤٠