سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله

سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله0%

سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 152

سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد أبو الحسن هاشم
تصنيف: الصفحات: 152
المشاهدات: 40569
تحميل: 6898

توضيحات:

سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 152 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 40569 / تحميل: 6898
الحجم الحجم الحجم
سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله

سيدة عش آل محمد صلى الله عليه وآله

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(ب) السيدة تكتم

قد ذكرت للسيدة تكتم أسماء أخرى، منها: نجمة، أروى، سمان، سكن أو سكنى(١) ..

وتكتم هو ما استقرّ عليه اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام (٢) .

فلما ولدت له الإمام الرضاعليه‌السلام سمّاها الطاهرة(٣) .

وكانت تكنّى: أم البنين(٤) .

والمستفاد من الروايات أنّ لها أسماء أخرى نذكرها فيما يلي:

١ - نجمة:

روي عن أبي بصير، قال: لمّا حضر أبا جعفر - محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام - الوفاة، دعا بابنه الصادقعليه‌السلام ليعهد إليه عهداً ثم دعا بجابر بن عبد الله الأنصاري.

____________

(١) عيون أخبار الرضا: ج١ ص ١٦، ص ١٧.

(٢) المصدر نفسه: ص ١٤.

(٣) المصدر نفسه: ص ١٥، ص ١٧.

(٤) أصول الكافي: ج١ ص ٤٨٦، وعيون أخبار الرضا: ج١ ص ١٦.

٢١

فقال:« يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة » ؟

فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر. دخلتُ على مولاتي فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأهنئها بولادة الحسينعليه‌السلام ، فإذا بيدها صحيفة بيضاء من درّة.

فقلت: يا سيدة النسوان! ما هذه الصحيفة التي أراها معك.

قالت:« فيها أسماء الأئمة من ولدي » .

قلت لها: ناوليني لأنظر فيها!

قالت:« يا جابر! لولا النهي لكنت افعل، ولكنّه قد نهي أن يمسّها إلاّ نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي، ولكنّه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها » .

قال جابر: فقرأت، فإذا فيها:

أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى، أمه: آمنة.

أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى، أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

أبو محمد الحسن بن علي البر.

أبو عبد الله الحسين بن علي، أمهما: فاطمة بنت محمد.

أبو محمد علي بن الحسين العدل، أمه: شهر بانو (يه) بنت يزدجر.

أبو جعفر محمد بن علي الباقر، أمّه: أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.

أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وأمه: أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر.

٢٢

أبو إبراهيم موسى بن جعفر، أمه جارية اسمها: حميدة المصفاة.

أبو الحسن علي بن موسى الرضا، أمه جارية اسمها: نجمة )(١) الحديث.

فالسيدة نجمة، نجمة تألّقت في سماء بيت الإمامة حيث إنها ولدت الإمام الرضاعليه‌السلام .

٢ - طاهرة:

عندما اشترت أم الإمام موسى بن جعفرعليهما‌السلام هذه الجارية - نجمة -، ذكرت حميدة أنها رأت في المنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لها:« يا حميدة! هبي نجمة لابنك موسى، فإنّه سيولد له منها خير أهل الأرض » فلمّا ولدت له الرضاعليه‌السلام سمّاها الطاهرة(٢) .

ومن قبلها كانت سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام تسمّى بالطاهرة، كما وأنّ أمها خديجةعليها‌السلام كانت أيضاً تدعى بالطاهرة.

٣ - تُكْتَم:

وتكتم آخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام (٣) .

____________

(١) عيون أخبار الرضا: ج١ ص ٤٠، وإكمال الدين: ج١ ص ٣٠٥.

(٢) عيون أخبار الرضا: ج١ ص ١٦.

(٣) المصدر السابق: ج١ ص١٤، ص ١٧.

٢٣

قال الصولي: والدليل على أنّ اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضاعليه‌السلام :

ألا إنّ خير الناس نفساً ووالداً

ورهطاً وأجداداً (عليُّ) المعظم

أتتنا بـه للعلم والحلم ثامنـاً

إمامـاً يؤدي حجة الله تُكتم(١)

ولا بأس بصرف عنان الكلام إلى البحث في معنى كلمة (تكتم)، ووجه تسمية السيدة بهذا الاسم الجميل: -

طاف الخيالان فهاجا سقماً

خيال تُكنى وخيال تكتما(٢)

وفي القاموس المحيط: (تكتم: - على ما لم يسم فاعله(٣) - امرأة، واسم بئر زمزم)(٤) .

وفي لسان العرب: (في حديث زمزم: أنّ عبد المطلب رأى في المنام قيل له: احفر تكتم بين الفرث والدم؛ تكتم: اسم بئر زمزم، سمّيت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد (جرهم)(٥) فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب)(٦) .

____________

(١) (تكتم): فاعل (أتتنا)، والمعنى: أتننا تكتم به. عيون أخبار الرضا: ج١ ص ١٥.

(٢) أي مبني للمجهول، فيضم أوله ويفتح ما قبل آخره، وهو علم على وزن الفعل.

(٣) أي مبني للمجهول، فيضم أوله ويفتح ما قبل آخره، وهو على وزن الفعل.

(٤) القاموس المحيط: ج٤ ص ٢٣٩ باب الميم فصل الكاف.

(٥) أي قبيلة جرهم: إحدى القبائل العربية.

(٦) لسان العرب: ج١٢ ص ٥٠٨ باب الميم فصل الكاف.

٢٤

فلماذا سميّت السيدة بهذا الاسم؟

هل - يا ترى - من مناسبة لذلك؟

إنّ التسمية - عادة - إنما تكون لسبب أو مناسبة، فمثلاً: الإمامان الحسن والحسينعليهما‌السلام ابنا وصي نبي الإسلام سمّيا باسم ابني هارون وصي موسىعليهما‌السلام ، وسيدتنا ومولاتنا الزهراء سمّيت بفاطمة لأنّ الله فطمها وولدها ومحبيهم من النار، وهكذا فما هي المناسبة في تسمية السيدة نجمة بـ (تكتم)؟

وهل هناك وجه شبه بين تسمية السيدة بـ (تكتم) وبين تسمية بئر زمزم بهذا الاسم؟

الجواب: يمكن أن يكون السبب أحد الأوجه التالية:

الوجه الأوّل:

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال:« ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض » (١) .

وفي حديث آخر:« خير ماء ينبع على وجه ا لأرض ماء زمزم » (٢) .

وقد مرٌ عليكم الخبر المروي عن الإمام الكاظمعليه‌السلام أنه رأى في المنام جدّه رسول الله وأباه (صلوات الله عليهما) يقولان له:« يا موسى ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك » (٣) .

والسيدة حميدة المصفّاة ذكرت أنّها رأت في المنام رسول الله

____________

(١) وسائل الشيعة: ج٢٥ كتاب الأطعمة والأشربة: ص ٢٦٠ باب ١٦ ح١.

(٢) مستدرك الوسائل: ج١٧ كتاب الأطعمة والأشربة: ص ١٨ باب ١٣ ح٣.

(٣) إثبات الوصية: ص ١٧٠.

٢٥

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لها:« يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فإنّه سيولد له منها خير أهل الأرض » (١) .

فكما أنّ بئر زمزم - التي كانت تسمى تكتم - خير نبع على وجه الأرض لأنّه ينبعُ منها خير ماء وهو شفاء من كل داء(٢) ، ودواء لما شرب له(٣) .

كذلك السيدة نجمة سمّيت بـ (تكتم) لأنّها ستلد خير أهل الأرض بعد أبيه، ومنه سيولد أربعة من أنوار أهل بيت العصمة والطهارة، آخرهم إمامنا وسيدنا صاحب العصر والزمان - عجل الله ظهوره الشريف -، والخير كل الخير يكون ممن:« بيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت الأرض والسما » .

الوجه الثاني:

إنّ زمزم كانت خافية ومكتومة عن الجميع فأظْهَرَها عبد المطَّلبعليه‌السلام ، كذلك السيدة نجمة كانت مكتومة وخافية فأظهَرَها الإمامعليه‌السلام ، إذ البائع كَتَمَ أمرها، وأراد أن يدخرَها لنفسه لولا أنّ الإمامعليه‌السلام أظهرها.

الوجه الثالث:

قد تكون تسميتها بـ ( تكتم ) كناية عن العفّة والطهارة، فهي امرأة مكتومة وخافية عن الرجال، ويؤيد هذا الوجه ما ذكره الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا: ( كانت نجمة بكراً لما

____________

(١) عيون أخبار الرضا: ج١ ص ١٧.

(٢) فعن الإمام الصادقعليه‌السلام :« ماء زمزم شفاءٌ من كل داء ».

(٣) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« ماء زمزم دواء مما شرب له ».

٢٦

اشترتها حميدة)(١) .

ولا مانع من الوجوه كلّها.

***

نعم هذه السيدة تكتم والدة السيدة فاطمة المعصومةعليها‌السلام وقد عرفتم كيفية انتخاب الإمام الكاظمعليه‌السلام لها لتكون أماً لأولاده، فولدت له خير أهل الأرض بعده، وهو الإمام الرضاعليه‌السلام .

____________

(١) عيون أخبار الرضا: ج١ ص ١٧.

٢٧

٢٨

(ج) متى ولدت السيدة المعصومةعليها‌السلام

إنّ السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظمعليه‌السلام هي أختُ الإمام الرضا لأمّه، فأمّهما واحدة، وهي من قد عرفت فضلها وعقلها ودينها.

وأبوها مثله كمثل الشمس في وسط السماء، فهو:« مَعدن التنزيل، وصاحب التأويل، وحامل التوراة والإنجيل » (١) ،« وصي الأبرار، وإمام الأخيار، وعيبة (٢) الأنوار، ووارث السكينة والوقار، والحكم والآثار، الذي كان يحيي الليل بالسّهر إلى السٌحر بمواصلة الاستغفار، حليف السجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، والضرّاعات المتصلة. ومقر النهي والعدل، والخير والفضل، والندى والبذل، ومألف البلوى والصبر » (٣) .

فالسيدة المعصومةعليها‌السلام قد وُلدت في بيت لا يتنفس فيه إلاّ عبير التقى، ولا يُرتضعُ فيه إلاّ بلبان الإيمان، ولا يتربى فيه إلاّ بتربية القرآن، ولا ينهل فيه إلاّ من رواء العلم، ولا يُطعم فيه إلاّ من رياض

____________

(١) هذا شطر من زيارة للإمام الكاظمعليه‌السلام .

(٢) عيبة الشيء خاصته وموضع سره.

(٣) شطر من زيارة أخرى للإمام الكاظمعليه‌السلام .

٢٩

الخلق والأدب والطهر والعفة.

وأمّا تاريخ ولادتها: ذكروا أنّها (سلام الله عليها) قد ولدت في المدينة المنورة في غرّة ذي القعدة من سنة ١٧٣ هـ(١) .

وعلى هذا التاريخ يكون عمرها الشريف حين وفاتها ثمان وعشرين سنة حيث توفيت في عام ٢٠١ هـ.

وعلى كل تقدير لا يمكن أن يتصور عمرها الشريف أقل من اثنين وعشرين عاماً، أي ولادتها لا تتصور بعد عام ١٧٩ هـ.

لماذا؟ وكيف؟

الجواب: في أصول الكافي: ( قبضعليه‌السلام (٢) ببغداد في حبس السندي بن شاهك، وكان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائة، وقد قدم هارون المدينة منصرفة من عمرة شهر رمضان، ثم شخص هارون إلى الحج وحمَله معه، ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر(٣) ، ثم أشخصه إلى بغداد، فحسبه عند السندي بن شاهك، فتوفيعليه‌السلام في حبسه )(٤) .

فالإمام الكاظمعليه‌السلام قد فارق بيته ومدينة جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شوال سنة ١٧٩ هـ. وعليه فولادة السيدة

____________

(١) مستدرك سفينة البحار: ج٨ ص ٢٥٧ مادة ( فَطَم ).

(٢) أي الإمام الكاظمعليه‌السلام .

(٣) أي عيسى بن جعفر المنصور الدوانيقي والي هارون على البصرة، وهو الذي حبس الإمامعليه‌السلام لمدة سنة. راجع الإرشاد: ج٢ ص ٢٣٩.

(٤) أصول الكافي: ج١ ص ٤٧٦.

٣٠

المعصومةعليها‌السلام كان قبل هذا التاريخ(١) ، فيكون عمرها الشريف - على أقل التقادير - حين وفاتها اثنتين وعشرين سنة، ولكن الأقرب أنّ عمرها كان أكثر من ذلك، وخاصة إذا عرفنا أنها كبرى الفاطمتين أو الفواطم(٢) ، فالظاهر أنّ عمرها الشريف ثمان وعشرون سنة.

____________

(١) وعلى هذا فلا يصح ما ذكر من أنّ ولادتهاعليها‌السلام كانت في المدينة المنورة سنة ١٨٣ هـ - أي سنة وفاة أبيهاعليه‌السلام الذي كان رهين السجون -.

(٢) ذكر سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص: ص ٣٥١ أنّ للإمامعليه‌السلام أربعاً كل منهن تسمى فاطمة.

٣١

٣٢

(د) إخوتها

ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد أنّه كان لأبي الحسن موسىعليه‌السلام سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى.

فالذكور: الإمام الرضاعليه‌السلام ، وإبراهيم، والعباس، والقاسم، لأمّهات أولاد(١) .

وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسين لأم ولد.

وأحمد، ومحمّد، وحمزة، لأمّ ولد.

وعبد الله، وإسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن، والفضل، وسليمان، لأمهات أولاد.

والإناث:

فاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، ورقيّة، ورقيّة الصغرى، وأم أبيها، وحكيمة وكلثم، وأم جعفر، ولبابة، وزينب، وخديجة، وعليّة، وآمنة، وحسنة، وبريهة، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأم كلثوم لأمهات أولاد(٢) .

____________

(١) أم ولد: هي الجارية التي أولدها مالكها، فتصبح حرة وتعتق من نصيب ولدها.

(٢) الإرشاد: ج٢ ص٢٤٤.

٣٣

وذكر النوبختي أنّ للإمامعليه‌السلام ثلاثة وثلاثين ولداً: ثمانية عشر ذكراً وخمس عشرة بنتاً(١) .

وفي تاريخ اليعقوبي أنّ لهعليه‌السلام واحداً وأربعين ولداً: ثمانية عشر ذكراً، وثلاث وعشرين بنتاً(٢) .

وفي عمدة الطالب أنّ لهعليه‌السلام ستين ولداً: ثلاثة وعشرين إبنا، وسبع وثلاثين بنتاً(٣) .

فهذه أربعة أقوال، ولعلّ الأقرب هو المروي عن الإمام الكاظمعليه‌السلام نفسه في الخبر الذي ذكره الشيخ الصدوق في عيون الأخبار، الموافق لما ذكره الشيخ المفيد والنوبختي، أنّ هارون العباسي سأل الإمام الكاظمعليه‌السلام عن عياله فقال:« أما الولد فلي نيف (٤) وثلاثون » (٥) .

____________

(١) فرق الشيعة: ص ٨٧.

(٢) تاريخ اليعقوبي: ج٢ ص ٤١٥.

(٣) عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب: ص ٢٢٦.

(٤) نيف: هو ما زاد على العشرات من أعداد الآحاد، فيشمل من واحد إلى تسعة.

(٥) عيون أخبار الرضا: ج١ باب ٧ الحديث ١١ ص ٨٩.

٣٤

٢ - ألقابها

٣٥

٣٦

للسيدة فاطمة بنت الإمام الكاظمعليهما‌السلام عدة ألقاب، منها:

(أ) المعصومة:

وهي أكثر ما تعرف به، وقد نقل عن الإمام الرضاعليه‌السلام أنّه قال:« من زار المعصومة بقم - كان - كمن زارني » (١) .

(ب) كريمة أهل البيت:

ينقل عن آية الله السيد محمود المرعشي (قدّس سره) أنّه كان قد توسل بالأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم)، كي يبينوا له موضع قبر الصديقة الطاهرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).

وبعد توسّلات كثيرة تلّقى الجواب منهم (صلوات الله عليهم)أن:« لا تطلب منّا هذا الشيء فإنّه ليس من المقدّر أن نظهر قبرها المخفي، لكن لأجل أن لا تُحرم شيعتنا ومحبونا من فيض زيارة قبرها عليكم بزيارة كريمة أهل البيت »

فاستفسر السيد: ومن هي كريمة أهل البيت؟

____________

(١) ناسخ التواريخ: ج٧ ص ٣٣٧.

٣٧

أجابوه:« فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما‌السلام المدفونة بقم ».

فهذه وإن كانت رؤيا صالحة، ولكنٌ الواقع الخارجي يصدّقها، فما نسمعه ونراه من كبير كرم، وحسن استضافة هذه السيدة الجليلة لدليل واضح على ذلك، ولا عجب فهي سليلة أصل الجود والكرم.

ويكفي في كرمها احتضانها لحوزة التشيع في العصر الأخير، بل منذ العصور الغابرة، حيث كانت قم بلد التشيع، ومركز حفظة أحاديث وعلوم أهل البيتعليهم‌السلام . حتى أنّه دفن في جوارها مائة ألف محدِّث كما هو المعروف.

فببركة التمسك بحبل ولائهمعليهم‌السلام أفاضوا على قم وأهلها ما أفاضوا، وذلك عبر سليتهم الكريمة، فاطمة المعصومة.

(ج) أخت الرضا:

... قال أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي(١) للإمام الجوادعليه‌السلام : إنّ قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه بولاية عهده.

فقالعليه‌السلام :« كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا، لأنّه كان رضى لله عزّ وجل في سمائه، ورضى لرسوله والأئمة من بعده (صلوات الله عليهم) في أرضه ».

____________

(١) أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي: من أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، وكان من خواص أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، كما وأنّه أدرك الإمام الجوادعليه‌السلام و(بزنط) موضع في العراق.

٣٨

قال الراوي: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضينعليهم‌السلام رضى لله تعالى ولرسوله والأئمةعليهم‌السلام ؟

فقالعليه‌السلام :« بلى » .

قال الراوي: فلم سمي أبوك من بينهم الرضا؟

قال:« لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم‌السلام ، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه‌السلام » (١) .

فلأن الإمام رضي به المخالف والمؤالف، كان كل من يتصل به نسباً يُنسب إليه، فالإمام الجوادعليه‌السلام عرف بابن الرضا، وكان من ألقابه(٢) ، كما أن الإمام الهادي والعسكريعليهم‌السلام كان يعرف كل منهما في زمانه بابن الرضا(٣) .

ولذلك أيضاً كانت السيدة المعصومةعليها‌السلام تعرف بـ (أخت الرضا).

وهذا وإن لم يذكر في كتاب معتبر، ولكن الشواهد السالفة كافية لإثبات هذا اللقب لها. فهي كانتعليه‌السلام أخت الرضا حقيقة، كما عرفت به القبا.

____________

(١) عيون أخبار الرضا: ج١ ص١٣.

(٢) مناقب آل أبي طالب: ج٤ ص ٣٧٩.

(٣) المصدر السابق: ج٤ ص ٤٢١.

٣٩

٤٠