شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد الخامس الشيخ محمد تقي التّستري
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي
فيهما . فقال أبو عون : هو و اللّه على الأمر الّذي خرجنا عليه ، و دعونا إليه . فإن كان قد بدا لكم فمروا بما أحببتم حتى نطيعكم ١ .
و في ( الأغاني ) عن أبي سليمان الناجي قال : جلس المهدي يوما يعطي قريشا صلات أمر لهم بها و هو ولي عهد . فبدا ببني هاشم ثم بسائر قريش .
فجاء السيّد الحميري ، و دفع إلى الربيع رقعة مختومة و إذا فيها :
قل لابن عباس سميّ محمّد
لا تعطينّ بني عديّ درهما
و احرم بني تيم بن مرّة إنّهم
شرّ البرية آخرا و مقدما
إن تعطهم لا يشكروا لك نعمة
و يكافئوك بأن تذمّ و تشتما
و لئن منعتهم لقد بدؤوكم
بالمنع إذ ملكوا فكانوا أظلما
منعوا تراث محمّد أعمامه
و بنيه و ابنيه عديلة مريما
و تأمّروا من غير أن يستخلفوا
و كفى بما فعلوا هنالك مأثما
لم يشكروا لمحمّد إنعامه
أفيشكرون لغيره ان أنعما
و اللّه منّ عليهم بمحمّد
و كسا الجنوب و أطعما
ثم انبروا لوصيّه و وليّه
بالمنكرات فجرّعوه العلقما
فرمى بها إلى عبيد اللّه الوزير ثم أمر بقطع العطاء فانصرف الناس و أدخل السيّد عليه . فلمّا رآه ضحك ، و قال : قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل . . .
و يأتي كلام الناصر العباسي ٢ .
و أمّا قول أبي بكر في إظهاره الشكّ في احتضاره . فقد قال كما في ( خلفاء ابن قتيبة ) : « ليتني سألته ( أي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ) لمن هذا الأمر من بعده فلا ينازعه فيه أحد » ٣ فيقال له في قوله « ليتني سألته لمن هذا الأمر من بعده » ليت
ــــــــــــــــ
( ١ ) تاريخ الطبري ٦ : ٤٠٠ ، سنة ١٦٩ ، و النقل بتلخيص .
( ٢ ) الأغاني ٧ : ٢٤٣ ، و النقل بتلخيص .
( ٣ ) رواه ابن قتيبة في الإمامة و السياسة ١ : ١٩ ، و الطبري في تاريخه ٢ : ٦٢٠ ، سنة ١٣ ، و غيرهما .