• البداية
  • السابق
  • 339 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 28103 / تحميل: 7733
الحجم الحجم الحجم
خلاصة علم الكلام

خلاصة علم الكلام

مؤلف:
العربية

فان كانت موجودة قبل عروض الوجود عليها يكون الوجود العارض عليها قائماً في ماهية موجودة.

وهذا يلزم منه اجتماع المثلين، وهما: المثل الاول: وجود الماهية المفروض قبل عروض الوجود عليها، والمثل الثاني: الوجود العارض عليها.

واجتماع المثلين باطل لانه محال.

وعليه يبطل القول بزيادة الوجود على الماهية، ويثبت اتحادهما، ويكون وجود الماهية هو نفس الماهية.

وان كانت الماهية معدومة قبل عروض الوجود عليها يكون الوجود العارض عليها قائماً في ماهية معدومة، فيجتمع النقيضان وهما عدم الماهية المفروض قبل عروض الوجود عليها، والوجود العارض عليها.

واجتماع النقيضين باطل لانه محال.

فيبطل القول بزيادة الوجود على الماهية، ويثبت اتحادهما فيكون وجود الماهية هو نفس الماهية.

ورُدَّ هذا الاستدلال من قبل اصحاب القول الثاني: بان الماهية من حيث هي وفي واقعها لا موجودة ولا معدومة.

فعروض الوجود عليها انما كان بما هي في واقعها، أي بما هي غير متصفة بالوجود أو العدم.

وعليه لا يلزم من عروضه عليها اجتماع المثلين أو اجتماع النقيضين.

والدليل على ان الماهية من حيث هي لا موجودة ولا معدومة: ان الماهية «لما كانت تقبل الاتصاف بانها موجودة او معدومة، او واحدة أو كثيرة، أو كلية أو مفردة، وكذا سائر الصفات المتقابلة، كانت في حد ذاتها مسلوبة عنها الصفات المتقابلة»(١)

____________________

(١) بدايد الحكمة ٧٥.

٤١

وذهب الآخرون الى القول الثاني.

وفُسر: بان الوجود زائد على الماهية عارض لها.

ومقصودهم من هذا: ان العقل يستطيع «ان يجرد الماهية عن الوجود فيعتبرها وحدها، فيعقلها، ثم يصفها بالوجود وهو معنى العروض، فليس الوجود عيناً للماهية»(١) .

والتغابر بين الماهية والوجود يتحقق في أن كلاً منهما له مفهوم غير مفهوم الآخر.

واستدل لهذا القول بأدلة منها:

أ - صحة الحمل:

وتقريره: إنا نحمل الوجود على الماهية، فنقول: (الماهية موجودة)، فنستفيد منه فائدة معقولة لم تكن حاصلة لنا قبل الحمل، وانما تتحقق هذه الفائدة على تقدير المغايرة {في المفهوم بين الماهية والوجود}، إذ لو كان الوجود نفس الماهية لكان قولنا: (الماهية موجودة) بمنزلة (الماهية ماهية) أو (الموجودة موجودة).

والتالي باطل فكذا المقدم»(٢) .

ب - صحة السلب:

وتقريره: انا قد نسلب الوجود عن الماهية فنقول: (الماهية معدومة) {أو الماهية ليست موجودة}، فلو كان الوجود نفس الماهية لزم التناقض، ولو كان جزء منها لزم التناقض ايضاً، لان تحقق الماهية يستدعي تحقق اجزائها التي من جملتها الوجود، فيستحيل سلبه عنها، وإلا لزم اجتماع النقيضين.

فتحقق انتفاء التناقض يدل على الزيادة»(٣) .

______________________

(١) بدايه الحكمة ١٣.

(٢) كشف المراد ٩.

(٣) م ن.

٤٢

وصحة الحمل، وكذلك صحة السلب دليل التغاير في المفهوم كما هو مقرر في محله.

ويلخص صاحب المنظومة المسألة على القول الثاني ببيته التالي:

ان الوجود عارض الماهيه

تصوراً واتحدا هويه

يقول: ان عروض الوجود على الماهية هو في عالم التصور والتعقل فقط، وهو ما عبرنا عنه بالتغاير في المفهوم.

أما في عالم الواقع الموضوعي الذي عبر عنه بالهوية (وهي حقيقة الشيء من حيث تميزه من غيره) فهما متحدان، أي هما ذات واحدة.

الخلاصة:

ونخلص من كل هذا الى أن الوجود والماهية متغايران مفهوماً متحدان مصداقاً.

٢ - وينسق على مسألتنا المتقدمة مسألة أخرى من مسائل العلاقة بين الوجود والماهية هي مسألة الاصالة والإِعتبارية.

فبعد الفراغ من ثبوت تغاير الوجود والماهية مفهوماً، يتساءل أيهما الاصيل وأيهما الاعتباري؟؟

فهذه المسألة تقوم على ما تقدم من أن العقل يستطيع أن ينتزع من الاشياء الموجودة في الواقع الموضوعي مفهومين متغايرين هما: مفهوم الوجود ومفهوم الماهية.

فمثلاً: الانسان الموجود في الواقع الخارجي يقوى العقل على أن ينتزع منه: أنه انسان، وأنه موجود.

فالانسانية هي الماهية.

والموجودية هي الوجود.

فأي هذين المفهومين هو الأصيل؟ وايهما الاعتباري؟.. وكما اختلف في المسألة السابقة على قولين اختلف في هذه المسألة على قولين أيضاً هما:

٤٣

أ - الوجود هو الأصيل والماهية اعتبارية.

ب - الماهية هي الأصيلة والوجود اعتباري.

قال بالرأي الاول المشاؤون، ونسب القول الثاني الى الاشراقيين.

واستدل للقول الاول بأدلة منها:

ان الماهية من حيث هي، مستوية النسبة الى الوجود والعدم، ولا تخرج من هذا الاستواء الى مستوى الوجود الا بالوجود، وبواسطته تترتب عليها آثارها التي هي قوام حقيقتها وكمال شيئيتها نحو الجنس والفصل والخاصة كالحيوانية والناطقية والضاحكية للانسان.

ولأن الوجود هو المخرج لها من حد الاستواء المشار اليه كان هو الأصيل.

واستدل للقول الثاني:

بأن دعوى أصالة الوجود تستلزم ان يكون الوجود الموجود في الخارج موجوداً بوجود آخر.

وعليه يلزم ان يكون لوجوده وجود، ولوجود وجوده وجود، وهكذا.

فتتسلسل الوجودات الى غير نهاية، وهو محال.

وعندما تبطل دعوى أصالة الوجود يتعين القول باعتباريته وأصالة الماهية.

ورُدَّ: بان الوجود في الخارج موجود بنفس ذاته لا بوجود آخر، فلا تسلسل.

اعتبارات الماهية:

للماهية عند الاستعمال وبلحاظ ما يقصده المستعمل منها من حيث الاطلاق والتقييد ثلاثة أقسام، تسمى في الحكمة، اعتبارات الماهية... وذلك كالتالي:

تنقسم الماهية باعتبار ما أشرت اليه على قسمين: مطلقة ومقيدة.

٤٤

١ - الماهية المطلقة: وهي التي تلحظ اثناء الاستعمال بذاتها أي لا مع شيء زائد عليها.

وبتعبير آخر: تؤخذ مطلقة من التقييد بشيء سواء كان ذلك الشيء وجودياً أو عدمياً.

واصطلح عليها فلسفياً ( الماهية لا بشرط) أي غير المقيدة باشتراط شيء فيها، ولا باشتراط لا شيء فيها.

مثل: (اعتق رقبة)، فالرقبة - وهي الماهية هنا - غير مقيدة لا بوصف وجودي ولا بوصف عدمي.

٢ - الماهية المقيدة: وهي التي تقيد أثناء الاستعمال بشيء.

ولأن الشيء الذي تقيد به قد يكون وجودياً وقد يكون عدمياً قسمت على قسمين، هما:

أ - الماهية بشرط شيء: وهي المقيدة بشيء وجودي. مثل (اعتق رقبة مؤمنة)، فالرقبة هنا مقيدة بوصف وجودي وهو الايمان.

ب - الماهية بشرط لا شيء (وقد تختصر تسميتها فيقال: الماهية بشرط لا): وهي المقيدة بشيء عدمي.

مثل: (اعتق رقبة غير كافرة)، فالرقبة هنا مقيدة بوصف عدمي، وهو عدم الكفر(١) .

______________________

(١) عدلت عن المجردة ممثلاً بالمثال المذكور لأن المجردة لا موطن لها الا الذهن، والقسمة - كما رأينا - قائمة على استعمال له واقع يعايشه الناس.

٤٥

الخلاصة:

الوجود الذهني:

اتفقوا في ان للماهيات وجوداً خارجياً.

وعرّفوه: بانه الوجود الذي تترتب على الماهية فيه آثارها المقومة لحقيقتها والمكملة لشيئيتها.

ولكن اختلفوا في انه هل هناك وجود آخر للماهية وراء الوجود الخارجي؟.

أو أنه ليس للماهية الا هذا الوجود الخارجي.

والمشهور بينهم أن للماهية وجوداً آخر وراء هذا الوجود الخارجي، وهو الوجود الذهني.

وعرّفوه: بأنه الوجود الذي لا تترتب فيه على الماهية آثارها.

بمعنى ان الموجود في الذهن ليس الماهية بلوازمها واحكامها التي هي مترتبة عليها في الوجود الخارجي.

وانما الموجود صورتها ومثالها المجردان عن مالها من آثار ولوازم.

«واحتج المشهور على ما ذهبوا اليه من الوجود الذهني بوجوه: أحدها: أنا نحكم على المعدومات باحكام ايجابية كقولنا: (بحر من زئبق كذا)، وقولنا: (اجتماع النقيضين غير اجتماع الضدين)، الى غير ذلك.

٤٦

والايجاب اثبات، واثبات شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له.

(اذن) فلهذه الموضوعات المعدومة وجود، اذ ليس في الخارج، ففي موطن آخر، ونسميه الذهن.

والثاني: أنا نتصور أموراً تتصف بالكلية والعموم كالانسان الكلي، والحيوان الكلي.

والتصور اشارة عقلية لا تتحقق إلا بمشار اليه موجود، وإذ لا وجود للكلي التلاقي كلي في الخارج فهي موجودة في موطن آخر، ونسميه الذهن.

الثالث: أنا نتصور الصرف من كل حقيقة، وهو الحقيقة محذوفاً عنها ما يكثرها بالخلط والانضمام كالبياض المتصور بحذف جميع الشوائب الاجنبية.

وصرف الشيء لا يتثنى ولا يتكرر، فهو واحد وحدة جامعة لكل ما هو من سنخه.

والحقيقة بهذا الوصف غير موجودة في الخارج، فهي موجودة في موطن آخر، نسميه الذهن»(١) .

المواد الثلاث

كل معقول (وهو الصورة الحاصلة في العقل) اذا قيس الى الوجود الخارجي، أو نسب اليه الوجود الخارجي لا يخلو واقعه من واحد من الاحكام الثلاثة التي عبّر عنها بعضهم بالمواد الثلاث وهي التالية:

١ - إما ان يكون واجب الوجود في الخارج لذاته.

٢ - واما ان يكون ممتنع الوجود في الخارج لذاته.

٣ - واما ان يكون ممكن الوجود في الخارج لذاته.

____________________

(١) بداية الحكمة ٣٦ - ٣٧.

٤٧

ومعنى الوجوب - هنا - : ان يكون الوجود له ضرورياً.

ومعنى الامتناع: ان يكون العدم له ضرورياً.

ومعنى الامكان: ان لا يكون الوجود له ضرورياً، ولا العدم له ضرورياً.

ويمكننا ان نقول في ضوء هذا:

ينقسم المعقول الى قسمين:

١ - موجود.

٢ - معدوم.

وينقسم الموجود الى قسمين أيضاً:

١ - واجب الوجود لذاته.

٢ - ممكن الوجود لذاته.

وينقسم المعدوم الى قسمين أيضاً:

ممتنع الوجود لذاته.

٢ - ممكن الوجود لذاته.

الخلاصة:

٤٨

خصائص الواجب لذاته:

انفرد الموجود الواجب لذاته باوصاف تلزمه، عبّروا عنها ب(خواص الواجب)، وهذه الخواص أو الخصائص هي:

١ - ان يكون وجوده واجباً لذاته.

وذلك لأنه اذا كان وجوده واجباً لغيره أو واجباً لذاته ولغيره معاً يلزم منه ارتفاع وجوده عند ارتفاع ذلك الغير، وعليه لا يكون واجباً لذاته.

٢ - ان يكون وجوده نفس حقيقته وغير زائد عليها.

وذلك لانه اذا كان وجوده زائداً على حقيقته بلزم من هذا افتقاره اليه، والمفتقر ممكن، فلا يكون واجباً لذاته.

٣ - ان لا يكون مركباً.

لان المركب مفتقر الى اجزائه، وجزء الشيء غيره، فيكون محتاجاً الى الغير، والمحتاج الى الغير ممكن فلا يكون واجباً لذاته.

٤ - ان لا يكون جزءاً من غيره.

لانه اذا كان جزءاً من غيره ينفعل بذلك الغير، فيكون ممكناً لاحتياجه اليه، وعليه لا يكون واجباً لذاته.

٥ - ان لا يكون منطبقاً على اثنين.

وذلك «لانهما حينئذٍ يشتركان في وجوب الوجود، فلا يخلو إما ان يتميزا أولا. فان لم يتميزا لم تحصل الاثنينية.

وان تميزوا لزم تركب كل واحد منهما مما به المشاركة ومما به الممايزة.

٤٩

وكل مركب ممكن»(١) .

وعليه: لا يكون واجباً لذاته.

خصائص الممكن:

وكما انفرد الواجب لذاته بخصائص، كذلك انفرد الممكن لذاته بخصائص هي:

١ - ان يكون طرفا الممكن (الوجود والعدم) متساويين بالنسبة اليه، فلا يكون أحدهما أولى به من الآخر.

وذلك لانه ان امكن وقوع غير الاولى لم تكن الاولوية المفروضة كافية في الترجيح.

وان لم يكن وقوع غير الاولى، يكون الاولى - حسب الفرض - واجباً له، فيصبح الممكن - على هذا - اما واجباً او ممتنعاً، وهذا محال.

٢ - ان الممكن محتاج في حدوثه الى مؤثر.

وذلك لأن استواء الوجود والعدم بالنسبة الى ذاته يستدعي استحالة ترجيح احدهما على الآخر الا بمرجح، وهو معنى الاحتياج.

٣ - ان الممكن كما هو محتاج في حدوثه الى مؤثر كذلك هو محتاج في بقائه الى مؤثر.

وذلك لأن الامكان لازم للماهية، ومن المستحيل فصله عنها، لأن فصله عنها يستلزم انقلاب الممكن الى واجب أو الى ممتنع. ولأنه ثبت ان الاحتياج لازم للامكان، والامكان لازم لماهية الممكن.

ولان لازم اللازم لازم.

يكون الاحتياج لازماً لماهية الممكن حدوثاً وبقاء.

_________________________

(١) النافع يوم الحشر ٤١.

٥٠

النسبة الغيرية

هناك من احكام الجواهر والاعراض ما يسمى بالنسبة الغيرية وهي التي تتمثل في المواد التالية:

١ - التماثل:

وهي النسبة بين المعقولين المتساويين في تمام الماهية، نحو البياضين والسوادين، ويعرفان بالمتماثلين.

٢ - التخالف:

وينقسم الى: التلاقي والتقابل.

٣ - التلاقي:

ويقع بين الشيئين الوجوديين اللذين يمكن اجتماعهما إلا أن الافتراق بينهما نشأ بسبب خارج عن ذات الشيء، كافتراق الحلاوة والسواد في السكر والفحم.

ويسميان المتخالفين، وبتعبير أصوب: المتلاقيين.

٤ - التقابل:

ويقع بين المغاير أحدهما للآخر لذاته.

ويقسم الى الاقسام الاربعة التالية:

أ - التضايف:

ويقع بين الشيئين الوجوديين اللذين يعقل كل منهما بالنسبة الى الآخر، نحو الابوة والبنوة.

ويصطلح عليهما بالمتضايفين.

ب - التضاد:

٥١

ويقع بين الشيئين الوجوديين اللذين لا يجتمعان في محل واحد، ولكن يرتفعان عنه، كالسواد والبياض.

ويعرفان بالضدين والمتضادين.

ح - العدم والملكة:

ويقعان في الشيئين اللذين أحدهما وجودي والآخر عدمي من شأنه أن يتصف محله بوجود مقابله.

وبتعبير آخر: فيه قابلية الاتصاف بالملكة، مثل العمى والبصر، فان العمى - هنا - عدم البصر الذي هو الملكة، وفي محله قابلية الاتصاف بالبصر.

وهما كما لا يجتمعان في ذات واحدة لا يرتفعان عنها.

خ - التناقض:

ويقع بين الشيئين اللذين احدهما وجودي والآخر عدمي، يمثل الوجودي طرف الايجاب أو الاثبات، ويمثل العدمي طرف السلب أو النفي، مثل الوجود والعدم.

وكذلك هما لا يجتمعان في ذات واحدة ولا يرتفعان عنها. ويعرفان بالمتناقضين والنقيضين والمتنافيين.

٥٢

الخلاصة:

الوجود الظلي

هو الصادر الأول عن المبدأ الأول عند اصحاب نظرية العقول الطولية.

وهو عقل مجرد، وسمي ظلياً لافتقاره الى الوجود الواجبي وتقومه به، وعدم استقلاله دونه.

الالوهية

- الذات الالهية

- الصفات الالهية

٥٣

٥٤

٥٥

٥٦

الالوهية

الالوهية - لغة - مصدر (أَلَهَ) - بفتح عينه وكسرها، يقال: أَلَهَ وأَلِهَ إلاهة وأُلوهة وأُلوهية.

بمعنى: عَبَدَ.

ومنه قيل: الإِله بمعنى المعبود.

إلا أن الذي يفاد من استعمال كلمة (الاله) في القرآن الكريم أنه - الخالق المدبر، كما في الآية الكريمة: (لو كان فيهما آلهة الا اللّه لفسدتا)، فانها تفيد: أنه لو كان في السموات والارض اكثر من خالق مدبر لفسدتا وبطلتا، لأن كل إله - بما هو إله - له أن يعمل ارادته في الخلق والتدبير فيقع بينهم الاختلاف المؤدي الى فساد الكون.

الا أن يراد من المعبود في التعريف اللغوي: الذي يُعبد لأن منه الخلق وله التدبير.

ومن المظنون قوياً أن المعجم اللغوي أفاد المعنى المذكور للإِله، بأنه المعبود من اطلاق أبناء اللغة - وهم العرب - كلمة إله على ما كانوا يعبدون من الاوثان والاصنام، فعرّفها بالمعبود من دون ان يتنبه للاستعمال القرآني.

فالاصوب أن يقال: الاله: هو الخالق المدبر.

وتعني الالوهية - كلامياً - البحث في موضوع الذات الالهية وما يدور في فلكه من

٥٧

مسائل وقضايا ترتبط بعقيدة التوحيد.

ويعرّف الاله - كلامياً - بانه مبدأ العالم وغايته، أو الذي منه المبدأ واليه المعاد.

ويطلق عليه في البحث الفلسفي مصطلح (الصانع)، وهو مصطلح أطلقه افلاطون في محاورته (طيماوس) على صانع الكون وخالقه(١) .

وتسرب من الفلسفة اليونانية الى البحوث والدراسات الكلامية الاسلامية.

كما يطلق عليه في البحث الكلامي أيضاً (الذات الالهية) أو (الذات) مجردة من القيد، و«المبدأ الاول).

ويبحث موضوع الالوهية في التالي:

١ - اثبات الذات الالهية.

٢ - اثبات الصفات الالهية.

________________________

(١) المعجم الفلسفي: مادة: صانع.

والصانع ليس من أسماء اللّه الحسنى الواردة في الحديث، و لكن وردت مادته في القرآن الكريم، قال تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع اللّه الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون) - النمل ٨٨ -.

٥٨

٥٩

الذات الالهية

- منهج الاستدلال

- دليل المتكلمين

- الارشاد القرآني للاستدلال

- دليل الحكماء.

٦٠