الشيعة في الميزان

الشيعة في الميزان14%

الشيعة في الميزان مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 419

الشيعة في الميزان
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 145442 / تحميل: 9665
الحجم الحجم الحجم
الشيعة في الميزان

الشيعة في الميزان

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الشيعة في الميزان

تأليف:

محمد جواد مغنية

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢

تقديم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

والحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه على محمد وآله الطاهرين

منذ أكثر من ألف عام، وعلماء الإمامية يكتبون ويذيعون عن عقيدة الاثني عشرية كيلا ينسب إليهم ما ليس لهم به علم، ويستدلون عليها بالنصوص بعد درسها وتمحيصها كيلا يكون لأحد فيها مهمز أو مغمز، ويحرصون كل الحرص أن يكون سندها محل وفاق بين جميع المسلمين، لأن الشرط الأساسي عندهم لمدرك العقيدة أن يكون قطعي السند والدلالة على حد تعبيرهم أي العلم القاطع بصحة السند، ووضوح دلالته وضوحاً لا يقبل الشك والتأويل إذا كان المدرك نقلاً عن المعصوم.. وبرغم هذا الحرص والتشدد قال قائل: كل تشيع من أي نوع كان ويكون فهو رفض أي غلو. وقال آخر: هو زندقة. وتسامح ثالث وتساهل قائلاً: الشيعة كلهم باطنية.

ولا شيء من هذه الأقوال يقوم على أساس غير التقليد والتعصب، لأن الاثني عشرية يعتقدون بأن الغلو شرك، والزندقة إلحاد، وإخفاء العقيدة، والتأويل بلا مبرر من الشرع أو العقل بدعة وضلالة.. وأثبت ذلك بالأرقام في كتاب مع الشيعة الإمامية.

ويبدأ تاريخ الاختلاف بين المسلمين حول الخلافة، يبدأ باليوم الذي انتقل فيه الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرفيق الأعلى، حيث دان قوم بما حدث في السقيفة كأمر واقع لا مفر منه، أو لا يجوز الخطأ عليه، وأنكروا النص على الولاية بمعنى الخلافة والسلطة مع الاعتراف بولاية أهل البيت على معنى الحب والاحترام، ودان آخرون بنصوص الولاية لآل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على معنى الخلافة، وأوضحت ذلك مفصلاً في كتاب فلسفة التوحيد والولاية..

وقد اتسع الجدال والنقاش حول الخلافة على مر الزمن، ثم تطور إلى التراشق بالانهامات وخبث الكلمات، ولعبت السلطة الحاكمة دورها في التمزيق والتفتيت، كما هو شأنها في كل جيل. وحاول المصلحون من الفريقين أن يجمعوا ويوحدوا حرصاً على مصلحة الأمة، فخفت الوطأة إلى حد، بخاصة بعد أن تكررت النكبات والعثرات في كل بلد مسلم.

والآن، وبعد أن تراكمت الهزائم والمشكلات عربياً وإسلامياً فماذا نحن صانعون إذا لم ندفن الماضي، وننظر إلى المستقبل الطويل العسير، ونواجه بالعمل الجدي الموحد !؟.. وهذا ما يخافه

٣

ويخشاه العدو المشترك. فأطلق بلسان أبواقه وعملائه صيحات منكرة لإيقاظ الفتنة وكتبوا مقالات مضللة، ونشروا كتباً متخمة بالدس والافتراء لا بأي دافع إلا صالح الاستعمار والصهيونية. فدعاني هذا إلى أن أعرض عقيدة الشيعة، وبخاصة الفرقة الكبرى الاثني عشرية، أعرضها على حقيقتها، وأدرسها دراسة تفصيلية في ثلاثة مؤلفات هي: «الشيعة والتشيع» و«مع الشيعة الإمامية» و«الاثنا عشرية» وكان لها، ولما كتبه غيري في هذا الموضوع من علمائنا - أحسن الأثر، بالخصوص عند مشايخ الأزهر، وفتوى المرحوم الشيخ محمود بجواز التعبد والأخذ بالمذهب الجعفري - أشهر من أن تذكر.

لقد أقبل القراء على كتاب مع الشيعة الإمامية، وأعيد طبعه بعد خمسة أشهر من الطبعة الأولى، كما أقبلوا على كتاب الشيعة والتشيع والاثني عشرية. ونفدت كل النسخ، ولما كثر الطلب على هذه الكتب الثلاثة رغبت إلى صديقي الكريم الأستاذ محمد المعلم صاحب «دار الشروق» بأن ينشرها في مجلد واحد بعنوان «الشيعة في الميزان» فاستجاب وتبنى المشروع، لأنه يتناول عرضاً شاملاً لعقيدة تكاد تكون مجهولة للكثير من الخاصة فضلاً عن العامة، ونزولاً عند رغبة القراء ورغبتي. فشكراً للّه وله، وهو سبحانه المسؤول أن يأخذ بيده وإياي لما يحب ويرضى. والصلاة على محمد وآله معدن التقى والعروة الوثقى.

٤

الشِّيعةُ والتَّشَيُّع

مقدّمة

بسم اللّهِ الرَحمن الرَحيم

والحمد للّه رب العالمين، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله الطاهرين

وبعد:

فان هذه الصفحات ليست استئنافاً للحملات التي قدتها ضد الانتهازيين والمفترين.. ولا بحثاً انتقادياً، او تأملاً فلسفياً، وانما هي عرض لعقائد الشيعة، مع اقامة الدليل على ان ما من شيء في عقيدتهم الا وله مصدر متسالم على صحته عند اهل السنة، حتى عدد الأئمة وحصرهم ب ١٢ إِماماً، وحتى العصمة والتقية والجفر وفكرة المهدي المنتظر، وغيرها.

واشرت الى اهم دولهم كالفاطميين والبويهيين والحمدانيين والصفويين، وما لهم من آثار قائمة، حتى اليوم، للدلالة على مساهمة الشيعة في الحضارة الاسلامية مساهمة فعالة، وترجمت لكل واحد من الأئمة الاثني عشر (ع) ترجمة مختصرة، ربما أغنت عن كثير من المطولات، كما ذكرت الفوارق بين السنة والشيعة، واعتمدت لاكثر ما كتبت على مصادر أهل السنة، والكتب الصحاح عندهم، وتركت اشياء تتصل بموضوع الكتاب، لاني كنت قد ذكرتها في بعض مؤلفاتي السابقة، وبخاصة كتاب «مع الشيعة الإمامية» وكتاب «الشيعة والحاكمون».

وقد لا يصدق القارئ اذا قلت: ان هذه الصفحات هي ثمرة البحث الحر، دون أن أتأثر بأية نزعة شخصية، او فكرة مذهبية.. لذا ادع الحكم له وحده، ولا اقطع عليه الطريق بالحمد والثناء على ما كتبت.

ولكن هل يستطيع الانسان ان يتجرد عن وضعه وتربيته وعقيدته التي نشأ واستمر عليها شاباً وكهلاً ؟..

كلا.. ولكن ليس من الضروري ان تكون كل عقيدة باطلة، ولا كل تربية فاسدة.. بل قد وقد.. وتعرف الحقيقة حين تعرض على محك العقل، والجدل المنطقي العلمي، وهذا ما أريد من القارئ ان يعرفه ويتنبه اليه، فانا لا ادعي التحرر، ولكني أطلبه من القارئ. على ان ينظر الى عقيدة التشيع من خلال الإسلام، وعلى ضوء كتاب اللّه وسنّة نبيه. لا من خلال عقله.. لان

٥

العقل مهما سما يظل مقصراً عن ادراك كثير من الحقائق الإلهية. ككيفية الصلاة، وعدد الركعات، والهرولة في الحج، ورمي الجمار، وما الى ذاك.

وتقول: اراك تهتم كثيراً بامر الشيعة والتشيع، فهل فرغنا من مشاكل الحياة، ولم يبق الا التعريف بهذه الطائفة وصحة ما تدين به وتعتقد ؟. او ان هذا اهم واجدى ؟..

اجل، ان المشاكل التي نعانيها لا تتصل في واقعها بقضية التشيع والتسنن من قريب او بعيد، بل ان حديث هذه القضية والاهتمام بها يزيد المشاكل تعقيداً، ويجعلها مستحيلة او عسيرة الحل، وهذا ما يريده لنا المستعمرون والصهاينة، اعداء الدين والوطن، انهم يريدون ان نتلهى بالمشاحنات والنعرات الطائفية، ليعزلونا عن الحياة، ويخلو لهم الجو.. ويظهر أن لهم جهازاً ضخماً.. يعرف مداه من قرأ كتاب «الخلافة» للنبهاني، وكتاب «ابو سفيان» للحفناوي، وكتاب «الخطوط العريضة» لمحب الدين الخطيب، ومجلة «التمدن الاسلامي» التي تصدر بدمشق، والنشرات المتتابعة التي يصدرها «انصار السنة» بالقاهرة، ومقال الجبهان في مجلة «راية الاسلام» السعودية عدد ربيع الآخر سنة ١٣٨٠ هجري، وغيرها وغيرها..

لقد دأب هذا الجهاز - في تآليفه ونشراته - على مهاجمة الشيعة، وتصويرهم كطائفة ملحدة مجرمة تكيد للاسلام والمسلمين.. والغرض الاول هو تنفيذ «الخطوط العريضة» التي رسمها الاستعمار لايقاظ الفتنة، واشاعة الفرقة بين المسلمين..

فرأيت من واجبي أن أنبه الأفكار إلى مقاصد هذا الجهاز الفاسد وأهدافه، واقطع الطريق عليه بالكشف عن عقيدة الشيعة، مع الاشارة الى شيء من تاريخهم، ليتبين للناس المزاعم الكاذبة التي لفقها أولئك المأجورون.

وبديهة ان الشيعة ليسوا من القبائل البائدة التي خيم الظلام عليها وعلى آثارها، حتى يُتقول عليهم بالحدس والتخمين.. فهذه بلادهم منتشرة في شرق الارض وغربها، ومؤلفاتهم العقائدية وغيرها تغص بها المكتبات العامة والخاصة، اما علماؤهم فلا يبلغهم الاحصاء، وهم يرحبون بكل من يريد جدالهم ونقاشهم بالحكمة والمنطق.. اذن يستطيع طالب الحقيقة ان يعرف عقيدة الشيعة من كتبهم وعلمائهم دون الرجوع إلى كتابي هذا.. ومع ذلك فقد عرضت عقائدهم بأسلوبي الواضح الذي يقتصر على الجوهر واللباب، ولا يتكلف الزخرف والتزويق، كي لا يبقى عذر لمعتذر بعدم التفهم للعبارات المطولة المعقدة.

هذا، الى ان من يقرأ هذه الصفحات بتأمل وامعان يتبين له انها تهدف اول ما تهدف الى

٦

الاخذ والعمل بمبادئ الاسلام وتعاليمه، واذا اهتمت بالتشيع فانما تهتم به لانه من الاسلام في الصميم بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية، بل هو ركن من اركانه برواية الصحابي الجليل ابي سعيد الخدري. وبالتالي، فاني من الذين يؤمنون ان المستقبل للحب والاخاء الانساني، وان روح التعصب آخذة بالزوال يوماً بعد يوم، حتى لا يبقى لها عين ولا أثر - ان شاء اللّه - وعندها لا يجد الانتهازيون وتجار الطائفية مجالاً للدس والتخريب.

واللّه سبحانه المسؤول ان يستعملنا في مرضاته انه ارحم الراحمين، وصلى اللّه على محمد وآله الطاهرين.

٧

التشيّع

هل التشيع فكرة ابتدعها الشيعة من انفسهم، ثم طبعوها بطابع الدين، وصبغوها بالاسلام تمويهاً ورياءً لغايات سياسية، لا تمت الى الاسلام بسبب قريب او بعيد، او ان التشيع عقيدة اسلامية، جاءت من عند اللّه، وبلغها محمد بن عبد اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، تماما كوجوب الصوم والصلاة، والحج والزكاة؟ وبكلمة هل الاسلام اصل للتشيع، او ان اصل التشيع اجنبي عن الاسلام؟

وقبل ان نجيب عن هذا التساؤل نمهد بما يلي:

اسباب المعرفة:

مهما اختلف المفكرون في اسباب المعرفة، وانها التجربة او العقل أو الحدس فانهم متفقون كلمة واحدة على ان السبب الوحيد لمعرفة آراء الغير ومعتقداته هي اقواله وتصريحاته.. فاذا اردنا ان نعرف ما تدين وتعتقد به طائفة من الطوائف الدينية، ونتحدث عن عقيدتها فعلينا ان نسند الحديث الى اقوالها بالذات، الى كتب العقائد المعتبرة عندها، ولا يسوغ بحال الاعتماد على قول كاتب او مؤلف بعيد عنها ديناً وعقيدة، لأن هذا البعيد قد يكون جاهلاً متطفلاً، فيحرف الواقع عن غير قصد، او حاقداً متحاملاً، فيفتري بقصد التنكيل والتشهير، او خائناً مستأجراً فيكذب ويدس بقصد التفرقة وايقاظ الفتنة.. بل لا يجوز الاعتماد على اقوال راوٍ او كاتب من ابناء الطائفة نفسها اذا لم تجتمع كلمتها على الثقة بمعرفته وعلمه، فان الكثيرين ممن كتبوا عن طائفتهم وعقائدها قد تجافوا عن الواقع، وخبطوا خبط عشواء، ورفض الكبار من علماء الطائفة اقوالهم، وصرحوا بضعفها وعدم الاعتماد عليها.

وكذا لا يصح الاعتماد على العادات والتقاليد المتبعة عند العوام، لان الكثير

منها لا يقره الدين الذي ينتمون اليه، حتى ولو ايدها وساندها شيوخ يتسمون بسمة الدين، وأوضح مثال على ذلك ما يفعله بعض عوام الشيعة في بعض مدن العراق، وايران وفي بلدة النبطية في جنوب لبنان من لبس الاكفان، وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في اليوم العاشر من محرم. فان هذه البدعة المشينة حدثت في عصر متأخر من عصر الأئمة، وعصر كبار العلماء من الشيعة، وقد احدثها لانفسهم اهل الجهالة دون أن يأذن بها إِمام أو عالم كبير، وأيدها شيوخ السوء، لغاية الربح والتجارة.. وسكت عنها من سكت خوف الاهانة والضرر او فوات المنفعة والمصلحة، ولم يجرؤ على مجابهتها ومحاربتها احد في ايامنا الا قليل من العلماء، وفي طليعتهم المرحوم السيد محسن الأمين العاملي الذي ألف رسالة خاصة في تحريمها وبدعتها، واسمى الرسالة

٨

«التنزيه لاعمال الشبيه»، وقاومه من أجلها اهل الخداع والاطماع.

كتب العقائد عند الشيعة:

وكتب العقائد المعتبرة عند الشيعه كثيرة، ومطبوعة تتداولها الأيدي، وتعرض للبيع في مكتبات العراق وايران، نذكر منها على سبيل المثال: اوائل المقالات، والنكت الاعتقادية للشيخ المفيد، والشافي للشريف المرتضى، والعقائد للشيخ الصدوق، وشرح التجريد، وكشف الفوائد للعلامة الحلي، والجزء الأول من اعيان الشيعة ونقض الوشيعة للسيد محسن الامين، وأصل الشيعة وأصولها للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والفصول المهمة والمراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، ودلائل الصدق للشيخ محمد حسن المظفر.

وبالتالي، نكرر - هنا - ما قلناه اكثر من مرة في ردودنا ومؤلفاتنا، وما اعلنه المعتمد عليهم من علمائنا، ان الشيعة لا يقرون ولا يعترفون بشيء مما قيل عن عقيدتهم، اذا لم تتفق مع ما جاء في الكتب المعتبرة عندهم. سواء أكان القائل مستشرقاً او عربياً، سنياً أو شيعياً، متقدماً أو متأخراً.

معنى التشيع:

لم يكن للعرب وحدة سياسية قبل الاسلام، فكل قبيلة تحكم نفسها، وكل مدينة لا تعرف لغيرها سلطاناً عليها، وبعد الاسلام اوجد النبي سلطة عامة

خضع لها جميع العرب، ومارس هو السلطة بكافة معانيها: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، فكان يبين الاحكام والحلال والحرام، ويقود الجيش، ويخابر الملوك، ويعقد المعاهدات، ويقضي بين الناس، ويقيم الحدود، وقد ربط القرآن الكريم هذه السلطات بشخص الرسول، ففي الآية ٦ من سورة الأحزاب: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» وفي الآية ٣٦ من السورة نفسها: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم» وفي الآية ٧ من سورة الحشر: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» وغيرها كثير.

واتفق المسلمون بكلمة واحدة على ان السلطة الزمنية والدينية التي كانت للرسول تعطى لخليفته، ثم اختلفوا فيما بينهم: هل يعين الخليفة بالنص عليه من النبي، او يترك الامر فيه الى اختيار الامة؟. قال الشيعة: ان الخليفة يتعين بالنص لا بالانتخاب، أي ان اللّه سبحانه يأمر النبي ان يبلغ المسلمين بانه قد اختار (فلاناً) خليفة بعده، وان عليهم ان يسمعوا له ويطيعوا، وقد صدر هذا النص بالفعل من النبي على علي بن أبي طالب.

٩

هذا هو التشيع، وهكذا ابتدأ ونشأ دون ان يضاف اليه أي شيء آخر.. اما المغالاة في علي وصفاته أو تكفير خصومه السياسيين وما الى ذاك فلا يمت الى التشيع بسبب.. والذي يدلنا على ان لفظ الشيعة علَم على من يؤمن بأن علياً هو الخليفة بنص النبي ما قاله فقهاء الإمامية في كتب التشريع من انه اذا اوصى رجل بمال للشيعة، او وقف عقاراً عليهم يعطى لمن قدم علياً في الإمامة على غيره بعد النبي، ولا يعطى للمغالين (كتاب المسالك للشهيد الثاني ج ١ باب الوقف).

وبالتالي، إن التشيع في حقيقته وجوهره يتلخص بهذه الكلمة، وهي الإيمان بأن الإمام المنصوص عليه يتولى الحكم، ويحكم بإرادة اللّه لا بإرادة الناس، وقد أنكر السنة عليهم ذلك، وبالغوا في الإنكار، حتى قال بعض المؤلفين: إن هذه العقيدة نزعة فارسية استقاها الشيعة من الفرس..

ونجيب بانها اسلامية بحت، لا شائبة فيها لغير الاسلام، وقد أُخذت من كتاب اللّه وسنة نبيه، كما يظهر من الادلة الآتية. وإذا اخذ الشيعة هذه النزعة من الفرس. فمن اين اخذ عثمان بن عفان قوله - حين طلب اليه ان يتخلى عن

الخلافة - «ما كنت لاخلع قميصاً قمصنيه اللّه». وقال ايضاً: «لان اقدم فتضرب عنقي احب من ان انزع سربالاً سربلنيه اللّه».

يجوز ان تكون الخلافة قميصاً بل سربالاً من اللّه لعثمان، ولا يجوز ان تكون حقاً الهياً لعلي. ثم أي فرق بين قول عثمان هذا، وقول الشيعة بان الخلافة منصب الهي امرها بيد اللّه لا بيد الناس؟.. ولماذا كان قول الشيعة نزعة اجنبية، وقول عثمان نزعة اسلامية؟..

من ادلة الشيعة:

استدل الشيعة على ان الخلافة تكون بالنص لا بالانتخاب بادلة:

منها: أن الخليفة يحكم باسم اللّه لا باسم الشعب، فيجب والحال، ان يُختار من اللّه بلسان نبيه، لا من الشعب بطريق الانتخاب.

ومنها: قوله تعالى في الآية ٦٨ من سورة القصص: «وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة». فاللّه سبحانه حصر الاختيار به، ونفاه عن جميع الناس. (دلائل الصدق ج ٣ ص ٢١ طبعة ١٩٥٣).

ومنها: أن الأكثرية غير معصومة عن الخطأ، فمن الجائز أن تختار رجلاً لا تتوافر فيه صفات

١٠

الإمام من العلم والخلق، فتعم الفوضى والفساد. وقد نص القرآن على سقوط رأي الأكثرية في الآية ١١٦ من سورة الانعام: «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل اللّه». وفي الآية ١٠٦ من سورة المائدة: «وأكثرهم لا يعقلون». وفي الآية ٧١ من سورة المؤمنون: «وأكثرهم للحق كارهون». وغيرها من الآيات (كتاب فدك للصدر ص ١١٣ طبعة ١٩٥٥. وج ٤ من كتاب الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي ص ١٠٩ طبعة سنة ١٣٧٦هجري).

وجاء في الحديث النبوي ان محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله يرى يوم القيامة اكثر امته تدخل النار. وحين يسأل عن السبب يقال له: انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى (كتاب الجمع بين الصحيحين. الحديث ٢٦٧).

واهل السنة الذين قالوا: ان الخليفة يكون بالانتخاب لا بالنص يعترفون بان الاكثرية قد تخطئ، وتختار غير الكفوء، لكن بعضهم قال: اذا انحرف الخليفة، عزلناه، وأتينا بالأصلح.. واعلن ابو بكر من على المنبر قائلاً: «اذا استقمت

فأعينوني، واذا زغت قوِّموني». واجاب الشيعة عن ذلك بان وظيفة الإمام ان يقوّم المعوج من رعيته، فاذا قومته الرعية انعكست الآية، واصبح محكوماً، والرعية هي الحاكمة، قال الشاعر الشيعي١:

وقالوا رسول اللّه ما اختار بعده

إِماماً ولكنا لأنفسنا اخترنا

أقمنا إماماً إن أقام على الهدى

أطعنا وإن ضل الهداية قوّمنا

فقلنا إذن أنتم امام إِمامكم

بحمدٍ من الرحمن تهتم وما تهنا

ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا

لنا يوم خم ما اعتدينا ولا حلنا

يسخر الشاعر من قولهم: انهم يطيعون الامام ان استقام، ويقوِّمونه إن اعوج، ويرد عليهم بانهم اصبحوا هم الإمام، وهو المأموم.

أصل التشيع:

من الذي جاء بالتشيع، وحمل الناس عليه؟ وهل يرجع الى اصل من اصول الاسلام، ومصدر من مصادره كآية من كتاب اللّه، أو رواية من السنة النبوية؟

وقد أجاب الشيعة عن ذلك إجابة حاسمة وواضحة، وأثبتوا بالأرقام من أقوال أهل السنة، وكتبهم الصحاح أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع، وأوجدها، ودعا إلى حب علي وولائه، وأول من أطلق لفظ الشيعة على أتباعه ومريديه، ولولاه لم يكن للشيعة والتشيع عين ولا أثر.

١١

قال العلامة الحلي في كتاب «نهج الحق»: ذكر الإمام احمد بن حنبل في مسنده، والثعالبي في تفسيره انه لما نزلت الآية ٢١٤ من سورة الشعراء: «وانذر عشيرتك الاقربين» جمع النبي من أهل بيته ثلاثين، فاكلوا، وشربوا، ثم قال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون خليفتي، ومعي في الجنة؟ قال علي: أنا. فقال له: انت.

ونقل الشيخ محمد حسن المظفر في كتاب دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٣٣ عن كتاب كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٧ أن النبي قال لعشيرته: قد جئتكم بخير الدنيا

_________________________

١ - دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٥ طبعة سنة ١٩٥٣، وهذا الشاعر هو سفيان بن مصعب العبدي، قال السيد محسن الأمين: كان من أصحاب الإمام جعفر الصادق، وتوفي في حدود سنة ١٢٠ هجري (اعيان الشيعة، القسم الثاني من الجزء الأول ص ١٦٦ طبعة سنة ١٩٦٠ ).

١٢

والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا؟ قال علي: أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه فأخذ النبي برقبته، وقال: إن هذا أخي، ووصيي،وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لولدك علي(١)

وبهذه المناسبة ننقل ما ذكره الاديب المصري عبد الرحمن الشرقاوي في كتاب «محمد رسول الحرية»، قال في ص ٨٠ الطبعة الاولى:

«ورأى محمد أن يجمع أسرته من بني عبد المطلب، ويدعوهم إلى الإيمان بما جاء به، فليس أحب إليه من عشيرته. وأولم لهم في بيته، وبدأ يتكلم. وبدأوا كلهم يسمعون لمحمد، وهو يحدثهم عما جاء به. ولكن أحداً لم يستجب إليه: إلا علي بن أبي طالب. هو وحده الذي انتفض يؤكد أنه سينصر محمداً بسيفه. وضحك من الاستخفاف بعض الكبار، فقد كان علي هذا أصغر الحاضرين، كان اذ ذاك ما يزال فتى صغير السن، تتقدم به سنه الى أول الشباب، ولكن محمداً لم يستخف بحماسة علي، فقد قام اليه، فعانقه وبكى».

وقال الأميني في الجزء الأول من كتاب «الغدير»(٢) ص ٩ طبعة ١٣٧٢ هجري: بعد أن رجع النبي من حجة الوداع، وهي الحجة التي لم يلبث بعدها الا قليلاً، ووصل الى غدير خم جمع الناس، وخطبهم وقال فيما قال:

ان اللّه مولاي، وانا مولى المؤمنين، وانا اولى بهم من انفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه يقولها ثلاث مرات، ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، واحب من احبه، وابغض من بغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب.

ثم ذكر الاميني من رواة هذا الحديث ١٢٠ صحابياً ، و ٨٤ تابعياً، اما

___________________

(١) ذكر هذا الحديث محمد حسين هيكل في كتاب «حياة محمد» طبعة أولى، ثم حذفه في الثانية لقاء ٥٠٠ جنيه، ودليلنا المقابلة بين الطبعتين. انظر التعليق ص ١١٤ من «أعيان الشيعة» ج ١ قسم ١ طبعة ١٩٦٠

(٢) هذا الكتاب للشيخ عبد الحسين الأميني، وقد بلغ ١٢ مجلداً ضخماً، جمع فيه النصوص على خلافة علي من طرق السنة ورواياتهم عن النبي، وقد بلغت المئات، وطبع الكتاب أكثر من مرة في طهران، والمؤلف من علماء الشيعة في هذا العصر ومحل ثقة الجميع واحترامهم.

١٣

طبقات رواته من أئمة الحديث واساتذته فقد بلغوا ٣٦٠، وبلغ المؤلفون في حديث الغدير من السنة والشيعة ٢٦ مؤلفاً.

وقد اعتبر الشيعة حديث الغدير هذا نصاً بخلافة علي بعد النبي، ومن هنا اهتموا به هذا الاهتمام البالغ، واهل السنة يعترفون بصحة هذا الحديث، ويقولون بصدوره عن النبي، ولكنهم أوَّلوا الولاء بالحب والاخلاص، لا بالحكم والسلطان، فحديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» أشبه عندهم بحديث «يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» وغيره من الأحاديث الدالة على مكانة أهل البيت وعلو شأنهم، والحب وعلو الشأن شيء، والنص على الخلافة شيء آخر.

وأجاب الشيعة عن ذلك بأن قول النبي أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه يدل بصراحة ووضوح على أن نفس ولاية النبي الدينية والدنيوية هي بعينها قد جعلها النبي لعلي بعده، إذ جعل علياً نظير نفسه في أنه أولى بهم من أنفسهم، ولا شيء سوى ذلك، ولو كان للفظ المولى ألف معنى ومعنى.

لفظ الشيعة:

وكما أثبت الشيعة من كتب السنة وأقوالهم أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع ودعا اليها أثبتوا أيضاً من طرق السنة أن النبي أول من أطلق لفظ الشيعة على من احب علياً وتابعه، قال الشيخ محمد حسين المظفر في كتاب «تاريخ الشيعة» ص ٥ طبع النجف:

جاء في كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر وفي كتاب النهاية لابن الأثير، ان النبي قال: يا علي انك ستقدم على اللّه انت وشيعتك راضين مرضيين.

وجاء في الدر المنثور للسيوطي ان النبي قال: ان هذا - واشار الى علي - وشيعته لهم فائزون يوم القيامة.

ثم قال صاحب «تاريخ الشيعة»: فكانت الدعوة الى التشيع لعلي من محمد تمشي منه جنباً لجنب مع الدعوة الى شهادة لا إله الا اللّه محمد رسول اللّه.

وبهذا يتبين معنا ان المصدر الاول والاخير للشيعة والتشيع هو النبي دون سواه، فان كان التشيع هو السبب لتمزيق المسلمين وتفريق كلمتهم كما زعم

بعض السنة فالمسؤول عن ذلك هو النبي وحده دون سواه.

١٤

الشعر:

وكان لأحاديث الشيعة والتشيع أثر ظاهر في أشعار الصحابة، نقل طرفاً منها الشريف المرتضى في كتاب «العيون والمحاسن»(١) والشيخ الاميني في كتاب «الغدير». من ذلك ما جاء في ج ١ ص ١١ و ج ٢ ص ٣٩ من كتاب الغدير ان حسان بن ثابت قال للنبي بعد ان اعلن قوله من كنت مولاه فعلي مولاه: ائذن لي يا رسول اللّه ان اقول في علي ابياتاً تسمعهن، فقال له النبي: قل على بركة اللّه، فقام حسان، وقال: يا معشر مشيخة قريش، اتبعها قولي بشهادةٍ من رسول اللّه في الولاية:

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم واسمع بالنبي مناديا

وقد جاء جبريل عن أمر ربه

بأنك معصوم فلا تك وانيا

وبلغهم ما أنزل اللّه ربهم

إليك ولا تخشَ هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفه

بكف علي معلن الصوت عاليا

فقال فمن مولاكم ووليكم

فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إِماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليّه

وكن للذي عادى علياً معاديا

فيا رب انصر ناصريه لنصرهم

امام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

وفي ج ٢ ص ٦٧ من كتاب «العيون والمحاسن» أن خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين صاحب رسول اللّه، قال:

إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا

أبو حسن مما نخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس انه

أطب قريش بالكتاب وبالسنن

وإن قريشاً لا تشق غباره

إذا ما جرى يوماً على الضمر البدن

____________________

(١) هذا الكتاب جمعه الشريف المرتضى من أقوال استاذه الشيخ المفيد، وطبع في النجف سنة ١٩٣٧ باسم الفهرست خشية ان تمنعه السلطة يومذاك لو طبع باسمه الحقيقي.

١٥

وصي رسول اللّه من دون أهله

وفارسه قد كان في سالف الزمن

وأول من صلى من الناس كلهم

سوى خيرة النسوان واللّه ذو المنن

وصاحب كبش القوم في كل وقعة

يكون لها نفس الشجاع لدى الذقن

فذاك الذي تثني الخناصر باسمه

امامهم حتى أغيب في الكفن

وفي الكتاب المذكور أن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال عندما بويع أبو بكر:

ما كنت أحسب أن الأمر منتقل

عن هاشم ثم منها عن أبي حسن

أليس أول من صلى لقبلتهم

واعلم الناس بالآيات والسنن

وآخر الناس عهداً بالنبي ومن

جبريل عون له في الغسل والكفن

ماذا الذي ردكم عنه فنعلمه

ها ان بيعتكم من أول الفتن

وقال عبد اللّه بن سفيان بن الحرث بن عبد المطلب:

وكان ولي الأمر بعد محمد

علي وفي كل المواطن صاحبه

وصي رسول اللّه حقاً وجاره

وأول من صلى ومن لان جانبه

وقال الصحابي جرير بن عبد اللّه البجلي:

فصلى الإله على أحمد

رسول المليك تمام النعم

وصلى على الطهر من بعده

خليفتنا القائم المدعم

علياً عنيت وصي النبي

يجالد عنه غواث الأمم

وقال عبد الرحمن بن حنبل:

لعمري لئن بايعتم ذا حفيظة

على الدين معروف العفاف موفقا

عفيفاً عن الفحشاء أبيض ماجداً

صدوقاً وللجبار قدماً مصدقا

أبا حسن فارضوا به وتبايعوا

فليس كمن فيه لذي العيب منطقا

علي وصي المصطفى ووزيره

وأول من صلى لذي العرش واتقى

وهذا الشاعر الصحابي هو الذي قال في عثمان بن عفان(١) :

واحلف باللّه جهد اليمين

ما ترك اللّه أمراً سدى

ولكن جعلت لنا فتنة

لكي نبتلي بك أو تبتلى

____________________

(١) كتاب «الاستيعاب» ج ٢ ص ٤٠٧ طبعة ١٩٣٩

١٦

دعوت الطريد فأدنيته

خلافاً لما سنه المصطفى

ووليت قرباك أمر العباد

خلافاً لسنة من قد مضى

وأعطيت مروان خمس الغنى

-مة آثرته وحميت الحمى

وفي الجزء الثاني من كتاب «الغدير» ص ٦٧ أن الصحابي قيس بن سعد بن عبادة قال:

وعلي إمامنا وإمام

لسوانا أتى به التنزيل

يوم قال النبي من كنت مولا

ه فهذا خطب جليل

إنما قاله النبي على الأمة

حتم ما فيه قال وقيل

وفي كتاب «أمير المؤمنين علي بن أبي طالب» لكاظم آل نوح سنة ١٣٧٤ هجري ص ٤٣: نقلاً عن جمهرة الخطب أن سعيد بن قيس الهمداني كان يرتجز يوم صفين بقوله:

هذا علي وابن عم المصطفى

أول من أجابه لما دعا

هذا الإمام لا يبالي من غوى

وفي الكتاب المذكور ص ٤٤ أن الفضل بن أبي لهب قال:

الا إن خير الناس بعد محمد

مهيمنه التاليه في العرف والنكر

وخيرته في خيبر ورسوله

تبيد عهود الشرك فوق أبي بكر

وأول من صلى وصنو نبيه

وأول من أردى الغواة لدى بدر

فذاك علي الخير من ذا يفوقه

أبو حسن حلف القرابة والصهر

وفي صفحة ٤٥ نقلاً عن كتاب «صفين» لنصر بن مزاحم أن زفر بن زيد بن حذيفة الأسدي قال يوم صفين:

فحوطوا علياً فانصروه فانه

وصيي وفي الإسلام أول أول

وان تخذلوه والحوادث جمة

فليس لكم عن أرضكم متحول

وفي كتاب «أمالي الشيخ المفيد» ص ٩١، منشورات المطبعة الحيدرية بالنجف:

إن علي بن أبي طالب لما بلغه مسير طلحة والزبير لحربه خطب في الناس، وقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه:

أما بعد، فإن اللّه تبارك وتعالى لما قبض نبيه قلنا نحن أهل بيته وعصبته

وورثته وأولياؤه أحق خلائق اللّه به، لا ننازع حقه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك إذ نفر

١٧

المنافقون، فانتزعوا سلطان نبينا منا، وولوه غيرنا. وايم اللّه لولا مخافة الفرقة من المسلمين أن يعودوا إلى الكفر، ويعود الدين لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا، وقد ولي ذلك ولاة مضوا لسبيلهم، ورد اللّه الأمر إليّ، وقد بايعني طلحة والزبير، ثم نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما لغشهما هذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة.

فقام الصحابي بو الهيثم بن التيهاني، وقال: يا أمير المؤمنين إن حسد قريش إياك على وجهين: أما خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل، وارتفاعاً في الدرجة، وأما شرارهم فحسدوك حسداً أحبط اللّه به أعمالهم، وأثقل أوزارهم، وما رضوا أن يساووك، حتى أرادوا أن يتقدموك، فبعدت عليهم الغاية، وأسقطهم المضمار، وكنت أحق قريش بقريش، نصرت نبيهم حياً، وقضيت عنه الحقوق ميتاً، واللّه ما بغيهم إلا على أنفسهم، ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك ثم انشأ:

إن قوماً بغوا عليك وكادوا

ثم عابوك بالأمور القباح

ليس من عيبها جناح بعوض

فيك حقاً ولا كعشر جناح

أبصروا نعمة عليك من اللّه

وقرماً يدق قرن النطاح

وإماماً تأوي الأمور إليه

ولجاماً يلين غرب الجماح

كلٍ ما تجمع الامامة فيه

هاشمياً له عراض البطاح

حسداً للذي أتاك من اللّه

وعادوا إلى قلوب قراح

ونفوس هناك أوعية البغض

على الخير للشفاء شحاح

من مسر يكنه حجب الغيب

ومن مظهر العداوة لاح

يا وصي النبي نحن من الحق

على مثل بهجة الاصباح

فخذ الاوس والقبيل من الخز

رج بالطعن والوغى والكفاح

ليس منا من لم يكن لك في اللّه

ولياً على الهدى والفلاح

فاشعار الصحابة والأحاديث النبوية تدل دلالة واضحة على أن التشيع بمعنى وجود النص على علي بالخلافة بعد النبي بلا فاصل كان موجوداً في عهد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله

١٨

الأصْحَابُ والتّشيّع

ذكر ابن أبي الحديد في «شرح النهج»، والسيد محسن الأمين في الجزء الثاني من «الأعيان»، وكرد علي في «خطط الشام»، والسيد حيدر الآملي في «الكشكول فيما جرى على آل الرسول»

ذكر هؤلاء وغيرهم أن جماعة من أصحاب رسول اللّه كانوا يدينون بالتشيع، ويعتقدون أن النبي نص على علي باسمه، وعيّنه خليفة على المسلمين من بعده، وجعله أولى بالناس من أنفسهم، ثم دكروا أسماء هؤلاء الأصحاب.

ولا شيء أقرب إلى التصديق من هذا القول، لأن مقياس الصدق لأقوال المؤرخين وغيرهم هو الواقع، فإن كان ما يدل عليه وجب القبول، وإلا وجب الرد. وتشيع جماعة من الأصحاب لعلي أمر طبيعي، وحقيقة يفرضها الواقع بعد أن كان النبي هو الباعث الأول لهذه العقيدة، كما قدمنا. وليس من المعقول أن ينقض جميع الأصحاب عهد نبيهم، ويخالفوا بكاملهم ما جاءهم به من البينات.

وأيضاً ليس من المعقول أن يتشيع جماعة من الأصحاب، ثم لا يظهر أي أثر لتشيعهم، بخاصة بعد أن صرفت الخلافة عن علي إلى غيره، ومن هنا رأينا هؤلاء الأصحاب يؤلفون حزباً مناهضاً لبيعة أبي بكر وخلافته.

قال السيد محسن الأمين في القسم الأول من الجزء الثالث «لأعيان الشيعة» ص ٣٠٨ وما بعدها طبعة ١٩٦٠(١) :

____________________

(١) يعتمد المؤلف هنا على تاريخ الطبري، والإمامة والسياسة لابن قتيبة، وعلى ارشاد المفيد واحتجاج الطبرسي.

١٩

«انقسم الناس بعد وفاة النبي أحزاباً خمسة:

١ - حزب سعد بن عبادة رئيس الخزرج من الأنصار.

٢ - حزب أبي بكر وعمر، ومعهما جل المهاجرين.

٣ - حزب علي، ومعه بنو هاشم، وقليل من المهاجرين، وكثير من الأنصار الذين قالوا: لا نبايع إلا علياً، كما جاء في تاريخ الطبري.

٤ - حزب عثمان بن عفان من بني أمية ومن لف لفيفهم.

٥ - حزب سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن من بني زهرة.

ومال قسم كبير من الأنصار مع حزب أبي بكر وعمر، فقوي حزبهما، واضطر عثمان، وحزب ابن أبي وقاص أن يبايعوا أبا بكر، وبقي حزب علي هو المعارض الوحيد، وحاول أبو سفيان أن يستغل الموقف، ويساوم أبا بكر، فجاء إلى علي وقال:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم

ولا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم وإليكم

وليس لها إلا أبو حسن علي

أما واللّه لو شئتم يا بني هاشم لاملأنها عليهم خيلاً ورجالاً، فناداه علي ارجع يا أبا سفيان، فواللّه ما تريد اللّه بما تقول، وما زلت تكيد للإسلام وأهله.

ولما سمع أبو بكر تهويش أبي سفيان أسند بعض الوظائف لولده، فرضي وسكت، بل دعا للخليفة بالتوفيق والنجاح.

واجتمع ١٢ رجلاً من حزب علي، وتشاوروا بينهم في إنزال أبي بكر عن منبر الرسول، فقال قائل منهم: استشيروا علياً قبل أن تفعلوا، ولما استشاروه قال: لو فعلتم لاثرتم حرباً، ولأتى إليّ القوم، وقالوا: بايع، والا قتلناك.

لقد شعر حزب علي بالخيبة، وانتاب رجاله هزة عنيفة ارتعشت منها قلوبهم وأعصابهم، لصرف الحق عن أهله، والاستهتار بالدين، وأقوال سيد المرسلين، وإذا نهاهم الإمام عن حمل السلاح، وإعلان العصيان، ومجابهة الحاكم وجهاً لوجه فإن هناك سبيلاً آخر لمناصرة الحق، وهو الدعاية له، والعمل على نشره في جميع الأوساط، ومختلف الطبقات. وهذا ما حصل بالفعل، فكانوا - أينما حلوا - يوجهون الناس إلى علي، ويحدثونهم عن فضائله، ومكانته عند اللّه والرسول، ويؤكدون حقه في الخلافة، ويركزون دعايتهم هذه على كتاب اللّه

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

صنع كما صنعت أستجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.

[٩٣٥٣] ٥ - أبو علي بن الشيخ الطوسي (ره) في أماليه: عن أبيه، عن أبي محمد الفحام، عن محمد بن أحمد المنصوري، عن سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس قال: قلت للعسكريعليه‌السلام ذات يوم: يا سيدي قد وقع إليّ اختيارات الأيام عن سيدنا الصادقعليه‌السلام ، ممّا حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهّر(١) ، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيدنا الصادقعليه‌السلام في كلّ شهر فأعرضه عليك، فقال: افعل فلمّا عرضته عليه وصحّحته، قلت له: يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد، لما ذكر فيها من النحس(٢) والمخاوف، فتدلّني على الاحتراز من المخاوف فيها، فإنّما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها، فقال لي: « يا سهل، إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجّة البحار الغامرة، وسباسب البيداء(٣) الغابرة(٤) ، بين سباع وذئاب، وأعادي الجن والإنس، لآمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عزّوجلّ، وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرينعليهم‌السلام ، وتوجّه حيث شئت، واقصد ما شئت [ يا سهل ](٥) إذا أصبحت وقلت ثلاثا: أصبحت اللّهم معتصما بذمامك المنيع، الذي لا يطاول ولا يحاول، من كلّ طارق وغاشم، من سائر ما خلقت ومن(٦) خلقت:

__________________

٥ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٣.

(١) في المصدر: مظفر.

(٢) في نسخة: التحذير (منه قدّه).

(٣) في نسخة: البيد (منه قدّه).

(٤) في نسخة: الغايرة (منه قدّه).

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في نسخة: من خلقت وما (منه قدّه).

٢٤١

من خلقك الصامت والناطق، في جنّة من كلّ مخوف، بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، محتجبا(٧) من كلّ قاصد لي إلى أذيّة، بجدار حصين(٨) الإخلاص في الاعتراف بحقّهم، والتمسّك بحبلهم جميعا، موقنا أن الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم، أُوالي من والوا وأُجانب من جانبوا فأعذني اللّهم بهم من شرّ كلّ ما أتقيه، يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات والأرض إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون وقلتها عشيّا ثلاثا، حصلت في حصن من مخاوفك، وأمن من محذورك، فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه، فقدم أمام توجّهك الحمد لله ربّ العالمين، والمعوذتين، وآية الكرسي، وسورة القدر، وآخر آية في سورة آل عمران وقل: اللّهم بك يصول الصائل » إلى آخر ما تقدم في باب الاستعاذة والاحتجاب.

[٩٣٥٤] ٦ - ومن أدعيّة السرّ بالسند المتقدم: « يا محمد ومن كان غائبا، وأحبّ أن أُؤَدّيه سالما مع قضائي له الحاجة، فليقل في غربته: يا جامعا بين أهل الجنّة على تألف من القلوب، وشدّة تواصل(١) منه(٢) في المحبة، ويا جامعاً بين أهل طاعته وبين من خلقه لها، ويا مفرّجاً(٣) عن كلّ محزون، ويا مؤمّل(٤) كلّ غريب، ويا راحمي في غربتي بحسن

__________________

(٧) في نسخة: محتجزاً (منه قدّه).

(٨) في نسخة: حصن (منه قدّه).

٦ - البلد الأمين ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ٩٥ ص ٣٢٣.

(١) في نسخة: تواجد (منه قدّه).

(٢) في نسخة: منهم (منه قدّه).

(٣) في نسخة: ويا مفرّج (منه قدّه).

(٤) في المصدر: موئل.

٢٤٢

الحفظ والكلاءة(٥) والمعونة إليّ، ويا مفرّج ما بي من الضيق والحزن، اجمع(٦) بيني وبين أحبّتي(٧) ، ويا مؤلفاً بين الأحبّة(٨) ، صلّ على محمد وآل محمد، ولا تفجعني بانقطاع رؤية(٩) أهلي وولدي عنّي(١٠) ، ولا تفجع أهلي بانقطاع رؤيتي(١١) عنهم، بكل مسائلك أدعوك فاستجب لي، فذلك دعائي إياك [ فارحمني ](١٢) يا أرحم الراحمين فإنّه إذا قال ذلك آنسته في غربته، وحفظته في الأهل، وأديتّه سالما مع قضائي له الحاجة ».

[٩٣٥٥] ٧ - جامع الأخبار: استوصى رجل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عند خروجه إلى السفر، فقالعليه‌السلام : « إن أرد ت الصاحب فالله يكفيك، وإن أردت الرفيق فالكرام الكاتبون تكفيك(١) وإن أردت المؤنس فالقرآن يكفيك، وإن أردت العبرة فالدنيا تكفيك، وإن أردت العمل فالعبادة تكفيك، وإن أردت الوعظ فالموت يكفيك، وإن لم يكفك ما ذكرت فالنار يوم القيامة تكفيك ».

[٩٣٥٦] ٨ - الشيخ حسن بن فضل بن الحسن الطبرسي في مكارم

__________________

(٥) في نسخة: والكلابة (منه قدّه).

(٦) في نسخة: بالجمع (منه قدّه).

(٧) في نسخة: أحبائي (منه قدّه).

(٨) في نسخة: الأحبّاء (منه قدّه).

(٩) في نسخة: أوبة (منه قدّه).

(١٠) في نسخة: بامتناع رؤياهم عنّي (منه قدّه).

(١١) في نسخة: أوبتي (منه قدّه).

(١٢) أثبتناه من المصدر.

٧ - جامع الأخبار ص ٢١٢.

(١) في نسخة: يكفونك (منه قدّه)

٨ - مكارم الأخلاق ص ٣٥٣.

٢٤٣

الأخلاق: الدعاء في الوحدة: يا أرض ربي وربّك الله، أعوذ بالله من شرّك، وشرّ ما فيك، وشرّ ما خلق فيك، ومن شرّ ما يحاذر عليك، أعوذ بالله من شرّ كلّ أسد وأسود، وحيّة وعقرب من ساكن البلد، ومن شرّ والد وما ولد( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (١) الحمد لله بنعمته وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا في السفر، وأفضل علينا، فإنّه لا حول ولا قوة إلّا بالله ثم يقرأ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) إلى آخرها، فإنّه لا يؤذيك شئ من السباع والهوام، والحيّات والعقارب، إذا قرأت ذلك، ولو بتّ على الحيّة بإذن الله.

[٩٣٥٧] ٩ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه أمر بالوليمة وقال: « هي في أربع: العرس، والخرس(١) والاعذار(٢) والوكيرة - إلى أن قال - والوكيرة قدوم الرجل من سفره ».

[٩٣٥٨] ١٠ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه لم يرتحل من منزل إلّا وصلّى عليه ركعتين، وقال: « حتى يشهد عليّ بالصلاة ».

[٩٣٥٩] ١١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه إذا

__________________

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٧.

(١) الخُرْس: بضم وسكون: طعام يصنع للولادة (مجمع البحرين ج ٤ ص ٦٤).

(٢) الإعذار: الختان، ثم قيل للطعام الذي يطعم في الختان: إعذاراً (مجمع البحسرين ج ٣ ص ٣٩٩).

١٠ - لبّ اللباب: مخطوط.

١١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٦ ح ١٣٣.

٢٤٤

كان في سفر فأقبل الليل قال: « أرض ربّي وربّك الله، أعوذ بالله من شرّك، وشرّ ما فيك، وشرّ ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود، ومن الحيّة والعقرب، ومن ساكن البلد ووالد وما ولد ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « سيروا سير أضعفكم(١) ».

[٩٣٦٠] ١٢ - مجموعة الشهيد (ره): نقلاً من كتاب عماد المحتاج إلى معرفة مناسك الحاج لا بن البرّاج: روي: أن من قرأ القدر عند خروجه من بيته رجع إليه.

[٩٣٦١] ١٣ - السيد هبة الله في مجموع الرائق: في خواص القرآن: الذاريات إذا قرأها المسافر، أمن وحرس في طريقه.

ونقله الشهيد في مجموعته(١) : عن الصادقعليه‌السلام : الممتحنة من أدمن قراءتها في السفر والسحر، أمن حوادثه حتى يرجع إلى مأمنه.

سورة نوح إذا تلاها المعقل سهل خروجه: وإن كان للسفر فتح له باب الفرج والحظّ إلى أن يعود إلى بيته.

[٩٣٦٢] ١٤ - وفي مجموعة الشهيد: عن الصادقعليه‌السلام ، هكذا: « وإن كان في السير فتح له باب الفرج، وحفظ إلى أن يعود إلى أهله ».

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٨٤ ح ١٢٧.

١٢ - مجموعة الشهيد

١٣ - مجموع الرائق ص ٥.

(١) مجموعة الشهيد

١٤ - مجموعة الشهيد.

٢٤٥

المرسلات: من أراد السفر قرأها، والمسافر يحفظ بقراءتها من كلّ طارق.

[٩٣٦٣] ١٥ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره، والطبرسي في مجمع البيان: عن جبير بن مطعم، قال: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « أتحبّ يا جبير أن تكون إذا خرجت سفراً من أمثل أصحابك هيئة، وأكثرهم زادا؟ » قلت: نعم بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، قال: « فاقرأ هذه السور الخمس: قل يا أيّها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ بربّ الناس، وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم » قال جبير: وكنت غير كثير المال، وكنت أخرج مع من شاء الله أن أخرج، فأكون أكثرهم(١) همّة، وأمثلهم زادا، حتى أرجع من سفري ذلك.

[٩٣٦٤] ١٦ - السيد علي بن عبد الحميد النيلي في الأنوار المضيئة: على ما نقله عنه بعض المعاصرين، قال: ومن ذلك ما نقلته عن بعض أهل الخير والصلاح (ره)، أنه إذا كان آخر جمعة من شهر رمضان فاجلس تجاه الشمس، فإذا صارت بين الحاجبين فاكتب: لا آلاء إلّا ألاؤك كعسكون كعسلمين، وبالحق أنزلناه، وبالحق نزل أوّل الآية السادسة بعد المائة من سورة الأسرى، إلى ذكر الإرسال، وذكر أنّ لذلك وقعا عظيما في حفظ الأموال، وما يوضع فيه على كلّ حال، وأنه مختص بفضائل غريبة، وأقاصيص عجيبة.

__________________

١٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٥٩٥، ورواه الطبرسي في مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٥١.

(١) في نسخة: أكبرهم (منه قدّه).

١٦ - الأنوار المضيئة.

٢٤٦

ولقد جربته فرأيته كما قال، وأعطيته لكثير من الناس فرأوا منه في الأسفار غرائب من الآثار في حفظ الأموال، ما أغناهم عن السلاح والرجال والحرب والقتال، ولقد انتفعنا به، وكثير من الأصحاب، نفعا كثيراً مرّة حتى إذا خفنا من نهب ما نرسله من الحوائج، يجعل فيه ذلك الاسم المبارك، ولو نهب غيره لم ينهب ثم قال: إنه كان على باب المشهد الشريف الغروي جماعة من الأعراب على ظهور خيولهم، إن خرج خارج نهبوه إلى آخر ما ذكره من الأمر العجيب، ثم قال: وله آثار غريبة في الحفظ، لو ذكرناها لأطلنا البحث، انتهى.

٢٤٧

أبواب أحكام الدواب في السفر وغيره

١ -( باب استحباب اقتناء الخيل وإكرامها)

[٩٣٦٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إنّ الله وملائكته يصلون على أصحاب الخيل، من اتخذها وأعدّها لمارق في دينه أو مشرك».

[٩٣٦٦] ٢ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أن صهيل الخيل يفزع(١) قلوب الأعداء، ورأيت جبرئيل يتبسم عند صهيلها، فقلت: يا جبرئيل لم تتبسم؟ فقال: وما يمنعني والكفار ترجف قلوبهم عند صهيلها، وترعد كلاهم ».

[٩٣٦٧] ٣ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام : « أن رجلاً من خرش كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، ومع الخرشي فرس، وكان

__________________

أبواب أحكام الدواب في السفر وغيره

الباب ١

١ - الجعفريات ص ٨٦.

٢ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) في المصدر: ليقرع.

٣ - الجعفريات ص ٨٧.

٢٤٨

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يستأنس إلى فرسه(١) ، ففقده فبعث إليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: « ما فعل فرسك؟ قال: اشتدّ عليّ شغنه فأخصيته، فقال: مه مه مثلت به، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، أعرافها أدفاؤها، ونواصيها جمالها، وأذنابها مذابّها ».

[٩٣٦٨] ٤ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، نزل عن فرسه فقال: قم بارك الله فيك، حتى نصلّي ثم نأتيك، فمضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى المسجد، وأنّ الفرس لقائم ما يتزمزم(١) ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : بارك الله فيك ».

[٩٣٦٩] ٥ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام : « أن رجلاً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وهو قائم على فرس له، فسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وعليكم السلام، فقال الرجل: إنّما أنا وحدي، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : عليك وعلى فرسك ».

[٩٣٧٠] ٦ - القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة ».

__________________

(١) في المصدر: صهيله.

٤ - الجعفريات ص ٨٧.

(١) الزمزمة: الصوت الخفيّ (لسان العرب ج ١٢ ص ٢٧٤).

٥ - الجعفريات ص ٨٧.

٦ - الشهاب ص ٧١ ح ١٧٢، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ١٧٦ ح ٦.

٢٤٩

[٩٣٧١] ٧ - دعائم الاسلام: روينا عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: إنّ الله وملائكته يصلّون على أصحاب الخيل، من اتخذها فأعدّها في سبيل الله ».

[٩٣٧٢] ٨ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « من ارتبط فرسا في سبيل الله، كان علفه وكلّ ما يناله(١) ، وما يكون منه وأثره، حسنات في ميزانه يوم القيامة ».

[٩٣٧٣] ٩ - وعنه (عليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « صهل (فرس في سبيل الله)(١) وعندي جبرئيل فتبسم، فقلت: لم تبسمت يا جبرئيل؟ قال: وما يمنعني أن أتبسم والكفار ترتاع قلوبهم، وترعد كلاهم، عند صهل خيول المسلمين ».

[٩٣٧٤] ١٠ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « مرّ رجل من المسلمين على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وهو على فرس له، فسلّم [ عليه ](١) فقال [ له رسول الله ](٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وعليكما السلام، فقلت: يا رسول الله أليس هو [ رجلاً ](٣) واحداً؟ فقال: سلّمت عليه، وعلى فرسه ».

[٩٣٧٥] ١١ - وعنهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ،

__________________

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

٨ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

(١) في المصدر: يطأ عليه.

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

(١) ما بين القوسين في المصدر: فرسي.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

(١، ٢، ٣) أثبتناه من المصدر.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

٢٥٠

أنه قال: « الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، أعرافها أدفاؤها ونواصيها جمالها، وأذنابها مذابّها ».

[٩٣٧٦] ١٢ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أبي جعفر المدائني، عن القسم بن الحسن، عن أبيه الحسن بن زيد، عن أبيه، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، عن أبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لمّا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق الخيل، قال لريح الجنوب: إنّي خالق منك خلقاً فأجعله عزّاً لأوليائي، ومذلّة على أعدائي، وجمالا لأهل طاعتي فقالت: الريح أُخلق، فقبض منها قبضة فخلق فرساً، فقال له: خلقتك غريبا، وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت عليك صاحبك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبّحونني ويحمدونني ويكبّرونني، فتسبّحين إذا سبّحوا، وتهلّلين إذا هلّلوا وتكبّرين إذا كبّروا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ما من تسبيحة وتحميدة وتمجيدة وتكبيرة يكبّرها صاحبها، فتسمعها إلّا وتجيبه بمثلها، ثم قال: لمّا سمعت الملائكة صفة الفرس وعاينوا خلقها، قالت: ربّ نحن ملائكتك نسبّحك ونحمدك فماذا لنا؟ فخلق الله لها خلقا بلقا(١) أعناقها كأعناق البخت(٢) ، فلما أرسل الفرس إلى الأرض، واستوت

__________________

١٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٢.

(١) البَلَق بالتحريك، سواد في بياض (مجمع البحرين ج ٥ ص ١٤٠).

(٢) البخت: هي جمال طول الأعناق، واللفظة معرّبة (النهاية ج ١ ص ١٠١).

٢٥١

قدماه على الأرض صهل، فقيل: بوركت من دابّة أذلّ بصهيلك المشركين، وأذلّ به أعناقهم، واملأ به آذانهم، وأرعد به قلوبهم، فلمّا عرض الله على آدم من كلّ شئ، قال له: إختر من خلقي ما شئت، فاختار الفرس فقيل له: إخترت عزّك، وعزّ ولدك، خالدا ما خلّدوا، وباقيا ما بقوا، بركتي عليك وعليهم، ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك ومنه »(٣) .

٢ -( باب استحباب التوسعة في الانفاق على الخيل)

[٩٣٧٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدّثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه الحسينعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، بعث مع عليعليه‌السلام ، ثلاثين فرساً في غزاة السلاسل، فقال: يا علي أتلو عليك آية في نفقة الخيل( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) (١) يا علي هي النفقة على الخيل ينفق الرجل سرّاً وعلانية ».

__________________

(٣) جاء في هامش المخطوط والطبعة الحجرية ما نصّه: « وهذا الخبر رواه الثعلبي في تفسيره في سورة آل عمران قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقيل الأنصاري، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قالا: أخبرنا أبو منصور محمد الفنكي، قال: أخبرنا محمد بن الأشرس، قال: أخبرنا أبو جعفر المدائني، قال: أخبرنا القاسم بن الحسن بن زيد الخ، وكان في نسختي من التفسير بعض الأسقام فنقلت متن الخبر عن تفسير الثعلبي والله أعلم » (منه قدّه).

الباب ٢

١ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) البقرة ٢: ٢٧٤.

٢٥٢

[٩٣٧٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « يا علي، النفقة على الخيل المرتبطة في سبيل الله، هي النفقة التي قال الله عزّوجلّ:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) (١) ».

[٩٣٧٩] ٣ - الصدوق في الفقيه: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، والمنفق عليها في سبيل الله، كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها ».

[٩٣٨٠] ٤ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن ثوبان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « أفضل دينار دينار أنفقه الرجل على عياله، ودينار أنفقه على دابّته في سبيل الله » الخبر.

٣ -( باب استحباب استسمان الدابة)

[٩٣٨١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في حديث: ومن اتخذ دابّة فليستفرهها(١) ».

ورواه في دعائم الاسلام عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثله(٢) .

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٤.

(١) البقرة ٢: ٢٧٤.

٣ - الفقيه ج ٢ ص ١٨٥ ح ٨٣٥.

٤ - در اللآلي ج ١ ص ١٥.

الباب ٣

١ - الجعفريات ص ١٥٧.

(١) استفرهوا ضحاياكم: أي استحسنوها (مجمع البحرين ج ٦ ص ٣٥٥).

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٦٠.

٢٥٣

٤ -( باب استحباب اختيار البرذون والبغل على اقتناء الحمار)

[٩٣٨٢] ١ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: قيل حجّ الرشيد فلقيه موسىعليه‌السلام على بغلة له، فقال له الرشيد: مثلك في حسبك ونسبك وتقدمك تلقاني على بغلة؟ قال: « تطأطأت عن خيلاء الخيل، وارتفعت عن ذلّة الحمير ».

[٩٣٨٣] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق مرسلا: ولمّا حجّ الرشيد استقبله موسى بن جعفرعليهما‌السلام بالمدينة على بغل، فقال له الرشيد يا أبا الحسن عزّت بك الخيل حتى ركبت بغلاً؟ فقال له موسىعليه‌السلام : « إنه يتضع عن خيلاء الخيل، ويرتفع عن ذلّة العير، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خيار الأمور أوسطها ».

٥ -( باب ما يستحب اختياره من ألوان الخيل والبغال والحمير والإبل، وما يكره منها)

[٩٣٨٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا خيل أبقى من الدهّم، ولا امرأة كبنت العمّ ».

__________________

الباب ٤

١ - البحار ج ٦٤ ص ١٧٥ ح ٣٣، عن اعلام الدين ص ٩٨.

٢ - الأخلاق

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ٩٠.

٢٥٤

[٩٣٨٥] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « غزا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ غزاة، فعطش الناس عطشا شديداً، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : هل من مغيث بالماء؟ فضرب الناس يمينا وشمالا، فجاء رجل على فرس أشقر بين يديه قربة من ماء، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : اللهم بارك في الشقر، فجاء رجل آخر على فرس أشقر بين يديه قربتان من ماء، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : اللهم بارك في الشقر، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : شقرها خيارها، وكمتها(١) صلابها، ودهمها ملوكها، فلعن الله من جزّ أعرافها وأذنابها مذابّها ».

[٩٣٨٦] ٣ - البحار، عن كتاب الأمامة والتبصرة: عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضّال، عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « شقرها خيارها » وذكر مثله.

[٩٣٨٧] ٤ - وعن السيد الرضي في المجازات النبوية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « خير الخيل الأدهم الأقرح، المحجل ثلاثا طلق اليد اليمنى ».

[٩٣٨٨] ٥ - المفيد في الارشاد: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن

__________________

٢ - الجعفريات ص ٨٦.

(١) الكُمت: جمع كميت: وهي الحمراء (لسان العرب ج ٢ ص ٨١).

٣ - البحار ج ٦٤ ص ١٧٦ ح ٣٤ بل عن جامع الأحاديث ص ١٤.

٤ - البحار ج ٦٤ ص ١٨٠ ح ٣٩ عن المجازات النبويّة ص ١٢١ ح ٨٨.

٥ - إرشاد المفيد ص ٣٤٣.

٢٥٥

الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن علي بن زيد بن الحسين بن زيد بن عليعليه‌السلام ، قال: كان لي فرس، وكنت به معجبا أكثر ذكره في المجالس، فدخلت على أبي محمدعليه‌السلام يوما فقال: « ما فعل فرسك؟ » إلى أن ذكر أنه مات، قال: ثم دخلت على أبي محمدعليه‌السلام ، وأقول في نفسي ليته أخلف علي دابّة، فقال قبل أن أتحدث بشئ: « نعم، نخلف عليك، يا غلام أعطه برذوني الكميت - ثم قال - هذا خير من فرسك، وأطول عمراً وأوطأ ».

[٩٣٨٩] ٦ - نصر بن مزاحم في كتاب صفّين: عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: كان عليعليه‌السلام يركب بغلة له قبل أن تلتقي الفئتان بصفّين فلمّا حضرت الحرب، وبات تلك اللّيلة يعبّئ(١) الكتائب حتى أصبح قال: « إئتوني بفرسي » فأُتي له بفرس أدهم يبحث الأرض بيديه جميعا، له حمحمة وصهيل فركبه، الخبر.

[٩٣٩٠] ٧ - القاضي أبو عبد الله القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « يمن الخيل في شقرها ».

ورواه في عوالي اللآلي: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله(١) .

مجموعة الشهيد: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « لو اجتمعت الخيل ثم أرسلت لحاها تقودها الشقر »(٢) .

__________________

٦ - كتاب وقعة صفين ص ٢٣٠ عن عمر، عن الحارث بن حصيرة وغيره، مع اختلاف في اللفظ.

(١) في المخطوط يعني، وما أثبتناه من المصدر.

٧ - الشهاب ص ٧١ ح ١٧٣، وعنه في البحار ج ٦٤ ص ١٧٦ ح ٣٧.

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧١ ح ١٩٩.

(٢) مجموعة الشهيد ص ١٠٤.

٢٥٦

٦ -( باب استحباب اختيار المركب الهنئ، وكراهة الإقتصار على المركب السوء)

[٩٣٩١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب الهنئ، والولد الصالح ».

ورواه في الدعائم: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثله، وفيه: المرء المؤمن(١) .

[٩٣٩٢] ٢ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، اشترى مهراً بمائة صاع إلى سنة ».

٧ -( باب حقوق الدابة الواجبة والمندوبة)

[٩٣٩٣] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : للدابة على صاحبها ستّ خصال: يعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها

__________________

الباب ٦

١ - الجعفريات ص ٩٩.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٥ ح ٧٠٩.

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

الباب ٧

١ - الجعفريات ٨٥.

٢٥٧

إلّا على حق، ولا يحملها ما لا تطيق ولا يكلّفها من السير إلّا طاقتها، ولا يقف عليها فواقا(١) ».

[٩٣٩٤] ٢ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي، فرب دابة مركوبة خير من راكبها، وأطوع لله، وأكثر ذكراً ».

[٩٣٩٥] ٣ - وبهذا الإسناد: عن علي بن الحسين، عن آبائهعليهم‌السلام : « أن أبا ذر تمعّك(١) فرسه ذات يوم فتحمحم(٢) في تمعّكه، فقال أبو ذر: حسبك الآن فقد استجيب لك، فاسترجع القوم فقالوا: قد خولط(٣) أبو ذر، فقال: ما لكم؟ قالوا: تكلم بهيمة من البهائم، فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول في الفرس إذا تمعك: دعا بدعوتين فيستجاب له، يقول: اللّهم اجعلني أحبّ ماله إليه، والدعوة الثانية يقول: اللّهم ارزقه الشهادة على ظهري، فدعوتاه مستجابتان ».

[٩٣٩٦] ٤ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ :

__________________

(١) الفُواق: بضمّ الفاء: أن تحلب الناقة ثمّ تترك ساعة حتى تدرّ ثمّ تحلب (لسان العرب ج ١٠ ص ٢١٨).

٢ - الجعفريات ص ٨٥.

٣ - الجعفريات ص ٨٥.

(١) تمعّك: تمرّغ وتقلّب في التراب (مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٨٨).

(٢) الحمحمة: صوت الفرس دون الصهيل (لسان العرب ج ١٢ ص ١٦١).

(٣) خولط الرجل فهو مُخالَط: إذا تغيّر عقله (لسان العرب ج ٧ ص ٢٩٥).

٤ - الجعفريات ص ٨٦.

٢٥٨

قلّدوا النساء ولو بسير، وقلّدوا الخيل، ولا تقلّدوها الأوتار ».

[٩٣٩٧] ٥ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نهى أن تُحمَّل الدواب فوق طاقتها(١) ، وأن تُضَيَّعَ حتى تهلك، وقال: لا تتخذوا ظهور الدوّاب كراسيّ، فربّ دابة مركوبة خيرٌ من راكبها، وأطوُع لله [ منه ](٢) وأكثر ذكراً، ونظرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى ناقةٍ مُحَمّلَةٍ قد ثقلت فقال: أين صاحبها: فلم يوجد فقال: مروه أن يستعدّ لها غداً للخصومة ».

[٩٣٩٨] ٦ - وعن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « يجب للدابة على صاحبها ستّ خصال: يبدأ بعلفها إذ نزل، ويعرض عليها الماء إذا مرّ به، ولا يضربها إلّا على حق، ولا يحملها ما لا تطيق، ولا يكلّفها من السير ما لا تقدر عليه، ولا يقف عليها فُوَاقاً ».

[٩٣٩٩] ٧ - السيد الرضي في المجازات النبويّة: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « قلّدوا الخيْلَ، ولا تُقلِّدُوها الأوتَارَ ».

[٩٤٠٠] ٨ - ابن شهرآشوب في المناقب: في سياق أحوال السجادعليه‌السلام : عن زرارة بن أعين: لقد حجّ على ناقة عشرين حجة، فما قرعها بسوط.

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) في المخطوط: أحمالها، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

٧ - المجازات النبويّة ص ٢٥٧.

٨ - المناقب ج ٤ ص ١٥٥.

٢٥٩

ورواه صاحب الحلية: عن عمرو بن ثابت.

٨ -( باب كراهة ضرب الدابة على وجهها وغيره ولعنها)

:[٩٤٠١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن توسم الدواب في وجُوهها، فإنّها تسبّح بحمد ربّها عزّوجلّ، وأن يضرب في(١) وجهها ».

[٩٤٠٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام (١) : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، سمع رجلاً يلعن بعيراً(٢) ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إرجع لا تصحبنا على بعير ملعون ».

وعن عليعليه‌السلام ، أنه يكره(٣) سبّ البهائم.

[٩٤٠٣] ٣ - الحسين بن حمدان الحضيني، عن علي بن الطيب الصابوني، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: « لمّا كان في الليلة التي توفي

__________________

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ٨٥.

(١) في ليس في المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) في المصدر: عن جعفر بن محمدعليه‌السلام .

(٢) وفيه: بعيره.

(٣) في المصدر: وكان عليعليه‌السلام يكره ..

٣ - الهداية ص ٤٧ ب.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419