استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٢

استخراج المرام من استقصاء الإفحام13%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 456

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 456 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 227660 / تحميل: 8351
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

عكرمة مولى ابن عبّاس

وأمّا عكرمة ، فإنّهم وإنْ ذكروا له محامد كثيرة ومناقب عالية ، حتّى نقلوا عن الشعبي : ما بقي أحدٌ أعلم بكتاب الله من عكرمة(١) .

وعن سعيد بن جُبير : أنّ عكرمة أعلم منه(٢) .

وعن البخاري وأبي حاتم وغيرهما : أنّه ثقة .

بل رَوَوا عن يحيى بن معين قوله : ( إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة وفي حمّاد بن سلمة ، فاتّهمه على الإسلام )(٣) .

بل عن شهر بن حوشب : ( عكرمة حَبْرُ هذه الأُمّة )(٤) .

هو من أعلام الخوارج

لكنّ الرجل مِن أعلام الخوارج وكبار النواصب ، وهذا ثابتٌ مشهور عنه وممّا لا ريبَ فيه لأحد ، وقد نصَّ على ذلك من الأئمّة أمثال : يحيى بن بُكير ، ومصعب الزبيري ، وعطاء ، وابن المديني ، وأحمد ، والحاكم ، وأبي بكر الجعابي ، والرياشي ، والذهبي ، وابن خلّكان ، وياقوت ، والكرماني... وغيرهم ممّن

ـــــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن ٤ : ٢٤١ .

(٢) رجال المشكاة للشيخ عبد الحق الدهلوي ـ ترجمة عكرمة .

(٣) تاريخ مدينة دمشق ٤١ : ١٠٣/ ٤٧٤٣ ، تهذيب الكمال ٧ : ٢٦٣/ ١٤٨٢ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٣١/ ٩ .

(٤) ميزان الاعتدال ٣ : ٩٣/ ٥٧١٦ .

٢٠١

يطول المقام بذكرهم .

قوادحه كما في ميزان الاعتدال

وله قوادح ومعائب كثيرة أيضاً، ونحن نكتفي بإيراد ترجمته في( ميزان الاعتدال ) ، لاشتمالها على طرفٍ من كلمات الأئمّة في ذمّه والطعن فيه :

( عفّان : ثنا وهيب ، قال : شهدت يحيى بن سعيد الأنصاري وأيّوب ، فذكرا عكرمة فقال يحيى : كذّاب ، وقال أيّوب : لم يكن [بكذّاب] .

جرير بن يزيد عن يزيد ، بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحرث قال : دخلت على عليّ بن عبد الله ، فإذا عكرمة في وثاق عند باب الحش ، فقلت له : ألا تتّق الله ؟ فقال : إنّ هذا الخبيث يكذب على أبي .

ويُروى عن ابن المسيّب أنّه كذّب عكرمة .

الخصيب بن ناصح : ثنا خالد بن خداش : شهدت حمّاد بن زيد ـ في آخر يوم مات فيه ـ فقال : أُحدّثكم بحديث لم أُحدّث به قط ؛ لأنّي أكره أنْ ألقى الله ولم اُحدّث به ، سمعت أيّوب يحدّث عن عكرمة قال : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به .

قلت : ما أسوءها عبارة بل أخبثها ، بل أنزله ليهدي به ، وليضلّ به الفاسقين .

فطر بن خليفة : قلت لعطاء : إنّ عكرمة يقول : قال ابن عبّاس : سبق الكتاب الخفّين ، فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عبّاس يقول : لا بأس بمسح الخفّين وإنْ دخلت الغائط قال عطاء : والله إنْ كان بعضهم ليرى أنّ المسح على القدمين يجزي .

إبراهيم بن ميسرة ، عن طاووس قال : لو أنّ مولى عبد الله بن عبّاس اتّقى الله وكفّ مِن حديثه ، لشدّت إليه المطايا .

مسلم بن إبراهيم : ثنا الصلت أبو شعيب قال : سألت محمّد بن سيرين عن عكرمة فقال : ما يسوءني أنْ يكون مِن أهل الجنّة ، ولكنّه كذّاب .

إبراهيم بن المنذر : ثنا هشام بن عبد الله المخزومي ، سمعت ابن أبي ذئب يقول : رأيت عكرمة وكان غير ثقة .

قال محمّد بن سعد : كان عكرمة كثير العلم والحديث ، بحراً من البحور ، وليس يحتجّ بحديثه ، ويتكلّم النّاس فيه .

٢٠٢

وقال مطرف بن عبد الله : سمعت مالكاً يكره أنْ يذكر عكرمة ، ولا يرى أنْ يروى عنه .

قال أحمد بن حنبل : ما علمت أنّ مالكاً حدّث بشيء لعكرمة ، إلاّ في الرجل يطأ امرأته قبل الزيارة ، رواه عن ثور عن عكرمة .

أحمد بن أبي خيثمة قال : رأيت في كتاب علي ابن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : حدّثوني ـ والله ـ عن أيّوب أنّه ذكر له أنّ عكرمة لا يُحسن الصلاة ، فقال أيّوب : وكان يصلّي ؟

الفضل السيناني عن رجلٍ قال : رأيت عكرمة قد أقيمُ قائماً في لعب النرد .

يزيد بن هارون : قدم عكرمة البصرة ، فأتاه أيّوب ويونس وسليمان التيمي فسمع صوت غناء فقال : اُسكتوا ، ثمّ قال : قاتله الله ، لقد أجاد فأمّا يونس وسليمان فما عادا إليه .

عمرو بن خالد بمصر : حدّثنا خلاّد بن سليمان الحضرمي ، عن خالد بن أبي عمران قال : كنّا بالمغرب وعندنا عكرمة في وقت الموسم فقال : وددت أنّ بيدي حربة فأعترض بها مَن شهد الموسم يميناً وشمالاً .

ابن المديني : عن يعقوب الحضرمي ، عن جدّه قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلاّ كافر قال : وكان يرى رأي الأباضيّة .

يحيى بن بكير ، قال : قدم عكرمة مصر وهو يُريد المغرب ، قال : فالخوارج الذين هم بالمغرب عنه أخذوا .

قال ابن المديني : كان يرى رأي نجدة الحروي .

وقال مصعب الزبيري : كان عكرمة يرى رأي الخوارج ، وادّعى على ابن عبّاس أنّه كان يرى رأي الخوارج .

خالد بن يزيد [نِزَار] ثنا عمر بن قيس ، عن عطاء بن أبي رباح : أنّ عكرمة كان أباضيّاً.

٢٠٣

أبو طالب : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان عكرمة من أعلم النّاس ، ولكنّه كان يرى رأي الصفريّة، ولم يدَع موضعاً إلاّ خرج إليه : خراسان والشام واليمن ومصر وإفريقيّة ، كان يأتي الأُمراء فيطلب جوائزهم ، وأتى الجند إلى طاووس فأعطاه ناقة .

وقال مصعب الزبيري : كان عكرمة يرى رأي الخوارج ، فطلبه مُتَولّي المدينة ، فتغيّب عند داود بن الحصين حتّى مات عنده .

وروى سليمان بن معبد السنجي قال : مات عكرمة وكثير عزّة في يوم ، فشهد النّاس جنازة كثير ، وتركوا جنازة عكرمة .

وقال عبد العزيز الدراوردي : مات عكرمة وكثير عزّة في يوم ، فما شهدهما إلاّ سودان المدينة .

إسماعيل بن أبي أُويس ، عن مالك ، عن أبيه قال: أُتي بجنازة عكرمة مولى ابن عبّاس وكثير عزّة بعد العصر ، فما علمت أنّ أحداً من أهل المسجد حلّ حبوته إليهما .

قال جماعة : مات سنة خمس ومِئة .

وقال الهيثم وغيره : سنة ست .

وقال جماعة : سنة سبع ومِئة .

٢٠٤

عن ابن المسيّب أنّه قال لمولاه برد : لا تكذب علَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس )(١) .

قوادحه كما في معجم الأُدباء

وقال ياقوت الحموي بترجمة عكرمة من( معجم الأُدباء ) :

( ومات ـ فيما قرأت بخط الصولي من كتاب البلاذري ـ سنة خمس ومئة ، وقيل ست ومئة ، وهو ابن ثمانين سنة .

قال : وكان موته وموت كثير عزّة في يوم واحد ، فوُضعا جميعاً وصُلّي عليهما ، وكان كثير شيعيّاً وعكرمة يرى رأي الخوارج ، ذكره الحاكم أبو عبدا لله محمّد بن عبد الله البيّع في تاريخ نيسابور .

وذكر القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ـ في كتاب الموالي ـ عن ابن الكلبي قال : وعكرمة هلك بالمغرب ، وكان قد دخل في رأي الحروريّة الخوارج ، فخرج يدعو بالمغرب إلى الحروريّة .

أبو علي الأهوازي قال : لمّا توفّي عبد الله بن عبّاس ، كان عكرمة عبداً مملوكاً ، فباعه عليّ بن عبد الله بن عبّاس من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار ، فأتى عكرمة عليّاً فقال له : ما خير لك ، أتبيع علم أبيك ، فاستقال

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ٣ : ٩٤ ـ ٩٧/ ٥٧١٦ .

٢٠٥

خالداً فأقاله وأعتقه ، وكان يرى رأي الخوارج ويميل إلى استماع الغناء ، وقيل عنه : إنّه كان يكذب على مولاه .

وقال عبد الله بن الحارث : دخلت على عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، وعكرمة موثّق على باب الكنيف ، فقلت : أتفعلون هذا بمولاكم ؟ فقال : إنّ هذا يكذب على أبي .

وقد قال ابن المسيّب لمولاه : لا تكذب علَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس .

وقال يزيد بن هارون : قدم عكرمة مولى ابن عبّاس البصرة ، فأتاه أيّوب السختياني وسليمان التيمي ويونس بن عبيد ، فينا هو يحدّثهم إذ سمع غناء ، فقال عكرمة : اُسكتوا ، فتسمّع ثمّ قال : قاتله الله فلقد أجاد ، أو قال : ما أجود ما قال ، فأمّا سليمان ويونس فلم يعودا إليه ، وعاد إليه أيّوب ، فقال : يزيد بن هارون : لقد أحسن أيّوب .

الرياشي : عن الأصمعي ، عن نافع المدني قال : مات كثير الشاعر وعكرمة في يوم واحد .

قال الرياشي : فحدّثنا ابن سلام : أنّ النّاس كانوا في جنازة كثير ؛ لأنّ عكرمة كان يرى رأي الخوارج ، وتطلّبه بعض الولاة ، فتغيّب عند داود بن الحصين حتّى مات عنده سنة سبع ومئة في أيّام هشام بن عبد الملك ، وهو يومئذٍ ابن ثمانين سنة .

حمّاد بن زائدة : ثنا عثمان بن مرّة قلت للقاسم : إنّ عكرمة مولى ابن عبّاس قال : ثنا ابن عبّاس أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن المُزفّت والمُقّيَّر والدِباء والحَنْثَم والجِرَار ، فقال : يا ابن أخي ، إنّ عكرمة كذّاب ، يحدّث غدوةً حديثاً يُخالفه عشيّاً .

يحيى بن بكير : سمعت ابن عم يقول لنافع : اتّق الله ـ ويحك يا نافع ـ ولا تكذب علَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس .

يزيد بن أبي زياد [عن عبد الله بن الحارث] قال : دخلت على عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، وعكرمة مقيّدٌ على باب الحش ، قلت : ما لهذا كذا ؟ قال : إنّه يكذب ) انتهى بالاختصار(١) .

ـــــــــــــــــــ

(١) معجم الأُدباء ٢ : ١٨٢ ـ ١٩٠ / ٤٦ .

٢٠٦

الحسنُ البصري

وأمّا الحسن ، فمِن أشهر الأئمّة وكبار الفقهاء والمحدّثين عندهم ، وقد وصَفوه بأعلى المناقب وأجلّ الفضائل ، كما لا يخفى على من راجع( تهذيب الكمال ) و( تهذيب التهذيب ) وغيرهما من كتب التراجم والرجال .

هو مِن القدريّة

لكنّه ـ بناءً على أُصولهم ـ محكومٌ عليه بالكفر ؛ لأنّه كان لا يرى الشرّ بقدرٍ من الله ، ومن قال بهذه المقالة فهو عندهم كافر... قال الذهبي في ( تذهيب التهذيب ) :

( روى معمر عن قتادة عن الحسن قال : الخير بقدر والشرّ ليس بقدر .

قلت : هذه اللّفظة أبلغ ما نقل عن الحسن في القدر )(١) .

ذم القدريّة في روايات القوم

ولا بأس بإيراد طرفٍ من الروايات الواردة في ذمّ القدريّة :

أخرج الترمذي :

( عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( صنفان مِن أُمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المُرجئة ، والقدريّة ) وفي الباب

ـــــــــــــــــــ

(١) تذهيب التهذيب ـ تهذيب التهذيب ٢ : ٢٣٦ .

٢٠٧

عن عمر وابن عمر ورافع بن خديج هذا حديثٌ حسنٌ غريب )(١) .

وأخرج أبو داود :

( عن ابن عمر ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :( القدريّة مجوسُ هذه الأُمّة ؛ إنْ مرضوا فلا تعودوهم ، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم ) (٢) .

وأخرج أيضاً :

( عن حذيفة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( لكلّ اُمّة مجوس ، ومجوس هذه الأُمّة الذين يقولون لا قدر ؛ من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ، ومَن مرض منهم فلا تعودوهم ، وهُم شيعة الدجّال ، وحقّ على الله أنْ يلحقهم بالدجّال ) (٣) .

وفي( التمهيد في بيان التوحيد ) :

( روي : إنّ رجلاً دخل على عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه وقال : أخبرني عن القدر .

فقال له :( طريقٌ مظلم فلا تسلكه ) ، فسكت ساعة ، ثمّ قال له : أخبرني عن القدر ، فقال :( بحر عميقٌ لا تَلِجْهُ ) .

فسكت ساعة ، ثمّ قال له : أخبرني عن القدر ، فقال :( سرّ الله فلا تُفشِه ) .

فسكت ساعة ، ثمّ قال : أخبرني عن القدر .

ـــــــــــــــــــ

(١) صحيح الترمذي ٤ : ٤٥٤/ ٢١٤٩ كتاب القدر الباب ١٣ .

(٢) سنن أبي داود ٥ : ٤٦/ ٤٦٩١ كتاب السنة الباب ١٧ .

(٣) سنن أبي داود ٥ : ٤٦/ ٤٦٩٢ كتاب السنة الباب ١٧ .

٢٠٨

فبدأ عليّرضي‌الله‌عنه بالسؤال ، فقال له :( أخبرني مشيّتك مع مشيّة الله ، أو دون مشيّة الله ) ؟

فتحيّر الرجل ، فقال لعليّ : قل أنت .

فقال له :( إنْ قلت : بأنّ مشيّتي مع مشيّة الله تعالى ، فقد ادّعيت المشاركة مع الله تعالى ، وإنْ قلت : بأنّ مشيّتي دون مشيّة الله ، فقد ادّعيت الإلوهيّة ، فعلمت أنّ مشيّتك تحت مشيّة الله ) .

فقال الرجل : تبت إلى الله ، وقام

فقال عليّرضي‌الله‌عنه لأصحابه :( قوموا وصافحوه ، فإنّه الآن أسلم ) .

ففي هذا دليلٌ على أنّ مَن أنكر القدر يصير كافراً ؛ ولأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :( القدريّة مجوس هذه الأُمة ؛ إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإنْ ماتوا فلا تشيّعوا جنائزهم ، أولئك هم شيعة الدجّال ، وحقّ على الله أنْ يلحقهم بالدجّال ، ولأنّهم أنكروا النصّ ، لأنّ الله تعالى قال : ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ... ) ) .

وجاء فيه أيضاً :

( فإن قال : بأنّ الله تعالى لم يخلُق الشر والكفر وذلك مخلوق غير الله ، فقد أثبت صانعاً وخالقاً غير الله ، فيكون مُشركاً بالله تعالى ويكون كافراً ، وإنْ قال : بأنّ الشرّ مخلوق الله تعالى بدون إرادته ومشيّته ، فقد اعتقد بأنّ الله تعالى مجبورٌ مكرهٌ في تخليقه ، وهذا كفر ؛ فثبت أنّ الكلّ بمشيّة الله وبإرادته وقضاءه وقدره ، ومَن أنكر القدر فهو كافر بالله العظيم )(١) .

ـــــــــــــــــــ

(١) التمهيد في بيان التوحيد : ٢٤ .

٢٠٩

وقال النووي في( المنهاج ) :

( قال الإمام ـ يعني إمام الحرمين ـ في كتاب الإرشاد في أُصول الدين : وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( القدريّة مجوس هذه الأُمّة ، شبّههم بهم لتقسيمهم الخير والشرّ في حكم الإدارة كما قسمت المجوس ، فصرفت الخير إلى يَزدَان والشر إلى أهرِمَن ، ولا خفاء باختصاص هذا الحديث بالقدريّة )(١) .

وفي( كنزر العمّال ) :

(( إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً قبلي ، إلاّ كان في أُمّته مِن بعده مرجئة وقدريّة يشوّشون عليه أمر أُمّته من بعده ، ألا إنّ الله عزّ وجلّ لعن المرجئة والقدريّة على لسان سبعين نبيّاً ، ألا وإنّ أُمّتي لأُمّةٌ مرحومةٌ لا عذاب عليها في الآخرة ، وإنّما عذابها في الدنيا ، ألا إنّ صنفين مِن أُمتي لا يدخلون الجنّة : المرجئة والقدريّة ) . ابن عساكر عن معاذ :

( صنفان من أُمّتي لعنهم الله على لسان سبعين نبيّاً : القدريّة والمرجئة الذين يقولون : الإيمان إقرارٌ ليس فيه عمل ) . الديلمي عن حذيفة )(٢) .

دفاع الذهبي عن الحسن البصري

ومن لطائف الأٌمور : محاولة الذهبي للدفاع عن الحسن ، بدعوى أنّه لمّا حوقق على القول بالقدر تبرّأ من ذلك ، قال الذهبي :

( الحسن بن يسار مولى الأنصار ، سيّد التابعين في زمانه بالبصرة ، كان

ـــــــــــــــــــ

(١) شرح صحيح مسلم ١ : ١٥٤ كتاب الإيمان ـ إثبات القَدر .

(٢) كنز العمّال ١ : ١٣٥/ ٦٣٥ و٦٣٦ .

٢١٠

ثقة في نفسه ، حجّةً ، رأساً في العلم والعمل ، عظيم القدر ، وقد بدت منه هفوة في القدر لم يقصدها لذاتها ، فتكلّموا ، فما ألتفت إلى كلامهم ؛ لأنّه لمّا حوقق عليها تبرّأ منها )(١) .

لكنْ ما معنى ( لم يقصدها لذاتها ) ؟ ألم يكن كلامه ظاهراً في معناه الذي فهمه القوم منه فتكلّموا فيه ؟ إنّ ما يقوله الذهبي دعوى بلا دليل ، بل هو مجرّد تخرّص وتخمين ، بل هو أشبه بهذيان المجانين ، ويكذّبه كلامه هو حيث قال بعد العبارة السابقة :

( قال حمّاد بن زيد عن أيّوب قال : كذب على الحسن ضربان مِن الناس : قومٌ رأيهم القدر لينفقوه في الناس بالحسن ، وقوم في صدورهم بغضٌ له ، وأنا نازلته في القدر غير مرّة حتّى خوّفته بالسلطان ، فقال : لا أعود فيه بعد اليوم .

وقال أيّوب : ولا أعلم أحداً يستطيع أنْ يعيب الحسن إلاّ به ، وأدركت الحسن ـ والله ـ ما يقوله )(٣) .

وإذا كان الحسن يُنازله الرجال في القدر غير مرّة ، ولا يرجع عن القول به إلاّ بعد التخويف بالسلطان ، فما معنى أنّه لم يكن قاصداً لما تفوَّه ؟

وما ذكره الذهبي في الدفاع عنه مِن أنّه قد تاب عن المقالة المذكورة ورجع عنها ، لا يرفع الإشكال ؛ لأنّ الحسن من القائلين بالتقيّة إلى يوم القيامة ، كما رواه البخاري عنه في( الصحيح ) (٣) ، وأهل السنّة يقولون بعدم قبول التوبة ممّن يقول بالتقيّة .

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ١ : ٥٢٧/ ١٩٦٨ .

(٢) تذهيب التهذيب .

(٣) صحيح البخاري ٩ : ٢٥ كتاب الإكراه .

٢١١

كان الحسن مدلّساً

وكان الحسن البصري يكثر التدليس في الحديث ، نصَّ على ذلك الذهبي(١) .

وقال ابن حجر في( التقريب ) :

( وكان يرسل كثيراً ويدلّس قال البزّار : كان يروي عن جماعةٍ لم يسمع منهم ، فيتجوّز ويقول : حدّثنا وخطبنا ، يعني قومه الذين حدّثوا وخطبوا بالبصرة )(٢) .

وفي( تهذيب التهذيب ) :

( قال ابن المديني : سمعت يحيى ـ يعني القطان ـ وقيل له : كان الحسن يقول : سمعت عمران بن حصين قال : أمّا عن نفسه فلا وقال ابن المديني وأبو حاتم : لم يسمع منه ، وليس يصحّ ذلك من وجهٍ مثبت )(٣) .

هذا ، وقد نصّ ابن حجر في( شرح نخبة الفكر ) على أنّ التدليس بصيغةٍ صريحة كذب(٤) ، وقد أوضح القاري في ( شرحه ) المراد من الصيغة الصريحة فقال : ( وهي لفظة أخبرني أو حدّثني أو سمعته )(٥) .

وذكر ابن الجوزي أنّ التدليس في تلبيس إبليس ، حيث قال في كتاب( تلبيس إبليس ) :

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ١ : ٥٢٧/ ١٠٦٨ .

(٢) تقريب التهذيب ١ : ١٦٦/ ١٣٥٧ .

(٣) تهذيب التهذيب ٢ : ٢٣٤/ ٤٨٨ .

(٤) شرح نخبة الفكر : ٨٢ .

(٥) شرح شرح نخبة الفكر : ٤١٩ .

٢١٢

 ( ومن تلبيس إبليس على علماء المحدّثين : رواية الحديث الموضوع من غير أنْ يبيّنوا أنّه موضوع ، وهذه جناية منهم على الشرع ، ومقصودهم تنفيق أحاديثهم وكثرة رواياتهم ، وقد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من روى عنّي حديثاً يرى أنّه كذب فهو أحد الكاذبين ، ومن هذا الفن تدليسهم في الرواية ، فتارة يقول أحدهم : فلان عن فلان ، أو قال فلان عن فلان ، يوهم أنّه سمع منه ولم يسمع ، وهذا قبيح ؛ لأنّه يجعل المنقطع في مرتبة المتصّل )(١) .

وقال النووي في( شرح مسلم ) :

( التدليس قسمان : أحدهما : أنْ يروي عمّن عاصره ما لم يسمع منه ، موهماً سماعة قائلاً : قال فلان أو عن أو نحوه وربّما يسقط شيخه أو أسقط غيره لكونه ضعيفاً أو صغيراً ، تحسيناً لصورة الحديث ، وهذا القسم مكروه جدّاً ، ذمّة أكثر العلماء ، وكان شعبة من أشدّهم ذمّاً له ، وظاهر كلامه أنّه حرام وتحريمه ظاهر ، فإنّه يوهم الاحتجاج بما لا يجوز الاحتجاج به ، ويتسبّب أيضاً إلى إسقاط العمل بروايات نفسه ، مع ما فيه من الغرور ، ثمّ إنّ مفسدته دائمة ، وبعض هذا يكفي في التحريم ، فكيف باجتماع هذه الأُمور )(٢) .

لعبه بالشطرنج

وكان الحسن البصري يلعب بالشطرنج(٣) ، وقد ثبت في الأخبار أنّ اللاّعب بالشطرنج ملعون ، إلى غير هذا من الأحاديث الواردة في تحريمه

ـــــــــــــــــــ

(١) تلبيس إبليس : ١٣٦ ـ ١٣٧.

(٢) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج ١ : ٣٣.

(٣) حياة الحيوان ٢ : ٦٢ ( العقرب ) .

٢١٣

وتحريم اللّعب به والنظر إليه...

نسبته المعصية إلى يوسفعليه‌السلام

وهو ممّن نسب المعصية إلى يوسفعليه‌السلام ، كما عرفت من كلام الرازي ، وعرفت أيضاً ما في هذه النسبة من كلامه .

فساد مذهبه يوجب الحكم بكفره

وعلى الإجمال ، فقد كان هذا الرجل منحرفاً في العقيدة حتّى قالوا بكفره ، وممّن نصَّ على ذلك عبد العزيز البخاري في( كشف الأسرار ) حيث قال :

( كثير مِن أصحاب الحديث قبلوا رواية سلفنا ، كالحسن وقتادة وعمرو بن عبيد ، مع علمهم بمذهبهم وإكفارهم من يقول بقولهم ، وقد نصّوا على ذلك )(١) .

ـــــــــــــــــــ

(١) كشف الأسرار ـ شرح أُصول البزودي ٣ : ٢٧ .

٢١٤

عطاء بن أبي رباح

وأمّا عطاء ، فيكفيه فضلاً وفخراً : كونه شيخ الإمام الأعظم وما قاله أبو حنيفة في حقّه .

قال الذهبي في( ميزان الاعتدال ) :

( عطاء بن أبي رباح ، سيّد التابعين علماً وعملاً وإتقاناً في زمانه بمكّة ، روى عن عائشة وأبي هريرة والكبار ، وعاش تسعين سنة أو أزيد ، وكان حجةً ، إماماً ، كبير الشأن ، أخذ عنه أبو حنيفة وقال : ما رأيت مثله )(١) .

لعبه بالشطرنج

لكنّه كان يلعب بالشّطرنج ، كما في( حياة الحيوان ) (٢) . وقبائح الشطرنج كثيرة جدّاً ، ولنذكر بعض ذلك فيما يلي من كتاب( كنز العمّال ) :

( ملعونٌ مَن لعب بالشطرنج ، والناظر إليها كالآكل لحم الخنزير ) عبدان وأبو موسى وابن حزم عن حبة بن مسلم .

( ملعونٌ مَن لعب بالشطرنج ) الديلمي عن أنَس .

( إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون بهذه الأزلام ، والشطرنج ، والنرد وما كان مِن هذه ، فلا تسلّموا عليهم ، وإنْ سلّموا عليكم فلا تردّوا عليهم ) الديلمي عن

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ٣ : ٧٠/ ٥٦٤٠ .

(٢) حياة الحيوان ٢ : ٦٢ .

٢١٥

أبي هريرة .

( ألا إنّ أصحاب الشاه في النار ، الذين يقولون قتلت والله شاهك الديلمي عن ابن عبّاس .

إنّ الله تعالى ينظر في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين نظرة، لا ينظر فيها إلى صاحب الشاه ، يعني الشطرنج الديلمي عن واثلة .

( إنّ لله تبارك لوحاً ينظر فيه في كلّ يوم ثلاثمئة وستّين نظرة ، يرحم بها عباده ، ليس لأهل الشاه فيها نصيب الخرائطي في مساوي الأخلاق عن واثلة ) .

( عن عليّ :( النرد والشطرنج من الميسر ) ) ش وابن المنذر وابن أبي حاتم ق .

( من لعب بالميسر ثمّ قام يصلّي ، فمثله مثل الذي يتوضّأ بالقيح ودم الخنزير ، فيقول الله : لا يقبل له صلاة ) طب عن أبي عبد الرحمان الخطمي .

( عن عليّ ، أنّه مرّ على قوم يلعبون بالشطرنج ، فوثب عليهم فقال :( أما والله لغير هذا خُلِقتم ، ولولا أنْ تكون سنّة لضربت بها وجوهكم ) ) ق كر .

( عن عليّ : إنّه مرّ على قومٍ يلعبون الشطرنج فقال :( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ، لأنْ يمسّ أحدكم جمراً حتّى يطفى خيرٌ له من أنْ يمسّها ) ش وعبد ابن حميد وابن أبي الدنيا في ذمّ الملاهي وابن المنذر وابن أبي حاتم ق .

( عن عليّ قال :( لا نسلّم على أصحاب النردشير والشطرنج ) . كر .

٢١٦

( يأتي على الناس زمانٌ يلعبون بها ، ولا يلعب بها إلاّ كلّ جبّار ، والجبّار في النّار ـ يعني الشطرنج ـ ولا يوقّر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير ، يقتل بعضهم بعضاً على الدنيا ، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب ، لايعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ، يمشي الصالح فيهم مستخفّاً ، أولئك شرار خلق الله ، لا يَنظر الله إليهم يوم القيامة ) الديلمي عن أنَس (١) .

هذا ، وقد ذهب إلى حرمة الشّطرنج كافّة الأئمّة الأربعة ، كما نصَّ على ذلك صاحب( الصواقع ) في فصل المكائد حيث قال :

( الثلاثون والمئة : طعن أهل السنّة بأنّهم يجوّزون اللّعب بالشطرنج ، فإنّه ينخدع به أمرقعان ، وهو افتراء ، فإنّ اللّعب بالشطرنج حرام عند أبي حنيفة ومالك وأحمد على الصحيح ، وورد في حرمته أحاديث وآثار ، وعند الشافعي في القول الأوّل مكروه ، بشرط عدم إخراج الصّلوات عن وقتها ، وإخلال تحفّظ الواجبات بواسطة الاشتغال به ، وأنْ يخلو عن القمار ، وأنْ لا يصير سبباً للنزاع والكذب ، وأنْ لا يكون أسبابه مصوّرةً بصورة الحيوانات ، فإنْ فقد شيء من هذه الشروط صار حراماً ، وبالإصرار يصير كبيرةً كذا في الإحياء ،. وقد صحّ عن الشافعي أنّه رجع إلى قول الأئمّة الثلاثة ، نصّ عليه الإمام أبو حامد الغزالي ، واللّعب كلّه حرام عند أهل السنّة... )(٢) .

فظهر من هناك أنّ عطاء بن أبي رباح كان بعيداً عن الفضل والصّلاح ، محروماً عن الرشد والفلاح ، منحازاً عن حيازة مغانم الأرباح ، منهمكاً في الضلال والفسق والطلاح ، حيث جوّز ما يلعن على مرتكبه بالغداء والرواح .

تركه النهي عن المنكر

ومن قوادحه : إنّه لم ينكر على خالد بن عبد الله القسري بدعته في مكّة

ـــــــــــــــــــ

(١) كنز العمّال ١٥ : ٢١٥ ـ ٢٢٦ .

(٢) الصواقع الموبقة ـ مخطوط .

٢١٧

المكرّمة ، فقد جاء في كتاب( إتحاف الورى ) ما نصّه :

( وقد فعل خالد بن عبد الله القسري بمكّة المشرّفة أفعالاً من غير معرفةٍ للسنّة التي فعل فيها ، فأحببت ذكر ذلك هنا ، لئلاّ يخلو منه هذا الكتاب .

فمن ذلك : إنّ النّاس كانوا يقومون شهر رمضان في أعلى المسجد ، تركز حربة خلف المقام بربوة ، فيصلّي الإمام خلف الحربة والناس وراءه ، فمن أراد صلّى مع الإمام ، ومن أراد طاف وركع خلف المقام فلمّا ولّي خالد ابن عبد الله القسري بمكّة لعبد الملك بن مروان وحضر شهر رمضان ، أمر خالد الأئمّة أنْ يتقدّموا فيصلّوا خلف المقام ، وأراد الصفوف حول الكعبة ، وذلك أنّ النّاس ضاق عليهم أعلا المسجد ، فأرادهم حول الكعبة ، فقيل له : يمتنع بذلك الناس من الطواف ،

قال : فأنا آمرهم يطوفون بين كلّ ترويحتين بطواف سبعاً ، فأمرهم ففعلوا بين كلّ ترويحتين ، فقيل له : فإنّه يكون في مؤخّر الكعبة وجوانبها من لا يعلم بانقضاء طواف الطائفين من فصل وغيره ، فيتهيّأ للصلاة ، فأمر عبيد الكعبة أنْ يكبّروا حول الكعبة ويرفعوا أصواتهم في الطواف بالتكبير ، فإذا بلغوا الركن الأسود في الطواف السادس سكتوا ، فيكون ذلك إعلاماً للنّاس أنّ الطواف على انقضاء ، فيتهيّأ من الحَجر ومن في جوانب المسجد من مصلٍّ وغيره ، فيخفّف صلاته ، ثمّ يعود الطائفون للتكبير حتّى يفرغوا من السبع ، ثمّ يقوم منادٍ فينادي : الصلاة رحمكم الله ، ولا تنقضي صلاتهم حتّى يطلع الفجر ، وكان على جبل أبي قبيس يرقب طلوع الفجر للمتسحرين ، فإذا بان له نادى : أمسكوا رحمكم الله .

٢١٨

وكان عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار ونظراؤهم من العلماءيحضرون ذلك، فلا ينكرونه ) (١) .

كان يأخذ من كلّ أحدٍ ويروي المرسلات

قالوا : وكان عطاء بن أبي رباح متساهلاً في الرواية ، يأخذ من كلّ أحدٍ ، ويروي المراسيل ، حتّى تكلّم فيه بعض الأئمّة ، ففي( تدريب الراوي ) :

( تكلّم الحاكم على مراسيل سعيد فقط دون سائر مَن ذُكر معه ، ونحن نذكر ذلك ، فمراسيل عطاء قال ابن المديني : كان عطاء يأخذ من كل ّضرب ، مُرسلات مجاهد أحبّ إليّ من مرسلاته بكثير ، وقال أحمد بن حنبل : مرسلات سعيد بن المسيّب أصحّ المُرسلات ، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها ، ولا في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح ؛ فإنّهما كانا يأخذان من كلِّ أحد )(٢) .

وفي( ميزان الاعتدال ) :

( قال يحيى القطان : مرسلات مجاهد أحبّ إلينا من مرسلات عطاء بكثير ، كان عطاء يأخذ من كلّ ضرب وقال أحمد : ليس في المرسل أضعف من مرسل الحسن وعطاء ، كانا يأخذان عن كلّ أحد )(٣) .

بل لقد تركه بعض الأئمّة الكبار ، وإنْ حاول الذهبي حمل الترك على معنىً آخر ، ففي ( ميزان الاعتدال ) :

( روى محمّد بن عبد الرحيم عن عليّ بن المديني قال : كان عطاء بأخرة

ـــــــــــــــــــ

(١) إتحاف الورى بأخبار أُمّ القرى ـ حوادث السنة : ٩٣.

(٢) تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي ١ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤ .

(٣) ميزان الاعتدال ٣ : ٧٠/ ٥٦٤٠ .

٢١٩

قد تركه ابن جريج وقيس بن سعد .

قلت : لم يَعْنِ الترك الإصلاحي ، بل عنى أنّهما بطّلا الكتابة عنه ، وإلاّ فعطاء ثبت رضي )(١) .

لكنّه حمل بارد جدّاً ؛ لأنّ المتبادر مِن الترك في مثل هذه المواضع هو الترك الإصلاحي ، وهو عدم كونه أهلاً لأنْ يُروى عنه .

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ٣ : ٧٠/ ٥٦٤٠ .

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ـ ٥ ـ

تراجم بعض الأعلام المشاهير من ذرّيّة العبّاس عليه السلام

عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

وقد مرّ ذكره وسيأتي مكرّراً ، والّذي ينبغي ذكره هنا وهو ما لم يذكر في مصادر ترجمته ، ما نقل عن محمّد بن سليمان (عن محمّد بن عُبَيْد الله)(١) قال : «وَجَدْتُ في كُتُب جدّي عُبَيْد الله بن العَبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام»(٢) .

أقول : وهذا يدلّ على أنّهُ كانت عندهُ تلك الكُتُبُ إنْ لم يكنْ هو المُؤلِّفُ لها.

وقال التستري : في ولد العبّاس جمعٌ ممدوحون ، فمنهم ابنه «عُبَيْد الله» فعن الزُبير بن بكّار : إنّه كان من العلماء(٣) .

إبراهيم بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله (٤) بن العبّاس عليه السلام :

قال أبو الفرج الأصفهاني : قُتل إبراهيم بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله

__________________

(١) ما بين القوسين من طبعة مؤسسة زيد.

(٢) درر الأحاديث اليحيوية ، في الخاتمة التي ذكر فيها ترجمة الهادي صاحب الأحاديث (ص ١٧٣) من طبعة مؤسسة زيد ، و(ص ١٩٤) من الأعلمي.

(٣) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

(٤) كذا الصواب ، وفي المطبوع : عبد الله.

٣٢١

ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ. واُمّه اُمّ ولد. قتله طاهر بن عَبْد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبيّ بقزوين(١) .

إسماعيل (٢) بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسين بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

وهو إسماعيل بن عَبْد الله بن عُبَيد الله بن الحسين بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام وكانت تحته أمّةُ الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد.

وأحمد هو المختفي بن عيسى مؤتم الأشبال ابن زيد ، كان عالماً فقيهاً كبيراً زاهداً ، واُمّه عاتكة بنت الفضل بن عَبْد الرحمن بن العبّاس بن الحرب ، الهاشميّة ، ومولده سنة ثمان وخمسين ومِائة ، ووفاته سنة أربعين ومِائتين ، وعَمِيَ في آخر عمره ، وكان قد بقيَ في دار الخلافة منذُ تَسَلَّمَهُ الهادي ، ولمّا مات الهادي كان عند الرشيد إلى أن كبرَ فخرجَ ، وأُخِذَ وجُبَّ ، فخلص واختفى ، إلى أن ماتَ بِالبصرة ، وقد جاوزَ الثمانين ، فلذلك سُمّي المُختفي.

قال شيخنا أبو نصر البخاري : طلبهُ المُتوكّلُ فوُجِدَ في بيت ختنه بالكوفة وقد نزل الماء في عينيه فخلّى سبيله(٣) .

__________________

(١) أبو الفرج ، مقاتل الطالبيّين (ص ٤٣٤).

(٢) لعلّه إسماعيل بن عبد الله بن الحسن بن عُبيد الله بن الحسن بن عُبيد الله بن العبّاس بن علي ابن أبي طالب عليه السلام.

(٣) عمدة الطالب : ٣٩٨.

٣٢٢

ـ حمزة بن القاسم بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

قال النّجاشيّ : أبو يعلى ، ثقةٌ جليلُ القدر ، من أصحابنا ، كثيرُ الحديث ، له «كتاب مَن رَوى عن جعفر بن محمّد عليه السلام من الرجال» وهو كتابٌ حسنٌ ، وكتاب (التّوحيد) وكتاب (الزيارات والمناسك) كتاب (الردّ على محمّد بن جعفر الأسديّ). أخبرنا الحُسين بن عُبَيْد الله ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد القلانِسيّ ، عن حمزة بن القاسم ، بجميع كتبه(١) .

أقول : هذا هو المنسوب إليه المرقد المعروف في العراق في قرية تعرف باسم (الحمزة الغربيّ) التابع لناحية (المدحتيّة) في قضاء (الهاشميّة) من مدينة (الحلّة).

وقد فصَّلَ الكلام عن هذا السيّد الشريف في كتاب (المثل الأعلى في ترجمة ابي يعلى) للشيخ الأردوباديّ(٢) .

داود بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

قال أبو الفرج : قتله إدريس بن موسى بن عَبْد الله بن موسى ، بِيَنْبُع(٣) .

__________________

(١) النّجاشي ، الرّجال (١٠١ ـ ١٠٢).

(٢) وقد طبع الدكتور السيّد جودت القزوينيّ هذا الكتاب محقّقاً ومعلّقاً عليه باستدراكاتٍ قيّمةٍ في لندن عام ١٩٩٢ م وأدرجه الشيخ محمّد عليّ السالكيّ في كتاب «أمّ البنين سلام الله عليها». وطبعه السيّد حسن الأمين في ملاحق دائرة المعارف الشيعية الجزء (٢٧). وكتب الدكتور القزويني كتاباً بعنوان «الحمزة الغربيّ» أورد فيه رأياً آخر ، لابدّ من مراجعته.

(٣) مقاتل الطّالبييّن / ٤٥٤.

٣٢٣

ـ العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن عبّاس ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أبو الفضل ، العلويّ ، المدنيّ :

قال الذهبيّ : قدم بغداد في دولة الرشيد ، وبقي في صُحبته ، ثمّ صحبَ بعدَه وَلَدَهُ المأمون ، وكان شاعراً بليغاً مُفوّهاً ، حتّى قيل : إنّه أشعر آل أبي طالب كلّهم(١) .

وذكره الصّفديّ ، وقال ك توفّي سنة ثلاث وتسعين ومائة(٢) .

وعن الخطيب : كان فاضلاً شاعراً فصيحاً ، وله إخوة علماء فضلاء : محمّد ، وعبيد الله ، والفضل ، وحمزة ـ ـ ـ إلى آخره(٣) .

عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

قال الخطيب البغداديّ : من أهل مدينة رسول الله ، قدم بغداد غير مرّةٍ ، وولّاه المأمون القضاء بالحِجاز ، ثمّ عزله ، وببغداد كانت وفاته.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، قال :

وَلَدُ الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

العبّاسُ : كان في صحابة أمير المؤمنين هارون.

ومحمّدٌ : لا بقيّة له.

وأُمّهما أُمّ ولد.

__________________

(١) تاريخ الإسلام للذهبي (٤ / ١١٣٥) رقم ١٤٨.

(٢) الوافي بالوفيّات (١٦ / ٦٤٨ رقم ٦٨٨).

(٣) التستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

٣٢٤

وعُبَيْد الله : كان طاهرُ بن الحسين استعمله على وفد أهل المدينة الّذين أوفدهم العبّاس بن موسى بن عيسى إلى أمير المؤمنين المأمون بخراسان ، فزاده فيهم طاهر بن الحسين ، واستعمله عليهم ؛ فلمّا شخص أمير المؤمنين المأمون إلى بغداد ؛ ولّاه المدينة ومكّة وعكّ ، وقضاءهنّ ، وكان عليها سنين ، ثمّ عزله عنها ، فقدم عليه بغداد ، فمات بها في زمن أمير المؤمنين المأمون.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ ـ حديثاً ـ قال : سمعت محمّد بن يوسف الجعفريّ يقول : ما رأيتُ أحداً في مجلسٍ كان أهيبَ ولا أهْيَأَ ولا أَمْرَأَ من عُبَيْد الله بن حسن(١) .

عُبَيْد الله بن عليّ بن إبراهيم بن الحَسَن بن عُبَيْد الله بن العبّاس :

قال التستريّ : أبو عليّ. فعن ابن الجوزيّ : إنّه كان عالماً فاضلاً جواداً ، طافَ الدُنيا ، وجمع كُتُباً تُسمّى «الجعفريّة» فيها فقهُ أهل البيت عليهم السلام قدمَ بَغداد فأقام بِها وحّدَّثّ ، ثُمّ سافر إلى مصر ؛ فتُوفّي بها سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وقال الخطيب : كان يمتنع من التحديث ، ثمّ حدّث وكتبت عنه وعن البغداديّين وكانت عنده كتبٌ تُسمّى «الجعفريّة» فيها فقهٌ على مذهب الشّيعة(٢) .

عُبيد الله بن موسى العلويّ العبّاسيّ :

روى النّعمانيّ في غيبته(٣) عن البندنجي ، عنه ، والظّاهر إماميّته(٤) .

__________________

(١) تاريخ بغداد (١٠ / ٣١٣ ـ ٣١٤).

(٢) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

(٣) الغيبة للنّعمانيّ : (ص ٥٢ ح ٣) و(ص ٥٣ ح ٤) و(ص ٥٤ ح ٥ و ٧).

(٤) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

٣٢٥

عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة :

روى أبو الفرج عنه ، عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة(١) .

عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام :

وثّقه النّجاشيّ وقال : روى نسخة عن الكاظم عليه السلام وذكر أيضاً ابنه محمّد بن عليّ بن حمزة الشاعر(٢) وسيأتي ذكر ابنه محمد.

عليّ بن محمّد بن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس [قَمَر أهل البيت] ابن أمير المؤمنين [صلوات الله وسلامه عليهم] :

من نُجباء الناشئين في أيّام الهادي [إلى الحقّ من أئمّة الزيديّة] صلوات الله عليه ، ذي المقامات الشهيرة بين يديه ، وأَحَد الشُهداء مع الهادي ، كان يكتبُ كتابه عليه السلام بِنَجْران ، فنُقِلَ من المعركة حيّاً إلى خيوان ، وتُوُفِّيَ بِها ، وقبرُهُ مَشْهورٌ مَزورٌ(٣) .

الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن أمير المؤمنين عليه السلام :

الشاعرُ الخطيبُ المكنّى أبا العبّاس ، وله ولد بقمّ وطبرستان ، ولأبي العبّاس الفضل هذا في جدّه العبّاس السّقّاء ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

__________________

(١) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله (ص ١٣٨ ـ ١٤٠). وانظر أمالي الطوسي ص ٥٧٠ ح ١١٨٠.

(٢) التستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

(٣) كذا في (ص ١٥) من كتاب (سيرة الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين ت ٢٩٨) المطبوع بتحقيق الدكتور سهيل زكّار السوريّ ، دار الفكر ، بيروت سنة ١٤٠١.

٣٢٦

إنِّي لأَذْكُرُ لِلعبّاسِ موقِفَهُ

بِكربلاءَ وهامُ القومِ تُخْتَطَفُ

يحمي الحسينَ ويسقيهِ على ظَمَأٍ

ولا يُولّي ولا يَثني فيَخْتَلِفُ

فلا أرى مشهداً يوماً كمشهدِهِ

معَ الحسين عليهِ الفضلُ والشّرفُ

أكرِمْ بِهِ مشهداً بانَتْ فضائِلُهُ

وما أضاعَ لهُ أفعالَهُ خلفُ(١)

ويقول في جدّه عليه السلام أيضاً :

أحقُّ النّاسِ أنْ يُبكى عليهِ

إذا(٢) أبكى الحسينَ بِكربلاءِ

أخوهُ وابنُ والِدِهِ عليٍّ

أبُو الفضلِ المُضرّجُ بِالدّماءِ

ومَنْ واساهُ لا يَثنيهِ شيءٌ

وجاءَ لَهُ على عَطَشٍ بِماءِ(٣)

قال الأمين : هو شاعرٌ معاصرٌ للمتوكّل الّذي مات سنة ٢٤٧ هـ واُمّه جعفريّة ، وأبوه محمّد بن الفضل من الشعراء المعاصرين للمأمون العبّاسيّ(٤) .

محمّد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس :

ونجم النّاجِمُ بِالبصرة ، فخرج إليه عليّ بن زيد ومعه جماعة من الطالبيِّين ، منهم : محمّد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن

__________________

(١) المجدي ، / ٢٣٢ = مثله السّماوي ، إبصار العين ، / ٣١ ؛ الأمين ، أعيان الشّيعة ، ٨ / ٤٠١. والأبيات الأوّل والثّاني والرّابع في «معجم الشّعراء» للمرزبانيّ (ص ١٨٤) وفيه :

أكرم به سيّداً بانت فضيلته

وما أضاع له كسب العلا خلف

(٢) ذكر أرباب المقاتل : فتىً أبكى ـ ـ ـ إلى آخره.

(٣) القاضي النعمان ، شرح الأخبار ، (٣ / ١٩٣). وذكر ذلك في تاريخ بغداد (١٢ / ١٣٦) والمقاتل ص ٨٤ ، فهم يؤيّدون المؤلّف في نسبتها إلى الشاعر المذكور.

(٤) ذكره في أعيان الشّيعة (٤٢ / ٢٨٢).

٣٢٧

العبّاس بن عليّ بن أبي طالب. وأُمّه لُبابة بنتُ مُحمّد بن إبراهيم بن الحسن ابن عُبَيْد الله(١) .

محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن الحسين بن عُبيد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

يكنّى أبا إسماعيل شاعرٌ يُكثرُ الافتخار بِآبائه رِضوانُ اللهِ عليهم ، وكان في أيّام المُتوكّل وبقي بعده دهراً ، وهو القائل :

إنّي كَريمٌ مِن أكَارِم سادَةٍ

أَكُفُّهُمُ تَنْدَى بِجَزلِ المَواهِبِ

هُمُ خَيرُ مَنْ يَحْفَى وأكْرَمُ ناعِلٍ

وذِرْوَةُ هُضْبِ الغُرِّ مِن آلِ غالِبِ

هُمُ المَنُّ والسَلْوى لِدانٍ بِوُدِّهِ

وكَالسُمِّ في حَلْقِ العَدُوِّ المُجانِبِ

وله :

وجَدّيْ وَزيْرُ المُصْطَفى وابنُ عَمِّهِ

عَلِيٌّ شِهابُ الحَرْبِ في كُلِّ مَلْحمِ

أَلَيْس بِبَدْرٍ كانَ أوّلَ قاحِمٍ

يُطِيْرُ بِحَدِّ السَيْفِ هامَ المُقحّمِ

وأوّلَ مَنْ صَلّى ووَحّدَ رَبّهُ

وأَفْضلَ زُوّارِ الحَطيْمِ وزَمْزَمِ

وصاحِبَ يَوْمِ الدَوْحِ إِذْ قامَ أَحْمَدٌ

فَنادى بِرَفْعِ الصَوْتِ لا بِتَهَمْهُمِ

جَعَلْتُكَ مِنّيْ يا عَلِيُّ بِمَنْزِلٍ

كَهارُونَ مِنْ مُوسَى النَجِيِّ المُكَلَّمِ

فَصَلّى عَلَيْهِ اللهُ ما ذَرَّ شارِقٌ

وأَوْفتْ حَجُوْنَ البَيتِ أَرْكُبُ مُحْرِمِ(٢)

كذا في طبعة عبد الستّار فرّاج من «معجم الشعراء» للمرزبانيّ.

__________________

(١) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٣٦).

(٢) معجم الشعراء للمرزباني.

٣٢٨

لكنّ الدكتور فاروق اسليم ، محقّق «معجم» المرزبانيّ سنة ١٤٢٥ من دار صادر في لبنان ، ذكر أنّ (الترجمة والشعر) هما لشخصٍ علويٍّ آخر ، هو : «محمّد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب» مُستدلّا على ذلك بما جاء في كتاب (المحمّدون من الشعراء) للقفطيّ ، و(الوافي بالوفيات) للصفديّ ، وهذان ينقلانِ عن المرزبانيّ مُبارةً.

أقول : وقد بحثتُ عن المذكور باسم «محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن الحسين بن عبّد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب» في من انتسب إلى أبي الفضل العبّاس عليه السلام فلمْ أجدْ له ذكراً. مع أنّ في هذه السلسلة من التصحيف والتحريف ما ذكره المحقّق د. فاروق اسليم.

فالصوابُ ما أثبته هذا المحقّق في طبعته القيّمة.

محمّد بن حمزة بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

قتله محمّدُ بن طغج في بُستانٍ له ، في خلافة المكتفي العبّاسي.

قال أبو الفرج : حدّثني أحمد بن محمّد المسيّب ، قال : كان محمّد بن حمزة من رجالات بني هاشم ، وكان إذا ذكر ابن طغج لا يؤمّره ويثلبه ، ويستطيل عليه إذا حضر مجلسه ، فاحتال ابنُ طغج على غلامٍ لبعض الرجّالة ، فسترهُ ، ثمّ أعلم صاحبه أنّه في دار محمّد بن حمزة ، وغرّاهُ به ، فاستغوى جماعةً من الرجّالة ، فكبسوهُ ـ وهو في بستانٍ ـ فقطّعوهُ

٣٢٩

بِالسكاكين ، وبقي عامّة يومه مطروحاً في البستان ، وهم يتردّدون إليه ؛ فيضربُونه بِسُيوفهم ، هيبةً لهُ وخوفاً أنْ يكون حيّاً أو به رمقٌ فيلحقهم ما يكرهون(١) .

محمّد بن عَبْد الله بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله ابن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

كانَ أُخِذَ في أيّام عليّ بن محمّد صاحب البصرة ، فحُبِسَ ومات في خلافة المُعتضد في حبسهِ(٢) .

محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ الأخباريّ الشاعر :

روى عنه عَبْد الرّحمن بن أبي حاتم ووثّقه. وتوفّي سنة تسعين ومأتين أو ما دونها. ومن شعره :

لو كنتُ من أمري على ثقةٍ

لصبرتُ حتّى ينتهي أمري

لكنْ نوائبُه تُحرّكُني

فاذكُرْ وُقِيتَ نوائبَ الدَهرِ

واجعلْ لِحاجَتِنا وإنْ كَثُرَتْ

أشغالُكُمْ حَظّاً من الذكْرِ

والمرؤُ لا يَخْلُوْ على عقب الْـ

ـأيّامِ من ذَمٍّ ومن شُكْرِ(٣)

وقد مرّ ذكره في المجديّ مع ذكر هذا الشعر له ، والعمدة ، وقد ذكر المرزبانيّ ترجمته ، وقال : شاعرٌ راويةٌ عالمٌ ، يروي كثيراً من أخبار أهله وبني عمّه ، ولقيه جماعةٌ من شيوخنا وحدّثونا عنه ، ومات في سنة سبعٍ

__________________

(١) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٤٨).

(٢) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٤٥).

(٣) الصفديّ ، الوافي بالوفيّات (٤ / ١٠٦ ـ ١٠٧ رقم ١٥٩٠).

٣٣٠

وثمانين ومائتين ، وهو القائل يُعاتب رجلاً ـ ـ ـ ثمّ أورد الشعر(١) .

وقال أبو الفرج : حدّثني حُكيم بن يحيى ، قال : كان الحسين بن الحسين بن زيد شيخَ بني هاشم وذا قعددهم ، وكانت الأموالُ تُحمل إليه من الآفاق. قال : فاجتمعنا يوماً عند جدّك أبي الحسن محمّد بن أحمد الأصبهانيّ ، وجماعة من الطالبيّين ، فيهم الحسين بن الحسين بن زيد بن عليّ ، ومحمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ العبّاسي ، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ؛ فقال جدّك للحسين : يا أبا عَبْد الله ، أنتَ أقْعَدُ وُلد رسول الله صلى الله عليه وآله كلّهم ، وأبو هاشم أقْعَدُ وُلد جعفر ، وأنْتُما شيخا آل رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يدعو لهما بالبقاء.

قال : فنفسَ مُحمّدُ بنُ عليّ بن حمزة ذلك عليهما ؛ فقال له : يا أبا الحسن ، وما ينفعُهما من القُعدُد في هذا الزمان ، ولو طلبا عليه من أهل العصر باقةَ بقلٍ ما أُعْطَياها!. قال : فغضبَ الحُسينُ بنُ الحسين من ذلك ، ثمّ قال : لِيَ تَقولُ هذا؟ فواللهِ ما اُحِبُّ أنّ نَسبي أَبْعَدُ مِمّا هُوَ بِأبٍ واحدٍ ؛ يُبعدُني من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنّ الدُنْيا بحذافيرِها لِيَ!!(٢) .

وقال الخطيبُ البغداديّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسين بن عُبَيد الله ابن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عَبْد الله العلويّ : كان أحدَ الأدباء الشُعراء العُلماء برواية الأخبار ، وحدّثَ عن أبيه ، وعن عَبْد الصّمد

__________________

(١) معجم الشعراء (ص ٤٧٦ برقم ٨٩٩).

(٢) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٤٦ ـ ٤٤٧).

٣٣١

ابن موسى الهاشميّ ، والحسن بن داود بن عَبْد الله الجعفريّ ، وأبي عثمان المازنيّ ، والعبّاس بن الفرج الريّاشيّ ، وعمر بن شبّة النُميريّ. روى عنه : محمّد بن عَبْد الملك التاريخيّ ، ووكيع القاضيّ ، ومحمّد بن مخلد.

وقال ابن أبي حاتم الرازيّ : سمعتُ منه وهو صدوق.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل إملاءً : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عليّ الكاتب : حدّثنا محمّد بن خالد وكيع : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة : حدّثني عَبْد الصمد بن موسى : حدّثني عَبْد الوهّاب بن محمّد بن إبراهيم : حدّثني عَبْد الصمد بن عليّ ، عن أبيه ، عن عَبْد الله بن عبّاس ، قال : «إذا أسف اللهُ على خلقٍ من خلقه ؛ فلم يعجل لهم النِقمةَ بمثل ما أهْلَكَ به الأُممَ من الريح وغيرها ؛ خَلَقَ لهم خَلقاً يُعذّبُهم لا يعرفون اللهَ عزّ وجلّ». قرأتُ في كتاب محمّد بن مخلد بخطّه : سنةَ ستٍّ وثمانين ومِائتين ، فيها ماتَ أبو عَبْد الله العلويّ ، محمّد بن عليّ بن حمزة. أخبرنا السِمسار : أخبرنا الصفّار : حدّثنا ابن قانع : أنّ محمّد بن عليّ ابن حمزة ماتَ في سنة سبع وثمانين ومائتين(١) .

وقال ابن حجر العسقلانيّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب ، الهاشميّ ، أبو عَبْد الله العلويّ البغداديّ.

روى عن أبيه ، وعُمر بن شَبَّة النُميريّ ، والعبّاس بن فرج الرياشيّ ،

__________________

(١) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، (٣ / ٦٣).

٣٣٢

وأبي عثمان المازنيّ النحويّ ، والحسن بن داود الجعفريّ وغيرهم.

وعنه : محمّد بن خلف ، ووكيع القاضي ، ومحمّد بن عَبْد الملك التاريخيّ ، وأبو محمّد ابن أبي حاتم ، وأبو الحسين عمر بن الحسن الأشنانيّ ، ومحمّد بن مخلد الدوريّ. قال ابن أبي حاتم : صدوقٌ ثقةٌ. وقال الخطيب : كان أحد الأدباء العلماء برواية الأخبار(١) .

وقال العلّامة الحلّيّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله ابن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أبو عَبْد الله ، ثقةٌ ، عينٌ في الحديث ، صحيحُ الاعتقاد(٢) .

وقال الحسن بن داود الحلّيّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله(٣) بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عبد الله (دي ، كر [كش(٤) ]) له إيصال مكاتبة(٥) وفي داره حصلت أُمّ صاحب الأمر بعد وفاة الحسن عليه السلام(٦) .

وفي (مختصر إثبات الرجعة) ما نصّه : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال : سمعتُ أبا محمّد عليه السلام : قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده ، وخليفتي

__________________

(١) ابن حجر ، تهذيب التّهذيب (٩ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣).

(٢) العلّامة الحليّ الخلاصة (ص ١٥٦ رقم ١٠٦).

(٣) ب : عبد الله.

(٤) مصحّف عن جش.

(٥) ألف ، ج : اتصال.

(٦) ابن داود ، الرجال (ص ٣٢٥ رقم ١٤٢٦ رقم ١٤٢٦).

٣٣٣

من بعدي ، مختوناً ، ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر ، وغسّلته عمّتي حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا عليهم السلام.

فسأل محمّدُ بن عليّ بن حمزة ، عن أُمّه عليه السلام؟؟؟

قال : أُمّه «مليكة» الّتي يُقال لها في بعض الأيّام : «سوسن» ، وفي بعضها «ريحانة» وكان «صقيل» و«نرجس» أيضاً من أسمائها(١) .

وقال المامقاني : عنونه النجاشيّ رحمه الله وقال : ـ ـ ـ ـ له كتاب (مقاتل الطّالبيّين) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد القلانسيّ ، قال : حدّثنا حمزة بن القاسم عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة(٢) . وله ذكر في الحديث عن العهد الّذي عقدهُ المأمونُ للإمام الرِضا عليه السلام قال أبو الفرج : أخبرني ببعضه عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة ، عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ(٣) .

موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عُبَيد الله بن العبّاس :

عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن عليّ بن أبي طالب ، قال : حدّثني جعفر بن زيد بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قالوا : جاءت أُمُّ أسلم يوماً إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وهو في منزل أُمّ سلمة ،

__________________

(١) الفضل بن شاذان : مختصر إثبات الرجعة (ص ٢١٢ رقم ١١) وعنه : الحرّ العاملي ، وسائل الشّيعة (٣ / ٥٧٠ رقم ٦٨٣).

(٢) المامقاني ، تنقيح المقال ، (٣ ـ ١ / ١٥٥).

(٣) مقاتل الطّالبيّين (٣٧٤ ـ ٣٧٥).

٣٣٤

فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : خرج في بعض الحوائج والساعة يجيىء ، فانتظرته عند اُمّ سلمة حتّى جاء صلى الله عليه وآله.

فقالت اُمّ أسلم : بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله ، إنّي قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلّ نبيٍّ ووصيٍّ ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته ، ووصيٌّ بعد موته ، وكذلك عيسى ، فمنْ وصيُّك؟ يا رسول الله؟

فقال لها : يا أُمّ أسلم! وصيِّ في حياتي وبعد مماتي واحدٌ ، ثمّ قال لها : يا أُمّ أسلم! مَنْ فَعَلَ فِعْلي هذا ؛ فهوَ وَصِيّي. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ من الأرض ، ففَرَكَها بإصبعه ؛ فجعلها شبه الدقيق ، ثمّ عَجَنَها ، ثمّ طبعها بخاتمه ، ثمّ قال : مَنْ فَعَلَ فِعْلي هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد مماتي.

[قالت :] فخرجتُ من عنده ، فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السلام فقلتُ : بأبي أنت وأُمّي ، أنت وصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله؟.

قال : نعم ، يا أُمّ أسلم! ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففَرَكَها ، فجعلها كهيئة الدقيق ، ثمّ عَجَنَها وخَتَمَها بخاتمه ، ثمّ قال : يا أُمّ أسلم! مَنْ فَعَلَ فِعلي هذا ؛ فهو وصيّي.

فأتيتُ الحسنَ عليه السلام ـ وهو غُلام ـ فقلتُ له : يا سيّدي! أنتَ وصيّ أبيك؟

فقال : نعم ، يا أمّ أسلم ، وضرب بيده وأخذ حصاةً ، ففعل بها كفعلهما.

فخرجتُ من عنده ، فأتيتُ الحسينَ عليه السلام ـ وإنّي لمُستَصْغِرةٌ لِسِنِّهِ ـ فقلتُ له : بأبي أنت وأُمّي ، أنت وصيّ أخيك؟

٣٣٥

فقال : نعم ، يا أُمّ أسلم ، إيتيني بحصاةٍ ، ثمّ فعل كفعلهم.

فعمّرتْ أُمّ أسلم حتّى لحقتْ بعليّ بن الحسين بعد قتل الحسين عليه السلام في منصرفه ، فسأَلَتْهُ : أنت وصيّ أبيك؟

فقال : نعم ، ثمّ فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين(١) .

نفيسة بنت عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

عن الزبير قال : فولد عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب : أبا جعفر عَبْد الله ، ونفيسة ، وأُمّهما : أُمّ أبيها بنت عَبْد الله بن معبد بن العبّاس ، وأُمّها أُمّ محمّد بنت عُبَيْد الله بن العبّاس.

كانت نفيسة بنت عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عند عَبْد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب ، فولدت له : عليّاً ، وعبّاساً ، خرج عليّ بن عَبْد الله بن خالد بدمشق وغلب عليها ، وأمير المؤمنين المأمون بخراسان(٢) .

__________________

(١) الكافي (١ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦) رقم ١٥ من الأصول ، كتاب الحجّة ، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة.

(٢) ابن عساكر ، تاريخ دمشق (٧٤ / ١٠٦ ـ ١٠٧ رقم ٩٧٧).

٣٣٦

ـ ٦ ـ

ما ورد في (موسوعة أنساب آل البيت النبوي)(١)

من أنساب ذرّية العبّاس عليه السلام في الجزء الثاني الفصل الخامس :

عقب العبّاس السقّاء ابن الإمام عليّ بن أبي طالب

أعقب العبّاس السقّاء ابن الإمام علي من خمسة رجال(٢) .

أمّا الرجال فهم : الفضل ، والحسن ، والحسين ، وحمزة ، وأبو محمّد الأمير عبيد الله.

أمّا الفضل بن العبّاس السقّاء : فأُمّه وأُمّ عبيد الله هي : لبابة بنت عبيد الله(٣) بن العبّاس بن عبد المطّلب ، وأخوهما لأُمّهما : القاسم بن الوليد ابن عتبة بن أبي سفيان ، وأُختهما لأُمّهما : نفيسة بنت زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب.

__________________

(١) للمؤرّخ النسّابة السيّد فتحي عبد القادر أبو السعود سلطان الصيادي الرفاعي الحسيني ، ولقد رأينا إيراد ما جاء في هذا الكتاب ؛ لكونه أحدث ما جمع من انتسب إلى سيّدنا أبي الفضل عليه السلام.

ولقد وقفنا فيه على بعض النقائص!!! فننبّه القُرّآءَ الكرامَ إلى مراجعة ما ورد فيه بِحَذَرٍ.

(٢) لقّب عقبه بالعبابسة تمييزاً لهم عن العبّاسيين عقب العبّاس بن عبد المطّلب.

(٣) في الموسوعة (عبد الله) وهو غلطٌ بالإجماع من محقّقي الفنّ ، والصواب (عبيد الله) كما أثبتنا في المتن.

٣٣٧

أمّا الحسن بن العبّاس السقّاء : فأعقب من رجلين هما : حمزة ، والعبّاس.

أمّا حمزة بن الحسن : فمن عقبه : محمّد بن علي بن حمزة المذكور ، وكان محدّثاً ثقة ، مات عام ٢٨٧ هـ.

أمّا العبّاس بن الحسن : فكان من صحابة الرشيد ، ومن عقبه : الفضل ابن محمّد بن عبد الله بن العبّاس المذكور ، الّذي كان مع الحسن بن زيد بطبرستان ، ثمّ هرب منه ، فأراد الحسن بن زيد قتله ، فآواه موسى بن مهران الكردي. وكان الفضل المذكور شاعراً ، كثير الهجو للحسن بن زيد(١) .

أمّا الحسين بن العبّاس السقّاء : فمن بنيه : عبيد الله بن الحسين ، الّذي ولي مكّة والمدينة للمأمون العبّاسيّ(٢) .

أمّا حمزة بن العبّاس السقّاء : فكان شاعراً ، أعقب من ابنه أبي الطيّب محمّد ، وله عقب.

عقب أبي محمّد الأمير ، عبيد الله بن العبّاس السقّاء ابن الإمام عليّ

كان أبو محمّد الأمير عبيد الله : ورعاً ، ديّناً ، شجاعاً ، أيّام بني العبّاس ، ومات وله ٥٥ سنة.

وأعقب ولدين هما : أبو جعفر عبد الله ، وأبو محمّد الحسن.

__________________

(١) قلائد الذهب في جمهرة أنساب العرب ، مرجع سابق (ص ٤٨).

(٢) قلائد الذهب في جمهرة أنساب العرب ، مرجع سابق (ص ٤٨).

٣٣٨

أمّا أبو محمّد ، الحسن ابن الأمير عبيد الله :

فكان أميراً بينبع ، ثمّ صار ملك الملوك بمكّة ، والمدينة ، والحجاز ، روى الحديث ، وعاش ٦٧ سنة.

وله من المعقبين سبعة : علي ، ومحمّد(١) وأبو القاسم حمزة الأكبر الشبيه ، وعبيد الله الأصغر الثاني ، وأبو الفضل العبّاس ، وإبراهيم جردقة ، وأبو جفنة(٢) الفضل.

أمّا علي ابن الأمير أبي محمّد الحسن : فكان يلقّب «حشايا» ، وأعقب أربعة رجال هم : الحسن ، وأحمد الأكبر ، وأحمد الأصغر ، ومحمّد الزاكي الّذي أعقب ولدين هما : علي ، وأحمد (انقرضا)(٣) .

أمّا أبو جفنة الفضل ابن الأمير أبي محمّد الحسن :

فكان لسناً فصحياً ، شديد الدين ، عظيم الشجاعة ، وكان أحد سادات بني هاشم يقال له «ابن الهاشمية» ،

وكان محتشماً عند الخلفاء ، أعقب ثمانية رجال ، وبنتاً واحدة اسمها فاطمة.

أمّا الرجال فهم : علي ، وأحمد ، وعبد الله ، وسليمان ، لم يذكر لهم عقب.

وجعفر ، والعبّاس الأصغر ، ومحمّد الخطيب الشاعر ، والعبّاس الأكبر.

__________________

(١) ذكرهما صاحب المجدي (ص ٢٣١).

(٢) في المجدي في أنساب الطالبيين (أبو حنفنة) (ص ١٦٩).

(٣) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية (ص ٢٣٢).

٣٣٩

أمّا جعفر بن أبي جفنة الفضل : فأعقب بينبع ، ومصر ، وأعقب من ابنه الفضل وحده.

أمّا محمّد الخطيب الشاعر ابن أبي جفنة الفضل : فأعقب عدّة بنين منهم : أبو العبّاس الفضل الشاعر الخطيب ، ومن شعره :

إنّي سأذكر للعبّاس موقفه

بكربلاء وهام الطّفّ تختطفُ

يحمي الحسين ويسقيه على ظمأ

ولا يُوَلّي ولا يثني فيختلفُ

فلا أرى مشهداً يوماً كمشهده

مع الحسين عليه الفضل والشرف

أكرم به مشهداً بانت فضائله

وما أضاع له أفعاله خَلَفُ(١)

أعقب أبو العبّاس الفضل الشاعر المذكور ؛ بقم ، وطبرستان ، وبروجرد. ومن عقبه ببروجرد : أبو محمّد عبد الله بن أبي العبّاس الفضل ، المذكور.

أمّا العبّاس الأكبر ابن أبي جفنة الفضل : فأعقب بينبع ، وأعقب أربعة رجال هم : عبد الله ، والفضل ، ومحمّد ، وعبيد الله ، ويقال لعقبهم «بنو الصندوق»(٢) .

عقب أبي القاسم حمزة الشبيه الأكبر ابن أبي محمّد الحسن بن أبي محمّد الأمير عبيد الله

كان أبو القاسم ، حمزة الشبيه : يشبه الإمام علي بن أبي طالب ، وكان ذا

__________________

(١) ويروى :

أكرمْ به سيّداً بانَتْ فضيلتُهُ

وما أضاعَ له كَسْبُ العُلا خَلَفُ

(٢) الفخري في أنساب الطالبيين (ص ١٦٩).

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456