استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٢

استخراج المرام من استقصاء الإفحام13%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 456

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 456 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 227619 / تحميل: 8347
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

خلق النبي صلّى الله عليه وآله على بن أبى طالب (عليه السلام) من شجرة واحدة

٧٢ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن يحيى العطار، قال: حدثني أبوسعيد سهل بن زياد الآدمي، قال: حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن علي بن حفص العبسي، عن الصلت بن العلاء، عن أبي الحزور، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خلق الناس من شجر شتى، وخلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة، أصلي علي وفرعي جعفر.

شكر كل نعمة خصلة

٧٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسن بن عطية(١) ، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد الله عزّوجلّ.

الدين هو الحب

٧٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سعيد بن يسار قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: هل الدين إلا الحب؟ إن الله عزّوجلّ يقول:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) .(٢)

المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا عن غير ذنب

٧٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبيدة الحذاء

______________

(١) في بعض النسخ « الحسين بن عطية ».

(٢) آل عمران: ٣١.

٢١

قال: قال أبوجعفر عليه السلام: إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا عن غير ذنب.(١)

خصلة تحيى القلوب

٧٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن خطاب بن - مسلمة، عن الفضيل بن يسار قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: يا فضل إن حديثنا يحيي القلوب.

خصلة فيها حياة لامر حجج الله عزّوجلّ

٧٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن - أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن خيثمة قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: تزاوروا في بيوتكم فإن ذلك حياة لامرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا.

ما خلق الله عزّوجلّ شيئا أقر للعين من خصلة

٧٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: يا محمد كان أبي عليه السلام يقول: يا بني ما خلق الله شيئا أقر لعين أبيك من التقية.

تسعة أعشار الدين في خصلة

٧٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثني أبوسعيد الآدمي قال: حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن جندب، عن أبي عمر العجمي قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شئ إلا في شرب -

______________

(١) في بعض النسخ « من غير ذنب » وقال في مجمع بحار الانوار: في حديث المصافحة « لم يبق بينهما ذنب » أي غل وشحناء.

٢٢

النبيذ والمسح على الخفين(١) .

من رضى القضاء ومن سخطه

٨٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن الفراء، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من رضي القضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور، ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط الله أجره.

خصلة لا يتحبب(٢) بها حمر النعم

٨١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن خلاد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن - الحسين عليهما السلام قال: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم(٣) وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا اكافي بها صاحبها.

خصلة تزيد في الرزق

٨٢ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثني الحسن بن متيل الدقاق، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير، عن أبي عوف العجلي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الوضوء قبل الطعام وبعده يزيد في الرزق.

______________

(١) ذلك لعدم مس الحاجة إلى التقية فيهما لانه يمكن الاحتزار عنهما بأن لا يشرب النبيذ لان الشافعي يحرمه. ولا يمسح الخفين لانه بدعة حدثت بعد ثبوت حكم المسح على الرجلين بنص القرآن إذ لاخفاء في أن الخف غير الرجل، على أنه يمكنه أن ينزعه ويمسحه ثم يغسله. كما يظهر من بعض الروايات. راجع الوسائل ج ١ ص ٦٥ باب وجوب المسح على الرجلين.

(٢) كذا في نسخة مصححة وفى أكثر النسخ « لا يستحب ».

(٣) حمر النعم كرائمها وهى مثل في كل نفيس من المال. والابل الحمر أنفس أموال العرب.

٢٣

خصلة من الذنوب التى لا تغفر

٨٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أخي الفضيل، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: يا ليتني لا اؤاخذ إلا بهذا(١) .

خصلة تورث النفاق وتعقب الفقر

٨٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الغناء يورث النفاق ويعقب الفقر.

أول ما يتحف به المؤمن خصلة

٨٥ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - الحسين السعد ابادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عثمان، وابن أبي حمزة: عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما أول ما يتحف به المؤمن؟ قال: يغفر لمن تبع جنازته.

يغفر لعبد يوم القيامة ليست له حسنة بخصلة

٨٦ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن - أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن عمران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة، فيقال له: اذكر أو تذكر(٢) هل لك من حسنة، قال: فيتذكر فيقول: يا رب مالي

______________

(١) لان هذا الكلام يدل على استصغار الذنب وعدم الندامة عليه وهو جرأة على الله سبحانه قال أبوالحسن عليه السلام « لا تستقلوا قليل الذنوب ». وقال أبوعبدالله عليه السلام « اتقوا - المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر ».

(٢) ياد كن، ياد بياور.

٢٤

من حسنة إلا أن فلانا عبدك المؤمن مر بي فطلبت منه ماء فأعطاني ماء فتوضأت به وصليت لك، قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: قد غفرت لك أدخلوا عبدي الجنة.

رأس كل خطيئة خصلة

٨٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن درست بن أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة.

ما أقبح بالرجل أن يدخل الجنة وهو مهتوك الستر

٨٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن - نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن نجم(١) ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يا نجم كلكم في الجنة معنا إلا أنه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك ستره وبدت عورته، قال: قلت له: جعلت فداك وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه.

خصلة من فعلها استوجب رحمة الله عزّوجلّ

٨٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن - نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا مدرك رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه، فحدثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون.

خصلة من فعلها كثر خير بيته

٩٠ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل ابن أبي زياد، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام:

______________

(١) نجم بن حطيم من أصحاب الباقر عليه السلام والظاهر هو الغنوى.

٢٥

من أراد أن يكثر خير بيته فليغسل يده قبل الاكل.

في من ظهرت صحته على سقمه فيعالج بشئ فمات

٩١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن سهل بن - زياد، عن النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من ظهرت صحته على سقمه فيعالج بشئ فمات فأنا إلى الله منه برئ.

المؤمن مشغول عن خصلة

٩٢ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن سهل ابن زياد قال: حدثنا أبونصر محمد بن جعفر بن عقبة، عن الحسن بن محمد ابن اخت أبي مالك، عن عبدالله بن سنان، عن عبد الواحد بن المختار قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن اللعب بالشطرنج فقال: إن المؤمن لمشغول عن اللعب.

ما محق الايمان محق خصلة شئ

٩٣ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري قال: حدثني هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما محق الايمان محق الشح شئ(١) ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.

سعد امرء لم يمت حتى يرى خلفه من بعده

٩٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثني أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان، عن موسى بن بكر الواسطي قال: قلت لابي - الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: الرجل يقول لابنه أو لابنته بأبي أنت وامي أو بأبوي. أترى بذلك بأسا؟ فقال: إن كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وإن كانا قد ماتا فلا

______________

(١) الشح - بضم المعجمة وشد الحاء -: الحرص مع البخل. ومحقه: أبطله ومحاه.

٢٦

بأس. قال: ثم قال: كان جعفر عليه السلام يقول: سعد امرء لم يمت حتى يرى خلفه من بعده(١) وقد والله أراني الله خلفي من بعدي.

المؤمن أعظم حرمة من الكعبة

٩٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المؤمن أعظم حرمة من الكعبة.

حسب المؤمن(٢) من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله عزّوجلّ

٩٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن - نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن قتيبة الاعشى، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حسب المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله.

الهدية تذهب بالضغائن

٩٧ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن سهل ابن زياد، قال: أخبرنا محمد بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: نعم الشئ الهدية أمام الحاجة، وقال: تهادوا تحابوا فإن الهدية تذهب بالضغائن(٣) .

طوبى لعبد نومة

٩٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: طوبى

______________

(١) الخلف - بالتحريك -: الولد الصالح، فإذا كان فاسدا سكنت اللام. وربما استعمل كلا منهما مكان الاخر.

(٢) حسبك درهم أي كفاك.

(٣) ضغن ضغنا من باب تعب: حقد، والاسم الضغن.

٢٧

لعبد نومة(١) ، عرف الناس فصاحبهم ببدنه ولم يصاحبهم في أعمالهم بقلبه فعرفهم في الظاهر ولم يعرفوه في الباطن

خصلة تدع الرجل فقيرا يوم القيامة

٩٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي ابن أسد الاسدي قال: حدثني محمد بن أبي أيوب النهروي قال: حدثني جعفر بن - سنسيد بن داود قال: حدثني أبي قال: حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: قالت ام سليمان بن داود لسليمان عليه السلام: إياك وكثرة النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا(٢) يوم القيامة.

عرفاء أهل الجنة صنف

١٠٠ - حدثنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الاسدي قال: حدثنا أبي، وعلي بن العباس البجلي، والحسن علي بن نصر الطوسي قالوا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان قال: حدثنا أبوسنان العابدي قال: حدثنا صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنة(٣) .

توضأ رسول الله صلّى الله عليه وآله مرة مرة

١٠١ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الفرغاني بفرغانة قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا أبومسلم الكجي قال: حدثنا عبدالله بن عبد الوهاب

______________

(١) رجل نومة - بالضم ساكنة الواو - أي لا يؤبه به، ويقال للخامل الذكر الذى لا يؤبه به: نومة. وروى المصنف في معاني الاخبار باسناده عن أميرالمؤمنين عليه السلام في معنى النومة قال عليه السلام: « الذى لا يدرى الناس ما في نفسه ».

(٢) أي يتركه فقيرا.

(٣) حملة القرآن حفظته العاملون به. وعرفاء أهل الجنة: المقدمون في الرتب العلية.

٢٨

قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر أن رسول الله صلّى الله عليه وآله توضأ مرة مرة.

أحسن الحسن خصلة

١٠٢ - حدثنا أبوالحسن علي بن عبدالله بن أحمد الاسواري قال: حدثنا أبويوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي(١) المذكر قال: حدثني أبومحمد عبد العزيز ابن علي السرخسي بمرو الروذ قال: حدثني أبوبكر أحمد بن عمران البغدادي قال: حدثنا أبوالحسن قال: حدثنا أبوالحسن، قال: حدثنا أبوالحسن، قال: حدثنا الحسن، عن الحسن، عن الحسن: إن أحسن الحسن الخلق الحسن. فأما أبوالحسن الاول فمحمد بن عبد الرحيم التستري، وأما أبوالحسن الثاني فعلى بن أحمد البصري التمار، وأما أبوالحسن الثالث فعلي بن محمد الواقدي وأما الحسن الاول فالحسن بن عرفة العبدي، وأما الحسن الثاني فالحسن بن أبي - الحسن البصري وأما الحسن الثالث فالحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.

ترك النبي صلّى الله عليه وآله دعوته لخصلة

١٠٣ - أخبرني أبوالحسن طاهر بن محمد بن يونس قال: حدثنا محمد بن عثمان الهروي قال: حدثنا أحمد بن نجدة قال: حدثنا أبوبشر ختن المقرئ قال: حدثنا معمر بن سليمان قال: إني سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لكل نبي دعوة قد دعا بها وقد سأل سؤلا، وقد خبأت دعوتي(٢) لشفاعتي لامتي يوم القيامة.

أفضل العبادة خصلة وأفضل الدين خصلة

١٠٤ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع(٣) قال: حدثنا هارون

______________

(١) في بعض النسخ « السحري » وهو منسوب إلى السحر، واما السجزي فمنسوب إلى سجز اسم لسجستان. (٢) السؤل - بالضم -: ما يسأل. وخبأ الشئ: ستره وأخفاه.

(٣) في بعض النسخ « أبومنيع » وكذا فيما يأتي.

٢٩

ابن عبدالله قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا خالد بن - أبي خالد الازرق، عن محمد بن عبد الرحمن - وأظنه ابن أبي ليلى - عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع.

شئ هو كثير وفاعله قليل

١٠٥ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا أحمد بن - عمران الاخنسي سنة ثمان وعشرين(١) وفيها مات، قال: سمعت أبا خالد الاحمري يحدث عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبدالله ابن عمرو(٢) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الخير كثير(٣) وفاعله قليل.

خصلة هي نصف الدين

١٠٦ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن منيع قال: حدثنا علي بن - عيسى المخرمي سنة إحدى وثلاثين(٤) قال: حدثنا خلاد بن عيسى، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حسن الخلق نصف الدين.

أفضل ما أعطى المسلم خصلة

١٠٧ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبوالعباس السراج قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان، عن زياد بن علاقة، عن اسامة بن شريك قال: قيل لرسول الله صلّى الله عليه وآله: ما أفضل ما أعطي المرء المسلم؟ قال: الخلق الحسن.

______________

(١) يعنى بعد المائتين بقرينة رواية ابن منيع عن المخرمى المتوفى سنة ٢٣٣ كما في التقريب في الخبر الاتى.

(٢) رواه الخطيب في التاريخ والطبراني في الاوسط عن عبدالله بن عمرو يعنى ابن العاص. وفى بعض النسخ « عن عبدالله بن عمر » وهو خطأ.

(٣) أي طرقه وأنواعه كثيرة وفاعله قليل لان اقبال الناس على دنياهم وأهملوا ما ينفعهم في اخراهم، والغالب عليهم حب الشهوات.

(٤) يعنى بعد المائتين كما هو ظاهر التقريب.

٣٠

خلق النبي وعلى بن أبى طالب عليهما السلام من نور واحد

١٠٨ - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني أبومحمد الحسن بن - عبدالله الرازي قال: حدثني أبي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد ابن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين قال: حدثني أخي الحسن بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خلقت أنا وعلى من نور واحد.

صلاح العبد في صلاح شئ من جسده

١٠٩ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن إبراهيم الديبلي(١) قال: حدثنا أبوعبدالله قال: حدثنا سفيان، عن مجاهد قال: سمعت الشعبي يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: في الانسان مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم بها سائر الجسد، فإذا سقمت سقم بها سائر الجسد وفسد، وهي القلب.

١١٠ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا أبوالعباس السراج قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا رشدين بن سعد المصري أبوالحجاج(٢) قال: حدثنا شراحيل ابن يزيد(٣) عن عبدالله بن عمر، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد.

______________

(١) ديبل - بفتح الدال وتقديم المثناة التحتية على الباء الموحدة المضمومة مدينة على ساحل البحر الهندي قريبة من السند ينسب إليها جماعة كثيرة من العلماء منهم أبوجعفر محمد بن ابراهيم بن عبدالله الديبلى الراوى عن أبى عبدالله الحسين بن الحسن المروزى. (اللباب)

(٢) رشدين - بكسر الراء وسكون المعجمة ابن سعد بن مفلح المهرى المصرى. وفى نسخ الكتاب « رشيد بن سعد البصري » وهو تصحيف.

(٣) يعنى المعافرى.

٣١

دخل الرجل الجنة بخصلة

١١١ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا ابن معاذ قال: حدثنا الحسين المروزي قال: حدثنا عبدالله قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله(١) قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: دخل عبد الجنة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه.(٢)

من سره خصلتان فليستعمل خصلة

١١٢ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الفرغاني، قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن محمد بن جمهور الحمادي قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن علي بن - زيد الصايغ المكي بمكة قال: حدثنا أحمد بن شبيب قال: أخبرني أبي، عن يونس عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وآله يقول: من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه(٣) .

كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يسلم تسليمة واحدة

١١٣ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثني أبوالقاسم سعيد بن - أحمد بن أبي سالم قال: حدثنا أبوزكريا يحيى بن الفضل الوراق قال: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الوراق السمرقندي قال: حدثنا سليمان بن سلمة قال: حدثنا بقية بن - الوليد، عن الزيادي(٤) ، عن الزهري، عن أنس أن رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يسلم تسليمة واحدة.

______________

(١) هو يحيى بن عبيد الله بن موهب التيمى يروى عنه عبدالله بن المبارك. وقال الجوزجاني: هو كوفى وأبوه لا يعرف. يروى عن أبيه عن أبى هريرة.

(٢) أماطه أي أزاله ونحاه.

(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ج ٨ ص ٨ وفيه « أو ينسأ في أثره ». والاثر الاجل.

(٤) الظاهر هو محمد بن زياد بن عبيد الزيادي أبوعبدالله البصري الملقب بيؤيؤ.

٣٢

باب الاثنين

معرفة التوحيد بخصلتين

١ - حدثنا أحمد بن هارون الفامي(١) وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عليه السلام أن رجلا قام إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: يا أميرالمؤمنين بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم لما أن هممت فحال بيني وبين همي، وعزمت فخالف القضاء عزمي فعلمت أن المدبر غيري، قال: فبماذا شكرت نعماه؟ قال: نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلى به غيري، فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته، قال: فبماذا أحببت لقاءه؟ قال: لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه.

قال النبي صلّى الله عليه وآله خلتان(٢) لا احب أن يشاركني فيهما أحد

٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خلتان لا احب أن يشاركني فيهما أحد: وضوئي فانه من صلاتي، وصدقتي فانها من يدي إلى يد السائل فانها تقع في يد الرحمن.

غريبتان فاحتملوهما

٣ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر

______________

(١) في بعض النسخ « القاضى » ولعله تصحيف.

(٢) الخلة: الخصلة.

٣٣

ابن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: غريبتان فاحتملوهما كلمة حكم من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.

لا ينقض الوضوء الا ما خرج من الطرفين

٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: حدثني محمد بن سماعة، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير المرادي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الحجامة والقئ وكل دم سائل، فقال: ليس فيه وضوء إنما الوضوء مما خرج من طرفيك اللذين أنعم الله بهما عليك.

قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه -: يعني من بول أو غائط أو ريح أو مني.

نعمتان مكفورتان

٥ - حدثنا جعفر بن علي الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن ابن علي بن عبدالله بن المغيرة، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: نعمتان مكفورتان: الامن والعافية.(١)

خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما

٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما(٢) : الصحة والفراغ.

٧ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبوجعفر محمد بن معاذ قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، عن عبدالله بن المبارك، والفضل بن موسى قالا: أخبرنا

______________

(١) المكفور: المستور أو غير المشكور.

(٢) أي مختبرون وممتحنون بهما.

٣٤

عبدالله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: نعمتان مفتون فيهما كثير من الناس الفراغ والصحة.

ما عبدالله عزّوجلّ بشئ أفضل من الصمت والمشي إلى بيته

٨ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن محمد المسلي، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما عبدالله بشئ أفضل من الصمت والمشي إلى بيته.

يؤمر بالمعروف رجلان

٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن ابن أبي عمير، عن يحيى الطويل البصري(١) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إنما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ، أو جاهل فيتعلم، وأما صاحب سوط وسيف فلا.

للكفر جناحان

١٠ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي العباس جرير البجلي(٢) عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للكفر جناحان: بنو امية وآل المهلب(٣) .

______________

(١) في التهذيب في باب النوادر من كتاب الجهاد يحيى الطويل صاحب المصرى، ولعل الصواب المقرى وهو غير يحيى بن ام الطويل الذى كان من حوارى على بن الحسين عليهما السلام وخواصه.

(٢) في بعص النسخ « حريز البجلى » ولم أجدهما.

(٣) المهلب - بضم الميم وفتح الهاء واللام المشددة أبوبطن. وآل المهلب جماعة = >

٣٥

قسم الله تبارك وتعالى اهل الارض قسمين

١١ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، عن إبراهيم بن يحيى قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: قسم الله تبارك وتعالى أهل الارض قسمين فجعلني في خيرهما ثم قسم النصف الآخر على ثلاثة فكنت خير الثلاثة، ثم اختار العرب من الناس، ثم اختار قريشا من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبد المطلب.

صنفان من هذه الامة إذا صلحا صلحت الامة. وإذا فسدا فسدت الامة

١٢ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد ابن أحمد، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن السكوني، عن

______________

< = من الامراء والولاة لدولة بنى امية وبنى العباس وهم منسوبون إلى المهلب بن أبى صفرة ظالم ابن سراق الازدي العتكى، يكنى أبا سعيد، أمير، بطاش، جواد، قال فيه عبدالله بن الزبير: هذا سيد أهل العراق ولد في دبا، ونشأ بالبصرة، وقدم المدينة مع أبيه في أيام عمر، وولى امارة البصرة لمصعب بن الزبير، وفقئت عينه بسمرقند كما في المحبر ص ٢٦١ وانتدب لقتال الازارقة، وكانوا قد غلبوا على البلاد، وشرط له أن كل بلد يجليهم عنه يكون له التصرف في خراجه تلك السنة، فأقام يحاربهم تسعة عشر عاما لقى فيها منهم الاهوال، وأخيرا تم له الظفر بهم، فقتل كثيرين، وشرد بقيتهم في البلاد، ثم ولاه عبد الملك بن مروان ولاية خراسان فقدمها سنة ٧٩ ه‍ ومات فيها. قال ابن الجوزى في المدهش من العجائب ثلاثة اخوة ولدوا في سنة واحدة وقتلوا في سنة واحدة وكانت أعمارهم ثمانيا وأربعين سنة: يزيد، وزياد، ومدرك بنو المهلب بن أبى صفرة. وأخبارهم كثيرة، راجع الوفيات ج ٢ ص ١٤٥ ورغبة الامل ج ٢ ص ٢٠١ و ٢٠٤. وج ٣ ص ٦٠ و ١١٦. وج ٥ ص ١٣٠. وج ٦ ص ١٠٥. والطبري ج ٨ ص: ١٩. وابن الاثير ج ٤ ص ١٨٣. (الزركلي)

٣٦

جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله صنفان من امتي إذا صلحا صلحت امتي، وإذا فسدا فسدت امتي، قيل: يا رسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والامراء.

اتقو الله في الضعيفين

١٣ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اتقوا الله في الضعيفين يعني بذلك اليتيم والنساء.

ثواب من عال ابنتين أو اختين أو عمتين أو خالتين

١٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن زكريا المؤمن رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: من عال ابنتين أو اختين أو عمتين أو خالتين حجبتاه من النار.

لا يجد ريح الجنة رجلان

١٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، عن شريس الوابشي(١) ، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها عاق ولا ديوث، قيل: يا رسول الله وما الديوث قال: الذي تزني امرأته وهو يعلم.

ما جاء في ذى وجهين

١٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن أبي جعفر أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبدالله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن

______________

(١) نسبة إلى بنى وابش بطن من قريش.

٣٧

علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يجئ يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه(١) في قفاه وآخر من قدامه يلتهبان نارا حتى يلهبا جسده، ثم يقال له: هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين وذا لسانين يعرف بذلك يوم القيامة.

١٧ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن منيع قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبومعاوية، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن من شر الناس عند الله عزّوجلّ يوم القيامة ذا الوجهين.

١٨ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك، عن الركين(٢) عن نعيم بن حنظلة، عن عمار قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار.

١٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري، عن موسى بن عمر، عن ابن سنان، عن عون بن معين بياع القلانس، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من لقى المؤمنين بوجه، وغابهم بوجه أتى يوم القيامة وله لسانان من نار.

٢٠ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه في الله شاهدا، ويأكله غائبا، إن اعطي حسده، وإن ابتلي خذله.

الناس اثنان واحد أراح، وآخر استراح

٢١ - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن - سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

______________

(١) في بعض النسخ « دلعا لسانه ».

(٢) هو الركين بن الربيع الراوى عن نعيم بن حنظلة. ونعيم بن حنطب كما في بعض نسخ الكتاب تصحيف والخبر رواه أبوداود بهذا الاسناد في السنن ج ٢ ص ٥٦٧.

٣٨

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الناس اثنان واحد أراح وآخر استراح، فأما الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيرا من الناس.

الناس اثنان عالم ومتعلم

٢٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد ابن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد ابن أبي عمير رفعه إلي أبي عبدالله عليه السلام قال: الناس اثنان عالم ومتعلم، وسائر الناس همج والهمج في النار.

خصلتان احداهما تنسى الذنوب والاخرى تقسى القلوب

٢٣ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهما السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام: لا تفرح بكثرة المال، ولا تدع ذكري على كل حال، فان كثرة المال تنسي الذنوب، وترك ذكري يقسي القلوب.

خصلتان امان من الجذام

٢٤ - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: تقليم الاظفار وأخذ الشارب من جمعة إلى جمعة أمان من الجذام.

الشغل بالعظيمتين

٢٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين ابن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،

٣٩

عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهما السلام قال: بكى أبوذر رحمه الله من خشية الله عزّوجلّ حتى اشتكى بصره، فقيل له: يا أبا ذر لو دعوت الله أن يشفي بصرك، فقال: إني عنه لمشغول وما هو من أكبر همي، قالوا: وما يشغلك عنه؟ قال: العظيمتان: الجنة والنار.

الدنيا كلمتان ودرهمان

٢٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قام أبوذر رحمة الله عليه عند الكعبة فقال: أنا جندب بن سكن، فاكتنفه الناس، فقال: لو أن أحدكم أراد سفرا لاتخذ فيه من الزاد ما يصلحه، فسفر يوم القيامة أما تريدون فيه ما يصلحكم؟ فقام إليه رجل فقال: أرشدنا، فقال: صم يوما شديد الحر للنشور، وحج حجة لعظائم الامور وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها وكلمة شر تسكت عنها أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها يا مستكين من يوم عسير. اجعل الدنيا درهمين درهما أنفقته على عيالك، ودرهما قدمته لآخرتك، والثالث يضر ولا ينفع فلا ترده. اجعل الدنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال وكلمة للاخرة، والثالثة تضر ولا ننفع لا تردها، ثم قال: قتلني هم يوم لا ادركه.

لا يكون الرجل فقيها حتى يكون فيه خصلتان

٢٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد ابن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن موسى بن أكيل قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد فورة الجوع.

لا خير في العيش الا لرجلين

٢٨ - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن الكوفي - رحمه الله - عن أبيه علي ابن الحسن، عن أبيه الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن المغيرة، عن

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

طبقة المتأخّرين

قال السيوطي بعد الطبقات الأربع :

( ثمّ ألّف في التفسير خلائق ، فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بَتْراً ، فدخل مِن هنا الدخيل والتبس الصحيحُ بالعليل ، ثمّ صار كلّ مَن يسنح له قول يورده ، ومَن يخطر بباله شيءٌ يعتمده ، ثمّ ينقل ذلك عنه مَن يجيء بعده ظانّاً أنّ له أصلاً غير مُلتفتٍ إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ، ومَن يرجع إليهم في التفسير ، حتّى رأيت مَن حكى في قوله تعالى :( غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) نحو عشر أقوال ، وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبيّ وجميع الصحابة والتابعين وأتباعهم ، حتّى قال ابن أبي حاتم : لا أعلم في ذلك اختلافاً بين المفسّرين ) .

ثمّ قال : بعد الطبقات الخمس :

( ثمّ صنّف بعد ذلك قومٌ برعوا في علومٍ ، فكان كلٌّ منهم يقتصر في تفسيره على الفنِّ الذي يغلب عليه .

فالنحوي تراه ليس له همٌّ إلاّ الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه ، ونقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافيّاته ، كالزجّاج والواحدي في البسيط ، وأبي حيّان في البحر والنهر...

وصاحب العلوم العقليّة ، خصوصاً الإمام فخر الدين قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وشبهها ، وخرج مِن شيءٍ إلى شيء حتّى يقضي الناظر العجب مِن عدم مطابقة المورد للآية ، وقال أبو حيّان في البحر : جمع الإمام الرّازي في تفسيره أشياءً كثيرةً طويلة لا حاجة بها في علم التفسير ، ولذلك قال بعض العلماء : فيه كلّ شيء إلاّ التفسير.

والمُبتدِع ليس له قصد إلاّ تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد ، بحيث أنّه متى لاح له شاردةٌ مِن بعيد اقتنصها أو وجد موضعاً له فيه أدنى مجال ، سارع إليه )(١) .

أقـول :

والآن ، فلننظر في أحوال هذه الطبقة من المفسّرين :

ـــــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن ٤ : ٢٤٢ ـ ٢٤٣ .

٣٠١

الزجّاج

فأمّا الزجّاج ، وتراجمه موجودةٌ في وفيات الأعيان ، ومرآة الجنان ، وتاريخ بغداد ، والوافي بالوفيات ، وبغية الوعاة(١) وغيرها...

فقد ذكروا عنه قصّةً فيها الاعتراف بالخيانة والكذب طمعاً في حطام الدنيا ، وذلك ( أنّ القاسم بن عبيد الله ، كان قد وعده أنّه إنْ صار وزيراً أنْ يعطي الزجّاج عشرين ألف ، فلمّا أصبح وزيراً قال للزجّاج : ( أجلِس النّاس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار ، واستجعل عليها ولا تمتنع مِن مسألتي في شيء إلى أنْ يحصل لك القدر ) قال الزجّاج :

( ففعلت ذلك ، وكنت أعرض عليه كلّ يومٍ رقاعاً لي فيها ، وربّما قال لي : كم ضمن لك على هذا ؟ فأقول : كذا وكذا ، فيقول لي : غبنت ، هذا يساوي كذا وكذا ، ارجع فاستزده ، فأُراجع القوم واُماكسهم فيزيدونني ، حتّى أبلغ الحدّ الذي رسمه ، فحصّلت عشرين ألف دينار فأكثر في مدّة ، فقال لي بعد شهورٍ : حصل مال النذر ؟ فقلت : لا ، وجعل يسألني في كلّ شهر هل حصل ؟ فأقول : لا ، خوفاً مِن انقطاع الكسب ، إلى أنْ سألني يوماً فاستحييت مِن الكذِب المتّصل فقلت : قد حصل ببركة الوزير )(٢) .

ـــــــــــــــــــ

(١) وفيات الأعيان ١ : ٤٩/ ١٣ ، مرآة الجنان ٢ : ١٩٨ السنة ٣١١ ، تاريخ بغداد ٦ : ٨٩/ ٣١٢٦ ، الوافي بالوفيات ٥ : ٣٤٧/ ٢٤٢٦، بغية الوعاة ١ : ٤١١/ ٨٢٥ .

(٢) بغية الوعاة ١ : ٤١١ ـ ٤١٢/ ٨٢٥ .

٣٠٢

أبو حيّان الأندلسي

وأمّا أثير الدين أبو حيّان الأندلسي ، فترجمته في طبقات السبكي ، والوافي بالوفيات ، وبغية الوعاة ، والدرر الكامنة ، وفوات الوفيات وغيرها(١) .

لكنّ أبا حيّان كان يتكلّم في ابن تيميّة ويتهجّم عليه ويرميه بكلّ سوء(٢) وهذا مِن نقائصه ، وهو يوجب الحطّ له من المحبّين لابن تيميّة...

وأبو حيّان ـ كما في( بغية الوعاة ) ـ : ( كان يفتخر بالبخل ، كما يفتخر الناس بالكرم )(٣) وهذه رذيلة عظيمة لا يخفى قُبحها على أحد !!

ومن معايبه ما ذكره الصفدي في( الوافي ) قال :

( كان الشيخ تقيّ الدين قد نزل عن تدريس مدرسة لولده ـ نسيت أنا المدرسة واسم ابنه ـ فلمّا حضر الشيخ أثير الدين درس قاضي القضاة تقيّ الدين ابن بنت الأعز ، قرأ آيةً تفسيرها درْس ذلك اليوم وهي قوله تعالى :( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ ... ) الآية ، فبرز أبو حيّان بين الحلقة وقال : يا مولانا قاضي القضاة ، قدّموا أولادهم ، قدّموا أولادهم ، يكرّر ذلك فقال قاضي القضاة : ما معنى هذا ؟ قال ابن دقيق العيد : نزل لولده فلان عن تدريس المدرسة الفلانيّة ، فنقل المجلس إلى تقيّ الدين ابن دقيق العيد فقال : أمّا أبو

ـــــــــــــــــــ

(١) طبقات السبكي ٩ : ٢٧٦/ ١٣٣٦ ، الوافي بالوفيات ٥ : ٢٦٧/ ٢٣٤٥، بغية الوعاة ١ : ٢٨/ ٥١٦ ، الدرر الكامنة ٤ : ٣٠٢/ ٨٣٢ ، فوات الوفيات ٤ : ٧١/ ٥٠٦ .

(٢) الدرر الكامنة ٤ : ٣٠٨/ ٨٣٢ .

(٣) بغية الوعاة ١ : ٢٨٢/ ٥١٦ .

٣٠٣

حيّان فقيه دعابة أهل الأندلس ومُجونَهم ، وأمّا أنت يا قاضي القضاة ، يُبدَّل القرآن في حضرتك وما تنكر هذا الأمر .

فما كان عن قليل حتّى عزل ابن بنت الأعز من القضاء ابن دقيق العيد ، وكان إذا خلا شيء من الوظائف التي تليق بالشيخ أثير الدين أبي حيّان يقول الناس : هذه لأبي حيّان يخرجها الشيخ تقيّ الدين لغيره .

فهذا هو السبب الموجب لحطّ أبي حيّان وشناعته عليه...) .

وأمّا الفخر الرّازي ، فإنّه وإنْ كان من العلماء الأعلام وتفسيره في غاية الشهرة ، لكنّ السّيوطي تكلّم عليه ، ونقل بعض الكلام فيه ، في( الإتقان ) .

أمّا الذهبي ، فقد قال في( الميزان ) :

( الفخر ابن الخطيب ، صاحب التصانيف ، رأس في الذكاء والعقليّات ، لكنّه عريّ من الآثار ، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تُورث حيرة نسأل الله أنْ يثبّت الإيمان في قلوبنا ، وله كتاب السرّ المكتوم في مخاطبة النجوم ، سحرٌ صريح ، فلعلّه تاب مِن تأليفه إنْ شاء الله )(١) .

وابن تيميّة ذكر الرّازي في عداد الجبْريّة ، وهذه عبارته :

( ثمّ المثبتون للصّفات ، منهم : مَن يثبت الصّفات المعلومة بالسمع كما يثبت الصفات المعلومة بالعقل ، وهذا قولُ أهل السنّة الخاصّة : أهل الحديث ومَن وافقهم ، وهو قولُ أئمّة الفقهاء وقول أئمّة الكلام مِن أهل الإثبات ، كأبي محمّد بن كلاب ، وأبي العبّاس القلانسي ، وأبي الحسن الأشعري ، وأبي عبد الله ابن مجاهد ، وأبي الحسن الطبري ، والقاضي أبي بكر الباقلاّني ، ولم يختلف في ذلك قول الأشعري وقدماء أصحابه ، لكن المتأخّرين مِن أتباعه كأبي المعالي وغيره لا يثبتون إلاّ الصّفات العقليّة .

وأمّا الجبريّة ، فمنهم مَن ينفيها ومنهم من يتوقّف فيها ، كالرّازي

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزان الاعتدال ٣ : ٣٤٠/ ٦٦٨٦ .

٣٠٤

والآمدي وغيرهما ، ونُفاة الصفات الجبريّة ، منهم مِن يتأوّل نصوصها ، ومنهم من يُفوّض معناها إلى الله )(١) .

وجاء ابن حجر في( لسان الميزان ) وفصّل الكلام حول الرّازي بعد كلام الذهبي ، وهذه عبارته :

( الفخر ابن الخطيب صاحب التصانيف ، رأسٌ في الذكاء والعقليّات لكنّه عريّ من الآثار ، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تُورث حيرة ، نسأل الله أنْ يثبّت الإيمان في قلوبنا ، وله كتاب السرّ المكتوم في مخاطبة النجوم ، سحرٌ صريح ، فلعلّه تاب مِن تأليفه إن شاء الله ، إنتهى .

وقد عاب التاج السبكي على المصنّف ذكره هذا الرجل في هذا الكتاب وقال : إنّه ليس مِن الرواة ، وقد تبرّأ المصنّف من الهوى والعصبيّة في هذا الكتاب ، فكيف ذكر هذا وأمثاله ممّن لا رواية لهم كالسيف الآمدي ، ثمّ اعتذر عنه بأنّه يرى أنّ القدْح في هؤلاء مِن الديانة ، وهذا بعينه التعصّب في المعتقد ، والفخر كان من أئمّة الأُصول ، وكتبه في الأصلَين شهيرةٌ سائرة ، وله ما يُقبل وما يُرَد ، وقد ترجم له جماعة من الكبار بما ملخّصه:

أنّه ولِد سنة ٥٤٣ وأشتغل على والده ، وكان من تلامذة البغوي ، ثمّ اشتغل على الكمال السمناني ، وتمهّر في عدّة علوم ، وعقد مجلس الوعظ ، وكان إذا وعَظ يحصل له وجدٌ زائد ، ثمّ أقبل على التصنيف ، فصنّف : التفسير الكبير ، والمحصول في أُصول الفقه ، والمعالم ، والمطالب العالية ، والأربعين ، والخمسين ، والملخّص ، والمباحث المشرقيّة ، وطريقةٌ في الخلاف ، ومناقب الشافعي .

وكان في أوّل أمره فقيراً ، ثمّ اتّفق أنّه صاهَر تاجراً متموّلاً وله ولدَان

ـــــــــــــــــــ

(١) منهاج السنّة ٢ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ .

٣٠٥

فزوّجهما ابنتيه ، ومات التاجر ، فتقلّب الفخر في ذلك المال وصار مِن رؤساء ذك الزّمان ، يقوم على رأسه خمسون مملوكاً بمناطق الذهب وحُلّل الوشي ؛ قاله ابن الرسب في تاريخه قال : وكانت له أوراد مِن صلاة وصيام لا يخلّ بها ، وكان مع تبحّره في الأُصول يقول : من التزم دين العجائز فهو الفائز ، وكان يُعاب بإيراد الشبه الشديد ويقصّر في حلّها ) .

( وقد ذكره ابن دحية بمدحٍ وذمّ ، وذكره أبو شامة فحكى عنه أشياء رديّة ، وكانت وفاته بهراة ، يوم عيد الفطر سنة ستٍّ وستمئة .

ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخّصه : ما رأيت في التفاسير ، أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ، ومن تفسير الإمام فخر الدين ، إلاّ أنّه كثير العيوب ، فحدّثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرمياحي المصري ، أنّه صنّف كتاب المآخذ في مجلّدين ، بيّن فيهما ما في تفسر الفخر من الزيف والبَهرَج ، وكان ينقم عليه كثيراً ويقول : يورد شبه المخالفين في المذهب ، والدين على غاية ما يكون من التحقيق...

قال الطوفي : ولعَمري إنّ هذا دأبه في كتبه الكلاميّة والحكميّة حتّى اتّهمه بعض النّاس ، ولكنّه خلاف ظاهر حاله ؛ لأنّه لو كان اختار قولاً أو مذهباً ما كان عنده مَن يَخاف منه حتّى يتستّر عنه ، ولعلّ سببه أنّه كان يستفرغ قِواه في تقرير دليل الخصم ، فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه لا يبقى عنده شيء مِن القوى ، ولا شكّ أنّ القوى النفسانيّة تابعة للقوى البدنيّة ، وقد صرّح في مقدّمة نهاية العقول أنّه يقرّر مذهب خصمه تقريراً ، لو أراد خصمه أنْ يقرّره لم يقدر على الزيادة على ذلك .

٣٠٦

وذكر ابن خليل السكوني في كتابه الرد على الكشّاف : أنّ ابن الخطيب قال في كتبه في الأُصول : أنّ مذهب الجبر هو الصحيح ، وقال بصحّة بقاء الأعراض وبنفي صفات الله الحقيقيّة ، ويزعم أنّها مجرّد نسبٍ وإضافات كقول الفلاسفة ، وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع ، ونقل عن تلميذه التاج الأرموي أنّه نصر كلامه ، فهجره أهل مصر وهمّوا به فاستتر ، ونقلوا عنه أنّه قال : عندي كذا وكذا مئةُ شبهةٍ على القول بحدوث العالم ، ومنها ما قاله شيخه ابن الخطيب في آخر الأربعين ، والمتكلّم يستدلّ على القِدم بوجوب تأخّر الفعل ولزوم أوليّته ، والفيلسوف يستدلّ على قِدمه باستحالة تعطّل الفاعل عن أفعاله .

وقال في شرح الأسماء الحسنى : أنّ من أَخَّرَ عقاب الجاني مع عِلمه بأنّه سيعاقبه فهو الحقود وقد تعقّب بأنّ الحقود من أخّر مع العجز ، أمّا مع القدرة فهو الحكيم ، والحقود إنّما في حقّ المخلوقين دون الخالق بالإجماع .

ثمّ أسند عن ابن الطبّاخ : أنّ الفخر كان شيعيّاً ، يقدّم محبّة أهل البيت كمحبّة الشيعة ، حتّى قال في بعض تصانيفه : وكان عليّ شجاعاً بخلاف غيره ، وعابَ عليه تسميته لتفسيره( مفاتيح الغيب ) ، ولمختصره في المنطق بـ( الآيات البيّنات ) ، وتقريره لتلامذته في وصفه : بأنّه الإمام المجتبى ، أُستاذ الدنيا ، أفضل العالم ، فخر ابن آدم ، حجّة الله على الخلق ، صدر صدور العرب والعجم هذا آخر كلامه )(١) انتهى .

وقال الشيخ عبد الوهّاب الشعراني في( إرشاد الطالبين إلى مراتب العلماء الكاملين ) :
( وقد طلب الشيخ فخر الدين الرّازي الطريق إلى الله تعالى ، فقال له الشيخ نجم الدين الكبرى : لا تطيق مفارقة صنمك الذي هو علمك ، فقال : يا

ـــــــــــــــــــ

(١) لسان الميزان ٥ : ٤٣٠ ـ ٤٣٥/ ٦٥٧١ .

٣٠٧

سيّدي ، لابدّ إْن شاء الله تعالى ، فأدخله الشيخ الخلوة وسلبه جميع ما معه مِن العلوم ، فصاح في الخلوة بأعلى صوته : لا أُطيق فأخرجه وقال : أعجبني صدقك وعدم نفاقك ) .

أبو عبد الرحمان السّلَمي

أقـول :

ومن أعلام المفسّرين عند القوم : أبو عبد الرحمان السلَمي ، وهو مِن كبار مشايخ الصوفيّة ، قال اليافعي بترجمته :

( الشيخ الكبير ، العارف بالله الشهير ، الحافظ أبو عبد الرحمان محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري السلَمي الصوفي ، صحب جدّه أبا عمرو بن نجيد ، وسمع الأصم وطبقته ، وصنّف التفسير والتاريخ وغير ذلك ، وبلغت مصنّفاته مئة .

وقال الخطيب : قدر أبي عبد الرحمان عند أهل بلده جليل )(١) .

وفي( الأنساب ) :

( صاحب التصانيف للصوفيّة التي لم يسبق إليها ، وكان مُكثراً مِن الحديث )(٢) .

وقال عبد الغافر في( تاريخ نيسابور ) :

( شيخ الطريقة في وقته ، الموفّق في جمع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوّف ،.. وقد ورث التصوّف عن أبيه وجدّه ، وجمع مِن الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه )(٣) .

ـــــــــــــــــــ

(١) مرآة الجنان ٣ : ٢١ السنة ٤١٢ .

(٢) الأنساب ٣ : ٢٧٩ .

(٣) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور : ١٩/ ٤ .

٣٠٨

وقال أبو نعيم في( الحلية ) :

( ومنهم : ذو الصيام والقيام ، مُقري الأئمّة والأعلام مدى السّنين والأعوام ، في التعبّد لبيب وفي التعليم أريب ، أبو عبد الرحمان السلَمي )(١) .

فالعجب كلّ العجب !! أنْ يكون هذا الصّوفيّ المتعبّد والعارف الكبير ، كذّاباً مفترياً يضع الحديث على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال ابن الجوزي في( تلبيس إبليس ) في حال الصوفيّة :

( وما زال إبليس يخطبهم بفنون البدع ، حتّى جعلوا لأنفسهم سنناً ، وجاء أبو عبد الرحمان السّلَمي فصنّف لهم كتاب السنن ، وجمع لهم حقائق التفسير ، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم ، مِن غير إسناد ذلك إلى أصلٍ من أُصول العلم ، وإنّما حملوه على مذاهبهم ، والعجب مِن ورعهم في الطعام وانبساطهم في القرآن ، وقد أخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمان القزّاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : قال لي محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري : كان أبو عبد الرحمان السلَمي غير ثقة ، ولم يكن سمِع مِن الأصم إلاّ شيئاً يسيراً ، فلمّا مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيّع ، حدّث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياءٍ كثيرةٍ سواه ، وكان يضع للصوفيّة الأحاديث )(٢) .

وقال المناوي :

( نقل الذهبي وغيره عن الخطيب عن القطّان : إنّه كان يضع للصوفيّة وفي اللسان كأصله إنّه ليس بعمدة )(٣) .

ـــــــــــــــــــ

(١) حلية الأولياء ٤ : ١٩١/ ٢٧٥ .

(٢) تلبيس إبليس ١٨٨ ـ ١٨٩ .

(٣) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ : ١٨٩ .

٣٠٩

وفي( الميزان ) :

( محمّد بن الحسين أبو عبد الرحمان السلَمي النيسابوري ، شيخ الصوفيّة وصاحب تاريخهم وطبَقَاتهم وتفسيرهم تكلّموا فيه وليس بعمدة روى عن الأصم وطبقته ، عني بالحديث ورجاله ، وسأل الدارقطني .

قال الخطيب : قال لي : محمّد بن يوسف القطّان كان يضع الأحاديث للصوفيّة )(١) .

وقال السبكي عن الذهبي أنّه قال : ( له كتابٌ سمّاه حقائق التفسير ، ليته لم يصنِّفه ، فإنّه تحريفٌ وقرمطةٌ )(٢) .

وقال السيوطي في( الإتقان ) :

( قال ابن الصلاح في فتاويه : وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسّر أنّه قال : صنّف أبو عبد الرحمان السلَمي [شيخ القشيري] حقائق التفسير ، فإنْ كان قد اعتقد أنّ ذلك تفسير فقد كفر )(٣) .

وفي( منهاج السنّة ) في غير موضع :

إنّ ما ينقل في كتاب حقائق التفسير عن الإمام جعفر الصادق عامّته كذب عليه .

ـــــــــــــــــــ

(١) ميزا الاعتدال ٣ : ٥٢٣/ ٧٤١٩ .

(٢) طبقات الشافعيّة ٤ : ١٤٧/ ٣٢٠ .

(٣) الإتقان في علوم القرآن ٤ : ٢٢٣ .

٣١٠

الباب الثالث : الصِّحاح الستّة

مقـدّمة

الصحّاح عند أهل السنّة

أعلم أنّ الصحاح الستّة عند أكثر أهل السنّة هي الموطّأ وكتب : البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، إلاّ أنّها ليست في مرتبةٍ واحدة ، فقد ذكر الشاه وليّ الله الدهلوي في كتاب( حجّة الله البالغة ) : أنّ الطبقة الأُولى من كتب الحديث هي : الموطّأ وصحيح البخاري وصحيح مسلم ، ولعلّ أصحّها هو الموطّأ ، والطبقة الثانية هي : جامع الترمذي وسُنن أبي داود وسُنن النسائي ، فإنّ هذه وإنْ لم تكن في مرتبة الصحيحين إلاّ أنّها قريبة منها .

ولم يجعل صاحب( جامع الأُصول ) كتاب ابن ماجة في عِداد الصّحاح ، وإنّما جعل الموطّأ منها ، قال الشيخ عبد العزيز الدهلوي في رسالته في( أصول الحديث ) : ( والحق معه ) ، ثمّ نقل عن والده ولي الله أنّ( مسند أحمد ) أيضاً في هذه المرتبة ، لكونه أصلاً في معرفة الصحيح مِن السقيم ، وبه يُعرف ماله أصل عمّا ليس له أصل .

وعلى كلّ حالٍ ، فلا خلاف في تقدّم كتاب البخاري ومسلم على سائر كتبهم الحديثيّة .

قدح الفيض آبادي في الصحيحين .

وينبغي ـ قبل الورود في تحقيق حال الصحيحين وصاحبيهما مِن كلمات أعلام القوم ـ أنْ نذكر رأي ( المخاطب ) نفسه فيهما ، وذلك : أنّه لمّا أُلزم ببعض

الأحاديث المخرَّجة في الكتابين ، اضطرّ في كتابه( إزالة الغين ) إلى تكذيبها والطعن فيهما .

فكذّب حديث( إيتوني بدواةٍ وقرطاس ) وحكى عن الآمدي في مسنده القول بأنّ حديث القرطاس لا أساس له .

٣١١

وكذّب حديث( فدك ) ونقل عن أبي السعادات ابن الأثير قوله في مقدّمة( جامع الأُصول ) في ذكر المجروحين : ( ومنهم : قومٌ وضعوا الحديث لهوىً يدعون الناس إليه ، فمنهم مَن تاب عنه وأقرّ على نفسه ، قال شيخ مِن شيوخ الخوارج بعد أنْ تاب : إنّ هذه الأحاديث دِين ، فانظروا ممّن تأخذون دينكم ، فإنّا كنّا إذا هوينا أمراً صيّرناه حديثاً .

وقال أبو العيناء : وضعت أنا والجاحظ حديثَ فدك ، وأدخلناه على الشيوخ ببغداد ، فقبلوه، إلاّ ابن أبي شيبة العلوي ، فإنّه قال : لا يشبه آخر هذا الحديث أوّله ، وأبى أنْ يقبله...) .

فأين صارت دعوى إجماع الأُمّة على صحّة ما في الكتابين ؟ وأين راحت تلك الفضائل والمناقب التي يزعمونها لهما ، والخرافات التي يلفّقونها لصاحبيهما ؟ وأين ذهبت شدّة احتياط البخاري لدى كتابة الأحاديث وتدوين صحيحه ، حتّى أنّه لم يخرّج فيه شيئاً عن صادق أهل البيتعليه‌السلام !! مع روايته عن الكذّابين والنواصب والخوارج : كإسحاق بن سُويد ، وحريز بن عثمان ، وعمران بن حطّان ، وحصين بن نمير ، وعبد الله بن سالم ، وعكرمة مولى ابن عبّاس ، وقيس بن أبي حازم ، ووليد بن كثير ، وأمثالهم ، كما لا يخفى على ناظر( ميزان الاعتدال ) وغيره من كتب الرجال ؟ !

عجيبٌ أمر هؤلاء !!

إذا أرادوا تصحيح أحاديث هذين الكتابين والاستدلال بها أمام الإماميّة ، بالغوا في مدحهما حتّى كفّروا مَن تكلّم فيهما وهوّن أمرهما ، قال شاه وليّ الله في كتاب( حجة الله البالغة ) :

( وأمّا الصحيحان ، فقد اتّفق المحدّثون على أنّ جميع ما فيهما مِن المتّصل المرفوع صحيحٌ بالقطع ، وأنّهما متواتران إلى مصنّفهما ، وأنّه كلّ مَن يهوّن أمرهما فهو مُبتدِع متّبِع غير سبيل المؤمنين ) .

وحتّى وضعوا ما يدلّ على جلالتهما وعظمتهما على لسان النبيّ الصادق الأمينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !! لقد جاء في( الدر الثمين في مبشّرات النبيّ الأمين ) لشاه وليّ الله الدهلوي .

٣١٢

( الحديث الثالث والثلاثون : أخبرني الشيخ أبو طاهر قال : أخبرنا الشيخ أحمد النخلي قال : أخبرنا شيخنا السيّد السند أحمد بن عبد القادر قال : أخبرنا الشيخ جمال القيرواني ، عن شيخه الشيخ يحيى الخطّاب المالكي قال : أخبرنا عمّي الشيخ برَكَات الخطّاب ، عن والده ، عن جدّه الشيخ محمّد بن عبد الرحمان الخطّاب شارح مختصر الخليل قال :

مشينا مع شيخنا العارف بالله تعالى الشيخ عبد المعطي التونسي لزيارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا قربنا من الروضة الشريفة ترجّلنا ، فجعل الشيخ عبد المعطي يمشي خطوات ويقف ، حتّى وقف تجاه القبر الشريف ، فتكلّم بكلامٍ لم نفهمه ، فلمّا انصرفنا سألناه عن وقَفَاته فقال : كنت أطلب الإذن مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في القدوم عليه ، فإذا قال لي أقدم قدمت ساعة ، ثمّ وقفت وهكذا حتّى وصلت إليه فقلت : يا رسول الله ، أكلّما روى البخاري عنك صحيح ؟

فقال : صحيح فقلت له : أرويه عنك يا رسول الله ؟

قال : أروه عنّي .

وقد أجاز الشيخ عبد المعطي نفعنا الله تعالى به الشيخ محمّد الخطّاب أنْ يرويه عنه ، وهكذا كلّ واحد أجاز من بعده ، وأجاز السيّد أحمد بن عبد القادر النخلي أنْ يرويه عنه بهذا السند ، وأجاز النخلي لأبي طاهر ، وأجاز أبو طاهر لنا .

ووجدت هذا الحديث بخطّ الشيخ عبد الحقّ الدهلوي بإسنادٍ له عن الشيخ عبد المعطي بمعناه ، وفيه : فلمّا فرغ مِن الزيارة وما يتعلّق بها ، سأله أنْ يروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صحيح البخاري وصحيح مسلم ، فسمع الإجازة من النبيّ ، فذكر صحيح مسلم أيضاً ) .

كما ذكروا مناماتٍ فيها أمَر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدراسة كتاب البخاري ،!! فراجع( مقدّمة فتح الباري ) (١) .

ثمّ إنّه قد نصّ بعضهم على أنّ أحاديث الكتابين هي الدليل عندهم على أنَّ فرقتهم هي الفرقة الناجية في القيامة ، يقول المناوي بشرح حديث : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة... ) :

ـــــــــــــــــــ

(١) هدي الساري ـ مقدمة فتح الباري : ٥ .

٣١٣

 ( فإنْ قيل : ما وثوقك بأنّ تلك الفرقة الناجية هي أهل السنّة والجماعة ، مع أنّ كلّ واحدٍ مِن الفِرَق يزعم أنّه هي دون غيره ؟

قلنا : ليس ذلك بالإدّعاء والتشبّث باستعمال الوهم القاصر والقول الزاعم ، بل بالنقل عن جهابذة أهل الصنعة ، وأئمّة الحديث الذين جمعوا صِحاح الأحاديث في أمر المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحواله وأفعالهوحَرَكاته وسَكَناته ، وأحوال الصحب والتابعين ، كالشيخين وغيرهما من الثقات المشاهير ، الذين اتّفق أهل المشرق والمغرب على صحّة ما في كتبهم.....) (١) .

فكان المدرك لكون أهل السنّة هم الفرقة الناجية ما رواه الشيخان البخاري ومسلم ، في كتابيهما المعروفين بالصحيحين...

وإذا سقط الكتابان عن الاعتبار ، لاشتمالهما على الأخبار الموضوعة والمكذوبة ، بطل دعواهم على كونهم الفرقة الناجية ، وانهدم أساس مذهبهم ، وتلك هي الكارثة العظيمة...

وبعد :

فهذا بعض الكلام على الكتب المذكورة وأصحابها :

ـــــــــــــــــــ

(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ٢ : ٢٠ ـ ٢١ .

٣١٤

صحيح البخاري

أما صحيح البخاري ، فإنّ أوّل شيء نذكره حوله ، هو أنّ أبا زرعة وأبا حاتم الرّازيين قد تركا البخاري ومنعا مِن الرواية عنه والأخذ منه .

ترك أبي زرعة وأبي حاتم البخاري

ففي( طبقات السبكي ) عن تقيّ الدين ابن دقيق العيد أنّه قال : ( أعراض المسلمين حفرةٌ مِن حُفَر النار ، وقَف على شفيرها طائفتان مِن الناس : المحدّثون والحكّام ) فقال السبكي :

( قلت : ومِن أمثلته قول بعضهم في البخاري : تركه أبو زرعة وأبو حاتم مِن أجل مسألة اللفظ فيا لله وللمسلمين ! أيجوز لأحدٍ أنْ يقول : البخاري متروك ؟ وهو حامل لواء الصناعة ، ومقدَّم أهل السنّة والجماعة )(١) .

وأورد الذهبي البخاريّ في كتاب( الضعفاء والمتروكين ) ، فقال المناوي متضجّراً مِن ذلك :

( زين الأُمّة ، افتخار الأئمّة ، صاحب أصحّ الكتب بعد القرآن ، صاحب ذيل الفضل على ممرّ الزمان ، الذي قال فيه إمام الأئمّة ابن خزيمة : ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث منه ، وقال بعضهم : إنّه آية مِن آيات الله يمشي على وجه الأرض .

قال الذهبي : كان مِن أفراد العالم مع الدين والورع والمتانة .

ـــــــــــــــــــ

(١) طبقات الشافعيّة ٢ : ٢٣٠ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٤٦٢ .

٣١٥

هذا كلامه في الكاشف ومع ذلك غلب عليه الغض مِن أهل السنّة ، فقال في كتاب الضعفاء والمتروكين : ما سلِم من الكلام ، لأجل مسألة اللّفظ ، تركه لأجلها الرازيّان .

هذه عبارته ، وأستغفر الله تعالى ، نسأل الله تعالى السلامة ، ونعوذ به مِن الخذلان )(١) .

وقال في( ميزان الاعتدال ) بترجمة عليّ بن المديني :

( عليّ بن عبد الله بن جعفر بن الحسن ، الحافظ ، أحد الأعلام الأثبات وحافظ العصر.

ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء فبئس ما صنع فقال : جنح إلى ابن أبي دؤاد والجهميّة ، وحديثه مستقيم إنْ شاء الله ، قال لي عبد الله بن أحمد : كان أبي حدّثنا عنه ، ثمّ أمسك عن اسمه وكان يقول حدّثنا رجلٌ ، ثمّ ترك حديثه بعد ذلك .

قلت : بل حديثه عنه في مسنده .

وقد تركه إبراهيم الحربي ، وذلك لميله إلى أحمد بن أبي دؤاد ، فقد كان مُحسناً إليه.

وكذا امتنع مِن الرواية عنه في صحيحه لهذا المعنى ، كما امتنع أبو زرعة وأبو حاتم من الرواية عن تلميذه محمّد لأجل مسالة اللّفظ .

وقال عبد الرحمان ابن أبي حاتم : كان أبو زرعة ترك الرواية عنه مِن أجل ما كان منه في المحنة...)(٢) .

ـــــــــــــــــــ

(١) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير ١ : ٢٤ .

(٢) ميزان الاعتدال ٥ : ١٦٧ / ٥٨٨٠ .

٣١٦

ترجمة أبي زرعة الرازي

وأبو زرعة الرّازي ، المتوفّى سنة ٢٦٤ ، مِن أعلام أئمّة القوم :

قال الذهبي : ( م ت س ق ـ عبيد الله بن عبد الكريم ، أبو زرعة الرّازي ، الحافظ ، أحد الأعلام ، عن أبي نعيم والقعنبي وقبيصة وطبقتهم في الآفاق وعنه : م ت س ق ، وأبو عوانة ، ومحمّد بن الحسين ، والقطّان ، وأُمم .

قال ابن راهويه : كلّ حديثٍ لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل .

مناقبه تطول )(١) .

وقال ابن حجر : ( م ت س ق ـ عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ ، أبو زرعة الرّازي ، إمامٌ ، حافظٌ ، ثقةٌ ، مشهورٌ ، من الحادية عشرة )(٢) .

وقال اليافعي : ( الحافظ ، أحد الأئمّة الأعلام... قال أبو حاتم : لم يخلّف بعده مثله ، علماً وفقهاً وصيانةً وصدقاً ، وهذا ممّا لا يرتاب فيه ، ولا أعلم مِن المشرق والمغرب مَن كان يفهم هذا الشأن مثله وقال إسحاق بن راهويه : كلّ حديث لا يحفظه أبو زرعة ليس له أصل )(٣) .

وقال الخطيب البغدادي : ( عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ ، أبو زرعة الرازي... كان إماماً ربّانيّاً متقناً حافظاً مُكثراً صادقاً قدِم بغداد غير مرّة ، وجالَس أحمد بن حنبل وذاكره وحدّث ، فروى عنه من البغداديّين : إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وقاسم بن زكريّا

ـــــــــــــــــــ

(١) الكاشف ٢ : ٢٢٣ / ٣٦٠٧ .

(٢) تقريب التهذيب ١ : ٤٩٧ / ٤٨٥٠ .

(٣) مرآة الجنان ٢ : ١٣١ .

٣١٧

المطرز... حدّثني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد العكبري قال : سمعت أحمد بن سلمان قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنْبل قال : لمّا ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا ، فقال لي أبي : يا بنيّ ، قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ .

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي : حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد ابن حمدان العكبري ، حدّثنا أبو حفص عُمر بن محمّد بن رجاء قال : سمعت عبد الله ابن أحمد بن حنبل يقول : لمّا قدِم أبو زرعة نزل عند أبي ، فكان كثير المذاكرة له ، فسمعت أبي يوماً يقول : ما صلّيت غير الفرض ، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي .

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي ، حدّثنا أحمد بن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : قلت لأبي : يا أبتِ مَنِ الحفّاظ ؟ قال : يا بني ، شبابٌ كانوا عندنا مِن أهل خراسان وقد تفرّقوا ، قلت : مَن هُم يا أبتِ ؟ قال : محمّد ابن إسماعيل ذاك البخاري ، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرّازي ، وعبد الله بن عبد الرحمان ذاك السمرقندي ، والحسن بن شجاع ذاك البلخي أخبرني محمّد بن عليّ المُقرئ ، أخبرنا أبو مسلم ابن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا عليّ صالح بن محمّد يقول : سمعت أبا زرعة يقول : كتبت عن رجلين مِئتي ألف حديث ، كتبت عن إبراهيم الفرّاء مِئة ألف حديث ، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مِئة ألف حديث .

أخبرني أبو زرعة روح بن محمّد الرّازي ـ إجازة شافهني بها ـ أخبرنا عليّ ابن محمّد بن عمر القصّار ، حدّثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم قال : قلت لأبي زرعة : تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مِئة ألف ؟ قال : مِئة ألف كثير ، قلت : فخمسين ألفاً ؟ قال : نعم ، وستّين ألفاً ، وسبعين ألفاً أخبرني مِن عدّ كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث .

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا يعقوب ابن إسحاق بن محمود الفقيه قال : حدّثنا صالح بن محمّد الأسدي قال : حدّثني سلمة بن شبيب ، حدّثني الحسن بن محمّد بن أعيَن ، حدّثنا زهير بن معاوية قال : حدّثتنا أُمّ عمرو بنت شمر قالت : سمعت سويد بن غفلة يقرأ( وعيسٌ عين ) يريد حور عين .

٣١٨

قال صالح : ألقيت هذا على أبي زرعة فبقي مُتعجّباً ، وقال : أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث ، قلت : فتحفظ هذا ؟ قال : لا .

أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسن الدينوري : حدّثنا أبو عليّ حمد بن عبد الله الأصبهاني قال : سمعت أبا عبد الله عمر بن محمّد بن إسحاق العطّار يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : ما جاوَز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه ، ولا أحفظ مِن أبي زرعة .

حدّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ بن الطيّب الدسكري ـ لفظاً بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر ابن المُقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزويني ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول : كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر ـ سنة تسع وعشرين ومِئتين ـ إذا فرغ مِن سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ ، اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فيُملي عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة .

وقال عبد الله : سمعت يزيد بن عبد الصمد يقول : قدِم علنيا أبو زرعة الرّازي سنة ثمانٍ وعشرون فما رأينا مثله ، وكنّا نجلس إليه ، فلمّا أراد الخروج قلت له : يا أبا زرعة ، اجعلني خليفتك في هذه الحلقة ، قال : فقال لي : قد جعلتك .

قال عبد الله : سمعت محمّد بن عوف يقول : قدِم علينا أبو زرعة فما ندري ممّا يتعجّب منه ؟ ! ممّا وهب الله له مِن الصيانة والمعرفة ، مع الفهم الواسع قال محمّد : قال لي أبو زرعة : ولِدْتُ سنة مِئتين .

أخبرنا أبو زرعة الرازي ـ إجازة ـ أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر القصار حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : سمعت أبا زرعة يقول : أردت الخروج من مصر ، فجئت لأُودّع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت: تأمر بشيء ؟ فقال : أخلف الله علينا بخير.

أخبرنا عليّ بن محمّد المقرئ: أخبرنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان المرزبان، قال: قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنّه مبتدع.

٣١٩

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ حدّثنا عبد الله ابن عدي الحافظ قال : سمعت محمّد بن إبراهيم المُقرئ يقول : سمعت فضلك الصائغ يقول : دخلت المدينة ، فصرت الى باب أبي مصعب ، فخرج إليّ شيخ مخضوب ـ وكنت أنا ناعساً فحرّكني ـ فقال : يا مردريك ، من أين أنت ؟ لأيّ شيء تنام ؟ فقلت : أصلحك الله ، مِن الريّ ، مِن بعض شاكردي أبي زرعة ، فقال : تركت أبا زرعة وجئتني ؟ ! لقيت مالك بن أنَس وغيره ، فما رأت عيناني مثله .

وقال أيضاً : سمعت فضلك الصائغ يقول : دخلت على الربيع بمصر ، فقال لي : من أين أنت ؟ قلت : من أهل الري ـ أصلحك الله ـ من بعض شاكردي أبو زرعة فقال : تركت أبا زرعة وجئتني ؟ ! إنّ أبا زرعة آية ، وإنّ الله إذا جعل إنساناً آية أبان مِن شكله حتّى لا يكون له ثان .

حدّثنا أبو طالب الدسكري ، أنبأنا أبو بكر ابن المُقرئ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزويني قاضي الرملة ـ بمصر ـ قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسعٍ وخمسين ومِئتين يقول ـ وذكر أبا زرعة الرّازي ـ فقال : أبو زرعة آية ، وإذا أراد الله أنْ يجعل عبداً مِن عباده آية جعله .

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله ابن عدي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني الحضرمي قال : سمعت أبا بكر ابن أبي شيبة، وقيل ل : مَن أحفظ مَن رأيت ؟ قال : ما رأيت أحداً أحفظ مِن أبي زرعة الرّازي .

كتب إليّ أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمّد بن خاموش الواعظ ـ من الري ، بخطّه ـ قال : سمعت أحمد بن الحسن بن محمّد العطّار ، يذكر عن محمّد بن أحمد بن جعفر الصيرفي ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سليمان التستري قال : سمعت أبا زرعة يقول : إنّ في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ، ولم أُطالعه منذ كتبته ، وإنّي أعلم في أيّ كتابٍ هو ، في أيّ ورقةٍ هو ، في أيّ صفحةٍ هو، في أيّ سطرٍ هو .

قال : وسمعت أبا زرعة يقول : ما سمِعَت أُذني شيئاً مِن العلم إلاّ وعاه قلبي ، وإنّي كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنّيات ، فأضع أصبعي في أُذني مخافة أنْ يعيه قلبي .

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456