استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٢

استخراج المرام من استقصاء الإفحام13%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 456

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 456 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 227024 / تحميل: 8320
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فأقبل على سعد وقال : الآن ما ألوم ما كنت عندي ، والله لو سمعت هذا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما زلت خادماً لعليّ حتّى أموت .

وأخرج الطبراني ـ في الأوسط والصغير ـ عن أُمّ سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :( عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض ) .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :( الحقُّ مع عليّ وعليٌّ مع الحق ، لنْ يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض ) .

وأخرج الديلمي عن عمّار بن ياسر وأبي أيّوبرضي‌الله‌عنه ما ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعمّار :( يا عمّار ، إنْ رأيت عليّاً قد سلَك وادياً وسلَك النّاس وادياً غيره ، فاسلك مع عليّ ودع النّاس ؛ إنّه لنْ يدلّك على الردَى ، ولنْ يُخرجك من الهدى ) .

وأخرج الحاكم عن أبي ذررضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( من أطاعني فقد أطاع الله عزّ وجلّ ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومَن أطاع عليّاً فقد أطاعني ، ومَن عصى عليّاً فقد عصاني ) .

وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمررضي‌الله‌عنه ما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( مَن فارق عليّاً فارقني ، ومَن فارقني فارق الله ) .

٨١

وفي رواية الحاكم عن أبي ذررضي‌الله‌عنه مرفوعاً بلفظ :( مَن فارقك يا عليُّ فقد فارقني ، ومَن فارقني فقد فارق الله ) (١) .

وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في ( رجال المشكاة ) :

( ووردت أحاديثٌ كثيرةٌ في حقّانيّتهِ وعدم مفارقته للحق قطعاً .

أخرج الحاكم ـ وصحّحه ـ عن عليّرضي‌الله‌عنه قال :( بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، بعثتني [رسولاً] وأنا شابٌّ أقضي بينهم ، ولا أدري ما القضاء ؟ فضرَب في صدري ثمّ قال : اللّهمّ اهدِ قلبه وثبّت لسانه فو الذي فلق الحبّة ماشكَكْتُ في قضاءٍ بين اثنين ) .

وأخرج الحاكم ـ بسندٍ صحيح ـ عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ :( إنّكَ تُقاتل على تأويلِ القرآن ، كما قاتلتُ على تنزيله ) .

وأخرج الطبراني ـ في الأوسط والصغير ـ عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :( عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتّى يردا علَيّ الحوض ) .

ـــــــــــــــــــ

(١) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، الفصل ١٨ ـ مخطوط

٨٢

وأورد السيوطي في جمع الجوامع ، من رواية الحديث ، عن أنُس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( أنا وهذا حجّة يوم القيامة ) . يعني عليّاً .

وأورد الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً ، والعقيلي في الضعفاء ، وابن عدي في الكامل عن حذيفة ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :( إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وهو أوّل مَن يُصافحني يوم القيامة ، وهذا الصدّيق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأُمّة ؛ يفرّق بين الحقّ والباطل ، وهذا يعسوب المسلمين ، والمال يعسوب الظالمين ) ؛ قاله لعليّ .

إلى غير ذلك من الأحاديث) .

وقال الدهلوي في( إزالة الخفاء ) :

( أخرج الحاكم عن أبي ذر قال : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا عليّ ، مَن فارقني فقد فارق الله ، ومَن فارقك يا عليّ فقد فارقني ) .

وأخرج الحاكم عن أُمّ سلمة رضي الله عنها : ( سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :( عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لنْ يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض ) .

وأخرج الحاكم عن عليّ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( رحم الله عليّاً ، اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار)) (١) .

وفي( كنز العمّال ) :

( تكون بين النّاس فُرقةٌ واختلاف ، فيكون هذا وأصحابه على الحقّ ) .

ـــــــــــــــــــ

(١) إزالة الخفاء في تاريخ الخلفاء ، عن المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٤ .

٨٣

يعني عليّاً عن كعب بن عجرة )(١) .

وفي ( مودّة القربى ) .

عن النبيّ : (أوّل ثلمة في الإسلام مخالفة عليّ ) (٢) .

وفي( الاكتفاء ) لليمَني الوصابي الشافعي :

( فصل فيما جاء من الأخبار أنّ عليّ بن أبي طالب على الحق .

عن أُمّ المؤمنين أُمّ سلمةرضي‌الله‌عنه ا قالت : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ) . أخرجه أبو يعلى في المسند ، والضياء في المختارة .

وعن أبي سعيدرضي‌الله‌عنه ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( الحقّ مع ذا ، الحق مع ذا ) ، مشيراً إلى عليّ بن أبي طالب أخرجه أبو يعلى في المسند ، والضياء في المختارة .

وعن كعب بن عجرةرضي‌الله‌عنه أنّ رسول الله قال :( سيكون بين يدَي السّاعة فُرقةٌ واختلاف ، فيكون هذا ـ مشيراً إلى عليّ بن أبي طالب ـوأصحابه على الحق ) . أخرجه الطبراني في الكبير.

وعن أبي ليلى الغفاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( سيكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه الفاروق بين الحق والباطل ) . أخرجه أبو نعيم في المعرفة.

وعن ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ بن أبي طالب :( أما إنّك ستلقى بعدي جهداً قال : في سلامةٍ مِن ديني ؟ قال : نعم ) . أخرجه الحاكم في المستدرك.

٨٤

وعنه ـ يعني أنّ عليّرضي‌الله‌عنه قال ـ :

( قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لولا أنْ تقول فيك طوائف من أُمتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقُلتُ فيك قولاً ، ثمّ لا تمرّ بملأٍ إلاّ أخذوا مِن تراب رجليك وفضل طهورك أو يستشفون بك ، وحسبك أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وإنّك تُبرئ ذمّتي وتُقاتل على سنّتي ، إنّك في الآخرة معي ، وإنّك على الحوض خليفتي ، وإنّك أوّل من يُكسى معي ، وإنّك أوّل مَن يدخل الجنّة من أُمّتي ، وإنّ مُحبّيك على منابر من نورٍ مُبيضّةً وجوههم ، أشفع لهم ويكونوا غداً جيراني ، وإنّ حربك حربي وسلمك سلمي ، وسرّك سرّي وعلانتيك علانيتي ، وأمرك أمري وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وإنّ ولدك ولدي ، وأنت مُنجز عداتي ، وإنّ الحقّ معك وعلى لسانك وفي قلبك وبين عينيك ، والإيمان مخالطٌ بلحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وإنّه لنْ يرد على الحوض مُبغضٌ لك ، ولا يغيب عنك مُحبّ لك حتّى ترد الحوض معي ) .

قال : فخَرّ عليٌّرضي‌الله‌عنه ساجداً ثمّ قال :( الحمد لله الذي أنعم علَيّ بالإسلام ، وعلّمني القرآن ، وحبّبني إلى خير البريّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين ، إحساناً منه وتفضّلاً ) أخرجه ابن أُسبوع الأندلسي في كتابه الشفاء) (١) .

وقال البدخشي في( نُزل الأبرار ) وقد التزم فيه بالصحّة :

( أخرج أبو علي والضّياء عن أبي سعيدرضي‌الله‌عنه ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ـــــــــــــــــــ

(١) الاكتفاء في مناقب الخلفاء ـ مخطوط .

٨٥

قال : ( الحقّ مع ذا ، الحقّ مع ذا ) ، يعني علي بن أبي طالب ) (١) .

وفي ( كنز العمّال ) :

(الحقّ مع ذا ، الحقّ مع ذا ، يعني عليّاً. ع ص عن أبي سعيد )(٢) .

وفي ( مودّة القربى ) :

( عن ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا ابن عبّاس ، عليك بعليّ ، فإنّ الحقّ على لسانه وإنّ النفاق بجانبه ، إنّ هذا قفل الجنّة ومفتاحها ، وقفل النّار ومفتاحها ، به يدخلون الجنّة وبه يدخلون النّار)) (٣) .

وقال الراغب الأصفهاني في( كتاب المحاضرات ) في فضائل سيّدنا أمير المؤمنين ( عليه الصلاة والسلام ) :

( وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( الحقّ مع عليّ وعليّ مع الحقّ ، لنْ يزولا حتّى يردا عليّ الحوض)) (٤) .

وفي ( الصواعق المُحرقة ) :

( الحديث الحادي والعشرون : أخرج الطبراني في الأوسط والصغير ، عن أمّ سلمة قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :( علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتّى يردا علَيّ الحوض )) (٥) .

وقال الحاكم النيسابوري :

( أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الحفيد ، حدّثنا أحمد بن محمد بن

ـــــــــــــــــــ

(١) نزل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار : ٢٤ .

(٢) كنزل العمّال ١١ : ٦٢١/ ٣٣٠١٨ .

(٣) مودّة القربى : ٢٧ ، عنه ينابيع المودّة ٢ : ٣١١ .

(٤) محاضرات الأدباء ٤ : ٤٧٨ .

(٥) الصواعق المحرقة ٢ : ٣٦١ .

٨٦

نصر ، حدّثنا عمرو بن طلحة القنّاد الثقة المأمون ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، عن أبيه قال : حدّثني أبو سعيد التّميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : كنت مع عليّ ( رضي‌الله‌عنه يوم الجمل ) ، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل النّاس ، فكشف الله عنّي ذلك عند صلاة الظهر ، فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلمّا فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أُمّ سلمة فقلت : إنّي والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكنّي مولىً لأبي ذر ، فقالت : مرحباً ، فقصَصْتُ عليها قصّتي فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟ قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس قالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لنْ يتفرّقا حتّى يردا علّيّ الحوض ) . هذا حديثٌ صحيح الإسناد ، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ، ثقة مأمون ولم يُخرجاه .

أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا أبو قلابة ، حدّثنا أبو عتاب سهل ابن حمّاد ، حدّثنا المختار بن نافع التميمي ، حدّثنا أبو حيّان التيمي ، عن أبيه عن عليّرضي‌الله‌عنه قال :( قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله عليّاً ، اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار ) . هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه) (١) .

دلّت هذه الأحاديث المتكثّرة على أنّ الحقّ ما فارق عليّاًعليه‌السلام ولا لحظةً من حياته المباركة ، وأنّ حُروبه كلّها كانت على الحق ، وأنّ من تخلّف عنه فقد فارق الحق وكان على الباطل...

وقد خالف أبو موسى مقتضى هذه الأحاديث طلباً للحطام ومخالفة للإمامعليه‌السلام ، ومن العجب أنّ أبا موسى نفسه أيضاً مِن رواة هذا المعنى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما تقدّم... فما عذره عند الله ورسوله ممّا صنع ؟ بل الأشنع من ذلك تخذيله الناس عن الإمام ومنعه إيّاهم من نصرته ؟!

ـــــــــــــــــــ

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٤ كتاب معرفة الصحابة .

٨٧

وأمّا ما اعتذر به من أنّه سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :( ستكون فتنة...) فيُبطله الأحاديث المتقدّمة ، لاسيّما وأنّه من الرواة فيها...

وأيضاً ، فقد أبطله وردّ عليه الصحابي العظيم عمّار بن ياسر ، فيما أخرجه أبو يعلى وابن عساكر ، والمتّقي الهندي عنهما :

( عن أبي مريم قال : سمِعت عمّار بن ياسر يقول : يا أبا موسى ، أُنشدك الله ، ألم تسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :( من كذب عليَّ متعمّداً فيتبوّأ مقعده من النّار ) ؟ وأنا سائلك عن حديثٍ ، فإنْ صدقت وإلاّ بعثت عليك من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من يُقررك به ، أُنشدك الله ، أليس إنّما عناك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنت نفسك فقال :( إنّها ستكون فتنة بين أُمتي ، أنت ـ يا أبا موسى ـفيها نائماً خير منك قاعداً ، وقاعداً خيرٌ منك قائماً ، وقائماً خيرٌ منك ماشياً ) ، فخصّك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يعمّ النّاس ؟ فخرج أبو موسى ولم يرد عليه شيئاً ع ، كر ) أي : رواه أبو يعلى وابن عساكر(١) .

ـــــــــــــــــــ

(١) كنز العمّال ١١ : ٢٧٣/ ٣١٤٩٨ .

٨٨

قصّة التحكيم

وذاك موقف آخر من مواقف بغضه وعناده لأمير المؤمنينعليه‌السلام

وتخلّفه عن الحق ، وسقوطه في دركات الجحيم :

روى سبط ابن الجوزي في قضيّة التحكيم :

( فقال عمرو ـ يعني لأبي موسى ـ قد أردتك أنْ تُبايع معاوية فأبيت ، فهلمّ بنا نخلع عليّاً ومعاوية ، ونجعل الأمر شورى يختار المسلمون من شاؤوا وقيل : إنّ الذي ابتدأ بذلك أبو موسى ، فقال عمرو : نعم ما رأيت ، فأخبر النّاس إنّا قد اتفقنا على أمر فيه صلاح هذه الأُمّة ثمّ قال : يا أبا موسى ، قم فتكلّم فقال أبو موسى : قم أنت فقال : أنت صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يسعني الكلام قبلك فقال عبد الله بن عبّاس : ويحك يا عبد الله بن قيس ، والله إنّي لأظنّ ابن النابغة قد خدعتك ـ وكان أبو موسى رجلاً مغفّلاً ـ فقال : إنّا قد اتفقنا ، فقال : أيّها النّاس ، إنّا نظرنا في هذا الأمر ، فلم نرَ أصلح للأُمة من خلْع عليّ ومعاوية ، ونستقبل الأُمّة بهذا الأمر فيولّوا عليهم مَن أحبّوا ، وإنّي قد خلعتهما ، ثمّ تنحّى )(١) .

وفي ( مفتاح النجا ) :

( واتّفق الحكَمَان على أنْ يخلعا عليّاً ، ويختارا للمسلمين خليفةً رضوا به ، وتفرّق النّاس على هذا )(٢) .

وقال اليافعي في( مرآة الجنان ) في وقائع سنة سبع وثلاثين :

( روي أنّه اجتمع في رمضان أبو موسى الأشعري ومَن معه من الوجوه ، وعمرو بن العاص ومَن معه كذلك بدومة الجندل للتحكيم ، فخلا عمرو بأبي موسى وخدعه وقال له : تكلّم قبلي ، فأنت أفضل وأكبر سنّاً منّي ، وأرى أنْ

ـــــــــــــــــــ

(١) تذكرة خواص الأُمّة : ٩٧ .

(٢) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ـ مخطوط .

٨٩

تخلع عليّاً ومعاوية ، ويختار المسلمون لهم رجلاً يجتمعون عليه ، فوافقه على هذا ولم يشعر بخدعه ، فلمّا خرجا وتكلّم أبو موسى وحكم بخلعهما ، قام عمرو بن العاص وقال : أمّا بعد ؛ فإنّ أبا موسى قد خلع عليّاً كما سمعتم ، وقد وافقته على خلعه ، وولّيت معاوية وقيل : إنّهما اتفقا على أنْ يصعد أبو موسى على المنبر ويُنادي : يا معشر المسلمين ، اشهدوا عليَّ أنّي قد خلعت عليّاً مِن الخلافة كما خلعت خاتمي هذا ، ففعل ذلك ، وأخرج خاتمه من أصبعه ورمى به إليهم ) (١) .

وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب( الإمامة والسياسة ) :

( ثمّ إنّ عمراً غدا على أبي موسى بالغد وجماعة الشهود فقال: يا أبا موسى، ناشدتك الله تعالى من أحقّ بهذا الأمر، من وفى أو من غدر ؟

قال أبو موسى : من وفى .

قال : ناشدتك بالله ، ما تقول في عثمان ؟

قال أبو موسى: قُتل [عثمان] مظلوماً .

قال عمرو : فما الحكم فيمن قتله ؟

قال أبو موسى : يُقتل بكتاب الله .

قال : فمن يقتله ؟

قال : أولياء عثمان .

قال : فإنّ الله يقول في كتابه العزيز :( وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً ) .

قال : فهل تعلم أنّ معاوية مِن أولياء عثمان ؟

ـــــــــــــــــــ

(١) مرآة الجنان ١ : ٨٦ ـ ٨٧

٩٠

قال : نعم .

قال عمرو للقوم : اشهدوا .

قال أبو موسى للقوم : اشهدوا على ما يقول عمرو .

ثمّ قال أبو موسى لعمرو : قم يا عمرو ، فقُل وصرّح بما أجمع عليه رأيي ورأيك ، وما اتّفقنا عليه.

فقال عمرو : سبحان الله ! أقوم قبلك ، وقد قدّمك الله قبلي في الإيمان والهجرة ، وأنت وافد أهل اليمن إلى رسول الله ، ووافد رسول الله إليهم ، وبك هداهم الله وعرّفهم شرائع دينه وسنّة نبيّه ، وصاحب مغانم أبي بكر وعُمر ؟ ولكن أنت قم فقل ، ثمّ أقوم فأقول .

فقام أبو موسى ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أيّها النّاس ، إنّ خير النّاس للنّاس خيرهم لنفسه ، وإنّي لا أهلك ديني بصلاح غيري ، إنّ هذه الفتنة قد أكلت العرب ، وإنّي [قد] رأيت وعمرو أنْ نخلع عليّاً ومعاوية ، ونجعلها لعبد الله بن عمر ، فإنّه لم يبسط في هذه الحرب يداً ولا لساناً) (١) .

وقال نور الدين عليّ بن محمّد الصبّاغ الفقيه المالكي ـ وترجمته في كتاب( الضوء اللاّمع ) (٢) ـ:

( ولمّا راود عمرو بن العاص أبا موسى على معاوية وعلى ابنه عبد الله فأبى أبو موسى منه ، راود أبو موسى عمراً على تولية الخلافة لعبد الله بن عمررضي‌الله‌عنه ما، فأبى عمرو منه ، ثمّ قال له : هات رأياً غير هذا .

ـــــــــــــــــــ

(١) الإمامة والسياسة : ١٣٦ ـ ١٣٧ .

(٢) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، المجلّد ٣ : ٢٨٣/ ٩٥٨

٩١

فقال أبو موسى: أرى أن نخلع هذين الرجلين ـ يعني عليّاً ومعاوية ـ ونجعل الأمر شورى ، فيختار المسلمون من أحبّوه .

فقال عمرو : الرأي ما رأيت .

فأقبلا على النّاس بوجوههما ، وهم مجتمعون ينظرون ما يتّفقان عليه .

فقال عمرو : تكلّم يا أبا موسى ، وأخبرهم أنّ رأينا اتّفق .

فقال أبو موسى : أيّها النّاس ، إنّ رأينا قد اتّفق على أمر ، نرجو أنْ يصلح الله تعالى به أمر هذه الأُمّة ويلمّ شعثها ويجمع كلمتها .

فقال عمرو : صدق أبو موسى وبرّ فيما قال ، فتقدّم يا أبا موسى فتكلّم .

فقام إليه عبد الله بن عبّاس وقال له : يا أبا موسى ، إنْ كنت وافقته على أمر فقدّمه يتكلّم به قبلك ، فإنّي أخشى من خديعته لك ، وإنّي لا آمن أنْ يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه ، فإذا قمت في النّاس خالفك .

فقال أبو موسى : قد توافقنا وتراضَينا ، وما ثمّ مخالفة أبداً .

وكان أبو موسى رجلاً سليم القلب ، فتقدّم ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

أيّها النّاس! إنّا قد نظرنا في أمر هذه الأُمّة ، فلم نرَ أصلح لأمرها ولا ألمّ لشعثها مِن أمرٍ قد اجتمع رأيي ورأي عمرو عليه ، وهو أنْ نخلع عليّاً ومعاوية ، وتستقبل هذه الأُمّة هذا الأمر بأنفسها ، فيولّوا عليهم من أحبّوا واختاروا ، وإنّي قد خلعت عليّاً ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم ، وولّوا عليكم مَن رأيتموه أهلاً لذلك )(١) .

وفي( تاريخ الخميس ) :

( ولمّا سئم الفريقان القتال تداعيا إلى الحكومة ، فرضي عليّ وأهل الكوفة بأبي موسى الأشعري ، ورضي معاوية وأهل الشام بعمرو بن العاص ، فاجتمع الحكَمَان بدومة الجندل ، واتّفقا على أنْ يخلعاهما معاً ، ويختارا

ـــــــــــــــــــ

(١) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : ٩٩ ـ ١٠٠ .

٩٢

للمسلمين خليفة رضوا به ، وقد عيّن للخلافة الحكَمَان يومئذٍ عبد الله بن عمر ابن الخطّاب ، كذا في دول الإسلام ، ثمّ اجتمعا بالنّاس ، وحضر معاوية ولم يحضر عليّ ، فبدأ أبو موسى وخلع عليّاً ، ثمّ قام عمرو وقال : قد خلعت عليّاً كما خلعه ، وأثبتُّ خلافة معاوية ) (١) .

كلام الإمام في أبي موسى بعد التحكيم

أمّا الإمامعليه‌السلام ، فلمّا بلغه ما صنعه أبو موسى خطب قائلاً :

( الحمد لله وإنْ أتى الدهر بالخطب الفادح والحدثان الجليل ، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله أمّا بعد ، فإنّ المعصية تُورث الحسرة وتعقب الندامة ، وكنت أمرتُكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري فأبيتم ، ونحلتكم رأيي فما ألويتم ، فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوزن :

أَمَرتُهُم أَمري بِمُنعَرَجِ الِلوى  فلم يَستَبِينُوا الرُشدَ إلاّ ضُحى الغَدِ

أمّا بعد ، فإنّ هذين الرجلين الذين قد اخترتموهما حَكَمَين ، قد نبذا حُكم القرآن وراء ظُهورهما ، وأحيَيا ما أمات القرآن ، واتّبع كلّ واحدٍ منهما هواه بغير هدىً من الله ، فحَكَما بغير حجّة ولا سنّة مضيئة ، واختلفا في حكمهما ، وكلاهما لم يرشدا ، استعدّوا وتأهّبوا للمسير إلى الشام ) (٢) .

وفي رواية عن الشعبي :(... وكلاهما لم يرشدا ، فبرئا من الله ورسوله وصالح المؤمنين ، فاستعدّوا للجهاد...) (٣) .

وكفى بهذا شرفاً لأهل السنّة ، حيث جعلوا هذا الملوم المذموم ،

ـــــــــــــــــــ

(١) تاريخ الخميس ٢ : ٢٧٧ .

(٢) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : ١٠١ .

(٣) تذكرة خواصّ الأُمّة في معرفة الأئمّة : ٩٩ .

٩٣

الخائن الفاسق ، النابذ لحكم القرآن ، المُحيي ما أماته والمُميت ما أحياه ، والتابع لهواه المُردي والتارك لهُداه المُنجي ، والحاكم بغير حجّة ، والقاضي بغير سنّة ، والبريء من الله ورسوله وصالح المؤمنين ، والتابع لإغواء الشيطان الرجيم اللّعين ، إماماً وملجأً وسنداً وكهفاً ومرجعاً ومُعتمَداً !!

وفي كلامٍ لهعليه‌السلام مخاطباً الخوارج :

( أيّها العصابة التي أخرجها عداوةُ المراءة والحجاج ، وصدّهم عن الحقّ اتّباع الهوى واللّجاج ، إنّ أنفسكم الأمّارة بالسوء سوّلت لكم فُراقي لهذهِ الحكومة ، التي أنتم بدأتموها وسألتموها وأنا لها كاره ، وأنبأتكم أنّ القوم إنّما فعلوه مكيدة ، فأبيتم علَيَّ إباء المخالفين ، وعندتم عليَّ عناد العاصين ، حتّى صرفت رأيي إلى رأيكم ، وإنّي معاشرهم ـ والله ـ صغار الهام سُفهاء الأحلام ، فأجمع رؤساؤكم وكبراؤكم أنْ اختاروا رجُلَين ، فأخذنا عليهما أنْ يحكما بالقرآن ولا يتعدّيانه ، فتاها وتركا الحق وهما يبصرانه ، فبيّنوا لنا بم تستحلّون قتالنا والخروج عن جماعتنا ، ثمّ تستعرضون الناس تضربون أعناقهم ، إنّ هذا لهو الخسران المبين ) (١) .

وروى أبو الفرج ابن الجوزي في( تلبيس إبليس ) كتاب الإمام إلى الخوارج :( أمّا بعد ، فإنّ هذين الرجلين اللذين ارتضيا حكَمَين ، قد خالفا كتاب الله واتّبعا أهواءهما ، ونحن على الأمر الأوّل ) (٢) .

ـــــــــــــــــــ

(١) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : ١٠٣ .

(٢) تلبيس إبليس : ١٠٨ .

٩٤

لعن النبيّ أبا موسى الأشعري

وفي حديث أخرجه ابن عساكر بتاريخه :

 ( عن أبي يحيى حكيم قال : كنت جالساً مع عمّار ، فجاء أبو موسى ، فقال : مالي و لك ! قال : ألستُ أخاك ؟

قال : ما أدري ، إلاّ أنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلعنك ليلة الجمل .

قال : إنّه قد استغفر لي .

قال عمّار : قد شهدت اللّعن ولم أشهد الاستغفار )(١) .

أقول : ومراده من ( ليلة الجمل ) هي ليلة ( العقبة ) ، حيث أراد أبو موسى وأبو بكر وعمر وجماعة معهم اغتيال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتنفير ناقته ، فعرفهم عمّار وحذيفة ، فقال عمّار في أبي موسى هذه الكلمة ، وقال حذيفة كلمته التي كره ابن عبد البرّ ذكرها ، وقد أوردناها هناك .

ترجمة ابن عساكر

وابن عساكر صاحب( تاريخ دمشق ) المتوفّى سنة ٥٧١ وصفه الذهبي بـ ( الإمام العلاّمة الحافظ الكبير المجوّد ، محدّث الشام ، ثقة الدين ) ثمّ قال : ( كان فهِماً حافظاً متقناً ذكيّاً بصيراً بهذا الشأن ، لا يلحق شأوُه ، ولا يُشقّ غباره ، ولا كان له نظيرٌ في زمانه ) ثمّ أطال الكلام في ترجمته ، وذكر كلمات الأعلام في مدحه وثقته )(٢) .

ثمّ إنّ هذا الحديث ، وإنْ كذّبه ابن عدي وتبعه ابن الجوزي فأدرجه في

ـــــــــــــــــــ

(١) تاريخ دمشق ٣٢ : ٩٣/ ٣٤٦١ .

(٢) سيرة أعلام النبلاء ٢٠ : ٥٥٤ ـ ٥٧١ ، تذكرة الحفّاظ ٤ : ١٣٢٨ ـ ١٣٣٤ ، وتوجد ترجمته في سائر كتب التاريخ والرجال .

٩٥

 ( الموضوعات ) ، إلاّ أنّ السيوطي ردّ عليهما القول بوضعه ، وأثبت وثاقة راويه ، حيث قال في ( اللآلي المصنوعة ) :

( ابن عدي ، ثنا أحمد بن الحسين الصوفي ، ثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار ، ثنا حسين الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن عمران بن ظبيان ، عن حكيم أبي يحيى قال : كنت جالساً مع عمّار ، فجاء أبو موسى ، فقال له عمّار : إنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلعنك ليلة الجمل قال : إنّه استغفر لي قال عمّار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار .

موضوع قال ابن عدي : والبلاء من العطّار لا من حسين .

قلت : العطّار وثّقه الخطيب في تاريخه) (١) .

وقال ابن حجر في( لسان الميزان ) بترجمة محمّد بن عليّ العطّار : ( قال الخطيب : قال محمّد بن المنصور : كان ثقةً مأموناً حسن العقل )(٢) .

فثبت كُفر أبي موسى الأشعري على لسان النبيّ الكريم ( صلّى لله عليه وآله وسلّم ) .

وفي حديثٍ آخر أورده الدهلوي في( إزالة الخفا عن سيرة الخلفا ) قال : أخرجه البيهقي :

( عن عليّ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إنّ بني إسرائيل اختلفوا ، لم يزل اختلافهم بينهم حتّى بعثوا حكَمَين فضلاّ وأضلاّ وإنّ هذه الأُمّة مختلفة ، فلا يزال اختلافهم بينهم حتّى يبعثوا حكَمَين ضلاّ وضلّ من اتّبعهما )) .

ـــــــــــــــــــ

(١) اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١: ٤٢٨.

(٢) لسان الميزان ٦ : ٣٥٨/ ٧٨٤٢ .

٩٦

قنوت علي بالدعاء على أبي موسى في جماعة

هذا ، وقد كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقنت في صلاته بالدعاء على جماعة أبو موسى الأشعري... روى ذلك ابن أبي شيبة ، كما في( كنز العمّال ) :

عن عبد الرحمن بن معقل قال : صلّيت مع عليّ صلاة الغداة ، فقنت فقال في قنوته :( اللّهمّ عليك بمعاوية وأشياعه ، وعمرو بن العاص وأشياعه ،... وعبد الله بن قيس وأشياعه ش ) (١) .

توقّف عمر عن قبول خبر أبي موسى

وقد اشتهر أنّ عمر بن الخطاب توقّف عن قبول خبر أبي موسى في الإستيذان ، وقد استدلّ به العلماء في مبحث خبر الواحد ، ونكتفي هنا بكلام ابن حجر في( فتح الباري ) إذ قال :

( احتجّ مَن ردّ خبر الواحد بتوقّفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قبول خبر ذي اليدين ، ولا حجّة فيه ؛ لأنّه عارَض علمه ، وكلّ خبرٍ واحدٍ إذا عارض العلم لم يُقبل ، وبتوقّف أبي بكر وعمر في حديثَي المغيرة في الجدّة وفي ميراث الجنين ، حتّى شهد بهما محمّد بن مسلمة ، وبتوقّف عمر في خبر أبي موسى في الاستيذان حتّى شهد له أبو سعيد ، وبتوقّف عائشة في خبر ابن عمر في تعذيب الميّت ببكاء الحي .

وأُجيب : بأنّ ذلك إنّما وقع منهم ، إمّا عند الارتياب كما في قصّة أبيموسى ، فإنّه أورد الخبر عند إنكار عمر عليه ورجوعه بعد الثلاث وتوعّده ، فأراد عمر الاستثبات ، خشية أنْ يكون دفع بذلك عن نفسه ) (٢) .

ـــــــــــــــــــ

(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ١٣: ١٩٧ ـ ١٩٨ .

(٢) كنز العمّال ٨ : ٨٢/ ٢١٩٨٩ .

٩٧

تنبيه حول كتاب الإمامة والسياسة(١)

قد يُحاول بعض المكابرين التشكيك في نسبة كتاب( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة ، بُغية التخلّص من استدلال الإماميّة بأخبار هذا الكتاب واحتجاجهم بما رُوي فيه من الحقائق التاريخيّة ، التي طالما حاول المؤرّخون والمحدّثون من كتمها وعدم نقلها .

فكان من اللاّزم علينا التأكيد على أنّ الكتاب المذكور هو من تآليف ابن قتيبة المؤرّخ المعروف والأديب الشهير...

ترجمة ابن قتيبة(٢) .

وهو : أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، وقيل : المروزي ، النَّحَوي اللغوي المؤرّخ، صاحب التصانيف الكثيرة المتنوّعة ، والمتوفّى سنة ٢٧٦ عند الأكثر .

قال ابن خلّكان : كان فاضلاً ثقةً .

وكذا قال اليافعي .

وقال الخطيب : كان ثقةً ديّناً فاضلاً .

ـــــــــــــــــــ

(١) موضوع هذا التنبيه موجود في ( عبقات الأنوار ) وفي ( استقصاء الإفحام ) وقد أضفنا إلى ما ذكره السيّد رحمه الله مطالبٌ أُخرى .

(٢) وفيات الأعيان ١ : ٣١٤ ، مرآة الجنان والعبر ـ سنة ٢٧٦ ـ لسان الميزان ٣ : ٣٥٨ ، سيرة أعلام النبلاء ١٠: ٦٢٥، الأنساب : القتيبي ، جامع الأُصول .

٩٨

وكذا قال ابن الأثير .

وقال الذهبي : صدوق ، ووصفه في موضع آخر بـ( الإمام الورع ) .

وكذا قال ابن حجر .

كتاب الإمامة والسياسة

وهذا الكتاب لابن قتيبة المذكور قطعاً ، فلقد نَقل عنه غير واحدٍ من أعلام أهل السنّة في مختلف القرون في كتبهم ، نصوصاً في موضوعات مختلفة هي موجودة في كتاب (الإمامة والسياسة ) :

١ ـ يقول ابن العربي المالكي المتوفّى سنة ٥٤٣ في كتابه( العواصم من القواصم ) الذي شحنه بُغضاً وحقداً لأهل البيتعليهم‌السلام وعناداً للحق وأهله :

( ومن أشدّ شيء على الناس جاهلٌ عاقل أو مُبتدعٌ محتال فأمّا الجاهل فهو ابن قتيبة ، فلم يُبقِ ولم يذر للصحابة رسماً في كتاب الإمامة والسياسة ، إنْ صحّ جميع ما فيه )(١) .

٢ ـ ويقول أبو الحجاج يوسف بن محمّد البلوي الأندلسي المالكي المتوفّى سنة ٦٠٤(٢) في كتابه( ألف باء ) : ( ذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : أنّه لمّا قدم على الحجاج سعيد بن جُبير قال له : ما اسمك ؟ قال : أنا سعيد بن جُبير فقال الحجاج : أنت شقيّ بن كسير قال سعيد : أُمّي أعلم باسمي...)(٣) .

ـــــــــــــــــــ

(١) العواصم من القواصم : ٢٤٨ .

(٢) توجد ترجمته في معجم المؤلّفين ١٣ : ٣٣٠ وذكر كتابه في كشف الظنون ١/ ١٥٠ .

(٣) كتاب الألف باء في المحاضرات : ٤٧٨ .

٩٩

٣ ـ ويقول تقي الدين الفاسي المكّي المتوفّى سنة ٨٣٢ ، في ذكر الولاة على مكّة المكرّمة : ( ٢٤٥٨ ـ مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي أمير مكّة ذكر ولايته عليها ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ؛ لأنّه قال : ذكروا أنّ مسلمة بن عبد الملك كان والياً على أهل مكّة ، فبينا هو يخطب على المنبر ، إذ أقبل خالد بن عبد الملك القسري... )(١) .

٤ ـ وكذا يقول عمر بن فهد المكّي المتوفّى سنة ٨٨٥ ، في ذكر الولاة على مكّة كذلك ؛ لأنّه لم يذكر ولاية مسلمة بن عبد الملك عليها غير ابن قتيبة في كتابه ، كما هو ظاهر عبارة التقي الفاسي المتقدّمة ، فقد اعتمد ابن فهد أيضاً على نقل ابن قتيبة في الإمامة والسياسة فقال : ( وقال اعتمد ابن فهد أيضاً على نقل ابن قتيبة في الإمامة والسياسة فقال : ( وقال أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة : كان مسلمة بن عبد الملك بن مروان والياً على أهل مكّة...)(٢) .

٥ ـ ويقول ابن حجر المكّي صاحب( الصواعق ) متضجّراً من نقل ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة ما شجر بين الصحابة بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويعترض عليه ـ تبعاً لابن العربي المالكي ـ روايته لمثل هذه الأُمور :

( مع تآليف صدرت من بعض المتحدّثين كابن قتيبة ، مع جلالته القاضية بأنّه كان ينبغي له أنْ لا يذكر تلك الظواهر ، فإنْ أبى إلاّ أنْ يذكرها ، فليبيّن جريانها على قواعد أهل السنّة... )(٣) .

ـــــــــــــــــــ

(١) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ٦ : ٧٢ .

(٢) إتحاف الورى بأخبار أمّ القرى حوادث سنة ٩٣ .

(٣) تطهير الجنان واللسان : ٧٢ .

١٠٠

كتاب الصيد والذبائح

١٠١

١٠٢

أبواب الصيد

١ -( باب إباحة ما يصيده الكلب المعلم إذا قتله)

[١٩٢٧٢] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : عن الرجل يسرح الكلب ويسمي إذا سرحه، قال: يأكل مما أمسك عليه، وإن أدركه وقتله، وإن وجد معه كلبا غير معلم فلا يأكل منه الخبر.

[١٩٢٧٣] ٢ - وعن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن صيد البزاة والصقور والفهود والكلاب، فقال: « لا تأكل من صيد شئ منها ( الا ما ذكيت )(١) ، الا الكلاب » قلت: فإنه قتله، قال: كل، فان الله يقول:( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِ‌حِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُ‌وا اسْمَ اللَّـهِ ) (٢)

[١٩٢٧٤] ٣ - وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه

__________________

أبواب الصيد

الباب ١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٦، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨، والبحار ج ٦٥ ص ٢٩٠ ح ٤٥.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٥، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ والبحار ج ٦٥ ص ٢٩٨ ح ٤٤.

(١) ليس في البحار.

(٢) المائدة ٥: ٤.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٨، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ والبحار ج ٦٥ ص ٢٩٠.

١٠٣

قال في حديث: « وانه لفي كتاب عليعليه‌السلام : أن الله قال:( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِ‌حِ مُكَلِّبِينَ ) (١) فهي الكلاب ».

[١٩٢٧٥] ٤ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه سئل عن قول الله عزو جل:( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِ‌حِ مُكَلِّبِينَ ) (١) قال: « هي الكلاب ».

وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « ما أمسكت الكلاب المعلمة أكل وإن قتلته » الخبر(٢) .

٢ -( باب أنه يجوز أكل صيد الكلب، وإن أكل منه من غير اعتياد أقل من النصف، أو أكثر منه، أو أكثره)

[١٩٢٧٦] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما رخصا في أكل ما أمسكه الكلب المعلم، وإن قتله وأكل منه.

[١٩٢٧٧] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : وإذا أردت أن ترسل الكلب إلى(١) الصيد، فسم الله عليه، فإن أدركته حيا فاذبحه، وإن أدركته وقد قتله كلبك فكل منه وإن أكل بعضه، لقوله:( فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ) (٢)

[١٩٢٧٨] ٣ - الصدوق في المقنع: وإذا أردت أن ترسل كلبا على صيد،

__________________

(١) المائدة ٥: ٤.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٩ ح ٦٠٥.

(١) المائدة ٥: ٤.

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٩ ح ٦٠٦.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٩ ح ٦٠٧.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) في المصدر: على.

(٢) المائدة ٥: ٤.

٣ - المقنع ص ١٣٨.

١٠٤

فسم الله، فإن أدركته حيا فاذبحه أنت، وإن أدركته وقد قتله كلبك فكل منه، وإن أكل بعضه، فإن الله تعالى يقول:( فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ) (١)

وروي: كل ما اكل الكلب وإن اكل ثلثيه، كل ما اكل(٢) الكلب وإن لم يبق منه الا بضعة واحدة.

[١٩٢٧٩] ٤ - العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله عز وجل:( وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِ‌حِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُ‌وا اسْمَ اللَّـهِ ) (١) قال: « لا بأس بأكل ما أمسك الكلب مما لم يأكل الكلب منه، فإذا اكل الكلب منه قبل أن تدركه فلا تأكله ».

[١٩٢٨٠] ٥ - الشيخ الطوسي في الخلاف: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما علمت من كلب ثم أرسلته، وذكرت اسم الله عليه، فكل مما أمسك عليك » قلت: فإن قتل، قال: « إذا قتله ولم يأكل منه شيئا، فإنما أمسك عليك » الخبر.

قلت: وحمل الخبر وسابقه على التقية، أو إذا اعتاد ذلك الكاشف عن كونه غير معلم، وعن عدم إمساكه الصيد لصاحبه.

٣ -( باب أنه لا يجوز أكل ما يصيد حيوان آخر غير الكلب المعلم إذا قتله، إلا أن يدرك ذكاته ويذكيه)

[١٩٢٨١] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « لا تأكل من صيد شئ منها الا ما

__________________

(١) المائدة ٥: ٤.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٥ ح ٣٣.

(١) المائدة ٥: ٤.

(٢) في الحجرية: « أكلت » وما أثبتناه من المصدر.

٥ - الخلاف ج ٣ ص ١٨٨، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٢٨٠ ح ٢٨.

الباب ٣

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٥، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ ح ٧ والبحار ج ٦٥ ص ٩ ٢٨ ح ٤٤.

١٠٥

ذكيت، الا الكلاب » الخبر.

[١٩٢٨٢] ٢ - وعن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ليس شئ مكلب الا الكلب ».

[١٩٢٨٣] ٣ - وعن زرارة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ما خلا الكلاب مما يصيد الفهود والصقور وأشباه ذلك، فلا تأكلن من صيده الا ما أدركت ذكاته، لان الله قال:( مُكَلِّبِينَ ) (١) فما خلا الكلاب فليس صيده بالذي يؤكل، إلا أن يدرك ذكاته ».

٤ -( باب أن صيد الكلب المعلم، إذا أدرك قبل أن يقتل، لم يحل بغير ذكاة)

[١٩٢٨٤] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الصيد يأخذه الكلب فيدركه الرجل حيا ثم يموت - يعني في المكان من فعل الكلب، قال: « كل، يقول(١) الله تعالى:( فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ) (٢) فأما إن أخذه الصائد حيا فتوانى في ذبحه، أو ذهب به إلى منزله فمات، أو لم يكن الذي قتله معلما، لم يجز أكله ».

٥ -( باب أن الصيد إذا اشترك في قتله كلب معلم وغير معلم، واشتبه قاتله منهما، لم يحل إلا أن يدرك ذكاته)

[١٩٢٨٥] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله

__________________

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٦، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ ح ٨ والبحار ج ٦٥ ص ٢٩٠ ح ٤٥.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٥ ح ٢٩، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ ح ١١ والبحار ج ٦٥ ص ٢٩٠ ح ٤٧.

(١) المائدة ٥: ٤.

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦١٣.

(١) في المصدر: لقول.

(٢) المائدة ٥: ٤.

الباب ٥

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٦، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ ح ٨ والبحار

١٠٦

عليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وإن وجد معه كلب غير معلم فلا يأكل منه » الخبر.

[١٩٢٨٦] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وان أرسلت على الصيد كلبك وشاركه كلب آخر، فلا تأكله إلا أن تدرك ذكاته ».

الصدوق في المقنع: مثله(١)

[١٩٢٨٧] ٣ - الشيخ الطوسي في الخلاف: عن عدي بن حاتم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - قال: قلت: فإني أرسل كلبي وأجد عليه كلبا، فقال: « لا تأكل، انك إنما سميت على كلبك » الخبر.

٦ -( باب أنه لا يحل ما يصيده الفهد والغراب والأسد ونحوها، الا إذا أدرك ذكاته)

[١٩٢٨٨] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قلت: فالفهد ليس بمنزلة الكلب؟ قال: فقال: « لا، ليس شئ مكلب إلا الكلب ».

[١٩٢٨٩] ٢ - وعن زرارة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ما خلا الكلب(١) مما(٢) يصيد - الفهود والصقور وأشباه ذلك - فلا تأكلن من صيده، الا ما أدركت ذكاته ».

[١٩٢٩٠] ٣ - وعن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد،

__________________

ج ٦٥ ص ٢٩٠ ح ٤٥.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) المقنع ص ١٣٨.

٣ - الخلاف ج ٣ ص ١٨٨ مسألة ٦.

الباب ٦

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٦. وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ ح ٨، والبحار ج ٦٥ ص ٢٨٠ ح ٢٨.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٥ ح ٢٩، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٢٩٠ ح ٤٧.

(١) في المصدر والبحار: الكلاب.

(٢) في المصدر: عما.

٣ - المصدر السابق ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٧.

١٠٧

عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « الفهد من الجوارح » الخبر.

[١٩٢٩١] ٤ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الفهد المعلم كالكلب، يؤكل ما أمسك ».

٧ -( باب أنه لا يحل أكل صيد الكلب الذي ليس بمعلم، إلا أن يعلمه عند إرساله)

[١٩٢٩٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « وما قتلت الكلاب الغير المعلمة، فلا يؤكل منه ».

[١٩٢٩٣] ٢ - عوالي اللآلي: عن أبي ثعلبة(١) قال: قلت: يا رسول الله، اني أصيد بكلبي المعلم، وبكلبي الذي ليس بمعلم، فقال: « ما أخذت بكلبك المعلم، فاذكر اسم الله عليه وكله، وما أخذت بكلبك الذي ليس بمعلم، فأدركت ذكاته فكله ».

ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عنه، باختلاف يسير(٢)

٨ -( باب أن من صاده الكلب فأدر كه حيا وليس معه ما يذكيه به، جاز أن يترك الكلب ليقتله)

[١٩٢٩٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن لم يكن معك حديد تذبحه، فدع الكلب على الصيد وسميت عليه حتى يقتل ثم تأكل منه ».

[١٩٢٩٥] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا لم يكن معك حديدة تذبحه بها،

__________________

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦٠٩.

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٩ ح ٦٠٦.

٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٤٥٢ ح ٣.

(١) في الطبعة الحجرية: « تغلبة » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٤٩، وأسيد الغابة ج ٥ ص ١٥٤ ).

(٢) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٠٣.

الباب ٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

٢ - المقنع ص ٢٣٨.

١٠٨

فدع الكلب يقتله ثم كل منه.

٩ -( باب أنه لا يحل أكل ما صاده غير الكلب، من البازي والصقر والعقاب والطير والسبع وغير ذلك، إلا أن تدرك ذكاته)

[١٩٢٩٦] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن صيد البزاة والصقور والفهود والكلاب، فقال: لا « تأكل من صيد شئ منها الا ما ذكيت، الا الكلب(١) » الخبر.

[١٩٢٩٦] ٢ - وعن أبي عبيدة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قلت: والصقر والعقاب والبازي قال: « إن أدركت ذكاته فكل منه، وإن لم تدرك ذكاته فلا تأكل منه » الخبر.

[١٩٢٩٨] ٣ - وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان أبي يفتي وكنا نفتي ونحن نخاف في صيد البازي والصقور، فأما الآن فإنا لا نخاف ولا نحل(١) صيدهما، [ إلا أن تدرك ذكاته ](٢) وانه لفي كتاب عليعليه‌السلام : إن الله قال:( مَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِ‌حِ مُكَلِّبِينَ ) (٣) فهي الكلاب ».

[١٩٢٩٩] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تأكل ما اصطدت بباز أو صقر أو فهد أو عقاب أو غير ذلك، الا ما أدركت ذكاته، الا الكلب المعلم » إلى آخره.

__________________

الباب ٩

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٥.

(١) في المصدر: الكلاب.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٦.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٨، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٢٩٠ ح ٤٦.

(١) في المصدر: ولا يحل.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) المائدة ٥: ٤.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

١٠٩

[١٩٣٠٠] ٥ - الصدوق في المقنع: ولا تأكل ما(١) صيد بباز أو صقر أو فهد أو عقاب أو غير ذلك، الا ما أدركت ذكاته، الا الكلب المعلم.

[١٩٣٠١] ٦ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما رخصا في أكل ما أمسكه الكلب المعلم، وإن قتله وأكل منه، ولم يرخصا فيما أكل منه الطير، وكان المهدي بالله يقول فيما أمسك الطير: يؤكل [ منه ](١) ، ويقول: الكلب ربما كلب: ( أي أصابه الداء، وهو جنونه الذي إذا أصابه يعض إنسانا أو بهيمة علق ذلك به، ولم يشرب الماء حتى أو يعالج فتبرأ )(٢) .

وليس في قوله هذا خلاف لما ذكرناه عن آبائهعليهم‌السلام ، لأنهم لم يرخصوا إلا فيما أمسك الكلب المعلم السالم، وأما ما ذكره مما أمسك الطائر فهو من الجوارح التي أباح الله عز وجل أكل ما أمسكت.

وروينا عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « الصقور والبزاة من الجوارح »(٣) .

[١٩٣٠٢] ٧ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الفهد المعلم كالكلب يؤكل ما أمسك » وهذا على الأصل الذي ذكرناه في الجوارح.

__________________

٥ - المقنع ص ١٣٨.

(١) في المصدر: مما.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٩ ح ٦٠٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦٠٨.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦٠٩.

١١٠

قلت: وما رواه محمول على التقية، وفي الاخبار شواهد عليه، بل في كلام القاضي إشارة إليها.

١٠ -( باب جواز الأكل من صيد الكلاب الكردية المعلمة، وكراهة صيد الكلب الأسود البهيم)

[١٩٣٠٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الكلاب كلها بمنزلة واحدة، إذا علم الكردي فهو كالسلوقي(١) ».

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه نهى عن صيد الكلب الأسود، وأمر بقتله(٢)

[١٩٣٠٤] ٢ - العياشي في تفسيره: عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « والكلاب الكردية إذا علمت فهي بمنزلة السلوقية ».

١١ -( باب أنه لا بد من التسمية عند إرسال الكلب، والألم يحل صيده، إلا أن ينسى التسمية فيحل)

[١٩٣٠٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من أرسل كلبا ولم يسم، فلا يأكل ».

[١٩٣٠٦] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا أردت أن ترسل الكلب إلى الصيد، فسم الله عليه ».

__________________

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦١١.

(١) السلوقي من الكلاب: أجودها، منسوب إلى سلوق من بلاد اليمين ( لسان العرب ج ١٠ ص ١٦٣ ).

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦١٠.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٤ ح ٢٧، وعنه في البرهان ج ١ ص ٤٤٨ ح ٩.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٠ ح ٦١٢.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

١١١

وقالعليه‌السلام في موضع آخر: « الا الكلب المعلم، فلا بأس بأكل ما قتله إذا كنت سميت عليه ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

[١٩٣٠٧] ٣ - الشيخ الطوسي في الخلاف: عن عدي بن حاتم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: قلت: يا رسول(١) الله، إني أرسلت كلبي، فقال: « إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله [ عليه ](٢) فكل، وإلا فلا تأكل » الخبر.

١٢ -( باب إباحة صيد كلب المجوس والذمي إذا علمه المسلم ولو عند الارسال، والا لم يحل)

[١٩٣٠٨] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في كلب المجوسي: « لا يؤكل صيده إلا أن يأخذه مسلم فيقلده(١) ويرسله، قالعليه‌السلام : فإن أرسله المسلم جاز اكل ما أمسك وإن يكن علمه ».

١٣ -( باب جواز الصيد بالسلاح، كالسيف والرمح والسهم، فيحل الصيد إذا قتل به بعد التسمية، وإن قطعه نصفين)

[١٩٣٠٩] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمدعليها‌السلام ، أنه قال: « إذا ضرب الرجل الصيد بالسيف أو طعنه بالرمح أو رماه بالسهم

__________________

(١) المقنع ص ١٣٨.

٣ - الخلاف ج ٣ ص ١٨٨ مسألة ٦ كتاب الصيد والذبائح.

(١) في المصدر: لرسول.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧١ ح ٦١٤.

(١) في المصدر زيادة: ويعلمه.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧١ ح ٦١٥.

١١٢

فقلته، وقد سمى الله حين فعل ذلك، فلا بأس بأكله ».

[١٩٣١٠] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن رميت [ سهمك ](١) وسميت وأدركته وقد مات، فكله إذا كان في السهم زج(٢) حديد ».

الصدوق في المقنع: مثله(٣) .

[١٩٣١١] ٣ - علي بن جعفر في كتابه: عن أخيه موسىعليهما‌السلام ، قال: سألته عن رجل يلحق حمارا أو ظبيا فيضربه بالسيف فيصرعه، أيؤكل؟ قال: « إذا أدرك ذكاته ذكاه [ وأكل ](١) وإن مات قبل أن يغيب عنه أكله ».

١٤ -( باب أن ما صيد بالسلاح، إذا تقاطعه الناس قبل أن يموت، لم يحرم أكله، ولا يحل نهبه بغير إذن من صاده)

[١٩٣١٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الرجل يرمي الصيد فيقصر عنه، فيبتدر القوم فيقطعونه بينهم، يعني بضربهم إياه بسيوفهم من قبل أخذه، قال: « حلال أكله ».

[١٩٣١٣] ٢ - وسئلعليه‌السلام ، عن ثور(١) وحشي ابتدره قوم بأسيافهم، وقد سموا فقطعوه بينهم، قال: « ذكاة وحية(٢) ولحم حلال ».

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الزج: الحديدة التي في أسفل الرمح ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٠٤ ).

(٣) المقنع ص ١٣٩.

٣ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨١، وقرب الإسناد ص ١١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧١ ح ٦١٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧١ ح ٦١٥.

(١) في المصدر: حمار.

(٢) الوحية: السريعة ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٨٢ ).

١١٣

١٥ -( باب أن من ضرب صيدا ثم غاب عنه ووجده ميتا لم يحل أكله، إلا أن يعلم أن رميته هي التي قتلته)

[١٩٣١٤] ١ - الشيخ الطوسي في الخلاف: عن عدي بن حاتم، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - قال: قلت: يا رسول الله، انا نصيد وإن أحدنا يرمي الصيد فيغيب عنه الليلتين والثلاث، فيجده ميتا وفيه سهمه، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا وجدت فيه أثر سهمك ولم يكن فيه أثر، سبع وعلمت أن سهمك قتله فكله(١) ».

[١٩٣١٥] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن وجدته من الغد وكان سهمك فيه، فلا بأس بأكله، إذا علمت أن سهمك قتله ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

[١٩٣١٦] ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الرجل يرمي الصيد فيتحامل والسهم فيه أو الرمح، أو يتحامل بشدة الضربة فيغيب عنه، فيجده من الغد ميتا وفيه سهمه، أو يكون ضربه أو أصابه سهم في مقتل، علم أنه مات من فعله لا من فعل غيره، فحلال أكله.

وقد روينا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما أصميت فكل، وما أنميت فلا تأكل » فالاصماء: أن يصيب الرمية فتموت مكانها، والانماء: أن يصيبها ثم يتوارى عنه ثم يموت.

__________________

الباب ١٥

١ - الخلاف ج ٣ ص ١٨٩.

(١) في المصدر: فكل.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) المقنع ص ١٣٩.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٢ ح ٦١٦.

١١٤

١٦ -( باب إباحة صيد المعراض إذا خرق، وكذا السهم إذا اعترض، وقتل، وكراهة الصيد به إذا كان له نبل غيره)

[١٩٣١٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كره ما قتل من الصيد بالمعراض، إلا أن يكون له سهم غيره « والمعراض: سهم لا ريش له(١) يرمى فيمضي بالعرض.

١٧ -( باب عدم إباحة ما يصاد بالحجر والبندق(*) والجلاهق(*) ، إذا لم تدرك ذكاته)

[١٩٣١٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « ما قتل بالحجر والبندق وأشباه ذلك، لم يؤكل إلا أن تدرك ذكاته ».

[١٩٣١٩] ٢ - الصدوق في المقنع: ولا تأكل ما صيد بالحجر والبندق.

١٨ -( باب أنه لا يحل اكل ما يصاد بالحبالة إلا أن تدرك ذكاته، وأن ما قطعت الحبالة منه فهو ميتة حرام، ويذكى ما بقي حيا)

[١٩٣٢٠] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: ما

__________________

الباب ١٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٣ ح ٦٢٠.

(١) في نسخة: فيه.

الباب ١٧

* البندق: جمع بندقة، وهي طينة مدورة مجففة يرمى بها الصيد ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٤١ ).

* الجلاهق: البندق المعمول من الطين، ويضاف إليه القوس للتخصيص، فيقال: قوس الجلاهق، كما يقال: قوس النشاب ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٤٣ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٢ ح ١٦٩.

٢ - المقنع ص ١٣٩.

الباب ١٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٣ ح ٦٢٣.

١١٥

اخذت الحبالة(١) فمات فيها فهو ميتة، وما أدركت حيا ذكي وأكل ».

١٩ -( باب أن الصيد إذا رماه ووقع من الجبل أو حائط أو ماء فمات، لم يحل أكله إلا أن يكون رأسه خارجا من الماء)

[١٩٣٢١] ١ - الشيخ في الخلاف: عن عدي بن حاتم قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الصيد، فقال: « إذا رميت الصيد وذكرت اسم الله فقتل فكل، وإن وقع في الماء فلا تأكله، فإنك لا تدري الماء قتله أم سهمك ».

[١٩٣٢٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن علي وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا في الصيد يضربه الصائد فيتحامل فيقع في ماء أو نار أو يتردى من موضع عال فيموت قالا: « لا يؤكل إلا أن تدرك ذكاته ».

[١٩٣٢٣] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن رميت وهو على جبل فأصابه سهمك ووقع في الماء فمات، فكله إذا كان رأسه خارجا من الماء، وإن كان رأسه في الماء فلا تأكله ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

٢٠ -( باب كراهة صيد الطير بالليل، وصيد الفرخ قبل أن يريش)

[١٩٣٢٤] ١ - عوالي اللآلي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال:

__________________

(١) الحبالة: المصيدة من أي شئ كانت، من حبال أو غيرها ( لسان العرب ج ١١ ص ١٣٦ ).

الباب ١٩

١ - الخلاف ج ٣ ص ١٩١، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ٢٨٠ ح ٢٨.

٢ - دائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٢ ح ٦١٨.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) المقنع ص ١٣٩.

الباب ٢٠

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٨ ح ٤١.

١١٦

« أمكنوا الطيور من أوكارها ».

[١٩٣٢٥] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: الطائر في وكره آمن بأمان الله، فإذا طار فتصيدوه إن شئتم ».

[١٩٣٢٦] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى، أخذ ميثاق الآدميين، أن لا يأخذوا فراخ الطير الطورانية(١) من وكورها حتى تنهض ».

الصدوق في المقنع والهداية: ولا يجوز أخذ الفراخ من أوكارها، في جبل أو بئر أو أجمة حتى تنهض(٢) .

٢١ -( باب جواز صيد المسك من الماء، ويحل إذا خرج من الماء حيا، وإن لم يسم)

[١٩٣٢٧] ١ - الطبرسي في الاحتجاج: عن ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - في خبر طويل - أنه قال لجماعة من اليهود: « إن موسى جاء بتحريم صيد الحيتان يوم السبت، حتى أن الله تعالى قال لمن اعتدى منهم:( كُونُوا قِرَ‌دَةً خَاسِئِينَ ) (١) فكانوا، ولقد جئت بتحليل صيدها حتى صار صيدها حلالا، قال الله عز وجل:( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ‌ وَطَعَامُهُ

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٦٨ ح ٦٠١.

٣ - الجعفريات ص ٧٥.

(١) حمام طوراني: هو الذي جاء من بلد بعيد والطوري: الوحشي من الطير والناس (لسان العرب ج٤ ص٥٠٨).

(٢) المقنع ١٤٢ والهداية ص ٧٩.

الباب ٢١

١ - الاحتجاج ج ١ ص ٥٠.

(١) البقرة ٢: ٦٥.

١١٧

مَتَاعًا لَّكُمْ ) (٢) الخبر.

٢٢ -( باب جواز اكل السمك إذا صاده المجوس ونحوهم بحضور المسلم، وأخرجوه من الماء حيا، وتحريم صيدهم لغير السمك إذا قتلوه)

[١٩٣٢٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه نهى عن أكل ما صاده المجوس من الحوت والجراد، لأنه يؤكل منه الا ما أخذ حيا.

٢٣ -( باب حكم من ضرب صيدا فقده نصفين، أو قطع منه عضوا فأبانه)

[١٩٣٢٩] ١ - علي بن جعفر في كتابه: عن أخيه موسىعليهما‌السلام ، قال: سألته عن الرجل يلحق الظبي أو الحمار فيضربه بالسيف فيقطعه نصفين، هل يحل اكله؟ قال: « [ نعم ](١) إذا سمى ».

٢٤ -( باب أن من صاد طيرا فعرف صاحبه، أو ادعاه من لا يتهمه، وجب عليه رده إليه سواء كانت قيمته أقل من درهم أو أكثر)

[١٩٣٣٠] ١ - الصدوق في المقنع: والطير إذا ملك جناحيه فهو لمن أخذه، إلا أن يعرف صاحبه فيرده عليه.

__________________

(٢) المائدة: ٩٦.

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٣ ح ٦٢٢.

الباب ٢٣

١ - كتاب علي بن جعفر المطبوع في البحار ج ١٠ ص ٢٨١، وقرب الإسناد ص ١١٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٤

١ - المقنع ص ١٤٢.

١١٨

فقه الرضاعليه‌السلام : مثله(١) .

٢٥ -( باب أن من صاد طيرا مستوي الجناحين، لا يعرف له مالكا، فهو له)

[١٩٣٣١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « الطير إذا ملك ثم طار، فأخذ فهو حلال لمن أخذه ».

وبإسناده أن موسىعليه‌السلام قال: « عنى الطيور البرية ونحوها، لان أصلها مباح ».

[١٩٣٣٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « الطير إذا ملك ثم طار ثم أخذ، فهو حلال لمن أخذه » قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يعني البزاة ونحوها، لان أصلها(١) مباح، ونهى عن صيد الحمام في الأمصار، ورخص في صيدها في القرى ».

٢٦ -( باب أن من أبصر طيرا فتبعه، ثم أخذه آخر فهو لمن أخذه)

[١٩٣٣٣] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه سئل عن رجل رأى طيرا فتبعه حتى وقع على شجرة، فجاء رجل آخر فأخذه، قال: « الطير لمن أخذه ».

__________________

(١) فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

الباب ٢٥

١ - الجعفريات ص ١٧٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٨ ح ٦٠٢، ٦٠٣.

(١) في المصدر: أكلها.

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ١٧٠.

١١٩

[١٩٣٣٤] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « الصيد لمن سبق إلى أخذه ».

٢٧ -( باب كراهة قتل الخطاف واذاه وهو الصنون، وكذا كل طائر يجئ مستجيرا، وعدم تحريم أكلها)

[١٩٣٣٥] ١ - الصدوق في العلل والعيون: عن محمد بن عمرو(١) البصري، عن محمد بن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن أحمد بن عامر، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، في حديث أسئلة الشامي: « وقد نهى عن اكل الصرد والخطاف ».

[١٩٣٣٦] ٢ - وسأله: ما باله - يعني الخطاف - لا يمشي على الأرض؟ قال: « لأنه ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، ولم يزل يبكي مع آدمعليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت، ومعه تسع آيات من كتاب الله عز وجل مما كان آدم يقرؤها في الجنة، وهي معه إلى يوم القيامة، ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان وهي:( وَإِذَا قَرَ‌أْتَ الْقُرْ‌آنَ ) (١) وثلاث من يس و( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) (٢) ».

[١٩٣٣٧] ٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: وروي أن الخطاطيف تقرأ عشر آيات من كتاب الله، ولما أمر الله بالزراعة قال الخطاف: إني لا آكل مما

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦٨ ح ٦٠٤.

الباب ٢٧

١ - علل الشرائع ص ٥٩٤ وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٢٤٣ ح ١.

(١) في الحجرية والعلل: عمر، وما أثبتناه من العيون ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٨٠ ).

٢ - علله الشرائع ص ٥٩٤.

(١) الاسراء ١٧: ٤٥.

(٢) يس ٣٦: ٩.

٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456