عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم11%

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 321

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم
  • البداية
  • السابق
  • 321 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132289 / تحميل: 8863
الحجم الحجم الحجم
عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عليه‌السلام : « على أن لا تدخر ما في بيتك، ولا تتكلف ما وراء بابك » قال: لك شرطك، فدخل ودخلنا، وأكلنا خلا وزيتا وتمرا، ثم خرج.. الخبر.

٢٠ -( باب استحباب أقراء الضيف)

[١٩٧٢٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، [ قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ](١) : إن من مكارم الأخلاق أقراء الضيف ».

[١٩٧٣٠] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يضيف الضيف إلا كل مؤمن، ومن مكارم الأخلاق قرى(١) الضيف ».

[١٩٧٣١] ٣ - ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لداود بن سرحان: إن خصال المكارم بعضها مفتل(١) ببعض، يقسمها الله حيث شاء - إلى أن عد منها - وقرى الضيف.

__________________

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ١٥٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤٠.

(١) في المصدر: قراء.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٠٨.

(١) في المصدر:مقيد.

٢٤١

[١٩٧٣٢] ٤ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أدى زكاة ماله، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة، فقد برئ من الشح ».

ورواه الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا خير فيمن لا يقري الضيف ».

[١٩٧٣٣] ٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « البشاشة أحد القراءين ».

وقالعليه‌السلام : « فعل المعروف، وإغاثة الملهوف، وإقراء الضيوف، آلة السيادة »(١) .

وقالعليه‌السلام : « من أفضل المكارم، تحمل المغارم، وإقراء الضيوف »(٢) .

٢١ -( باب ما يجوز أكله من بيوت من تضمنته الآية، والمرأة من بيت زوجها، وصدقتهم منها)

[١٩٧٣٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « لا بأس بالرجال(١) أن يأكل من بيت أبيه وأخيه وأمه وأخته وصديقه، ما لا يخشى عليه الفساد من يومه، بغير إذنه، مثل البقول والفاكهة وأشباه ذلك ».

__________________

٤ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٥ - غرر الحكم ج ١ ص ٦٦.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٢٠.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٣١.

الباب ٢١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

(١) في المصدر: للرجل.

٢٤٢

٢٢ -( باب استحباب إجادة الأكل في منزل المؤمن، والانبساط فيه، والاكثار منه، ولو بعد الامتلاء، وترك التقصير والحشمة)

[١٩٧٣٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه وهو يأكل معه: « [ إنما ](١) تعرف(٢) مودة الرجل لأخيه بجودة أكله من طعامه، وانه ليعجبني الرجل يأكل من طعامي فيجيد في الأكل، يسرني بذلك ».

[١٩٧٣٦] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قال لك أخوك: كل، فكل ولا تلجئه إلى أن يقسم عليك، فإنه إنما يريد به كرامتك ».

٢٣ -( باب استحباب إطعام الطعام)

[١٩٧٣٧] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « ثلاث خصال من أحب الاعمال إلى الله، إطعام مسلم من جوع، أو فك عنه كربة، أو قضى عنه دينه ».

[١٩٧٣٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أهون أهل النار عذابا ابن جدعان » فقيل: يا رسول الله، ولم ذاك؟ قال: « كان يطعم [ الناس ](١) الطعام ».

__________________

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٧ ح ٣٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية: يعرف، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٨.

الباب ٢٣.

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٤ ح ٣٣١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٤٣

ورواه في الجعفريات: بسنده المتقدم عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٢)

[١٩٧٣٩] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن اعرابيا سأله فقال: يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة، قال: « أطعم الطعام، وافش السلام، وصل والناس نيام » الخبر.

[١٩٧٤٠] ٤ - وعن عليعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتي بسبعة أسارى، فقال: « يا علي، قم فاضرب أعناقهم، فهبط عليه جبرئيل كطرفة عين، فقال: يا محمد اضرب أعناق هؤلاء الستة، وخل عن هذا الواحد، فقال [ له ](١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل، وما حاله؟ قال: هو سخي الكف، سخي على الطعام، قال: أعنك أو عن ربي؟ قال: بل عن ربك ».

[١٩٧٤١] ٥ - الصدوق في علل الشرائع: عن محمد بن عمرو البصري، عن محمد بن إبراهيم بن خارج، عن محمد بن عبد الله بن الجنيد، عن عمرو بن سعيد، عن علي بن زاهر، عن جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن جابر الأنصاري، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول « ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لاطعام الطعام، وصلاته بالليل والناس نيام ».

[١٩٧٤٢] ٦ - وفي الخصال: عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن

__________________

(٢) الجعفريات ص ١٩١.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٤.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - علل الشرائع ص ٣٥.

٦ - الخصال ص ٩١ ح ٣٢، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٣٨٣ ح ٩٢.

٢٤٤

أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، ( عن خاله، عن محمد بن سليمان(١) ، عن رجل، عن ابن المنكدر بإسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « خيركم من أطعم الطعام » الخبر.

[١٩٧٤٣] ٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن مالك بن عطية، عمن سمن أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن أحب الاعمال إلى الله عز وجل، قال: من أحب الاعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مؤمن، تطرد عنه جوعا، أو تكشف عنه كربة ».

[١٩٧٤٤] ٨ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « أحب الاعمال إلى الله شبعة جوع المسلم، وقضاء دينه، وتنفيس كربته ».

[١٩٧٤٥] ٩ - وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إن من أحب الاعمال إلى الله عز وجل، شبعة جوعة مؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه، وإن من يفعل ذلك لقليل ».

[١٩٧٤٦] ١٠ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الله جل وعلا، قال: « آمركم بالورع والاجتهاد - إلى أن قال تعالى - وإطعام الطعام، وإفشاء السلام ».

[١٩٧٤٧] ١١ - وروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: « اطعموا

__________________

(١) في المصدر والبحار: عن أبي خالد محمد بن سليمان، وفي هامش البحار: في نسخة: عن خاله محمد بن سليمان.

٧ - كتاب الغايات ص ٧٠.

٨ - كتاب الغايات ص ٧٠.

٩ - كتاب الغايات ص ٧٠.

١٠ - الاختصاص ص ٢٥.

١١ - الاختصاص ص ٢٥٣.

٢٤٥

الطعام، وافشوا السلام، وصلوا والناس نيام، وادخلوا الجنة بسلام ».

[١٩٧٤٨] ١٢ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « من أحب الخصال إلى الله عز وجل ثلاثة: مسلم أطعم مسلما من جوع، أو فك عنه كربة، أو قضى عنه دينا ».

[١٩٧٤٩] ١٣ - القطب الراوندي في دعواته: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قوت الأجساد الطعام، وقوت الأرواح الاطعام ».

[١٩٧٥٠] ١٤ - أحمد بن محمد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: عن محمد بن عمر بن يزيد، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: « إن الله تعالى قال:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَ‌اكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَ‌قَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) (١) قال: علم الله أن أن أحد لا يقدر على فك رقبة، فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك ».

[١٩٧٥١] ١٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لما دخل المدينة عند هجرته: « أيها الناس أفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ».

وباقي أخبار الباب تقدم في كتاب الزكاة(١) ، وفي كتاب الأمر بالمعروف(٢) .

__________________

١٢ - كتاب المؤمن ص ٦٥.

١٣ - دعوات الراوندي ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٥٦ ح ٣٣.

١٤ - كتاب التنزيل والتحريف ص ٦٧.

(١) البلد ٩٠: ١١ - ١٤

١٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٨ ح ٧١.

(١) تقدم في كتاب الزكاة، أبواب الصدقة، الباب ٤٣.

(٢) تقدم في كتاب الأمر بالمعروف، أبواب فعل المعروف، الباب ١٦.

٢٤٦

٢٤ -( باب استحباب تقدير الطعام بقدر سعة المال وقلته، وإجادة الطعام وإكثاره مع الامكان)

[١٩٧٥٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ليس في الطعام سرف ».

[١٩٧٥٣] ٢ - وقالعليه‌السلام : في قول الله عز وجل:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١) « الله أكرم من أن يطعمكم طعاما فيسألكم عنه، ولكنكم مسؤولون عن نعمة الله عليكم بنا، هل عرفتموها وقمتم بحقها؟ ».

[١٩٧٥٤] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن المسك والعنبر وغيره من الطيب، يجعل في الطعام، قال: « لا بأس بذلك ».

[١٩٧٥٥] ٤ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ ) الآية روى العياشي بإسناده - في حديث طويل - قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن هذه الآية، فقال له: « ما النعم عندك يا نعمان؟ » قال: القوت من الطعام، والماء البارد، فقال: « لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة، حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها، ليطولن وقوفك بين يديه » قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: « نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا

__________________

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٦ ح ٣٨٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ١١٦ ح ٣٨٦.

(١) التكاثر ١٠٢: ٨

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٧ ح ٣٩٠.

٤ - مجمع البيان ج ٥ ص ٥٣٤.

(١) التكاثر ١٠٢: ٨.

٢٤٧

أعداء، وبنا هداهم الله للاسلام، وهي النعمة التي لا تنقطع والله، سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته ( صلوات الله عليهم ) ».

[١٩٧٥٦] ٥ - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي زياد، عن الحلبي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه وتحصن فرجه ».

[١٩٧٥٧] ٦ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن محمد بن الحسن، معنعنا عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: كنت عند جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، فقدم الينا(١) طعاما، فأكلت طعاما ما أكلت طعاما مثله قط، فقال لي: « يا سدير، كيف رأيت طعامنا هذا؟ » قلت: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، ما أكلت مثله قط، ولا أظن اني آكل مثله أبدا، ثم إن عيني تغر غرت فبكيت، فقال: « يا سدير ما يبكيك؟ » قلت: يا بن رسول الله، ذكرت آية في كتاب الله، قال: « وما هي؟ » قلت: قول الله في كتابه:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (٢) فخفت أن يكون هذا الطعام الذي يسألنا الله عنه، فضحك حتى بدت نواجذه(٣) ، ثم قال: « يا سدير، لا تسأل عن طعام طيب، ولا ثوب لين، ولا رائحة طيبة، بل لنا خلق وله خلقنا، ولنعمل فيه بالطاعة » قلت له: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، فما النعيم؟ قال: « حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعترتهعليهم‌السلام ، يسألهم الله تعالى يوم القيامة: كيف كان شكركم لي

__________________

٥ - الخصال ص ٨٠ ح ٢.

٦ - تفسير فرات الكوفي ص ٢٣٠.

(١) في الحجرية: « علينا » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) التكاثر ١٠٢: ٨.

(٣) النواجذ: الأسنان ( لسان العرب ج ٣ ص ٥١٣ ).

٢٤٨

حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته؟ ».

[١٩٧٥٨] ٧ - الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات: عن الشيخ المفيد، بإسناده إلى محمد بن السائب الكلبي، قال: لما قدم الصادقعليه‌السلام العراق، نزل الحيرة، فدخل عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل - إلى أن قال - قال أبو حنيفة: أخبرني - جعلت فداك - عن قول الله عز وجل:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١) قال: « فما هو عندك يا أبا حنيفة؟ » قال: الامن من السرب، وصحة البدن، والقوت الحاضر، قال: « يا أبا حنيفة، لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة، حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها، وشربة شربتها، ليطولن وقوفك » قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: « النعيم نحن الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة، وبصرهم بنا من العمى، وعلمهم بنا من الجهل ».

٢٥ -( باب استحباب اتخاذ الطعام واجادته، ودعاء الناس إليه، وكراهة دعاء الأغنياء دون الفقراء)

[١٩٧٥٩] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ويكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ».

[١٩٧٦٠] ٢ - نهج البلاغة: في كتاب أمير المؤمنين إلى عثمان بن حنيف، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهله(١) فمضى إليها، وفيه: « وما ظننت أنك تجيب إلى طعام [ قوم ](٢) عائلهم مجفو وغنيهم مدعو » إلى آخره.

__________________

٧ - تأويل الآيات: عنه في البحار ج ١٠ ص ٢٠٨ ح ١٠.

(١) التكاثر ١٠٢: ٨.

الباب ٢٥

١ - دعوات الراوندي ص ٦١.

٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٧٨ ح ٤٥

(١) كذا في الحجرية، والظاهر أن الصواب: أهلها، أي أهل البصرة.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٤٩

[١٩٧٦١] ٣ - العياشي في تفسيره: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « لو أن رجلا أنفق على طعام ألف درهم، وأكل منه مؤمن، لم يعد سرفا ».

[١٩٧٦٢] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: وروي: « لو عمل طعام بمائة ألف، ثم أكل منه مؤمن واحد، لم يعد مسرفا ».

٢٦ -( باب استحباب اختيار اطعام المؤمنين على العتق المندوب)

[١٩٧٦٣] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لئن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين، أحب إلي من أن أخرج إلى سوقكم هذه فأعتق نسمة ».

[١٩٧٦٤] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إطعام مؤمن يعدل عتق رقبة ».

[١٩٧٦٥] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه: « ما يمنعك أن تعتق كل يوم رقبة؟ » قال: لا يحتمل ذلك مالي جعلت فداك، قال: « تطعم كل يوم رجلا منا » قال: موسرا كان أو معسرا، قال: « إن الموسر قد يشتهي الطعام، وكان أبي يقول: لئن أطعم عشرة من المؤمنين، أحب إلي من أن أعتق عشر رقاب ».

[١٩٧٦٦] ٤ - كتاب المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي: عن أبي عبد الله

__________________

٣ - تفسير العياشي:، رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق ص ١٣٤، وعنه في البحار ٧٥ ص ٤٥٥ ح ٢٩.

٤ - الاختصاص ص ٢٣٥.

الباب ٢٦.

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٤ ح ٣٣٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٣٨.

٤ - كتاب المؤمن ص ٦٤ ح ١٦٣.

٢٥٠

عليه‌السلام ، قال لبعض أصحابه: « يا ثابت، أما تستطيع أن تعتق كل يوم رقبة؟ » قلت: أصلحك الله، ما أقوى على ذلك، قال: « أما تقدر تغدي أو تعشي أربعة من المسلمين؟ » قلت: أما هذا فإني أقوى عليه، قال: « هو والله يعدل عتق رقبة ».

وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « إطعام مسلم يعدل نسمة(١) ».

[١٩٧٦٧] ٥ - وعن سدير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ما يمنعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ » قلت: لا يحتمل ذلك مالي، قال: فقال: « تطعم كل يوم رجلا مسلما » فقلت: موسرا أو معسرا، قال: « إن الموسر قد يشتهي الطعام ».

٢٧ -( باب تأكد استحباب إطعام الطعام المؤمنين)

[١٩٧٦٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة [ من طعام ](١) إلا أطعمه الله من ثمار الجنة، ولا يسقيه شربة إلا سقاه الله من الرحيق المختوم ».

[١٩٧٦٩] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « وأحب الاعمال إلى الله إدخال السرور على المؤمن بشبعة، أو قضاء دينه ».

[١٩٧٧٠] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أطعم أخا له في الله، كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس، والرزق أسرع إلى من

__________________

(١) كتاب المؤمن ص ٦٥ ح ١٧٠.

٥ - كتاب المؤمن ص ٦٥ ح ١٦٩.

الباب ٢٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥ ١٠ ح ٣٣٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٣٧.

٢٥١

يطعم الطعام من السكين في السنام ».

[١٩٧٧١] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « من أطعم مؤمنا من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة ».

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عنه، مثله(١) .

[١٩٧٧٢] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسين بن موسى، عن عبد الرحمن بن خالد، عن زيد بن حباب(١) عن حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « قال الله عز وجل: ابن آدم مرضت فلم تعدني - إلى أن قال - واستطعمتك فلم تطعمني، قال: وكيف وأنت رب العالمين!؟ قال: استطعمك(٢) عبدي فلان ولم تطعمه، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ».

[١٩٧٧٣] ٦ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة، إلا أعطاه الله عز وجل من ثمار الجنة ».

[١٩٧٧٤] ٧ - تفسير الإمامعليه‌السلام : « قال الحسن بن علي

__________________

٤ - الاختصاص ص ٢٨.

(١) كتاب المؤمن ص ١٦٣ ح ١٦١.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٤٢.

(١) في الحجرية: « جناب » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٤٠٢ ومعجم رجال الحديث ج ٧ ص ٣٣٨ ).

(٢) في الحجرية: « استطعمتك » وما أثبتناه من المصدر.

٦ - كتاب المؤمن ص ٦٥ ح ١٦٦.

٧ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٣٣، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٢٤٥ ح ١٩.

٢٥٢

عليهما‌السلام : لو جعلت الدنيا كلها لقمة واحدة، وأطعمتها من يعبد الله خالصا، لرأيت أني مقصر في حقه ».

[١٩٧٧٥] ٨ - عوالي اللآلي: عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « اطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين ».

٢٨ -( باب استحباب اطعام الجائع)

[١٩٧٧٦] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من كسا مؤمنا ثوبا، لم يزل في رحمة الله عز وجل ما بقي من الثوب شئ، ومن سقاه شربة من ماء، سقاه الله عز وجل من رحيق مختوم، ومن أشبع جوعته، أطعمه الله عز وجل من ثمار الجنة ».

[١٩٧٧٧] ٢ - وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « من أطعم مؤمنا من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة » الخبر.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وزاد في آخره: « دائما(١) ».

[١٩٧٧٨] ٣ - القاضي القضاعي في الشهاب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما من عمل أفضل من اشباع كبد جائع ».

__________________

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٢ ح ٢١.

الباب ٢٨

١ - كتاب المؤمن ص ٦٤ ح ١٦٤.

٢ - كتاب المؤمن ص ٦٣ ح ١٦١.

(١) نفس المصدر ص ٦٤ ح ١٦٢ من غير زيادة.

٣ - شهاب الاخبار ص ١٤٩ ح ٨١٩.

٢٥٣

٢٩ -( باب تأكد استحباب الوليمة، وإجابة الدعوة، في العرس، والعقيقة، والختان، والاياب من السفر، وشراء الدار، والفراغ من البناء)

[١٩٧٧٩] ١ - دعائم الاسلام: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بالوليمة، وقال: هي في أربع: العرس، والخرس، والاعذار، والوكيرة، فالعرس: بناء الرجل على أهله، والخرس: هي العقيقة، والاعذار: ختان الغلام، والوكيرة: قدوم الرجل من سفره.

٣٠ -( باب عدم جواز الاطعام للرياء والسمعة)

[١٩٧٨٠] ١ - البحار، عن كتاب زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لجعفر بن أحمد القمي: بإسناده إلى ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أطعم طعاما رئاء وسمعة، أطعمه الله من صديد جهنم، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه، حتى يقضي بين الناس يوم القيامة ».

٣١ -( باب أنه يستحب لأهل البلد ضيافة من يرد عليهم من إخوانهم، حتى يرحل عنهم)

[١٩٧٨١] ١ - الصدوق في الخصال: عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عبد الله الكرخي، عن رجل ذكره قال: بلغني أن

__________________

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٧.

الباب ٣٠

١ - بحار الأنوار ج ٧٥ ص ٤٥٦ ح ٣٢.

الباب ٣١

١ - الخصال: لم نجده ووجدناه في علل الشرائع ص ٣٨٤ ح ٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٦٢ ح ٢.

٢٥٤

بعض أهل المدينة يروي حديثا عن أبي جعفرعليه‌السلام ، فلقيته فسألته عنه، فزبرني(١) وحلف لي بأيمان غليظة لا يحدث به أحدا، فقلت: أجل، الله هل سمعه معك أحد غيرك؟ قال: نعم سمعه رجل يقال له: الفضل، فقصدته حتى إذا صرت إلى منزله استأذنت عليه، وسألته عن رسالته عن الحديث فزبرني وفعل بي كما فعل المديني(٢) ، فأخبرته بسفري وما فعل بي المديني(٣) ، فرق لي وقال: نعم، سمعت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، يروي عن أبيه، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم، ولا ينبغي للضيف أن يصوم إلا بإذنهم، لئلا يعملوا له الشئ فيفسد عليهم، ولا ينبغي لهم أن يصوموا إلا بإذنه، لئلا يحتشمهم فيترك لمكانهم » ثم قال لي: أين نزلت؟ فأخبرته، فلما كان من الغد إذا هو قد بكر علي، ومعه خادم على رأسه خوان، عليها من ضروب الطعام فقلت: ما هذا رحمك الله؟ فقال: سبحان الله، ألم أرو لك الحديث بالأمس، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ثم انصرف.

[١٩٧٨٢] ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا استطعمتم أهل قرية فلم يطعموكم، فصلوا منها على رأس ميل، وانفضوا نعالكم من تربتها، فيوشك أن ينزل بهم ما نزل بقوم لوطعليه‌السلام ».

٣٢ -( باب استحباب كون الضيافة ثلاثة أيام لا أقل، وكراهة النزول على من لا نفقة عنده، ابتداء واستدامة)

[١٩٧٨٣] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

(١) زبره: انتهره، وأغلظ له في القول ( لسان العرب ج ٤ ص ٣١٥ ).

(٢) في العلل: المدايني.

(٣) في العلل: المدايني.

٢ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٣٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤٠.

٢٥٥

قال في حديث: « وحد الضيافة ثلاثة أيام، فما كان فوق ذلك فهو صدقة ».

[١٩٧٨٤] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الضيافة ثلاثة أيام فما دونها، ولا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يرمله، قيل: يا رسول الله، كيف يرمله؟ قال: إذا لم يبق معه شئ يقوته ».

[١٩٧٨٥] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، فما كان فوق ذلك فهو رياء وسمعة ».

[١٩٧٨٦] ٤ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « والضيافة ثلاثة أيام ولياليهن، فما فوق ذلك فهو صدقة، وجائزة يوما وليلة، ولا ينبغي للضيف إذا نزل بقوم يملهم فيخرجهم أو يخرجوه ».

٣٣ -( باب كراهة كراهة الضيف)

[١٩٧٨٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين: عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه في حجره(١) ».

__________________

٢ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٣ - الجعفريات ص ١٦٤.

٤ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ١٥٣.

(١) حجر الانسان بكسر الحاء: حضنه ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٦٠ ).

٢٥٦

[١٩٧٨٨] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الضيف يحل على باب القوم برزقه، فإذا ارتحل ارتحل بجميع ذنوبهم ».

[١٩٧٨٩] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « ما من ضيف يحل بقوم إلا ورزقه في حجره، فإذا نزل نزل برزقه، وإذا ارتحل ارتحل بذنوبهم ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يضيف الضيف إلا كل مؤمن(١) ».

[١٩٧٩٠] ٤ - جامع الأخبار: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ما من مؤمن يسمع بهمس الضيف وفرح بذلك، إلا غفرت له خطاياه وإن كانت مطبقة بين السماء والأرض ».

ورواه الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٩٧٩١] ٥ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الضيف دليل الجنة ».

[١٩٧٩٢] ٦ - كتاب عاصم بن ضمرة: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « ما من مؤمن يحب الضيف، إلا ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر، فينظر أهل الجمع فيقولون: ما هذا إلا نبي مرسل، فيقول ملك: هذا مؤمن يحب الضيف ويكرم الضيف، ولا سبيل له إلا أن يدخل الجنة ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٤.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٣٩.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤٠.

٤ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

(١) لب اللباب: مخطوط.

٥ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

٦ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

٢٥٧

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إذا أراد الله بعبد(١) خيرا أهدى لهم هدية، قالوا: وما تلك الهدية؟ » قال: « الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت ».

[١٩٧٩٣] ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم، ومن أصبح إن شاء أخذه وإن شاء تركه، وكل بيت لا يدخل فيه الضيف لا يدخله الملائكة ».

[١٩٧٩٤] ٨ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسين بن عبيد الكندي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الضيف يأتي القوم برزقه، فإذا ارتحل ارتحل بجميع ذنوبهم ».

[١٩٧٩٥] ٩ - صحيفة الرضا: بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزال أمتي بخير ما تحابوا، وأدوا الأمانة، واجتنبوا الحرام، وقروا الضيف، وأقاموا الصلاة، واتوا الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك، ابتلوا بالقحط والسنين ».

[١٩٧٩٦] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما من عبد يأتيه ضيف فنظر في وجهه، إلا حرمت عينه على النار ».

[١٩٧٩٧] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إن الضيف إذا جاء

__________________

(١) في المصدر: بقوم.

٧ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

٨ - بحار الأنوار ج ٧٥ ص ٤٦١، بل عن جامع الأحاديث ص ١٦.

٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

٢٥٨

جاء برزقه، وإذا ارتحل ارتحل بذنوب أهل البيت ».

[١٩٧٩٨] ١٢ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « حبب إلي من دنياكم ثلاث: إطعام الضيف، والصوم بالصيف، والضرب بالسيف ».

٣٤ -( باب استحباب إكرام الضيف، وتوقيره، واعداد الخلال(*) له)

[١٩٧٩٩] ١ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو فليسكت ».

جامع الأخبار: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله إلى قوله: « ضيفه »(١) .

القطب الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٢) .

المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٣)

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من لم يكرم ضيفه، فليس من

__________________

١٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧٢١ باختلاف.

الباب ٣٤

* الخلال بكسر الخاء: ما تخرج به بقايا الطعام بين الأسنان من عود وغيره ( لسان العرب ج ١١ ص ٢١٩ ).

١ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

(١) جامع الأخبار ص ١٥٩.

(٢) لب اللباب: مخطوط.

(٣) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢١.

٢٥٩

محمد ولا من إبراهيم ».

[١٩٨٠٠] ٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أكرم ضيفك وإن كان حقيرا ».

وقالعليه‌السلام : « ثلاث لا يستحيى منهن: خدمة الرجل ضيفه، وقيامه عن مجلسه لأبيه ومعلمه، وطلب الحق وإن قل »(١) .

[١٩٨٠١] ٣ - الشيخ شاذان جبرئيل في كتاب الفضائل: بإسناده إلى عبد الله بن مسعود، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه رأى على الباب الرابع من الجنة مكتوبا: « لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه » الخبر.

[١٩٨٠٢] ٤ - دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن عليعليهما‌السلام ، أنهما ذكرا وصية عليعليه‌السلام عند وفاته، وفيها: « والله الله في ابن السبيل، فلا يستوحش من عشيرته بمكانكم، والله الله في الضيف، لا ينصرفن إلا شاكرا لكم » الوصية.

٣٥ -( باب استحباب أكل صاحب الطعام مع الضيف، وشروعه في الأكل قبل الضيف، ورفع يده بعده)

[١٩٨٠٣] ١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أراد أن يحبه الله فليأكل طعامه مع ضيفه ».

[١٩٨٠٤] ٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه

__________________

٢ - غرر الحكم ج ١ ص ١١٤ ح ١١٧.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٣ ح ٩.

٣ - الفضائل ص ١٦١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٢.

الباب ٣٥

١ - لب اللباب: مخطوط.

٢ - غرر الحكم ج ١ ص ٩٨ ح ٢١٣٣.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

شيءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (١) .

وقد نقل المفسّرون حول نزول الآيات وما بينهما من الآيات روايات رووها بطرق مختلفة، نذكر ما ذكره ابن جرير الطبري، عن ابن زيد قال: كان رجل سرق درعاً من حديد في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطرحه على يهودي، فقال اليهودي: والله ما سرقتها يا أبا القاسم، ولكن طرحت علىّ وكان للرجل الذي سرق جيران يبرؤونه ويطرحونه على اليهودي، ويقولون: يا رسولَ الله إنّ هذا اليهودي الخبيث يكفر بالله وبما جئت به، قال: حتى مال عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض القول فعاتبه الله عزّ وجلّ في ذلك فقال:( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً ) (٢) .

أقول : سواء أصحّت هذه الرواية أم لا، فمجموع ما ورد حول الآيات من أسباب النزول متفق على أنّ الآيات نزلت حول شكوى رُفعت إلى النبي، وكان كل من المتخاصمين يسعى ليبرئ نفسه ويتّهم الآخر، وكان في جانب واحد منهما رجل طليق اللسان يريد أن يخدع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض تسويلاته ويثير عواطفه على المتهم البريء حتى يقضي على خلاف الحق، وعند ذلك نزلت الآية ورفعت النقاب عن وجه الحقيقة فعرف المحق من المبطل.

والدقّة في فقرات الآية الثانية يوقفنا على سعة عصمة النبي من الخطأ وصيانته من السهو؛ لأنّها مؤلّفة من فقرات أربع، كل يشير إلى أمر خاص:

١ -( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا

____________________

١ - النساء: ١١٣.

٢ - تفسير الطبري: ٤/١٧٢.

٣٠١

يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شيءٍ ) .

٢ -( وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) .

٣ -( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) .

٤ -( وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) .

فالأُولى منها: تدل على أنّ نفس النبيّ بمجرّدها لا تصونه من الضلال ( أي من القضاء على خلاف الحق ) وإنّما يصونه سبحانه عنه، ولولا فضل الله ورحمته لهمّت طائفة أن يرضوه بالدفاع عن الخائن والجدال عنه، غير أنّ فضله العظيم على النبي هو الذي صدّه عن مثل هذا الضلال وأبطل أمرهم المؤدّي إلى إضلاله، وبما أنّ رعاية الله سبحانه وفضله الجسيم على النبي ليست مقصورة على حال دون حال، أو بوقت دون وقت آخر، بل هو واقع تحت رعايته وصيانته منذ أن بُعث إلى أن يلاقي ربَّه، فلا يتعدّى إضلال هؤلاء أنفسهم ولا يتجاوز إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهم الضالّون بما همّوا به كما قال:( وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شيءٍ ) .

والفقرة الثانية: تشير إلى مصادر حكمه ومنابع قضائه، وأنّه لا يصدر في ذلك المجال إلاّ عن الوحي والتعليم الإلهي، كما قال سبحانه: ( وأنزل عليك الكتاب والحكمة ) والمراد المعارف الكلّيّة العامة من الكتاب والسنّة.

ولما كان هذا النوع من العلم الكلي أحد ركني القضاء وهو بوحده لا يفي بتشخيص الموضوعات وتمييز الصغريات، فلابد من الركن الآخر وهو تشخيص المحق من المبطل، والخائن من الأمين، والزاني من العفيف، أتى بالفقرة الثالثة وقال:( وعلّمك ما لم تكن تعلم ) ومقتضى العطف، مغائرة المعطوف، مع المعطوف عليه، فلو كان المعطوف عليه ناظراً إلى

٣٠٢

تعرّفه على الركن الأوّل وهو العلم بالأصول والقواعد الكليّة الواردة في الكتاب والسنّة، يكون المعطوف ناظراً إلى تعرّفه على الموضوعات والجزئيات التي تعد ركناً ثانياً للقضاء الصحيح، فالعلم بالحكم الكلّي الشرعي وتشخيص الصغريات وتمييز الموضوعات جناحان للقاضي، يحلّق بهما في سماء القضاء بالحق من دون أن يجنح إلى جانب الباطل، أو يسقط في هوّة الضلال.

قال العلاّمة الطباطبائي: إنّ المراد من قوله سبحانه:( وعلّمك ما لم تكن تعلم ) ليس علمه بالكتاب والحكمة، فإنّ مورد الآية، قضاء النبي في الحوادث الواقعة، والدعاوى المرفوعة إليه، برأيه الخاص، وليس ذلك من الكتاب والحكمة بشيء، وإن كان متوقّفاً عليهما، بل المراد رأيه ونظره الخاص(١) ولمّا كان هنا موضع توهّم وهو أنّ رعاية الله لنبيّه تختص بمورد دون مورد، دفع ذلك التوهّم بالفقرة الرابعة فقال سبحانه:( وكان فضل الله عليك عظيماً ) حتى لا يتوهّم اختصاص فضله عليه بواقعة دون أُخرى، بل مقتضى عظمة الفضل، سعة شموله لكل الوقائع والحوادث، سواء أكانت من باب المرافعات والمخاصمات، أم الأمور العادية، فتدل الفقرة الأخيرة على تعرّفه على الموضوعات ومصونيته عن السهو والخطاء في مورد تطبيق الشريعة، أو غيره، ولا كلام أعلى وأغزر من قوله سبحانه في حق حبيبه:( وكان فضل الله عليك عظيماً ) .

٢ - قال سبحانه:( وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٢) .

إنّ الشهادة المذكورة في الآية حقيقة من الحقائق القرآنية تكرّر ذكرها في كلامه سبحانه، قال تعالى:( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤلاَءِ شَهِيداً ) (٣) .

وقال تعالى:( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ

____________________

١ - الميزان: ٥/٨١.

٢ - البقرة: ١٤٣.

٣ - النساء: ٤١.

٣٠٣

كُلِّ أُمّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) (١) .

وقال تعالى:( وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ) (٢) والشهادة فيها مطلقة، وظاهر الجميع هو الشهادة على أعمال الأُمم وعلى تبليغ الرسل كما يومي إليه قوله تعالى:( فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) (٣) وهذه الشهادة وإن كانت في الآخرة ويوم القيامة لكن يتحمّلها الشهود في الدنيا على ما يدل عليه قوله سبحانه حكاية عن عيسى:( وكُنْتُ عَلَيِهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فلمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ عَلَى كُلِّ شيءٍ شَهِيدٌ ) (٤) .

وقال سبحانه:( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) (٥) ومن الواضح أنّ الشهادة فرع العلم، وعدم الخطأ في تشخيص المشهود به، فلو كان النبي من الشهداء يجب ألاّ يكون خاطئاً في شهادته، فالآية تدلّ على صيانته وعصمته من الخطأ في مجال الشهادة كما تدلّ على سعة علمه؛ لأنّ الحواس لا ترشدنا إلاّ إلى صور الأعمال والأفعال، والشهادة عليها غير كافية عند القضاء، وإنّما تكون مفيدة إذا شهد على حقائقها من الكفر والإيمان، والرياء والإخلاص، وبالجملة على كل خفي عن الحس ومستبطن عند الإنسان، أعني ما تكسبه القلوب وعليه يدور حساب ربّ العالمين، قال تعالى:( وَلَكِن يُؤاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ) (٦) ، ولا شك أنّ الشهادة على حقائق أعمال الأُمّة خارج عن وسع الإنسان العادي إلاّ إذا تمسّك

____________________

١ - النحل: ٨٤.

٢ - الزمر: ٦٩.

٣ - الأعراف: ٦.

٤ - المائدة: ١١٧.

٥ - النساء: ١٥٩.

٦ - البقرة: ٢٢٥.

٣٠٤

بحبل العصمة وولي أمر الله بإذنه، ولنا في الاَجزاء الآتية من هذه الموسوعة بحث حول الشهداء في القرآن، فنكتفى بهذا القدر في المقام.

ثم إنّ العلاّمة الحجّة السيد عبد الله شبر أقام دلائل عقلية ونقلية على صيانة النبي عن الخطأ ولكن أكثرها كما صرّح به نفسه - قدس الله سره - مدخولة غير واضحة، ومن أراد الوقوف عليها فليرجع إلى كتابه(١)

أدلّة المخطّئة

إنّ بعض المخطّئة استدلّ على تطرّق الخطأ والنسيان إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض الآيات غافلة عن أهدافها، وإليك تحليلها:

١ - قال سبحانه:( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ ) (٢) .

زعمت المخطّئة أنّ الخطاب للنبي وهو المقصود منه، غير أنّها غفلت عن أنّ وزان الآية وزان سائر الآيات التي تقدّمت في الأبحاث السابقة، وقلنا بأنّ الخطاب للنبي ولكن المقصود منه هو الأُمّة، ويدل على ذلك، الآية التالية لها قال:( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِن شيءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (٣) ، فإنّ المراد أنّه ليس على المؤمنين الذين اتقوا معاصي الله من حساب الكفرة شيء بحضورهم مجلس الخوض، وهذا يدل على أنّ النهي عن الخوض تكليف

____________________

١ - مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار: ٢/١٢٨ - ١٤٠.

٢ - الأنعام: ٦٨.

٣ - الأنعام: ٦٩.

٣٠٥

عام يشترك فيه النبي وغيره، وإنّ الخطاب للنبي لا ينافي كون المقصود هو الأُمّة.

والأوضح منها دلالة على أنّ المقصود هو الأُمّة قوله سبحانه:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) (١) .

والآية الأخيرة مدنية، والآية المتقدّمة مكّيّة، وهي تدل على أنّ الحكم النازل سابقاً متوجّه إلى المؤمنين وإنّ الخطاب وإن كان للنبي لكن المقصود منه غيره.

٢ -( وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يهديني رَبِّى لأقربَ مِنْ هَذَا رَشَداً ) (٢) والمراد من النسيان نسيان الاستثناء ( إلاّ أن يشاء الله ) ووزان هذه الآية، وزان الآية السابقة في أنّ الخطاب للنبي والمقصود هو الأُمّة.

٣ -( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ) (٣) ، ومعنى الآية سنجعلك قارئاً بإلهام القراءة فلا تنسى ما تقرأه، لكنّ المخطّئة استدلّت بالاستثناء الوارد بعده، على إمكان النسيان، لكنّها غفلت عن نكتة الاستثناء، فإنّ الاستثناء في الآية نظير الاستثناء في قوله سبحانه:( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمواتُ وَالأرضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) (٤) ، ومن المعلوم أنّ الوارد إلى الجنّة لا يخرج منها، ولكن

____________________

١ - النساء: ١٤٠.

٢ - الكهف: ٢٣ - ٢٤.

٣ - الأعلى: ٦ - ٧.

٤ - هود: ١٠٨.

٣٠٦

الاستثناء لأجل بيان أنّ قدرة الله سبحانه بعد باقية، فهو قادر على الإخراج مع كونهم مؤبّدين في الجنّة، وأمّا الآية فالاستثناء فيها يفيد بقاء القدرة الإلهية على إطلاقها، وإنّ عطية الله أعني ( الإقراء بحيث لا تنسى ) لا ينقطع عنه سبحانه بالإعطاء، بحيث لا يقدر بعد على إنسائك، بل هو باق على إطلاق قدرته، فلو شاء أنساك متى شاء، وإن كان لا يشاء ذلك.

وبما أنّ البحث مركّز على عصمة النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الخطأ والنسيان دون سائر الأنبياء، ذكرنا الآيات التي استدلّت بها المخطّئة على ما تتبنّاه في حق النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمّا بيان الآيات التي يمكن أن يستدل بها على إمكان صدور السهو والنسيان عن سائر الأنبياء وتفسيرها فمتروك إلى مجال آخر، ونقول على وجه الإجمال: إنّه يستظهر من بعض الآيات صحّة نسبة النسيان إلى غير النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أعني قوله سبحانه:( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) (١) .

وقوله سبحانه في حق موسى:( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ) (٢) .

وقوله سبحانه أيضاً عنه:( فَإِنّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) (٣) .

وقوله سبحانه في حقّه أيضاً:( لا تُؤاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (٤) .

لكنّ البحث عن مفاد هذه الآيات موكول إلى مجالٍ آخر.

____________________

١ - طه: ١١٥.

٢ - الكهف: ٦١.

٣ - الكهف: ٦٣.

٤ - الكهف: ٧٣.

٣٠٧

بقي هنا أمران:

الأوّل: ما هي النظرية السائدة بين الإمامية في مسألة سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

الثاني: كيفية معالجة المأثورات الظاهرة في صدور السهو عن النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

وإليك بيان الأمرين على نحو الإجمال:

١ - الرأي السائد بين الإماميّة حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

يظهر من الشيخ الصدوق أنّ إنكار سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان شعار الغلاة والمفوّضة، قال في كتابه ( مَن لا يحضره الفقيه ): إنّ الغلاة والمفوّضة ينكرون سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويقولون: لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ؛ لأنّ الصلاة عليه فريضة كما أنّ التبليغ عليه فريضة.

ثم أجاب عنه بقوله: وهذا لا يلزمنا؛ وذلك لأنّ جميع الأحوال المشتركة يقع على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها ما يقع على غيره فالحالة التي اختصّ بها هي النبوّة، والتبليغ من شرائطها، ولا يجوز أن يقع عليه في التبليغ ما يقع عليه في الصلاة؛ لأنّها عبادة مخصوصة، والصلاة عبادة مشتركة، وبها تثبت له العبودية، وبإثبات النوم له عن خدمة ربّه عزّ وجلّ من غير إرادة له وقصد منه إليه، نفي الربوبية عنه؛ لأنّ الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم هو الله الحي القيّوم وليس سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كسهونا؛ لأنّ سهوه من الله عزّ وجلّ، وإنّما أسهاه ليعلم أنّه بشر مخلوق فلا يتخذ ربّاً معبوداً دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا، وسهونا عن الشيطان، وليس للشيطان على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة - صلوات الله عليهم - سلطان( إنّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَولَّوْنَهُ والَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشركون ) (١) وعلى مَن تبعه من الغاوين.

____________________

١ - النحل: ١٠٠.

٣٠٨

ثم نقل عن شيخه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (المتوفّ-ى ٣٤٣ ه-) أنّه كان يقول: أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

وحاصل كلامه: إنّ السهو الصادر عن النبي إسهاء من الله إليه لمصلحة، كنفي وهم الربوبية عنه، وإثبات أنّه بشر مخلوق، وإعلام الناس حكم سهوهم في العبادات وأمثالها، وأمّا السهو الذي يعترينا من الشيطان فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه بريء، وهو منزّه عنه، وليس للشيطان عليه سلطان ولا سبيل.

ومع ذلك كلّه، فهذه النظرية مختصة به، وبشيخه ابن الوليد، ومَن تبعهما كالطبرسي في ( مجمعه ) على ما سيأتي؛ والمحقّقون من الإمامية متفقون على نفي السهو عنه في أُمور الدين حتى مثل الصلاة.

قال المفيد: أقول إنّ الأئمّة القائمين مقام الأنبياء:في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء، وإنّه لا يجوز منهم سهو في شيء في الدين، ولا ينسون شيئاً من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلاّ مَن شذّ منهم وتعلّق بظاهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنّه الفاسد من هذا الباب، والمعتزلة بأسرها تخالف في ذلك ويجوّزون من الأئمّة وقوع الكبائر والردّة عن الإسلام(٢) .

وقال في شرحه على عقائد الصدوق: فأمّا نص أبى جعفر -رحمه‌الله - بالغلو على مَن نسب مشايخ القمّيّين وعلمائهم ( الذين جوّزوا السهو على النبي ) إلى التقصير، فليس نسبة هؤلاء القوم إلى التقصير علامة على غلو الناس، إذ في جملة المشار إليهم بالشيخوخة والعلم مَن كان مقصّراً، وإنّما يجب الحكم بالغلو على مَن

____________________

١ - مَن لا يحضره الفقيه: ١/٢٣٢.

٢ - أوائل المقالات: ٣٥.

٣٠٩

نسب المحقّقين إلى التقصير سواء أكانوا من أهل قم أم من غيرها من البلاد ومن سائر الناس، وقد سمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد -رحمه‌الله - لم نجد لها دافعاً وهي ما حكي عنه أنّه قال: أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإمامعليه‌السلام .

ثم إنّ الشيخ المفيد لم يكتف بهذا القدر من الرد بل ألّف رسالة مفردة في ردّه، وقد أدرجها العلاّمة المجلسي في ( بحاره )(١) .

وعلى هذا الرأي استقرّ رأي الإمامية، فقال المحقّق الطوسي: وتجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق وعدم السهو.

وقال العلاّمة الحلّي في شرحه: وأن لا يصح عليه السهو لئلاّ يسهو عن بعض ما أُمر بتبليغه(٢) وقال المحقّق الحلّي في ( النافع ): والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة(٣) .

وقال العلاّمة في ( المنتهى ) في مسألة التكبير في سجدتي السهو: احتجّ المخالف بما رواه أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال: ثم كبّر وسجد.

والجواب: هذا الحديث عندنا باطل، لاستحالة السهو على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال في مسألة أُخرى: قال الشيخ: وقول مالك باطل، لاستحالة السهو على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) .

____________________

١ - راجع البحار: ١٧/١٢٢ - ١٢٩.

٢ - كشف المراد: ١٩٥.

٣ - النافع: ٤٥.

٤ - منتهى المطلب: ٤١٨ - ٤١٩.

٣١٠

وقال الشهيد في ( الذكرى ): وخبر ذي اليدين متروك بين الإمامية، لقيام الدليل العقلي على عصمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن السهو، لم يصر إلى ذلك غير ابن بابويه(١) .

هذا هو الرأي السائد بين الإمامية، ولم يشذّ عنهم أحد من المتأخّرين سوى أمين الإسلام الطبرسي في ( تفسيره ) حيث قال: وأمّا النسيان والسهو فلم يُجْوّزوهما عليهم فيما يؤدّونه عن الله تعالى، وأمّا ما سواه فقد جوّزوا عليهم أن ينسوه أو يسهوا عنه ما لم يؤدّ ذلك إلى إخلال بالعقل(٢) .

وأمّا غيره، فلم نجد مَن يوافقه، ومَن أراد التفصيل فليرجع إلى المصادر المذكورة في الهامش(٣) .

وقد قام العلاّمة المجلسي بإيفاء حق المقام في ( بحاره )(٤) .

٢ - كيفية معالجة المأثورات حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

روى الفريقان أحاديث حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

روى البخاري في كتاب الصلاة، باب ( مَن يكبّر في سجدتي السهو ) عن أبي هريرة قال: صلّى النبي إحدى صلاتي العشية ركعتين، فقالوا: أقصرت الصلاة ؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين، فقال: أنسيت الصلاة أم قصرت ؟ فقال:

____________________

١ - الذكرى: ٢١٥.

٢ - مجمع البيان: ٢/٣١٧.

٣ - حق اليقين في معرفة أُصول الدين: للسيد عبد الله شبر: ١/١٢٤؛ مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار، له أيضاً: ٢/١٣٤ - ١٤٢؛ تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى، منهج الصادقين: ٣/٣٩٣، و ٥/٣٤٦.

٤ - لاحظ البحار: ١٧/٩٧ - ١٢٩.

٣١١

لم أنس ولم تقصر، قال: بلى قد نسيت فصلّى ركعتين ثم سلّم، ثم كبّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبّر، ثم وضع رأسه فكبّر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبّر(١) . هذا ما رواه أهل السنّة كما رووا غيره أيضاً.

أمّا الشيعة فقد رووا أحاديث حول الموضوع نقلها العلاّمة المجلسي في ( بحاره )(٢) ولا يتجاوز مجموع ما ورد في هذا الموضوع عن اثني عشر حديثاً، كما أنّ أخبار نوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صلاة الصبح لا تتجاوز عن ستة أحاديث(٣) .

لكنّ الجواب عن هذه الروايات بأحد أمرين:

الأوّل: ما ذكره المفيد في الرسالة المومأ إليها من أنّها أخبار آحاد لا تثمر علماً، ولا توجب عملاً، ومَن عمل على شيء منها فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين(٤) .

الثاني: ما ذكره الصدوق من التفريق بين سهو النبي وسهو الآخرين بما عرفت، والله العالم بالحقائق.

ثم الظاهر من السيد المرتضى، تجويز النسيان على الأنبياء، حيث قال في تفسير قوله سبحانه:( لاَ تُؤاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (٥) : إنّ النبي إنّما لا يجوز عليه النسيان فيما يؤدّيه عن الله تعالى أو في شرعه أو في أمر يقتضي التنفير عنه، فأمّا فيما هو خارج عمّا ذكرناه، فلا مانع من النسيان(٦) .

____________________

١ - صحيح البخاري: ٢/٦٨.

٢ - راجع البحار: ١٧/٩٧ - ١٢٩.

٣ - راجع البحار: ١٧/١٠٠ - ١٠٦.

٤ - البحار: ١٧/١٢٣.

٥ - الكهف: ٧٣.

٦ - تنزيه الأنبياء: ٨٧.

٣١٢

وممّن وافق الصدوق من المتأخّرين، شيخنا المجيز: الشيخ محمد تقي التستري؛ فقد ألّف رسالة في الموضوع نصر فيها الشيخ الصدوق وأُستاذه ابن الوليد، وطبعها في ملحقات الجزء الحادي عشر من رجاله ( قاموس الرجال ) والرسالة تقع في ٢٤ صفحة.

وأمّا العلاّمة المجلسي، فالظاهر منه التوقّف في المسألة، قال: اعلم أنّ هذه المسألة في غاية الإشكال؛ لدلالة كثير من الآيات ( الآيات التي يُستظهر منها نسبة النسيان إلى بعض الأنبياء غير النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد قدّمناها ) والأخبار على صدور السهو عنهم، وإطباق الأصحاب إلاّ ما شذّ على عدم جواز السهو عليهم مع دلالة بعض الآيات والأخبار عليه في الجملة، وشهادة بعض الدلائل الكلامية والأُصول المبرهنة عليه، مع ما عرفت في أخبار السهو من الخلل والاضطراب وقبول الآيات للتأويل، والله يهدي إلى سواء السبيل(١) .

ثم إنّ الشيخ المفيد وصف القائل بصدور السهو منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الشيعة بالمقلّدة، وأراد: الصدوق وشيخه ابن الوليد ولكنّ التعبير عنهما بالمقلّدة غير مرضي عندنا، كيف ؟! ويصف الأوّل الرجالي النقّاد النجاشي بقوله: أبو جعفر، شيخنا وفقيهنا، ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد سنة ٣٥٥ ه-، وسمع منه شيوخ الطائفة، وهو حدث السن(٢) .

ويقول في حق شيخه: أبو جعفر، شيخ القمّيين، وفقيههم، ومتقدّمهم، ووجههم، ويقال: إنّه نزيل قم، وما كان أصله منها، ثقة، ثقة، عين مسكون إليه(٣) .

____________________

١ - البحار: ١٧/١١٨ - ١١٩.

٢ - رجال النجاشي: ٢/٣١١ برقم ١٠٥٠.

٣ - رجال النجاشي: ٢/٣٠١ برقم ١٠٤٣.

٣١٣

والمحمل الصحيح لهذه التعابير ما أشار إليه شاعر الأهرام بقوله:

يشتدّ في سبب الخصومة لهجة

لكن يرق خليقةً وطباعاً

وكذلك العلماء في أخلاقهم

يتباعدون ويلتقون سراعاً

في الحق يختلفون إلاّ أنّهم

لا يبتغون إلى الحقوق ضياعاً

اللّهمّ اغفر للماضين من علمائنا واحفظ الباقين منهم.

٣١٤

٣١٥

الفهرس

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم يبحث عن عصمة الأنبياء ويعالج أدلّة المخطِّئة لها تأليف: العلاّمة المحقّق جعفر السبحاني ١

- أ - مقدّمة الطبعة الأُولى الأنبياء والرسُل في القرآن الكريم ٦

- ب - ٧

- ج - البحث عن العصمة من صميم الحياة ٨

- ه- ٩

- و - لا ذاكرة لكذوب !! ١٠

- ز - ١١

مقدّمة الطبعة الثانية ١٢

مبدأ ظهور نظريّة العصمة ١٤

مبدأ ظهور فكرة العصمة في الأُمّة الإسلامية ١٥

القرآن يطرح مسألة العصمة ١٧

عصمة النبي في القرآن الكريم ١٨

نظريّة أحمد أمين حول كلام الشيعة ١٩

مناقشة نظريّة أحمد أمين ٢٠

عود على بدء ٢٣

ما هي حقيقة العصمة ؟ ٢٦

١ - العصمة الدرجة القصوى من التقوى ٢٨

٢ - العصمة: نتيجة العلم القطعي بعواقب المعاصي ٢٩

٣ - الاستشعار بعظمة الربّ وكماله وجماله ٣٢

٣١٦

الروح التي تسدّد الأولياء ٣٤

هل العصمة موهبة إلهيّة أو أمر اكتسابي ؟ ٣٦

العصمة المفاضة كمال لصاحبها ٣٩

كلام السيّد المرتضى ٤٢

هل العصمة تسلب الاختيار ؟ ٤٣

مراحل العصمة ودلالتها ٤٨

المرحلة الأُولى: عصمة الأنبياء في تبليغ الرسالة ٥١

القرآن وعصمة النبي في مجال تلقّي الوحي و ٥٤

المرحلة الثانية: عصمة الأنبياء عن المعصية العقل وعصمة الأنبياء ٦٠

سؤال وجواب ٦١

تقرير المرتضى لهذا البرهان ٦٢

إجابة عن سؤال آخر ٦٥

القرآن وعصمة الأنبياء من المعصية ٦٦

حجّة المخالفين للعصمة الطائفة الأُولى: ما يمسّ ظاهرها عصمة جميع الأنبياء ٧٦

الرابع ( وهو المختار ) ٨٠

١ - ما معنى أُمنية الرسول أو النبي ؟ ٨٥

٢ - ما معنى إلقاء الشيطان في أُمنية الرسل ؟ ٨٧

٣ - ما معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟ ٨٩

٤ - ما معنى إحكامه سبحانه آياته ؟ ٩٠

٥ - ما هي النتيجة من هذا الصراع ؟ ٩١

التفسير الباطل للآية ٩٣

الطائفة الثانية ما يمسّ عصمة عدّة خاصّة من الأنبياء - ١ - عصمة آدم عليه‌السلام والشجرة المنهي عنها وجعل الشريك لله ٩٨

التساؤلات حول الآيات ١٠٠

٣١٧

١ - ما هي نوعية النهى في قوله تعالى: ( لا تقربا ) ١٠١

ولتوضيح ذلك نأتي بمثال: ١٠٢

جواب آخر عن الإشكال ١٠٦

جواب ثالث عن الإشكال ٢ - ما معنى وسوسة الشيطان لآدم ؟ ١٠٧

٣ - ماذا يُراد من قوله: ( فأزلّهما الشيطان ) ؟ ٤ - ما معنى قوله: ( وعصى ) و ( فغوى ) ؟ ١٠٩

٥ - ما معنى قول آدم عليه‌السلام : ( ربَّنَا ظَلَمنا أنْفُسَنا ) ؟ ١١٢

٦ - ما المراد من قوله: ( فتاب عليه ) ؟ ١١٣

٧ - ما معنى الغفران في قوله: ( وإن لم تغفر لنا ) ؟ ١١٤

عصمة آدم عليه‌السلام وجعل الشريك لله ! ١١٦

- ٢ - عصمة شيخ الأنبياء نوح عليه‌السلام والمطالبة بنجاة ابنه العاصي ١٢١

جواب ثالث للوجه الثاني ١٢٩

الوجه الثالث: تفسير قوله تعالى: ( وإلاّ تغفر لي وترحمني ) ١٣٠

- ٣ - عصمة إبراهيم الخليل عليه‌السلام والمسائل الثلاث(١) ١٣٢

الآية الأُولى ١٣٣

الآية الثانية ١٣٥

جواب آخر عن السؤال ١٣٨

الآية الثالثة ١٣٩

جواب آخر عن الشبهة ١٤١

- ٤ - عصمة يوسف عليه‌السلام وقول الله: ( وهمّ بها ) يوسف الصدّيق هو الأُسوة ١٤٣

١- ما معنى الهم ؟ ١٤٧

٢ - ما هو جواب لولا ؟ ١٤٨

٣ - ما هو البرهان ؟ ١٥٠

٣١٨

٤ - دلالة الآية على عصمة يوسف عليه‌السلام ١٥١

أسئلة وأجوبة السؤال الأوّل: ١٥٣

السؤال الثاني: ١٥٤

السؤال الثالث: ١٥٥

السؤال الرابع: ١٥٦

المعنى الثاني للآية ١٥٧

المعنى الثالث للآية ١٥٩

- ٥ - عصمة موسى عليه‌السلام وقتل القبطي ومشاجرته أخاه ١٦١

ألف: عصمة موسى عليه‌السلام وقتل القبطي ١٦٢

ب - مشاجرته أخاه هارون عليه‌السلام ١٦٨

- ٦ - عصمة داود عليه‌السلام وقضاؤه في النعجة ١٧٣

١- توضيح المفردات ١٧٤

٢- إيضاح القصّة ١٧٥

٣ - هل الخصمان كانا من جنس البشر ؟ ١٧٦

٤ - كون الاستغفار لأجل ترك الأولى ١٧٧

- ٧ - عصمة سليمان عليه‌السلام ومسألة عرض الصافنات الجياد وطلب الملك ١٧٩

نقد التفسير المفروض على القرآن ١٨٣

الفتنة التي امتحن بها سليمان ١٨٧

- ٨ - عصمة أيّوب عليه‌السلام ومسّ الشيطان له بعذاب ١٩٣

تفسير قوله: ( مسّني الضر ) ١٩٥

تفسير قوله: ( مسّني الشيطان ) ١٩٦

- ٩ - عصمة يونس عليه‌السلام وذهابه مغضباً ٢٠٠

١ - لماذا كُشف العذاب عن قوم يونس دون غيرهم ؟ ٢٠٢

٢ - هل كان كشف العذاب تكذيباً لإيعاد يونس ؟ ٢٠٤

٣١٩

٣ - أسئلة ثلاثة حول عصمته ٢٠٦

الطائفة الثالثة عصمة النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما تمسّكت به المخطِّئة ٢١٠

أدلّة المخطِّئة ٢١٤

الأُولى: العصمة والخطابات الحادّة ٢١٥

الآية الثانية: العصمة والعفو والاعتراض ٢١٩

الآية الثالثة: العصمة والأمر بطلب المغفرة ٢٢٣

الآية الرابعة: العصمة وغفران الذنب ٢٢٦

١ - ما هو المراد من الفتح في الآية ؟ ٢٢٧

٢ - ما هو المراد من الذنب ؟ ٢٢٩

٣ - الغفران في اللغة ٢٣٠

٤ - الفتح لغاية مغفرة الذنب ٢٣١

الآية الخامسة: العصمة والتولّي عن الأعمى ٢٣٦

دين النبي الأكرم قبل البعثة ٢٤٢

١ - عبد المطلب وإيمانه ٢٤٣

٢ - شيخ الأباطح أبو طالب وإيمانه ٢٤٨

إيمانه بالله قبل البعثة ٢٤٩

إيمانه بعد البعثة ٢٥٢

إيمان والديّ النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٥٤

إيمان النبيّ الأكرم قبل البعثة ٢٦١

الشريعة التي كان يعمل بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٦٢

نظرة إجمالية على حياته ٢٦٤

نظرية التوقّف في تعبّده نظرية عمله بالشرائع السابقة ٢٦٧

الوجوه الأخيرة الثلاثة المتقاربة ٢٧١

حاله بعد البعثة ٢٧٣

٣٢٠

321