تذكرة الفقهاء الجزء ١

تذكرة الفقهاء9%

تذكرة الفقهاء مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: فقه مقارن
ISBN: 964-5503-34-5
الصفحات: 403

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247258 / تحميل: 9770
الحجم الحجم الحجم
تذكرة الفقهاء

تذكرة الفقهاء الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٣٤-٥
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

المأخوذ عليه إيقاع العبادة على وجهها ، وإنّما يقع عليه بواسطة القصد ، ورفع الحدث أو استباحة فعل لا يصح إلّا بالطهارة ، متقربا به إلى الله تعالى ، وذو الحدث الدائم ـ كالمبطون وصاحب السلس ، والمستحاضة ـ ينوي الاستباحة ، فإن اقتصر على رفع الحدث فالوجه البطلان.

ووقتها عند ابتداء غسل الوجه ، ويجوز أن تتقدم عند غسل اليدين المستحب لا قبله ، ولا بعد الشروع في الوجه ، ويجب استدامتها حكماً إلى الفراغ ، يعني أنّه لا يأتي بنية لبعض الافعال يخالفها.

وهل تكفي نيّة القربة؟ قال الشيخ : نعم للامتثال(١) ، والأقوى المنع لمفهوم الآية(٢) .

فروع :

أ ـ لا تجب النيّة في إزالة النجاسات ، لأنّها كالترك ، فلا تعتبر فيها النيّة كترك الزنا ، وهو أحد وجهي الشافعي ، وفي الآخر : يشترط قياساً على طهارة الحدث(٣) ، والفرق ظاهر.

ب ـ لا يصح وضوء الكافر ولا غسله ، لعدم صحة النيّة منه ، فإذا أسلم تلزمه الإعادة ، وهو أحد أقوال الشافعي(٤) .

وثانيها : إعادة الوضوء خاصة ، لأنّ الغسل يصح من الكافر ، فإن الذمّيّة تغتسل من الحيض لحق الزوج فتحل له(٥) .

__________________

١ ـ النهاية : ١٥.

٢ ـ المائدة : ٦.

٣ ـ المجموع ١ : ٣١٠ ، فتح العزيز ١ : ٣١١ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢ ، الوجيز ١ : ١١.

٤ و ٥ ـ الوجيز ١ : ١١ ، فتح العزيز ١ : ٣١٢ ، المجموع ١ : ٣٣٠ ، الاشباه والنظائر للسيوطي : ٣٥ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢.

١٤١

وثالثها : عدم إعادتهما كإزالة النجاسة ، وبه قال أبو حنيفة(١) .

ولو توضأ المسلم ثم ارتدّ لم يبطل وضوؤه لارتفاع الحدث أولا ، وعدم تجدد غيره ، وهو أحد وجهي الشافعي ، والثاني : يبطل ، وبه قال أحمد ، لأنّ ابتداء الوضوء لا يصح مع الردة ، فإذا طرأت في دوامه أبطلته(٢) ، وليس بجيد ، لأنّه بعد الفراغ مستديم حكمه لا فعله ، فلا تؤثر فيه الردة ، كالصلاة بعد فعلها.

ولو ارتدّ المتيمم فأصح وجهي الشافعي الإعادة(٣) ، لخروجه عن أهلية الاستباحة ، فصار كما لو تيمم قبل الوقت.

ج ـ لو أوقع النيّة عند أول جزء من غسل الوجه صحّ ، ولم يثب على ما تقدم من السنن ، وإن تقدمت عليها فإن استصحبها فعلا إليها صحّ ، واثيب ، وإن عزبت قبله ولم تقترن بشيء من أفعال الوضوء بطل ، وهو أقوى وجهي الشافعي(٤) .

وإن اقترنت بسنة أو بعضها صحّ ، وهو أضعف وجهي الشافعي(٥) ، لأنّها من جملة الوضوء وقد قارنت ، وأصحهما عنده : البطلان ، لأنّ المقصود من العبادات واجبها ، وسننها توابع.

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٣٣٠ ، فتح العزيز ١ : ٣١٢ ، المبسوط للسرخسي ١ : ١١٦ ، شرح فتح القدير ١ : ١١٦ ، نيل الأوطار ١ : ٢٨٢.

٢ ـ المجموع ٢ : ٥ و ٣٠٠ ـ ٣٠١ ، فتح العزيز ١ : ٣١٤ ، كفاية الأخيار ١ : ٣٨ ، المغني ١ : ٢٠٠ ، الشرح الكبير ١ : ٢٢٦.

٣ ـ المجموع ٢ : ٥ و ٣٠٠ ، فتح العزيز ١ : ٣١٤ ، المهذب للشيرازي ١ : ٤٣ ، كفاية الأخيار ١ : ٣٨ ، الوجيز ١ : ١١.

٤ ـ الوجيز ١ : ١٢ ، فتح العزيز ١ : ٣١٦ ـ ٣١٧ ، المجموع ١ : ٣٢٠ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢١ ، الاُم ١ : ٢٩.

٥ ـ فتح العزيز ١ : ٣١٧.

١٤٢

د ـ إنّما يستحب غسل اليدين قبل إدخالهما الآنية المنقولة في حدث النوم ، والبول والغائط ، والجنابة ، فلو اغترف من ساقية وغسل يديه لم يصح إيقاع النيّة عنده ، إلّا أن يستصحبها فعلا إلى المضمضة أو غسل الوجه ، وكذا لو غسل من آنية منقولة في حدث مسّ الميت.

هـ ـ لا يشترط استدامة النيّة فعلا بل حكماً ، نعم يشترط أن لا يحدّث نيّة اُخرى بعد عزوب الاُولى ، فلو نوى التبرد أو التنظيف بعد عزوب الاُولى بطل الوضوء ، وهو أصح وجهي الشافعي(١) ، لأنّ النيّة باقية حكماً ، وهذه حاصلة حقيقة فتكون أقوى.

و ـ لو نوى قطع الطهارة بعد فراغه لم تنقطع لارتفاع حدثه ، ولو نوى في الاثناء ، فالأقرب عدم التأثير فيما مضى ، ولا اعتبار بما يفعل ، إلّا أن يجدد النيّة ـ وهو أحد وجهي الشافعي ، والآخر : يبطل وضوؤه كالصلاة(٢) ـ فإن لم يكن السابق قد جفّ كفاه البناء ، وإلّا وجب الاستئناف.

ز ـ لو ضم الرياء بطلت طهارته لاشتماله على وجه قبيح ، ويلوح من كلام المرتضى رضي الله عنه الصحة(٣) .

ولو ضم التبرد أو التنظيف احتمل الصحة ، لأنّ التبرد حاصل ، وإن لم ينوه فتلغو نيته ، كما لو كبر الامام وقصد إعلام القوم مع التحريم ، أو نوى الصلاة وقصد دفع خصمه باشتغاله بالصلاة.

والبطلان ، لأنّ الاشتراك في العبادة ينافي الإخلاص.

والأول أقوى وجهي الشافعي(٤) .

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٣١٨ ، الاُم ١ : ٢٩ ، فتح العزيز ١ : ٣١٨ ، السراج الوهاج : ١٥.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٣٦ ، الاُم ١ : ٢٩.

٣ ـ الانتصار : ١٧.

٤ ـ المجموع ١ : ٣٢٥ ، الوجيز ١ : ١٢ ، السراج الوهاج : ١٥ ، فتح العزيز ١ : ٣٢٧ ، الاُم ١ : ٢٩.

١٤٣

ح ـ لا بدّ من نيّة رفع الحدث أو الاستباحة عند بعض علمائنا(١) ، ولو جمع كان أولى ، ولو نوى طهارة مطلقاًً ، قال بعض علمائنا : يصح ، لأنّه فعل المأمور به فيخرج عن العهدة(٢) ، وللشافعي قولان(٣) .

ولا يجب تعيين الحدث ولا الصلاة ، فلو عينهما لم يتعين ، وترتفع كلّ الاحداث سواء كان ما نوى رفعه آخر الاحداث أو أولها ، وهو أحد وجوه الشافعي ، لأنّ الاحداث تتداخل ، وما يرفع بعضها يرفع جميعها.

ووجه : أنّه لا يرتفع ، لأنّه لم ينو رفع جميع الاحداث ، وثالث : ارتفاع الجميع إن كان آخر الاحداث لتداخلها ، وإن كان أولها لم يرتفع ما بعده(٤) .

ولو نوى استباحة فريضة ارتفع حدثه مطلقاًً وصلّى ما شاء ، وكذا لو نوى أن يصليها لا غيرها ، لأنّ المعيّنة لا تصح إلّا بعد رفع الحدث ، وهو أحد وجوه الشافعي ، وثان : بطلان الطهارة ، لأنّه لم ينو ما تقتضيه الطهارة ، وثالث : استباحة المعيّنة ، فإن الطهارة قد تصح لمعينة كالمستحاضة(٥) .

ط ـ الفعل إنّ شرط فيه الطهارة صحّ أن ينوي استباحته قطعاً ، وإن استحبت فيه ـ كقراء‌ة القرآن ، ودخول المساجد ، وكتب الحديث والفقه ـ فنوى استباحته ، قال الشيخ : [ لا ](٦) يرتفع حدثه ، ولا يستبيح

__________________

١ ـ ذهب إليه الشيخ في المبسوط ١ : ١٩ ، وابن البراج في المهذب ١ : ٤٣ ، وابن إدريس في السرائر : ١٩ ، والمحقق في المعتبر : ٣٦ ، ويحيى بن سعيد في الجامع للشرايع : ٣٥.

٢ ـ المحقق في المعتبر : ٣٦.

٣ ـ المجموع ١ : ٣٢٣ ، الوجيز ١ : ١٢ ، فتح العزيز ١ : ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢.

٤ ـ المجموع ١ : ٣٢٦ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٢ ، فتح العزيز ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٠.

٥ ـ المجموع ١ : ٣٢٧ ، فتح العزيز ١ : ٣٢١.

٦ ـ لم ترد في نسخة ( م ) والصحيح ما اثبتناه بقرينة ما بعده.

١٤٤

الصلاة ، لأنّه لم ينو الاستباحة ، ولا رفع الحدث ، ولا ما يتضمنها ، لأنّ هذه الافعال لا يمنع منها الحدث(١) .

ويحتمل الرفع ، لأنّ استحبابها مع الطهارة إنّما يصح مع رفع الحدث ، فقد نوى ما يتضمنه ، وللشافعي قولان(٢) .

والوجه التفصيل وهو : الصحة إنّ نوى ما يستحب له الطهارة لاجل الحدث كقراء‌ة القرآن ، لأنّه قصد الفضيلة ، وهي القراء‌ة على طهر.

وعدمها إنّ نوى ما يستحب لا للحدث ، كتجديد الوضوء وغسل الجمعة ، وإن لم يجب ولم يستحب كالأكل لم يرتفع حدثه قطعاً لو نوى استباحته.

ي ـ لا يجوز أن يوضّئه غيره إلّا مع الضرورة ، وهو قول داود(٣) ، وقال الشافعي : يجوز مطلقاًً(٤) ، والنيّة حالة الضرورة ـ عندنا ، ومطلقاً عنده ـ يتولاها المتوضي لا الموضي(٥) .

يا ـ لو فرق النيّة على الأعضاء ، بأن نوى غسل الوجه لرفع الحدث عنده ، ثم غسل اليدين لرفع الحدث عنده وهكذا ، فالأقرب الصحة لأنّه إذا صحّ غسل الوجه بنية مطلقة فالاولى صحته بنية مقصودة ، وهو أحد وجهي الشافعي.

__________________

١ ـ المبسوط للطوسي ١ : ١٩.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٢٤ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٢ ، فتح العزيز ١ : ٣٢٢ ، الوجيز ١ : ١٢ ، السراج الوهاج : ١٥.

٣ ـ المجموع ١ : ٣٤١.

٤ ـ الاُم ١ : ٢٨ ، المجموع ١ : ٣٤١ ، فتح العزيز ١ : ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

٥ ـ المجموع ١ : ٣٤١.

١٤٥

وفي الآخر : لا يصح ، لأنّها عبادة واحدة كالصلاة والصوم(١) ، وهو ممنوع لارتباط أفعال الصلاة بعضها ببعض ولهذا تبطل بالفصل ، بخلاف الطهارة.

ولو نوى بغسل الوجه رفع الحدث عنه بطل ، وكذا لو ذكر في أصل النيّة رفع الحدث عن الأعضاء الاربعة.

يب ـ نصّ أبو الصلاح منّا على وجوب النيّة في غسل الميت لأنّها عبادة(٢) ، وهو أحد وجهي الشافعي ، والثاني : لا يجب(٣) وهو يبتنى على أن الميت نجس أم لا.

يج ـ اذا انقطع دم المجنونة ، وشرطنا الغسل في إباحة الوطء غسلها الزوج ونوى ، فاذا عقلت لم تستبح الصلاة ، وللشافعي وجهان(٤) ، وهل يكفي في إباحة الوطئ؟ عنده وجهان(٥) .

ولو نوت المسلمة إباحة الوطء ، فالوجه الإباحة ، والدخول في الصلاة ، لأنّها نوت ما يتضمن رفع الحدث ، وهو أحد وجهي الشافعي ، وفي الآخر : لا يباح الوطء ولا الصلاة(٦) ، لأنّ الطهارة لحق الله تعالى وحق الزوج ، فلا يتبعض الحكم. وتكلف طهارة تصلح للحقين ، بخلاف الذمّيّة لأنّها ليست من أهل حق الله.

يد ـ طهارة الصبي معتبرة لأنّ تجويز فعله ليس للحاجة كالتيمم ،

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٣٢٩ ، فتح العزيز ١ : ٣٣٥ ، الوجيز ١ : ١٢ ، السراج الوهاج : ١٥.

٢ ـ الكافي في الفقه : ١٣٤.

٣ ـ المجموع ١ : ٣٣٤.

٤ ـ المجموع ١ : ٣٣١.

٥ ـ المجموع ١ : ٣٣١.

٦ ـ المجموع ١ : ٣٢٣.

١٤٦

ووضوء المستحاضة ، فإنه لا حاجة في حقه ، إذ لا تكليف عليه ، ولا للرخصة كالمسح على الجبيرة ، لأنّ الرخصة تقتضي المشقة ، ولا مشقة ، فهي أصلية.

فلو توضأ في صغره ثم بلغ وصلّى صحت صلاته ، وكذا لو وطئت قبل البلوغ فاغتسلت ثم بلغت ، وهو قول بعض الشافعية(١) .

وقال المزني : يعيد(٢) . وهو وجه عندي.

يه ـ لو نوى رفع حدث والواقع غيره عمداً لم يصح وضوؤه ، لأنّه نوى رفع ما ليس عليه ، وما عليه لم ينو رفعه ، وللشافعية وجهان(٣) ، وفي الغالط إشكال ينشأ من هذا ، ومن عدم اشتراط التعرض للحدث ، فلا يضره الخطأ.

يو ـ لو نسي النقض صحّ له أن يصلّي ، فلو تطهر للاحتياط ثم ذكر لم يجزئه ، لأنّه لو ينو الوجوب ، وهو أحد وجهي الشافعي ، والثاني : يصح كما لو دفع ما يتوهمه ديناً ثم ظهر وجوبه(٤) ، وليس بجيد ، لعدم اشتراط النيّة هناك.

يز ـ لو أخل بلمعة جاهلا ، ثم غسلها في التجديد لم يرتفع حدثه ، لأنّه أوقع الواجب بنية الندب ، وللشافعية وجهان(٥) ، وكذا لو جدد الطهارة ثم

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٣٣٣.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٣٣.

٣ ـ المجموع ١ : ٣٣٥ ، فتح العزيز ١ : ٣٢٠ ، مغني المحتاج ١ : ٤٧.

٤ ـ المجموع ١ : ٣٣١ ، فتح العزيز ١ : ٣٢٣ ، الوجيز ١ : ١٢ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٤٩.

٥ ـ المجموع ١ : ٣٣٢ ، الوجيز ١ : ١٢ ، فتح العزيز ١ : ٣٣٣ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٤٩.

١٤٧

ظهر له أنّه كان محدثاً.

يح ـ لو نوى الجنب الاستيطان في المسجد ، أو مسّ كتابة القرآن صحّ ، ولو نوى الاجتياز فالأقرب الارتفاع ، خلافاً للشيخ(١) .

يط ـ لو شك في النيّة ، فإن كان بعد الإكمال لم يلتفت وإلّا استأنف.

ك ـ كلّ من عليه طهارة واجبة ينوي الوجوب ، وغيره ينوي الندب ، فإن نوى الوجوب وصلّى به أعاد ، فإن تعددتا مع تخلل الحدث أعاد الاُولى خاصة.

كا ـ لو نوى الندب قبل الوقت فدخل بعد فعل البعض فالأقوى الاستئناف لبقاء الحدث ، فيندرج تحت الأمر ، ويحتمل الاتمام لوقوعه مشروعا ، فيحتمل الاستمرار على النيّة والعدول إلى الوجوب.

مسألة ٤٠ : لا شيء من الطهارات الثلاث بواجب في نفسه عدا غسل الجنابة على الخلاف ، وإنّما تجب بسببين ، إمّا النذر وشبهه ، أو وجوب ما لا يتمّ إلّا بها إجماعاً.

أما غسل الجنابة فقيل : إنّه كذلك للأصل ، ولقوله تعالى :( وإن كُنتم جنباً فاطّهّروا ) (٢) ، والعطف يقتضي التشريك ، ولجواز الترك في غير المضيق ، وتحريمه فيه ، والدوران يقضي بالعلية.

وقيل : لنفسه ، لقولهعليه‌السلام : ( إذا التقى الختانان وجب الغسل )(٣) .

فعلى الأول ينوي الوجوب في وقته ، وكذا غيره من الطهارات ،

__________________

١ ـ المبسوط للطوسي ١ : ١٩.

٢ ـ المائدة : ٦.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ : ١٩٩ / ٦٠٨ و ٢٠٠ / ٦١١ ، سنن البيهقي ١ : ١٦٣.

١٤٨

والندب في غيره.

وعلى الثاني ينوي الوجوب فيه مطلقاًً ، وفي غيره من الطهارات في وقته ، فلو نوى الوجوب مع ندب الطهارة أو بالعكس أو أهملهما ـ على رأي ـ بطلت.

فروع :

أ ـ قاضي الفرائض ينوي الوجوب دائماً ، وغيره ينوي الندب قبل الوقت اذا لم تجب عليه الطهارة ، ولو نوى الوجوب بطلت طهارته ، فإن صلّى بها بطلت صلاته ، فإن تعدّدت الطهارات والصلوات كذلك ، وتخلل الحدث بطلت الطهارة الاُولى وصلواتها خاصة.

ب ـ الشاك في دخول الوقت ينوي الندب ، وفي خروجه الوجوب ، للاستصحاب ، فإن ظهر البطلان فالوجه عدم الإعادة ، مع عدم التمكن من الظن ، وكذا الظن مع عدم التمكن من العلم ، وثبوتها مع التمكن في البابين.

ج‍ ـ المحبوس بحيث لا يتمكن من العلم ولا الظن يتوخى ، فإن صادف ولو آخر الاجزاء أو تأخر فالوجه الصحة ، وإلّا أعادهما معا.

د ـ لو ردد نيته بين الوجوب والندب ، أو هما على تقديرين ، لم يصح.

هـ ـ لو ظن وجوب الصلاة فتوضأ واجباً ، ثم ظهر البطلان ففي الصحة إشكال ، أما لو ظن البراء‌ة فنوى الندب ، ثم ظهر البطلان فالأقرب الصحة.

البحث الثاني : في غسل الوجه

وهو واجب بالنص والإجماع ، وحدّه طولاً من قصاص شعر الرأس إلى

١٤٩

محادر شعر الذقن إجماعاً ، وعرضاً ما دارت عليه الإبهام والوسطى ، وبه قال مالك(١) لأنّ الوجه ما تحصل به المواجهة ، ولقول أحدهماعليهما‌السلام : « ما دارت عليه السبابة والوسطى والإبهام من قصاص شعر الرأس إلى الذقن ، وما سوى ذلك ليس من الوجه »(٢) .

وقال باقي الفقهاء : ما بين العذار والاُذن من الوجه ، فحدّه عرضاً من وتد الاُذن إلى وتد الاُذن لحصول المواجهة به من الأمرد(٣) ، وهو ممنوع.

مسألة ٤١ : الاُذنان ليسا من الوجه ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ، وبه قال فقهاء الامصار(٤) إلّا الزهري ، فإنه قال : إنّهما من الوجه يجب غسلهما معه(٥) لقولهعليه‌السلام : ( سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره )(٦) فأضاف السمع كما أضاف البصر. وهو خطأ ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يغسلهما ، وروى أبو امامة الباهلي أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( الاُذنان من الرأس )(٧) . والاضافة قد تحصل بالمجاورة.

__________________

١ ـ مقدمات ابن رشد ١ : ٥٠ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٣ ، الشرح الصغير ١ : ٤١ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٥.

٢ ـ الكافي ٣ : ٢٧ / ١ ، الفقيه ١ : ٢٨ / ٨٨ ، التهذيب ١ : ٥٤ / ١٥٤.

٣ ـ الاُم ١ : ٢٥ ، المجموع ١ : ٣٧١ ، السراج الوهاج : ١٦ ، فتح العزيز ١ : ٣٣٧ ، الوجيز ١ : ١٢ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٦ ، اللباب ١ : ٦ ، المغني ١ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، الشرح الكبير ١ : ١٥٨ ، بداية المجتهد ١ : ١١ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٤ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٦ ، مقدمات ابن رشد ١ : ٥٠ ، تفسير الرازي ١١ : ١٥٧ ، شرح الأزهار ١ : ٨٦ ، نيل الأوطار ١ : ١٨٨.

٤ ـ الاُم ١ : ٢٧ ، مختصر المزني : ٢ ، السراج الوهاج : ١٥ ، المغني ١ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، الشرح الكبير ١ : ١٤٥ ، بداية المجتهد ١ : ١٤ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٦ ، اللباب ١ : ٦ ، نيل الأوطار ١ : ١٨٨.

٥ ـ الميزان ١ : ١١٨ ، المغني ١ : ١٢٦ ، الشرح الكبير ١ : ١٤٥ ، نيل الأوطار ١ : ١٨٨.

٦ ـ صحيح مسلم ١ : ٥٣٥ / ٧٧١ ، سنن الترمذي ٢ : ٤٧٤ / ٥٨٠ ، سنن النسائي ٢ : ٢٢١ ، سنن أبي داود ١ : ٢٠١ / ٧٦٠ ، سنن ابن ماجة ١ : ٣٣٥ / ١٠٥٤ ، مستدرك الحاكم ١ : ٢٢٠ ، مسند أحمد ٦ : ٣٠ و ٢١٧.

٧ ـ مصنف ابن ابي شيء بة ١ : ١٧ ، مسند أحمد ٥ : ٢٥٨ و ٢٦٨ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٥٢ / ٤٤٤ ،

١٥٠

ولا يجب أيضاً مسحهما عندنا إجماعاً ، لا ظاهرهما ولا باطنهما ، فمن فعل فقد أبدع ، لقول الباقرعليه‌السلام : « ليس عليهما مسح ولا غسل »(١) .

وقال الشافعي : يستحب مسح باطنهما وظاهرهما بماء جديد ، لأنّفراد حكمهما عن الرأس والوجه ، وبه قال ابن عمر ، وأبو ثور(٢) .

وقال مالك : هما من الرأس ، ويستحب أن يأخذ لهما ماءً جديداً(٣) . وقال أحمد : هما من الرأس يجب مسحهما على الرواية التي توجب استيعاب الرأس ، ويجزي مسحهما بماء الرأس(٤) .

وروي عن ابن عباس ، وعطاء ، والحسن البصري ، والأوزاعي ، أنهما من الرأس يمسحان بمائه ، وبه قال أصحاب الرأي(٥) ، واحتج الجميع بقولهعليه‌السلام : ( الاُذنان من الرأس )(٦) ، ولا حجة فيه عندنا ، لأنّا

__________________

سنن ابي داود ١ : ٣٣ / ١٣٤ ، سنن الترمذي ١ : ٥٣ / ٣٧ ، سنن الدارقطني ١ : ٩٧ ، سنن البيهقي ١ : ٦٦ ، الجامع الصغير ١ : ٤٧٢ / ٣٠٤٦ ، معرفة السنن والآثار ١ : ٢٣٦ ، جامع المسانيد للخوارزمي ١ : ٢٣١.

١ ـ الكافي ٣ : ٢٩ / ١٠ ، التهذيب ١ : ٥٥ / ١٥٦ ، الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٧.

٢ ـ مختصر المزني : ٢ ، الاُم ١ : ٢٦ ، المجموع ١ : ٤١٣ ، فتح العزيز ١ : ٤٢٧ ، تفسير القرطبي ٦ : ٩٠.

٣ ـ المدونة الكبرى ١ : ١٦ ، بداية المجتهد ١ : ١٤ ، القوانين الفقهية : ٢٩ و ٣٠ ، تفسير القرطبي ٦ : ٩٠.

٤ ـ المغني ١ : ١٤٩ ، الشرح الكبير ١ : ١٦٨ ، الإنصاف ١ : ١٦٢.

٥ ـ المجموع ١ : ٤١٣ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٧ و ٦٤.

٦ ـ مصنف ابن أبي شيء بة ١ : ١٧ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٥٢ / ٤٤٤ ، سنن أبي داود ١ : ٣٣ / ١٣٤ ، سنن الترمذي ١ : ٥٣ / ٣٧ ، سنن الدارقطني ١ : ٩٧ ، سنن البيهقي ١ : ٦٦ ، الجامع الصغير ١ : ٤٧٢ / ٣٠٤٦ ، مسند أحمد ٥ : ٢٥٨ و ٢٦٨ ، معرفة السنن والآثار ١ : ٢٣٦ ، جامع المسانيد للخوارزمي ١ : ٢٣١.

١٥١

نخص المسح بمقدمه ، وقال الشعبي ، والحسن بن صالح بن حي : إنّه يغسل ما أقبل منهما مع الوجه ويمسح ما أدبر مع الرأس(١) .

مسألة ٤٢ : لا يجب غسل ما بين الاُذن والعذار ـ من البياض ـ عندنا ، وبه قال مالك(٢) لأنّه ليس من الوجه.

وقال الشافعي : يجب على الأمرد والملتحي(٣) ، وقال أبو يوسف : يجب على الأمرد خاصة(٤) .

ولا ما خرج عما دارت عليه الإبهام والوسطى من العذار عرضاً ، ولا يستحب ، لتوقفه على الشرع.

ويرجع الانزع والأغم(٥) وقصير الاصابع وطويلها إلى مستوي الخلقة ، فلو قصرت أصابعه عنه غسل ما يغسله مستويها ، ولو قل عرض وجهه عنه لم يتجاوز إلى العذار ، وإن نالته الاصابع.

ولا يعتبر كلّ واحد بنفسه لجواز أن يكون أغم أو أصلع ، فيغسل الأغم ما على جبهته من الشعر ، ويترك الأصلع ما بين منابت الشعر في الغالب من الرأس إلى حدّ شعره.

وأما النزعتان ـ فهما ما انحسر عنهما الشعر في جانبي مقدم الرأس ، ويسمى أيضاً الجلحة ـ لا يجب غسلهما ، وكذا موضع الصلع ، وبه قال الشافعي(٦) .

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٤١٤ ، تفسير الرازي ١١ : ١٥٩ ، نيل الأوطار ١ : ١٨٨.

٢ ـ تفسير القرطبي ٦ : ٨٤ ، بداية المجتهد ١ : ١١ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٦.

٣ ـ الاُم ١ : ٢٥ ، المجموع ١ : ٣٧٣ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢.

٤ ـ المبسوط للسرخسي ١ : ٦ ، المجموع ١ : ٣٧٣.

٥ ـ الأغم : هو الذي سال شعره حتى ضاقت جبهته ، الصحاح ٥ : ١٩٩٨ غمم.

٦ ـ الاُم ١ : ٢٥ ، مختصر المزني : ٢ ، المجموع ١ : ٣٩٦ ، فتح العزيز ١ : ٣٣٧ ، الوجيز ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٥١ ، السراج الوهاج : ١٦.

١٥٢

والصدغان من الرأس ، والعذار ـ هو ما كان على العظم الذي يحاذي وتد الاُذن ـ ليس من الوجه عندنا ، خلافاً للشافعي(١) .

والعارضان : ما نزل من العذارين من الشعر على اللحيين ، والذقن تحته : وهو مجمع اللحيين ، والعَنْفَقة : هو الشعر الذي على الشفة السفلى عاليا بين بياضين.

وموضع التحذيف ، وهو الذي ينبت عليه الشعر الخفيف بين ابتداء العذار والنزعة ـ ليس من الوجه ، لنباب الشعر عليه ، فهو من الرأس ، وللشافعي وجهان ، أحدهما : من الوجه ، ولذلك يعتاد النساء إزالة الشعر عنه ، وبه سمي موضع التحذيف(٢) .

مسألة ٤٣ : يجب أن يغسل ما تحت الشعور الخفيفة من محل العرض ، كالعنفقة الخفيفة ، والاهداب ، والحاجبين ، والسبال ، لأنّها غير ساترة فلا ينتقل اسم الوجه إليها ، ولو كانت كثيفة لم يجب غسل ما تحتها بل غسل ظاهرها.

أما الذقن فإن كان شعره كثيفاً لم يجب تخليله ، ولا إيصال الماء إلى ما تحته ، بل غَسل ظاهره أيضاً ذهب إليه علماؤنا ـ وبه قال الشافعي(٣) ـ لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توضأ فغرف غُرفة غسل وجهه(٤) وقال عليعليه‌السلام في وصفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « كان كبير الهامة ، عظيم اللحية ،

__________________

١ ـ الاُم : ١ : ٢٥ ، المجموع ١ : ٣٧٧ ، فتح العزيز ١ : ٣٤١ ، الوجيز ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٥١ ، تفسير الرازي ١١ : ١٥٨.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٧٢ ، فتح العزيز ١ : ٣٣٩ ، الوجيز ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٥١ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٣.

٣ ـ الاُم ١ : ٢٥ ، مختصر المزني ٢ ، المجموع ١ : ٣٧٤ ، فتح العزيز ١ : ٣٤٢ ، الوجيز ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٥١ ، السراج الوهاج : ١٦ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٣.

٤ ـ صحيح البخاري ١ : ٤٧ ، سنن أبي داود ١ : ٣٤ / ١٣٧ ، سنن النسائي ١ : ٧٤.

١٥٣

أبيض مشرب بحمرة »(١) .

ومعلوم أن الغرفة لا تأتي على ما تحت الشعر كلّه ، ولأنّه صار باطناً كداخل الفم.

وقال أبو ثور ، والمزني : يجب غسل ما تحت الكثيف ، كالجنابة وكالحاجبين(٢) .

وهو غلط لكثرة الوضوء ، فيشق التخليل بخلاف الجنابة ، والحاجبان غير ساترين غالبا.

وقال أبو حنيفة ، في الشعر المحاذي لمحل الفرض : يجب مسحه ، وفي رواية اُخرى عنه : مسح ربعه ، وهي عن أبي يوسف أيضاً وعنه ثانية : سقوط الفرض عن البشرة ، ولا يتعلق بالشعر ، وهي عن أبي حنيفة أيضاً(٣) .

واعتبر أبو حنيفة ذلك بشعر الرأس ، فقال : إنّ الفرض إذا تعلق بالشعر كان مسحاً(٤) ، وهو خطأ لقولهعليه‌السلام : ( اكشف وجهك فإن اللحية من الوجه )(٥) لرجل غطى لحيته في الصلاة ، بخلاف شعر الرأس فإن فرض البشرة تحته المسح ، وهنا الفرض تحته الغسل ، فإذا انتقل الفرض إليه انتقل على صفته.

وأما إن كان الشعر خفيفاً لا يستر البشرة ، فالأقوى عندي غسل ما تحته

__________________

١ ـ مسند أحمد ١ : ١١٦.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٧٤ ، المغني ١ : ١١٧ ، الشرح الكبير ١ : ١٦٢ ، عمدة القارئ ٣ : ٢٢٢ ، نيل الأوطار ١ : ١٨٥.

٣ ـ المبسوط للسرخسي ١ : ٨٠ ، شرح فتح القدير ١ : ١٣ ، أحكام القرآن للجصاص ٢ : ٣٤٠ ، حلية العلماء ١ : ١١٩.

٤ ـ اُنظر المغني ١ : ١٣١.

٥ ـ كنز العمال ٧ : ٥١٩ / ٢٠٠٤٤ ، الجامع الكبير ١ : ٩٣٥ ، الفردوس ٥ : ١٢٧ / ٧٧٠٢ و ١٣٥ / ٧٧٣٣.

١٥٤

وإيصال الماء إليه ، وبه قال ابن أبي عقيل(١) ، وهو مذهب الشافعي(٢) ، لأنّها بشرة ظاهرة من الوجه ، وقال الشيخ : لا يجب تخليلها ، كالكثيفة(٣) ، والفرق ظاهر.

فروع :

أ ـ يستحب تخليل الكثيفة لما فيه من الاستظهار ، ولأنّهعليه‌السلام كان يخللها(٤) ، وليس بواجب.

ب ـ لو نبت للمرأة لحية فكالرجل ، وكذا الخنثى المشكل ، وقال الشافعي : يجب تخليلها لأنّه نادر(٥) .

ج ـ لو غسل شعر وجهه أو مسح على شعر رأسه ، ثم سقط لم يؤثر في طهارته لأنّه من الخلقة كالجلد ، وبه قال الشافعي(٦) ، وقال ابن جرير : تبطل طهارته كالخفين(٧) . وهو غلط ، لأنّه ليس من الخلقة بل بدل.

د ـ لا يجب غسل المسترسل من اللحية عن محل الفرض طولاً وعرضاً ، وبه قال أبو حنيفة ، والمزني(٨) ، لأنّ الفرض إذا تعلق بما يوازي

__________________

١ ـ حكاه المحقق في المعتبر : ٣٧.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٧٥ و ٣٧٦ ، فتح العزيز ١ : ٣٤١ ، الوجيز ١ : ١٢ ، كفاية الأخيار ١ : ١٢ ، السراج الوهاج : ١٦ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٣.

٣ ـ المبسوط للطوسي ١ : ٢٠ ، الخلاف ١ : ٧٧ مسألة ٢٥.

٤ ـ سنن ابي داود ١ : ٣٦ / ١٤٥ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٤٨ ـ ١٤٩ / ٤٢٩ ـ ٤٣٣ ، سنن الدارمي ١ : ١٧٨ ، مستدرك الحاكم ١ : ١٤٩.

٥ ـ المجموع ١ : ٣٧٦ ، فتح العزيز ١ : ٣٤٣ ، الوجيز ١ : ١٢ ، مغني المحتاج ١ : ٥٢ ، تفسير الرازي ١١ : ١٥٨.

٦ ـ المجموع ١ : ٣٩٣ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٤.

٧ ـ المغني ١ : ١٣٠ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٦٥.

٨ ـ المجموع ١ : ٣٨٠ ، فتح العزيز ١ : ٣٤٥ ، بدائع الصنائع ١ : ٤.

١٥٥

محل الفرض اختص بما يحاذيه ، كشعر الرأس ، وقال أحمد ومالك : يجب لدخوله في اسم الوجه ، ولأنّه ظاهر نابت على محل الفرض فأشبه ما يحاذيه(١) ، وللشافعي قولان(٢) .

هـ ـ لا يستحب إدخال الماء إلى باطن العينين ، لما فيه من الاذى ، وللشافعي قولان ، هذا أحدهما ، والآخر : الاستحباب(٣) ، لأنّ ابن عمر كان يفعل ذلك حتى عمي(٤) ، وليس بحجة ، نعم يستحب أن يمسح مآقيه(٥) بإصبعه لإزالة الرمص(٦) الواصل إليهما ، وقد روي أنّهعليه‌السلام كان يفعله(٧) .

و ـ يستحب أن يزيد في ماءً الوجه على باقي الأعضاء ، لما فيه من الغضون(٨) والشعور والدواخل والخوارج ، وقد روى عليعليه‌السلام : « أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يكثر فيه الماء »(٩) .

ز ـ لو أدخل يده وغسل بشرة اللحية لم يجزئ ، لأنّها إنّ كانت كثيفة فالغسل للظاهر ، وإن كانت خفيفة فالغسل لهما ، فلا يجزي أحدهما.

مسألة ٤٤ : والواجب أن يغسل وجهه من القصاص إلى المحادر ، فإن

__________________

١ ـ المغني ١ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، الشرح الكبير ١ : ١٦٠ ـ ١٦١ ، الإنصاف ١ : ١٥٦ ، كشاف القناع ١ : ٩٦ ، بداية المجتهد ١ : ١١ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٣.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٨٠ ، فتح العزيز ١ : ٣٤٥ ، الوجيز ١ : ١٣ ، كفاية الأخيار ١ : ١٣ ، مغني المحتاج ١ : ٥٢ ، السراج الوهاج : ١٦.

٣ ـ الاُم ١ : ٢٤ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٣ ، المجموع ١ : ٣٦٩ ، مغني المحتاج ١ : ٥٠.

٤ ـ الموطأ ١ : ٤٥ / ٦٩

٥ ـ مآقي : جمع ، واحده مؤق ومؤق العين طرفها مما يلي الانف. الصحاح ٤ : ١٥٥٣ القاموس المحيط ٣ : ٢٨١ ( مأق ).

٦ ـ الرمص ـ بالتحريك ـ وسخ يجتمع في المؤق. الصحاح ٣ : ١٠٤٢ ، القاموس المحيط ٢ : ٣٠٥ « رمص ».

٧ ـ مسند أحمد ٥ : ٢٥٨ ، سنن أبي داود ١ : ٣٣ / ١٣٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٥٢ / ٤٤٤.

٨ ـ الغضون واحدها : الغضن وهي مكاسر الجلد. الصحاح ٦ : ٢١٧٤ « غضن ».

٩ ـ سنن أبي داود ١ : ٢٩ / ١١٧ ، ونقله المصنف بالمعنى.

١٥٦

نكس ، قال الشيخ(١) وأكثر علمائنا(٢) : يبطل ، وهو الوجه عندي ، لأنّهعليه‌السلام بدأ بالقصاص(٣) في بيان المجمل ، فيكون واجباً ، لاستحالة الابتداء بالضد ، وقال المرتضى رضي الله عنه : يكره(٤) ، والجمهور على الجواز كيف غسل(٥) ، لحصول المأمور به ، وهو مطلق الغسل.

ولابد من غسل جزء من الرأس وأسفل الذقن ، لتوقف الواجب عليه ، وفي وصفه بالوجوب إشكال.

ويجب في الغسل تحصيل ما مسماه ، وهو الجريان على المغسول ، فالدهن إنّ صدق عليه الاسم أجزأ وإلّا فلا ، وكذا في غسل اليدين.

المبحث الثالث : في غسل اليدين

وهو واجب بالنص والإجماع ، ويجب إدخال المرفقين في غسلهما ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ، وهو قول أكثر العلماء ، منهم : عطاء ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي(٦) لقوله تعالى :( إلى المرافق ) (٧) والغاية تدخل غالباً ، ولقول الصادقعليه‌السلام : « إنّ المنزل

__________________

١ ـ المبسوط للطوسي ١ : ٢٠.

٢ ـ منهم سلّار في المراسم : ٣٧ ـ ٣٨ ، وابن حمزة في الوسيلة : ٥٠ ، والمحقق في المعتبر : ٣٧.

٣ ـ التهذيب ١ : ٥٥ / ١٥٧.

٤ ـ حكاه عنه المحقق في المعتبر : ٣٧.

٥ ـ المجموع ١ : ٣٨٠.

٦ ـ الاُم ١ : ٢٥ ، المجموع ١ : ٣٨٥ ، الوجيز ١ : ١٣ ، فتح العزيز ١ : ٣٤٧ ، بداية المجتهد ١ : ١١ ، مقدمات ابن رشد ١ : ٥١ ، أحكام القرآن لابن العربي ٢ : ٥٦٦ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٦ ، الشرح الصغير ١ : ٤٢ ، مغني المحتاج ١ : ٥٢ ، تفسير الرازي ١١ : ١٥٩ ، شرح فتح القدير ١ : ١٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٤ ، اللباب ١ : ٦ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٦.

٧ ـ المائدة : ٦.

١٥٧

من المرافق »(١) .

وروى جابر قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه(٢) ، خرج مخرج البيان ، ولأن ( إلى ) تستعمل تارة بمعنى ( مع ).

ومن طريق الخاصة ، حكاية الباقرعليه‌السلام صفة وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) ، ولأنّه أحوط.

وقال بعض أصحاب مالك ، وأبوبكر محمد بن داود الظاهري ، وزفر ابن الهذيل : لا يجب غسل المرفقين(٤) ، لأنّه تعالى جعلهما غاية وحدا للغسل ، والحد غير داخل ، لقوله تعالى :( إلى الليل ) (٥) وقد بيّنا أنها بمعنى مع ، على أن الحد المجانس داخل ، مثل : بعث هذا الثوب من هذا الطرف إلى هذا الطرف.

مسألة ٤٥ : ويجب أن يبتدأ بالمرفقين ، ولو نكس فقولان كالوجه ، والحق البطلان.

ويجب أن يبدأ باليمنى قبل اليسرى ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ـ خلافاً للجمهور(٦) ـ لأنّ المأتي به بياناً إنّ قدم فيه اليسرى وجب الابتداء بها ، وليس

__________________

١ ـ الكافي ٣ : ٢٨ / ٥ ، التهذيب ١ : ٥٧ / ١٥٩ نقلاً بالمعنى.

٢ ـ سنن البيهقي ١ : ٥٦ ، سنن الدارقطني ١ : ٨٣ / ١٥.

٣ ـ الكافي ٣ : ٢٥ / ٤ و ٥ ، الفقيه ١ : ٢٤ / ٧٤.

٤ ـ بداية المجتهد ١ : ١١ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٦ ، الهداية للمرغيناني ١ : ١٢ ، عمدة القارئ ٢ : ٢٣٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٤ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٦.

٥ ـ البقرة : ١٨٧.

٦ ـ المجموع ١ : ٣٨٣ ، الاُم ١ : ٢٦ ، كفاية الأخيار ١ : ١٦ ، فتح العزيز ١ : ٤٢٠ ـ ٤٢١ ، السراج الوهاج : ١٨ ، المغني ١ : ١٢٠ ، الشرح الكبير ١ : ١٤٩ ، شرح فتح القدير ١ : ٣١ ، الشرح الصغير ١ : ٤٨.

١٥٨

كذلك إجماعاً فتعين العكس.

ولو قطعت من فوق المرفق سقط غسلها ، ويستحب غسل موضع القطع بالماء ، وإن قطعت من دون المرفق وجب غسل الباقي ، وإن قطعت من المرفق فقد بقي من محل الفرض بقية ، وهو طرف عظم العضد ، لأنّه من جملة المرفق ، فإن المرفق مجمع عظم العضد وعظم الذراع.

فروع :

الأول : لو وجد الاقطع من يوضيه لزمه ، فإن تعذر إلّا بأجرة المثل وجبت ، ولو تعذر إلّا بأزيد ، فالوجه الوجوب مع عدم الضرر ، ولو لم يجد أصلا أو عجز عن الطهارة ، فالوجه عندي سقوط الصلاة أداءً وقضاءً.

وقال بعض الشافعية : يصلّي على حسب حاله ويعيد ، لأنّه بمنزلة من لم يجد ماءً ولا تراباً(١) .

الثاني : لو توضأ ثم قطعت يده لم يجب عليه غسل ما ظهر منها ، لتعلق الطهارة بما كان ظاهراً وقد غسله.

فإن أحدث بعد ذلك وجب غسل ما ظهر من يده بالقطع ، لأنّه صار ظاهراً ، وكذا لو قلم أظفاره بعد الوضوء لم يجب غسل موضع القطع إلّا بعد الحدث في طهارة اخرى.

الثالث : لو انكشطت جلدة من محل الفرض وتدلّت منه وجب غسلها ، ولو تدلت من غيره لم يجب ، ولو انكشطت من غير محل الفرض وتدلّت من محل الفرض وجب غسلها.

وإن انقلعت من أحد المحلّين ، فالتحم رأسها في الآخر ، وبقي

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٣٩٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٤.

١٥٩

وسطها متجافياً فهي كالنابتة في المحلّين ، يجب غسل ما حاذى محل الفرض من ظاهرها وباطنها وما تحتها من محل الفرض.

مسألة ٤٦ : لو كان له يد زائدة ، فإن لم تتميز عن الاصلية وجب غسلهما معاً لعدم الأولوية ، وللأمر بغسل الأيدي.

وان علمت الزائدة ، فإن كانت تحت المرفق وجب غسلها أيضاً ، لأنّها جزء من اليد فأشبهت اللحم الزائد ، وإن كانت فوق المرفق ، فإن كانت قصيرة لا يحاذي منها شيء محل الفرض لم يجب غسلها.

وان كان منها شيء يحاذي مرفقه أو ذراعه ، فالأقرب عدم وجوب غسلها ، وعدم غسل المحاذي أيضاً ، لأنّ أصلها في غير محل الفرض ، فهي تابعة له.

ويحتمل الوجوب لوقوع اسم اليد عليها ، وكذا في القصيرة ، وللشافعية في غير القصيرة وجهان(١) .

فروع :

أ ـ لو كان له إصبع زائدة في كفه ، أو كف زائدة في ذراعه ، أو ذراع زائد وجب غسله ، لأنّه في محل الوضوء ، فهو تابع له ، وكذا لو كان له لحم نابت أو عظم.

ب ـ لو طالت أظافره فخرجت عن حدّ يده يحتمل وجوب غسله لأنّه جزء من اليد ، والعدم كالمسترسل من اللحية ، وللشافعية وجهان(٢) .

ج ـ الوسخ تحت الأظفار ، إن كان يمنع من إيصال الماء إلى البشرة

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٣٨٨ ، فتح العزيز ١ : ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، الشرح الكبير ١ : ١٦٤.

٢ ـ المجموع ١ : ٣٨٧ ، المهذب للشيرازي ١ : ٢٤.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

فرحت بمالك رقِّها

فرح الخَميلة(١) بالغدير

ألقصيدة(٢)

( ألشاعر )

ألشريف الرَّضي ذو الحسبين أبو الحسن محمَّد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمَّد بن موسى بن إبراهيم إبن الإمام أبي إبراهيم موسى الكاظمعليه‌السلام .

اُمّه السيِّدة فاطمة بنت الحسين بن أبي محمَّد الحسن الاُطروش بن عليَّ بن الحسن بن عليَّ بن عمر بن عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

والده أبو أحمد كان عظيم المنزلة في الدولتين العبّاسيَّة والبويهيَّة لقَّبه أبو نصر بهاء الدين بالطاهر الأوحد، وولي نقابة الطالبييَّن خمس مرّات، ومات وهو النقيب وذهب بصره، ولولا استعظام عضد الدولة أمره ما حمله على القبض عليه و حمله إلى قلعة بفارس، فلم يزل بها حتّى مات عضد الدولة فأطلقه شرف الدولة إبن العضد واستصحبه حين قدم بغداد، وله في خدمة الملّة والمذهب خطواتٌ بعيدةٌ، ومساعي مشكورةٌ، وقَدمٌ وقَدمٌ، ولد سنة ٣٠٤ وتوفي ليلة السبت ٢٥ جمادى الأولى سنة ٤٠٠(٣) ورثته الشعراء بمراث كثيرة، وممَّن رثاه ولداه المرتضى والرَّضي ومهيار الدَّيلمي ورثاه أبو العلاء المعرّي بقصيدة توجد في كتابه سقط الزند.

وسيِّدنا الشريف الرَّضي هو مفخرةٌ من مفاخر العترة الطاهرة، وإمامٌ من أئمَّة العلم والحديث والأدب، وبطلُ من أبطال الدين والعلم والمذهب، هو أوَّلٌ في كلِّ ما ورَثه سلفه الطاهر من علمٍ متدفّق، ونفسيَّات زاكية، وأنظارٍ ثاقبة.

وإباءٍ وشممٍ، وأدبٍ بارعٍ، وحسبٍ نقيٍّ، ونسبٍ نبويٍّ، وشرفٍ علويًّ، و مجدٍ فاطميٍّ، وسوددٍ كاظميٍّ، إلى فضائل قد تدفَّق سيلها الأتّي، ومئانر قد التطمت أواذيّها الجارفة، ومهما تشدَّق الكاتب فإنَّ في البيان قصوراً عن بلوغ مداه،

____________________

١ - ألخميلة:الشجرة الكثير الملتف الموضع الكثير الشجر المنهبط من الارض.

٢ - توجد في ديوانه ١ ص ٣٢٧ يمدح بها أباه في ( يوم الغدير ) ويذكر رد أملاكه عليه في سنة ٣٩٦.

٣ - صحاح الاخبار ص ٦٠، والدرجات الرفيعة، وعدة أخرى من الكتب والمعاجم.

١٨١

وللتنقيب تقاعساً عن تحديد غايته، وللوصف انحساراً عن استكناه حقيقته، وإنَّ دون ما تحلّى به من مناقبه الجمَّة، وضرائبه الكريمة، كلّ ما سردوه في المعاجم من ثناءٍ وإطراء مثل فهرست النجاشي ص ٢٨٣، يتيمة الدهر ٣ ص ١١٦، الأنساب للمجدي، تاريخ بغداد ٣ ص ٢٤٦، كامل إبن الأثير ٩ ص ٨٩، معالم العلماء ١٣٨، دمية القصر ص ٧٣، تاريخ ابن خلكان ٢ ص ١٠٦، المنتظم لابن الجوزي ٧ ص ٢٧٩، خلاصة العلّامة ٨١، صحاح الأخبار ص ٦١، الأنساب لأبي نصر البخاري، عمدة الطالب ١٨٣، تحفة الأزهار لأبن شدقم، تاريخ ابن كثير ١٢ ص ٣، مرآة الجنان ٣ ص ١٨، ألشذرات ٣ ص ١٨٢، شرح إبن أبي الحديد ١ ص ١٠، غاية الإختصار،

ألدرجات الرفيعة للسيِّد، مجالس المؤمنين ٢١٠، جامع الأقوال

نسمة السحر لليمني، لسان الميزان ٤ ص ٢٢٣، رياض الجنَّة للزنوزي

ألروضة البهيَّة للسيِّد، ملخَّص المقال، رجال إبن أبي جامع

ألإجازة للسّماهيجي، ألإتقان ص١٢١، منهج المقال ٢٩٣

تأسيس الشيعة ١٠٧، سمير الحاضر للشيخ علي، تنقيح المقال ص ١٠٧

أليتيمة للعاملي ص ١٨، تاريخ آداب اللغة ٢ ص ٢٥٧(١) أعلام الزركلي ٣ ص ٨٨٩ دائرة المعارف للبستاني ١٠ ص ٤٥٨، دائرة المعارف لفريد وجدي ٤ ص ٢٥١، مجلّة الهدى العراقيَّة في الجزء الثالث من السنة الاولى ص ١٠٦. معجم المطبوعات.

وتجد تحليل نفسيَّة ( الشريف الرَّضي ) الكريمة في ما ألّفه العلّامة الشيخ عبد الحسين الحلّي النجفي كمقدِّمة للجزء الخامس المطبوع من تفسيره فطبع معه في ١١٢ صحيفة ١ ]

وما نضد عقد جمانه الكاتب الشهير زكي مبارك في مجلّدين ضخمين مطبوعين أسماه ( عبقريَّة الرَّضي ٢ )

وقبلهما ما كتبه العلّامة ألشيخ محمَّد رضا بن شيخنا الحجَّة الشيخ هادي كاشف الغطاء ٣ ]

وأفرد زميلنا السيِّد علي أكبر البرقعي القمي كتاباً في ترجمته أسماه [ كاخ دلاويز ٤ ]

____________________

١ - اشتبه في تأليف المترجم وبيئة نشأته وتاريخ وفاته.

١٨٢

م - قال الأميني:كان البرقعي محمود السيرة، ميمون النقيبة، من روّار الفضيلة و الأدب، غير أنَّه تحزّب في الآونة الأخيرة بفئة ضالَّة ساقطة، واُصيب - ألعياذ بالله - بمتعسة أزالته عن مكانته، وأسفّته إلى هوَّة البوار، عصمنا الله من الزَّلل، وآمننا من الخطل، وحفظنا من خاتمة سوء ].

وكتب الدكتور محفوظ ترجمته في ٢٥٠ صحيفة سمّاها بـ [ الشريف الرضي ] طبعت في بيروت بمطبعة الريحاني ٥ [ولولدنا محمَّد هادي الأميني كتابٌ في ترجمته ٦ ]

وهناك مَن كتب(١) في عبقريَّته من المتطفِّلين على موائد الكتابة من الشباب الزائف في مصر، غير أنَّه كشف عن سوئة نفسه وخلّد لها شية العار على مرَّ الدهور، فطفق ينحو فيما حسبه خدمةً للرَّضي ونشراً لعبقريَّته النيل من سلفه الطاهر، وأخذ ينشر ما في علبة عداؤه على أهل البيت النبويِّ المقدَّس بالوقيعة في سيِّدهم سيِّد الوصيِّين وأمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، هنالك أبدى ضئولة رأيه، وسخف أنظاره، وخبث عنصره، فجاء كالباحث عن حتفه بظلفه، وهب أنَّه من قومٍ حِناق على آل الرسول صلوات الله عليهم لكنَّه لم يسلم من نعراته حتّى أئمَّة مذهبه، فقد جاثاهم وسلقهم بلسانٍ حديد، أنا لا اُحاول نقد كلماته حرفيّاً فإنَّها أسقط من ذلك، وإنَّ صاحبها أقلّ مِن أن ينوَّه به في الكتب، ولكن أسفي على مصر أن يشوِّه سمعتها الذَّنابي، أسفي على جامعتها أن لا تنفي عنها ما يُدنِّس مطارف فضلها القشيبة، أسفي على مطابعها أن تنشر السفاسف المخزية، أسفي أسفي أسفي.

أساتذته ومشايخه

١ - أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان النحوي المعروف بالسيرافي المتوفّى ٣٦٨ تلمّذ عليه في النحو وهو طفلٌ لم يبلغ عمره عشر سنين، ذكره إبن خلكان، واليافعي، وصاحب ( الدَّرجات الرفيعة ) نقلاً عن أبي الفتح إبن جنّي شيخ المترجَم.

٢ - أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي المتوفّى ٣٧٧ وله منه إجازة، يروي عنه في كتابه ( ألمجازات النبويَّة).

٣ - أبو عبد الله محمَّد بن عمران المرزباني المتوفّى ٣٨٤ وقيل ٧٨.

____________________

١ - هو محمد سيد الكيلاني افرد في المترجم كتاباً في ١٥٩ صفحة وسماء ب‍ ( الشريف الرضي )

١٨٣

٤ - أبو محمَّد ألشيخ الأقدم هارون بن موسى التلعكبري المتوفّى ٣٨٥.

٥ - أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي المتوفّى ٣٩٢ وقد أكثر النقل عنه في ( المجازات النبويَّة ).

٦ - أبو يحيى عبد الرحيم بن محمَّد المعروف بابن نباتة صاحب الخطب المتوفّى ٣٩٤.

٧ - ألشيخ الأكبر شيخنا المفيد أبو عبد الله إبن المعلّم محمَّد بن نعمان المتوفّى ٤١٣، قرأ عليه هو وأخوه علم الهدى المرتضى قال صاحب ( الدَّرجات الرفيعة ):كان المفيد رأى في منامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها:ألحسن والحسين عليهما السَّلام صغيرين فسلّمتهما إليه وقالت له:علمهما الفقه. فانتبه متعجِّباً من ذلك فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها إبناها:عليّ المرتضى ومحمَّد الرّضي. صغيرين فقام إليها وسلّم عليها فقالت له:أيَّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه. فبكى الشيخ وقصَّ عليها المنام وتولَّى تعليمهما وأنعم الله تعالى وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باقٍ ما بقي الدَّهر. وذكرها إبن أبي الحديد في شرحه ج ١ ص ١٣.

٨ - أبو الحسن عليُّ بن عيسى الربعي النحوي البغدادي المتوفّى ٤٢٠ كما في ( المجازات النبويَّة ) ص ٢٥٠، وقال المترجَم في تفسير قول تعالى:ربِّ إنّي وضعتها اُنثى والله أعلم بما وضعت:قال لي شيخنا أبو الحسن عليُّ بن عيسى النحوي صاحب أبي علي الفارسي، وهذا الشيخ كنتُ بدأتُ بقرائة النحو عليه قبل شيخنا أبي الفتح عثمان، بن جنّي، فقرأتُ عليه مختصر الجرمي، وقطعة من كتاب الايضاح لأبي علي الفارسي، ومقدّمة أملاها عليَّ كالمدخل إلى النحو، وقرأت عليه العروض لأبي إسحاق الزجّاج والقوافي لأبي الحسن الأخفش.

٩ - ألقاضي عبد الجبّار أبو الحسن بن أحمد الشافعيّ المعتزلي، قرأ عليه كما في ( المجازات النبويَّة ).

١٠ - أبو بكر محمَّد بن موسى الخوارزمي، قرأ عليه في الفقه كما في ( المجازات ) ص ٩٢.

١٨٤

١١ - أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، يروي عنه الحديث كما في ( المجازات ) ص ١٥٥.

١٢ - أبو القاسم عيسى بن عليِّ بن عيسى بن داود بن الجراح، شيخه في الحديث كما في ( المجازات ) ص ١٥٣.

١٣ - أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد الأسدي الأكفاني.

١٤ - أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمَّد الطبري الفقيه المالكي، تلمّذ عليه في عنفوان شبابه كما في ( المنتظم ) لابن الجوزي وغيره.

تلامذته والرواة عنه

ويروي عنه جمعٌ من أعيان الطايفة وأعلام العامَّة منهم:

١ - شيخ الطائفة ابو جعفر محمَّد بن الحسن الطوسي المتوفّى ٤٦٠.

٢ - ألشيخ جعفر بن محمَّد الدوريستي.

٣ - ألشيخ أبو عبد الله محمَّد بن علي الحلواني كما في الإجازات.

٤ - ألقاضي أبو المعالي أحمد بن عليِّ بن قدامة المتوفّى ٤٨٦، كما في كثير من إجازات أعلام الدين.

٥ - أبو زيد السيِّد عبد الله بن علي كيابكي ابن عبد الله الحسيني الجرجاني، كما في إجازة الشهيد الثاني لوالد شيخنا البهائي العاملي، وإجازة مولانا المجلسي الأوَّل لولده العلّامة المجلسي.

٦ - أبو بكر احمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي، وهو من أجلّاء تلمذة المترجَم وأخيه الشريف المرتضى كما في ( المقابيس ) للعلّامة الحجَّة التستري.

٧ - أبو منصور محمَّد بن أبي نصر محمَّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري المعدّل كما في ( قصص الأنبياء ) للراوندي.

٨ - ألقاضي السيِّد أبو الحسن عليّ بن بندار بن محمَّد الهاشمي يروي عن المترجَم وأخيه علم الهدى المرتضى كما في إجازة الشيخ عبد الله السماهيجي الكبيرة للشيخ ياسين وإجازته للشيخ ناصر الجارودي سنة ١١٢٨

٩ - ألشيخ المفيد عبد الرَّحمن بن أحمد بن يحيى النيسابوري يروي عن المترجَم

١٨٥

وأخيه علم الهدى جميع مصنَّفاتهما بلا واسطة كما في إجازة الشيخ عبد الله السماهيجي الكبيرة المذكورة.

تآليفه وكتبه

١ - ( نهج البلاغة ) :كان يهتمّ بحفظه حملة العلم والحديث في العصور المتقادمة حتّى اليوم ويتبرَّكون بذلك كحفظ القرآن الشريف، وعُدَّ من حَفظته في قرب عهد المؤلِّف ألقاضي جمال الدين محمَّد بن الحسين بن محمَّد القاساني، فإنّه كان يكتب ( نهج البلاغة ) من حفظه كما ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته. م - ومن حُفّاظه في القرون المتقادمة الخطيب أبو عبد الله محمَّد الفارقي المتوفّى ٥٦٤ كما ذكره إبن كثير في تاريخه ١٢ ص ٢٦٠، وابن الجوزي في ( المنتظم ) ١٠ ص ٢٢٩ ].

ومن حفظة المتأخِّرين له العلّامة الورع السيِّد محمَّد اليماني المكّي الحائري المتوفّى في الحائر المقدَّس سنة ١٢٨٠ في ٢٨ ربيع الأوَّل.

ومنهم العالم المؤرِّخ الشاعر الشيخ محمَّد حسين مروَّة الحافظ العاملي، حكى سيِّدنا صدر الدين الكاظمي عن العلّامة الشيخ موسى شرارة:انَّه كان يحفظ تمام قاموس اللغة، وشرح نهج البلاغة لإبن ابي الحديد، وأربعين ألف قصيدة. ا ه‍. ونقل بعض الأعلام:انَّه كان حافظاً لكامل إبن الأثير من أوَّله إلى آخره. ذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء.

وقد توالت عليه الشروح منذ عهد قريب من عصر المترجَم له بما يربو على السبعين شرحاً وممَّن شرحه:

١ - ألسيد عليّ بن الناصر المعاصر لسيِّدنا الشريف الرَّضي شرحه وأسما شرحه ب‍ ( أعلام نهج البلاغة ) وهو أوَّل الشروح وأقدمها.

٢ - أحمد بن محمَّد الوبري من أعلام القرن الخامس.

٣ - ضياء الدين أبو الرضا فضل الله الراوندي علّق عليه سنة ٥١١.

٤ - أبو الحسن عليُّ بن أبي القاسم زيد بن أميرك محمَّد بن أبي علي الحسين إبن أبي سليمان فندق بن أيّوب بن الحسن بن أحمد بن عبد الرَّحمن بن عُبيد الله بن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيّوب بن خُزيمة بن عمر بن خُزيمة بن ثابت ذي الشهادتين

١٨٦

صاحب رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم البيهقي النيسابوري من مشايخ ابن شهر آشوب قرأ نهج البلاغة على الشيخ الحسن بن يعقوب القارئ سنة ٥١٦ وشرحه وأسماه بـ‍ ( معارج نهج البلاغة ) ولد يوم السبت سابع وعشرين شعبان في سبزوار ومات سنة ٥٦٥(١) .

٥ - أبو الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدين الراوندي المتوفّى ٥٧٣ أسما شرحه بـ‍ ( منهاج البراعة ).

٦ - ألشيخ أبو الحسين محمَّد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري الشهير بقطب الدين الكيدري، له شرحه الموسوم ب‍ ( حدايق الحقايق ) فرغ من تأليفه سنة ٥٧٦.

٧ - أفضل الدين الحسن بن عليّ بن أحمد الماهابادي، أحد مشايخ صاحب الفهرست ألشيخ منتجب الدين المتوفّى بعد سنة ٥٨٥(٢) .

٨ - ألقاضي عبد الجبّار المردَّد بين جمعٍ(٣) مقارنين بعصر شيخ الطائفة ذكره العلّامة النوري في ( المستدرك ).

٩ - ألفخر الرازي محمَّد بن عمر الطبري الشافعيّ المتوفّى ٦٠٦ كما صَّرح به القفطي في ( تاريخ الحكماء ).

١٠ - أبو حامد عزُّ الدين عبد الحميد الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي المدايني المتوفّى سنة ٦٥٥، له شرحه الدائر الذي إختصره المولى سلطان محمود الطبسي الآتي ذكره.

١١ - ألسيِّد رضي الدين أبو القاسم عليُّ بن موسى بن طاوس الحسيني المتوفّى سنة ٦٦٤.

____________________

١ - ترجمه الحموي في ( معجم الادباء ) ٥ ص ٢٠٨ نقلا عن كتابه ( مشارب التجارب ) وعد شرح النهج من تاليفه، فما في ( كاخ دلاويز ) ص ١١٦ من نفى صحة نسبة الشرح إليه ردا على ابن يوسف الشيرازي في غير محله، كما اشتبه عليه في قوله:ان البيهقي اول شارح الكتاب.

٢ - اسم الشارح أفضل الدين الحسن لا أبو الحسن كما في بعض المعاجم.

٣ - ألا وهم الفقهاء الافذاذ:القاضي ركن الدين عبد الجبار بن علي الطوسي، والقاضي عبد الجبّار بن فضل الله، وعبد الجبار بن منصور، والشيخ عبد الجبار بن احمد، والشيخ عبد الجبار بن عبد الله المقري الرازي، وعبد الجبار بن محمد الطوسي، وابو علي عبد الجبار بن الحسين.

١٨٧

١٢ - أبو طالب تاج الدين المعروف بابن الساعي علّي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله البغدادي المتوفّى ٦٧٤، صاحب التآليف الكثيرة منها شرح نهج البلاغة كما في ( منتخب المختار ) ص ١٣٨.

١٣ - كمال الدين الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني المتوفّى ٦٧٩، له شرحه الكبير والمتوسط والصغير.

١٤ - ألشيخ أحمد بن الحسن الناوندي، من أعلام القرن السابع تلميذ الشيخ جمال الدين الوراميني، له حواش كثيرة على ( نهج البلاغة ) من تقريرات استاده المذكور.

١٥ - ألعلّامة الحلّي جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهَّر المتوفّى ٧٢٦.

١٦ - ألشيخ كمال الدين إبن عبد الرَّحمن بن محمَّد بن إبراهيم العتائقي الجلّي أحد أعلام القرن الثامن له شرحه الكبير في أربع مجلّدات.

١٧ - يحيى بن حمزة العلوي اليمني من أئمَّة الزيديَّة المتوفّى ٧٤٩، إقتصر في شرحه على حلِّ عويصاته اللغويَّة.

١٨ - سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني الشافعيّ المتوفّى ٧٩١ / ٢ / ٣.

١٩ - ألسيِّد أفصح الدين محمّد بن حبيب الله بن أحمد الحسيني، فرغ من شرحه شهر صفر سنة ٨٨١(١)

٢٠ - ألمولى قوام الدين يوسف بن حسن الشهير بقاضي بغداد المتوفّى حدود سنة ٩٢٧.

٢١ - أبو الحسن عليُّ بن الحسن الزواري، من تلمذة المحقِّق الكركي شرحه بالفارسيَّة وأسماه ب‍ ( روضة الأبرار ) فرغ منه سنة ٩٤٧.

٢٢ - ألمولى جلال الدين الحسين بن خواجة شرف الدين عبد الحقّ الأردبيلي المعروف بالإ~لهي المتوفّى ٩٥٠، شرحه بالفارسيّة ويسمّى بـ ( منهج الفصاحة ).

____________________

١ - ذكر البحاثة ابن يوسف الشيرازي في ترجمته ( ما هو نهج البلاغة ) شرحين أحدهما ص ١٧ للسيد أفصح الدين المذكور والاخر في ص ٢٦ للسيد أفصح الدين الاخر ولم يعرف مؤلفه، وهو اشتباه واضح وليس هناك الا شرح واحد لرجل واحد.

١٨٨

٢٣ - ألمولى فتح الله بن المولى شكر الله القاشاني المتوفّى ٩٨٨، له شرحه الفارسي المطبوع الموسوم به [ تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين]

٢٤ - عزُّ الدين عليُّ بن جعفر شمس الدين الآملي من تلمذة الشيخ عليّ بن هلال الجزائري له شرحه بالفارسيَّة.

٢٥ - ألمولى عماد الدين علي القاري الاسترابادي أحد أعلام القرن العاشر له تعليق على الكتاب.

٢٦ - ألمولى شمس بن محمَّد بن مراد ترجم شرح إبن أبي الحديد المعتزلي سنة ١٠١٣.

٢٧ - شيخنا البهائي العاملي المتوفّى ١٠٣١، له شرح نهج البلاغة ولم يتم، ذكره البرقعي فيما كتبه إلينا.

٢٨ - ألشيخ الرئيس أبو الحسن ميرزا القاجاري، له شرحه لم يتمّ، كتبه إلينا ألسيِّد البرقعي.

٢٩ - ألشيخ نور محمَّد بن القاضي عبد العزيز بن القاضي طاهر محمَّد المحلّي شرحه فارسيّاً سنة ١٠٢٨.

٣٠ - ألمولى عبد الباقي الخطّاط الصوفي التبريزي المتوفّى ١٠٣٩ شرحه بالفارسيَّة وسمّاه بـ‍ [ منهاج الولاية ](١)

٣١ - ألمولى نظام الدين عليّ بن الحسن الجيلاني يسمّى شرحه بـ‍ [ أنوار الفصاحة ] فرغ من أوَّل مجلّداته الثلاث ٤ ربيع الأوَّل سنة ١٠٥٣.

٣٢ - ألشيخ حسين بن شهاب الدين بن الحسين العاملي الكركي المتوفّى ١٠٧٦ عن ٦٨ سنة.

٣٣ - فخر الدين عبد الله بن المؤيّد بالله لخّص شرح إبن أبي الحديد وأسماه [ ألعقد النضيد المستخرج من شرح إبن أبي الحديد ] توجد منه نسخةٌ مؤرَّخةٌ بسنة ١٠٨٠.

____________________

١ - ذكر البحاثة ابن يوسف الشيرازي في ترجمة ( ما هو نهج البلاغة ) ص ١٩ شرحاً للمولى عبد الباقي ولم يسمه. وذكر في ص ٢٥ الشرح ( منهاج الولاية ) ولم يعرف مؤلفه،

١٨٩

٣٤ - ألسيَّد ماجد بن محمَّد البحراني المتوفّى ١٠٩٧ لم يتمّ شرحه.

٣٥ - ألشيخ محمّد مهدي بن أبي تراب السهندي شرحه باللغة الفارسيَّة وفرغ منه شهر رمضان سنة ١٠٩٧.

٣٦ - ميرزا علاء الدين محمَّد گلستانه المتوفّى ١١٠٠ يُسمّى شرحه بـ [ حدائق الحقائق ] وشرحه الآخر الصغير ب‍ [بهجة الحدائق ].

٣٧ - ألسيِّد حسن بن مطهر بن محمَّد اليمني الجرموزي الحسني المولود ١٠٤٤ والمتوفّى ١١١٠، له شرحه ذكره له الشوكاني في ( البدر الطالع ) ١ ص ٣١١.

٣٨ - ألمولى تاج الدين حسن المعروف بملّا تاجا والد شيخنا الفاضل الهندي المتوفّى ١١٣٧ له شرحٌ فارسيُّ يوجد في إصبهان.

٣٩ - ألمولى محمَّد صالح بن محمَّد باقر الروغني القزويني من أعلام القرن الحادي عشر شرحه فارسيّاً طبع بايران(١) .

٤٠ - ألسيِّد نعمة الله بن عبد الله الجزائري التستري المتوفّى ١١١٢ له شرحه في ثلاث مجلّدات.

٤١ - ألمولى سلطان محمود بن غلام علي الطبسي القاضي من تلمذة العلّامة المجلسي.

٤٢ - ألمولى محمَّد رفيع بن فرج الجيلاني المتوفَّى بالمشهد الرضوي حدود ١١٦٠.

٤٣ - ألشيخ محمَّد علي بن ألشيخ أبي طالب الزاهدي الجيلاني الإصبهاني المتوفّى في الهند ١١٨١ له شرح بعض خطبه.

٤٤ - ألسيِّد عبد الله بن محمَّد رضا الشبَّر الحسيني الكاظمي المتوفّى ١٢٤٢، له شرحان.

٤٥ - ألأمير محمَّد مهدي الخاتون آبادى الإصبهاني المتوفَّى ١٢٦٣، له شرحه بالفارسيَّة.

٤٦ - ألحاج ألسيِّد محمَّد تقي بن الأمير محمَّد مؤمن الحسيني القزويني المتوفّى

____________________

١ - خفى مؤلف هذا الشرح على صاحب ( وقايع الايام ) وذكره للحاج المولى صالح البرغاني القزويني، وتبعه البرقعي في ( كاخ دلاويز ) والبحاثة ابن يوسف الشيرازي في ترجمة ( ما هو نهج البلاغة ).

١٩٠

١٢٧٠، له شرحه بالفارسيَّة.

٤٧ - ميرزا باقر النوّاب بن محمَّد بن محمَّد اللاهجي الإصبهاني، كتب له شرحاً بالفارسيَّة بأمر السلطان فتحعلي شاه القاجار وطبع بايران.

٤٨ - ألحاج نصر الله بن فتح الله الدزفولي، ترجم شرح إبن أبي الحديد بالفارسيَّة وزاد عليه تحقيقاته بأمر السلطان ناصر الدين شاه القاجار وفرغ منه سنة ١٢٩٢.

٤٩ - ألسيِّد صدر الدين بن محمَّد باقر الموسوي الدزفولي، من تلمذة آقا محمّد البيد آبادي.

٥٠ - ألسيِّد مفتي عبّاس المتوفّى ١٣٠٦ ( أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر ) عدَّه البرقعي فيما كتبه إلينا من شرّاحه.

٥١ - ألمولى أحمد بن علي أكبر المراغي نزيل تبريز والمتوفّى ٥ محرَّم سنة ١٣١٠ علَّق على مشكلاته.

٥٢ - ألشيخ بهاء الدين محمّد ( أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر ) له شرحه ذكره البرقعي فيما كتبه إلينا.

٥٣ - ألاُستاذ محمّد حسن نائل المرصفي، شرح مشكلات لغاته طبع بمصر تعليقاً عليه سنة ١٣٢٨

٥٤ - ألشيخ محمّد عبده المتوفّى سنة ١٣٢٣.

٥٥ - ألحاج ميرزا حبيب الله الموسوي الخوئي المتوفّى حدود ١٣٢٦، له شرحه الكبير الموسوم بـ‍ ( منهاج البراعة).

٥٦ - ألشيخ جواد الطارمي بن الحاج المولى محَّرم علي الزنجاني المتوفّى سنة ١٣٢٥، له شرحه الموسوم ب‍ـ ( شرح الإحتشام على نهج بلاغة الإمام ).

٥٧ - ألحاج ميرزا إبراهيم الخوئي الشهيد سنة ١٣٢٥، له شرحه المسمّى بـ‍ ( الدرَّة النجفيَّة ) طبع في تبريز سنة ١٢٩٣.

٥٨ - جهانگيرخان القشقائي المتوفّى بإصبهان سنة ١٣٢٨.

٥٩ - ألسيد أولاد حسن بن محمّد حسن الهندي المتوفّى سنة ١٣٣٨، يُسمّى شرحه ب‍ـ [ الإشاعة ].

١٩١

٦٠ - ألشيخ محمّد حسين بن محمّد خليل الشيرازي المتوفّى ١٣٤٠.

٦١ - ألسيِّد علي أطهر الكهجوي الهندي المتوفّى في شعبان سنة ١٣٥٢.

٦٢ - ألاُستاذ محيي الدين الخيّاط نزيل بيروت طبع شرحه في ثلث مجلّدات.

٦٣ - ألسيِّد ذإكر حسين أختر الدهلوي المعاصر شرحه بلغة اردو.

٦٤ - ألاُستاذ محمّد بن عبد الحميد المصري زاد على شرح الشيخ محمّد عبده بعض إفاداته وطبع.

٦٥ - ألسيِّد ظفر مهدي اللكهنوي له شرحه بلغة اردو.

٦٦ - ألسيِّد هبة الدين محمّد علي الشهرستاني، له شرحه الموسوم بـ‍ [ بلاغ المنج ]

٦٧ - ألشيخ محمّد علي بن بشارة الخيقاني، له شرحه ذكره له ألشيخ أحمد النحوي في قصيدة يمدحه بها فقال:

ولقد كسى نهج البلاغة فكره

شرحاً فأظهر كلّ خافٍ مضمرِ

وكتب إلينا البرقعي من شُرّاحه.

٦٨ - ميرزا محمّد تقي الألماسي حفيد العلّامة المجلسي قال:له شرحه بالفارسيَّة لم يتمّ.

٦٩ - ألشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم.

٧٠ - ألشيخ عبد الله بن سليمان البحراني السماهيجي.

٧١ - ألحاج المولى علي العلياري التبريزي.

٧٢ - ألشيخ ملّا حبيب الله الكاشاني صاحب التآليف القيِّمة.

٧٣ - ألسيَد عبد الحسين الحسيني آل كمّونة البروجردي.

٧٤ - ميرزا محمّد علي بن محمّد نصير چهاردهي الگيلاني، له شرحه في ثلاث مجلّدات.

٧٥ - ميرزا محمّد علي قراجه داغي التبريزي.

٧٦ - ألأستاذ محمّد محيي الدين عبد الحميد المدرِّس في كلّية اللغة العربيَّة بالأزهر، زاد على شرح ألشيخ محمّد عبده زيادات هامّة طبعت مع الأصل والشرح بمصر في مطبعة الإستقامة.

م - ووقفنا على آثار قيِّمة أو مآثر خالدة حول ( نهج البلاغة ) لجمع ممّن عاصرناهم ألاوهم:

١٩٢

٧٧ - ألحاج ميرزا خليل الصيمري الكمرئي الطهراني، شرح النهج وأطنب في أربع وعشرين مجلّدا، طبع بعض تلكم الأجزاء الضخمة الفخمة القيِّمة بطهران.

٧٨ - ألسيِّد محمود الطالقاني، شرحه في عدَّة مجلّدات طبع غير واحد منها.

٧٩ - ألحاج السيِّد علي النقيّ فيض الاسلام الإصبهاني، ترجمه في ست مجلّدات، طبعت في طهران بأجود خطّ وأحسن ورق.

٨٠ - ألحاج ميرزا محمّد علي الأنصاري القميّ ترجمه نظماً ونثراً بالفارسيَّة في عدَّة مجلّدات وقفت على ثلاث منها مطبوعة بأجمل هيئة وأبهى صورة.

٨١ - جواد فاضل ترجم جملة من خطبه بالفارسية بأسلوب بديع وبيان مليح ].

مؤلف نهج البلاغة

كلُّ هؤلاء الأعلام لا يشكّون في أنَّ الكتاب من تآليف الشريف الرَّضي، و تصافقهم على ذلك معاجم الشيعة جمعاء، فلن تجد من ترجمة من أربابها إلّا ناصّاً على صحَّة النسبة وجازماً باستقامة النسب منذ عصر المؤلِّف وإلى اليوم الحاضر، اُنظر فهرست أبي العبّاس النجاشي المتوفّى ٤٥٠، وفهرست الشيخ منتجب الدين المتوفّى ٥٨٥ و و و.

وتُنبئ القارئ عن صحَّة النسبة إجازات حملة العلم والحديث لأصحابهم منها:

١ - إجازة الشيخ محمّد بن علي بن أحمد بن بندار للشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين برواية الكتاب [ نهج البلاغة ] في جمادى الاُخرى سنة ٤٩٩.

٢ - إجازة الشيخ عليّ بن فضل الله الحسيني لعليِّ بن محمّد بن الحسين المتطبِّب برواية الكتاب في رجب سنة ٥٨٩.

٣ - إجازة الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى الحلّي للسيِّد عزّ الدين الحسن بن عليّ المعروف بابن الأبرز برواية الكتاب في شعبان سنة ٦٥٥.

٤ - إجازة العلّامة الحلّي لبني زهرة في سنة ٧٢٣.

٥ - إجازة السيِّد محمّد بن الحسن بن أبي الرِّضا العلوي لجمال الدين إبن أبي المعالي سنة ٧٣٠.

٦ - إجازة فخر الدين محمّد بن العلّامة الحلّي لابن مظاهر في سنة ٧٤١.

١٩٣

٧ - إجازة شيخنا الشهيد الأوَّل للشيخ إبن نجدة سنة ٧٧٠.

٨ - إجازة الشيخ عليِّ بن محمّد بن يونس البياضي صاحب [ الصِّراط المستقيم ] للشيخ ناصر بن إبراهيم البُويهي الحساوي سنة ٨٥٢.

٩ - إجازة الشيخ عليِّ المحقِّق الكركيِ للمولى حسين الأسترابادي في سنة ٩٠٧.

١٠ - إجازة الشيخ المحقِّق الكركي للشيخ إبراهيم سنة ٩٣٤.

١١ - إجازة المحقِّق الكركي للقاضي صفيِّ الدين عيسى سنة ٩٣٧.

١٢ - إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي في سنة ٩٤١.

١٣ - إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني الكبيرة.

١٤ - إجازة الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون للمولى عبد الله التستري في سنة ٩٨٨.

١٥ - إجازة الشيخ محمَّد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون للسيِّد ظهير الدين الهمداني في سنة ١٠٠٨.

١٦ - إجازة العلّامة المجلسي الأوَّل لتلميذه آقا حسين الخونساري سنة ١٠٦٢

١٧ - إجازة العلّامة المجلسي الأوّل الكبيرة لولده العلّامة المجلسي المؤرَّخة بسنة ١٠٦٨.

١٨ - إجازة الشيخ صالح بن عبد الكريم للمولى محمَّد هادي بن محمَّد تقي الشولستاني سنة ١٠٨٠.

١٩ - إجازة المجلسي الثاني للسيد ميرزا إبراهيم النيسابوري سنة ١٠٨٨.

٢٠ - إجازة العلامة المجلسي للسيِّد نعمة الله الجزائري سنة ١٠٩٦. وغيرها من الإجازات.

وقبل هذه كلّها نصوص الشريف الرَّضي نفسه في كتبه بذلك فقال في الجزء الخامس من تفسيره ص ١٦٧:ومن أراد أن يعلم زمان ما أشرنا إليه من ذلك فليمعن النظر في كتابنا الذي ألَّفناه ووسمناه [ بنهج البلاغة ] وجعلناه يشتمل على مختار جميع الواقع إلينا من كلّام أمير المؤمنينعليه‌السلام في جميع الأنحاء والأغراض والأجناس والأنواع من خطب وكتب ومواعظ وحكم وبوَّبناه أبواباً ثلاثة. إلخ.

١٩٤

وقال في كتابه [ المجازات النبويّة ](١) ص ٢٢٣:وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم، [ نهج البلاغة ] الذي أوردنا فيه مختار جميع كلامه.

وقال في ص ٤١ من المجازات:وقد ذكرنا ذلك في كتابنا الموسوم بـ [ نهج البلاغة ]

وقال في ص ١٦١:قد ذكرنا الكلام في كتابنا الموسوم بـ‍ [ نهج البلاغة ].

وقال في ص ٢٥٢:قد ذكرناه في جملة كلامهعليه‌السلام لكميل بن زياد النخعي في كتاب ( نهج البلاغة ).

وقال في أواخر ( نهج البلاغة ) في شرح قولهعليه‌السلام : ألعين وكاء السنة:قال الرَّضي وقد تكلّمنا في هذه الإستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبويَّة.

وقال في ديباجة ( نهج البلاغة ):فإنِّي كنت في عنفوان السنّ، وغضاضة الغصن إبتدأت بتأليف كتاب في خصائص الائمَّة عليهم السَّلام يشتمل على محاسن أخبارهم و جواهر كلامهم. إلخ. وكتاب الخصايص المذكور موجودٌ بين أيدينا ولم يختلف فيه اثنان انَّه للشريف الرَّضي.

فما تورَّط به بعض الكتبة من نسبة الكتاب إلى أخيه علم الهدى وإتَّهامه بوضعه(٢) أو وضع بعض ما فيه على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام والدَّعوى المجرَّدة ببطلان أكثر ما فيه وعزو ذلك إلى سيَدنا الشريف الرَّضي(٣) الذي عرفت موقفه العظيم من الثقة و العلم والجلالة، أو الترديد فيمن وضعه وجمعه بينهما(٤) ممّا لا يُقام له في سوق الحقايق وزن، وليس له مناخٌ إلّا حيث تربض فيه العصبيَّة العمياء، ويكشف عن جهل اولئك المؤلِّفين برجال الشيعة وتآليفهم، وأعجب ما رأيت كلمة الذهبي في طبقاته ج ٣ ص ٢٨٩ وفيها [ يعني سنة ٤٣٦ ] تُوفّي شيخ الحنفيِّة العلّامة المحدِّث أبو عبد الله الحسين بن موسى الحسيني الشريف الرَّضي واضع كتاب [ نهج البلاغة ].

قال إبن أبي الحديد ج ٢ ص ٥٤٦ بعد ذكر خطبة إبن أبي الشحماء العسقلاني

____________________

١ - كون المجازات النبوية للشريف الرضي من المتسالم عليه لم يختلف فيه اثنان.

٢ - ميزان الاعتدال ٢ ص ٢٢٣، ودائرة المعارف للبستاني ١٠ ص ٤٥٩، تاريخ آداب اللغة ٢ ص ٢٨٨.

٣ - كما في ميزان الاعتدال، ولسان الميزان ٤ ص ٢٢٣.

٤ - تاريخ ابن خلكان ١ ص ٣٦٥، مرآة الجنان لليافعي ج ٣ ص ٥٥.

١٩٥

الكاتب:هذه أحسن خطبة خطبها هذا الكاتب وهي كما تراها ظاهرة التكلّف بيِّنة التوليد، تخطب على نفسها، وإنَّما ذكرت هذا لأنَّ كثيراً من ارباب الهوى يقولون:إنَّ كثيراً من ( نهج البلاغة ) كلامٌ محدثٌ صنعه قومٌ من فصحاء الشيعة، وربّما عزوا بعضه إلى الرَّضي أبي الحسن وغيره، وهؤلاء قومُ أعمت العصبيَّة أعينهم فضلّوا عن النهج الواضح، وركبوا بيِّنات الطريق ضلالا، وقلّة معرفة بأساليب الكلام، وأنا أوضح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط فأقول:لا يخلو إمّا أن يكون كلّ ( نهج البلاغة ) مصنوعاً منحولاً أو بعضه، والأوَّل باطلٌ بالضَّرورة لأنّا نعلم بالتواتر صحَّة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وقد نقل المحدِّثون كلّهم أو جلّهم والمؤرِّخون كثيراً منه وليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرضٍ في ذلك، والثاني يدلُّ علي ما قلناه لأنّ من قد أنس بالكلام والخطابة وشدا طرفاً من علم البيان وصار له ذوقٌ في هذا الباب لا بدَّ أن يفرِّق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الأصيل والمولّد، وإذا وقف علي كرّاسٍ واحدٍ يتضمَّن كلاماً لجماعة من الخطباء أو لاءثنين منهم فقط فلا بدَّ أن يفرِّق بين الكلامين ويميِّز بين الطريقين، ألا ترى ؟ إنّا مع معرفتنا بالشعر ونقده لو تصفَّحنا ديوان أبي تمام فوجدناه قد كتب في أثنائه قصايد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام ونَفَسه وطريقته ومذهبه في القريض، ألا ترى ؟ أنَّ العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصايد كثيرة منحولة إليه لمباينتها لمذهبه في الشعر، وكذلك حذفوا من شعر أبي نواس شيئاً كثيراً لما ظهر لهم انَّه ليس من ألفاظه ولا من شعره، وكذلك غيرهما من الشعراء، ولم يعتمدوا في ذلك إلّا على الذوق خاصَّة، وأنت إذا تأمّلت ( نهج البلاغة ) وجدته كلّه ماءً واحداً ونفساً واحداً واُسلوباً واحداً كالجسم البسيط الذي ليس بعضٌ من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهيَّة، وكالقرآن العزيز أوَّله كأوسطه وأوسطه كآخره، وكلُّ سورة منه و كلّ آية مماثلةٌ في المأخذ والمذهب والفنّ والطريق والنظم لباقي الآيات والسّور، ولو كان بعض ( نهج البلاغة ) منحولاً وبعضه صحيحاً لم يكن ذلك كذلك، فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم أن الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام

واعلم أنَّ قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قَبل له به لأنّا متى فتحنا

١٩٦

هذا الباب وسلّطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو لم نثق بصحَّة كلام منقول عن رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم أبداً وساغ لطاعنٍ أن يطعن ويقول:هذا الخبر منحولٌ، وهذا الكلام مصنوعٌ، وكذلك ما نُقل عن أبي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والأدب وغير ذلك، وكلّ أمر جعله هذا الطاعن مستنداً له فيما يرويه عن النبيَّصلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمَّة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسِّلين والخطباء، فلنا صري أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يستعدَّ إلى مثله فيما يروونه عنه من (نهج البلاغة ) وغيره وهذا واضحٌ. ا ه‍.

وقال في ج ١ ص ٦٩ في آخر الخطبة الشقشقيَّة:حدَّثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة قال:قرأت على الشيخ أبي محمَّد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشّاب ( المتوفّى ٥٦٨ ) هذه الخطبة ( يعني الشقشقية ) فلمّا انتهيت إلى هذا الموضع ( يعني قول إبن عبّاس:فوالله ما أسفت. إلخ ) قال لي:لو سمعت إبن عبّاس يقول هذا لقلت له:وهل بقي في نفس إبن عمِّك أمرٌ لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسَّف أن لا يكون بلّغ من كلامه ما أراد؟! والله ما رجع عن الأوَّلين ولا عن آخرين ولا بقي في نفسه أحدٌ لم يذكره إلّا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال مصدق:وكان إبن الخشّاب صاحب دعابة وهزل قال:فقلت له:أتقول إنّها منحولةٌ ؟! فقال:لا والله وانّي لأعلم أنَّها كلامه كما أعلم انَّك مصدق:قال:فقلت له:إنَّ كثيراً من الناس يقولون:إنَّها من كلّام الرَّضي رحمه الله تعالى، فقال:أنّى للرَّضي ولغير الرضي هذا النَفَس وهذا الاُسلوب ؟! قد وقفنا على رسائل الرَّضي وعرفنا طريقته وفنَّه في الكلام المنثور وما يقع من هذا الكلام في خلّ ولا خمر. قال:والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتبٍ صُنّفت قبل أن يُخلق الرَّضي بمائتي سنة ولقد وجدتها مسطورةً بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلق النقيب أبو أحمد والد الرَّضي، قلت:وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديِّين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يُخلق الرَّضي بمدّة طويلة، ووجدت ايضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلّمي الإماميَّة وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب ( الإنصاف ) وكان أبو جعفر

١٩٧

هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرَّضي رحمه الله تعالى موجوداً. ا ه‍.

وقد أفرد العلّامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء كتاباً في ٦٦ صحيفة حول الكتاب ودفع الشبهات عنه بعد نقلها، وقد جمع فأوعى وتبسَّط فأجاد(١) وألقي الشيخ محمّد عبده حول الكتاب كلمات ضافية في شرحه، وأطال البحث عنه وعن إعتباره الأستاذ حسين بستانه اُستاذ الأدب العربي في الثانويَّة المركزيَّة [ سابقاً ] تحت عنوان ( أدب الإمام عليّ ونهج البلاغة ) وتعرّض الأوهام الحائمة حول النهج، نشر في العدد الرابع من أعداد السنة الخامسة من مجلّة ( الاعتدال ) النجفيَّة الغرّاء، وللعلّامة السيِّد هبة الدين الشهرستاني تأليفٌ حول إعتبار ما في النهج ومحلّه من الرفعة والبذخ عند العالمين تحت عنوان ( ما هو نهج البلاغة ) طبع في صيدا، وترجمه إلى الفارسيَّة أحد فضلاء ايران في عاصمتها ( طهران ) وزاد عليه بعض الفوايد.

ومن تآليف سيدنا الرضي

٢ - خصائص الأئمَّة ذكره مؤلِّفه في صدر ( نهج البلاغة ) وأطراه، وعندنا منه نسخة وقد شرح فيه بعض كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام وذكر اسمه في غير موضع واحد، والعجب عن العلّامة الحلّي وكلامه حوله قال:توجد في العراق نسخٌ باسمه تشبهه في المنهج لكن لم تصحّ نسبتها.

٣ - مجازات الآثار النبويَّة طبع ببغداد سنة ١٣٢٨.

٤ - تلخيص البيان عن مجاز القرآن، ذكره في مواضع من كتابه المجازات النبويَّة ص ٢، ٣، ٩، ١٤٥.

٥ - حقايق التأويل في متشابه التنزيل، وهو تفسيره ذكره في كتابه ( المجازات النبويَّة ) يعبِّر عنه تارةً بحقايق التأويل. واُخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن، وعبَّر عنه النجاشي بحقايق التنزيل، وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن.

٦ - معاني القرآن، وهو كتابه الثالث في القرآن ذكره له إبن شهر اشوب في ( المعالم ) ص ٤٤ وقال يتعذَّر وجود مثله، وقال النسّابة العمري في ( المجدي ) شاهدت

____________________

١ - طبع مع كتابه ( مستدرك نهج البلاغة ) في النجف الاشرف.

١٩٨

له جزؤا مجلّداً من تفسير منسوب إليه في القرآن مليح حسن، يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر، وقال إبن خلكان:يتعذَّر وجود مثله دلّ على توسّعه في علم النحو واللغة. ولعلَّ الممدوح هو تفسيره السابق.

٧ - تعليق خلاف الفقهاء.

٨ - تعليقه على ايضاح أبي علي الفارسي.

٩ - ألحسن من شعر الحسين إنتخب فيه شعر إبن الحجّاج المترجَم له في شعراء القرن الرابع.

١٠ - ألزيادات في شعر إبن الحجّاج المذكور.

١١ - ألزيادات في شعر أبي تمام المترجَم له في شعراء القرن الثالث.

١٢ - مختار شعر أبي إسحاق الصّابي.

١٣ - ما دار بينه وبين أبي إسحاق من الرَّسائل شعراً(١) .

( وذكر له في عمدة الطالب )

١٤ - كتاب رسائله في ثلاث مجلّدات، ولأبي اسحاق الصّابي المتوفّى قبل سنة ٣٨٠ كتاب مراسلات الشريف الرَّضي كما ذكره إبن النديم في الفهرست ص ١٩٤.

١٥ - أخبار قُضاة بغداد.

١٦ - سيرة والده الطاهر ألَّفه سنة ٣٧٩ وذلك قبل وفاة والده بإحدى و عشرين سنة.

( وذكر له في تاريخ آداب اللغة )

١٧ - كتاب إنشراح الصدر في مختارات من الشعر. أقول:هو لبعض الاُدباء إختاره من ديوان المترجَم له كما في (كشف الظنون ) ج ١ ص ٥١٣.

١٨ - طيف الخيال:مجموعةٌ تنسب إليه. أقول:هو من تآليف أخيه الشَّريف المرتضى لا له.

١٩ - وله ديوان شعره الساير المطبوع، قال إبن خلكان:وقد عني بجمع ديوان الرَّضي جماعةٌ وآخر ما جُمع الذي جمعه أبو حكيم الخَبري(١) ا ه‍. وأنفذ الصاحب

____________________

١ - ذكرت هذه الكتب له في فهرست النجاشي.

١٩٩

إبن عبُاد ( المترجَم له في شعراء القرن الرابع من كتابنا ) إلى بغداد من ينسخ له ديوانه وكتب إليه بذلك سنة ٣٨٥ ( وهي سنة وفاته ) وعندما سمع المترجَم له به وأنفذه مدحه بقصيدة منها قوله:

بيني وبينك حرمتان تلاقتا

نثري الذي بك يقتدي وقصيدي

ووصائل الأدب التي تصل الفتى

لا باتِّصال قبائل وجدودٍ

إن أهدِ أشعاري إليك فإنَّها

كالسَّرد أعرضه علي داوُدِ

وأنفذَت ( تقيَّه ) بنت سيف الدولة التي توفيت سنة ٣٩٩ من مصر مَن ينسخ ديوان الشريف الرَّضي لها وهي لا ترى هديَّة أنفس منه يوم حُمل إليها، ويُعرب ذلك عن عناية الشريف بشعره وجمعه في حياته ولعلَّ جمعه كجمع أخيه الشريف المرتضى لديوان كان على ترتيب سني نظمه المتمادية.

شعره وشاعريته

من الواضح انَّ الواقف على نفسيَّات سيِّدنا الشريف ( المترجَم ) ومواقفه العظيمة من العلم والسودد والمكانة الرفيعة يرى الشعر دون قدر الشريف، ويجد نفسه أعلا من أنفس الشعراء وأرفع، ويرى الشعر لا يمهِّد لشريف كياناً على كيانه، و لا يأثِّر في ترفّعه وشممه، ولا يولِّد له العظمة، ولا يأخذ بضبعه إلى التطوُّل، وقد نظم وشعر في صباه وهو لم يبلغ عمره عشر سنين، ومن شعره في صباه وله عشر سنين قوله من قصيدة:

____________________

١ - قال الاميني:قال العلامة الشيخ عبد الحسين الحلي في ترجمة الشريف الرضي في مقدمة الجزو الخامس من ( حقائق التأويل ) المطبوع:لا نعرف من هو أبو الحكيم ومتى كان وما اسمه. ا ه‍. وهذا مما يقضى منه العجب، فان أبا حكيم أعرف من أن يخفى على أي مترجم، فهو أبو الحكيم المعلم عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن حكيم الخبري ( بفتح الخاء وسكون الموحدة ) أحد أساتذة العلوم العربية كن معلما ببغداد حسن الخط تفقه على الشيخ أبي اسحاق الشيرازي وبرع في الفرايض والحساب:وصنف فيهما، وشرح الحماسة وديوان البحتري وعدة دواوين، وسمع الحديث من ابي محمَّد الجوهري وجماعة، توفي يوم الثلاثا الثاني والعشرين ذي الحجة سنة ٤٧٦. وكانت له بنتان محدثتان:الكبرى ( رابعة ) سمعت أبا محمد الجوهري شيخ والدها، والصغرى ( ام الخير فاطمة ) سمعت أبا جعفر محمَّد بن احمد المعدل وجمع آخر وقرأ عليها السمعاني صاحب الأنساب ) ببغداد أكثر كتاب الموفقيات للزبير بن بكار ماتت في رجب سنة ٥٣٤، وسبط أبي الحكيم من كريمته الكبرى أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي الحافظ يروي عن أبي محمد الجوهري. راجع أنساب السمعاني، ومعجم الادباء، وبغية الوعاة.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403