تذكرة الفقهاء الجزء ١

تذكرة الفقهاء14%

تذكرة الفقهاء مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: فقه مقارن
ISBN: 964-5503-34-5
الصفحات: 403

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 246845 / تحميل: 9751
الحجم الحجم الحجم
تذكرة الفقهاء

تذكرة الفقهاء الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٣٤-٥
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وقال الشافعي : يستحب أن يكون ثلاثاً ، وبه قال عطاء(١) ، وقال ابن سيرين : يمسح مرتين فريضة ، ومرة سنة(٢) ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توضأ مرّة مرّة ، إلى أن قال : وتوضأ ثلاثاً وقال : ( هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي )(٣) . وقد تقدم جوابه.

فإن كرر معتقداً وجوبه فعل حراماً ولم يبطل وضوؤه ، ولو لم يعتقد وجوبه فلا بأس.

ح ـ الدعاء عند كلّ فعل وعند الفراغ بالمنقول.

ط ـ الوضوء بمد ، وهو قول علمائنا وأكثر أهل العلم(٤) ، والواجب المسمى لحصول الامتثال ، وروى عبد الله بن زيد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توضأ بثلثي مد(٥) .

ومن طريق الخاصة قول عليعليه‌السلام : « الغُسل من الجنابة والوضوء يجزي فيه ما جرى »(٦) .

____________

١ ـ الاُم ١ : ٢٦ ، المجموع ١ : ٤٣٢ ، فتح العزيز ١ : ٤٠٨ ، مغني المحتاج ١ : ٥٩ ، المغني ١ : ١٤٤ ، الشرح الكبير ١ : ١٧١ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٧ ، بداية المجتهد ١ : ١٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٢ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٩ ، نيل الأوطار ١ : ١٩٧.

٢ ـ الموجود في المصادر التالية ، أن ابن سيرين قائل بالمسح مرتين ، مع أن عبارة المتن تنسب إليه القول بالثلاث ، ولعلّ العبارة كانت هكذا : يمسح مرتين ، مرّة فريضة ، ومرة سنة. اُنظر : المجموع ١ : ٤٣٢ ، حلية العلماء ١ : ١٢٤ ، تفسير القرطبي ٦ : ٨٩.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ : ١٤٥ / ٤٢٠ ، مسند أحمد ٢ : ٩٨ ، سنن الدارقطني ١ : ٨١ / ٦ ، سنن البيهقي ١ : ٨٠.

٤ ـ المهذب للشيرازي ١ : ٣٨ ، المجموع ٢ : ١٨٩ ، المغني ١ : ٢٥٤ ، الشرح الكبير ١ : ٢٥٤.

٥ ـ المستدرك للحاكم ١ : ١٤٤ ، وروي عن ام عمارة كما في سنن النسائي ١ : ٥٨ ، وسنن ابي داود ١ : ٢٣ / ٩٤.

٦ ـ ورد الحديث في التهذيب ١ : ١٣٨ / ٣٨٥ ، والاستبصار ١ : ١٢٢ / ٤١٤ ، هكذا : الغُسل من الجنابة والوضوء يجزي منه ما أجزأ من الدهن الذي يبل الجسد.

٢٠١

وقال محمد : يجب المد ، وهو محكي عن أبي حنيفة(١) .

والغسل بصاع ، والواجب أقل المسمى ، والخلاف للدليل ، كما تقدم.

والاستحباب لقول الباقرعليه‌السلام : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتوضأ بمد ويغتسل بصاع ، والمد رطل ونصف ، والصاع ستة أرطال »(٢) ، يعني بالمدني.

ي ـ بدأة الرجل في غسل يديه بظاهر ذراعيه في الاُولى ، وبالباطن في الثانية ، والمرأة بالعكس فيهما بإجماع علمائنا ، لما رواه الشيخ عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال : « فرض الله على النساء في الوضوء ان يبدأن بباطن أذرعهن ، وفي الرجال بظاهر الذراع »(٣) والمراد بالفرض هنا التقدير لا الوجوب.

خاتمة :

تشتمل على مباحث :

أ ـ يكره التمندل ، وبه قال جابر(٤) ، وابن عباس كرهه في الوضوء دون الغُسل(٥) ، وللشيخ قول : إنّه لا بأس به(٦) .

وللشافعي قولان كهذين(٧) ، لأنّ الحسينعليه‌السلام كان يأخذ

__________________

١ ـ المغني ١ : ٢٥٦ ، الشرح الكبير ١ : ٢٥٦ ، بدائع الصنائع ١ : ٣٥ ، فتح العزيز ٢ : ١٩١ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٤٥.

٢ ـ التهذيب ١ : ١٣٦ / ٣٧٩ ، الاستبصار ١ : ١٢١ / ٤٠٩.

٣ ـ التهذيب ١ : ٧٦ / ١٩٣ ، الكافي ٣ : ٢٨ / ٦.

٤ ـ المجموع ١ : ٤٦٢ ، المغني ١ : ١٦٢ ، الشرح الكبير ١ : ١٧٧.

٥ ـ المجموع ١ : ٤٦٢ ، الشرح الكبير ١ : ١٧٧ ـ ١٧٨.

٦ ـ النهاية : ١٦ ، المبسوط للطوسي ١ : ٢٣.

٧ ـ المجموع ١ : ٤٦١ ، فتح العزيز ١ : ٤٤٦ ـ ٤٤٧ ، كفاية الأخيار ١ : ١٧ ، مغني المحتاج١ : ٦١.

٢٠٢

المنديل(١) ، وله قول آخر : الفرق بين الصيف والشتاء(٢) .

ب ـ تكره الاستعانة بصب الماء عليه ـ وبه قال أحمد(٣) ـ لأنّهعليه‌السلام قال : ( لا أستعين أنا على وضوئي بأحد )(٤) .

ومن طريق الخاصة : إنّ علياًعليه‌السلام كان لا يدعهم يصبون الماء عليه ، وقال : « لا احب أن اشرك في صلاتي أحدا »(٥) ، وهو أحد قولي الشافعي ، والثاني : أنّه غير مكروه(٦) ، لأنّه روي أنّهعليه‌السلام قد استعان أحياناً(٧) .

ج‍ ـ يحرم التولية ، لأنّه مأمور بالغسل ، فلا يخرج عن العهدة بفعل غيره ، ولو اضطر جاز ، وبه قال داود(٨) ، وقال الشافعي : يجوز(٩) .

د ـ يجب الاستقصاء في الغُسل بحيث لا يبقى من محل الفرض شيء وإن قل فيبطل.

هـ ـ يستحب تجديد الوضوء لكلّ صلاة ، فرضاً كانت أو نفلاً ،

____________

١ ـ المجموع ١ : ٤٦٢ : المغني ١ : ١٦١ ، الشرح الكبير ١ : ١٧٧ ، سنن البيهقي ١ : ١٨٥. وفيها الحسن بن عليعليهما‌السلام .

٢ ـ المجموع ١ : ٤٦٢ ، فتح العزيز ١ : ٤٤٨ ، كفاية الأخيار ١ : ١٧.

٣ ـ المغني ١ : ١٦١ ، الشرح الكبير ١ : ١٧٧.

٤ ـ فتح العزيز ١ : ٤٤٣ ، نيل الأوطار ١ : ٢١٩.

٥ ـ التهذيب ١ : ٣٥٤ / ١٠٥٧ ، الفقيه ١ : ٢٧ / ٨٥ ، علل الشرائع : ٢٧٩ باب ١٨٨.

٦ ـ المجموع ١ : ٣٤١ ، فتح العزيز ١ : ٤٤٣ ـ ٤٤٤ ، كفاية الأخيار ١ : ١٦ ـ ١٧ ، مغني المحتاج ١ : ٦١.

٧ ـ صحيح البخاري ١ : ٥٦ ، سنن الدارمي ١ : ١٧٥ ـ ١٧٦ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٣٧ ـ ١٣٨ /٣٨٩ ـ ٣٩٢.

٨ ـ المجموع ١ : ٣٤١ ، حلية العلماء ١ : ١١٤.

٩ ـ الاُم ١ : ٢٨ و ٢٩ ، المجموع ١ : ٣٤١ ، فتح العزيز ١ : ٤٤٤ ، كفاية الأخيار ١ : ١٧ ، مغني المحتاج ١ : ٦١.

٢٠٣

وللشافعي وجهان في النفل ، أحدهما : عدم الاستحباب ، قال : ولا يستحب التجديد لسجود التلاوة والشكر ، قال : ولو توضأ ولم يصل كره له التجديد ، وكذا لو توضأ وقرأ كره له التجديد(١) ، وليس بجيد ، لعموم الاستحباب.

* * *

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٤٦٩ ـ ٤٧٠.

٢٠٤

الفصل الخامس : في أحكامه.

مسألة ٥٧ : يجوز أن يصلّي بوضوء واحد جميع الصلوات فرائضها وسننها ما لم يحدّث ، سواء كان الوضوء فرضاً أو نفلاً ، وسواء توضأ لفريضة أو نافلة ، قبل الوقت وبعده ، مع ارتفاع الحدث بلا خلاف ، أما مع بقاء الحدث كالمستحاضة ، فقولان سيأتي بحثهما.

وقال بعض الظاهرية : لا يجوز أن يجمع بين صلوات كثيرة بوضوء واحد(١) ، نعم يستحب التجديد كما تقدم ، لقولهمعليهم‌السلام : « الوضوء على الوضوء نور على نور ، ومن جدد وضوء لغير حدث جدد الله توبته من غير استغفار »(٢) وروي « أن تجديد الوضوء لصلاة العشاء يمحو لا والله وبلى والله »(٣) .

مسألة ٥٨ : قال الشيخ : من به سلس البول يجوز أن يصلّي بوضوء واحد صلوات كثيرة ، لعدم دليل وجوب التجديد ، وحمله على المستحاضة قياس لا نقول به ، ويجب أن يجعله في كيس ويحتاط لذلك(٤) .

وقال الشافعي : لا يجمع بين فريضتين بوضوء ، ويجوز أن يجمع بين

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٤٧٠ ، الميزان ١ : ١٢٠ ، رحمة الامة ١ : ٢٠ ، عمدة القارئ ٣ : ١١٢ و ١١٣ ، إرشاد الساري ١ : ٢٨٦.

٢ ـ الفقيه ١ : ٢٦ / ٨٢ ، ثواب الأعمال ٣٣ / ٢.

٣ ـ الفقيه ١ : ٢٦ / ٨١ ، ثواب الأعمال : ٣٣ / ١.

٤ ـ المبسوط للطوسي ١ : ٦٨.

٢٠٥

فريضة ونوافل(١) .

والوجه عندي أنّه لا يجوز أن يجمع بين صلاتين بوضوء واحد ـ وهو قول للشيخ(٢) أيضاً ـ لوجود الحدث ، فيبقى الأمر بالغسل عند القيام ثانياً فلا يخرج عن العهدة بدونه والتحفط ، لقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن تقطير البول قال : « يجعل خريطة إذا صلّى »(٣) .

فروع :

أ ـ المبطون : وهو الذي به البطن ، وهو الذرب(٤) كصاحب السلس.

ب ـ لو كان لصاحب السلس ، أو البطن حال انقطاع في وقت الفريضة ، وجب الصبر إليه ، وإزالة النجاسة عن ثوبه وبدنه ، والوضوء بنيةرفع الحدث.

ج‍ ـ لا فرق في الأحداث الثلاثة ، أعني البول والغائط والريح.

د ـ لو تلبس المبطون أو صاحب السلس أو الريح بالصلاة ثم فجأهالحدث ، فإن كان مستمرا فالوجه عندي الاستمرار لأنّها طهارة ضرورية كالمستحاضة ، وإن كان يمكنه التحفظ استأنف الطهارة والصلاة.

وقيل في المبطون : إن كان الحدث مستمراً يتطهر ويبني على صلاته لقول الباقرعليه‌السلام : « صاحب البطن الغالب يتوضأ ثم يرجع في صلاته فيتم ما بقي »(٥) ويحمل على ما بقي من الفرائض لا من الفريضة الواحدة.

هـ ـ يجب أن يوقع الصلاة عقيب الطهارة لئلّا يتخلل الحدث.

__________________

١ ـ المجموع ١ : ٤٧١.

٢ ـ الخلاف ١ : ٢٤٩ مسألة ٢٢١.

٣ ـ التهذيب ١ : ٣٥١ / ١٠٣٧.

٤ ـ ذربت معدته : فسدت. الصحاح ١ : ١٢٧ « ذرب ».

٥ ـ التهذيب ١ : ٣٥٠ / ١٠٣٦.

٢٠٦

مسألة ٥٩ : الجبائر إن أمكن نزعها نزعت واجباً وغسل ما تحتها إن أمكن أو مسحت ، وان لم يمكن وأمكنه إيصال الماء إلى ما تحتها بأن يكرره عليه ، أو يغمسه في الماء وجب ، لأنّ غسل موضع الفرض ممكن ، فلايجزي المسح على الحائل.

وإن لم يمكنه مسح عليها ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ، ولا نعرف فيه مخالفاً ، لأنّ علياًعليه‌السلام قال : « انكسرت إحدى زنديّ ، فسألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ذلك ـ فأمرني أن أمسح على الجبائر »(١) والزند عظم الذراع.

ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام : « إن كان يتخوف على نفسه فليمسح على جبائره وليصل »(٢) ولأنّه في محل الضرورة ، فكان أولى بالجواز من التيمم.

فروع :

أ ـ إذا كانت الجبائر على جميع أعضاء الغُسل وتعذر غسلها ، مسح على الجميع مستوعباً بالماء ، ومسح رأسه ورجليه ببقية البلل ، ولو تضرر بالمسح تيمم.

ب ـ لو كان عليه دواء يتضرر بإزالته ، ويتعذر وصول الماء إلى ما تحته أجزأه المسح عليه ، فإن تضرر مسح على خرقة مشدودة عليه ، وحكم الخرقة حكم الجبيرة.

ج ـ لو كان على الجرح خرقة مشدودة ، ونجست بالدم ، وتعذر نزعها وضع عليها خرقة طاهرة ومسح عليها.

__________________

١ ـ سنن ابن ماجة ١ : ٢١٥ / ٦٥٧ ، سنن الدارقطني ١ : ٢٢٦ / ٣ ، سنن البيهقي ١ : ٢٢٨.

٢ ـ التهذيب ١ : ٣٦٣ / ١١٠٠.

٢٠٧

د ـ المقارب لمحل الكسر مما لا بدّ من وضع الجبيرة عليه كمحل الكسر ، أما ما منه بدّ فكالصحيح ، فلو وضع على يده وتعذرت الإزالة فالوجه المسح ، والإعادة لما صلّى بذلك الوضوء إنّ فرط في الوضع ، وإلّا فلا.

هـ ـ الجبيرة إنّ استوعبت محل الفرض مسح عليه أجمع ، وغسل باقي الأعضاء ، وإلّا مسح على الجبيرة وغسل باقي العضو ، ولو تعذر المسح على الجبيرة تيمم ، ولا يجب غسل باقي الاعضاء.

و ـ يجب أن يستوعب الجبيرة بالمسح ليصدق المسح عليها ، إذ الجزء مغاير ، ولأن محل أصلها يجب مسحه فوجب ، وهو أحد قولي الشافعي ، والآخر : يمسح ما يقع عليه الاسم ، لأنّه مسح على حائل دون العضو ، فأجزأ ما يقع عليه الاسم كالمسح على الخفّين(١) .

والأصل ممنوع ، والفرق بأنّ محل أصل المقيس عليه لا يجب استيعابه ، بخلاف الفرع.

ز ـ المسح على الجبائر لا يتقدر بمدة ، بل يجوز ما دام الضرر بنزعها أو المسح عليها باقياً ، ولا فرق بين أن يكون جنباً أو محدثاً ، ولا بين أن يكون لبس الجبائر على طهارة أو لا ، فلا يجب عليه إعادة الصلاة ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ، وبه قال أحمد في إحدى الروايتين(٢) للعموم.

وقال الشافعي : إن كان لبس الجبيرة محدثاً مسح عليها ، ووجب عليه الإعادة قولاً واحداً ، وإن لبسها متطهرا فقولان ، لأنّه عذر نادر(٣) ، وبعض الشافعية قال : في الأول أيضاً قولان(٤) .

__________________

١ ـ المجموع ٢ : ٣٢٦ ، فتح العزيز ٢ : ٢٨٣ ، كفاية الأخيار ١ : ٣٨ ، المهذب للشيرازي ١ : ٤٤.

٢ ـ المغني ١ : ٣١٤ ، الشرح الكبير ١ : ١٨٦.

٣ ـ المجموع ٢ : ٣٢٩ ، مغني المحتاج ١ : ١٠٧ ، المهذب للشيرازي ١ : ٤٤.

٤ ـ المجموع ٢ : ٣٢٩.

٢٠٨

ح ـ لا يجب على ماسح الجبيرة التيمم لاصالة البراء‌ة ، ولأنّه لا يجب عليه بدلان عن مبدل واحد.

وللشافعي قولان ، أحدهما : الوجوب(١) ، لحديث جابر [ في ](٢) الذي أصابته الشجة أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( إنّما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقة ويمسح عليها ويغسل سائر جسده )(٣) ويحمل على جعل الواو بمعنى أو.

ط ـ لو كانت الجبائر على موضع التيمم ، ولم يتمكن من نزعها مسح على الجبيرة وأجزأه ، وهو أحد قولي الشافعي ، وفي الآخر : يمسح بالماء ويتيمم ويمسح بالتراب على الجبائر ، قال : ويعيد الصلاة قولاً واحدا(٤) وعندنا لا إعادة عليه ، لأنّه فعل المأمور به فخرج عن العهدة لما ثبت من أن الأمر للاجزاء.

ي ـ لا فرق بين أن يكون ما تحت الجبيرة طاهراً أو نجساً اذا لم يتمكن من غسله.

يا ـ لو زال الحائل ففي وجوب الاستئناف إشكال ، ينشأ من أن الحاضرة يجب أن تصلى بطهارة يقع فيها الغسل مباشرة مع المكنة ، وهي حاصلة هنا ، ومن أن الحدث ارتفع أولاً فلا مانع.

مسألة ٦٠ : من تيقن أحد فعلي الطهارة أو الحدث ، وشك في الآخر ، عمل على المتيقن وألغى الشك ، والأصل فيه ما روي أنّ النبيّ صلّى الله

__________________

١ ـ المجموع ٢ : ٣٢٧ ، فتح العزيز ٢ : ٢٨٤ و ٢٨٥ ، كفاية الأخيار ١ : ٣٨ ، المهذب للشيرازي ١ : ٤٤.

٢ ـ زيادة يقتضيها السياق.

٣ ـ سنن ابي داود ١ : ٩٣ / ٣٣٦.

٤ ـ المجموع ٢ : ٣٢٧ ـ ٣٣٠ ، فتح العزيز ٢ : ٢٨٧.

٢٠٩

عليه وآله قال : ( إنّ الشيطان ليأتي أحدكم فينفخ بين أليتيه فيقول : أحدثت أحدثت فلا ينصرفن عن صلاته حتى يسمع صوتا أو يجد ريحاً )(١) .

ومن طريق الخاصة نحوه(٢) ، وقول الصادقعليه‌السلام : « ولا ينقض اليقين أبداً بالشك ، ولكن ينقضه بيقين آخر مثله »(٣) .

ولأنّه حرج ، لعدم انفكاك الانسان من الشك فيما فعله في الماضي ، فإن شك في الحدث لا يلتفت ، وإن شك في الطهارة تطهّر ، ولا نعرف فيه خلافاً إلّا من مالك فإنّه قال : إذا شك في الحدث مع تيقن الطهارة تطهر ، وهو أحد وجهي الشافعية(٤) .

وقال الحسن البصري : إن كان في الصلاة بنى على اليقين ، وإن كان خارجها توضأ ، لأنّه يدخل في الصلاة مع شك الطهارة فلم يجز ، كما لو شك في طهارته وتيقن الحدث(٥) .

وهو غلط ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عن الرجل يخيل إليه في الصلاة فقال : ( لا ينفتل حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً )(٦) ، ويخالف المقيس عليه ، لأنّ في الأصل بقاء الحدث ، وفي الفرع بقاء الطهارة.

__________________

١ ـ لم نعثر على نصها في كتب الحديث التي بأيدينا ، وهي موجودة في فتح العزيز ٢ : ٧٩ وورد مايقرب منه في عوالي اللآلي ١ : ٣٨٠ / ١ ، نقلاً عن الشهيد في بعض مصنفاته وبمضمونه في مسند أحمد ٣ : ٩٦ وكنز العمال ١ : ٢٥١ / ١٢٦٩ و ٢٥٢ / ١٢٧٠.

٢ ـ الكافي ٣ : ٣٦ / ٣ ، التهذيب ١ : ٣٤٧ / ١٠١٧ ، الاستبصار ١ : ٩٠ / ٢٨٩.

٣ ـ التهذيب ١ : ٨ / ١١.

٤ ـ المجموع ٢ : ٦٤ ، فتح الباري ١ : ١٩٢ ، فتح العزيز ٢ : ٧٩ و ٨٠ ، الوجيز ١ : ١٦ ، المدونة الكبرى ١ : ١٣ ، الشرح الصغير ١ : ٥٦ ، نيل الأوطار ١ : ٢٥٦.

٥ ـ عمدة القارئ ٢ : ٢٥٣ ، فتح الباري ١ : ١٩٢ ، نيل الأوطار ١ : ٢٥٦ ، المجموع ٢ : ٦٤ ، المغني ١ : ٢٢٦ ، الشرح الكبير ١ : ٢٢٧.

٦ ـ صحيح البخاري ١ : ٤٦ ، صحيح مسلم ١ : ٢٧٦ / ٣٦١ ، سنن البيهقي ١ : ١٦١.

٢١٠

مسألة ٦١ : لو تيقنهما وشك في المتأخر ، قال أكثر علمائنا : يعيد الطهارة مطلقاًً لحصول الشك(١) ، وهو أحد وجوه الشافعية(٢) .

وقيل : إن لم يسبق له وقت يعلم حاله فيه أعاد ، وإن سبق بنى على ضد تلك الحال ، فلو عرف بعد الزوال أنّه تطهر وأحدث ، وعلم أنّه قبل الزوال كان متطهرا ، فهو الآن محدث ، لأنّ تلك الطهارة بطلت بالحدث الموجود بعد الزوال.

والطهر الموجود بعده يحتمل تقدمه على الحدث لإمكان التجديد ، وتأخره فلا يرفع حكماً تحققناه بالشك ، ولو لم يكن من عادته التجديد فالظاهر أنّه متطهر بعد الحدث ، فتباح له الصلاة.

وان كان قبله محدثاً ، فهو الآن متطهر لارتفاعه بالطهر الموجود بعد الزوال ، والحدث الموجود يحتمل سبقه ، لإمكان توالي الاحداث ، وتأخره فلا تبطل طهارة متحققة بحدث موهوم(٣) .

وقيل : يراعى الأصل السابق ، فإن كان قبل الزوال متطهرا أو محدثاً فهو كالسابق ، ويحكم بسقوط حكم الحدث والطهر الموجودين بعده لتساوي الاحتمالين ، وللشافعية الوجوه الثلاثة(٤) .

والأقرب أن نقول : إنّ تيقن الطهارة والحدث متحدين متعاقبين ولم يسبق حاله على علم زمانهما تطهر ، وإن سبق استصحب.

مسألة ٦٢ : لو شك في شيء من أفعال الوضوء ، فإن كان على حاله لم

__________________

١ ـ منهم المفيد في المقنعة : ٦ ، وابن حمزة في الوسيلة : ٥٢ ، والشيخ الطوسي في المبسوط ١ : ٢٤ ، وسلّار في المراسم : ٤٠.

٢ ـ كفاية الأخيار ١ : ٢٣ ، مغني المحتاج ١ : ٣٩ ، المجموع ٢ : ٦٤ ، فتح العزيز ٢ : ٨٣.

٣ ـ القائل هو المحقق في المعتبر : ٤٥.

٤ ـ المجموع ٢ : ٦٤ ، فتح العزيز ٢ : ٨١ ـ ٨٢ ، كفاية الأخيار ١ : ٢٣ ، مغني المحتاج ١ : ٣٩.

٢١١

يفرغ منه أعاد على ما شك فيه وعلى ما بعده ، ولو كان السابق قد جفّ استأنف من رأس ، لأنّ الأصل عدم الفعل ، فلا يدخل في الصلاة بطهارة غير مظنونة.

ولو كان الشك بعد الفراغ والانصراف لم يلتفت إلى الشك ، لقضاء العادة بالانصراف من الفعل بعد استيفائه ، ولقول الباقرعليه‌السلام : « إذا كنت قاعداً على وضوئك فلم تدر أغسلت ذراعك أم لا ، فأعد عليها وعلى جميع ما شككت فيه ، وإذا قمت من الوضوء وفرغت منه وصرت في حالة اُخرى في الصلاة أو غيرها ، وشككت في شيء مما سمى الله عليك وضوء‌ه فلا شيء عليك فيه »(١) وهو نصّ في الحكمين.

وبعض الشافعية سوى بين الحكمين ، وأوجب الاتيان بالمشكوك فيه وبما بعده لئلا يدخل إلى الصلاة بطهارة مشكوك فيها(٢) ، ولا شك بعد الحكم لعدم الالتفات.

تذنيب : لو كان الشك في شيء من أعضاء الغُسل ، فإن كان في المكان أعاد عليه وعلى ما بعده ، وإن كان بعد الانتقال فكذلك ، بخلاف الوضوء ، لقضاء العادة بالانصراف عن فعل صحيح ، وإنّما يصح هناك لو كمّل الافعال ، للبطلان مع الإخلال بالموالاة ، بخلاف الغسل.

وفي المرتمس ، ومن عادته التوالي ، إشكال ينشأ من الالتفات إلى العادة وعدمه.

والتيمم مع اتساع الوقت ، إنّ أوجبنا الموالاة فيه فكالوضوء ، وإلا فكالغسل.

__________________

١ ـ الكافي ٣ : ٣٣ / ٢ ، التهذيب ١ : ١٠٠ / ٢٦١.

٢ ـ المجموع ١ : ٤٦٨.

٢١٢

مسألة ٦٣ : لو تيقن ترك عضو ، أتى به وبما بعده مطلقاًً بلا خلاف ، ولو جفّ السابق استأنف ، ولقول الصادقعليه‌السلام : « اذا نسي الرجل أن يغسل يمينه فغسل شماله ، ومسح رأسه ورجليه ، غسل يمينه وشماله ومسح رأسه ورجليه ، وإن كان إنّما نسي شماله فليعد الشمال ولا يعيد على ما كان توضأ »(١) ومن أسقط الترتيب أوجب الإتيان بالمنسي خاصة.

ومع الجفاف يجب الجميع عند من أوجب الموالاة.

ولو كان المتروك مسحاً مسح ، فإن لم يبق على يده نداوة أخذ من لحيته وحاجبيه وأشفار عينيه ، ومسح برأسه ورجليه ، لتحريم الاستئناف ، فإن لم يبق على شيء من ذلك نداوة استأنف.

فروع :

أ ـ لو جدد ندباً وصلّى ثم ذكر إخلال عضو من إحداهما أعاد الطهارة والصلاة ، على ما اخترناه من اشتراط نيّة الوجوب أو الندب ، او الاستباحة أو الرفع ، أما من اكتفى بالقربة فلا يعيد شيئاً لأنّه من أي الطهارتين كان سلمت الاخرى.

ولو صلّى بكل منهما صلاة أعاد الجميع عندنا ، وعند الشيخ يعيد الاُولى خاصة(٢) ، لاحتمال أن يكون من طهارتها فتبطل ، وتصح الثانية بالثانية ، وأن يكون من الثانية فيصح الجميع ، فالاولى مشكوك فيها دون الثانية.

ولو جدّد واجباً بنذر وشبهه ، فإن اكتفينا بالوجه فكالشيخ ، وإلّا فكالمختار.

ب ـ لو توضأ وصلّى وأحدث ثم توضأ وصلّى أخرى ، ثم ذكر الاخلال

__________________

١ ـ الكافي ٣ : ٣٤ / ٤ ، التهذيب ١ : ٩٩ / ٢٥٩.

٢ ـ المبسوط للطوسي ١ : ٢٤ ـ ٢٥.

٢١٣

المجهول تطهر وأعادهما مع الاختلاف عدداً ، وإلّا العدد ينوي به ما في ذمته على الأقوى ، وقيل : الجميع مطلقاًً(١) ، وكذا لو ذكر أنّه نقض إحدى الطهارتين وجهل تعيينها.

ج ـ لو صلّى الخمس بخمس طهارات من غير حدث ، ثم ذكرالحدث عقيب أحدها ، قال الشيخ : يعيد الجميع(٢) وهو حق عندنا ، أما عنده(٣) فالأقرب إعادة صبح ومغرب ، وأربع ينوي ما في ذمته ، وكذا لو تحقق الاخلال المجهول ، أما لو تطهر لكلّ من الخمس عقيب حدث وتيقن الإخلال المجهول أو النقض ، قال الشيخ : يعيد الجميع(٤) والمعتمد الثلاث.

د ـ لو توضأ للخمس خمساً عن حدث وتيقن الاخلال المجهول من طهارتين ، أعاد أربعا ، صبحاً ومغربا وأربعاً مرتين ، فله إطلاق النيّة فيهما والتعيين فيأتي بثالثة ويتخير بين تعيين الظهر أو العصر أو العشاء ، فيطلق بين الباقيتين وله الإطلاق الثاني ، فيكتفي بالمرتين.

هـ ـ لو كان الترك من طهارتين في يومين ، فإن ذكر التفريق صلّى عن كلّ يوم ثلاث صلوات أربعا وثلاثا واثنين.

وإن ذكر جمعهما في يوم واشتبه صلّى أربعاً ، ولو جهل الجمع والتفريق صلّى عن كلّ يوم ثلاث صلوات.

والبحث فيما لو توضأ خمساً لكلّ صلاة طهارة عن حدث ثم ذكر النقض المجهول بين الطهارة والصلاة كذلك.

__________________

١ ـ قال به الشيخ الطوسي في المبسوط ١ : ٢٤.

٢ ـ المبسوط للطوسي ١ : ٢٥.

٣ ـ الصحيح « عندي » كما هو رأي المصنف في منتهى المطلب ١ : ٧٥ وتحرير الاحكام : ١١ ، وذيل الفرع شاهد على ذلك ، مضافاً إلى أن هذا الرأي ليس في المبسوط.

٤ ـ المبسوط للطوسي ١ : ٢٥ ـ ٢٦.

٢١٤

و ـ لو صلّى الخمس بثلاث طهارات عن حدث ثم ذكر الإخلال المجهول فإن جمع بين الرباعيتين بطهارة صلّى أربعا ، صبحاً ومغرباً وأربعاً مرتين ، وإلّا اكتفى بالثلاث.

* * *

٢١٥
٢١٦

الباب الثالث : في الغسل

و هو قسمان : واجب ونفل ، فالواجب ستة : غسل الجنابة ، والحيض ، والاستحاضة ، والنفاس ، ومس الأموات بعد بردهم بالموت وقبل تطهيرهم بالغسل ، وغسل الموتى ، فهنا فصول :

٢١٧
٢١٨

الفصل الأول : في غسل الجنابة.

ومطالبه ثلاثة :

الأول : في السبب وهو أمران : الإنزال والجماع.

أما الإنزال : فهو خروج المني ، وله ثلاث خواص : أن تكون رائحته كرائحة الكثر(١) ما دام رطبا ، وكرائحة بياض البيض إذا جفّ ، وأن يندفق بدفعات ، وأن يتلذذ بخروجه ، وتنكسر الشهوة عقيبه ، وأما الثخانة والبياض فلمنيّ الرجل ، ويشاركه فيها الوذي ، والرقة والصفرة في مني المرأة ، ويشاركه فيهما المذي لقولهعليه‌السلام : ( الماء من الماء )(٢) .

وأما الجماع : فحدّه التقاء الختانين ، لقولهعليه‌السلام : ( إذا التقى الختانان فقد وجب الغُسل )(٣) .

مسألة ٦٤ : إنزال الماء الدافق كيف كان يقظة ونوماً ، بشهوة وغيرها ، بدفق أو لا يوجب الغُسل ، الرجل والمرأة في ذلك سواء ، ذهب إليه علماؤنا

__________________

١ ـ الكثر : جمار النخل ويقال طلعها. الصحاح ٢ : ٨٠٣ مادة « كثر ».

٢ ـ صحيح مسلم ١ : ٢٦٩ / ٣٤٣ ، سنن النسائي ١ : ١١٥ ، مسند أحمد ٣ : ٢٩ ، سنن الدارمي١ : ١٩٤ ، سنن الترمذي ١ : ١٨٦ / ١١٢ ، سنن ابي داود ١ : ٥٦ / ٢١٧. سنن ابن ماجة ١ : ١٩٩ / ٦٠٧.

٣ ـ مسند أحمد ٦ : ٢٣٩ ، سنن البيهقي ١ : ١٦٣.

٢١٩

أجمع ، وبه قال الشافعي(١) للحديث(٢) ، ولأنّه منيّ آدمي خرج من محله من المخرج المعتاد فيجب الغُسل ، كالملتذ والنائم.

وقال أبو حنيفة ، ومالك ، وأحمد : لا يجب الغُسل إلّا إذا خرج الماء على وجه الدفق والشهوة ، لأنّه بدونهما كالمذي(٣) .

والفرق ظاهر ، فإن المذي لا يوجب الغُسل بحال.

فروع :

أ ـ إذا اغتسل من الماء ثم خرج منيّ آخر منه ، فإن كان يعلم أنّه منيّ وجب عليه الغُسل ، سواء بال أو لا ـ وبه قال الشافعي(٤) ـ للنص(٥) .

وقال أبو حنيفة : إنّ خرج قبل البول وجب أن يعيد الغُسل ، لأنّه بقية ما خرج بالدفق والشهوة ، وإن خرج بعده لم يجب ، لأنّه خرج بغير دفق ولا

__________________

١ ـ المجموع ٢ : ١٣٩ ، فتح العزيز ٢ : ١٢٥ ، كفاية الأخيار ١ : ٢٣ ـ ٢٤ ، الوجيز ١ : ١٧ ، مختصرالمزني : ٥ ، الاُم ١ : ٣٧ ، المحلى ٢ : ٥ ـ ٦ ، المبسوط للسرخسي ١ : ٦٧ ، بداية المجتهد١ : ٤٧ ، الهداية للمرغيناني ١ : ١٦ ، شرح العناية ١ : ٥٣ ، المغني ١ : ٢٣١ ، الشرح الكبير ١ : ٢٣٠.

٢ ـ مسند أحمد ٣ : ٢٩ ، صحيح مسلم ١ : ٢٦٩ / ٣٤٣ ، سنن النسائي ١ : ١١٥ ، سنن الدارمي ١ : ١٩٤ ، سنن الترمذي ١ : ١٨٦ ، ذيل الحديث ١١٢ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٩٩ / ٦٠٧ ، سنن أبي داود ١ : ٥٦ / ٢١٧.

٣ ـ المجموع ٢ : ١٣٩ ، فتح العزيز ٢ : ١٢٥ ، الوجيز ١ : ١٧ ، المحلى ٢ : ٦ المبسوط للسرخسي ١ : ٦٧ ، بداية المجتهد ١ : ٤٧ ، الشرح الصغير ١ : ٦١ ، المغني ١ : ٢٣١ ، الشرح الكبير ١ : ٢٣٠ ، اللباب ١ : ١٦ ، شرح فتح القدير ١ : ٥٣.

٤ ـ الاُم ١ : ٣٧ ، المجموع ٢ : ١٣٩ ، فتح العزيز ٢ : ١٢٥ ، الوجيز ١ : ١٧ ، كفاية الأخيار ١ : ٢٤ ، المحلى ٢ : ٧ ، المغني ١ : ٢٣٣ ، الشرح الكبير ١ : ٢٣٤.

٥ ـ مسند أحمد ٣ : ٢٩ ، صحيح مسلم ١ : ٢٦٩ / ٣٤٣ ، سنن النسائي ١ : ١١٥ ، سنن

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

تسعى، فلك بكل قدم رفعتها أو(٧) وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله، فإذا سلمت على القبر فالتمسه بيدك، وقل: السلام عليك يا حجة الله في سمائه وأرضه، ثم تمضي إلى صلاتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج واعتمر ألف عمرة(٨) واعتق الف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل، فإذا انقلبت من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ناداك مناد: لو سمعت مقالته لأقمت(٩) عند قبر الحسينعليه‌السلام ، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد، قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، فإن هو مات في عامه أو في ليلته أو يومه، لم يل قبض روحه إلا الله، وتقبل الملائكة معه يستغفرون له ويصلون عليه حتى يوافي(١٠) ، منزله وتقول الملائكة يا رب هذا عبدك وافى قبر ابن نبيك وقد وافى منزله فأين نذهب؟ فيناديهم(١١) النداء من السماء: يا ملائكتي قفوا بباب عبدي، فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى، قال: فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى، ويسبحون الله ويقدسونه ويكتبون ذلك في حسناته، وإذا توفى شهدوا جنازته وكفنه وغسله والصلاة عليه ويقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفى، فأين نذهب؟ فيناديهم: ملائكتي قفوا بقبر عبدي، فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة ».

__________________

(٧) في المصدر: و.

(٨) في نسخة: مرة.

(٩) في المصدر زيادة: عمرك.

(١٠) في المخطوط: عليه، وما أثبتناه من المصدر.

(١١) في نسخة: فيأتيهم. ( منه قده ).

٣٠١

[١٢٠٥٥] ٣ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن أحمد الرازي، عن الحسن بن علي، مثله.

ورواه الكفعمي في البلد الأمين مرسلا، عن جابر، مثله(١) .

قال في البحار(٢) : لا يخفى ما في سند الخبر، لأنه أما أن يكون مكان المفضل رجل آخر، أو مكان عن في قوله عن جابر الواو، وإلا فلا يستقيم إلا بتكلف بعيد، وهو أن يقال: المفضل كان نسي الخبر ثم أخبره جابر به، انتهى.

ورواه الشيخ محمد بن المشهدي في المزار(٣) : عن الشيخ هبة الله بن نما، عن الحسين بن محمد بن طحال، عن السيد هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصر(٤) ، عن سعد بن وهب بن أحمد بن علي بن الحسين بن سلمان الدهقان، عن محمد بن علي بن خلف البزاز، عن علي بن الحسين بن كعب، عن إسماعيل بن صبيح، عن الحسن بن سعيد الأعمش، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال(٥) : « كم بينكم وبين قبر الحسينعليه‌السلام ؟. وساق الحديث إلى آخر ما مر، ولم يذكر المفضل أصلا، ولكن بين ألفاظ ما أورده من الزيارة وبين ما في الكامل اختلاف يطلب من محله، والذي أظن أن الاشتباه من الراوي في قوله: يا

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٢٠٨.

(١) البلد الأمين ص ٢٨٠ بتفاوت، ورواه الكفعمي في المصباح ص ٤٩٩.

(٢) بحار الأنوار ج ١٠١ ص ١٦٤.

(٣) المزار للمشهدي ص ٦٢٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٦٥ ح ١١.

(٤) في المصدر: نصير.

(٥) في المصدر زيادة: لجابر.

٣٠٢

مفضل، وأن الأصل يا جابر، والله العالم.

[١٢٠٥٦] ٤ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن جده، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال: « ما تقولون أنتم؟ » فقلت: بعضنا يقول حجة وبعضنا يقول عمرة، قال: فأي شئ تقول إذا أتيت؟ » فقلت: أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا بن رسول الله، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك، ملعونون معذبون على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ».

[١٢٠٥٧] ٥ - وعن أبيه، عن موسى بن جعفر البغدادي، عمن حدثه، عن ابن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : « كيف السلام على أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ » قال: قلت: أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، وذكر مثله، وزاد في آخره قال: « نعم هو هكذا ».

[١٢٠٥٨] ٦ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن عامر بن جذاعة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أتيت الحسينعليه‌السلام فقل: الحمد لله، وصلى الله على محمد وآله، والسلام

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٠٨.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٠٩.

٦ - كامل الزيارات ص ٢١١ ح ٨.

٣٠٣

عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، من شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم برئ ».

[١٢٠٥٩] ٧ - وعن أبيه، عن سعد والحميري معا، عن أحمد بن الحسن، عن عمر بن سعيد، عن مصدق، عن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تقول إذا انتهيت إلى قبرهعليه‌السلام : السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا سيد شباب أهل الجنة ورحمة الله وبركاته ( السلام عليك )(١) يا من رضاه من رضى الرحمان، وسخطه من سخط الرحمان، السلام عليك يا أمين الله، وحجة الله، وباب الله، والدليل على الله، والداعي إلى الله، أشهد أنك قد حللت حلال الله، وحرمت حرام الله، وأقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وأشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربكم ترزقون، وأشهد أن قاتلك(٢) في النار؟، أدين الله بالبراءة ممن قتلك وممن قاتلك وشايع عليك، وممن جمع(٣) عليك، وممن سمع صوتك ولم يعنك، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما ».

[١٢٠٦٠] ٨ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن

__________________

٧ - كامل الزيارات ص ٢١٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: قاتليك، ( منه قده ).

(٣) في نسخة: خرج، ( منه قده ).

٨ - كامل الزيارات ص ٢١٢.

٣٠٤

ابن أبي نجران، عن ابن أبي عمير، عن عامر بن جذاعة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أتيت الحسينعليه‌السلام (١) فقل: الحمد لله، وصلى الله على محمد و(٢) أهل بيت، ه والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا عبد الله ( ورحمة الله يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله )(٣) ، لعن الله من قتلك، ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم برئ ».

[١٢٠٦١] ٩ - وعن أبيه وغير واحد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس عن عامر بن جذاعة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إذا أتيت الحسينعليه‌السلام - يعني قبره - فقل: السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم برئ ».

٤٦ -( باب استحباب التسليم على الحسينعليه‌السلام والصلاة عليه، من بعيد وقريب، كلّ يوم)

[١٢٠٦٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله بن محمد، عن منيع، عن

__________________

(١) في المصدر: الحائر.

(٢) في نسخة: وعلي، ( منه قده ).

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٩ - كامل الزيارات ص ٢١٥.

الباب ٤٦

١ - كامل الزيارات ص ٢٨٨.

٣٠٥

حنان، عن أبيه قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا سدير تكثر زيارة قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ؟ » قلت: إنه من الشغل، فقال: « ألا أعلمك شيئا إذا أنت فعلته كتب(١) لك بذلك الزيارة؟ » فقلت: بلى جعلت فداك، فقال لي: « اغتسل في منزلك، واصعد إلى سطحك، وأشر إليه بالسلام، تكتب لك بذلك الزيارة ».

[١٢٠٦٣] ٢ - وعن علي بن الحسين وأخيه علي بن محمد بن قولويه عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه - في حديث طويل - قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا سدير وما عليك أن تزور قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ جمعة خمس مرات، وفي كلّ يوم مرة، قلت: جعلت فداك، ان بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال: تصعد فوق سطحك، ثم تلتفت يمنة ويسرة، ثم ترفع رأسك إلى السماء، ثم تحول(١) نحو قبر الحسينعليه‌السلام ، ثم تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تكتب لك زورة والزورة حجة وعمرة » قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة.

ورواه الشيخ محمد بن المشهدي في المزار(٢) ، بإسناده عن سدير، وفيه: « السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ».

__________________

(١) في المصدر: كتب الله.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٨٧.

(١) في نسخة: تنحو، تتحرى.

(٢) مزار المشهدي ص ٦٣٠، في البحار ج ١٠١ ص ٣٦٦ ح ٣.

٣٠٦

[١٢٠٦٤] ٣ وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن ( عبد الله بن الخطاب )(١) عن عبد الله بن محمد، عن منيع، عن يونس، عن حنان، عن أبيه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا سدير تزور قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ يوم » قلت: جعلت فداك لا، قال: « ما أجفاكم! فتزوره في كلّ شهر » قلت: لا، قال: فتزوره في كلّ سنة » قلت: قد يكون ذلك، قال: « يا سدير ما أجفاكم بالحسينعليه‌السلام ! أما علمت أن لله ألف ألف ملك، شعثا غبرا يبكون ويزورون لا يفترون؟ وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ جمعة خمس مرات؟ » وذكر مثل الحديث الأول.

[١٢٠٦٥] ٤ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه رفعه(١) قال: دخل حنان بن سدير على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعنده جماعة من أصحابه، فقال: « يا حنان بن سدير، تزور أبا عبد اللهعليه‌السلام في كلّ شهر مرة » قال: لا، قال: « ففي كلّ شهرين(٢) . قال: لا، قال: « ففي كلّ سنة(٣) ». قال: لا، قال: « ما أجفاكم بسيدكم! » قال: يا بن رسول الله، قلة الزاد وبعد المسافة، قال: « ألا أدلكم على زيارة مقبولة وإن بعد النائي؟ » قال: فكيف أزوره يا بن رسول الله؟ قال: « اغتسل يوم الجمعة أو أي

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٢٨٧.

(١) أثبتناه من المصدر، ومن معاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٨٠ ).

٤ - كامل الزيارات ص ٢٨٩.

(١) في المصدر زيادة: إلى أبي عبد الله.

(٢، ٣) وفيه زيادة: مرة.

٣٠٧

يوم شئت، والبس أطهر ثيابك، واصعد إلى أعلى موضع من دارك أو الصحراء فاستقبل(٤) القبلة بوجهك، بعد ما تبين أن القبر هنالك، يقول الله تبارك وتعالى:( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٥) ثم قل: السلام عليك » الزيارة.

[١٢٠٦٦] ٥ - المزار القديم: عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: « من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم، فيظل فيه باكيا متفجعا حزينا، لقي الله عز وجل بثواب الفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع الأئمة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) » قال علقمة بن محمد الحضرمي: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جعلت فداك، فما يصنع من كان في بعد البلاد وأقاصيها، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: « إذا كان في ذلك اليوم - يعني يوم عاشوراء - فليغتسل من أحب من الناس أن يزوره من أقاصي البلاد أو قريبها، فليبرز إلى الصحراء أو يصعد سطح داره، فليصل(١) ركعتين خفيفتين يقرأ فيهما سورة الاخلاص، فإذا سلم أومأ إليه بالسلام، ويقصد إليه بتسليمه وإشارته ونيته إلى الجهة التي فيها أبو عبد الله الحسين ( صلوات الله عليه )، ثم تقول وأنت خاشع مستكين: السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن البشير النذير. وساق(٢) زيارة تشبه الزيارة المعروفة في غالب الفقرات

__________________

(٤) وفي نسخة: واستقبل، منه قده.

(٥) البقرة ٢: ١١٥.

٥ - المزار القديم.

(١) في نسخة: فيصلي.

(٢) جاء في هامش الطبعة الحجرية: ولما كانت نسخة هذا المزار قليلة الوجود تقريبا نرفع كلفة الطلب عن الناظر الراغب في هذه الزيارة فأخرجنا تمامها في

٣٠٨

وليس فيها الفصلان اللذان في اللعن والسلام، إلى أن قال قال علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفرعليه‌السلام : « إن استطعت يا علقمة أن تزوره في كلّ يوم، بهذه الزيارة في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعل ذلك، ولك ثواب جميع ذلك، فاجتهدوا في الدعاء على قاتله وعدوه، ويكون في صدر النهار قبل الزوال. الخبر.

قلت: ما تضمن هذا الخبر من النعم الجسيمة، فإن العمل المذكور تمام وعد ضمن للزيارة الشريفة المعروفة، هو في غاية السهولة فخذه واغتنم، وكن لله من الشاكرين.

٤٧ -( باب استحباب زيارة الحسين حبا لرسول الله وأميرالمؤمنين وفاطمة ( صلوات الله عليهم )، ورحمة له وتشوقا إليه واحتسابا، ولوجه الله والدار الآخرة)

[١٢٠٦٧] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « لو يعلم الناس ما في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام من الفضل، لماتوا شوقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات » قلت: وما فيه؟ قال: « من أتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا سنته من كلّ آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه، فإن مات سنته حضرته ملائكة الرحمة، يحضرون غسله وأكفانه

__________________

باب النوادر راجيا من الله تعالى ان يشاركنا في أجور المتوسلين بها. منه ( قدس سره ).

الباب ٤٧

١ - كامل الزيارات ص ١٤٢.

٣٠٩

والاستغفار له، ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد بصر(١) ، ويؤمنه الله من ضغطة القبر، ومن منكر ونكير أن يروعانه، ويفتح له باب إلى الجنة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى له يوم القيامة نورا يضئ لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد: هذا من زوار(٢) الحسين بن عليعليهما‌السلام شوقا إليه، فلا يبقى أحد يوم القيامة الا تمنى يومئذ أنه كان من زوار الحسين بن عليعليهما‌السلام ».

[١٢٠٦٨] ٢ - وعن الحسن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت له: ما لمن أتى ( قبر )(١) الحسين بن عليعليهما‌السلام زائرا عارفا بحقه غير مستنكف ولا مستكبر(٢) ؟ قال: يكتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقيا كتب سعيدا، ولم يزل يخوض في رحمة الله ».

[١٢٠٦٩] ٣ - وعن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام وهو يريد الله عز وجل، شيعه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتى يرد إلى منزله ».

[١٢٠٧٠] ٤ - وعن عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، عن عبد الرحمان، عن

__________________

(١) في المصدر: بصره.

(٢) في المصدر: زار.

٢ - كامل الزيارات ص ١٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة. مستنكر.، ( منه قده ).

٣، ٤ - كامل الزيارات ص ١٤٥.

٣١٠

سعيد بن خيثم، عن أخيه معمر، قال: سمعت زيد بن عليعليه‌السلام يقول: من زار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام لا يريد به إلا وجه الله، غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، فاستكثروا من زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم.

٤٨ -( باب استحباب اختيار زيارة الحسينعليه‌السلام على جميع الاعمال)

[١٢٠٧١] ١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « زيارة قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام من أفضل ما يكون من الاعمال ».

٤٩ -( باب استحباب البكاء لقتل الحسينعليه‌السلام وماأصاب أهل البيتعليهم‌السلام ، خصوصا يوم عاشوراء، واتخاذه يوم مصيبة، وتحريم التبرك به)

[١٢٠٧٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزاز، عن ابن خارجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وعلى قاتله لعنة الله، فبكى أبو عبد اللهعليه‌السلام وبكينا، قال: ثم رفع رأسه فقال: « قال الحسين بن عليعليهما‌السلام : أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا بكى » وذكر الحديث.

__________________

الباب ٤٨

١ - كتاب الغايات ص ٧١.

الباب ٤٩

١ - كامل الزيارات ص ١٠٨.

٣١١

[١٢٠٧٣] ٢ - وعن جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن عبيد الله، عن ابن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن أبي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين بن عليعليهما‌السلام عند أبي عبد اللهعليه‌السلام في يوم قط، فرئي أبو عبد اللهعليه‌السلام متبسما في ذلك اليوم إلى الليل، وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام يقول: « الحسينعليه‌السلام عبرة كلّ مؤمن ».

وعن محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن المغيرة، عن أبي عمارة، مثله إلى قوله: في ذلك اليوم(١) .

[١٢٠٧٤] ٣ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ».

وعن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٢٠٧٥] ٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير، عن يونس وأبي سلمة السراج، والمفضل قالوا: سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « لما مضى أبو عبد الله الحسين بن علي

__________________

٢ - كامل الزيارات ص ١٠٨.

(١) نفس المصدر ص ١٠١.

٣ - كامل الزيارات ص ١٠٣ ح ٣.

(١) نفس المصدر ص ١٠٤، ذيل الحديث ٨.

٤ - كامل الزيارات ص ٨٠ ح ٣.

٣١٢

عليهما‌السلام ، بكى عليه جميع ما خلق الله، إلا ثلاثة أشياء: البصرة، ودمشق، وآل عثمان ».

[١٢٠٧٦] ٥ - وعن أبيه ( وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جمعيا )(١) عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن، عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا وابن ظبيان والمفضل وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا - وذكر حديثا طويلا - يقول: ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن أبا عبد اللهعليه‌السلام لما مضى بكت عليه السماوات السبع ( والأرضون السبع )(٢) وما فيهن وما بينهن، وما ينقلب(٣) في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى، بكى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك، ما هذه الثلاثة أشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة، ولا دمشق، ولا آل عثمان بن عفان ».

[١٢٠٧٧] ٦ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي يعقوب، عن أبان بن عثمان، عن زرارة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا زرارة إن السماء بكت على الحسينعليه‌السلام أربعين صباحا بالدم، وإن الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد، وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وإن الجبال تقطعت وانتثرت، وإن البحار تفجرت، وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسينعليه‌السلام ، وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا

__________________

٥ - كامل الزيارات ص ١٩٧.

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: ومن ينقلب.

٦ - كامل الزيارات ص ٨١.

٣١٣

اكتحلت ولا رجلت، حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنة الله، وما زلنا في عبرة من بعده، وكان جديعليه‌السلام إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه، وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كلّ من في الهواء والسماء من الملائكة - إلى أن ذكرعليه‌السلام ، غيظ جهنم على قاتليه وقال - وإنها لتبكيه وتندبه وإنها لتتلظى على قاتله، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض وأكفأت ما عليها، وما تكثر إلا عند اقتراب الساعة، وما عين وأكفأت ما عليها وما تكثر الزلازل إلا عند اقتراب الساعة، وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه، ووصل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأدى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي ( الحسينعليه‌السلام )(١) فإنه يحشر وعينه قريرة والبشارة تلقاه والسرور ( بين )(٢) على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسينعليه‌السلام تحت العرش وفي ظل العرش، لا يخافون سوء ( يوم )(٣) الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وإن الحور لترسل إليهم: إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسه(٤) عليه‌السلام من السرور والكرامة » الخبر.

[١٢٠٧٨] ٧ - وعن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أحدثه فدخل عليه ابنه، فقال له: « مرحبا » وضمه وقبله وقال: « حقر الله من حقركم، وانتقم الله ممن وتركم، وخذل الله من

__________________

(١ و ٢ و ٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر: مجلسهم.

٧ - كامل الزيارات ص ٨٢ ح ٧.

٣١٤

خذلكم، ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء » ثم بكى وقال: « يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسينعليه‌السلام ، أتاني ما لا أملكه بما أتى(١) إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير إن فاطمةعليها‌السلام لتبكيه وتشهق، فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك، مخافة أن يخرج منها عنق - إلى أن قال - فلا تزال الملائكة مشفقين يبكون لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون إليه - إلى أن قال - قلت: جعلت فداك إن هذا الامر عظيم، قال: غيره أعظم منه ما لم تسمعه، ثم قال: يا با بصير، أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمةعليها‌السلام ؟! فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء » الخبر.

[١٢٠٧٩] ٨ - وعن حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل ( عن صالح )(١) بن عقبة عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء، ( إلى أن قال )(٢) ثم ليندب الحسينعليه‌السلام ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة باظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا في البيوت، وليعز بعضهم بعضا بمصاب الحسينعليه‌السلام ، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع هذا الثواب - اي ألفي ألف حجة

__________________

(١) في المخطوط: أوتي، وما أثبتناه من المصدر.

٨ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) أثبتناه من المصدر، ومعاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٧٦ ).

(٢) في المصدر الحديث طويل وما أثبتناه لسياق العبارة.

٣١٥

وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، إلى آخر تقدم في باب زيارته في يوم عاشوراء(٣) - فقلت: جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال: أنا الضامن لهم ذلك، والزعيم لمن فعل ذلك، قال قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال: يقولون: عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسينعليه‌السلام ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمدعليهم‌السلام ، فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا فإنه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة، وألف ألف عمرة، وألف ألف غزوة، كلها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان له ثواب مصيبة كلّ نبي ورسول وصديق وشهيد، مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى ( يوم القيامة )(٤) ».

[١٢٠٨٠] ٩ المزار القديم: عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفرعليه‌السلام - في حديث تقدم صدره - قال: قال: « يا علقمة واندبوا الحسينعليه‌السلام وابكوه وليأمر أحدكم من في داره بالبكاء عليه، وليقم عليه في داره المصيبة باظهار الجزع والبكاء، وتلاقوا يومئذ بالبكاء بعضكم إلى بعض في البيوت وحيث تلاقيتم، وليعز بعضكم بعضا بمصاب الحسينعليه‌السلام ، قلت: أصلحك الله كيف يعزي بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أحسن الله أجورنا بمصابنا بأبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ، وجعلنا من الطالبين بثأره مع الإمام المهدي إلى الحق من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم أجمعين، وإن استطاع أحدكم أن لا

__________________

(٣) ما بين الفاصلتين من كلام المصنف ( قده ) توضيحا للعبارة وقد ورد في هامش المخطوط.

(٤) في المصدر: أن تقوم الساعة.

٩ - المزار القديم.

٣١٦

يمضي يومه في حاجة فافعلوا، فإنه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن، وإن قضيت لم يبارك فيها ولم يرشد، ولا يدخرن أحدكم لمنزله في ذلك اليوم شيئا، فإنه من فعل ذلك لم يبارك فيه، قال الباقرعليه‌السلام : أنا ضامن لمن فعل ذلك، له عند الله عز وجل ما تقدم به الذكر من عظيم الثواب، وحشره الله في جملة المستشهدين مع الحسين ( صلوات الله عليه ) » الخبر.

[١٢٠٨١] ١٠ - الشيخ الطوسي في المصباح: عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون الحزن، ودموعه تنحدر عن عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا بن رسول الله، مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك؟ فقال لي: « أو في غفلة؟ أما علمت أن الحسين بن عليعليهما‌السلام أصيب في مثل هذا اليوم؟ » الخبر.

ورواه ابن طاووس (ره) في الاقبال(١) : باسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، مثله باختلاف في بعض الألفاظ.

[١٢٠٨٢] ١١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن أحمد بن عبد الحميد بن خالد، عن محمد بن عمرو بن عتبة، عن حسين الأشقر، عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمدعليهما‌السلام يقول: « من دمعت عينه فينا دمعة، لدم سفك لنا، أو حق لنا نقصناه، أو عرض انتهك لنا أو لاحد من شيعتنا،

__________________

١٠ - مصباح المجتهد ص ٧٢٤.

(١) الاقبال ص ٥٦٨.

١١ - أمالي المفيد ص ١٧٤.

٣١٧

بوأه الله تعالى في الجنة حقبا(١) ».

[١٢٠٨٣] ١٢ - جامع الأخبار: عن أنس بن مالك، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يقوم فقراء أمتي يوم القيامة وثيابهم خضر، وشعورهم منسوجة بالدر والياقوت، وبأيديهم قضبان من نور يخطبون على المنابر، فيمر عليهم الأنبياء فيقولون: هؤلاء من الملائكة، وتقول الملائكة: هؤلاء الأنبياء، فيقولون: نحن لا ملائكة ولا أنبياء، بل نفر من فقراء أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقولون: بما نلتم هذه الكرامة؟ فيقولون: لم تكن أعمالنا شديدة، ولم نصم الدهر، ولن نقم الليل، ولكن أقمنا على الصلوات الخمس، وإذا سمعنا ذكر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاضت دموعنا على خدودنا ».

[١٢٠٨٤] ١٣ - مجموعة الشهيد: نقلا من كتاب الأنوار لأبي علي محمد بن همام، حدثنا أحمد بن أبي هراسة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري قال: حدثنا حماد بن إسحاق الأنصاري، عن ابن سنان، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الحسين بن عليعليهما‌السلام وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا، ثم قالعليه‌السلام بأبي قتيل كلّ عبرة، قيل: وما قتيل كلّ عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى ».

[١٢٠٨٥] ١٤ - الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين: وفي حديث

__________________

(١) الحقبة من الدهر: مدة لا وقت لها. وقيل: السنة، والجمع حقب.

وقيل ثمانون سنة وقيل أكثر ( لسان العرب ج ١ ص ٣٢٦ ).

١٢ - جامع الأخبار ص ١٢٩.

١٣ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

١٤ - مجمع البحرين ج ٣ ص ٤٠٥.

٣١٨

مناجاة موسىعليه‌السلام وقد قال: « يا رب لم فضلت أمه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء، قال موسىعليه‌السلام : يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان، بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله : إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق من ماله في الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره، قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد ».

٥٠ -( باب حد حرم الحسينعليه‌السلام الذي يستحب التبرك بتربته)

[١٢٠٨٦] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قبر الحسين بن عليعليهم‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسر، روضة من رياض الجنة، منه معراج ( إلى )(١) السماء، فليس من ملك

__________________

(١) في المصدر زيادة: أو دينارا.

الباب ٥٠

١ - كامل الزيارات ص ١١٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣١٩

مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسأل الله أن يزوره، ففوج يهبط وفوج يصعد ».

[١٢٠٨٧] ٢ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن محمد بن إسماعيل البصري، عمن رواه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « حرمة قبر الحسينعليه‌السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر ».

[١٢٠٨٨] ٣ - وعن حكيم بن داود عن سلمة، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « حريم قبر الحسينعليه‌السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر ».

[١٢٠٨٩] ٤ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد، عن هارون بن مسلم، عن عبد الرحمان بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: « قبر الحسينعليه‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا، روضة من رياض الجنة » وذكر الحديث.

وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن إسحاق بن عمار، عنهعليه‌السلام ، مثله.

[١٢٠٩٠] ٥ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان البصري، عن رجل من أهل الكوفة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « حريم قبر الحسينعليه‌السلام فرسخ في فرسخ في

__________________

٢ - كامل الزيارات ص ٢٧١.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٧٢.

٤ - كامل الزيارات ص ٢٧٢.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٨٢.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403