الدليل الثالث على عدم جواز التقبيل
الثالث:
إنّ الزيارةَ ومتعلّقاتها عبادةٌ والعبادات أمورٌ توقيفيّة، فلابدَّ من الدليل على رُجحان تقبيل الأعتاب فلا نقول برجحانه.
ردُّ الدليل الثالث:
والجواب:
إنّا إلى الآن كنّا بصدد إثبات الجواز لا الرُجحان وقد عَرَفتَ أنّ الجواز لا غائلة فيه، وأمّا الرُجحان فيُمكن الاستدلال لـهُ بوجوه:
الأوّل:
السيّرة المستمرّة التي سُمِعتَ من الشهيدرحمهالله
في الدروس حيثُ عبَّر عنها: بأنّ الإماميّة على ذلك
.
الثاني:
إنّ في ذلك تعظيماً للشعائر، وقد قال الله تعالى:(
وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ
)
.
والمناقشة في التمسّك به بأنّ في تفسيرها اختلافاً عظيماً، فعن ابن زيد: إنّها معالم الدين، وعن مجاهد: إنّها البُدن في الحجّ، وتعظيمها استسمانُها و استحسانُها، وعن ابن عبّاس: أنّ الشعائر جمع شعيرة وهي البُدن إذا أُشعِرَت أي أُعلِمَت عليها بأنْ يُشقّ سنامها من الجانب الأيمن؛ ليُعلم أنّها هدي فالذي يهدي مندوب إلى طلب ( الاثمن )
و الأسمن بالثاء أو بالسين.
وقيل: شعائر الله دين الله تعالى كلّه، وتعظيمها التزامها ومنافعها كركوب ظهورها، وشرب ألبانها إذا احتيج إليها وهو المروي عن الصادقعليهالسلام
، فلا يبقى للآية إطلاق يُتمسّك به.
ــــــــــــــــــ