القصص التربوية

القصص التربوية13%

القصص التربوية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 421

القصص التربوية
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 360497 / تحميل: 10454
الحجم الحجم الحجم
القصص التربوية

القصص التربوية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

قول الله أصدق مِن قولك

زرارة قال: دخلت أنا وحمران على أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، فقلت له: مَن وافقنا مِن علويٍّ أو غيره تولَّيناه، ومَن خالفنا مِن علويٍّ أو غيره برِئنا منه.

فقال لي: (يا زرارة، قول الله أصدق مِن قولك، فأين الذين قال الله عَزَّ وجَلَّ: ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيل ) (١).

أين المُرجَون لأمر الله؟!

أين الذين خلطوا عَملاً صالحاً وآخر سيِّئاً؟!

أين أصحاب الأعراف؟!

أين المُؤلَّفة قلوبهم؟!) (٢) .

____________________

(١) النساء: ٩٨.

(٢) المعاد، ج١.

١٠١

...............................

إنَّ سعد بن عبادة قال: إنَّ بَكراً أخا بني ساعدة، توفِّيت أُمَّه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إنَّ أُمِّي توفِّيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إنْ تصدَّقت بشيء عنها؟

قال: (نعم).

قال: فإنِّي أُشهِدك أنَّ حائط المَخْرَف صدقة عليها.

الولد الصالح كالصدقة الجارية، مصدر أجر وثواب للوالدين في عالم البرزخ، فالولد الصالح يستغفر أحياناً لوالديه، وهذا الأمر يجعل الوالدين يتمتَّعان بالعفوِّ الإلهي، والرحمة الإلهيَّة في عالم البرزخ، أو أنَّ الولد الصالح، ونظراً لأنَّ تربيته تربية صالحة مِن قِبَل أبويه، هي التي جعلته يقوم بهذا العمل الصالح الحسن؛ فإنَّ ثواب وأجر هذا العمل الصالح، الذي قام به الولد يعود إلى والديه في عالم البرزخ.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

مَرَّ عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يُعذَّب صاحبه، ثمَّ مَرَّ به مِن قابل، فإذا هو ليس يُعذَّب، فقال: (يا رَبِّ مررت بهذا القبر عامَ أوَّلٍ فكان صاحبه يُعذَّب؟!).

فأوحى الله عَزَّ وجَلَّ إليه: (يا روح الله، إنَّه أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقاً وآوى يتيماً؛ فغفرت له بما فعل ابنه) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١٠٢

كرامة عبد المُطَّلب جَدُّ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

قام إبراهيم الخليل، وابنه إسماعيل، بأمر مِن الله ببناء الكعبة، وإقامة ذلك البيت المَقْدس، وأقام إسماعيل في مَكَّة، وكان إبراهيم (عليه السلام) يأتي إلى مَكَّة في مواسم الحَجِّ، وكان إسماعيل يشكو لوالده شُحَّ المياه، وطلب منه أنْ يُساعده للتغلُّب على هذه المُشكلة، فأوحى الله إلى إبراهيم أنْ يقوم بحفر بئر لتأمين مِياه الشِّرب للحجيج، وتوفير سُبل الراحة لهم، وبالطبع فإنَّ عمليَّة حَفر البئر في تلك المنطقة، والوصول إلى الماء لم تكن عمليَّة سهلة، فأمر الله جبرائيل أنْ يُحدِّد نقطة مُعيَّنة، أو مكان مُعيَّن يُحفر فيه البئر، وهذا المكان هو الذي يقع فيه اليوم بِئر زمزم.

قاموا بالفعل بحفر البئر، وخلافاً للتوقُّعات، وصلوا إلى الماء على عُمقٍ قليل، وفرحوا كثيراً لهذه العناية الإلهيَّة.

بعد ذلك، طلب جبرائيل مِن إبراهيم أنْ ينزل إلى داخل البئر، وتبعه جبرائيل الذي طلب مِن إبراهيم أنْ يضرب بفأسه في كلِّ زاوية مِن الزوايا الأربع، في قعر البئر، وأنْ يذكر اسم الله في كلِّ مَرَّة يضرب فيها بمِعوله، وكان إبراهيم يفعل ذلك، فكان الماء يتدفَّق مِن كلِّ زاوية مِن زوايا البئر.

فقال جبرائيل: (يا إبراهيم، اشرب الآن مِن ماء البئر وادع لولدك بالبركة)، ثمَّ خرج إبراهيم وجبرائيل مِن البئر.

وفي فترة كانت قبيلة جُرهم تُسيطر على مدينة مَكَّة، وتتولَّى سَدانة الحرم الإلهي، حيث كان المسؤولون عن شؤون الكعبة، يستلمون الهدايا والقرابين، التي كان الناس في الجاهليَّة يهدونها ويُقدِّمونها إلى آلهتهم، التي كانت موجودة في داخل الكعبة، ويحتفظون بها في مكان خاصٍّ يخضع لإشرافهم.

كان في الكعبة غَزالان مِن ذهب، وخمسة أسياف فلمَّا غلبت خُزاعة جُرهم على

١٠٣

الحرم، ألقت جُرهم الأسياف والغزالين في بِئر زمزم، وألقوا فيها الحِجارة، وطمُّوها وعموا أثرها، فلمَّا غلب قُصي على خُزاعة، لم يعرفوا موضع زمزم وعَمِيَ عليهم، وبقي مكان بئر زمزم مجهولاً لا يعرفه أحد، حتى جاء دور السيادة لعبد المُطَّلب جَدِّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي كان يحظى بمكانةٍ عظيمة، وموقعٍ اجتماعيٍّ كبيرٍ بين القبائل العربيَّة في ذلك الوقت؛ بحيث إنَّهم كانوا يفرشون له البساط لكي يستريح عليه في ظِلِّ جِدار الكعبة، ولم يكونوا يفعلون ذلك لأحدٍ مِن قبله، وفي إحدى المَرَّات، عندما كان عبد المُطَّلب نائماً عند جدار الكعبة، رأى في المنام أنَّ شَخصاً جاء إليه، وقال له: احفر زمزم واعلم أنَّه يوجد في مكان زمزم غُراب أبيض الجناحين، ووَكر للنمل، وكان بالفعل يوجد في مكان بئر زمزم صخرة، تحتها وَكْر للنمل، وفي النهار عندما كان النمل يخرج مِن وكره، كان يأتي غراب أبيض الجناح، ويلتقط النمل بمنقاره ويأكله.

وقد عرف عبد المُطَّلب مكان بئر زمزم، استناداً إلى تلك الرُّؤيا الحقيقية؛ فقام هو وأبناؤه بحفر ذلك المكان، وأزالوا عنه الحِجارة والرِّمال، حتَّى عثروا على الماء، فكبَّروا الله.

مِن خلال هذه الرُّؤيا ظهر مكان بئر زمزم، الذي كان يجهله الناس في ذلك الوقت، ظهر بصورة حقيقيَّة كما هو، وتعرَّف عبد المُطَّلب - بموجب تلك الرُّؤيا - على مكان البئر المجهول، وأُلهِم بحقيقة كانت مَخفيَّة وغير معروفة، دون أنْ تكون هناك حاجة إلى تفسير هذه الرؤيا (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١٠٤

عبد المُطَّلب وحُلْم الشجرة التي تنبت في ظهره

كان عبد المُطَّلب في إحدى الليالي إلى جانب الكعبة، بالقُرب مِن الحَجر الأسود، فرأى حُلْماً بَدَّاً عَجيباً بنظره، فسيطر عليه الخوف والهلع؛ فذهب إلى أحد مُفسِّري الأحلام، وأخبره بما رآه في المنام، وقال: رأيت في المنام أنَّ شجرة نبتت في ظهري، امتدَّت أغصانها إلى عِنان السماء، وغطَّت أوراقها وأغصانها الشرق والغرب، ثمَّ رأيت نوراً ينبعث مِن تلك الشجرة، وهو أكثر بريقاً مِن نور الشمس وضوئها، ورأيت الناس مِن العرب والعَجم يسجدون لهذه الشجرة، وكلُّ يوم كان يمرُّ كانت هذه الشجرة تزداد نوراً، ورأيت أنَّ جماعة مِن قريش جاءت لكي تجتثُّ تلك الشجرة، وتقتلعها مِن جذورها، ولكنْ كلَّما اقتربوا مِن تلك الشجرة بهدف الإساءة إليها، كان يظهر شابٌّ حَسَن الملبس والمظهر، فيصدُّهم عنها، ويقصم ظهورهم، ويقتلع عيونهم، وقد مدْدْت يدي لكي آخذ غِصناً مِن أغصانها؛ فصاح بي الشابُّ الوسيم قائلاً: أنْ أيضاً ليس لك نصيب مِن هذه الشجرة، فقلت له: ومَن هم الذين لهم نصيب منها؟

فقال: إنَّ هذه الشجرة هي مِلك للذين يتمسَّكون بها، ويُمسكون بأغصانها؛ فتغيَّر وجه الشخص الذي كان يستمع إلى هذه الرؤيا مِن عبد المُطَّلب واضطربت أحواله.

ثمَّ قال: لئِن صدقت، ليخرجَنَّ مِن صُلْبك وَلد يَمْلك الشرق والغرب، ويُنبِّأ في الناس... وكان أبو طالب يُحدِّث بهذا الحديث، والنبي قد خرج ويقول: كانت الشجرة - والله - أبا القاسم الأمين.

ووفقاً لما قاله الشخص، الذي فسَّر هذه الرؤيا، فإنَّ الرؤيا المذكورة تتضمَّن مجموعة مِن الأنباء الغيبيَّة، بدأت تتحقَّق بصورة تدريجيَّة بعد ذلك بعشرات السنين، ففي بداية الأمر يُرزَق عبد المُطَّلب بولدٍ.

١٠٥

وثانياً: هذا الولد يَحُكم الشرق والغرب.

وثالثاً: يقوم بنشر وترويج التعاليم الإلهيَّة بين الناس.

ورابعاً: هذا المولود يرتفع نجمه، وتزداد شُهرته، وتتعزَّز مكانته يوماً بعد يوم.

خامساً: مجموعة مِن قريش تبدأ في مُناهضته ومُعارضة رسالته، وبالتالي فهي تسعى للقضاء عليه.

سادساً: إنَّ شابَّاً ينبري للدفاع عن هذه الشجرة، ويقضي على المُعارضين، وهذا الشاب ليس سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

سابعاً: إنَّ يَد عبد المُطَّلب لا تصل إلى أغصان الشجرة؛ لأنَّه يُفارق الحياة قبل أنْ يُبعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١٠٦

إيَّاكم وتعلُّم النجوم إلاَّ ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحر

عندما أعدَّ عليٌّ (عليه السلام) جنوده لمُحاربة الخوارج، واستعدَّ للانطلاق، تقدَّم إليه رجل، وقال له: إذا ذهبت إلى الحرب في هذا الوقت بالذات، أخاف أنْ لا تحقَّق هدفك، وتعود مُنهزماً، وقد عرفت ذلك عن طريق الحسابات الفلكيَّة، والتدقيق في أوضاع الكواكب والنجوم في السماء.

فقال (عليه السلام): (أتزعم أنَّك تهدي إلى الساعة، التي مَن سار فيها صُرِف عنه السوء، وتُخوِّف مِن الساعة، التي مَن سار فيها حاق به الضُّرُّ؟! فمَن صَدَّقك بهذا؛ فقد كَذَّب القرآن؛ واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المَحبوب، ودفع المكروه، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أنْ يُولْيك الحمد دون رَبِّه؛ لأنَّك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فهيا النفع وأمن الضُّرَّ).

ثمَّ أقبل (عليه السلام) على الناس فقال: (أيُّها الناس، إيَّاكم وتعلُّم النجوم، إلاَّ ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحرٍ؛ فإنَّها تدعو إلى الكَهانة، والمُنجِّم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا على اسم الله) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١٠٧

ما مؤمن يموت..

إلاَّ قيل لروحه: الحَقْي بوادي السلام

عن حبَّة العَرني قال: خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر، فوقف بوادي السلام، كأنَّه مُخاطب لأقوام، فقُمت بقيامه حتَّى أعييت، ثمَّ جلست حتَّى مَلَلت، ثمَّ قُمت حتَّى نالني مِثل ما نالني أوَّلاً، ثمَّ جلست حتَّى مَلَلت، ثمَّ قُمت وجمعت ردائي، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنِّي قد أشفقت عليك مِن طول القيام فراحة ساعة.

ثمَّ طرحت الرداء ليجلِس عليه، فقال لي: (يا حبَّة، إنْ هو إلاّ مُحادثة مؤمن أو مُؤانسته).

قلت: يا أمير المؤمنين، وإنَّهم لكذلك؟!

قال: (نعم، ولو كُشِف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً، مُحتَبين يتحادثون).

فقلت: أجسام أمْ أرواح؟

فقال: (أرواح، وما مؤمن يموت في بُقعة مِن بِقاع الأرض، إلاَّ قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وإنَّها لبُقعة مِن جَنَّة عَدْنٍ) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١٠٨

سلمان وتكليم المَيِّت له

عيَّن أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان الفارسي والياً على المَدائن.

ويقول أصبغ بن نُباتة: كنت مع سلمان في المدائن، وكنت أُكثِر مِن زيارته ولقائه. وفي أحد الأيَّام ذهبت لعيادته عندما كان مريضاً، وهو المرض الذي أودى بحياته في نهاية الأمر، وكنت أعوده باستمرار، وأسأل عن حاله وشيئاً فشيئاً اشتدَّ به المرض، وأيقن بالموت، فالتفت إليَّ وقال لي: يا أصبغ، عهدي برسول الله يقول: (يا سلمان، سيُكلِّمك مَيِّت إذا دنت وفاتك)، وقد اشتهيت أنْ أدري أدنت أم لا؟.

فقال أصبغ: يا سلمان، اطلب ما تُريده فسأُنجزه لك.

فقال: تذهب الآن، وتُحضِر لي تابوتاً، وتفرش في داخله نفس البساط الذي يُفرش للموتى عندما يوضعون داخل التابوت، ومِن ثمَّ تُحضر معك أربعة أشخاص، فتحملوني إلى المقبرة، فقام أصبغ على عَجَلٍ، وعاد بعد ساعة وقد أحضر كلَّ ما طلبه منه سلمان الفارسي، وفعل كلَّ ما أمره به، وحمله إلى المقبرة، وعندما وصل إلى هناك وضع التابوت على الأرض.

فقال سلمان: ضعوني أمام القبلة؛ ففعلوا ذلك، عندها نادى سلمان بأعلى صوته:

السلام عليكم يا أهل عَرصة البلاء، السلام عليكم يا مُحتجبين عن الدنيا، فلم يسمع جواباً. ثمَّ كرَّر السلام عليهم قائلاً:

أقسمتكم بالله وبرسوله الكريم، أنْ يُجيبني واحد منكم، فأنا سلمان الفارسي صاحب رسول الله، وهو الذي أخبرني: بأنَّه إذا دنا أجلي، فإنَّ مَيِّتاً سيُكلِّمني، وإنِّي أُريد أنْ أعرف هل دنا أجلي أم لا؟

عندها سمع سلمان الجواب مِن الروح الذي رَدَّ السلام، وقال لسلمان:

لقد سمعنا كلامك، فاسأل ما تُريد.

١٠٩

فسأل سلمان الروح قائلاً: هل أنت مِن أهل الجَنَّة أمْ مِن أهل النار؟

فقال الروح: بلْ أنا مِن الذين شملتهم الرَّحمة والمَغفرة الإلهيَّة وفازا بالجَنَّة.

ثمَّ سأل سلمان الروح عن كيفيَّة مُفارقته الدنيا، وعن الأوضاع بعد الموت، وكان الروح يُجيب على أسئلة سلمان الفارسي واحداً واحداً، وبعد أنْ انتهى الحديث بين سلمان والروح، أخرجوه مِن التابوت، ووضعوه على الأرض فتوجَّه سلمان إلى الله قائلاً:

يا مَن بيده ملكوت كلِّ شيء، وإليه تُرجعون، وهو يُجير ولا يُجار عليه، بك آمنت ولنبيِّك اتَّبعت، وبكتابك صدقت، وقد أتاني ما وعدتني، يا مَن لا يُخلف الميعاد اقبضني إلى رحمتك، وأنزلني دار كرامتك (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١١٠

صَفاء الروح وقوَّة الحُلْم

قبل سنوات عديدة، كان يعيش في إحدى مُدن إيران رجل شريف ومؤمن، وكان ولده الأكبر أيضاً رجلاً صالحاً ومؤمناً، كوالده وكان الأب والابن يعيشان في منزلٍ عاديٍّ، في وضع ماديٍّ صعب؛ حيث كانا يقتصدان كثيراً في النفقات؛ لكي يُحافظا على سُمعتهما، ولا يمدَّا يد الحاجة إلى الآخرين، وقد بلغ بهما الوضع حَدَّاً، بحيث إنَّهما صارا يستعملا ماء الحنفيَّة في المنزل للشرب والطبخ فقط. أمَّا لغسل الملابس ومَلء الحوض الموجود في باحة المنزل، وسقي حديقة المنزل، فإنَّهما كانا يستعملان ماء البئر، كما أنَّهما قاما ببناء غرفة صغيرة فوق البئر؛ لكي تقي الأشخاص الذين يُريدون إخراج الماء، مِن البئر الحَرَّ، وأشعَّة الشمس المُحرقة في فصل الصيف، والبرد والأمطار والثلوج في فصل الشتاء، كما أنَّ وجود مِثل هذه الغرفة الصغيرة، يمنع سقوط الأجسام الغريبة، والقاذورات، والأحجار، وغيرها في داخل البئر، وبالتالي تُحافظ على نظافة البئر.

لقد كان الأب وابنه يقومان - بنفسهما - بسحب الماء مِن البئر، ولم يستأجرا أحداً للقيام بهذا العمل.

وفي أحد الأيَّام، لاحظ الأب وابنه أنَّ الطبقة الطينيَّة، التي تُغطِّي سقف هذه الغرفة مِن الداخل، يُمكن أنْ تسقط على الأرض، أو في داخل البئر، أو يُمكن أنْ تسقط على رأس أحد، يُصادف وجوده في الغرفة في تلك اللحظة، ونظراً لأنَّهما لا يملكان المال اللازم لاستخدام عمَّال بناء، يقومون بصيانة السقف وترميمه، فقد قررَّا أنْ يقوما بنفسيهما بهذا العمل في يوم عطلة.

وبالفعل قاما في اليوم المُتَّفق عليه بتغطية فوهة البئر، بقطع الأخشاب، وقطعة مِن البساط، وبدءا بإزالة الطبقة الطينيَّة مِن السقف، وقاما بتجميع هذه القطع في باحة

١١١

المنزل، وصبَّا عليها الماء، حتَّى أصبحت ليِّنة طريَّة، وأخذ الأب يقوم بعمل البناء، وابنه يُناوله الطين، حتَّى انتهى الأب مِن تغطية سقف الغرفة بأكمله، بالطين المخلوط بالقَشِّ أو التبن، وبعد انتهاء العمل لاحظ الأب أنَّ خاتمه ليس موجوداً في إصبعه، فاعتقد في بادئ الأمر أنَّه نسيه إلى جانب الحوض، عندما كان يغسل يديه، ولكنَّه لم يعثر عليه هناك.

وظلَّ الأب يبحث عن خاتمه، على مدى يومين كاملين في كلِّ مكان، ولكنَّه لم يعثر على أيِّ أثرٍ، وتأثَّر كثيراً لضياع خاتمه، ويئس مِن إمكانيَّة العثور عليه، وظلَّ لفترة مِن الوقت يتحدَّث مع أهله وعياله عن الخاتم المفقود، وكان يتأسَّف كثيراً على ذلك، وبعد عِدَّة سنوات مِن هذه القضيَّة توفِّي الأب إثر نوبة قلبيَّة.

يقول الابن: بعد فترة مِن وفاة والدي، رأيته يوماً في المنام، وكنت أعلم أنَّه ميِّت، فاقترب مِنِّي، وسلَّم عليَّ، وسألني عن أحوالي، ثمَّ قال لي: يا ولدي، إنَّني مَدينٌ للشخص الفلاني بخمسمائة تومان، فأرجو أن تخلصني مِن العذاب.

استيقظ الولد مِن نومه، ولم يكترث بالحُلْم الذي رآه، ولم يعمل بما طلبه منه أبوه، وبعد فترة رأى الابن والده مَرَّة أُخرى في المنام، وكرَّر ما سبق أنْ طلبه منه، وعاتبه على عدم تلبية طلبه، فقال له الابن - وهو في المنام ويعلم أنَّ والده مَيِّت ـ: أعطني عَلامة؛ حتَّى أطمئن بأنَّك والدي.

قال له: أتذكر قبل عِدَّة سنوات، أنَّنا قُمنا - معاً - بتغطية سقف غرفة البئر بالطين، وبعدها اكتشفت أنَّ خاتمي مفقود، وبحثنا عنه في كلِّ مكان، فلم نعثر عليه.

قال الابن: نعم، أذكر ذلك.

قال الأب: إنَّ الشخص عندما يموت، تتَّضح له كثير مِن القضايا والأُمور المجهولة، فلقد عرفت بعد موتي أنَّ خاتمي أضعته داخل الطين الذي أصلحت به سقف الغرف، حيث انزلق الخَاتم مِن إصبعي عندما كنت أعِجن الطين وأقلبه. ولكي

١١٢

تطمئنَّ بأنِّي أبوك الذي أتحدَّث معك، عليك أنْ تُزيل الطين مِن السقف وتخلطه بالماء، حتَّى يُصبح طريَّاً عندها سوف تعثر على الخاتم.

في الصباح نفَّذ الولد ما قاله له أبوه، دون أنْ يُخبر أحداً بالأمر، فعثر بالفعل على خاتم والده.

يقول الابن: بعد ذلك ذهبت إلى السوق، للشخص الذي أخبرني به والدي، فسلَّمت عليه وسألته عن حاله، ثمَّ قلت له: هل أنَّ والدي مَدينٌ لك بمبلغ مِن المال؟

قال الرجل صاحب الدُّكَّان: لماذا تسأل مِثل هذا السؤال؟

قلت: أُريد أنْ أعرف حقيقة الأمر.

قال: أطلب والدك بخمسمائة تومان.

سألته: كيف كان ذلك؟

قال: جاءني أبوك يوماً إلى هنا، وطلب مِنِّي قرضاً بمبلغ خمسمائة تومان، فأعطيته المبلغ دون أنْ آخذ منه إيصالاً بذلك، وبعد فترة توفِّي والدك بالنوبة القلبيَّة.

ـ لماذا لم تُطالب بقرضك؟

قال الرجل: لأنِّي لم أكُن أملك وثيقة أو إيصالاً، ورأيت أنَّ مِن غير المُناسب أنْ أُطالب بالمبلغ، فقد لا تصدِّقونني.

سلَّم الابن المبلغ المذكور إلى الدائن صاحب الدُّكَّان، ونقل له القِصَّة مِن أوَّلها إلى آخرها (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١١٣

توقَّع الموت صباحاً ومساءً

جاء موسى العطَّار إلى أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، فقال له: يا ابن رسول الله، رأيت رؤيا هالتني: رأيت صِهراً لي مَيِّتاً، وقد عانقني، وقد خِفت أنْ يكون الأجل قد اقترب.

فقال: (يا موسى، توقَّع الموت صباحاً ومساءً؛ فإنَّه مُلاقينا، ومُعانقة الأموات الأحياء أطول لأعمارهم فما كان اسم صِهرك؟).

قال: حسين.

فقال: (أمَّا رؤياك تدلُّ على بقائك وزيارتك لأبي عبد الله الحسين { عليه السلام }) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج١.

١١٤

ليس هناك ليلٌ وإنَّما هو ضوء ونور

قال رجل: يا رسول الله، هل في الجَنَّة مِن ليلٍ؟

قال: (وما هيَّجك على هذا؟).

قال: سمعت الله يذكر في الكتاب: ( ... وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) (مريم)، والليل مِن البُّكْرة والعَشيِّ.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ليس هناك ليلٌ، وإنَّما هو ضوء ونور يَرد الغُدوَّ على الرواح والرواح على الغدوِّ، وتأتيهم طرف الهدايا مِن الله لمواقيت الصلوات، التي كانوا يُصلُّون فيها في الدنيا، وتُسلِّم عليهم الملائكة) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج٢.

١١٥

امرأة تدخل النار في هِرَّة حبستها

وأُخرى تدخل الجَنَّة في كلب سقته

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (اطَّلعت ليلة الإسراء على النار فرأيت امرأة تُعذَّب، فسألت عنها: فقيل: إنَّها ربطت هِرَّة، ولم تُطعمها، ولم تُسقها، ولم تدعها تأكل مِن خَشاش الأرض حتَّى ماتت، فعذَّبها بها بذلك.

واطَّلعت على الجَنَّة، فرأيت امرأة مومس، فسألت عنها: فقيل: إنَّها مَرَّت بكلب يلهث مِن العطش، فأرسلت إزارها في بئر، فعصرته في حلقه حتَّى روي فغفر الله لها) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج٢.

١١٦

البئر صدقة

خَرج سعد يُرافقه عدد مِن الأشخاص يوماً مِن المدينة، مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في طريقهم إلى الحرب، وكانت أُمُّ سعد مريضة، حيث فارقت الحياة أثناء غياب ابنها، وكان سعد مُقاتلاً في جيش الإسلام ويُحبُّ والدته كثيراً، وعندما سمع بوفاتها لدى عودته تأثَّر كثيراً، فجاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له: أردت قبل سفري أنْ أُعطي صدقة عن والدتي، ولكنِّي لم أستطع، والآن حيث فارقت والدتي الدنيا هل ينفعها إذا قدَّمت صدقة عنها؟

فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (نعم).

فقال سعد: ما هي أفضل صدقة أُقدِّمها لها؟

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لقد رأيت أنَّ الجنود يُعانون أثناء الطريق مِن شَحَّة الماء، فبإمكانك أنْ تحفر بئراً في الطريق؛ لكي تستفيد منه القوافل التي تمرُّ مِن هناك، وتكون صدقة جارية لوالدتك).

فقام سعد - استجابة لأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - بحفر بئر على نيَّة والدته، وأسماه: بئر أُمَّ سعد وجعلها وقفاً للجميع (١).

____________________

(١) المعاد، ج٢.

١١٧

غفر لك بالخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل

عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال: (إنَّ رجلاً ركب البحر بأهله، فكُسر بهم فلم ينجُ مِمَّن كان في السفينة إلاَّ امرأة الرجل، فإنَّها نجت على لوح مِن ألواح السفينة، حتَّى لجأت إلى جزيرة مِن جُزر البحر، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق، ولم يَدَعْ لله حُرمَة إلاَّ وانتهكها، فلم يعلم إلاَّ والمرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها، فقال: إنسيَّة أمْ جِنِّيَّة؟

قالت: إنسيَّة.

فلم يكلِّمها كلمة، حتَّى جلس منها مجلس الرجل مِن أهله، فلمَّا أنْ همَّ بها اضطربت، فقال لها: ما لك تضطربين؟

قالت: أفرق مِن هذا، وأومأت بيدها إلى السماء.

قال: وما صنعتِ مِن هذا الشيء، وإنَّما أستكرِهُك استكراهاً، فأنا - والله - أولى بهذا الفَرق والخوف أحقُّ منك.

[ قال: ] فقام ولم يُحدِث شيئاً، ورجع إلى أهله، وليست له هِمَّة إلاَّ التوبة والمُراجعة.

فبينا هو يمشي، إذ صادفه راهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس، فقال الراهب للشابِّ: ادعُ الله يُظلُّنا بغَمامة، فقد حَميت علنيا الشمس.

فقال الشابُّ: ما أعلم أنَّ لي عند رَبِّي حسنة، فأتجاسر على أنْ أسأله شيئاً.

قال: فأدعو أنا، وتؤمِّن أنت؟

قال: نعم.

فأقبل الراهب يدعو والشابُّ يؤمِّن، فما كان بأسرع مِن أنْ أظلَّتهما غَمامة، فمشيا

١١٨

تحتها مَليَّاً مِن النهار، ثمَّ تفرَّقت الجادَّة جادَّتين، فأخذ الشابُّ في واحدة، وأخذ الراهب في واحدة، فإذا السحابة مع الشابِّ، فقال الراهب: أنت خيرٌ مِنِّي، لك استُجيب، ولم يُستجَب لي، فأخبرني ما قِصَّتك، فأخبره بخبر المرأة.

فقال: غُفر لك ما مضى؛ حيث دخلك الخوف، فانظر كيف تكون فيما تستقبل) (١) .

____________________

(١) المعاد، ج٢.

١١٩

المرء مع مَن أحبَّ

عن أنس قال: جاء رجل مِن أهل البادية - وكان يُعجبنا أنْ يأتي الرجل مِن أهل البادية يسأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - فقال يا رسول الله: متى قيام الساعة؟

فحضرت الصلاة، فلمَّا قضى (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاته، قال: (أين السائل عن الساعة؟).

قال: أنا يا رسول الله.

قال: (أعددت لها؟).

قال: والله، ما أعددت لها مِن كثيرِ عملٍ، صلاة ولا صوم، إلاَّ أنِّي أُحبُّ الله ورسوله.

فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): (المرء مع مَن أحبَّ).

قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشدُّ مِن فرحهم بهذا (١) .

____________________

(١) المعاد، ج٣.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

- خصاْئص الائمة ( مطبوع باسم خصائص أمير المؤ منين عليه السلام) للشريف الرضي السيد محمد بن الحسين (ت ٤٠٦هج) منشورات المكتبة الحيدرية - النجف أعادته مكتبة الرضي - قم ١٤٠٣هج

- الخصال، للشيخ الصدوق القمي، محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي (ت١٨٣)،منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية - قم المقدّسة١٤٠٣ ه، صحّحه وعلّق عليه:علي أكبر الغفاري.

- الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة، للشهيد الأول محمّد بن مكي العاملي الجزيني (الشهيد ٧٨٦هج ) نشر مؤسسة طبع الروضة الرضوية المقدّسة (الاَستانة) مشهد - إيران ٥٠٤١ ه رقم (٩١).

- الدروع الواقية، للسيد علي بن موسى بن جعفر ابن طاوس الحلّي (ت٦٦٤هج) تحقيق مؤسسةآل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم ٤١٤ ١ ه.

- دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشِيم، للقاضي القضاعي محمّد بن سلامة الشافعيصاحب الشهاب (ت٤٥٤) نشره لأوّل مرّة الاُستاذ جميل العظم في مصر سنة (١٣٢٢ ه) فيمكتبة الرافعي، وأعادته دار الكتاب العربي - بيروت ١٤٠١ ه.

- ديوان الامام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، شرح الدكتور يوسف فرحات، دار الكتابالعربي - بيروت ١٤١١ ه.

- ديوان الشافعي، محمّد بن إدريس إمام المذهب الشافعي (ت٢٠٤)، جمع محمّد عفيفالزعبي - بيروت.

- الذريعة الى تصانيف الشيعة، للعلامة الطهراني الشيخ محمّد محسن الشهير بآقا بزركالطهراني (ت١٣٨٩)، الطبعة الاُولى في طهران والنجف وقم وبيروت.

- ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، للزمخشري محمود بن عمر، انتشارات الشريف الرضيّ - قم١٤١١ ه.

- الرحلة إلى طلب الحديث، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت٤٦٣ه) تحقيق الدكتور نورالدين عِتر.

- رسالة أبي غالب الزُراري الى ابن ابنه في ذكر آل أعين، للشيخ أحمد بن محمّد بن محمّد بنسليمان أبي غالب الزراري (ت٣٦٨هج)، تحقيق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي (محققالكتاب) نشر مركز الأبحاث والدراسات التابع لمكتب الإعلامي الإسلامي (تبليغات) - قم١٤١١هج١١٤١ ه.

- رسالة الحقوق، المرويّة عن الامام زين العابدين عليّ بن الحسين السجاد عليه السلام ، المطبوعة معكتاب من لا يحضره الفقيه، للصدوق.

وقد أثبتنا نصا موثقا لها ملحقا بكتابنا جهاد الامام السجاد عليه السلام

١٤١

- رياض العلماء وحياض الفضلاء، للأفندي، المولى عبد الله الاصفهاني (ق١٢)، تحقيق السيدأحمد الحسيني، منشورات مكتبة السيّد المرعشي - قم ١٤٠١ه.

- السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، للشيخ ابن إدريس محمّد بن منصور بن أحمد (ت٥٩٨هج)،مؤسسة النشر الإسلامي - قم ١٤١١ ه.

- السعة والرزق، للشيخ محمّد الكلباسي الحائري، مطبعة الاَداب - النجف ١٣٨٩ه، أعادته دارالكتاب - قم.

- سلسلة الإبريز بالسند العزيز، تأليف أبي محمد الحسن بن عليّ بن أبي طالب الحسيني البلخي(ت٥٣٢)، تقديم السيد محمد حسين الحسيني الجلالي، علّق عليه وخرّج أحاديثه محمّدجواد الحسيني الجلالي، نشر مكتبة المرعشي - قم١٤١٣ ه.

- سنن البيهقي، لأحمد علي بن الحسين (ت ٤٥٨هج) دار الفكر - بيروت.

- شرح رسالة الحقوق، للسيّد حسن السيّد علي القباني، طبع النجف، وأعادته مؤسسةإسماعيليان - قم ١٤٠٦ه.

- شرح البداية في علم الدراية، للشيخ الشهيد الثاني زين الدين بن عليّ الجبعي العاملي ( الشهيد ٩٦٥هج)، ضبط نصّه السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي (محقّق الكتاب)، منشورات الفيروزآبادي - قم ١٤١٤ ه.

- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل (ت٢٦١) دار إحياء التراث العربي - بيروت. مصوّرةعن اليونينيّة.

- صحيفة الامام الرضا عليه السلام ، مسند الامام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ، رواية الطائي، تحقيقالشيخ محمّد مهدي نجف، نشر المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام - مشهدالمقدّسة١٤٠٦.

- طبّ الإمام الكاظم عليه السلام ، لشاكر شبع، نشر المركز العالمي للإمام الرضا عليه السلام - مشهد المقدّسة رقم(٣٤) ١٤١١ه.

- الضياء اللامع في أعلام القرن التاسع من طبقات أعلام الشيعة، للشيخ آقا بزرك الطهراني(ت١٣٨٩هج)، تحقيق علي نقي المنزوي - دانشكاه طهران -١٣٦٢ش.

- عدّة الداعي ونجاح الساعي، للشيخ ابن فهد الحلي أحمد بن محمد الأسدي (ت٨٤١هج)،تحقيق الموحدي القمي - نشر مكتبة الوجداني - قم.

- علل الشرائع، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي (ت٣٨١)، طبعقم- إيران.

- عوالي اللاَلي العزيزية، للشيخ ابن أبي جمهور الأحسائي محمد بن علي بن إبراهيم (ق١٠)،تحقيق الشيخ مجتبى العراقي، قم ١٤٠٥ه.

١٤٢

- عيون أخبار الرضا عليه السلام ، للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي (ت٣٨١).

- فهرست كتابهاى خطى دانشكده ادبيات، لمحمّد تقى دانش بزوه.

- فهرست كتابهاى خطى دانشكده حقوق، لمحمّد تقى دانش بزوه.

- الفرق بين الحروف الخمسة، لابن السِيْد البطليوسي عبد الله بن محمد أبي محمّد الأندلسي(ت٥٢١هج)، تحقيق الدكتور علي زوين، مطبعة العاني - بغداد ١٩٨٥م.

- فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، تأليف: عبد الحيّابن عبد الكبير الكتاني، باعتنأ الدكتور إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعةالثانية ١٤٠٢ ه.

- فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الجمعية الاستشراقية الألمانية، بمدينة هالة.

- الكافي، للشيخ الكليني محمّد بن يعقوب أبي جعفر الرازي (ت٣٢٩) صحّحه وقابله عليأكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية - طهران ١٤٠٢ ه.

- الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي الحافظ، دار الفكر - دمشق.

- كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي(ت٣٨١هج)، حقّقه وعلّق عليه السيّد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية -الاَخوندي - النجف، وأعادته في طهران ١٣٩٠ ه.

- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجي خليفة مصطفى بن عبد الله (ت١٠١٧) دارالفكر- بيروت١٤٠٢ عن الطبعة الاُولى في تركيا.

- كنز العرفان في فقه القرآن، للشيخ المقداد السيوري الحلي (ت٨٢٦هج) المكتبة المرتضوية -طهران ١٣٨٤ه.

- كنوز الباحثين، الفهارس التفصيلية لكتاب رياض الصالحين للنووي (ت٦٧٦) صنعة أحمدراتب عرموش، دار الفكر - دمشق ١٤١٣ ه.

- كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق، للمناوي عبد الرؤوف، مطبوع في هامش الجامعالصغير للسيوطي، طبع الحنفي - مصر.

- لسان العرب، للشيخ ابن منظور جمال الدين محمّد بن مكرم الأنصاري (ت٧١١ هج) طبعةبولاق، وطبع دار صادر بيروت.

- لوامع الأنوار في جوامع العلوم والاَثار ...، للسيد مجد الدين بن محمّد بن منصور المؤيدي،مكتبة التراث الإسلامي - صعدة، اليمن الشمالي ط اُولى ٤١٤ ١ ه.

١٤٣

- المجدّدون في الإسلام، للدكتور عبد المتعال الصعيدي.

- مجلة دانشكده ادبيات، جامعة طهران - طهران.

- المحاسن، للشيخ البرقي، أحمد بن محمد بن خالد (ق٣)، عُني بنشره وتصحيحه السيّدجلال الدين الحسيني المشتهر بالمحدّث، نشر دار الكتب الإسلامية - قم.

- المحاسن والمساوي، للبيهقي إبراهيم بن أحمد - دار صادر بيروت ١٣٩٠ه.

- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للرامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن (ت٣٦٠هج)،تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب، دار الفكر - بيروت ١٣٩١ ه.

- مستطرفات السرائر، للشيخ ابن إدريس الحلّي محمد بن منصور بن أحمد (ت٥٨٩هج) تحقيقمدرسة الإمام المهدي عليه السلام - قم ١٤٠٨ه.

- مسند أحمد، لأحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت٢٤١هج) طبع الميمنية في مصر في ستةمجلّدات، واُعيد بالاُفست مكرّرا.

- معجم ألفاظ غرر الحكم ودرر الكلم، للشيخ مصطفى درايتي، نشر مركز الأبحاثوالدراسات التابع لمركز الإعلام الإسلامي (تبليغات) - قم ١٤١٣ ه.

- معجم المطبوعات العربية والمعرّبة، ليوسف اليان سركيس، اُوفست المكتبة المرعشية - قم.

- منازل السائرين، لأبي إسماعيل عبد الله الأنصاري، تحقيق وتعليق الشيخ محسن بيدارفر،انتشارات بيدار - قم ١٤١٣ ه.

- منية المريد في آداب المفيد والمستفيد، للشيخ الشهيد الثاني، زين الدين بن عليّ العامليالجباعي (الشهيد ٩٦٥هج)، تحقيق الشيخ رضا مختاري، نشر مركز الإعلام الإسلامي - قم ١٤٠٩ ه.

- المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة، للسخاوي.

- مقدّمة جامع التفاسير، للراغب الاصبهاني.

- مكارم الأخلاق ومعاليها، للخرائطي محمد بن جعفر السامريّ (ق٤)، راجعه أبو محمد عبدالله بن حجاج، نشر مكتبة السلام العالمية - القاهرة.

- المنتقى النفيس من درر القواميس، انتخاب وعرض السيد محمد رضا الحسيني الجلالي(محقق الكتاب) من (القواميس في الرجال والدراية) للفاضل الدربندي (ت١٢٨٦هج) - طبع فينشرة (تراثن) الصادرة في مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم العدد الثالث من السنة (٦)١٤١١ ه.

١٤٤

- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، للشيخ الحلواني، الحسين بن محمّد بن الحسن (ق٥)، مطبعةسعيد، مشهد - إيرا ن ١٤٠٤ ه.

- ميزان الحكمة، للشيخ محمّدي الريّ شهري، الطبعة الاُولى، مركز الإعلام الإسلامي - دفترتبليغات إسلامي، قم.

- نهج البلاغة المختار من كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، جمع الشريف الرضيّ محمّد بنالحسين الموسوي (ت٤٠٦هج)، ضبط الدكتور صبحي الصالح، الطبعة الاُولى دار الكتاب اللبناني- بيروت ١٣٨٧ ه.

- وسائل الشيعة الى أحكام الشريعة، للشيخ الحرّ العاملي محمّد بن الحسن (ت١١٠٤)، تحقيقمؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحيأ التراث، قم.

١٤٥

الفهرس

الإهداء ٣

دليل الكتاب ٥

مقدّمة التحقيق ٧

١ - تقديم ٧

٢ - موضوع الكتاب: ١٥

٣ - اهتمام العلماء به: ١٥

٤ - نسبة الكتاب: ١٨

٥ - عملنا في الكتاب: ٢٠

٦ - كلمةُ شُكْرٍ: ٢٤

تمهيد حول المؤلف والكتاب بقلم الدكتور يحيى الخشّاب ٢٦

سطور عن حياة الإمام المحقّق محمّد بن محمّد بن الحسن نصير الدين الطوسي الشهير ب-(الخواجه) ٣٣

نماذج مصوّرة من المخطوطات المعتمدة ٣٨

١ - المقدّمة ٣٩

الفصل الأول: في ماهيّة العلم وفضله ٤١

٢ - فرض العلم ٤١

٣ - شَرَفُ العلم ٤٢

٤ - العلمُ فضيلة ٤٢

٥ - السّعادة بالعلم ٤٣

٦ - أنواع من العلم ٤٤

٧ - ماهيّة العلم ٤٦

٨ - العلم حُجّة على المتعلّم ٤٦

الفصل الثاني: في النيَة ٤٧

٩ - لزوم النيّة ٤٧

١٠ - سِيْرةُ الطالب ٤٨

١٤٦

الفصل الثالث: في اختيار العلم والاُستاذ والشريك والثبات ٥٠

١١ - اختيار العلم ٥٠

١٢ - اختيار العتيق ٥١

١٣ - اختيار المتون ٥٢

١٤ - اختيار الاُستاذ ٥٢

١٥ - الثَبات على ما يختار ٥٣

١٦ - اختيار الشريك ٥٤

١٧ - تعظيم العلم وأهله ٥٦

١٨ - أَدَبُ الكِتابة ٥٦

١٩ - أَدَبُ السماع ٥٨

٢٠ - الاعتماد على الاُستاذ ٥٨

٢١ - التأدبُ مَعَ الاُستاذ ٥٨

٢٢ - أخلاق الطالب ٦٢

الفصل الرابع: في الجدّ والمواظبة والهمَة ٦٥

٢٣ - الجدّ في الطَلَب ٦٥

٢٤ - المواظبة على الطَلَب ٦٧

٢٥ - الهمّة العالية ٦٩

٢٦ - المثابَرة والدقّة ٧٠

٢٧ - الكَسَلْ وأسبابُه وعلاجُه ٧١

الفصل الخامس: في بِدايةِ السبقِ وقَدَرِه وتَرْتيبِه ٧٤

٢٨ - وَقْتُ الشروع ٧٤

٢٩ - مقدار الدرس وتكراره ٧٦

٣٠ - الشروع بالمتون الصغار ٧٧

٣١ - كتابةُ الدرس ٧٧

٣٢ - فهم الدرس ٧٨

٣٣ - المُباحثةُ والمُذاكَرة ٧٩

١٤٧

٣٤ - التأمل والتدقيق ٨١

٣٥ - الاسْتِفادَةُ ٨٣

٣٦ - الشكْرُ والدعاء ٨٤

٣٧ - علوّ الهمّة بنبذ الطمعِ والبخلِ ٨٥

٣٨ - التقدير للتكرار ٨٧

٣٩ - المخافَتةُ والإجْهارُ عند التكرار ٨٧

٤٠ - المداومة على الطلب ٩٠

الفصل السادس: في التَوَكلِ ٩١

٤١ - اقتصاد الطالب ٩١

٤٢ - انحصار الاشتغال بالعلوم ٩٤

الفصل السابع: في وقت التحصيل ٩٥

٤٣ - وقت الطلب واستغلاله ٩٥

٤٤ - التنوّع لدفع المَلَل ٩٦

٤٥ - مدافعة النوم ٩٧

الفصل الثامن: في الشَفَقةِ والنَصيحة ٩٨

٤٦ - طلب الكمال ٩٨

٤٧ - شَفَقَةُ المُعَلم ٩٩

٤٨ - ترك النزاع والمخاصمة ١٠٠

٤٩ - الابتعاد عن سُو الظنّ ١٠٢

الفصل التاسع: في الاسْتِفادة ١٠٥

٥٠ - الاستفادة وطريقها ١٠٥

٥١ - اغتنام الوقت والشيوخ ١٠٨

٥٢ - تحمّل المشاق في سبيل الطلب ١٠٩

الفصل العاشر: في الوَرَعِ في التَعَلمِ ١١١

٥٣ - التزام الورع فعلا، وتركا ١١١

٥٤ - رعاية الاَداب والسنن ١١٣

٥٥ - استصحاب آلات الكتابة والمُطالعة ١١٣

١٤٨

الفصل الحادي عشر: في ما يُورث الحفظ وما يورث النِسْيان ١١٤

٥٦ - أسباب الحفظ ١١٤

٥٧ - أسباب النِسْيان ١١٧

الفصل الثاني عشر: في ما يجلب الرزقَ، وما يمنع الرزقَ وما يزيد في العُمُر، وما ينقص ١٢٠

٥٨ - ما يُنْقِصُ الرِزْقَ ١٢١

٥٩ - ما يزيد في الرزق ١٢٧

٦٠ - ما يزيدُ في العُمُر ١٣٣

نهايات بعض النسخ ١٣٥

المَصادِرُ والمَراجع لكتاب آداب المتعلمين ١٣٩

١٤٩

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421