القصص التربوية

القصص التربوية13%

القصص التربوية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 421

القصص التربوية
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 360213 / تحميل: 10451
الحجم الحجم الحجم
القصص التربوية

القصص التربوية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

إيَّاك أنْ تكون فحَّاشاً أو صخَّاباً أو لعَّاناً

عن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي مُبتدئاً:

(يا سماعة، ما هذا الذي كان بينك وبين جمالك؟ إيَّاك أنْ تكون فَحَّاشاً أو صخَّاباً أو لعَّاناً).

فقلت: والله، لقد كان ذلك أنَّه ظلمني.

فقال: (إنْ كان ظلمك لقد أربيت عليه، إنَّ هذا ليس مِن فعالي ولا آمر به شيعتي. استغفرْ رَبَّك ولا تعُدْ).

قلت: أستغفر الله ولا أعود (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٢.

١٦١

إذا تناولتم المُشركين فعمُّوا ولا تخصُّوا

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

(خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعرض الخيل فمَرَّ بقبر أبي أُحيحة.

فقال أبو بكر: لعن الله صاحب هذا القبر. فوَ الله، إنْ كان ليصُدَّ عن سبيل الله، ويُكذِّب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال خالد ابنه: ولعنَ الله أبا قحافة. فوالله، ما كان يُقري الضيف، ولا يُقاتل العدوَّ؛ فلعن الله أهونهما على العشيرة فقداً.

فألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) خِطام راحلته على غاربها، ثمَّ قال:

إذا أنتم تناولتم المُشركين فعمُّوا، ولا تخصُّوا فيغضب ولده) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٢.

١٦٢

حَقُّ شكر الله أنْ تقول: الحمد لله

روي أنَّ الصادق (عليه السلام) قد ضاعت دابَّته، فقال:

(لئن ردَّها الله عليَّ لأشكرَنَّ الله حَقَّ شُّكره).

قال الراوي: فما لبث أنْ أُتي بها.

فقال: (الحمد لله).

فقال قائل: جُعِلت فداك! أليس قلت: لأشكرنَّ الله حَقَّ شُكره؟!

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): (ألم تسمعني قلت: الحمد لله؟!) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٢.

١٦٣

اذهب مع أخيك في حاجته ولو كنت في الطواف

عن أبان بن تغلب قال:

كنت أطوف مع أبي عبد الله (عليه السلام)، فعرض لي رجل مِن أصحابنا، يسألني الذهاب معه في حاجة، فأشار إليَّ، فكرهت أنْ أدع أبا عبد الله (عليه السلام) وأذهب إليه، فبينا أنا أطوف، إذ أشار إليَّ أيضاً، فرآه أبو عبد الله (عليه السلام) فقال:

(يا أبان، إيَّاك يُريد هذا؟).

قلت: نعم.

قال: (فمَن هو؟).

قلت: رجل مِن أصحابنا.

قال: (هو على مِثل ما أنت عليه؟).

قلت: نعم.

قال: (فاذهب إليه).

قلت: فأقطع الطواف؟

قال: (نعم).

قلت: وإنْ كان طواف الفريضة؟

قال: (نعم).

قال: فذهبت إليه (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٢.

١٦٤

قضاء حاجة المؤمن كعبادة الله تسعة آلاف سنة..

عن ابن عباس قال:

كنت مع الحسن بن علي في المسجد الحرام، وهو مُعتكف يطوف بالكعبة. فعرض له رجل مِن شيعته فقال: يا ابن رسول الله، إنَّ عليَّ ديناً لفُلان، فإنْ رأيت أنْ تقضي عنِّي؟

فقال: (ورَبِّ هذه البنية، ما أصبح عندي شيء).

فقال: إنْ رأيت أنْ تستمهله عنِّي؛ فقد تَهدَّدني بالحبس.

قال ابن عباس: فقطع الحسن بن علي الطواف، وسعى معه.

فقلت: يا ابن رسول الله، أنسيت أنَّك مُعتكِف؟!

فقال: (لا، ولكنْ سمعت أبي (عليه السلام) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآل) يقول:

مَن قضى أخاه المؤمن حاجة، كان كمَن عبد الله تسعة آلاف سنة، صائماً نهاره وقائماً ليله) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٢.

١٦٥

ادفعوا حُجَّة الله بقضاء حوائج إخوانكم

عن داود بن سرحان قال:

كنَّا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ دخل عليه سَدير الصيرفي، فسلَّم وجلس فقال له: (يا سدير، ما كثر مال رجل قطُّ إلاَّ عظمت الحُجَّة لله تعالى عليه، فإنْ قدرتم أنْ تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا).

فقال له: يا بن رسول الله، بماذا؟

قال: (بقضاء حوائج إخوانكم في أموالكم) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٦٦

إنْ كان أعتقني لله فليدَعْني لله..

روي أنَّ بلالاً أبى أنْ يُبايع أبا بكر وأنَّ عمر أخذ بتلابيبه وقال له:

يا بلال، هذا جزاء أبي بكر منك، أنْ أعتقك فلا تجيء تُبايعه؟

فقال: إنْ كان أبو بكر قد أعتقني لله فليَدَعْني لله، وإنْ كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا، وأمَّا بيعته فما كنت أُبايع مَن لم يستخلفه رسول الله، والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة!

فقال له عمر: لا أباً لك، لا تُقِمْ معنا.

فارتحل إلى الشام، وتوفِّي في دمشق بباب الصغير (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٦٧

إنَّ لله يوماً يخسر فيه المُبطلون

كان بالمدينة رجل بطَّال يُضحِك الناس، وقد أعياه علي بن الحسين (عليهما السلام) أنْ يُضحكه، فمَرَّ عليٌّ وخلفه موليان له. فجاء الرجل حتَّى انتزع رداءه عن كتفيه (صلوات الله وسلامه عليه)، ثمَّ مضى، فلم يلتفت إليه عليٌّ (عليه السلام)، فاتبعه غُلاماه وأخذا الرِّداء منه، وجاءا به فطرحاه عليه، فقال لهم: (مَن هذا؟).

قالوا: هذا رجل بطَّال يُضحك أهل المدينة.

قال: (قولوا له: إنَّ لله يوماً يخسر فيه المُبطلون) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٦٨

كتمان أمري أحبُّ إليَّ

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) لا يُسافر إلاَّ مع رُفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أنْ يكون مِن خَدم الرُفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مَرَّة مع قوم، فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون مَن هذا؟

قالوا: لا.

قال: هذا عليُّ بن الحسين (عليهما السلام).

فوثبوا فقبَّلوا يده ورُجله، وقالوا: يا بن رسول الله، أردت أنْ تصلينا نار جَهنَّم؛ لو بدرت مِنَّا إليك يدٌ أو لسان، أما كنا قد هلكنا آخر الدهر فما الذي يحملك على هذا؟!

قال: (إنِّي كنت قد سافرت مَرَّة مع قوم يعرفونني، فأعطوني برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا أستحقُّ به، فإنِّي أخاف أنْ تُعطوني مِثل ذلك، فصار كتمان أمري أحبَّ إليَّ) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٦٩

ألا قلتَ: ربنا آتنا في الدنيا حسنة..؟!

روي أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على مريض فقال: (ما شأنك؟).

قال صلَّيتَ بنا صلاة المغرب، فقرأت القارعة، فقلتُ: اللَّهمَّ إنْ كان لي عندك ذنب تُريد أنْ تعذِّبني به في الآخرة، فعجل ذلك في الدنيا، فصرت كما ترى.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (بِئْسَ ما قلتَ! ألا قلتَ: ربَّنا، آتنا في الدنيا حَسنة، وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار).

فدعا له حتَّى أفاق (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٠

البِرِّ ما اطمأنَّ به الصدر والإثم ما تردَّد فيه..

وابصة الأسدي أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لا أدع مِن البِرِّ والإثم شيئاً إلاّ سألته عنه.

فلمَّا أتاه قال له بعض أصحابه: إليك - يا وابصة - عن رسول الله.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (دعه، ادْنُ يا وابصة).

قال: فدنوت فقال: (تسأل عمَّا جئتَ له أو أُخبرك؟).

قال: أخبرني.

قال: (جئتَ تسأل عن البِرِّ والإثم).

قال: نعم.

فضرب بيده على صدره، ثمَّ قال: (يا وابصة، البِرُّ ما اطمأنَّ به الصدر، والإثم ما تردَّد في الصدر وجال في القلب، وإنْ أفتاك الناس وأفتوك) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧١

إنَّما نجزع قبل المُصيبة

فإذا وقع أمر الله رضينا وسلَّمنا

عن قتيبة ابن الأعشى، قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) أعود ابناً له، فوجدته على الباب، فإذا هو مُهتمٌّ حزين.

فقلت: جُعِلت فداك! كيف الصبيُّ؟

فقال: (إنَّه لِما به).

ثمَّ دخل فمكث ساعة، ثمَّ خرج إلينا وقد أسفر وجهه وذهب التغيُّر والحُزن. فطمعت أنْ يكون قد صَلح الصبيُّ، فقلت: كيف الصبيُّ؟ جُعلت فِداك!

فقال: (قد مضى لسبيله).

فقلت: جُعِلت فداك! لقد كنتَ وهو حَيٌّ مُغتمَّاً حزيناً، وقد رأيت حالك الساعة - وقد مات - غير تلك الحال، فكيف هذا؟!

فقال: (إنَّا أهل البيت، إنَّما نجزع قبل المُصيبة، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلَّمنا لأمره) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٢

واهاً لمَن يُذلُّ المؤمنين!

قال الحسين بن أبي العلاء: خرجنا إلى مَكَّة نيِّفاً وعشرين رجلاً، فكنت أذبح لهم في كلِّ منزل شاة، فلمَّا أردت أنْ أدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(واهاً - يا حسين - أتُذل المؤمنين؟!).

قلت: أعوذ بالله مِن ذلك.

فقال (عليه السلام): (بلغني أنَّك كنت تذبح لهم في كلِّ منزل شاة).

قلت: يا مولاي، والله، ما أردت بذلك إلاَّ وجه الله تعالى.

فقال (عليه السلام): (أما كنت ترى أنَّ فيهم مَن يُحبُّ أنْ يفعل مثل أفعالك، فلا يبلغ مقدرته ذلك فيتقاصر إليه نفسه).

قلت: يا ابن رسول الله.. أستغفر الله ولا أعود (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٣

يُقدَّر الرزق بالحلال فيُطلب بالحرام

دخل عليٌّ (عليه السلام) المسجد وقال لرجل: (امسِك عليَّ بغلتي).

فخلع لجامها وذهب به، فخرج عليٌّ (عليه السلام) بعدما قضى صلاته وبيده دِرهمان ليدفعهما إليه مُكافأة له، فوجد البغلة عطلى، فدفع إلى غُلامه الدرهمين ليشتري به لجام، فصادف الغُلام اللجام المسروق في السوق، قد باعه الرجل بدرهمين، فأخذه بالدرهمين وعاد إلى مولاه.

فقال عليٌّ (عليه السلام): (إنَّ العبد ليَحرم نفسه الرِّزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدر له) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٤

أحاديث أهل مصرنا مُنذ دهرنا..!!

جاء رجل إلى الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد فقال: حدَّثني سفيان الثوريّ، عن محمّد بن المنكدر: أنَّه رأى عليَّاً (عليه السلام) على منبرٍ بالكوفة وهو يقول: (لئن أُتيت برجلٍ يُفضلِّني على أبي بكرٍ وعمر لأجلدنَّه حَدَّ المُفتري).

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): (زِدْنا).

قال: حدَّثنا سفيان عن جعفرٍ أنَّه قال: حُبُّ أبي بكرٍ وعمر إيمانٌ وبغضهما كُفرٌ .

قال أبو عبد الله (عليه السلام): (زِدْنا).

قال: حدَّثنا سفيان الثوريّ، عن جعفر بن محمّدٍ أنَّ عليَّاً (عليه السلام): لمَّا قتلَ أهل صِفِّين بكى عليهم، وقال جمع الله بيني وبينهم في الجَنَّة.

فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): (مِن أيِّ البلاد أنت؟).

قال: مِن أهل البصرة.

قال: (هذا الذي تُحدِّث عنه وتذكر اسمه (جعفر بن محمّدٍ) هل تعرفه؟).

قال: لا.

قال: (فهل سمعت منه شيئاً قَطُّ؟).

قال: لا.

قال: (فهذه الأحاديث عندك حَقٌّ؟).

قال: نعم.

قال: (فمِنِّي سمعتها؟).

قال: لا أحفظ. ألاَّ أنَّها أحاديث أهل مِصرنا مُنذ دهرنا.

١٧٥

قال له أبو عبد الله (عليه السلام): (لو رأيت هذا الرجل الذي تُحدِّث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عِنِّي كَذِبٌ، لا أعرفها ولم أُحدِّث بها، هل كنت تُصدِّقه؟).

قال: لا.

قال: (ولِمَ؟).

قال: لأنَّه شَهِد على قوله رجالٌ، لو شهد أحدهم على عِتق رجلٍ لجاز قوله (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٦

فعلت هذا اقتداءً بجَدِّي

روي أنَّه لمَّا حُمل عليُّ بن الحسين (عليهم السلام) إلى يزيد هَمَّ بضرب عُنقه، فوقَّفه بين يديه وهو يُكلِّمه ليستنطقه بكلمةٍ يوجب بها قتله، وعليُّ بن الحسين (عليه السلام) يُجيبه حيثما يُكلِّمه وفي يده سِبحةٌ صغيرةٌ يُديرها بأصابعه وهو يتكلَّم.

فقال له يزيد: أنا أُكلِّمك وأنت تُجيبني وتُدير أصابعك بسبحةٍ في يدك، فكيف يجوز ذلك؟

فقال: (حدَّثني أبي عن جَدِّي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنّه كان إذا صلَّى الغداة وانفتل لا يُكلِّم حتَّى يأخذ سِبحةً بين يديه، فيقول:

اللَّهمَّ، إنِّي أصبحت أُسبِّحك وأحمدك، وأُهلِّلك وأُكبِّرك، وأُمجِّدك بعدد ما أُدير به سِبحتي، ويأخذ السِّبحة في يده ويُديرها وهو يتكلَّم بما يُريد مِن غير أنْ يتكلَّم بالتَّسبيح، وذكر أنَّ ذلك مُحتسبٌ له، ففعلت هذا اقتداءً بجَدِّي).

فقال له يزيد مَرّةً بعد أُخرى: لست أُكلِّم أحداً منكم إلاَّ يُجيبني بما يفوز به (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٧

أبو الحسن وقضيَّة لم يَرد مثلها

قال الصادق (عليه السلام): (رجل مِن أهالي جَبَل - في زمن خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام) - قصد حَجَّ بيت الله الحرام وكان له غُلام معه. فارتكب الغُلام ذنباً وعندها ضرب المولى الغُلام تأديباً.

التفت الغُلام إلى مولاه وقال: أنت لستَ بمولاي بلْ أنا مولاك!

فقررا أنْ يذهبا إلى الكوفة. وعندما وصلا إلى الكوفة ذهبا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال الذي ضرب الغُلام: أصلحك الله، هذا غُلامٌ لي، وإنَّه أذنب فضربته فوثب عليَّ.

وقال الآخر: هو - والله - غلامٌ لي، إنَّ أبي أرسلني معه ليُعلِّمني، وإنَّه وثب عليَّ يدَّعيني ليذهب بمالي.

قال: فأخذ هذا يَحلف، وهذا يَحلف، وهذا يُكذِّب هذا، وهذا يُكذِّب هذا.

قال فقال عليٌّ (عليه السلام): انطلقا فتصادقا في ليلتكما هذه، ولا تجيئاني إلاّ بحَقٍّ.

فلمَّا أصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقَنبرٍ: اثقُب في الحائط ثَقبين.

قال: وكان إذا أصبح عقَّب حتَّى تصير الشَّمس على رمحٍ يُسبِّح.

فجاء الرَّجلان واجتمع النَّاس، فقالوا: لقد وردت عليه قضيَّةٌ ما ورود عليه مثلها لا يخرج منها.

فقال لهما: ما تقولان؟

فحلف هذا، إنَّ هذا عبده. وحلف هذا، إنَّ هذا عبده.

فقال لهما: فإنِّي لست أراكما تصدقان. ثمَّ قال لأحدهما: أدخِل رأسك في

١٧٨

هذا الثَّقب، وقال للآخر: أدخل رأسك في هذا الثَّقب.

ثمَّ قال: يا قنبر، عليَّ بسيف رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عَجِّل اضرب رقبة العبد منهم.

قال: فأخرج الغلام رأسه مُبادراً.

فقال عليٌّ (عليه السلام) للغُلام: ألست تزعم أنَّك لست بعبدٍ؟

ومَكث الآخر في الثَّقب.

فقال: بلى، ولكنَّه ضربني وتعدَّى عليَّ.

قال فتوثَّق له أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفعه إليه) (١).

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٧٩

ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثُر وألهى

مَرَّ رسول الله براعي إبلٍ فبعث يستسقيه، فقال: أمَّا ما في ضروعها فصَبوح الحَيِّ، وأمَّا ما في آنيتنا فغَبوقهم.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اللَّهمَّ، أكثر ماله ووُلده).

ثمَّ مَرَّ براعي غنم، فبعث إليه يستسقيه، فحلب له ما في ضُروعها وأكفأ ما في إنائه في إناء رسول الله وبعث إليه بشاة، وقال: هذا ما عندنا وإنْ أحببت أنْ نزيدك زدناك.

فقال رسول الله: (اللَّهمَّ، ارزقه الكَفاف).

فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله، دعوت للذي رَدَّك بدعاءٍ عامَّتُنا نُحبُّه، ودعوت للذي أسعفك بحاجتك بدعاءٍ كلُّنا نكرهه!

فقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثُر وألهى، اللَّهمَّ، ارزق محمَّداً وآل محمّدٍ الكَفاف) (١) .

____________________

(١) شرح مكارم الأخلاق، ج٣.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الليلة الحادية عشر

٢٤١

٢٤٢

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر(١)

ت ١٢٨٧ه

لم أنس زينبَ بعد الخدرِ حاسرةً

تُبدي النياحةَ ألحانا فأحانا

مسجورةَ القلبِ إلا أنَّ أعينَها

كالمعصراتِ تَصُبُّ الدمعَ عُقيانها

تدعو أباها أميرَ المؤمنين ألا

يا والدي حكمتْ فينا رعايانا

وغاب عنا المحامي والكفيلُ فَمن

يحمي حمانا ومن يُؤوي يتامانا

إن عسعس الليلُ وارى بذلَ أوجهِنا

وإن تنفّس وجهُ الصبحِ أبدانا

ندعوا فلا أحدٌ يصبو لدعوتِنا

وإن شكونا فلا يُصغى لشكوانا

قم يا عليُّ فما هذا القعودُ وما

عهدي تغض على الأقذاءِ أجفانا

وتنثني تارةً تدعو مشائخَها

من شيبة الحمد أشياخاً وشبانا

قوموا غِضابا من الأجداث وانتدبوا

واستنقدوا من يد البلوى بقايانا

ويلَ الفراتِ أباد اللهُ غامرَه

وردَّ واردَه بالرغم لهفانا

لم يُطفِ حرَّ غليلِ السبطِ باردُه

حتى قضى في سبيل الله عطشانا

لم يُذبحِ الكبشُ حتى يُروَ من ظمأٍ

ويُذبحُ ابنُ رسولِ الله ظمئانا(٢)

____________________

(١) - أقول وذكر صاحب رياض المدح والرثاء أنها للشاعر الكربلائي الحاج محمد علي كمونة.

(٢) - شعراء الغري ج٥ ص١٥٤.

٢٤٣

(نصاري)

اشحال ام الحزن زينب او كلثوم

عليها الليل من خيَّم او اظلم

اشحال الحرم وشحال اليتامه

ليل اهدعش من خيَّم ظلامه

گامت تذكر احسين او عمامه

او عليها الهظم فوگ الحزن خيَّم

غدت للحرم بالصيوان حَنَّه

هاي اتصيح يبني او تجر ونه

او ذيج اتصيح راحوا كل اهلنه

بعد ذاك الشمل هيهات يلتم

وليله اتصيح يوليدي يالاكبر

نايم عالثره او جسمك امطبَّر

عسن يوم اللفينه يوم الاگشر

إولا هل عالخلگ شهر المحرم

او رمله اتصيح يوليدي يجاسم

ابدال العرس عالتربان نايم

اگعد عاين الحال الفواطم

گبعت بالمذلَّه او لبست الهم

الرباب اتصيح يبني او نور عيناي

ورم صدري او درت لك ثداياي

يعبد الله انگطع برباك رجواي

او عگب عينك عليه النوم يحرم

(أبوذية)

يعاذل لا تلوم الگلب تنلام

عليه امن المصايب ثگل تنلام

خيمه ما بگت للحرم تنلام

بيها او تستچن ذيچ المسيه

الحوراء زينبعليها‌السلام تجمع العيال بعدما شتتها العدو

يا لها من ليلة مؤلمة مرت على بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد الله كيانهن فلقد كن بالأمس في سرادق العظمة وأخبية الجلالة، وبقين في هذه الليلة في حلك دامس من فقد تلك

٢٤٤

الأنوار الساطعة. بين رحل منتهب، وخباء محترق، وحماة صرعى، لا محامي لهن، ولا كفيل، ولا يدرين من يدافع عنهن إذا دهمهن داهم. ومن يكسن فورة الفاقدات ويخفض من وجدهن.

قال بعض الأكابر: في هذه الليلة، قامت الحوراء زينبعليها‌السلام بجمع العيال، والأطفال في مكان واحد، فلما جمعتهم أخذ الأطفال ينظر بعضهم إلى بعض ودموعهم تتحادر على الخدود، وأخذوا يسألون الحوراء زينب عن أهاليهم من الرجال هذه تنادي: عمه زينب أين أبي؟ وذاك ينادي: أين عمي؟ وأخر ينادي: عمة أين أخي؟ بماذا تجيبهم زينب؟ أتقول لهم إنهم صرعى على وجه الأرض؟ أم عندها جواب آخر؟ نعم قامت إليهم، فأخذت تضم الطفلة إلى صدرها لتهدئها عن البكاء والعويل، فإذا هدأت، أخذت الأخرى ضمتها إلى صدرها. وكأني بها في تلك اللحظات، لحظات اللوعة والألم، تلتفت إلى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام .

(مجردات)

خويه اتحيرت والله ابيتاماك

ما ينحمل يحسين فرگاك

والمثل هذا الوكت ردناك

(نصاري)

صاحت يبو اليمه ابدمع جاري

بناتك زيَّدن عگبك مراري

يخويه المن اسكت يو أباري

او تدري اشچم طفل عگبك تيتم

ولكنها لم تسمع من الحسين جوابا. وأنَّى له بالجواب، وقد فرق بين رأسه وجسده؟ ولهذا حولت بوجهها إلى الغري شاكية مصابها لأبيها أمير

٢٤٥

المؤمنينعليه‌السلام :

(مجردات)

بويه عليه الليل هود

وانه حرمه غريبه او مالي أحد

بيمن يبويه الگلب يضمد

بالحسين هلعندي امدد

وابن والدي العباس مارد

خلصوا هلي الله لحد

(مجردات)

يبويه علينه خيَّم الليل

او دارت علينه الزلم والخيل

او جسام والأكبر مچاتيل

او عباس مرمي ابغير تغسيل

او الحسين بيه مثِّلوا تمثيل

او سجادنه مطروح وانحيل

(فائزي)

امسه المسه والنار ما خلت لنا اخيام

صيوان ما ظل تلتجي ابفيه هاليتام

اگبل عليه الليل وازدادت الوحشه

او ما شوف غير ايتام تتصارخ ابدهشه

او شيخ العشيره احسين محد شال نعشه

مطروح وابجنبه علي الأكبر او جسّام

اصبحت واشبول الهواشم حولي اوگوف

وامسيت مالي اگناع اتستر بالكفوف

اوما شوف غير أطفال تتصارخ امن الخوف

وين المعزّة او وين زهرة ذيچ الأيام

٢٤٦

(أبوذية)

يا ناعي دصيح ابصوت وليان

يحيدر يا امطوع الإنس واليان

ترى زينب بگت من غير وليان

تحشِّم وينكم يهل الحميه

***

أبا حسنٍ تُغضي وتلتذُ بالكرى

وبالكف أمست تَستُر الوجهَ زينبُ

٢٤٧

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد أحمد النواب الكربلائي

ت ١٣١١ه

الدمعُ لا يرقى مدى الأزمانِ

لرزيةِ المذبوحِ والعطشانِ

هذي المدامعُ سيلُها متواصلٌ

من كل قاصٍ في الأنام ودانِ

لهفي على العباسِ وهو مجدَّلٌ

والسبطُ يدعو في رحى الميدان

ظهري انحنى من عُظمِ ما قد حلَّ بي

يا أوصلَ الأصحابِ والإخوان

ثم انثنى نحوَ الخيامِ مناديا

هذا الوداعُ ولا وداعٌ ثان

نادته زينبُ والجَوى بفؤادِها

روحي الفدا يا سيدَ الأكوان

أأخيَّ كيف أراك في حرِّ الثرى

داميْ الوريدِ مضرَّجَ الجُثمان

يا ويلتا يا حسرتا يا لهفتا

تبدو السبايا من بني عدنان

جئنا من الحرم المنيعِ بعزةٍ

وحمايةِ الفرسان والشجعان

ثم انثنينا راجعين بلا حمىً

غيرَ اليتامى والأسيرِ العاني

والسبطُ مطروحٌ ثلاثا بالعرى

ملقى بلا غُسلٍ ولا أكفان(١)

____________________

(١) - أدب الطف ج٨، ص٧٨.

٢٤٨

(فائزي)

گوموا انروح الكربله انغسل الشبان

وانشيل جسم احسين وانفصِّل الأكفال

او راسه يشيعه انزّله عن راس السنان

والحرم نرجعها او لزينب ناخذ اخمار

ظلت تراهي امسلبه وحسين مطروح

او عدها عليل او من ونينه ايذوّب الروح

حرمه بلا والي تنادي وين أنا روح

واحسين كلفني ابيتامه اصغار واكبار

حرمه او غريبه او والدمع بالخد همّال

واتصيح وين أهلي اوعمامي اتعاين الحال

عندي جنازه امعطَّله او لا عندي ارجال

سمعوا يشيعه هالمصايب مثلها صار

(أبوذية)

جسمي امن الحزن يا ناس ينهار

او دمع العين علوجنات ينهار

عسنك لا تجي يا ريت ينها

ابشمس وعداي تتفرج عليه

السيدة زينبعليها‌السلام تفتقد

الرباب زوجة الإمام الحسينعليه‌السلام

لا أعرف ليلة أصعب من ليلة الحادي عشر من المحرم مرت على أطفال

٢٤٩

آل الرسول وبنات الزهراء البتول.

أمسوا ليلتهم، والحماة صرعى على وجه الأرض مجزرون، كالأضاحي، وأمسوا ليلتهم وهم بأيدي عدو ليس في قلبه رحمة، بحيث إذا بكت طفلة من أطفال الحسينعليه‌السلام أسكتوها بكعب الرمح، وبالسياط التي تتلوى على متنها، وهي تستغيث وتنادي: وا محمداه، ولا محمد لي اليوم، وا علياه ولا علي لي اليوم، وا حسيناه ولا حسين لي اليوم، وا عباساه ولا عباس لي اليوم.

وفي تلك الليلة افتقدت الحوراء زينب الرباب زوجة الحسين، فأخذت تبحث عنها بين النساء فلم تجدها، فنزلت إلى ساحة المعركة لعلها تجدها عند جسد الحسينعليه‌السلام فلما صارت قريبة من الجسد سمعت أنينا، وحنينا وقائلة تقول: بني عبد الله! صدري اوجعني، وثدياي درّا. فعرفت زينب أنها الرباب قال: رباب ما الذي جاء بك إلى هنا؟ قالت يا بنت رسول الله انه لما أباح لنا القوم الماء در للبن في صدري فجئت لأرضع ولدي.

(مجردات)

جيت ارضع ابني الماشرب ماي

درَّت بيت حيدر ثداياي

بلكت يزينب يسمع انداي

ويگوم روحي اولبة احشاي

وغياب فگده مرَّد اچلاي

هو الكبد والروح والراي

راح الذي زهرتي ابدنياي

والمن اديرن بعد عيناي

بس هذا عندي او گطع رجواي

واشلون بعده ايهوّد ابچاي

وفي تلك اللحظات اغتنمت السيدة زينب الفرصة لتعبر عن آلامها ومصائبها، وبث شكواها إلى أخيا الحسينعليه‌السلام وكأني:

٢٥٠

من أي رزءٍ أشتكي ومصيبةٍ

فراقُكَ أم هتكي وذُلّي وغربتي

أم الجسمُ مرضوضا أم الشيبُ قانيا

أم الرأسُ مرفوعا كبدر الدجنة

أم العابدُ السجادُ أضحى مغلَّلا

عليلا يُقاسي في العدا كلَّ كربةِ

قال الشيخ أسد حيدر (رحمه‌الله ):

توجهت - زينب - إلى مصرع أخيها الحسينعليه‌السلام فأكبت على جسده الطاهر وهي تحاول موضعا يسمح لها بتقبيله لكثرة النبال وجمود الدم على جسده الطاهر فلم تجد، وأخذت تخاطبه بحرارة(١) وكأني:

(مجردات)

أمسى المسه يحسين وحدي

او متحيره ويدي اعلى خدي

بس الأطفال اتنوح عندي

يحسين يومك مرد چبدي

اولا تنطي نيران وجدي

يا ضوه اعيوني او بدر سعدي

لون البگه يحسين يجدي

بالعين إلك والروح لفدي

(أبوذية)

الحرم خويه بالهضم يحسين

من بعدك ابحال الحرم يحسين

يخويه بگت بس نسوان يحسين

وانته اموسد الغبره رميه

***

أأخيَّ مالك عن بناتِك معرضا

والكلُّ منك بمنظرٍ وبمسمع

____________________

(١) - مع الحسين في نهضته ص٢٨٦.

٢٥١

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

ما بالُ فِهرٍ أغفلتْ أوتارَها

هلا تُثير وغىً فتُدرُكُ ثارَها

أغفت على الضيم الجفونُ وضيعت

يالَلحميةِ عزَّها وفَخارها

عجبا لها هدأت وتلك أميةٌ

قتلت سراةَ قبيلِها وخَيارها

عجبا لها هدأت وتلك نسائُها

بالطفِّ قد هتك العِدى أستارها

لهفي لها بعد التحجُّبِ أصبحت

حسرى تُقاسي ذُلَّها وصَغارها

تدعوا أميرَ المؤمنينَ بمهجةٍ

فيها المنيةُ أنشبتْ أظفارها

قم وانظرِ ابنَك في العراءِ وجسمُه

جعلتْه خيلُ أميةٍ مِضمارها

ثاوٍ تُغسِّله الدماءُ بفيضِها

عارٍ تُكفّنه الرياحُ غُبارها

وخيولُ حربٍ منه رضت أضلُعاً

فيها النبوةُ أودعت أسرارها

وبيوتُ قدسٍ من جلالةِ قدرِها

كانت ملائكةُ السما زوارها

يقف الأمينُ ببابِها مستأذنا

ومقبِّلا أعتابَها وجدارها

أضحت عليها آلُ حربٍ عنوةً

في يوم عاشوراء تَشُنُ مَغارها

كم طفلةٍ ذُعرتْ وكم محجوبةٍ

برزت وقد سلب العدوُّ إزارها(١)

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام ص١٥٩.

٢٥٢

(مجردات)

تعنيت للمعركة ابهمَّه

أدور يعمَّه اعله ابو اليمه

لگيت اعله الجسم للگوم لمـَّه

او جرح البگلبه ايسيل دمه

تدنيت مگصودي ارد اشمه

او جسمه المطشَّر عود المـّه

أثاري الشمر موچب يعمَّه

طردني او لخلاني أصل يمَّه

(مجردات)

يحسين يا شيخ العشيره

يبن حامي ادخيله او مجيره

أنا اموجِّله او گلبي ابحيره

يبن والدي شنهي البصيره

منك صدگ تقبل الغيره

يا غيرة الله امشي يسيره

اطوي الفله ابحر الظهيره

وطبَّن ابكل بلده او ديره

(أبوذية)

الگلب من زود ونّي اعليك ولَّم

او گلبي من گبل طرواك ولم

جسمك ما يفيده الجمع واللم

امطشَّر بالفله بسيوف أميه

(تخميس)

أيا سائلا وشظايا القلبِ في شجنِ

هل جهَّزوا لقتيل مات ممتَحَنِ

أجبتُه بفؤادٍ خافقٍ وَهِنِ

ما غسلوه وما لفَّوه في كفنِ

يومَ الطفوفِ ولا مدُّوا عليه رِدا

السيدة زينبعليها‌السلام تبحث عن

فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسينعليه‌السلام

في ليلة الحادي عشر: طلبت زينب خيمة من عمر بن سعد تجمع فيها النساء والأيتام، لأن النار لم تبق لهم خيمة، فلما جاءوا لهم بالخيمة وجمعت

٢٥٣

فيها النساء والأيتام، وإذا بها تفتقد فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسينعليه‌السلام فجاءت إلى أختها أم كلثوم سألتها عنها، قالت أطلبيها عند جسد المولى أبي عبد الله لعلها هناك.

قامت الحوراء زينبعليها‌السلام وقصدت جسم الحسين في ذلك الليل الدامس، تتعثر بأشلاء القتلى، وهي تقول: عمه فاطمة أين أنت؟ حتى قربت من الجسد الشريف، وإذا بها تسمع أنينا، وحنينا، وقائلة تقول: أبه يا حسين من الذي حزَّ وريديك؟ أبه من الذي أيتمني على صغر سني؟

(مجردات)

يا والدي والله هضيمه

أنه اصير من صغري يتيمه

والنوح من بعدك لجيمه

أثاري الأبو يا ناس خيمه

يفيي على ابناته وحريمه

قال زينبعليها‌السلام فاطمة هذه؟ قالت بلى يا عمة، قالت بنية ما الذي جاء بك إلى هنا؟ قالت عمة عندما هجم القوم على المخيم ارعبتني الخيل والرجال، فقلت ألوذ بجسد والدي.

(نصاري)

للحومه اعتنت زينب ابهمه

تون واتصيح وين انتي يعمه

لگتهه لايذه الجنب ابو اليمه

تون اعليه او وياه اتكلم

تگلَّه من گطع راسك ابسيفه

او من هشَّم اعظامك وأخذ حيفه

يبويه الجيش سلبنه اعله كيفه

او متني ابسوط عدوانك تورَّم

يبويه امست عليه هالمسيه

او بعيده اخيامنه صارت عليه

٢٥٤

ينور العين گلِّي شلون بيه

بعد ياهو الهلي ابردْتي ايتوزم

صاحت زينب ابعبرات وونين

يبعد اهلي اجيتچ لا تخافين

گامت فاطمه من جسم الحسين

شبگتها ودمعها انحدر واسجم

***

يا أخي فاطمُ الصغيرةُ كلمـ

ـها فقد كاد قلبُها أن يذوبا

ما أذلَّ اليتيمَ حين ينادي

بأبيه ولا يراه مجيبا

٢٥٥

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

فما لنزارٍ لا تَسُلُّ حِدادَها

وما لِلُؤيٍّ لا تَهُزُّ كِعابَها

أتُغمضُ طرفا عن أميٍّ وإنها

دماً حلبت من آلِ طه رقابها

أثِرْ نقعَها واستنهضِ الغُلْبَ غالبا

وثِرْ مستفزّاً خيلَها وركابها

فتلك بنو حرب على الرغم تَوّجتْ

برأسِ حسينٍ في الطفوفِ حِرابها

وقوسُ أميِّ قد أصابت سهامُه

ذرى العرشِ أوشَقَّتْ لقوسينِ قابها

وتلك جسومُ الهاشميينَ غُودرتْ

طعام ظبىً كانت دماهمْ شرابها

وتلك سرايا شيبةِ الحمدِ هشَّمت

عوادي الأعادي شيبَها وشبابها

أتسطيعُ صبرا أنْ يُقالَ أميةُ

أجالت على جسم الحسينِ عِرابها

وإنَّ برغمِ الغُلبِ أبناءُ غالبٍ

كريمتُه أضحى الدماءُ خضابها

أتنسى هل يُنسى وقوفُ نسائِكم

لدى ابن زيادٍ إذ أماطَ حجابها

فما زينبٌ ذاتُ الحجالِ ومجلسٌ

به أسمع الطاغي عداه خطابها

أتسطيعُ صبرا أن يقالَ نسائِكم

سبايا قد ابتزَّ العدوُّ نقابها

لها الله من مسلوبةٍ ثوبَ عزِّها

كستها سياطُ المارقينَ ثيابها

وعمَّتُك الحوراءُ أنى توجَّهَتْ

رأت نائباتِ الدهرِ تَقرعُ بابها(١)

____________________

(١) - ديوان الشيخ عبد الحسين شكر ١٦.

٢٥٦

(مجردات)

يا عصمة الدين المنيعه

يمهيوب يا عين الطليعه

غيبتك طالت على الشيعه

تنسى الذي ذبحوا رضيعه

ابحضنه او روُّوه ابنجيعه

تنسى الوگع فوگ الشريعه

مطروح واچفوفه گطيعه

تنسى الجره بالطف جميعه

(أبوذية)

يمهدي المحب سل سيفه ولك ثار

ولك جد انذبح بالطف ولك ثار

الأشد واعظم يبو صالح ولكثر

يوم السبوا لبنات الزچيه

الإمام زين العابدينعليه‌السلام ليلة الحادي عشر

لما وضعت معركة بدر أوزارها أوثقوا أسرى المشركين وكان من بينهم العباس عم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما جن الليل، ونام الناس بقي النبي ساهرا، وما نامت عيناه، وكان يتقلب يمينا وشمالا. فقيل له: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما الذي نزل بك لا تنام عيناك مع ما لقيت من التعب والمشقة وقد نامت العيون؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي العباس ونشيجه؟ فقاموا إلى العباس، وحلوا ما عليه من الحبال، فلما سكن أنينه نام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك الليلة.

أقول سيدي يا رسول الله، ليتك تسمع أنين ولدك الإمام زين العابدين ليلة الحادي عشر من المحرم، وهو عليل، قد فقد أخوته وأباه وأبناء عمومته، ليتك تسمعه ينادي: وا محمداه، ولا محمد لي اليوم، وا علياه ولا علي لي اليوم.

٢٥٧

أتهجعون وهم أسرى وجدُّهمُ

لعمِّه ليلُ بدرٍ قَطُّ ما هجعا

فليت شعري مَنِ العباسُ أرَّقَه

أنينُه كيف لو أصواتَها سَمِعا

ماكان يفعل مذ شِيلتْ هوادجُها

قسرا على كل صَعْبٍ في السُرى ظلعا

ما بين كلِّ دعيٍّ لم يُراعِ بها

من حرمة لا ولا حقَّ النبيّ رعا

(مجردات)

عگب گومه يويلي امگيدينه

تفت حتى الصخر جرَّت ونينه

او حزنه ايزيد من يسمع اسكينه

تگل زينب ابوي احسين وينه

يعمه لو يجي وتشوف عينه

بعده اشجرى والشمر علينه

زينب تگلها يا حزينه

بطلي النشد لا ترتجينه

أبوچ انكتل وحنه انولينه

هذا والإمام يسمع ويرى ما يجري على أخواته وعماته، فتزداد علته وتعظم عليه مصيبته، وليس بمقدوره أن يصنع لهن شيئا يا لله ما أعظمها من مصيبة؟

(أبوذية)

گلبي انكسر بعد اشلون ينشد

على الجبريل اله باللوح ينشد

ما شفنه عليل ابگيد ينشد

يس شفنه عليل الغاضريه

(أبوذية)

عليل او جسمه من المرض ينحل

او خذوه مكتوف لابن زياد ينحل

٢٥٨

الماله احَّد يحلَّه اشلون ينحل

او كل أهله صفت صرعى او رميه

***

وا لهفتاه على خزانةِ علمِك الـ

ـسجادِ وهو يُقاد في الأصفاد

٢٥٩

المجلس الخامس

القصيدة: للسيد عباس البغدادي

فيا راكبا مهريةً شَأَتِ الصَّبا

كأنَّ لها برقَ الغَمامِ زمامُ

إذا جُزْت في وادي قِبا قُل بعَولةٍ

أهاشمُ قومي فالقعودُ حرام

لقد حلّ فيكم حادثٌ أيُّ حادثٍ

هوت فيه للدينِ الحنيفِ دعام

قضى السبطُ ظمآنَ الفؤادِ وشلوُه

لبين المواضي والرماح طعام

وقد قُطعت أوداجُه بشَبا الظبى

ورُضّت له بالصافنات عظام

وأعظمُ رزءٍ زلزل الكون خلبُه

ودَكَّ الراوسي فهي منه رِمام

هجومُ العِدى بغياً على حُجْبِ أحمدٍ

ولم يُرعَ فيها للنبي ذِمام

فبينا بناتُ الوحي في الخدرِ إذ به

أحاط لسلبِ الطاهراتِ طُغام

ففرَّتْ من الأعداءِ حسرى مروعةً

لها الصونُ سِترٌ والعَفافُ لثام

تجيلُ بطرفٍ لِلحماة فلا ترى

سوى جُثثٍ قد غالهن حِمام

فنادت وقد عضّ المصابُ فؤادَها

وشبّ لها بين الضلوع ضَرامُ

فرقّ لها قلبُ العدو كآبةً

وناهيك رزءٌ رقَّ فيه لِئام(١)

(تجليلة)

الليلة اشلون مسّينه حرم كلنه

او كلها اعله الوطيه امذبحه اخوتنه

____________________

(١) - سفينة النجاة ص٣٦٢ العاملي.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421