القصص التربوية

القصص التربوية13%

القصص التربوية مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 421

القصص التربوية
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 360810 / تحميل: 10462
الحجم الحجم الحجم
القصص التربوية

القصص التربوية

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

فهرست

الادعية الواردة ضمن الرسالة

الله أكبر ـ ثلاثاً ـ ربي وربك الله لا إله إلاّ هو رب العالمين

اللّهمّ إني أسألك خير هذا الشهر

اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان

أيها الخلق الطيع الدائب السريع

الحمد لله الذي خلقني وخلقك

ربي وربك الله رب العالمين ، اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان

ربي وربك الله رب العالمين ، اللّهم صل على محمد وآل محمد

73

71

74

72

68

75

73

فهرست الأشعار

كان في الأكراد شخص ذو سداد

أمه ذات اشتهار بالفساد 132

فسقى الفضا والساكنيه وان هم

شبوه بين جوانحي وضلوعي 153

فهرست المفردات اللغوية

آية

آي

أزكى

الاُفول

الامن

الايزاع

96

81

150

97

129

151

١٦١

الايمان

البركة

البهم

التوبة

جعلك

الحوبة

الخلق

الدائب

الدنس

ربي

سبحان

السرعة

السعد

السلطان

الشكر

الشهر

الطلوع

الطهارة

الظلم

العافية

العبادة

فاسال الله

الكسوف

لامر حادث

اللّهمّ

ما اعجب

ما دبر

المحق

المهنة

النكد

النور

94

128

96

150

126

151

81

81

129

128

125

82

129

96

151

126

96

129

96

151

150

127

97

126

148

126

126

129

96

129

96

١٦٢

فهرست

التعليقات في الهامش

النفراد العمّاني بفتواه

بحث حول الإيمان

بحث حول البروق اللامعة

بحث حول مؤلف (( الزوائد والفوائد ))

بحث حول نبوّه الحكماء السابقين

بحث روائي

برهان هندسي حول أن ما يرى من الكرة أصغر من نصفها

برهان هندسي حول الدوائر المتماسّة

برهان هندسي حول كون المضيء من الكرة الصغرى أعظم من نصفها.

الچغميني

المجسطي

مناقشة حول سند رواية السيد ابن لحديث المنجّم

النهروان ومحلّها

69

94

135

73

106

139

109

89

108

88

78

145

144

١٦٣

فهرست

المصادر التي اعتمدها المؤلف

الأربعين حديثا : للشيخ البهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : 1030

الإقبال : للسيد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، ت : 664

إيضاح الفوائد : لفخر المحققيم ، محمد الحسن بن يوسف الحلي ت : 771

تجريد الإعتقاد : للطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن ، ت : 679

التحفة : مخطوط

التذكرة : للشيخ الخواجة الطوسي : محمد بن محمد بن الحسن ، ت : 679

تذكرة الفقهاء : للعلامة ، الحسن بن يوسف بن المطهر ت : 726

تعليقات على المطول : للشيخ البهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : 1030

تفسير أنوار اتنزيل : للبيضاوي عبدالله بن عمر بن محمد الشيرازي ، ت : 692

تفسير العروة الوثقى : للبهائي محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : 1030

تفسير الفخر الرازي = التفسير الكبير

تفسير القاضي = أنوار التنزيل

التفسير الكبير : للرازي محمد بن عمر الرازي ، ت : 606

تفسير الكشاف : للزمخشري محمود بن عمر ، ت : 528 هـ

تهذيب الأحكام : للطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن ت : 460 هـ

تهذيب الأخبار = تهذيب الأحكام

الجغميني = ملخص الهيئة

حكمة العين : علي بن عمر الكاتبي ، ت : 675

حواشي على تفسير البيضاوي للبهائي ، محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت 1030

رسالة الصدوق إلى ولده :

الزوائد والفوائد : للسيد علي بن موسى بن طاووس ، ت : 664

سوانح سفر الحجاز : للبهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : 1030

شرح الأربعين حديث : للبهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : 1030

١٦٤

شرح الإشارات والتنبيهات : للطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن ، ت : 679

شرح التجريد : للقوشجي ، علي بن محمد ، ت : 879

شرح الذكرة : للمحقق البيرجندي عبد العلي بن محمد حسين ، ت : 932

شرح التذكرة : للنيسابوري ، الحسن بن محمد بن الحسين ، ت : 828

شرح التذكرة : للخفري ، محمد بن أحمد ، ت : 957

شرح حكمة الاشراق : للشيرازي ، محمد بن مسعود ، ت : 710

شرح حكمة العين : للبخاري ، محمد بن مبارك شاه ، ت : 862

شرح المواقف : للجرجاني ، علي بن محمد ، ت : 816

الشفاء : لابن سينا ، الحسين بن عبدالله بن سينا ، ت : 427

صحاح اللغة : للجوهري ، اسماعيل بن حماد ، ت : 393هـ

عيون أخبار الرضا ( ع ) : للصدوق ، محمد بن علي الصمد ، ت : 381 هـ

فارسية الهيئة : لابن عربي ، محمد بن علي الطائي ، ت : 638

فرج المهموم : لابن طاووس على بن موسى ، ت : 664

القاموس المحيط : للفيروز ابادي ، محمد بن يعقوب ، ت : 817 هـ

قواعد الأحكام : للعلامة ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، ت : 726

الكافي : للشيخ الكليني ، محمد بن يعقوب ، ت : 328 هـ

الكشكول : للبهائي ، محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : 1030

المباحث المشرقية : للرازي ، محمد بن عمر ، ت 606

المجسطي : لبطليموس الفلوزي

مجمع البيان : للطبرسي ، الفضل بن الحسن ، ت : 548 هـ

مصباح المتهجد : للطوسي ، محمد بن الحسن ، ت : 460

مفتاح العلوم : للسكاكي ، محمد بن علي ، ت : 626

مقالة ارسطرخس = رسائل خواجه نصير الدين الطوسي

منتهى الادراك : للخرقي ، محمد بن أحمد الحسيني ، ت : 533

منتهى المطلب : للعلامة ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، ت : 726

من لا يحضره الفقيه : للصدوق ، محمد بن علي بن بابويه : ت : 381 هـ

المواقف : للايجي ، عبدالرحمن بن أحمد ، ت : 756

نهاية الادراك : للشيرازي ، محمود بن مسعود ، ت : 710

١٦٥

نهج البلاغة : للموسوي : محمد بن الحسين الرضي ، ت 406

الهياكل : للسهروردي ، يحيى بن حبش بن أميرك ، ت : 587 هـ

* * *

١٦٦

فهرست

الأعلام المترجمون

أحمد بن إسحاق

إدريس النبي

ارسطر خس

الأشعث بن قيس الكندي

الأصمعي = عبدالملك بن قريب

اغاثار يمون = شيث النبي

اقليدس

ابن بابويه = محمد بن علي بن الحسين

البحترى = الوليد بن عتبة الطائي

البيرجندي = عبد العلي بن محمد حسين

البيروني = محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي

الچغميني = محمود بن محمد بن عمر

الحسن بن الحسن بن الهيثم

الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني

الحسن بن محمد بن الحسين القمي

الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلي

حمّاد بن عثمان بن زياد الرواسي

حمّاد الناب = حمّاد بن عثمان بن زياد

الحسين بن عبدالله بن سينا

الخفري = محمد بن أحمد الخفري

الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم

الخواجه نصير الدين = محمد بن محمد بن الحسن

دبيران المنطقي = علي بن عمر بن علي الكاتبي

143

106

107

146

109

112

68

120

70

77

92

148

١٦٧

الدواني = محمد بن أسعد الصديقي

الرازي أبو جعفر = محمد بن يعقوب الكليني

الرواسي = حمّاد بن عثمان بن زياد

سلطان المحقّقين = محمد بن محمد بن الحسن الطوسي

السهروردي ( شهاب الدين ) = يحيى بن حبش بن أميرك

سيبويه = عمرو بن عثمان بن قنبر

ابن سينا = الحسين بن عبدالله بن سينا

الشريف الرضي = محمد بن الحسين الموسوي

شيث النبي

الشيخ الرئيس = ابن سينا

صاحب المواقف = عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفّار الإيجي

الصدوق = محمد بن علي بن بابويه

ابن طاووس = علي بن موسى بن جعفر

الطبرسي ( أبو علي ) = الفضل بن الحسن

الشيخ الطوسي = محمد بن الحسن

عبد الرحمن بن أحمد الفارسي العضدي

عبد الرحمن بن سيّابة البجلي

عبد العلي بن محمد حسين البير جندي

عبد الملك بن قريب الأصمعي

ابن عربي ( محيي الدين ) = محمد بن علي بن محمد الطائي

العضد پجي = عبد الرحمن بن أحمد

عفيف بن قيس الكندي

ابن أبي عقيل = الحسن بن علي

العلاّمة الحلّي = الحسن بن يوسف

علي بن عمر بن علي الكاتبي

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس

العماني = الحسن بن علي بن أبي عقيل

عمر بن سعد بن أبي وقاص

عمربن عثمان بن قنبر

الفخر الرازي = محمد بن عمر

فخر المحقّقين = محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر

106

88

140

120

66

112

72

144

148

١٦٨

الفرّاء = يحيى بن زياد الديلمي

الفراهيدي = الخليل بن أحمد بن عمر

الفضل بن الحسن الطبرسي

فيثاغورس = شيث

الكاتبي = علي بن عمر بن علي

الكليني = محمد بن يعقوب

محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي

محمد بن أحمد الخفري

محمد بن أسعد الصديقي الدواني

محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي

محمد بن الحسن بن هيثم = الحسن بن الحسن بن هيثم

محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلي

محمد بن الحسن الموسوي

محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي

محمد بن علي بن محمد الطائي

محمد بن عمر بن الحسين

محمد بن محمد بن الحسن الطوسي

محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني

محمود بن محمد بن عمر الخوارزمي

محيي الدين بن عربي = محمد بن علي بن محمد الطائي

النظام = الحسن بن محمد بن الحسين القمي

هرمس = إدريس

ابن الهيثم = الحسن بن الحسن بن هيثم

الوليد بن عتبة الطائي

يحيى بن زياد الديلمي الفرّاء

يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي

يونس بن عبد الرحمن

66

86

121

88

71

77

134

71

123

79

82

74

88

153

149

123

143

١٦٩

فهرست

مصادر ترجمة الشيخ البهائي

والمقدمة

المصادر العربية

1 ـ الاجازة الكبيرة

للجزائري ، السيد عبد الله السيد نور الدين التستري.

تحقيق : الشيخ محمد السمامي

مكتبة آية الله المرعشي / قم / 1409.

2 ـ الاجازة الكبيرة للنظري / مخطوط.

3 ـ الاجازة الكبيرة للسماهيچي / مخطوط

4 ـ إحياء الداثر من القرن العاشر

للطهراني ، الشيخ محسن الشهير باغابزرك ت : 1389 هـ.

طهران / دانشكاه / 1366.

5 ـ الأعلام

للزركلي ، خير الدين ، ت : 1396.

الناشر : دار العلم للملايين / بيروت / ط 6 / 1984.

6 ـ أعيان الشيعة

للأمين ، السيد محسن السيد عبدالكريم ، ت : 1371.

تحقيق : حسن الامين.

الناشر : دارالتعارف / بيروت / 1403.

7 ـ أمل الآمل :

للعاملي : محمد بن الحسن ، ت : 1104.

١٧٠

تحقيق : احمد الحسيني. الناشر : مكتبة الاندلس / بغداد / 1385.

8 ـ أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والاحساء والبحرين :

للبلادي : علي بن الشيخ حسن البحراني ، ت : 1340.

النعمان / النجف الاشرف / 1377.

الناشر : مكتبة آية الله المرعشي / قم.

9 ـ الانوار النعمانية:

للجزائري : السيد نعمة الله السيد عبدالله ، ت : 1112.

الناشر : بني هاشمي / طهران / 1378.

10 ـ ايضاح المكنون :

الباباني : اسماعيل پاشا ، ت : 1339.

الناشر : دارالفكر / بيروت / 1402.

11 ـ بحار الانوار

للمجلسي : محمد باقر بن محمد تقي ، ت : 1111.

الناشر : مؤسسة الوفاء / بيروت / 1403.

12 ـ بهاء الدين العاملي

للتونچي : محمد ، معاصر.

الناشر : المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية بدمشق / 1405.

13 ـ بهجة الآمال في شرح زبدة المقال :

للعلي ياري ، ملاعلي ، ت : 1327.

علميه / قم / 1408.

14 ـ تاريخ آداب اللغة العربية :

زيدان : جرجي حبيب ، ت : 1332هـ.

مكتبة الحياة / بيروت / 1983.

15 ـ تراث العرب العلمي

قدري : حافظ طوقان ، معاصر.

دارالشروق / بيروت / 1963.

16 ـ تكملة أمل الآمل :

للصدر : السيد حسن السيد هادي ، ت : 1354.

١٧١

تحقيق السيد احمد الحسيني.

الناشر : مكتبة آية الله المرعشي / قم / 1406.

17 ـ تكملة الرجال :

للكاظمي ، الشيخ عبدالبشير ، ت : 1256.

تحقيق : السيد محمد صادق بحر العلوم.

الناشر : مكتبة الامام الحكيم العامة / النجف.

18 ـ تنبيهات المنجمين : مخطوط.

مظفر بن محمد قاسم الجنابذي ، ت

19 ـ تنقيح المقال :

للمامقاني ، الشيخ عبدالله بن محمد حسن ، ت : 1351 هـ.

المرتضوية / النجف الاشرف / 1352.

20 ـ جامع الرواة

للاردبيلي ، محمد بن علي الغروي ، ت : 1101 هـ.

رنگين / طهران / 1331.

الناشر : مكتبة المرعشي / قم / 1403.

21 ـ الحالي والعاطل

لمحيي الدين عبدالرزاق ، ت 1983.

الآداب / النجف الاشرف / 1969.

22 ـ الحدائق الندية :

لابن معصوم المدني ، السيد علي بن احمد بن محمد الحسيني ، ت : 1119.

حجري / اوفست هجرة

23 ـ خزانة الخيال

للشيرازي، محمد مؤمن بن محمد قاسم الجزائري

اوفست / قم يصيرتي / 1393

24 ـ خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عشر :

للمحبّي : محمد امين بن فضل الله الدمشقي الحنفي ، ت : 1111.

دارصادر / بيروت /

25 ـ دائرة المعارف :

١٧٢

للبستاني : بطرس بن بولس بن عبدالله ، ت : 1300 هـ.

الناشر: بيروت / دارالمعرفة.

26 ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة :

للطهراني ، الشيخ محسن اغا بزرك ، ت : 1389 هـ.

بيروت / دارالاضواء / 1403.

27 ـ روضات الجناب:

للخونساري ، محمد باقر الاصفهاني ، ت : 1313.

اسماعيليان / قم / 1390.

28 ـ الروضة البهية في طرق الشفيعية :

للچابلقي : السيد محمد شفيع بن السيد على اكبر الحسيني الموسوي ، ت 1280.

حجرية / ايران / 1280.

29 ـ روضة المتقين :

للمجلسي ، محمد تقي بن علي ، ت : 1070.

العلمية / قم المقدسة / 1399.

30 ـ ريحانة الالبا وزهرة الحياة الدنيا :

للخفاجي : احمد بن محمد بن عمر ، ت : 1069.

القاهرة / عيسى البابي / 1386.

31 ـ زهر الربيع

للجزائري ، السيد نعمة الله بن السيد عبدالله ، ت : 1112 هـ.

المؤسسة الخيرية الموسوية.

32 ـ سانحات دمي القصر في مطارحات بني العصر :

للطالوي : درويش محمد بن احمد الأرتقي ، ت : 1014.

بيروت / عالم الكتب / تحقيق : محمد الخولي.

33 ـ سفينة البحار :

للقمي ، الشيخ عباس بن محمدرضا ، ت 1359

دارالتعارف / بيروت /

34 ـ سلافة العصر

لابن معصوم المدني السيد علي الحسنيي.

١٧٣

طهران / اوفست على طبعة / 1324 هـ.

35 ـ سلك الدرر في اعيان القرن الثاني عشر :

للمرادي ، السيد محمد خليل.

اوفست مكتبة المثنى على طبعة سنة 1291.

36 ـ شرح قصيدة وسيلة الفوز والامان :

للمنيني : احمد بن علي ، ت : 1172.

الشرقية / مصر / 1302.

37 ـ الغدير:

للأميني ، عبد الحسين احمد النجفي ، ت : 1390.

بيروت / دارالكتاب العربي / 1387.

38 ـ فلاسفة الشيعة

نعمة ، الشيخ عبدالله نعمة.

بيروت / دارالفكر اللبنائي / 1987.

39 ـ كشف الظنون :

حاجي خليفة : مصطفى بن عبدالله القسطنطيني ، ت : 1067.

بيروت / دارالفكر

40 ـ الكنى والالقاب :

للقمي : الشيخ عباس بن محمدرضا ، ت : 1359

مكتبة الصدر / طهران / 1397

41 ـ الكواكب السائرة باعيان المئة العاشرة :

للغزي : محمد بن محمد بن محمد بن مفرج ، ت : 1061.

محمد امين دمج / بيروت / تحقيق د. جبرائيل جبور.

42 ـ لباب الالقاب في القاب الاطياب :

للشريف الكاشاني. ملاحبيب الله، ت : 1384.

طهران / مصطفوي /

43 ـ لؤلؤة البحرين :

١٧٤

للبحراني ، الشيخ يوسف بن احمد الدرازي ، ت : 1186.

النعمان / النجف الاشرف.

44 ـ ماضي النجف وحاضره

محبوبه ، الشيخ جعفر الشيخ باقر ، ت :

بيروت / دارالاضواء / 1406.

45 ـ مخطوطات كربلاء :

طعمه ، سلمان هادي.

الاداب / النجف الاشرف / 1393.

46 ـ مستدرك الوسائل

للنوري : ميرزا حسين ، ت : 1320

قم / مؤسسة آل البيت / 1407.

47 ـ الخاتمة.

طهران / اسلامية / حجري / 1382.

48 ـ المشكول :

للقزويني ، لمولى الحاج بابا بن محمد صالح.

ايران / حجري / 1300.

49 ـ مصفى المقال في مصنفي علم الرجال :

للطهراني ، الشيخ محسن الشهير باغا بزرك ت : 1389 هـ.

دولتي / طهران / 1378.

50 ـ معارف الرجال :

لحرزالدين ، الشيخ محمد بن الشيخ علي حرزالدين ، ت : 1365.

الطبعة الثانية / الولاية ، قم / 1405.

51 ـ معجم المطبوعات العربية والمعربه :

سركيس ، يوسف اليان موسى ، ت : 1351.

القاهرة / 1928.

52 ـ معجم المؤلفين :

كحالة : عمر رضا ، ت : 1408 هـ.

بيروت / دار احياء التراث العربي /

١٧٥

53 ـ مقابس الانوار :

للكاظمي ، الشيخ اسد الله الدزفولي ، ت : 1237.

54 ـ مقدمة الكشكول :

للخرسان : السيد مهدي السيد حسن ، معاصر.

الحيدرية / النجف الاشرف / 1393.

55 ـ منن الرحمن :

للنقدي ، الشيخ جعفر بن محمد ، ت : 1370.

الحيدرية / النجف الاشرف /

56 ـ نزهة الجليس ومنية الاديب الانيس :

للمكي : السيد عباس بن علي الحيسني ، ت : ح 1180.

الحيدرية / النجف الاشرف / 1387.

57 ـ نسمة السحر فيمن تشيع وشعر :

للصنعاني ، يوسف بن يحيى بن محمد اليماني ، ت : 1121.

مخطوط.

58 ـ نفحة الريحانة :

للمحبّي ، محمد امين بن فضل الله ، ت : 1111 هـ.

القاهرة / احياء الكتب العربية / 1387.

59 ـ نقد الرجال :

للتفرشي ، السيد مصطفى التفرشي ، ت : بعد 1015 هـ.

حجري / طهران / 1318.

60 ـ النور السافر عن أخبار القرن العاشر :

للعيدروسي ، عبدالقادر بن عبدالله اليماني ، ت : 1038 هـ.

بيروت / داراالكتب العلمية / 1405 هـ.

* * *

١٧٦

المصادر الفارسية

1 ـ أحسن التواريخ :

روملو ، حسن بيك ، ت :

طهران / 1349 هـ. ش.

2ـ أحوال وآثار نصير الدين طوسي :

مدرس ، محمد نقي مدرس رضوي

داورپناه / طهران / 1354 ش

3ـ تاريخ استان قدس :

مؤتمن ، علي

الناشر : آستانه قدس رضوي

4 ـ تاريخ عالم آرا عباسي :

للمنشي ، اسكندر بيك تركمان ، ت : 1043.

كلشن / طهران / 1350ش

5 ـ تذكرة المحققين = رياض العارفين

هدايت ، مهدي قلي ، ت

آفتاب / طهران / 1316

6 ـ تذكرة النصرآبادي :

للنصرآبادي ، ميرزا محمد طاهر ، ت:

افست مروي / طهران / 1361 ش

7 ـ دائرة المعارف فارسي :

لمصاحب ، غلام حسين

8 ـ دانشمندان وبزركان اصفهان :

١٧٧

9 ـ راهنما يا تاريخ آستان قدس رضوي :

موتمن : علي

الناشر : آستانه قدس رضوي

10 ـ رشحات سمائي احوال شيخ بهائي :

معلم حبيب آبادي ، محمد علي بن زين العابدين

11 ـ روضة الصفاى ناصري :

هدايت ، رضا بن محمد هادي الطبرستاني ، ت : 1287 هـ.

حجري / ايران / 1374

12 ـ ريحانة الأدب :

للمدرس ، ميرزا محمد علي بن محمد طاهر التبريزي ، ت : 1373

شفق / تبريز ايران /

13 ـ رياض الجنة :

للزنوزي : الميرزا حسن بن السيد عبدالرسول الحسيني

14 ـ رياض العارفين :

هدايت ، رضا بن محمد هادي الطبرستاني ، ت : 1287

آفتاب / طهران / 1316

15 ـ شمس التواريخ :

للكلپايكاني ، الشيخ أسدالله بن محمد ، ت 1366

اصفهان / 1331

16 ـ طرائق الحقائق :

للشيرازي ، محمد معصوم (( معصوم عليشاه )) نائب الصدر ، ت :

احمدي / طهران / 1318

17 ـ فقهاي نامدار شيعه :

بخشايشي ، عبدالرحيم عقيقي ، معاصر.

مكتبة آية الله العظمى المرعشي / قم / 1405

18 ـ الفوائد الرضوية في احوال علماء مذهب الجعفرية :

للفمي ، الشيخ عباس بن محمد رضا ، ت : 1359

١٧٨

ايران /

19 ـ فهرست كتابهاي چاپي عربي :

خان بابا مشار

طهران / 1344 هـ. ش

20 ـ فهرس مكتبة المجلس ( مجلس الشورى ) :

مجموعة من المؤلفين

مكتبة المجلس

21 ـ قصص العلماء :

للتنكابني : ميرزا محمود بن سليمان ، ت : 1302 هـ.

علميه اسلاميه / طهران /

22 ـ گنجينه آثار تاريخي اصفهان :

لطف الله هنرفر

اصفهان / 1350 هـ. ش

23 ـ لغت نامه دهخدا :

دهخدا : علي أكبر ، ت : 1334 هـ

مؤسسة لغة نامه / طهران

24 ـ مجمع الفصحاء :

هدايت ، رضا بن محمد هادي الطبرستاني ، ت 1287

اميركبير / طهران / 1339

25 ـ محبوب القلوب :

للاشكوري : محمد بن علي بن عبدالوهاب اللاهيجي ، ت بعد 1075

26 ـ مطلع الشمس :

اعتماد السلطنة : محمد حسن خان صنيع الدولة ، ت : 1313

فرهنكسرا / طهران / 1362

27 ـ مفتاح التواريخ :

لليزدي ، محمد بن الحسين الطباطبائي ، ت ح 1313

28 ـ منتخب التواريخ :

١٧٩

للخراساني ، محمد هاشم

طهران / اسلامية / 1347

29 ـ نابغه فقه وحديث :

للجزائري ، السيد محمد

رباني / اصفهان / 1394

الناشر : حسينة عماد زاده ، اصفهان

30 ـ نجوم السماء :

للكشميري ، محمد علي بن الميرزا صادق اللكنوي ، ت : 1309

بصيرتي / قم /

31 ـ هدية الاحباب :

للقمي : الشيخ عباس بن محمدرضا ، ت : 1359

سپهر / طهران / 1363

المصادر التركية

32 ـ قاموس الاعلام :

سامي پاشا

استانبول / مهران / 1316

33 ـ لغات تأريخيه :

للرومي ، احمد رفعت محمد باشا افندي ، ت 1312

استانبول / اولندي / 1299

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وترك المُقابلة بالشَّرِّ؛ لتحرز بذلك نعيمها، وتصون بها دينها؛ ثمَّ قالت لزينب: يا بنت عم، كيف رأيت صنيع الله بنا في العقوق فأحببت التأسيِّ بنا. ثمَّ ولَّت باكية وكرهت الخيزران أنْ تُخالف زينب فيها فغمزت الخيزران بعض جواريها، فعدلت بها إلى بعض المقاصير، وأمرت بتغيير حالها والإحسان إليها، فلمَّا دخل المهدي عليها. وقد انصرفت زينب - وكان مِن شأنه الاجتماع مع خواصِّ حرمه في كلِّ عَشيَّة - قصَّت عليه الخيزران قِصَّتها، وما أمرت به مِن تغيير حالها، فدعا بالجارية التي ردَّتها، فقال لها: لمَّا رددتيها إلى المقصورة ما الذي سمعتيها تقول؟ قالت: لحقتها في المَمرِّ الفُلانيِّ وهي تبكي في خروجها مؤتسية، وهي تقرأ ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) ، ثمَّ قال للخيزران: والله والله، لو لم تفعلي بها ما فعلت ما كلَّمتك أبداً، وبكى بُكاءً كثيراً، وقال: اللَّهمَّ، إنِّي أعوذ بك مِن زوال النعمة. وأنكر فعل زينب، وقال: لولا أنَّها أكبر نسائنا لحلفت ألا أُكلِّمها. ثمَّ بعث إليها بعض الجواري إلى مقصورتها التي أُخليت لها، وقال للجارية: اقرئي عليها السّلام منِّي، وقولي لها: يا بنت عَمِّ، إن أخواتك قد اجتمعنَ عندي، ولولا أنَّي أغمك لجئناك؛ فلمَّا سمعت الرسالة علمت مُراد المهدي؛ وقد حضرت زينب بنت سليمان؛ فجاءت مزنة تسحب أذيالها؛ فأمرها بالجلوس، ورحَّب بها واستدناها، ورفع منزلتها فوق منزلة زينب بنت سليمان بن علي، ثمَّ تفاوضوا أخبار أسلافهم، وأيَّام الناس، والدول وتنقُّلها، فما تركت لأحد في المجلس كلاماً، فقال لها المهدي: يا بنت عم، والله، لولا أنِّي لا أُحبُّ أنْ أجعل لقوم أنت منهم مِن أمرنا شيئاً لتزوَّجتك، ولكنْ لا شيء أصون لك مِن حِجابي، وكونك مع أخواتي في قصري: لك ما لهنَّ، وعليك ما عليهنَّ، إلى أنْ يأتيك أمر مَن له الأمر فيما حَكم به على الخَلق، ثمَّ أقطعها مِثل ما لهنَّ مِن الإقطاع وأخدمها وأجازها، فأقامت في قصره إلى أنْ قُبِض المهدي وأيَّام الهادي وصدراً مِن أيَّام

٢٨١

الرشيد، وماتت في خلافته، لا يُفرَّق بينها وبين نساء بني هاشم وخواصِّ حرائرهم وجواريهم، فلمَّا قُبِضت جزع الرشيد والحَرم جزعاً شديداً.

لقد كانت مزنة في ذلك اليوم امرأة شابَّة تعيسة ومهزومة، بينما كانت زينب سيِّدة مُسنَّة ذات قُدرة ومكانة، وكانت مكارم الأخلاق والسجايا الإنسانيَّة تستوجب على زينب أنْ تُلاطفها وتحميها، أو على الأقل تسكت في هذا الوضع الحسَّاس، ولا تكون حَجر عَثرة يمنع الآخرين مِن إبراز مَحبَّتهم وعطفهم، لا أنْ تسعى للانتقام مِن خِلال ذكر حادثة مؤلمة، وتُحطِّم قلبها أكثر فأكثر، وبدل مُساعدتها تسعى لسحقها. لقد ارتكبت زينب المُسنَّة هذا الخطأ الكبير؛ فسقطت مِن عَليائها بعمل غير إنسانيٍّ، وفقدت قيمتها وأهميَّتها في عائلة العباسيِّين (١).

____________________

(١) الشيوخ والشباب، ج٢.

٢٨٢

طلب العلم مِن المَهد إلى اللَّحد

في الماضي والحاضر هناك الكثير مِن المُسنِّين المسلمين، مِن العلماء أو الأشخاص العاديِّين، الذين صرفوا مرحلة الشيخوخة في سبيل التكامُل الروحي، والسموِّ المعنويِّ لتأمين السعادة الأبديَّة عِبر العلم وأداء الفرائض والسُّنَن الإلهيَّة.

وقع العالم المشهور أبو ريحان البيروني طريح الفراش في ساعات عمره الأخيرة، وجاءه الفقيه أبو الحسن علي بن عيسى لعيادته، وبينما هو في تلك الحال سأل الفقيه عن مسألة فقال له الفقيه: أتسأل وأنت في هذا الحال؟!

فقال البيروني: يا رجل، قل لي: أيُّهما أفضل، أنْ أعرف هذه المسألة وأموت، أمْ أنْ أموت جاهلاً بها؟

قال الفقيه: ذكرت له المسألة وخرجت ولم أبتعد كثيراً حتَّى سمعت صوت البُكاء يتعالى مِن بيت أبي ريحان (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٨٣

ما الموت إلاَّ قَنطرةً

قال علي بن الحسين (عليه السلام):

(لمَّا اشتدَّ الأمر بالحسين (عليه السلام) نظر إليه مَن كان معه... وكان الحسين (عليه السلام) وبعض مَن معه مِن خصائصه تُشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعضٍ: انظروا لا يُبالي بالموت!

فقال لهم الحسين (عليه السلام):

صبراً بني الكرام! فما الموت إلاَّ قنطرةٌ يعبر بكم عن البؤس والضرَّاء إلى الجِنان الواسعة والنعيم الدائمة).

٢٨٤

السرور بلقاء الله

كان حبيب بن مظاهر الأسدي مِن المؤمنين ومِن الأصحاب الأوفياء للإمام الحسين (عليه السلام) وقد نال شرف الشهادة يوم عاشوراء. عندما كان هذا الشيخ الكبير يستعدُّ لمُنازلة الأعداء والخروج إلى ميدان القتال كان يبتسم.

فقال له يزيد بن حصين الهمداني - وكان أكبر قُرَّاء القرآن ـ: يا أخي، ليست هذه ساعة ابتسام!

قال: فأيُّ موضع أحقُّ مِن هذا بالسرور؟!

والله، ما هو إلاَّ أنْ تميل علينا هذه الطُّغاة بسيوفهم فنُعانق الحُور العين، ونذهب إلى مقرِّنا الأبديِّ عند الله سبحانه وتعالى (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٨٥

لا يجتمع الشَّراب مع العقل

كان المأمون العباسي، وبهدف الدراسة والتحقيق في المسائل العلميَّة، يعقد مَحفلاً للعلماء في يوم مِن أيَّام الأسبوع. وكان يُحتِّم على العلماء أنْ يجتمعوا في ذلك اليوم أمام الخليفة، كما كان يسمح لعلماء الولايات بالحضور أيضاً.

وفي يوم مِن أيَّام انعقاد هذا المجلس بحضور المأمون، دخل رجل ذو ثياب رَثَّة وجلس في نهاية صَفِّ الحاضرين، فأُلقيت مسألة في المجلس أجاب عليها ذلك الرجل إجابةً كاملة، بحيث اتَّجهت إليه الأنظار واستحسنه جميع العلماء، فأمر المأمون باستقدامه وإجلاسه في مُقدَّمة صفوف العلماء، وطُرِحت مسألة أُخرى أجاب عليها ذلك الرجل أفضل إجابة، فأمر الخليفة أنْ يُقدِّموه ويُجلسوه بالقُرب منه.

بعد ساعة انفضَّ المجلس وأخذ العلماء يُغادرون المكان، فنهض الرجل الفقير وتهيَّأ للذهاب، فأمره الخليفة بالبقاء. ولم يمضِ وقت طويل حتَّى جيء بالشراب وبدأ السُّقاة بتوزيعه، فبان القَلق على وجه الرجل العالم لمُشاهدة ذلك، فنهض وطلب الإذن بالانصراف وقال: إنَّني جِئت اليوم بحالة الفَقر والرِّداء القديم للمُشاركة في مجلس العلماء، وقد أوصلني عقلي القاصر مِن آخر المجلس إلى صفوف الكبار، وأجلسني إلى جوار الخليفة، فليس مِن اللائق أنْ أشرب الشراب، وأفقد عَقلي الذي رفع مقامي، ثمَّ إنَّني أخشى أنْ يُفقدني السُّكْر عِنان نفسي، وأرتكب عملاً غير مُناسب وأُصبح موضع تحقير أمام خليفة المسلمين. وسمع المأمون حديث الرجل العالم فأعفاه مِن الاشتراك في المجلس وأمر بمَنحه مئة ألف درهم (١) .

____________________

(١) كتاب آية الكرسي.

٢٨٦

لا إله إلاَّ الله حِصني

حين وافى الإمام أبو الحسن الرضا (عليه السلام) نيسابور، وأراد أنْ يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا: يا بن رسول الله، ترحل عنَّا ولا تُحدِّثنا بحديث نستفيده منك! وكان قد قعد في العماريَّة، فأطلع رأسه وقال:

(سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله عَزَّ وجَلَّ يقول:

(لا إله إلا الله حِصني؛ فمَن دخل حِصني أَمِنَ مِن عذابي).

فلمَّا تحرَّكت الراحلة، نادى:

(بشروطها، وأنا مِن شروطها) (١) .

____________________

(١) كتاب آية الكرسي.

٢٨٧

لا نسجد إلا لله عَزَّ وجَلَّ

قبل أنْ يُهاجر الرسول الكريم مِن مَكَّة، كان ضغط المُشركين الشديد على المسلمين قد جعل حياتهم مُرَّة لا تُطاق. فهاجر فريق منهم بموافقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الحبشة لاجئين؛ لكي يأمنوا بعض الوقت مِن كلِّ ذاك الضغط وتلك الشِّدَّة.

فبعث المُشركون بعمارة بن الوليد، وعمرو بن العاص إلى الحبشة، مُحمَّلين بهدايا كثيرة لكي يُعيدوا المُهاجرين إلى مَكَّة فيستأنفوا تعذيبهم.

وصل الرجلان إلى الحبشة ووزَّعا الهدايا على حاشية المَلك، كما قدَّما للملك هدية تُليق به، وطلبا منه أنْ يأمر اللاجئين بالعودة إلى بلادهم.

كان النجاشي - ملك الحبشة - رجلاً حكيماً، فرفض تسليم المُهاجرين إلى المُشركين قبل أنْ يُحقِّق في أمرهم قائلاً: إنَّهم قد قصدوني مِن دون الآخرين. فلا بُدَّ أنْ أُقابلهم بنفسي، وأستمع إلى ما يقولون، وأتعرَّف على طِراز تفكيرهم، ومِن ثمَّ أُقرِّر ما أرى.

وأمر بالمُهاجرين فأحضروا بين يديه.

كان الارتماء على الأرض والسجود يُعتبَر غاية الخضوع والانكسار أمام الملك. غير أنَّ مدرسة الإسلام كانت قد علَّمت أتباعها في كلمة التوحيد درس العِزَّة والكرامة، وأفهمتهم أنَّ السجود لا يكون إلاَّ في حضرة الله تعالى، الذي هو خالق العالم ومالك كلِّ شيء في عالم الوجود، وأنَّ الإنسان المسلم ليس له أنْ يسجد لغير الله، ولا أنْ يُساوم على جوهرة الإيمان الثمينة وعِزَّة نفسه مَهْما تكُن الظروف.

٢٨٨

سُئل أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): أيصلح السجود لغير الله تعالى؟ قال: (لا).

قيل: فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟!

فقال: (إنّ مَن سَجَدَ بأمر الله فقد سجد لله فكأنَّ سجوده لله؛ إذ كان عن أمر الله تعالى).

وكان يومئذ مِن الرسوم المالوفة أنْ يسجد للنجَّاشي كلُّ مَن يدخل عليه، كدليل على تذلُّل وخُضوعه له. وقد شقَّ ذلك على المُهاجرين؛ إذ كان السجود للنجّاشي يتعارض والحُرِّيَّة الإسلاميَّة، ويُناقض المبدأ الذي تقوم عليه كلمة التوحيد، كما أنَّ الامتناع عن السجود كان يُمكن أنْ يُثير غضب النجّاشي فيأمر بطردهم مِن البلاد، فكانت حياتهم بذلك تتعرَّض للخطر أو يتعرَّضون للانتقام والتعذيب على أيدي المُشركين. وهكذا كانوا على مُفترق طريقين، وكان عليهم أنْ يتَّخذوا القَرار فوراً. لقد كان الإيمان بالله وبالتوحد على درجة مِن الرسوخ والعُمق في نفوسهم بحيث إنَّهم قرَّروا عدم السجود للنجّاشي، وليكُن ما يكون بعد ذلك.

يقول جعفر الطيَّار - أحد هؤلاء المُهاجرين ـ:

دخلنا مجلس النجّاشي ولم نسجد، فقال مَن حضره: ما لكم لا تسجدون للملك؟

قلنا: لا نسجد إلاَّ لله عَزَّ وجَلَّ (١).

____________________

(١) كتاب آية الكرسي.

٢٨٩

لا أفعل هذا أبداً ولا أسجد لغير الله

مِثل هذا وقع لدحية الكلبي في بلاد الروم. فقد بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أواخر أيَّامه برسائل إلى عدد مِن مُلوك الدول، كان منهم القيصر - ملك الروم - يدعوهم إلى الإسلام، فحمل كلَّ رسالة منها رسولٌ خاصٌّ لإيصاله. ووقع اختيار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على دحية الكلبي ليحمل رسالته للقيصر، وكان دحية مِن المؤمنين الذين تربُّوا في مدرسة الإسلام على هُدى كلمة التوحيد. فرحل حتَّى وصل عاصمة ملك الرُّوم.

فقال قوم مُلك الروم لدحية: إذا رأيت الملك فاسجد له، ثمَّ لا ترفع رأسك حتَّى يأذن لك.

قال دحية: لا أفعل هذا أبداً ولا أسجد لغير الله.

لقد أصبحت هذه الجُرأة والحُرِّيَّة مِن نصيب المسلمين في مدرسة الإسلام، وهي كلَّها مِن بركة الإيمان بالله والتوكُّل على قُدرة الله غير المحدودة (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩٠

لو كان عبداً لأطاع مولاه

بشر بن الحارث الحافي، مِن أهالي مَرْو، كان قد أمضى شَطراً مِن عُمره في المعصية والانغماس في الشهوات غير المشروعة. في أحد الأيَّام مَرَّ الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في الزقاق الذي تقع فيه دار بشر هذا، فاتَّفق أنْ فُتح الباب وخرجت منه إحدى جواري بشر، فرأت الإمام وعرفته. وكان الإمام يعرف أنَّ هذه هي دار بشر، فسأل الجارية عن سيِّدها هل هو حُرٍّ أم عبد؟ فقالت: إنَّه حُرٌّ.

قال: (صحيح ما تقولين؛ إذ لو كان عبداً لوفَّى بشروط العبوديَّة وأطاع مولاه).

قال الإمام ذلك واستأنف السير في طريقه، فعادت الجارية إلى الدار ونقلت إلى سيِّدها ما قاله الإمام، فاضطربت حال بشر وثارت في داخله عاصفة مِن الانفعالات، وأسرع بالخروج مِن الدار يطلب الإمام حتَّى أدركه، وتاب على يديه، وهَجر ما كان يرتكبه مِن آثام، واتَّخذ طريق الله وإطاعته. وعندما خرج للِّحاق بالإمام كان حافي القدمين؛ لذلك ظلَّ منذ ذلك اليوم وحتَّى نهاية عُمره حافياً، إحياءً لذكرى تلك اللحظة واحتراماً للقائه بالإمام، واحتفاءً بعودته إلى الصراط المُستقيم، فعرف بـ (بشر الحافي) بعد ذاك (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩١

أين مُكوكبها؟

خرج أعرابي بالليل فإذا بجارية جميلة فراودها عن نفسها، فقالت:

أما لك زاجر مِن عقلك إذا لم يكُن لك واعِظ مِن دينك؟!

فقال: والله، ما يرانا إلاَّ الكواكب.

فأخجله كلامها، فقال لها: إنما كنت مازح.

إنَّ كلام هذه المرأة المسلمة الطاهر الصريح يُبيِّن هذه الحقيقة، وهي كيف أنَّ الإيمان بالله وبإحاطة علمه هو الضمان لتنفيذ القانون الإلهي، بحيث يستطيع أنْ يمنع الإنسان المؤمن مِن ارتكاب عملٍ منافٍ للعِفَّة، حتَّى في ليلة ظلماء وفي صحراء خالية (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩٢

أبو ذر يعيش وحيداً ويموت وحيداً

كان أبو ذر الغفاري يقضي ساعات آخر عُمره في صحراء الرَّبذة، وكانت زوجته تبكي عنده فسألها أبو ذر:

ما يبكيك؟!.

فقالت: ستموت وحيداً في هذه الصحراء، فماذا أصنع بجُثَّتك؟! وأنّى لي ما أُكفِّنك به؟!

فقال لها أبو ذر: لا تبكي، فإنِّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم - وأنا عنده في نَفر - يقول: (ليَموتَنَّ رجلٌ منكم بفلاةٍ مِن الأرض تشهده عِصابةٌ مِن المؤمنين).

ثمَّ قال لها: إنَّ جميع مَن حضروا ذلك المجلس قد ماتوا وهم في الحاضرة بين أهاليهم، ولم يبقَ منهم سواي، وها أنا أموت في فَلاة. فانظري إلى الطريق وسوف ترين صدق ما أخبرتك به.

فقالت زوجته: كيف يُمكن أنْ يمرَّ أُناس في هذه الصحراء، وقد انتهى موسم الحَجِّ؟!

فقال لها أبو ذر: لم أكذِّبك الخبر أبداً. راقبي الطريق. ثمَّ أسلم الروح.

وما انقضت ساعة حتَّى ظهرت قافلة وتقدَّمت إلى صحراء الربذة، وقد كان فيها مالك بن الأشتر، فأخبرتهم زوجة أبي ذر بموت زوجها، فترحَّم عليه الجميع آسفين، ولكنَّهم فرحوا للتوفيق الذي نالوه بتجهيز أحد أولياء الله ودفنه فغسَّلوه وكفَّنوه، ووقف الجميع بإمامة مالك بن الأشتر يُصلُّون عليه ثمَّ دفنوه (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩٣

عمَّار تقتله الفئة الباغية

كان عمّار بن ياسر مِن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد تحمَّل بعد إسلامه الكثير مِن العذاب على أيدي المُشركين.

وفي حرب صِفِّين كان عمّار بين صفوف وجند أمير المؤمنين (عليه السلام)، ونال الشهادة في تلك الحرب. كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حياته قد أخبر خبرين غيبيَّين عن عمّار، وبعد مضيِّ سوات طويلة تحقَّق الخبران.

الأول: هو أنَّه قال:

(إنَّ عمّاراً سوف تقتله الفئة الباغية).

وكان هذا الخبر قد سمعه أُناس كثيرون مِن النبي مُباشرة، أو مِمَّن سمعه مِن النبي الكريم، حتَّى إنَّ بعضهم اتَّخذ مِن ذلك وسيلة للتمييز بين أتباع الحَقِّ وأتباع الباطل في حرب صِفِّين.

شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسُلُّ سيفاً. وشهد صِفِّين ولم يُقاتل، وقال: لا أُقاتل حتَّى يُقتل عمّار فأنظر مَن يقتله؛ فإنِّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (... تقتله الفئة الباغية).

فلمَّا قُتل عمّار قال خزيمة: ظهرت لي الضلالة. ثمَّ ندم وقاتل حتَّى قُتِل.

قال عمّار بن ياسر يوم صِفِّين: ائتوني بشربةٍ، فأُتي بشربة لبن فقال: إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (آخر شربة تشربها مِن الدنيا شربة لبن) (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩٤

تأويل خُطبة الإمام عليٍّ (عليه السلام) المعروفة بالزوراء

نقل العلاَّمة الحلِّي (رضوان الله عليه) عن أبيه أنَّه قال: إنَّ ما منع أهل الكوفة والحلَّة وكربلاء والنجف أنْ يُقتلوا قَتلاً عامَّاً في فتنة المغول، ونجوا مِن هُجوم جنود هولاكو عليهم؛ هو أنَّه عندما وصل هولاكو إلى خارج بغداد، وقبل أنْ يفتحها، كان أكثر أهل الحلَّة قد دفعهم الخوف إلى ترك منازلهم واللجوء إلى البطاح، ولم يبقَ فيهم في المدينة إلاَّ القليل، كان منهم أبي، والسيِّد ابن طاوس، والفقيه ابن أبي العِزِّ. فقرَّر هؤلاء الثلاثة أنْ يكتبوا رسالة إلى هولاكو يُعلنون فيها إطاعتهم له.

كتبوا الرسالة وبعثوا بها مع شخصٍ غير عربيٍّ. وعند وصول الرسالة إلى هولاكو أصدر أمراً بأسمائهم وأرسله مع شخصين هما (نكله)، و(علاء الدين) وأوصاهما بأنْ يقولا لكاتبي الرسالة: إذا كان ما كتبتموه مِن صميم القلب، وأنَّ ما في قلوبكم يُطابق ما في رسالتكم، فاقدموا علينا.

جاء مبعوثا هولاكو إلى الحلَّة وأبلغا رسالة هولاكو إلى الثلاثة. إلاَّ أنَّهم شعروا بالخوف مِن لُقيا هولاكو؛ لأنَّهم لم يكونوا يعرفون عاقبة الأمر. فقال أبي للمبعوثين: ألا يكفي أنْ أذهب أنا وحدي إلى هولاكو؟ قالا: بلى، فسافر مع المبعوثيَن. ولم تكن بغداد قد فُتحت بعد، ولم يكن الخليفة العبَّاسي قد قُتل. وعندما وصل أبي إلى هولاكو سأله هذا: كيف بادرتم إلى مُكاتبتي؟ وكيف جئتني قبل أنْ تدري نتيجة الأمر بيني وبين الخليفة؟ أنَّى لكم الثقة بأنَّ الأمر بيني وبين الخليفة لا يؤدِّي إلى التصالح وأنِّي لن أتركه؟

فقال له أبي: كتابة الرسالة إليك ومُثولي بين يديك إنَّما كانا للرواية التي وصلتنا مِن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

٢٩٥

قال في خطبة الزوراء:

(... وما أدراك ما الزَّوراء! أرض ذات أثلٍ، يشتدُّ فيها البُّنيان، وتكثر فيها السكَّان، ويكون فيها مخادم وخزَّان، يتَّخذها وُلد العباس موطناً، ولزخُرفهم مسكناً، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور الجائر، والخوف المُخيف، والأئمَّة الفَجرة، والأُمراء الفسقة، والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه، ولا يتناهون عن مُنكرٍ إذا نكروه، تكتفي الرّجال منهم بالرجال، والنّساء بالنّساء، فعند ذلك الغمِّ العميم، والبُكاء الطويل، والويل لأهل الزّوراء مِن سطوات التُّرك، وهُمْ قومٌ صغار الحدق، وجوههم كالمَجانِّ المُطوَّقة، لباسهم الحديد، جردٌ مُردٌ، يَقدمهم ملكٌ يأتي مِن حيث بدا مُلكهم، جهوريٌّ الصَّوت، قويُّ الصّولة، عالي الهِمَّة، لا يمرُّ بمدينةٍ إلاّ فتحها، ولا تُرفع عليه رايةً إلاّ نكسها، الويل الويل لمَن ناوأه فلا يزال كذلك حتَّى يظفر).

بعد أنْ قرأ والد العلاَّمة الحلِّي الخُطبة قال لهولاكو: إنَّ الأوصاف التي ذكرها عليٌّ (عليه السلام) في الخُطبة نراها جميعاً فيك؛ ولهذا كتبنا الرسالة وسعيت إليك. فتقبَّل هولاكو آراءهم بحسن القَبول، وكتب له أمراً جعل فيه أهل الحلَّة موضع رعايته.

ولم يمضِ طويل وقت حتَّى فتح هولاكو بغداد وقتل المُستعصم، آخر خُلفاء بني العبَّاس. وحسبما يقول البستاني في دائرة معارفه: بأنَّه قَتَل في هذا الحدث الدمويِّ أكثر مِن مليوني شخصٍ، ونُهبت أموال كثيرة، وأُحرقت دور كثيرة. واتَّضح أخيراً أنَّ عُلماء الحلَّة الثلاثة كانوا قد فهموا خُطبة علي (عليه السلام) على حقيقتها وطبَّقوها على هولاكو وجنوده، فكان تمييزهم الصحيح وكتابتهم الرسالة في الوقت المُناسب قد أنقذوا أرواح أهل الحلَّة والكوفة والنجف وكربلاء مِن موت مُحقَّق، فنجوا مِن مذبحة جماعيَّة (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩٦

لم يُقدَّم إلا بما عُهِد إليه فيه

غرفة الأزدي، يُقال له: (صحبة)، وهو مِن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، ومِن أصحاب الصُّفَّة

، وهو الذي دعا له النبي (صلى الله عليه وآله) أنْ يُبارك له الله في صفقته، قال: دخلني شَكٌّ مِن شأن عليٍّ، فخرجت معه على شاطئ الفرات، فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله، فقال:

(هذا موضع رواحلهم، ومَناخ ركابهم، ومهراق دمائهم، بأبي مَن لا ناصر له في الأرض ولا في السّماء إلاّ الله!).

فلمَّا قُتِل الحسين (عليه السلام) خرجت حتَّى أتيت المكان الذي قُتِلوا فيه، فإذا هو كما قال، ما أخطأ شيئاً.

قال: فاستغفرت الله مِمَّا كان مِن الشَّكِّ، وعلمت أنَّ عليَّاً (رضي الله عنه) لم يُقدَّم إلا بما عُهِد إليه فيه) (١) .

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٩٧

مِثالان لخُلق الإنسان الكريم

في حرب اليرموك كان عدد مِن الجنود المسلمين يتقدَّمون إلى ميدان المُبارزة، وبعد بِضع ساعات مِن مُجالدة العدوِّ، يُقتل بعضهم، ويعود بعضهم سالمين أو مجروحين، ويبقى آخرون مُثقلين بالجراح مطروحين على أرض المعركة.

عن حذيفة العدوي أنَّه قال: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمٍّ لي بين القتلى ومعي شيء مِن الماء، وأنا أقول: إنْ كان به رمق سقيته، فإذا أنا به بين القتلى، فقلت: أسقيك؟

فأشار إليَّ أنْ: نعم.

فإذا برجل يقول: آه! فأشار إليَّ ابن عَمِّي أنْ: انطلق إليه واسقِه، فإذا هو هشام بن العاص.

فقلت: أسقيك؟

فأشار إليَّ أنْ: نعم، فسمع آخر يقول: آه! فأشار إليَّ أنْ: انطلق إليه.

فجئته فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمِّي فإذا هو قد مات.

لم يكُن شرب الماء أو عدم شربه ذا تأثير في حياة هؤلاء الجنود الثلاثة وموتهم؛ لأنَّ جراحهم كانت عميقة، والدماء التي نزفت منهم كانت قد اقتربت بهم مِن الموت، ولم يكُن ثَمَّة أملٍ في بقائهم أحياءً.

ولكنَّ العِبرة اللافتة للانتباه في هذه الحكاية التاريخيَّة والجديرة بالتمجيد، هي الأخلاق الكريمة التي تحلَّى بها هذان الجُنديَّان المسلمان في إيثار غيرهما بشرب الماء، على الرَّغم مِن عطشهما ونزف الدَّم منهما، فعاشا حتَّى آخر لحظات حياتهما إنسانين، وفارقا الدنيا وهما مِثالان لخُلق الإنسان الكريم (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج١.

٢٩٨

اُلامُ على السخاء وإنَّ هذا لأسخى مِنِّي!

خرج عبد الله بن جعفر يوماً إلى ضيعة له، فنزل على حائط به نخيل لقوم، وفيه غُلام أسود يقوم عليه، فأتى بقوته ثلاثة أقراص، فدخل كلب، فدنا مِن الغُلام، فرمى إليه بقُرص فأكله، ثمَّ رمى بالثاني والثالث فأكلهما، وعبد الله ينظر إليه، فقال: يا غُلام، كمْ قوتُك في اليوم؟

قال: ما رأيت.

قال: فلِمَ آثرت هذا الكلب؟

قال: أرضنا ما هي بأرض كلاب، وإنَّه جاء مِن مسافة بعيدة جائعاً، فكرهت أنْ أرُدَّه.

قال: فما أنت صانع اليوم؟

قال: أطوي يومي هذا.

فقال عبد الله بن جعفر: أُلامُ على السخاء وإنَّ هذا لأسخى مِنِّي.

فاشترى الحائط وما فيه مِن النخيل والآلات، واشترى الغُلام ثمَّ أعتقه ووهب له الحائط بما فيه.

٢٩٩

أعتق مِن العبيد

بقدر ما قتلت مِن بناتك

كان قيس بن عاصم في الجاهليَّة، مِن رؤساء القبائل وأشرافها، أسلم بعد ظهور الإسلام، سعى في أواخر عمره إلى نيل المغفرة مِن الله تعالى على ما كان قد ارتكب مِن آثام، فحضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال:

في الماضي، دفعت الجاهليَّة الآباء إلى أنْ يدفنوا بأيديهم بناتهم البريئات وهُنَّ أحياء، وقمتُ أنا نفسي بوأد اثنتي عشرة مِن بناتي، في فترات مُتقاربة، أمَّا الثالثة عشرة فقد وضعتها زوجتي في الخفاء وأظهرت لي أنَّ الوليد نزل ميِّتاً، بينما أرسلت البنت إلى أهلها دون علمي.

مضت السنون حتَّى اتَّفق يوماً أني كنت عائداً مِن رحلة لي، فوجدت صبيَّة صغيرة في داري وإذا لاحظت شبهها الشديد بأولادي، راودني الشكُّ فيها.

وأخيراً علمت أنَّها ابنتي فأخذت بيد البنت وهي تصرخ باكية، وجرجرتها إلى مكانٍ بعيد، دون أنْ ألتفت إلى توسُّلاتها، والعهد الذي قطعته على نفسها بأنَّها سوف تعود إلى أخوالها، ولن تجلس على مائدتي أبداً، ولكنْ مع ذلك دفنتها حيَّة.

سكت قيس ينتظر جواباً.

كانت الدموع تنهمر مِن عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقول هامساً:

(مَنْ لا يَرحم لا يُرحَم).

ثمَّ التفت إلى قيس وقال: (ينتظرك يوم سيّئٌ).

فسأله قيس: ماذا أفعل لأخُفِّف مِن آثامي؟

قال النبي: (أعتق مِن العبيد بقدر ما قتلت مِن بناتك) (١) .

____________________

(١) الأخلاق، ج١.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421