الكنى والألقاب الجزء ١

الكنى والألقاب12%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 479

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 479 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 499417 / تحميل: 15309
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء ١

مؤلف:
العربية

الكنى والالقاب

تأليف المحقق الشهير والمؤرخ الكبير الشيخ عباس القمى

الجزء الاول

تقديم محمد هادى الامينى

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

٣

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب، ليبشر المؤمنين الذى يعملون الصالحات، وينذر الذين لم يؤمنوا بيوم الحساب، والصلاة على نبيه محمد الذي من علينا به دون الامم الماضية والقرون السالفة فأدأب نفسه في تبليغ رسالته واتبعها في الدعاء لملته حتى ظهر امر الله وعلت كلمته وعلى ائمة الهدى وقادة اهل التقى من اهل بيته وعترته، اللهم واصحاب محمد صلى الله عليه وآله خاصة الذين احسنوا الصحابة والذين ابلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه واسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الازواج والاولاد في اظهار كلمته وقاتلوا الآباء والابناء في تثبيت نبوته، فهجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس اللهم لهم ما تركوا لك وفيك، وارضهم من رضوانك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه.

(اللهم) واوصل إلى التابعين لهم باحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذى سبقونا بالايمان خير جزائك وفضلك وكرامتك انك ذو رحمة واسعة وفضل كريم.

(وبعد) فيقول المحتاج إلى رحمة ربه العزيز الوهاب عباس بن محمد رضا القمي (اوتيا كتابهما بيمينهما يوم الحساب) (هذا كتاب الكنى والالقاب) جمعت فيه المشهورين بالكنى والالقاب والانساب من مشاهير علماء الفريقين،

٤

وكثير من الشعراء والادباء والامراء المعروفين واقتصرت في تراجمهم على المهم من احوالهم، حذرا من الاختصار المخل، والاطناب الممل، واضفت اليه ضروبا من الآداب ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، وموعظة بالغة، وحكمة جامعة، واحاديث شريفة، وفوائد مهمة علمية، وذكر البلاد وافلاذ اكبادها وضبط اساميها وكثيرا ما اذكر في خلال التراجم سيما في علماء الامامية قدس الله تعالى اسرارهم عند ذكر مشايخهم أو تلاميذهم جماعة من المعروفين بأسمائهم بدون الكنى والالقاب، فجاء بحمد الله تعالى كما اردت واتاني بفضل ربي فوق ما مهدت وقصدت، فعليك به ولو بالعارية، وخذه ولو بقرطي مارية، وتتم مطالبه في ثلاثة ابواب.

والله الملهم للخير والصواب في كل باب.

الباب الاول فيما صدر بأب

(أبوأحمد الموسوى)

الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن الامام موسى بن جعفر عليهم السلام والد الشريفين السيد المرتضى والرضي رضي الله تعالى عنهم اجمعين جليل القدر عظيم الشأن اثنى عليه جماعة من العلماء (فمن القاضي نور الله) قال: قال صاحب تأريخ مصر والقاهرة كان الشريف ابواحمد سيدا عظيما مطاعا وكانت هيبته اشد هيبة ومنزلته عند بهاء الدولة ارفع المنازل ولقبه بالطاهر والاوحد وذوي المناقب وكانت فيه كل الخصال الحسنة إلا انه كان رافضيا هو واولاده على مذهب القوم انتهى وكان ابواحمد نقيب السادات العلوية ببغداد وقاضي القضاة وامير الحج، توفي سنة ٤٠٠ (ت) ببغداد ودفن في داره ثم نقل إلى كربلا ودفن في الحائر الشريف قرب قبر ابي عبدالله الحسينعليه‌السلام ، ورثاه جمع كثير منهم ولداه الشريفان الرضي والمرتضى ومهيار الديلمي وابوالعلاء المعري.

٥

(أبواسامة)

زيد الشحام بن يونس الكوفي، روي عن ابي عبدالله وابي الحسنعليه‌السلام ثقة عين له كتاب يرويه عنه جماعة.

روي عنه قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام اسمي في تلك الاسماء يعني في كتاب اصحاب اليمين قال نعم، وعنه ايضا قال: قال لي ابوعبداللهعليه‌السلام يا زيد كم اتى لك سنة قلت كذا وكذا قال يا ابا اسامة ابشر فانت معنا وانت من شيعتنا، اما ترضى ان تكون معنا قلت بلى يا سيدي فكيف لي ان اكون معكم فقال يا زيد ان الصراط الينا وان الميزان الينا وحساب شيعتنا الينا والله يا زيد انى ارحم بكم من انفسكم والله لكأني انظر اليك والى الحرث بن مغيرة النصري في الجنة في درجة واحدة.

(أبواسحاق الاسفرائنى)

انظر إلى الاسفرائنى.

(أبواسحاق الثقفى)

انظر الثقفى.

(أبواسحاق الجوينى)

انظر الجوينى.

(أبوإسحاق السبيعى)

عمرو بن عبدالله بن علي الكوفي الهمدانى من اعيان التابعين، وفي البحار عن الاختصاص روى محمد بن جعفر المؤدب ان ابا اسحاق عمرو بن عبدالله السبيعى صلى اربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة وكان يختم القرآن في كل ليلة ولم يكن في زمانه اعبد منه ولا اوثق في الحديث عند الخاص والعام وكان من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام ولد في الليلة التي قتل فيها امير المؤمنينعليه‌السلام .

وقبض وله تسعون سنة، وكان ابواسحاق المذكور ابن اخت يزيد بن حصين من اصحاب الحسينعليه‌السلام وله رواية مرفوعة عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: ألا ادلكم على خير اخلاق الدنيا

٦

والآخرة، تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وتعفو عمن ظلمك وكان له مسجد معروف بالكوفة قرأ ابن عساكر فيه الحديث سنة ٥٠١ (ثا) على الشريف ابي البركات عمر العلوي، قال صاحب رياض العلماء وكان له ولد اسمه يونس كان محدثا زاهدا مثله، توفي سنة ١٦٠ ولولده يونس ولد اسمه (اسرائيل) كان عابدا زاهدا، توفي سنة ١٦٤ (ومن الغريب) ما رواه محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي في كتاب (المسترشد) ان من اعداء امير المؤمنينعليه‌السلام والمبغضين له ابواسحاق السبيعي ولقد خرج بديلا من نفسه فيمن يقاتل الحسينعليه‌السلام والظاهر ان الشيخ حسن بن علي بن محمد الطبرسي ايضا قد نقل كذلك في كتاب كامل البهائي وذكر ان هؤلاء الثلاثة من مشاهير علماء العامة ولكن الظاهر تشيعهم انتهى.

(اقول) ذكره ابن خلكان في تأريخه وقال رأى علياعليه‌السلام وابن عباس وابن عمر وغيرهم من الصحابة، روى عنه الاعمش وشعبة والثوري وغيرهم وكان كثير الرواية ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان وتوفى سنة ١٢٧ وقيل في ١٢٨ وقيل في سنة ١٢٩، والسبيعي بفتح السين المهملة وكسر الموحدة نسبة إلى سبيع وهو بطن من همدان. وكان ابواسحاق المذكور يقول رفعني ابى حتى رأيت علي ابن ابى طالبعليه‌السلام يخطب وهو ابيض الرأس واللحية انتهى.

(أبوإسحاق الشيرازى)

ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي الشافعي الذي كان ينتسب اليه صاحب القاموس، كان معاصرا لامام الحرمين والقشيري، وله كتاب التنبيه في الفقه. حكي انه صلى ركعتين بعدد كل فرع فيه.

ومن شعره:

سألت الناس عن خل وفي

فقالوا ما إلى هذا سبيل

تمسك إن ظفرت بود حر

فان الحر في الدنيا قليل

٧

وحكي ان المقتدى بأمر الله الخليفة جهزه إلى نيسابور سفيرا له في خطبة ابنة الملك جلال الدولة فنجز الغشل، وناظر امام الحرمين استاذ الغزالي هناك، فلما أراد الانصراف من نيسابور خرج امام الحرمين إلى وداعه واخذ بركابه حتى ركب ابواحساق بغلته وظهر له في خراسان منزلة عظيمة وكانوا يأخذون من التراب الذي وطأته بغلته فيتبركون به توفي ببغداد سنة ٤٧٦ (تعو).

(أبوإسحاق الصابى)

انظر الصابى.

(أبواسحاق المروزى)

ابراهيم بن احمد بن اسحاق الفقيه الشافعي، اخذ الفقه عن ابن سريج وبرع فيه وانتهت اليه الرئاسة بالعراق بعد ابن سريج، له شرح مختصر المزني وغيره، اقام ببغداد ردحا ثم ارتحل إلى مصر في اواخر عمره فادركه اجله بها فتوفى سنة ٣٤٠ (شم) ودفن بقرب الشافعي (ضا) وكان ممن اخذ منه الفقه وصار كمثله بارعا فيه هو، القاضي ابوحامد احمد بن عامر بن بشر المرو الروذى الشافعي الفقيه صاحب الجامع الكبير في المذهب وشرح مختصر المزنى نزل البصرة ودرس بها وعنه اخذ فقهاؤها، توفي سنة ٣٦٢ (شسب)، ونسبته إلى (مرو الروذ) بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو ثم الراء المشددة المضمومة والذال المعجمة بعد الواو وهي مبنية على نهر وهي من اشهر مدن خراسان بينها وبين مرو الشاهجان اربعون فرسخا والنهر يقال له بالعجمية (الروذ) وهاتان المدينتان هما (المروان) وقد جاء ذكرهما في الشعر كثيرا اضيفت احداهما إلى الشاهجان الذي هو بمعنى (روح الملك) وهي العظمى، والنسبة اليها مروذي كماان النسبة إلى الري رازي. (والثانية) إلى النهر المذكور ليحصل الفرق بينهما والنسبة اليها مرو الروذي، ومروذى ايضا كما نقله ابن خلكان عن السمعاني (وانما) نقلته عنه بطوله لئلا يقع الالتباس على احد بين البلدتين وخصوصا في هذا المقام انتهى.

٨

روى الشيخ الطبرسي في محكي اعلام الورى انه قال النبي صلى الله عليه وآله لبريدة الاسلمي (ستنبعث بعوث فكن في بعث يأتي خراسان ثم اسكن مدينة مرو فانه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة وقال لا يصيب اهلها سوء).

(أبوالاسود الدؤلى)(١)

اسمه ظالم بن عمرو أو ظالم بن ظالم هو احد الفضلاء الفصحاء من الطبقة الاولى من شعراء الاسلام وشيعة امير المؤمنينعليه‌السلام وكان من سادات التابعين واعيانهم صحب علياعليه‌السلام وشهد معه وقعة صفين وهو بصري يعد من الفرسان والعقلاء، وله نوادر كثيرة فمنها انه سمع رجلا يقول من يعشي الجائع فدعاه وعشاه فلما ذهب السائل ليخرج قال له هيهات انما اطعمتك على ان لا تؤذي المسلمين الليلة ثم وضع رجله في الادهم حتى اصبح.

ومنها انه كان له دار بالبصرة وله جار يتأذى منه كل وقت فباع الدار فقيل له بعت دارك فقال بل بعت جارى.

ومنها انه كان يخرج إلى السوق ويجر رجليه لاصابة الفالج وكان موسرا ذا عبيد واساء فقيل له قد اغناك الله تعالى عن السعي في حاجتك فاجلس في بيتك فقال لو جلست في البيت لبالت علي الشاة.

قال ابن خلكان: وكان نازلا في بني قشير بالبصرة فكانوا يرجمونه بالليل لمحبته لعليعليه‌السلام وولده فاذا اصبح يذكر رجمهم قالوا الله رجمك فيقول لهم تكذبون لو رجمني لاصابنى وانتم ترجمون فلا يصيب انتهى وله نادرة لطيفة مع معاوية ذكرها الدميري في حياة الحيوان في دئل وهو: دابة شبيهة بابن عرس، وابوالاسود هو الذي ابتكر النحو باشارة امير المؤمنينعليه‌السلام وله اشعار كثيرة فمنها قوله:

وما طلب المعيشة بالتمني

ولكن الق دلوك في الدلاء

تجئ بملئها طورا وطورا

تجئ بحمأة وقليل ماء

____________________

(١) الديلي، بكسر الدال وسكون المثناة التحتانيه أو الدؤلي بضم الدال وفتح الهمزة، نسبة إلى الدئل بكسر الهمزة وهي قبيلة من كنانة، والدؤل اسم دابة بين ابن عرس والثعلب.

٩

ومن شعره في رثاء أمير المؤمنينعليه‌السلام قصيدة اولها:

ألا ياعين ويحك فاسعدينا

ألا فابكي امير المؤمنينا

روي ان معاوية ارسل اليه هدية منها حلواء، يريد بذلك استمالته وصرفه عن حب امير المؤمنين علىعليه‌السلام فدخلت ابنة صغيرة له خماسي أو سداسي عليه فاخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلتها في فمها فقال لها ابوالاسود يا بنتي القيه فانه سم هذه حلواء ارسلها الينا معاوية ليخدعنا عن امير المؤمنين ويردنا عن محبة اهل البيت عليهم السلام فقال الصبية: قبحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد الزعفر تبا لمرسله وآكله.

فعالجت نفسها حتى قاء‌ت ما اكلتها ثم قالت:

أبالشهد المزعفر يا ابن هند

نبيع عليك احسابا ودينا

معاذ الله كيف يكون هذا

ومولانا أميرالمؤمنين

قال السيد الاجل السيد على خان في انوار الربيع في ذكر امثال الحكمة منها قول ابي الاسود الدؤلي لابنه بعد ان قال له يا بنى اذا كنت في قوم فحدثهم على قدر سنك وفاوضهم على قدر محلك ولا تتكلمن بكلام من هو فوقك فيستثقلوك ولا تنحط إلى من دونك فيحتقروك فاذا وسع الله عليك فابسط واذا امسك عليك فامسك ولا تجاود الله فان الله اجود منك. واعلم انه لا شئ كالاقتصاد ولا معيشة كالتوسط ولا عز كالعلم ان الملوك حكام الناس والعلماء حكام الملوك ثم انشأ يقول:

العيش لا عيش إلا ما اقتصدت فان

تسرف وتبذر لقيت الضر والعطبا

والعلم زين وتشريف لصاحبه

فاطلب هديت فنون العلم والادبا

إلى أن قال:

العلم كنز وذخر لانفاد له

نعم القرين اذا ما صاحب صحبا

قد يجمع المرء مالا ثم يسسلبه

عما قليل فيلقى الذل والحربا

وحامل العلم مغبوط به ابدا

ولا يحاذر منه الفوت والسلبا

١٠

يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه

لا تعدلن به درا ولا ذهبا

توفي ابوالاسود بالطاعون الجارف في البصرة سنة ٦٩ (سط).

يروى عنه روايات شريفة منها: ما رواه عن ابن ذر الغفاري الوصية الطويلة التي اوصاها بها النبي صلى الله عليه وآله.

ومنها: ما روي عن امالي ابن الشيخ عن ابى الاسود ان رجلا سأل امير المؤمنينعليه‌السلام عن سؤال فبادر فدخل منزله ثم خرج فقال اين السائل؟ فقال الرجل ها انا يا امير المؤمنين، قال ما مسألتك؟ قال كيت وكيت فاجابه عن سؤاله فقيل يا امير المؤمنين كنا عهدناك إذا سئلت عن المسألة كنت فيها كالسكةالمحماة جوابا فما بالك ابطأت اليوم عن جواب هذا الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فاجبته؟ فقال كنت حاقنا ولا رأي لثلاثة، لا رأي لحاقن ولا حازق ثم انشأ يقولعليه‌السلام :

إذا المشكلات تصدين لي

كشف حقائقها بالنظر

الابيات.

(بيان) كالسكة المحماة هذا كالمثل في السرعة في الامر أي كالحديدة التي حميت بالنار كيف تسرع في النفوذ في الوبر عند الكي كذلك تسرع في الجواب.

(قولهعليه‌السلام ) لا رأي لثلاثة: الظاهر انه سقط احد الثلاثة من النساخ وهو الحاقب (والحازق) الذي ضاق عليه خفه فحزق رجله أى عصرها وضغطها فهو فاعل بمعنى مفعول.

(والحاقن) هو الذي حبس بوله كالحاقب للغايط ويحتمل ان يكون المراد بالحاقن هنا حابس الاخبثين فهو في موضع اثنين منهما والله العالم.

(واعلم) انه يأتى في ابي عمرو بن العلاء ذكر من اخذ النحو عن ابى الاسود فمنهم ابوسليمان يحيى بن يعمر العدوانى البصري احد قراء البصرة وكان عالما بالقرآن الكريم والنحو ولغات العرب.

حكي انه كان لابن سيرين مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير متكلف.

١١

قال ابن خلكان: وكان يحيى شيعيا من الشيعة الاول القائلين بتفضيل اهل البيتعليه‌السلام من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم.

حكى عاصم بن ابى النجود المقري ان الحجاج بن يوسف الثقفي بلغه ان يحيى بن يعمر يقول ان الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يحيى يومئذ بخراسان فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والى خراسان ابن ابعث الي بيحيى بن يعمر فبعث به اليه فقام بين يديه فقال: انت الذي تزعم ان الحسن الحسين من ذرية رسول الله، والله لالقين الاكثر منك شعرا او لتخرجن من ذلك، قال فهو اماني ان خرجت قال نعم قال فان الله جل ثناؤه يقول: (ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) الآيه قال وما بين عيسى وابراهيم اكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وآله فقال الحجاج وما اراك إلا خرجت والله لقد قرأتها وما علمت بها قط.

وهذا من الاستنباطات البديعة الغريبة العجيبة فلله دره وما احسن ما استخرج وادق ما استنبط.

قال عاصم ثم ان الحجاج قال له اين ولدت فقال بالبصرة قال اين نشأت قال بخراسان قال فهذه العربية انى لك قال رزق قال خبرني عنى هل الحن فسكت فقال اقسمت عليك فقال اما إذ سألتنى ايها الامير فانك ترفع ما يوضع وتضع ما يرفع فقال ذلك والله اللحن السئ قال ثم كتب إلى قتيبة إذا جاء‌ك كتابى هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك والسلام.

(أبوامامة الباهلى)

بضم الهمزة اسمه صدي بن عجلان الصحابي، قال ابوعلي في منتهى المقال ابوامامة له صحبة وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلا يهرب إلى علي عليه السلام (ي) الظاهر انه الباهلي في (قب) صدي بالتصغير ابن عجلان ابوامامة الباهلي صحابى مشهور سكن الشام ومات بها سنة ٨٦ ست وثمانين انتهي.

يحكى انه آخر من توفي من الصحابة بالشام. ويأتى في ابوالدرداء ذكره.

١٢

(أبوأمية الجعفى)

سويد بن غفلة بالغين المعجمة والفاء مخضرم من كبار التابعين.

قال ابن حجر قدم المدينة يوم دفن النبى صلى الله عليه وآله وكان مسلما في حياته ثم نزل الكوفة ومات سنة ثمانين وله مائة وثلاثون سنة. ونقل عن المير الداماد انه عده من اولياء امير المؤمنينعليه‌السلام وخلص اصحابه ومن اصحاب ابى محمد الحسنعليه‌السلام .

(أبوأيوب الانصارى)

زيد بن خالد الخزرجي من بني النجار شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وعليه نزل رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة. وشهد مع امير المؤمنينعليه‌السلام مشاهده كلها وكان في وقعة النهروان معه راية امان فمن خرج من عسكر الخوارج إلى تحت رايته كان آمنا، وله موعظة لاهل الكوفة وتحريضهم على الثبات في نصرة أمير المؤمنينعليه‌السلام بكلمات فصيحة اوردتها مع بعض ما يتعلق بها في سفينة البحار روى صاحب المكارم انه رأي النبي صلى الله عليه وآله ابا ايوب الانصاري يلتقط نثارة المائدة فقال صلى الله عليه وآله له: بورك لك وبورك عليك وبرك فيك.

فقال ابوايوب يا رسول الله وغيرى قال نعم من اكل ما اكلت فله ما قلت لك.

وقال صلى الله عليه وآله: من فعل هذا وقاه الله الجنون والجذام البرص والماء الاصفر والحمق.

وعن امالي الشيخ عن امير المؤمنينعليه‌السلام قال: جاء ابوايوب خالد بن زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله اوصني واقلل لعلي ان احفظ قال اوصيك بخمس: باليأس عما في ايدي الناس فانه الغنى وإياك والطمع فانه الفقر الحاضر وصل صلاة مودع وإياك وما تعتذر منه واحب لاخيك ما تحب لنفسك وعن ابن عبدالبر قال: كان ابوايوب الانصاري مع علي بن ابى طالبعليه‌السلام في حروبه كلها ولما غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم اخذ معه ابا ايوب وكان شيخا هرما اخذه للبركة فتوفي عند

١٣

القسطنطينية فامر يزيد ان يدفن بالقرب من سورها ويتخذ له مشهد هناك وكانت وفاته سنة ٥٠ ه‍.

(أبوالبحترى)

كنية رجل مر في نفر من قومه بقبر حاتم طي فنزلوا قريبا منه فبات ابوالبحتري يناديه يا ابا الجعد اقرنا فقال قومه له مهلا ما تكلم من رمة بالية؟ قال إن طيئا تزعم انه لم ينزل به احد قط إلا قراه، وناموا فانتبه صائحا وا راحلتاه فقال له اصحابه ما بدا لك؟ قال خرج حاتم من قبره بالسيف وانا انظر حتى عقر ناقتي، قالوا له كذبت ثم نظروا إلى ناقته بين نوقهم منجدلة لا تنبعث فقالوا له والله قراك، فظلوا يأكلون من لحمها شواء‌ا وطبخا حتى اصبحوا ثم اردفوه وانطلقوا سائرين فاذا راكب بعير يقود آخر قد لحقهم فقال ايكم ابوالبحتري؟ فقال ابوالبحتري انا ذلك، قال انا عدي بن حاتم وان حاتما جاء‌نى الليلة في النوم ونحن نزول وراء هذا الجبل فذكر شتمك إياه وانه قرا اصحابك براحلتك وانشد:

ابا البحتري لانت امرؤ

ظلوم العشيره شتامها

اتيت بصحبك تبغي القرى

لدى حفرة صدحت هامها

أتبغى لدى الرم عند المبيت

وحولك طي وانعامها

فانا سنشبع اضيافنا

وتأتى المطي فنعتامها

وقد امرني ان احملك على بعير مكان راحلتك فدونكه.

وقد ذكر هذا سالم بن زرارة الغطفانى في مدحه عدي بن حاتم في قوله:

ابوك ابوسباقة الخير لم يزل

لدن شب حتى مات في الخير راغبا

به تضرب الامثال في الشعر ميتا

وكان له إذ ذاك حيا مصاحبا

قرى قبره الاضياف إذ نزلوا به

ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا

اخذت ذلك من مروج الذهب

١٤

(أبوالبحر)

انظر الاحنف.

(أبوالبخترى)

الوليد بن هاشم او هو العاص بن هشام بن الحرث بن الاسد، وقد لبس السلاح بمكة يوما قبل الهجرة في بعض ما كان ينال النبي صلى الله عليه وآله من الاذى وقال لا يعرض اليوم احد لمحمد بأذى إلا وضعت فيه السلاح فشكر ذلك له النبي صلى الله عليه وآله ونهى يوم بدر عن قتله وقال انما اخرج مستكرها، وكان ايضا فيمن قام في نقض الصحيفة القاطعة، يقال ان المجذر بن زياد قتل ابا البختري وهو لا يعرفه، وقد يطلق ابوالبختري على وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبدالله بن زمعة ابن الاسود بن المطلب القرشي القاضي العامي، نقل ابن النديم انه يقال ان جعفر ابن محمدعليه‌السلام كان متزوجا بامه، وكان فقيها اخبار يا وولاه هارون القضاء بعسكر المهدي ثم عزله وولاه مدينة الرسول صلى الله عليه وآله بعد بكار بن عبدالله وجعل له جريها مع القضاء ثم عزل فقدم بغداد وتوفي بها وكان ضعيفا في الحديث ثم عد له ستة كتب انتهى.

(اقول) عده علماء الرجال في الكذابين بل عن الفضل بن شاذان انه قال: كان ابوالبختري من اكذب البرية.

وذكر ابوالفرج في مقاتل الطالبيين: ما يدل على انه حكم بقتل يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب وخرق الامان الذي كتبه الرشيد له.

قال شيخنا في المستدرك: انه ضعيف في نفسه إلا إنا اوضحنا اعتبار كتابه واعتماد الاصحاب عليه توفي سنة ٢٠٠ مأتين انتهى.

قال المبرد في الكامل: وكان ابوالبخترى من اجود الناس وكان إذا سمع مدح المادح ضحك وسرى السرور في جوانحه واعطى وزاد فاتاه شاعر فانشأه:

لكل اخي فضل نصيب من العلا

ورأس العلا طراعقيد الندى وهب

١٥

وما ضر وهبا قول من غمط العلا

كما لا يضر البدر ينبحه الكلب

(غمط كفر النعمة وغمط ويقال ايضا تنقص) فثنى له الوسادة وهش اليه ورفده وحمله واضافه فلما ان اراد الرجل الرحلة لم يخدمه احد من غلمان ابي البختري ولا عقد له ولا حل معه فانكر ذلك مع جميل ما فعل به وانه قد تجاوز به امله فعاتب بعضهم فقال له الغلام إنا انما نعين النازل على الاقامة ولا نعين الراحل على الفراق فبلغ هذا الكلام جليلا من القرشيين فقال والله لفعل هؤلاء العبيد على هذا المقصد احسن من رفد سيدهم.

(اقول) ويناسب هنا نقل ابيات ابن الاعسم في المنظومة في آداب الضيف قال رحمه الله:

والضيف يأتى معه برزقه

فلا يقصر احد بحقه

يلقاه بالبشر وبالطلاقه

ويحسن القرى بما اطاقه

يدني اليه كل شئ يجده

ولا يرم مالا تناله يده

وليكن الضيف بذاك راض

ولا يكلفه بالاستقراض

واكرم الضيف ولا تستخدم

وما اشتهاه من طعام قدم

وبالذي عندك للاخ اكتف

لكن إذا دعوته تكلف

فان تنوعت له فلا يضر

فخيره ما طاب منه وكثر

ويندب الاكل مع الضيف ولا

يرفع قبله يدا لو اكلا

وان يعين ضيفه إذ ينزل

ولا يعينه إذا ما يرحل

وينبغي تشييعه للباب

وفي الركوب الاخذ للركاب

البخترى: بفتح الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفتح المثناة من فوق مأخوذ من البخترة التي هي الخيلاء.

وفي القاموس: البختري الحسن المشي والجسم والمختال.

١٦

(أبوبراء)

عامر بن مالك العامري الكلابي الملقب بملاعب الاسنة وهو الذي كان به استسقاء فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لبيد بن ربيعة مع هدايا فلم يقبلها لانه صلى الله عليه وآله كان لا يقبل هدية مشرك ثم اخذ جثوة(١) من الارض فنقل عليها وقال للبيد دفها بماء ثم اسقها اياه فاخذها متعجبا يرى انه قد استهزئ به فشربها فاطلق من مرضه.

(أبوبردة)

يطلق على جماعة منهم: ابوبردة عامر بن ابى موسى الاشعري كان قاضيا على الكوفة وليها بعد شريح.

ذكره ابن ابى الحديد في المبغضين لامير المؤمنينعليه‌السلام وانه ورث البغضة من ابيه لا عن كلالة، وروى انه قال لابي العادية قاتل عمار ابن ياسر، انت قتلت عمار؟ قال نعم قال فناولني يدك فقبلها وقال لا تمسك النار ابدا.

(اقول) هو احد من سعى في قتل حجر بن عدي الكندي وامره زياد بن ابيه ليكتب شهادته على حجر بما رآه فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما شهد عليه ابوبردة بن ابى موسى لله رب العالمين، شهد ان حجر بن عدى خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة وجمع اليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع امير المؤمنين معاوية وكفر بالله كفرة صليعاء(٢) .

توفي سنة ١٠٣ (قج) وابنه بلال بن ابي بردة كان قاضيا على البصرة قال ابن خلكان: وكان بلال احد نواب خالد بن عبدالله القسري فلما عزل خالد وولي موضعه

____________________

(١) الجثوة بالجيم مثلثة الحجارة المجموعة.

(٢) صليعاء كحميراء يعني شنيعه نمايان وفي رواية اخرى عن عبدالرحمن ابن جندب كفر كفرة الاصلع، قال عبدالرحمان انما عني بذلك نسبة الكفر إلى علي عليه السلام لانه كان اصلع.

١٧

يوسف بن عمر الثقفي على العراقين حاسب خالدا ونوابه وعذبهم فمات خالد من عذابه ومات بلال من عذابه ايضا انتهى.

وحكي انه كان اول من جار في الحكم كان يقضي اليه رجلان فيحكم لاحدهما بلا بينة يقول وجدته اخف على قلبي من صاحبه. ولابي بردة أخ ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله روي العامة انه صلى الله عليه وآله سماه وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة.

(أبوبردة بن عوف الازدى)

عن مجالس الشيخ المفيد، أنه كان عثمانيا تخلف عن امير المؤمنينعليه‌السلام يوم الجمل وحضر معه صفين على ضعف نيته في نصرته. قال ابوالكنود وكان ابوبردة مع حضوره صفين ينافق امير المؤمنينعليه‌السلام ويكاتب معاوية سرا فلما ظهر معاوية اقطعه قطعة بالفلوجه وكان عليه كريما.

(قلت) وهو الذي بعثه ابن زياد بعد وقعة كربلا مع زجر بن قيس (زحر ابن قيس) والرؤوس المطهرة إلى الشام.

(أبوبردة بن نيار)

بالنون المكسورة والياء المثناة من تحت، الانصاري خال البراء بن عازب، صحابي وكان من اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام وشهد العقبة مع السبعين وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسو الله صلى الله عليه وآله وشهد حروب امير المؤمنينعليه‌السلام .

(أبوبرزة الاسلمى)

عبدالله بن نضلة ويقال نضلة بن عبدالله مات بخراسان غازيا كذا في المعارف: وعن تقريب بن حجر قال: نضلة بن عبيد ابوبرزة الاسلمي صحابي مشهور بكنيته اسلم قبل الفتح وغزا سبع غزوات ثم نزل البصرة وغزا خراسان ومات بها سنة ٦٥ على الصحيح.

١٨

(أبوالبركات)

كمال الدين عبدالرحمن بن محمد الانباري الذي يأتى ذكره في ابن الشجري، كان من الائمة المشار اليهم في علم النحو، سكن بغداد وقرأ اللغة على ابي منصور الجواليقي وصحب الشريف ابن الشجري واخذ عنه وانتفع بصحبته، وتبحر في علم الادب، واشتغل عليه خلق كثير وصاروا ببركته علماء، وصنف في النحو كتاب اسرار العربية، والميزان ونزهة الالباء في طبقات الادباء، وانقطع في آخر عمره في بيته مشتغلا بالعلم والعبادة معتزلا عن الدنيا واهلها إلى ان توفي ٩ شعبان سنة ٥٧٧ (ثغر) ببغداد.

وقد يطلق ابوالبركات على الشريف عمر بن ابي علي ابراهيم بن محمد المنتهي نسبه إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام الكوفي النحوي صاحب شرح اللمع. وقد تقدم في ابواسحاق السبيعي ان ابن عساكر قرأ عليه الحديث في سنة ٥٠١. وابوه الشريف ابوعلي هو الذي مات سنة ٤٦٦ (تسو) ودفن بمسجد السهلة وله اشعار كثيرة. وقد يطلق على الشيخ ابي البركات الاسترابادي فاضل متكلم امام في العلوم العقلية من اعلام العلماء في علم الكلام.

وعن الرياض قال فاضل متكلم، قد ذكر عنه السيد الامير فخر الدين السماكى الامامي في رسالة تفسير آية الكرسى بالفارسية بعض الابحاث الجيدة الدالة على غاية مهارته في علم الكلام والحكمة والتفسير وصرح باسمه في حاشية تلك الرسالة ودعا له بالرحمة والغفران وهذا يشعر بتشيعه مع ان اهل استراباد جلهم بل كلهم شيعة.

وقد يطلق على ابي البركات المبارك الاربلي الذي يأتى في ابن المستوفي وقد يطلق على ابي البركات هبة الله بن يعلي بن ملكا البلدي البغدادي كان اوحد الزمان في صناعة الطب، كان يهوديا ثم اسلم وكان في خدمة المستنجد بالله، وتصانيفه في نهاية الجودة لا سيما كتابه المعتبر.

١٩

وينقل عنه قصص وحكايات في حسن تدبيره في معالجة المرضى ويعد في اكابر اطباء المائة السادسة.

والمستنجد بالله هو الخليفة ٣٢ العباسي الذي رأى في منامه في حياة والده المقتفي ان ملكا نزل من السماء فكتب في كفه اربع خاء‌ات فطلب معبرا وقص عليه رؤياه فقال له: تلي الخلافة سنة خمس وخمسين وخمسمائة فكان كذلك.

(أبوبصير)

يطلق غالبا على يحيى بن القاسم او ليث بن البخترى.

قال شيخنا صاحب المستدرك في طريق الصدوق إلى ابى بصير: والمراد بأبي بصير ابومحمد يحيى بن القاسم الاسدي بقرينة قائده على الذي صرحوا بانه يرويكتابه وهو ثقة في (جش) و (صه) وفي (كش) اجمع العصابة على هؤلاء الاولين من اصحاب ابى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام وانقادوا اليهم بالفقه فقالوا افقه الاولين ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وابوبصير الاسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم الطائفي.

وروي عن حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابي عمير عن شعيب العقرقوفي قال قلت لابي عبداللهعليه‌السلام ربما احتجنا ان نسأل عن الشئ فمن نسأل؟ قال: عليك بالاسدي، يعني ابا بصير. والخبر في اعلى درجة الصحة. والعقرقوفي ابن اخته، فلا يصغى بعد ذلك إلى ما ورد أو قيل فيه من الوقف المنافى لوفاته في حياة الكاظمعليه‌السلام والتخليط المنافي للاجماع المتقدم وغير ذلك من الموهنات وقد اطالوا الكلام في ترجمته من جهات بل افرد جماعة لترجمته رسالة مفردة، وما ذكرناه هو الحق الذي عليه المحققون ومن أراد الزيادة فعليه بكتب الاصحاب انتهى.

(قلت) توفي ابوبصير هذا سنة ١٥٠ (قن) بعد ابى عبدالله عليه السلام.

(أبوالبقاء)

محب الدين عبدالله بن الحسين بن ابى البقاء الحنبلي العكبري البغدادي الفقيه المحدث النحوي، اخد النحو عن ابن الخشاب وغيره من مشايخ عصره ببغداد

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

(٤٠) كتاب : الإرشاد

الحديث :

الأوّل : ولمّا قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نسكه أشرك عليّاً ( عليه السلام ) في هديه ، وقفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون ، حتّى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ ، وليس بموضع إذ ذاك للنزول ; لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل ( صلى الله عليه وآله ) في الموضع ونزل المسلمون معه.

وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة في الأُمّة من بعده ، وقد كان تقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له ، فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم الله سبحانه أنّه إن تجاوز غدير خمّ انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم ، فأراد الله تعالى أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تأكيداً للحجّة عليهم فيه ، فأنزل جلّت عظمته عليه :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) يعني في استخلاف علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والنصّ بالإمامة عليه( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فأكّد به الفرض عليه بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر فيه ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه.

فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المكان الذي ذكرناه ; لما وصفناه من الأمر له

____________

عبد العزيز الطباطبائي في مقالته حول مصنّفات الشيخ المفيد المنشورة ضمن مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) ، صفحة ٢١٥.

٣٨١

بذلك وشرحناه ، ونزل المسلمون حوله ، وكان يوماً قائظاً شديد الحر ، فأمر ( عليه السلام ) بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرجال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة ، فاجتمعوا من رحالهم إليه ، وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، فلمّا اجتمعوا صعد ( عليه وآله السلام ) على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرقى معه حتّى قام عن يمينه ، ثمّ خطب للناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى إلى الأُمّة نفسه ، فقال ( عليه وآله السلام ) : « إنّي قد دعيت ويوشك أن أُجيب ، وقد حان منّي خفوف من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ».

ثمّ نادى بأعلى صوته : « ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ » فقالوا : اللّهم بلى ، فقال لهم على النسق ، وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرفعهما حتّى رئي بياض أُبطيهما ، وقال : « فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله »(١) .

ورواه الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) في إعلام الورى(٢) ، والأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) في كشف الغمّة(٣) ، والعلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في كشف اليقين(٤) .

____________

١ ـ إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد ، مجلّد ١١ ) ١ : ١٧٤ ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٥٣ ح ٤٧ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢١ : ٣٨٢ ح ١٠.

٢ ـ راجع ما سنذكره عن إعلام الورى للطبرسي ، الحديث الأوّل.

٣ ـ راجع ما سنذكر عن كشف الغمّة للأربلي الحديث الثامن.

٤ ـ راجع ما سنذكره عن كشف اليقين للعلاّمة الحلّي ، الحديث الثالث.

٣٨٢

الثاني : وذلك أنّه عليه وآله السلام تحقّق من دنوّ أجله ، ما كان ( قدّم الذكر ) به لأُمّته ، فجعل ( عليه السلام ) يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه ، ويؤكّد وصاتهم بالتمسّك بسنّته والاجتماع عليها والوفاق ، ويحثّهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة ، والاعتصام بهم في الدين ، ويزجرهم عن الخلاف والارتداد ، فكان في ما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتّفاق واجتماع من قوله ( عليه السلام ) : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنَّهما لن يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرّقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، أيّها الناس ، لا ألفيتكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرّار ، ( ألا وإنّ علي بن أبي طالب أخي )(١) ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ».

فكان عليه وآله السلام يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه(٢) .

الثالث : من كلام لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

« أما بلغكم ما قال فيهم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) حيث يقول في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي

____________

١ ـ في بعض النسخ في الهامش : ( أو علي بن أبي طالب فإنّه أخي ) ، وما موجود في المتن هو ما في نسخة العلاّمة المجلسي.

٢ ـ إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد المجلّد ١١ ) ١ : ١٧٩ ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٥٣ ح ٤٦ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٢ : ٤٦٥ ح ١٩.

٣٨٣

أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ألا هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح أُجاج فاجتنبوا(١) .

وقد مرّ مثل هذا الحديث عن تاريخ اليعقوبي ( ت ٢٨٤ هـ ) ، فراجع(٢) ، ورواه الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج ، وسيأتي(٣) .

كتاب الإرشاد :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٤) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٥) ، وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٦) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ـ بعد أن جعله أحد مصادره الموثّقة ـ : وكتاب الإرشاد أشهر من مؤلّفه ( رحمه الله )(٧) ، وهو من مصادر الوسائل أيضاً(٨) .

وعدّه الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) من جملة الكتب المتداولة في زمانه كثيراً(٩) .

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : فيه تواريخ الأئمّة الطاهرين

____________

١ ـ إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد المجلّد ١١ ) ١ : ٢٣٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٩ ح ٥٩.

٢ ـ راجع ما ذكرناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث.

٣ ـ راجع ما سنذكره عن الاحتجاج للطبرسي ، الحديث الخامس.

٤ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٥ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٦ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٧ ـ البحار ١ : ٧ ، ٢٧ ، توثيق المصادر ، وانظر : رياض العلماء ٥ : ١٧٦.

٨ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٧ ، ١٧٩.

٩ ـ روضات الجنّات ٦ : ١٥٥ [ ٢٥٠٦ ].

٣٨٤

الاثني عشر ( عليه السلام ) ، والنصوص عليهم ، ومعجزاتهم وطرف من أخبارهم من ولادتهم ووفياتهم ومدّة أعمارهم ، وعدّة من خواصّ أصحابهم وغير ذلك ، أوّله ( الحمد لله على ما ألهم من معرفته ) ، طبع بإيران مكرّراً سنة ١٣٠٨ ، وقبلها وبعدها(١) .

وقال في الإجازات : إجازة الشيخ الحسن بن الحسين بن علي الدرويستي نزيل كاشان للمولى الأجلّ مجد الدين أبي العلاء ، مختصرة كتبها له بخطّه على ظهر إرشاد الشيخ المفيد ، تاريخها سنة ٥٧٦ يروي الإرشاد عن المرتضى ابن الداعي ، عن جعفر بن محمّد الدرويستي ، عن المصنّف المفيد(٢) .

وذكر له رواية أُخرى أيضاً : أخبرنا السيّد الأجلّ عميد الرؤساء أبو الفتح يحيى بن محمّد بن نصر بن علي بن حبا أدام الله علوّه قراءة عليه في سنة أربعين وخمسمائة ، قال : حدّثنا القاضي الأجلّ أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، قال : حدّثني الشيخ السعيد المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ( رضي الله عنه ) في سنة إحدى عشر وأربعمائة ، قال : الحمد لله على ما ألهم من معرفته ، إلى آخر الكتاب(٣) .

وللكتاب عدّة مخطوطات منها : في مكتبة البرلمان الإيراني سنة ٥٧٥ ، وفي مكتبة المرعشي العامّة سنة ٥٦٥ ، وأُخرى في القرن السابع ، وفي مكتبة السيّد الگلبايگاني في القرن ٧ و ٨(٤) .

____________

١ ـ الذريعة ١ : ٥٠٩.

٢ ـ الذريعة ١ : ١٧٠ [ ٨٥٧ ].

٣ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٣٤١ ، و ( القرن الخامس ) : ٢١.

٤ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة رقم (١) : ٢٠١ ، تأليف السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، وانظر أيضاً فهرست التراث : ٤٧١.

٣٨٥
٣٨٦

(٤١) كتاب : الفصول المختارة من العيون والمحاسن

( جمعها الشريف المرتضى ت ٤٣٦ هـ )

الحديث :

الأوّل : ومن كلام الشيخ أدام الله عزّه في حوز البنت المال دون العمّ والأخ ، سئل الشيخ ، فقال الشيخ : الميراث للبنت دون العمّ ، فسئل الشيخ ، فقال : الدليل على ذلك من كتاب الله عزّ وجلّ ومن سنّة نبيّه ومن إجماع آل محمّد ، وأمّا إجماع آل محمّد ( عليهم السلام ) فإنّ الأخبار متواترة عنهم بما حكيناه ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : في ردّه على ما حكاه عمرو بن بحر الجاحظ عن إبراهيم بن يسار النظام في كتاب الفتيا من إيراداته على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في أحكامه وفتياه وتناقضاته ومخالفته لإجماع الأُمّة ، قال :

أمّا ما ذكره من خلافه ( عليه السلام ) على جملة القوم ، فالعار في ذلك على من خالفه دونه ، والعيب يختصّ به سواه ; لأنّه ( عليه السلام ) هو الإمام المتبوع والقدوة المتأسّى به والمدلول على صوابه والمدعوّ إلى اتّباعه ، حيث يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأت

____________

١ ـ الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد ، مجلد ٢ ) : ١٧٣.

٣٨٧

الباب » ، وحيث يقول ( صلى الله عليه وآله ) وقد قدّمناه في ما سبق(١) : « عليّ أقضاكم » و « هو مع الحقّ والحقّ معه » ، وفي قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فلمّا عدل القوم عن اتّباعه كانوا ضلاّلا بذلك ، وكان هو ( عليه السلام ) المصيب وأهل بيته ( عليهم السلام ) وأنصاره وشيعته(٢) .

كتاب الفصول المختارة من العيون والمحاسن :

ذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) مرّة بعنوان ( كتاب العيون والمحاسن ) ، ومرّة هو(٣) والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ )(٤) وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ )(٥) بعنوان : ( الفصول من العيون والمحاسن ).

وقال المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر كتابه البحار : وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول(٦) ، وعند توثيق كتب المفيد ، قال : وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان(٧) .

وعدّه الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) من الكتب الواصلة إليه(٨) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) تحت عنوان ( العيون والمحاسن ) : ذكره النجاشي ، ثمّ قال بعد ذلك : كتاب ( الفصول من العيون

____________

١ ـ ذكره في بداية ردّه على ما نقله الجاحظ من كلام النظام.

٢ ـ الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلد ٢ ) : ٢٢١.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ] ، وانظر : روضات الجنّات ٦ : ١٥٤ ، ١٥٥.

٤ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٥ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٦ ـ البحار ١ : ٧.

٧ ـ البحار ١ : ٢٧.

٨ ـ رياض العلماء ٥ : ١٧٨.

٣٨٨

والمحاسن ) ويظهر منه أنّ ( العيون ) و ( الفصول منه ) متعدّدان وكلاهما للشيخ المفيد ، وأمّا كتاب ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) فهو للسيّد الشريف المرتضى علم الهدى وهو موجود الآن كما يأتي ، وكان عند محمّد باقر المجلسي أيضاً ، وينقل عنه في البحار ، وإن عبّر عنه في مفتتحه بـ ( كتاب العيون والمحاسن المعروف بالفصول ) وعدّه من كتب المفيد ، وأمّا نفس ( العيون والمحاسن ) للشيخ المفيد فهو موجود أيضاً ، ثمّ ذكر وجود نسخ له ومواصفاتها(١) .

ولكن أقول : إنّ ما ذكره من مواصفات النسخ وأوّلها ينطبق على المطبوع من كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد وهو ليس له ، بل لأحد قدماء الشيعة(٢) ، فلاحظ.

وقال الطهراني تحت عنوان ( الفصول من العيون والمحاسن ) : عدّه النجاشي في فهرست كتبه بعد ذكره ( العيون والمحاسن ) ، فيظهر منه أنّ الشيخ المفيد لمّا كتب ( العيون والمحاسن ) الموجود اليوم كتب ( الفصول المختارة ) منه ، ولا أعلم وجوده اليوم ، لكن مرّ أنّ ( الفصول المختارة ) من العيون للسيّد المرتضى موجود فعلاً.(٣)

ولكن قد نبّهنا قبل قليل أنّ ما ذكر من أنّه العيون والمحاسن هو الاختصاص ، ومنه يظهر أن لا وجود لنسخة معروفة لـ ( العيون والمحاسن ) اليوم. ومن ثمّ قال تحت عنوان ( الفصول المختارة ) من ( العيون والمحاسن ) تأليف الشيخ المفيد : اختاره السيّد المرتضى علم الهدى أبو القاسم علي بن الحسين ( ت ٤٣٦ ) صرّح به في ( المفتتحة )(٤) .

____________

١ ـ الذريعة ١٥ : ٣٨٦ [ ٢٣٩٤ ].

٢ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (٩) ، المقالة الرابعة.

٣ ـ الذريعة ١٦ : ٣٤٥ [ ٩٧٣ ].

٤ ـ الذريعة ١٦ : ٢٤٤ [ ٩٧٠ ].

٣٨٩

وفي المفتتح بعد الحمد والصلاة على محمّد وآله ، هكذا : سألت ـ أيّدك الله ـ أن أجمع لك فصولاً من كلام شيخنا ومولانا المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان في المجالس ، ونكتاً من كتابه المعروف بـ ( العيون والمحاسن ) لتستريح إلى قراءته في سفرك(١) ، ثمّ ينقل في كلّ الكتاب عن شيخه المفيد.

ومن ذلك قال العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي : وكلّ هذا ، بل الكتاب بأسره يدلّ بوضوح على أمرين :

الأمر الأوّل : إنّ مادّة الكتاب كلّها من الشيخ المفيد.

الأمر الثاني : إنّ الانتقاء والجمع والتأليف للشريف المرتضى دون المفيد(٢) .

وكذلك عدّه صاحب الرياض ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) من كتب الشريف المرتضى ، قال الأفندي : كتاب الفصول الذي استخرجه من كتاب العيون والمحاسن تأليف أُستاذه الشيخ المفيد ، وهو الآن معروف ، وإن قال الأُستاذ الاستناد دام ظلّه في البحار بأنّه عين المحاسن والعيون ، حيث قال في طيّ كتب المفيد : وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول ، أقول : ويدلّ على ما قلناه ، أمّا أوّلا : فشهادة أوّل كتاب الفصول ، بل إلى آخره أيضاً بما ذكرناه ، بل أكثر صدر مطالبه يشهد بما قلناه ، وأمّا ثانياً : فلأنّ سبط الشيخ علي الكركي العاملي في رسالة رفع البدعة في حلّ المتعة ينقل عن هذين الكتابين ، قال هكذا : قال شيخنا المفيد في العيون وسيّدنا المرتضى في الفصول المختارة ، وقال فيها في موضع آخر : ومن الفصول التي اختارها سيّدنا الإمام الرحلة مربّي العلماء ذو الحسبين الشريف المرتضى علم

____________

١ ـ الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٢ ) : مفتتح الكتاب.

٢ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) : ٢٦٩.

٣٩٠

الهدى من كتاب المجالس وكتاب العيون والمحاسن لشيخنا المفيد ، إلى غير ذلك من أقواله الدالّة على المغايرة ، وأمّا ثالثاً فلأنّ ، ولم يكمل الدليل الثالث.

ثمّ قال : وقد رأيت نسخة عتيقة منه في بلدة أردبيل قوبلت بنسخة الأصل ، وقد قرأها بعض العلماء على بعض الفضلاء وعليها خطّه ، نعم عبارة ابن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة المفيد يعطي ذلك ، حيث قال في تعداد كتب المفيد ( رحمه الله ) ، هكذا : ( الفصول من العيون والمحاسن ) ، وكذا عبارة النجاشي في رجاله ، لكن الذي ظهر من ديباجة بعض نسخ الفصول صريحاً أنّ الفصول من مؤلّفات السيّد المرتضى ، والعجب أنّ أصحاب الرجال لم ينسبوا إلى المرتضى كتاب الفصول أصلا ، ولا هو مذكور في إجازته ( رضي الله عنه ) للبصروي.

وقد صرّح بالمغايرة بين الفصول وبين العيون والمحاسن ، وأنّ الفصول للسيّد والعيون للمفيد جماعة ، منهم : السيّد حسين المجتهد في كتاب دفع المناواة عن التفضيل والمساواة(١) .

وأيضاً ، قال العلاّمة الطباطبائي : على أنَّهم لم يعدّوا كتاب الفصول المختارة في مصنّفات الشريف المرتضى في ترجمته لا الطوسي ولا النجاشي ولا ابن شهر آشوب!

فهل إنّهم رأوا أنّ نسبة الفصول المختارة إلى الشيخ المفيد أولى من نسبته إلى الشريف المرتضى؟ أو أنّ الشيخ المفيد أيضاً كان له كتاب الفصول من العيون والمحاسن وهو مفقود وهو غير الفصول المختارة للشريف المرتضى؟ فأمّا شيخنا صاحب الذريعة ( رحمه الله ) فإنّه يراهما كتابين متغايرين ، ذكر كلاًّ منهما على حده منسوباً إلى مؤلّفه في ج ١٦ ص ٢٤٤ و ص ٢٤٥(٢) .

____________

١ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٩ ، وإجازة البصروي موجودة في رياض العلماء ٤ : ٣٥.

٢ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) : ٢٧٠.

٣٩١

ونحن أيضاً نرى أنّ نسبته للمفيد أولى ، فكلّ ما فيه اختيارات اختارها الشريف المرتضى من كتابي المفيد المجالس والعيون والمحاسن ، كما صرّح به نفسه في أوّله.

ثمّ إنّ السيّد إعجاز حسين الكنتوري ( ت ١٢٨٦ هـ ) ، قال : الفصول المنتخبة من كتاب المجالس وكتاب العيون والمحاسن للسيّد المرتضى علم الهدى ، انتخبها من الكتابين المذكورين وهما لأُستاذه الشيخ المفيد ، وتعرف هذه الفصول الآن بمجالس الشيخ المفيد(١) .

وفي كلامه نظر من جهة عنوان الكتاب فهو كما عرفت ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) ، ومن جهة كونه معروفاً الآن بمجالس الشيخ المفيد ; فإنّه لا يعرف الآن إلاّ باسمه الآنف ، وهو غير المجالس للمفيد أيضاً ، فهما كتابان لا كتاب واحد.

وأمّا نسخه فكثيرة ، ذكر بعضها العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة(٢) ، وأضاف إليها العلاّمة الطباطبائي عدداً آخر مع ذكره لطبعاته في مقالته حول مصنّفات الشيخ المفيد(٣) .

____________

١ ـ كشف الحجب والأستار : ٤٠٢ [ ٢٢٢١ ].

٢ ـ الذريعة ١٦ : ٢٤٤ [ ٩٧٠ ].

٣ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ، رقم (١) : ٢٧٠.

٣٩٢

(٤٢) كتاب : المسائل الصاغانيّة (١)

الحديث :

في معرض ردّه على أحد شيوخ الحنفيّة تعرّض لمذهب الإماميّة بالتشنيع في عدّة مسائل ، منها ما ذكره من قولهم : إنّ زواج المتعة لا يحلّل الزوجة البائن ، فيقول هذا الشيخ : وقد قرأتُ بذلك خبر أسندوه إلى بعض الطالبيين ـ وهو جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ـ وعليه يعتمدون في ما يذهبون إليه في الأحكام المخالفة لجميع الفقهاء ، فأجابه المفيد ، ثمّ قال : بأنّا نعتمد على الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) في الأحكام ، فإنّه ديننا الذي نتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ ; إذ كان الإمام المعصوم المنصوص عليه من قبل الله عزّ وجلّ المأمور بطاعته جميع الأنام ، مع كونه من سادة العترة الذين خلّفهم نبيّنا ( عليه السلام ) فينا ، وأخبرنا بأنّهم لا يفارقون كتاب الله جلّ اسمه حكماً ووجوداً ، حتّى يردا عليه الحوض يوم المعاد(٢) .

أقول : من الواضح أنّ كلامه الأخير إشارة صريحة لحديث الثقلين.

كتاب المسائل الصاغانيّة :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٣) ، والشيخ

____________

١ ـ سمّيت بذلك ; لأنّ المسائل وردت للشيخ من ناحية بلدة تسمّى صاغان.

٢ ـ المسائل الصاغانيّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٣ ) : ٥٠ ـ ٥٣.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٣٩٣

الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(١) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٢) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( جوابات المسائل الصاغانيّات ) وقد تخفّف فيقال له الصاغانيّات ، وهي عشر مسائل وردت من صاغان(٣) ، شنّع فيها بعض متفقّهة أهل العراق على الشيعة ، ثمّ قال : نسخة منه كانت في مكتبة شيخنا شيخ الشريعة الإصفهاني في النجف ، وعنها استنسخ بخطّه الميرزا محمّد الطهراني لمكتبته بسامرّاء(٤) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٢ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٣ ـ تطلق على مكانين : قرية من قرى مرو ، ومنطقة بما وراء النهر ، وقد ذكر السيّد المحقّق محمّد القاضي في مقدّمة الكتاب عدّة قرائن على أنّ المراد هو الأوّل.

٤ ـ الذريعة ٥ : ٢٢٥ [ ١٠٨٣ ] ، وانظر أيضاً : مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) : ٢٧٧.

٣٩٤

(٤٣) كتاب : المسائل الجاروديّة (١)

الحديث :

الأوّل : ما نقله المفيد عن الجاروديّة بأنّ حجّتهم على اختصاص الحسن والحسين وأولادهما بالإمامة(٢) هي :

قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قالت الإماميّة : هذا الخبر بأن يكون حجّة لمن جعل الإمامة في جميع بني هاشم أولى(٣) .

الثاني : في ردّ المفيد على شبهتهم القائلة : لماذا لا يكون حديث الثقلين شاملا لجميع بني هاشم من دون اختصاصه بولد الحسين بعده؟ فقال : نحن وإن احتججنا بقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » في إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن بعده من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، فإنّا نرجع فيه إلى معناه المعلوم بالاعتبار ، وهو أنّ عترة الرجل كبار أهله وأجلّهم وخاصّتهم في الفضل لبابهم(٤) .

____________

١ ـ فرقة من الزيديّة نسبوا إلى زياد بن منذر أبي الجارود.

٢ ـ وهذه أحد شبهاتهم ، وسيأتي الكلام عليها لاحقاً.

٣ ـ المسائل الجاروديّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٧ ) : ٣٩.

٤ ـ المسائل الجاروديّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٧ ) : ٤.

٣٩٥

كتاب المسائل الجاروديّة :

ذكر النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله كتابين بعنوان ( المسائل على الزيديّة ) و ( مسائل الزيديّة )(١) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : المسائل الزيديّة كذا عبّر النجاشي ، والحقيق بها التعبير « بالمسائل الجاروديّة » لا مطلق الزيديّة ، حيث إنّ السؤالات مقتصر عليهم والبحث معهم خاصّة ، ثمّ قال : وهو موجود في خزانة كتب مولانا الميرزا محمّد الطهراني بسامرّاء والشيخ عبد الحسن الحلّي النجفي(٢) .

وقال السيّد العلاّمة المحقّق عبد العزيز الطباطبائي : وقد جزم شيخنا ( رحمه الله ) في الذريعة بأنّ المسائل الجاروديّة هو مسائل الزيديّة ، ثمّ قال : أقول : ولعلّ ذلك لأنّ الزيديّة أكثرهم جارودية ، ولعلّهم في عصر الشيخ المفيد كانوا كلّهم جارودية ، كما حكي عن نشوان الحميري : ليس باليمن من فرق الزيديّة غير الجاروديّة(٣) .

وقال السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي : والظاهر أنّ فرق الزيديّة الأُخَر ـ غير الجاروديّة ـ لا وجود لها ، قال الحميري : وليس باليمن من فرق الزيديّة غير الجاروديّة ، وذكر لي السيّد أحمد حجر من كبار علماء الزيديّة بصنعاء اليمن أنّ من لم يكن جاروديّاً فليس بزيديّ ، ولعلّ هذه الحقيقة كانت سائدة منذ زمن الشيخ المفيد حيث وجّه الكلام في هذه

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٢ ـ الذريعة ٢٠ : ٣٥١ [ ٣٣٦٨ ].

٣ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة الأُولى : ٢٧٤ ، تأليف السيّد عبد العزيز الطباطبائي.

٣٩٦

الرسالة إلى خصوص الجاروديّة دون غيرهم من فرق الزيديّة(١) .

وقد ذكر السيّد عبد العزيز الطباطبائي عدّة نسخ لهذه المسائل وعدد طبعاتها.

____________

١ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة الرابعة : ٢٦٢ ، تأليف السيّد الجلالي.

٣٩٧
٣٩٨

(٤٤) كتاب : العمدة (١)

الحديث :

قال ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في الطرائف :

قال عبد المحمود(٢) : وقد وقفت على كتاب اسمه كتاب العمدة في الأُصول اسم مصنّفه محمّد بن محمّد بن النعمان ويلقّب بالمفيد ، قد أورد فيه الاحتجاج على صحّة الإمامة بحديث نبيّهم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، وهذا لفظه : لا يكون شيء أبلغ من قول القائل : قد تركت فيكم فلاناً ، كما يقول الأمير إذا خرج من بلده واستخلف من يقوم مقامه ، وإنّهم لا يفارقون الكتاب ولا يتعدّون الحكم بالصواب ، هذا لفظه في المعنى(٣) .

وسيأتي في كتاب الطرائف لابن طاووس.

كتاب العمدة في الأُصول :

لم تصل إلينا نسخة من هذا الكتاب ، ولكن ذكر السيّد ابن طاووس أنّه وقف عليه ، وقال : وقد وقفت على كتاب اسمه العمدة في الأُصول اسم مصنّفه محمّد بن محمّد بن النعمان ويلقّب بالمفيد(٤) .

____________

١ ـ كتاب العمدة مفقود وما أوردناه عنه نقله ابن طاووس في الطرائف.

٢ ـ سمّى السيّد ابن طاووس نفسه في الطرائف ( عبد المحمود ) تقيّة.

٣ ـ الطرائف ١ : ١٧١.

٤ ـ الطرائف ١ : ١٧١.

٣٩٩

ولم يذكر مثل هكذا كتاب في مصنّفات الشيخ المفيد ، ولكن النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ذكر عند عدّه لكتب المفيد كتاب العمد في الإمامة(١) .

وحكم العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) باتّحادهما ، وقال : كتاب العمد في الإمامة للشيخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي المفيد المتوفّى ٤١٣ ذكره النجاشي ، ولكن قال السيّد ابن طاووس في ( الطرائف ) عند حكايته الكتاب : إنّ اسمه ( العمدة )(٢) .

وعلّق عليه العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي بقوله : إلاّ أنّ احتمال تغايرهما باق لم يدفعه دليل ، فيكون العمدة في الأُصول الاعتقاديّة الخمسة ومنها الإمامة ، والعمدة خاصّاً بالإمامة(٣) .

أقول : الاحتمال باق ، والظاهر من عبارة السيّد أنّه رجّح التغاير ، ولكن لو تأمّلنا ما نقله السيّد ابن طاووس من مورد متعلّق بالإمامة ـ وهو ما نقلناه هنا ـ وما عنونه النجاشي للكتاب ، يقرب احتمال الاتّحاد ، فلعلّ اسم الكتاب ( العمد ) أو ( العمدة ) وأمّا ما بعده من قول النجاشي ( في الإمامة ) وقول ابن طاووس ( في الأُصول ) من كلامهما لتعريف محتوى الكتاب كلاًّ حسب وجهة نظره.

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٤٠٢ [ ١٠٦٧ ].

٢ ـ الذريعة ١٥ : ٣٣٣ [ ٢١٥٣ ].

٣ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد / المقالات والرسالات (١) : ٣٤١ [ ١٣٨ ] ، القسم الثاني.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479