حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ٢

حياة الإمام الرضا (عليه السلام)15%

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصفحات: 375

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 375 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 204587 / تحميل: 8464
الحجم الحجم الحجم
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

حياة الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام

دراسة وتحليل

الجزء الثاني

باقر شريف القرشي

منشورات سعيد بن جبير

٤

٥

بسم الله الرحمن الرحيم

( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ).

صدق الله العليّ العظيم

القرآن الكريم   

٦

٧

تقديم

(١)

في سيرة الإمام الرضاعليه‌السلام ملتقى أصيل للمثل العليا، والقيم الكريمة التي يعتز بها هذا الكائن الحي من بني الإنسان. ولعلّ الجانب الروحي من أظهر مميزاته وسماته، فقد انقطع إلى الله تعالى انقطاعاً كاملاً حتى تفاعل حبّه مع جميع ذاتياته وعناصره، وقد أثّرت روحانيته على الزاهد المعروف بـ‍ (معروف الكرخي ) الذي كان من أعبد أهل زمانه فقد كانت هدايته، ونكرانه لذاته، وانصرافه عن ملاذ حياته على يد الإمامعليه‌السلام ، فقد رأى صرحاً من القداسة والطهر فتكهرب به، وانجذب إليه، وسار على هديه في التجرّد عن الدنيا، والإقبال على الخالق العظيم.

(٢)

لقد كانت قيم الإمام العظيم مضرب المثل، في عصره، واستوعبت جميع لغات العصر، فقد شاعت مواهبه وعبقرياته، واحتفاف العلماء والرواة به، وهم ينتهلون من نمير علومه، ويسجّلون ما يفتي به، وما يدلي به من روائع الحكم والآداب... وقد تحدثت الأندية والمجالس عن روعة دفاعه عن الفكر الإسلامي؛ وذلك في مناظراته القيّمة، واحتجاجاته الصارمة على العلماء والفلاسفة من مختلف المذاهب والأديان، وقد خاض القسم الأوفر منها في البلاط العباسي في (خراسان )، وقد ذكرنا نماذج منها في الحلقة الأُولى من هذا الكتاب.

(٣)

ولم يعرف السلك الدبلوماسي في العصر الأموي والعباسي مثل المأمون في

٨

صياغته للمخططات السياسية، والتغلّب على مجريات الأحداث مهما كانت غامضة ومعقّدة، فقد أحاطت به أزمات خطيرة وحرجة جداً، كادت أن تقضي على حكومته، وتلفّ لواءها، وكان من أبرزها شيوع الفتن والثورات الشعبية في معظم أرجاء العالم الإسلامي التي سئمت من الحكم العباسي، بالإضافة إلى صراعه المسلّح مع أخيه الأمين، وقتله له، وقد تخلّص من هذه الأحداث بمهارة فائقة فأجبر الإمام الرضاعليه‌السلام على قبول ولاية العهد التي هي أسمى مركز في الدولة العباسية بعد الخلافة، وضرب السكّة الرسمية باسمه، وأخذت وسائل إعلامه تذيع بين المسلمين فضل المأمون وما أسداه من الإحسان إلى أهل البيتعليهم‌السلام ، فقد رشّح سيّدهم وإمامهم لهذا المنصب الخطير، ونقل بذلك الخلافة من بني العباس إلى السادة العلويين الذين هم دعاة العدل الاجتماعي والعدل السياسي في الإسلام، وقد أُخمدت بهذه الخديعة نيران الحروب، وقضي على وسائل الفتن والتمرّد على حكومته.

(٤)

وكان الإمام الرضاعليه‌السلام على علم - لا يخامره شك - بنوايا المأمون وزيف ما أظهره من الولاء الكاذب للأُسرة العلوية، وأنّه يضمر له بالذات خلاف ما يظهره، وأنّه يبغي له الغوائل، ويكيده في غلس الليل وفي وضح النهار، فلم يشتركعليه‌السلام مع جهاز حكومته، ولم يبد أي نشاط أو تجاوب بأي عمل من أعمال الدولة، فقد تجرّد تجرّداً تامّاً عن جميع شؤونها، ولم يبق له سوى الاسم أنّه: ولي عهد المأمون. ويلقي هذا الكتاب الأضواء على هذه الجوانب، وما ألمّ بها من أحداث.

(٥)

وقد ألمحنا في تقديم الجزء إلى بحوث هذا الكتاب ومحتوياته بجزأيه، وإنّما كرّرنا ذكر بعضها في هذا التقديم نظراً لأهمّيتها، وبعد نظر القرّاء إليها، سائلين من الله تعالى أن يحشرنا يوم نلقاه في زمرة العارفين بفضل أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، اّنه تعالى وليّ القصد والتوفيق.

النجف الأشرف / المؤلِّف باقر شريف القرشي

٩

علل الأحكام وغيرها

وأجمعت العدلية من الشيعة والمعتزلة على أنّ كل حكم صادر من الشارع المقدّس لم يكن عفوياً مطلقاً، وإنّما كان منوطاً بمصلحة شاملة للفرد والمجتمع تعود عليهم بالخير العميم، سواء أكان ذلك الحكم واجباً أم مندوباً، وكذلك إذا كان الحكم محرّماً أم مكروهاً، فإنّه يشتمل على مفسدة ملزمة أو غير ملزمة تعود بالضرر الجسيم على الإنسان، وأنّ من المستحيل أن يصدر حكم من الشارع العظيم خالياً من المصالح أو فيه من المفاسد، فإنّ ذلك يستلزم الطعن في حكمة الشارع، كما يستلزم لغوية التشريع، وعدم فائدته. وخالفت في ذلك الأشاعرة فزعمت أنّ أحكام الشارع كلّها عفوية ومجرّدة عن الحكم والمصالح وهذا الرأي بادي الوهن يترتّب عليه كثير من اللوازم الفاسدة ذكرتها مصادر علم الكلام.

وعلى أي حال فقد أعلن الإمام الرضاعليه‌السلام عن ضرورة اشتمال الأحكام الشرعية على المصالح في جانب الواجبات والمفاسد في جهة المحرمات، وقد أدلى بذلك في تقديم أجوبته عن علل بعض الأحكام التي سأله عنها الفضل بن شاذان، قالعليه‌السلام : (إن سأل سائل هل يجوز أن يكلف الحكيم عبده فعلاً من الأفعال لغير علّة ولا معنى؟ قيل له: يجوز ذلك لأنّه حكيم غير عابث ولا جاهل. فإن قال قائل: فأخبرني لِم كلّف الخلق؟ قيل لعلل كثيرة. فإن قال فأخبرني عن تلك العلل

١٠

معروفة موجودة هي أم غير معروفة ولا موجودة قيل: بل هي معروفة موجودة عند أهلها(١) .

وعلى أي حال فقد شاعت في عصر الإمام تساؤلات كثيرة عن علل بعض البحوث الكلامية كما شاعت تساؤلات أخرى عن الحكمة في تشريع بعض الأحكام الشرعية، وهناك تساؤلات أخرى عن أحوال الأنبياء وشؤون الأمم الماضية، وقد عُرضت على الإمام الرضاعليه‌السلام فأجاب عنها وقد عرض عليه كوكبة منها محمد بن سنان كما سمع الفضل بن شاذان جملة منها من الإمامعليه‌السلام وفيما يلي عرض لها:

المسائل الكلامية:

أمّا المسائل الكلامية التي ذكر عللها الإمامعليه‌السلام فهي:

أ - الحكمة في أمر الخلق بالإقرار بالله:

وأدلى الإمامعليه‌السلام بالحكم الوثيقة التي من أجلها وجب على العباد الإقرار بالله تعالى، وبرسله وبما جاء من عنده، قالعليه‌السلام : (فإن قال قائل: لِم أمر الخلق بالإقرار بالله، وبرسوله، وحجّته وبما جاء من عند الله عزّ وجل؟...

وأجاب الإمام بما يلي:

قيل: لعلل كثيرة منها: إنّ مَن لم يقر بالله عزّ وجل ولم يجتنب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكبائر ولم يراقب أحداً فيما يشتهي، ويستلذ من الفساد والظلم، وإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ووثوب بعضهم على بعض فغصبوا الفروج والأموال وأباحوا الدماء والنساء وقتل بعضهم بعضاً من غير حق ولا جرم فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل.

ومنها: أنّ الله عزّ وجل حكيم ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلاّ الذي يحظر الفساد ويأمر بالصلاح ويزجر عن الظلم وينهى عن الفواحش، ولا يكون حظر الفساد والأمر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلاّ بعد الإقرار بالله عزّ وجل ومعرفة الآمر والناهي.

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ٩٩.

١١

ولو ترك الناس بغير إقرار بالله عزّ وجل ولا معرفته لم يثبت أمر بصلاح ولا نهي عن فساد؛ إذ لا آمر ولا ناهي، ومنها إنّا وجدنا الخلق قد يفسدون بأمور باطنة مستورة فلولا الإقرار بالله وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحداً في ترك المعصية وانتهاك حرمة وارتكاب كبيرة إذا كان فعله مستوراً عن الخلق غير مراقب لأحد فكان يكون في ذلك خلاف الخلق أجمعين فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم إلاّ بالإقرار منهم بعليم خبير يعلم السر وأخفى آمر بالصلاح ناه عن الفساد لا تخفى عليه خافية ليكون في ذلك انزجار لهم عمّا يخلون به من أنواع الفساد(١) .

إنّ أوثق عملية لاستئصال الجريمة وإقصائها عن الفرد والمجتمع، وتطهير الأرض من الذنوب والآثام، هو غرس الإيمان بالله تعالى في أعماق النفوس ودخائل القلوب والاعتقاد بأنّه تعالى بالمرصاد لكل مَن يقترف جريمة وإثماً في حق نفسه ومجتمعه، وأنّه سيعاقبه بأقسى ألوان العقاب عليها.

ومن الطبيعي أنّ الإنسان بمقتضى حبه لذاته، وسعيه لطلب الخير له، سوف يمتنع من اقتراف أي ذنب يؤدّي إلى هلاكه وشقائه.

لقد ازدادت الجرائم في هذه العصور وازدادت العمليات الإرهابية كقتل الأبرياء واختطاف الطائرات وما شابه ذلك من الجرائم والموبقات؛ وذلك مسبب عن ضعف الإيمان بالله وقلّة الوازع الديني في النفوس.

إنّ الإيمان بالله تعالى تبتنى عليه قوى الخير والسلام في الأرض، وأنّه أوثق طريق لإشاعة العدل والأمن والرخاء بين الناس، وبقلّة الإيمان وانعدامه ستزداد محنة الإنسان وشقاؤه وبلاؤه.

ب - بالإقرار لله بالوحدانية:

قالعليه‌السلام : فإن قال قائل: فلِمَ أوجب عليهم الإقرار والمعرفة بأنّ الله واحد أحد؟.

قيل لعلل منها: أنّه لو لم يجب عليهم الإقرار والمعرفة لجاز أن يتوهّموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره؛ لأنّ كل

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٠٠.

١٢

إنسان منهم كان لا يدري لأنّه إنّما يعبد غير الذي خلقه ويطيع غير الذي أمره فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهي ناهٍ إذا لا يعرف الآمر بعينه ولا الناهي من غيره.

ومنها أنّه لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بأن يُعبد ويُطاع من الآخر وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن لا يطاع الله، وفي إجازة أن لا يطاع الله كفر بالله وبجميع كتبه ورسله، وإثبات كل باطل وترك كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة.

وإباحة كل فساد وإبطال كل حق. ومنها أنّه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أن يدعي أنّه ذلك الآخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه ويصرف العباد إلى نفسه فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق...(١) .

وحكى هذا المقطع ضرورة الإيمان بوحدانية الله تعالى واستحالة وجود شريك له، وقد أدلى الإمامعليه‌السلام بأدلته الرائعة على ذلك، وأنّه يلزم من وجود شريك لله تعالى اختلال النظام وفساد الكون وانعدام التوازن في هذه العوالم.

ج - الله ليس كمثله شيء:

قالعليه‌السلام : (فإن قال قائل: فلم أوجب عليهم الإقرار بالله بأنّه ليس كمثله شيء؟

قيل: لعلل منها: أن لا يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره غير مشتبه عليهم أمر ربّهم وصانعهم ورازقهم، ومنها أنّهم لو لا يعلموا أنّه ليس كمثله شيء لم يدروا لعلّ ربّهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران، إذا كان جائزاً أن يكون عليهم مشتبه وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى إليهم من أخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها، ومنها: أنّه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أن ليس كمثله شيء لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٠٢.

١٣

والتغيير والزوال والفناء والكذب والاعتداء ومَن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه، ولم يوثق بعدله ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبية...)(١) .

ذكر الإمامعليه‌السلام في هذه المقطع العلل الوثيقة التي توجب على العباد الإيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء ولا شبيه له؛ إذ لو كان له مثل لجرى عليه تعالى ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والفناء وغير ذلك وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبية.

د - العلّة في تكليف العباد:

قالعليه‌السلام : (فإن قال قائل: لم أمر الله تعالى العباد ونهاهم؟

قيل: لأنّه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلاّ بالأمر، والنهي والمنع من الفساد والتغاصب...)(٢) .

أفاد الإمامعليه‌السلام أنّ العلّة في التكاليف الشرعية من الواجبات والمحرمات هي بقاء الإنسان واستمرار وجوده ففيهاً صلاحه والمحافظة على أمنه ومصالحه وسعادته وفي تركها شقاؤه وهلاكه.

ه‍ـ - العلّة في معرفة الرسل:

قالعليه‌السلام : (فإن قال قائل: فلم أوجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم والإذعان لهم بالطاعة؟

قيل: لأنّه لما أن لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم وكان الصانع متعالياً عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهراً لم يكن بد لهم من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدي إليهم امره ونهيه وأدبه ويقفهم على ما يكون به اجترار منافعهم ومضارهم فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته، لم يكن لهم في مجيء الرسول منفعة ولا سد حاجة ولكان إتيانه عبثاً لغير منفعة ولا صلاح وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شيء...).

وحكى هذا المقطع الأسباب الموجبة لمعرفة الرسل والإقرار بنبوتهم وضرورة تصديقهم وإلاّ كانت معرفتهم عبثاً ولغواً.

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٠٣

١٤

و - الحكمة في إطاعة أولي الأمر:

قالعليه‌السلام : (فإن قال قائل: لهم جعل أولي الامر وأمر بطاعتهم؟

قيل: لعلل كثيرة منها ان الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلاّ بأن يجعل فيه أميناً يمنعهم من التعدّي والدخول فيما حظر عليهم لأنّه لو لم يكن ذلك لكان أحد لا يترك لذّته ومنفعته لفساد غيره فجعل عليهم فيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام.

ومنها إنّا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلاّ بقيّم ورئيس ولما لا بد لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق ممّا يعلم أنّه لا بد له منه ولا قوام إلاّ به فيقاتلون به عدوّهم ويقسمون فيئهم ويقيم لهم جمعهم وجماعتهم ويمنع ظالمهم من مظلومهم.

ومنها: أنّه لو لم يجعل لهم إماماً قيماً أميناً حافظاً مستودعاً لدرست الملّة وذهب الدين، وغيّرت السنن والأحكام، ولزاد فيه المبتدعون، ونقص منه الملحدون وشبهوا ذلك على المسلمين؛ لأنّا وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اختلافهم واختلاف أهوائهم وتشتت أنحائهم فلو لم يجعل لهم قيماً حافظاً لما جاء به الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لفسدوا على نحو ما بينا وغيرت الشرايع والسنن والأحكام والإيمان، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين)(١) .

وتحدث الإمامعليه‌السلام في هذا المقطع عن ضرورة الإمامة، وأنّها عنصر أساس لإقامة الحياة الإسلامية وإقامة حدود الله تعالى وأحكامه وقد أقام الإمام على ذلك المزيد من العلل والأسباب.

ز - الإمامة من نسل النبي:

قالعليه‌السلام فإن قال قائل: فلم لا يجوز أن يكون الإمام من غير جنس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قيل: لعلل منها أنّه لما كان الإمام مفترض الطاعة لم يكن بد من دلالة تدل عليه ويتميّز بها من غيره وهي القرابة المشهورة والوصية الظاهرة ليعرف من

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٠٠ - ١٠١.

١٥

غيره ويهتدي إليه بعينه، ومنها أنّه لو جاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول على الرسل إذ جعل أولاد الرسول أتباعاً لأولاد أعدائه كأبي جهل وابن أبي معيط؛ لأنّه قد يجوز بزعمهم أن ينتقل ذلك في أولادهم إذا كانوا مؤمنين فيصير أولاد الرسول تابعين وأولاد أعداء الله وأعداء رسوله متبوعين؛ فكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق.

ومنها: أنّ الخلق إذا أقرّوا للرسول بالرسالة وأذعنوا بالطاعة لم يتكبر أحد منهم أن يتبع ولده ويطيع ذرّيّته، ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس وإذا كان ذلك في غير جنس الرسول كان كل واحد منهم في نفسه انهم أولى به من غيره ودخلهم من ذلك الكبر ولم تسخ أنفسهم بالطاعة لـمَن هو عندهم دونهم فكان ذلك داعية إلى الفساد والنفاق والاختلاف(١) .

لقد أقام الإمامعليه‌السلام هذه التعاليل الوثيقة على ضرورة كون الإمام من نسل النبي ومن ذرّيّته فإنّه أدعى لشمل الأمة وجمع الكلمة واجتنابها من ويلات التفرقة والاختلاف، كما حدث ذلك حينما أقصيت العترة الطاهرة عن مراكز الحكم والمسؤولية فاختلفت الأمة وشاعت فيها الأهواء وسادت فيها الفتن والعداوات وكان ذلك من أعظم ما مُنيت به الأمة من الكوارث والخطوب.

علل الأحكام الشرعية:

وأدلى الإمام الرضاعليه‌السلام بكثير من علل الأحكام الشرعية وأسباب تشريعها؛ وذلك فيما كتبه من أجوبة لأسئلة محمد بن سنان، وما نقله عنه الفضل بن شاذان، وتعتبر هذه البحوث من أروع البحوث وأكثرها فائدة؛ لأنّها تلقي الأضواء على الأسباب الوثيقة التي من أجلها قنّن الشارع العظيم أحكامه المقدسة وفيما يلي ذلك:

غسل الجنابة:

وتحدث الإمام عن الأسباب التي دعت الشارع إلى إلزامه بالغسل من الجنابة قالعليه‌السلام : (علّة غسل الجنابة: النظافة وتطهير الإنسان نفسه ممّا أصاب من أذاه

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ١٠٢.

١٦

وتطهير سائر جسده؛ لأنّ الجنابة خارجة من كل جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كلّه)(١) .

وبيّن الإمامعليه‌السلام الغايات السامية التي من أجلها شرع الإسلام غسل الجنابة وهي:

أ - النظافة:

وعني الإسلام عناية بالغة بالنظافة واعتبرها من الإيمان؛ لأنّها من أحدث الوسائل في الوقاية من الأمراض التي تنشأ معظمها من الأوساخ والقذارة، والغسل من أظهر وسائل الطهارة والنظافة للجسم.

ب - إعادة الحيوية للجسم:

إنّ الجنابة توجب نحول الجسم وذبوله والغسل يعيد للبدن نشاطه وحيويته وقد أكّدت ذلك البحوث الطبيّة الحديثة.

غسل العيدين والجمعة:

قالعليه‌السلام فيما أجاب به عن أسئلة محمد بن سنان: (وعلّة غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الأغسال لما فيه من تعظيم العبد ربّه، واستقباله الكريم الجليل وطلب المغفرة لذنوبه وليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله تعالى فجعل فيه الغسل تعظيما لذلك اليوم وتفضيلا له على سائر الأيام وزيادة في النوافل والعبادة، ولتكون تلك طهارة له من الجمعة إلى الجمعة(٢) ...).

ويستحب الغسل يوم عيد الأضحى وعيد الفطر ويوم الجمعة وغيرها من المناسبات الدينية كيوم (عيد الغدير ) وزيارة مراقد الأئمة الطاهرينعليهم‌السلام وغير ذلك ممّا ذكره الفقهاء وقد عرض الإمامعليه‌السلام إلى الحكمة في تشريع الغسل في هذه الموارد وهي:

١ - تعظيم الإنسان لخالقه العظيم وطلب العفو والمغفرة منه تعالى.

٢ - تعظيم الأعياد وتحفيز المسلمين إلى الاجتماع والتآلف فيما بينهم.

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ٨٨.

(٢) عيون أخبار الرضا ٢ / ٨٨ - ٨٩.

١٧

٣ - تفضيل تلك الأيام على غيرها من أيام السنة لوقوع هذه المناسبة العظيمة فيها.

٤ - زيادة العبادة وإحياء تلك الأيام بذكر الله تعالى.

٥ - وأمّا الغسل في يوم الجمعة فحكمته أن يكون البدن على طهارة ونظافة من الجمعة إلى الجمعة.

غسل الميت:

وعلّل الإمامعليه‌السلام وجوب غسل الميت بتعليلين:

الأول: قالعليه‌السلام :

وعلّة غسل الميت، أنّه يغسل لأنّه يطهر، وينظف من أدناس أمراضه وما أصابه من صنوف علله؛ لأنّه يلقى الملائكة ويباشر أهل الآخرة، فيستحب إذا ورد على الله، ولقي أهل الطهارة، ويماسونه ويماسهم أن يكون طاهراً نظيفاً موجهاً به إلى الله ليطلب به ويشفع له...

الثاني: قالعليه‌السلام : وعلّة أخرى أنّه يخرج منه المني الذي منه خلق فيجنب فيكون غسله له...(١) .

وعني الإسلام عناية بالغة بأموات المسلمين، وقد دعا المسلمين إلى تشييعهم ومواساة أهلهم بمصابهم، وأوجب على المسلمين وجوباً كفائياً تغسيلهم والصلاة عليهم ومواراتهم، وقد علّل الإمامعليه‌السلام لزوم تغسيلهم بما يلي:

أ - تطهير الميت من القذارة والجراثيم التي في جسمه من جرّاء مرضه؛ وذلك بغسله بماء السدر والكافور، وهما من معقمات البدن.

ب - إنّ الميت بعد تغسيله يكون طاهراً نظيفاً فإذا كان مؤمناً صافح الملائكة والمؤمنين من أهل الآخرة.

ج - إنّ آخر ما يخرج من الميت هو الحويمن الذي خلق منه، وبهذا يستحق الغسل، وقد أكّدت بعض النظريات الحديثة هذه الجهة وذهبت إلى أنّ الحويمن الذي تكوّن منه الإنسان يبقى حياً ومنه يبعث وينتشر يوم القيامة.

وعلى أيّ حال فإنّ أروع ما قُنّن للأموات من الأحكام هو ما قنّنه الإسلام

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ٨٩.

١٨

لهم من التغسيل والمواراة في الأرض.

غسل مسّ الميت:

قالعليه‌السلام : وعلّة اغتسال من غسله أو مسّه فطهارة لما أصابه من نضح الميت؛ لأنّ الميت إذا خرجت الروح منه بقي أكثر آفته؛ فلذلك يتطهّر منه ويطهر(١) إذا لامس الإنسان الميت بعد برده وجب عليه الغسل وكذلك إذا غسله، وقد علّل الإمامعليه‌السلام وجوب الغسل بأنّ الإنسان بعد موته يكون كتلة من الجراثيم فيجب على مَن لامسه الغسل للتخلّص من الإصابة بها.

عدم وجوب الغسل للبول والغائط:

قالعليه‌السلام : وعلّة التخفيف في البول والغائط لأنّه أكثر وأدوم من الجنابة ففرض فيه بالوضوء لكثرته ومشقّته ومجيئه بغير إرادة منهم ولا شهوة والجنابة لا تكون إلاّ باستلذاذ منهم والإكراه لأنفسهم(٢) .

وعلّل الإمامعليه‌السلام عدم وجوب الغسل للبول والغائط واكتفى فيه بالطهارة للموضعين؛ لأنّ إيجاب الغسل فيه مشقّة شديدة وحرج لا يطاق فلذا رفعه الشارع.

الوضوء:

قالعليه‌السلام : (فإن قال قائل: فلم أمروا بالوضوء وبدئ به؟ قيل له: لأن يكون العبد طاهراً إذا قام بين يدي الجبّار وعند مناجاته له مطيعاً له فيما أمره نقياً من الأدناس والنجاسة، مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس وتزكية للفؤاد بين يدي الجبّار(٣) .

علّل الإمامعليه‌السلام وجوب الوضوء بالمناحي الروحية وهي:

أ - إنّ الوضوء مقدّمة للصلاة وجوهر الصلاة هو الإقبال على الله خالق الكون وواهب الحياة، وعلى المصلّي أن يتخلّص من شواغل الحياة ويتجه بمشاعره

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ٢ / ٨٩.

(٢) عيون أخبار الرضا ٢ /.

(٣) عيون أخبار الرضا ٢ /.

١٩

وعواطفه نحو الله تعالى وكان الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وقف للصلاة ترتعد فرائصه ويصفرّ لونه، وسُئل عن سبب ذلك فقال: إنّه واقف بين يدي ملك جبّار. فالوضوء مقدمة لهذه العبادة العظيمة وهو عبارة عن نظافة الجسم من الأقذار والأدناس وهذا ممّا يناسب عظمة الصلاة.

ب - إنّ الوضوء يطرد الكسل ويذهب النعاس ويهيئ المصلّي للصلاة بنشاط وحيوية.

ج - إنّ في الوضوء تزكية للفؤاد وطهارة للنفس؛ لأنّه مقدمة للوقوف بين يدي الله تعالى.

ويضاف لهذه الفوائد الروحية التي تفضّل بها الإمامعليه‌السلام فإنّ فيه فوائد صحيّة بالغة الأهمية، كان منها: أنّه يقي العيون من الإصابة بالرمد؛ لأنّها تغسل بالماء النظيف عدّة مرات في اليوم.

ومنها غسل الأنف بماء بارد وهو ممّا يقي من الإصابة بالزكام الذي هو مفتاح الأمراض.

ومنها أنّ غسل الوجه واليدين يقيهما من الإصابة بالأمراض الجلدية والالتهابات فقد ذكر في الطب الحديث أنّ كثيراً من (الميكروبات) تصيب الإنسان من طريق اختراق الجلد خصوصاً طفيليات الديدان، ولا شك أنّ الغسل المتكرر للمواضع المكشوفة من بدن الإنسان من أهم طرق الوقاية من الإصابة بها.

ومنها أنّ الجراثيم التي تدخل إلى الفم فإنّما هي من طريق تلويث الأيدي فإذا كانت الأيدي مغسولة نظيفة على الدوام كانت أحسن وقاية من الإصابة بتلك الجراثيم(١) .

أفعال الوضوء:

قالعليه‌السلام فإن قائل: فلم وجب الغسل على الوجه واليدين وجعل المسح على الرأس والرجلين ولم يجعل ذلك غسلاً كلّه أو مسحاً كلّه؟

قيل: لعلل شتّى منها: أنّ العبادة العظمى إنّما هي الركوع والسجود وإنّما

____________________

(١) الإسلام والطب الحديث (ص ٦٢ - ٦٣) للدكتور عبد العزيز.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

الروحاء، فقال آدم: يا ملك الموت، ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل، ألم تسأل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور، ومحاها من عمرك من الذكر؟ قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفرعليه‌السلام : وكان آدم صادقا لم يذكر، قال أبو جعفرعليه‌السلام : فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه ».

[١٥٢٩٧] ٢ - ثقة الاسلام في الكافي: عن أبي علي الأشعري عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عمن ذكره، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « لما عرض على آدم ولده، نظر إلى داود فأعجبه، فزاد خمسين سنة من عمره - وساق ما يقرب منه، وفي آخره فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام - وكان أول صك كتب في الدنيا ».

[١٥٢٩٨] ٣ - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ـ في حديث - أنه قال له ابن شبرمة: ما تقول يا أبا عبد الله، في شئ سألني عنه الأمير فلم يكن عندي فيه شئ؟ فقال: « وما هو؟ » قال: سألني عن أول كتاب كتب في الأرض؟ قال: « نعم، إن الله عز وجل عرض على آدم ذريته - إلى أن قال - فلما انتهى إلى داود، قال: من هذا الذي نبأته وكرمته وقصرت عمره؟ قال: فأوحى الله عز وجل إليه: هذا ابنك داود، وعمره أربعون سنة - إلى أن قال - يا رب إني قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة، قال: فقال الله عز وجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: أكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى، قال: فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم(١) من طينة

__________________

٢ - الكافي ج ٧ ص ٣٧٩.

٣ - الكافي ج ٧ ص ٣٧٨.

(١) في الحجرية: بأجنحة.

٢٦١

عليين، قال: فلما حضرت آدم الوفاة أتاه ملك الموت، فقال: يا ملك الموت، ما جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك، قال: قد بقي من عمري ستون سنة، قال: إنك جعلتها لابنك داود، قال: ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فمن أجل ذلك إذا أخرج الصك على المديون ذل المديون، فقبض روحه ».

[١٥٢٩٩] ٤ - الصدوق في العلل: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام : « إن الله عز وجل عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم » إلى آخر ما مر برواية العياشي.

١٤ -( باب أن من سبق إلى مكان من السوق فهو أحق به إلى الليل، وأنه لا يجوز أخذ كرى السوق غير المملوك)

[١٥٣٠٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « سوق المسلمين كمسجدهم، الرجل أحق بمكانه حتى يقوم منه، أو تغيب الشمس ».

[١٥٣٠١] ٢ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن أحمد بن علي [ عن محمد بن الحسن ](١) ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول الله ( صلى الله عليه

__________________

٤ - علل الشرائع ص ٥٥٣.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨ ح ٢١.

٢ - البحار ج ١٠٤ ص ٢٥٦ ح ١٤، بل عن جامع الأحاديث ص ١٣.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من البحار والمصدر.

٢٦٢

وآله ): سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان فهو أحق به إلى الليل ».

١٥ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور عند دخول السوق)

[١٥٣٠٢] ١ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن عليعليه‌السلام قال: كان يخرج إلى السوق ومعه الدرة، فيقول: « إني أعوذ بك من الفسوق، ومن شر هذا السوق ».

[١٥٣٠٣] ٢ - عبد الله بن يحيى الكاهلي في كتابه: عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا دخلت السوق فقل: لا إله إلا الله عدد ما ينطقون(١) ، تبارك الله أحسن الخالقين، ثلاث مرات، سبحان الله عدد ما يلغون(٢) ، سبحان الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون، تبارك الله رب العالمين ».

[١٥٣٠٤] ٣ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق، فقولوا حين تدخلون السوق: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة، ويمين

__________________

الباب ١٥

١ - الغارات ج ١ ص ١١٤.

٢ - كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي ص ١١٤.

(١) في المصدر زيادة: سبحان الله عدد ما يسومون.

(٢) في المصدر: يبعون.

٣ - الخصال ص ٦٣٤.

٢٦٣

فاجرة، وأعوذ بك من بوار الأيم(١) ».

[١٥٣٠٥] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا دخلت السوق(١) من أسواق المسلمين فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم ارزقني من خيرها وخير أهلها ».

[١٥٣٠٦] ٥ - البحار، عن خط الشهيدرحمه‌الله : حرز للمسافر والمتجر: إذا دخل حانوته أول النهار، يقرأ الاخلاص إحدى وعشرين مرة، ثم يقول: اللهم يا واحد يا أحد، يا من ليس كمثله أحد، أسألك بفضل قل هو الله أحد أن تبارك لي فيما رزقتني، وأن تكفيني شر كل أحد(١) إذا أردت أن تغدو في حاجتك، وقد طلعت الشمس وذهبت حمرتها، فصل ركعتين بالحمد وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون، فإذا سلمت فقل: اللهم إني غدوت التمس من فضلك كما أمرتني، فارزقني من فضلك رزقا حسنا واسعا حلالا طيبا، وأعطني فيما رزقتني العافية، غدوت بحول الله وقوته، غدوت بغير حول مني ولا قوة، ولكن بحول منك وقوة، وأبرأ إليك من الحول والقوة إلا بك، اللهم أني أسألك بركة هذا اليوم، فبارك لي في جميع أموري، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين، فإذا انتهيت إلى السوق فقل: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده

__________________

(١) بوار الأيم: أي كسادها، وهو أن تبقى المرأة في بيتها لا يخطبها خاطب. ( لسان العرب - بور - ج ٤ ص ٨٦ ).

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

(١) في المصدر: سوقا.

٥ - البحار ج ١٠٣ ص ٩٣ ح ٧.

(١) الحديث ملفق من حديثين، الحديث الأول نقله المجلسي من خط الشهيد إلى قوله: شر كل واحد. والثاني نقله عن مكارم الأخلاق في البحار ج ١٠٣ ص ٩١ ح ٤ من قوله: إذا أردت أن إلى قوله: عن الصادقعليه‌السلام . فتأمل.

٢٦٤

الخير، وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أسألك خيرها، وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها، وشر أهلها، اللهم إني أعوذ بك أن أبغي و(٢) يبغي علي، أو أن أظلم و(٣) أظلم، أو أعتدي أو يعتدى علي، وأعوذ بك من إبليس وجنوده، وفسقة العرب والعجم، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، وإذا أردت أن تشتري شيئا فقل: يا حي يا قيوم، يا دائم، يا رؤوف يا رحيم، أسألك بعونك وقدرتك وما أحاط به علمك، أن تقسم لي من التجارة(٤) أعظمها رزقا، وأوسعها فضلا، وخيرها لي عاقبة، فإنه لا خير فيما لا عاقبة له، وإذا اشتريت دابة أو رأسا، فقل: اللهم ارزقني أطولها حياة، وأكثرها منفعة، وخيرها عاقبة، عن الصادقعليه‌السلام .

[١٥٣٠٧] ٦ - أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن أحمد بن عبد الله بن ستورة، عن عبد الله بن يحيى، عن محمد بن عثمان بن زيد بن بكار بن الوليد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام : « يقول من دخل سوقا فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم، كتب الله له من الحسنات عدد ما فيها من فصيح وأعجم ».

[١٥٣٠٨] ٧ - القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من قال حين دخول السوق: بسم الله، غفر له ».

[١٥٣٠٩] ٨ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان إذا دخل السوق يقول: « اللهم إني أسألك من خير هذا السوق، وأعوذ بك من الكفر والفسوق ».

__________________

(٢ و ٣) في المصدر: أو.

(٤) في المصدر زيادة: اليوم.

٦ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٤٤.

٧ - لب اللباب: مخطوط.

٨ - لب اللباب: مخطوط.

٢٦٥

١٦ -( باب استحباب ذكر الله في الأسواق، خصوصا التسبيح والشهادتان)

[١٥٣١٠] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « أكثروا ذكر الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنه كفارة للذنوب، وزيادة في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين ».

[١٥٣١١] ٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قال حين يدخل السوق: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير، أعطي من الا جبر بعدد ما خلق الله تعالى إلى يوم القيامة ».

[١٥٣١٢] ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وحط عنه ألف ألف خطيئة ».

١٧ -( باب استحباب التكبير ثلاثا، والدعاء بالمأثور)

[١٥٣١٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا اشتريت متاعا أو سلعة أو

__________________

الباب ١٦

١ - الخصال ص ٦١٤.

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٥٢ ح ٨٧.

٣ - درر اللآلي ج ١ ص ٣٧.

الباب ١٧

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

٢٦٦

جارية أو دابة، فقل: اللهم إني ألتمس فيه من رزقك، فاجعل لي فيه رزقا، اللهم إني ألتمس فيه فضلك، فاجعل لي فيه فضلا اللهم، أني ألتمس فيه من خيرك وبركتك وسعة رزقك، فاجعل لي فيه رزقا واسعا، وربحا طيبا، هنيئا مريئا، تقولها ثلاث مرات، وإذا أصبت بمال فقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، تحكم في ما تشاء، وتفعل ما تريد، اللهم فلك الحمد على حسن قضائك وبلائك، اللهم هو مالك ورزقك، وأنا عبدك، خولتني حين رزقتني، اللهم فألهمني شكرك فيه، والصبر عليه حين أصبت وأخذت، اللهم أنت أعطيت وأنت أصبت اللهم لا تحرمني ثوابه، ولا تنسني من خلفه(١) في دنياي وآخرتي، إنك على ( ذلك قادر )(٢) ، اللهم أنا لك وبك وإليك ومنك، لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا ».

١٨ -( باب كراهة معاملة المحارف، ومن لم ينشأ في الخير، والقرض من مستحدث النعمة)

[١٥٣١٤] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تشتروا لي من محارف(١) ، فإن خلطته لا بركة فيها، ولا تخالطوا إلا من نشأ في الخير ».

[١٥٣١٥] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قال: « يا داود، لئن تدخل يدك في فم التنين إلى المرفق، خير لك من طلب الحوائج ممن لم يكن فكان ».

__________________

(١) في نسخة « حفظه ».

(٢) في المصدر: كل شئ قدير.

الباب ١٨

١ - دعوات الراوندي ص ٥١ ح ٢٧٦.

(١) المحارف: المحروم الذي قتر عليه رزقه ( لسان العرب ج ٩ ص ٤٣ ).

٢ - الاختصاص ص ٢٣٢.

٢٦٧

[١٥٣١٦] ٣ - البحار، عن أعلام الدين: قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تلتمسوا الرزق ممن اكتسبه من ألسنة الموازين ورؤوس المكاييل، ولكن عند من فتحت عليه الدنيا ».

[١٥٣١٧] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال لولده الحسنعليه‌السلام في حديث: « وإياك وطلب الفضل واكتساب التسايج(١) والقراريط(٢) ، من ذوي(٣) الأكف اليابسة والوجوه العابسة، فإنهم إن أعطوا منوا، وإن منعوا كدوا » الخبر.

[١٥٣١٨] ٥ - الآمدي في الغرر عن: أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أقبلوا على من أقبلت عليه الدنيا، فإنه أجدر بالغنى ».

١٩ -( باب كراهة مخالطة السفلة، والاستعانة بالمجوس، ولو على ذبح شاة)

[١٥٣١٩] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إحذروا السفلة، فإن السفلة من لا يخاف الله عز وجل، وفيهم قتلة الأنبياء، وفيهم أعداؤنا ».

__________________

٣ - البحار ج ١٠٣ ص ٨٦ ح ٢٢ عن اعلام الدين ص ٩٤.

٤ - البحار ج ٩٦ ص ١٦٠ ح ٣٨ عن اعلام الدين ص ٨٦.

(١) التسايج: تصحيف صحته ما جاء في بحار الأنوار: الطساسيج: جمع طسوج وهو حبتان من الدانق أي ربع دانق، والدانق عملة كانت شائعة عندهم ( لسان العرب ج ٢ ص ٣١٧ ).

(٢) القراريط: جمع قيراط، وهو نصف دانق ( لسان العرب ج ٧ ص ٣٧٥ ).

(٣) في الطبعة الحجرية: « دون »وما أثبتناه من المصدر.

٥ - الغرر ج ١ ص ١٣٥ ح ٥٢.

الباب ١٩

١ - الخصال ص ٦٣٥.

٢٦٨

[١٥٣٢٠] ٢ - محمد بن إدريس في السرائر: عن أبي عبد الله السياري، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في حديث - أنه قال لرجل: « إن كنت ممن لا يبالي بما قال ولا بما قيل لك(١) ، فأنت سفلة » الخبر.

[١٥٣٢١] ٣ - وفيه: نقلا من جامع البزنطي، قال: سئل أبو الحسنعليه‌السلام : من(١) السفلة؟ قال: « السفلة الذي يأكل في الأسواق ».

[١٥٣٢٢] ٤ - مجموعة الشهيدرحمه‌الله : عن أبي الجنيد قال: قال الرضاعليه‌السلام : « السفلة من كان له شئ يلهيه عن الله تعالى ».

٢٠ -( باب كراهة الحلف على البيع والشراء صادقا، وتحريم الحلف كاذبا)

[١٥٣٢٣] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه ركب بغلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشهباء بالكوفة، فأتى سوقا سوقا - إلى أن قال - ثم أتى الكناسة فإذا فيها أنواع التجارة، من النحاس، ومن صائغ(١) ، ومن قماط، ومن بائع إبر، ومن صيرفي، ومن حناط، ومن بزاز، فنادى بأعلى صوته: « ان أصواتكم(٢) هذه يحضرها الايمان، فشوبوا أيمانكم بالصدقة، وكفوا عن الحلف، فإن الله عز وجل لا يقدس من حلف

__________________

٢ - السرائر ص ٤٧٦.

(١) في المصدر: فيك.

٣ - السرائر ص ٤٧٧.

(١) في المصدر: « عن ».

٤ - مجموعة الشهيد:

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ٢٣٨.

(١) في الطبعة الحجرية والمصدر: مايع، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب.

(٢) في المصدر: أسواقكم.

٢٦٩

باسمه كاذبا ».

ورواه في الدعائم مثله(٣) .

[١٥٣٢٤] ٢ - العياشي في تفسيره: عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المرخي ذيله من العظمة، والمزكي سلعته بالكذب، ورجل استقبلك بود صدره فيواري وقلبه ممتلئ غشا ».

[١٥٣٢٥] ٣ - وعن أبي ذر، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم » قلت: من هم خابوا وخسروا؟ قال: « المسبل، والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ». أعادها ثلاثا.

[١٥٣٢٦] ٤ - وعن سلمان قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الأشمط الزاني، ورجل مفلس فرح مختال، ورجل اتخذ يمينه بضاعة، فلا يشتري إلا بيمين ولا يبيع إلا بيمين.

[١٥٣٢٧] ٥ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن عبد الله بن بلج البصري، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين(١) ، عن مختار التمار، [ عن أبي مطر ](٢) وكان رجلا من أهل البصرة قال: كنت أبيت في مسجد الكوفة وأبول في الرحبة، ( وآكل الخبز بزق البقال )(٣) ، فخرجت ذات يوم

__________________

(٣) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٨ ح ١٩١٣.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٩ ح ٦٩.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٩ ح ٧٠.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٩ ح ٧١.

٥ - الغارات ج ١ ص ١٠٥، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٩٣ ح ٩.

(١) في الطبعة الحجرية: « أبي حصيرة »وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر، « راجع الحديث ٩ الآتي ».

(٣) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر، وفي البحار: « وآخذ الخبز من البقال »والظاهر

٢٧٠

أريد بعض أسواقها فإذا بصوت بي، فقال: « يا هذا ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك » قلت: من هذا؟ فقيل لي: هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فخرجت أتبعه وهو متوجه إلى سوق الإبل، فلما أتاها وقف في وسط السوق، فقال: « يا معشر التجار، إياكم واليمين الفاجرة، فإنها تنفق السلعة وتمحق البركة » الخبر.

وتقدم(٤) بإسناده عن أبي سعيد قال: كان عليعليه‌السلام يأتي السوق فيقول: « يا أهل السوق، اتقوا الله وإياكم والحلف، فإنه ينفق السلعة ويمحق البركة » الخبر.

[١٥٣٢٨] ٦ - الصدوق في ثواب الأعمال: عن محمد بن موسى المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن الحسين بن مختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم: ثاني عطفه، ومسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالايمان، [ إن ](١) الكبرياء لله رب العالمين ».

البرقي في المحاسن(٢) : عن يحيى بن إبراهيم، عن الحسين بن مختار، مثله، وقال في رواية الحسين بن المختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله ليبغض المنفق سلعته بالايمان »(٣) .

[١٥٣٢٩] ٧ - وفي الخصال: عن الخليل بن أحمد، عن ابن خزيمة، عن أبي موسى، عن عبد الرحمن، عن سفليان، عن الأعمش، عن سليمان بن

__________________

أنها أنسب للسياق.

(٤) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

٦ - ثواب الأعمال ص ٢٦٤ ح ٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) المحاسن ص ٢٩٥ ح ٤٦١.

(٣) المحاسن ص ١١٩ ذيل الحديث ١٣١.

٧ - الخصال ص ١٨٤ ح ٢٥٣.

٢٧١

فهرس(١) ، عن الحرثة(٢) بن الحر، عن أبي ذر، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل - إلى أن قال - والمنفق سلعته بالحلف الفاجرة(٣) ».

[١٥٣٣٠] ٨ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل بايع إماما فإن أعطاه شيئا من الدنيا وفى له وإن لم يعطه لم يف [ له ](١) ورجل له ماء على ظهر الطريق يمنعه سابلة الطريق، ورجل حلف بعد العصر لقد أعطي بسلعته كذا وكذا، فأخذها الآخر(٢) بقوله مصدقا له وهو كاذب ».

[١٥٣٣١] ٩ - البحار، عن كشف المناقب(١) : عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: « ارفع إزارك، فإنه أبقى لثوبك، واتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما » فمشيت خلفه وهو مؤتزر بإزار ومرتد برداء، ومعه الدرة كأنه اعرابي(٢) ، فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريبا بهذا البلد، قلت: [ أجل ](٣) رجل من أهل البصرة،

__________________

(١) الصحيح « سليمان بم مشهر القراري الكوفي »راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٣٣٠ ح ٤٩٣.

(٢) الصحيح « الخزشة »راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٢٢٢ ح ١١٥.

(٣) في المصدر: « الفاجر ».

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧ ح ٢٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: « الآخذ ».

٩ - البحار ج ٤٠ ص ٣٣١ ح ١٤.

(١) كذا في الأصل، والصحيح: كشف الغمة ج ١ ص ١٦٣ عن مناقب الخوارزمي ص ٧٠.

(٢) في المصدر زيادة: بدوي.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٧٢

قال: هذا علي أمير المؤمنين، حتى انتهى إلى دار بني معيط وهو سوق الإبل، فقال: « بيعوا ولا تحلفوا، فإن اليمين ينفق السلعة ويمحق البركة ».

[١٥٣٣٢] ١٠ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال(١) ، والشيخ الزاني، والامام الجائر ».

٢١ -( باب تحريم الاحتكار عند ضرورة المسلمين، وما يثبت فيه، وحده)

[١٥٣٣٣] ١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الاعمال المانعة من الجنة: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من احتكر فوق أربعين يوما، فإن الجنة توجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام وإنه لحرام عليه ».

[١٥٣٣٤] ٢ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طرق طائفة من بني إسرائيل ليلا عذاب، فأصبحوا وقد فقدوا أربعة أصناف: الطبالين، والمغنين، والمحتكرين للطعام، والصيارفة آكلة الربا منهم ».

ورواه في الجعفريات: بإسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

__________________

١٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٣ ح ٥١.

(١) في المصدر: « المحتال ».

الباب ٢١

١ - الاعمال المانعة من الجنة ص ٦٤.

٢ - البحار ج ١٠٣ ص ٧٩ ح ١١ بل عن جامع الأحاديث ص ١٧.

(١) الجعفريات ص ١٦٩.

٢٧٣

ورواه في الدعائم عن عليعليه‌السلام ، باختلاف في بعض الأصناف(٢) .

[١٥٣٣٥] ٣ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن أبي نصر محمد بن الحسين، البصير(١) المقرئ، عن أبي الحسن علي بن الحسن الصيدلاني، عن أبي المقدام أحمد بن محمد مولى بني هاشم، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، قال لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام البصرة - إلى أن قال - ثم مشى حتى دخل سوق البصرة، فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون، فبكىعليه‌السلام ، بكاء شديدا، ثم قال: « يا عبيد الدنيا وعمال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فرشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تحرزون الزاد وتفكرون في المعاد؟ » فقال له رجل(٢) : إنه لا بد لنا من المعاش فكيف نصنع؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إن طلب المعاش(٣) لا يشغل عن عمل الآخرة، فإن قلت: لا بد لنا من الاحتكار، لم تكن معذورا » فولى الرجل باكيا، الخبر.

[١٥٣٣٦] ٤ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن الحكرة، وقال: « لا يحتكر الطعام إلا خاطئ » وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « المحتكر آثم عاص ».

[١٥٣٣٧] ٥ - وعنهعليه‌السلام قال: « وكل حكرة تضر بالناس وتغلي السعر

__________________

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٧.

٣ - أمالي المفيد ص ١١٨ ح ٣.

(١) في الطبعة الحجرية: « النصير »وما أثبتناه من المصدر، والظاهر أنه هو الصواب.

(٢) في المصدر زيادة: يا أمير المؤمنين.

(٣) في المصدر زيادة: من حله.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٧.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٨.

٢٧٤

عليهم، فلا خير فيها » وقالعليه‌السلام : « ليس الحكرة إلا في الحنطة والشعير والزبيب والزيت والتمر ».

[١٥٣٣٨] ٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « الحكرة في الخصب أربعون يوما، وفي الشدة والبلاء ثلاثة أيام، فما زاد فصاحبه ملعون ».

[١٥٣٣٩] ٧ - نهج البلاغة: في عهدهعليه‌السلام للأشتر حين ولاه مصر: « ثم استوص بالتجار، وذوي الصناعات - إلى أن قال - واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا وشحا قبيحا، واحتكارا للمنافع، وتحكما في البياعات، وذلك باب مضرة للعامة، وعيب على الولاة، فامنع [ من ](١) الاحتكار، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منع منه - إلى أن قال - فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه، فنكل به وعاقبه في(٢) غير إسراف ».

[١٥٣٤٠] ٨ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « الاحتكار في عشرة، والمحتكر ملعون: البر، والشعير، والتمر، والزبيب، والذرة، والسمن، والعسل والجبن، والجوز والزيت ».

[١٥٣٤١] ٩ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من حبس(١) طعاما يتربص به الغلاء أربعين يوما فقد برئ من الله وبرئ منه » وقال: « من احتكر على المسلمين طعاما، ضربه الله بالجذام والافلاس ».

__________________

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦ ح ٧٩.

٧ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٩٢ و ١١٠ و ١١١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الطبعة الحجرية: « وعاتب من »وما أثبتناه من المصدر.

٨ - طب النبي ص ٢٢.

٩ - طب النبي ص ٢٢.

(١) في المصدر: « جمع ».

٢٧٥

[١٥٣٤٢] ١٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « المحتكر محروم [ من ](١) نعمته ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « الاحتكار شيمة الفجار ».

وقال(٣) : « المحتكر البخيل جامع لمن لا يشكره، وقادم ( على من )(٤) لا يعذره ».

٢٢ -( باب عدم تحريم الاحتكار إذا وجد بائعا غيره)

[١٥٣٤٣] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن سالم أبي الفضيل قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إني أجلب الطعام إلى الكوفة، فأحبسه رجاء أن يرجع إلى ثمنه، أو أربح فيه، فقال: « أنت محتكر، وإن الحكرة لا تصلح » قال: فسألني « هل في بلادك غير هذا الطعام » قال: قلت: نعم كثير، قال: فقال: « لست بمحتكر، إن المحتكر أن يشتري طعاما ليس في المصر غيره ».

[١٥٣٤٤] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إنما الحكرة أن يشتري طعاما ليس في المصر غيره فيحتكره، فإن كان في المصر طعام أو متاع غيره، أو كان كثيرا يجد الناس ما يشترون، فلا بأس به، وإن لم يوجد، فإنه يكره أن يحتكر، وإنما [ كان ](١) النهي من رسول الله

__________________

١٠ - غرر الحكم ج ١ ص ١٩ ح ٥٢٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الغرر ج ١ ص ٢٣ ح ٦٥٩.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٧٦ ح ١٨٦٥.

(٤) في المصدر: « لمن ».

الباب ٢٢

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٧٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الحكرة، أن رجلا من قريش يقال له: حكيم بن حزام، كان إذا دخل على(٢) المدينة بطعام(٣) اشتراه كله، فمر عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له: يا حكيم إياك أن تحتكر ».

ابن أبي جمهور في درر اللآلي: وفي الحديث: أن حكيم بن حزام، وذكر مثله(٤) .

[١٥٣٤٥] ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن يشتري الرجل طعاما فلا يبيعه، يلتمس به الفضل، إذا كان بالمصر طعام غيره، وإذا لم يكن بالمصر [ طعام ](١) غيره، فليس له إمساكه، وعليه بيعه، وهو محتكر.

٢٣ -( باب وجوب البيع على المحتكر عند ضرورة الناس، وأنه يلزم به)

[١٥٣٤٦] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه كتب إلى رفاعة: « إنه عن الحكرة، فمن ركب النهي فأوجعه، ثم عاقبه بإظهار ما احتكر ».

٢٤ -( باب أن المحتكر إذا ألزم بالبيع، لا يجوز أن يسعر عليه)

[١٥٣٤٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن

__________________

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: « طعام ».

(٤) درر اللآلي ج ١ ص ٣٢٦.

٣ - المقنع ص ١٢٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦ ح ٨٠.

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦ ح ٨١.

٢٧٧

التسعير، فقال: « ما سعر أمير المؤمنينعليه‌السلام على أحد، ولكن من نقص عن بيع الناس قيل له: بع كما يبيع الناس، وإلا فارفع من السوق، إلا أن يكون طعاما(١) أطيب من طعام الناس ».

[١٥٣٤٨] ٢ - العياشي في تفسيره: عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان سنين(١) يوسف الغلاء الذي أصاب الناس، ولم يتمن(٢) الغلاء لاحد قط، قال: فأتاه التجار فقالوا: بعنا، قال: اشتروا، فقالوا: نأخذ كذا بكذا، فقال: خذوا، وأمر فكالوهم، فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار فقالوا لهم: كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فقدموا أولئك على يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، كيف تأخذون؟ فقالوا: بعنا كما بعت، كذا بكذا، فقال: ما هو كما تقولون، ولكن خذو فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون، فقالوا: كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا وأضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء، وقالوا(٣) : اذهبوا بنا حتى نشتري، قال: فذهبوا إلى يوسف، فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟ قالوا: كذا بكذا، فقال: ما هو كذلك، ولكن خذوا، فأخذوا ورجعوا إلى المدينة، فأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف، فقالوا له: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت؟ قالوا: كذا بكذا بالحط من السعر الأول،

__________________

(١) في المصدر: « طعامه ».

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٩ ح ٣٤، وعنه في البحار ج ١٢ ص ٣٠٢ ج ١٠٨، والبرهان ج ٢ ص ٢٥٥ ح ٥٩.

(١) في نسخة: سبق.

(٢) في نسخة: يمر.

(٣) في الطبعة الحجرية: « قال »، وما أثبتناه من المصدر.

٢٧٨

فقال: ما هو كذا، ولكن خذوا، قال: فأخذوا وذهبوا إلى المدينة، فلقيهم الناس فسألوهم بكم اشتريتم؟ فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الأول، فقال الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري، فذهبوا إلى يوسف، فقالوا: بعنا فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟ فقالوا: كذا بكذا، بالحط من النصف، فقال: ما هو كما تقولون، ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأمر الأول، كما أراد الله ».

٢٥ -( باب استحباب اتخاذ قوت السنة، وتقديمه على شراء العقدة)

[١٥٣٤٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث: في حكرة الطعام، أنه كان يشتري قوته وقوت عياله سنة منه(١) .

٢٦ -( باب استحباب مواساة الناس عند شدة ضرورتهم، بأن يبيع قوت السنة ثم يشتري كل يوم، ويخلط الحنطة بالشعير إذا فعلوا ذلك)

[١٥٣٥٠] ١ - ابن فهد في عدة الداعي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لبعض أصحابه: « كيف بك إذا بقت في قوم يجبون(١) رزق سنتهم ».

__________________

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٨.

(١) ليس في المصدر.

الباب ٢٦

١ - عدة الداعي ص ٧٤.

(١) في المصدر: يجمعون.

٢٧٩

٢٧ -( باب استحباب الاخذ من الطعام بالكيل، وكراهة الاخذ جزافا)

[١٥٣٥١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كيلوا طعامكم، فإن البركة في الطعام المكيل ».

٢٨ -( باب استحباب تجربة الأشياء، وملازمة ما ينفع من المعاملات، وما ينبغي أن يكتب من عليه الحق)

[١٥٣٥٢] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن رجلا سأله فقال: يا رسول الله، إني لست أتوجه في شئ إلا حورفت فيه، فقال: « أنظر شيئا قد أصبت به مرة فألزمه » قال: القرظ، قال: « فألزم القرظ ».

٢٩ -( باب كراهة تلقي الركبان وحده، ما دون أربعة فراسخ، ويجوز ما زاد، وكراهة شراء ما يلقى والأكل منه)

[١٥٣٥٣] ١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن منهال القماط قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : رجل(١) يشتري الغنم من أفواه السكك وممن يتلقاها قال: « لا ولا يؤكل لحم ما يلقى ».

__________________

الباب ٢٧

١ - الجعفريات ص ١٦٠.

الباب ٢٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥ ح ١٠.

الباب ٢٩

١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣.

(١) في المصدر زيادة: يخرج.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375