حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ٢

حياة الإمام الرضا (عليه السلام)15%

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصفحات: 375

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 375 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 204683 / تحميل: 8467
الحجم الحجم الحجم
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: انتشارات سعيد بن جبير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

تخلقه ولو استغاث بي لأغثته).

غرق الدنيا أيام نوح:

روى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت للرضاعليه‌السلام : يا بن رسول الله لأيّ علّة أغرق الله عزّ وجل الدنيا كلها في زمن نوح وفيهم الأطفال، وفيهم مَن لا ذنب له؟

قالعليه‌السلام : (ما كان فيهم الأطفال؛ لأنّ الله عزّ وجل أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاماً فانقطع نسلهم، فغرقوا ولا طفل فيهم، وما كان الله عزّ وجل ليهلك بعذابه مَن لا ذنب له، وأمّا الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيب المكذبين، ومَن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده وأتاه).

معجزة موسى:

قال ابن السكيت للإمام الرضاعليه‌السلام : لماذا بعث الله عزّ وجل موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء آلة السحر، وبعث عيسى بالطب، وبعث محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله بالكلام والخطب؟

فقالعليه‌السلام : (إنّ الله تبارك وتعالى لـمّا بعث موسى كان الأغلب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله عزّ وجل بما لم يكن عند القوم وفي وسعهم مثله، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجّة عليهم، وإنّ الله تبارك وتعالى بعث عيسى في وقت ظهرت فيه الزمانات - وهي العلل والأمراض - احتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله عزّ وجل بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، وأثبت به الحجّة عليهم وإن الله تبارك وتعالى بعث محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام، فأتاهم من كتاب الله عزّ وجل ومواعظه وأحكامه، ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجّة عليهم).

وبهر ابن السكيت وراح يقول: تالله ما رأيت مثلك اليوم قط فما الحجّة على الخلق اليوم؟

فقالعليه‌السلام : (العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه).

فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب...

٦١

أولو العزم:

قالعليه‌السلام : (إنّما سُمّي أُولو العزم بأُولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب الشرائع والعزايم؛ وذلك أنّ كل نبي بعد نوح وكل نبي كان في أيام إبراهيم وبعده كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهؤلاء الخمسة أولو العزم، فهم أفضل الأنبياء والرسل، وشريعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تنسخ إلى يوم القيامة، ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمَن ادعى بعده نبوّة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل مَن سمع ذلك منه...).

الحواريون:

روى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : لم سمّي الحواريون الحواريين؟

قالعليه‌السلام : (أمّا عند الناس فإنّهم سُمّوا حواريين لأنّهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل، وهو اسم مشتق من الخبز الحوار (١) . وأمّا عندنا فسُمّي الحواريون الحواريين لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير.

قال: فقلت له: فلم سمّي النصارى؟ قال: لأنّهم من قرية اسمها (ناصرة) من (بلاد الشام) نزلتها مريم وعيسى بعد رجوعهما من مصر).

إبراهيم خليل الله:

روي الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيهعليه‌السلام أنّه قال: إنّما اتخذ الله عزّ وجل إبراهيم خليله؛ لأنّه لم يرد أحداً، ولم يسأل أحداً قط غير الله عزّ وجل.

إسماعيل صادق الوعد:

روى سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه قال: أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟قلت:

____________________

(١) الخبز الحوار هو الذي نخل مرة بعد مرة. وفي القاموس: إنّه الدقيق الأبيض.

٦٢

لا أدري فقال: وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن علل أحوال بعض الأنبياء والأمم السالفة التي أدلى بها الإمامعليه‌السلام .

علل بعض الشؤون الإسلامية:

وأثرت عن الإمامعليه‌السلام كوكبة من الأحاديث في تعليل بعض الشؤون الإسلامية وهي:

القرآن غض:

روى إبراهيم بن العباس عن الإمام الرضاعليه‌السلام أنّه روى عن أبيه: أنّ رجلاً سأل الإمام الصادقعليه‌السلام فقال له: ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلاّ غضاضة؟

فقالعليه‌السلام : لأنّ الله لم ينزله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة).

إنّ القرآن الكريم المعجزة الكبرى للإسلام؛ وذلك لما فيه من أحكام خلاّقة تساير الزمن وتساير التطوّر، وليس فيها ما يشذ عن سنن الكون ولا ما يخالف الفطرة، مضافاً لروعة فصاحته وعظيم بلاغته، فمهما تداولته الأيام فهو غض جديد.

علي قسيم الجنة والنار:

قال المأمون للرضاعليه‌السلام : يا أبا الحسن أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟ وبأي معنى، فقد كثر فكري في ذلك؟

قالعليه‌السلام : يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس أنّه قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: (حب علي إيمان وبغضه كفر) فقال: بلى.

فقال الرضاعليه‌السلام : (فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار).

فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، أشهد أنّك وارث علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال أبو الصلت الهروي: فلمّا انصرف الرضا إلى منزله أتيته فقلت له: يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أحسن ما أجبت به المأمون؟ فقال الرضا: (يا أبا الصلت إنّما كلّمته من حيث هو، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي

٦٣

عليه‌السلام أنّه قال: قال رسول الله (ص): يا علي أنت قسيم الجنة يوم القيامة تقول للنار: هذا لي وهذا لك...).

الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام هو رمز لكل مكرمة في الإسلام، فهو قسيم الجنة والنار ليس في ذلك شك، وقد تواترت الأخبار بذلك عن النبي (ص)(١) ، وقد علّل الرضاعليه‌السلام بهذا التعليل الوثيق الذي أعجب به المأمون.

عدم إرجاع فدك:

روى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن الرضاعليه‌السلام قال: سألته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام لم لم يسترجع فدك لما ولي أمر الناس؟

قالعليه‌السلام : (لأنّا أهل بيت إذا ولينا الله عزّ وجل لا يأخذ لنا حقوقنا ممّن ظلمنا إلاّ هو، ونحن أولياء المؤمنين إنّما نحكم لهم ونأخذ حقوقهم ممن يظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا.....).

استولى أبو بكر على فدك وأخذها من يد سيدة نساء العالمين والسبب في ذلك أن لا تقوى شوكة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي حرب اقتصادية

الغرض منها شل الحركة المعادية للحكم القائم، وقد ظلت فدك بأيدي الولاة والحاكمين، وقد استرجعت للسادة العلويين أيام عمر بن عبد العزيز وأيام المأمون، والحديث عنها ذو شجون، والحاكم هو الله تعالى يحكم بين عباده بالحق في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

صحابة النبي (ص):

روى محمد بن موسى بن نصر الرازي قال: حدثني أبي قال سُئل الرضاعليه‌السلام عن قول النبي (ص): (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وعن قوله: (دعوا لي أصحابي)، فقالعليه‌السلام : هذا صحيح يريد مَن لم يغير بعده ولم يبدل قيل وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا؟ قال: لما يرونه من أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ليذادن(٢) برجال من

____________________

(١) الصواعق المحرقة (ص ٧٥) وفي كنز العمال ٦ / ٤٠٢ قال علي: أنا قسيم النار. وفي كنوز الحقائق للمناوي (ص ٩٢) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : علي قسيم النار.

(٢) ليذادن: أي ليطردن.

٦٤

أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرايب الإبل عن الماء فأقول: يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: بعداً لهم وسحقاً(١) افترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل).

وليست الصحبة عاصمة عن الخطأ ففي الصحابة سمرة بن جندب وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وغيرهم من رؤوس النفاق والضلال.

انحراف الناس عن علي (ع):

روى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الإمام الرضاعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام كيف مال الناس عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قالعليه‌السلام : (إنّما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله؛ لأنّه كان قتل من آبائهم وأجدادهم وإخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم المحادين لله ولرسوله عدداً كثيراً، فكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم فلم يحبوا أن يتولى عليهم، ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك؛ لأنّه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ما كان له فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلى سواه).

لقد وتر الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام الأقربين والأبعدين في ذات الله تعالى، وحصد رؤوس المشركين بسيفه الذي أقام به الإسلام، وقد أترعت نفوس القوم بالكراهية والبغض له فمالوا عنه وحكّموا غيره.

سكوت الإمام عن أخذ حقه:

روى الهيثم بن عبد الله الرمّاني قال: سألت علي بن موسى الرضاعليه‌السلام فقلت له: يا بن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام لِم لم يجاهد أعداءه خمساً وعشرين سنة بعد رسول الله (صلّى الله عليه

وآله)، ثم جاهد في أيام ولايته؟

____________________

(١) روى النجاري ٦ / ١١٩ ط الأميرية عن عبد الله بن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: أنا فرطكم على الحوض وليرفعن معي رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. وبهذا المضمون روايات كثيرة.

٦٥

قالعليه‌السلام : (لأنّه اقتدى برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في تركه جهاد المشركين بمكة بعد النبوّة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة تسعة أشهر؛ وذلك لقلّة أعوانه عليهم، وكذلك عليعليه‌السلام ترك مجاهدة أعدائه لقلّة أعوانه عليهم فلمّا لم تبطل نبوّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع تركه الجهاد ثلاث عشر سنة وتسعة أشهر فكذلك لم تعطل إمامة علي مع تركه الجهاد خمساً وعشرين سنة؛ إذ كانت العلّة المانعة لهما واحدة).

إنّ الإمام أمير المؤمنين ترك حقّه ولم يجاهد أعداءه؛ وذلك لقلّة الناصر فقد قالعليه‌السلام : (وطفقت أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى...).

إنّ الإمام لم تكن له فئة ينصرونه، ولم يكن يأوي إلى ركن شديد مع كثرة أعدائه ومناوئيه، فصبر سلام الله عليه وترك حقّه إيثاراً للمصلحة العامة، وحفظاً على كلمة المسلمين.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن علل بعض الشؤون الإسلامية التي أدلى بها الإمامعليه‌السلام .

٦٦

٦٧

جوامع الكلم

وأثرت عن الإمام الرضاعليه‌السلام جمهرة من غرر الحكم والآداب والوصايا والنصائح وغيرها ممّا ينفع الناس، وقد دلّلت على أنّه كان المربّي الأكبر للعالم الإسلامي في عصره، وأنّه قد جهد على تهذيب المسلمين وتربيتهم بلباب الحكمة، ونلمح لبعض ما أثر عنه:

فضل العقل:

أمّا العقل فهو أفضل نعمة أنعمها الله به على الإنسان وميّزه به عن الحيوان السائم، وقد تحدث الإمام الرضاعليه‌السلام عنه في بعض أحاديثه وهي:

أ - قالعليه‌السلام : (صديق كل امرئ عقله، وعدوّه جهله)(١) .

ما أروع هذه الكلمة الحكيمة فإنّ العقل هو الصديق الأكبر للإنسان الذي يحميه ويصونه وينقذه من محن الدنيا وخطوبها، وعدو الإنسان الأكبر هو الجهل

الذي يلقي به في متاهات سحيقة من هذه الحياة.

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ١١، وسائل الشيعة ١١ / ١٦١.

٦٨

ب - روى أبو هاشم الجعفري قال: كنّا عند الرضاعليه‌السلام فتذاكرنا العقل والأدب فقالعليه‌السلام :

(يا أبا هاشم العقل حباء من الله والأدب كلفة، فمَن تكلّف الأدب قدر عليه، ومَن تكلّف العقل لم يزدد بذلك إلاّ جهلاً)(١) .

أمّا الأدب فهو أمر مكتسب يقدر على تحصيله الإنسان، وأمّا العقل فإنّه هبة ومنحة من الله تعالى لا يتمكّن الإنسان من كسبه.

ج - روى الحسن بن الجهم قال ذكر العقل عند أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقال:

(لا يعبأ بأهل الدين ممّن لا عقل له...) قلت له: جُعلت فداك إنّ ممّن يصف هذا الأمر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول، فقال: (ليس هؤلاء ممّن خاطب الله، إنّ الله خلق العقل فقال له اقبل فأقبل وقال له: ادبر فأدبر فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت شيئاً أحسن منك أو أحب إليّ منك بك آخذ وبك أعطي...)(٢) .

إنّه ليس هناك شيء خلقه الله أفضل من العقل، وعليه يرتكز التكليف، فالذي فقد عقله غير مكلّف وغير مأثوم بما يقترفه من أنواع المحرّمات، فالعقل هو أحد الشروط في صحّة التكليف ونفوذه على المكلف.

د - قالعليه‌السلام : (أفضل العقل معرفة الإنسان نفسه)(٣) .

إن الإنسان إذا عرف نفسه كيف صُوّرت، وكيف تنتهي، فقد ظفر بالخير العميم، فإنّ ذلك يبعده عن النزعات الشريرة، ويبعثه نحو النزعات الخيّرة كما يدل ذلك على معرفة خالقه العظيم، وفي الحديث: (مَن عرف نفسه فقد عرف ربّه).

التفكر في أمر الله:

قالعليه‌السلام : (ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنّما العبادة كثرة التفكّر في أمر الله عزّ وجل)(٤).

____________________

(١) أصول الكافي ١ / ٢٣.

(٢) أصول الكافي ١ / ١١.

(٣) أعيان الشيعة ٤ / ق ٢ / ١٩٦.

(٤) الميزان ٨ / ٣٦٩، وسائل الشيعة ١١ / ١٥٣.

٦٩

إنّ التفكّر في مخلوقات الله، والتأمّل في بدائع خلقه، والنظر فيما يحتويه هذا الكون من الأسرار والعجائب يدلّل ذلك - بصورة واضحة - على الخالق العظيم، وإذا عرف الإنسان ربّه فقد نجا من اقتراف الشر وارتكاب الجريمة، وصار مصدر عطاء وخير لنفسه ومجتمعه.

محاسبة النفس:

قالعليه‌السلام : (مَن حاسب نفسه ربح، ومَن غفل عنها خسر)(١) .

إنّ محاسبة الإنسان لنفسه فيما يعمله من حسنات وسيئات، فيردعها عن اقتراف السيئات، وينمي فيها الخيرات دليل على سمو النفس والظفر بالربح والخير، ومَن غفل عن محاسبة نفسه فإنّها تهبط به إلى مستوى سحيق من الشر ماله من قرار.

الحلم:

قالعليه‌السلام : (لا يكون الرجل عابداً حتى يكون حليماً) الحديث(٢) .

إنّ الحلم من أفضل النزعات الكريمة التي يتصف بها الإنسان، فالحلم عن المسيء، والصفح عن المعتدي عليه من سمو النفس وبلوغها أرقى درجات الكمال، وإنّ الإنسان بالحلم يسود غيره ويكون لمجتمعه رائد خير ودليل هدى.

الصمت:

قالعليه‌السلام : (من علامات الفقه - أي المعرفة - الحلم والعلم، والصمت: إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة، إنّ الصمت يكسب المحبّة، إنّه دليل على كل خير)(٣) .

إنّ الصمت وحفظ اللسان يقيان الإنسان من شر عظيم، ويجنباه المكاره التي هي وليدة الكلام والنطق.

التواضع:

قالعليه‌السلام : (التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تُعطاه).

____________________

(١) أصول الكافي ٢ / ١١١.

(٢) أصول الكافي ٢ / ١١٣.

(٣) أصول الكافي ٢ / ١٢٤.

٧٠

وقالعليه‌السلام فيما كتبه لمحمد بن سنان: (التواضع درجات، منها: أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي لأحد إلاّ مثل ما يؤتي إليه إن أتي إليه بسيئة درأها(١) بالحسنة، كاظم الغيظ، عافٍ عن الناس، والله يحب المحسنين)(٢) .

إنّ حقيقة التواضع أن يعطي الإنسان للناس من التكريم والإحسان والبر مثل ما يحب ويتمنى أن يعطى لنفسه.

إنّ التواضع دليل على شرف النفس وسموّها، ومَن تواضع للناس أحبوه وأكرموه، وأحبّه الله ورفعه.

الخصال الكريمة في المؤمن:

قالعليه‌السلام : (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنّة من وليّه، فأمّا السنّة من ربّه: فكتمان سرّه، قال الله عزّ وجل:( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) ، وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس فإنّ الله عزّ وجل أمر نبيّه بمداراة الناس فقال:( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ) وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء)(٣) .

يا لها من خصال كريمة ترفع مستوى الإنسان إلى قمّة الشرف والكمال، وتجنّبه من الوقوع في المهالك.

أحسن الناس وأسوأ الناس:

قال علي بن شعيب(٤) دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقال لي:

- يا علي مَن أحسن الناس معاشاً؟

- يا سيدي أنت أعلم به منّي.

- يا علي مَن حسن معاش غيره في معاشه.

- يا علي مَن أسوأ الناس معاشاً؟

____________________

(١) درأها: أي دفعها.

(٢) الدر العظيم ورقة ٢١٦.

(٣) وسائل الشيعة ١١ / ٢٤١.

(٤) قال صاحب تنقيح المقال: لم اقف على علي بن شعيب بهذا العنوان في كتب الرجال وانما وقفت على

علي بن أبي شعيب المدائني وان له كتابا صغيرا والظاهر كونه اماميا.

٧١

- يا سيدي أنت أعلم به منّي.

- مَن لم يعش بخيره في معاشه.

وجعل الإمامعليه‌السلام يوصيه بفعل الخير والإحسان إلى الناس قائلاً:

(يا علي أحسنوا جوار النعم فإنّها وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم. يا علي إنّ شر الناس مَن منع رفده وأكل وحده وجلد عبده(١) ).

وحوت هذه الكلمات الدعوة إلى فعل الخير والإحسان إلى الناس والبر بهم.

الإيمان والإسلام:

قالعليه‌السلام : (الإيمان فوق الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة، وما قسم في الناس شيء أقل من التقوى)(٢) .

إنّ اليقين بالله من أقوى درجات الإيمان، وهو من صفات المتقين العظام الذين عزّ وجل امتحن الله قلوبهم للإيمان.

العجب المفسد للعمل:

سأل أحمد بن نجم الإمام الرضاعليه‌السلام عن العجب المفسد للعمل؟

فقالعليه‌السلام :

(العجب درجات: منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً ويحسب أنّه يحسن صنعاً. ومنها أن يؤمن العبد فيمن على الله، والله المنة عليه فيه)(٣) .

إنّ العجب بالمعنى الثاني ناشئ عن فقدان الإيمان وعدم نضوج الفكر وهو المفسد للعمل.

الذنوب:

قالعليه‌السلام : (كلمّا أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون)(٤) .

لقد أحدث الناس ألواناً رهيبة من المعاصي والذنوب ما لم تكن معلومة

____________________

(١) البحار ٧٨ / ٣٤١.

(٢) مواهب الرحمان ١ / ٦٤.

(٣) البحار ٧٨ / ٣٣٥.

(٤) وسائل الشيعة ١١ / ٢٤٠.

٧٢

ومعروفة من قبل فصب الله عليهم أنواعا من المحن والبلاء ولم يعرفونها من قبل.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

قالعليه‌السلام : (لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليستعملنّ عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم!)(١) .

إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منهج أصيل في الحياة الإسلامية، وإنّ إهماله له مضاعفاته السيئة التي منها: إشاعة المنكرات، وعدم استجابة دعاء الأخيار.

مَن أحبّ عاصياً:

قالعليه‌السلام : (مَن أحبّ عاصياً فهو عاصٍ، ومَن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومَن أعان ظالماً فهو ظالم، ومَن خذل ظالماً فهو عادل، إنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا تنال ولاية الله إلاّ بالطاعة)(٢) .

إنّ مَن أحب عمل قوم حشر في زمرتهم كما في الحديث، فمَن أحبّ العاصي كان عاصياً ومَن أحبّ المطيع كان مطيعاً.

خيار الناس:

سُئل الإمامعليه‌السلام عن خيار العباد فقالعليه‌السلام : (الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا)(٣) .

حقّاً إنّ مَن يتصف بهذه الصفات الكريمة فهو من أفضل الناس، ومن خيارهم، وإنّه قد بلغ قمّة الكمال والفضل.

شرف العمل:

قالعليه‌السلام : (إنّ الذي يطلب من فضل يكف به عياله أعظم أجراً من المجاهد في سبيل الله)(٤) .

____________________

(١) وسائل الشيعة ١١ / ٣٩٤.

(٢) وسائل الشيعة ١١ / ٤٤٦.

(٣) تحف العقول: (ص ٤٤٥).

(٤) تحف العقول: (ص ٤٤٥).

٧٣

إنّ العمل لإعاشة العيال جهاد في سبيل الله، وشرف يكتسبه العامل، ومجد يفخر به.

تمامية العقل:

قالعليه‌السلام : (لا يتم عقل امرئ مسلم حتى يكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، ولا يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله أحب إليه من الغنى، والذل في الله أحب إليه من العزّ في عدوه، والخمول أشهى إليه من الشهرة).

ثم قالعليه‌السلام : العاشرة وما العاشرة؟ قيل له: ما هي؟

قالعليه‌السلام : (لا يرى أحداً إلاّ قال: هو خير منّي وأتقى، إنّما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي شر منه وأدنى قال: لعلّ خير هذا باطن وهو خير له، وخيري ظاهر وهو شر لي، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب خيره وحسن ذكره وساد أهل زمانه)(١) .

حقّاً إنّ مَن يتصف بهذه الصفات العشر فقد كمل إيمانه، وكمل عقله، وكان على اتصال وثيق بالله تعالى؛ فيعزّه ويعلي ذكره في الدنيا ويمنحه الدرجات العليا يوم القيامة.

حقيقة التوكّل على الله:

سأله رجل عن قول الله تعالى:( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (٢) فقالعليه‌السلام : (التوكّل درجات: منها أن تثق به في أمرك كلّه فيما فعل بك فما فعل بك كنت راضياً وتعلم أنّه لم يألك إلاّ خيراً ونظراً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له فتوكّل عليه بتفويض ذلك إليه، ومن ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكّلت علمها إليه والى أُمنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها)(٣) .

____________________

(١) تحف العقول: (ص ٤٤٣)

(٢) سورة الطلاق: آية ٣.

(٣) تحف العقول: (ص ٤٤٣).

٧٤

وأعطى الإمامعليه‌السلام صورة واضحة عن حقيقة التوكّل على الله تعالى، وهو أن يفوّض الإنسان أموره كلها إليه تعالى، فإنّ ذلك هو محض الإيمان واليقين بالله.

أركان الإيمان:

قالعليه‌السلام : (الإيمان أربعة أركان: التوكّل على الله، والرضى بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله قال العبد الصالح:(١) ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) (٢) .

إنّ الإيمان بالله يقوم على هذه الأركان الأربعة فإذا اتصف بها الشخص فقد بلغ ذروة الإيمان ومنتهاه.

خصال كريمة:

قالعليه‌السلام : (خمس مَن لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة: مَن لم تعرف الوثاقة في أرومته، والكرم في طباعه، والرضى في خلقه، والنبل في نفسه، والمخالفة لربّه)(٣) .

إنّ مَن اتصف بهذه الصفات الكريمة قد حاز قصب السبق في الشرف والمروءة، وهو الذي يرجى رفده وكرمه.

شكر النعم:

قالعليه‌السلام : (مَن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجل)(٤) .

إنّ شكر المنعم واجب فمَن لم يشكره وتنكّر له فإنّه لا يشكر الله عزّ وجل على نعمه وألطافه التي أسداها إليه.

وصاياه ونصائحه:

وأدلى الإمامعليه‌السلام ببعض الوصايا والنصائح لخواص شيعته، كان منها ما يلي:

____________________

(١) العبد الصالح: هو مؤمن آل فرعون.

(٢) تحف العقول: (ص ٤٤٥).

(٣) تحف العقول: (ص ٤٤٦).

(٤) وسائل الشيعة: ١١ / ٥٤٢.

٧٥

أ - وصيّته لأحمد:

وأوصى الإمامعليه‌السلام أحمد بن محمد بن أبي نصر بوصية جاء فيها: (لا تمل الدعاء فإنّه من الله بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم، وإيّاك ومكاشفة الناس فإنّا أهل بيت نصل مَن قطعنا ونحسن إلى مَن أساء إلينا فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة)(١).

لقد أوصاه بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال التي يسمو بها الإنسان.

ب - وصيّته لإبراهيم:

وأوصى الإمامعليه‌السلام إبراهيم بن أبي محمود بوصية جاء فيها: (أخبرني أبي عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مَن أصغى إلى ناطقٍ فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس. إلى أن قال: يا بن أبي محمود إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا فإنّه مَن لزمنا لزمناه ومَن فارقنا فارقناه، فإنّ أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة: هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرأ ممّن خالفه يا بن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة)(٢) .

وحفلت هذه الوصية بلزوم اتباع أهل البيتعليهم‌السلام والاقتداء بنهجهم والاهتداء بسيرتهم؛ فإنّ ذلك النجاة، والأمن من الهلاك، والفوز برضوان الله تعالى.

ج - نصيحته لأحمد والحسين:

قال أحمد بن عمر والحسين بن يزيد: دخلنا على الرضاعليه‌السلام فقلنا له: إنّا كنّا في سعة من الرزق ونضارة من العيش فتغيّرت الحال بعض التغيّر فادع الله أن يرد ذلك إلينا.

فأجابهما الإمام بلزوم القناعة والرضى بما قسم الله لهما قائلاً:

____________________

(١) وسائل الشيعة ٤ / ١١٢٩.

(٢) وسائل الشيعة ١٨ / ٩٢.

٧٦

(أيّ شيء تريدون أن تكونوا ملوكاً؟ أيسرّكم أن تكونوا مثل طاهر(١) وهرثمة(٢) وأنّكم على خلاف ما أنتم عليه؟).

فانبرى أحدهما قائلا:

لا والله ما سرّني أنّ لي الدنيا بما فيها ذهباً وفضة وإنّي على خلاف ما أنا عليه - يعني منحرفاً عن أهل البيت -.

فقالعليه‌السلام : (إنّ الله يقول:( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (٣) .

أحسن الظن بالله، فإنّ مَن حسن ظنّه بالله كان الله عند ظنّه، ومَن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل، ومَن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنيا ودواءها وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام)(٤).

لقد أوصاهما الإمامعليه‌السلام بالقناعة التي هي كنز لا يفنى، وعرّفهما أنّهما يملكان ما هو أثمن وأغلى من الذهب والفضة، وهو الولاء لأهل البيتعليهم‌السلام الذي هو من أعظم نعم الله على عباده المخلصين.

د - المساواة بين الغني والفقير:

وأوصى الإمام أصحابه بالمساواة بين الغني والفقير بالسلام، فقد قال: (مَن لقي فقيراً مسلماً فسلّم عليه خلاف سلامه على الغني؛ لقي الله عزّ وجل وهو عليه غضبان)(٥) .

ومثّلت هذه الوصية الأخلاق العظيمة عند أهل البيتعليهم‌السلام الذين خلقهم الله رحمة لعباده، فقد ألزموا شيعتهم بالمساواة بين أبناء المسلمين حتى بالسلام وكرهوا التمايز بينهم.

____________________

(١) طاهر هو أبو الطيب الملقب بذي اليمنين لأنه ضرب شخصا بيساره فقده نصفين وفيه يقول بعض الشعراء: (كلتا يديك يمين حين تضربه) كان والياً على خراسان من قبل المأمون وهو الذي أطاع بحكومة الأمين وقتله وأقام المأمون مكانه وكان شيعيا من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام .

(٢) هرثمة بن أعين كان من قادة المأمون ومن أصحاب الإمام الرضا وخواصه.

(٣) سورة سبأ: آية ١٢.

(٤) تحف العقول (ص ٤٤٨).

(٥) وسائل الشيعة ٨ / ٤٤٢.

٧٧

ه‍ـ - التبسّم في وجه المؤمن:

وأوصى الإمام أصحابه بالتبسّم في وجه المؤمن وعدم مقابلته بالغيظ قال

عليه‌السلام : (مَن تبسّم في وجه أخيه المؤمن كتب الله له حسنة ومَن كتب الله له حسنة لم يعذّبه)(١) .

هذه هي معالي الأخلاق التي كان الأئمةعليهم‌السلام يوصون بها أصحابهم ليكونوا قدوة حسنة إلى الناس.

و - وصيّة عامة:

وأوصى الإمامعليه‌السلام أصحابه وسائر الناس بهذه الوصية القيّمة: (اتقوا الله أيّها الناس في نعم الله عليكم فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، واعلموا أنّكم لا تشكرون الله بشيء، بعد الإيمان بالله ورسوله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أحبّ من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لكم إلى جنان ربّهم؛ فإنّ مَن فعل ذلك كان من خاصة الله)(٢) .

لقد حفلت هذه الوصية بالحث على: تقوى الله تعالى، ومعونة الإخوان، وإسداء المعروف إليهم.

صلة الأرحام:

وأثرت عن الإمام الرضاعليه‌السلام كوكبة من الأحاديث في حث أصحابه وشيعته على صلة الأرحام كان منها ما يلي:

أ - قالعليه‌السلام : (يكون الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث ستين: فيصيّرها الله ثلاثين سنة ويفعل الله ما يشاء)(٣) .

ب - قالعليه‌السلام : (ما نعلم شيئاً يزيد في العمر إلاّ صلة الرحم حتى أنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولاً للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم

____________________

(١) وسائل الشيعة ٨ / ٤٨٣.

(٢) الدر النظيم ورقة ٢١٥.

(٣) وسائل الشيعة ١٥ / ٢٤٣.

٧٨

فينقصه الله ثلاثين سنة، ويجعل آجله إلى ثلاث سنين)(١) .

ج - قالعليه‌السلام : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : (صل رحمك ولو بشربة ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كفّ الأذى عنها، وصلة الرحم منسأة في الأجل، محبّة في الأهل)(٢) .

إنّ خير وسيلة لترابط المجتمع وتضامنه هو البر بالأرحام والإحسان إليهم فإنّ ذلك يوحّد ما بين عواطفهم ومشاعرهم؛ وبذلك تتكوّن الخلايا الصالحة التي ينشأ منها المجتمع.

من حكم بعض الأنبياء:

روى الإمام الرضاعليه‌السلام بعض الحكم القيّمة التي أدلى بها بعض الأنبياءعليهم‌السلام ، وفيما يلي بعضها:

مناجاة موسى:

قالعليه‌السلام : (إنّ موسى بن عمران لـمّا ناجى ربّه قال: يا ربّ أبعيد أنت منّي فأناديك أم قريب فأناجيك؟ فأوحى الله إليه يا موسى أنا جليس مَن ذكرني، قال موسى: إنّي أكون في حالٍ أجل أن أذكرك فيها قال يا موسى اذكرني على كل حال)(٣) .

في صحف إبراهيم:

قالعليه‌السلام : (في صحف إبراهيم: أيّها الملك المغرور إنّي لم أبعثك لتبني البناء، ولا لتجمع الدنيا، ولكن بعثتك لترد عنّي المظلوم فإنّي لا أردها ولو كانت من كافر)(٤) .

عيسى مع الحواريين:

قالعليه‌السلام : (قال عيسى للحواريين: يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا، كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا

____________________

(١) وسائل الشيعة ١٥ / ٢٤٥.

(٢) أصول الكافي ٢ / ١٥١.

(٣) الفصول المهمّة (ص ٢٢٤)، وسائل الشيعة ١ /.

(٤) تأريخ اليعقوبي.

٧٩

دنياهم)(١) .

وقد ألمحنا في البحوث السابقة إلى بعض ما أُثر عن الإمامعليه‌السلام من أحوال الأنبياء، وقد حفلت ببعض ما أدلوا به من الكلمات الحكمية.

وعظ وإرشاد:

ونقل الرواة والمؤرّخون طائفة من كلام الإمام وشعره في الوعظ، والإرشاد كان منها ما يلي:

١ - قال محمد بن عبيدة: دخلت على الرضاعليه‌السلام فبعث إلى صالح بن سعيد فوعظنا جميعاً، وكان من وعظه أنّه قال:

(قال أبو جعفر - يعني الإمام محمد الباقرعليه‌السلام - كن خيراً لا شرّ معه، كن ورقاً لا شوك معه، ولا تكن شوكاً لا ورق معه، وشرّاً لا خير معه).

ثم قال: (إنّ الله يبغض القيل والقال، وإيضاع المال وكثرة السؤال).

ثم قال: (إنّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد الله عليهم قال لهم موسى: اذبحوا بقرة، قالوا: ما لونها؟ فلم يزالوا يشدّدون حتى ذبحوا بقرة بملء جلدها ذهبا).

ثم قال: (إنّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: إنّ الحكماء ضيّعوا الحكمة لما وضعوها عند غير أهلها)(٢) .

٢ - كتب المأمون إلى الإمام يطلب منه أن يعظه فكتب إليه هذه الأبيات:

إنّك في دنيا لها مدّة

يقبل فيها عمل العاملِ

أما ترى الموت محيطاً بها

يسلب فيها أمل الآملِ

تعجّل الذنب بما تشتهي

وتأمل التوبة من قابلِ

والموت يأتي أهله بغتةً

ما ذاك فعل الحازم العاقلِ(٣)

____________________

(١) أصول الكافي ٢ / ١٣٧.

(٢) البحار ٧٢ / ٣٤٥.

(٣) أعيان الشيعة: ٤ / ق ٢ / ١٩٩، نقلاً عن الاختصاص.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

من زاره في الله عارف حقّه

فالمسّ منه على الجحيم حرامُ

ومقامه لا شكّ يحمد في غدٍ

وله بجنّات الخلود مقامُ

ولو بذاك الله أوفى ضامن

قسماً إليه تنتهي الأقسامُ

صلّى الإله على النبي محمّدٍ

وعلى علي نصرة وسلامُ

وكذا على الزهراء صلّى سرمداً

ربٌّ بواجب حقّها علاّمُ

وعليه صلّى ثم بالحسن ابتدى

وعلى الحسين لوجهه الإكرامُ

وعلى عليٍّ ذي التقى ومحمّدٍ

صلّى وكل سيد وهمامُ

وعلى المهذّب والمطهّر جعفر

أزكى الصلاة وإن أبى الأقزامُ

الصادق المأثور عنه علم ما

فيكم به تتمسّك الأقوامُ

وكذا على موسى أبيك وبعده

صلّى عليك وللصلاة دوامُ

وعلى الرضا ابن الرضا الحسن الذي

عمّ البلاد لفقده الأظلامُ

وعلى خليفته الذي لكمُ به

تمّ النظام فكان فيه تامُ

فهو المؤمّل أن يعود به الهدى

غضّاً وأن تستوثق الأحكامُ

لولا الأئمّة واحدٌ عن واحد

درس به واستسلم الإسلامُ

كلٌّ يقوم مقام صاحبه إلى

أن تنتهي بالقائم الأيامُ

يا بن النبي وحجة الله التي

هي للصلاة وللصيام قيامُ

ما من إمام غاب عنكم لم يقم

خلف له تشفى به الإرغامُ

إنّ الأئمّة تستوي في فضلها

والعلم كهل منكم وغلامُ

أنتم إلى الله الوسيلة والأولى

علموا الهدى فهمُ له أعلامُ

أنتم ولاة الدين والدنيا ومَن

لله فيه حرمة وذمامُ

ما الناس إلاّ مَن أقرّ بفضلكم

والجاحدون بهائم وسوامُ

بل هم أضلّ عن السبيل بكفرهم

والمقتدى منهم بهم أزلامُ

يدعون في دنياكم وكأنّهم

في جحدهم أنعامكم إنعامُ

يا نعمة الله التي يحبو بها

من يصطفي من خلقه المنعامُ

إن غاب منك الجسم عنّا إنّه

للروح منك إقامةٌ ونظامُ

أرواحكم موجودة أعيانها

إن عن عيون غُيّبت أجسامُ

الفرق بينك والنبي نبوّة

إذ بعد ذلك تستوي الأقدامُ

٣٦١

قبران في طوس الهدى في واحدٍ

والغي في لحدٍ يراه ضرامُ

قبران مقترنان هذا ترعة(1)

جنوية فيها يزار إمامُ

وكذاك ذلك من جهنّم حفرة

فيها يجدّد للغوي هيامُ

قرب الغوي من الزكي مضاعف

لعذابه ولأنفه الإرغامُ

إن يدن منه فإنّه لمباعد

وعليه من خلع العذاب ركامُ

وكذاك ليس يضرّك الرجس الذي

يدنيه منك جنادل ورخامُ

لا بل يريك عليك أعظم حسرة

إذ أنت تكرم واللعين يسامُ

سوء العذاب مضاعف تجري به

الساعات والأيام والأعوامُ

يا ليت شعري هل بقائمكم غداً

يغدو ويكفي للقراع حسامُ

تطفى يداي به غليلاً فيكم

بين الحشا لم ترو منه أوامُ

ولقد يهيجني قبوركم إذا

هاجت سواي معالم وخيامُ

من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى

فبمدحكم لي صبوة وغرامُ

وإلى أبي الحسن الرضا أهديتها

مرضية تلتذّها الأفهامُ

خذها عن الضبي عبدكم الذي

هانت عليه فيكم الألوامُ

إن اقض حق الله فيك فإنّ لي

حق القرى للضيف إذ يعتامُ

فاجعله منك قبول قصدي إنّه

غنم عليه حداني استغنامُ

مَن كان بالتعليم أدرك حبّكم

فمحبّتي إيّاكم إلهامُ(2)

لم اقرأ شعراً ألذّ ولا أطيب من هذا الشعر فقد حفل بروح الولاء والمودّة الخالصة لأهل البيت دعاة الله والأدلاّء على مرضاته، مضافاً إلى ما فيه من جزالة الألفاظ وجمال الأسلوب، فليس في هذه القصيدة كلمة غريبة يمجّها السمع، وينفر منها الطبع، وإنّما كانت جميع كلماتها متناسقة عذبة خفيفة على الطبع، كما حفلت بحشد من القيم العليا التي تؤمن بها الشيعة في محبتهم لأهل البيت.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض ما قاله الشعراء في تأبين الإمام، وهو يكشف عن مدى الرزيّة الشاملة، والرزء القاصم الذي مُني به المسلمون في فقدهم للإمام العظيم.

____________________

(1) الترعة: الروضة، وفي الحديث: إنّ منبري هذا على ترع من ترع الجنّة.

(2) عيون أخبار الرضا 2 / 252 - 254.

٣٦٢

فضل زيارة الإمام:

وأصبح مرقد الإمام الرضاعليه‌السلام في (خراسان) من أعز المراقد في الاسلام فقد حظي بهالة من الاكبار والتقديس بما لم يحظ به مرقد من مراقد أولياء الله تعالى، فقد تهافتت على زيارته ملايين المسلمين متقربين بذلك إلى الله تعالى، يقول محمد بن المؤمل: خرجنا مع امام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة، وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس، فرأيت من تعظيم ابن خزيمة لتلك البقعة، وتواضعه لها، وتضرعه عندها ما حيرنا(1) .

إنّ الله تعالى خصّ قبر وليه الإمام الرضاعليه‌السلام بفضيلة فقد جعله ملاذاً للمنكوبين، وملجأ لذوي الحاجات، وقد شاعت هذه المكرمة عند جميع الأوساط، وقد كتب على بعض جوانب القبر الشريف بيتين من الشعر.

مَن سرّه أن يرى قبراً برؤيته يفرج الله عمن رآه كربه فليأت ذا القبر أنّ الله أسكنه سلالة من رسول الله منتجبة(2) .

وقد تواترت الأخبار، بفضل زيارة الإمام الرضاعليه‌السلام ، وهذه بعضها:

1 - روى جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: حدثني سيد العابدين علي بن الحسين عن سيد الشهداء الحسين بن علي عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ستدفن بضعة منّي بأرض (خراسان) ما زارها مكروب إلاّ نفس الله كربته، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنوبه(3) .

2 - روى محمد بن عمارة عن أبيه عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه عن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(1) تهذيب التهذيب 7 / 388.

(2) الدر النظيم ورقة 214.

(3) عيون أخبار الرضا 2 / 258.

٣٦٣

(ستدفن بضعة منّي بأرض (خراسان) لا يزورها مؤمن إلاّ أوجب الله عزّ وجل له الجنّة، وحرّم جسده على النار)(1) .

3 - روى الحسن بن علي الوشاء قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام : إني سأقتل بالسم مظلوماً، فمَن زارني عارفاً بحقّي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر(2) .

4 - روى سليمان بن جفص المروزي قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ ابني عليّاً مقتول بالسم ظلماً، ومدفون إلى جنب هارون بطوس، مَن زاره كمَن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (3) .

5 - روى الصقر بن دلف(4) قال: سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضاعليه‌السلام يقول: مَن كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدّي الرضاعليه‌السلام بطوس، وهو على غسل، وليصلِّ عند رأسه ركعتين، وليسأل الله حاجته في قنوته، فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في إثم، أو قطيعة رحم، وإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله من النار وأحلّه إلى دار القرار(5).

إلى غير ذلك من الأخبار التي أثرت عن أئمّة الهدىعليهم‌السلام وهي تحث على زيارة مرقد الإمام الرضاعليه‌السلام ، وتذكر المزيد من الأجر لـمَن حظي بزيارته.

ولمرقد الإمامعليه‌السلام أهمية بالغة عند ملوك المسلمين، فقد قام الملك الشاه عباس بتذهيب القبّة الشريفة التي هي على القبر، وقد بذل لها من خالص ماله، وقد استغرقت مدّة بنائها ست سنين، ولـمّا تمّ بناؤها في سنة (1016 ه‍) مضى شاه عباس ماشياً من (أصفهان) إلى (خراسان) لزيارة المرقد الطاهر(6) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضا 2 / 255.

(2) عيون أخبار الرضا 2 / 261.

(3) عيون أخبار الرضا 2 / 260.

(4) في رواية المصقر بن خلف.

(5) عيون أخبار الرضا 2 / 262.

(6) أعيان الشيعة 4 / ق 2 / 214.

٣٦٤

وقد حظي المرقد المعظّم بعناية بالغة من قَبل الملوك الإيرانيين ووزرائهم، وسائر المحسنين من ذوي الثراء العريض فأوقفوا له العمارات، والأراضي الواسعة، وأرصدوا له بنوكاً خاصة تدر بملايين الأموال، وقد تولّى فريق من الجيش الإيراني حراسة المرقد والقيام بخدمته، كما أقيمت بالقرب من المرقد مكتبة نفيسة، تعد في طليعة مكتبات الشرق الأوسط، فقد حفلت بما يزيد على أربعين ألف مخطوط، أمّا الكتب المطبوعة فتعد بمئات الآلاف، وقد حوت جميع أنواع العلم القديمة والحديثة، وبالقرب من المرقد الشريف أقيم مضيف للإمام الرضاعليه‌السلام يتولّى إطعام الزائرين وينفق على جميع ذلك من المصارف والبنوك التي هي وقف للإمام الرضاعليه‌السلام .

وبهذا تنطوي الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب، وأكرّر ما أعلنته في مقدّمة الكتاب من أنّ فضائل الإمامعليه‌السلام ، وما أثر عنه من روائع الحكم والآداب لم يلم بها هذا الكتاب، وإنّما احتوى على دراسة موجزة ويسيرة عنه، سائلاً من الله أن يتقبّل ذلك، إنّه تعالى وليّ التوفيق.

٣٦٥

٣٦٦

الفهرس

تقديم. 8

علل الأحكام وغيرها 10

المسائل الكلامية: 11

علل الأحكام الشرعية: 16

غسل العيدين والجمعة: 17

غسل الميت: 18

غسل مسّ الميت: 19

الوضوء: 19

أفعال الوضوء: 20

الصلاة: 22

أذان الصلاة: 23

فصول الأذان: 23

فصول الصلاة: 26

صلاة الجمعة: 32

صلاة المسافر: 35

المسافة الموجبة للقصر: 35

سقوط نوافل النهار: 36

الصلاة على الميت: 37

التكبيرات الخمس على الميت: 37

تغسيل الأموات: 38

تكفين الأموات: 38

دفن الأموات: 38

صلاة الكسوف: 39

الحكمة في كيفية صلاة الآيات: 39

عيد الفطر: 39

صلاة العيد: 40

٣٦٧

الصوم: 40

شهر رمضان: 41

اقتصار الصوم على شهر رمضان: 41

ترك الحائض للصوم والصلاة: 42

قضاء الحائض للصوم: 42

قضاء شهر رمضان: 43

الصوم بدل تحرير الرقبة: 44

صيام شهرين متتابعين: 44

التتابع في صيام شهرين: 44

الحج: 44

وجوب الحج: 44

الحج مرة واحدة: 45

الإحرام: 46

الطواف بالبيت: 46

استلام الحجر: 47

الحج في ذي الحجة: 47

كلمة فيليب حتي في الحج: 48

الزكاة: 48

علل بعض المحرمات: 49

عقوبة الزاني: 50

الشهادة المثبتة للزنا: 50

كراهة أكل لحوم البغال: 58

زواج الرجل بأربعة نسوة: 58

الطلاق ثلاثاً: 58

المطلقة تسع تطليقات: 59

ميراث المرأة: 59

أحوال الأنبياء والأمم السالفة: 60

٣٦٨

غرق فرعون: 60

أولو العزم: 62

الحواريون: 62

علل بعض الشؤون الإسلامية: 63

القرآن غض: 63

علي قسيم الجنة والنار: 63

عدم إرجاع فدك: 64

صحابة النبي (ص): 64

انحراف الناس عن علي (ع): 65

سكوت الإمام عن أخذ حقه: 65

جوامع الكلم. 68

فضل العقل: 68

التفكر في أمر الله: 69

محاسبة النفس: 70

الحلم: 70

الصمت: 70

التواضع: 70

الخصال الكريمة في المؤمن: 71

أحسن الناس وأسوأ الناس: 71

العجب المفسد للعمل: 72

الذنوب: 72

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 73

مَن أحبّ عاصياً: 73

خيار الناس: 73

شرف العمل: 73

تمامية العقل: 74

حقيقة التوكّل على الله: 74

٣٦٩

أركان الإيمان: 75

خصال كريمة: 75

شكر النعم: 75

وصاياه ونصائحه: 75

صلة الأرحام: 78

من حكم بعض الأنبياء: 79

مناجاة موسى: 79

في صحف إبراهيم: 79

عيسى مع الحواريين: 79

وعظ وإرشاد: 80

كلماته القصار: 82

أصحابه ورواة حديثه 86

إبراهيم بن العبّاس: 87

وفادته على الإمام: 87

حرقه لديوان شعره: 89

نموذج من كتابته: 89

وفاته: 89

هجاؤه: 124

هجاؤه للرشيد: 124

هجاؤه للمعتصم: 125

هجاؤه للواثق: 126

إلى جنّة المأوى: 127

كراهة المسلمين للحكم العبّاسي: 176

الفتن والثورات الشعبية: 178

مفجر الثورة: 178

انضمام أبي السرايا إلى الثورة: 179

التقاء أبي السرايا بمحمد: 180

٣٧٠

إعلان الثورة: 180

وفاة الزعيم محمد: 181

التنكيل بالعلويين: 185

رسالة الخوارزمي: 187

مع الواقفية: 191

شجب الامام للواقفية: 192

الإمام مع الحسين بن مهران: 193

مشكلة خلق القرآن: 197

الكذب على الأئمّة: 198

في عهد الرشيد والأمين والمأمون. 201

هارون الرشيد: 201

التحلّل: 202

مع الإمام الرضا: 204

وشاية عيسى بن جعفر بالإمام: 205

وشاية يحيى بالإمام: 205

دعاء الإمام على البرامكة: 205

كبس دار الإمام: 206

رسالة سفيان لهارون: 207

حكومة الأمين: 209

احتجابه عن الرعية: 210

خلعه للمأمون: 211

الرشيد هو المسؤول عن هذه الأحداث: 212

الحروب الطاحنة: 212

محاصرة بغداد: 213

قتل الأمين: 215

حكومة المأمون: 217

صفات المأمون: 218

٣٧١

رد فدك للعلويين: 227

إشادته بالإمام أمير المؤمنين: 227

انتقاصه لمعاوية: 230

استدلاله على إمامة الإمام علي: 230

المأمون: 230

علماء الحديث: 231

مناقشة المأمون: 233

جواب المأمون: 235

مع علماء الكلام: 245

أسئلة المأمون للعلماء: 249

عقده بولاية العهد للإمام: 252

زيف تشيّعه: 253

أسباب تظاهره بالتشيّع: 257

منهج حكمه: 258

الإمام الرضا عليه‌السلام وولاية العهد. 259

دوافع المأمون: 260

رسالة الفضل إلى الإمام: 262

موقف الإمام: 263

رسل المأمون إلى الإمام: 263

الإمام يودّع قبر النبي: 264

الإمام يأمر أهله بالبكاء عليه: 264

إقامة ولده الجواد مقامه: 265

إلى بيت الله الحرام: 265

إلى خراسان: 265

في نيسابور: 266

الحديث الذهبي: 266

إلى طوس: 268

٣٧٢

استقبال المأمون للإمام: 269

عرض الخلافة على الإمام: 269

المبرّرات المزعومة للمأمون: 270

زيف مبرّراته: 271

عرض ولاية العهد على الإمام: 271

إرغام الإمام: 272

شروط الإمام: 273

نص وثيقة ولاية العهد: 273

محتويات وثيقة ولاية العهد: 278

محتويات ما كتبه الإمام: 279

محتوى كتابة الفضل: 280

البيعة للإمام: 281

كيفية البيعة: 281

الإمام يخبر بعدم تمامية هذا الأمر: 281

خطبة المأمون: 282

خطبة الإمام الرضا: 282

خطبة العبّاس: 282

الممتنعون من البيعة للإمام: 283

تنفيذ حكم الإعدام فيهم: 283

قرارات هامّة: 284

زواج الإمام بابنة المأمون: 286

البيعة للإمام في جميع الأقطار: 286

ناقدون للإمام: 289

الناقمون على المأمون: 291

خلع المأمون: 291

البيعة لإبراهيم بن شكلة: 291

رسالة المأمون للعبّاسيين: 292

٣٧٣

شؤون الإمام في (خراسان) 303

وفادة الشعراء على الإمام: 303

جائزة الإمام لدعبل: 304

جائزة إبراهيم من الإمام: 305

القصيدة الخالدة لدعبل: 305

إنفاق جميع ما عنده: 315

خطبة الإمام في التوحيد: 315

الخطبة التي كتبها الإمام للمأمون: 319

المأمون يطلب من الإمام محاسن الشعر: 320

رسالة الإمام إلى ولده الجواد: 321

كتاب الحباء والشرط: 322

توقيع المأمون: 327

توقيع الإمام الرضا: 327

مع أخيه زيد: 328

مع أخته فاطمة: 329

صلاة العيد: 330

استسقاء الإمام: 331

دعاء الإمام: 332

خطاب الإمام: 333

عتاب وتحذير: 334

خشية المأمون من الإمام: 335

عدم محاباة الإمام للمأمون: 337

الإمام يرفض تعيين الولاة: 339

الإمام يخبر بعدم دخوله بغداد: 340

الإمام والفضل بن سهل: 340

عرض كاذب لاغتيال المأمون: 341

وشاية بالإمام: 342

معارضته للإمام: 342

٣٧٤

نهاية المطاف.. 345

نصيحة الإمام للمأمون: 346

عزم المأمون على الرجوع إلى بغداد: 347

حمّام سرخس: 347

مصرع الفضل: 348

اغتيال الإمام: 348

أقوال شاذّة: 348

إلى جنّة المأوى: 350

رياء المأمون: 353

إخفاء موت الإمام: 353

تشييع جثمان الإمام: 353

في مقرّه الأخير: 354

إقامة المأمون على قبر الإمام: 354

المأمون مع هرثمة: 354

عمر الإمام: 355

رثاء الإمام: 356

فضل زيارة الإمام: 363

٣٧٥