تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي14%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 141350 / تحميل: 8923
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

قـل لابـن عباس سمي محمد

لا تـعطين بـني عدي درهما

احـرم بـني تيم بن مرة أنهم

شـر الـبرية آخـراً، ومقدما

إن تـعطهم لا يشكروا لك نعمة

ويـكافؤوك بـأن تـذم وتشتما

وإن ائـتـمنتهم أو اسـتعملتهم

خانوك، واتخذوا خراجك مغنما

ولـئن مـنعتهم لـقد بـدؤوكم

بـالمنع، إذ ملكوا وكانوا أظلما

مـنعوا تـراث مـحمد أعمامه

وابـنيه، وابـنته عديلة مريما

وتـأمروا من غير أن يستخلفوا

وكـفى بـما فعلوا هنالك مأثما

لـم يـشكروا لـمحمد إنـعامه

أفـيشكرون لـغيره إن أنـعما

والله مــن عـلـيهم بـمحمد

وهداهم، وكسا الجنوب، وأطعما

ثـم انـبروا لـوصيه وولـيه

بـالمنكرات، فـجرعوه العلقما

قال: فرمى بها إلى عبد الله معاوية بن يسار، الكاتب للمهدي، ثم قال: إقطع العطاء، فقطعه. وانصرف الناس. ودخل السيد إليه، فلما رآه ضحك، وقال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل. ولم يعطهم شيئاً..)(١) .

ونرى السيد الحميري في مناسبة أخرى ينشد المنصور أبياتاً يهجو بها سوارا القاضي، من جملتها:

إن سـوار بن عبد

الله من شر القضاء

نـعثلي، جـملي

لكم غير مواتي(٢)

____________

(١) الأغاني ج ٧ ص ١٦، طبع دار الفكر، والغدير ج ٢ ص ٢٥٤، ٢٥٥، والأدب في ظل التشيع ص ٢٠٧، ومستدرك أخبار السيد الحميري للمرزباني ص ٥٨، باختصار وديوان السيد الحميري ص ٣٧٧، ٣٧٨، نقلاً عن الأولين، وعن: أعيان الشيعة ج ١٢ ص ١٧٨، وتاريخ الإسلام ج ٢ ص ١٤٧، وتاريخ آداب اللغة العربية ج ٢ ص ٦٧، ٦٨.

(٢) طبقات الشعراء لابن المعتز ص ٣٤، والأغاني ج ٧ ص ٢٦١، والغدير ج ٢ ص ٢٥٦.

٦١

ويقول القاسم بن يوسف:

هـاشم فـخر قـصي كلها

أيـن تـيم وعدي والفخار

لـهم أيـد طوال في العلى

ولـمن سـاماهم أيد قصار

لـهم الـوحي وفـيهم بعده

آمـر الحق وفي الحق منار

وهــم أولـى بـأرحامهم

في كتاب الله إن كان اعتبار

مـا بـعيد كـقريب سـبباً

لا ولا يعدل بالطرف الحمار

إلى أن قال:

خـسر الآخـذ مـا ليس له

عمد عين والشريك المستشار

ولـفـيف ألـفـوا بـينهم

بـيعة فيها اختلاط وانتشار

ورسـوله الله لـم يدفن فما

شـغل القوم اغتمام وانتظار

كان منهم قبل آل المصطفى

أن يلوا الأمر حذار ونفار(١)

إلى آخر الأبيات.

والقاسم بن يوسف معاصر لكل من الرشيد والمأمون، وتوفي سنة ٢١٣ ه‍.

وكل ما ذكرناه يدل على إنكار العباسيين لشرعية خلافة أبي بكر وعمر. ومثل ذلك كثير لا مجال لنا هنا لاستقصائه، وحسبنا هنا أقوال المؤرخين، فإنها القول الفصل، والحكم العدل.

هذا ما كان في بداية الأمر. أي أنهم كانوا يصلون حبل وصايتهم بعليعليه‌السلام ، وينكرون شرعية خلافة الثلاثة، ثم عدلوا عن ذلك بعد فترة. وذلك لما يتضمنه من الاعتراف بأن الوصاية كانت في ولد عليعليه‌السلام .

____________

(١) الأوراق للصولي ص ١٨٠، وأخبار شعراء الشيعة للمرزباني ص ١٠٨ ـ ١٠٩.

٦٢

فأسس المهدي فرقة(١) تدعي: أن الإمام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو العباس بن عبد المطلب، ثم ابنه عبد الله، ثم ابنه علي، ثم ابنه محمد. وهكذا إلى أن ينتهي الأمر إليهم. هذا. مع الاستمرار على البراءة من أبي بكر، وعمر، وعثمان. ولكنهم أجازوا بيعة علي ابن أبي طالب، لأن العباس نفسه كان قد أجازها(٢) . وتسمى هذه الفرقة ب‍: (الراوندية والشيعة العباسية).

ولكننا لا نجد لهذه الفرقة أثراً في عصر المأمون، لأن سياسة الخليفة قد اقتضت تجميد هذه المقالة، ولو لفترة من الزمان كما سنوضحه وعلى كل حال فيقول منصور النمري يمدح الرشيد:

لـولا عدي وتيم لم تكن وصلت

إلـى أمـية تـمريها وترتضع

إن الـخلافة كانت إرث والدكم

من دون تيم، وعفو الله متسع(٣)

____________

(١) هذا. ولكن الذي يبدو هو أن صاحب الفكرة الحقيقي هو المنصور. كما يظهر من رسالته لمحمد بن عبد الله بن الحسن، ومن كثير من كلماته، وخطبه. والمهدي كان هو المنفذ لها، والمخرج من عالم القوة إلى عالم الفعل.. بل لقد سار المنصور في إشاعة هذه الفكرة، وتركيزها شوطا بعيداً، حتى لقد تقرب إليه بها الشعراء، فهذا السيد الحميري يقول ـ على ما يرويه لنا المرزباني في أخباره ص ٣٧ ويروي أيضاً مكافأة المنصور المهمة له على ذلك ـ يقول السيد:

يا رهط أحمد إن من أعطاكم

مـلك الورى وعطاؤه أقسام

رد الـخلافة والوراثة فيكم

وبـنو أمية صاغرون رغام

لـمتمم لـكم الـذي أعطاكم

ولـكم لـديه زيـادة وتمام

أنـتم بـنو عم النبي عليكم

من ذي الجلال تحية وسلام

وورثـتموه وكـنتم أولى به

إن الـولاء تحوزه الأرحام

إلى غير ذلك مما لا مجال لنا لتتبعه واستقصائه.

(٢) فرق الشيعة للنوبختي ص ٤٨، ٤٩، وتاريخ ابن خلدون ج ٣ ص ١٧٣، ومروج الذهب للمسعودي ج ٣ ص ٢٣٦، إلا أن النوبختي ذكر أنهم لم يجيزوا حتى بيعة علي أيضاً.

(٣) طبقات الشعراء لابن المعتز ص ٢٤٤، والشعر والشعراء ص ٥٤٦.

٦٣

تشجيع الخلفاء لهذا الاتجاه:

وقد شجع الخلفاء هذه النحلة، أو فقل هذا الاتجاه، واستمروا يناصرونه إلى زمن هارون.

وقد حصل مروان ابن أبي حفصة من الخليفة العباسي (المهدي) على أعظم جائزة تعطى لشاعر في تلك الفترة، على قوله مخاطبا آل علي:

هل تطمسون من السماء نجومها

بـأكفكم أو تـسترون هـلالها

أو تـدفعون مـقالة عـن ربكم

جـبريل بـلغها الـنبي فقالها

نـزلت مـن الأنـفال آخر آية

بـتـراثهم، فـأردتم إبـطالها

يشير إلى آية: (أولوا الأرحام..).

فزحف المهدي من صدر مصلاه إعجاباً، وأعطاه مئة ألف درهم، لكل بيت ألف درهم. وكانت هذه أول مئة ألف تعطى لشاعر في دولة بني العباس(١) .

وأعطاه هارون بدوره على هذه الأبيات، بعد أن أصبح خليفة مئة ألف أيضاً.

كما أن المهدي قد أعطى مروان هذا على قوله:

أنى يكون وليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام

أعطاه ثلاثين ألفاً من صلب ماله، وكساه جبة، ومطرفاً، وفرض على أهله ومواليه ثلاثين ألفاً أيضاً(٢) .

____________

(١) تاريخ بغداد ج ١٣ ص ١٤٤، ١٤٥، ومرآة الجنان ج ١ ص ٣٢١.

(٢) ولكن في العقد الفريد ج ١ ص ٣١٢، الطبعة الثالثة، والمحاسن والمساوي ص ٢١٩: أنه أخذ منه ثلاثين، ومن أهل بيته سبعين. ولعل هذا هو الأقرب إلى الواقع، فقد ذكر في المحاسن والمساوي ص ٢٢٠: أن مروان هذا قال في هذه المناسبة: بسبعين ألفاً راشي من حبائه وما نالها في الناس من شاعر قبلي بل هذا البيت يدل على أن السبعين كانت منه، لا من أهل بيته..

وفي طبقات الشعراء ص ٥١ اكتفى بالقول: أنه أخذ بهذا البيت مالاً عظيماً..

٦٤

وينسب هذا الشعر لبشار بن برد كذلك.

وبعد ذلك يقف مروان بن أبي الجنوب (ويقال: بل مروان بن أبي حفصة، وقد أنشدها المتوكل، على ما في الغدير ج ٤ ص ١٧٥)، وينشد الخليفة قصيدته التي مطلعها:

لـكم تـراث مـحمد

وبعدلكم تشفى الظلامة

إلى أن يقول:

مـا للذين تنحلوا

ميراثكم إلا الندامة

فيخلع عليه أربع خلع، وينثر ثلاثة آلاف دينار، يأمره بالتقاطها، ويعطيه عشرة آلاف درهم،. ثم يعقد له ـ مع ذلك كله ـ ولاية على البحرين واليمامة(١) .

بل لقد تمادى هارون، وأراد أن يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أراد أن ينكر حتى شرعية خلافة الإمام عليعليه‌السلام ، فأحضر (أبا معاوية الضرير) وهو أحد محدثي المرجئة(٢) ، وقال له: (هممت أنه من يثبت خلافة علي فعلت به وفعلت..). فنهاه أبو معاوية عن ذلك، واستدل له بما أعجبه، فارتدع، وانصرف عما كان عزم عليه (٣) .

____________

(١) راجع: الكامل لابن الأثير ج ٧ ص ٣٨، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الثاني، جزء ٣، ص ٢٢٨.

(٢) المرجئة الأولى كانوا لا يتولون عثماناً ولا علياً، ولا يتبرأون منهما.

(٣) راجع تفصيل ذلك في تاريخ بغداد ج ٥ ص ٢٤٤، ونكت الهميان في نكت العميان ص ٢٤٧.

٦٥

بل إن بعض النصوص التاريخية تفيد أن المهدي أيضاً كان لا يريد أن يجيز بيعة عليعليه‌السلام (١) .

الإمام علي في ميزان الاعتبار:

وإذا ما عرفنا أن إظهار المأمون حبه لعلي بن أبي طالب، وولده، ليس إلا لظروف سياسية معينة كما سيأتي توضيحه. فإننا سوف نرى أنفسنا مقتنعين بأن تأرجح الإمام عليعليه‌السلام في ميزان الاعتبار في تلك الفترة والتي بعدها عند العباسيين، لم يكن إلا أمراً ظاهريا أملته الظروف السياسية، والاجتهادات المختلفة في أساليب مواجهة العلويين.

ولهذا نرى ارتباكهم في ذلك ظاهراً للعيان من وقت لآخر، ومن فترة لأخرى. وهكذا. نجد أن الإمام علياً لم يكن معتبراً عند المأمون، وغير معتبر عند المنصور والرشيد، بل هو غير معتبر عندهم جميعاً.. ولسنا هنا في صدد تحقيق هذا الأمر، ولكن قد تكفي الإشارة في كثير من الأحيان.

____________

(١) فقد ذكر ابن الأثير في الكامل ج ٥ ص ٧٢، والطبري في تاريخه حوادث سنة ١٦٩ ه‍.: أن المهدي عندما رأى في وصية القاسم بن مجاشع التميمي المروزي عبارة: (.. ويشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأن علي بن أبي طالب وصي رسول الله، ووارث الإمامة من بعده. الخ).. رماها من يده، ولم ينظر في باقيها..

كما أنه عندما ذهب لعيادة أبي عون، الذي كان من كبار رجال الدعوة، والذي أرسله أبو مسلم في ثلاثين ألفاً في طلب مروان بن محمد، وكان هو الذي أنهى أمره في مصر على ما في الإمامة والسياسة ج ٢ ص ١١٦، ١١٩، ١٢٠. ـ عندما ذهب المهدي لعيادته ـ، وطلب منه أبو عون أن يرضى عن ولده، الذي كان يرى رأي الشيعة في الخلافة، أجاب: أنه على غير الطريق، وعلى خلاف رأينا. فقال له أبو عون: هو والله يا أمير المؤمنين، على الأمر الذي خرجنا عليه، ودعونا إليه، فإن كان قد بدا لكم، فمرونا، حتى نطيعكم.. راجع الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الأول، جزء ٢ ص ٥٦٩، وقاموس الرجال ج ٥ ص ٣٧٣، والطبري، وغير ذلك.

٦٦

استغلال لقب المهدي:

هذا.. ونلاحظ: أن المنصور أيضاً قد حاول أن يقارع العلويين بالحجة، ولكن بنحو آخر، وأسلوب آخر..

فإنه عندما رأى أن الناس قد قبلوا على نطاق واسع (ما عدا الإمام الصادقعليه‌السلام ) بأن محمد بن عبد الله العلوي هو المهدي.. حاول أن يموه هو بدوره على الناس، فلقب ولده، والخليفة بعده ب‍ـ (المهدي) من أجل أن يصرف الناس عن محمد بن عبد الله هذا..

فقد أرسل مولى له إلى مجلس محمد بن عبد الله، وقال له: (اجلس عند المنبر، فاسمع ما يقول محمد) قال: فسمعته يقول:

إنكم لا تشكون أني أنا المهدي، وأنا هو (فأخبرت بذلك أبا جعفر، فقال): كذب عدو الله، بل هو ابني)(١) .

ثم. ومن أجل إقناع الناس بهذا الأمر، وجد المنصور من يضع له الأحاديث، ويكذب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وطبق واضعوها (مهدي الأمة) على ولده الخليفة (المهدي)(٢) . ويقول القاضي النعمان الإسماعيلي في أرجوزته:

____________

(١) مقاتل الطالبيين ص ٢٤٠، والمهدية في الإسلام ص ١١٧.

(٢) تجد بعض هذه الأحاديث في: الصواعق المحرقة ٩٨، ٩٩، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٥٩، ٢٦٠، ٢٧٢، والبداية والنهاية ج ٦ ص ٢٤٦، ٢٤٧، وغير ذلك.

٦٧

مــن انـتظاره وقـد تـسمى

بـهـذه الأسـماء نـاس لـما

تـغـلبوا لـيـجعلوها حـجـة

فـعدلوا عـن واضـح المحجة

إذ مـثـلوا الـجوهر بـالأشباه

مـنـهم مـحمد بـن عـبد الله

ابـن عـلي مـن بـني العباس

ذوي التعدي الزمرة الأرجاس(١)

وقد أقر أحمد أمين المصري بكذب هذه الأحاديث، ووضعها(٢) ، كما أقر غيره بذلك..

بل إن المنصور نفسه ـ الذي كان قد اعترف بمهدوية محمد بن عبد الله العلوي، وتبجح، وافتخر بها(٣) ـ قد كذب نفسه في ذلك، وكذبها في مهدوية ولده أيضاً.

يقول مسلم بن قتيبة: (أرسل إلي أبو جعفر، فدخلت عليه، فقال: قد خرج محمد بن عبد الله، وتسمى بالمهدي، ووالله، ما هو به، وأخرى أقولها لك. لم أقلها لأحد قبلك، ولا أقولها لأحد بعدك.. وابني والله، ما هو بالمهدي، الذي جاءت به الرواية، ولكنني تيمنت به، وتفاءلت به..)(٤) والخليفة المهدي نفسه يقر بأن أباه فقط يروي أنه المهدي الذي بعده في الناس (٥) .

وأما اتخاذهم الزندقة ذريعة للقضاء على خصومهم، سواء من العلويين، أو من غيرهم.. فسيأتي توضيحه إن شاء الله تعالى.

____________

(١) الأرجوزة المختارة ص ٣١.

(٢) ضحى الإسلام ج ٣ ص ٢٤٠.

(٣) مقاتل الطالبيين ص ٢٣٩، ٢٤٠، والمهدية في الإسلام ص ١١٦، وجعفر بن محمد لعبد العزيز سيد الأهل ص ١١٦، (٤) مقاتل الطالبيين ص ٢٤٧، والمهدية في الإسلام ص ١١٧.

(٥) الوزراء والكتاب ص ١٢٧.

٦٨

وكل ذلك لم يكفهم:

ولكن العباسيين قد وجدوا أن ذلك كله لم يكن ينطلي على أحد، وأن الأمور ـ مع ذلك ـ تسير في غير صالحهم، ولهذا فإن من الأفضل والأجدى لهم أن لا يفسحوا المجال للعلويين للمنطق والحجاج، فإن ذلك من شأنه أن يظهر كل ما كان يتمتع به العلويون من خصائص ومميزات عليهم. هذا إن لم ينته الأمر بفضيحة ساحقة للعباسيين، وكشف حقيقتهم وواقعهم أمام الملأ، الأمر الذي كان يزعجهم، ويقض مضاجعهم إلى حد كبير..

وإذن.. فإن من الحكمة أن يتبعوا أساليب أخرى من أجل القضاء على العلويين..

ولم تكفهم مراقبتهم لهم، حتى لم يكونوا يغفلون عنهم طرفة عين أبداً، من أجل التعرف على أحوالهم، وإحصاء كل حركاتهم، ابتداء من السفاح، ثم اتبعه الخلفاء على ذلك من بعده.

كما لم يكفهم.. التهديد والوعيد الذي كانوا يواجهونهم به، بهدف إضعاف شخصياتهم، وتحطيم معنوياتهم..

كما لم يكفهم مصادرة أموالهم، وهدم بيوتهم، ومنعهم من السعي من أجل الحصول على لقمة العيش، حتى لقد بلغ البؤس بهم أن: العلويات كن يتداولن الثوب الواحد من أجل الصلاة(١) .

وكذلك لم يكفهم. عزلهم عن الناس، ومنع كل أحد من الوصول إليهم، تمهيداً لتشويه سمعتهم بما أمكنهم من أساليب الكذب والافتراء، وإن كانت سيرتهم الحميدة، وخصوصاً أهل البيت منهم، كانت تدفع كل شائعة، وسلوكهم المثالي يدحض كل افتراء.

____________

(١) كان ذلك في زمن المتوكل، راجع: بند تاريخ ج ١ ص ٧٢، ومقاتل الطالبيين ص ٥٩٩.

٦٩

وأما الاضطهاد والتشريد، وزج العشرات والمئات منهم في السجون الرهيبة، التي كان من يدخل إليها لا يأمل بالخروج منها، حيث إن دخول السجن إنما كان يعني في الحقيقة دخول القبر.. وأما دسهم السم لكل شخصية لا يستطيعون الاعتداء عليها جهاراً ـ أما ذلك ـ فلم يكن ليكفيهم أيضاً، ولا ليقنعهم قطعا. حيث إنهم إنما كانوا متعطشين إلى الولوغ في دمائهم، ومشتاقين إلى التفنن في تعذيبهم، واختراع أساليب جديدة في ذلك، فسمروا بالحيطان من سمروا، وأماتوا جوعاً من أماتوا، ووضعوا في الأسطوانات منهم من وضعوا. إلى غير ذلك مما يظهر لكل من له أدنى اطلاع على تاريخهم، وتاريخ سلوكهم مع أبناء عمهم العلويين..

وأما قتلهم لهم جماعات، فأشهر من أن يحتاج إلى بيان.. وقضية المنصور مع بني حسن لا يكاد يخلو منها كتاب تاريخي. وكذلك قضية الستين علوياً، الذين قتلوا بأمر من الخليفة (المنصور) باستثناء غلام منهم، لا نبات بعارضيه(١) .

____________

(١) هذا ما نقله في شرح شافية أبي فراس ص ١٧٤ عن الدر النظيم، عن أحمد بن حنبل، الذي رأى رجلاً متعلقا بأستار الكعبة، يضرع إلى الله بالمغفرة، وأقر له بأنه بنى على هؤلاء ما عدا الغلام المذكور بأمر من المنصور.. وفي عيون أخبار الرضا ج ١ ص ١٠٨، فما بعدها، وشرح ميمية أبي فراس ص ١٧٦، ١٧٧، والبحار ج ٤٨ ص ١٧٦ فما بعدها. قصة شبيهة بهذه ينقلها عن حميد بن قحطبة الذي كان يفطر في شهر رمضان، ليأسه من مغفرة الله، لأنه قتل ستين علوياً في ليلة واحدة بأمر من الرشيد.. ولكن الظاهر أن ذكر الرشيد اشتباه من الراوي، ولعله عمدي، لأن حميدا قد مات سنة ١٥٨، على ما صرح به في البحار ج ٤٨ ص ٣٢٢، وخلافة هارون الرشيد إنما بدأت سنة ١٧٠، ولعل القصة الحقيقية هي ما عن أحمد بن حنبل، وإنما حرفها المحرفون لحاجة في نفس يعقوب، لا تخفى على المتتبع الخبير، والناقد البصير.

٧٠

موقف كل خليفة منهم على حدة:

وإننا من أجل أن نلم بموقف كل خليفة منهم على حدة من أبناء عمهم العلويين، نقول:

أما السفاح:

فقد قال عنه أحمد أمين: (.. وكانت حياته حياة سفك للدماء، وقضاء على المعارضين..)(١) .

وقال عنه الجنرال جلوب: (.. وكان السفاح والمنصور قد نُشِئا نشأة المتآمرين، ولذا وطدا ملكهما ـ بعد نجاح الثورة ـ بكثير من سفك الدماء، ولا سيما من دماء أولاد أعمامهم، من بني أمية، وبني علي بن أبي طالب..)(٢) .

ويقول الخوارزمي عن السفاح: (.. وسلط عليهم -يعني على العلويين- أبا مجرم، لا أبا مسلم، يقتلهم تحت كل حجر ومدر، ويطلبهم في كل سهل، وجبل..)(٣) .

ومن ذلك يعلم أن إظهاره اللين اتجاههم أمام الناس ما كان إلا من أجل تثبيت دعائم حكمه، وتحكيم قواعد سلطانه، لكنه لم يغفل لحظة واحدة عن مراقبتهم، والتجسس على أحوالهم، بل وقتلهم، إذا ما سنحت الفرصة له لذلك، كما قدمنا.

____________

(١) ضحى الإسلام ج ١ ص ١٠٥.

(٢) إمبراطورية العرب ص ٤٩٩.

(٣) رسائل الخوارزمي ص ١٣٠، وضحى الإسلام ج ٣ ص ٢٩٦، ٢٩٧، وسيأتي شطر من هذه الرسالة. راجع ما علقناه على هذه الفقرة في فصل: قيام الدولة العباسية.

٧١

وأما المنصور:

الذي لم يتورع عن قتل ابن أخيه السفاح(١) ، وعمه عبد الله بن علي. وأبي مسلم. مؤسس دولته. والذي سافر سنة ١٤٨ ه‍. إلى الحج، وعزم على القبض على الإمام الصادقعليه‌السلام ، إن كان لم يتم له ذلك(٢) .

والذي سمى نفسه المنصور بعد انتصاره على العلويين(٣) .

أما المنصور هذا. فهو أول من أوقع الفتنة بين العباسيين والعلويين(٤) . وقد اعترف عندما عزم على قتل الإمام الصادق عليه‌السلام ، بعدد ضخم من ضحاياه من العلويين، حيث قال: (.. قتلت من ذرية فاطمة ألفاً، أو يزيدون، وتركت سيدهم، ومولاهم، وإمامهم، جعفر بن محمد) (٥) .

ولقد كان هذا القول منه في حياة الإمام الصادقعليه‌السلام ، أي في صدر خلافة المنصور. فكيف بمن قتلهم بعد ذلك!!

وقد ترك خزانة رؤوس ميراثاً لولده المهدي، كلها من العلويين، وقد علق بكل رأس ورقة كتب فيها ما يستدل به على صاحبه، ومن بينها رؤوس شيوخ، وشبان، وأطفال(٦) .

____________

(١) تاريخ التمدن الإسلامي المجلد الثاني جزء ٤ ص ٤٩٤، نقلاً عن: نفح الطيب ج ٢ ص ٧١٥.

(٢) النجوم الزاهرة ج ٢ ص ٦.

(٣) التنبيه والإشراف ص ٢٩٥، وطبيعة الدعوة العباسية ص ١١٩.

(٤) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٦١، ومروج الذهب ج ٤ ص ٢٢٢. وشرح ميمية أبي فراس ص ١١٧، ومشاكلة الناس لزمانهم لليعقوبي ص ٢٢، ٢٣.

(٥) شرح ميمية أبي فراس ص ١٥٩، والأدب في ظل التشيع ص ٦٨.

(٦) تاريخ الطبري ج ١٠ ص ٤٤٦، والنزاع والتخاصم للمقريزي ص ٥٢، وغير ذلك.

٧٢

وهو الذي يقول لعمه عبد الصمد بن علي، عندما لامه على أنه يعاجل بالعقوبة، حتى كأنه لم يسمع بالعفو ـ يقول له ـ: (إن بني مروان لم تبل رممهم، وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم ـ ونحن بين قوم رأونا بالأمس سوقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا إلا بنسيان العفو، واستعمال العقوبة..)(١) .

وهو الذي يقول للإمام الصادقعليه‌السلام : (لأقتلنك، ولأقتلن أهلك، حتى لا أبقي على الأرض منكم قامة سوط..)(٢) .

وعندما قال المنصور للمسيب بن زهرة: إنه رأى أن الحجاج أنصح لبني مروان. أجابه المسيب: (يا أمير المؤمنين، ما سبقنا الحجاج إلى أمر، فتخلفنا عنه، والله، ما خلق الله على جديد الأرض خلقاً أعز علينا من نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد أمرتنا بقتل أولاده، فأطعناك، وفعلنا، فهل نصحناك؟!)(٣) .

وهو أول من سن هدم قبر الحسينعليه‌السلام في كربلاء(٤) .

وهو الذي كان يضع العلويين في الأسطوانات، ويسمرهم في الحيطان ـ كما نص عليه اليعقوبي، وغيره ـ ويتركهم يموتون في المطبق جوعاً، وتقتلهم الروائح الكريهة، حيث لم يكن لهم مكان يخرجون إليه لإزالة الضرورة، وكان يموت أحدهم، فيترك معهم، حتى يبلى من غير دفن، ثم يهدم المطبق على من تبقى منهم حيا، وهم في أغلالهم ـ كما فعل ببني حسن، كما هو معروف ومشهور.

____________

(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٦٧، وإمبراطورية العرب ص ٤٩١، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الأول جزء ٢ ص ٥٣٤.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٥٧، والبحار ج ٤٧ ص ١٧٨.

(٣) مروج الذهب ج ٣ ص ٢٢٤.

(٤) تاريخ كربلاء، لعبد الجواد الكليدار آل طعمه ص ١٩٣.

٧٣

ولقد قال أحد العلويين، وهو أبو القاسم الرسي بن إبراهيم بن طباطبا، إسماعيل الديباج. عندما هرب من المنصور إلى السند:

لـم يـروه ما أراق البغي من دمنا

في كل أرض فلم يقصر من الطلب

وليس يشفي غليلا في حشاه سوى

أن لا يرى فوقها ابن لبنت نبي(١)

وعلى كل: فإن معاملة المنصور لأولاد علي، تعتبر من أسوأ صفحات التاريخ العباسي(٢) .

وستأتي عبارة الخضري عنه عن قريب..

وأما المهدي:

الذي حبس وزيره يعقوب بن داوود، وبني على المطبق الذي هو فيه قبة، وبقي فيه حتى عمي، وطال شعر بدنه، حتى صار كالأنعام ـ وحبسه ـ لاتهامه إياه بأنه يمالئ الطالبيين، كما قدمنا..

المهدي الذي عرفنا فيما تقدم موقفه من أبي عون، وولده، الذي كان يذهب مذهب الشيعة في الخلافة.. وكذلك موقفه من وصية القاسم ابن مجاشع.

أما المهدي هذا فقد اتخذ الزندقة ذريعة للقضاء على كل مناوئيه، وخصوصاً العلويين، والمتشيعين لهم:

وقال الدكتور أحمد شلبي: (إن الرمي بالزندقة اتخذ وسيلة للإيقاع بالأبرياء في كثير من الأحايين)(٣) .

____________

(١) النزاع والتخاصم للمقريزي ص ٥١.

(٢) مختصر تاريخ العرب، للسيد أمير علي ص ١٨٤.

(٣) التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج ٣ ص ٢٠٠.

٧٤

وقال الدكتور أحمد أمين المصري: (الحق أن بعض الناس اتخذوا الزندقة ذريعة للانتقام من خصومهم، سواء في ذلك: الشعراء، والعلماء، والأمراء، والخلفاء)(١) .

وقد ألف له ـ أي للمهدي ـ ابن المفضل كتاباً في الفرق، اخترع فيه فرقا من عند نفسه، ونسبها لأولئك الذين يريد المهدي أن يتتبعهم، ويقضي عليهم. مع أنهم لم يكونوا أصحاب فرق أصلاً. كزرارة، وعمار الساباطي، وابن أبي يعفور، وأمثالهم، فاخترع فرقة سماها (الزرارية) نسبة لزرارة. وفرقة سماها (العمارية) نسبة لعمار، وفرقة سماها (اليعفورية) وأخرى سماها (الجواليقية)، وأصحاب سليمان الأقطع.

وهكذا. إلا أنه لم يذكر (الهشامية) نسبة لهشام بن الحكم(٢) .

____________

(١) ضحى الإسلام ج ١ ص ١٥٧. هذا. وقد اتهم شريك بن عبد الله القاضي بالزندقة، لأنه لم يكن يرى الصلاة خلف الخليفة المهدي، فراجع: البداية والنهاية ج ١٠ ص ١٥٣، وحياة الإمام موسى بن جعفر ج ٢ ص ١٣٧، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة المجلد الثاني جزء ٣ ص ٢٣٢. وأيضاً. فقد أراد هارون أن يقتل عمه، الذي قال: كيف لقي آدم موسى؟ عندما ذكرت رواية مفادها ذلك. وذلك بتهمة الزندقة، راجع: تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٧، ٨ والبداية والنهاية ج ١٠ ص ٢١٥، وحياة الإمام موسى بن جعفر ج ٢ ص ١٣٨، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٨٥، والبصائر والذخائر ص ٨١..

وهذا يعني أن لفظ الزنديق قد أطلق على كل من يناقش في أحاديث الصحابة، وعلى كل من يعارض نظام الحكم، والحكام وأهوائهم، وأطلق أيضاً على كل ماجن خليع كما يبدو لمن راجع رواية شريك القاضي في مظانها وغيرها..

ولا بأس بمراجعة عبارة هامة لأحمد أمين تتعلق بهذا الموضوع في كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الثاني جزء ٣ ص ٢٣٢.

(٢) رجال المامقاني ج ٣ ص ٢٩٦، وقاموس الرجال ج ٩ ص ٣٢٤، والبحار ج ٤٨ ص ١٩٥، ١٩٦، ورجال الكشي ص ٢٧، طبع كربلاء،. وأشار إلى ذلك المسعودي أيضاً، فراجع: ضحى الإسلام ج ١ ص ١٤١، واليعقوبي في كتابه مشاكلة الناس لزمانهم ص ٢٤.

٧٥

وقال عبد الرحمان بدوي: (إن الاتهام بالزندقة في ذلك العصر، كان يسير جنباً إلى جنب مع الانتساب إلى مذهب الرافضة، كما لاحظ ذلك الأستاذ (فيدا))(١) .

يقول أبو حنيفة أو الطغرائي في جملة أبيات له:

ومـتى تولى آل أحمد مسلم

قتلوه أو وصموه بالإلحاد(٢)

إلى غير ذلك مما لا يمكننا تتبعه واستقصاؤه في مثل هذه العجالة..

وأما الهادي:

(فقد أخاف الطالبيين خوفاً شديداً، وألح في طلبهم، وقطع أرزاقهم وأعطياتهم، وكتب إلى الآفاق بطلبهم..)(٣) .

ولم تكن واقعة فخ المشهورة إلا بسبب الاضطهاد الذي لحق العلويين، والمعاملة القاسية لهم. حسبما نص عليه المؤرخون.. والتي بلغ عدد الرؤوس فيها مئة ونيفا، وسبيت فيها النساء والأطفال، وقتل السبي حتى الأطفال منهم على ما قيل.

وأما الرشيد:

(الذي حصد شجرة النبوة. واقتلع غرس الإمامة)، على حد تعبير الخوارزمي.

____________

(١) من تاريخ الإلحاد في الإسلام ص ٣٧.

(٢) نسب إلى الأول ملحقات إحقاق الحق ج ٩ ص ٦٨٨ نقلاً عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا للعلامة البدخشي ص ١٢ مخطوط وعن قلندر الهندي الحنفي في روض الأزهر ص ٣٥٩ طبع حيدر آباد وهو منسوب للطغرائي أيضاً وهو مثبت في إحدى قصائده في ديوانه فلعله أخذه على سبيل الاستشهاد على عادة الشعراء في ذلك..

(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ١٣٦، ١٣٧.

٧٦

والذي (لم يكن يخاف الله، وأفعاله بأعيان آل عليعليهم‌السلام ، وهم أولاد بنت نبيه، لغير جرم، تدل على عدم خوفه من الله تعالى..)(١) .

والذي كان على حد تعبير أحمد شلي: (يكره الشيعة ويقتلهم..)(٢) .

والذي بلغ من كرهه لهم: أن الشعراء كانوا يتقربون إليه بهجاء آل عليعليه‌السلام ، كما يظهر بأدنى مراجعة للتاريخ.

أما الرشيد هذا.

فقد أقسم على استئصالهم، وكل من يتشيع لهم. فقال: (.. حتام أصبر على آل بني أبي طالب، والله لأقتلنهم، ولأقتلن شيعتهم، ولأفعلن وافعلن..)(٣) .

وعندما تولى الخلافة أمر بإخراج الطالبيين جميعاً من بغداد، إلى المدينة(٤) كرهاً لهم ومقتاً.

(وكان شديد الوطأة على العلويين يتتبع خطواتهم، ويقتلهم)(٥) .

(.. وأمر عامله على المدينة بأن يضمن العلويون بعضهم بعضاً)(٦) .

وكان: (يقتل أولاد فاطمة وشيعتهم)(٧) .

____________

(١) الفخري في الآداب السلطانية ص ٢٠.

(٢) التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج ٣ ص ٣٥٢.

(٣) الأغاني، طبع دار الكتب بالقاهرة ج ٥ ص ٢٢٥.

(٤) الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ٨٥، والطبري ج ١٠ ص ٦٠٦، وغير ذلك.

(٥) العقد الفريد ج ١ ص ١٤٢.

(٦) الولاة والقضاة للكندي ص ١٩٨، وليراجع: تاريخ كربلاء، لعبد الجواد الكليدار ص ١٩٦.

(٧) العقد الفريد، طبع دار الكتاب العربي ج ٢ ص ١٨٠.

٧٧

وكان (مغرى بالمسألة عن آل أبي طالب، وعمن له ذكر ونباهة منهم)(١) .

وعندما أرسل الجلودي لحرب محمد بن جعفر بن محمد، أمره أن يغير على دور آل أبي طالب في المدينة، ويسلب ما على نسائهم من ثياب، وحلي. ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً(٢) .

وعندما حضرته الوفاة كان يقول: (.. واسوأتاه من رسول الله)(٣) .

وهدم قبر الحسين، وحرث أرض كربلاء، وقطع السدرة التي كان يستظل بها الزائرون لتلك البقعة المباركة، وذلك على يد عامله على الكوفة، موسى بن عيسى بن موسى العباسي(٤) .

ثم توج موبقاته كلها، وفظائعه تلك، بقتل سيد العلويين، وقائدهم، الإمام موسى بن جعفر، (صلوات الله وسلامه عليه).

____________

(١) مقاتل الطالبيين ص ٤٩٣، وبعد ذلك قال: (فسأل يوماً الفضل بن يحيى ـ بعد أن عاد من خراسان ـ: هل سمعت ذكرا لأحد منهم؟ قال: لا والله، ولقد جهدت فما ذكر لي أحد منهم، إلا أني سمعت رجلاً إلخ)..

(٢) أعيان الشيعة، طبعة ثالثة، ج ٤ قسم ٢ ص ١٠٨، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٦١، والبحار ج ٤٩ ص ١٦٦.

(٣) الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١٣٠، ويلاحظ هنا: أن الإنسان غالباً ما ينكشف على حقيقته حين موته. وقول الرشيد هذا يكشف لنا الرشيد على حقيقته، ويبين لنا مدى ما فعله الرشيد مع ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(٤) تاريخ الشيعة ص ٨٩، وأمالي الشيخ. طبع النجف ص ٣٣٠، والكنى والألقاب ج ١ ص ٢٧ وشرح ميمية أبي فراس ص ٢٠٩، والمناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٩، وتاريخ كربلاء، لعبد الجواد الكليدار ص ١٩٧، ١٩٨، نقلاً عن: نزهة أهل الحرمين ص ١٦، والبحار ج ١٠ ص ٢٩٧، وتظلم الزهراء ص ٢١٨، ومجالي اللطف ص ٣٩، وأعيان الشيعة ج ٤ ص ٣٠٤، وتسلية المجالس، لمحمد بن أبي طالب، وغير ذلك..

٧٨

ولقد خاطبه العقاد مشيراً إلى نبشه لقبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: (.. وكأنهم خافوا على قبرك أن ينبشه أشياع علي، رضي الله عنه، فدفنوك في قبر الإمام العلوي، لتأمن فيه النبش والمهانة بعد الممات. فمن عجب أن يلوذ أبناء علي بملكك الطويل العريض، فيضيق بهم، وأن يبحث أتباعك عن ملاذ يحتمي به جثمان صاحب الملك الطويل العريض بعد مماته، فيجدوه في قبر واحد من أولئك الحائرين اللائذين بأكناف البلدان، من غير قرار، ولا اطمينان..)(١) .

يشير بذلك إلى قبر علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، حيث إن الرشيد مدفون إلى جانبه، كأنه يريد أن يقول: إن دفن المأمون للرضاعليه‌السلام إلى جانب أبيه الرشيد كان لأجل الحفاظ على قبر أبيه من النبش.

ولكن المعلوم: أن العلويين وشيعتهم ما كانوا ليقدموا على أمر كهذا مهما بلغ بهم الحقد والغضب بسبب اضطهاد الحكام لهم..

يقول محمد بن حبيب الضبي، رحمه الله مشيراً إلى ذلك:

قبران في طوس الهدى في واحد

والـغي فـي لـحد ثراه ضرام

قرب الغوي من الزكي مضاعف

لـعـذابه، ولأنـفـه الإرغـام

ويقول دعبل رحمه الله:

قـبران في طوس خير الناس كلهم

وقـبر شـرهم هـذا مـن الـعبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما

على الزكي بقرب الرجس من ضرر

ولقد بلغ من ظلم الرشيد للعلويين أن جعل الناس يعتقدون فيه بغض عليعليه‌السلام ، حتى اضطر إلى أن يقف موقف الدفاع عن نفسه،

____________

(١) راجع: تاريخ كربلاء، لعبد الجواد الكليدار ص ١٩٩، نقلاً عن: مجلة (الهلال)، عدد اكتوبر سنة ١٩٤٧ م. ص ٢٥، من مقال بعنوان: (حديث مع هارون الرشيد) للأستاذ العقاد.

٧٩

ويقسم على أنه يحبه، قال إسحاق الهاشمي: (كنا عند الرشيد، فقال: بلغني أن العامة يظنون في بغض علي بن أبي طالب. ووالله، ما أحب أحداً حبي له، ولكن هؤلاء (يعني العلويين) أشد الناس إلخ)(١) .

ثم يلقي التبعة في ذلك عليهم، ويقول: إنهم إلى بني أمية أميل منهم إلى بني العباس الخ كلامه.

بل لقد رأيناه يعلن أمام أعاظم العلماء عن توبته مما كان منه من أمر الطالبيين ونسلهم(٢) .

وذلك أمر طبيعي بعد أن كان يتتبع خطواتهم ويقتلهم (وبعد أن كانت سجون العباسيين، وخصوصاً المنصور والرشيد، قد امتلأت من العلويين، وكل من يتشيع لهم) على حد تعبير أحمد أمين(٣) .

وأخيراً.. فقد بلغ من ظلم الرشيد للعلويين أن توهم البعض أن المأمون إنما بايع للرضا بولاية العهد، من أجل أن يمحو ما كان من أمر الرشيد في آل عليعليه‌السلام ، كما عن البيهقي، عن الصولي(٤) .

وأما المأمون:

فستأتي الإشارة إلى بعض ما فعله في آل علي في تضاعيف الفصول الآتية إن شاء الله تعالى.

والشعراء أيضاً قد قالوا الحقيقة:

وهكذا. يتضح لنا كيف أن العباسيين قد انقلبوا ـ بدافع من

____________

(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٩٣.

(٢) شرح ميمية أبي فراس ص ١٢٧.

(٣) راجع: ضحى الإسلام ج ٣ ص ٢٩٦، ٢٩٧.

(٤) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٤٧، والبحار ج ٤٩ ص ١٣٢، وغير ذلك.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

صنف كتبا(١) منها الملاحم، اخبرنا به محمد بن محمد قال حدثنا ابوغالب احمد بن محمد قال حدثني عم أبي علي بن سليمان عن جد ابي محمد بن سليمان عن ابي جعفر أحمد بين الحسن عن اسماعيل به(٢) ، وكتاب ثواب القرآن، اخبرنا الحسين بن عبيدالله عن احمد النص على ابي الحسن الهادي (ع) كما تقدم.

____________________

(١) وفي الفهرست في الموضع الاول: صنف مصنفات كثيرة، وزاد على كتبه هيهنا وعلى كتابه في الموضع الثاني بقوله: وله اصل.

(٢) وفي الفهرست ص ١١ / ٣٢ اخبرنا به الحسين بن عبيدالله عن ابي غالب الزراري قراء‌ة عليه إلى آخر الاسناد. قلت: الطريق ضعيف بأحمد بن الحسن فهو من المشايخ ولم يصرح بتوثيق.وفي ص ١٤ / ٤١ من الفهرست ايضا: اسماعيل بن مهران. له كتاب الملاحم، وله اصل أخبرنا بهما عدة من اصحابنا عن ابي المفضل عن ابي جعفر محمد بن جعفر بن بطة عن احمد بن ابي عبدالله عن اسماعيل بن مهران. قلت: وهذا الطريق ايضا ضعيف بابي المفضل الشيباني وبابن بطة على كلام يأتي في ترجمتهما. وفي مجمع الرجال (اخبرنا به) في صدر الطريق.

٣٦١

ابن جعفر بن سفيان قال حدثنا احمد بن ادريس عن سلمة بن الخطاب عنه(١) ، وله كتاب إلا هليلجة، اخبرنا الحسين بن عبيدالله قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا حمزة قال حدثنا محمد بن ابي القاسم عن أبي سمينة عن اسماعيل(٢) ، كتاب صفة المؤمن والفاجر، كتاب خطب أميرالمؤمنين ،كتاب نوادر(٣) . كتاب النوادر، أخبرنا بجميعها احمد بن عبدالواحد قال حدثنا علي بن محمد القرشي قال حدثنا علي بن الحسين بن فضال عنه بها(٤) .

____________________

(١) ونحوه في الفهرست. والطريق ضعيف بسلمة بن الخطاب المهمل او المشترك بينه وبين غيره على كلام في احمد بن جعفر من مشايخ التلعكبري.

(٢) لم يذكره الشيخ في عداد كتبه. والطريق ضعيف - تارة بابي سمينة محمد بن على الضعيف - واخرى بعلي بن محمد القلانسي المجهول حاله.

(٣) اي كتاب الخطب كتاب نوادر وتقدم الفرق بين الكتاب والاصل والنوادر في المقدمة وله كتاب يسمى بالنوادر فلا تكرار في كلام الماتن كما توهمه غير واحد فتأمل ولا تغفل.

(٤) ولم يذكر في الفهرست كتاب صفة المؤمن والفاجر، بل ذكر الكتابين وقال: اخبرنا بهما احمد بن عبدون إلى آخر الاسناد. وقلت: الطريق صحيح على اشكال تارة بابن عبدون شيخهما واخرى بالقرشي شيخ التلعكبري وتقدم الكلام في مشايخهم.وفي الفهرست زاد على كتبه: كتاب العلل وقال: اخبرنا به عدة من اصحابنا عن ابي محمد هارون بن موسى قال حدثنا علي بن يعقوب الكناني قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عنه، وله أصل، أخبرنا به عدة من اصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عنه.قلت: اما طريقه إلى العلل فصحيح على اشكال بعلي بن يعقوب شيخ التلعكبري فلم يوثق صريحا. وطريقه إلى الاصل، صحيح رواته أجلاء الطائفة وأعاظمهم. وتقدم عن الموضع الثاني من الفهرست طريق آخر إلى الاصل وتقدم: انه ضعيف وقال الصدوق في المشيخة(٣٢٣): وما كان فيه عن اسماعيل بن مهران بن كلام فاطمة عليها السلام، فقد رويته عن محمد بن موسى ابن المتوكل رضي الله عنه عن علي بن الحسين السعد آبادى عن احمد ابن محمد بن خالد البرقي عن ابيه عن اسماعيل بن مهران عن احمد بن محمد الخزاعي عن محمد بن جابر عن عباد العامري عن زينب بنت اميرالمؤمنين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام.

قلت: طريقه إلى اسماعيل، حسن، بابن المتوكل، والسعد آبادي. قلت: ويأتي في ترجمة الحسن بن علي بن ابي حمزة البطائني(٧٢): ان اسماعيل بن مهران روى كتبه.

٣٦٢

٤٩ - اسماعيل بن عبدالخالق بن عبد ربه بن أبي ميمونة ابن يسار

مولى بني أسد(١) . وجه من وجوه أصحابنا وفقيه من فقهائنا

____________________

(١) كون أولاد عبد ربه من موالي بني أسد، صريح كلام الشيخ في أصحاب الصادق (ع) ٢٣٦ / ٢١٨ والكشي ص ٢٦٠ بل فيه: انهم من صلحاء الموالي. ويأتي تمام نسبهم وانهم مولى بني نصر بن قعين من أجداد النجاشي في شهاب ووهب. وقد صرح بكونهم كوفيين الكشي على ما يأتي، والبرقي وغيرهما.

ثم ان تصريح المشايخ بكونهم من موالي بني أسد لاينافي كونهم جعفيين نسبا كما يأتي وتقدم من الماتن في نظائره.

٣٦٣

وهو من بيت الشيعة(١) . عمومته شهاب(٢) ، وعبدالرحيم، ووهب وابوه عبدالخالق(٣)

____________________

(١) وفي الكشي ص ٢٦١ حدثني ابوالحسن حمدويه بن نصير قال: سمعت بعض المشايخ يقول: وسألته عن وهب، وشهاب، وعبدالرحمان بني عبدربه، واسماعيل بن عبدالخالق بن عبدربه.قال: كلهم خيار فاضلون كوفييون. وفي ص ٢٦٠ قال ابوعمرو: شهاب، وعبدالرحمان، وعبدالخالق، ووهب ولد عبدربه من موالي بني أسد، من صلحاء الموالي.

(٢) يأتي ترجمتي شهاب(٥٢١) ووهب(١١٥٨) من عمومته، ولا دلالة فيه على حصر اولاد عبدربه في هؤلاء الاربعة فلو ثبت لهم إخوة شمله التوثيق. وتقدم عن الكشي في الموضعين ذكر عبدالرحمن بدل عبدالرحيم فانكان أحدهما مصحف الآخر فهو والا فمن الممكن تعددهما.

(٣) ذكر الشيخ جده في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٣٩ / ٢٥٧ قال: عبدربه بن ابي ميمون بن يسار الاسدي مولاهم كوفي والد شهاب.وفي الكافي في الصلاة على المؤمن ج ١ ص ٥٠ / ٢٧٠ عن احمد ابن عبدالرحيم بن (خ ابي) الصخر عن اسماعيل بن عبدالخالق عن عبدربه عن ابي عبدالله (ع) الحديث.قلت: ويحتمل كون (عن عبدربه) مصحف بن عبدربه فلاحظ.ثم إنه على هذا فهو من المعمرين اذ قد عد اولاده في اصحاب الباقرين بل عد البرقي اسماعيل بن عبدالخالق من اصحاب السجاد (ع) ويقتضي ذلك كون عبدربه من الصحابة او من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) ولم أجد له ذكرا في اصحابهما نعم ذكرنا في اصحاب الحسين (ع) عبدربه الذي قال: كنا بمكة وقد حججنا ولم يكن لنا همة الا اللحوق بالحسين (ع) فاقبلنا نسير الخ ولم أجد له تمييزا، ولعله عبدربه الخزرجى الذي عد الشيخ ابنه عبدالرحمان في اصحاب الحسين (ع) ص ٧٦ وفي اصحاب علي (ع) ص ٥٠ عبدالرحمن بن عبدربه.واما ابوه عبدالخالق ففي الكشي ص ٢٥٦ محمد بن مسعود عن عبدالله بن خالد الطيالسي قال حدثني ابي عن اسماعيل بن عبدالخالق قال ذكر ابوعبدالله (ع) أبي فقال صلى الله على ابيك ثلاثا، وفي ص ٢٦٠ حدثني محمد بن مسعود قال حدثني عبدالله بن ميمون قال حدثني اسماعيل بن عبدالخالق قال وذكر نحوه. وتقدم عن الكشي مدحه في إخوته ايضا. والعمدة توثيق الماتن له.وقد عده الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٣٦ / ٢١٨ قال: عبدالخالق بن عبدربه الصيرفي واخواه شهاب ووهب موالي بني أسد. وايضا ص ٢٦٧ / ٧٢٢: عبدالخالق بن عبدربه اخو شهاب.وروى عن ابي عبدالله (ع) كما في كامل الزيارات ص ٧٨ باب ٢٥ وص ٩٠ / ٢٨ روى عنه زرارة وقد ذكرنا اسماء من روى عنه في طبقاتنا ثم ان صح كون اسماعيل من أصحاب الباقر بل السجاد عليهما السلام على ما يأتي فعبدالخالق ابوه ايضا في طبقه اصحابهما بالاولوية وان لم تلازم الرواية والصحبة لهما فلاحظ.

٣٦٤

كلهم ثقات. روى(١)

____________________

(١) هكذا في اكثر النسخ وفيما حكى عن المتن والظاهر سقوط (الجميع) كما استظهره في حاشية نسخة ابن الخزاعي او كون روى مصحف (رووا) كما في نسخة ابن الخزاعي وذلك لافراد صاحب الترجمة اسماعيل بذكر طبقته. وكون المراد خصوص عبدالخالق خلاف الظاهر فلاحظ وتأمل.

٣٦٥

عن ابي جعفر (ع)(١) وابي عبدالله (ع)(٢) . واسماعيل نفسه ورى(٣) عن ابي عبدالله عليه السلام.

____________________

(١) قلت: يأتي في ترجمتي شهاب ووهب انهما رويا عن ابي جعفر (ع).

(٢) يأتي في شهاب ووهب انهما رويا عن ابي عبدالله (ع). وتقدم عن الشيخ ذكر عبدالخالق في اصحاب الصادق (ع) وكذا جده عبد ربه فلاحظ. وتقدم في جده عبدربه ذكر عبدالرحمن بن عبدربه فلاحظ ولعله ابواسماعيل بن عبدالرحمان الجعفي الكوفي التابعي الذي ذكره الشيخ في اصحابي الباقر (ع) ص ١٠٤ والصادق (ع) ص ١٤٧.

(٣) ذكره البرقي في اصحاب السجاد ص ٨ فيمن نشأ في عصره، وايضا الشيخ ص ٨٣ / ١٨.

وزاد: لحقه وعاش إلى ايام ابي عبدالله (ع) وذكر البرقي ص ١٨ في اصحاب الصادق (ع) ممن أدرك أبا جعفر (ع) وروى عنه، اسماعيل الجعفي وايضا ص ٢٨ في اصحابه (ع): اسماعيل ابن عبدالخالق الجعفي وقال: كوفي. وذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع) ص ١٠٥ / ٢٢ وقال: اسماعيل بن عبدالخالق الجعفي. وفي اصحاب الصادق (ع) ١٤٧ / ٨٩: اسماعيل بن عبدالخالق الاسدي.

روى اسماعيل بن عبدالخالق عن ابي عبدالله (ع)، كثيرا روى عنه عنه (ع) جماعة مثل عبدالله بن مسكان، ومحمد بن خالد، والحسن بن محمد الصيرفي، ويونس، وابراهيم بن عمر اليماني وابن أبي عمير، وعلي بن الحكم كما في الروضة ٧٩ / ٦٦ ويطول بذكرهم وتفصيله مع الاشارة إلى رواياتهم عنه عنه (ع) في طبقاتنا. وروى في الكافى ج ٢ باب المعروف ن ١٦٨ / ٣٧٦ عن حريز عن اسماعيل بن عبدالخالق الجعفي عن ابي عبدالله (ع) وروى علي عن اخيه عن اسماعيل بن عبدالخالق عن محمد بن طلحة عن ابي عبدالله (ع) كما في الكافي ج ١ / ١١٦ / ٦٦١ باب التزيين يوم الجمعة وفي ج ٢ باب الدعاء في طلب الولد ص ٨٣ عن علي بن الحكم عن اسماعيل ابن عبدالخالق عن بعض اصحابنا عن ابي عبيدة عن ابي عبدالله (ع).

٣٦٦

وابي الحسن عليهما السلام(١) له كتاب رواه عنه جماعة.أخبرنا محمد بن محمد بن ابي غالب احمد بن محمد قال حدثنا عم ابي علي

____________________

(١) كما في احكام الطلاق من التهذيب ج ٨ / ٥٥ / ١٨٠ عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن اسماعيل بن عبدالخالق قال سمعت ابا الحسن عليه السلام وهو يقول الحديث ورواه في الاستبصار ج ٣ / ٢٨٨ ونحوه في الكافي ج ١ ص ٣٨٦ / ٥٧٨ باب العينة من كتاب المعيشة.ثم ان ظاهر كلام الشيخ في اصحاب السجاد (ع) المتقدم: وفات اسماعيل هذا في أيام الصادق (ع) فينا فيه ظاهر النجاشي الا ان يحمل الرواية عن ابي الحسن (ع) على ما سمعه منه في ايام ابيه (ع)، ويقال ان كلام الشيخ نص في بقائه إلى ايامه (ع) وظاهر في انتهائه ايضا لكن لا يقاومه ظهور كلام الماتن والروايات في السماع عن ابي الحسن (ع) في ايام امامته فانه أقوى فيحمل على السماع في زمان ابيه أخذا بالاظهر اويقال بتعدد اسماعيل بن عبدالخالق وان الذى عد في اصحاب السجاد عليه السلام غير من روى عن ابي الحسن (ع) لبعد بقاء مثله إلى زمانه (ع) مع ان المذكور في بعض الاخبار الجعفي وفى كثير منها بلا تمييز وفى كلام الاصحاب تارة يميز بالجعفي واخري بمولى بني اسد والوجه الاخير ضعيف جدا يظهر بالتأمل فيما ذكرنا وفى رواياته ومن روى عنه

٣٦٧

سليمان عن محمد بن خالد عن اسماعيل بكتابه(١) .

٥٠ - اسماعيل بن ابي زياد السلمي

ثقة كوفي روى عن ابي عبدالله (ع) ذكره اصحاب الرجال(٢) .

____________________

(١) صحيح على الاقوى بمحمد بن خالد. وفى الفهرست ١٤ / ٣٩: اسماعيل بن عبدالخالق له كتاب اخبرنا بن ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن لوليد عن اسماعيل، واخبرنا احمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن أبي محمد القاسم بن اسماعيل عن اسماعيل بن عبدالخالق.قلت: اما طريقه الاول فموثق بمحمد بن الوليد الخزاز الفطحي الثقة وبحميد الواقفي الثقة هذا بناء‌ا على وثاقة مشايخ النجاشي ايضا.واما الثاني فموثق بمحمد على اشكال بالقاسم القرشي فلم يوثق الا انه روى عن جعفر بن بشير الذي ذكر الماتن فيه انه روى عنه الثقات. وروى الشيخ عنه في التهذيبين بطرق مختلفة فيها الصحيح وغيره وكذا الكليني في الكافي.

(٢) وقال الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ١٤٧ / ٨٧: اسماعيل بن زياد السلمي الكوفي قلت: صرح غير واحد باتحاده مع المذكور في المتن وسقوط كلمة (ابي) من نسخة الرجال. ويحتمل اتحاده مع المذكور في اصحابه (ع) ص ١٤٨ / ١٢١: قال: اسماعيل بن كثير السلمي الكوفي اسند عنه و / ١١٣: اسماعيل بن سام اسند عنه. وفي زيادات كتاب ديات التهذيب ج ١٠ / ١٥٣ / ٦١١ باسناده عن الحسن بن علي بن يقطين عن يونس عن اسماعيل بن كثير بن سام قال فقال ابوعبدالله (ع) الحديث وبهذا الاسناد عنه (ع) مع تفاوت في صدره في الخصال ج ١ ص ٧٢ باب الثلاثة ويحتمل إتحاده مع اسماعيل بن ابي زياد السكوني المتقدم وفيه بعد فلاحظ. ثم ان الماتن لم يذكر لاسماعيل هذا كتابا والتعليق على اصحاب الرجال مشعر بعدم الجزم بروايته عنه (ع) بل وبكونه صاحب كتاب.

٣٦٨

٥١ - اسماعيل بن آدم بن عبدالله بن سعد الاشعري

وجه من القميين ثقة(١) له كتاب، اخبرنا علي بن احمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن أبي الصهبان قال حدثنا إسماعيل بن آدم بكتابه(٢) .

____________________

(١) من بيت جليل من رواة أصحابنا وثقاتهم، فيأتي ترجمة أخويه إسحق بن آدم(١٧٤) وزكريا بن آدم(٤٥٦) وترجمة إبن أخيه آدم بن إسحق بن آدم(٢٦١) وترجمة عمه إسحق بن عبدالله(١٧٢) وترجمة إبن عمه أحمد بن إسحق المعروف وافد القميين(٢٢٣) وترجمة جده سعد بن سعد(٤٦٨) وغيرهم ويأتي في تراجم بعضهم تمام نسبهم وتمام الكلام في ذلك عند ذكر الماتن (ره) كما يأتي منا إن شاء‌الله ترجمة جده عبدالله في ترجمة عمه عيسى بن عبدالله بن سعد(٨٠٤) وهناك ايضا ترجمة عمه الآخر: عمران بن عبدالله. ثم ان اسماعيل بن آدم كان في طبقة أصحابي الرضا والجواد عليهما السلام وان لم أحضر له رواية عنهم (ع) ولذا عده ابن داود فيمن لم يرو عنهم (ع).

(٢) صحيح بناء‌ا على وثاقة علي بن أحمد من مشايخه (ره).

٣٦٩

٥٢ - اسماعيل بن الحكم الرافعي

من ولد ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله(١) له كتاب

____________________

(١) قال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ / ٣٩٨: اسماعيل بن الحكم قاضي همذان في دولة الواثق صويلح، لكنه شيعي انتهى.وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة وقال روى عن اسماعيل بن عبدالله وقال: هو اسماعيل بن الحكم الرافعي من ولد أبي رافع. ونحوه في ميزان الاعتدال للذهبي ج ١ / ٢٢٥ إلى قوله: شيعي.

قلت: قد أخطأ ابن حجر فيما نسبه إلى النجاشي فلا يوجد لذلك اثر في كتابه ولا في كلام من حكى عنه كما اخطأ في توهم إتحاده مع اسماعيل بن الحكم قاضي همذان في دولة الواثق، فان هارون بن محمد بن هارون الواثق بويع بعد موت المعتصم سنة سبع وعشرين ومأتين كما ذكره المسعودي في مروج الذهب ج ٤ / ٦٥ وكيف يتحد مع المذكور في النجاشي.وذكر في مجمع الرجال عن الشيخ في اصحاب السجاد (ع) ذكر اسماعيل بن الحكم من ولد ابي رافع المدني. ولكن المذكور في نسخة رجاله المطبوع: اسماعيل بن رافع المدني / ٨٣ / ١٤ وهكذا حكى عنه من تأخر. وفي الفهرست ص ١٥ والمعالم ص ١٠: اسماعيل بن الحكم له كتاب.

ثم ان الظاهر والله العالم: كون اسماعيل بن الحكم في طبقة أصحاب أبي محمد السجاد عليه السلام فقد روى عنه اسماعيل بن محمد ابن عبدالله بن علي بن الحسين من اصحاب الباقر (ع) وممن روى عنه عليه السلام ايضا كما في الكافى ج ١ باب الاشارة والنص عليه ص ٣٠٥ وذكرناه في اصحابه من طبقاتنا. كما روي ايضا عن عبدالله بن عبيدالله ابن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله كما تقدم في ترجمة أبي رافع ص ١٦٩.

٣٧٠

اخبرنا محمد بن جعفر عن احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا احمد ابن يوسف بن يعقوب الجعفي قال حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين قال حدثنا اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي ابن الحسين قال حدثنا اسماعيل بن الحكم بكتابه(١) .

٥٣ - إسماعيل بن زيد الطحان

كوفي. ثقة. روى عن محمد بن مروان، ومعوية بن عمار، ويعقوب بن شعيب عن ابي عبدالله عليه السلام اخبرنا احمد بن محمد بن هارون قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد ابن الحسين (الحسن خ) بن حازم قال حدثنا عبيس بن هشام عن إسماعيل(٢) .

____________________

(١) ضعيف (كما تقدم في ترجمة ابي رافع ص ١٦٠) بعلي بن الحسن وإسماعيل المجهول حالهما واما احمد بن يوسف فانه وان لم يوثق صريحا الا ان النجاشي روى عنه عن محمد بن إسماعيل الزعفراني في مواضع من الرجال وذكر في ترجمته أنه روى عن الثقات ورووا عنه وتقدم ذلك في ص ١١٣ من هذا الشرح. وفي الفهرست: له كتاب، رواه إسماعيل بن محمد عنه. قلت: لم يذكر طريقه اليه.

(٢) ضعيف بالقاسم بن محمد بن الحسين بن حازم. المهمل في الرجال، ثم ان محمد بن مروان ليس هو الانباري الذي يأتي ترجمته(٩٣٢) ولا الحناط المدني الذي وثقه في ترجمته(٩٦٩) لعدم

٣٧١

٥٤ - إسماعيل بن عمر بن أبان الكلبي

واقف(١) روى أبوه عن أبي عبدالله (ع)(٢) وأبي الحسن عليهما السلام وروى هو عن أبيه وعن خالد بن نجيح وعبدالرحمن بن الحجاج. أخبرنا الحسين قال حدثنا احمد بن جعفر قال حدثنا حميد قال حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم عنه(٣) .

٥٥ - إسماعيل بن سهل الدهقان

ضعفه أصحابنا(٤) له كتاب أخبرنا محمد بن محمد قال حدثنا

____________________

= موافقة الطبقة ولم يوثق غير المدني فيمن سمي بهذا الاسم فلاحظ.

(١) يحتمل كونه الذى أشهده أبوالحسن موسى عليه السلام على ان علي بن موسى عليه السلام إبنه ووصيه وخليفته على ما رواه الصدوق في عيون الاخبار ج ١ / ٣٩ / ٣ باب نخسة وصيته فلاحظ.

(٢) كما يأتي في ترجمته(٧٥٨) تحقيق ذلك ويأتي عن البرقي في اصحابه: انه كوفي.

(٣) موثق بحميد على كلام بأحمد بن جعفر فلم يوثق الا أنه من مشايخ التلعكبري، وبالحسين بن مشايخ الماتن.

(٤) ينافيه رواية مثل أبي محمد الفضل بن شاذان الجليل في هذه الطائفة عنه على ما في الكشي آخر ترجمة ابن شاذان ص ٣٣٧، والعباس بن معروف كما في مشيخه الصدوق إلى حريز(٧٩) وفيها ابن الوليد والصفار، واحمد بن محمد بن عيسى الاشعري النقاد البصير باحوال الرواة كما في باب الاعتراف بالذنوب من الكافي ج ٢ ص ٤٢٧ / ٧ وفي دعوات موجزة ص ٥٧٧ / ١ وفى التهذيب ج ١ ص ٤١ وصاج ١ ص ٢٦٢ / ٩٣٩ وعلي بن مهزيار كما في زكوة الفطرة من التهذيب ج ٤ / ٧٣ وصاج / ٢ / ٤١ ويأتي في ترجمة ابن مهزيار الجليل انه ثقة في الحديث لا يطعن عليه وتقدم في المقدمة ص ١١٧. وروى عنه كثيرا محمد بن خالد البرقي، ومحمد بن عبدالجبار كما في التهذيب ج ٧ / ٣٧٦ والكافي ج ٢ / ٢٧، وابراهيم ابن عقبة كما في أصول الكافي ج ٢ / ٤٦٢، والهيثم كما في مستحق الفطرة من التهذيب ج ٤ / ٨٧، وعبدالله بن حماد في كمية الفطرة منه ص ٨٢ وصاج ٢ / ٤٣، ومنصور بن العباس كما في الكافي ج ١ ص ٤٢١ وغيره.وروى اسماعيل بن سهل عن ابي جعفر (ع) وكاتبه فروى في نوادر المعيشة من الكافي ج ١ / ٤٢١ عن العدة عن سهل عن منصور بن العباس عن اسماعيل بن سهل قال كتبت إلى أبي جعفر صلوات الله عليه الحديث فلا وجه لذكره فيمن لم يرو عنهم (ع) وعن حماد بن عيسى كثيرا، وعن عبدالله بن جندب كما في أصول الكافي ج ٢ / ٥٧٧، وأبي طالب الغنوي كما في التهذيب ج ٧ / ٤٧٥، والحسن بن محمد الحضرمي كما في التهذيب ج ٧ ص ٣٧٦.

٣٧٢

الحسن بن حمزة قال حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال حدثنا أبي عن اسماعيل(١) .

____________________

(١) ضعيف على كلام بابن بطة. وفى الفهرست ص ٤٦: اسماعيل ابن سهل له كتاب اخبرنا به عدة من اصحابنا عن ابي المفضل عن ابن بطة الخ قلت: وفي طريقه ضعف ايضا بابي المفضل.

٣٧٣

٥٦ - إسماعيل بن بكر

كوفي. ثقة(١) له كتاب اخبرنا أحمد قال حدثنا عبيدالله بن أحمد الانباري قال حدثنا أحمد بن محمد بن رياح قال حدثنا إبراهيم بن سليمان عنه(٢)

____________________

(١) وفي الفهرست ص ١٤ بعد اسماعيل بن دينار: اسماعيل بن بكر، لهما اصلان، اخبرنا الخ.وفي المعالم(١٠) واسماعيل بن بكير لهما أصلان. وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ / ٣٩٦: اسماعيل بن بكير الكوفي. ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة.وقال روى عنه ابراهيم بن سليمان بن حبان التيمي.وقال الطوسي: كان يحفظ أحاديث ورواها ويعرف صحيحها من فاسدها.قلت: لا أحضر عاجلا روايته عن المعصومين عليها السلام ولذلك عده ابن داود فيمن لم يرو عنهم (ع) إلا أن الطبقة بقرينة رواية إبراهيم بن سليمان (المتقدم ترجمته ص ٢٧١) عنه، تقتضي كونه من اصحاب الصادق عليه السلام فلاحظ. كما أن كون كتابه أصلا علي ما في الفهرست يقتضى كونه ممن روى عنهم (ع) على بعض الاقوال في تفسير الاصل فلاحظ ما ذكرناه في المقدمة ص ٨٩.

(٢) موثق باحمد بن محمد بن على بن عمر بن رياح القلا السواق الواقفي الثقة كما يأتي في ترجمته(٢٢٨) وليس هو احمد بن محمد بن رباح الطحان الزهري أبوعلي الذي لم يصرح بشئ بل أهمل ذكره في الرجال ولكن روى النجاشي عنه في أبان بن تغلب كما تقدم ص ٢١٧ وذكر بقرينة رواية الانباري عن ابي الحسن بن رباح القلا السواق الواقفي كثيرا كما يأتي في ترجمته.وفي الفهرست: اخبرنا بهما أحمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد بن زياد عن ابراهيم بن سليمان بن حيان عنهما. قلت وطريقه ايضا موثق بحميد الواقفي الثقة.

٣٧٤

٥٧ - إسماعيل بن يسار الهاشمي

مولى إسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس(١)

____________________

(١) ذكر البرقي في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٧: اسماعيل بن يسار.وذكره الشيخ في ص ١٥٤ / ٢٤٤ وفى ص ١٥٣ / ٢٣٢: اسماعيل بن بشار البصري (وخ النصري على ما في المجمع) روى محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن إسماعيل بن يسار الهاشمي عن علي بن عبدالله بن غالب القيسي عن الحسن الصيقل قال سالت أبا عبدالله (ع) الخ كما في باب العتق من التهذيب ج ٨ / ٢٢٦ وصاج ٤ / ٥ وروى أبان بن عثمان عن إسماعيل البصري قال سمعت ابا عبدالله (ع) كما في روضة الكافى ص ١٩١ / ٢٩٢ وروى محمد بن عبدالله المسمعي عن اسماعيل بن يسار الواسطي عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي عن ابي عبدالله (ع) كما في باب دخول القبر من الكافي ج ١ ص ٥٣ / ٢٩٧ وفي التهذيب ج ١ ص ٣١٣ / ٩١١ وصاج ١ ص ٢١٣ ولكن فيه (ابن بشار).وروى معاوية بن عمار عن اسماعيل بن يسار عن ابي عبدالله (ع) كما في يب ج ٢ / ٢٣٨ / ٩٤١، ومحمد بن أبي عمير عن معاوية بن عثمان عنه عنه (ع) في أول كتاب الصيام من الكافي ج ١ / ١٨٠ / ٥ قلت: ولعل (عثمان) مصحف (عمار) بقرينة رواية ابن أبي عمير عنه كثيرا، ومحمد بن ابي عمير عن اسماعيل بن بشار عنه (ع) في باب ان الخمر رأس كل إثم من الكافى ج ٢ / ١٩١، وحكم بن مسكين عن إسماعيل ابن يسار عنه (ع) كما في ثواب الصيام من التهذيب ج ٤ ص ١٩١ / ٥٤٣ وعلي بن أسباط عن اسماعيل بن يسار عن بعض من رواه قال قال الحديث مضمرا كما في الدعاء للكرب من الكافي ج ٢ / ٥٥٨ / ٩، ومحمد ابن عيسى عنه عن عثمان بن السدوسي، عن بشير النبال عن ابي جعفر عليه السلام كما في باب الحمام من الكافى ج ٢ / ٢١٩ / ٢١، وروى محمد ابن علي عنه عن عثمان بن يوسف عن عبدالله بن كيسان عن ابي عبدالله عليه السلام كما في اصول الكافي ج ٢ / ٤ / ٥، وايضا عنه عن عمرو بن يزيد عنه (ع) كما في نوادر الجنائز من الكافي ج ١ / ٧٠ / ٥١٠ وأيضا عنه عن منصور بن يونس في تأديب النساء من الكافى ج ٢ / ٦٣ وروى ابراهيمى بن محمد الثقفي عنه، =

٣٧٥

____________________

= عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة عنه (ع) وعنه، عنه، عن سليم بن قيس الشامي عن اميرالمؤمنين (ع)، في اختصاص المفيد ص ٣٢٩. قلت: ذكر المتأخرون في المقام - تارة إسماعيل بن بشار (بالباء الموحدة والشين المعجمة) النصري واخرى اسماعيل بن بشار البصري وثالثة إسماعيل بن يسار (بالياء التحتانية والسين والمهملة) ورابعة إسماعيل بن يسار وعد من اصحاب الصادق (ع) وخامسة اسماعيل بن يسار النصري (بالنون والصاد المهملة) وسادسة إسماعيل بن يسار الواسطي وسابعة إسماعيل بن يسار الهاشمي مولى اسماعيل المذكور. وأنت بعد التأمل فيما ذكرنا تعرف أن دعوى إتحاد الجميع غير بعيدة لعدم ثبوت الاختلاف لا في كلام الاقدمين ولا في الروايات إلا بذكر البصري، او النصري، والهاشمي والواسطي، وهذا غير كاف في إثبات التعدد بعد كون نسبته إلى الهاشمي للمولوية لاسماعيل بن العباس الهاشمي، كما ان النسبة إلى واسط، او البصرة، او إلى نصر بن قعين بناء‌ا على التمييز (بالنصري) لا تنافي الوحدة كما مر في نظائره. طبقته - قد عرفت عن البرقى والشيخ ذكر إسماعيل بن يسار بلا تمييز في أصحاب الصادق (ع) وعد الشيخ من اصحابه ايضا اسماعيل بن بشار البصري (النصري خ) كما وقفت على رواية إسماعيل البصري عنه (ع) وإسماعيل بن بشار وإبن يسار بلا تمييز عنه (ع) ورواية غيرهما عنه (ع) بواسطة او بواسطتين الا ان ذلك كله لا ينافى الاتحاد بعد كثرة رواية أصحاب إمام (ع) عنه بلا واسطة وبواسطة او بواسطتين او بوسائط.وقد روى عن اسماعيل بن يسار من أصحابي الصادق والكاظم (ع) معاوية بن عمار والحكم بن مسكين وأبان بن عثمان وعلي بن أسباط ومحمد بن ابي عمير. ومن اصحابي الرضا والجواد عليهما السلام ومن في طبقتهم، محمد ابن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبدالله المسمعي ومحمد بن علي وأمثالهم. وبقاء أصحاب الصادق (ع) إلى عصرهم ليس ببعيد. وإحتمال بعض المتأخرين ان اسماعيل بن يسار الهاشمي هو الذي ذكره الشيخ في اصحاب العسكري (ع) في غير محله فانه قال هناك ص ٤٢٨: اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل هاشمي عباسي وروى المفيد في الارشاد ص ٣٤٣ عن أبي محمد العسكري (ع) حديثا في ذمه أوردناه في أخبار الرواة.=

٣٧٦

ذكره اصحابنا بالضعف(١) له كتاب، أخبرنا محمد بن علي قال حدثنا

____________________

(١) لم نقف على كلام أصحابنا في ضعفه كي يظهر وجه ما ذكروه فهل كان في مذهبه فقط او في حديثه او فيمن روى عنه؟ وفي قول الماتن (ذكره اصحابنا بالضعف) بدل (ضعفه أصحابنا) إيماء بعدم ضعفه في نفسه كما ان في التعليق عليهم إيماء بعدم الجزم به.ثم ان المذكورين بهذا الاسم لم يرد فيهم توثيق فلا فائدة في التحقيق في تمييزهم فكل مجهولون، أو مشتركون بين مجهول وضعيف، نعم رواية إبن أبي عمير ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه تؤمي إلى وثاقته في نفسه بناء‌ا على ما تقدم في الامارات العامة للوثاقة فلاحظ، فعلى القول بالاتحاد فالامر واضح وإلا فيقتصر علي الاخذ بما رويا عنه لعدم التمييز فليتأمل.

٣٧٧

أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن إسماعيل بن(١) .

٥٨ - إسماعيل بن دينار

كوفي ثقة له كتاب، اخبرنا الحسين قال حدثنا احمد بن جعفر قال حدثنا حميد قال حدثنا ابراهيم بن سليمان عنه به(٢) .

____________________

(١) كالصحيح على إشكال باحمد بن محمد بن يحيى على كلام ايضا في محمد بن علي بن شاذان شيخ النجاشي.

(٢) موثق بحميد على اشكال باحمد بن جعفر من مشايخ التلعكبري والحسين شيخ الماتن.وفي الفهرست ص ١٤ اسماعيل بن دينار له كتاب واسماعيل بن بكر لهما أصلان اخبرنا بهما احمد بن عبدون عن ابي طالب الانباري عن حميد الخ.قلت: طريقه موثق بحميد عى كلام باحمد الماتن. وظاهر الشيخ: ان له اصلا غير كتابه.

٣٧٨

٥٩ - اسماعيل بن محمد بن اسحق بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام

ثقة(١) . روى عن جده اسحق بن جعفر عليه السلام(٢)

____________________

(١) ذكره في نسخة رجال الشيخ المطبوعة في اصحاب الرضا (ع) ص ٣٦٧ بنسبته إلى ابي طالب (ع) وقال: اسند عنه. ولكن لم اجد حكايته عن الشيخ فيمن تأخر عنه. ولم اجد له ذكرا في الكتب ولم يفرد في عمدة الطالب ايضا له ذكرا.

(٢) قال في عمدة الطالب ص ٢٤٩: واما اسحق بن جعفر الصادق (ع) ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض وكان من أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وامه ام اخيه موسى الكاظم عليه السلام، وكان محدثا جليلا وادعت فيه طائفة من الشيعة الامامية وكان سفيان بن عيينة اذا روى عنه يقول: حدثني الثقة الرضا اسحاق ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق (ع) عددا وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن وذكره المفيد في الارشاد في النص على امامة الامام الكاظم (ع) من ابيه ص ٢٨٨ من شيوخ اصحاب ابي عبدالله (ع) وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين ثم قال: وقد روى ذلك من اخويه اسحاق وعلي إبنا جعفر عليه السلام، وكانا من الفضل والورع على مالا يختلف فيه إثنان.وروى النص عن يعقوب بن جعفر الجعفي قال حدثني إسحاق بن جعفر الصادق (ع) قال كنت عند ابي يوما الحديث. ص ٢٩٠ وقال في اولاد الصادق (ع) ص ٢٨٦: وكان اسحاق بن جعفر (ع) من اهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، وروى عنه الناس الحديث والآثار.وكان ابن كاسب اذا حدث عنه يقول: حدثني الثقة الرضي اسحاق بن جعفر وكان إسحق يقول بامامة أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام وروى عن ابيه النص بالامامة على أخيه موسى (ع).قلت: وهو الذي أشهده أخوه موسى بن جعفر عليهما السلام على وصيته في جماعة من أهل بيته وخاصته على مارواه الصدوق في العيون باب وصيته (ع) ص ٣٣ في الصحيح عن عبدالله بن محمد الحجال وفي آخر الحديث ما يدل على جلالته. وروى ص ٣٩ في الصحيح عن عبدالرحمن ابن الحجاج عنه وعن أخيه علي بن جعفر (ع) حديث وصية ابي الحسن عليه السلام وشهادتهما عند حفص بن غياث القاضي على صحتها. وقد أوردنا المأثور في فضل اسحاق بن جعفر (ع) في كتابنا في أخبار الرواة. وعده البرقي في اصحاب الباقر (ع) ص ١٠ والشيخ في اصحاب الصادق ص ١٤٩ / ١٢٧ وزاد بعد ذكر نسبه الشريف: المدني. وروى عن أبيه (ع). روى عنه جماعة من أجلة اصحابي الكاظم والرضا عليهما السلام منهم بكر بن محمد الغامدي الازدي، والحسن ابن علي الوشاء ويعقوب بن جعفر الجعفري.

٣٧٩

وعن عم أبيه علي بن جعفر (ع) صاحب المسائل(١) .له كتاب اخبرني محمد بن علي الكاتب عن محمد بن عبدالله قال: حدثنا ابوالقاسم اسحاق به العباس بن اسحاق بن موسى بن جعفر (ع) بدبيل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة قال حدثنا اسحاق بن العباس قال حدثنا ابي قال حدثنا اسماعيل بن محمد بن(٢) .

____________________

(١) ويأتي تحقيق ذلك في ترجمته(٦٦١).

(٢) ضعيف تارة بمحمد بن عبدالله أبي المفضل الشيباني الذي أخبرنا إجازة الحسين قال حدثنا أحمد بن جعفر قال أدركه الماتن وسمع منه كثيرا لكن لغمز الاصحاب فيه وطعنهم تجنب عن الرواية عنه بلا واسطة كما يأتى في ترجمته ولذا روى عنه بواسطة شيخه محمد بن علي الكاتب القزويني، واخرى بأبي القاسم المهلوس إسحاق بن العباس فلم أجد له ذكرا في الرجال نعم ذكره الشريف النسابة ابن طباطبا في كتاب منتقلة الطالبية ص ١٣٨ قال: بدبيل (من ارض آذربايجان) من نازلة الكوفة اسحاق المهلوس ابن العباس ابن اسحاق بن موسى الكاظم (ع).ثم ذكر عقبه. وذكر في عمدة الطالب ص ٢٣١ ان لاسحاق المهلوس بن العباس بن اسحاق بن الكاظم عليه السلام عقب كانوا ببغداد ويقال لهم بنو المهلوس. وثالثة بالعباس ابن اسحاق المهمل في الرجال ايضا نعم ذكره ابن طباطبا في المنتقلة بالكوفة ص ٢٧٢ وابن عنبة في عمدة الطالب. ثم ان قوله (قال حدثنا اسحق بن العباس) تكرار ظاهرا إتفقت النسخ عندنا على ضبطه نعم لم يذكره القهبائي في المجمع.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409