تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265070 / تحميل: 8480
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

أخبرنا إجازة محمد بن علي القزويني قال: حدثنا (حدثني. خ.) احمد بن محمد بن يحيى عن الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عنه(١) .

____________________

(١) صحيح على كلام بشيخه، وبأحمد بن محمد بن يحيى. وفي الفهرست ٥٣ / ١٨٧: اخبرنا به ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن احمد بن اسحاق بن سعد بن الحسن بن العباس بن حريش الرازي. و (١٨٨): الحسن بن العباس الحريشي، له كتاب، رويناه بالاسناد الاول عن احمد بن أبي عبدالله عنه ونحوه ٤٩ / ١٥٩ مكررا.قلت: ظاهره (ره) تعددهما باختلاف العنوان في الجملة، واختلاف من روى عنه، مع أنه لا يضر مثله بالاتحاد. ثم إن الطريق الاول صحيح بناء‌ا على وثاقة ابن ابي جيد من مشايخ النجاشي والثاني لا يخلو عن خفاء إذ ليس معلقا على سابقه، لعدم الاشتراك المعتبر في التعليق إلا ان يكون (ابن أبي عبدالله) من سبق القلم فيتحد مع سابقه، أو يكون معلقا على ما تقدم منه قبل ذلك بأسماء في الحسن ابن خالد البرقي(٤٩/ ١٥٨) فيكون المراد بالاسناد الاول: عدة من أصحابنا عن ابي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن ابي عبدالله والطريق حينئذ ضعيف بأبي المفضل، وبابن بطة. (*)

١٨١

١٣٧ - الحسن بن خالد بن محمد بن علي البرقي ابوعلي أخو محمد بن خالد(١)

____________________

(١) يأتي تمام نسبه في احمد بن محمد بن خالد(١٨٠) ولقبه ايضا في ترجمة أخيه محمد بن خالد(٩٠٠)، وكنيته بأبي علي عند ذكره في إخوته. بل كناه الشيخ بذلك في الفهرست، وفي رجاله. وذكره الشيخ في الفهرست(٤٩)، وفى رجاله فيمن لم يرو عنهم (ع)(٤٦٢) نحو ما في المتن إلا انه لم يذكر جده ولا توثيقه. ثم ان اخوته لمحمد البرقي وعمومته لاحمد تقتضي كونه من أصحاب الرضا بل الكاظمعليهما‌السلام فلا حظ.

(*)

١٨٢

كان ثقة، له كتاب نوادر(١) .

١٣٨ - الحسن بن ظريف بن ناصح(٢)

____________________

(١) وفي الفهرست: له كتب أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن أبي عبدالله عن عمه الحسن ابن خالد. قلت: والطريق ضعيف بأبي المفضل، وبابن بطة. وقال ابن شهر اشوب في المعالم(٣٤): الحسنبن خالد البرقي: أخو محمد بن خالد من كتبه: تفسير العسكري من إملاء الامام (ع) مائة وعشرون مجلدة.

(٢) وهكذا ذكره في الفهرست(٤٨) وذكره في رجاله في أصحاب الهادي (ع) ٤١٣ / ١١.وكان من أصحاب أبي محمد العسكري (ع) وكان له إليه (ع) مكاتبة يسئل فيها عن امور فأجابه عما سئله وعما لم يسئله. رواها المفيد في الارشاد(٣٤٣) عن الكافي (اصوله ج ١ / ٥٠٩ / ١٣).وروى عن جماعة من أصحاب أبي عبدالله (ع) منهم: عبدالصمد ابن بشير كما في الروضة ٢٦٣ / ٥٠١، والحسين بن علوان كما في الكافي ج ٢ / ٧، و ٦١ وغير ذلك. وروى عن أصحاب الكاظمعليه‌السلام منهم: أبوه ظريف فروى عنه كثيرا، ومحمد بن أبي عمير ذكرناهم في الطبقات. (*)

١٨٣

كوفي، يكنى أبا محمد، ثقة(١) سكن ببغداد، وأبوه قبل(٢) . له نوادر والرواة عنه كثيرون، اخبرنا إجازة محمد بن محمد عن الحسن ابن حمزة قال: حدثنا ابن بطة عن محمد بن علي(٣) .

١٣٩ - الحسن بن أبي عثمان المقلب سجادة أبومحمد

كوفي ضعفه أصحابنا(٤) ،

____________________

(١) ويشير إلى عناية أبي محمد الحسن العسكرى (ع) اليه ما أجاب به عن مكاتبته التي أشرنا إليها.

(٢) فيأتي في ترجمته(٥٥١) قوله: أصله كوفي نشأ ببغداد. وفي نسخة المتن هكذا (قيل له نوادر) والظاهر أنه مصحف (قبل).

(٣) ضعيف بوجه بابن بطة هذا بناء‌ا على كون المراد بمحمد ابن علي: ابن محبوب الثقة. وأما إن كان هو الصيرفي ابوسمينة بقرينة رواية ابن بطة عنه، فهو ضعيف به أيضا.

(٤) قال في الكشي(٣٥٢)، في الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة لعنه الله قال نصر بن الصباح: قال لي السجادة الحسن بن علي ابن أبي عثمان يوما: ما تقول في محمد بن أبي زينب، ومحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه، وآله أيهما أفضل؟ قلت له: أنت قل. قال: محمد بن أبي زينب. ألا ترى ان الله عزوجل عاتب في القرآن محمد بن عبدالله في مواضع، ولم يعاتب محمد بن أبي زينب فقال لمحمد بن عبدالله (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، ولئن أشركت ليحبطن عملك)، وفي غيرهما. ولم يعاتب محمد بن أبي زينب بشئ من ذلك.قال أبوعمرو: السجادة لعنه الله ولعنه اللاعنون، والملائكة والناس أجمعون فلقد كان من عليائية الذين يقفون في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليس لهم في الاسلام نصيب. وعن إبن الغضائري: الحسن بن علي بن أبي عثمان أبي محمد الملقب سجادة في عداد القميين ضعيف، وفي مذهبه إرتفاع. وذكره الشيخ في أصحاب الجوادعليه‌السلام / ٤٠٠ / ١١ وقال: غالي. وأيضا في أصحاب الهاديعليه‌السلام / ٤١٣ وذكر نحوه. قلت: روى ابن قولويه في كامل الزيارات ص ٨٠ باسناده عن محمد بن الحسين إبن أبي الخطاب، وعن الحسين بن عبيد الله عنه. والعجب ممن يلتزم بوثاقة جميع رواة هذا الكتاب مع وجود مثل هذا الضعيف فيهم. (*)

١٨٤

وذكر ان أباه: علي بن أبي عثمان(١) روى عن أبي الحسن موسى (ع). له كتاب نوادر، أخبرناه إجازة الحسين بن عبيد الله عن أحمد إبن جعفر بن سفيان، عن أحمد بن ادريس قال حدثنا الحسين بن عبيد الله بن سهل في حال إستقامته(٢) عن الحسن بن علي بن أبي

____________________

(١) ويظهر من ذلك: ان عدم ذكر (علي) في العنوان للاشتهار بذلك أو الاقتصار، وليس هناك تصحيف أو سهو كما توهم.

(٢) تقدم ترجمته(٨٥) وقوله فيه: ممن طعن عليه، ورمي بالغلو. (*)

١٨٥

عثمان سجادة(١) .

____________________

(١) ضعيف بالحسين بن عبيد الله بن سهل فلم يوثق بل طعن إلا أن يقال انه لايكون مطعونا إلا باتهام الغلو فاذا كانت الرواية عنه في حال الاستقامة فلا بأس بها، وتقدم في ترجمته: إن له كتبا صحيحة الحديث. بقي هنا شئ وهو ان التضعيف المتقدم من أصحابنا للحسن بن علي سجادة لا يلائم رواية جماعة من الاجلة كتبه ورواياته فان ذلك يقتضي ترك الرواية عنه لكن روى عنه المشايخ في كتبهم.ولعلهم اعتمدوا في ذلك على الكشي مع إنه قد إستند في تضعيفه على نصر ابن الصباح. وقد روى عنه ابن قولويه في كامل الزيارات عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب المسكون إلى روايته كما يأتي في ترجمته. وروى الصدوق في الخصال ج ٢ / ٥ / ٢١ عن ما جيلويه عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد قال: حدثني ابوعبدالله الرازي عن سجادة واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان، واسم أبي عثمان حبيب عن محمدبن ابي حمزة الحديث. وفي التهذيب ج ٢ / ١٢١ / ٢٢٩: محمد بن احمد بن يحيى عن محمد بن عبدالله بن احمد عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، وأبو عثمان اسمه: عبدالواحد بن حبيب قال زعم لنا محمد بن أبي حمزة الثمالي. (*)

١٨٦

١٤٠ - الحسن بن عنبسة الصوفي(١)

كوفي، ثقة، له كتاب نوادر، أخبرنا احمد بن عبدالواحد قال: حدثنا علي بن حبشي قال: حدثنا حميد بن زياد عن الحسن ابن عنبسة به(٢) .

١٤١ - الحسن بن علي الزيتوني الاشعري أبومحمد

له كتاب نوادر، أخبرنا محمد بن علي عن احمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن الحسن بن علي بكتابه(٣) .

____________________

(١) هكذا ذكره الشيخ في الفهرست(٥٠)، وفيمن لم يرو عنهم من رجاله(٤٦٤) وزاد روى عنه حميد بن زياد. قلت: يأتي رقم(١٥٦) ترجمة الحسين بن عنبسة الصوفي، فهو أخوه ويحتمل الاتحاد وإن كان خلاف الظاهر.

(٢) موثق بحميد على إشكال بعلي بن حبشي تقدم وكذا احمد بن عبدالواحد. وفي الفهرست: له نوادر رويناها بالاسناد الاول (أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عنه. قلت: طريقه موثق بحميد على كلام بأحمد بن عبدون شيخه وشيخ النجاشي.

(٣) صحيح على كلام بمحمد بن علي من مشايخه وبأحمد كما تقدم. قلت: روى عن أصحاب الهادي والعسكريعليهما‌السلام مثل هارون بن مسلم الثقة كما في كامل الزيارات ١٦٠ / ٦٥ / ١٤، وأحمد

ابن هلال العبر تائي الضعيف، وسهل بن الهرمزان القمي كما يأتي في ترجمته(٤٨٩)، والزهري الكوفي الغيبة(١٠٢). روى عنه شيخ القميين ابن الوليد كما في ترجمة عيسى بن عبدالله الهاشمي من فهرست الشيخ(١١٧)، وشيخ الطائفة، وفقيهها ووجهها سعد بن عبدالله كما في كامل الزيارات(١٦٠) والغيبة ص ١٠٢، والعيون ٢٧٢ / ٢٨ / ٤ وأما ما في التهذيب ج ٦ / ٤٨ في فضل زيارة الحسين (ع) عن سعد عن الحسين بن علي الزيتوني عن احمد بن هلال.فالظاهر انه مصحف (الحسن) فلا حظ، وابن بطة كما في ترجمة ابن الهرمزان.

١٨٧

١٤٢ - الحسن بن محمد بن جمهور العمي أبومحمد بصري(١)

____________________

(١) قال ابن النديم في فهرسته(٣٢٦) في فقهاء الشيعة ومحدثيهم: إبن جمهور العمي، واسمه محمد بن الحسين بن جمهور العمي بصري، ويعد في خاصة اصحاب الرضا (ع)، وله من الكتب. قلت: الظاهر ان المراد بالترجمة هو الحسن بن محمد لا أبوه كما يظهر بالتأمل الا ان في ذلك مواضع من التصحيف كما لا تخفى. وفى لسان الميزان ج ٢ / ١٩٨: الحسن بن جمهور القمي. قال علي بن محمد الساليسي: كان من رواة أهل البيتعليهم‌السلام وحامل الاثر عنهم، وكان في وسط المائة الثالثة. قلت: كون (القمي) مصحف (العمي) غير بعيد إلا انه موافق لما في فرج المهموم كما يأتي. وقال ابن طاووس في فرج المهموم عند روايته عن كتابه (الواحدة) (٩٦): وكان عالما فاضلا.(*)

١٨٨

ثقة في نفسه(١) ينسب إلى بني العم من تميم. يروى عن الضعفاء(٢)

____________________

(١) تقييد الوثاقة بقوله (في نفسه) وان كان يشعر بانه مطعون في مذهبه وفى حديثه إلا ان قوله (يروى عن الضعفاء) يدل على انه مطعون في حديثه فقط لا في مذهبه. وحققنا في مقدمة هذا الشرح ان التوثيق بوجه مطلق في كلام الاقدمين ظاهر في انه غير مطعون لا في نفسه ولا في مذهبه ولا في حديثه. ومما يشير إلى وثاقته في نفسه رواية الثقات عنه: منهم ابوطالب الانباري، ومحمد بن همام كما في التهذيب ج ٦ / ٩٣ وقد أنكر النجاشي على الشيخ النبيل الثقة أبي علي بن همام روايته عن جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري كما يأتي في ترجمة جعفر(٣١١) ولم ينكر عليه روايته عن الحسن بن جمهور.

(٢) هذا احد الوجهين لعدم وثاقته في الحديث وقد طعن غير واحد من رجال الحديث بعدم الوثاقة في الحديث بهذين الامرين منهم: احمد بن محمد بن خالد البرقي كما يأتي في ترجمته. ثم ان الرواية عن الضعيف انما تمنع عن الاعتماد على مراسيله فلا تكون حينئذ بحكم المسانيد لا حتمال كون ارساله (ح) عن الضعيف كما حققناه في محله، كما انها تمنع عن الاعتماد على ما يسنده إلى رجال غير معروفين بمدح ولاقدح، لكنها لا تمنع عن الاخذ بما أسنده عن الثقات. ولا توجب الرواية عن الضعيف طعنا في وثاقة الرجل إلا مع الاكثار وخاصة في الرواية عمن اشتهر بالكذب والوضع وغيره من وجوه الطعن فلاحظ. روى الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه كثيرا وروى عنه كتابه كما يأتي في ترجمته(٩٠٣). وروى عن جماعة من الثقات منهم: الحسين بن روح السفير كما في التهذيب ج ٦ / ٩٣، وعلي بن بلال من أصحابي الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، الظاهر انه البغدادي الثقة كما في عيون اخبار الرضا (ع) ج ٢ باب ٣٨ / ١٣٦.(*)

١٨٩

ويعتمد على المراسيل(١) ذكره أصحابنا بذلك وقالوا: كان أوثق من أبيه وأصلح(٢) . له كتاب (الواحدة)، أخبرنا احمد بن عبدالواحد، وغيره عن أبي طالب الانباري عن الحسن بالواحدة(٣) .

____________________

(١) هذا ثاني الوجهين لعدم وثاقته في حديثه. ثم إن رواية المراسيل بلا اعتماد بصورة الارسال لاتوجب الطعن إلا مع الاكثار فيها فيكشف عن التساهل في الحديث. وروايتها بصورة المسانيد تدليس.

واما الاعتماد عيها فيها اذا كان المرسل ممن يعرف بأنه لايرسل إلا عن ثقة فلا بأس به وفي غيره ربما يشير إلى نوع تساهل.

(٢) التعليق على الاصحاب يشعر بنوع تأمل منهرحمه‌الله في تضعيفه بما ذكروه ولعله نشأ من روايته المناقب والمثالب كما تأتي في كتبه فلا حظ.

(٣) صحيح بناء‌ا على وثاقة احمدمن مشايخه. قال ابن النديم في الفهرست: وله من الكتب: كتاب الواحدة في الاخبار والمناقب والثالب. وجزأه ثمانية أجزاء لا قلت: روى إبن طاووس عن ابن جمهور القمي عن كتابه (الواحدة) في فرج المهموم عن الرضا (ع)(٢) و(٩٦) وقال: رويناه بعدة أسانيد عن ابن جمهور القمي وكان عالما فاضلا في كتاب (الواحدة) في أخبار مولانا الرضا صلوات الله عليه الخ.قلت: تقدم احتمال كون (القمي) مصحف (العمي).وروى في تفسير نور الثقلين ج ٤ / ٣٦٣ في تفسير قوله عزوجل: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " عن ابن طاووس عن كتاب (الواحدة) عن أبي محمد العسكري (ع). (*)

١٩٠

١٤٣ - الحسن بن احمد بن ريذويه القمي

ثقة من أصحابنا القميين، له كتاب المزار.

١٤٤ - الحسن بن عبدالصمد بن محمد بن عبيد الله الاشعري

شيخ ثقة من أصحابنا القميين. روى أبوه(١) عن حنان عن أبى عبدالله (ع)(٢) له كتاب نوادر.

____________________

(١) ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع) ٤١٩ / ٢٩ قائلا: عبدالصمد بن محمد قمي.

(٢) روى عبدالصمد بن محمد (بلا تمييز) عن حنان بن سدير عن أبي عبدالله (ع)، عنه عنه (ع) محمد بن علي بن محبوب كما في التهذيب ج ٢ / ٢٨٩، ومحمد بن احمد بن يحيى (الخصال ج ١ / ٥٥ باب ٣ / ٩٤)، ومحمد الحسن الصفار (كامل الزيارات ٩١ / ١٣).وروى عبدالصمد بن محمد عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر (ع) (التهذيب ج ٩ / ٢٤١، وج ٣ / ٢١٩.وروى الصدوق في المشيخة (٢٥) عن الصفار عنه عن حنان. ثم ان تمييزه الماتن (ره) بروايته عن حنان الواقفي من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام المتوفي في أيام الرضاعليه‌السلام مشير إلى طبقته وانه ادرك أيام الرضا (ع) وبقي إلى أيام الهادي (ع) كما تقدم عن الشيخ. ويشير إلى جلالته رواية أصحابنا عنه منهم: الصفار، وإبن محبوب، ومحمد بن احمد بن يحيى مع عدم إستثناء القميين روايته عنه بل رواية ابن قولويه في كامل الزيارات عنه كما تقدم.

١٩١

١٤٥ - الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي

مولى جندب بن عبدالله(١)

____________________

(١) يعرف جده عبدالله بأنه مولى جندب، فيأتي في ترجمته(٥٩٩) قول الماتن: ابومحمد البجلي، مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العلقي، كوفي، ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته، ودينه وورعه، روى عن أبي الحسن موسى (ع) الخ. وأما أبوه علي بن عبدالله فلم أقف على ترجمة له ولم يكن معروفا أو لم يكن من رواة الحديث. أو مات في صغر ابنه الحسن، ولذلك عرف ابومحمد الحسن بجده عبدالله.نعم روى علي بن عبدالله عن أبي الحسن موسى (ع) روى عنه عنه (ع) عمرو بن سعيد، وعمرو بن عثمان إلا انه مضافا إلى عدم التمييز في موارد روايته عنه. فالظاهر اتحاده مع علي بن عبدالله الذي روى عمرو بن عثمان عنه عن أبي عبدالله (ع) وحينئذ ليس هو علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي. وما في جامع الرواة من عنوانه علي بن عبدالله البجلي. ثم ذكره هذه الروايات ففي غير محله لخلوها جميعا عن لقبه (البجلي). وتحقيق ذلك في طبقات أصحابهما. (*)

١٩٢

أبومحمد من أصحابنا الكوفيين(١) ، ثقة ثقة، له كتاب نوادر. أخبرنا محمد بن محمد، وغيره عن الحسن بن حمزة عن إبن بطة عن البرقي عنه به(٢) .

____________________

(١) بل الظاهر ان الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي الكوفي يعرف بالحسن بن علي الكوفي كما يظهر من طرق الصدوقرحمه‌الله في المشيخة إلى جماعة منهم: جده عبدالله بن المغيرة رقم(١٣٤)، وعبدالرحيم القصير الكوفي(٤٠)، وعباس بن عامر(٣٠٠) وكذا في ساير كتبه منها الخصال في مواضع كثيرة. وكان لابي محمد الحسن إبن، وهو علي بن الحسن من رواة الحديث روى عن أبيه الحسن. روى عنه الصدوق في المشيخة في طريقه إلى أبيه(٨٩) قائلا: وما كان فيه عن الحسن بن علي الكوفي، فقد رويته عن أبيرحمه‌الله عن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي الكوفي عن أبيه. وبهذا الاسناد أيضا في طريقه إلى العباس بن عامر. ولم أقف له على ترجمة.وكان جعفر بن علي بن الحسن الكوفي، حفيده من رواة الحديث، ومن مشايخ الصدوق (ره) فقد روى عنه كثيرا في كتبه، وترضى عنه عند ذكره ولم أقف على مدح له غير ذلك.

(٢) ضعيف على كلام بابن بطة. وفي الفهرست(٥٠): الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة، له كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن احمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي بن عبدالله. قلت: طريقه صحيح على اشكال بأحمد بن محمدبن يحيى، وبالحسين كما تقدم. وتقدم طريق الصدوق إليه. وفيه إبنه علي ولم أجد له مدحا كما تقدم. روى عنه جماعة من أجلة أصحابنا منهم: محمد بن يحيى، واحمد ابن ادريس، وابوعلي الاشعري، والصفار، وسعد بن عبدالله.

١٩٣

١٤٦ - الحسن بن موسى ابومحمد النوبختي(١)

____________________

(١) هو الحسن بن موسى بن الحسن بن محمد بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت ويأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه(١٠٨٢). ثم ان الحسن، وساير أهل بيته وهم أجلاء الطائفة يعرفون يجدهم نوبخت الفارسي. نوبخت كان نوبخت مشهورا في بلاده في الدولة الكيانية الفارسية، كيف وهو من بيت فيهم الامراء الابطال. وقد اشتهر بسبب علمه بالنجوم، وكان في علم النجوم نهاية كما في تاريخ بغداد ج ١٠ / ٥٤، وكان ينجم ويترجم لخالد بن يزيد بن معاوية كما قيل في أواخر الدولة الاموية، وفي أوائل الدولة العباسية.وصحب المنصور الدوانيقي في محبس الاهواز عندما كان المنصور محبوسا كما في تاريخ بغداد ج ١٠ / ٥٤، ونبأه بثبوت الملك له، فلازمه وأكرمه، وأقطعه ألفي جريب من اراضي الحويزة. وتولى مع المنصور بناء بغداد وتأسيسها كعاصمة، ووضع أساسها في وقت إختاره له نوبخت المنجم كما في تاريخ بغداد ج ١ / ٦٧، فهو بطبيعة الحال اول من سكنها معه. وذكر ابن طاووس في فرج المهموم(٢٠٨) مصاحبته للمنصور واسلامه حينئذ وفي ص ٢١٠ تفصيل اخباره. وكان مجوسيا ثم حسن اسلامه. واسلام زوجته، وولده أبي سهل وحسن معرفتهم لهذا الامر وولايتهم لعلي أمير المؤمنين وأولاده الطاهرينعليهم‌السلام . وقيل: أنه عمر أكثر من مائة سنة. آل نوبخت كان آل نوبخت معروفين بالعلم والفضل، والفلسفة، والكلام، والنجوم، والادب وغير ذلك من صنوف العلم، وكانوا نقلة الكتب من الفارسي إلى العربي. ذكره ابن النديم في الفهرست(٣٥٥)، وفيهم أصحاب الكتب والمصنفات الكثيرة. قال ابن طاووس في فرج المهموم(١٢١): ان جماعة من بني نوبخت، وهم أعيان الشيعة كانوا علماء في هذا الباب، ووقفت على عدة مصنفات لهم في النجوم، وانها دلالات على الحادثات. وذكر نحوه أبي عبدالله (ع) وحينئذ ليس هو علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي. وما في جامع الرواة من عنوانه علي بن عبدالله البجلي. ثم ذكره هذه الروايات ففي غير محله لخلوها جميعا عن لقبه (البجلي). وتحقيق ذلك في طبقات أصحابهما.في ص ١٣٢ ثم مدحهم بعلم النجوم بما مدحهم به ابن الرومي الشيعي في شعره: اعلم الناس بالنجوم بنو نوبخت الخ. وقال أيضا في(٤٠) عند الاستدلال على مدعاه: وإليه ذهب بنو نوبخترحمهم‌الله من الامامية، فلم ينكر عليهم، بل ترحم. عليهم. وبنو نوبخت من أعيان هذه الطائفة المحقة المرضية، ومنهم وكيل مولانا المهدي صلوات الله عليه أبوالقاسم الحسين بن روح رضوان الله جل جلاله عليه.قلت: ومما يشير إلى جلالتهم ان فيهم جماعة ممن وفق له زيارة مولانا الحجة صلوات الله عليه، وفيهم من له كتاب إليه من ناحيته المقدسة، وفيهم الحسين بن روح النوبختي أحد سفرائه ونوابه الاربعة وسنشير اليهم، وقد حصل لهم وجاهة في الدنيا تتمناها غيرهم كما يظهر مما رواه الشيخ عن جماعة عن أبي غالب الزراري في الغيبة(١٨٦).=

١٩٤

____________________

=وكان لهم في بغداد محلة تعرف بالنوبختية وفيها قبر أبي القاسم السفير الحسين بن روح النوبختي. قال الشيخ في الغيبة(٢٣٨): وأخبرني الحسين بن ابراهيم عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمريرضي‌الله‌عنه : ان قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن احمد النوبختي النافذ إلى التل، وإلى درب الاخر، وإلى قنطرة الشوكرضي‌الله‌عنه . ثم ان آل نوبخت مع اشتهارهم بالفلسفة والكلام والنجوم خاصة والفلكيات والهندسة والحساب ونقل الكتب، ومع مكانتهم وجلالة قدرهم في بغداد، وهم أعيان الطائفة وأعلام علماء بغداد، فقد أهملهم الخطيب البغدادي في تاريخه الموضوع لذكر ساير طبقات أهل العلم من جميع المذاهب حتى الرماة والشعراء والمغنين والفرسان وحذاق الصناع ممن نشأ ببغداد أو ورد عليها من غير أهلها فلم يذكر هؤلاء الاعلام النوبختيين بترجمة خاصة وان أشار إلى بعضهم، ولعل ذلك لانهم معروفون بولاية علي بن أبي طالب والائمة من ولدهعليهم‌السلام كما تقدم عن إبن النديم. ابو سهل بن نوبخت كان اسمه طيمارث فيأتي في ترجمة موسى بن الحسن النوبختي(١٠٨٢) قوله: (يقال: ان اسم أبي سهل بن نوبخت طيمارث).وجعل المنصور الدواينقي كنيته مقام إسمه، فبطل إسمه وثبتت كنيه وكان رجلا عالما بالنجوم والكلام وغير ذلك. ذكره بن النديم في أخبار الفلاسفد الطبيعيين والمنطقيين(٣٤٥)، وكان من العلماء المصنفين، ومن كتبه: كتاب النهمطان. وقد حكى عنه ابن النديم مقالات اصحاب النجوم وغيرهم كما في(٣٤٥). ولما ضعف أبو نوبخت عن الخدمة قام مقام أبيه بأمر المنصور، وعمر زهاء ثمانين سنة، وتوفي سنة(٢٠٢) في عصر المأمون، وخلف محمدا، وهارون، وسهلا واسماعيل، واسحاق، وعبدالله، وعبيد الله، وفضلا، وغيرهم كما قيل.محمد، وهارون إبني ابي سهل بن نوبخت كتب نبو نوبخت المنجم محمد، وهارون إبني أبي سهل إلى ابي عبداللهعليه‌السلام : ان ابانا، وجدنا كانا ينظران في علوم النجوم فهل يحل النظر فيه، فكتبعليه‌السلام : نعم. رواه ابن طاووس في فرج المهموم(٢) و(١٠٠) عن كتاب (التجمل) تاريخ كتابته سنة ثمان وثلاثين ومأتين. وروى ايضا عنه عنهما قالا: كتبنا إليهعليه‌السلام : نحن ولد نوبخت المنجم، وقد كنا كتبنا إليك: هل يحل النظر في علم النجوم، فكتبت: نعم. والنجمون يختلفون في صفة الفلك الحديث. وأشار إلى ذلك أيضا في(١٣٢). اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت ذكر اسماعيل بن ابي سهل في نسب موسى بن الحسن كما يأتي(١٠٨٢)، وفي الحسن بن الحسين النوبختي كما يأتي الا انه لم احضر له ترجمة. الفضل بن ابي سهل بن نوبخت قال ابن طاووس في فرج المهموم(١٢٥): ومن العلماء بالنجوم من الشيعة الفضل بن أبي سهل بن نوبخت. وصل إلينا من تصانيفه كتاب في المسائلة، وإبتداء الاعمال، الاعمال المعروف بالسجل، وهو كتابه الثاني، يدل على قوة معرفته بعلم النجوم، وأنه قدوة في هذه العلوم.=

١٩٥

____________________

=سليمان بن ابي سهل بن نوبخت ذكره ابن النديم في الشعراء الكتاب(٢٤٣) وقال: سليمان ابن أبي سهل بن نوبخت خمسون ورقة. عبدالله بن أبي سهل بن نوبخت المنجم ذكره في فرج المهموم(١٣١) في مشاهير المنجمين ثم ذكر ما أنشده من الشعر لما قدم المأمون بغداد ووصل للناس وغفل عن صلته. الحسن بن سهل بن نوبخت كان الحسن بن سهل بن نوبخت من الحساب، والمهندسين، والنجمين، وله من الكتب: كتاب الانواء. وذكره ابن النديم في الفهرست(٣٩٩). وكان من جملة نقلة الكتب من اللغات إلى العربي كما في فهرست ابن النديم(٣٥٥). ونقل زيج الشهريار ذكره إبن النديم(٣٥٦)، وعمل للحسن بن سهل صاحب خزانة الحكمة للمأمون الشاعر الحكيم سهل بن هارون رسالة يمدح فيها البخل ويرغبه فيه فأجابه الحسن ذكره ابن النديم(١٨٠).الفضل بن نوبخت ابوسهل ذكره إبن النديم في علماء النجوم، والهندسة من الفهرست(٣٩٦) وقال: ابوسهل الفضل بن نوبخت، فارسي الاصل، وقد ذكرت نسب آل نوبخت في كتاب المتكلمين واستقصيته، وكان في خزانة الحكمة لهارون الرشيد، ولهذا الرجل نقل من الفارسي إلى العربي، ومعوله في علمه على كتب الفرس، وله من الكتب: كتاب النهمطان في المواليد، كتاب الفأل النجومي، كتاب المواليد. مفرد، كتاب تحويل سند المواليد، كتاب المدخل، كتاب التشبيه والتمثيل، كتاب المنتحل من أقاويل المنجمين في الاخبار والمسائل والمواليد وغيرها. علي بن نوبخت ذكر علي بن نوبخت في نسب غير واحد من النوبختيين منهم: محمد بن علي بن نوبخت وأبوسهل كما سيأتي، إلا انه لم أحضر له ترجمة. ابوسهل بن علي بن نوبخت روى الخطيب في تاريخه ج ١٠ / ٥٤، في ترجمة المنصور: أخبرنا القاضي ابوالقاسم التنوخي حدثنا محمد بن عبدالرحيم المازني حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني ابوسهل بن علي بن نوبخت قال: كان جدنا نوبخت النجم على دين المجوسية، وكان في علم النجوم نهاية وكان محبوسا بسجن الاهواز فقال: رأيت أبا جعفر المنصور وقد أدخل السجن الحديث بطوله.=

١٩٦

ابوجعفر محمد بن علي بن نوبخت المنجم

كان ابوجعفر محمد بن علي بن نوبخت من خيار أصحابنا، وممن له كتاب من الناحية المقدسة، يدل على عنايته صلوات الله عليه به. فروى الشيخ في الغيبة(٢٥٧) باسناده عن أبي جعفر محمد بن ابن علي بن نوبخت قال: عزمت على الحج وتأهبت، فورد علي: نحن لذلك كارهون، فضاق صدري واغتممت، وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج، فوقع (ع): لا يضيق صدرك فانك تحج من قابل. فلما كان من قابل إستأذنت، فورد الجواب، فكتبت: اني عادلت محمد بن العباس، وأنا واثق بديانته وصيانته، فورد الجواب: الاسدي نعم العديل فان قدم فلا تختر عليه. قال: فقد الاسدي فعادلته.

١٩٧

اسماعيل بن علي بن نوبخت ابوسهل النوبختي

٠كان من اصحاب ابي محمد العسكريعليه‌السلام ذكرناه في طبقات اصحابه (ع) وكان ممن تشرف بزيارة مولانا الحجة عجل الله فرجه الشريف في مرض رابيه (ع)، رواه الشيخ في الغيبة(١٦٤)، وقد وتكلموا معه في السفير بعده.رواه الشيخ في الغيبة(٢٢٦)، وكان له وجاهة وقدر في انفس الناس ومحل من العلم والادب ايضا عندهم كما في رواية الغيبة(٢٤٧) في قصة الحلاج واحتجاجه عليه ومدحه التنوخي لذلك بقوله: كان ابوسهل من بينهم مشفقا، فهما، فطنا. قال ابن النديم في ترجمته في فهرسته(٢٦٥): ابوسهل النوبختي اسماعيل بن علي بن نوبخت، من كبار الشيعة، وكان ابوالحسن الناشئ يقول: انه استاذه وكان فاضلا، عالما، متكلما، وله مجلس بحضرة جماعة من المتكلمين إلى آخر ترجمته فقد ذكر رأيه، واحتجاجه على الشلمغاني، وكتبه الكثيرة فلاحظ.

١٩٨

وقد قرأ عليه مظفر بن محمدبن احمد ابوالجيش البلخي المتكلم المشهور المتوفي سنة(٣٦٧) كما يأتي في ترجمته(١١٣٢). وقال الشيخ في الفهرست(١٦٩) كما يأتي في ترجمته(١١٣٢). وقال الشيخ في الفهرست(١٦٩) في ترجمة مظفر بن محمد الخراساني: وكان عارفا بالاخبار، وكان من غلمان أبي سهل النوبختي. وكان محمد بن بشر ابوالحسن الحمدوني الشوشنجردي المتكلم المشهور من اعيان أصحابنا من غلمان أبي سهل النوبختي. صرح بذلك ابن النديم في الفهرست(٢٦٦) ويأتي في ترجمته(١٠٣٨) فضله وحسن عبادته وجلالته. وكان ابوسهل هو الذي كشف أمر الحسين بن منصور الحلاج الحيال الصوفي المتصنع وأظهر فضيحته وخزيه حتى شهر أمره عند الصغير والكبير وتنفر الجماعة عنه ذكره الشيخ بتفصيله في الغيبة(٢٤٦)،

١٩٩

وابن النديم في فهرسته(٢٨٤)، والقاضي ابوعلي الحسن بن علي التنوخي المتوفي ٣٨٤ في كتابه في أخبار المذاكرة ج ١ / ١٦١ وغيرهم. وكان ذلك بعد ظهور أمر الحلاج سنة(٢٩٩) كما في الفهرست.وكان لابي سهل احتجاج لطيف في جواب من سأله: كيف صار هذا الامر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ رواه الشيخ في الغيبة(٢٤٠). ويظهر منه انه كان أهلا للنيابة والسفارة للناحية المقدسة وان قدم وفضل الحسين بن روح لخصال ذكر بعضها ابوسهل النوبختي في هذا الحديث. وذكر المرزباني في معجم الشعراء(٤٢٤) ان احمد بن أبي عوف إحتال على أبي سهل النوبختي وحبسه في أيام القاسم بن عبيد الله. وتقدم في ج ١ / ٣٩١ ترجمة اسماعيل بن علي النوبختي.

ابوجعفر بن علي بن نوبخت

ذكره ابن النديم في ترجمة اخيه اسماعيل بن علي(٢٦٥) قائلا: وكان لابي سهل أخ يكنى أبا جعفر من المتكلمين على مذهبه وله من الكتب.

العباس بن اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت

هو جد موسى بن محمد بن العباس الاتي ترجمته(١٠٨٢)، وجد الحسين بن علي بن العباس الاتي ذكره قريبا، ولم أحضر له ترجمة.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الحديد: ذعلب و أحمد و عبد اللّه و مالك من رجال الشيعة و محدثيهم، و تبعه (ابن ميثم)( ١ ) ، لكن لم أقف على أثر من واحد منهم في كتب رجال الشيعة. نعم عنون (لسان ميزان ابن حجر) عدّة مسمّاة بعبد اللّه بن يزيد( ٢ ) و لم يعلم كون من في السند أحدهم أم لا نعم في ١٧٤ (النهج) «و من كلام لهعليه‌السلام و قد سأله ذعلب اليماني هل رأيت ربك؟» و مرّ في الفصل الأول( ٣ ) و هو غير «ذعلب» هذا على نقله لتأخر هذا و تقدم ذاك، و ليس ذاك أيضا من رجال الشيعة، فروى توحيد الصدوق عن ذاك أنه قال لما قالعليه‌السلام : «سلوني قبل أن تفقدوني»:

لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم( ٤ ) . فهو أعلم و ما قال.

«قد ذكر» هكذا في (المصرية)( ٥ ) و الصواب: ما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم) «فقال و قد ذكر»( ٦) .

«عندهعليه‌السلام اختلاف الناس» أي: في الحالات و الصفات، قال الشاعر:

و القوم أشباه و بين حلومهم

بون كذاك تفاضل الأشياء

و قال آخر:

الناس أصناف و شتى في الشيم

و كلهم يجمعهم بيت الأدم

و قال عبد الحميد: الناس أصناف مختلفون، و أطوار متباينون، منهم علق مضنة لا يباع، و منهم غل مظنة لا يبتاع( ٧ ) . و قال الشافعي:

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٣: ١٨.

(٢) لسان الميزان ٣: ٣٧٧ ٣٧٩.

(٣) نهج البلاغة ٢: ١٢٠، من الخطبة رقم ١٧٩.

(٤) التوحيد للصدوق: ٣٠٥.

(٥) نهج البلاغة ٢: ٢٥٥، من الخطبة رقم ٢٣٤.

(٦) شرح ابن أبي الحديد ١٣: ١٨، و ابن ميثم (الطبع الحجري): ٣١٤، و فيه: «قال: كنّا عند أمير المؤمنينعليه‌السلام و قد ذكر عنده اختلاف الناس فقال: انما...».

(٧) وفيات الأعيان (بتحقيق الدكتور احسان عباس طبعة منشورات الشريف الرضي قم) ٣: ٢٢٩، و فيه: «و في

٢٢١

و الناس يجمعهم شمل و بينهم

في العقل فرق و في الآداب و الحسب( ١)

و قال الشاعر:

للحرب أقوام لها خلقوا

و للدواوين كتّاب و حسّاب

و قال آخر:

و القوم كالعيدان يفضل بعضهم

بعضا كذاك يفوق عود عودا

و لبعضهم:

الناس اخوان و شتى في الشيم

و كلهم يجمعهم بيت الادم

و في الديوان:

الناس من جهة التمثال أكفاء

أبوهم آدم و الام حواء

 (فقال) هكذا في (المصرية)( ٢ ) ، و الكلمة زائدة و ليست في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم( ٣ ) و الخطية).

«انما فرّق بينهم مبادي طينتهم» في (معارف ابن قتيبة) قالوا: كان لأبي الجعد أبي سالم ابن أبي الجعد ستة بنين اثنان يتشيّعان، و اثنان مرجئان، و اثنان خارجيّان، فقال ابراهيم: لقد خالف اللّه بينكم.

و في (الكافي) عن الباقرعليه‌السلام : لو علم الناس كيف ابتداء هذا الخلق ما اختلف اثنان...

و عن الصادقعليه‌السلام : ان اللّه تعالى خلق المؤمن من طينة الجنة و خلق الكافر من طينة النار، و إذا أراد اللّه بعبد خيرا طيّب روحه و جسده، فلا يسمع ((ر))سالة له: و الناس أخياف مختلفون، و أطوار متباينون، منهم علق مضنّة لا يباع و غل مظنة لا يبتاع».

____________________

(١) معجم الادباء ١٧: ٣١٩.

(٢) نهج البلاغة ٢: ٢٥٥، من الخطبة رقم ٢٣٤.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٣: ١٨، ابن ميثم (الطبع الحجري): ٣١٤، و فيه «قال كنا عند أمير المؤمنينعليه‌السلام و قد ذكر عنده اختلاف الناس فقال انما...».

٢٢٢

شيئا من الخير إلاّ عرفه، و لا يسمع شيئا من الشرّ إلاّ أنكره...( ١ ) و قال البحتري:

و الأرض لو لا العذاة واحدة

و الناس لو لا الفعال أمثال

أيضا:

و إن الأنفس اختلفن فما

يغني اتّفاق الأسماء و الألقاب

«و ذلك أنهم كانوا فلقة» أي: كسرة و مقدارا.

«من سبخ أرض و عذبها» السبخة الملحة، و العذب ضد السبخ.

«و حزن تربة» الحزن بالسكون ما غلظ من الأرض، و السهل خلافه.

في (معارف ابن قتيبة): أتى حزن بن أبي وهب المخزومي جد سعيد بن المسيب النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: أنت سهل؟ قال: بل أنا حزن ثلاثا قال: فأنت حزن. قال سعيد بن المسيب: فما زلنا نعرف تلك الحزونة فينا.

و في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : هلك رجل في عهد النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى الحفّارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا و شكوا ذلك إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: ما يعمل حديدنا في الأرض فكأنما يضرب به في الصفا. فقال: و لم؟ إن كان صاحبكم لحسن الخلق، إيتوني بقدح من ماء، فأتوا به فأدخل يده فيه ثم رشّه على الأرض رشّا ثم قال: إحفروا فحفروا فكأنما كان رملا يتهايل عليهم( ٢) .

«فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون و على قدر اختلافها يتفاوتون» قال النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف( ٣) .

و قال أيضا: الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة.

____________________

(١) الكافي ٢: ٣ ح ٢، و ٢: ٦ ح ١.

(٢) الكافي ٢: ١٠١ ح ١٠.

(٣) أخرجه مسلم ٤: ٢٠٣١ ح ١٥٩ ١٦٠، و أبو داود ٤: ٢٦٠ ح ٤٨٣٤.

٢٢٣

و في (الكافي) عن عبد اللّه بن كيسان، قلت لأبي عبد اللّهعليه‌السلام : اخالط الرجل فأرى له حسن السّمت و حسن الخلق و أمانة، ثم افتشه فأتبيّنه عن عداوتكم، و أخالط الرجل فأرى فيه سوء الخلق، و قلّة الأمانة، و زعارة، ثم افتّشه فأتبينه عن ولايتكم، فكيف يكون ذلك؟ قال: أما علمت أنّ اللّه أخذ طينة من الجنة و طينة من النار فخلطهما جميعا ثم نزع هذه من هذه و هذه من هذه، فما رأيت في أولئك من الأمانة و حسن الخلق و حسن السمت فممّا مسّهم من طينة الجنة و هو يعودون إلى ما خلقوا منه، و ما رأيت من هؤلاء من قلّة الأمانة و سوء الخلق و الزّعارة فممّا مسّهم من طينة النار و هم يعودون إلى ما خلقوا منه( ١) .

و عن حبيب السجستاني عن أبي جعفرعليه‌السلام : ان اللّه تعالى لما أخرج ذرية آدم من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له، و بالنبوّة لكل نبي، كان أول من أخذ له عليهم الميثاق بنبوته، محمد بن عبد اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال لآدم: انظر ما ذا ترى؟ فنظر إلى ذريته و هم ذر قد ملأوا السماء فقال: يا ربّ ما أكثر ذرّيّتي و لأمر ما خلقتهم، فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال: يعبدونني لا يشركون بي شيئا، و يؤمنون برسلي و يتبعونهم. قال: يا رب فما لي أرى بعض الذرّ أعظم من بعض، و بعضهم له نور كثير، و بعضهم له نور قليل، و بعضهم ليس له نور. فقال تعالى: كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم. قال:

يا رب فتأذن لي في الكلام. قال: تكلم، فإنّ روحك من روحي، و طبيعتك خلاف كينونيتي. قال: يا رب لو كنت خلقتهم على مثال واحد و قدر واحد و طبيعة واحدة، و جبلة واحدة و أرزاق سواء، لم يبغ بعضهم على بعض، و لم يكن بينهم تحاسد و لا تباغض و لا اختلاف في شي‏ء من الأشياء. قال: يا آدم

____________________

(١) الكافي ٢: ٣ ح ٥، منشورات المكتبة الإسلامية، طهران.

٢٢٤

بروحي نطقت، و بضعف طبيعتك تكلفت ما لا علم لك به، و أنا الخالق العالم، بعلمي خالفت بين خلقهم، و بمشيّتي يمضي فيهم أمري، و إلى تدبيري و تقديري صائرون، لا تبديل لخلقي و ما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدون( ١ ) ، و خلقت الجنة لمن عبدني و أطاعني منهم و اتبع رسلي و لا أبالي، و خلقت النار لمن كفر بي و عصاني و لم يتبع رسلي و لا أبالي، و خلقتك و خلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك و إليهم، و إنّما خلقتك و خلقتهم لأبلوك و أبلوهم أيكم أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم، و لذلك خلقت الدنيا و الآخرة و الحياة و الموت، و الطاعة و المعصية، و الجنة و النار، و كذلك أردت في تقديري و تدبيري و بعلمي النافذ فيهم، خالفت بين صورهم و أجسادهم و ألوانهم و أعمارهم، و أرزاقهم و طاعتهم و معصيتهم، فجعلت منهم الشقي و السعيد، و البصير و الأعمى، و القصير و الطويل، و الجميل و الدميم، و العالم و الجاهل، و الغني و الفقير، و المطيع و العاصي، و الصحيح و السقيم، و من به الزّمانة و من لا عاهة به، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة، فيحمدني على عافيته، و ينظر الذي به العاهة إلى الصحيح، فيدعوني و يسألني ان أعافيه، و يصبر على بلائي فأثيبه جزيل عطائي، و ينظر الغنيّ إلى الفقير، فيحمدني و يشكرني، و ينظر الفقير إلى الغني، فيدعوني و يسألني، و ينظر المؤمن إلى الكافر، فيحمدني على ما هديته، فلذلك خلقتهم و كلّفتهم لأبلوهم في السرّاء و الضراء، و فيما أعافيهم و فيما أبتليهم، و فيما أعطيهم و فيما امنعهم، و أنا اللّه الملك القادر، و لي ان أمضي جميع ما قدّرت على ما دبّرت( ٢) .

«فتام الرواء» بالضم: من له منظر.

____________________

(١) الذاريات: ٥٦.

(٢) الكافي ٢: ٤ ح ٥ و ٢: ٨ ح ٢.

٢٢٥

«ناقص العقل» في (مطالب سؤول ابن طلحة الشافعي): قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الإنسان عقل و صورة، فمن أخطأه العقل و لزمه الصورة لم يكن كاملا و كان بمنزلة من لا روح فيه، فمن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الاصول و يحذف الفضول، فإنّ كثيرا من الناس يطلبون الفضول و يضيّعون الاصول.

و في (تاريخ بغداد): قال ثعلب كان يحضر مجلس الزبير بن بكار رجل من بني هاشم له رواء و هيئة، حسن الثوب طيّب الرائحة، و كان الزبير يكرمه و يرفع مجلسه، فقال يوما للزبير: الفرزدق كان جاهليا أو تميميا؟ فولاّه الزبير ظهره و قال: اللهمّ اردد على قريش أخطارها( ١ ) ، و قال العباس بن مرداس:

و يعجبك الطرير فتبتليه

فيخلف ظنك الرجل الطرير

و قال آخر:

و ان طرّة راقتك فانظر فربما

أمرّ مذاق العود و العود أخضر

و قال آخر:

و كائن ترى من تلمعيّ مخطرب

و ليس له عند العزائم جوّل

«و مادّ القامة قصير الهمّة» قال بنو الديان الحارثيون لحسان بن ثابت: كنّا نطول بأجسامنا على العرب حتى قلت:

لا بأس بالقوم من طول و من عظم

جسم البغال و أحلام العصافير

فتركتنا لا نرى أجسامنا شيئا، و قال الشاعر:

ترى الفتيان كالنخل

و ما يدريك ما الدخل

و هذه القضايا قضايا غالبية لا كلية، فقد يكون تام الرواء تام العقل، قال بعضهم: من تمنّى رجلا حسن العقل، حسن البيان، حسن العلم، تمنّى شيئا

____________________

(١) تاريخ بغداد ٨: ٤٧٠.

٢٢٦

عسيرا، و قد اجتمع ذلك كله في العتابي. كما قد يكون طويل القامة عاقلا عالي الهمة.

فلما ألحّ المنصور على أبي مسلم حضوره عنده شاور نيزك الطويل فقال له: يا نيزك إنّي و اللّه ما رأيت طويلا أعقل منك فما ترى؟ قال: لا أرى أن تأتيه و أرى ان تأتي الري فتقيم بها فيصير ما بين خراسان و الري لك( ١) .

و حكيم الهند الذي جرى بينه و بين الاسكندر رموز كان طويلا، ففي (المروج): جلس الاسكندر جلوسا خاصا و دعا بالحكيم و لم يكن رآه قبل ذلك فلما نظر إلى صورته و تأمّل قامته نظر إلى رجل طويل الجسم رحب الجبين معتدل البنية فقال في نفسه: هذه بنية تضاد الحكمة، فإذا اجتمع حسن الصورة و حسن الفهم كان أوحد زمانه، فتأمّله الفيلسوف فأدار أصبعه السبابة على وجهه و وضعه على أرنبة أنفه، فسأله الاسكندر عن سرّ فعله فقال: تأملتك بنور عقلي فتبيّنت فكرتك فيّ و أن هذه الصورة فلمّا تجتمع مع الحكمة، فإذا كان صاحبها ذلك كان أوحد زمانه، فأدرت أصبعي مصداقا لما سنح لك، و أريتك مثالا شاهدا أنه كما ليس في الوجه إلاّ أنف واحد، كذلك ليس في دار مملكة الهند غيري، و لا يلحق أحد بي في حكمتي( ٢) .

«و ذاكي العمل قبيح المنظر» هكذا في (المصرية)( ٣ ) ، و لكن في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم)( ٤ ) (و زاكى) بالزاي و هو الصحيح، من قوله تعالى قد أفلح من زكاها( ٥ ) و أما «ذاكي» فلا مناسبة له هنا، يقال ذكا الرجل: إذا كان حديد

____________________

(١) تاريخ الطبري ٧: ٤٨٥.

(٢) مروج الذهب ١: ٣٢٨.

(٣) نهج البلاغة ٢: ٢٥٥، من الخطبة رقم ٢٣٤.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ١٣: ١٨، و ابن ميثم (الطبع الحجري): ٣١٤، السطر السادس عشر هكذا.

(٥) الشمس: ٩.

٢٢٧

الفؤاد، و ذكت النار: إذا اشتعلت.

من أمثالهم «جاورينا و أخبرينا»( ١ ) و عن يونس: إنّ رجلين كانا يتعشّقان امرأة و كان أحدهما جميلا، فيقول لها «عاشرينا و انظري إلينا»، و الآخر دميما يقول لها المثل، فقالت لأختبرنّهما، فقالت لهما: لينحرا جزورا، فأتتهما متنكّرة، فبدأت بالجميل، فوجدته عند القدر يلحس الدسم و يأكل الشحم، فاستطعمته، فأمر لها بثيل الجزور أي: وعاء قضيبه، ثم أتت الدميم، فإذا هو يقسم اللحم و يعطي كل من يسأله، فسألته، فأمر لها بأطائب الجزور، فلما أصبحا غدوا عليها، فوضعت بين يدي كلّ منهما ما أعطاها، فأقصت الجميل و قرّبت الدميم( ٢ ) ، قال أبو محجن:

أ لم تسأل فوارس من سليم

بنضلة و هو موتور مشيح

رأوه فازدروه و هو خرق

و ينفع أهله الرجل القبيح

فلم يخشوا مصالته عليهم

و تحت الرغوة اللبن الصريح

فكرّ عليهم بالسيف صلتا

كما عضّ الشبا الفرس الجموح

فأطلق غلّ صاحبه و أردى

جريحا منهم و نجا جريح

و لآخر:

ترى الرجل النحيف فتزدريه

و في أثوابه رجل عزيز

و يعجبك الطرير فتبتليه

فيخلف ظنك الرجل الطرير

هذا، و هجا مسلم بن الوليد قوما فقال:

قبحت مناظرهم فحين خبرتهم

حسنت مناظرهم لقبح المخبر( ٣)

____________________

(١) مجمع الأمثال للميداني ١: ١٦٣.

(٢) نقله عن يونس الميداني في مجمع الأمثال ١: ١٦٢.

(٣) الأغاني ١٩: ٣٤، و فيه: و هجا رجلا بقبح الوجه و الأخلاق فقال:

قبحت مناظره فحين خبرته حسنت مناظره لقبح المخبر

٢٢٨

«و قريب القعر بعيد السبر» من سبرت الجرح: إذا نظرت ما غوره.

في (تاريخ بغداد): قال صافي الحرمي مولى المعتضد: مشيت يوما بين يديه و هو يريد دور الحرم، فلما بلغ إلى باب (شغب) أم المقتدر وقف يسمع و يطّلع من خلل في الستر، فإذا هو بالمقتدر و له إذ ذاك خمس سنين أو نحوها و هو جالس و حواليه مقدار عشر وصائف من أقرانه في السن و بين يديه طبق فضة فيه عنقود في وقت فيه العنب عزيز جدا، و الصبي يأكل عنبة واحدة ثم يطعم الجماعة عنبة عنبة على الدور حتى إذا بلغ الدور أكل واحدة مثل ما أكلوا حتى أفنى العنقود، و المعتضد يتميّز غيظا، فرجع و لم يدخل الدار و رأيته مهموما، فقلت: يا مولاي ما سبب ما فعلته و ما قد بان عليك؟ فقال: يا صافي و اللّه لو لا النار و العار لقتلت هذا الصبي اليوم، فإنّ في قتله صلاحا للامّة. فقلت:

يا مولاي حاشاه. أي شي‏ء عمل، يا مولاي إلعن إبليس. فقال: ويحك أنا أبصر بما أقوله، أنا رجل قد سست الامور و أصلحت الدنيا بعد فساد شديد، و لا بد من موتي، و أعلم أن الناس بعدي لا يختارون غير ولدي و سيجلسون ابني عليّا يعني المكتفي و ما أظن عمره يطول للعلة التي به يعني الخنازير التي كانت في حلقه فيتلف عن قرب، و لا يرى الناس إخراجها عن ولدي و لا يجدون بعده أكبر من هذا فيجلسونه و هو صبي، و له من الطبع في السخاء هذا الذي قد رأيت من أنه أطعم الصبيان مثل ما أكل، و ساوى بينه و بينهم و شي‏ء عزيز في العالم و الشح على مثله في طباع الصبيان، فتحتوي عليه النسوان لقرب عهده بهن فيقسم ما جمعته من الأموال كما قسّم العنب، و يبذر ارتفاع الدنيا و يخربها، فتضيع الثغور و تنتشر الامور، و يخرج الخوارج و تحدث الاسباب التي يكون فيها زوال الملك عن بني العباس أصلا. فقلت: بل يبقيك اللّه حتى يتأدّب بآدابك. قال: إحفظ عني ما أقوله، فكنت كلّما وقفت على رأس

٢٢٩

المقتدر و هو يشرب و قد دعا بالأموال فأخرجت إليه و جعل يفرقها على الجواري و النساء و يمحقها و يهبها، ذكرت مولاي المعتضد و بكيت( ١) .

هذا، و قال ابن أبي الحديد: المراد بقرب قعره تقارب طرفيه بقصر قامته( ٢) .

و قيل لبعض الحكماء: ما بال القصار أدهى و أحذق؟ قال: لقرب قلوبهم من أدمغتهم.

«و معروف الضريبة، منكر الجليبة» في (الصحاح): الضريبة: الطبيعة، تقول فلان كريم الضريبة و فلان لئيم الضريبة( ٣ ) ، و الجليب: الذي يجلب من بلد إلى غيره، قال زهير:

و مهما تكن عند امرى‏ء من خليقة

و إن خالها تخفى على الناس تعلم

و قال ذو الأصبع:

كل امرى‏ء راجع يوما لشيمته

و إن تخلّق أخلاقا إلى حين( ٤)

و قال كثير:

و من يبتدع ما ليس من سوس نفسه

يدعه و يغلبه على النفس خيمها( ٥)

هذا، و في (الحلية) عن الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها و جمعتها، ثم لمّا حان انصرافي مررت على رجل في الطريق محتب بفناء داره أزرق العين ناتى‏ء الجبهة سناط و هذا النعت أخبث

____________________

(١) تاريخ بغداد ٧: ٢١٦ و ٢١٧.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٢: ٢١، بالمعنى.

(٣) الصحاح للجوهري ١: ١٦٩.

(٤) الشعر لحرثان بن الحارث ذي الأصبع العدواني (كان يعيش نحو ٢٢ ه. ق). انظر الأغاني ٣: ١٠٥، السطر الثالث عشر و فيه: «كل امرى‏ء صائر يوما...»

(٥) حلية الأولياء ٩: ١٤٤، و نقله المصنف بتصرف.

٢٣٠

ما يكون في الفراسة فقلت له: هل من منزل؟ فقال: نعم فأنزلني فرأيته اكرم ما يكون من رجل، بعث إليّ بعشاء و طيب و علف لدابتي و فراش و لحاف، فجعلت أ تقلب الليل ما أصنع بهذه الكتب إذ رأيت النعت في هذا الرجل، فقلت:

أرمي بهذه الكتب، فلما أصبحت قلت للغلام: أسرج، فأسرج فركبت و مررت عليه و قلت له: إذا قدمت مكة و مررت بذي طوى فاسأل عن محمد بن ادريس الشافعي. فقال: أ مولى لأبيك أنا؟ قلت: لا. قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟ قلت:

لا. قال: أين ما تكلفت لك البارحة. قلت: و ما هو. قال: أشتريت طعاما لك بدرهمين و إداما بكذا و كذا و عطرا بثلاثة دراهم و علفا لدابتك بدرهمين و كراء الفرش و اللحاف درهمان. قلت: يا غلام أعطه. فهل بقي شي‏ء؟ قال: كراء البيت فاني قد وسعت عليك و ضيقت على نفسي. قال: فغبطت بتلك الكتب، فقلت له:

هل بقي لك من شي‏ء؟ قال: امض أخزاك اللّه فما رأيت قط شرا منك( ١) .

إذا ما طلبت شيمة غير شيمة

طبعت عليها لم تجبك الطبائع

«و تائه القلب» أي: متحيّرة.

«متفرّق اللب» أي: العقل.

في (الطبري): و في سنة (٦٧) عزل ابن الزبير أخاه مصعبا عن البصرة و ولّى ابنه حمزة، فقدم البصرة و كان يجود أحيانا حتى لا يدع شيئا يملكه، و يمنع أحيانا ما لا يمنع مثله، فظهرت منه بالبصرة خفّة و ضعف، فعزله أبوه فاحتمل مالا كثيرا من مال البصرة و أتى المدينة و ترك أباه، فأودع ذلك المال رجالا فذهبوا به إلاّ يهوديا كان أودعه فوفى له، و علم أبوه بما فعل فقال: أبعده اللّه أردت ان أباهي به بني مروان فنكص( ٢) .

____________________

(١) حلية الأولياء ٩: ١٤٤، و نقله المصنّف بتصرّف.

(٢) تاريخ الطبري ٦: ١١٧ و ١١٨، و نقله المصنف بتصرف كثير.

٢٣١

و قال سوار: ما أعلم أحدا أفضل من عطاء السلمي، و لو شهد عندي على فلسين لم أجز شهادته يذهب إلى تفرق لبه.

«و طليق اللسان حديد الجنان» بالفتح القلب، قال الجوهري: قال موسى بن جابر الجعفي:

فما نفرت جنّي و لا فل مبردي

و لا أصبحت طيري من الخوف وقعا

و اراد بالجن القلب و بالمبرد اللسان. و قالوا: المرء بأصغريه قلبه و لسانه( ١) .

و في (المروج): لما حصل شبيب الخارجي على جسر دجيل نفر به فرسه و عليه الحديد الثقيل من درع و مغفر، فألقاه في الماء، فقال له بعض أصحابه أغرقا؟ قال: ذلك تقدير العزيز العليم( ٢ ) . فألقاه دجيل ميتا بشطه، فحمل على البريد إلى الحجّاج فأمر بشق بطنه و استخراج قلبه، فاستخرج فإذا هو كالحجر إذا ضرب به الأرض نبا عنه، فشقّ فإذا في داخله قلب صغير كالكرة، فشقّ فأصيب علقة الدم في داخله( ٣) .

هذا، و في (الكافي): كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: إذا كان الغلام ملتاث الادرة صغير الذكر، ساكن النظر، فهو ممّن يرجى خيره و يؤمن شرّه، و إذا كان شديد الادرة كبير الذكر حاد النظر فهو ممّن لا يرجى خيره و لا يؤمن شرّه( ٤) .

هذا و قد قيل في كنانة:

فما كنانة في خير بخائرة

و لا كنانة في شر باشرار

____________________

(١) الصحاح للجوهري ٥: ٢٠٩٣.

(٢) فصلت: ١٢.

(٣) مروج الذهب ٣: ١٣٩ ١٤٠.

(٤) الكافي ٦: ٥١ ح ١.

٢٣٢

و هو أقبح ذم.

٤ - الحكمة (١٠٨) و قالعليه‌السلام :

لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ هَذَا اَلْإِنْسَانِ بَضْعَةٌ هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ وَ ذَلِكَ اَلْقَلْبُ وَ لَهُ مَوَادَّ مِنَ اَلْحِكْمَةِ وَ أَضْدَاداً مِنْ خِلاَفِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَهُ اَلرَّجَاءُ أَذَلَّهُ اَلطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ اَلطَّمَعُ أَهْلَكَهُ اَلْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَكَهُ اَلْيَأْسُ قَتَلَهُ اَلْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ اَلْغَضَبُ اِشْتَدَّ بِهِ اَلْغَيْظُ وَ إِنْ أَسْعَدَهُ اَلرِّضَا نَسِيَ اَلتَّحَفُّظَ وَ إِنْ نَالَهُ اَلْخَوْفُ شَغَلَهُ اَلْحَذَرُ وَ إِنِ اِتَّسَعَ لَهُ اَلْأَمْرُ اِسْتَلَبَتْهُ اَلْغِرَّةُ وَ إِنْ أَفَادَ مَالاً أَطْغَاهُ اَلْغِنَى وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ اَلْجَزَعُ وَ إِنْ عَضَّتْهُ اَلْفَاقَةُ شَغَلَهُ اَلْبَلاَءُ وَ إِنْ جَهَدَهُ اَلْجُوعُ قَعَدَ بِهِ اَلضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ بِهِ اَلشِّبَعُ كَظَّتْهُ اَلْبِطْنَةُ فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ كُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ أقول: رواه الكليني في (روضته) و المسعودي و أبو طلحة الشافعي في (مطالب سؤوله)، روى الأول عن محمد بن علي بن معمر عن محمد بن علي بن عكاشة عن الحسين بن النضر الفهري عن أبي عمرو الأوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إن أمير المؤمنينعليه‌السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، و ذلك حين فرغ من جمع القرآن و تأليفه، فقال: الحمد للّه الذي منع الأوهام أن تنال الا وجوده إلى أن قال أيها الناس أعجب ما في الانسان قلبه و له مواد من الحكمة و أضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذلّه الطمع، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص، و إن ملكه اليأس قتله الأسف، و إن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، و إن أسعد بالرّضا نسي التحفّظ، و إن ناله الخوف شغله الحذر، و إن اتّسع له الأمن

٢٣٣

استلبته الغرّة، و إن جددت له النعمة أخذته الغرّة، و ان أفاد مالا أطغاه الغنى، و ان عضّته فاقة شغله البلاء جهده البكاء و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع، و إن أجهده الجوع قعد به الضعف، و إن أفرط في الشبع كظّته البطنة، فكل تقصير به مضر و كل إفراط له مفسد( ١) .

و قال الثاني: دخل ضرار بن ضمرة و كان من خواصّ عليّعليه‌السلام على معاوية وافدا، فقال له: صف لي عليا. قال: أعفني. قال معاوية: لا بدّ من ذلك.

فقال: أمّا إذا كان لا بدّ من ذلك فإنه كان و اللّه بعيد المدى شديد القوى إلى أن قال فقال له معاوية: زدني شيئا من كلامه. فقال: كان يقول: أعجب ما في الانسان قلبه، و له مواد من الحكمة و أضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أماله الطمع، و إن مال به الطمع أهلكه الحرص، و إن ملكه القنوط قتله الأسف، و إن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، و إن أسعده الرضا نسي التحفّظ، و إن أماله الخوف فضحه الجزع، و إن أفاد مالا أطغاه الغنى، و ان عضته فاقة فضحه الفقر، و ان جهده الجوع أقعده الضعف، و ان أفرط به الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضرّ، و كل إفراط له مفسد، فقال له معاوية: زدني ما وعيته من كلامه. قال: هيهات أن آتي على جميع ما سمعته منه( ٢) .

و قال الثالث: نقل البيهقي باسناده عن الشافعي عن يحيى بن سليم عن الامام جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أعجب ما في الانسان قلبه، فيه مواد من الحكمة و أضداد لها من خلافها، فإن سنح له الرجاء أولهه الطمع، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص، و إن ملكه اليأس قتله الأسف، و إن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، و إن أسعده الرضا نسي

____________________

(١) الكافي ٨: ١٨ و ٢١.

(٢) مروج الذهب ٢: ٤٢١ ٤٢٢.

٢٣٤

التحفّظ، و إن ناله الخوف شغله الحزن، و إن أصابته المصيبة فضحه الجزع، و إن وجد مالا أطغاه الغنى، و إن عضّته فاقة شغله البلاء، و إن أجهد به الجوع قعد به الضعف، و إن أفرط به الشبع كظّته البطنة، فكل تقصير به مضرّ، و كل إفراط له مفسد.

«لقد علق بنياط هذا الانسان» في (الصحاح): النياط: عرق علق به القلب من الوتين، فإذا قطع مات صاحبه( ١) .

و مراده نوع الانسان الشامل لجميع الافراد.

و عن أرسطاطاليس في تفاوت أفراد الانسان كلام، و هو: ليس فيما خلق تعالى أشد من الانسان، يوجد فيه ما في كل حيوان، يكون شجاعا كالاسد، و جبانا كالأرنب، و سخيّا كالديك، و بخيلا كالكلب، و فجورا كالغراب، و وحشيّا كالنمر و انسيّا كالحمام، و خبيثا كالثعلب، و سليما كالغنم، و سريعا كالغزال، و بطيئا كالدبّ، و عزيزا كالفيل، و ذليلا كالحمار، و لصا كالعقعق، و تائها كالطاوس، و هاديا كالقطا، و ضالاّ كالنعامة، و شرورا كالتيس، و كدودا كالثور، و شموسا كالبغل، و أخرس كالحوت، و منطيقا كالهزار، و جهولا كالخنزير، و ميشوما كالبوم، و نفّاعا كالفرس، و مضرا كالفأرة.

«بضعة» في (الصحاح) القطعة من اللحم، و هي بالفتح، و أخواتها مثل القطعة و الفلذة و الفدرة و الكسفة و الخرقة و ما لا يحصى بالكسر( ٢) .

«هي أعجب ما فيه» و كل ما فيه عجب، فقالعليه‌السلام أيضا: إعجبوا لهذا الإنسان، ينظر بشحم، و يتكلّم بلحم، و يسمع بعظم( ٣ ) ، بل كله عجب.

____________________

(١) الصحاح للجوهري ٣: ١١٦٦.

(٢) الصحاح ٣: ١١٨٦.

(٣) نهج البلاغة ٣: ٤ الحكمة ٧.

٢٣٥

أ تزعم أنك جرم صغير

و فيك انطوى العالم الأكبر

«و ذلك القلب» قالوا ما سمّي القلب إلاّ من تقلبه.

هذا، و قيل في عضد الدولة: له صدر فيه ألف قلب.

«و له مواد من الحكمة و أضداد من خلافها» و عنهعليه‌السلام أيضا: الفضائل أربعة أجناس: أحدها الحكمة و قوامها في الفكرة، و الثاني العفّة و قوامها في الشهوة، و الثالث القوّة و قوامها في الغضب، و الرابع العدل و قوامه في اعتدال قوى النفس( ١) .

قال ابن ميثم: أرادعليه‌السلام : بقوله «مواد من الحكمة» الفضائل الخلقية، فإنّها بأسرها من الحكمة، و هي العلم بما ينبغي أن يفعل، و هو الأصلح في كل باب، و هي مواد كمال القلب. و أراد بقوله: «و أضداد من خلافها» الرذائل المضادة للفضائل، و هي التي أطراف التفريط و الإفراط منها، فالاولى الطمع و هو رذيلة الإفراط من رضا الانسان بما يحصل عليه من دنياه.

إلى أن قال: الخامسة رذيلة الإفراط من عروض الخوف، و هي الاشتغال بالحذر عما ينبغي عند عروضه، و الذي ينبغي فيه الأخذ بالحزم، و ترك الافراط من الخوف و العمل للأمر المخوف. السادسة رذيلة التفريط في عروض ضده و هو الأمن حتى لا يفكّر في مصلحته و حفظ ما هو عليه من الأمن.

إلى أن قال: ثم ختم ذلك بالتنفير عن طرفي الإفراط و التفريط فيها إجمالا بما يلزم التفريط من مضرّة القلب بعدم الفضيلة و يلزم الإفراط فيها من إفساده لخروجه عنها( ٢) .

____________________

(١) بحار الانوار ٧٨: ٨١ ح ٦٨.

(٢) ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٧٨ و ٤٧٩، و قول المصنف «... من رضا الانسان بما يحصل عليه من دنياه» ليس من

٢٣٦

و عرّض ابن ميثم في كلامه ذاك بابن أبي الحديد حيث قال: ليست الأمور التي عدّدهاعليه‌السلام شرحا لما قدّمه من هذا الكلام المجمل، و إن ظنّ قوم أنه أراد ذلك( ١) .

«فان سنح» أي: عرض.

«له الرجاء أذله الطمع» الرجاء ان لم يكن فيه افراط يؤدي إلى الطمع فضيلة و حكمة لأنه مادة الحياة للدين و الدنيا، و أما إن أدى إليه فهو طبع.

و في (مجازات نبوية المصنّف) في قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله «استعيذوا باللّه من طمع يهدي إلى طبع» المراد أن الطمع يصيّر بصاحبه إلى معائب الأفعال و مدانسها، و يوقعه في مذامّها و مناقصها، و الطبع الدنس و العيب مأخوذ على ما سمعته من أبي الفتح النحوي من الطابع و هو الخاتم، كأنه يسم صاحبه بالمعائب( ٢ ) ، فلما كانت عواقب الطمع صائرة إلى مدارن الطبع جعلصلى‌الله‌عليه‌وآله الطمع كأنه هاد إليها على المجاز و الاتساع.

و في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه.

و عنهعليه‌السلام : الذي يثبّت الإيمان الورع، و الذي يخرجه الطمع.

و عن السجادعليه‌السلام : رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي النّاس( ٣) .

و قالوا: تقطع أعناق الرجال المطامع، و ان الطير ليصاد بالمطامع.

و أشعب الطماع و قصصه معروفة.

((ك))لام ابن ميثم فانه قال: «فالاولى الطمع و هي رذيلة الإفراط من الرجاء و نفرّ عنها بما يلزمها من الذلة: المطموع فيه و بما يلزم اشتداد الطمع من الحرص المهلك في الدارين».

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٢٧١.

(٢) المجازات: ٢٣٩.

(٣) الكافي ٢: ٣٢٠ ١ و ٣ و ٤.

٢٣٧

«و ان هاج به الطمع أهلكه الحرص» فالحرص إفراط في إفراط، فالطمع يذل و الحرص يهلك.

و في (عيون ابن قتيبة): لا يكثر الرجل على أخيه الحوائج، فان العجل إذا أفرط في مصّ أمه نطحته و نحّته. و قال الشاعر:

كم من حريص على شي‏ء ليدركه

و علّ ادراكه يدني إلى عطبه

و قال آخر:

و ربّ ملحّ على بغية

و فيها منيّته لو شعر( ١)

و قال ابن المقفع: الحرص محرمة، أنظر من يطلب إليك بالإجمال و التكرّم أحق أن تسخو نفسك له بالعطية أم من يطلب ذلك بالشره و الحرص( ٢) .

و دخل مالك بن دينار على رجل محبوس قد أخذ بمال عليه و قيّد، فقال له الرجل: أما ترى ما نحن فيه من هذه القيود، فرفع مالك رأسه فرأى سلّة فقال: لمن هذه؟ قال: لي فأمر بها أن تنزل، فأنزلت و إذا دجاج و أخبصة، فقال مالك: هذه وضعت القيود في رجلك( ٣) .

و قالت الحكماء: الحريص الجشع أشد حرارة من النار.

«و إن ملكه اليأس قتله الأسف» هو التفريط من فضيلة الرجاء، فاليأس يمنع العمل للدنيا و الدين.

و في (الخصال) عن الصادقعليه‌السلام : تبع حكيم حكيما سبعمئة فرسخ في سبع كلمات، فلما لحق به قال: يا هذا ما أرفع من السماء، و أوسع من الأرض،

____________________

(١) عيون الأخبار ٣: ١٩١.

(٢) عيون الأخبار ٣: ١٩١، نقله بالتقطيع.

(٣) عيون الأخبار ٣: ١٩٢، نقله بتصرف يسير.

٢٣٨

و أغنى من البحر، و أقسى من الحجر، و أشد حرارة من النار، و أشد بردا من الزمهرير، و أثقل من الجبال الراسيات؟ فقال له: يا هذا الحق أرفع من السماء، و العدل أوسع من الأرض، و غنى النفس أغنى من البحر، و قلب الكافر أقسى من الحجر، و الحريص الجشع أشدّ حرارة من النار، و اليأس من روح اللّه أشدّ بردا من الزمهرير، و البهتان على البري‏ء أثقل من الجبال الراسيات( ١) .

و قالوا: عاقب الزهري رجلا، فمات فخرج هاربا و توحّش و ضرب فسطاطا، فقال له علي بن الحسينعليه‌السلام : اني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك( ٢) .

«و ان عرض له الغضب اشتد به الغيظ» في (الكافي) عن الباقرعليه‌السلام : إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، و إنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه و انتفخت أوداجه و دخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإنّ رجس الشيطان يذهب عنه عند ذلك.

و عن الصادقعليه‌السلام قال رجل للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : علّمني. قال: إذهب و لا تغضب.

فقال الرجل: قد اكتفيت بذلك، فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا و لبسوا السلاح، فلما رأى ذلك لبس سلاحه ثم قام معهم ثم ذكر قول النبيّ «لا تغضب» فرمى السلاح ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه، فقال: يا هؤلاء ما كان لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعليّ في مالي أنا أو فيكموه. فقال القوم: فما كان فهو لكم، نحن أولى بذلك منكم، فاصطلح القوم و ذهب الغضب.

و عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.

____________________

(١) الخصال: ٣٤٨ ح ٢١.

(٢) أخرجه ذيل الطبري: ١١٦.

٢٣٩

و عن الباقرعليه‌السلام : ان الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار، و أيّما رجل غضب على قوم و هو قائم فليجلس من فوره ذلك فانه سيذهب عنه رجس الشيطان، و أيّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإنّ الرحم إذا مست سكنت( ١) .

هذا، و في (نسب قريش مصعب الزبيري): حجّ مروان بن عبد الملك مع أخيه الوليد بن عبد الملك و الوليد يومئذ خليفة فجرى بينهما محاورة، فغضب الوليد فأمصّه فتفوه مروان بالرد عليه، فأمسك عمر بن عبد العزيز على فيه فمنعه من ذلك، فقال لعمر: «قتلتني رددت غيظي في جوفي»، فما راحوا من وادي القرى حتى دفنوه، فقال الشاعر:

لقد غادر القوم اليمانون إذ غدوا

بوادي القرى جلد الجنان مشيّعا

فسيروا فلا مروان للقوم إذ شقوا

و للركب إذ أمسوا مكلّين جوّعا( ٢)

و الرذيلة ما إذا استتبع الغضب غيظا يؤدي إلى الانتقام بأكثر مما يستحقه الخصم، و أما ان ترك الانتقام رأسا فهو فضيلة، قال تعالى و ما عند اللّه خير و أبقى للذين آمنوا و على ربهم يتوكلون. و الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون( ٣ ) كما انه إذا انتقم بقدر الاستحقاق يكون عدالة، قال تعالى: و جزاء سيئة سيئة مثلها( ٤) .

«و إن أسعده الرضا نسي التحفّظ» في (الطبري) في محاربة نصر بن سيّار و الكرماني في خراسان بعث أبو مسلم حين عظم الأمر بين الكرماني و نصر إلى الكرماني «إني معك»، فقبل و انضم إليه، فاشتد ذلك على نصر

____________________

(١) الكافي ٢: ٣٠٢ ٣٠٤ ١ و ٢ و ١١ و ١٢.

(٢) نسب قريش لمصعب الزبيري: ١٦٢، و نقله بتصرف.

(٣) الشورى: ٣٦ و ٣٧.

(٤) الشورى: ٤٠.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453