تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265071 / تحميل: 8480
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

البصرة والآخر الكوفة! فقال : لاها الله! إذن يحلم الأديم ، ويستشري الفساد ، وتنتقص على البلاد من أقطارها ، والله إني لا آمنهما وهما عندي بالمدينة ، فكيف آمنهما وقد وليتهما العراقين [ الكوفة والبصرة ] اذهب إليهما فقل : أيها الشيخان احذرا من سطوة الله ونقمته ، ولا تبغيا للمسلمين غائلة وكيدا ، وقد سمعتما قول الله تعالى( تِلْكَ الدّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (١) .

فقام محمد بن طلحة فأتاهما ولم يعد إليه ، وتأخر عنه أياماً ، ثم جاءاه فاستأذناه في الخروج إلى مكة للعمرة ، فأذن لهما بعد أن أحلفهما ألا ينقضا بيعته ولا يغدرا به ولا يشقا عصا المسلمين ، ولا يوقعا الفرقة بينهم ، وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة فحلفا على ذلك كله ثم خرجا ففعلا ما فعلا.

هكذا يتضح لنا ما كان من أمر الرجلين وكيف كان الامامعليه‌السلام يعي هذه المسائل ، وإنما حملهم للانقلاب عليه هو رعايته لحقوق الله تعالى وعدم التفريط فيها ، ورعايته للحقوق الإلاهية رعاية تامة لا يثنيه في ذلك صحبة ، او قرابة ، فما كان من الاثنين بعد أن نفذ صبرهما من طول الانتظار أن يعلنا الخروج على الامام عليعليه‌السلام ويؤلف في ذلك المؤرخون قصصاً خيالية تصف الامام علي بذلك المتجبر الذي يحاول

__________________

١ ـ القصص : ٨٣.

١٢١

فرض امره بقوة السيف ، في حين كان الإمامعليه‌السلام لا يحب سفك الدماء وكان يحب معالجة الأشياء بالرحمة ، والعقل ، وعدم التسرع في استعمال السيف وقد قالعليه‌السلام :

« يا أهل الكوفة ، أنتم لقيتم ملوك العجم ففضضتم جموعهم ، وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة ، فإن يرجعوا بذاك الذي نريده ، وإن أبوا داويناهم بالرفق حتى يبدؤونا بالظلم ، ولم ندع أمراً فيه صلاح إلاّ آثرنا على مافيه الفساد إن شاء الله تعالى.

وهذا السلوك المثالي في الاصلاح الذي كان يتمثّل به الإمام عليعليه‌السلام تجسد أيام الملاقات في واقعة الجمل حيث روى أبو محنف ، قال :

« لما تزاحف الناس يوم الجمل التقوا ، قال عليعليه‌السلام لأصحابه لا يرمين رجل منكم بسهم ، ولا يطعن أحدكم فيهم برمح ، حتى أحدث إليكم وحتى يبدؤوكم بالقتال وبالقتل ، فرمى أصحاب الجمل عسكر عليعليه‌السلام بالنبل رميا شديداً متتابعاً فضج إليه أصحابه ، وقالوا عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين وجيء برجل إليه ، وإنه لفي فسطاط له صغير ، فقيل له : هذا فلان قد قتل فقال : اللهم اشهد ، ثم قال اعذروا إلى القوم ، فأتي برجل آخر فقيل وهذا قد قتل : فقال : اللهم اشهد ، اعذروا إلى القوم ، ثم أقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وهو من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يحمل أخاه عبد الرحمن بن بديل ، قد أصابه سهم فقتله فوضعه بين يدي عليعليه‌السلام ، وقال يا أمير المؤمنين هذا أخي قد

١٢٢

قتل ، فعند ذلك استرجع عليعليه‌السلام ودعا بدرع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات الفضول فلبسها(١) .

وهذا جزء قليل مما كان يتعامل به الامام عليعليه‌السلام الذي حاول ابن كثير وسلفه ابن تيمية أن يصوراه بذلك المتجبر الذي يلزم الناس بالبيعة ويكرههم عليها. ولتجلية بعض الحقائق من شخصية الامام عليعليه‌السلام نبيّن فيما يلي جملة من خصائصهعليه‌السلام .

__________________

١ ـ المصدر السابق : ٩ / ٧٨.

١٢٣

خصائص الإمام عليعليه‌السلام

لم يعرف التاريخ الاسلامي أعظم من الامام عليعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه أبلى في الإسلام بلاءاً حسناً وكان أخاً لرسول الله منذ صغره إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.

وكانعليه‌السلام أول المسلمين وأول من صلى بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعنهعليه‌السلام قال : « أنا أول من صلى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

وقد بلغت هذه الرواية إلى حد التواتر(٢) .

كما أن الامام عليعليه‌السلام هو أول من صلى بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعنهعليه‌السلام قال : ( أنا عبد الله ، وأخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب ، صليت قبل الناس بسبع سنين )(٣) .

__________________

١ ـ خصائص الإمام علي للنسائي ص ١٥ تحقيق السيد جعفر الحسيني ، ط١ ، ١٤١٩ دار الثقلين ـ قم ، الترمذي في الجامع الصحيح : ٥ / ٦٤٠ و ٦٤٢.

٢ ـ رواه أحمد في مسنده : ١ / ١٤١ ، ٤ / ٣٦٨ ، وابن الأثير في أُسد الغابة : ٤ / ١٧ ، وابن عبد البر في الاستيعاب : ٣ / ٢٣ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، وابن المغازلي في مناقب عليّ ص ١٤ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٩٨.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤.

١٢٤

وكان أول العابدين لله بعد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو الذي لم يسجد قط لصنم ، فولد موحداً وعاش موحداً حتى لقي الله تعالى وكان أول المسلمين رغم حداثة عمره ، وصغر سنّه ، وكان محطم الأصنام عند فتح مكّة ، فقالعليه‌السلام : ( قال لي رسول الله : احملني لنطرح الأصنام من الكعبة ، فلم أطق حمله ، فحملني ، فلو شئت أن أتناول السماء فعلت )(١) فكان للإمام عليعليه‌السلام بذلك جليل القدر والعظمة.

أما قوته وبلاؤه في الحروب فلا أحد يشك في قدرته وقوته وما فَتْحُ خيبر إلاّ جزء يسير من البطولات الخالدة لهعليه‌السلام فبعد رجوع أبي بكر وعمر مهزومين قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده لأعطي الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، يفتح الله على يده ، فأرسل إلى عليعليه‌السلام وهو أرمد فتفل في عينه وقال :

اللهم اكفه أذى الحر والبرد فما وجد حراً بعد ولا برد(٢) .

وللبلاء الحسن والقوة التي أظهرها الإمام عليعليه‌السلام في خيبر وخصوصاً مما تعارف عليه أصحاب السير والتواريخ من حمل الإمام عليعليه‌السلام باباً لا يستطيع عشرة أشخاص حملها ، قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري : ( لولا أن يقول فيك طوائف

__________________

١ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى : للطبرسي ١ / ٣٦٢ ، مسند أحمد : ١ / ٨٤ و ١٥١.

٢ ـ انظر : إعلام الورى بأعلام الهدى : ١ / ٣٦٤ ، ومسند أحمد : ١ / ٩٩ و ١٣٣.

١٢٥

من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملأ إلاّ أخذوا من تراب رجليك ، ومن فضل طهورك ، فيستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنك مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي ) وبعد نهاية الحديث خر عليعليه‌السلام ساجداً ثم قال :

( الحمد لله الذي من علي بالإسلام ، وعلمني القرآن ، وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين ، إحساناً منه إلي وفضلا منه علي )(١) .

وهذا جزء يسير من بطولاته القتالية في الدفاع عن الإسلام وردّ اعتداء الكافرين ، اين غيره يوم الأحزاب حينما تجابن الكل عن مبارزة عمرو بن عبد ودّ حتى خرج له الامام وهزمه. واين غيره يوم حنين حيث فرَّ الكل فبقي هو ومجموعة من بني هاشم. واين بطولات غيره يوم بدر وهو يردي الوليد بن عتبة قتيلا ويوم أحد وهو يرد عن رسول الله ضربات الكفار. إنها جزء قليل من تاريخ الامام علي الجهادي والذي حاول البعض نسيانه وجعله في طي النسيان.

أما العلم فلا أحد يشك في أعلميتهعليه‌السلام ، وهو القائل ولم يقلها أحد غيره : اسألوني قبل أن تفقدوني ، وكذلك قول عمر بن الخطاب : « ويل لعمر من مسألة ليس لها أبو الحسن » ، ويؤكد هذا الأمر حديث مدينة

__________________

١ ـ المصدر السابق : ٥ / ٣٦٦.

١٢٦

العلم حيث قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رواه ابن عباس :

( أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها )(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إن أقضى أمتي علي بن أبي طالب ، وأعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب )(٢) .

وكذلك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( علي مع الحقّ والحق مع علي يدور الحق معه حيث دار )(٣) .

وأما قرابته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا ينكرها إلاّ جاحد وما أحاديث الولاية وسد الأبواب والمؤاخاة إلاّ دليل على مميزات هذا الرجل العظيم في الإسلام الذي سعى المؤرخون في تاريخ الإسلام أن يطمسوا هويته لكن أبى التاريخ إلاّ أن يحفظ مكانته رغم تحايلات المؤرخين التي أظهرنا بعضها ، والتي حاولت الحط منه وإصباغ التاريخ بشخصيات عملت السلطة لإبرازهم في التاريخ الاسلامي ، حتى تعطي المشروعية لعملية السلب التي قاموا بها ، مما اضطر العلماء المدافعين عن هذا النموذج المصطنع إلى خلق مجموعة من القوانين لحفظ هذا التاريخ المزيف والتي أثبت التحقيق التاريخي مدى زيفها وبرغماتيتها

__________________

١ ـ فتح الملك العلى بصحة حديث باب مدينة العلم علي للعلامة أحمد بن محمد الصديق الحسني المغربي ص ٣ المطبعة الإسلامية الازهر ـ مصر.

٢ ـ مصباح الهداية في إثبات الولاية ، السيد علي الموسوي البهبهاني : ص ١٥٦.

٣ ـ المصدر السابق ص ١٥٧.

١٢٧

في التعامل مع الأحداث.

ونورد هنا كلاماً مختصراً للعلامة أحمد بن محمد بن الصديق الحسيني المغربي وهو يذكر آراء بعض العلماء في تعاملهم مع الأحاديث الواردة في حق عليعليه‌السلام حيث قال :

الذهبي لا ينبغي أن يقبل قوله في الأحاديث الواردة بفضل عليعليه‌السلام فإنه سامحه الله إذا وقع نظره عليها اعترته حدة أتلفت شعوره وغَضَبٌ أذهب وجدانه حتى لا يدري ما يقول وربما سب ولعن من روى فضائل عليعليه‌السلام كما وقع منه في غير موضع من الميزان وطبقات الحفاظ تحت ستارة أن الحديث موضوع ، ولكنه لا يفعل ذلك فيمن يروي لأحاديث موضوعة في مناقب أعدائه(١) .

وهذا رأي عالم عاش في صعيد الأحاديث ودوّن التاريخ ، فترى كيف يمكن أن تكون العقليات المتولدة من خلال ما يروى لها من زيف وأكاذيب ، وما الداعي إلى ذلك؟

__________________

١ ـ فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص ٩٨ ـ ٩٩.

١٢٨

١٢٩

الفصل الرابع

قراءة نقدية

نموذج أحمد شلبي

يبدأ العلم المعقول بنقد التقليد الموروث.

رانكه

١٣٠

١٣١

هل استطاعت عملية التأريخ أن تصل إلى النزاهة المتوقعة وإلى تطبيق المناهج التي سنستخلص منها النتيجة الحقيقية ، عبر التخلص من عقدة قداسة الماضي وأصحابه.

إن النهج الذي ننادي به هو المقايسة والمقاربة مع تجريد هذا التاريخ من القداسة المفتعلة حتى نستطيع الوصول إلى المبتغى المنشود ، وبالتالي إلى تاريخ إسلامي ينير لنا طريق الثورة المعرفية والثقافية لاستشراف المستقبل نحو دولة العدل الإلهي المرتقبة.

وكم تحس بالسعادة وأنت تطالع كتاباً تأريخياً وصاحبه يتحدث عن إعادة كتابة التاريخ بطريقة تتجاوز ركام التخلف التاريخي ، وتحاول استخلاص العبر منه ، بحيث تصبح الموضوعية هي المطلب الرئيسي للمؤرخ ويأخذ على من سبقه إغفال هذا الجانب بحيث يرى أن أغلب الباحثين لا يدرسون هذه المشكلة دراسة موضوعية ، بل يتأثرون بأشخاصهم فيدفعهم تأثرهم إلى هذا الجانب او ذاك دون عمق وبدون إحتمال فكر(١) . وهذا ما اصطلحنا عليه بالتوجه السياسي

__________________

١ ـ د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامي : ١ / ٦٤١ ط١٣ مطبعة النهضة المصرية ١٩٨٨.

١٣٢

والايديلوجي للمؤرخ بحيث يصبح ارتباطه بنظام سياسي وبتوجه ايديلوجي هو الطابع الغالب على تحليله للأحداث التاريخية وصياغتها ، وبالتالي كما يرى الدكتور احمد شلبي الخروج من هذه البوتقة المغلقة ، والأهم من ذلك هو تحطيم القداسة المرتبطة بالصحابة على اعتبار أن أهل السنة تراهم أسهل حكماً « عدلوا الصحابة جميعاً وتولوهم واعتقدوا نجاتهم وقليلا ما يحاولون على هذا أو ذاك بالخطأ(١) ، على الرغم من معرفتهم وتيقنهم من المخطئ والمصيب فيؤثرون أن يغمضوا أعينهم. ومنه فإن الضرورة تستدعي إعادة النظر في هذا التاريخ ، للوصول إلى حقيقة الأمر فيضع الأستاذ المحترم السؤال ، هل نستطيع أن ننظر إلى هذه المسألة نظرة موضوعية بصرف النظر عن اشخاصها ، بل مع كامل التقدير والإجلال لماضي كل من هؤلاء الأشخاص؟ أرجو هذا(٢) .

رغبة أكيدة منه لإخراج التاريخ من هذه الأزمة التي أحاطت به منذ عصور ، وإظهاره بوجه يساير التطلعات المستقبلية للامة الإسلامية.

هذه وجهة نظر أحد ابرز المؤرخين في العصر الحديث(٣) ، وله

__________________

١ ـ المصدر السابق.

٢ ـ المصدر السابق ص ٦٤٢.

٣ ـ الدكتور احمد شلبي. مصري حاصل على دكتوراه من جامعة كمبردج في التاريخ له مجموعة مؤلفات أهمها موسوعة التاريخ الإسلامي ، موسوعة الحضارات الإسلامية ، ومقارنة الأديان.

١٣٣

مؤلفات تحظى بأهمية كبيرة في العالم. وأول ما عرفته كان بواسطة كتاب مقارنة الأديان وقد تميز بالدقة والعلمية. لكن هذه النزاهة وهذه المنهجية التي تحدّث عنها هل فعلا جسدت في عملية تدوينه للتاريخ الإسلامي؟

إن مجموعة من النقاط يمكن ملاحظتها خلال قراءة كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي. وخصوصاً الجزء الأوّل ، إذ تنم عن الإطار الذي يتحدث منه المؤلف ضارباً بعرض الحائط الموضوعية والعلمية.

١٣٤

١٣٥

التشيّع والفرس

إن أول ما يلاحظ في كتاب موسوعة التاريخ الاسلامي وهو الهجوم اللاذع والشنيع على الفرس ، وليس هنا من باب الدفاع عن قومية معينة ولكن هو استشفاف المخفي من داخل النصوص والذي هو في الأصل هجوم على التشيّع ، وذلك دون دليل منطقي. والأمر الثاني الملاحظ في هذا الكتاب هو الانتقائية في التعامل مع الأحداث التاريخية ، الشيء الذي يصعب معه استخلاص الأسباب وبالتالي النتائج مما جعل نتائجه بعيدة عن واقع الأحداث التاريخية مما أفقد عمليّة التأريخ تناسقها.

لقد جاءت الطبعة ١٣ مفردة في إبراز المخاطر الفارسية على الإسلام وما حكاه هؤلاء الفرس ( الشيعة ) للإسلام ، فهم على زعمه أنّهم قاتلوا عمر وعثمان وعلي ، مع العلم على أن الخليفتين عثمان وعلي لم ينسب أحد قتلهم إلى الفرس إلا دكتورنا المحترم ، وقوله لايستند لأي دليل ، ولكن الواضح أن هذه الرؤية ، وهذه النتيجة التي استخلصها هي من إيحاءات الإتجاه الوهابي الذي ارتبط به كاتبنا ماديا ، فقبيل إخراج هذه الطبعة تلقى دعوة من الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمان الربيع عميد البحث العلمي بجامعة محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة

١٣٦

العربية ، يدعوه فيه لكتابة كتاب لمركز البحوث بالجامعة عن السيرة النبوية ويقول عن هذا العرض : ففرحت بهذه الدعوة وقمت بهذا العمل ما أستطيع من الإجادة ، وقد أدخلت في هذه الطبعة مما رأيت ضرورته(١) .

وبالطبع لم ير من الضروري إلا ما يطعن في الفرس ويبين حسب زعمه كيدهم للإسلام بحيث يقول أن في هذه الطبعة أيضاً إبراز الخطر الذي تدفق على الإسلام والمسلمين من ايران(٢) .

والجدير بالذكر أن هذه الطبعة كانت سنة ١٩٨٨ أي بعد أحداث مكة الشيء الذي يعطيها طابعاً سياسياً ومما يؤكد هذا وهو اعتباره حركة الإمام الخمينيرحمه‌الله إحدى الحركات الهدامة وهي استمرار للحركات الهدامة الفارسية الأصل منذ انطلاقة التاريخ الإسلامي ، بحيث انطلقت مؤامرتهم على نطاق واسع باسم الشعوبية والباطنية ، والزنادقة ، والزنجية ، والقرامطة والدرزية والبابية والبهائية فقتلت الملايين من المسلمين ولا تزال تقتل وتضرب حتى اليوم بصيحة الخميني(٣) .

إذن ترى ما سبب هذا الحقد الفارسي الدفين حسب زعم دكتورنا؟

إن السبب في ذلك هو تحطيم المسلمين للمملكة الساسانية وإخضاعهم للدولة الإسلامية بحيث يرى أن بلاد فارس استسلمت عسكرياً بسرعة

__________________

١ ـ دكتور أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الاسلامي : ص ١٩.

٢ ـ المصدر السابق ص ٢٠.

٣ ـ المصدر السابق ص ٦١٣.

١٣٧

غير متوقعة ولكن قادتها بدأوا يثيرون المتاعب والشبهات والشكوك منذ عهد الفتح إلى الآن في حركات الشعوبية والباطنية والزنادقة ، والزنج والقرامطة ، والدرزية والبابية والبهائية والخمينية(١) .

هل يستطيع العقل أن ينسجم مع هذا السبب الواهي بحيث لو كان الامر بهذا الشكل لكانت كل المناطق التي دخلت إلى الإسلام تحت سيوف الفتح أن تكيد لهذا الإسلام فلا أظن أنّ الشمال الافريقي قد فتح بلسان المسلمين بل بسيوفهم وإخضاعهم للحق عن طريقه ، وما قتل كسيلة البربري لعقبة ابن نافع الفهري إلاّ دليل على المواجهة التي لقيها الفاتحون لهذه المناطق ، إذن لماذا لم يتحدث عن كيدهم للإسلام أم أنّ التوافق الايديلوجي السني أخرجهم من دائرة المكيدين لهذا الدين. وعلى هذا المنطق المعتمد عنده فإن مسلمي الفتح وجب في حقهم الكيد للإسلام لأنهم وجدوا أنفسهم ملزمين بهذا الدين وهم في عقر دارهم ، مما يلزم عليهم التستر وانتظار الفرصة للوقيعة به ، وهذا ماوقع لكن كاتبنا لا يشاطرنا الرأي علما ان يزيد بن معاوية تمثل بأبيات عقب مقتل الإمام الحسين تدل على حنقه من النصر الذي حققه هذا الدين على أجداده خصوصاً في معركة بدر وكتب التاريخ ملئت بهذا الحدث. وثاني شيء ما يمنع الفرس من الرجوع إلى دينهم بعد ضعف الدولة المركزية في بغداد وهذا ما حصل في الاندلس بحيث أن الحانقين فعلا على هذا الدين سرعان ما انقضوا عليه عند ضعف إدارته ،

__________________

١ ـ المصدر السابق ص ٢٧٧.

١٣٨

ولو كان الامر في بلاد فارس كذلك لرجعوا إلى دين آباءهم وتخلصوا منه. ولكنهم بقوا على هذا الدين ، وابرز دليل على ذلك الحركة التصحيحية التي قادها الامام الخمينيرحمه‌الله واحيائه لهذا الموروث التاريخي المقدس وإعادته إلى الحياة بعدما ركن في زوايا المساجد ، فكيف نسميها حركة تخريبية.

وشيء آخر مهم ، حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصريح : « لو كان الإسلام ينال بالثريا لناله رجال من فارس ». فأين كاتبنا من هذا الحديث. وهنا أمرين فإما صاحبنا على حق فيما وصل إليه والنبي يهجر! وحاشا لله وبهذا تنتزع عنه صفة النبوة وتذهب الرسالة مهب الريح ، او رسول الله صادق وصاحبنا يعيش في الأهاجيس المادية والمذهبية وهذا هو الأكيد فراح يخبط خبط عشواء ..

كما إن المسكوت عنه من خلال نصوص كاتبنا واضح وجلي ، لكنه لم يعبر عنه بطريقة مباشرة فتخفى تحت راية عرقية ، علماً أن المقصود عنده هنا هو التشيع وهذا يتضح جلياً حينما نراه يربط بين الحركات الفارسية واليهودية ويصوّر تنسيقها في الكيد لهذا الدين. بحيث يرى أن المؤامرات فارسية ، وتؤيدها الأصابع اليهودية ثم ثورات خطط لها الفرس واليهود وقادوها ووجهوها(١) ففعلا المعنى واضح وهو التيار السبئي وما فعل في التاريخ؟

__________________

١ ـ د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامية ، ط١٣ ص ٦١٣.

١٣٩

شخصية عبد الله بن سبأ

من الشخصيات التي أعطاها التاريخ حجماً أكبر من حجمها ، شخصية عبدالله بن سبأ ، حتى صار معروفاً بين أوساط المؤرخين بمؤسس السبئية والتي كان يقصد بها وفي غالب الأوقات الأشخاص الموالين لعليعليه‌السلام أو أحد أبنائه أو أحفاده. الشيء الذي أكسبه شخصية محورية في أرتباطه بالتشيع. وأصبح هذا الشخص هو المدخل الرئيسي للهجوم على الشيعة ، وربط حركتهم بالأصول اليهودية.

لكن الأمانة العلمية التي يتطلبها التحقيق التأريخي تلزمنا أن ندرس هذه الشخصية من جميع الجوانب انطلاقاً من وجودها أو عدم وجودها ، وإن كانت موجودة فلابد من معرفة مدى تأثيرها على الصعيد الثقافي والسياسي الاسلامي ، وهل فعلاً كان بالشكل الذي رسمه التاريخ الاسلامي.

ان مسألة عبدالله بن سبأ لم تكن محل اختلاف بين السنة والشيعة فقط بل حتى داخل المنظومة الفكرية الشيعية نفسها ، فقد نفى البعض وجود هذه الشخصية بالإطلاق بأعتبارها إحدى موضوعات سيف بن عمر بأعتباره هو الراوي الذي أورد له الطبري مروياته وبعدها كان

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

له كتب منها: كتاب الحج، وكتاب ثواب الاعمال، وكتاب احكام العبيد، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبداللهرحمه‌الله ، كتاب الرد على الواقفة، كتاب سيرة النبي والائمةعليهم‌السلام في المشركين(١) ،

____________________

(١) وفي المعالم(٤١): له كتب منها: كتاب المسائل. روى عن جماعة منهم احمد بن إدريس القمي المتوفى(٣٠٦) كما تقدم في الحسين بن سعيد، ويأتي في القاسم بن يحيى رقم(٨٦٥) وعن حميد بن زياد المتوفى(٣١٠) كما تأتي في احمد الميثمي. وفي جعفر بن الهذيل، وجماعة، وفى ترجمته وتقدم في الحسين بن عنبسة الصوفي، وعن احمد بن محمد العاصمي كما يأتي في ترجمته، وعن جعفر بن محمد بن مالك الفزارى كما يأفي في ترجمة القاسم بن الربيع وعن عبدالله بن مزيد ان البجلى (كما في امالى الطوسي ١٦٩) والشيخ السفير الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه (الغيبة ٢٣٨)، وعلى بن سنان الموصلى العدل (الغيبة ٩٦) وابوالحسن الايادى على بن مخلد (فلاخ السائل ٢٢١) (*)

٢٦١

أخبرنا بجميع كتبه احمد بن عبدالواحد أبوعبدالله البزاز عنه(١) .

____________________

(١) صحيح بناء‌ا على وثاقة احمد من مشايخ النجاشى وروى عنه جماعة من شيوخ أصحاب الحديث وأجلاء‌هم منهم: التلعكبرى، والمفيد، والحسين بن عبيد الله، واحمد بن عبدالواحد كما تقدم وروى في مشيختي التهذيبين في الطريقه إليه، وإلى الحسن بن سماعة عنهم عنه، ومنهم: ابوالعباس بن نوح فروى عنه كثيرا واحمد بن محمد بن عياش الجوهرى، وابنه ابوجعفر محمد بن الحسين البزوفرى كما في أمالى الطوسي ١٦٩ وكان إبن شيخنا المترجم: محمد بن الحسين ابوجعفر البزوفري من رواة الحديث، روى عنه اجلاء الطائفة منهم المفيد، واحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله كما تقدم وروى عنهم عنه في مشيختي التهذيبين في طريقه إلى احمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن احمد بن يحيى الاشعرى وروى هو عن احمد بن إدريس القمى المتوفى(٣٠٦) شيخ والده ايضا وعن أبيه كما تقدم والظاهر: انه المراد بمحمد بن سفيان ابى جعفر البزوفرى كما في جملة من الروايات وفي كتاب الغيبة كثيرا منها: ما في ص ١١٠ و ٢٠٣، ٢٠٩، ٢٦١، ٢٦٥، إذ النسبة إلى الجد غير عزيزة ورواية الحسين بن عبى الله عنه عن احمد بن ادريس في هذه الموارد وايضا بقرينة التصريح بمحمد بن الحسين في مشيختي التهذيبين إلى احمد ابن ادريس، ومحمدبن يحيى الاشعرى وكان إبن عم شيخنا المترجم ايضا من مشايخ الحديث، ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من ركاله(٤٤٣) قال احمد بن جعفر ابن سفيان البزوفرى يكنى أبا على إبن عبدالله روى عنه الاتلعكبرى، وسمع منه سنة خمس وستين وثلثماة، وله منه إجازة وكان يروى عن أبى على الاشعرى، أخبرنا عنه محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله قلت: لم أقف على مدح له إلا رواية التلعكبرى الذى لا يطعن عليه في شيئ عنه، وقد روى النجاشى والشيخ في فهرستيهما كتب جماعة ورواياتهم عنه وروى عنه ابن نوح كما في الغيبة(٢٢٣) وروى احمد بن جعفر عن جماعة من الاجلة منهم: حميد بن زياد المتوفى(٣١٠) كما في ترجمة ابراهيم بن صالح الانماطى في الفهرست(٤) وغيره، وعن احمد بن ادريس كما في ترجمته، وعن جميل بن زياد كما في امالى الطوسي ج ٢/ ٢٩٨ وأبى عبدالله جعفر بن عثمان المدائنى (الغيبة ٢٢٣).

٢٦٢

١٦١ - الحسين بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي أبوعبدالله

ثقة(١) ،

____________________

(١) ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله(٤٦٦) وقال: كثير الرواية، يروى عن جماعة، وعن أبيه، وعن أخيه محمد ابن علي، ثقة. ويأتي في ترجمة أبيه رقم(٦٨٣) قول الماتن (ره): كان قدم العراق: واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روحرحمه‌الله ، وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر الاسود يسأله ان يوصل له رقعة إلى الصاحب (ع)، ويسأله فيها الولد، فكتب (ع) إليه. وقد دعونا الله لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين، فولد عبدالله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الامر (ع) ويفتخر بذلك. قلت: روى الصدوق والشيخ وغيرهما هذا الحديث بطرقهم وقد أوردناها في كتابنا في أخبار الرواة. وفى رواية الغيبة بسند صحيح(١٩٥): وقال ابوعبدالله بن بابويه: عقدت المجلس لي، ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي ابوجعفر محمد بن علي الاسود، فاذا نظر إلى إسراعي في الاجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول: لاعجب لانك ولدت بدعاء الامام (ع). وفي الغيبة أيضا(١٨٧): قال ابن نوح وحدثني ابوعبدالله الحسين بن محمد بن سورة القميرحمه‌الله حين قدم علينا حاجا، قال حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي، ومحمد بن احمد بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال، وغيرهما من مشايخ أهل (قم): ان علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه، فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه : أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فأجاب الجواب: انك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلمية، وترزق منها ولدين فقيهين. قال وقال لي أبوعبدالله بن سورة حفظه الله: ولابي الحسن بن بابويهرحمه‌الله ثلاثة أولاد: محمد، والحسين فقيهان ماهران في الحفظ، ويحفظان مالا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ إسمه الحسن، وهو الاوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس، ولا فقه له. قال ابن سورة: كلما روى أبوجعفر، وأبوعبدالله إبناعلي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، ويقولان لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل (قم). قلت: ربما يظهر من جملة من الاخيار ان السؤال والدعاء له بالولد كان في اوائل سفارة الشيخ الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه ، وكانت سفارته في جمادى الآخرة سنة أربع أو خمس بعد الثلثمائة. وذكره حيده الشيخ منتخب الدين مع ابنيه الحسن والحسين وقال: فقهاء صلحاء. هكذا قيل. وقد عده الشيخ ايضا من شيوخ أصحابنا. قال فيمن لم يرو عنهم من رجاله ترجمة الشريف المرتضى(٤٨٥): يروي عن التلعكبري واحسين بن علي بن بابويه من شيوخنا. وذكره إبن حجر في لسان الميزان ج ٢ ٣٠٦ إلى ان قال: كان من فقهاء الامامية، روى عنه الحسين الغضائري. وقال في أمل الآمل ج ٢، ٩٨: ثقة، جليل، عظيم الشأن، روى عن أبيه وأخيه. (*)

٢٦٣

٢٦٤

٢٦٥

روى عن أبيه إجازة(١) .

____________________

(١) وظاهر رجال الشيخ ومن تبعه كالعلامة في الخلاصة(٥٠) وغيره روايته عنه بالسماع الا انه لايقاوم تصريح الماتن بأنها كانت بالاجازة بل يحمل الظاهر عليه. قلت: لم أقف على زمان ولادة الحسين بن علي ولا على تاريخ وفاته ولا على سماع منه عن أبيهرحمه‌الله إلا ان الظاهر انه لامحذور في روايته وسماعه عنه فقد تقدم ان ولادته وولادة أخيه كانت بدعاء الامامعليه‌السلام في أوائل سفارة الشيخ الحسين بن روح سنة(٣٠٤) أو(٣٠٥) وتوفي ابوهرحمه‌الله سنة تناثر النجون(٣٢٩) وسنة وفات السمري وبلوغ الغيبة الكبرى او قريب من ذلك بأشهر. وقد روى الشريف الزاهد محمد بن حمزة بن الحسين بن محمد بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن موسى الكاظم (ع) عن الحسين بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه بالكوفة في جامعها يوم الاثنين لاربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلثمائة عن محمد ابن الحسين النحوي. هكذا في بشارة المصطفي(٤٦). وقدم في هذه السنة على أبي العباس احمد بن علي بن نوح السيرافي البصرة وحدثه بأحاديث. قال الشيخ في (الغيبة / ٢٢٦) قال ابن نوح: وحدثني أبوعبدالله الحسين بن علي بن بابويه القمي، قدم علينا البصرة في شهر ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلثمائة. قال: سمعت علوية الصفار، والحسين ابن احمد بن ادريسرضي‌الله‌عنه يذكران الحديث. روى عنه جماعة من أهل (قم) كما في الغيبة(١٩٦)، وعن أخيه المتوفى(٣٨١) كما تقدم عن الشيخ، وعن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، وعن محمد بن الحسين النحوي كما تقدم عن بشارة المصطفى وعن أبي جعفر محمد بن علي الاسودرحمه‌الله كما تقدم.روى عنه الشريف الزاهد محمد بن حمزة كما تقدم عن بشارة المصطفى، واحمد بن نوح ابوالعباس السيرافي كما تقدم، والشريف المرتضى كما ذكره الشيخ، والخزاز كما قيل، والحسين بن عبيد الله كما في المتن، وفي مواضع من كتاب الغيبة منها ١٩٤ و ١٩٦ و ٢٤٣ و ٢٥٢ عن جماعة عنه وعن اخيه الصدوق رحمهما الله. وفي جماعة من روى عن اخيه: المفيد، وابوالحسين جعفر بن حسكة القمي، ومحمد بن سليمان ابوزكريا الحمراني وغيرهم.

(*)

٢٦٦

له كتب(١) منها: كتاب التوحيد ونفي التشبيه، وكتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عباد، أخبرنا عنه بها الحسين بن عبيد الله(٢)

____________________

(١) وفى أمل الامل منها: كتاب الرد على الواقفة، وكتاب عمله للصاحب بن عباد، وغير ذلك.ثم ان ظاهر المتن ان كتابه الذي عمله للصاحب، هو غير كتابه في التوحيد ونفي التشبيه، لكن ظاهر ابن حجر في لسان الميزان اتحادهما. قال: وصنف كتاب نفي التشبيه وقدمه للصاحب بن عباد، وكان الصاحب يعظمه ويرفع مجلسه اذا حضر عنده.

(٢) صحيح بناء‌ا على وثاقة الحسين شيخه. ثم ان الصاحب هو اسماعيل بن أبي الحسن عباد بن العباس ابن عباد بن احمد بن ادريس الطالقاني الاصفهانى الوزيررحمه‌الله . وقد صنف لاجله ابومنصور الثعالبي كتابه (اليتيمة)، كما صنف له شيخنا المترجم كتابا أو كتابه في التوحيد ونفي التشبيه، وايضا صنف له أخوه شيخنا الصدوقرحمه‌الله كتابه (عيون أخبار الرضاعليه‌السلام كل ذلك لاجل فضائله ومكارمه وقد أثنى عليه من عرفه من أصحابنا وغيرهم ونشير إلى بعضها، قال الصدوق (ره) في ديباجة كتابه (عيون اخبار الرضا (ع)) في سبب تأليفه: وقع إلي قصيدتان من قصائد الصاحب الجليل كافي الكفاة أبي القاسم اسماعيل بن عباد أطال الله بقائه وأدام دولته ونعمائه وسلطانه وأعلاه في اهداء السلام إلى الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، فصنفت هذا الكتاب لخزانته المعمورة ببقائه إذ لم أجد شيئا آثر عنده وأحسن موقعا لديه من علوم أهل البيت لتعلقه بحبهم واستمساكه بولايتهم واعتقاده بفرض طاعتهم وقوله بامامتهم واكرامه لذريتهم أدام الله عزه وإحسانه إلى شيعتهم قاضيا بذلك حق إنعامه علي ومتقربا به إليه لاياديه الزهر عندي ومننه الغر لدي ومتلافيا بذلك تفريطي الواقع في خدمة حضرته راجيا به قبوله لعذري وعفوه عن تقصيري وتحقيقه لرجائي فيه وأملي. والله تعالى ذكره يبسط بالعدل يده ويعلى بالحق كلمته ويديم على الخير قدرته يسهل المحان بكرمه وجوده، وابتدأت بذكر القصيدتين. ثم ذكرها بتمامهما وروى روايات في فضل من قال في مدح أهل البيتعليهم‌السلام شعرا ثم قال: فأجزل الله للصاحب الجليل الثواب على جميع أقواله الحسنة وأفعاله الجميلة واخلاقه الكريمة وسيرته الرضية وسننه العادلة وبلغه كل مأمول وصرف عنه كل محذور وأظفره بكل خير مطلوب وأجاره من كل بلاء ومكروه بمن استجار به من حججه الائمةعليهم‌السلام

بقوله في بعض اشعاره فيهم:

ان ابن عباد استجار بمن

يترك عنه الصروف مصروفة

وفي قوله في قصيدة أخرى:

ان ابن عباد استجار بكم

فكل ما خافه سيكفاه

وجعل الله شفعاؤه الذين اسمائهم على نقش خاتمة:

شفيع اسماعيل في الاخرة

محمد والعترة الطاهرة

وجعل دولته متسعة الايام، متصلة النظام، مقرونة بالدوام، ممتدة إلى التمام مؤيدة له إلى سعادة الابد وباقية له إلى غاية الامد بمنه وفضله.قلت: وللصاحب خاتم آخر نقشه:

على الله توكلت

وبالخمس توسلت

وقد اثنى عليه اكابر اصحابنا منهم الشريف الرضي وأخيه المرتضى رحمهما الله، وابن شهر اشوب والشهيد الثاني والعلامة المجلسي وغيرهم من اجلاء أصحابنا ويطول بذكر ذلك كما مدحه علماء الجمهور.=

٢٦٧

____________________

=قال ابن النديم: أوحد زمانه وفريد عصره في البلاغة والفصاحة والشعر وقال ابن خلكان: كان نادرة الدهر، واعجوبة العصر في فضائله ومكارم وكرمه.

وقال الثعالبي في كتابه (اليتيمة) في حقه: ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والادب، وجلالة شأنه في الجود والكرم وتفرده بالغايات في المحاسن وجمعه أشتات المفاخر، لان همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه وجهد وصفي يقصر عن أيسر فضائله ومساعيه.

ثم ذكر بعضها. قلت: الافصاح المتوفى(٣٨١) كما تقدم عن الشيخ، وعن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، وعن محمد بن الحسين النحوي كما تقدم عن بشارة المصطفى وعن أبي جعفر محمد بن علي الاسودرحمه‌الله كما تقدم.روى عنه الشريف الزاهد محمد بن حمزة كما تقدم عن بشارة المصطفى، واحمد بن نوح ابوالعباس السيرافي كما تقدم، والشريف المرتضى كما ذكره الشيخ، والخزاز كما قيل، والحسين بن عبيد الله كما في المتن، وفي مواضع من كتاب الغيبة منها ١٩٤ و ١٩٦ و ٢٤٣ و ٢٥٢ عن جماعة عنه وعن اخيه الصدوق رحمهما الله. وفي جماعة من روى عن اخيه: المفيد، وابوالحسين جعفر بن حسكة القمي، ومحمد بن سليمان ابوزكريا الحمراني وغيرهم.عن محاسنه يحتاج إلى تأليف كتاب يخصه الا انه نشير إلى عمدها في سطور وهي كثيرة: بيته ونسبه: قد نشأ الصاحب في بيت عريق تحفها الفضائل وأقبل على طلب العلم منذ صغره ونشير إلى ذلك بما قاله الخوارزمي في حقه. قال ابوبكر الخوارزمي في حقه: الصاحب نشأ من الوزارة في حجرها ودب ودرج وكرها، ورضع أفاويق درها، وورثها عن آبائه كما قال ابوسعيد الرستمي في حقه:

ورث الوزارة كابرا عن كابر

موصولة الاسناد بالاسناد

يروي عن العباس عباد وزا

رته واسماعيل عن عباد

ولقب: بالصاحب لمصاحبته ابن العميد المعروف، ولمؤيد الدولة الديلمي، كما لقب بالوزير لوزارته لمؤيد الدولة وهو اول من لقب بالصاحب الوزير من الوزراء كما قيل. مذهبه: كان الصاحبرحمه‌الله من أجلة أصحابنا الامامية القائلين بامامة أئمة اهل البيتعليهم‌السلام ، ومن المتمسكين بحبل ولايتهم والمعتقدين فرض طاعتهم، نص عليه أصحابنا كما تقدم في كلام الصدوق، وغيرهم قال القاضي عبدالجبار عند الصلاة على جنازته كيف أصلي على هذا الرافضي ذكره ابن حجر وصرح الصاحب به في كلماته وفى قصائد المشهورة وهي كثيرة جدا

منها ما انشدها في اهداء السلام إلى سيدنا أبي الحسن الرضا (ع) كما تقدم في كلام الصدوق (ره) ومن نظمه في ذلك:

لو شق عن قلبي ترى وسطه

سطران قد خطابلا كاتب

العدل والتوحيد في جانب

وحب اهل البيت في جانب

وقال مخاطبا لامير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع):

أبا حسن لو كان حبك مدخلي

جهنم كان الفوز عندي جحيمها

وكيف يخاف النار من كان

موقنا بأن امير المؤمنين قسيمها

وأشعاره فيهم كثيرة قيل أنها عشرة آلاف بيت وقد عده في المعالم(١٤٨) في شعراء أهل البيت المجاهرين.=

٢٦٨

____________________

=وكان للصاحب اهتمام بترويج مذهب اهل البيتعليهم‌السلام ونشر علومهم وآثارهم حتى قيل: ان الامامية في اصفهان في زمانه ينسبون إليه وبه يعرفون. وكان مكرما لذريتهم ولهم خلع وصلاة كثيرة. خصاله ومكارمه: كانرحمه‌الله كما أشار اليه الصدوق به: أقواله حسنة، وأفعاله جميلة وأخلاقه كريمة، وسيرته رضية، وسنته عادلة، قد بسطت بالعدل يده، واعليت بالحق كلمته، وأديمت على الخير قدرته. وكان لايدخل عليه في شهر رمضان بعد العصر أحد إلا ويخرج من داره بعد الافطار عنده، وكانت داره لا تخلو في كل ليلد من ليالي شهر رمضان من ألف نفس مفطرة فيها، وكانت صلاته وقرباته في هذا الشهر تبلغ مبلغ ما كان منه في جميع شهور السنة كما قيل، والحكايات في جلالة شأنه في الجود والكرم والسماحة وتفرده بالغايات في المحاسن كثيرة ذكرها اصحاب التراجم وغيرهم من علمائنا ومن العامة، وكانت أيامه للعلوية والعلماء والفقهاء والشعراء والفضلاء، ومحضره محط رحالهم وموسم فضلائهم ومنزع آمالهم، وأمواله مصروفة إليهم وصنايعه مقصورة عليهم. علومه وآثاره: كانرحمه‌الله فقيها بل عن المولى المجلسي الاول من أفقه فقهاء اصحابنا المتقدمين والمتأخرين ولهم من قبله خلع وصلات. وكان محدثا راوية الحديث سمع عن ابيه وجماعة واجتمع عنده لسماعه خلق كثير وكان في مجلس إملائه الحديث عدد كثيرة لم يجتمع عند غيره من أصحابنا. قال الشيهد الثانيرحمه‌الله في الدراية(٩١) في عظم مجلس المحدث: فقد كان كثير من الاكابر يعظم الجمع في مجالسهم جدا حتى تبلغ الوفا مؤلفة ويبلغ عنهم المستملون فيكتبون عنه بواسطة تبلغهم. وأجاز غير واحد رواية ذلك عن المملي. واكثر ما بلغنا في ذلك عن اصحابنا: ان الصاحب كافي الكفاة اسماعيل بن عباد قدس الله سره لما جلس للاملاء حضر خلق كثير، وكان المستملي الواحد لا يقوم بالاملاء حتى انصاف اليه ستة كل يبلغ صاحبه وذكر السمعاني وابن حجر مجلس املائه. وكان متكلما كما ذكره ابن شهر اشوب في معالمه وغيره. وكان أديبا لغويا شاعريا مجيدا حتى قيل فيه: كان نادرة العصر في البلاغة واسطة عقد الدهر في السماة، فبلغ من البلاغة مايعد في السحر، ويكاد يدخل في حد الاعجاز، وسار كلامه مسير الشمس، ونظم ناحيتي الشرق والغرب، حيث أخذ برقاب القوافي وملك رق المعاني فاحتف به من نجوم الارض وأفراد العصر وأبناء الفضل وفرسان الشعر، وفيه قال الثعالبي: صدر الشرف وتاريخ المجد وعزة الزمان وينبوع العدل والاحسان. وكان كثير النظر في الكتب ويحملها معه في أسفاره. وذكر ابن خلكان: ان نوح بن منصور أحد ملوك بني سامان كتب إليه ورقة في السر، يستدعيه ليفوض إليه وزراته وتدبير أمر مملكته، فكان من جملة أعذاره إليه: أنه يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربعمائة جمل. وكان له في الادب والبلاغة والبديع واللغة والشعر كتب وروايات وحكايات تدل على علو محله من العلم والادب، قد اعتذر المكثرون في مدحه بالقصور فقال الثعالبي: ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله من العلم والادب وجلالة شأنه في الجود والكرم وتفرده بالغايات والمحاسن وجمعه أشتات المفاخر، لان همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه. وقال فيه آخر: وان فميصا خيط من نسج تسعة وعشرين حرفا عن معاليه قاصر. ومن كتبه: كتاب (المحيط، في اللغة قال إبن خلكان: (وهو في سبع مجلدات، رتبه على حروف المعجم، كثر فيه الالفاظ وقلل الشواهد، فاشتمل من اللغة على جزء متوفر)، وكتاب (الكافي) في الرسائل، وكتاب " الاعياد "، وفضائل النيروز، وكتاب " الامامة " في فضائل علي بن ابي طالبعليه‌السلام ، وكتاب " الوزراء "، وكتاب " اسماء الله وصفاته "، وكتاب، " الكشف عن مساوى شعر المتنبي "، كتاب " التذكرة "، كتاب " الانوار "، وكتاب " التعليل " كتاب " الوقف والابتداء " وكتاب " العروض "، وكتاب " جوهرة الجمهرة " وكتاب " القضاء والقدر "، ورسائل بديعة وغير ذلك.=

٢٦٩

____________________

=مكانته السامية: كان لهرحمه‌الله محلا ساميا من العز والحب في قلوب الناس كافة في حياته وبعد مماته كل ذلك لمجده ورفعة بيته وحسن تربيته، وفهمه وذكائه، وفضله وأدبه وعلومه، وكلامه البليغ البديع، وحسن أخلاقه وتواضعه، وسيرته، وعدل سنته وكياسته وحسن سياسيته فلما استولى الوزارة فبسطت بالعدل يده، وكثر لقدرته خيره، وقامت للفضائل في عصره سوق توجهت نحوه النفوس وصار محضره محط الرحال، ومنزع الامال، ومشرعا لروايع الكلام وبدايع الافهام، ومجمعا، لصوب العقول وذواب العلوم ومدحه المادحون ونظم فيه الشعراء المجيدون. ولما كان مخلصا في ولاء أهل البيتعليهم‌السلام مجدافي احياء أمرهم وإعلاء كلمتهم وفي مودة ذريتهم واكرامهم، ومعظما لمنزلة محيي آثارهم والمادحين لهم بالنظم وغيره فلذلك كلها وغيرها ركزت محبته في قلوب الخاصة والعامة وعكفت عليه قلوبهم وتعرضوا لمدحه وللثناء عليه بجواهر كلماتهم واشعارهم حتى قيل في حقه: لم يجتمع قط لاحد من الوزراء المعظمين بمثل ما اجتمع ببابه !. وقال الحموي: مدح الصاحب خمسائة شاعر من أرباب الدواوين وممن كان ببابه قاضي القضاة عبد الجبار بن احمد الاسد آبادي. وقال ابن خلكان: ورأيت في أخباره أنه لم يسعد بعد وفاته كما كان في حياته غير الصاحب فانه لما توفي أغلقت له مدينة الري، واجتمع على باب قصره ينتظرون خروج جنازته، وحضر مخدومه فخر الدولة المذكورة أولا وسائر القواد، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه من الباب صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة، وقبلوا الارض، ومشى فخر الدولة أمام الجنازة مع الناس، وقعد للعزاء أياما، وقد رثاه بعد وفاته الادباة والشعراء بلطائف الاشعار بما ملئت به كتب التراجم وغيرها. قال في الوفيات قال ابوالقاسم بن ابي العلاء الشاعر الاصبهاني رأيت في المنام قائلا يقول لي: لم لم ترث الصاحب مع فضلك وشعرك؟ فقلت: ألجمني كثرة محاسنه فلم أدر بم ابدأ منها وقد خفت أن أقصر وقد ظن بي الاستيفاء لها، فقال: أجز ما أقوله، فقلت: قل، فقال (من الطويل): ثوى الجود والكافي معا في حفيرة (فقلت) ليأنس كل منهما بأخيه فقال): هما اصطحبا حيين ثم تعانقا (فقلت): ضجيعين في لحد بباب دريه فقال: اذا إرتحل الثاوون عن مستقرهم (فقلت): أقاما إلى يوم القيامة فيه وقد ولد لاربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة ٣٢٦ كما عليه الاكثر أو سنة ٣٢٤ كما في بغية الوعاة ص ١٩٦ وكانت ولادته بطالقان قزوين أو بأصطخر فارس. وتوفي ليلة الجمعة ٢٤ من صفر سنة ٣٨٥ بالري ثم انتقل إلى اصفهان ودفن في محلة كانت تعرف ب‍ (باب دريه) كما في كتب التراجم والان تعرف بباب الطوقچي وله قبة معروفة تزار ويتبرك بقبره عند العامة ويقصد بزيارته قضاء الحوائج. وبهذا نكتفي في ترجمة الصاحب ولو شئت زيادة فعليك بما صنف في ترجمته من الكتب والرسائل وغيرها من كتب التراجم مثل يتيمة الدهر، وبغية الوعاة، ومعجم الادباء، وتاريخ الوزراء، وذيل ابن النجار لتاريخ بغداد، وأنساب السمعاني، ومجالس المؤمنين، وشذرات الذهب، ولسان الميزان، ووفيات الاعيان، وكتاب اليقين لابن طاووس ومجمع البحرين، وكتب تراجم أصحابنا وإليك بكتب شيخنا صاحب الذريعة وأعيان الشيعة فقد ترجمه السيد الامينرحمه‌الله في أعيانه ج ١١ ص ٣٢٢ إلى ص ٥٦٢.

(*)

٢٧٠

٢٧١

٢٧٢

٢٧٣

٢٧٤

١٦٢ - الحسين بن علي الحزاز القمي أبوعبدالله

روى عن حمزة بن القاسم(١) ، وغيره، له كتاب الزيارات.

____________________

(١) يحتمل: انه حمزة بن القاسم الذي روى عنه التلعكبري كما في رجال الشيخ باب من لم يرو عنهم(٤٦٨).

٢٧٥

١٦٣ - الحسين بن أحمد بن المغيرة أبوعبدالله البوشنجي

كان عراقيا مضطرب المذهب وكان ثقة فيما يرويه(٢) .له كتاب

____________________

(٢) وفي رجال ابن داود عن ابن الغضائري نحوه. (*)

٢٧٦

عمل السلطان، أجازنا بروايته أبوعبدالله بن الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين (ع) سنة أربعمائة عنه(١) .

١٦٤ - الحسين بن عبيد الله بن ابراهيم الغضائري ابوعبدالله(٢)

____________________

(١) روى عنه ابن الخمري كما في المتن، والمفيد كما في أماليه(٢١) في المجلس الثالث عن أبي محمد حيدر بن محمد السمرقندي عن أبي عمرو محمد بن عمر الكشي صاحب الرجال. وفي فلاح السائل(٢٧٩) فيما يقال قبل النوم: حدث الحسين ابن سعيد المخزومي قال حدثنا الحسين بن أحمد البوشنجي قال حدثنا عبدالله بن علي السلامي الحديث.

(٢) هكذا عنونه الشيخ ومن تأخر ايضا. وفي أمالي ابن الطوسي ج ٢ / ٢٧١ حدثنا الشيخ أبوجعفر محمدبن الحسن بن علي بن الحسن الطوسيرضي‌الله‌عنه قال أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن ابراهيم القزويني قال أخبرنا أبوعبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري الخ. وروى بهذا الاسناد أخبارا كثيرة إلى ص ٢٨٣ وفي الفهرست في الحسين بن أبي غندر(٥٩) أخبرنا به الحسين بن ابراهيم القزويني عن أبي عبدالله محمد بن وهبان الهنائي والظاهر الاتحاد فلا حظ ولم يذكر بهذا العنوان في كتب الرجال نعم عد من مشايخه، وروى في الغيبة ص ١٧٨ و ٢٣٨ و ٢٥١ عن الحسين ابن ابراهيم عن أبي العباس بن نوح. وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ ص ٢٨٨ تارة بعنوان الحسين ابن عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله العطاردي الغضائري. واخرى (٢٩٧) بعنوان الحسين بن عبيد الله أبوعبدالله الغضائري. لكن ظاهر أصحابنا الاتفاق على ضبطه (عبيد الله) صغرا. وعن الرياض عن فلاح السائل لابن طاووس عند إيراد نافلة الظهرين ما لفظه: نقلته من نسخة كانت للشيخ أبي جعفر الطوسي وعليها خط أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن عبيد الله تاريخه صفر سنة ٤١١ وقد قابلها جدي أبوجعفر الطوسي وأحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله وصححاها أه‍. قلت: لم أجده عاجلا في المطبوع منه وهو الجزء الاول من فلاح السائل ولعله كان في الجزء الثاني منه ولم يطبع. (*)

٢٧٧

شيخنارحمه‌الله (١) .

____________________

(١) وكان من شيوخ الطائفة أيضا، قال فيمن لم يرو عنهمعليهم‌السلام من رجاله(٤٧٠) الحسين بن عبيد الله الغضائري يكنى أبا عبدالله، كثير السماع، عارف بالرجال، وله تصانيف ذكرناها في الفهرست، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته، مات سنة احدى عشرة وأربعمائة. قلت نسخ الفهرست خالية عن ترجمته كما اعترف بها المتأخرون غير ابن داود وابن حجر، وبعض من تأخر عنهما.قال ابن داود بعد ذكره في القسم الاول المعد للثقات والممدوحين: (چش، جخ، ست) ويأتي ما حكاه ابن حجر عن فهرسته. ثم انه من العجب ان النجاشي والشيخ قد اقتصروا في ترجمة شيخهما مع اكثارهما الرواية عنه في كتبهما على ما عرفت بلا توثيق منهما، لكن صرح ابن حجر كما يأتي بان الشيخ بالغ في الثناء عليه. نعم رواية الماتن عنه كثيرا بنحو قوله: اخبرنا او حدثنا مع اجتنابهرحمه‌الله عن الرواية عمن رود فيه طعن وان كان جليلا في الطائفة عظيم المنزلة فيهم، تدل على انه غير مطعون فيه بوجه بل تدل على وثاقته على ما قتدم تحقيقه في مقدمة هذا الشرح ج ١ / ٦٧. وقد وثقه صريحا السيد الشريف ابن طاووس في فرج المهموم(٩٧) قائلا: روينا بأسانيد جماعة عن الشيخ الثقة الفقيه الفاضل الحسين بن عبيد الله الغضائري ونقلته من خطه في الجزء الثاني من كتاب الدلائل الخ. وقد يؤيد وثاقته بترحم النجاشي والشيخ واضرابهما، وبأنه من أجلة مشايخ الحديث والاجازة وغير ذلك مما ذكره المتأخرون وفى ذلك كلام. وقد نسب جماعة اليد القول بعدم إنفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة كما ذكره في الحدائق بل عن الشهيد في اوائيل شرح الارشاد حكاية القول بعدم نجاسة ماء البئر بملاقاة النجس عن السيد الشريف ابي يعلى الجعفري عنه. وذكره ابن حجر في لسان الميزان مرتين فقال في ج ٢ / ٢٨٨: الحسين بن عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله العطاردي الغضائري من كبار شيوخ الشيعة، كان ذا زهد وورع، وحفظ، ويقال: كان من أحفظ الشيعة بحديث اهل البيت، وروى عنه ابوجعفر الطوسي، وابن النجاشي، يروي عن الجبائي وسهل بن احمد الديباحي، وابي المفضل محمد بن عبدالله الشيباني. قال الطوسي: كان كثير السماع، خدم العلم الله، وكان حكمه انفد من حكم الملوك. وقال ابن النجاشي: كتبت من تصانيفه (كتاب يوم الغدير) و (كتاب مواطن امير المؤمنين) و (كتاب الرد على الغلاة) وغير ذلك: توفي في منتصف صفر سنة إحدى عشرة وأربعمائة.وذكره ايضا ص ٢٩٧ قائلا: الحسين بن عبيد الله الغضائري، شيخ الرافضة، روى عن الجعابي، صنف (كتاب يوم الغدير). مات سنة(٤١١)، كان يحفظ شيئا كثيرا، وما أبصر إنتهى. وقد ذكره الطوسي في رجال الشيعة ومصنفيها، وبالغ في الثناء عليه، وسمي جده ابراهيم، وقال: كثير الترحال، كثير السماع، خدم العلم، وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك، وله كتاب أدب العاقل، وتنبيه الغافل في فضل العلم، وله كتاب كشف التمويه، والنوادر في الفقه، والرد على المفوضة، وكتاب مواطن أمير المؤمنين، وكتاب في فضل بغداد، والكلام على قول: علي خير هذه الامة بعد نبيها. وقال ابن النجاشي في مصنفي الشيعة، وذكر له تصانيف كثيرة وقال: طعن عليه بالغو ويرمي بالعظائم، وكتبه صحيحة وروى عن أحمد بن يحيى. قلت: قد أخطأ ابن حجر في نسبة الطعن بالغلو، والرمي بالعظائم إلى النجاشي، فالحسين بن عبيد الله برئ من الغلو والنجاشي أبر وأتقى من ذلك فقد ذكررحمه‌الله في كتبه: كتاب الرد على الغلاة والمفوضة فيكف تصح هذه النسبة، كما ان إبن حجر قد حرف عليه حيث قال عند ذكر كتابه: (والرد على المفوضة) ولم يذكر (الغلاة) كما يأتي في كلام النجاشي، على ان النجاشي قد أكثر الرواية عنه في كتابه بنحو قوله: أخبرني، أخبرنا، حدثنا وتقدم في مقدمة الشرح تحقيق انه التزم بترك الرواية عن من ورد فيه طعن وإن كان من الاجلة. وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج ١ / ٥٤١ قائلا: الحسين بن عبيد الله أبوعبدالله الغضائري، شيخ الرافضة، يروى عن الجعابي صنف كتاب يوم الغدير، مات سنة إحدى عشرة وأربعمائة، كان يحفظ شيئا كثيرا وما أبصر. (*)

٢٧٨

٢٧٩

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453