تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265167 / تحميل: 8482
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وقد أخرج نعيم بن حماد بسنده عن علي عليه السلام انه قال: «المهدي رجل منّا من ولد فاطمة»(1) كما اخرج عن الزهري انه قال: «المهدي من ولد فاطمة»(2) ، وعن كعب مثله أيضاً(3) .

هذا، وقد ورد حديث جامع لمعظم الاخبار المتقدمة، وهو المروي عن قتادة، - كما تقدم - قال: قلت لسعيد: أحقٌ المهدي؟ قال: نعم هو حق. قلت: ممن هو؟ قال: من قريش، قلت: من أي قريش؟ قال: من بني هاشم. قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب. قلت: من أي ولد عبدالمطلب؟ قال: من أولاد فاطمة(4) .

وعلى الرغم من الاقتراب بهذه النتيجة من جواب السؤال: مَنْ هو المهدي الموعود المنتظر؟ إلاّ أنَّ العائق ما يزال موجوداً في تشخيص نسبه الشريف بنحو لايقبل الترديد بين أولاد فاطمة عليها السلام، لوضوح أنّ هذا النسب - بهذا الاطلاق - ينتهي إلى السبطين الحسن والحسين عليهما السلام.

ولهذا فنحن أمام احتمالات ثلاثة وهي:

الاَول: أن يكون المهدي من أولاد الاِمام الحسن السبط عليه السلام.

الثاني: أن يكون من أولاد الاِمام الحسين السبط عليه السلام.

الثالث: أن يكون من أولاد السبطين معاً.

أما الاحتمال الثالث فلا يحتاج قبوله أو ردّه أكثر من النظر في نتائج البحث في الاخبار المؤيدة للاحتمالين الاَولين.

____________

(1) الفتن لنعيم بن حماد 1: 375/1117، وعنه في كنز العمال 14: 591/39675.

(2) الفتن لنعيم بن حماد 1: 375/1114 وعنه في التشريف بالمنن: 176/237 باب 189.

(3) الفتن لنعيم بن حماد 1: 374/1112، وعنه في التشريف بالمنن: 157/202 باب 163.

(4) عقد الدرر: 44 من الباب الاول، والفتن لنعيم بن حماد 1: 368 - 369/1082، وعنه السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن: 157/201 باب 163.

٦١

وأما فرض احتمال رابع، وهو: كون المهدي من أولاد غير السبطين، فهو باطل بالضرورة وغير معقول في نفسه؛ لثبوت صحة أحاديث المهدي وتواترها بخصوص كونه من أهل البيت عليهم السلام، ومن ولد فاطمة عليها السلام.

اذن لم يبقَ سوى التحقيق في مثبتات الاحتمالين الاَولين. ويجب التنبيه قبل ذلك إلى أنه: لو ثبت كذب ما يؤيد الاحتمال الاَول، فلا نحتاج أصلاً إلى التحقيق في مثبتات الاحتمال الثاني، اذ سيصدق بالضرورة، ويكون هو المتيقن، المقطوع به، المطابق للواقع، لما مرَّ من استحالة كذب الاحتمالين معاً؛ لهذا سوف نستفرغ الوسع بدراسة وتحقيق مثبتات الاحتمال الاَول، فنقول:

حديث المهدي من ولد الاِمام الحسن السبط عليه السلام:

لم أجد مايدل على ان المهدي الموعود المنتظر هو من ولد الاِمام الحسن عليه السلام في كتب أهل السنة غير حديث واحد فقط وربما لايوجد في تراث الاِسلام حديث غيره، وهو ما أخرجه أبو داود السجستاني في سننه، واليك نصه:

قال: « حُدِّثْتُ عن هارون بن المغيرة، قال: حدثنا عمر بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، قال: قال علي رضي الله عنه - ونظر إلى ابنه الحسن - فقال: ( إنّ ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلُق ولايشبهه في الخَلْق).

ثم ذكر قصة: يملأ الأرض عدلاً »(1) انتهى بعين لفظه.

____________

(1) سنن أبي داود 4: 108/4290، وأخرجه عنه في جامع الاَصول 11: 49 - 50/7814، وكنز العمال 13: 647/37636، كما أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن 1: 374 - 375/1113.

٦٢

بطلان الحديث من سبعة وجوه:

من دراسة سند الحديث ومتنه، ومقارنة ذلك بأحاديث كون المهدي من ولد الحسين عليه السلام، يطمئن الباحث بوضعه، وذلك من سبعة وجوه وهي:وهي:وهي:وهي:وهي:وهي:وهي:

الوجه الاَوّل: اختلاف النقل عن أبي داود في هذا الحديث، فقد أورد الجزري الشافعي (ت/833 هـ) هذا الحديث بسنده عن أبي داود نفسه وفيه اسم: (الحسين) مكان (الحسن)، فقال: « والاَصح انه من ذرية الحسين بن علي لنصّ أمير المؤمنين علي على ذلك، فيما أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرّقي قراءة عليه، قال: أنبأنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي، أنبأنا أبو البدر الكرخي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو عمر الهاشمي، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي، أنبأنا أبو داود الحافظ قال: حُدِّثْتُ عن هارون بن المغيرة، قال: حدثنا عمر بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي اسحاق قال: قال علي عليه السلام - ونظر إلى ابنه الحسين - فقال: « إنَّ ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلُق، ولايشبهه في الخَلْق ». ثم ذكر قصة يملأ الاَرض عدلاً.

هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه »(1) ، انتهى بعين لفظه.

وأخرجه المقدسي الشافعي في عقد الدرر ص 45 من الباب الاَول، وفيه اسم: (الحسن)، وأشار محققه في هامشه إلى نسخة باسم: (الحسين)

____________

(1) اسمى المناقب في تهذيب اسنى المطالب/الجزري الدمشقي الشافعي: 165 - 168/61.

٦٣

ويؤيد وجود هذه النسخة نقل السيد صدر الدين الصدر عنها إذ أورد الحديث عن عقد الدرر وفيه اسم: (الحسين)(1) .

وهذا الاختلاف ينفي الوثوق بترجيح أحد الاسمين ما لم يعتضد بدليل من خارج الحديث، وهو مفقود في ترجيح (الحسن) ومتوفر في (الحسين).

الوجه الثاني: سند الحديث منقطع لاَنّ من رواه عن علي عليه السلام هو أبو إسحاق والمراد به السبيعي، وهو ممن لم تثبت له رواية واحدة سماعاً عن علي عليه السلام كما صرح بهذا المنذري في شرح هذا الحديث(2) ، وقد كان عمره يوم شهادة أمير المؤمنين عليه السلام سبع سنين؛ لاَنّه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان في قول ابن حجر(3) .

الوجه الثالث: إن سنده مجهول أيضاً؛ لاَن أبا داود قال: (حُدِّثت عن هارون بن المغيرة) ولايُعْلَم من الذي حدّثه، ولا عِبرة في الحديث المجهول اتفاقاً.

الوجه الرابع: ان الحديث المذكور أخرجه أبو صالح السليلي - وهو من أعلام أهل السنة - بسنده عن الاِمام موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد الصادق، عن جده علي بن الحسين، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام، وفيه اسم: (الحسين) لا: (الحسن) عليهما السلام(4) .

الوجه الخامس: انه معارض بأحاديث كثيرة من طرق أهل السنة تصرح بأنّ المهدي من ولد الاِمام الحسين منها حديث حذيفة بن اليمان

____________

(1) المهدي/السيد صدر الدين الصدر: 68.

(2) مختصر سنن أبي داود/المنذري 6: 162/4121.

(3) تهذيب التهذيب 8: 56/100.

(4) التشريف بالمنن للسيد ابن طاووس: 285/413 ب 76، أخرجه عن فتن السليلي باختلاف يسير.

٦٤

قال: « خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرنا بما هو كائن، ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطول الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي، اسمه اسمي. فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال: يا رسول الله! من أي ولدك؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين »(1) .

الوجه السادس: احتمال التصحيف في الاسم من (الحسين) إلى (الحسن) في حديث أبي داود غير مستبعد بقرينة اختلاف النقل، ومع عكس الاحتمال فإنه خبر واحد لايقاوم المتواتر كما سنفصله في محلّه.

الوجه السابع: يحتمل قوياً وضع الحديث لما فيه من العلل المتقدمة، ويؤيد هذا الاحتمال أن الحسنيّين وأتباعهم وأنصارهم زعموا مهدوية محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى ابن الاِمام الحسن السبط عليه السلام، الذي قتل سنة (451 هـ) في زمن المنصور العباسي، نظير ما حصل - بعد ذلك - من قبل العباسيين وأتباعهم في ادعاء مهدوية محمد بن عبدالله المنصور الخليفة العباسي الملقب بالمهدي (158 - 169 هـ) لما في ذلك من تحقيق اهداف ومصالح سياسية كبيرة لايمكن الوصول اليها بسهولة من غير هذا الطريق المختصر.

____________

(1) المنار المنيف لابن القيم: 148/329 فصل/50، عن الطبراني في الاوسط، عقد الدرر: 45 من الباب الاَول وفيه: (أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي)، ذخائر العقبى/المحب الطبري: 136، وفيه: (فيحمل ماورد مطلقاً فيما تقدم على هذا المقيد)، فرائد السمطين 2: 325/575 باب/61، القول المختصر لابن حجر: 7/37 باب/1، فرائد فوائد الفكر: 2 باب/1، السيرة الحلبية 1: 193، ينابيع المودة 3: 63 باب/94، وهناك أحاديث أُخرى بهذا الخصوص في مقتل الاِمام الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي 1: 196، وفرائد السمطين 2: 310 - 315/الاحاديث 561 - 569، وينابيع المودة 3: 170/212 باب 93 وباب 94.

ومن مصادر الشيعة أُنظر: كشف الغمة 3: 259، وكشف اليقين: 117، واثبات الهداة 3: 617/174 باب 32، وحلية الابرار 2: 701/54 باب/41، وغاية المرام: 694/17 باب/141، وفي منتخب الاَثر الشيء الكثير من تلك الاحاديث المخرجه من طرق الفريقين، فراجع.

٦٥

الحديث غير معارض لاَحاديث: المهدي من ولد الحسين عليه السلام:

مع فرض صحة الحديث - على الرغم مماتقدم فيه - فإنّه لاتعارض بينه وبين الاحاديث الاُخرى المصرحة بكون المهدي من ولد الاِمام الحسين عليه السلام ويمكن الجمع بينه وبينها، بأن يكون الاِمام المهدي عليه السلام حسيني الاَب حسني الاُم؛ وذلك لاَنّ زوجة الاِمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أُم الاِمام الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام هي فاطمة بنت الاِمام الحسن المجتبى عليه السلام.

وعلى هذا يكون الاِمام الباقر عليه السلام حسيني الاَب حسني الاُم، وذريته تكون من ذرية السبطين حقيقة.

وهذا الجمع له مايؤيده من القرآن الكريم قال تعالى:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَعِيـسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ) الانعام: 6/84 - 85.

فعيسى عليه السلام أُلحق بذراري الانبياء من جهة مريم عليها السلام، فلا مانع اذن في ان تُلحق ذرية الإمام الباقر بالامام الحسن السبط من جهة الاُم كما أُلحق السبطان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهة فاطمة الزهراء عليها السلام.

وهذا الجمع بين الاخبار لاينبغي الشك فيه مع افتراض صحة حديث أبي داود وان كان مخالفاً للصحة من كل وجه كما تقدم.

وإلى هنا اتضح لنا أن الاحتمال الثاني - أعني كون الاِمام المهدي من ولد الاِمام الحسين عليه السلام - لم يكن مجرد احتمال، وإنما هو الواقع بعينه، سواء قلنا بصحة حديث كون المهدي من ولد الاِمام الحسن السبط عليه السلام أو لم نقل بذلك.

أمّا مع فرض القول بصحة الحديث، فلا تعارض بينه وبين أحاديث كون المهدي من ولد الاِمام الحسين عليه السلام، بل هو مؤيد لها كما تقدم.

وأمّا مع القول بعدم صحته - وهو الحق لما تقدم في الوجوه السبعة

٦٦

- فالحال أوضح من أن يحتاج إلى بيان؛ لما قلناه سابقاً من أن إثبات بطلان أحد الاحتمالين يعني القطع بمطابقة الآخر للواقع لاستحالة بطلانهما معاً، إذ المتيقن هو كون المهدي الموعود من ولد فاطمة عليها السلام حقاً.

ما ورد معارضاً لكون المهدي من أولاد الحسين عليه السلام:

لقد اتضح من خلال البحث في طوائف أحاديث نسب الاِمام المهدي، أنه لابدّ وأن يكون من أولاد الاِمام الحسين عليه السلام، وقبل بيان مثبتات هذه النتيجة - التي يترتب عليها اعتقاد الشيعة الامامية بأنّ المهدي هو التاسع من صلب الاِمام الحسين عليه السلام، وأنه قد وُلد حقاً وهو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام، لا بدّ من التوقف برهة مع ما ورد معارضاً لذلك في لسان بعض الروايات - من طريق أهل السنّة - التي عينت اسم أبي المهدي بـ: (عبدالله)، مما نجم عنها اعتقاد بعضهم بأنّ المهدي هو محمد بن عبدالله، وأنه لم يولد بعد، وإنما سيولد قبيل ظهوره في آخر الزمان.

ولما كان التواتر حاصلاً لمهديٍّ واحد، فلابدّ وأن يكون أحد الفريقين ينتظر مهدياً لا واقع له، وهذا ما يستدعي وجوب مراجعة كل فريق لاَدلّته بمنظار أنها خطأ يحتمل الصواب، والنظر لما عند الآخر باعتبار انه صواب يحتمل الخطأ، وهذا وإن عزّ، فلا يعدم عند من يسعى لادراك الصواب - قبل فوات الاَوان - أينما كان.

ولاَجل معرفة الصحيح في اسم أبي المهدي أهو: عبدالله، أو الحسن؟ نقول:

أحاديث: «اسم أبيه اسم أبي» (عبدالله):

نودُّ الاشارة قبل دراسة هذه الاَحاديث إلى أنّ بعض علماء الشيعة

٦٧

أوردوا بعضها، لا إيماناً بها، لمخالفتها لاُصول مذهبهم، وإنما لاَمانتهم في نقلها من كتب أهل السنة دون تحريف أو حذف؛ إمّا لاِمكان تأويلها بما لايتعارض وأُصول المذهب، وإمّا للبرهنة على الاَمانة في النقل، وإيقاف المسلمين على مناقشاتهم لها، وهي:

1 - الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة، والطبراني، والحاكم، كلّهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لاتذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»(1) .

2 - الحديث الذي أخرجه أبو عمرو الداني، والخطيب البغدادي كلاهما من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»(2) .

3 - الحديث الذي أخرجه نعيم بن حماد، والخطيب، وابن حجر، كلهم من طريق عاصم أيضاً، عن زرّ، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: «المهدي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»(3) .

4 - الحديث الذي أخرجه نعيم بن حماد بسنده عن أبي الطفيل قال:

____________

(1) المصنف لابن أبي شيبة 15: 198/19493، المعجم الكبير للطبراني 10: 163/10213 و 10: 166/10222، مستدرك الحاكم 4: 442. وأورده من الشيعة المجلسي في بحار الانوار 51: 82/21، عن كشف الغمة للاربلي 3: 261، والاخير نقله عن كتاب الاربعين لابي نعيم.

(2) سنن أبي عمرو الداني: 94 - 95، تاريخ بغداد 1: 370 ولم يروه احد من الشيعة.

(3) تاريخ بغداد 5: 391، كتاب الفتن لنعيم بن حماد 1: 367/1076 و 1077 وفيه يقول ابن حماد: «وسمعته غير مرّة لايذكر اسم ابيه»، وأخرجه في كنز العمال 14: 268/38678 عن ابن عساكر، ونقله السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن 156/196 و 197 باب/163 عن فتن ابن حماد، كما أورده ابن حجر في القول المختصر: 40/4 مرسلاً.

٦٨

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»(1) .

حقيقة هذا التعارض وبيان قيمته العلمية:

هذه هي الاَحاديث التي جعلت مبرراً لاختيار (محمد بن عبدالله) كمهديٍّ في آخر الزمان، وكلها لاتصحّ حجة ومبرراً لهذا الاختيار. وقد علمت أن الثلاثة الاُولى منها كلّها تنتهي إلى ابن مسعود من طريق واحد وهو طريق عاصم بن أبي النجود. وسوف يأتي ما في هذا الطريق مفصّلاً.

وأما الحديث الرابع، فسنده ضعيف بالاتفاق اذ وقع فيه رِشْدِينُ بن سعد المهري وهو: رِشْدِينُ بن أبي رِشْدِين المتّفق على ضعفه بين أرباب علم الرجال من أهل السُنّة.

فعن أحمد بن حنبل: أنه ليس يبالي عمّن روى، وقال حرب بن إسماعيل: « سألت أحمد بن حنبل عنه، فضعّفه »، وعن يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. وعن أبي زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: عنده معاضيل، ومناكير كثيرة، وقال النسائي: متروك الحديث لا يُكتَب حديثه.

وبالجملة فإنّي لم أجد أحداً وثّقه قطّ إلاّ هيثم بن ناجة فقد وثّقه وكان أحمد بن حنبل حاضراً في المجلس، فتبسّم ضاحكاً، وهذا يدلّك على تسالمهم على ضعفه(2) .

____________

(1) الفتن لنعيم بن حماد 1: 368/1080 وعنه السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن: 257/200.

(2) راجع: تهذيب الكمال 9: 191/1911، وتهذيب التهذيب 3: 240 ففيهما جميع ماذكر بحق رِشْدِين بن أبي رِشْدِين.

٦٩

ولا شك، أنَّ من كان حاله كلما عرفت فلا يؤخذ عنه مثل هذا الامر الخطير.

وأما الاَحاديث الثلاثة الاُولى، فهي ليست بحجة من كل وجه، ومما يوجب وهنها وردها هو ان عبارة: (واسم أبيه اسم أبي) لم يروها كبار الحفّاظ والمحدّثين، بل الثابت عنهم رواية: (واسمه اسمي) فقط من دون هذه العبارة كما سنبرهن عليه، هذا مع تصريح بعض العلماء من أهل السنة الذين تتبعوا طرق عاصم بن أبي النجود بأن هذه الزيادة ليست فيها، كما سيأتي مفصلاً.

ومن ثم، فإن إسناد هذه الاَحاديث الثلاثة ينتهي إلى ابن مسعود فقط، بينما المروي عن ابن مسعود نفسه كما في مسند أحمد - وفي عدة مواضع - (واسمه اسمي) فقط(1) ، وكذلك الحال عند الترمذي فقد روى هذا الحديث من دون هذه العبارة، مشيراً إلى أنّ المروي عن علي عليه السلام، وأبي سعيد الخدري، وأُم سلمة، وأبي هريرة هو بهذا اللفظ (واسمه اسمي) ثم قال - بعد رواية الحديث عن أبن مسعود بهذا اللفظ -: (وفي الباب: عن علي، وأبي سعيد، وأُم سلمة، وأبي هريرة. وهذا حديث حسن صحيح »(2)

وهكذا عند أكثر الحفاظ، فالطبراني مثلاًأخرج الحديث عن ابن مسعود نفسه من طرق أُخرى كثيرة، وبلفظ: ( اسمه اسمي )، كما في أحاديث معجمه الكبير المرقمة: 10214 و10215 و10217 و10218 و10219 و10220 و10221 و10223 و10225 و10226 و10227 و10229 و10230.

____________

(1) مسند أحمد 1: 376 و 377 و 430 و 448.

(2) سنن الترمذي 4: 505/2230.

٧٠

وكذلك الحاكم في مستدركه أخرج الحديث عن ابن مسعود بلفظ: (يواطئ اسمه اسمي) فقط، ثم قال: « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »(1) وتابعه على ذلك الذهبي، وكذلك نجد البغوي في مصابيح السنّة يروي الحديث عن ابن مسعود من دون هذه الزيادة مع التصريح بحسن الحديث(2) .

وقد صرح المقدسي الشافعي بأن تلك الزيادة لم يروها أئمة الحديث، فقال - بعد أن أورد الحديث عن ابن مسعود بدون هذه الزيادة -: « أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الاِمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والاِمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا »(3) أي: ليس فيه: (واسم أبيه اسم أبي) ثم أخرج جملة من الاَحاديث المؤيدة لذلك مشيراً إلى من أخرجها من الاَئمة الحفاظ كالطبراني، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وأبي داود، والحافظ أبي داود، والبيهقي، عن عبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عمر، وحذيفة.(4)

هذا زيادة على ما مرّ من اشارة الترمذي إلى تخريجها عن علي عليه السلام، وأبي سعيد الخدري، وأُم سلمة، وأبي هريرة؛ كلهم بلفظ: (واسمه اسمي) فقط.

ولا يمكن تعقّل اتفاق هؤلاء الاَئمة الحفاظ بإسقاط هذه الزيادة (واسم أبيه اسم أبي) لو كانت مروية حقاً عن ابن مسعود مع أنّهم رووها من طريق عاصم بن أبي النجود، بل ويستحيل تصور إسقاطهم لها لما فيها من أهمية

____________

(1) مستدرك الحاكم 4: 442.

(2) مصابيح السنة 492/4210.

(3) عقد الدرر: 51/باب 2.

(4) عقد الدرر: 51 - 56/باب 2.

٧١

بالغة في النقض على مايدعيه الطرف الآخر.

ومن هنا يتضح أنّ تلك الزيادة قد زيدت على حديث ابن مسعود من طريق عاصم إما من قِبَل أتباع الحسنيين وأنصارهم ترويجاً لمهدوية محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى، أو من قبل أتباع العباسيين ومؤيديهم في ما زعموا بمهدوية محمد بن عبدالله - أبي جعفر - المنصور العباسي.

وقد يتأكد هذا الوضع فيما لو علمنا بأنّ الاَول منهما كانت رتّة في لسانه، مما اضطر أنصاره على الكذب على أبي هريرة، فحدّثوا عنه أنه قال: « إن المهدي اسمه محمد بن عبدالله في لسانه رتّة »(1) .

ولما كانت الاَحاديث الثلاثة الاُولى من رواية عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش عن عبدالله بن مسعود، مخالفة لما أخرجه الحفاظ عن عاصم من أحاديث في المهدي - كما مر -، فقد تابع الحافظ أبو نعيم الاَصبهاني (ت/430هـ) في كتابه (مناقب المهدي) طرق هذا الحديث عن عاصم حتى أوصلها إلى واحد وثلاثين طريقاً، ولم يُرْوَ في واحد منها عبارة (واسم ابيه اسم أبي) بل اتفقت كلها على رواية (واسمه اسمي) فقط. وقد نقل نص كلامه الكنجي الشافعي (ت/638 هـ) ثم عقّب عليه بقوله: «ورواه غير عاصم، عن زر، وهو عمرو بن حرة، عن زر كل هؤلاء رووا (اسمه اسمي) إلاّ ما كان من عبيد الله بن موسى، عن زائدة، عن عاصم، فإنّه قال فيه: (واسم أبيه اسم أبي). ولايرتاب اللبيب أن هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الاَئمة على خلافها - إلى أن قال - والقول الفصل في ذلك: إن الاِمام أحمد - مع ضبطه وإتقانه - روى هذا

____________

(1) هذا الحديث الموضوع منقول في معجم أحاديث الاِمام المهدي عن مقاتل الطالبيين: 163 - 164.

٧٢

الحديث في مسنده [ في ] عدة مواضع: واسمه اسمي»(1) .

ومن هنا يُعلم أنّ حديث: (.. واسم أبيه اسم أبي) فيه من الوهن ما لايمكن الاعتماد عليه في تشخيص اسم والد المهدي المباشر.

وعليه، فان من ينتظر مهديّاً باسم (محمد بن عبدالله) إنما هو في الواقع - وعلى طبق ما في التراث الاسلامي من أخبار - ينتظر سراباً يحسبه الضمآن ماء.

ولهذا نجد الاستاذ الاَزهري سعد محمد حسن يصرّح بأن أحاديث (اسم أبيه اسم أبي) أحاديث موضوعة، ولكن الطريف في تصريحه أنّه نسب الوضع إلى الشيعة الامامية لتؤيد بها وجهة نظرها على حد تعبيره(2) !!

ويتضح مما تقدم أنَّ نتيجة البحث في طوائف أحاديث نسب الاِمام المهدي، قد انتهت إلى كونه من ولد الاِمام الحسين عليه السلام؛ لضعف سائر الاَحاديث التي وردت مخالفة لتلك النتيجة، مع عدم وجود أية قرينة تشهد بصحة تلك الاَحاديث، بل توفرت القرائن الدالة على اختلاقها.

واذا عدنا الى نتيجة البحث في الطوائف المتقدمة نجدها مؤيدة بما تواتر نقله عند المسلمين.

مؤيدات كون المهدي من ولد الحسين عليه السلام

هناك أحاديث كثيرة عند الشيعة الامامية عيّنت الاَئمة الاثني عشر بأسمائهم واحداً بعد آخر ابتداءً بالامام علي وانتهاء بالمهدي عليهم السلام، مع مجموعة من الاَحاديث في تعيين كل إمام لاحق بنصّ من الاِمام السابق.بق.بق.

____________

(1) البيان في أخبار صاحب الزمان/الكنجي الشافعي: 482.

(2) المهدية في الاِسلام/الاستاذ الازهري سعد محمد حسن: 69.

٧٣

وأُخرى عند أهل السنة مصرحة بعدد الاَئمة تارة كما في الصحاح، ومشخصة لاَسمائهم كما في كتب المناقب وغيرها وإلى جانب هذا توجد جملة من الاَحاديث المتّفق على صحّتها تدلّ على حياة المهدي ما بقي في الناس اثنان، وهذا لايتمّ إلاّ بتقدير كونه التاسع من ولد الاِمام الحسين عليه السلام. وسوف لن نذكر من تلك الاحاديث إلاّ ما احتُجَّ به في كتب الفريقين.

حديث الثقلين:

مما لا شكّ فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد انتقل إلى الرفيق الاَعلى والسنة لم تدوّن بكل تفاصيلها في عهده، وهو منزّه عن التفريط برسالته المحكوم ببقائها إلى يوم القيامة، ومنزّه أيضاً عن إهمال أُمته مع نهاية رأفته بهم وشفقته عليهم، فكيف يوكلهم إلى القرآن الكريم وحده مع ما فيه من محكم ومتشابه، ومجمل ومفصّل، وناسخ ومنسوخ، فضلاً عمّا في آياته من وجوه ومحامل استخدمت للتدليل على صحة الآراء المتباينة كما نحسّ ونلمس عند أرباب المذاهب والفرق الاسلامية.

هذا، مع علمه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه قد كُذِب عليه في حياته فكيف الحال إذن بعد وفاته، والدليل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم الذي اتخذ بكتب الدراية مثالاً على التواتر اللفظي: «من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».

فمن غير المعقول إذن أن يدع النبي شريعته مسرحاً لاجتهادات الآخرين من دون أن يحدد لهم مرجعاً يعلم ما في القرآن حق علمه، وتكون السنة معلومة بكل تفاصيلها عنده.

وهذا هو القدر المنسجم مع طبيعة صيانة الرسالة، وحفظها، ومراعاة استمرارها منهجا وتطبيقاً في الحياة.

٧٤

ومن هنا تتضح أهمية حديث الثقلين (القرآن والعترة)، وقيمة إرجاع الاَمّة فيه إلى العترة لاَخذ الدين الحق عنهم، كما تتضح أسباب التأكيد عليه في مناسبات مختلفة ونُوَب متفرقة، منها في يوم الغدير، وآخرها في مرضه الاَخير.

فعن زيد بن أسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كأنني قد دُعِيت فأجبت، إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، إنّ الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن. من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه»(1) .

وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(2) ، هذا فضلاً عن تأكيده صلى الله عليه وآله وسلم المستمر على الاقتداء بعترته أهل بيته، والاهتداء بهديهم، والتحذير من مخالفتهم، وذلك بجعلهم تارة كسفن للنجاة، وأُخرى أماناً للاُمّة، وثالثة كباب حطّة.

وفي الواقع لم يكن الصحابة بحاجة إلى سؤال واستفسار من النبي لتشخيص المراد بأهل البيت، وهم يرونه وقد خرج للمباهلة وليس معه غير أصحاب الكساء وهو يقول: «اللّهم هؤلاء أهلي» وهم من أكبر الناس معرفة بخصائص هذا الكلام، وإدراكاً لما ينطوي عليه من قصر

____________

(1) مستدرك الحاكم 3: 109.

(2) سنن الترمذي 5: 662/3786، وحديث الثقلين قد روي عن أكثر من ثلاثين صحابياً، وبلغ عدد رواته عبر القرون المئات. راجع حديث الثقلين تواتره، فقهه، للسيد علي الحسيني الميلاني: 47 - 51. فقد ذكر فيه بعض الرواة وفيه الكفاية.

٧٥

واختصاص. وإلا فتسعة أشهر وهي المدّة التي أخبر عنها ابن عباس في وقوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على باب فاطمة صباح كل يوم وهو يقرأ:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (1) كافية لاَن يعرف الجميع من هم أهل البيت عليهم السلام.

ومع هذا فلا معنى لسؤالهم واستفسارهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمّن يعصموا الاُمّة بعده من الضلالة إلى يوم القيامة فيما لو تمسكت بهم مع القرآن.

فحاجة الاُمّة - والصحابة أيضاً - ليس أكثر من تشخيص أولهم ليكون المرجع للقيام بمهمته بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يأخذ دوره في عصمة الاُمّة من الضلالة، وهو بدوره مسؤول عن تعيين من يليه في هذه المهمة، وهكذا حتى يرد آخر عاصم من الضلالة مع القرآن على النبي الحوض.

وإذا علمت أن علياً عليه السلام قد تعيّن بنصوص لاتحصى، ومنها في حديث الثقلين نفسه، فليس من الضروري إذن أن يتولّى النبي بنفسه تعيين من يلي أمر الاُمّة باسمه في كل عصر وجيل، إن لم نقل إنه غير طبيعي لولا أن تقتضيه بعض الاعتبارات.

فالقياس إذن في معرفة إمام كل عصر وجيل: إمّا أن يكون بتعيينهم دفعة واحدة، أو بنص السابق على إمامة اللاحق وهو المقياس الطبيعي المألوف الذي دأبت عليه الاَنبياء والاَوصياء عليهم السلام، وعرفته البشرية في سياساتها منذ أقدم العصور وإلى يوم الناس هذا.

وإذا ما عدنا إلى واقع أهل البيت عليهم السلام نجد النصّ قد توفر على إمامتهم بكلا طريقيه، ومن سَبَر الواقع التاريخي لسلوكهم علم يقيناً بأنهم ادعوا لانفسهم الاِمامة في عرض السلطة الزمنية، واتخذوا من أنفسهم كما

____________

(1) الاحزاب: 33/33. وانظر روايات وقوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على باب فاطمة وهو يقرأ الآية في تفسير الطبري: 22/6.

٧٦

اتخذهم الملايين من أتباعهم أئمة وقادة للمعارضة السلمية للحكم القائم في زمانهم، مع إرشاد كل إمام أتباعه على من يقوم بأمر الاِمامة من بعده، وعلى هذا جرت سيرتهم، فكانوا عرضة للمراقبة والسجون والاستشهاد بالسم تارة، وفي سوح الجهاد تارة أُخرى وعلى أيدي القائمين بالحكم أنفسهم.

ثم لو فرض أنّ أحدهم لم يعيّن لاَتباعه من يقوم بأمر الاِمامة من بعده، مع فرض توقف النص عليه، فإنّ معنى ذلك بقاء ذلك الاِمام خالداً مع القرآن في كل عصر وجيل؛ لاَنّ دلالة «لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» على استمرار وجود إمام من العترة في كل عصر كاستمرار وجود القرآن الكريم ظاهرة واضحة، ولهذا ذهب ابن حجر إلى القول: «وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لاَهل الاَرض، ويشهد لذلك الخبر:«في كلِّ خَلَفٍ من أُمتي عدول من أهل بيتي»(1) .

حديث: (من مات ولم يعرف إمام زمانه):

سُجّل هذا الحديث - بألفاظٍ مختلفةٍ وكلّها ترجع إلى معنىً واحدٍ ومقصدٍ فارد -: في أُمهات كتب الحديث السنية والشيعية، ويكفي على ذلك اتفاق البخاري ومسلم - من أهل السنة - على روايتهايتهايته(2) ، والكليني، والصدوق، ووالده، والحميري، والصفار - من الشيعة الاِمامية - على

____________

(1) الصواعق المحرقة: 149.

(2) صحيح البخاري 5: 13 باب الفتن، صحيح مسلم 6: 21 - 22/1849.

٧٧

روايته أيضاً(1) ، وقد أخرجه كثيرون بطرق لا طاقة على استقصائها(2) .

اذن الحديث مما لامجال لاحد ان يناقش في سنده، وان توهم الشيخ أبو زهرة فعدّه من روايات الكافي فحسب!(3) .

والحديث كما ترى في تخريجه لايبعد القول بتواتره، وهو لايحتمل التأويل ولاصرف دلالته الواضحة على وجوب معرفة الاِمام الحق على كل مسلم ومسلمة، وإلاّ فإنّ مصيره ينذر بنهاية مهولة.

ومن ادعى ان المراد بالامام الذي من لايعرفه سيموت ميتة جاهلية هو السلطان أو الحاكم، أو الملك، ونحو ذلك وان كان فاسقاً ظالماً!! فعليه ان يثبت بالدليل ان معرفة الظالم الفاسق من الدين أولاً، وان يبين للعقلاء الثمرة المترتبة على وجوب معرفة الظالم الفاسق بحيث يكون من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.

وعلى أية حال، فالحديث يدل على وجود امام حق في كل عصر وجيل، وهذا لايتم إلاّ مع القول بوجود الاِمام المهدي الذي هو حق ومن ولد فاطمة عليها السلام كما تقدم. ومما يؤيده:

____________

(1) أُصول الكافي 1: 303/5 و 1: 308/1 - 3 و 1: 378/2، وروضة الكافي 8: 129/123، كمال الدين 2: 412 - 413/10 و 11 و 12 و 15 باب 39، الاِمامة والتبصرة: 219/69 و 70 و 71، قرب الاسناد: 351/1260، بصائر الدرجات: 259 و 509 و 510.

(2) انظر: مسند احمد 2: 83 و 3: 446 و 4: 96، مسند أبي داود الطيالسي: 259، المعجم الكبير للطبراني 10: 350/10687، مستدرك الحاكم 1: 77، حلية الاولياء 3: 224، الكنى والاسماء 2: 3، سنن البيهقي 8: 156، 157، جامع الاصول 4: 70، شرح صحيح مسلم للنووي 12: 440، تلخيص المستدرك للذهبي 1: 77 و 177، مجمع الزوائد للهيثمي 5: 218 و 219 و 223 و 225 و312، تفسير ابن كثير 1: 517. كما أخرجه الكشي في رجاله: 235/428 في ترجمة سالم بن أبي حفصة.

(3) الاِمام الصادق/أبو زهرة: 194.

٧٨

حديث: (إنَّ الارض لاتخلو من قائم لله بحجة):

وهذا الحديث قد احتج به الطرفان أيضاً وأوردوه من طرق عدّة(1) .

وقد رواه كميل بن زياد النخعي الجليل الثقة عن أمير المؤمنين عليه السلام كما في نهج البلاغة، قال عليه السلام - بعد كلام طويل -: «اللّهم بلى! لا تخلو الارض من قائم لله بحجة».

وعدم خلو الارض من قائم لله بحجة لايتم مع فرض عدم ولادة الاِمام المهدي عليه السلام، وقد تنبه لهذا ابن أبي الحديد حتى قال في شرح هذه العبارة: (كي لايخلو الزمان ممن هو مهيمن لله تعالى على عباده، ومسيطر عليهم. وهذا يكاد يكون تصريحاً بمذهب الامامية، إلاّ أن اصحابنا يحملونه على ان المراد به الابدال)(2) .

وقد فهم ابن حجر العسقلاني منه انه اشارة إلى مهدي أهل البيت عليهم السلام فقال ما نصه: « وفي صلاة عيسى عليه السلام خلف رجل من هذه الاُمّة مع كونه في آخر الزمان، وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الاقوال: ان الاَرض

____________

(1) أورد هذا الحديث الاسكافي المعتزلي في المعيار والموازنة: 81، وابن قتيبة في عيون الاخبار: 7، واليعقوبي في تاريخه 2: 400، وابن عبد ربه في العقد الفريد 1: 265، وأبو طالب المكي في قوت القلوب في معاملة المحبوب 1: 227، والبيهقي في المحاسن والمساوئ: 40، والخطيب في تاريخه 6: 479 في ترجمة اسحاق النخعي، والخوارزمي الحنفي في المناقب: 13، والرازي في مفاتيح الغيب 2: 192 وابن أبي الحديد في شرح النهج كما سيأتي، وابن عبد البر في المختصر: 12 والتفتازاني في شرح المقاصد 5: 241 وابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري 6: 385.

وقد أخرجه الكليني من طرق عن أمير المؤمنين عليه السلام في أُصول الكافي 1: 136/7 و 1: 270/3 و 1: 274/3، والصدوق في كمال الدين 1: 287/4 ب 25 و 1: 289 - 294/2 ب 26 من طرق كثيرة و 1: 10302 ب 26.

(2) شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد 18: 351.

٧٩

لاتخلو من قائم لله بحجة)(1) .

أقول: ومما يقرب دلالة العبارة في النهج على الاِمام المهدي هو ما اتصل بها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام. وهذا نصه: «يا كميل بن زياد، ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم ربانيّ، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق - إلى ان قال عليه السلام - اللّهم بلى! لاتخلو الارض من قائم لله بحجة، إمّا ظاهراً مشهوراً، واما خائفاً مغموراً؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته»(2) .

ومن هنا جاء في الحديث الصحيح عن الحسين بن أبي العلاء الخفاف قال: «قلت لابي عبدالله عليه السلام: تكون الارض ليس فيها امام؟ قال: لا... الحديث»(3) .

واذا ما أضيف هذا إلى حديث الثقلين، وحديث من مات، وحديث (الخلفاء اثنا عشر) الآتي، علم ان الاِمام المهدي لو لم يكن مولوداً حقاً لوجب ان يكون من سبقه حيا إلى قيام الساعة، ولكن لا أحد يقول من المسلمين بحياة امام غير المهدي عليه السلام ثاني عشر أهل البيت وهم من عينت الصحاح عددهم، وبينت كتب المناقب اسماءهم.

أحاديث: (الخلفاء اثنا عشر):

أخرج البخاري بسنده عن جابر بن سمرة قال: «سمعت النبي

____________

(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري 6: 385.

(2) شرح نهج البلاغة/الشيخ محمد عبده 4: 691/85، وشرح ابن أبي الحديد 18: 351.

(3) أُصول الكافي 1: 136/1 باب ان الارض لاتخلو من حجة وسند الحديث هو: «عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء عن الاِمام الصادق عليه السلام».

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

تكلموا بعد مضي ابي محمد (ع) فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال: اني اريد الحج، فقال له أبوصدام: أخره هذه السنة، فقال له الحسن (ابن النضر): إني أفزع في المنام ولا بد من الخروج وأوصى إلى أحمد بن يعلي بن حماد، وأوصى للناحية بمال، وأمره أن لا يخرج شيئا الا من يده إلى يده بعد ظهوره (ع) قال: فقال الحسن: لما وافيت بغداد إكتريت دارا فنزلتها فجائني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلفها عندي، فقلت له ما هذا؟ قال هو ما ترى، ثم جاء‌ني آخر بمثلها، وآخر حتى كبسوا الدار، ثم جاء‌ني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت، وبقيمت متفكرا، فوردت علي رقعة الرجل (ع): إذا مضى من النهار كذا وكذا فأحمل معك، فرحلت وحملت ما معي وفى الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه وسلمني الله منه، فوايت العسكر ونزلت، فوردت علي رقعة: أن احمل ما معك، فعبيته في صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم، فقال: أنت الحسن بن النضر قلت: نعم، قال: ادخل، فدخلت بيتا، وفرغت صنان الحمالين واذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطي كل واحد من الحمالين رغيفين واخرجوا واذا بيت عليه ستر فنوديت منه: يا حسن بن النضر ! احمد الله على ما من به عليك ولا تشكن فود الشيطان إنك شككت واخرج إلي ثوبين وقيل: خذها فستحتاج إليهما، فأخذتهما وخرجت. قال سعد: فانصرف الحسن بن النضر، ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين. وروى الصدوق في الاكمال(٤١٧) فيمن رأى الحجة (ع) وشاهده وكلمه عن محمد بن محمد الخزاعيرضي‌الله‌عنه قال حدثنا ابوعلي الاسدي عن ابيه محمد بن ابي عبدالله الكوفي انه ذكر عدد من انتهى

٣٦١

إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (ع) ورآه ثم ذكر جماعة من الوكلاء ومن غيرهم من اهل البلدان إلى ان قال: ومن قم: الحسن بن النضر.

تنبيه - ربما يحتمل اتحاد الحسن بن النضر مع الحسن بن النضر الارمني على ما في بعض الروايات بل وعلى فرض اتحادهما احتمل الاتحاد مع الحسن التفليسي أبي محمد، وفي ذلك نظر: فان الموجود في التهذيب ج ١ / ١١٠ الحسين بن النضر الارمني ورواه في الاستبصار ١ / ١٠٢ والنسخ اختلفت ففي بعضها الحسن مكبرا وكذلك في عيون الاخبار ج ٢ / ٨٢ لكن لم يذكر (الارمني) وله روايات عن ابي الحسن الرضا (ع) ذكرناها في الطبقات وبالجملة الاتحاد لاشاهد له، كما لا اعتبار بما قيل في وجه اتحاد الارمني مع التفليسي ابي محمد وذكره البرقي في أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٥١)، وله رواية عن أبي الحسن وعن ابي الحسن الرضاعليهما‌السلام ذكرناه برواياته في طبقات أصحابهما ولعله يأتي في تذييل باب الحسين.

الحسن بن النضر ابوعوان الابرش

ذكره الشيخ في أصحاب العسكريعليه‌السلام (٤٣٠).

وذكره ابوعمرو الكشي(٣٥٣) بعنوان (ابي عون الابرش)، وظاهره انه من اصحاب ابيه (ع) ايضا وروى خبرين في ذمه وإخبار أبي محمد العسكري (ع) بموته كافرا بعد ما بتغير عقله ثم ذكر إبتلائه بذلك وسوء أمره وقد ذكرنا في الشرح على الكشي قصور الخبرين سندا، وأوردناهما

٣٦٢

في كتابنا في أخبار الرواة.تنبيه ربما يظهر من بعض المتأخرين في المجمع: إتحاد ابي عوان الابراش مع الحسن بن النضر القمي المتقدم، لكنه في غير محله فذاك الممدوح السعيد متأخر أمره عن هذا الذي مات شقيا ولعمري ان توهم الاتحاد من مثله غريب،

الحسن بن النظرة

روى الكشي في احمد بن ابراهيم أبي حامد المراغي(٣٣١) عن علي بن قتيبة عنه توقيعا ورد من الناحية المقدسة فيه إلى ان قال: وكتب رجل من اجل إخواننا يسمى الحسن بن النظرة بما خرج في أبي حامد، وأنفذه إلى إبنه من مجلسنا يبشره بما خرج. قلت: تقدم ذكره(٣٦٠)

الحسن بن هارون الدينوري

روى الصدوق (ره) في الاكمال باب ٤٧ / ٤١٧ عن محمد بن محمد الخزاعي (رض) عن أبي علي الاسدي عن أبيه محمد بن أبي عبدالله الكوفي اسماء من وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه، وعده منهم منهم بقوله: ومن الدينور حسن بن هارون، واحمد ابن أخيه، وأبوالحسن.

٣٦٣

الحسن بن هارون بن عمران ابومحمد الهمداني

كان وكيل الناحية المقدسة بهمدان وكان بهمدان في وقته وكلاء للناحية وكانوا يرجعون إلى الحسن بن هارون وعن رأيه يصدرون ومن قبله عن رأي ابيه ابي عبدالله هارون الوكيل.

رواه النجاشي باسناده في ترجمة محمدبن ابراهيم بن محمد الهمداني رقم(٩٣٠) وتمام الكلام فيه يأتي هناك ان شاء الله. الحسن بن أبي الحسن يسار ابوسعيد البصري التابعي كان ابواه مملوكين من سبايا ميسان فاعتقا. ذكره ابن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٥٦، وكانت ولادته بالمدينة المنورة لسنتين بقيتا من خلافة عمر. ذكره ابن سعد في الطبقات، وابن خلكان في الوفيات ج ١ / ٣٥٥ واليافعي في مرآت الجنان ج ١ / ٢٢٩ وغيرهم. وروى ابن سعد باسناده عن حميد بن هلال قال قال لنا ابوقتادة عليكم بهذا الشيخ، يعني الحسن بن أبي الحسن فأني والله ما رأيت رجلا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه ورواه بأسناده آخر عن مورق عنه نحوه. وخرج إلى البصرة بها سمع عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام حديث الاسباغ في الوضوء. فروى المفيد في الامالي في المجلس الرابع عشر(٧٧) باسناده عن أبي نصر المخزومي عن الحسين بن أبي الحسن البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) مر بي وأنا أتوضأ،

٣٦٤

فقال: يا غلام أحسن وضوئك يحسن الله إليك ثم جازني. الحديث.ورواه الطبرسي في الاحتجاج ج ١ / ٢٥٠ بتفصيله عن ابن عباس قال: لما فرغ علي (ع) من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب ثم صعد عليه فخطب (إلى أن قال): ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن أسبغ الوضوء فقال يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالامس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله يصلون الخمس ويسيغون الوضوء، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا؟ فقال: والله لاصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فأغتسلت وتحنطت وصببت على سلاحي وأنا لاأشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني مناد: (يا حسن إلى أين؟ إرجع فان القاتل والمقتول في النار) فرجعت ذعرا وجلست في بيتي، فلما كان في اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فتحنطت وصببت على سلاحي وخرجت على سلاحي وخرجت أريد القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي: " يا حسن إلى أين؟. مرة أخرى فان القاتل والمقتول في النار " قال علي (ع): صدقك أفتدري من ذلك المنادي؟ قال: لا. قال (ع): ذاك أخوك إبليس وصدقك أن القاتل والمقتول منهم في النار، فقال الحسن البصري الان عرفت يا أمير المؤمنين ان القوم هلكى. وعن أبي يحيى الواسطي قال لما إفتتح أمير المؤمنين (ع) إجتمع الناس عليه ومنهم الحسن البصري ومعه الالواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنينعليه‌السلام بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين (ع) بأعلى صوته:

٣٦٥

ما تصنع؟ فقال: نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما أن لكل قوم سامري وهذا سامري هذه الامة أما أنه لايقول: لامساس ولكن يقول: لا قتال.

روى الصدوق في أماليه في المجلس السابع والستين ص ٣٨٩ باسناده عن سعد عن الحسن البصري انه بلغه ان زاعما يزعم انه ينتقص عليا (ع) فقام في أصحابه يوما، فقال: لقد هممت أن أغلق بابي ثم لا اخرج من بيتي حتى يأتيني اجلي بلغني ان زاعما منكم يزعم أني انتقص خير الناس بعد نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنيسه (ثم ذكر فضائل علي (ع) وقال:) فكيف أقول فيه ما يوبقني، وما أحد أعلمه بحد فيه مقالا فكفوا عنا الاذى وتجنبوا طريق الردى. وروى أيضا في المجلس الحادي والخمسين(٢٨٠) باسناده عن أبي مسلم عن الحسن البصري عن ام سلمةرضي‌الله‌عنه ا حديثا في فضل علي (ع) وفيه قال الحسن البصري بعد سماعه الحديث: الله اكبر اشهد ان عليا مولاي ومولى المؤمنين. ثم ذكر انه سمع ما سمعه من ام سلمة من انس بن مالك أيضا. قلت: هذان الخبران مع قصورهما سندا لايعارضان ما ورد فيه من الذموم كما ان ذكره فضائل علي (ع) لا ينافي مخالفاته معه فلا حظ. مذهبه كان عاميا يقول بالقدر بل هو من أركان القدرية. روى ابن سعد في الطبقات في ترجمته عن ابي هلال قال: سمعت حميدا وأيوب يتكلمان فسمعت حميدا يقول لايوب: لوددت انه قسم

٣٦٦

علينا غرم وان الحسن لم يتكلم بالذي تلكم به، قال أيوب: يعني في القدر. وعن حماد عن أيوب قال: لا اعلم أحدا يستطيع ان يعيب الحسن إلا به. وعنه عن أيوب قال: أنا نازلت الحسن في القدر غير مرة حتى خوفته بالسلطان. قلت: الاخبار الواردة في ذموم القدرية كثيرة جدا اوردناها في اخبار المذاهب الباطلة. منع البصري عن الخروج على الحجاج روى ابن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٦٣ باسناده عن سليمان بن علي الربعي ان عقبة بن عبد الغافر وابا الجوزاء وعبدالله بن غالب في نفر من نظرائهم انطلقوا فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل؟ قال: وذكروا من فعل الحجاج، قال فقال الحسن: أرى ان لا تقاتلوه فانها ان تكن عقوبة من الله فما انتم برادي عقوبة الله بأسيافكم، وان يكن بلاء‌ا فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. وعن ابي التياح في حديث قال: فكان الحسن ينهي عن الخروج على الحجاج ويأمر بالكف. ودخل الحجاج بن يوسف الجامع يوما ورآى فيه حلقات متعددة فأم حلقة الحسن فجلس إلى جنبه فلما كان في آخر المجلس قال الحجاج: صدق الشيخ عليكم بهذه المجلس فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اذا مررتم

٣٦٧

برباض الجنة فارتعوا.ذكره اليافعي في مرآت الجنان في ترجمته ج ١ / ٢٣١ وكان له جائزة من ابن هبيرة الفزاري والي يزيد بن عبدالملك على العراق ذكرها الجمهور في التاريخ والتراجم منهم المسعودي في مروج الذهب ج ٣ / ٢٢، واليافعي في مرآت الحنان ج ١ / ٢٣٠ وابن خلكان في الوفيات ج ١ / ٣٥٤.

زهده: قد وصف الحسن البصري في كلام جماعة من غير أصحابنا بالزهد كما وصف إبن سيرين بالورع ذكره إبن سعد وذكره أبونعيم في حليته الاولياء ج ٢ / ١٣١ وقال فيه: أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن. ولذلك عدوه من الزهاد الثمانية. لكن قال أبوعمر والكشي في رجاله (٦٤): علي بن محمد بن قتيبة قال: سئل أبومحمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال: (إلى أن قال) والحسن (يعني الحسن البصري) كان يلقي أهل كل فرقة بها يهون، ويتصنع للرئاسة، وكان رئيس القدرية.

قلت: وصنف الفضل بن شاذان من أجلة أصحابنا الفقهاء والمتكلمين كتابا في الرد على الحسن البصري في التفضيل. ذكره النجاشي في ترجمته. وذكره إبن النديم في الفهرست(٢٧٤) في الزهاد والعباد والمتصرفة المتكلمين على الخطرات والوساوس ثم قال: قال محمد بن اسحاق: قرأت بخط أبي محمد جعفر الخلدي، وكان رئيسا من رؤساء المتصوفة ورعا زاهدا، وسمعته يقول: ما قرأته بخطه: أخذت عن أبي القاسم

٣٦٨

الجنيد بن محمد وقال لي: أخذت عن أبي الحسن السري بن المغلس السقطي وقال: أخذ السري عن معروف الكرخي وأخذ معروف الكرخي عن فرقد السنجي، وأخذ فرقد عن الحسن البصري وأخذ الحسن عن أنس بن مالك.

الحسن البصرى وحديثه

قال إبن حجر في المحكى عن التقريب: وكان يرسل كثيرا ويدلس وكان يروي عن جماعة لم يسمع منهم ويقول حدثنا. قال ابن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٥٧ في ترجمته: وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجة وماارسل من الحديث فليس بحجة. وروى باسناده عن ابن عون قال كان الحسن يحدث بالحديث والمعاني. وباسناده عن جرير بن حازم قال: كان الحسن يحدثنا الحديث يختلف فيزيد في الحديث وينقص منه ولكن المعنى واحد. وباسناده عن غيلان بن جرير قال قلت للحسن: يا باسعيد الرجل يسمع الحديث فيحدث به لايألو فيكون فيه الزيادة والنقصان قال: ومن يطيق ذلك؟.

اعجاب البصرى بعلمه

روى ابن سعد باسناده عن الحسن قال: لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدثتكم بكثير مما تسألون عنه. وروى الصفار في بصائر الدرجات ١٠ / ٦ / ٦ عن محمد بن عيسى

٣٦٩

عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن عثمان عن يحيى بن الحلبي عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رجل وأنا عنده: ان الحسن البصري يروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار قال: كذب ويحه فأين قول الله " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله " ثم مد بها أبوجعفرعليه‌السلام صوته فقال ليذهبوا حيث شاوا أما والله لا يجدون العلم الا ههنا، ثم سكت ساعة ثم قال أبوجعفر (ع) عند آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفي ص ٩ / ٦ / ١ عن سندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عبدالله بن سليمان قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام وعنده رجل من أهل البصرة يقال له: عثمار الاعمى وهو يقول: إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار.

فقال ابو جعفرعليه‌السلام : فهلك اذا مؤمن آل فرعون وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا (ع) فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم الا ههنا. وفي ص ١٠ / ٦ / ٥ حدثنا الفضل عن موسى بن القاسم عن حماد بن عيسى عن سليمان بن خالد قال سمعت ابا جعفر (ع) الحديث ورواه نحوه مع تفاوت وفي آخره: لا يوجد العلم إلا عند أهل العلم الذين نزل عليهم جبرئيل (ع).

وروى الشيخ في التهذيب ج ٦ / ٣٦٣ والاستبصار ج ٣ / ٦٤ عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج ١ / ٣٥٩) علي بن ابراهيم عن أبيه عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن خالد بن عمارة عن سدير الصيرفي قال: قلت لابي جعفر (ع) حديث بلغني عن الحسن البصري

٣٧٠

فان كان حقا فانا الله وانا اليه راجعون قال: وما هو؟ قلت: بلغني ان الحسن البصري كان يقول: لو غلا دماغه من حر الشمس ما استظل بحايط صيرفي ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماء‌ا، وهو عملي وتجارتي وفيه نبت لحمي ودمي ومنه حجي وعمرتي، فجلس ثم قال: كذب الحسن.

خذ سواء واعط سواء فاذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلاة، اما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة؟ ! ورواه الصدوق في الفقيه باب المعايش والمكاسب ٣٥٤ / ١٤

إفتاء الحسن البصري برأيه

قال إبن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٦٥: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري ان أبا سلمة بن عبدالرحمان قال للحسن بن أبي الحسن: أرأيت ما تفتي الناس أشياء سمعته أم برأيك؟ فقال الحسن: لا والله ما كل ما نفتي به سمعناه، ولكن رأينا خير لهم من رأيهم لانفسهم. وكان الحسن البصري معجبا بفقهه حتى لايري غير نفسه فقيها. روى إبن سعد في الطبقات(١٧٧) باسناده وقال: سأل مطر الحسن عن مسألة فقال: ان الفقهاء يخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر وهل رأيت فقيها قط؟ الحديث.

٣٧١

الحسن بن يعقوب القمي

ذكره محمد بن أبي عبدالله الكوفي الاسدي في ما تقدم (٣٦٣) في الحسن ابن هارون في عداد من تشرف بزيارة امامنا الحجة ورآه ووقف على معجزاته من أهل (قم).

الحسين بن إبراهيم بن احمدبن هشام المؤدب المكتب

ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢٧١ قائلا: الحسين بن ابراهيم بن أحمد روى عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي وغيره قال على بن الحكم في مشايخ الشيعة: كان مقيما بقم، وله كتاب في الفرائض أجاد فيه، وأخذ عنه أبوجعفر محمد بن علي بن بابويه وكان يعظمه. قلت: لم أقف له على ترجمة في كتب أصحابنا غير علي بن الحكم على ما ذكره ابن حجر وكان الحسين من مشايخ الصدوق (ره) روى عنه في كتبه كثيرا مترضيا مترحما عليه. وقد كناه بأبي محمد كما في الاكمال باب ٤٩ / ٤٧٦ قائلا: حد؟؟ أبومحمد الحسين بن احمد المكتب وص ٤٧٩: حدثنا ابومحمد الحسن ابن احمد المكتبرضي‌الله‌عنه قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها السمري فحضرته قبل وفاته بأيام فخرج إلى الناس توقيعا ثم ذكره وفيه أمره بعدم الايصاء إلى أحد، فانه قد حانت الغيبة الثانية ورواه في الغيبة(٢٤٢) عن الصدوق نحوه.

٣٧٢

ثم ان الموجود في الكتب وروايات الصدوق (ره) (الحسين) مصغرا إلا ما تقدم عن موضع من الاكمال والغيبة وهو الانسب لتكنيته بأبي محمد إلا انه بعد عدم الملازمة بين التسمية بالحسن، والتكنية بأبي محمد فالاظهر ما عليه كتب الاصحاب ورواياته من الضبط بالحسين مصغرا. ولقب بالمكتب كما تقدم عن مواضع من الخصال والعيون وأيضا بالمؤدب كما في لسان الميزان، وفي الاكمال(٤٨٤) وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ / ٧٢ ومواضع كثيرة، والغيبة (١٨٠)، ومشيخة الفقيه، ومعاني الاخبار(٢٠٤) وغيره. روى الصدوق (ره) عنه كثيرا في كتبه عن جماعة، منهم علي ابن ابراهيم بن هاشم (العيون ج ١ / ٧٢، وج ٢ / ٢١٤ و / ٢٦٢ وكثيرا، والخصال ج ١ / ١٤٨، ومعاني الاخبار ٢٨٥)، وابوعلي محمد بن همام (الاكمال ٤٧٦)، وابوالعباس احمد بن يحيى ابن زكريا القطان (الخصال ج ٢ / ١٣٢، والمعاني ٢٠٤)، وعلي ابن محمد السمرى السفير الرابع (الاكمال ٤٧٩)، ومحمد بن جعفر أبي عبدالله الاسدي الاشعري الكوفي ابوالحسين الخصال ج ٢ / ١١٤) والاكمال(٤٨٤)، والغيبة(١٨٠)، ومشيخة الفقيه إليه رقم(١٩٤)، وإلى محمد بن اسماعيل البرمكي، ومعاني الاخبار(٢٩١)، وعيون الاخبار، والامالي(٣٤). ثم ان الاقتصار على اسم أبيه أو مع ذكر جده احمد أو ذكره كما تقدم في العنوان لايدل على التعدد وذلك بقرينة من روى عنه فلا حظ.

٣٧٣

الحسين بن ابراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط

قال في أمل الامل ج ٢ / ٨٦: الحسين بن ابراهيم القمي المعروف بابن الخياط فاضل جليل من مشايخ الشيخ الطوسي من رجال الخاصة ذكره العلامة (ره) في اجازته. وقال في المحكي عن الرياض: فاضل، عالم، فقيه، جليل، معاصر للشيخ المفيد ونظرائه، ويروى عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ويروي الشيخ الطوسي عنه. وكثيرا ما يعتمد على كتبه ورواياته السيد إبن طاووس الخ. قلت: روى الشيخ في الغيبة عن الحسين بن ابراهيم القمي عن أبي العباس احمد بن علي بن نوح كما في(٢٢٣) ولكن في كثير من مواضعه روى عنه عنه ولم يذكر (القمي) والظاهر الاتحاد.

الحسين بن ابراهيم القزويني

ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢٧٢ وقال: ذكره أبوجعفر الطوسي في مشايخه وأثنى عليه وقال: كان يروي عن محمد بن وهبان وذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة. قلت: روى في الفهرست(٥٩) أصل الحسين بن أبي غندر عن الحسين بن ابراهيم القزويني عن أبي عبدالله محمد بن وهبان الهنائي.

٣٧٤

الحسين بن أبي الخطاب

قال الكشي(٣٧٦): ما روي في الحسين بن أبي الخطاب.

ذكر عن محمد بن يحيى العطار ان محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر: انه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب، وانه ولد سنة أربعين ومائة وأهل (قم) يذكرون الحسين بن أبي الخطاب. وساير الناس يذكرون الحسين بن الخطاب. قلت: ما ذكره في تاريخ ولادته يقتضي ادراكه لعصر أبي عبداللهعليه‌السلام وكونه من أصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام لكن لم يذكر برواية عنهما. وروى محمد بن الحسين عن أبيه عن منصور بن حازم أو غيره عن أبي عبدالله (ع) كما في الكافي ج ١ / ٧٦ باب المواقيت. ويأتي في ترجمة محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات الهمداني الكوفي قول الماتن: واسم أبي الخطاب زيد. ونحوه في مشيخة الصدوقرضي‌الله‌عنه إليه.

الحسين بن احمد بن أبان القمي

ذكره إبن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦١ وقال: ذكره علي ابن الحكم في شيوخ الشيعة.

وقال: له تصنيف في مناقب علي (ع) وكان شيخا فاضلا من مشايخ الامامية، جليل القدر، ضخم المنزلة، نزل عنده الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران، فأقام في

٣٧٥

جواره في قم حتى ماترحمه‌الله تعالى.قلت: تقدم ص ١٧٢: ان الحسين بن سعيد نزل على الحسن بن ابان القمي ضيفا له وانه مات بقم فسمع منه كتبه قبل موته الحسين ابن الحسن بن ابان القمي. وعلى هذا فوقع التصحيف فيما ذكره ابن حجر فيكون (الحسين) مصحف الحسن مع زيادة (احمد) سهوا أو انه كان نسبة الحسن إلى أبان من النسبة إلى الجد وهي غير عزيزة. وفي اختصاص المفيد(٣٢٥): الحسين بن الحسن بن ابان قال حدثني الحسين بن سعيد وكتبه لي بخطه بحضرة أبي الحسن بن ابان قال الحديث.

الحسين بن ادريس القمي الاشعرى

ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (٤٦٧) وقال: يكنى أبا عبدالله، روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة. وقال بعد ذلك بأسماء(٤٧٠): الحسين بن احمد بن إدريس روى عنه محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه. وقبل ذلك بأسماء في ترجمة حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي الجليل(٤٦٣): يروى جميع مصنفات الشيعة وأصولهم عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي، وعن أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن إدريس القمي. وفي لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٢: الحسين بن أحمد بن إدريس القمي ابوعبدالله. ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الامامية وقال: كان ثقة. وقال في الخلاصة(٥٢): الحسين الاشعري القمي ابوعبدالله ثقة

٣٧٦

قلت: روى عنه الصدوق في المشيخة وساير كتبه كثيرا جدا مترحما عليه ومترضيا عنه.

وهو من رجال أسانيد (بشارة المصطفى) وفى لسان الميزان: روى عن أبيه عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، والتلعكبرى وغيرهم. روى الحسين عن أبيه، كما في الاكمال ومواضع من الخصال، وفي جملة منها (الحسن) مكبرا وزعم غير واحد منهم الوحيد (ره) أنهما اخوان رويا عن أبيهما ولم أقف له ذكرا غير ما في جملة من الروايات من ذكر الحسن مكبرا واحتمال التصحيف والاتحاد ظاهر. وفي الاكمال ٣٢٥ باب ٣٣ حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس (رض) حدثنا محمد بن أبي الحسين بن يزيد الزيات وفي باب ٤٢ ص ٣٨٨ حدثنا الحسن بن احمد بن إدريس (رض) قال حدثنا أبي.

روى الصدوق عنه عن أبيه كثيرا كما في الخصال، والامالي، وعن احمد بن محمد بن عيسى (الامالى ٤١٧ و ١٧٥) وعن محمد بن عبدالجبار (الامالي ٤٩٤) لكن روى في مواضع كثيرة من الامالي عنه عن أبيه عن احمد بن محمد بن عيسى، وفي ص ٦ عنه عن أبيه عن محمد بن أبي الصهبان وهو محمد بن عبدالجبار وسقوط (عن) في هذه الموارد غير بعيد فلا حظ. وعن أبي سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي الاكمال(٢٤٣). ومحمد بن ابراهيم الكوفى الاكمال(٤٠٢)

٣٧٧

الحسين بن احمد بن الحسن الرقي

ذكره في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٢ وقال: ذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة، وقال: شيخ صالح، كثير الحديث. روى عن عمه علي روى عنه ابوالعباس بن عقدة، وأثنى عليه. الحسين بن أحمد أصول الكافي ج ١ / ٥١٩ علي عن علي بن الحسين اليماني قال كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها، فكتبت التمس الاذن في ذلك، فخرج: لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة وأقم بالكوفة. قال: وأقمت وخرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة (قبيلة من بني تميم) فاجتاحتهم (الاجتياح: الاهلاك كما قيل) وكتبت أستأذن في ركوب الماء، فلم يؤذن لي، فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر، فما سلم منها مركب، خرج عليها قوم من الهند يقال لهم البوارح فقطعوا عليها قال: وزرت العسكر، فأتيت الدرب مع المغيب ولم أكلم أحدا، ولم أتعرف إلى إلى أحد وأنا أصل في المسجد بعد فراغي من الزيارة اذا بخادم قد جاء‌ني فقال لي: قم، فقلت له: إذن إلى أين؟ فقال لي: إلى المنزل قلت: ومن أنا لملك أرسلت إلى غيري فقال: لا ما أرسلت الا اليك أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن ابراهيم فمربي حتى أنزلنى في بيت الحسين بن أحمد، ثم ساره، فلم أدر ما قال له حتى أتاني جميع

٣٧٨

ما أحتاج إليه وجلست عنده ثلاثة أيام واستأذنته في الزيارة من داخل فأذن لي فزرت ليلا.

قلت: الحديث يدل على جلالة الحسين بن أحمد ومكانته عند صاحب الدار ارواحنا فداه بل وعلى وكالته في الجملة وعلي بن الحسين من مشايخ علي بن ابراهيم الثقة الجليل الذي وثقهم في ديباجة التفسير ولعله الذي روى عنه كثيرا في تفسيره.

الحسين بن أحمد الحلبي

روى الشيخ في التهذيب ج ٩ / ١٩٦ والاستبصار ج ٤ / ١٢٣ باسناده عن علي بن الحسين بن فضال في حديث قال: ومات الحسين ابن أحمد الحلبي، وخلف دراهم مأتين فأوصى لامرأته بشئ من صداقها وغير ذلك، وأوصى بالبقية لابي الحسنعليه‌السلام فدفعها أحمد بن الحسن (أي ابن فضال) إلى أيوب بحضرتي وكتب إليهعليه‌السلام كتابا، فورد الجواب بقبضها، ودعا للميت. قلت: الحسين بن احمد الحلبي ثقة حسب ما وثق النجاشي الحلبيين كما يأتي ويحتمل كونه الحسين بن احمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي او الحسين بن احمد بن عمران الحلبي.

الحسين بن احمد بن خيران

ذكره في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٥ وقال: ذكره يحيى بن الحسين الطريقي في رجال الشيعة وقال: كان أديبا نحويا، قارئا، خبيرا

٣٧٩

بالقراء‌ات، كثير السماع، وله أرجوزة جيدة في النحو يقول فيها:

منزلة النحو من الكلام * منزلة الملح من الطعام

وله رواية عن احمد بن عيسي بن رشدين.روى عنه محمد بن احمد بن شهريار وذكره ابن رستم الطبري في كتاب بشارة المصطفى بشيعة المرتضى.

الحسين بن أحمد بن سفيان القزويني

ذكره في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٥ وقال: ذكره أبوجعفر الطوسي في رجال الشيعة وقال: كان ثقة، روى عنه أحمد بن عبدون وغيره. قلت: لا يوجد ذكره في كتب الشيخ (ره) ولعل (سفيان) مصحف عن (شيبان) فيتحد مع ما بعده.

الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني

ذكره الشيخ في (من لم يرو عنهم (ع)) من رجاله(٤٦٧) وقال: نزيل بغداد، يكنى أبا عبدالله، روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة أخبرنا عنه أحمد بن عبدون. قلت: رواية التلعكبري عنه مع اجازته تشير إلى أنه غير مطعون كما تقدمت الاشارة إلى ذلك في مقدمة هذا الشرح ج ١ / ١١٨. ثم انه لا يبعد اتحاده مع سابقه فيكون (سفيان) مصحفا عن (شيبان)، كما لا يبعد اتحاده مع الحسين بن علي بن شيبان القزويني المتقدم في ص ٥٧ في رقم / ٨٥، والذي يأتي في حماد بن عيسى،

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453