تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265072 / تحميل: 8480
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

البصرة والآخر الكوفة! فقال : لاها الله! إذن يحلم الأديم ، ويستشري الفساد ، وتنتقص على البلاد من أقطارها ، والله إني لا آمنهما وهما عندي بالمدينة ، فكيف آمنهما وقد وليتهما العراقين [ الكوفة والبصرة ] اذهب إليهما فقل : أيها الشيخان احذرا من سطوة الله ونقمته ، ولا تبغيا للمسلمين غائلة وكيدا ، وقد سمعتما قول الله تعالى( تِلْكَ الدّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (١) .

فقام محمد بن طلحة فأتاهما ولم يعد إليه ، وتأخر عنه أياماً ، ثم جاءاه فاستأذناه في الخروج إلى مكة للعمرة ، فأذن لهما بعد أن أحلفهما ألا ينقضا بيعته ولا يغدرا به ولا يشقا عصا المسلمين ، ولا يوقعا الفرقة بينهم ، وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة فحلفا على ذلك كله ثم خرجا ففعلا ما فعلا.

هكذا يتضح لنا ما كان من أمر الرجلين وكيف كان الامامعليه‌السلام يعي هذه المسائل ، وإنما حملهم للانقلاب عليه هو رعايته لحقوق الله تعالى وعدم التفريط فيها ، ورعايته للحقوق الإلاهية رعاية تامة لا يثنيه في ذلك صحبة ، او قرابة ، فما كان من الاثنين بعد أن نفذ صبرهما من طول الانتظار أن يعلنا الخروج على الامام عليعليه‌السلام ويؤلف في ذلك المؤرخون قصصاً خيالية تصف الامام علي بذلك المتجبر الذي يحاول

__________________

١ ـ القصص : ٨٣.

١٢١

فرض امره بقوة السيف ، في حين كان الإمامعليه‌السلام لا يحب سفك الدماء وكان يحب معالجة الأشياء بالرحمة ، والعقل ، وعدم التسرع في استعمال السيف وقد قالعليه‌السلام :

« يا أهل الكوفة ، أنتم لقيتم ملوك العجم ففضضتم جموعهم ، وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة ، فإن يرجعوا بذاك الذي نريده ، وإن أبوا داويناهم بالرفق حتى يبدؤونا بالظلم ، ولم ندع أمراً فيه صلاح إلاّ آثرنا على مافيه الفساد إن شاء الله تعالى.

وهذا السلوك المثالي في الاصلاح الذي كان يتمثّل به الإمام عليعليه‌السلام تجسد أيام الملاقات في واقعة الجمل حيث روى أبو محنف ، قال :

« لما تزاحف الناس يوم الجمل التقوا ، قال عليعليه‌السلام لأصحابه لا يرمين رجل منكم بسهم ، ولا يطعن أحدكم فيهم برمح ، حتى أحدث إليكم وحتى يبدؤوكم بالقتال وبالقتل ، فرمى أصحاب الجمل عسكر عليعليه‌السلام بالنبل رميا شديداً متتابعاً فضج إليه أصحابه ، وقالوا عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين وجيء برجل إليه ، وإنه لفي فسطاط له صغير ، فقيل له : هذا فلان قد قتل فقال : اللهم اشهد ، ثم قال اعذروا إلى القوم ، فأتي برجل آخر فقيل وهذا قد قتل : فقال : اللهم اشهد ، اعذروا إلى القوم ، ثم أقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وهو من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يحمل أخاه عبد الرحمن بن بديل ، قد أصابه سهم فقتله فوضعه بين يدي عليعليه‌السلام ، وقال يا أمير المؤمنين هذا أخي قد

١٢٢

قتل ، فعند ذلك استرجع عليعليه‌السلام ودعا بدرع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات الفضول فلبسها(١) .

وهذا جزء قليل مما كان يتعامل به الامام عليعليه‌السلام الذي حاول ابن كثير وسلفه ابن تيمية أن يصوراه بذلك المتجبر الذي يلزم الناس بالبيعة ويكرههم عليها. ولتجلية بعض الحقائق من شخصية الامام عليعليه‌السلام نبيّن فيما يلي جملة من خصائصهعليه‌السلام .

__________________

١ ـ المصدر السابق : ٩ / ٧٨.

١٢٣

خصائص الإمام عليعليه‌السلام

لم يعرف التاريخ الاسلامي أعظم من الامام عليعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه أبلى في الإسلام بلاءاً حسناً وكان أخاً لرسول الله منذ صغره إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.

وكانعليه‌السلام أول المسلمين وأول من صلى بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعنهعليه‌السلام قال : « أنا أول من صلى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

وقد بلغت هذه الرواية إلى حد التواتر(٢) .

كما أن الامام عليعليه‌السلام هو أول من صلى بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعنهعليه‌السلام قال : ( أنا عبد الله ، وأخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب ، صليت قبل الناس بسبع سنين )(٣) .

__________________

١ ـ خصائص الإمام علي للنسائي ص ١٥ تحقيق السيد جعفر الحسيني ، ط١ ، ١٤١٩ دار الثقلين ـ قم ، الترمذي في الجامع الصحيح : ٥ / ٦٤٠ و ٦٤٢.

٢ ـ رواه أحمد في مسنده : ١ / ١٤١ ، ٤ / ٣٦٨ ، وابن الأثير في أُسد الغابة : ٤ / ١٧ ، وابن عبد البر في الاستيعاب : ٣ / ٢٣ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، وابن المغازلي في مناقب عليّ ص ١٤ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٩٨.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤.

١٢٤

وكان أول العابدين لله بعد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو الذي لم يسجد قط لصنم ، فولد موحداً وعاش موحداً حتى لقي الله تعالى وكان أول المسلمين رغم حداثة عمره ، وصغر سنّه ، وكان محطم الأصنام عند فتح مكّة ، فقالعليه‌السلام : ( قال لي رسول الله : احملني لنطرح الأصنام من الكعبة ، فلم أطق حمله ، فحملني ، فلو شئت أن أتناول السماء فعلت )(١) فكان للإمام عليعليه‌السلام بذلك جليل القدر والعظمة.

أما قوته وبلاؤه في الحروب فلا أحد يشك في قدرته وقوته وما فَتْحُ خيبر إلاّ جزء يسير من البطولات الخالدة لهعليه‌السلام فبعد رجوع أبي بكر وعمر مهزومين قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده لأعطي الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، يفتح الله على يده ، فأرسل إلى عليعليه‌السلام وهو أرمد فتفل في عينه وقال :

اللهم اكفه أذى الحر والبرد فما وجد حراً بعد ولا برد(٢) .

وللبلاء الحسن والقوة التي أظهرها الإمام عليعليه‌السلام في خيبر وخصوصاً مما تعارف عليه أصحاب السير والتواريخ من حمل الإمام عليعليه‌السلام باباً لا يستطيع عشرة أشخاص حملها ، قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري : ( لولا أن يقول فيك طوائف

__________________

١ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى : للطبرسي ١ / ٣٦٢ ، مسند أحمد : ١ / ٨٤ و ١٥١.

٢ ـ انظر : إعلام الورى بأعلام الهدى : ١ / ٣٦٤ ، ومسند أحمد : ١ / ٩٩ و ١٣٣.

١٢٥

من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملأ إلاّ أخذوا من تراب رجليك ، ومن فضل طهورك ، فيستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنك مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي ) وبعد نهاية الحديث خر عليعليه‌السلام ساجداً ثم قال :

( الحمد لله الذي من علي بالإسلام ، وعلمني القرآن ، وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين ، إحساناً منه إلي وفضلا منه علي )(١) .

وهذا جزء يسير من بطولاته القتالية في الدفاع عن الإسلام وردّ اعتداء الكافرين ، اين غيره يوم الأحزاب حينما تجابن الكل عن مبارزة عمرو بن عبد ودّ حتى خرج له الامام وهزمه. واين غيره يوم حنين حيث فرَّ الكل فبقي هو ومجموعة من بني هاشم. واين بطولات غيره يوم بدر وهو يردي الوليد بن عتبة قتيلا ويوم أحد وهو يرد عن رسول الله ضربات الكفار. إنها جزء قليل من تاريخ الامام علي الجهادي والذي حاول البعض نسيانه وجعله في طي النسيان.

أما العلم فلا أحد يشك في أعلميتهعليه‌السلام ، وهو القائل ولم يقلها أحد غيره : اسألوني قبل أن تفقدوني ، وكذلك قول عمر بن الخطاب : « ويل لعمر من مسألة ليس لها أبو الحسن » ، ويؤكد هذا الأمر حديث مدينة

__________________

١ ـ المصدر السابق : ٥ / ٣٦٦.

١٢٦

العلم حيث قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رواه ابن عباس :

( أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها )(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إن أقضى أمتي علي بن أبي طالب ، وأعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب )(٢) .

وكذلك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( علي مع الحقّ والحق مع علي يدور الحق معه حيث دار )(٣) .

وأما قرابته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا ينكرها إلاّ جاحد وما أحاديث الولاية وسد الأبواب والمؤاخاة إلاّ دليل على مميزات هذا الرجل العظيم في الإسلام الذي سعى المؤرخون في تاريخ الإسلام أن يطمسوا هويته لكن أبى التاريخ إلاّ أن يحفظ مكانته رغم تحايلات المؤرخين التي أظهرنا بعضها ، والتي حاولت الحط منه وإصباغ التاريخ بشخصيات عملت السلطة لإبرازهم في التاريخ الاسلامي ، حتى تعطي المشروعية لعملية السلب التي قاموا بها ، مما اضطر العلماء المدافعين عن هذا النموذج المصطنع إلى خلق مجموعة من القوانين لحفظ هذا التاريخ المزيف والتي أثبت التحقيق التاريخي مدى زيفها وبرغماتيتها

__________________

١ ـ فتح الملك العلى بصحة حديث باب مدينة العلم علي للعلامة أحمد بن محمد الصديق الحسني المغربي ص ٣ المطبعة الإسلامية الازهر ـ مصر.

٢ ـ مصباح الهداية في إثبات الولاية ، السيد علي الموسوي البهبهاني : ص ١٥٦.

٣ ـ المصدر السابق ص ١٥٧.

١٢٧

في التعامل مع الأحداث.

ونورد هنا كلاماً مختصراً للعلامة أحمد بن محمد بن الصديق الحسيني المغربي وهو يذكر آراء بعض العلماء في تعاملهم مع الأحاديث الواردة في حق عليعليه‌السلام حيث قال :

الذهبي لا ينبغي أن يقبل قوله في الأحاديث الواردة بفضل عليعليه‌السلام فإنه سامحه الله إذا وقع نظره عليها اعترته حدة أتلفت شعوره وغَضَبٌ أذهب وجدانه حتى لا يدري ما يقول وربما سب ولعن من روى فضائل عليعليه‌السلام كما وقع منه في غير موضع من الميزان وطبقات الحفاظ تحت ستارة أن الحديث موضوع ، ولكنه لا يفعل ذلك فيمن يروي لأحاديث موضوعة في مناقب أعدائه(١) .

وهذا رأي عالم عاش في صعيد الأحاديث ودوّن التاريخ ، فترى كيف يمكن أن تكون العقليات المتولدة من خلال ما يروى لها من زيف وأكاذيب ، وما الداعي إلى ذلك؟

__________________

١ ـ فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص ٩٨ ـ ٩٩.

١٢٨

١٢٩

الفصل الرابع

قراءة نقدية

نموذج أحمد شلبي

يبدأ العلم المعقول بنقد التقليد الموروث.

رانكه

١٣٠

١٣١

هل استطاعت عملية التأريخ أن تصل إلى النزاهة المتوقعة وإلى تطبيق المناهج التي سنستخلص منها النتيجة الحقيقية ، عبر التخلص من عقدة قداسة الماضي وأصحابه.

إن النهج الذي ننادي به هو المقايسة والمقاربة مع تجريد هذا التاريخ من القداسة المفتعلة حتى نستطيع الوصول إلى المبتغى المنشود ، وبالتالي إلى تاريخ إسلامي ينير لنا طريق الثورة المعرفية والثقافية لاستشراف المستقبل نحو دولة العدل الإلهي المرتقبة.

وكم تحس بالسعادة وأنت تطالع كتاباً تأريخياً وصاحبه يتحدث عن إعادة كتابة التاريخ بطريقة تتجاوز ركام التخلف التاريخي ، وتحاول استخلاص العبر منه ، بحيث تصبح الموضوعية هي المطلب الرئيسي للمؤرخ ويأخذ على من سبقه إغفال هذا الجانب بحيث يرى أن أغلب الباحثين لا يدرسون هذه المشكلة دراسة موضوعية ، بل يتأثرون بأشخاصهم فيدفعهم تأثرهم إلى هذا الجانب او ذاك دون عمق وبدون إحتمال فكر(١) . وهذا ما اصطلحنا عليه بالتوجه السياسي

__________________

١ ـ د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامي : ١ / ٦٤١ ط١٣ مطبعة النهضة المصرية ١٩٨٨.

١٣٢

والايديلوجي للمؤرخ بحيث يصبح ارتباطه بنظام سياسي وبتوجه ايديلوجي هو الطابع الغالب على تحليله للأحداث التاريخية وصياغتها ، وبالتالي كما يرى الدكتور احمد شلبي الخروج من هذه البوتقة المغلقة ، والأهم من ذلك هو تحطيم القداسة المرتبطة بالصحابة على اعتبار أن أهل السنة تراهم أسهل حكماً « عدلوا الصحابة جميعاً وتولوهم واعتقدوا نجاتهم وقليلا ما يحاولون على هذا أو ذاك بالخطأ(١) ، على الرغم من معرفتهم وتيقنهم من المخطئ والمصيب فيؤثرون أن يغمضوا أعينهم. ومنه فإن الضرورة تستدعي إعادة النظر في هذا التاريخ ، للوصول إلى حقيقة الأمر فيضع الأستاذ المحترم السؤال ، هل نستطيع أن ننظر إلى هذه المسألة نظرة موضوعية بصرف النظر عن اشخاصها ، بل مع كامل التقدير والإجلال لماضي كل من هؤلاء الأشخاص؟ أرجو هذا(٢) .

رغبة أكيدة منه لإخراج التاريخ من هذه الأزمة التي أحاطت به منذ عصور ، وإظهاره بوجه يساير التطلعات المستقبلية للامة الإسلامية.

هذه وجهة نظر أحد ابرز المؤرخين في العصر الحديث(٣) ، وله

__________________

١ ـ المصدر السابق.

٢ ـ المصدر السابق ص ٦٤٢.

٣ ـ الدكتور احمد شلبي. مصري حاصل على دكتوراه من جامعة كمبردج في التاريخ له مجموعة مؤلفات أهمها موسوعة التاريخ الإسلامي ، موسوعة الحضارات الإسلامية ، ومقارنة الأديان.

١٣٣

مؤلفات تحظى بأهمية كبيرة في العالم. وأول ما عرفته كان بواسطة كتاب مقارنة الأديان وقد تميز بالدقة والعلمية. لكن هذه النزاهة وهذه المنهجية التي تحدّث عنها هل فعلا جسدت في عملية تدوينه للتاريخ الإسلامي؟

إن مجموعة من النقاط يمكن ملاحظتها خلال قراءة كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي. وخصوصاً الجزء الأوّل ، إذ تنم عن الإطار الذي يتحدث منه المؤلف ضارباً بعرض الحائط الموضوعية والعلمية.

١٣٤

١٣٥

التشيّع والفرس

إن أول ما يلاحظ في كتاب موسوعة التاريخ الاسلامي وهو الهجوم اللاذع والشنيع على الفرس ، وليس هنا من باب الدفاع عن قومية معينة ولكن هو استشفاف المخفي من داخل النصوص والذي هو في الأصل هجوم على التشيّع ، وذلك دون دليل منطقي. والأمر الثاني الملاحظ في هذا الكتاب هو الانتقائية في التعامل مع الأحداث التاريخية ، الشيء الذي يصعب معه استخلاص الأسباب وبالتالي النتائج مما جعل نتائجه بعيدة عن واقع الأحداث التاريخية مما أفقد عمليّة التأريخ تناسقها.

لقد جاءت الطبعة ١٣ مفردة في إبراز المخاطر الفارسية على الإسلام وما حكاه هؤلاء الفرس ( الشيعة ) للإسلام ، فهم على زعمه أنّهم قاتلوا عمر وعثمان وعلي ، مع العلم على أن الخليفتين عثمان وعلي لم ينسب أحد قتلهم إلى الفرس إلا دكتورنا المحترم ، وقوله لايستند لأي دليل ، ولكن الواضح أن هذه الرؤية ، وهذه النتيجة التي استخلصها هي من إيحاءات الإتجاه الوهابي الذي ارتبط به كاتبنا ماديا ، فقبيل إخراج هذه الطبعة تلقى دعوة من الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمان الربيع عميد البحث العلمي بجامعة محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة

١٣٦

العربية ، يدعوه فيه لكتابة كتاب لمركز البحوث بالجامعة عن السيرة النبوية ويقول عن هذا العرض : ففرحت بهذه الدعوة وقمت بهذا العمل ما أستطيع من الإجادة ، وقد أدخلت في هذه الطبعة مما رأيت ضرورته(١) .

وبالطبع لم ير من الضروري إلا ما يطعن في الفرس ويبين حسب زعمه كيدهم للإسلام بحيث يقول أن في هذه الطبعة أيضاً إبراز الخطر الذي تدفق على الإسلام والمسلمين من ايران(٢) .

والجدير بالذكر أن هذه الطبعة كانت سنة ١٩٨٨ أي بعد أحداث مكة الشيء الذي يعطيها طابعاً سياسياً ومما يؤكد هذا وهو اعتباره حركة الإمام الخمينيرحمه‌الله إحدى الحركات الهدامة وهي استمرار للحركات الهدامة الفارسية الأصل منذ انطلاقة التاريخ الإسلامي ، بحيث انطلقت مؤامرتهم على نطاق واسع باسم الشعوبية والباطنية ، والزنادقة ، والزنجية ، والقرامطة والدرزية والبابية والبهائية فقتلت الملايين من المسلمين ولا تزال تقتل وتضرب حتى اليوم بصيحة الخميني(٣) .

إذن ترى ما سبب هذا الحقد الفارسي الدفين حسب زعم دكتورنا؟

إن السبب في ذلك هو تحطيم المسلمين للمملكة الساسانية وإخضاعهم للدولة الإسلامية بحيث يرى أن بلاد فارس استسلمت عسكرياً بسرعة

__________________

١ ـ دكتور أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الاسلامي : ص ١٩.

٢ ـ المصدر السابق ص ٢٠.

٣ ـ المصدر السابق ص ٦١٣.

١٣٧

غير متوقعة ولكن قادتها بدأوا يثيرون المتاعب والشبهات والشكوك منذ عهد الفتح إلى الآن في حركات الشعوبية والباطنية والزنادقة ، والزنج والقرامطة ، والدرزية والبابية والبهائية والخمينية(١) .

هل يستطيع العقل أن ينسجم مع هذا السبب الواهي بحيث لو كان الامر بهذا الشكل لكانت كل المناطق التي دخلت إلى الإسلام تحت سيوف الفتح أن تكيد لهذا الإسلام فلا أظن أنّ الشمال الافريقي قد فتح بلسان المسلمين بل بسيوفهم وإخضاعهم للحق عن طريقه ، وما قتل كسيلة البربري لعقبة ابن نافع الفهري إلاّ دليل على المواجهة التي لقيها الفاتحون لهذه المناطق ، إذن لماذا لم يتحدث عن كيدهم للإسلام أم أنّ التوافق الايديلوجي السني أخرجهم من دائرة المكيدين لهذا الدين. وعلى هذا المنطق المعتمد عنده فإن مسلمي الفتح وجب في حقهم الكيد للإسلام لأنهم وجدوا أنفسهم ملزمين بهذا الدين وهم في عقر دارهم ، مما يلزم عليهم التستر وانتظار الفرصة للوقيعة به ، وهذا ماوقع لكن كاتبنا لا يشاطرنا الرأي علما ان يزيد بن معاوية تمثل بأبيات عقب مقتل الإمام الحسين تدل على حنقه من النصر الذي حققه هذا الدين على أجداده خصوصاً في معركة بدر وكتب التاريخ ملئت بهذا الحدث. وثاني شيء ما يمنع الفرس من الرجوع إلى دينهم بعد ضعف الدولة المركزية في بغداد وهذا ما حصل في الاندلس بحيث أن الحانقين فعلا على هذا الدين سرعان ما انقضوا عليه عند ضعف إدارته ،

__________________

١ ـ المصدر السابق ص ٢٧٧.

١٣٨

ولو كان الامر في بلاد فارس كذلك لرجعوا إلى دين آباءهم وتخلصوا منه. ولكنهم بقوا على هذا الدين ، وابرز دليل على ذلك الحركة التصحيحية التي قادها الامام الخمينيرحمه‌الله واحيائه لهذا الموروث التاريخي المقدس وإعادته إلى الحياة بعدما ركن في زوايا المساجد ، فكيف نسميها حركة تخريبية.

وشيء آخر مهم ، حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصريح : « لو كان الإسلام ينال بالثريا لناله رجال من فارس ». فأين كاتبنا من هذا الحديث. وهنا أمرين فإما صاحبنا على حق فيما وصل إليه والنبي يهجر! وحاشا لله وبهذا تنتزع عنه صفة النبوة وتذهب الرسالة مهب الريح ، او رسول الله صادق وصاحبنا يعيش في الأهاجيس المادية والمذهبية وهذا هو الأكيد فراح يخبط خبط عشواء ..

كما إن المسكوت عنه من خلال نصوص كاتبنا واضح وجلي ، لكنه لم يعبر عنه بطريقة مباشرة فتخفى تحت راية عرقية ، علماً أن المقصود عنده هنا هو التشيع وهذا يتضح جلياً حينما نراه يربط بين الحركات الفارسية واليهودية ويصوّر تنسيقها في الكيد لهذا الدين. بحيث يرى أن المؤامرات فارسية ، وتؤيدها الأصابع اليهودية ثم ثورات خطط لها الفرس واليهود وقادوها ووجهوها(١) ففعلا المعنى واضح وهو التيار السبئي وما فعل في التاريخ؟

__________________

١ ـ د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامية ، ط١٣ ص ٦١٣.

١٣٩

شخصية عبد الله بن سبأ

من الشخصيات التي أعطاها التاريخ حجماً أكبر من حجمها ، شخصية عبدالله بن سبأ ، حتى صار معروفاً بين أوساط المؤرخين بمؤسس السبئية والتي كان يقصد بها وفي غالب الأوقات الأشخاص الموالين لعليعليه‌السلام أو أحد أبنائه أو أحفاده. الشيء الذي أكسبه شخصية محورية في أرتباطه بالتشيع. وأصبح هذا الشخص هو المدخل الرئيسي للهجوم على الشيعة ، وربط حركتهم بالأصول اليهودية.

لكن الأمانة العلمية التي يتطلبها التحقيق التأريخي تلزمنا أن ندرس هذه الشخصية من جميع الجوانب انطلاقاً من وجودها أو عدم وجودها ، وإن كانت موجودة فلابد من معرفة مدى تأثيرها على الصعيد الثقافي والسياسي الاسلامي ، وهل فعلاً كان بالشكل الذي رسمه التاريخ الاسلامي.

ان مسألة عبدالله بن سبأ لم تكن محل اختلاف بين السنة والشيعة فقط بل حتى داخل المنظومة الفكرية الشيعية نفسها ، فقد نفى البعض وجود هذه الشخصية بالإطلاق بأعتبارها إحدى موضوعات سيف بن عمر بأعتباره هو الراوي الذي أورد له الطبري مروياته وبعدها كان

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

تكلموا بعد مضي ابي محمد (ع) فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال: اني اريد الحج، فقال له أبوصدام: أخره هذه السنة، فقال له الحسن (ابن النضر): إني أفزع في المنام ولا بد من الخروج وأوصى إلى أحمد بن يعلي بن حماد، وأوصى للناحية بمال، وأمره أن لا يخرج شيئا الا من يده إلى يده بعد ظهوره (ع) قال: فقال الحسن: لما وافيت بغداد إكتريت دارا فنزلتها فجائني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلفها عندي، فقلت له ما هذا؟ قال هو ما ترى، ثم جاء‌ني آخر بمثلها، وآخر حتى كبسوا الدار، ثم جاء‌ني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت، وبقيمت متفكرا، فوردت علي رقعة الرجل (ع): إذا مضى من النهار كذا وكذا فأحمل معك، فرحلت وحملت ما معي وفى الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه وسلمني الله منه، فوايت العسكر ونزلت، فوردت علي رقعة: أن احمل ما معك، فعبيته في صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم، فقال: أنت الحسن بن النضر قلت: نعم، قال: ادخل، فدخلت بيتا، وفرغت صنان الحمالين واذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطي كل واحد من الحمالين رغيفين واخرجوا واذا بيت عليه ستر فنوديت منه: يا حسن بن النضر ! احمد الله على ما من به عليك ولا تشكن فود الشيطان إنك شككت واخرج إلي ثوبين وقيل: خذها فستحتاج إليهما، فأخذتهما وخرجت. قال سعد: فانصرف الحسن بن النضر، ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين. وروى الصدوق في الاكمال(٤١٧) فيمن رأى الحجة (ع) وشاهده وكلمه عن محمد بن محمد الخزاعيرضي‌الله‌عنه قال حدثنا ابوعلي الاسدي عن ابيه محمد بن ابي عبدالله الكوفي انه ذكر عدد من انتهى

٣٦١

إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان (ع) ورآه ثم ذكر جماعة من الوكلاء ومن غيرهم من اهل البلدان إلى ان قال: ومن قم: الحسن بن النضر.

تنبيه - ربما يحتمل اتحاد الحسن بن النضر مع الحسن بن النضر الارمني على ما في بعض الروايات بل وعلى فرض اتحادهما احتمل الاتحاد مع الحسن التفليسي أبي محمد، وفي ذلك نظر: فان الموجود في التهذيب ج ١ / ١١٠ الحسين بن النضر الارمني ورواه في الاستبصار ١ / ١٠٢ والنسخ اختلفت ففي بعضها الحسن مكبرا وكذلك في عيون الاخبار ج ٢ / ٨٢ لكن لم يذكر (الارمني) وله روايات عن ابي الحسن الرضا (ع) ذكرناها في الطبقات وبالجملة الاتحاد لاشاهد له، كما لا اعتبار بما قيل في وجه اتحاد الارمني مع التفليسي ابي محمد وذكره البرقي في أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٥١)، وله رواية عن أبي الحسن وعن ابي الحسن الرضاعليهما‌السلام ذكرناه برواياته في طبقات أصحابهما ولعله يأتي في تذييل باب الحسين.

الحسن بن النضر ابوعوان الابرش

ذكره الشيخ في أصحاب العسكريعليه‌السلام (٤٣٠).

وذكره ابوعمرو الكشي(٣٥٣) بعنوان (ابي عون الابرش)، وظاهره انه من اصحاب ابيه (ع) ايضا وروى خبرين في ذمه وإخبار أبي محمد العسكري (ع) بموته كافرا بعد ما بتغير عقله ثم ذكر إبتلائه بذلك وسوء أمره وقد ذكرنا في الشرح على الكشي قصور الخبرين سندا، وأوردناهما

٣٦٢

في كتابنا في أخبار الرواة.تنبيه ربما يظهر من بعض المتأخرين في المجمع: إتحاد ابي عوان الابراش مع الحسن بن النضر القمي المتقدم، لكنه في غير محله فذاك الممدوح السعيد متأخر أمره عن هذا الذي مات شقيا ولعمري ان توهم الاتحاد من مثله غريب،

الحسن بن النظرة

روى الكشي في احمد بن ابراهيم أبي حامد المراغي(٣٣١) عن علي بن قتيبة عنه توقيعا ورد من الناحية المقدسة فيه إلى ان قال: وكتب رجل من اجل إخواننا يسمى الحسن بن النظرة بما خرج في أبي حامد، وأنفذه إلى إبنه من مجلسنا يبشره بما خرج. قلت: تقدم ذكره(٣٦٠)

الحسن بن هارون الدينوري

روى الصدوق (ره) في الاكمال باب ٤٧ / ٤١٧ عن محمد بن محمد الخزاعي (رض) عن أبي علي الاسدي عن أبيه محمد بن أبي عبدالله الكوفي اسماء من وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه، وعده منهم منهم بقوله: ومن الدينور حسن بن هارون، واحمد ابن أخيه، وأبوالحسن.

٣٦٣

الحسن بن هارون بن عمران ابومحمد الهمداني

كان وكيل الناحية المقدسة بهمدان وكان بهمدان في وقته وكلاء للناحية وكانوا يرجعون إلى الحسن بن هارون وعن رأيه يصدرون ومن قبله عن رأي ابيه ابي عبدالله هارون الوكيل.

رواه النجاشي باسناده في ترجمة محمدبن ابراهيم بن محمد الهمداني رقم(٩٣٠) وتمام الكلام فيه يأتي هناك ان شاء الله. الحسن بن أبي الحسن يسار ابوسعيد البصري التابعي كان ابواه مملوكين من سبايا ميسان فاعتقا. ذكره ابن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٥٦، وكانت ولادته بالمدينة المنورة لسنتين بقيتا من خلافة عمر. ذكره ابن سعد في الطبقات، وابن خلكان في الوفيات ج ١ / ٣٥٥ واليافعي في مرآت الجنان ج ١ / ٢٢٩ وغيرهم. وروى ابن سعد باسناده عن حميد بن هلال قال قال لنا ابوقتادة عليكم بهذا الشيخ، يعني الحسن بن أبي الحسن فأني والله ما رأيت رجلا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه ورواه بأسناده آخر عن مورق عنه نحوه. وخرج إلى البصرة بها سمع عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام حديث الاسباغ في الوضوء. فروى المفيد في الامالي في المجلس الرابع عشر(٧٧) باسناده عن أبي نصر المخزومي عن الحسين بن أبي الحسن البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) مر بي وأنا أتوضأ،

٣٦٤

فقال: يا غلام أحسن وضوئك يحسن الله إليك ثم جازني. الحديث.ورواه الطبرسي في الاحتجاج ج ١ / ٢٥٠ بتفصيله عن ابن عباس قال: لما فرغ علي (ع) من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب ثم صعد عليه فخطب (إلى أن قال): ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن أسبغ الوضوء فقال يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالامس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله يصلون الخمس ويسيغون الوضوء، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا؟ فقال: والله لاصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فأغتسلت وتحنطت وصببت على سلاحي وأنا لاأشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني مناد: (يا حسن إلى أين؟ إرجع فان القاتل والمقتول في النار) فرجعت ذعرا وجلست في بيتي، فلما كان في اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فتحنطت وصببت على سلاحي وخرجت على سلاحي وخرجت أريد القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي: " يا حسن إلى أين؟. مرة أخرى فان القاتل والمقتول في النار " قال علي (ع): صدقك أفتدري من ذلك المنادي؟ قال: لا. قال (ع): ذاك أخوك إبليس وصدقك أن القاتل والمقتول منهم في النار، فقال الحسن البصري الان عرفت يا أمير المؤمنين ان القوم هلكى. وعن أبي يحيى الواسطي قال لما إفتتح أمير المؤمنين (ع) إجتمع الناس عليه ومنهم الحسن البصري ومعه الالواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنينعليه‌السلام بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين (ع) بأعلى صوته:

٣٦٥

ما تصنع؟ فقال: نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما أن لكل قوم سامري وهذا سامري هذه الامة أما أنه لايقول: لامساس ولكن يقول: لا قتال.

روى الصدوق في أماليه في المجلس السابع والستين ص ٣٨٩ باسناده عن سعد عن الحسن البصري انه بلغه ان زاعما يزعم انه ينتقص عليا (ع) فقام في أصحابه يوما، فقال: لقد هممت أن أغلق بابي ثم لا اخرج من بيتي حتى يأتيني اجلي بلغني ان زاعما منكم يزعم أني انتقص خير الناس بعد نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنيسه (ثم ذكر فضائل علي (ع) وقال:) فكيف أقول فيه ما يوبقني، وما أحد أعلمه بحد فيه مقالا فكفوا عنا الاذى وتجنبوا طريق الردى. وروى أيضا في المجلس الحادي والخمسين(٢٨٠) باسناده عن أبي مسلم عن الحسن البصري عن ام سلمةرضي‌الله‌عنه ا حديثا في فضل علي (ع) وفيه قال الحسن البصري بعد سماعه الحديث: الله اكبر اشهد ان عليا مولاي ومولى المؤمنين. ثم ذكر انه سمع ما سمعه من ام سلمة من انس بن مالك أيضا. قلت: هذان الخبران مع قصورهما سندا لايعارضان ما ورد فيه من الذموم كما ان ذكره فضائل علي (ع) لا ينافي مخالفاته معه فلا حظ. مذهبه كان عاميا يقول بالقدر بل هو من أركان القدرية. روى ابن سعد في الطبقات في ترجمته عن ابي هلال قال: سمعت حميدا وأيوب يتكلمان فسمعت حميدا يقول لايوب: لوددت انه قسم

٣٦٦

علينا غرم وان الحسن لم يتكلم بالذي تلكم به، قال أيوب: يعني في القدر. وعن حماد عن أيوب قال: لا اعلم أحدا يستطيع ان يعيب الحسن إلا به. وعنه عن أيوب قال: أنا نازلت الحسن في القدر غير مرة حتى خوفته بالسلطان. قلت: الاخبار الواردة في ذموم القدرية كثيرة جدا اوردناها في اخبار المذاهب الباطلة. منع البصري عن الخروج على الحجاج روى ابن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٦٣ باسناده عن سليمان بن علي الربعي ان عقبة بن عبد الغافر وابا الجوزاء وعبدالله بن غالب في نفر من نظرائهم انطلقوا فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل؟ قال: وذكروا من فعل الحجاج، قال فقال الحسن: أرى ان لا تقاتلوه فانها ان تكن عقوبة من الله فما انتم برادي عقوبة الله بأسيافكم، وان يكن بلاء‌ا فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. وعن ابي التياح في حديث قال: فكان الحسن ينهي عن الخروج على الحجاج ويأمر بالكف. ودخل الحجاج بن يوسف الجامع يوما ورآى فيه حلقات متعددة فأم حلقة الحسن فجلس إلى جنبه فلما كان في آخر المجلس قال الحجاج: صدق الشيخ عليكم بهذه المجلس فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اذا مررتم

٣٦٧

برباض الجنة فارتعوا.ذكره اليافعي في مرآت الجنان في ترجمته ج ١ / ٢٣١ وكان له جائزة من ابن هبيرة الفزاري والي يزيد بن عبدالملك على العراق ذكرها الجمهور في التاريخ والتراجم منهم المسعودي في مروج الذهب ج ٣ / ٢٢، واليافعي في مرآت الحنان ج ١ / ٢٣٠ وابن خلكان في الوفيات ج ١ / ٣٥٤.

زهده: قد وصف الحسن البصري في كلام جماعة من غير أصحابنا بالزهد كما وصف إبن سيرين بالورع ذكره إبن سعد وذكره أبونعيم في حليته الاولياء ج ٢ / ١٣١ وقال فيه: أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن. ولذلك عدوه من الزهاد الثمانية. لكن قال أبوعمر والكشي في رجاله (٦٤): علي بن محمد بن قتيبة قال: سئل أبومحمد الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال: (إلى أن قال) والحسن (يعني الحسن البصري) كان يلقي أهل كل فرقة بها يهون، ويتصنع للرئاسة، وكان رئيس القدرية.

قلت: وصنف الفضل بن شاذان من أجلة أصحابنا الفقهاء والمتكلمين كتابا في الرد على الحسن البصري في التفضيل. ذكره النجاشي في ترجمته. وذكره إبن النديم في الفهرست(٢٧٤) في الزهاد والعباد والمتصرفة المتكلمين على الخطرات والوساوس ثم قال: قال محمد بن اسحاق: قرأت بخط أبي محمد جعفر الخلدي، وكان رئيسا من رؤساء المتصوفة ورعا زاهدا، وسمعته يقول: ما قرأته بخطه: أخذت عن أبي القاسم

٣٦٨

الجنيد بن محمد وقال لي: أخذت عن أبي الحسن السري بن المغلس السقطي وقال: أخذ السري عن معروف الكرخي وأخذ معروف الكرخي عن فرقد السنجي، وأخذ فرقد عن الحسن البصري وأخذ الحسن عن أنس بن مالك.

الحسن البصرى وحديثه

قال إبن حجر في المحكى عن التقريب: وكان يرسل كثيرا ويدلس وكان يروي عن جماعة لم يسمع منهم ويقول حدثنا. قال ابن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٥٧ في ترجمته: وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجة وماارسل من الحديث فليس بحجة. وروى باسناده عن ابن عون قال كان الحسن يحدث بالحديث والمعاني. وباسناده عن جرير بن حازم قال: كان الحسن يحدثنا الحديث يختلف فيزيد في الحديث وينقص منه ولكن المعنى واحد. وباسناده عن غيلان بن جرير قال قلت للحسن: يا باسعيد الرجل يسمع الحديث فيحدث به لايألو فيكون فيه الزيادة والنقصان قال: ومن يطيق ذلك؟.

اعجاب البصرى بعلمه

روى ابن سعد باسناده عن الحسن قال: لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدثتكم بكثير مما تسألون عنه. وروى الصفار في بصائر الدرجات ١٠ / ٦ / ٦ عن محمد بن عيسى

٣٦٩

عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسين بن عثمان عن يحيى بن الحلبي عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رجل وأنا عنده: ان الحسن البصري يروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار قال: كذب ويحه فأين قول الله " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله " ثم مد بها أبوجعفرعليه‌السلام صوته فقال ليذهبوا حيث شاوا أما والله لا يجدون العلم الا ههنا، ثم سكت ساعة ثم قال أبوجعفر (ع) عند آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفي ص ٩ / ٦ / ١ عن سندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عبدالله بن سليمان قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام وعنده رجل من أهل البصرة يقال له: عثمار الاعمى وهو يقول: إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار.

فقال ابو جعفرعليه‌السلام : فهلك اذا مؤمن آل فرعون وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا (ع) فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم الا ههنا. وفي ص ١٠ / ٦ / ٥ حدثنا الفضل عن موسى بن القاسم عن حماد بن عيسى عن سليمان بن خالد قال سمعت ابا جعفر (ع) الحديث ورواه نحوه مع تفاوت وفي آخره: لا يوجد العلم إلا عند أهل العلم الذين نزل عليهم جبرئيل (ع).

وروى الشيخ في التهذيب ج ٦ / ٣٦٣ والاستبصار ج ٣ / ٦٤ عن محمد بن يعقوب عن (الكافي ج ١ / ٣٥٩) علي بن ابراهيم عن أبيه عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن خالد بن عمارة عن سدير الصيرفي قال: قلت لابي جعفر (ع) حديث بلغني عن الحسن البصري

٣٧٠

فان كان حقا فانا الله وانا اليه راجعون قال: وما هو؟ قلت: بلغني ان الحسن البصري كان يقول: لو غلا دماغه من حر الشمس ما استظل بحايط صيرفي ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماء‌ا، وهو عملي وتجارتي وفيه نبت لحمي ودمي ومنه حجي وعمرتي، فجلس ثم قال: كذب الحسن.

خذ سواء واعط سواء فاذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلاة، اما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة؟ ! ورواه الصدوق في الفقيه باب المعايش والمكاسب ٣٥٤ / ١٤

إفتاء الحسن البصري برأيه

قال إبن سعد في الطبقات ج ٧ / ١٦٥: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري ان أبا سلمة بن عبدالرحمان قال للحسن بن أبي الحسن: أرأيت ما تفتي الناس أشياء سمعته أم برأيك؟ فقال الحسن: لا والله ما كل ما نفتي به سمعناه، ولكن رأينا خير لهم من رأيهم لانفسهم. وكان الحسن البصري معجبا بفقهه حتى لايري غير نفسه فقيها. روى إبن سعد في الطبقات(١٧٧) باسناده وقال: سأل مطر الحسن عن مسألة فقال: ان الفقهاء يخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر وهل رأيت فقيها قط؟ الحديث.

٣٧١

الحسن بن يعقوب القمي

ذكره محمد بن أبي عبدالله الكوفي الاسدي في ما تقدم (٣٦٣) في الحسن ابن هارون في عداد من تشرف بزيارة امامنا الحجة ورآه ووقف على معجزاته من أهل (قم).

الحسين بن إبراهيم بن احمدبن هشام المؤدب المكتب

ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢٧١ قائلا: الحسين بن ابراهيم بن أحمد روى عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي وغيره قال على بن الحكم في مشايخ الشيعة: كان مقيما بقم، وله كتاب في الفرائض أجاد فيه، وأخذ عنه أبوجعفر محمد بن علي بن بابويه وكان يعظمه. قلت: لم أقف له على ترجمة في كتب أصحابنا غير علي بن الحكم على ما ذكره ابن حجر وكان الحسين من مشايخ الصدوق (ره) روى عنه في كتبه كثيرا مترضيا مترحما عليه. وقد كناه بأبي محمد كما في الاكمال باب ٤٩ / ٤٧٦ قائلا: حد؟؟ أبومحمد الحسين بن احمد المكتب وص ٤٧٩: حدثنا ابومحمد الحسن ابن احمد المكتبرضي‌الله‌عنه قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها السمري فحضرته قبل وفاته بأيام فخرج إلى الناس توقيعا ثم ذكره وفيه أمره بعدم الايصاء إلى أحد، فانه قد حانت الغيبة الثانية ورواه في الغيبة(٢٤٢) عن الصدوق نحوه.

٣٧٢

ثم ان الموجود في الكتب وروايات الصدوق (ره) (الحسين) مصغرا إلا ما تقدم عن موضع من الاكمال والغيبة وهو الانسب لتكنيته بأبي محمد إلا انه بعد عدم الملازمة بين التسمية بالحسن، والتكنية بأبي محمد فالاظهر ما عليه كتب الاصحاب ورواياته من الضبط بالحسين مصغرا. ولقب بالمكتب كما تقدم عن مواضع من الخصال والعيون وأيضا بالمؤدب كما في لسان الميزان، وفي الاكمال(٤٨٤) وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ / ٧٢ ومواضع كثيرة، والغيبة (١٨٠)، ومشيخة الفقيه، ومعاني الاخبار(٢٠٤) وغيره. روى الصدوق (ره) عنه كثيرا في كتبه عن جماعة، منهم علي ابن ابراهيم بن هاشم (العيون ج ١ / ٧٢، وج ٢ / ٢١٤ و / ٢٦٢ وكثيرا، والخصال ج ١ / ١٤٨، ومعاني الاخبار ٢٨٥)، وابوعلي محمد بن همام (الاكمال ٤٧٦)، وابوالعباس احمد بن يحيى ابن زكريا القطان (الخصال ج ٢ / ١٣٢، والمعاني ٢٠٤)، وعلي ابن محمد السمرى السفير الرابع (الاكمال ٤٧٩)، ومحمد بن جعفر أبي عبدالله الاسدي الاشعري الكوفي ابوالحسين الخصال ج ٢ / ١١٤) والاكمال(٤٨٤)، والغيبة(١٨٠)، ومشيخة الفقيه إليه رقم(١٩٤)، وإلى محمد بن اسماعيل البرمكي، ومعاني الاخبار(٢٩١)، وعيون الاخبار، والامالي(٣٤). ثم ان الاقتصار على اسم أبيه أو مع ذكر جده احمد أو ذكره كما تقدم في العنوان لايدل على التعدد وذلك بقرينة من روى عنه فلا حظ.

٣٧٣

الحسين بن ابراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط

قال في أمل الامل ج ٢ / ٨٦: الحسين بن ابراهيم القمي المعروف بابن الخياط فاضل جليل من مشايخ الشيخ الطوسي من رجال الخاصة ذكره العلامة (ره) في اجازته. وقال في المحكي عن الرياض: فاضل، عالم، فقيه، جليل، معاصر للشيخ المفيد ونظرائه، ويروى عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ويروي الشيخ الطوسي عنه. وكثيرا ما يعتمد على كتبه ورواياته السيد إبن طاووس الخ. قلت: روى الشيخ في الغيبة عن الحسين بن ابراهيم القمي عن أبي العباس احمد بن علي بن نوح كما في(٢٢٣) ولكن في كثير من مواضعه روى عنه عنه ولم يذكر (القمي) والظاهر الاتحاد.

الحسين بن ابراهيم القزويني

ذكره ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢٧٢ وقال: ذكره أبوجعفر الطوسي في مشايخه وأثنى عليه وقال: كان يروي عن محمد بن وهبان وذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة. قلت: روى في الفهرست(٥٩) أصل الحسين بن أبي غندر عن الحسين بن ابراهيم القزويني عن أبي عبدالله محمد بن وهبان الهنائي.

٣٧٤

الحسين بن أبي الخطاب

قال الكشي(٣٧٦): ما روي في الحسين بن أبي الخطاب.

ذكر عن محمد بن يحيى العطار ان محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر: انه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب، وانه ولد سنة أربعين ومائة وأهل (قم) يذكرون الحسين بن أبي الخطاب. وساير الناس يذكرون الحسين بن الخطاب. قلت: ما ذكره في تاريخ ولادته يقتضي ادراكه لعصر أبي عبداللهعليه‌السلام وكونه من أصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام لكن لم يذكر برواية عنهما. وروى محمد بن الحسين عن أبيه عن منصور بن حازم أو غيره عن أبي عبدالله (ع) كما في الكافي ج ١ / ٧٦ باب المواقيت. ويأتي في ترجمة محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات الهمداني الكوفي قول الماتن: واسم أبي الخطاب زيد. ونحوه في مشيخة الصدوقرضي‌الله‌عنه إليه.

الحسين بن احمد بن أبان القمي

ذكره إبن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦١ وقال: ذكره علي ابن الحكم في شيوخ الشيعة.

وقال: له تصنيف في مناقب علي (ع) وكان شيخا فاضلا من مشايخ الامامية، جليل القدر، ضخم المنزلة، نزل عنده الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران، فأقام في

٣٧٥

جواره في قم حتى ماترحمه‌الله تعالى.قلت: تقدم ص ١٧٢: ان الحسين بن سعيد نزل على الحسن بن ابان القمي ضيفا له وانه مات بقم فسمع منه كتبه قبل موته الحسين ابن الحسن بن ابان القمي. وعلى هذا فوقع التصحيف فيما ذكره ابن حجر فيكون (الحسين) مصحف الحسن مع زيادة (احمد) سهوا أو انه كان نسبة الحسن إلى أبان من النسبة إلى الجد وهي غير عزيزة. وفي اختصاص المفيد(٣٢٥): الحسين بن الحسن بن ابان قال حدثني الحسين بن سعيد وكتبه لي بخطه بحضرة أبي الحسن بن ابان قال الحديث.

الحسين بن ادريس القمي الاشعرى

ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله (٤٦٧) وقال: يكنى أبا عبدالله، روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة. وقال بعد ذلك بأسماء(٤٧٠): الحسين بن احمد بن إدريس روى عنه محمد ابن علي بن الحسين بن بابويه. وقبل ذلك بأسماء في ترجمة حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي الجليل(٤٦٣): يروى جميع مصنفات الشيعة وأصولهم عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي، وعن أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن إدريس القمي. وفي لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٢: الحسين بن أحمد بن إدريس القمي ابوعبدالله. ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الامامية وقال: كان ثقة. وقال في الخلاصة(٥٢): الحسين الاشعري القمي ابوعبدالله ثقة

٣٧٦

قلت: روى عنه الصدوق في المشيخة وساير كتبه كثيرا جدا مترحما عليه ومترضيا عنه.

وهو من رجال أسانيد (بشارة المصطفى) وفى لسان الميزان: روى عن أبيه عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، والتلعكبرى وغيرهم. روى الحسين عن أبيه، كما في الاكمال ومواضع من الخصال، وفي جملة منها (الحسن) مكبرا وزعم غير واحد منهم الوحيد (ره) أنهما اخوان رويا عن أبيهما ولم أقف له ذكرا غير ما في جملة من الروايات من ذكر الحسن مكبرا واحتمال التصحيف والاتحاد ظاهر. وفي الاكمال ٣٢٥ باب ٣٣ حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس (رض) حدثنا محمد بن أبي الحسين بن يزيد الزيات وفي باب ٤٢ ص ٣٨٨ حدثنا الحسن بن احمد بن إدريس (رض) قال حدثنا أبي.

روى الصدوق عنه عن أبيه كثيرا كما في الخصال، والامالي، وعن احمد بن محمد بن عيسى (الامالى ٤١٧ و ١٧٥) وعن محمد بن عبدالجبار (الامالي ٤٩٤) لكن روى في مواضع كثيرة من الامالي عنه عن أبيه عن احمد بن محمد بن عيسى، وفي ص ٦ عنه عن أبيه عن محمد بن أبي الصهبان وهو محمد بن عبدالجبار وسقوط (عن) في هذه الموارد غير بعيد فلا حظ. وعن أبي سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي الاكمال(٢٤٣). ومحمد بن ابراهيم الكوفى الاكمال(٤٠٢)

٣٧٧

الحسين بن احمد بن الحسن الرقي

ذكره في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٢ وقال: ذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة، وقال: شيخ صالح، كثير الحديث. روى عن عمه علي روى عنه ابوالعباس بن عقدة، وأثنى عليه. الحسين بن أحمد أصول الكافي ج ١ / ٥١٩ علي عن علي بن الحسين اليماني قال كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها، فكتبت التمس الاذن في ذلك، فخرج: لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة وأقم بالكوفة. قال: وأقمت وخرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة (قبيلة من بني تميم) فاجتاحتهم (الاجتياح: الاهلاك كما قيل) وكتبت أستأذن في ركوب الماء، فلم يؤذن لي، فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر، فما سلم منها مركب، خرج عليها قوم من الهند يقال لهم البوارح فقطعوا عليها قال: وزرت العسكر، فأتيت الدرب مع المغيب ولم أكلم أحدا، ولم أتعرف إلى إلى أحد وأنا أصل في المسجد بعد فراغي من الزيارة اذا بخادم قد جاء‌ني فقال لي: قم، فقلت له: إذن إلى أين؟ فقال لي: إلى المنزل قلت: ومن أنا لملك أرسلت إلى غيري فقال: لا ما أرسلت الا اليك أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن ابراهيم فمربي حتى أنزلنى في بيت الحسين بن أحمد، ثم ساره، فلم أدر ما قال له حتى أتاني جميع

٣٧٨

ما أحتاج إليه وجلست عنده ثلاثة أيام واستأذنته في الزيارة من داخل فأذن لي فزرت ليلا.

قلت: الحديث يدل على جلالة الحسين بن أحمد ومكانته عند صاحب الدار ارواحنا فداه بل وعلى وكالته في الجملة وعلي بن الحسين من مشايخ علي بن ابراهيم الثقة الجليل الذي وثقهم في ديباجة التفسير ولعله الذي روى عنه كثيرا في تفسيره.

الحسين بن أحمد الحلبي

روى الشيخ في التهذيب ج ٩ / ١٩٦ والاستبصار ج ٤ / ١٢٣ باسناده عن علي بن الحسين بن فضال في حديث قال: ومات الحسين ابن أحمد الحلبي، وخلف دراهم مأتين فأوصى لامرأته بشئ من صداقها وغير ذلك، وأوصى بالبقية لابي الحسنعليه‌السلام فدفعها أحمد بن الحسن (أي ابن فضال) إلى أيوب بحضرتي وكتب إليهعليه‌السلام كتابا، فورد الجواب بقبضها، ودعا للميت. قلت: الحسين بن احمد الحلبي ثقة حسب ما وثق النجاشي الحلبيين كما يأتي ويحتمل كونه الحسين بن احمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي او الحسين بن احمد بن عمران الحلبي.

الحسين بن احمد بن خيران

ذكره في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٥ وقال: ذكره يحيى بن الحسين الطريقي في رجال الشيعة وقال: كان أديبا نحويا، قارئا، خبيرا

٣٧٩

بالقراء‌ات، كثير السماع، وله أرجوزة جيدة في النحو يقول فيها:

منزلة النحو من الكلام * منزلة الملح من الطعام

وله رواية عن احمد بن عيسي بن رشدين.روى عنه محمد بن احمد بن شهريار وذكره ابن رستم الطبري في كتاب بشارة المصطفى بشيعة المرتضى.

الحسين بن أحمد بن سفيان القزويني

ذكره في لسان الميزان ج ٢ / ٢٦٥ وقال: ذكره أبوجعفر الطوسي في رجال الشيعة وقال: كان ثقة، روى عنه أحمد بن عبدون وغيره. قلت: لا يوجد ذكره في كتب الشيخ (ره) ولعل (سفيان) مصحف عن (شيبان) فيتحد مع ما بعده.

الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني

ذكره الشيخ في (من لم يرو عنهم (ع)) من رجاله(٤٦٧) وقال: نزيل بغداد، يكنى أبا عبدالله، روى عنه التلعكبري، وله منه إجازة أخبرنا عنه أحمد بن عبدون. قلت: رواية التلعكبري عنه مع اجازته تشير إلى أنه غير مطعون كما تقدمت الاشارة إلى ذلك في مقدمة هذا الشرح ج ١ / ١١٨. ثم انه لا يبعد اتحاده مع سابقه فيكون (سفيان) مصحفا عن (شيبان)، كما لا يبعد اتحاده مع الحسين بن علي بن شيبان القزويني المتقدم في ص ٥٧ في رقم / ٨٥، والذي يأتي في حماد بن عيسى،

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453