تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي8%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265100 / تحميل: 8481
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

الظن بك(1) .

وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى النار، يلتفت فيقول: يا رب لم يكن هذا ظني بك، فيقول، ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنتك. فيقول الله جل وعز: يا ملائكتي، وعزتي وجلالي، وجودي وكرمي، وارتفاعي في علوي، ما طن بي عبدي خيراً ساعة قط، ولو ظن بي ساعة خيراً ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوا الجنة(2) .

ثم قال العالمعليه‌السلام : قال الله عز وجل: ألا لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا انفسهم واعمارهم في عبادتي، كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي، فيما يطنونه عندي من كرامتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ومن فضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، وإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومنتي تبلغهم، ورضواني ومغفرتي تلبسهم، فإني أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك تسميت(3) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الله عز وجل أوحى إلى موسى بن عمرانعليه‌السلام : إن في الحبس رجلين من بني اسرائيل، أمر بإطلاقهما، قال: فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة(4) ، فقال له: ما الذي بلغ بك ما أرى منك؟ قال: الخوف من الله، ونظر إلى الآخر، لم يتشعب منه شيء، فقال له: أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد، وقد رأيت ما بلغ الأمر بصاحبك، وأنت لم تتغير، فقال له الرجل: إنه كان ظني بالله جميلاً حسناً، فقال: يا رب قد سمعت مقالة عبديك، فأيهما أفضل؟ قال تعالى: صاحب الظن الحسن أفضل(5) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام : إن الله أوحى إلى موسى بن عمرانعليه‌السلام : يا موسى قل لبني اسرائيل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء يجدني عنده.

____________________

(1) مشكاة الأنوار: 36.

(2) تفسير القمي 2: 164 باختلاف يسير.

(3) الكافي 2: 50|4 و 58|1، أمالي الطوسي 1: 215.

(4) الهدبة: ما على أطراف الثوب من الخيوط السائبة. انظر « الصحاح - هدب - 1: 237 ».

(5) مشكاة الأنوار: 36 باختلاف في ألفاظه.

٣٦١

97 - باب السخاء

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، فمن تعلق بغصن منها أدته إلى الجنة، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدته إلى النار، أعادنا الله وإياكم من النار(1) .

ونروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعدي بن حاتم: « رفع عن أبيك العذاب الشديد بسخاوة نفسه »(2) .

وروي أن جماعة من الاسارى جاؤا بهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر أمير المؤمنينعليه‌السلام بضرب أعناقهم، ثم أمر بإفراد واحد لا يقتله، فقال الرجل: لم أفردتني من أصحابي، والجنابة واحدة؟ فقال له: « إن الله - تبارك وتعالى تعالى - أوحى إليّ أنك سخي قومك ولا أقتلك »، فقال الرجل: إني أشهد أن لا اله إلا الله وأنك محمد رسول الله، قال: فقاده سخاؤه إلى الجنة(3) .

وروي: الشاب السخي المقترف للذنوب، أحب الى الله من الشيخ العابد البخيل(4) .

وروي: ما شيء يتقرب به إلى الله - جل وعز - أحب إليه من إطعام الطعام، وإراقة الدماء.

وروي: أطيلوا الجلوس عند الموائد، فإنها أوقات لا تحسب من أعماركم.

____________________

(1) الإختصاص: 252، وورد باختلاف في ألفاظه في أمالي الطوسي 2: 89.

(2) الإختصاص: 253 باختلاف يسير.

(3) الإختصاص: 253 باختلاف يسير.

(4) الإختصاص: 253، وورد باختلاف في ألفاظه في مشكاة الأنوار: 230.

٣٦٢

وروي: لو عملت طعاماً بمائة ألف درهم، وأكل منه مؤمن واحد، لم يعد سرفاً.

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا والناس نيام، وأدخلوا الجنة بسلام.

وأروي: إياك والسخي، فإن الله - جل وعز - يأخذ بيده.

وروي: ان الله - تبارك وتعالى - يأخذ بناصية السخي إذا اعترّ(1) ،(2) .

( وبالله التوفيق، وعليه التكلان، والله أعلم بالصواب، وأستعين الله في كل الاُمور، وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ).(3)

____________________

(1) اعتر: افتقر « الصحاح - عرر - 2: 744 ».

(2) الإختصاص: 253.

(3) ما بين القوسين ليس في نسخة « ض ».

٣٦٣

98 - باب القناعة

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: من اراد أن يكون أغنى الناس، فليكن واثقا بما عند الله جل وعز(1) .

وروي: فليكن بما في يدي الله أوثق منه مما في يديه(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال الله سبحانه: ارض بما آتيتك تكن أغنى الناس(3) .

وأروي: من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع(4) .

وأروي: ان جبرئيلعليه‌السلام اهبط إلى رسول الله صلّى الله وعليه وآله فقال: يا رسول الله، إن الله - عز وجل - يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إقرأ(بسم الله الرحمن الرحيم لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ) (5) الآية، فأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منادياً ينادي: « من لم يتأدب بأدب الله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ».

ونروي: من رضي من الدنيا بما يجزيه، كان أيسر ما فيها يكفيه، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه، لم يكن شيء منها يكفيه(6) .

ونروي: ما هلك من عرف قدره، وما ينكر الناس عن القوت إنما ينكر عن

____________________

(1) ورد باختلاف في ألفاظه في الكافي 2: 112|8 مشكاة الأنوار: 130.

(2) الفقيه 4: 285|854.

(3) مشكاة الأنوار: 130.

(4) مشكاة الأنوار: 130.

(5) الحجر 15: 88.

(6) الكافي 2: 113|11، مشكاة الأنوار 131.

٣٦٤

العقول، ثم قال: وكم عسى يكفي الإنسان )(1) ؟!

ونروي: من رضي من الله باليسير من الرزق، رضي الله منه بالقيل من العمل(2) .

ونروي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله »(3) .

ونروي: إن دخل نفسك شيء من القناعة، فاذكر معاش رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنما كان قوته الشعير، وحلاوته التمر، ووقوده السعف إذا وجد(4) .

ونروي: أن رجلاً أتى النبي صلّى الله وعليه وآله ليسأله، فسمعه وهو يقول: « من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله » فانصرف ولم يسأله، ثم عاد إليه فسمع مثل مقالته فلم يسأله، حتى فعل ذلك ثلاثاً، فلما كان في اليوم الثالث مضى واستعار فأساً وصعد الجبل فاحتطب، وحمله إلى السوق فباعه بنصف صاع من شعير، فأكله هو وعياله، ثم دام على ذلك حتى جمع ما اشترى به فأساً، ثم اشترى بكرين وغلاماً وأيسر، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال: « أليس قد قلنا: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله »(5) .

____________________

(1) مابين القوسين ليس في نسخة « ش ».

(2) الكافي 2: 111|3 باختلاف يسير.

(3) الكافي 2: 111|2، مشكاة الأنوار: 131.

(4) الكافي 2: 111|1، مشكاة الأنوار: 130 باختلاف يسير.

(5) ورد باختلاف في ألفاظه في الكافي 2: 112|7.

٣٦٥

99 - باب الكفاف

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: يقول الله جل جلاله: إن أغبط عبادي - يوم القيامة - عبد رزق حظه من صلاحه، قتّرت في رزقه فصبر، حتى إذا حضرت وفاته قل تراثه، وقل بواكيه(1) .

ونروي: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اللهم ارزق محمداً وآل محمد ومن أحبهم، العفاف والكفاف، وارزق من أبغض محمداً وآل محمد المال والولد »(2) .

وروي: أن قيماً كان لأبي ذر الغفاري في غنمه، فقال: قد كثر الغنم وولدت، فقال: تبشرني بكثرتها، ما قل وكفي منها أحب إليّ مما كثرو ألهى(3) .

وروي: طوبى لمن آمن وكان عيشه كفافاً(4) .

____________________

(1) ورد باختلاف في ألفاظه في الكافي 2: 113|1.

(2) الكافي 2: 113|3، نوادر الراوندي: 16، مشكاة الأنوار: 125.

(3) مشكاة الأنوار: 125 باختلاف في ألفاظه.

(4) الكافي 2: 113|2، وفيه « لمن اسلم »، نوادر الراوندي: 4.

٣٦٦

100 - باب اليأس مما في أيدي الناس

أروي عن العالمعليه‌السلام ، انه قال: اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه، ومروته في نفسه، وشرفه في ديناه، وعظمته في أعين الناس، وجلالته في عشيرته، ومهابته عند عياله، وهو أغنى الناس عند نفسه وعند جميع الناس.

وأروي: شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس(1) .

وأروي: أن أصل الإنسان لبه، ودينه نسبه، ومروته حيث يجعل نفسه، والناس إلى آدم شرع سواء، وآدم من تراب.

وأروي: اليأس غنى، والطمع فقر حاضر.

وروي: من أبدى ضره إلى الناس، فضح نفسه عندهم.

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: وقوا دينكم بالإستغناء بالله عن طلب الحوائج، واعلموا أنه من خضع لصاحب سلطان جائر أو لمخالف، طلباً لما في يديه من ديناه، أهمله الله ومقت عليه ووكله إليه، فإن هو غلب على شيء من ديناه، نزع الله منه البركة، ولم ينفعه بشيء في حجته، ولا غيره من أفعال البر.

وأروي: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا وأعطاه، فلييأس من الناس كلهم، فلا يكون له رجاء إلا عند الله جل وعز(2) .

ونروي: سخاء النفس عما في أيدي الناس، أكثر من سخاء البدل.

واعلم أن بعض العلماء سمع رجلاً يدعو الله أن يغنيه عن الناس، فقال: إن الناس لا يستغنون عن الناس، ولكن أغناك الله عن دناء الناس.

____________________

(1) الكافي 2: 119|1، مشكاة الأنوار: 126.

(2) الكافي 2: 119|2، أمالي الطوسي 1: 34.

٣٦٧

101 - باب الصبر والكتمان والنصيحة

أروي: أن الصبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه عن المحارم(1) .

وروي: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الصابرون؟ فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون: أي شيء كانت أعمالكم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معصية الله، فيقولون: نعم أجر العالمين(2) .

ونروي: أن في وصايا الأنبياء صلوات الله عليهم: إصبروا على الحق وإن كان مراً(3) .

وأروي: أن اليقين فوق الإيمان بدرجة واحدة، والصبر فوق اليقين.

ونروي: أنه من صبر للحق، عوّضه الله خيراً مما صبر عليه.

ونروي: أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . اني آخذك بمداراة الناس، كما آخذك بالفرائض(4) .

ونروي: أن المؤمن أخذ عن الله جل وعز الكتمان، وعن نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله مداراة الناس، وعن العالمعليه‌السلام الصبر في البأساء والضراء.

وروي في قول الله عز وجل(اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (5) قال:(اصْبِرُوا) على طاعة الله وامتحانه(وَصَابِرُوا) قال: الزموا طاعة

____________________

(1) مشكاة الأنوار: 22 باختلاف في ألفاظه.

(2) امالي الطوسي 1: 100 باختلاف في ألفاظه.

(3) مشكاة الأنوار: 22، باختلاف يسير.

(4) الكافي 2: 96|4 باختلاف في ألفاظه.

(5) أل عمران 3: 200.

٣٦٨

الرسول ومن يقوم مقامه،(وَرَابِطُوا) قال: لا تفارقوا ذلك - يعني الأمرين - والكل لعل في كتاب الله موجبه، ومعناها انكم تفلحون.

وأروي عن العالمعليه‌السلام : الصبر على العافية أعظم من الصبر على البلاء. يريد بذلك أن يصبر على محارم الله، مع بسك الله عليه في الرزق وتخويله النعم، وأن يعمل بما أمره الله به فيها.

أروي عن العالمعليه‌السلام - في كلام طويل -: ثلاثة لا يغل عليها قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله عز وجل، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم.

وقال: حق المؤمن على المؤمن، أن يمحضه النصيحة - في المشهد والمغيب - كنصيحته لنفسه.

ونروي: من مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه، كان كمن حارب الله ورسوله(1) .

وأروي: من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم(2) .

وأروي: لا يقبل الله عمل عبد، وهو يضمر في قلبه على مؤمن سوءاً.

ونروي: ليس منا من غش مؤمناً أو ضره أو ما كره(3) .

ونروي: الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله، من أدخل على أهل بيت مؤمن سروراً(4) ، ومشى مع أخيه في حاجته.

____________________

(1) الكافي 2: 269|2 و 270|4 و 6 باختلاف يسير.

(2) الكافي 2: 131|1 و 5.

(3) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2: 69|26.

(4) الكافي 2: 131|6 باختلاف يسير.

٣٦٩

102 - باب التواضع والزهد

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الدنيا قد ترحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما فكونوا من أبناء الاخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، وكونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، لأن الزاهدين اتخذوا الأرض بساطاً، والتراب فراشاً، والماء، طيباً، وقرضوا الدنيا تقريضاً.

ألا، من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.

ألا، إن الله تعالى عباداً، شرورهم مأمونة مخزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياماً فصارت لهم العقبى راحة طويلة، [ أمّا ](1) آناء الليل فصافون على أقدامهم، وآناء النهار فخلصوا محلصا وهم عابرون يسعون في فكاك رقابهم، بررة أتقياء، كأنهم القداح(2) ، ينظر إليهم إليهم الناظر فيقول: مرضى(3) .

وروي عن آل مسيحعليه‌السلام ، أنه قال للحواريين: أكلي ما تنته الأرض للبائم، وشربي ماء الفرات بكفي، وسراجي القمر، وفراشي التراب، ووسادتي المدر، ولبسي الشعر، ليس لي ولد يموت، ولا امرأة تحزن، ولا بيت يخرب، ولا مال يتلف، فأنا أغنى ولد آدم(4) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه سئل عن قول الله تبارك وتعالى:(وَكَانَ

____________________

(1) أثبتناه من البحار 70: 314|19.

(2) القداح: جمع قدح وهو السهم، وهذا كناية عن نحافة اجسامهم وضعفها، انظر « الصحاح - قدح - 1: 394 ».

(3) الكافي 2: 107|15 باختلاف يسير.

(4) مشكاة الأنوار: 127 باختلاف يسير.

٣٧٠

تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا) (1) فقال: والله، ما كان ذهباً ولا فضة، ولكنه كان لوحاً مكتوباً عليه أربعة أحرف: أنا الله لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر علم أنه لا يصيبه إلا ما قدر عليه(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام : من طاب نفسه إذا رغب، وإذا رهب، وإذا اشتهى، وإذا غضب، حرم الله جسده على النار(3) .

ونروي: لا يصلح المؤمن إلا بثلاث خصال: الفقه في الدين، والتقدير في المعيشة، والصبر على النائبة(4) .

وروي: أن الوحي احتبس على موسى بن عمرانعليه‌السلام ثلاثين صباحاً، فصعد على جبل بالشام، فأقبل يتضور(5) عليه، ثم قال: يا رب، لم حسبت عليّ وحيك وكلامك، بذنب أذنبته، فها أنا بين يديك، فاقبض لنفسك رضاها، وإن كنت حبست عني وحيك بذنوب بني إسرائيل، فغفرانك القديم.

فأوحى إليه جل وعز: يا موسى أتدري لم خصصتك بوحيي وبكلامي؟ قال: لا علم لي يا رب، قال: يا موسى، اني اطلعت إلى خلقي اطلاعة، فلم أرفيهم أشد تواضعاً منك، وكان موسىعليه‌السلام إذا صلى لا ينفتل حتى يلصق خذه الأيمن والأيسر بالارض(6) .

وسألت العالمعليه‌السلام عن أزهد الناس؟ فقال: الذي لا يطلب المعدوم حتى ينفد الموجود.

في حكمة آل داودعليه‌السلام : ينبغي أن لا ترى طاعة إلا في ثلاث: مرمة لمعاش(7) ، أو لذة في غير محرم، أو تزود لمعاد.

____________________

(1) الكهف 18: 82.

(2) تفسير العياشي 2: 338|66، مشكاة الأنوار: 12 باختلاف يسير.

(3) مشكاة الأنوار: 307 باختلاف يسير.

(4) الفقيه 3: 102|405، الخصال 124|120، الكافي 5: 87|4 باختلاف يسير.

(5) في نسخة « ش » و « ض »: « يتصور » والظاهر أنه تصحيف « يتضور » والتضور: الصياح والتلوي « الصحاح - ضور - 2: 723 ».

(6) علل الشرائع: 56|2، الزهد: 58|153 باختلاف في بعض ألفاظه.

(7) مرمة المعاش: إصلاحه « الصحاح - رمم - 5: 1936 ».

٣٧١

وروي: الكبر رداء الله، من نازع الله رداءه قصمه(1) .

وروي: ان ملكين موكلان بالعباد، فمن تواضع رفعاه، ومن تكبر وضعاه(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: عجباً للمتكبر الفخور، الذي كان بالأمس نطفة، وهو غداً جيفة(3) ! والعجب كل العجب، لمن شك في الله وهو يرى الخلق! والعجب لمن أنكر الموت، وهو يرى من يموت كل يوم وليلة! ولمن لم يذكر الآخرة هو يرى النشأة الاولى! لمن عمل لدار الفناء وهو يرى دار البقاء!

وروي: ان الله أوحى إلى بعض عبّاد بني إسرائيل، وقد دخل قلبه شيء: أما عبادتك لي فقد تعززت بي، وأما زهدك في الدنيا فقد تعجلت الراحة، فهل واليت لي وليا؟ أو عاديت لي عدواً؟ ثم أمر به إلى النار، نعوذ بالله منها.

ونروي: أن أيوبعليه‌السلام ، لما جهده البلاء قال: لأقعدن مقعد الخصم، فأوحى الله إليه: تكلم، فجثى على الرماد وقال: يا رب إنك تعلم أنه ما عرض لي أمران قط - كلاهما لك فيه رضى - الا اخترت أشدهما على بدني، فنودي من غمامة بيضاء بستة آلاف لغة: فلمن المن؟ فوضع الرماد على رأسه وخرسا جداً ينادي: لك المن سيدي مولاي، فكشف الله ضره.

____________________

(1) الكافي 2: 234|5، الزهد: 62|164، مشكاة الأنوار: 227 باختلاف يسير.

(2) الكافي 2: 99|2، الزهد 62|163، مشكاة الأنوار: 227.

(3) الكافي 2: 247|1، مشكاة الأنوار: 227 باختلاف يسير.

٣٧٢

103 - باب المعروف

أروي عن العالم عليه السلا أنه قال: أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة(1) ، لأن الله جل وعز يقول لهم: قد غفرت لكم ذنوبكم تفضلاً عليكم، لأنكم كنتم أهل المعروف في الدنيا، وبقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاؤن، فتكونوا بها أهل المعرو في الآخرة.

وقال: إن الله عباداً يفزع العباد إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون، كل معروف صدقة، فقلت له: يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن كان غنياً؟ فقال: وإن كان غنياً.

وأروي: المعروف كاسمه، وليس شيء أفضل منه إلا ثوابه، وهو هدية من الله إلى عبده المؤمن، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه، ولا كل من رغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا منّ الله على العبد المؤمن، جمع الله له الرغبة والقدرة والإذن، فهناك تجب السعادة(2) .

ونروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أدخل على مؤمن فرحاً، فقد أدخل عليّ فرحاً، ومن أدخل، فقد اتخذ عند الله عهداً، ومن اتخذ عند الله عهداً، جاء من الآمنين يوم القيامة ».

وروي: اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فأن لم يكن من أهله فكن

____________________

(1) الفقيه 2: 30|108، أمالي الصدوق: 210|5، ثواب الأعمال: 217، الكافي 4: 29|2 و 3 و 4، الزهد: 30|77، امالي الطوسي 2: 216، كشف الغمة 2: 420.

(2) ورد باختلاف في ألفاظه في الفقيه 2: 30|113، والكافي 4: 26|3.

٣٧٣

أنت من أهله(1) .

وروي: لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال: تعجيله، وتصغيره، وستره، فإذا عجلته هنأته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته أتممته(2) .

وروي: إذا سألك أخوك حاجة، فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها.

ونروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من سر مؤمناً فقد سرني، ومن سرني فقد سر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن سر رسول الله عليه وآله فقد سر الله، ومن سر الله أدخله الجنة »(3) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2: 35|76 و 96|317، الكافي 4: 27|6، الزهد 32|83 باختلاف يسير.

(2) الفقيه 2: 31|118، الخصال: 133|143، الكافي 4: 130|1 باختلاف في ألفاظه.

(3) اعلام الدين: 79.

٣٧٤

104 - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إنما هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك(1) .

إن الله جل وعلا بعث ملكين إلى مدينة ليقلباها على أهلها، فلما انتهيا إليها وجدا رجلاً يدعو الله ويتضرع اليه، فقال أحدهما لصاحبه: أما ترى هذا الرجل الداعي؟ فقال له: رأيته، ولكن أمضي الى ما أمرني به ربي، فقال الآخر: ولكني لا أحدث شيئاً حتى أرجع، فعاد إلى ربه فقال: يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعو ويتضرع إليك، فقال عز وجل: إمض لما أمرتك، فإن ذلك رجل لم يتغير وجهه غضباً لي قط(2) .

وأروي: أن رجلاً سأل العالمعليه‌السلام عن قول الله عز وجل:(قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) (3) قال: يأمرهم بما أمرهم الله، وينهاهم عما نهاهم، فإن اطاعوا كان قد وقاهم، وإن عصوه كان قد قضى ما عليه(4) .

وروي: أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان يخطب، فعارضه رجل فقال: يا أمير المؤمنين حدثنا عن ميت الأحياء فقطع الخطبة ثم قال: « منكر للمنكر بقلبه ولسانه ويديه، فخلال الخير حصلها كلها، ومنكر للمنكر بقلبه ( ولسانه تارك له بيده، فخصلتان من خصال الخير حاز، ومنكر للمنكر بقلبه )(5) وتارك بلسانه ويده، فخلة من

____________________

(1) الكافي 5: 57|6، الزهد: 105|288.

(2) الزهد: 64|171، الكافي 5: 58|8، أمالي الطوسي 2: 282.

(3) التحريم 66: 6.

(4) الكافي 5: 62|2، تفسير القمي 2: 377 باختلاف في ألفاظه.

(5) مابين القوسين ليس في نسخة « ض ».

٣٧٥

خلال الخير جاز، وتارك للمنكر بقلبه ولسانه ويده، فذلك ميت الأحياء » ثم عاد إلى خطبتهعليه‌السلام .

ونروي: أن رجلاً جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرني ما أفضل الأعمال؟ فقال: « الإيمان بالله » قال: ثم ماذا؟ قال: « صلة الرحم » قال: ثم ماذا؟ قال: « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » ( قال الرجل: وأي الاعمال أبغض منها؟ قال: « الشرك بالله » قال: ثم ماذا؟ قال: « قطيعة الرحم » قال: ثم ماذا؟ قال: « الأمر بالمنكر والنهي عن العروف » )(1) .

ونروي أن صبيين توثبا على ديك، فنتفاه فلم يدعا عليه ريشه، وشيخ قائم يصلي - لا يأمرهم ولا ينهاهم - فأمر الله الأرض فابتلعته(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إنما يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر: مؤمن فيستيقظ(3) ، أو جاهل فيتعلم، أما صاحب سيف وسوط فلا(4) .

نروي: حسب المؤمن عيباً إذا رأى منكراً أن لا يعلم من قلبه أنه له كاره.

وأروي عن العالمعليه‌السلام : أن الله عز وجل قال: ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين إذا المؤمن فيهم يسير بالعدل يعتدون وعليه يجترؤن، ولا يهتدون، لأتيحنّ لهم فتنة تترك(5) الحكيم فيهم حيراناً.

ونروي من أعظم الناس حسرة يوم القيامة، من وصف عدلاً فخالفه إلى غيره(6) .

ونروي في قول الله تعالى:(فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ) (7) قال: هم قوم وصفوا

____________________

(1) الكافي 5: 58|9، وما بين القوسين ليس في نسخة « ض ».

(2) ورد باختلاف في ألفاظه ومفصلا في امالي الطوسي2: 282.

(3) في نسخة « ض »: « فيتعظ ».

(4) الكافي 5: 60|2، الخصال: 35|9.

(5) في نسخة « ض »: ولا يهتدون ولا يتحالهم فتنة وينزل، وفي « ش »: ولا يهتدون وينزل، وما أثبتناه من البحار 100: 82|83.

(6) الكافي 2: 27|3 و 5.

(7) الشعراء 26: 94.

٣٧٦

بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره(1) ، فسئل عن معنى ذلك، فقال: إذا وصف الإنسان عدلاً خالفه إلى غيره، فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره، عظمت حسرته.

____________________

(1) الكافي 2: 27|4، الزهد: 68|181.

٣٧٧

105 - باب النيات وأن نية المؤمن خير من عمله لأنه ينوي خيراً من علمه

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: نية المؤمن خير من عمله لأنه ينوي خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وكل يعمل على نيته(1) .

ونروي: نية المؤمن خير من عمله، لأنه ينوي من الخير ما لا يطيقه(2) ولايقدر عليه(3) .

وروي: من حسنت نيته، زاد الله في رزقه(4) .

وسألت العالمعليه‌السلام عن قول الله:( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ ) (5) قوة الأبدان أم قوة القلب؟ فقال: جميعاً(6) وقال: لا قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بالنية، ولا نية إلا بإصابة السنة(7) .

ونروي: حسن الخلق سجية ونية، وصاحب النية أفضل.

ونروي: ما ضعفت نية عن نية.

وأروي عنه: نية المؤمن خير من عمله، فسألته عن معنى ذلك، فقال: العمل

____________________

(1) الكافي 2: 69|2، المحاسن: 260|315 باختلاف في ألفاظه.

(2) في نسخة « ش »: « يستطيعه ».

(3) علل الشرائع: 524|2 باختلاف يسير.

(4) الخصال: 88|21، المحاسن: 261|318، أمالي الطوسي 1: 250.

(5) البقرة 2: 63 و 93 والاعراف 7: 171.

(6) المحاسن: 261|319.

(7) المحاسن: 222|134، الكافي 1: 56|9.

٣٧٨

يدخله الرياء، والنية لا يدخلها الرياء(1) .

وسألت العالمعليه‌السلام عن تفسير: نية المؤمن خير من عمله، قال: انه ربما انتهت بالإنسان حالة من مرض أو خوف، يفارقه العمل ومعه نيته، فلذلك الوقت نية المؤمن خير من عمله.

وفي وجه آخر: أنها لا تفارق عقله أو نفسه، والأعمال قد تفارقه قبل مفارقة العقل والنفس.

____________________

(1) علل الشرائع: 524|1 باختلاف في ألفاظه.

٣٧٩

106 - باب التفكر والإعتبار والهم في الدين والإخلاص واليقين

والبصيرة والتقوى والخوف والرجاء والطاعة لله عز وجل

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: طوبى لمن كان صمته فكراً، ونظره عبراً، ووسعه بيتة، وبكى على خطيئة، سلم الناس من لسانه ويده(1) .

وأروي: فكر ساعة خير من عبادة سنة، فسألت العالمعليه‌السلام عن ذلك، فقال: تمر بالخربة وبالديار القفار فتقول أين بانوك؟ أين سكانك، مالك لا تتكلمين؟(2) ليست العبادة كثرة الصلاة والصيام، العبادة التفكر في أمر الله جل وعلا(3) .

وأروي: التفكر مرآتك، تريك سيئاتك وحسناتك.

ونروي أن سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأى بعض أصحابه منصرفاً من بعث كان بعثه فيه، وقد انصرف بشعثه وغبار سفره وسلاحه عليه يريد منزله، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انصرف من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الأكبر » فقيل له: أو جهاد فوق الجهاد بالسيف؟ قال: « نعم، جهاد المرء نفسه »(4) .

ونروي في قول الله تبارك وتعالى:(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (5) قبل أن يُعتبر بكم.

____________________

(1) الاختصاص: 232، مشكاة الانوار: 37.

(2) الكافي 2: 45|2، المحاسن: 26|5، مشكاة الانوار، وفيها « ليلة » بدل « سنة ».

(3) تحف العقول: 367.

(4) ورد باختصار في معاني الأخبار: 160|1، وأمالي الصدوق: 377|8، والكافي 5: 12|3، والاختصاص: 240.

(5) الحشر 59: 2.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

٤٢١

٤٢٢

٤٢٣

وكني بأبي عبدالله كما ذكره البخاري في سر السلسلة وابن عنبة في العمدة وابن سعد في الطبقات.

وكانت امه ام ولد كما صرح بذلك ابن سعد والبخاري وابن عنبة وغيرهم. وكانت تدعى سعادة (ساعدة خ ل) كما في سر السلسلة(٦٩) لكن قال في(٣٢) عند ذكر أولاد أبيه: والحسين الاصغر وامه ام ولد رومية، وقيل أمه ام عبدالله، والصحيح الاول تدعى عنان. فضله روى الشريف المرتضى (ره) في ديباجة كتابه (الناصريات) عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال: قيل لابي جعفر ديباجة كتابه (الناصريات) عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال: قيل لابي جعفر (ع) أي إخوتك أحب إليك، وافضل؟ فقال: (إلى ان قال): وأما الحسين فحليم يمشي على الارض هونا، واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. وقال المفيد في ارشاده كما يأتي: وكان الحسين بن علي بن الحسينعليه‌السلام فاضلا، ورعا، وروى حديثا كثيرا عن أبيه علي (ع) وعمته فاطمة بنت الحسين (ع)، وأخيه ابي جعفر (ع). قلت: وفيه مدحه ايضا بروايته عن سادات اهل البيت (ع). وروى المفيد في إرشاده(٢٦٩) روايات في خوفه من الله تعالى ومن عقابه، وفي دعائه، واجابة دعواته ذكرناها في كتابنا في اخبار الرواة، ومنها ما روى عن احمد بن عيسى قال حدثنا ابي قال كنت أرى الحسين بن علي بن الحسين (ع) يدعو، فكنت اقول: لا يصنع يده حتى يستجاب له في الخلق جميعا.

٤٢٤

وقال في آخر احوال الامام الباقر (ع)(٢٦٦): وكان لكل واحد من إخوته فضل وان لم يبلغ فضله لمكانه من الامامة ورتبته في الولاية ومحله من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الخلافة. وقال ابن زهرة في (غاية الاختصار: ١٥٢) ومنهم الفواطم بمصر وكلهم ينتهون في (إلى - ظ) الحسين الاصغر، كان زاهدا، عابدا ورعا، ومحدثا ولده نقباء الاطراف، أجلاء، عظماء مقبولون، مطاعون روى الحديث عن ابيه، وعمته فاطمة بنت الحسين (ع)، وعن أخيه الامام ابي جعفر محمد بن علي الباقر (ع)، وعن غيرهم، وكتب الناس عنه الحديث، وكان أشبه الناس بأبيه في التأله والتعبد. وقال في عمدة الطالب: وكان عفيفا، محدثا، فاضلا، يكنى ابا عبدالله.

طبقته

ذكره الشيخ في اصحاب ابيه السجاد (ع)(٨٦) وقال: روى عن ابيه (ع). وقال المفيد في الارشاد (٢٦٩): وكان الحسين بن علي بن الحسينعليهما‌السلام فاضلا، ورعا، وروى حديثا كثيرا عن أبيه علي (ع)، وعمته فاطمة بنت الحسين (ع)، وأخيه أبي جعفر (ع). قلت: ذكرناه في طبقات اصحاب ابيه (ع)، وروى عن ابيه عن آبائه (ع) نسخة رواها عنه ابن ابنه عبدالله بن ابراهيم بن الحسين بن ابيه عنه عن آبائه رواها النجاشي باسناده في ترجمته كما يأتي ان شاء الله.

٤٢٥

وروى ان سعد في الطبقات الكبرى ج ٥ / ٢١٩ باسناده عن الحسين بن علي قال دخل علينا ابي علي بن الحسين (ع) وأنا وجعفر نلعب في حائط فقال ابي لمحمد بن علي: كم مر على جعفر؟ فقال: سبع سنين، قال: مروه بالصلاة. روى عنه عن ابيه (ع) جماعة منهم: ابناء ابراهيم ومحمد ومحمد بن عمر، وعبدالرحمان بن ابي الوال ذكرناهم في طبقات أصحابه (ع) ويأتي في سعيد الاعرج عن الكشي(٢٦٨) حديث رؤية الحسين الاصغر سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على علي بن الحسين (ع) وهو متقلده. وذكره الشيخ في اصحاب الباقر (ع)(١١٣) وقال: تابعي، أخوهعليه‌السلام .

قلت: تقدم عن المفيد انه روى عن اخيه ابي جعفر (ع). وربما ينافي روايته عن ابيه واخيه (ع) ان البرقي ذكره في اصحاب الصادق (ع) ممن لم يدركهما (ع) كما يأتي، الا انه ذكر جماعة من الرواة في طبقة اصحاب امام (ع) ممن لم يدرك من قبله من الائمة (ع) مع انه ثبت ادراكه بل روايته عن امام قبله كما نبهنا عليه في مواضع من هذا الشرح. وتمام الكلام في ذلك في طبقات اصحابه (ع).

وذكره البرقي في اصحاب ابي عبدالله (ع) (في غير من أدرك ابا جعفر (ع)(١٨) وقال: عم ابي عبدالله (ع). وقال الشيخ في اصحاب الصادق (ع)(١٦٨): الحسين بن علي ابن الحسين عم ابي عبدالله (ع) تابعي، مدني، مات سنة سبع وخمسين ومائة، ودفن بالبقيع، يكنى ابا عبدالله، وله أربع وسبعون سنة. قلت: وعلى هذا ادرك من أيام الكاظم (ع) تسع سنين.

٤٢٦

مولده ووفاته

تقدم عن الشيخ في أصحاب الصادق (ع) قوله: مات سنة سبع وخمسين ومائة، ودفن بالبقيع، يكنى أبا عبدالله وله أربع وسبعون سنة وقال في عمدة الطالب (٣١١): وتوفى سنة سبع وخمسين ومائة، وله سبع وخمسون سنة: ودفن، بالبقيع. وعقبه عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب.

وقال في سر السلسلة(٦٩): توفى الحسين الاصغر سنة سبع وخمسين ومائة وله سبع وخمسون سنة ودفن بالبقيع. قلت: لم أقف على نص على مولده في كتبنا ولافي كتب الجمهور، إلا أنهم اتفقوا على انه روى عن أبيه علي بن الحسين (ع) كما تقدم، وكانت وفات أبيه السجاد في المحرم(٩٥) كما صرح به الشيخ في التهذيب والمفيد في الارشاد وغيرهما بل ظاهر الاصحاب الاتفاق عليه. نعم ذكر الجمهور وفاته سنة(٩٤) كما في طبقات ابن سعد ٥ / ٢٢١، ومرآت الجنان لليافعي ج ١ / ١٨٩. ولاتصح روايته عن أبيه (ع) الا حينما كان له من العمر ما يصح في مثله الرواية، ويقتضي ذلك كون مولده قبل(٩٠). بل ما تقدم عن ابن سعد في الطبقات من حديث الامر بالصلوة يقتضي روايته عن أبيه (ع) سنة(٨٩)، وقبله حيث انه كان ذلك بعد ما مضى من عمر جعفر سبع سنين بعد ولادته(١٧) ربيع الاول سنة(٨٣) كما ان ظاهره انه كان قريب السن من عمه (ع). وحيثما اتفقوا على وفاته سنة ١٥٧ وذكر الشيخ ان عمره ٧٤ سنة

٤٢٧

فيكون مولده سنة (٨٣) عام ولادة عمه (ع)، ولا ما ذكره في عمدة الطالب، وسر السلسلة أن عمره سبع وخمسون سنة، اذ على ما ذكراه في وفاته أيضا يكون مولده رأس المائة وهو باطل قطعا بعد الاتفاق على وفاة أبيه سنة(٩٤) على ما تقدم ولعل ما في كلامهما مصحف (خمس وسبعون) فلاحظ.

الحسين بن علي الخواتيمي

ذكره الكشي(٣٢٣) وقال: فهو متهم. (أي من الغلات في وقت علي بن محمد العسكري (ع)).

قال نصر بن الصباح: ان الحسين ابن علي الخواتيمي كان غاليا ملعوما. وكان قد أدرك الرضا (ع).

الحسين بن علي الزعفراني

كان من مشايخ ابن قولويه سمع عنه بالري، وروى عنه في كامل الزيارات(٥٢) عن يحيى بن سليمان وقد وثق عامة مشايخه في ديباجته. الحسين بن علي بن زكريا بن صالح بن زفر أبوسعيد العدوي ذكره ابن الغضائري في المحكى عنه وقال: ضعيف جدا، كذاب قلت: وروى عنه أبوالمفضل محمد بن عبدالله الشيباني كثيرا وقال بعد رواية عنه: وكتبت عنه ببخارى يوم الاربعاء وكان يوم العاشورا وكان من أصحاب الحديث، وكثيرا ما كان يروي من فضائل أهل البيت علهيم السلام. ذكر ذلك علي بن محمد بن علي الخزار القمي الرازي في كفاية الاثر باب ما جاء عن عمر عن النبي (ع) في النص على الائمة (ع)(٣٠٠). وروى عنه في بشارة المصطفى(٣٩) و (ص ٦٢).

٤٢٨

روى ابن قولويه في كامل الزيارات(٥٢) عن محمد بن عبدالله ابن جعفر الحميري عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري عن عبد الاعلى (الله - خ) بن حماد البرسي.

وفي التهذيب ج ٦ / ٤٣ عن ابن قولويه عن محمد بن عبدالله بن الحسين بن علي بن زكريا عن الهيثم بن عبدالله عن الرضا (ع). وروى في كفاية الاثر عن جماعة عنه. منهم: هارون بن موسى التلعكبري (٢٩٠)، وأبوالمفضل الشيباني كثيرا. وروى أيضا عنه عن جماعة منهم: محمد بن ابراهيم بن المنذر المكي(٢٩٠، وابوكريب محمد بن علا(٢٩٩).

الحسين بن علي بن يقطين

ذكره البرقي مع اخيه الحسن في اصحاب الكاظم (ع)(٥١). وذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع)(٣٧٣) وقال: ثقة. وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ٢ / ٣٠٢: الحسين بن علي بن يقطين.

ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن موسى الكاظم (ع) وكان ابوه من كبار الدعاة في اول الدولة العباسية. قلت: ذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع) كما عرفت. ثم ان الظاهر انه أكبر من أخيه الحسن، حيث روى الحسن عنه عن أبيه كما في التهذيب ج ٢ / ٧٦، وج ١٢، وج ٥ / ١٧٥ وج ٧ / ٧٦. ولم أقف فيما أحضره على رواية الحسين بن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى (ع)، نعم روى عن أبيه عنه (ع) كما في هذه الموارد وغيرها كما ذكرناه مفصلا في طبقات أصحابه (ع).وقد روى كتب أبيه ومسائله عنه.

٤٢٩

واما ما في يب ج ٢ / ٧٦ عن الحسن بن علي بن يقطين عن اخيه الحسين بن علي بن يقطين عن ابي الحسن الاول (ع) قال سألته الحديث فلا يبعد فيه سقوط (عن ابيه) بعد (يقطين) بقرينة روايته عن اخيه الحسين عن ابيه مكررا، وايضا وجود (عن ابيه) في هذه الرواية في الاستبصار ج ١ / ٣٢٣.

كما ان ما في يب ج ٧ / ٧٦ عن احمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن اخيه الحسين بن علي بن يقطين قال سألت ابا الحسن (ع) عن خادم الحديث، فمضافا إلى احتمال سقوط (عن ابيه) فيه فغير ظاهر في رواية عن ابي الحسن الاول (ع) فلاحظ. بل لم أحضر روايته عن الرضا (ع) ايضا. وروى عن جماعة منهم ابوه كما تقدم. عنه اخوه الحسن كثيرا ومحمد بن عيسى العبيدي (يب ج ٢ / ٣٧٤) ومحمد بن الفضيل الكوفي عنه محمد بن عيسى كما في يب ج ٢ / ٢٤٢، وعمرو بن ابراهيم. عنه منصور بن العباس كما في يب ج ٧ / ١٧٧.

الحسين بن عمر بن يزيد

يأتي في احمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل رقم(١٩٨) قول النجاشي: جده عمر بن يزيد بياع السابري روى عن ابي عبدالله وابي الحسنعليهما‌السلام . قلت: ظاهره يوهم ان الحسين إبنه لم يرو عن أبي عبدالله (ع) وربما يؤيده أنه روى عن ابيه عمر بن يزيد عن ابي عبدالله (ع) كثيرا روى عنه جماعة منهم محمد بن احمد بن يحيى. ذكرناهم في

٤٣٠

ترجمة عمر بن يزيد من الطبقات، بل روى الحسين عن ابيه عمر ابن يزيد عن ابي الحسن الاول (ع) ايضا غيره مرة ذكرناه في طبقات اصحابه (ع). نعم روى في باب النرد والشطرنج من الكافي ج ٢ / ٢٠١ باسناده عن يونس عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي عبدالله (ع). وروى الصدوق في الفقيه(٥٢٩) باب الرجل يوصي بمال في سبيل الله عن محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن الحسين بن عمر قال قلت لابي عبدالله (ع) ان رجلا اوصى الحديث. وايضا في معاني الاخبار(١٦٧) ورواه في الكافي ج ٢ / ٢٣٨ عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن الحسين بن عمرو قال قلت الحديث. ورواه في التهذيب ج ٩ / ٢٠٣ والاستبصار ج ٤ / ١٣٠ عن احمد بن محمد بن عيسى الحديث كما في الكافي. وعد الشيخ في اصحاب الصادق (ع)(١٨٣): الحسين بن عمرو بن يزيد. وعن بعض النسخ (عمر) بلا واو بعد عمر. وقال البرقي(٥٢) في اصحاب الكاظمعليه‌السلام : الحسين ابن عمر بن يزيد. قلت: روى الحسين بن عمر عن ابيه عمر بن يزيد من اصحاب الكاظم عنه (ع) روى عنه عنه جماعة ذكرناهم في طبقات اصحابه (ع) منهم ابن محبوب ولم احضر للحسين رواية عنه (ع) بلا واسطة. وذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع)(٣٧٣) وقال: ثقة. وروى في اصول الكافي ج ١ / ٣٥٣ / ١٠ عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد او غيره عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا (ع) وانا يومئذ واقف، وقد كان ابي سأل

٤٣١

اباه عن سبع مسائل، فأجابه في ست وأمسك عن السابعة، فقلت: والله لاسألته عما سئل ابي اباه، فان اجاب بمثل جواب ابيه كانت دلالة، فسألته فأجاب بمثل جواب ابيه ابي في المسائل الست، فلم يزد في الجواب واوا ولاياء‌ا وامسك عن السابعة وقد كان ابي قال لابيه اني احتج عليك عند الله يوم القيامة، انك زعمت ان عبدالله لم يكن اماما، فوضع يده على عنقه، ثم قال له: نعم احتج علي بذلك عند الله عزوجل، فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي، فلما ودعته قال انه ليس احد من شيعتنا يبتلي ببلية او يشتكي فيصبر على ذلك إلا كتب الله له أجر ألف شهيد، فقلت في نفسي: والله ما كان لهذا ذكر، فلما مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني فلقيت منه شدة، فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه وقد بقي من وجعي بقية، فشكوت اليه وقلت له: جعلت فداك عوذ رجلي وبسطتها بين يديه، فقال لي: ليس على رجلك هذه بأس ولكن أرني رجلك الصحيح، فبسطتها بين يديه فعوذها، فلما خرجت لم ألبث الا يسيرا حتى خرج بي العرق وكان وجعه يسيرا. الكشي(٢٦٧) جعفر بن احمد عن يونس بن عبدالرحمان عن الحسين بن عمر قال: قلت له (ع): ان ابي اخبرني انه دخل على ابيك. فقال له: اني احتج عليك عند الجبار انك امرتني بترك عبدالله، وانك قلت: انا امام، فقال: نعم. فما كان من اثم ففي عنقي، فقال: واني احتج عليك بمثل حجة ابي علي ابيك فانك اخبرتنى بأن اباك قد مضى وانك صاحب هذا الامر من بعده، فقال: نعم. فقلت له: اني لم اخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر وذلك ان فلانا اقرأني بكتابك يذكر ان تركة صاحبنا عندك، فقال: صدقت

٤٣٢

وصدق.أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا، ولقد قبلته على مثل جذع انقى ولكني خفت الضلال والفرقة.

الكشي(٣٧٧) نصر بن الصباح قال حدثني اسحاق بن محمد البصري عن القاسم بن يحيى عن حسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا (ع) وأنا شاك في امامته وكان زميلي في طريقي رجل يقال له مقاتل بن مقاتل وكان قد مضى على إمامته بالكوفة فقلت له: عجلت، فقال: عندي في ذلك برهان وعلم. قال الحسين فقلت للرضاعليه‌السلام : قد مضى ابوك؟ فقال: أي والله الحديث وفيه آية إمامته وصفه لمقاتل قبل ما يراه وبشارة له: ذكرناه في اخبار الرواة مع ساير ما ورد في الحسين بن عمر بن يزيد. تنبيه: روى في التهذيب ج ٢ / ٢٨٥ عن سعد عن الحسين بن عمر بن يزيد عن يونس بن عبدالرحمان عن عبدالله بن مسكان قال رأيت أبا عبدالله (ع) أذن وأقام الحديث. قلت: هذا السند محل نظر: تارة برواية سعد عن الحسين فان سعد بن عبدالله من مشايخ ابن الوليد وابن قولويه ونظرائهما وقد أدرك أيام العسكري (ع) إلا أن في روايته عنه (ع) كلاما يأتي في ترجمته فروايته عن أصحاب الرضا والكاظم بل الصادق بعيدة وإن لم يقم على خلافها دليل. واخرى برواية الحسين بن عمر عن يونس مع ان الموجود في جملة من الروايات عكسها. وثالثة برواية ابن مسكان عن أبي عبدالله (ع) فروى الكشي في ترجمته باسناده عن يونس ان عبدالله بن مسكان لم يسمع من أبي عبدالله (ع) الا حديث من أدرك المشعر. وتحقيق الجواب عن

٤٣٣

ذلك ذكرناه في كتابنا في الطبقات وفي الشرح على الكشي. وفي هذا السند وجه ذكرناه في الشرح على تهذيب الاحكام.

الحسين بن عمرو بن ابراهيم الهمداني

حكى المتأخرون عن التعليقة أن الصدوق ضعفه بالجهالة.

وكأنهم لم يقفوا على موضع كلامه: قال الصدوق في باب ما يصلى فيه من الفقيه ٦٧ / ١١ / ١٥: فأما الحديث الذي روى عن أبي عبدالله (ع) أنه قال " لا بأس أن يصلي الرجل والنار والسراج والصورة بين يديه لان الذي يصلي له أقرب إليه من الذي بين يديه ". فهو حديث يروى عن ثلاثة من المجهولين بأسناد منقطع، يرويه الحسن بن علي الكوفي، وهو معروف، عن الحسين بن عمرو، عن أبيه، عن عمرو بن إبراهيم الهمداني، وهم مجهولون برفع الحديث قال قال أبوعبدالله (ع) ذلك، ولكنها رخصة إقترنت بها علة صدرت عن ثقات ثم إتصلت بالمجهولين، والانقطاع. قلت: الظاهر والله العالم كون (عن أبيه عن عمرو بن إبراهيم) مصحف (عن أبيه عمرو عن إبراهيم) وإلا لم يتم الثلاثة. وقوله (برفع الحديث) متعلقا ب‍ (منقطع) أي إسناد منقطع برفع الحديث وسبب تضعيفه للخبر أمور: جهالة هؤلاء الثلاثة، والانقطاع بالرفع، وضم علة صدرت عن ثقات بما رواه مجاهيل بأسناد منقطع. لكن الاول ربما ينافيه ظاهر الشيخ في التهذيب ج ٢ / ٣٢٦ فرواه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن عن الحسين بن عمرو عن أبيه عمرو بن إبراهيم الهمداني رفع الحديث قال قال

٤٣٤

أبوعبدالله (ع) لا بأس (الحديث) ثم قال (ره): فهذه رواية شاذه، ومع هذا ليست مسنة وما يجري هذا المجرى لا يعدل إليه عن أخبار كثيرة مسندة. إذ لو كان هؤلاء الثلاثة من المجاهيل أيضا لم يقتصر في تضعيفه بشذوذه متنا، وضعفه سندا بالرفع والانقطاع. فليتأمل إذ الاقتصار لايدل على النفي إلا إذا كان في مقام بيان جميع وجوه الضعف.

ابوعلي الحسين بن الفرج أبي قتادة البغدادي

ذكره الشيخ في الفهرست(٥٩) قائلا: الحسين أبوعلي بن الفرج أبي قتادة البغدادي، له كتاب في صفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد، والحميري عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبي علي الحسين بن الفرج أبي قتادة البغدادي عن بعض رجاله. قلت: في مجمع الرجال عنه هكذا: الحسين بن الفرج يكني أبا علي، ويقال: أبوقتادة البغدادي.

ثم إن: طريقه إليه صحيح بناء‌ا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخ النجاشي. وقال في رجاله في باب (من لم يرو عنهم (ع))(٤٧١): الحسين: أبوعلي بن الفرج أبي قتادة. روى عنه أحمد بن أبى عبدالله البرقي. أبو عبدالله الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا الحسني مدحه في عمدة الطالب(١٧٥) بقوله: السيد الجواد، و(١٧٧): وأما أبوعبدالله الحسين بن القاسم الرسي، وكان سيدا كريما فأعقب.

٤٣٥

قلت: وذكر بعض أصحابنا له كتبا.

الحسين بن قياما الواسطي الصيرفي

المذكور في جملة من الروايات: الحسين بن قياما او ابن قياما بلا لقب، وفي جملة منها: ابن قياما الواسطي كما في رواية الحسين بن بشار، ومحمد بن علي، وغيرهما على ما في الكافي والارشاد وغيرهما، لكن فيما رواه الكشي في ترجمة أبي بصير يحيى بن ابي القاسم(٢٩٥) وأيضا في ترجمة زرعة بن محمد(٢٩٦): الحسن بن قياما الصيرفي والظاهر ان (الحسن) مصحف (الحسين) كما لا يخفى على المتأمل فيها. وقال الشيخ في أصحاب الكاظم (ع)(٣٤٨): الحسين بن ابن قياما واقفي. قلت: صرح بوقفه في جملة من الروايات كما في العيون، والارشاد، واصول الكافي، والروضة وغيرها بل في رواية الصدوق (ره) في العيون ج ٢ / ٢٠٩ باسناده عن عبد الرحمان بن أبي نجران، وصفوان ابن يحيى قالا: وكان من رؤساء الواقفة. بل يظهر من جملة منها انه كان يعاند في الوقف. وقد دعا عليه ابوالحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام مرتين: حين ما كان الحسين بن قياما واقفا في الطواف، فنظر إليه أبوالحسن الاول (ع)، فقال: مالك؟ حيرك الله تعالى. كما في الرواية العيون. وحين ما أراد دخول مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما فيما رواه الكليني في روضة الكافي عن احمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) (إلى أن قال:) ثم قال: ما فعل ابن قياما؟ قال

٤٣٦

قلت: والله انه ليلقانا فيحسن اللقاء فقال وأي شئ يمنعه من ذلك ثم تلا هذه الاية: " لا يزال بنيانهم الذي بنواريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم " قال: ثم قال: تدري لاي شئ تحير ابن قياما؟ قال قلت: لا، قال: إنه تبع أبا الحسن (ع) فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فالتفت إليه ابوالحسن (ع) فقال: ما تريد حيرك الله. وكان ابن قياما له مكاتبة إلى أبي الحسن الرضا (ع) ينكر فيها امامته بانه ليس له ولد وإمام صامت فيخبره في جوابه بأنهع سيرزق ولدا ذكرا يفرق به بين الحق والباطل كمافي الكافي ج ١ / ٣٢٠، وإرشاد المفيد(٣١٨) في حديثين وغيرهما. وقال ابن قياما حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أبا الحسن الرضا (ع)، فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه قلت: فكيف أصنع الحديث حدثني يعقوب عن أبي بصير ثم ذكره فأجاب عنه. رواه الكشي في ترجمة أبي بصير. وفي حديث أنه دخل عليه (ع) وأنكر عليه إمامته بحديث آخر، رواه عن زرعة بن محمد فأجاب عنه. رواه الكشي في ترجمة زرعة. وفى حديث أنه إستأذن أصحابنا في الدخول مع إبن قياما عليه (ع) منهم الحسين بن بشار، و عبدالرحمان بن أبي نجران، وصفوان بن يحيى فدخلوا عليه وهو معهم فأنكر إمامته بأنه ليس له ولد كما رواه الكشي في ترجمته والصدوق في العيون. وما مضى الا شهور أقل من سنة حتى ولد أبوجعفر الجواد (ع) وبقي على إنكاره ووقفه كما في جملة منها، ولم يكن ذلك إلا لما ذكره الحسين بن الحسن قال قلت لاني الحسن الرضا (ع): إني

٤٣٧

تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك الحديث رواه الكشي في ترجمته(٣٤٣). قلت: وقد إستوفينا الاخبار الواردة في ذمه وفي إنكاره ووقفه في كتابنا في أخبار الرواة.

الحسين بن كيسان

ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم (ع)(٣٤٨) وقال: واقفي.

الحسين بن مالك القمي

ذكره الشيخ في أصحاب الهادي (ع) (٤١٣) وقال: ثقة. وذكره في الخلاصة(٣٩) في باب الحسن. وقال ابن داود(١٢٤): الحسين بن مالك القمي (دي) (جخ) ثقة. وإشتبه على بعض أصحابنا، فأثبته في باب الحسن وليس كذلك، وإنما هو الحسين إبن مالك. وعن ثاني الشهيدين (ره) عن رجال الشيخ بخط إبن طاووس أيضا الحسن مكبرا، وعن غيره (الحسين) مكبرا. وروى الحسين بن مالك بلا ذكر (القمي) عن ابي الحسن الهادي (ع) مكاتبة عنه جماعة منهم: عبدالله بن جعفر الحميري (نوادر وصية الكافي ج ٢ / ٢٥١، وفي باب التفريق بين الزوج والمرأة من نكاح الفقيه(٤٢٢)، وفي نوادر وصاياه(٥٣٨)، والتهذيب ج ٩ / ١٨٩ والاستبصار ج ٤ / ١٢٤، ومنهم محمد بن أحمد بن يحيى كما في

٤٣٨

الاستبصار ج ٤ / ١٢٤، والتهذيب ج ٩ / ١٩٩، والكافي ج ٢ / ٢٥١.

الحسين بن محمد بن سليمان

ذكره الشيخ في الفهرست(٥٦) وقال: له كتاب، رويناه بالاسناد الاول (عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة) عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه عنه. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل، وبأبن بطة.

الحسين بن مخارق السلولي

ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم (ع) بلا لقبه(٣٤٨) وقال: واقفي. وفي الفهرست (٥٧) وقال: له كتاب التفسير، وله كتاب جامع العلم، أخبرنا بهما أحمد بن محمد بن موسى عن احمد بن محمد ابن سعيد عن احمد بن الحسين بن سعيد بن عبدالله عن أبيه عن الحسين بن مخارق السلولي. قلت: طريقه ضعيف بأحمد بن الحسين وبأبيه المجهولين. ثم انه تأتي ترجمة الحصين بن المخارق بن عبدالرحمان بن ورقا ابن حبشي بن جنادة ابي جنادة السلولي رقم(٣٧٤) والظاهر الاتحاد كما عليه المحققينقدس‌سره م ويأتي انشاء الله تحقيقه هناك كما يأتي عن الشيخ ذكره في اصحاب الصادق (ع) وروايته عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام عن الروضة. كما يأتي في ترجمة احمد بن الحسن بن سعيد رقم(٢٢٥) التحقيق في هذا السند.

٤٣٩

الحسين بن محلد بن إلياس

ذكره في أصحاب الصادق (ع) البرقي(٢٧) وقال: من فزارة (ابن فزارة - خ) والشيخ(١٨٣) وقال: خزاز. وفي الفهرست(٥٦): الحسين بن مخلد، له كتاب، رويناه بالاسناد الاول (عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة) عن أحمد بن ابي عبدالله عن أبيه عن الحسين بن مخلد. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل، وبابن بطة.

الحسين بن مسكان

ذكره ابن الغضائري فيما حكي عنه. وقال: لا أعرفه الا ان جعفر بن محمد بن مالك روى عنه أحاديث، وماعند أصحابنا من هذا الرجل علم. قلت: ويأتي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك رقم(٣١١) قول الماتن: قال احمد بن الحسين (أي ابن الغضائري): كان يضع الحديث وضعا، ويروي عن المجاهيل. وزعم بعض من قارب عصرنا من الاعاظم (قده) في تنقيح المقال تبعا للمحكى عن التعليقة التصحيف، واتحاده مع الحسن بن مسكان ابن اخي جابر الجعفي المتقدم ص ٣٥٨ وهو منهما عجيب. وتقدم الكلام في ذلك فلا حظ.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453