تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي13%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 453

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265449 / تحميل: 8484
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وأخوه علي(١) رويا عن بي عبداللهعليه‌السلام .

____________________

(١) المذكور بعنوان علي بن السري ثلثه: الاول علي بن السري الكرخي. ذكره البرقي في اصحاب الصادقعليه‌السلام (٢٥) وايضا الشيخ ص ٢٤٣ / ٣٠٦. وذكره الكشي (٢٣٤) وقال: محمد بن مسعود قال حدثنا محمد ابن نصير قال حدثني محمد بن عيسى، وحمدويه قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا القاسم الصيقل رفع الحديث إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كنا جلوسا عنده فتذاكرا رجلا من اصحابنا فقال بعضنا: ذلك ضعيف، فقال ابوعبدالله (ع): ان كان لايقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا. قال ابوجعفر العبيدى قال الحسن ابن علي بن يقطين: اظن الرجل علي بن السري الكرخي. قلت: الخبر قاصر: سندا بالصقيل المجهول: تارة، وبالرفع اخرى، وبعدم تسمية الرجل واما ظن ابن يقطين بالمراد من الرجل فلا يغني من الحق شيئا. ودلالة على الذم كما توهم، وذلك لردع الامامعليه‌السلام الجماعة عن تضعيفه الذي لم ينشأ الا عن دنو رتبته ومنزلته عن رتبته هؤلاء ومنزلتهم، بأن عدم قبولكم عن مثله لدنو منزلته عنكم يقتضي ان لانقبل منكم حتى تكونوا مثلنا. وليس المراد من تضعيفه: ما اصطلح عليه علماء الرجال بل ما دل عليه كلامه (ع) وهو تحقير شأنه إستعلاء‌ا من ذلك البعض بقدمة صحبته له (ع) وأمثالها و (ح) فالحديث على ذم الجارح أدل، وأيضا على أنه ليس في الرجل شئ يشينه الا دنو منزلته من أمثال هؤلاء. ويدل على مدحه ما رواه في التهذيب ج ٩ ص ٢٣٥ / ٩٢٧، والاستبصار ج ٤ / ١٣٩ عن محمد بن يعقوب عن (الكافى ج ٠٣ / ٢٥١)، الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد بن عن الحسن بن علي الوشاء، ومحمد بن يحيى عن وصي علي بن السرى قال قلت لابي الحسن موسىعليه‌السلام : ان علي بن السري توفي فأوصى إلي فقال:رحمه‌الله قلت. وان إبنه جعفر بن علي الحديث. ورواه الصدوق في الفقيه ج ٤ / ١٦٢ باسناده عن الحسن بن علي الوشا عن محمد بن يحيى عن وصي علي بن السري نحوه. قلت: اسناده إلى الوشا صحيح. والرواية تدل ايضا على بقائه إلى أيامه (ع)، وأيضا على كونه معروفا عنده (ع). قال العلامة في الخلاصة(٩٦): علي بن السري الكرخي روى عن ابي عبدالله عليه ثقة، قال النجاشي وابن عقدة الخ. وقال ابن داود في القسم الاول (٢٤٤): علي بن السري الكرخي ق (جخ، كش) مجهول الحال (عق، جش) ثقة. ووثقه مع أخيه الحسن كما تقدم وأيضا الكلام في توثيق النجاشي نعم حكاية العلمين توثيقه عن ابن عقدة متبعة لا قلت: من ذلك ومن موارد آخر كثيرة من حكايتهما توثيقا أو غيره عن ابن عقدة يستفاد وجود كتابه الكبير عندهما ويظهر فساد توهم من قال أنهما وساير المتأخرين ليس لهم في كتبهم زائدا على ما ذكره النجاشي والشيخ والكشي الا اجتهاداتهم فلا يتبع ولايعتمد على توثيقهم وتقدم الكلام في ذلك مفصلا في ج ١ ص ١٠١. الثاني: علي بن السري العبدي الكوفى. ذكره الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٤٣ / ٣٢٨. الثالث: علي بن السري الكوفى. وذكره الشيخ أيضا في اصحاب الصادق (ع) ص ٢٦٧ / ٧٢٤.قلت: وله روايات عنه (ع) روى عنه عنه (ع) محمد بن أبي الهزهاز كما في التهذيب ج ٦ / ٣٢٨ / ٩٠٥، ومعاوية بن وهب كما في أصول الكافي ج ٢ ص ٤٤٠ / ٤، وابن أخيه محمد بن الحسن بن السري كما في أصول الكافي ج ٢ / ٦٢٨ / ٥.(*)

٨١

له كتاب، رواه عنه الحسن بن محبوب، أخبرناه إجازة الحسين عن إبن حمزة عن إبن بطة عن الصفار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن السري(١) .

____________________

(١) ضعيف على كلام بابن بطة يأتي في ترجمته. قال في الفهرست(٤٩): الحسن بن السري الكاتب، له كتاب رويناه بالاسناد الاول (إبن أبي جيد عن إبن الوليد عن الصفار) عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن السري. قلت: طريقه صحيح بناء‌ا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخه ومشايخ النجاشي. وروى في التهذيبين بطرق صحيحة مختلفة عن الحسن إبن السري.وروى الصدوق في المشيخة رقم(١١٩) عن محمد بن الحسن عن الحسن بن متيل الدقاق عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عنه. قلت: طريقه حسن كالصحيح بابن متيل الممدوح بأنه وجه من وجوه أصحابنا وشيوخهم.(*)

٨٢

٩٧ - الحسن بن قدامة الكناني الحنفي

روى عن أبي عبدالله (ع)، وكان ثقة، وتأخر موته أخبرنا إبن شاذان عن علي بن حاتم قال حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدثنا محمد بن الحسين الحضرمي عن الحسن بن قدامة(١) ،

٩٨ - الحسين بن زيدان الصرمي

له نوادر، أخبرنا محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عنه(٢) .

٩٩ - الحسن بن علي بن أبي عقيل أبومحمد العماني الحذا

فقيه، متكلم، ثقة(٣) ، له كتب في الفقه والكلام ومنها كتاب المتمسك بحبل آل الرسول، كتاب مشهور في الطائفة، وقيل: ما ورد الحاج من خراسان إلا طلب واشترى منه نسخا.وسمعت شيخنا أبا عبداللهرحمه‌الله بكثير الثناء على هذا الرجلرحمه‌الله .

____________________

(١) محمد بن احمد ومحمد بن الحسين لم يذكرا بتوثيق ولاذم في كتب الرجال.

(٢) فيه كلام بأحمد بن محمد بن يحيى وتقدم الكلام في وثاقة محمد بن علي من مشايخهرحمه‌الله .

(٣) ذكره الشيخ في الفهرست(٥٤) هكذا: الحسن بن عيسى يكنى أبا علي المعروف بابن أبي عقيل العماني، له كتب وهو من جملة المتكلمين، امامي المذهب، فمن كتبه: كتاب المتمسك بحبل آل الرسول في الفقه وغيره، وهو كتاب كبير حسن، وكتاب الكر والفر في الامامة وغير ذلك من الكتب. وفى باب الكنى منه(٩٤): إبن أبي عقيل العماني صاحب الكر والفر من جلة المتكلمين، إمامي المذهب، وله كتب أخر: منها كتاب المتمسك بحبل آل الرسولعليهم‌السلام في الفقه وغيره، كبير حسن، وإسمه الحسن بن عيسى يكنى أبا علي المعروف بابن أبي عقيل. وفى رجاله باب من لم يرو عن الائمةعليهم‌السلام ص ٤٧١ / ٥٣ الحسن بن عيسى ابوعلي المعروف بابن أبي عقيل العماني، له كتب. وقال الحلي في سرائره(٩٩) في شرائط الزكاة عند ذكر مختاره: وهو مذهب السيد المرتضى، والشيخ سلار، والحسن بن أبي عقيل العماني في كتابه المتمسك بحبل آل الرسول، وهذا الرجل وجه من وجوه أصحابنا ثقة، فقيه، متكلم، كثيرا كان يثني عليه شيخنا المفيد وكتابه كتاب حسن كبير، هو عندي قد ذكره شيخنا أبوجعفر في الفهرست وأثنى عليه. وفي باب الربوا في الجنسين(٣١٥) عند الرد على الشيخ المفيد والشيخ الطوسي قال: بل جلة اصحابنا المتقدمين ورؤساء مشايخنا المصنفين الماضين لم يتعرضوا لذلك الخ. ثم سماهم وعده منهم قائلا: وكذلك إبن أبي عقيل من كبار مصنفي أصحابنا ذكر في كتابه فقال الخ.وفي كتاب مواريثه في ترتيب الوراث(٣٩٧)=

٨٣

____________________

=قال: وإلى ما إختاره السيد واخترناه ذهب الحسن بن أبي عقيل العمانيرحمه‌الله في كتابه المتمسك بحبل آل الرسولعليهم‌السلام ، وهذا الرجل من جلة فقهاء أصحابنا ومتكلميهم وكتابه كتاب معتمد قد ذكره شيخنا أبوجعفر في فهرست المصنفين وأثنى عليه، وكان شيخنا المفيد محمد بن محمد بن النعمانرحمه‌الله يكثر الثناء على هذا الرجل. قلت: ربما يعبر عنه وعن إبن الجنيد محمد بن أحمد الرازي المتوفى(٣٨١) في الكتب الفقهية بالقديمين وشيخنا المترجم أقدمهما فقد روى عن ابن قولويه كما في المتن. وقال في الخلاصة(٤٠) بعد ذكر ما تقدم عن النجاشي والشيخ في ترجمته وكتابه: كتاب مشهور عندنا. ونحن نقلنا أقواله في كتبنا الفقيهة وهو من جملة المتكلمين وفضلاء الامامية.وقال ابن داود في ترجمته بما تقدم(١١١): من أعيان الفقهاء وجلة متكلمي الامامية. وكان جد شيخنا المترجم أبوعقيل يحيى بن المتوكل المدني، ثم الكوفي كما صرح بذلك بعض أصحابنا (قده) ولم أقف له ذكرا في كلام أصحابنا نعم ذكره الجمهور في كتبهم وهناك ذكر من روى عنه، ومن روى هو عنه، وتضعيفهم له، ولعله كان لتشيعه. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٤ / ٤٠٤: في ترجمته: مات سنة سبع وستين ومائة، قاله إبن قانع. قلت: وعن المسعاني في الانساب: ابوعقيل يحيى بن المتوكل الحذا المدني نشأ بالمدينة ثم انتقل إلى الكوفة وروى عنه العراقيون منكر الحديث. مات سنة سبع وستين بعد المائة الخ. قلت: ولايبعد كون والد شيخنا المترجم هو علي بن يحيى ابوالحسين وفى موضع (أبوالحسن). ذكره الشيخ في اصحاب الرضا (ع)(٣٨٣) وقال: يكنى أبا الحسين، وأيضا في أصحاب الجواد (ع)(٤٠٤) قائلا: علي بن يحيى ابوالحسين، يروى عنه كتاب " ثواب انا أنزلناه ". وذكره البرقي في أصحابه (ع)(٥٧) بكنيته.روى محمد بن عيسى عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن اعين كما في باب معرفة الجود والسخاء من الكافي ج ١ / ١٧٣، وفى باب الحب في الله من أصوله ج ١ / ١٢٥ عن محمد بن عيسى عن أبي الحسن علي بن يحيى. فيما اعلم - عن عمرو بن مدرك الطائي عن أبي عبداللهعليه‌السلام . (*)

٨٤

أخبرنا الحسين على أحمد بن محمد، ومحمد بن محمد عن أبي القاسم جعفر بن محمد قال: كتب إلي الحسن بن علي بن أبي عقيل: يجيزلي كتاب المتمسك وسائر كتبه وقرأت كتابه المسمى كتاب الكر والفر على شيخنا أبي عبداللهرحمه‌الله ، وهو كتاب في الامامة مليح الوضع - مسألة، وقلبها، وعكسها.

٨٥

١٠٠ - الحسن بن محمد بن أحمد الصفار البصري أبوعلي

شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسن بن سماعة(١) محمد بن تسنيم(٢) ،

____________________

(١) الواقفي من أصحاب الكاظم (ع) ممن بقي إلى أيام العسكريعليه‌السلام المتوفي سنة(٢٦٣) كما تقدم في ترجمته.

(٢) الكاتب الوراق من أصحاب الهاديعليه‌السلام ويأتي ترجمته(٨٩٤). (*)

٨٦

٨٧

وعباد الرواجني(١) ومحمد بن الحسين(٢) ومعاوية بن حكيم(٣) . له كتاب دلائل خروج القائم (ع) وملاحم. ما رأيت هذا الكتاب بل ذكره أصحابنا وليس بمشهور أيضا.

____________________

(١) هو عباد بن يعقوب الاسدي الذي يأتي ترجمته بعنوان (عباد - أبوسعيد العصفري)(٧٩٢) قال إبن حبان: مات سنة خمسين ومأتين. ذكره ترجمته الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٢ / ٣٧٩.

(٢) هو إبن أبي الخطاب أبوجعفر الزيات من أصحاب أبي جعفر الجواد، وأبي الحسن، وأبي محمد العسكري (ع). توفى سنة اثنتين وستين ومأتين كما يأتي في ترجمته(٨٩٩).

(٣) من أصحاب النار الرضا والجوادعليهما‌السلام ، يأتي ترجمته(١١٠٠) قلت: روايته عن هؤلاء وخاصة عن عباد بن يعقوب تقتضي إدراكه أيام أبي الحسن الهادي (ع) إذ كان وفاته (ع) سنة أربع وخمسين ومأتين.

٨٨

١٠١ - الحسن بن محمد النهاوندي

أبوعلي، متكلم، جيد الكلام له كتب: منها النقض على سعد ابن هارون الخارجي في الحكمين، وكتاب الاحتجاج في الامامة، وكتاب الكافي في فساد الاختيار، ذكر ذلك أصحابنا في الفهرستات.

١٠٢ - الحسن بن متيل

وجه من وجوه أصحابنا(١) ، كثير الحديث(٢) ، له كتاب نوادر(٣) .

____________________

(١) هكذا ذكره الشيخ في الفهرست(٥٣) وقال في باب من لم يرو عن الائمة (ع) من رجاله ص ٤٦٩: الحسن بن متيل القمي روى عنه إبن الوليد. قلت: لقبه في التهذيب بالدقاق، وعده من الشيوخ قال في ج ٦ / ٤٢ / ٨٦: محمد بن احمد بن داود عن محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد قال: حدثنا الحسن بن متيل الدقاق وغيره من الشيوخ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي الخ.ولقبه بالدقاق أيضا الصدوق في أماليه في المجلس الخامس والتسعون ص ٥٩٦، وفي الفقيه في مشيخته إلى جعفر بن ناحية، والحسن بن السري، وعبدالصمد بن بشير، وعلي إبن بجيل، ومفضل بن عمر، ونعمان الرازي. روى عنه أجلاء الطائفة ومشايخ الحديث مثل إبن الوليد والصفار وهو من رجال أسانيد كامل الزيارات كما في(٣٤) ولعله لذلك عده المحدث النوري في مواضع من المستدرك من أجلاء الطائفة، أو أجلة الثقاة.

(٢) وروى كتب كثير من أصحابنا وإليه ينتهي أسانيد كثير من مصنفاتهم وأصولهم كما وقع كثير من ذلك في مشيخة الفقيه، وفي الفهرست، ورجال النجاشي وغيرها.

(٣) عدم ذكر الماتن والشيخ طريقا إلى كتابه لعله كان لشهرته مع ان من عادتهما ذكر الطريق إلى الكتب المشهورة أيضا. (*)

٨٩

١٠٣ - الحسن بن علي أبومحمد الحجال

من أصحابنا القميين ثقة(١) كان شريكا لمحمد بن الحسن بن الوليد في التجارة. له كتاب الجامع في أبواب الشريعة، كبير. وسمى الحجال لانه كان دائما يعادل الحجال الكوفي الذي يبيع الحجال فسمي باسمه. اخبرنا شيخنا أبوعبداللهرحمه‌الله قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا الحسن بن علي أبومحمد الحجال بكتابه(٢) .

١٠٤ - الحسن بن محمد الحضرمي ابن أخت أبي مالك الحضرمي(٣)

ثقة له كتب: منها رواية هارون بن مسلم بن سعدان. أخبرنا إجازة محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى

____________________

(١) ويشير إلى جلالته شركته مع شيخ الطائفة في عصره إبن الوليد في التجارة ومعادلته دائما مع عبدالله بن محمد الاسدي الحجال الثقة الثبت، ورواية جعفر بن محمد بن قولويه عنه.

(٢) صحيح.

(٣) يحتمل كونه أخا عبدالله بن محمد أبي بكر الحضرمي أو زرعة بن محمد الحضرمي الذي روى كتابه عنه كما في الفهرست(٧٥) وروى في التهذيب ج ٨ / ١٧٩ / ٦٢٧ عن العباس بن معروف عن الحسن ابن محمد الحضرمي عن زرعة وأيضا ١٩٩ / ٦٩٩. وقد عد محمد الحضرمي في أصحاب الصادقعليه‌السلام وكذا محمد ابن حجر بن زائدة الكندي الكوفى الحضرمي التبعي ذكرناهم في طبقات أصحابه (ع).هذا وللتأمل في ذلك مجال إذالانسب حينئذ تعريف الحسن بأخيه أو بأبيه لابخاله مالك إلا أن يكون رجلا مشهورا لكن لم أجد لمالك الحضرمي ذكرا في الرجال. ثم أنه لايبعد كون الحسن بن محمد من أصحاب الكاظم (ع) بقرينة رواية أصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام عنه: مثل إسماعيل إبن سهل، والعباس بن معروف وهارون الذي له روايات عن أصحاب أبي عبدالله (ع)، وبقرينة رواية الحسن عن أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام مثل زرعة، والكاهلي كما في التهذيب ج ٧ ص ٣٧٦ و / ٣٩٢. (*)

٩٠

قال حدثنا عبدالله بن جعفر قال حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان عن الحسن بن محمد، وأخبرنا أحمد بن محمد الجندي قال حدثنا أبوعلي ابن همام الكاتب قال حدثنا عبدالله بن جعفر(١) . وروايات هذا الكتاب كثيرة.

١٠٥ - الحسن بن علي بن أبي المغيرة الزبيدي الكوفي

ثقة هو(٢) ،

____________________

(١) صحيح على إشكال بأحمد بن محمد بن يحيي والطريق الثاني صحيح علي كلام في شيخ الماتن في الطريقين.

(٢) بلا كلام ولاطعن فيه من أحد الا عن بعض الجمهور فطعنه بحديث واحد من أحاديثه.قال ابن حجر في لسان الميزان ج ٢(٢٣٧): الحسن بن علي بن أبي المغيرة الزبيدي الكوفي سمع الكثير، ورحل، وأخذ عن أبي جعفر الباقر (ع) والحارث بن المغيرة، وغيرهما، روى عنه عبدالله بن أحمد بن نهيك وسعيد بن صالح. ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الامامية وأفرد له خبرا منكرا، رواه الحارث عن الباقر (ع)، فيه: ان طين قبر الحسين بن علي (ع) شفاء من كل داء وأمن من كل خوف. قلت: والحديث رواه في التهذيب ج ٢(٢٦) باسناده عن حميد بن زياد عن ابن نهيك عن سعيد بن صالح عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة عن بعض أصحابنا قال قلت لابي عبدالله (ع) اني رجل كثير العلل والامراض وما تركت دواء إلا قد تداويت به فقال لي: وأين أنت عن طين قبر الحسين (ع)، فان فيه الشفاء من كل داء والامن من كل خوف الحديث. ورواه إبن الشيخ في الامالي عن الحسن بن علي بن المغيرة عن الحارث بن المغيرة النضري قال قلت لابي عبدالله (ع) الحديث. وذكر نحوه. وذكره إبن قولويه في كامل الزيارات(٢٨٢) نحو ما في التهذيب.ثم إن ما إشتمل عليه رواية الحسن بن علي أبي المغيرة من فضل تربة الحسينعليه‌السلام وإن فيها الشفاء ليس من منفرداته بل رواه جماعة كثيرة جدا من أصحاب أئمد أهل البيتعليهم‌السلام عنهم بطرق كثيرة متواترة جدا في كل عصر لا ينكرها إلا معاند ورواها أصحابنا في كتبهم. ذكره العلامة في الخلاصة(٤٣) نحو ما في المتن وذكر أباه أيضا في(١٠٣) قائلا: علي بن أبي المغيرة ثقة: وتبعه ابن داود في الموضعين(١١١) و(٢٣٧). قلت: ان كان توثيقهما لابيه عولا على النجاشي فهو مبني على كون (وأبوه) عطفا على قوله: ثقة وأما إذا كان مع ما بعده جملة مستأنفة فالتوثيق يخص الحسن والاظهر هو الثاني، ويؤيده: عدم ذكر الاصحاب الحسن في أصحابهما (ع) وعدهم أباه في أصحابهما، والعدول عن الماضي بالاستقبال في قوله: (وهو يروي)، لكن على هذا فالاولى أن يقول: ثقة روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام وروى هو كتاب أبيه عنه فتأمل جيدا.

(*)

٩١

وأبوه (١) ،

٩٢

روى عن أبي جعفر(١) ، وأبي عبداللهعليهما‌السلام (٢) وهو يروى كتاب أبيه عنه. وله كتاب مفرد أخبرني القاضي أبوالحسين محمد بن عثمان قال حدثنا جعفر بن محمد الشريف الصالح قال حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك قال: حدثنا سعيد بن صالح عن الحسن بن علي(٣) .

____________________

(١) ذكره الشيخ في أصحابه (ع) ص ١٣١ / ٦٥٠ قائلا: علي بن أبي المغيرة الزبيدي الازرق.قلت: وروى عنه عنه (ع) إبراهيم بن أبي البلاد كما في الكافى ج ٢(٢٢٦) باب سعة المنزل و(٢٢٩) باب إرتباط الدابة. ولا يبعد إتحاده مع علي بن المغيرة الذي ذكره البرقي في أصحاب الصادق(٢٥) بقرينة بعض الروايات وتحقيق ذلك في طبقاتنا.

(٢) ذكره الشيخ في أصحابه (ع) (٢٤١) قائلا: علي بن أبي المغيرة حسان الزبيدي أسند عنه.و(٢٦٨): علي بن أبي المغيرة الزبيدي الازرق كوفي. قلت: لعل الوجه في قوله (أسنة عنه) ما أشار إليه في المتن بقوله: وهو يروي كتاب أبيه عنه وتحقيق المراد بهذه الجملة تقدم في ج ١(٢٣١) وروى عن علي بن المغيرة عنه (ع) عاصم بن حميد كما في الكافي ج ٢ ص ١٥٥ باسناد صحيح.

(٣) ضعيف بسعيد بن صالح المهمل. وفي الفهرست ص ٥١ / ١٧٢: الحسن بن علي بن أبي المغيرة، له كتاب رويناه بالاسناد الاول (أحمد بن عبدون عن الانباري) عن حميد عن ابن نهيك عنه. قلت: الطريق موثق بحميد إلا أن الظاهر: سقوط (عن سعيد إبن صالح) بقرنية المتن، وأيضا ما تقدم عن التهذيب وكامل الزيارات.

(*)

٩٣

١٠٦ - الحسن بن صالح الاحول

كوفي، له كتاب يختلف روايته، أخبرنا أحمد بن عبدالواحد إجازة قال: أخبرنا علي بن محمد الزبير القرشي قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا العباس بن عامر عن الحسن بن صالح(١) .

١٠٧ - الحسن بن علي بن سبرة(٢)

له كتاب أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن إبن حمزة عن إبن بطة قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عنه(٣) .

____________________

(١) موثق بابن فضال الفطحي الثقة على اشكال بابن الزبير تقدم. ثم ان رواية العباس بن عامر القضباني الشيخ الصدوق الثقة من أصحاب الكاظمعليه‌السلام كتابه عنه تقتضي كونه في طبقة أصحاب أبي عبداللهعليه‌السلام كما تشير أيضا إلى جلالته.

(٢) وذكره في الفهرست(٤٩) وقال: بغدادي الخ وفي نسخة (م) شبرة.

(٣) ضعيف على كلام بابن بطة. وفى الفهرست: أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن إبن بطة عن أحمد بن إبي عبدالله عن لحسن بن علي بن سبرة. قلت: طريقه ضعيف بأبي المفضل وبابن بطة. ورواية البرقي عنه تقتضي كونه من أصحاب الكاظم بل الصادق علهيما السلام. (*)

٩٤

١٠٨ - الحسن بن الجهم بن بكير عن أعين أبومحمد الشيباني

ثقة(١) روى عن أبي الحسن موسى(٢) ، والرضا (ع)،(٣)

____________________

(١) قال الشيخ في أصحاب الكاظم (ع) ص ٣٤٧ / ١٠: الحسن إبن الجهم بن بكير بن أعين ثقة.

وكناء أبوالحسنعليه‌السلام بأبي محمد على ما في كامل الزيارات(٣٥).

(٢) ذكره البرقي في أصحابه(٤٩) وأيضا الشيخ كما تقدم، وقد روى جماعة عنه عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام مثل الحسن بن علي بن فضال، وعلي بن أسباط، ومحمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار ذكرناهم في طبقات أصحابه (ع).

(٣) وذكره الشيخ في أصحابه (ع) ص ٣٧٣ / ٢٨ قائلا: الحسين (المجمع: الحسن) بن جهم الرازي.

قلت: الظاهر أن الحسين مصحف (الحسن) بقرنية كلام الاصحاب والاخبار. وقد عده المفيد فيمن روى النص عن أبي الحسن الرضا علي أبي جعفرعليهما‌السلام بالامامة وروى جماعة عنه عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام مثل الحسن إبن علي بن فضال، وعلي بن أسباط، ومحمد بن عبد الحميد، وغيرهم ذكرناهم في طبقات أصحابه (ع). وقد ورد في أخبارنا ما يدل على جلالة الحسن بن الجهم ومكانته عند الائمة (ع) وخاصة عند أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ذكرناها في في ترجمته من كتابنا في أخبار الرواة. وكانرحمه‌الله ممن وفق له معرفة قبر مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام في زمن لا يعرفه الا الخواص من أصحابهم وكان له إحتجاج لطيف على من عاند الحق من المخالفين في إثبات أن محل قبره الشريف هو الغري وقد عرضى على أبي الحسنعليه‌السلام فأصوبه في رأيه ومقالته ثم قال (ع): يا أبا محمد ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك ولا يذهب مذهبك، فقلت له: جعلت فداك أما ذلك شئ من الله قال: ان الله يوفق من يشاء ويؤمن عليه، فقل: ذلك بتوفيق الله، واحمده عليه رواه إبن قولويه بطريقين عنه في باب ٩(٣٥) من كامل الزيارات. (*)

٩٥

له كتاب تختلف الروايات فيه.

فمنها ما أخبرناه عدة من أصحابنا ب عن أبي الحسن بن داود قال: حدثنا أبوعلي محمد بن أحمد بن زكريا ابوعلي، المعروف يابن دبس قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم(١) .

____________________

(١) ضعيف بمحمد بن أحمد بن زكريا وبأبيه المهملين في الرجال. وفى الفهرست(٤٧): الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين له مسائل، أخبرنا بها إبن ابي جيد عن محمد بن الحسن الوليد عن الحسن بن متيل عن الحسن بن علي بن يوسف عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسن بن الجهم. قلت: طريقه صحيح بناء‌ا على وثاقة إبن أبي جيد من مشايخ النجاشي، وأيضا بناء‌ا على أن الحسن بن علي بن يوسف هو إبن بقاح المتقدم، توثيقه في ترجمته(٨١) بقرنية ما يأتى في معاذ بن ثابت الجوهري في طريق الشيخ عن الصفار وسعد عن الحسن بن علي عن الحسن بن علي بن يوسف المعروف بابن بقاح عنه، وما تقدم في الحسنإبن علي بن يقطين (٩٠) عن محمد بن بكر بن جناح عن الحسن إبن علي بن يوسف بن بقاح.وللشيخ (ره) طرق صحيحة مختلفة إلى الحسن بن الجهم في التهذيبين. وروى الصدوق في المشيخة(٣٩) عن محمد بن علي ما جيلويهرضي‌الله‌عنه عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عنه. قلت: طريقه حسن كالصحيح بما جيلونه شيخه الذي يترحم عليه ويترضي عنه وبابراهيم بن هاشم المتقدم ترجمته. (*)

٩٦

١٠٩ - الحسن بن الدبرقان أبوالخزرج(١)

قمي له كتاب، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عنه(٢) .

____________________

(١) وفى الفهرست (٥٩): الحسين بن الزبرقان يكنى أبا الخزرج له كتاب. وفي باب من لم يرو عن الائمة (ع) ص ٤٧١ / ٥٦: الحسين بن الزبرقان روى عنه البرقي. وذكره إبن حجر أيضا في لسان الميزان مصغرا وفى الاخبار: الحسن مكبرا كما ان فيها زيادة: الانصاري في عنوانه. واتفقت الاخبار وكلام الاصحاب على تكنيته بأبي الخزرج لكن في نسخة المتن (ن) هكذا: أبوالحراج، كما ان في النسخة المطبوعة (الحسن بن الزبرقان).

(٢) ضعيف على كلام بابن بطة. وفي الفهرست: أخبرناه عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن إبن بطة الخ. وطريقه ضعيف بأبي المفضل أيضا. روى البرقي عنه عن إسحاق الحذاء عن أبي عبداللهعليه‌السلام في الكافي ج ٢(٢٠٩) في الاحتذاء.وعنه عن علي بن غراب عنه (ع) في ج ١ باب الاستعانة بالدنيا على الاخرة(٣٤٧)، وعنه عن الفضل إبن عثمان عن خال أمه أبي عزيز المرادي عنه (ع) في باب الاشنان منه ج ٢ ص ١٨٥، وعنه عن فضيل بن عثمان الاعور عن الزهري عن علي بن الحسينعليه‌السلام في باب القاتل يريد التوبة ج ٢ ص ٣٢٢ وعنه عن مصعب بن سلام التميمي عن أبي عبداللهعليه‌السلام في ج ٢ باب ٤٣ / ٣٣٩. قلت: الظاهر أنه غير الحسن بن الزبرقان الطبري من مشايخ إبن قولويه روى عنه في كامل الزيارات(١٨٨). (*)

٩٧

١١٠ - الحسن بن الحسين العرني النجار

مدني(١)

____________________

(١) الظاهر أنه ليس هو الحسن العرني الذي ذكره ابن سعد في طبقات الكوفيين ج ٦ / ٢٩٥ وقال: من بجيلة، وكان ثقة، وله أحاديث. وذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين (ع)(٣٨) وقال: من بجيلة. فعم لايبعد كونه من ولد حبة من جوين أبي قدامة العرني الذي ذكره البرقي في أصحاب علي (ع) من اليمن(٦) والشيخ في أصحاب أمير المؤمنين (ع)(٣٨) وفي أصحاب أبي محمد الحسن (ع)(٦٧) وروى في التهذيب ج ٦ / ١٧٥ / ٣٤٩ عن أبي البلاد عن حبة العرني عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفي ج ٣ / ٢٥٣ / ٦٩٩ عن أبي المقدام عنه عنه (ع) في مساجد الكوفة، وروى عنه إبن المشهدي في المزار الكبير في فضل مسجد الكوفة وقد ذكرناه مع رواياته في طبقات أصحابهما (ع) وكان لحبة العراني مسجد يعرف به. قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج ١ في ترجمة الحسن بن الحسين العرني (٤٣٨): وقال ابن الاعرابي: حدثنا الفضل بن يوسف الجعفي حدثنا الحسن بن الحسين الانصاري في مسجد حبة العرني حدثنا معاذ ابن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس: إنما أنت منذر، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا المنذر، وعلي الهادي، بك ياعلي يهتدي المهتدون.قلت: كان الحسن بن الحسين العرني النجار هو المدني على ما في المتن والكوفي كما في كتب الجمهور بل هو الظاهر من كونه عرنيا منسوبا إلى قبيلة من العرب في بجيلة، وكان من المشاهير.

ذكره أصحابنا والجمهور في تراجمهم منهم: إبن حجر في التقريب، وفي لسان الميزان ج ٢ / ١٩٩، والذهبي في الاعتدال ج ١ ص ٤٨٣ وقالا: كان من رؤساء الشيعة، نعم ذكرا تضعيفه بروايته المناكير، وعدا منها جملة من رواياته في فضائل أمير المؤمنين (ع) كما عدا حبة العرني من غلاة الشيعة من اصحاب علي (ع). ولا حول ولاقوة إلا بالله. (*)

٩٨

له كتاب عن الرجال عن جعفر بن محمد (ع)(١) أخبرنا أحمد إبن علي، والحسين بن عبيد الله قالا: حدثنا محمد بن علي بن تمام أبوالحسين الدهقان قال: حدثنا علي بن محمد الجوجاني (الحرجاني - خ)

____________________

(١) وروى إبن حجر في لسان الميزان في ترجمته، وأيضا الذهبي في ميزان الاعتدال عن الحسين بن الحكم الحبري، حدثنا حسن بن حسين العرني، حدثنا حسين بن يزيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يصلي المريض قائما فان لم يستطع صلى قاعدا الحديث. وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ٢(٣١٧): الحسين بن يزيد روى عن جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام ، وله حديث في الدار قطني. قلت: وروى في نوادر حج الكافي ج ١(٣١٤) باسناده عن علي ابن أبي عبدالله عن الحسين بن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول وقد قال له أبوحنيفة الحديث. وقد أوردناه في طبقات أصحابه (ع) وروى المفيد في الارشاد(٢٦٧) باسناده عن أبي الحسن بكار ابن أحمد الازدي عن الحسن بن الحسين العرني عن عبدالله بن جرير القطان الخ. (*)

٩٩

عن أبيه قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان عن الحسن بكتابه(١) .

____________________

(١) ضعيف بعلي بن محمد الحرجاني وأبيه المهملين في الرجال، ولم أقف له على شئ إلا رواية محمد بن علي بن الفضل بن تمام بن سكين أبي الحسين الدهقان من مشايخ التلعكبري عنه ويأتي في ترجمته(١٠٤٨) قوله: وكان ثقة عينا صحيح الاعتقاد جيد التصنيف الخ. ويحتمل كون أبيه محمد هو محمد بن علي بن عبدك أبومحمد كما في الفهرست ويأتي في ترجمته(١٠٤٢) قوله: أبوجعفر الجرجاني، جليل القدر من أصحابنا فقيه متكلم الخ. (*)

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

وقال العالمعليه‌السلام : كل علة تسارع في الجسم، ينتظر أن يؤمر فيأخذ، إلا الحمى فإنها ترد وروداً(1) .

وروي: أنها حظ المؤمن من النار(2) .

وأروي عن العالم عليه السالم أنه قال: أيام الصحة محسوبة، وأيام العلة محسوبة، ولا يزيد هذه ولا ينقص هذه، فإن الله عز وجل يحجب بين الداء والدواء حتى تنقضي المدة، ثم يخلي بينه وبينه فيكون برؤه بذلك الدواء، أو يشاء فيخلي قبل النقضاء المدة بمعروف أو صدقة أو بر، فإنه يمحوا الله ما يشاء ويثبت، وهو يبدئ ويعيد.

وروي: لا خير في بدن لا يألم(3) ، ولا في مال لايضار(4) ، فسئل العالمعليه‌السلام عن معنى هذا فقال: إن البدن إذا صح أشر وبطر، فإذا اعتل ذهب ذلك عنه، فإن صبر جعل كفارة لما قد أذنب، وإن لم يصبر جعله وبالاً عليه.

وروي: حمى يوم كفارة سنة(5) .

وقال العالمعليه‌السلام : حمى يوم كفارة ستين سنة، إذا قبلها بقبولها. قيل: وما قبولها؟ قال: أن يحمد الله ويشكره، ويشكو إليه ولا يشكوه، وإذا سئل عن خبره قال خيراً(6) .

وروي: من شكا إلى أخيه المؤمن فقد شكا إلى الله، ومن شكا إلى غيره فقد شكا الله(7) .

وروي: انه أذا كان يوم القيامة، يود أهل البلاء والمرضى أن لحومهم قد قرضت بالمقاريض، لما يرون من جزيل ثواب العليل.

____________________

(1) الكافي 8: 88|53 باختلاف يسير.

(2) الكافي 3: 112|7، ثواب الأعمال: 288|1، مكارم الأخلاق: 357، التمحيص: 43|49.

(3) ثواب الأعمال: 228|2 باختلاف يسير من « وروي: لا خير... ».

(4) في نسخة « ض »: « يصاب ».

(5) ثواب الأعمال: 229، علل الشرائع: 297، مكارم الأخلاق: 358، التمحيص: 42|45، وفيها ليلة بدل يوم من « وروي: حمى... ».

(6) ورد باختلاف في ألفاظه في ثواب الأعمال: 229، والكافي 3: 116|5، مكارم الأخلاق: 359.

(7) معاني الأخبار: 407|84، قرب الاسناد: 38 باختلاف يسير.

٣٤١

91 - باب الأدوية الجامعة بالقرآن

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إذا بدت بك علة تخوفت على نفسك منها، فاقرأ ( الأنعام ) فإنه لا ينالك من تلك العلة ما تكره(1) ...

أروي عن العالمعليه‌السلام : من نالته علة فليقرأ في جنبه ( اُم الكتاب ) سبع مرات، فإن سكنت وإلا فليقرأ سبعين مرة فإنها تسكن(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام : في القرآن شفاء من كل داء(3) .

وقال: داووا مرضاكم بالصدقة(4) واستشفوا له بالقرآن، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء له(5) .

ونروي أنه من قرأ ( النحل ) في كل شهر كفي المقدر في الدنيا سبعين نوعاً من أنواع البلاء، أهونه الجنون والجذام والبرص(6) .

ومن قرأ سورة ( لقمان ) في كل ليلة، وكّل الله به ثلاثين ملكاً يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يصبح، فإن قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه حتى يمسي(7) .

ومن قرأ سورة ( يس ) قبل أن ينام أو في نهاره، كان من المحفظين والمرزوقين حتى يمسي أو يصبح، ومن قرأها في ليلية وكل الله به ألفي ملك يحفظونه من كل شيطان

____________________

(1) مكارم الأخلاق: 363 باختلاف يسير.

(2) مكارم الأخلاق: 363.

(3) مكارم الأخلاق: 363.

(4) مكارم الأخلاق: 388، الجعفريات: 221، طب الأئمة: 123.

(5) طب الأئمة: 48 باختلاف في الفاظه.

(6) ثواب الأعمال: 133، مكارم الأخلاق: 364، تفسير العياشي 2: 254|1، مجمع البيان 3: 347.

(7) ثواب الأعمال: 136، مكارم الأخلاق: 364، مجمع البيان 4: 312.

٣٤٢

رجيم ومن كل آفة، فإن مات في يومه أو ليلته أدخله الله الجنة، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك، كلهم يستغفرون له ويشيعونه إلى قبره(1) .

ومن قرأ سورة ( الصافات ) في كل يوم جمعة، لم يزل محفوظاً من كل آفة مدفوعاً عنه كل بلية في الدنيا، مرزوقاً بأوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه في ماله ولا في ولده ولا في بدنه سوء من شيطان رجيم ومن جبار عنيد، وإن مات في يومه أو ليلة بعثه الله شهيداً من قبره(2) .

ومن قرأ ( الزمر ) أعطاه الله شرف الدنيا والآخرة، وأعزه بلا مال ولا عشيرة(3) .

ومن قرأ ( الطور ) جمع الله له خير الدنيا والآخرة(4) .

ومن قرأ ( الواقعة ) في كل جمعة، لم ير في الدنيا بؤسا ولا فقراً ولا آفة من آفات الدنيا، وهذه السورة خاصة لأمير المؤمنين لا يشركه فيها أحد(5) .

ومن قرأ ( الحديد والمجادلة ) في صلاة فريضة وأدمنها لم ير في أهله وماله وبدنه سوء ولاخصاصة(6) .

ومن قرأ ( الممتحنة ) في فرائضه ونوافله، امتحن الله قلبه للإيمان ونور بصره، ولم يصبه فقر أبداً، ولا ضرر في بدنه ولا في ولده(7) .

ومن قرأ سورة ( الجن ) لم يصبه في الحياة الدنيا شيء من أعين الجن، ولا نفثهم، ولا سحرهم، ولا كيدهم(8) .

من قرأ سورة ( المزمل ) في عشاء الآخرة، أو في آخر الليل، كان له الليل والنهار شاهدين مع السوره، وأحياه الله حياة طيبة، وأماته الله ميتة طيبة(9) .

ومن قرأ ( النازعات ) لم يمت إلا ريان، ولم يبعثه الله إلا ريان، ولم يدخل الجنة

____________________

(1) ثواب الأعمال: 138، مكارم الأخلاق: 364، مجمع البيان 4: 413.

(2) ثواب الأعمال: 139، مكارم الأخلاق: 364، مجمع البيان 4: 436.

(3) ثواب الأعمال: 139، مكارم الأخلاق: 364، مجمع البيان 4: 487.

(4) ثواب الأعمال: 143، مكارم الأخلاق: 364، مجمع البيان 5: 162.

(5) ثواب الأعمال: 144، مكارم الأخلاق: 364، مجمع البيان 5: 212، وفيها ليلة الجمعة.

(6) مكارم الأخلاق: 364، ثواب الأعمال: 145، مجمع البيان 5: 229.

(7) ثواب الأعمال: 145، مكارم الأخلاق: 365، مجمع البيان 5: 267.

(8) ثواب الأعمال: 148، مكارم الأخلاق: 365، مجمع البيان 5: 365.

(9) ثواب الأعمال: 148، مكارم الأخلاق: 365، مجمع البيان 5: 375.

٣٤٣

إلا ريان(1) .

ومن قرأ ( إنا أنزلناه ) في فريضة من الفرائض، ناداه منادٍ: يا عبد الله قد غفر لك ما مضى، فاستأنف العمل(2) .

ومن قرأ ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) في نوافله، لم يصبه زلزلة أبداً، ولم يمت بها، ولا بصاعقة، ولا بآفة من آفات الدنيا(3) .

ومن قرأ ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) في فريضة، نفت عنه الفقر، وجلبت عليه الرزق، ودفعت عنه ميتة السوء إن شاء الله(4) .

ومن قرأ ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) في فريضة من الفرائض، غفر الله له ولوالديه وما ولد، فإن كان شقياً أثبت في ديوان السعداء، وأحياه الله سعيداً شهيداً، وأماته الله شهيداً، وبعثه الله شهيداً(5) .

ومن قرأ ( إذا جاء نصر الله ) في نافلة أو فريضة، نصره الله على جميع أعدائه(6) ، وكفاه المهم.

____________________

(1) ثواب الأعمال: 149، مجمع البيان 5: 428.

(2) ثواب الأعمال: 152|2، مكارم الأخلاق: 365، مجمع البيان 5: 516.

(3) مكارم الأخلاق: 365، ثواب الأعمال: 152، مجمع البيان 5: 524.

(4) ثواب الأعمال: 154، مكارم الأخلاق: 365، مجمع البيان 5: 536 باختلاف يسير.

(5) ثواب الأعمال: 154، مكارم الأخلاق: 365، مجمع البيان 5: 551.

(6) ثواب الأعمال: 155، مكارم الأخلاق: 366، مجمع البيان 5: 553.

٣٤٤

92 - باب فضل الدعاء

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: لكل داء دواء. سألته عن ذلك فقال: لكل داء دعاء، فإذا الهم العليل الدعاء، فقد أذن في شفائه(1) .

ثم قال لي العالمعليه‌السلام : الدعاء أفضل من قراءة القرآن، لأن الله جل وعز يقول(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) (2) وإن الله يؤخر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه، ويقول: صوت أحب أن أسمعه، ويعجل إجابته دعاء المنافق ويقول: صوت أكره سماعه(3) .

وأفضل الدعاء الصلا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والدعاء لإخوانك المؤمنين، ثم الدعاء لنفسك بما أحببت(4) .

وأقرب ما يكون العبد من الله إذا كان في السجود(5) .

وأروي أن الدعاء يدفع من البلاء ما قدر وما يقدر قيل: وكيف يدفع ما لم يقدر؟ قال: حتى لا يكون.

وطين قبر أبي عبد الله شفاء من كل داء وأمان من كلّ خوف(7) .

وأروي عنهعليه‌السلام أنه قال: طين قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام شفاء من

____________________

(1) مكارم الأخلاق: 389.

(2) الفرقان: 25: 77.

(3) مكارم الأخلاق: 389.

(4) مكارم الأخلاق: 389 باختلاف يسير.

(5) الكافي 3: 324|11، مكارم الأخلاق: 389، الاُصول الستة عشر: 41 باختلاف يسير.

(6) الكافي 2: 340|2 باختلاف يسير.

(7) طب الائمة: 52، وورد باختلاف يسير في الكافي 6: 266|9، والتهذيب 9: 89|377، وأمالي الطوسي 1: 326.

٣٤٥

كل علة إلا السام، والسام: الموت(1) .

وماء زمزم، أروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ماء زمزم شفاء لما شرب له »(2) .

وفي حديث آخر: ماء زمزم شفاء لما استعمل.

وأروي: ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم، وأمان من كل خوف وحزن(3) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام : ان حبة السوداء مباركة، تخرج الداء الدفين من البدن.

وعنهعليه‌السلام : إن حبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام.

وعليكم بالعسل وحبة السوداء(4) .

وقال: العسل شفاء في ظاهر الكتاب، كما قال الله جل وعز.

وقال العالمعليه‌السلام : في العسل شفاء من كل داء(5) ، من لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم، ويحسم(6) الصفرة، ويمنع المرة السوداء، ويصفي الذهن، ويجود الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر.

والسكر ينفع من كل شيء(7) ، وكذلك المغلي(8) .

وأروي في الماء البارد أنه يطفيء الحرارة، ويسكن الصفراء ويهضم الطعام، ويذيب الفضلة التي على رأي المعدة، ويذهب بالحمى(9) .

وأروي: أنه لو كان شيء يزيد في البدن لكان الغمز يزيد، واللين من الثياب، وكذلك الطيب، ودخول الحمام، ولو غمز الميت فعاش لما أنكرت ذلك.

____________________

(1) الكافي 4: 588|4 باختلاف في الفاظه.

(2) الفقيه 2: 135|573، مكارم الأخلاق: 155، طب الائمة: 52 وباختلاف يسير في الكافي 6: 387|5 والمحاسن: 573|19.

(3) مكارم الأخلاق: 155.

(4) مكارم الأخلاق: 185، طب الائمّة: 51 و 68، من « وعنهعليه‌السلام ... ».

(5) الخصال: 623، الكافي 6: 332|2، المحاسن: 499|613 باختلاف يسير.

(6) في نسخة « ش »: « ويلحس ».

(7) الكافي 6: 333|2، المحاسن: 500|622 من « والسكر... ».

(8) مكارم الأخلاق: 157، وفيه: الماء المغلي ينفع من كل شيء.

(9) ورد باختلاف في ألفاظه في مكارم الأخلاق: 155، والكافي 6: 381|2، والمحاسن: 572|15.

٣٤٦

وأروي: أن الصدقة ترجع البلاء من السماء.

وقيل: أن الصدقة تدفع القضاء المبرم عن صاحبه(1) .

وقيل: لا يذهب بالأدواء إلا الدعاء، والصدقة، والماء البارد.

وأروي: أن أقصى الحمية أربعة عشر يوماً، وأنها ليس ترك أكل الشيء، ولكنها ترك الإكثار منه.

وأروي: أن الصحة والعلة يقتتلان في الجسد، فإن غلبت العلة الصحة استيقظ المريض، وإن غلبت الصحة العلة اشتهى الطعام، فإذا اشتهى الطعام فأطعموه فلربما فيه الشفاء.

ونروي: من كفران النعم أن يقول الرجل: أكلت الطعام فضرني(2) .

ونروي: أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء، لقوله جل وعز:(كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ) (3) وبالله التوفيق.

____________________

(1) مكارم الاخلاق: 388، طب الأئمّة: 123 باختلاف يسير. من « وقيل: ان الصدقة... ».

(2) معاني الأخبار: 385|18، المحاسن: 450|362 باختلاف يسير من « من كفران النعم... ».

(3) الأنعام 6: 141.

٣٤٧

93- باب القدر والمنزلة بين المنزلتين

سألت العالمعليه‌السلام : أجبر الله العباد على المعاصي؟

فقال: الله أعدل من ذلك(1) .

فقلت له: ففوض إليهم؟

فقال: هو أعز من ذلك.

فقلت له: فتصف لنا المنزلة بين المنزلين؟

فقال: أجبر هن الكره، فالله - تبارك وتعالى - لم يكره على معصيته، وإنما لجبر أن يجبر الرجل على ما يكره وعلى ما لا يشتهي، كالرجل يعلب على أن يضرب أو يقطع يده، أو يؤخذ مابه، أو يغضب على حرمته، أو من كانت له قوة ومنعة فقهر، وأما من أتى إلى أمر طائعاً محباً له، يعطي عليه ما له لينال شهوة، فليس ذلك بجبر، إنما الجبر من أكرهه عليه، أو أغضبه حتى فعل ما لا يريد ولا يشتهيه، وذلك أن الله - تبارك تعالى - لم يجعل له هوى ولا شهوة ولا محبة ولا مشيئة، إلا فيما علم أن كان منهم، وإنما يجزون في علمه وقضائه وقدره، على الذي في علمه وكتابة السابق فيهم قبل خلقهم، الذي علم أنه غير كائن منهم، هو الذي لم يجعل لهم فيه شهوة ولا إرادة.

وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: منزلة بين منزلتين في المعاصي وسائر لأشياء، فالله - جل وعز - الفاعل لها، والقاضي، والمقدر، والمدبر.

وقد أروي أنه قال: لا يكون المؤمن مؤمنا حقاً، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن

____________________

(1) التوحيد: 362|10 باختلاف يسير.

٣٤٨

ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه(1) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: مساكين القدرية، أرادوا أن يصفوا الله - عز وجل - بعدله، فأخرجوه من قدرته وسلطانه(2) .

وروي: لو أراد الله - سبحانه - أن لا يعصى، ما خلق الله إبليس.

وأروي أن رجلاً سأل العالمعليه‌السلام : أكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ فقال: كلف الله جميع الخلف ما لا يطيقونه، إن لم يعنهم عليه، فإن أعانهم عليه اطاقوه، قال الله - جل وعز - لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ) (3) .

قلت: ورويت عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: القدر والعمل، بمنزلة الروح والجسد، فالروح بغسر الجسد لا يتحرك ولا يرى، والجسد بغير الروح صورة لا حراك له، فإذا اجتمعا قويا وصلحا وحسنا وملحا، كذلك القدر والعمل، فلو لم يكن القدر واقعاً على العمل، لم يعرف الخالق من المخلوق، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر، لم يمض ولم يتم ولكن باجتماعها قويا وصلحا، ولله فيه العون لعباده الصالحين(4) .

ثم تلا هذه الاية(وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) (5) الاية ثم قال العالمعليه‌السلام : وجدت ابن ادم بين الله وبين الشيطان، فإن أحبه الله - تقدست أسماؤه - خلصه واستخلصه، وإلا خلى بينه وبين عدوه.

وقيل للعالمعليه‌السلام : إن بعض أصحابنا يقولون بالجبر، وبعضهم يقولون بالإستطاعة، قال فأمر أن يكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله عز وجل: يا بني آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوتي أديت فرائض، وبنعمتي قويت على معصيتي، خلقتك سميعاً بصيراً ما أصابك من حسنة فمني، وما أصابك من سيئة فمن نفسك بذنوبك ومعاصيك،

____________________

(1) الكافي 2: 48|4 و 7، مشكاه الأنوار: 12، شهاب الأخبار: 109|596 باختلاف يسير من « لايكون المؤمن مؤمناً... ».

(2) ورد باختلاف في ألفاظه في التوحيد: 382|29.

(3) النحل 16: 127.

(4) التوحيد: 366|4، مختصر بصائر الدرجات: 137 باختلاف يسير من « القدر والعمل... ».

(5) الحجرات 49|7.

٣٤٩

وذلك أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني، لا أسال عما أفعل وهم يسألون.

ثم قالعليه‌السلام : قد بينت لك كل شيء تريده(1) .

____________________

(1) الكافي 1: 122|12، التوحيد: 338|6 باختلاف يسير. من « وقيل للعالمعليه‌السلام : ان بعض أصحابنا... ».

٣٥٠

94 - باب الاستطاعة

أروي أن رجلا سأل العالمعليه‌السلام فقال: يابن رسول الله، أليس أنا مستطيع لما كلفت؟

فقال له العالمعليه‌السلام : ما الإستطاعة عندك؟

قال: القوة على العمل.

قال له العالمعليه‌السلام : قد أعطيت القوة إن أعطيت المعونة.

قال له الرجل: فما المعونة؟

قال: التوفيق.

قال: فلم اعط التوفيق؟

قالعليه‌السلام : لو كنت موفقاً كنت عاملاً، وقد يكون الكافر أقوى منك، ولا يعطى التوفيق فلا يكون عاملاً.

ثم قالعليه‌السلام : أخبرني عنك، من خلق فيك القوة؟

قال الرجل: الله تبارك وتعالى.

قال العالمعليه‌السلام : فهل تستطيع بتلك القوة، دفع الضرر عن نفسك وأخذ النفع إليها، بغير العون من الله تبارك وتعالى؟

قال: لا.

قالعليه‌السلام : فلم تنتحل ما لا تقدر عليه؟ ثم قال: أين أنت عن قول العبد الصالح:(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ) (1) !

____________________

(1) هود 11: 88.

٣٥١

وأروي أن رجلاً سأله عن الإستطاعة، فقال: أتستطيع أن تعلم ما لم يكن؟

قال: لا.

قال: أتستطيع أن تنتهي عما يكون؟

قال: لا.

قالعليه‌السلام : ففيما أنت مستطيع؟

قال الرجل: لا أدري.

فقالعليه‌السلام : إن الله - جل وعز - خلق خلقاً فجعل فيهم آلة الفعل، ثم لم يفوض إليهم، فهم مستطيعون للفعل، في وقت الفعل مع الفعل.

قال الرجل: فالعباد مجبورون؟

فقال: لو كانوا مجبورين كانوا معذورين.

قال الرجل: فمفوض إليهم؟

قال: لا.

قال: فما هو.

قال العالمعليه‌السلام : علم منهم فعلاً، فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مستطيعين(1) .

وسألت العالمعليه‌السلام ، أنه يكون العبد في حال مستطيعاً.

قال: نعم، أربع خصال: مخلى السرب، صحيح، سليم، مستطيع.

فسألته عن تفسيره، فقال: يكون مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، لا يقدر أن يزني إلا أن يجد امرأة، فاذا وجد امرأة فاما أن يعصي فيمتنع كما امتنع يوسف، واما أن يخلى بينه وبينها فهو زان، ولم يطع الله بإكراه، ولم يعص بقلبه(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام قال: ستة ليس للعباد فيها صنع: المعرفة، والجعل، والرضا، والغضب، والنوم، واليقظة(3) .

____________________

(1) الكافي 1: 123|2 باختلاف يسير من « وأروي: أن رجلاً سأله عن إلاستطاعة... ».

(2) التوحيد: 248|7، اعتقادات الصدوق: 72، الكافي 1: 122|1 باختلاف يسير.

(3) الخصال: 325|13، التوحيد: 411|6، الكافي 1: 125|1.

٣٥٢

95 - باب مكارم الأخلاق، والتجمل، والمرؤة، والحياة، والبر، وصلة

الأرحام، وغير ذلك من الآداب

ونروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « بعثت بمكارم الأخلاق »(4) .

أروي عن العالمعليه‌السلام : ان الله - جل وعز - خص رسوله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله، وإلا فاسألوه وارغبوا إليه فيها.

قال: وذكرها عشرة: اليقين، والقناعة، والبصيرة، والشكر، والحلم، وحسن الخلق، والسخاء، الغيرة، والشجاعة، والمرؤة.

وفي خبر آخر زاد فيها، الصدق، والحياء، وأداء الأمانة(2) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام قال: ما نزل من السماء أجلُّ ولا أعزُّ من ثلاثة، التسليم، والبر، واليقين(3) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: إن الله - عز وجل - أوحى إلى آدمعليه‌السلام ان اجتمع الكلام كله في أربع كلمات.

فقال: يا رب بينهن لي.

فأوحى الله إليه: واحدة لي، واُخرى لك، واُخرى بيني وبينك، واُخرى بينك وبين الناس، فالتي لي، تؤمن بي ولاتشرك بي شيئاً، والتي لك: فأجازيك عنها

____________________

(1) امالي الطوسي 2: 209، مشكاة الانوار: 243.

(2) الكافي 2: 46|2، الخصال 431|12، أمالي الصدوق: 184|8، معاني الأخبار: 191|3، أمالي المفيد: 192|22، معدن الجواهر: 67 باختلاف يسير.

(3) مشكاة الأنوار: 27 باختلاف يسير.

٣٥٣

أحوج ما تكون إلى المجازاة، والتي بينك وبيني: فعليك الدعاء وعليّ الإجابة، والتي بينك وبين الناس: فأن ترضى لهم ما ترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك(1) .

وأروي أنه سئل العالمعليه‌السلام عن خيار العباد فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا(2) .

وأروي أن رجلاً سأل العالمعليه‌السلام أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا والآخرة، ولا يطول عليه، فقال: لا تغضب.

ونروي أن رجلاً أتى سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، علمني خلقاً يجمع لي خير الدنيا والآخرة، فقال: « لا تكذيب »، قال الرجل: وكنت على حاله يكرهها الله فتركتها، خوفاً أن يسألني سائل عنها عملت كذا وكذا، فافتضح أو أكذب، فأكون قد خلقت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما حملني عليه.

وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه.

ونروي: كبر الدار من السعادة، وكثرة المحبين من السعادة، وموافقه الزوجة كمال السرور.

ونروي: تعاهد الرجل ضيعة من المرؤة(3) ، وسمن الدابة من المرؤة، والأحسان إلى الخادم من المرؤة.

وأروي أن الله تبارك وتعالى يحب الجمال والتجمل، ويبغض البؤس والتباؤس، وانّ الله عز وجل يبغض من الرجال القاذورة، وأنه إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثر تلك النعمة.

وروي: جصص الدار، واكسح الأفنية ونظفها، واسرج السراج قبل مغيب الشمس، كل ذلك ينفي الفقر، ويزيد في الرزق(4) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام ، قلت له: أي الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: وقار

____________________

(1) الفقيه 4: 290|873، معاني الأخبار: 137|1، أمالي الصدوق: 487|1، الكافي 2: 118|13.

(2) الكافي 2: 188|31، مشكاة الأنوار: 79.

(3) معاني الأخبار: 258|7، من « ونروي: تعاهد الرجل... ».

(4) مكارم الأخلاق: 41، أمالي الطوسي 1: 281 باختلاف يسير، من « وأروي أن الله تبارك وتعالى... ».

٣٥٤

بلا مهابة، وسماح بلا طلب المكافأة، وتشاغل بغير صلاح الدنيا(1) .

ونروي أن رسول الله صلى الله وعليه وآله نظر إلى ولدي أمير المؤمنين، الحسن والحسين صلوات الله عليهم، وبنات جعفر بن أبي طالب صلوات الله عليه، فقال: « بنونا لبناتنا، وبناتنا لبنينا ».

وروي: لا تقطع أو تقطع أودّاءك فيطفى نورك(2) .

وروي: أن الرحم إذا بعدت غبطت، وإذا تماست عطبت.

وروي: سرسنتين برّ والديك، سرسنة صل رحمك، سرميلاً عد مريضاً، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخاك في الله، سر خمسة أميال أنصر مظلوماً، سر ستة أميال أغث ملهوفاً سر عشرة أميال في قضاء حاجة المؤمن، وعليك بالإستغفار(3) .

ونروي: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، كفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم(4) .

وأروي: الأخ الكبير بمنزلة الاب.

وأروي أن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله كان يقسم لحظاته بين جلسائه، وما سئل عن شيء قط فقال: لا - بأبي هو وأميصلى‌الله‌عليه‌وآله - ولا عاتب أحداً على ذنب أذنب.

ونروي: من عرض لأخيه المؤمن في حديثه، فكأنما خدش وجهه(5) .

ونروي: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فعن ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده(6) .

وأروي: أطرفوا أهاليكم في كل جمعة، بشيء من الفاكهة واللحم، حتى يفرحوا بالجمعة(7) .

____________________

(1) أمالي الصدوق: 238|8، الكافي 2: 188|33.

(2) علل الشرائع: 582|19، نوادر الراوندي: 10 باختلاف في ألفاظه، من « وروي: لا تقطع... ».

(3) نوادر الراوندي: 5، من « وروي: سر سنتين... ».

(4) أمالي الصدوق: 238|6 باختلاف في ألفاظه.

(5) مشكاة الأنوار: 189، جامع الأحاديث: 24، قضاء حقوق المؤمنين ح 8 باختلاف يسير، من « من عرض لأخيه... ».

(6) الفقيه 4: 259، المواعظ للصدوق: 19.

(7) الفقيه 1: 273|1246.

٣٥٥

ونروي: إن كانت تحب أن تنشب لك النعمة، وتكمل لك المرؤة، وتصلح لك المعيشة، فلا تشرك العبيد والسفلة في أمرك، فإنك إن ائتمنتهم خانوك، وإن حدوثوك كذبوك، وإن نكبت خذوك(1) ، ولا عليك أن تصحب ذا العقل، فإن لم تحمد كرمه انتفع بعقله(2) ، واحترز من سيء الأخلاق، ولا تدع صحبة الكريم وإن لم تحمد عقله ولكن تنتفع بكرمه بعقلك، وفر الفرار كله من الأحمق اللئيم.

ونروي: أنظر إلى من هو دونك في المقدره، ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإن ذلك أقنع لك، وأحرى أن تستوجب زيادة.

واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين والبصيرة، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير اليقين والجهل.

واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله، والكف عن أذى المؤمن، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق، ولا مال أنفع من القنوع، ولا جهل أضرُّ من العجب(3) ، ولا تخاصم العلماء، ولا تلاعبهم، ولا تحاربهم، ولا تواضعهم.

ونروي: من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة(4) .

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: رحم الله عبداً حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم، وأيم الله لو يرون محاسن كلا منا لكانوا أعز، ولا استطاع أن يتعلق عليهم بشيء.

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال عليكم بتقوى الله، واورع، والإجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . صلوا في عشائركم، وصلوا أرحامكم، وعودوا مرضاكم، واحصروا جنائزكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيئاً، حببونا إلى الناس ولا تبغضونا، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح، وما قيل فينا من خير فنحن أهله، وما قيل فينا من شرفما نحن كذلك،

____________________

(1) علل الشرائع: 558 باختلاف يسير.

(2) في نسخة « ش »: « بكرمك » وفي نسخة « ض »: « بكرمه » وما أثبتناه من البحار 74: 187|12.

(3) علل الشرائع: 559، تحف العقول: 267، الاختصاص: 227 باختلاف يسير، من « ونروي: انظر... ».

(4) الخصال: 11|37 من « ونروي: من احتمل... ».

٣٥٦

والحمد لله رب العالمين(1) .

ونروي أن رجلا قال للصادقعليه‌السلام : يا ابن رسول الله، فيهم المرؤة؟ فقال: « ألاّ يراك حيث نهاك، ولا يفقدك من حيث أمرك ».

____________________

(1) السرائر: 494 باختلاف يسير من « عليكم بتقوى الله ».

٣٥٧

96 - باب التوكل على الله، والرجاء من الله،

والتفويض إلى الله، وأن كل ما صنعه الله للمؤمن

فهو خير له، وأنه من اعطي الدين فقد اعطي الدنيا

أروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله(1) .

وسئل عن حد التوكل، ما هو؟ قال: لا تخاف سواه(2) .

وأروي أن الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا(3) .

وأروي عن العلمعليه‌السلام أنه قال: التوكل على الله عز وجل درجات، منها أن تثق [ به ](4) في أمورك كلها، فما فعله بك كنت عليه راضياً(5) .

وروي أن الله جل وعز أوحى إلى داودعليه‌السلام : ما اعتصم بي عبد من عبادي، دون أحد خلقي، عرفت ذلك من نيته، ثم يكيده أهل السماوات والأرض وما فيهن، إلا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبيدي بأحد من خلقي دوني، عرفت ذلك من ينته، إلا قطعت أسباب السماوات من يديه، وأسخت الأرض من تحته، ولم أبال بأي واد هلك(6) .

____________________

(1) جامع الاخبار: 137، مشكاة الأنوار: 18 باختلاف يسير.

(2) أمالي الصدوق: 199|8، عدة الداعي: 135 باختلاف في ألفاظه.

(3) الكافي 2: 53|3، مشكاة الأنوار: 16.

(4) أثبتناه من البحار 71: 143|42.

(5) الكافي 2: 53|5، مشكاة الأنوار: 16 باختلاف يسير.

(6) الكافي 2: 52|1، مشكاة الأنوار: 16.

٣٥٨

وأروي عن العلمعليه‌السلام أنه قال: يقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، وارتفاعي في علوي، لا يؤثر عبد هواي على هواه، إلا جعلت غناه ففي قبله، وهمه في آخرة، كففت عليه ضيعة، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء حاجته، وأتته الدنيا وهي راغمة. وعزتي وجلالي، وارتفاعي في علو مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا قطعت رجاءه، ولم أرزقه منها إلى ما قدرت له(1) .

وأروي أن بعض العلماء كان يقول: سبحان من لو كانت الدنيا خيراً كلها أهلك فيها من أحب، سبحان من لو كانت الدنيا شراً كلها أنجى منها من أراد(2) .

وروي: كن لمن لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمرانعليه‌السلام خرج يقتبس ناراً لأهله كلمه الله ورجع نبياً، وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان، وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين(3) .

وروي: ولا تقل لشيء قد مضى: لو كان غيره.

روي عن العالمعليه‌السلام قال: إذا يشاء الله يعطينا، وإذا أحب أن يكره رضينا.

وأروي: أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله(4) .

و روي: أعلم طاعة الله لصبر والرضا(5) .

وروي: ما قضى الله على عبده قضاءاً فرضي به، إلا جعل الخير فيه(6) .

وروي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى بن عمران: يا موسى ما خلقت خلقاً أحب إليّ من عبدي المؤمن، وإني إنما أبتليه لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه من الصديقين عندي(7) .

____________________

(1) مشكاة الأنوار: 16 و 17 باختلاف يسير.

(2) مشكاة الأنوار: 264.

(3) أمالي الصدوق: 150|7 من « و روي: كن لمن... ».

(4) الكافي 2: 49|2، التمحيص: 60|130، مشكاة الانوار: 33 من « وأروي: اعلم الناس... ».

(5) الكافي 2: 49|1، مشكاة الانوار: 33.

(6) المؤمن: 22|24، التمحيص: 59|123، مشكاة الانوار: 33 باختلاف يسير.

(7) التوحيد: 405|13، الكافي 2: 51|7، أمالي الطوسي 1: 243، عدة الداعي: 31، مشكاة الانوار: 299 باختلاف يسير.

٣٥٩

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: المؤمن يتعرض كل خير، لو قرض بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له.

وروي: من اعطي الدين فقد أعطي الدنيا.

وروي: أن الله تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحبه(1) .

وفي خبر آخر: لا يعطي الله الدين إلا أهل خاصته وصفوته من خلقه(2) .

وروي: إذا طلبت شيئاً من الدنيا فزوي عنك، فاذكر ما خصك الله به من دينه، أو صرفه عنك بغيرك، فإن ذلك أحرى أن تسخو(3) نفسك عما فاتك من الدنيا.

وروي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داودعليه‌السلام : فلانة بنت فلانة معك في الجنة في درجتك، فصار إليها فسألها عن عملها فخبرته، فوجده مثل أعمال سائر الناس، فسألها عن نيتها، فقالت: ما كنت في حالة فنقلني الله منها إلى غيرها، إلا كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة التي كنت فيها، فقال: حسن ظنك بالله جل وعز.

وأروي عن العالمعليه‌السلام أنه قال: والله ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا و الأخرة، إلا بحسن ظنه بالله ورجائه منه، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين. وإيم الله لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والإستغفار، إلا بسوء الظن بالله، وتقصيره من رجائه لله، وسوء خلقه، ومن اغتيابه المؤمنين. والله لا يحسن عبد مؤمن ظناً بالله، إلا كان الله عند ظنه به، لأن الله - عز وجل - كريم يستحيي أن يخلف ظن عبده ورجاءه، فاحسنوا الظن بالله وارغبوا إليه، وقد قال الله عز وجل:(الظَّانِّينَ بِاللَّـهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) (4) :(5) .

وروي أن داودعليه‌السلام قال: يا رب، ما آمن بك من عرفك فلم يحسن

____________________

(1) الكافي 2: 170|2، المحاسن: 216|107 من « وروي ان الله تبارك وتعالى... ».

(2) الكافي 2: 170|1، المحاسن: 217|111 باختلاف في الفاظه.

(3) في نسخة « ش »: « يستحق » ولم ترد العبارة في نسخة « ض » وما اثبتناه من البحار 71: 145.

(4) الفتح 48: 6.

(5) ورد باختلاف يسير في عدة الداعي: 135، والكافي 2: 58|2، ومشكاة الأنوار: 35. من « والله ما اعطي مؤمن... ».

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453