تراجم الرجال الجزء ٢

تراجم الرجال11%

تراجم الرجال مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 333

  • البداية
  • السابق
  • 333 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16408 / تحميل: 9144
الحجم الحجم الحجم
تراجم الرجال

تراجم الرجال الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

نقول أوّلا : إنّ هؤلاء لم يكونوا جميعا ينكرون يوم القيامة ، فقد كان فريق منهم يؤمنون بنوع من البعث.

وثانيا : قد يكون المعنى بالساعة هي ساعة الموت ، أو الساعة الرهيبة التي تنزل فيها على الإنسان مصيبة تضعه على شفا الهلاك.

وثالثا : قد يكون هذا تعبيرا مجازيا عن الحوادث المخيفة ، فالقرآن يكرر القول بأنّ يوم القيامة يقترن بسلسلة من الحوادث المروعة ، كالزلازل والعواصف والصواعق وأمثالها.

3 ـ إنّنا نعلم أنّ يوم القيامة وما يصحبه من وقائع وأمور حتمية الوقوع ، ولا يمكن تغييرها إطلاقا ، فكيف تقول الآية :( بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ ) ؟فهل القصد هو إظهار قدرة الله ، أم أنّ هناك قصد آخر؟

في جواب هذا السؤال نقول : لا يعني هذا أنّ الله سوف يلغي بالدعاء البعث وقيام الساعة أصلا ، بل الآية تقصد القول بأنّ المشركين ـ وحتى غير المشركين عند مشاهدتهم الحوادث الرهيبة عند قيام الساعة وبالأهوال والعذاب الذي ينتظرهم ، يستولي عليهم الفزع والجزع ، فيدعون الله ليخفف عنهم تلك الأهوال ، وينجيهم من تلك الأخطار ، فدعاؤهم يكون لنجاتهم من أهوال يوم القيامة الرهيبة ، لا للإلغاء ذلك اليوم من الأساس.

* * *

٢٨١

الآيات

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (45) )

التّفسير

مصير الذين لا يعتبرون :

تواصل هذه الآيات توجيه الكلام للضّالين والمشركين ، ويتخذ القرآن فيها طريقا آخر لإيقاظهم وذلك بأن ينقلهم إلى القرون السالفة والأزمان الماضية ، يشرح لهم حال الأمم الضالة والظالمة والمشركة ، ويبيّن لهم كيف أتيح لها جميع عوامل التربية والتهذيب والوعي ، غير أنّ جمعا منهم لم يلقوا بالا إلى أي من تلك العوامل ، ولم يعتبروا بما حاق بهم من (بأساء) و (ضراء)(1) ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ

__________________

(1) «البأساء» الشدة والمكروه ، وتطلق على الحرب أيضا ، وكذلك القحط والجفاف والفقر ، أما «الضراء» فأكثر ما تعني العذاب

٢٨٢

مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) .

أما كان من الأجدر بهؤلاء أن يستيقظوا عند ما جاءهم البأس وأحاطت بهم الشدائد؟!( فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا ) أنّهم لم يستيقظوا ، ولذلك سببان :

الأوّل : إنّهم لكثرة آثامهم وعنادهم في الشرك زايلت الرحمة قلوبهم والليونة أرواحهم :( وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) .

والثّاني : إنّ الشيطان قد استغل عبادتهم أهواءهم فزيّن في نظرهم أعمالهم ، فكل قبيح ارتكبوه أظهره لهم جميلا ، ولكل خطأ فعلوه جعله في عيونهم صوابا :( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

ثمّ تذكر الآية الثّانية أنّه لمّا لم تنفع معهم تلك المصائب والمشاكل والضغوط عاملهم الله تعالى بالعطف والرحمة ، ففتح عليهم أبواب أنواع النعم ، لعلهم يستيقظون ويلتفتون إلى خالقهم الذي وهب لهم كل تلك النعم ، ويشخصوا الطريق السوي :( فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ ) .

إلّا أنّ هذه النعم كانت في الواقع ذات طابع مزدوج ، فهي مظهر من مظاهر المحبّة التي تستهدف إيقاظ النائمين ، وهي كذلك مقدمة لنزول العذاب الأليم إذا استمرت الغفلة ، والذي ينغمس في النعمة والرفاهية ، يشتد عليه الأمر حين تؤخذ منه هذه النعم فجأة ، بينما لو أخذت منه بالتدريج ، فلا يكون وقع ذلك عليه شديدا ، ولهذا يقول إنّنا أعطيناهم الكثير من النعم( حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ ) (1) .

وهكذا استؤصلت جذور أولئك الظلمة وانقطع نسلهم :( فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ

__________________

الروحي ، كالهم والغم والاكتئاب والجهل ، أو الآلام الناشئة عن الأمراض أو عن فقدان مال أو مقام.

ولعل الاختلاف بين معنيي اللفظتين ناشئ عن أن «البأساء» تشير إلى المكروه الخارجي و «الضراء» تشير إلى المكروه الداخلي ، النفسي أو الروحي ، وعلى هذا تكون «البأساء» من عوامل إيجاد «الضراء» فتأمل بدقة!

(1) «الإبلاس» الحزن المعترض من شدة التألم بسبب كثرة المنغصات المؤلمة ، ومنها اشتقت كلمة «إبليس» ، وهي هنا تدل على شدة الغم والهم اللذين يصيبان المذنبين يومئذ.

٢٨٣

الَّذِينَ ظَلَمُوا ) .

و «الدابر» بمعنى المتأخر والتابع.

ولما كان الله قد وفر لهؤلاء كل وسائل التربية ولم يبخل عليهم بأي شيء منها ، لذلك فانّ الحمد يختص بالله الذي يربي أهل الدنيا كافة( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

* * *

ملاحظات :

لا بدّ هنا من التنبه إلى بضع نقاط :

1 ـ قد يبدو لبعضهم أنّ هذه الآيات تتعارض مع الآيات السابقة ، فقد بيّنت الآيات السابقة أنّ المشركين إذا هاجمتهم المصاعب والشدائد يتوجهون إلى الله وينسون كل ما عداه ، ولكن هذه الآيات تقول : إنّ هؤلاء لا يستيقظون حتى بعد تعرضهم للمنغصات الشديدة.

هذا التباين الظاهري يزول إذا انتبهنا إلى النقطة التّالية ، وهي أنّ اليقظة الخاطفة المؤقتة عند ظهور الشدائد لا تعتبر يقظة حقيقية ، لأنّهم سرعان ما يعودون إلى الغفلة السابقة.

في الآيات السابقة كان الكلام عن التوحيد الفطري ، فكان التيقظ والتوجه العابر ونسيان كل شيء سوى الله في تلك اللحظات الحساسة ما يكفي لإثبات ذلك ، أمّا في هذه الآيات فالكلام يدور عن الاهتداء والرجوع عن الضلال إلى الطريق المستقيم ، لذلك فانّ اليقظة العابرة المؤقتة لا تنفع شيئا.

قد يتصور أنّ الاختلاف بين الموضعين هو أنّ الآيات السابقة تشير إلى المشركين الذين عاصروا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والآيات التي بعدها تشير إلى الأقوام

٢٨٤

السابقين ، ولذلك لا تعارض بينهما(1) .

ولكن من المستبعد جدّا أن يكون المشركون المعاندون المعاصرون لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيرا من الضالين السابقين ، وعليه فلا حلّ للإشكال إلّا بما قلناه.

2 ـ نقرأ في هذه الآيات أنّه عند ما لم يكن لابتلائهم بالشدائد تأثير في توعيتهم ، فإنّ الله يفتح أبواب الخيرات على أمثال هؤلاء الآثمين ، فهل هذا ترغيب بعد المعاقبة ، أم هو مقدمة لعقاب أليم؟ أي : هل هذه النعم نعم استدراجية ، تغمر المتمرد تدريجيا بالرفاهية والتنعم والسرور تغمره بنوع من الغفلة ، ثمّ ينتزع منه كل شيء دفعة واحدة؟

ثمّة قرائن في الآية تؤيد الاحتمال الثّاني ، ولكن ليس هناك ما يمنع من قبول الاحتمالين ، أي أنّه ترغيب وتحريض على الاستيقاظ ، فإن لم يؤثر ، فمقدمة لسلب النعمة ومن ثمّ إنزال العذاب الأليم.

جاء في حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله : «إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنّما هو استدراج) ثمّ تلى الآية( فَلَمَّا نَسُوا ) (2) .

وفي حديث عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام قال : «يا ابن آدم ، إذا رأيت ربّك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره»(3) .

وفي كتاب (تلخيص الأقوال) عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام قال : «إنّ قنبر مولى أمير المؤمنين عليعليه‌السلام أدخل على الحجاج ، فقال : ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب؟ قال : كنت أوضيه ، فقال له : ماذا يقول إذا فرغ من وضوئه؟ فقال : كان يتلو هذه الآية :( فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ ، فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا

__________________

(1) يشير الفخر الرازي في تفسيره إلى هذه الاختلاف في ج 12 ، ص 224.

(2) تفسير مجمع البيان وتفسير نور الثقلين ، ذيل الآية.

(3) نهج البلاغة ، الكلمة 25.

٢٨٥

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ، فقال الحجاج : أظنّه كان يتأولها علينا؟! قال : نعم»(1) .

3 ـ يتّضح من هذه الآيات أنّ هدف الكثير من الحوادث المؤلمة هو الإيقاظ والتوعية ، وهذا جانب من فلسفة «المصائب والآفات» التي تحدثنا بشأنها في بحث التوحيد ، ولكن الملفت للنظر هو أنّه يبدأ الموضوع بكلمة «لعل» ، وذلك لأنّ نزول البلاء وحده لا يكفي للإيقاظ ، بل هو تمهيد للقلوب المستعدة (سبق أن قلنا أنّ «لعل» في كلام الله تستعمل حيثما تكون هناك شروط أخرى).

هنالك أيضا كلمة «تضرع» التي تعني أصلا نزول اللبن في الثدي واستسلامه للرضيع ، ثمّ انتقل المعنى إلى الاستسلام مع الخضوع والتواضع ، أي أنّ تلك الحوادث الشديدة تهدف إلى إنزالهم عن مطية الغرور والتمرد والأنانية ، والاستسلام لله.

4 ـ ممّا يلفت النظر اختتام الآية بقول :( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) وهذا دليل على أنّ استئصال جذور الظلم والفساد والقضاء على شأفة الذين يمكن أن يواصلوا هذا الأمر من الأهمية بحيث يستوجب الحمد لله.

في حديث ينقله فضيل بن عياض عن الإمام الصادقعليه‌السلام يقول : «من أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصي الله ، إنّ الله تبارك وتعالى حمد بنفسه بهلاك الظلمة فقال :( فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

* * *

__________________

(1) نور الثقلين ، ج 1 ، ص 718.

٢٨٦

الآيات

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (49) )

التّفسير

اعرفوا واهب النعم!

الخطاب ما يزال موجها إلى المشركين.

في هذه الآيات حثّ استدلالي على إيقاظهم ببيان آخر يعتمد غريزة دفع الضرر ، فيبدأ بالقول : إنّه إذا سلب منكم الله النعم الثمينة التي وهبها لكم ، مثل السمع والبصر ، وأغلق على قلوبكم أبواب التمييز بين الحسن والسيء ، والحقّ الباطل ، فمن يا ترى يستطيع أن يعيد إليكم تلك النعم؟( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ

٢٨٧

سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ) .

في الواقع ، كان المشركون أنفسهم يعتقدون أنّ الخالق والرازق هو الله ، وكانوا يعبدون الأصنام للاستشفاع بها عند الله.

والقرآن يحثّهم على الاتجاه المباشر نحو الله مصدر كل الخيرات والبركات بدل الاتجاه إلى أصنام لا قيمة لها.

وإضافة إلى ما كان يحمله عبدة الأصنام من اعتقاد بالله ، فإنّ القرآن استجوب عقولهم هنا لإبداء رأيها وحكمها في أمر أصنام لا تملك هي نفسها عينا ولا أذنا ولا عقلا ولا شعورا ، فهل يمكنها أن تهب أمثال هذه النعم للآخرين؟

ثمّ تقول الآية : انظر إلى هؤلاء الذين نشرح لهم الآيات والدلائل بمختلف الوسائل ، ولكنّهم مع ذلك يعرضون عنها :( انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ) .

وفيما يتعلق بمعنى «ختم» وسبب ورود «سمع» بصيغة المفرد ، و «أبصار» بصيغة الجمع في القرآن راجع المجلد الاوّل من هذا التّفسير ، (92).

«نصرف» من «التصريف» بمعنى «التغيير» ، والكلمة هنا تشير إلى مختلف الاستدلالات في صور متنوعة.

و «يصدفون» من «صدف» بمعنى «الجانب» و «الناحية» أي أنّ المعرض عن شيء يدير وجهه إلى جانب أو ناحية أخرى.

وهذه الكلمة تستعمل بمعنى الإعراض أيضا ، ولكنه «الإعراض الشديد» كما يقول الراغب الأصفهاني.

تشير الآية الثّانية ، بعد ذكر هذه النعم الثلاث «العين والأذن والإدراك» التي هي منبع جميع نعم الدنيا والآخرة ـ إلى إمكان سلب هذه النعم كلها دفعة واحدة ، فتقول :( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ

٢٨٨

الظَّالِمُونَ ) (1) .

«بغتة» بمعنى «فجأة» و «جهرة» بمعنى «الظاهر» والعلانية ، والمألوف استعمال «سرّا» في مقابل «جهرة» لا «بغتة» ، ولكن لما كانت مقدمات العمل المباغت خافية غالبا ، إذ لو لا خفاؤه لما كان مباغتا ، فإن في «بغتة» يكمن معنى الخفاء والسرية أيضا.

والقصد هو أنّ القادر على إنزال مختلف العقوبات ، وسلب مختلف النعم هو الله وحده ، وإنّ الأصنام لا دور لها في هذا أبدا ، لذلك ليس ثمّة ما يدعو إلى اللجوء إليها ، لكن الله لحكمته ورحمته لا يعاقب إلّا الظالمين.

ومن هذا يستفاد أنّ للظلم معنى واسعا يشمل أنواع الشرك والذنوب ، بل إنّ القرآن يعتبر الشرك ظلما عظيما ، كما قال لقمان لابنه :( لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (2) .

الآية الثالثة تشير إلى مركز الأنبياء ، فتقول : ليست الأصنام العديمة الروح هي وحدها العاجزة عن القيام بأي أمر ، فإن الأنبياء العظام والقادة الإلهيين أيضا لا عمل لهم سوى إبلاغ الرسالة والإنذار والتبشير ، فكل ما هنالك من نعم إنّما هي من الله وبأمره ، وأنّهم إن أرادوا شيئا طلبوه من الله :( وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ) .

والاحتمال الآخر في ربط هذه الآية بالآيات السابقة هو أنّ تلك الآيات كانت تتكلم عن البشارة والإنذار ، وهنا يدور القول على أنّ هذا هو هدف بعثة الأنبياء ، فهم مبشرون ومنذرون.

ثمّ تقول : إنّ طريق النجاة ينحصر في أمرين ، فالذين يؤمنون ويصلحون

__________________

(1) شرحنا معنى «أرأيتكم» عند تفسير الآية 40 من هذه السورة وقلنا : ليس هناك ما يدعو إلى اعتبار المعنى «أخبروني» بل المعنى هو «أعلمتم»؟

(2) لقمان ، 13.

٢٨٩

أنفسهم و( يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ ) فلا خوف عليهم من العقاب الإلهي ، ولا حزن على أعمالهم السابقة.( فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

أمّا أولئك الذين لا يصدقون بآياتنا ، بل يكذبون بها فإنّ عقابهم على فسقهم وعصيانهم عذاب من الله :( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ) .

من الجدير بالانتباه أنّ الآية ذكرت عقاب الذين يكذبون بآيات الله بعبارة( يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ ) ، فكأنّ هذا العقاب يطاردهم في كل مكان حتى يشملهم بأشد ما يكون من العذاب.

كذلك ينبغي القول أنّ لكلمة «فسق» معنى واسعا أيضا ، يشمل كل أنواع العصيان والخروج عن طاعة الله وعبوديته وحتى الكفر في بعض الأحيان ، وهذا المعنى هو المقصود في هذه الآية ، لذلك لا محل للبحوث التي عقدها الفخر الرازي ومفسّرون آخرون بشأن معنى «الفسق» وشمولها الذنوب ، ومن ثمّ الدفاع عن ذلك.

* * *

٢٩٠

الآية

( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (50) )

التّفسير

معرفة الغيب :

هذه الآية استمرار للردّ على اعتراضات الكفار والمشركين المختلفة ، والرد يشمل ثلاثة أقسام من تلك الاعتراضات في جمل قصيرة :

الأوّل : هو أنّهم كانوا يريدون من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القيام بمعجزات عجيبة وغريبة ، وكان كل واحد يتقدم باقتراح حسب رغبته ، بل إنّهم لم يكونوا يقنعون بمشاهدة معجزات طلبها آخرون ، فمرّة كانوا يطلبون بيوتا من ذهب ، ومرّة يريدون هبوط الملائكة ، ومرّة يريدون أن تتحول أرض مكّة القاحلة المحرقة إلى بستان مليء بالمياه والفواكه وغير ذلك ممّا كانوا يطلبونه من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ممّا سيأتي شرحه في تفسير الآية (90) من سورة الإسراء.

ولعلهم بطلباتهم الغريبة تلك كانوا يتوقعون أن يروا للنبي مقام الألوهية وامتلاك الأرض والسماء ، فللردّ على هؤلاء يأتي الأمر من الله :( قُلْ لا أَقُولُ

٢٩١

لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ ) .

«الخزائن» جمع الخزينة ، بمعنى المكان الذي تخزن فيه الأشياء التي يراد حفظها وإخفاؤها عن الآخرين ، واستنادا إلى الآية :( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) (1) يتّضح أنّ «خزائن الله» تشمل مصدر ومنبع جميع الأشياء ، وهي في الحقيقة تستقي من ذات الله اللامتناهية منبع جميع الكمالات والقدرات.

ثمّ تردّ الآية على الّذين كانوا يريدون من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكشف لهم عن جميع أسرار المستقبل ، بل ويطلعهم على ما ينتظرهم من حوادث لكي يدفعوا الضرر ويستجلبوا النفع ، فتقول :( وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) .

سبق أن قلنا إنّه لا يكون أحد مطلعا على كل شيء إلّا إذا كان حاضرا وشاهدا في كل مكان وزمان ، وهو الله وحده ، أمّا الذي يكون وجوده محددا بمكان وزمان معينين فلا يمكن بالطبع أن يطلع على كل شيء ، ولكن ما من شيء يحول دون أن يمنح الله جزءا من عمله هذا إلى الأنبياء والقادة الإلهيين لإكمال مسيرة القيادة ، حسبما يراه من مصلحة ، وهذا بالطبع لا يكون علما بالغيب بالذات ، بل هو «علم بالغيب بالعرض» أي أنّه تعلم من عالم الغيب.

هنالك آيات عديدة في القرآن تدل على أنّ الله لا يظهر علمه هذا للأنبياء والقادة الإلهيين وحدهم ، بل قد يظهره لغيرهم أيضا ، ففي الآيتين (26 و 27) من سورة الجن نقرا :( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) .

لا شك أنّ مقام القيادة ، وخاصة القيادة العالمية العامة ، يتطلب الاطلاع على كثير من المسائل الخافية على عامّة الناس ، فإذا لم يطلع الله مبعوثيه وأولياءه على علمه ، فإنّ مراكزهم القيادية لن تكون كاملة (تأمل بدقّة).

__________________

(1) الحجر ، 21.

٢٩٢

وإذا تجاوزنا ذلك ، فإنّنا نلاحظ أنّ بعض الكائنات الحيّة لا بدّ لها أن تعلم الغيب للمحافظة على حياتها ، فيهبها الله ما تحتاجه من علم ، فنحن ـ مثلا ـ قد سمعنا عن بعض الحشرات التي تتنبأ في الصيف بما سيكون عليه الجو في الشتاء ، أي أنّ الله قد وهبها هذا العلم بالغيب ، لأنّ حياتها ستتعرض لخطر الفناء دون هذه المعرفة ، وسوف نفصل هذه الموضوع أكثر إن شاء الله عند تفسير الآية (188) من سورة الأعراف.

في الجملة الثّالثة ردّ على الذين كانوا يتصورون النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ملكا ، أو أن يصاحبه ملك ، وان لا يتصف بما يتصف به البشر من تناول الطعام والسير في الطرقات ، وغير ذلك ، فقال :( وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ ) .

يتّضح من هذه الآية بجلاء أن كل ما عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من علم ، وكل ما فعله كان بوحي من السماء ، وإنّه لم يكن يفعل شيئا باجتهاده ولا بالعمل بالقياس ولا بأي شيء آخر كما يرى بعض ـ وإنّما كان يتبع الوحي في كل أمر من أمور الدين.

وفي الختام يؤمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ يقول لهم : هل يمكن للذين يغمضون أعينهم ويغلقون عقولهم فلا يفكرون أن ينظر إليهم على قدم المساواة مع الذين يرون الحقائق جيدا ويتفهمونها؟( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ ) .

إنّ ذكر هذه الجملة في أعقاب الجملات الثلاث السابقة قد يكون لأنّ رسولاللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبق أن قال :( لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ ) و( وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) و( لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ) بل( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ ) ، ولكن هذا كلّه لا يعني إنّني مثلكم ، أيّها المشركون ، بل أنا إنسان بصير بالواقع بينما المشرك أشبه بالأعمى ، فهل يستويان؟

ثمّة احتمال آخر لربط هذه الجمل ، وهو أن الأدلة والبراهين على التوحيد

٢٩٣

وعلى صدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واضحة جلية ، ولكنّها تتطلب عينا بصيرة لكي تراها ، فإذا كنتم لا تقبلونها فليس لأنها أدلة غامضة معقدة ، بل لكونكم تفتقرون إلى العين البصيرة ، فهل يستوي الأعمى والبصير؟

* * *

٢٩٤

الآية

( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) )

التّفسير

في ختام الآية السابقة ذكر سبحانه عدم استواء الأعمى بالبصير ، وفي هذه الآية يأمر نبيّه أن ينذر الذين يخشون يوم القيامة( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ ) أي أن هؤلاء لهم هذا القدر من البصيرة بحيث يحتملون وجود حساب وجزاء ، وفي ضوء هذا الاحتمال والخوف من المسؤولية تتولّد فيهم القابلية على التلقّي والقبول.

سبق أن قلنا : إنّ وجود القائد المؤهل والبرنامج التربوي الشامل لا يكفيان وحدهما لهداية الناس ، بل ينبغي أن يكون لدى هؤلاء الناس الاستعداد لتقبل الدعوة ، تماما مثل أشعة الشمس التي لا تكفي وحدها لتشخيص معالم الطريق ، بل لا بدّ من وجود العين الباصرة أيضا ، ومثل البذرة السليمة التي لا يمكن أن تنمو بغير وجود الأرض الصالحة للزراعة.

يتّضح من هذا أنّ الضمير في «به» يعود على القرآن ، وهذا يتبيّن من القرائن ، على الرغم من أنّ القرآن لم يذكر في الآيات السابقة صراحة.

٢٩٥

كما أنّ المقصود من «يخافون» أي يحتملون وجود الضرر ، إذ يخطر ببال كل عاقل يستمع إلى دعوة الأنبياء الإلهيين ، بأنّ من المحتمل أن تكون دعوة هؤلاء صادقة ، وأنّ الإعراض عنها يوجب الخسران والضرر ، ويستنتج من ذلك أنّ من الخير له أن يدرس الدعوة ويطلع على الأدلة.

وهذا واحد من شروط الهداية ، وهو ما يطلق عليه علماء العقائد اسم «لزوم دفع الضرر المحتمل» ويعتبرونه دليل وجوب دراسة دعوى من يدعي النّبوة ، ولزوم المطالعة لمعرفة الله.

ثمّ يقول : إنّ أمثال هؤلاء من ذوي القلوب الواعية يخافون ذلك اليوم الذي ليس فيه غير الله ملجأ ولا شفيع :( لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ) .

نعم ، أنذر أمثال هؤلاء الناس وادعهم إلى الله ، إذ أنّ الأمل في هدايتهم موجود :( لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) .

بديهي أنّ نفي «الشفاعة» و «الولاية» في هذه الآية عن غير الله لا يتناقض مع شفاعة أولياء الله وولايتهم ، إذ إنّنا سبق أن أشرنا إلى أنّ المقصود هو نفي الشفاعة والولاية بالذات ، أي أنّ هذين الأمرين مختصان ذاتا بالله ، فإذا كان لأحد غيره مقام الشفاعة والولاية فبإذن منه وبأمره ، كما يصرح القرآن بذلك :( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (1) .

للمزيد من التوضيح بشأن الشفاعة عموما ، انظر المجلد الأوّل : ص 198. والمجلد الثّاني من هذا التّفسير.

* * *

__________________

(1) البقرة ، 255.

٢٩٦

الآيتان

( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) )

سبب النّزول

ذكرت روايات عديدة في سبب نزول هاتين الآيتين ، ولكنّها متشابهة ، من ذلك ما جاء في تفسير «الدار المنثور» : مرّت جماعة من قريش بمجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث كان «صهيب» و «عمار» و «بلال» و «خباب» وأمثالهم من الفقراء والعمال حاضرين فيه ، فتعجبوا من ذلك (لأنّهم كانوا يحسبون أن شخصية المرء مرهونة بالثروة والجاه والمقام ، ولم يستطيعوا إدراك المنزلة المعنوية لهؤلاء الأشخاص ، ولا ما سيكون لهم من دور بناء في إيجاد المجتمع الإسلامي والإنساني الكبير) فقالوا : يا محمّد! أرضيت بهؤلاء من قومك ، أفنحن نكون تبعا لهم؟ ، أهؤلاء الذين منّ الله عليهم؟! اطردهم عنك ، فلعلك إن طردتهم اتّبعناك ،

٢٩٧

فأنزل الله الآية.

بعض مفسّري أهل السنة ، مثل صاحب تفسير (المنار) يورد حديثا أشبه بذاك ، ثمّ يقول : إنّ عمر بن الخطاب كان حاضرا واقترح على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقبل عرض هؤلاء الملأ من قريش ، ليتبيّن مدى صدق قولهم؟ فنزلت الآيتان في رفض اقتراحه.

ينبغي ألّا يغرب عن البال أنّ ذكر سبب نزول بعض آيات هذه السورة لا يتنافى مع نزول السورة كلها في مكان واحد ، فقد سبق أن قلنا إنّ من الممكن أن تقع حوادث مختلفة في أوقات مختلفة قبل نزول السورة ، ثمّ تنزل السورة بشأن تلك الحوادث.

يلزم هنا أن نذكر أنّه جاء في رواية أنّ الملأ من قريش ـ حينما رفض رسول الله عرضهم ـ اقترحوا عليه شيئا آخر ، وقالوا له : لو نحيت هؤلاء حتى نخلو بك فإذا انصرفنا ، فإذا شئت أعدتهم إلى مجلسك ، فأجابهم النّبي إلى ذلك ، فقالوا له : اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا ، فدعا بصحيفة وأحضر عليا ليكتب ، فنزل جبرائيل بالآية تنهى عن ذلك.

غير أنّ هذه الرواية ، على الرغم من كونها لا تنسجم مع روح تعاليم الإسلام التي رفضت دوما المساومة في مثل هذه الحالات ، وأكّدت باستمرار على وحدة المجتمع الإسلامي ، فإنّها لا تنسجم مع الآية السابقة :( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ ) فكيف يمكن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبول الاقتراح دون انتظار للوحي.

ثمّ إنّ عبارة( وَلا تَطْرُدِ ) في بداية الآية تدل على أنّهم قد طلبوا طرد أولئك ، لا التناوب معهم ، والبون شاسع بين طلب الطرد وطلب التناوب ، وهذا يدل على أنّ سبب نزول الآية هو ما أوردناه أوّلا.

* * *

٢٩٨

مكافحة التّفكير الطّبقي :

في هذه الآية إشارة إلى واحد من احتجاجات المشركين ، وهو أنّهم كانوا يريدون من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقرّ ببعض الامتيازات لطبقة الأغنياء ويفضلهم على طبقة الفقراء ، إذ كانوا يرون في جلوسهم مع الفقراء من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منقصة لهم أي منقصة! مع أنّ الإسلام كان قد جاء للقضاء على مثل هذه الامتيازات الزائفة الجوفاء ، كانوا يصرون على هذا الطلب في طرد أولئك عنه ، غير أنّ القرآن ردّ هذا الطلب مستندا إلى أدلة حية ، فيقول :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) (1) .

وممّا يلفت النظر أنّ القرآن لم يشر إلى هؤلاء الأشخاص إشارة خاصّة ، بل اكتفى بصفتهم البارزة وهي أنّهم يذكرون الله صباح مساء ، أي دائما ، وانّ ذكرهم الله هذا ليس فيه رياء ، بل هو لذات الله وحده ، فهم يريدونه وحده ويبحثون عنه ، وليس ثمّة امتياز اسمى من هذا.

يتبيّن من آيات قرآنية مختلفة أنّ هذا لم يكن أوّل طلب من نوعه يتقدم به هؤلاء المشركون الأغنياء المتكبرون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل لقد تكرر اعتراضهم على النّبي بشأن اجتماع الفقراء حوله ، ومطالبتهم إياه بطردهم.

في الحقيقة كان هؤلاء يستندون في طلبهم ذاك إلى سنة قديمة خاطئة تقيم المرء على أساس ثروته ، وكانوا يعتقدون أنّ المعايير الطبقية القائمة على أساس الثروة يجب أن تبقى محفوظة ، ويرفضون كل دعوة تستهدف إلغاء هذه القيم والمعايير.

في سيرة النّبي نوحعليه‌السلام نرى أنّ أشراف زمانه كانوا يقولون له :( وَما نَراكَ

__________________

(1) معنى «الوجه» في اللغة معروف ، ولكن الكلمة قد تعني «الذات» كما في هذه الآية ، وهناك شرح أوفى لذلك في المجلد الثاني من هذا التفسير.

٢٩٩

اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ ) (1) واعتبروا ذلك دليلا على بطلان رسالته.

إنّ واحدا من دلائل عظمة الإسلام والقرآن ، وعظمة مدرسة الأنبياء عموما ، هو أنّها وقفت ثابتة لا تتزحزح في وجه أمثال هذه الطلبات ، وراحت تحطم هذه الامتيازات الموهومة في كل المجتمعات التي تعتبر التمايز الطبقي مسألة ثابتة ، لتعلن أنّ الفقر ليس نقصا في أشخاص مثل سلمان وأبي ذر والخباب وبلال ، كما أنّ الثروة ليست امتيازا اجتماعيا ، أو معنويا لهؤلاء الأثرياء الفارغين المتحجرين المتكبرين.

ثمّ تقول الآية : إنّه ليس ثمّة ما يدعو إلى إبعاد هؤلاء المؤمنين عنك ، لأنّ حسابهم ليس عليك ، ولا حسابك عليهم :( ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ، وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، ولكنّك مع ذلك إذا فعلت تكون ظالما :( فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) .

يختلف المفسّرون في توضيح المقصود من «الحساب» هنا.

منهم من يقول : إنّ المقصود هو حساب رزقهم ، أي أنّهم وإن كانوا فقراء فإنّهم لا يثقلون عليك بشيء ، لأنّ حساب رزقهم على الله ، كما أنّك أنت أيضا لا تحملهم ثقل معيشتك ، إذ ليس من حساب رزقك عليهم من شيء.

غير أنّ هذا الاحتمال يبدو بعيدا ، لأن الظاهر أن القصد من الحساب هو حساب الأعمال ، كما يقول كثير من المفسّرين ، أمّا لماذا يقول الله أن حساب أعمالهم ليس عليك ، مع أنّهم لم يبدر منهم أي عمل سيء يستوجب هذا القول؟ فالجواب : إنّ المشركين كانوا يتهمون أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الفقراء بالابتعاد عن الله بسبب فقرهم ، زاعمين أنّهم لو كانت أعمالهم مقبولة عند الله لزمه الترفية والتوسعة عليهم في معيشتهم ، بل كانوا يتهمونهم بأنّهم لم يؤمنوا إلّا لضمان

__________________

(1) هود ، 27.

٣٠٠

(١٥٨٦) الشيخ نصر الله(ق ١٣ ق ١٣):

نصر الله بن ابي تراب ذكره تلميذه الشيخ حسين المازندراني في أول كتابه " كاشف المراد " ووصفه ب‍ " الاستاد المحقق والعالم الفاضل المدقق والمؤيد من الله.

"، وهو من علماء القرن الثالث عشر.

(١٥٨٧) الشيخ نصر الله المازندراني(ق ١٣ ق ١٤):

نصر الله بن ابي تراب المازندراني مترجم في " نقباء البشر " القسم المخطوط، ونقول: الظاهر أنه من تلامذة الميرزا حبيب الله الرشتي أيضا، وكتب كتاب " بدائع الافكار " له في جزئين بالنجف الاشرف وأتم مقابلته في الرابع عشر من شهر محرم سنة ١٣٠٤.

(١٥٨٨) الشيخ نصر الله الطرفي(ق ١٠ ق ١٠):

نصر الله بن برقع بن صالح بن تركي الطرفي مترجم في " احياء الداثر " ص ٢٦٥، ونقول:

٣٠١

كتب مجموعة فقهية في سنة ٩٧٠ ووصفه فيها بعض بالعلم والفضل.

(١٥٨٩) ملا نصر الله الگرمرودي(ق ١٢ ق ١٣):

نصر الله بن جعفر الگرمرودي الاشلقي كتب له الله ويردي بن محمد صالح(وهو تلميذه ظاهرا) نسخة من " شرح الهداية " للميبدي في سنة ١٢١٥ وللمترجم له عليها تعاليق تدل على فضل فيه واشتغال بالفلسفة والعلوم العقلية.

(١٥٩٠) السيد نصر الله الاستربادي(ق ١٣ ق ١٣):

نصر الله بن الحسن الحسيني الاسترابادي الحائري مذكور في " الذريعة " ٤ / ٤٦٢، ونقول: عالم جليل متبحر في الفقه والاصول، أقام مدة في كربلا، ومن أساتذته الذين أخذ العلم منهم الشيخ محمد حسين الاصبهاني الغروي صاحب " الفصول ".

(١٥٩١) الحاج ملا نصر الله تراب الدزفولي(....):

نصر الله بن لطفعلي تراب الدزفولي مترجم في كتاب " زندگانى وشخصيت شيخ انصاري " ص ٣١٦ وتضيف عليه: بقي من سنة ١٢٧٨ إلى سنة ١٢٩٢ في بعض نواحي طهران لترجمة شرح ابن ابي

٣٠٢

الحديد التي أنجزها بطلب من ناصر الدين شاه القاجار.

له " مظهر البينات ومظهر الدلالات " وهو ترجمته لشرح ابن أبي الحديد، و " كشكول " صغير غير كتابه " لمعات البيان " و " هند وبشر " مثنوي فارسي، و " حاشية مغني اللبيب " و " حاشية صحاح اللغة " وهما غير مدونتين.

(١٥٩٢) السيد نصر الله الكاشاني(ق ١٣ ق ١٣):

نصر الله بن مرتضى الحسيني الكاشاني فيلسوف مغرق في الفلسفة الالهية والمعقول، كتاباته غامضة مبنية على المصطلحات الفلسفية البحتة، لعله من أعلام النصف الاول من القرن الثالث عشر.

له " مظاهر العقول " في اثبات أصول العقائد بالمباني الفلسفية.

(١٥٩٣) ميرزا نصرة الملك الطبيب(ق ١٣ بعد ١٣٢٣):

نصرة الطبيب القرچاني، نصرة الملك نشأ في مدينة قوچان ودرس العلوم الادبية وبعض العلوم الرياضية بها، ثم ذهب إلى مشهد الرضاعليه‌السلام فقرأ الفلسفة والفلك وغيرهما على أساتذته، ثم هاجر إلى طهران فتخرج في مدارسها وأقام بها مشتغلا بالطب الحديث والعلاج، وكان جامعا للعلوم العقلية والرياضية والطبية على الطريقة القديمة والحديثة المتداولة في عصره، بالاضافة إلى التصوف والعرفان.

درس في المشهد علم الحساب عند ميرزا عبدالباقي سركشيك والهندسة عند الملا

٣٠٣

عبدالرحمن شيخ الاسلام والنجوم والفلك عند الملا محمد علي منجم باشي وبعض الفلسفة عند الحاج الملا هادي السبزواري، ثم هاجر إلى طهران وهو في الثامن عشرة من عمره فدرس الفلك ثانيا عند الميرزا أمين المنجم باشي والفلك والنجوم على الطريقة الحديثة عند الآخوند ملا علي محمد الاصبهاني، وقرأ " القانونچه " و " الموجز " في الطب عند الميرزا باقر الكندي و " شرح النفيسي " و " شرح الاسباب " عند الميرزا احمد الكاشاني و " القانون " عند الميرزا عبد ا لوهاب الزرندي والعلوم الرياضية الحديثة والفلك والجغرافيا عند الميرزا عبدالغفار نجم الملك، ودرس العلوم الطبيعية والطب الحديث والتشريح في مدرسة دار الفنون بطهران.

أما التصوف والمعارف الالهية فاستفادها عند جماعة من العرفاء وآخرهم وأهمهم الفقير محمد علي القوچاني.

اشتغل اكثر من خمس وثلاثين سنة بالطب ومداواة المرضى، وكان جيد الخط حسن التحرير يبدو فيما رأيته بخطه ذوقه في التحرير وحسن تقريره، وتوفي بطهران بعد سنة ١٣٢٣.

له " خمسة ناصرى " و " حفظ الصحة ناصرى " و " شيمى ".

(١٥٩٤) ميرزا نصير الجيلاني(ق ١١ ق ١١):

نصير الجيلاني فاضل أديب شاعر، من أعلام القرن الثالث عشر بالهند في زمن الملك محمد اورنك زيب.

ذكره السيد عباس المكي في كتابه " نزهة الجليس " ١ / ٣٦١ ووصفه بالفضل وأنه من أجل الامراء الاعيان، وكتب له الشيخ محمد بن عبد النجفي أبياتا يستدعيه

٣٠٤

مع صديقه الامير اخلاص كيش خان، فكتب في جوابه:

بورود الكتاب زاد اشتياقي

حين وافيت منه قرب التلاقي

من رئيس إذا دعا فأجبنا

لم نجب غير أهل العراق

مالداء النوى سواك طبيب

وللسع الفراق غيرك راق

عمرك الله كيف لي بلييل

حال بيني وبين ليل التلاقي

ليلة أظلمت وطالت علينا

سود الله وجه ليل الفراق

(١٥٩٥) ميرزا نصير المحلاتي(ق ١٣ ق ١٤):

نصيرر بن احمد المحلاتي، الملقب بنصير الاطباء صيدلي له اطلاع في الادوية القديمة والحديثة وكيفية تركيبها، وكان يشغل منصب الصيدلية في الجيش الايراني ويدير مصنع الادوية به.

له " جنك الادوية " ألفه سنة ١٣١٩.

(١٥٩٦) لسان الاطباء البروجردي(....):

نصير بن محمد باقر البروجردي، لسان الاطباء فاضل عالم بالادب الفارسي قوي الانشاء فيه، طبيب مشتغل بالطب وعلاج المرضى، لقبه بعض ب‍ " لسان الاطباء ".

له " لسان الاطباء " كتاب في الطب فارسي.

٣٠٥

(١٥٩٧) المولى نظام الدين التستري(ق ١١ ق ١١):

نظام الدين التستري من أعلام القرن الحادي عشر ومن علماء النجف الاشرف أو كربلا ظاهرا، أهدى إليه السيد حسين بن حيدر الكركي العاملي نسخة من كتاب " منتقى الجمان " في سنة ١٠٣٦ وكتب على الورقة الاولى منهاا " المولى الجليل الفاضل والاولى النبيل الكامل خلاصة الفضلاء والصلحاء.".

(١٥٩٨) السيد نظام الدين المازندراني(ق ١٣ ق ١٣):

نظام الدين الحسيني العلوي المازندراني الحائري أصله من مازندران وسكن كربلاء، وهو عالم جليل وأصولي متبحر من أعلام القرن الثالث عشر، تتلمذ على المولى محمد شريف العلماء المازندراني والشيخ محمد حسين الاصبهاني صاحب الفصول.

له " تبيان الاصول " أتمه سنة ١٢٦٠.

٣٠٦

(١٥٩٩) المولى نظام الدين الخوانساري(ق ١١ ق ١١):

نظام الدين الخوانساري من تلامذة الشيخ عبد العال بن محمد مقيم وترجم بأمره " الصحيفة السجادية " وكتب عليه حواش فارسية في سنة ١١١٠.

(١٦٠٠) المولى نظر علي الزنجاني(ق ١٣ نحو ١٢٩٠):

نظر علي بن علي قلي الزنجاني مترجم في كتاب " زندكانى وشخصيت شيخ انصارى " ص ٣١٨، ونقول: من تلامذة الشيخ مرتضى الانصاي بالنجف الاشرف، وكان معنيا باللغة والعلوم الادبية وخاصة ما يتعلق منها بالكتاب والسنة، وله شعر بالفارسية.

له " مفتاح القرآن " و " نصاب اللغات " نظمه سنة ١٢٦٠.

(١٦٠١) الشيخ نعمة الحويزي(ق ١٠ ق ١٠):

نعمة بن مسلم بن سالم المسلمي الحويزي نسخ مجموعة فيها رسائل كلامية وفقهية في سنة ٩٩٢ وعلق عليها بعض الحواشي الختارة الدالة على فضل فيه وعلم.

٣٠٧

(١٦٠٢) السيد نعمة الله النياكي(ق ١٣ ق ١٣):

نعمة الله النياكي فاضل أديب شاعر بالفارسية، من أعلام القرن الثالث عشر ظاهرا،.

(١٦٠٣) السيد نعمة الله الرضوي(ق ١٠ ق ١٠):

نعمة الله بن قريش الرضوي الحسيني المشهدي مذكور في " احياء الداثر " ص ٢٦٧، ونقول: أديب متبحر في الادب العربي، جيد الانشاء حسن الاسلوب في الفارسية، ذو اطلاع جيد بالعلوم الدينية.

له " ترجمة كشف الغمة ".

٣٠٨

(١٦٠٤) السيد نعمة الله مير آصف(ق ١١ بعد ١١٢٩):

نعمة الله بن محمد باقر الحسيني، المعروف بمير آصف فاضل فقيه متبحر في العلوم والفنون، من أعلام أواخر القرن الحادي عشر والنصف الاول من القرن الثاني عشر.

كتب نسخة من كتاب " ضيافة الاخوان " لرضي الدين القزويني في سنة تأليفه ١٠٩٢، ووصف مؤلفه بأوصاف حميدة يظن منها أنه كان من تلامذته، فكان من القاطنين بقزوين آنذاك، ولا نعلم أصله ولا شيئا من نشأته.

ألف رسالته " الاوزان والمقادير " في تفليس، ولعله انتقل إليها وأقام بها بعد طي مراحله الدراسية، ولكن يبدو أنه لم يكن راضيا على بقائه فيها، فانه بعد الاقامة بها اقامة اجبارية يتمنى الرجوع إلى أهله ووطنه.

له " الاوزان والمقادير " ألفه سنة ١١٢٩.

(١٦٠٥) الشيخ نوح الجعفري(ق ١٣ ١٣٠٠):

نوح بن القاسم الجعفري النجفي مذكور في " الكرام البررة " القسم المخطوط، ونقول: فقيه عالم جامع، من أعيان علماء النجف الاشرف، أجاز جماعة منهم الشيخ مهدي المازندراني الساروي.

له " شرح شرائع الاسلام " و " منتخب شرح شرائع الاسلام ".

٣٠٩

(١٦٠٦) الشيخ نوح العصفوري(ق ١٢ ق ١٣):

نوح بن هاشم بن احمد بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني مذكور في " الكرام البررة " القسم المخطوط، ونقول: كتب مجموعة فيها فوائد كثيرة متفرقة وآثار علمية من علماء البحرين وبعض تواريخهم، ويبد ومنها أنه كان من تلامذة الشيخ سليمان العصفوري البحراني وعلى جانب من العلم والفضل، وهو من أعلام أواخر القرن الثاني عشر ولعله بقي إلى أوائل القرن الثالث عشر.

(١٦٠٧) الشيخ نور الدين الرشتي(ق ١٣ ق ١٣):

نور الدين الرشتي وهب له الشيخ رضا قلي شريعتمدار الطهراني نسخة من كتاب " كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد " للعلامة الحلي، فكتب تعاليق يسيرة عليها تدل على مزيد فضله واطلاعه بالعلوم العقلية، وهو من أعلام أواخر القرن الثالث عشر ظاهرا.

٣١٠

(١٦٠٨) الشيخ نور الدين الواعظي(١٣٥٢ ١٣٩١):

نور الدين بن حامد بن عبدالقهار بن علي أصغر بن شير علي بن محمد رحيم بن محمد علي بن محمد، الواعظي السبزواري الكاظمي ولد في " فرومد " من توابع سبزار سنة ١٣٥٢ وبها نشأ نشأته الاولى، وجاء به والده إلى الكاظمية موطن آبائه حيث بدأ بقراء‌ة الاوليات في شهر ذي الحجة سنة ١٣٦٧ على أبيه والشيخ هادي شطيط والرياضيات على الاستاذ احمد أمين الكاظمي، وقرأ بها أيضا شطرا من دروس السطوح على الشيخ محمد صادق الخالصي والشيخ فاضل اللنكراني.

هاجر في تاسع ربيع الاول من سنة ١٣٧٦ إلى النجف الاشرف، فتتلمذ فقها وأصولا على أصحاب السماحة السيد محمود الشاهرودي والسيد ابوالقاسم الخوئي والسيد ميرزا حسن البجنوردي والشيخ حسين الحلي والسيد يحيى اليزدي والميرزا باقر الزنجاني والسيد عبدالاعلى السبزواري، وكتب تقريرات دروسهم وأحاثهم.

كان مجدا في تحصيل العلم، كثيرر القراء‌ة والمطالعة في سائر الكتب، شديد المواظبة على أوقاته لئلا تذهب سدى، دائب البحث في المسائل العلمية لم يقنع بالقليل من المعرفة ولم يكن سطحيا في معلوماته.

كما أنه كان شديد التدين، مواظبا على الطاعات وصلاة الليل، مجتنبا المساوئ الاخلاقية، لم أر منه قط ما يشين دينه بالرغم من معاشرتي له أكثر من عشرين سنة.

ابتلي بالسرطان ولقي أشد آلام المرض وكان صبورا عليها، وذهب ثلاث مرات إلى لندن للتداوي فلم ينفع العلاج حتى لبى نداء ربه ببغداد في رابع عشر شهر ذي

٣١١

القعدة من سنة ١٣٩١ ونقل جثمانه إلى النجف الاشرف وشيع تشييعا حضره العلماء والافاضل ودفن في وادي السلام.

له " مسائل في الارث " و " قاعدة لا ضرر " من تقرير استاذه الشاهرودي، و " اصول الفقه " و " الفقه " من تقرير استاذه الخوئي، و " اصول الفقه " و " الفقه " من تقرير أستاذه البجنوردي، و " حرمة الغناء " من تقرير استاذه اليزدي، و " صلاة الجماعة " من تقرير أستاذه السبزواري، و " العم الاجمالي " من تقرير أستاذه الزنجاني، و " حكم الاواني " من تقرير أستاذه الحلي.

(١٦٠٩) السيد نور الدين الحائري(ق ١٠ ق ١٠):

نور الدين بن علي بن عقيل الحسيني الحائري عالم فاضل جليل، تملك بعض الكتب والمجاميع في محرم سنة ٩٩١.

(١٦١٠) نور الدين الكربلائي(ق ١١ ق ١١):

نور الدين بن كاظم الكربلائي أتم مقابلة نسخة من كتاب " الاستبصار " للشيخ الطوسي في الرابع والعشرين من محرم سنة ١٠٥٦.

حرف الواو

(١٦١١) السيد بهاء الدين ورام(ق ٦ ق ٦):

ورام بن نصر بن ورام بن عيسى بن ورام بن ابي النجم بن ورام مترجم في كتاب " الثقات العيون " ص ٣٢٧ ونضيف عليه: حضر بعض المجالس التي قرئ فيها كتاب " النهاية " للشيخ الطوسي بمحضر ابن ادريس الحلي في سنة ٥٧٣ بالنجف الاشرف، وضبط الالفاظ على القارئ.

(١٦١٢) ولي الاسترابادي(ق ١١ ق ١١):

ولي بن كمال الدين الاسترابادي جاء اسمه هكذا في آخر نسخة من رسالة " شرح خطبة شرائع الاسلام " مع تاريخ اتمامها في غرة ربيع الاول سنة ١٠٥٤، ولكن الرسالة منسوبة في الذريعة ١٣ / ٢١٣ إلى السيد الامير محمد تقي بن ابي الحسن الحسيني الاسترابادي.

٣١٢

(١٦١٣) الحكيم ولي الجيلاني(....):

ولي بن المطلب الجيلاني طبيب أديب حسن الانشاء في الفارسية، ذهب إلى الهند ظاهرا واتصل بملوكها وكانت له حظوة عندهم.

وكان قد تتلمذ في الطب على عمه علاء الدين علي المتطبب الجيلاني.

له " ستة ضرورية ".

حرف الهاء

(١٦١٤) الميرزا هادي الانصاري(ق ١٣ ق ١٤):

هادي بن أسد الله(وثيق الملك) الانصاري الاصبهاني يبدو أنه من أولاد الاعيان والوزراء، وهو كاتب منشئ بالفارسية جيد الانشاء لطيف الذوق، وله حب في التأليف والتصنيف.

له " ببوستان خمسه " و " شرح الصمدية " بالفارسية أتمه سنة ١٣٢٨.

(١٦١٥) ملا هاشم الطالقاني(ق ١٣ ق ١٣):

هاشم الطالقاني ألف له الميرزا محمد بن سليمان التنكابني رسالته " شرح وصية الامام الرضاعليه‌السلام " وعبر عنه في مقدمته ب‍ " الفاضل النحرير والعالم بلا نكير له الفضيلة على أقرانه بكثير ويقال فيه أنه الحكيم الخبير والفقيه بلا نظير الذي آخيت بيني وبينه في يوم الغدير.".

٣١٣

(١٦١٦) السيد هاشم الحسيني(ق ١١ ق ١١):

هاشم بن الحسين الحسيني قرأ مولانا محمد تقي على المترجم له قطعة من كتاب " من لا يحضره الفقيه " فأجازه في آخرها، والظاهر أنه من أعلام النصف الثاني من القرن الحادي عشر، إذ كتبت هذه النسخة في سنة ١٠٦٨.

(١٦١٧) عميد الرؤساء هبة الله الحلي(ق ٦ ٦٠٩):

هبة الله بن حامد بن احمد بن ايوب بن علي بن ايوب الحلي، عميد الرؤساء مترجم في " رياض العلماء " ٥ / ٣٠٧ و " الانوار الساطعة " ص ٢٠٠، ونقول: قرأ على شيخه أبي الحسن علي بن عبدالرحيم السلمي البغدادي كتاب " فصيح ثعلب " وشرحه كما ذكر ذلك على نسخة كتبت سنة ٥٧٩.

(١٦١٨) ملا هداية الله الجيلاني(ق ١١ ق ١١):

هداية الله بن عبد الوحيد الجيلاني كتب في مجموعة كتابي " من لا يحضره الفقيه " و " الاعتقادات " للشيخ الصدوق وقرأهما على المولى شمس الدين محمد الكشميري المعروف بملا شمسا الكشميري،

٣١٤

فكتب الاستاذ له عدة اجازات في هذه المجموعة، منها اجازة بعد الكتاب الاول بتاريخ يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ١٠٤٠ وقال فيها عن المجاز: " المولى العالم العامل والاولى الفاضل الكامل الولد الروحاني والسليل العقلاني.

باذلا منتهى نجدته وقصارى شدته في حل معاقده وضبط مشارده ونشر مطاويه وحفظ فحاويه آخذا لمسموعاتي حانيا لمأخوذاتي مالكا لموروثاتي وجميع مستفاضاتي ومستفاداتي في مجالس استفاداتي في الخلوات والمنازلات وسائر مكتباتي من مشائخنا الاعلام وعلمائنا الكرام.".

(١٦١٩) الامير هداية الله المشهدي(ق ١١ ق ١١):

هداية الله بن عناية الله الحسيني المشهدي الاصبهاني قرأ على المولى محمد تقي المجلسي أصول الكافي فكتب له انهائين بتاريخ أواسط محرم سنة ١٠٦٢ وأواسط صفر ١٠٦٣.

(١٦٢٠) ميرزا هداية الله المشهدي(١١٧٨ ١٢٤٨):

هداية الله بن محمد مهدي بن هداية الله بن طاهر العلوي الرضوي المشهدي مترجم في " أعيان الشيعة " ١٠ / ٢٦٣، ونقول: سافر إلى الحج وعند عودته عرج على اصبهان فبقي بها مدة مستفيدا من مجالسة العلماء وخاصة من مجالس المير محمد حسين بن عبدالباقي الخواتون آبادي، التقى به في

٣١٥

أصبهان وطهران ومشهد الرضاعليه‌السلام ، وعندما سافر الخواتون آبادي إلى مشهد في سنة ١٢١٨ استجازه ميرزا هداية الله، فأجازه حديثية في نفس سفرته وشرح الآخوند ملا حمزة بن الحسين تلك الاجازة وسمى الشرح " شرح الاجازة ".

لقد عظم المجيز والشارح المجاز بعبارات تنم عن عظيم مكانته عند العلماء والافاضل، فقال الخواتون آبادي: " لما كان السيد السند الايد النجيب الحسيب النسيب الاديب الاريب الفطن الالمعي المتوقد الذكي البارع الزكي العالم العامل الصالح الناصح حاوي فنون الكمالات حائز قصب السبق في مضامير السعادات سالك مسالك الخير والتقى المجتنب مهاوي الغي والردى المشتغل بطاعة رب العباد منبع الفضل والافادة الداخل في كعبة العلم من باب الزيادة مجمع بحري المعقول والمنقول المترشح لاستنباط الفروع من الاصول صاحب الذهن الثاقب والسليقة المستقيمة التي تعبر عنها بالقوة القدسية المستعين بعناية الله السيد السند المعتمد الميزرا هداية الله.

من اعتلى من الكمال ذروة سنامه وفاق في العلم أبناء زمانه فوصل إلى أوجه المعاني بكد الايام وسهر الليالي وصرف دهره في كشف المعاني فشرى أنواع العلوم بالثمن البالي.

فوجدته ممن أسس بنيان أحواله من أول يوم على التقوى محترزا عن موارد السخط وموجبات الخسران واللوم ساعيا في تحلية النفس بالفضائل المرضية وتخليتها من الرذائل الردية بانيا جهده في التخلق بالاخلاق الالهية صارفا جده في صرف الهمة عما سواه مشتغلا في أيام مهلته بتحصيل العلوم الادينية والمعارف اليقينية.".

وقال عنه شارح الاجازة: " فورد السيد السند الزكي والفاضل المؤيد الالمعي العالم الوجيه والعامل النبيه

٣١٦

حاج بيت الله المنان والمتمسك بحبل الله المستعان المعتضد بعناية الله والمتخلق بأخلاق الله حاجي ميرزا هداية الله.".

(١٦٢١) الشيخ هيكل الجزائري(ق ١١ ق ١٢):

هيكل بن عبد علي الاسدي الجزائري أجازه السيد هاشم بن سليمان البحراني على نسخة من كتاب " الاستبصار " في تاسع ربيع الاول سنة ١١٠٠ وعبر عنه ب‍ " الشيخ الفاضل العالم الكامل البهي الوفي ".

حرف الياء

(١٦٢٢) السيد ياد علي الهندي(ق ١٣ ق ١٣):

ياد علي بن ممتاز علي الحسني الواسطي الباره اي ابرستابادي الهندي زيدي النسب وهندي المولد والمسكن، وهو اخباري المسلك يتحامل على المجتهدين ويعدهم خارجين عن طريقة المذهب.

تتلمذ على ميرزا محمد النيسابوري الاخباري فتأثر بآرائه والتزم طريقته في سب العلماء الذين يخالفونه في الرأي، له " تحفة الاخوان در رجم شيطان " الملقب بكشف الحال از اهل بدعب وضلال.

(١٦٢٣) الشيخ ياسين الكاظمي(ق ١١ ق ١١):

ياسين بن حسن الكاظمي أجازه الشيخ عبد علي بن محمد الخمايسي النجفي في يوم السبت سادس شهر صفر سنة ١٠٧٧ وعبر عنه ب‍ " الاخ الاعز الاجل التقي النقي الزكي العالم العامل

٣١٧

الصالح الناصح.".

(١٦٢٤) الشيخ ياسين البحراني(ق ١٢ ق ١٢):

ياسين بن صلاح بن علي بن ناصر بن علي بن عبد علي بن خلف بن محمد بن خميس بن راشد البلادي البحراني مترجم في " الكواكب المنتثرة " المخطوط وغيره، ونقول: كتب نسخة من " شرح الكافية " وأتمها في السادس عشر من جمادي الاولى سنة ١١١٣ وقابلها على نسخة الشيخ علي بن الحسن البلادي وكتب عليها تعاليق مفيدة منه ومن غيره وذكر فيها نسبه كما ذكرناه.

(١٦٢٥) السيد يحيى ابن الاعرج(ق ١١ ق ١١):

يحيى بن احمد الاعرج الحسيني قرأ على الشيخ حسام الدين بن درويش علي الحلي كتاب " المختصر النافع " فأجازه في آخره في السادس عشر من شهر رمضان سنة ١٠٣٢، وقال في الاجازة " قرأ علي المولى الصالح والميزان الراجح في الحسب البهي والنسب الجلي العالم التقي الكامل النقي.

قراء‌ة مرضية مهذبة تشهد بفضله وتنبئ على غزارة علمه وجودة فهمه.".

٣١٨

(١٦٢٦) ميرزا يحيى القزويني(ق ١٣ قبل ١٢٦٤):

يحيى القزويني فقيه أصولي كبير جامع لاطراف العلوم الاسلامية والمعارف الدينية، كان يقيم بمدينة قزوين وتوفي قبل سنة ١٢٦٤ التي نسخ فيها المولى كلب علي الشرندي القزويني كتاب " حجة العمل " ودعا له بالرحمة.

يظهر من مقدمة بعض كتبه أن اسمه " محمد " ويكنى " ابوالمحامد " واشتهر بيحيى، والظاهر أنه متفق مع يحيى بن محمد شفيع القزويني.

له " حجة العمل في يوم الزلل "، " حاشية البهجة المرضية ".

(١٦٢٧) السيد يحيى المدرسي اليزدي(١٣٢١ ١٣٨٣):

يحيى بن علي أصغر بن محمد تقي بن زين العابدين بن محمد المدرسي اليزدي ولد في مدينة " يزد " سنة ١٣٢١ وبها نشأ نشأته الاولى، وبعد قراء‌ة الاوليات على بعض علمائها قرأ السطوح على السيد احمد المدرس والسيد مرتضى المدرسي والشيخ عليجناب.

هاجر إلى قم في سنة ١٣٤١ فحضر أبحاث الحاج الشيخ عبدالكريم الحائري الفقهية والاصولية وقليلا من أبحاث السيد علي اليثربي الكاشاني الاصولية، وفي سنة ١٣٥١ ذهب إلى النجف الاشرف، فحضر أبحاث الميرزا حسين النائيني في البيع وأبحاث الشيخ ضياء الدين العراقي الاصولية والفقهية إلى حين وفاته في سنة ١٣٦١

٣١٩

والسيد ابي الحسن الاصبهاني في الفقه إلى وفاته أيضا في سنة ١٣٦٥.

أجازه اجتهادا أستاذاه الشيخ عبدالكريم الحائري والسيد ابوالحسن الاصبهاني، وأجازه رواية الشيخ أبوالمجد محمد رضا النجفي الاصبهاني والشيخ آقا بزرك الطهراني.

بدأ بالتدريس خارجا في الفقه والاصول منذ سنة ١٣٦٢، فحضر دروسه ثلة من أفاضل طلاب النجف وعلمائها، وربى جماعة من خيرة المشتغلين بالدراسة، وعرف بين العلماء بالتحقيق ودقة النظر في آرائه العلمية.

كان بحاثة له جلد وصبر على تربية التلامذة، يتداول معهم البحث لساعات طويلة ولا يمل من الاخذ والرد إياهم، ويجد أن ينشئهم على الدقة والتعمق ولا يرضى منهم السطحية فيما يرتأون من النظريات العلمية.

هذا بالاضافة إلى ما كان يتحلى به من الورع والتقوى وحسن العشرة وصفاء السريرة، وعاشرناه سنين طويلة فلم نجد فيه إلا الخير والصلاح ينطبق عليه " العالم الرباني " بما في هذه الجملة من مفهوم الهي.

أصيب مرض قلبي ألجأه للسفر إلى ايران، فتوفي بقرية " كرند " في ليلة الاثنين السادس عشر من شهر صفر سنة ١٣٨٣، ونقل جثمانه إلى قم فدفن في " مقبرة شيخان " في يوم الثلاثاء بعد يومين من وفاته.

له " تقريرات أبحاث العراقي " الاصولية، و " تقريرات أبحاث النائيني " في البيع، وكتابات متفرقة أخرى وكلها ناقصة غير تامة التأليف والكتابة.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333