ظرافة اﻷحلام

ظرافة اﻷحلام60%

ظرافة اﻷحلام مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف: كتب
الصفحات: 99

ظرافة اﻷحلام
  • البداية
  • السابق
  • 99 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 49847 / تحميل: 7952
الحجم الحجم الحجم
ظرافة اﻷحلام

ظرافة اﻷحلام

مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

ملكنا وكان العفو منّا سجية = فلمَّا ملكتم سال بالدَم أبطح

وحلَّلتم قتل أُسارى وطالما = غدونا عن الأسرى نعفُّ ونَصفح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا = وكل إناءٍ بالّذي فيه يرشح

(أقول): وقد خمّس هذه الأبيات جماعة، وشطَّروها، فمِمَن خمَّسها السيّد الراضي بن السيّد صالح، القزويني البغدادي المُتوفَّى في تبريز، سنة ١٢٨٧، قبل وفاة أبيه بنحو عشرين سنة، فقال:

سَلوا الحرب عنّا هل الفنا دنية = سوى ما روت عنّا سجايا سنية

كفى عفونا عمّا جنيتم مزية = ملكنا فكان العفو منّا سجية

فلما ملكتم سال بالدم أبطح

ويا طالما بالطف منّا على الظما = تركتم سيوف الهند تَقطر بالدما

وحرّمتم الماء المباح وقد طما = وحلَّلتم قتل الأسارى وطالما

غدونا عن الأسرى نعفُّ ونَصفح

قضيتم لكم ديناً ولم نفض ديننا = غداة‌ أطال الدهر بالغدر بيننا

كفى بيننا فرقاً بما قد تبيَّنا = فحسبكم هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بالّذي فيه يرشح

ومِمَن خمَّسها السيّد الشريف، العالم الجليل، السيّد ناصر بن السيّد أحمد بن السيّد عبد الصمد، الحسيني الغريفي البحراني البصري، المُتوفَّى سنة ١٣٣١، فقال:

نعم جدُّنا المختار ليس أُمية = وجدّتنا الزهراء ليست سمية

٢١

ونحن ولاة الأمر لسنا رعيّة = ملكنا فكان العفو منّا سجية

فلمّا ملكتم سال بالدم أبطح

أما نحن يا أهل الضلالة والعمى = عفونا بيوم الفتح عنكم تكرّما

فمِمَ أبحتم بالطفوف لنا دماً = وحلَّلتم قتل الأُسارى وطالما

غدونا عن الأسرى نعفُّ ونَصفح

فنحن أناس لم يكُ الغدر شأننا = ولا الأخذ بالثأر الّذي كان دَيننا

ولكنّنا نعفُّو ونكظم غيظنا = فحسبكمُ هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بالّذي فيه يرشح

ومِمَن خمّسها الشيخ العالم، الفاضل الأديب، الشيخ عبد الحسين بن القاسم بن صالح، الحلّي النجفي المولود بالحلّة سنة ١٣٠١، القاضي في البحرين اليوم سلّمه الله، فقال:

جعلنا بيوم السبق عبدا أمية = وحرب زوى عنه أنانا منيةً

وصخر أصفحنا عن حماه حمية = ملكنا فكان العفو مِنّا سجية

فلمّا ملكتم سال بالدم أبطح

كرهتم لنا أمراً به شأنكم سما = وحرّم أنْ تسموا به خالق السما

فأوجبتمُ سبي العذاري من الحمى = وحلَّلتم قتل الأُسارى وطالما

غدونا عن الأسرى نعفُّ ونَصفح

حكمتم علينا بالدمار وبالفنا = وفينا ومنّا نلتم غاية المُنى

عفونا وبعد العفو مثّلتم بنا = فحسبكمُ هذا التفاوت بيننا

٢٢

وكل إناء بالّذي فيه ينضح

ومِمَن شطَّرها الشيخ عبد الحسين الحلّي، المخمِّس لها، فقال في التشطير:

(ملكنا فكان العفو مِنّا سجية) = بيوم به بطحاء مكة تُفتح

فسالت بفيض العفو مِنّا بطاحكم = (ولمّا ملكتم سال بالدم أبطح)

(وحلَّلتم قتل أُسارى وطالما) = فككنا أسيراً منكم كاد يُذبح

وفي يوم بدر مذ أسرنا رجالكم = (غدونا عن الأسرى نعفُّ ونَصفح)

(فحسبكمُ هذا التفاوت بيننا) = فأي قبيل فيه أربى وأربح

ولا غرو إذ كنا صفحنا وجُرتم = (فكل إناء بالّذي فيه ينضح)

الفصل الثالث:

ذكر الشيخ أبو الفتح، محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، المُتوفَّى سنة ٤٤٩، في كتابه كنز الفوائد (المطبوع) قال: حدثني أبو الحسن علي بن أحمد اللغوي، المعروف بابن ركاز، سنة ٣٩٩ بميا فارقين، قال: دخلت على أبي الحسن علي بن السلماسي، في مرضه الّذي تُوفِّي فيه، فسألته عن حاله، فقال: لحقتني غشية أُغمي عليَّ فيها، فرأيت مولاي أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بيدي، وأنشأ يقول:((

طوفان آل محمد = في الأرض أغرق جهلها

وسفينهم حَمَلَ الّذي = طلب النجاة وأهلها

فاقبض بكفِّك عروة = لا تخشَ منها فصلها))

٢٣

(أقول): كنت يوم رأيت هذه الأبيات طربت لها، فشطَّرتها، وخمَّستها، وأسبغتها بالتطريز لأبياتها الثلاثة، وطرَّفتها بأربعة تطاريف؛ لأشطرها الستة، وأنا أذكرها لك، فالتشطير قولي:

(طوفان آل محمد) = أعطى البرية فضلها

وهدى ولمّا أنْ جرى = (في الأرض أغرق جهلها)

(وسفينهم حَمَلَ الّذي) = خاف الجحيم وغلَّها

فنجا بهم في الفوز إذ = (طلب النجاة وأهلها)

(فاقبض بكفِّك عروةً) = وِثقى وحاذر حلَّها

موصولةً بمحمد = (لا تخشَ منها فصلها)

والتخميس قولي:

يا حائراً بتردُّد = أقصد لعترة‌ أحمد

فلقد غدا بتودُّد = طوفان آل محمد

في الأرض أغرق جهلها

فهم الحياة لكل ذي = روح ومنهم يغتذي

وهم النجاة لِذا وذي = وسفينهم حَمَلَ الّذي

طلب النجاة وأهلها

إنْ شِئت ترفع سروة = أو شِئت تنصب ذروة

أو شِئت تلقى ثروة = فاقبض بكفِّك عروة

لا تخشَ منها فصلها

والاسباغ بالتطريز قولي:

(طوفان آل محمد في الأرض أغ = رق جهلها) لمَّا تطاول يختصم

(وسفينهم حَمَلَ الّذي طلب النجا = ة وأهلها) إذ مَن يكون بها عُصم

(فاقبض بكفِّك عروة لا تخشَ مِن = ها فصلها) فهي التي لا تنفصم

والتطريف من الطرفين وهو التجنيح قولي:

إمَّا يُفض (طوفان آل محمد = في الأرض أغرق جهلها) بهدى الرَشاد

تنجو الورى (وسفينهم حَمَلَ الّذي = طلب النجاة وأهلها) بين العِباد

يا خائفاً (فاقبض بكفِّك عروة = لا تخشَ مِنها فصلها) يوم المَعاد

٢٤

والتطريف من الوسطين، وهو التقاصير قولي:

(طوفان آل محمد) خير الورى = لمّا جرى (في الأرض أغرق جهلها)

(وسفينهم حَمَلَ الّذي) والاهم = مِمَن بهم (طلب النجاة وأهلها)

(فاقبض بكفِّك عروة) وِثقى إذا = أمسكتها (لا تخشَ مِنها فصلها)

والتطريف من الصدرين، وهو التقليد قولي:

إنْ يَستفض (طوفان آل محمد) = بين الورى (في الأرض أغرق جهلها)

هم أبحُر (وسفينهم حَمَلَ الّذي) = مِن خوفه (طلب النجاة وأهلها)

مهما تَخف (فاقبض بكفِّك عروة) = وِثقى لهم (لا تخشَ مِنها فصلها)

والتطريف من الغايتين، وهو التحجيل قولي:

إمّا يفض (طوفان آل محمد = في الأرض أغرق جهلها) بهدى الرَشاد

تنجو الورى (وسفينهم حَمَلَ الّذي = طلب النجاة وأهلها) بين العِباد

يا خائفاً (فاقبض بكفِّك عروة = لا تخشَ مِنها فصلها) يوم المَعاد

والتطريف من الوسطين، وهو التقاصير قولي:

(طوفان آل محمد) خير الورى = لمّا جرى (في الأرض أغرق جهلها)

(وسفينهم حَمَلَ الّذي) والاهم = مِمَن بهم (طلب النجاة وأهلها)

(فاقبض بكفِّك عروة) وِثقى إذا = أمسكتها (لا تخشَ منها فصلها)

والتطريف من الصدرين، وهو التقليد قولي:

إن يستفض (طوفان آل محمد) = بين الورى (في الأرض أغرق جهلها)

هم أبحر (وسفينهم حَمَلَ الّذي) = مِن خوفه (طلب النجاة وأهلها)

مهما تَخف (فاقبض بكفِّك عروة) = وِثقى لهم (لا تخشَ مِنها فصلها)

والتطريف من الغايتين، وهو التحجيل قولي:

(طوفان آل محمد) أهل الهدى = (في الأرض أغرق جهلها) إذ أطبقا

(وسفينهم حَمَلَ الّذي) في حبهم = (طلب النجاة وأهلها) مِمّا اتقى

٢٥

(فاقبض بكفِّك عروة) موصولة = (لا تخشَ مِنها فصلها) يوم اللِقى

الفصل الرابع:

وذكر الشيخ الكراجكي، في كنز الفوائد أيضاً، قال حدَّثني الشريف أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن طاهر الحسيني، قال: حدَّثني أبي عن أبي الحسن أحمد بن محبوب، قال: سمعت أبا جعفر الطَبري، يقول: حدَّثنا هناد بن السري، قال: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في النوم، فقال:(( يا هناد، )) قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال:((أنشدني قول الكميت:

ويوم الدوح يوم غدير خُمٍّ = أبان له الخلافة لو أُطيعا

ولكنَّ الرجال تداولوه = فلم أرَ مثلها أمراً شنيعا))

فأنشدته، فقال (عليه السلام):(( خُذ إليك يا هناد)) ، فقلت: هات يا سيدي، فقال (عليه السلام):

((ولم أرَ مِثل ذاك اليوم يوماً = ولم أرَ مثله خَطباً فظيعا))

(أقول): وهذان البيتان الأولان من قصيدة الكميت، من إحدى الهاشميات السبع (المطبوعة) وأولها:

نفى عن عينك الأرَق الهجوعا = وهمٌّ يمتري منها الدموعا

والنسخ المطبوعة والمخطوطة، كثيرة التحريف، ولكن النسخة المطبوعة في (برلين) أصحهنَّ، والبيت الثالث لم يوجد في النسخ كلها.

٢٦

الفصل الخامس:

أخبرني السيّد الأديب المعمّر، السيّد محسن بن السيّد هاشم، الحسيني الصائغ الكاظمي، المُتوفَّى سنة ١٣٣٧، قال: أخبرني أبي السيّد هاشم - وكان معمّراً أيضاً - قال: أخبرني الشيخ محمد علي النجفي، المعروف بالقارئ، مصنِّف كتب التعازي الحسينية الثلاثة، قال: نظم الشيخ العالم الفاضل، الشيخ محمد علي بن الحسين الأعسم النجفي، المُتوفَّى سنة ١٢٣٣، قصيدة في رثاء سيدنا الحسين (عليه السلام) أولها:

قد أوهنت جَلَدي الديار الخالية = مِن أهلها ما للديار وماليه

ومنها:

قست القلوب فلم تَلن لهداية = تبَّاً لهاتيك القلوب القاسيه

فعرضه على ولده الفاضل الأديب، الشيخ عبد الحسين المُتوفَّى سنة ١٢٤٧، وقال له: كيف تراها؟ فقال له: قافية قاسية، تأخذ بحُلقوم قارئها، فاستحيى وأخذها من يده، ووضعها تحت مصلاّه فلمَّا كان الليل، رأى الشيخ محمد علي القارئ في النوم، أمير المؤمنين (عليه السلام) في الروضة، جالساً على كرسي، قال: فسلَّمت عليه، فأعطاني ورقة كانت في يده، وقال:(( إقرأ هذه القصيدة في رثاء وَلدي الحسين )) ، فقرأتها له، فجعل يبكي، وأنا أقرأ وأبكي، فانتبهت بتلك الحالة، وأنا أتلو منها بيتاً، وهو:

قَست القلوب فلم تَلن لهداية = تبَّاً لهاتيك القلوب القاسيه

٢٧

قال: ولمّا انتبهت رأيت الوقت سحراً، فتوضأت؛ وخرجت لأزور أمير المؤمنين (عليه السلام) على عادتي، فمررت في طريقي على الشيخ محمد علي الأعسم، فرأيت في روشن داره ضياءً، فعلمت أنَّه جالس، فأحببت أنْ أكلِّفه بنظم قصيدة، في رثاء الحسين (عليه السلام) تتضمن البيت الّذي حفظته عند انتباهي من النوم، فطرقت الباب، فنزل من عليَّته فقصصت عليه قصَّتي، وذكرت له البيت (قست القلوب، إلخ) فبكى حتى غلبه البكاء، ثم أصعدني إلى مَحلِّه، ورفع طرف مصلاَّه، فأخرج لي ورقة، فلمَّا رأيتها علمت أنَّها هي الورقة التي أعطانيها أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيها تلك القصيدة، التي قرأتها مِن أوّلها إلى ذلك البيت، فعجبت من ذلك وسألته عنها، فحلف أنَّه نظمها أمس، وعرضها على ولده ليلاً، وحكى لي قصته، وأنَّه وضعها تحت مصلاَّه، ولم يَطَّلع عليها أحدٌ غيرهما.

(أقول): وهذه القصيدة من مشهور شعر الشيخ محمد علي الأعسم، وهي قصيدة جَزلة الألفاظ، فَخمة المعاني محفوظة للقرّاء، وأنا أذكر أبياتاً منها، وأترك باقيها لشهرتها، فمنها قوله:

ورد الحسين إلى العراق وظنَّهم = تركوا النفاق إذا القلوب كَما هيه

ولقد دعوهُ للفَنا فأجابهم = ودعاهمُ لهدى فردّوا داعيه

قست القلوب فلم تَلن لهداية = تبَّاً لهاتيك القلوب القاسيه

يابن النبي المصطفى ووصيّه = وأخا الزكي يابن البتول الزاكيه

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة = لكنَّما عيني لأجلك باكيه

٢٨

تبتلُّ منكم كربلا بدم ولا = تبتلُّ مِنّي بالدموع الجاريه

أنست رزاياكم رزايانا الأُوْلى = سلفت وهوّنت الرزايا الآتيه

وفجائع الأيام تبقى مدةً = وتزول وهي إلى القيامة باقيه

الفصل السادس:

ذكر الشيخ الجليل، محمد بن علي بن شهرآشوب السروي، المُتوفَّى سنة ٥٨٨، في كتاب المناقب (المطبوع مراراً) أنَّ بعض الصلحاء رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام، فأنشده (عليه السلام):

إذا ذكر القلب رهط النبيّ = وسبي النساء وهتك الستر

وسلب السبيّ وذبح الصبيّ = وقتل الشبير وسم الشبر

ترقرق في العين ماء الفؤا = د وفاض على الخدِّ مِنه درَر

فيا قلبُ صبراً على حزنهم = فعند البلاء تكون العبَر

(أقول): وهذه الأبيات حرّة الألفاظ رقيقة المعاني، وكنت قد شطَّرتها؛ لرقتها وللتبرُّك بمنشدها، فأنا أذكر تشطيري هنا، عسى أن تنالني الرِّقة، وهو:

(إذا ذكر القلب رهط النبيّ) = وما نالهم بعده مِن غِير

وناظر مقتل فتيانه = (وسبي النساء وهتك السُتر )

(وسلب السبيِّ وذبح الصبيّ) = بحضن أبيه الأبيّ الأبر

وقتل الوصيّ وظلم الرضيّ = (وقتل الشبير وسم الشَبر )

٢٩

(ترقرق في العين ماء الفؤاد) = وذاب الحشا مِن جوى واستَعَر

فكفكفت النار دفاعه = (وفاض على الخدِّ منه دُرر)

(فيا قلبُ صبراً على حزنهم) = وإنْ كنت لم تُطق المصطبر

ونهنه على ما ترى عَبرة = (فعند البلاء تكون العِبر)

الفصل السابع:

ذكر الشيخ محمد الحسين النوري، في كتابه دار السلام، الّذي ذكرنا عنه قبلاً عن خط بعض العلماء، أنَّ بعض علماء خوارزم نذر أنْ يَحج، فجاء حتى وصل إلى قنطرة في شط النيل من الحلَّة - وكانت له زمن بني العباس قنطرة عليها طريق الحاج وبقيت بعدهم مدة - فرأى الشيخ الفقيه ابن نما الحلِّي أميرَ المؤمنين في المنام، فقال (عليه السلام) له:(( إنَّ عالِم خوارزم قد ورد إلى هذه البلدة، وقد أشرف أنْ يَعبر، فارسل إليه أحد أصحابك بهذين البيتين؛ ليسأله فيهما ويعزم عليه أنْ لا يعبر حتى يجيبه عنهما )) ، وتلا له البيتين وهما:

إذا اختلفت في الدين سبعون فرقة = ونيِّف كما قد صح عن سيد الرُسل

أ في الفرقة الهُلاَّك آل محمد = أم الفرقة الناجين ماذا ترى قُلْ لي

فانتبه الشيخ وهو يحفظهما، وأرسل أحد تلامذته بالبيتين إليه، وسأله أنْ لا يعبر إلاّ بعد الجواب، فلمّا سمع البيتين والسؤال أنْ لا يعبر إلاّ بعد الجواب، رجع إلى بغداد ولم يعبر.

(أقول): قد ذكر السروي المذكور

٣٠

قبلاً في المناقب، أبياتاً لشرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي المسيَّبي ملك الموصل الّذي عمّر في الكاظميين، والّذي قُتل سنة ٤٧٨ وقد ذكرت عمارته في (صدا الفؤاد) وفي الأبيات هذان البيتان، وهي قوله:

إذا اختلفت في الدين سبعون فرقة = ونيِّف كما قد صح عن سيد الرسل

ولم يكُ منها ناجياً غير فرقة = فماذا ترى ياذا البصيرة والعَقل

أفي الفرقة الهُلاّك آل محمد = أم الفرقة الناجين ماذا ترى قُلْ لي

فإنْ قلت هُلاّك كفرت وأنْ تَقل = نُجّاة فحالفهم وخالف ذوي الجهل

لَئن كان مولى القوم منهم فإنَّني = رَضيت بهم في الدين بالقول والفعل

فخلِّ عليّاً لي إماماً وولده = وأنت مِن الباقين في أوسع الحلِّ

أقول: وابن نما المذكور لم يعيّنه الناقل، فإنَّ آل نما سلسلة علماء في الحلَّة، من الأربعمائة إلى نحو الثمانمائة، منهم جعفر بن محمد بن هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي، فكلُّ هؤلاء علماء في الحلَّة، فإنْ كانت الواقعة لمتقدمي آل نما، فلعلَّ شرف الدولة قد ذيَّلها، وإنْ كانت لأحد متأخريهم، فلعلَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أنشد منها موضع الحاجة.

الفصل الثامن:

أخبرني السيّد الشريف العلاَّمة، السيّد حسين بن مُعزِّ الدين السيّد مهدي بن السيّد حسن بن السيّد أحمد بن السيّد محمد الحسيني القزويني النجفي، المُتوفَّى سنة ١٣٤٠، قال: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في

٣١

المنام، ذات ليلة مباركة من ليالي رجب ١٣١٢، جالساً في مقبرة والدي على كرسي، وبين يديه والدي متأدب، وكأنَّ المقبرة روضة متسعة، فجئت وسلَّمت عليه وأردت تقبيل يديه، فقال لي أبي: امدحه أولاً، ثم قبّل يديه، فأنشدته:

أبا حسن أنت عين الإله = فهل عنك تعزُب مِن خافيه

وأنت مُدير رَحى الكائنات = وإنْ شِئت تسفع بالناصيه

وأنت الّذي أُمم الأنبياء = لديك إذا حُشرتْ جاثيه

فمَن بك قد تمَّ إيمانه = يُساق إلى جنة عاليه

وأما الّذين تولَّوا سواك = يساقون دعّاً إلى الهاويه

قال: فتبسَّم (عليه السلام) وقال لي أبي: أحسنت، فدنوت منه (عليه السلام) وقبّلت يديه، وانتبهت وأنا أحفظ الأبيات، ولما أصبحت حضر المجلس على العادة جماعة من فضلاء الأدباء، فذكرت لهم الطيف، وقلت لهم:

مَن كان يَهوى قلبه = ثاني أصحاب الكسا

فلينتدب لمدحه = مشطِّراً مخمِّسا

فانتدب الجماعة للتشطير والتخميس، فمِمَن شطَّر وخمَّس التشطير، السيّد الفاضل الأديب السيّد جعفر بن السيّد حمد الحسيني الحلِّي، المُتوفَّى سنة ١٣١٥، فقال في التشطير:

(أبا حسن أنت عَين الإله) = على الخلق والأُذن الواعيه

تراهم وتسمع نجواهم = (فهل عنك تَعزُب مِن خافيه)

٣٢

(وأنت مُدير رَحى الكائنات) = وقُطبٌ لأفلاكها الجاريه

فإنْ شِئت تَشفع يوم الحساب = (وإنْ شِئت تسفع بالناصيه)

(وأنت الّذي أُمم الأنبياء) = تولتك في الأعصر الخاليه

وكل الخلائق يوم النشور = (لديك إذا حُشرت جاثيه)

(فمَن بك قد تمَّ إيمانه) = فبُشراه في عيشة راضيه

بحوضك يُسقى ومِن بَعد ذا = (يُساق إلى جنة عاليه)

(وأمَّا الّذين تولَّوا سواك) = فما هم مِن الفِرقة الناجيه

يجيئون في الحشر سود الوجوه = (يُساقون دعّاً إلى الهاويه)

وقال في تخميس التشطير:

بَراك المهيمن إذ لا سِواه = وبيَّن باسمك معنى عُلاه

فكنت تَرى الغَيب لا باشتباه = أبا حسن أنت عَين الإله

على الخلق والأُذن الواعيه

تَرى الناس طُراً وترعاهم = وأقصى الورى منك أدناهم

ومهما أسرّوا خفاياهم = تراهم وتسمع نجواهم

فهل عنك تَعزُب من خافيه

أَقلُّ معاجزك الخارقات = حضورك للشخص حين المَمات

فأنت المحيط بست الجهات = وأنت مدبِّر رَحى الكائنات

وقُطب لأفلاكها الجاريه

لك الناس تُحشر يوم المآب = مطئطِأة الرؤوس خوف العذاب

٣٣

فمنك الثواب ومنك العقاب = فإنْ شِئت تَشفع يوم الحساب

وإن شِئت تَسفع بالناصيه

بك العرش مُهِّد للاستواء = وباسمك قامت طباق السماء

فأنت المحكِّم يوم الجزاء = وأنت الّذي أُمم الأنبياء

تولتك في الأعصر الخاليه

إذا بعث الله مَن في القبور = ومِن سفر الموت أضحوا حضور

فأنت الأمير بكلِّ الأمور = وكلُّ الخلائق يوم النشور

لديك إذا حُشرت جاثيه

مُحِبك يثقُل ميزانه = ويعلو بيوم الجزا شأنه

وَهبْ فرضه بأنْ نقصانه = فمَن بك قد تمّ إيمانه

فبشراه في عيشة راضيه

ينال الكرامة غَبُ الأذى = وعن ناظريه يُماط القذى

فما بعدُ يشكو ظماه إذا = بحوضك يُسقى ومِن بعد ذا

يُساق إلى جنة عاليه

أبا حسن بك أنجو هناك = وأرجو رضا خالقي في رضاك

فلم ينجُ في الحشر إلاّ ولاك = وأمّا الّذين تولّوا سواك

فما هم مِن الفرقة الناجيه

سيأتي العدوّ ومَن تابعوه = بجَمع عن الحوض قد حلئوه

جُفاة لحقك قد ضيَّعوه = يجيئون للحشر سود الوجوه

٣٤

يُساقون دعّاً إلى الهاويه

ومِمَن شطَّر وخمَّس الأصل، الشيخ العالم الفاضل الشيخ جواد بن الشيخ محمد الشبيبي النجفي، المولود سنة ١٢٨٠ فقال سلَّمه الله في التشطير:

(أبا حسن أنت عَين الإله) = ولُجّة قدرته الطاميه

وأنت المحيط بما في الوجود = (فهل عنك تَعزُب مِن خافيه)

(وأنت مُدير رَحى الكائنات) = ودارة أنوارها الساريه

بأمرك إنْ شِئت تُنجي العباد = (وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه

(وأنت الّذي أُمم الأنبياء) = تفيئ لرأفتك الضافيه

ترى زُمراً شيع المرسلين = (لَديك إذا حُشرت حاشيه)

(فمَن بك قد تمَّ إيمانه) = وفيك غدت نفسه راضيه

وراح ولاِك له سلماً = (يساق إلى جَنَّة عاليه)

(وأمَّا الّذين تولَّوا سواك) = وساروا مِن الغيِّ في غاشيه

وضلّوا ضلالاً بعيد الهدى = (يُساقون دعَّاً إلى الهاويه)

وقال سلَّمه الله في تخميس الأصل:

بمدحك نصَّاً فَمُ الذِكر فاه = فكنت المصبَّ لمجرى ثناه

ترى ما يرى الله فيما براه = أبا حسن أنت عَين الإله

فهل عنك تَعزُب مِن خافيه

بك اجتمع الدين بعد الشَتات = ولاَنَ لك الشرك ليَن القناة

وِلاك المفاز فأنت النّجاة = وأنت مُدير رَحى الكائنات

٣٥

وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه

وأنت المصرِّف مجرى القضاء=فتَمحو وتُثبت أنّى تَشاء

وأنت المشفَّع يوم الجزاء=وأنت الّذي أُمم الأنبياء

لَديك إذا حُشرت جاثيه

بك الحق أَسس بنيانَه=وعَنك الهدى شعَّ برهانُه

معادُ الوَرى أنت عنوانه=فمَن بك قد تمَّ إيمانه

يُساق إلى جَنَّة عاليه

حَباك الإله بما قد حَباك=فأسرى بقوم تحلّوا وِلاك

إلى جَنَّة زُخرفت فى رضاك=وأمَّا الّذين تولّوا سِواك

يُساقون دعَّاً إلى الهاويه

ومِمَن شطَّر وخمَّس التشطير، السيّد السعيد العالم المتفنّن، السيّد عدنان بن السيّد شبَّر الحسيني الغريفي البحراني البصري، المُتوفَّى سنة ١٣٣٦، فقال في التشطير:

(أبا حسن أنت عَين الإله) = وأنت له أُذُن واعيه

وباب مدينة عِلم الغُيوب = (فهل عنك تَعزُب مِن خافيه)

(وأنت مُدير رَحى الكائنات = بيُمنى مَشيئتك القاضيه

فإنْ شِئت تُنقذ مَن في الجحيم = (وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه)

(وأنت الّذي أُمم الأنبياء) = أُنيلت بك الرُتبة الساميه

وكلُّ الخَلائق يَوم الحساب = (لَديك إذا حُشرت جاثيه)

٣٦

(فمَن بك قد تمَّ إيمانه) = فذلك في عِيشة راضيه

إذا بَعثر الله مَن في القبور = (يُساق إلى جَنَّةٍ عاليه)

(وأمَّا الّذين تولّوا سِواك) = وخاضوا غمار العَمى الداجيه

فإنَّهم والّذي حكَّموا = (يُساقون دعَّاً إلى الهاويه)

وقال في تخميس التشطير:

لِوادي الغريِّ مَقام حواه = وسرُّ طواه بوادي طواه

فقُل إنْ نَزلْتَ بمولىً ثَواه = أبا حسن أنت عَين الإله

وأنت له أُذُن واعيه

بأمرك مَرَّ الصَبا والجَنوب = ومِنك الطُلوع ومِنك الغُروب

وقلبك مِرآة كلِّ القلوب = وباب مدينة عِلم الغُيوب

فهل عنك تَعزُب مِن خافيه

أتَعزُب عن عِلمك الجَامدِات = أم النَاطِقات أم النَاميات

أم الجِن أم جُملة الحَادِثات = وأنت مُدير رَحى الكائِنات

بيُمني مشيئتك القاضيه

يَراك العَظيم لأمر عَظيم = وخَصَّك مِنه بفَضل عَميم

وأنفذ حُكمك وهو الحَكيم = فإنْ شِئت تُنقذ مَن في الجَحيم

وإن شِئت تَسفع بالناصيه

بنورك يا سيِّد الأصفياء = تَنور أفئدة الأولياء

لأنَّك مِشكاة لَمع الضياء = وأنت الّذي أمم الأنبياء

٣٧

أُنيلت بك الرُتب الساميه

ستَجلس في يوم فَصل الخِطاب = لتُعطي الثواب وتُلقي العقاب

فأنت المحكِّم دون ارتياب = وكلُّ الخلائق يوم الحساب

لديك إذا حُشرت جاثيه

فمِنك النَعيم ورِضوانه = وعَنك الجَحيم وخُزّانه

وأنت الصِراط ومِيزانه = فمَن بك قد تمَّ إيمانه

فذلك في عِيشة راضيه

له القَبر جَنَّة نور ونور = وضَنك اللُحود فَسيح القُصور

ويَوم القِيمة عند النُشور = إذا بَعثر الله مَن في القُبور

يُساق إلى جَنَّة عاليه

أولئك قوم وِلاهم وِلاك = وإنْ أذنبوا وعِداهم عِداك

فسوف يُجازون هذا بذاك = وأمَّا الّذين تولَّوا سِواك

وخاضوا غِمار العَمى الداجيه

فمَوئلُهم لَهَب مُضرم = بمَا أخَّروا وبمَا قدَّموا

وإنْ لجأوا للّذي يمموا = فإنَّهم والّذي حكَّموا

يُساقون دعّاً إلى الهاويه

ومِمَن خمَّس الأصل، السيّد سعيد العالِم الفاضل، السيّد علي بن السيّد محمود الأمين العاملي الحسيني، المُتوفَّى سنة ١٣٢٨ في جبل عامل ، وقد نقل المدح إلى رثاء الحسين (عليه السلام)؛ إذ وافق تخميسه أيام المُحرَّم، فقال:

٣٨

بنفسي الحسين سقته عِداه = كؤوس المَنون وساقات نِساه

فقُل للوصي وحامي حِماه = أبا حسن أنت عين الإله

فهل عنك تَعزُب مِن خافيه

أمَا هَتفتْ بك بين الطغاة = نِساك وأنت حِمى الضائعات

وأنت المرجّى لدى النائبات = وأنت مُدير رَحى الكائنات

وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه

أتَقعد ياسيّد الأوصياء = ووِترك بين بَني الأدعياء

وتَجثو وذا الكَرب يَقفو البَلاء = وأنت الّذي أُمم الأنبياء

لَديك إذا حُشرت جاثيه

بَراك وإنَّك بُرهانه = آله الأنام عَلا شانه

وإنَّك في الحَشر مِيزانه = فمَن بك قد تمَّ إيمانه

يُساق إلى جَنَّة عاليه

فدِيني وِلاك وبُغض عِداك = ولي نَسب ضارِب في عُلاك

فمولاك في الحشر تحت لِواك = وأمَّا الّذين تولّوا سِواك

يُساقون دعاً إلى الهاويه

ومِمَن شطَّر فقط، العلاَّمة السيّد محسن بن السيّد عبد الكريم الأمين العاملي، المولود حدود سنة ١٢٨٣، فقال سلَّمه الله تعالى:

(أبا حسن أنت عَين الإله) = ومَعدِن حِكمته الساميه

يُريك بها ما وراء الغُيوب = (فهل عنك تَعزُب مِن خافيه )

٣٩

(وأنت مُدير رَحى الكائنات) = وقُطب رَحى النشأة الثانيه

فإنْ شِئت تَشفع للمذنبين = (وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه)

(وأنت الّذي أُمم الأنبياء) = بِحُبك في حَشرها ناجيه

قَسيم لظىً أنت والعالمون = (لَديك إذا حُشرت جاثيه)

(فمَن بك قد تمَّ إيمانه) = وبابنَيك والعِترة الزاكيه

فلا هَول يَخشى ويوم المَعاد = (يُساق إلى جَنَّة عاليه)

(وأمَّا الّذين تولَّوا سِواك) = وضلّوا عن الطرق الهاديه

فهم والّذين تولّوهم = (يُساقون دعَّاً إلى هاويه)

ومِمَن شطَّر وخمَّس التشطير، مصنف هذا الكتاب، فقال في التشطير:

(أبا حسن أنت عَين الإله) = وأُذُن إرادته الواعيه

ظهرت على ما تسرُّ القُلوب = (فهل عنك تَعزُب مِن خافيه)

(وأنت مُدير رَحى الكائنات) = ومُمسك أفلاكها الجاريه

فإنْ شِئت تَرفع نحو الجِنان = (وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه)

(وأنت الّذي أُمم الأنبياء) = أعدَّت وِلاك لها واقيه

فَقد أنبأوها بأنْ تَغتدي = (لَديك إذا حُشرت جاثيه)

(فمَن بك قد تمَّ إيمانه) = أصاب كرامته الباقيه

وراح بفَوز قَرير العُيون = (يُساق إلى جَنَّة عاليه)

(وأمَّا الّذين تولّوا سِواك) = أصابتهم الذلَّة‌ الباديه

وراحوا خواسئ نُكْسَ الرؤوس = (يُساقون دعّاً إلى الهاويه)

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ليس منا من انتهر مسلماً، أو غرّه(١) ، أو ماكره.

[١٠٢٦٧] ٣ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أبالي إئتمنت(١) خائناً، أو مضيّعاً ».

[١٠٢٦٨] ٤ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس من أخلاق المؤمن التملّق والحسد، إلّا في طلب العلم ».

[١٠٢٦٩] ٥ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في دعاء له: وأعوذ بك من صاحب خديعة، إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أفشاها ».

[١٠٢٧٠] ٦ - وبهذا الإسناد: أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « اللهم إنّي أعوذ بك من الجوع(١) فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنّها بئس البطانة ».

[١٠٢٧١] ٧ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: عن رسائل الكليني، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال

__________________

(١) في المصدر: غيره.

٣ - الجعفريات ص ١٧١.

(١) في المصدر: أعنت.

٤ - الجعفريات ص ٢٣٥.

٥ - الجعفريات ص ٢١٩.

٦ - الجعفريات ص ٢١٩.

(١) في المصدر: الجزع.

٧ - كشف المحجة ص ١٦٨، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٢٠٩.

٨١

أمير المؤمنين في وصيّته لولده الحسنعليهما‌السلام : ولا تعمل بالخديعة فإنّها خلق لئيم - إلى أن قال - ما أقبح القطيعة بعد الصلّة، والجفاء بعد الإخاء، والعداوة بعد المودّة، والخيانة لمن إئتمنك، والغدر (لمن استنام)(١) إليك ».

[١٠٢٧٢] ٨ - الصدوق في الخصال في حديث الأربعمائة: قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « المؤمن لا يغش أخاه، ولا يخونه، ولا يخذله، ولا يتهمه (ولا يقول له أنا برئ)(١) ».

[١٠٢٧٣] ٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائه، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس منا من غش مسلماً، أو ضرّه، أو ماكره ».

[١٠٢٧٤] ١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: ليس منا من غش مؤمناً، أو ضرّه أو ماكره ».

[١٠٢٧٥] ١١ - المفيد في الإختصاص: عن عبد الله، عن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، عن أبي الحسن محمّد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي، عن أبي عبد الله الحسين بن محمّد بن الفرزدق الفزاري، عن أبي عيسى محمّد بن علي بن عمرويه(١) الطحان الورّاق، عن أبي محمّد

__________________

(١) في المصدر: بمن استأمن.

٨ - الخصال ص ٦٢٢.

(١) حصل وهم من ناسخ النسخة الحجرية حيث أدرج العبارة ما بين القوسين مع الحديث السابق.

٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٥ ح ١٣.

١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

١١ - الاختصاص ص ١٥٠، وعنه في البحار ج ٤٠ ص ٩٧ ح ١١٧.

(١) كان في المخطوط: عمرو، وما أثبتناه من المصدر والبحار.

٨٢

الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب، أنه قال في جملة كلام له في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام : اجتمع(٢) الناس عليه فقالوا له: أكتب يا أمير المؤمنين إلى من خالفك بولايته ثم اعزله، فقالعليه‌السلام : « المكر، والخديعة، والغدر في النار ».

[١٠٢٧٦] ١٢ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: روي أنّ رجلاً قال لموسىعليه‌السلام : اسأل ربّك هل قبل عملي؟ فأجيب بلا، لأنّ في قلبك غشّاً لمسلم، قال: صدق.

١٢٠ -( باب تحريم الكذب)

[١٠٢٧٧] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في خطبة طويلة: « أيّها الناس، ألا فاصدقوا إنّ الله مع الصادقين، وجانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان، ألا إن الصادق على [ شفا ](١) منجاة وكرامة، ألا إن الكاذب على شفا ردى وهلكة ».

[١٠٢٧٨] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن

__________________

(٢) في المخطوط: أجمع، وما أثبتناه من المصدر.

١٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب ١٢٠

١ - مشكاة الأنوار ص ١٧٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ الجعفريات ص ١٦٤.

٨٣

لإبليس كحلاً(١) ولعوقاً(٢) وسعوطاً(٣) فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر ».

[١٠٢٧٩] ٣ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام أنه قال: « تسعة أشياء من تسعة أنفس، هن منهم أقبح منهن من غيرهم - إلى أن قال - والكذب من القضاة » الخبر.

[١٠٢٨٠] ٤ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الكذّاب لا يكون صديقاً ولا شهيداً ».

[١٠٢٨١] ٥ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الحسن بن محبوب، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : يكون المؤمن بخيلاً؟ قال: « نعم » قال [ قلت ](١) : فيكون جباناً؟ قال: « نعم » قلت: فيكون كذاباً؟ قال: « لا، ولا جافياً - ثم قال - جبل(٢) المؤمن على كلّ طبيعة، إلّا الخيانة والكذب ».

[١٠٢٨٢] ٦ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يكذب الكاذب

__________________

(١) في المصدر: كحولاً.

(٢) اللعَوق بالفتح: اسم لمّا يلعق به كالدواء والعسل وغيره (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣٣).

(٣) سعطه الدواء: أدخله في أنفه (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٥٣).

٣ - الجعفريات ص ٢٣٤.

٤ - الجعفريات ص ٨٠.

٥ - الاختصاص ص ٢٣١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: يجبل.

٦ - الإختصاص ص ٢٣٢.

٨٤

إلّا من مهانة نفسه، واصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب ».

[١٠٢٨٣] ٧ - القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أعظم الخطايا اللسان الكذوب ».

[١٠٢٨٤] ٨ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: قال رجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله، دلّني على عمل أتقرب به إلى الله، فقال: « لا تكذب » فكان ذلك سبباً لاجتنابه كلّ معصية لله، لأنه لم يقصد وجهاً من وجوه المعاصي، إلّا وجد فيه كذباً أو ما يدعو إلى الكذب، فزال عنه ذلك من وجوه المعاصي.

[١٠٢٨٥] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ثلاث خصال من علامات المنافق: إذا حدث كذب، وإذا إئتمن خان، وإذا وعد أخلف ».

[١٠٢٨٦] ١٠ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، أنه ذكر رجلاً كذاباً، ثم قال: « قال الله تعالى:( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (١) ».

[١٠٢٨٧] ١١ - الشهيد في الدرّة الباهرة: عن أبي محمّد العسكريعليه‌السلام قال: « حطت الخبائث في بيت، وجعل مفتاحه

__________________

٧ - الشهاب:

٨ - الأخلاق: مخطوط.

٩ - الأخلاق: مخطوط.

١٠ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧١ ح ٧١.

(١) النحل ١٦: ١٠٥.

١١ - الدرر الباهرة ص ٤٣.

٨٥

الكذب ».

[١٠٢٨٨] ١٢ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أربى الربا الكذب(١) ».

[١٠٢٨٩] ١٣ - وقال رجل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن يزني؟ قال: « قد يكون ذلك » قال [ قلت ](١) : المؤمن يسرق؟ قال: « قد يكون ذلك » قال [ قلت ](٢) : يا رسول الله، المؤمن يكذب؟ قال: « لا، قال الله تعالى ٦ -( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (٣) ».

[١٠٢٩٠] ١٤ - جامع الأخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إياكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار ».

[١٠٢٩١] ١٥ - وعن عبد الرزاق، عن نعمان، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المؤمن إذا كذب بغير عذر، لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش، وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية، أهونها كمن يزني مع أمّه ».

[١٠٢٩٢] ١٦ - وقال موسىعليه‌السلام : يا ربّ، أيّ عبادك خير

__________________

١٢ - دعوات الراوندي ص ٥٠ وعنه في البحار ج ٧٢ ص ٢٦٣ ح ٤٧.

(١) في المصدر: أريا الرياء.

١٣ - دعوات الراوندي ص ٥٠ وعنه في البحار ٧٢ ص ٢٦٣ ح ٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) النحل ١٦: ١٠٥.

١٤ - ١٥ - جامع الأخبار ص ١٧٣، وعنه في البحار ج ٧٢ ص ٢٦٣ ح ٤٨.

١٦ - جامع الأخبار ص ١٧٣.

٨٦

عملا؟ قال: من لا يكذب لسانه، ولا يفجر(١) قلبه، ولا يزني فرجه.

[١٠٢٩٣] ١٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « عليكم بالصدق، وإيّاكم والكذب، فإنه لا يصلح إلّا لأهله ».

« نروي أن(١) رجلاً أتى سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، علّمني خلقاً يجمع لي خير الدنيا والآخرة، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تكذب، فقال الرجل: فكنت على حالة يكرهها الله، فتركتها خوفاً من أن يسألني سائل(٢) : عملت كذا وكذا فافتضح، أو أكذب فأكون قد خالفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما حملني عليه ».

[١٠٢٩٤] ١٨ - نهج البلاغة: وفي وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسنعليهما‌السلام « وعلّة الكذب أقبح علّة ».

[١٠٢٩٥] ١٩ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إنّ أبي حدثني عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أقلّ الناس مروّة من كان كاذباً ».

__________________

(١) في المخطوط: يعجز، وما أثبتناه من المصدر.

١٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٥.

(١) فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٨.

(٢) في المصدر: سائلها.

١٨ - نهج البلاغة: لم نجده في مظانه، وأخرجه في البحار ج ٧٧ ص ٢١٢ عن كتاب الوصايا لابن طاووس.

١٩ - الغايات ص ٦٦.

٨٧

[١٠٢٩٦] ٢٠ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام العاقل لا يكذب، وإن كان فيه هواه ».

[١٠٢٩٧] ٢١ - ثقة الإسلام في الكافي: عن محمّد بن علي بن معمر، عن محمّد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن نضر، عن أبي عمرو الأوزاعي عم عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له: ولا سوأة أسوأ من الكذب ».

[١٠٢٩٨] ٢٢ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن عليعليه‌السلام ، قال: « أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حين زوّجني فاطمةعليها‌السلام ، فقال: إيّاك والكذب فإنه يسوّد الوجه، وعليك بالصدق فإنه مبارك، والكذب شؤم » الخبر.

[١٠٢٩٩] ٢٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ المؤمن ينطبع على كلّ شئ، إلّا على الكذب والخيانة ».

[١٠٣٠٠] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الكذب مجانب الإيمان، ولا رأي لكذوب ».

[١٠٣٠١] ٢٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « واجتنبوا الكذب وإن رأيتم فيه النجاة، فإن فيه الهلكة ».

[١٠٣٠٢] ٢٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وإيّاكم والكذب فإنه من

__________________

٢٠ - تحف العقول ص ٢٩١.

٢١ - الكافي ج ٨ ص ١٩ ح ٤.

٢٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٣ - ٢٦ - لبّ اللباب: مخطوط.

٨٨

الفجور، وإنّهما في النار ».

[١٠٣٠٣] ٢٧ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن العبد إذا كذب تباعد منه الملك، من نتن ما جاء منه ».

[١٠٣٠٤] ٢٨ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المؤمن يطبع على خلال شتّى، ولا يطبع على الكذب ».

وأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل، فقال: إنّي لا أصلّي، وأنا أزني وأكذب، فمن أيّ شئ أتوب؟ قال: « من الكذب » فاستقبله فعهد أن لا يكذب، فلمّا انصرف وأراد الزنا، فقال في نفسه: إن قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل زنيت بعد ما عاهدت؟ فإن قلت: لا، كذبت، وإن قلت: نعم، يضربني الحدّ ثم أراد أن يتوانى في الصلاة، فقال: إن سألني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها فإن قلت: صلّيت، كذبت، وإن قلت: لا، يعاقبني، فتاب من الثلاثة.

[١٠٣٠٥] ٢٩ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب: عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجل إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، ما عمل أهل النار؟ قال: « الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار ».

__________________

٢٧ - ٢٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٩ - إرشاد القلوب ص ١٨٥.

٨٩

١٢١ -( باب تحريم الكذب على الله، وعلى رسوله، وعلى الأئمة (صلوات الله عليهم))

[١٠٣٠٦] ١ - أبو عمرو الكشي في رجاله: عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن عبد الرحمن(١) بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إنّا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام أصدق من برأ الله بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان الذي يكذب عليه، ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب، عبد الله بن سبأ لعنه الله.

وكان الحسين بن عليعليهما‌السلام قد ابتلي بالمختار، ثم ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام الحارث الشامي وبنان فقال كانا يكذبان على علي بن الحسينعليهما‌السلام ، ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب(٢) وبشار الأشعري، وحمزة البريري(٣) وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا، أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤونة كلّ كذّاب، وأذاقهم حرّ الحديد ».

[١٠٣٠٧] ٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن أمير المؤمنين

__________________

الباب ١٢١

١ - رجال الكشي ج ٢ ص ٥٩٣ ح ٥٤٩.

(١) في المخطوط: الحسين، وما أثبتناه من المصدر (راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٠١).

(٢) في المصدر زيادة: ومعمراً.

(٣) في نسخة: اليزيدي، (منه قدّه).

٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٠٤.

٩٠

عليه‌السلام - في كلام له في علل اختلاف الأخبار - قالعليه‌السلام : « وقد كذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيّها الناس، قد كثرت علي الكذّابة، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، (إنّما أتاكم الحديث من أربعة)(١) ليس لهم خامس: رجل منافق (مظهر للإيمان)(٢) متصنّع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمداً » الخ.

[١٠٣٠٨] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال في وصيّته لأبي جعفر محمّد بن النعمان: « يا ابن النعمان، إنّا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منّا، ولا من أهل ديننا، فإذا رفعه ونظر إليه الناس، أمره الشيطان فيكذب علينا، فكلّما ذهب واحد جاء آخر - إلى أن قال - فإن المغيرة بن سعيد كذب على أبي وأذاع سرّه، فأذاقه الله حرّ الحديد، وإنّ أبا الخطاب كذب عليّ وأذاع سرّي، فأذاقه الله حرّ الحديد » الخبر.

[١٠٣٠٩] ٤ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « ما أحد أكذب على الله ولا على رسوله، ممّن كذبنا أهل البيت، أو كذب علينا، لأنّا إنّما نحدّث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في المصدر: (حين تُوفي رحمةُ الله على نبي الرحمة و صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنما يأتيك بالحديث أربعة نفر).

(٢) في المخطوط: يظهر الإيمان، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - تحف العقول ص ٢٢٨.

٤ - كتاب محمّد بن شريح الحضرمي ص ٦١.

٩١

وعن الله، فإذا كذبنا فقد كذب الله ورسوله ».

[١٠٣١٠] ٥ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي جعفر محمّد بن علي(١) بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده عبد الصمد بن محمّد التميمي، قال: حدثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن حفص البختري حدثنا زكريا بن يحيى بن مروان، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - أنه قال: « ألا وقد سمعتموني ورأيتموني، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار » الخبر.

[١٠٣١١] ٦ - العياشي في تفسيره: عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياءعليهم‌السلام ، من الكبائر ».

[١٠٣١٢] ٧ - وعن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « من زعم أنّ الله يأمر(١) بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله - إلى أن قال - ون كذب على الله أدخله النار ».

[١٠٣١٣] ٨ - وعن محمّد بن منصور، عن عبد صالحعليه‌السلام ،

__________________

٥ - بشارة المصطفى ص ١٦٥.

(١) في المخطوط: الحسن، وما أثبتناه من المصدر (راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣١، ورياض العلماء ج ٥ ص ١٣٨).

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٨ ح ١٠٦.

٧ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١ ح ١٤.

(١) في المصدر: أمر.

٨ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٥.

٩٢

قال: سألته عن قول الله:( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً - إلى قوله -أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (١) فقال: « أرأيت أحداً يزعم أنّ الله أمرنا بالزنا وشرب الخمر، وشئ من هذه المحارم؟ » فقلت: لا، فقال: « ما هذه الفاحشة التي تدعون أنّ الله أمر بها »؟ فقلت: الله أعلم ووليّه، فقال: « إن هذه من أئمة الجور، ادّعوا أنّ الله أمرهم بالايتمام بهم فردّ الله ذلك عليهم فأخبرنا أنّهم قد قالوا عليه الكذب، فسمّى ذلك منهم(٢) فاحشة ».

[١٠٣١٤] ٩ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي النعمان العجلي، قال: قال أبو جعفر محمّد بن علي (صلوات الله عليهما): « [ يا أبا النعمان ](١) لا تحققن علينا كذباً فتسلب الحنيفيّة، يا أبا النعمان لا تستأكل بنا الناس، فلا يزيدك الله بذلك إلّا فقراً » الخبر.

[١٠٣١٥] ١٠ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « اتقوا الحديث عنّي إلّا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار ».

__________________

(١) الأعراف ٧: ٢٨.

(٢) في المخطوط: منه، وما أثبتناه من المصدر.

٩ - أمالي المفيد ص ١٨٢ ح ٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٦٢.

٩٣

١٢٢ -( باب جواز الكذب في الإصلاح، دون الصدق في الفساد)

[١٠٣١٦] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يصلح الكذب إلّا في ثلاثة مواطن: كذب الرجل لامرأته، وكذب الرجل يمشي بين الرجلين ليصلح بينهما، وكذب الإمام عدوّه فإنّما الحرب خدعة ».

[١٠٣١٧] ٢ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال لرجل: « احلف بالله تعالى كاذباً، وانج أباك(١) من القتل ».

[١٠٣١٨] ٣ - الطبرسي في المشكاة: عن الباقرعليه‌السلام ، قال: « الكذب كلّه إثم، إلّا ما نفعت به مؤمناً، أو دفعت به عن دين المسلم ».

[١٠٣١٩] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كلّ كذب مسؤول عنه يوماً ما، إلّا كذب، في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، ورجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد صلح ما بينهما، ورجل وعد أهله شيئاً ولا يريد أن يتم لهم عليه، يريد بذلك دفعها ».

__________________

الباب ١٢٢

١ - الجعفريات ص ١٧١.

٢ - الجعفريات ص ٢٤٢.

(١) في نسخة: أخاك، (منه قدّه).

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٩٠.

٤ - الجعفريات ص ١٧٦.

٩٤

[١٠٣٢٠] ٥ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن المفيد، عن محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « أيّما مسلم سئل عن مسلم فصدق، فأدخل على ذلك المسلم مضرّة، كتب من الكاذبين، ومن سئل عن مسلم فكذب، فأدخل على ذلك المسلم منفعة، كتب عند الله من الصادقين ».

[١٠٣٢١] ٦ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام - في حديث - قال: « ولقد قال إبراهيمعليه‌السلام : إنّي سقيم، والله(١) ما كان سقيماً وما كذب، ولقد قال إبراهيمعليه‌السلام : بل فعله كبيرهم، وما فعله كبيرهم، وما كذب، ولقد قال يوسفعليه‌السلام : أيّتها العير إنّكم لسارقون، والله ما كانوا سرقوا، وما كذب ».

وعنه، عن(٢) أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ما يقرب منه.

[١٠٣٢٢] ٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة: عن أحمد بن الحسين، بإسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث: والكذب كلّه إثم، إلّا ما نفعت به مؤمناً، أو دفعت به عن دين » الخبر.

__________________

٥ - الاختصاص ص ٢٢٤.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٨٤ ح ٤٩.

(١) في المصدر: ووالله.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٨٥ ح ٥٠.

٧ - كتاب الأعمال المانعة من الجنّة ص ٥٩.

٩٥

[١٠٣٢٣] ٨ - جامع الأخبار: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « الكذب مذموم إلّا في أمرين: دفع شرّ الظلمة، وإصلاح ذات البين ».

١٢٣ -( باب تحريم كون الإنسان ذا وجهين ولسانين)

[١٠٣٢٤] ١ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس العبد عبد له وجهان: يقبل بوجه، ويدبر بوجه، إن أوتي أخوه المسلم خيراً حسده، وإن ابتلي خذله ».

[١٠٣٢٥] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « شرّ الناس من كان ذا وجهين ولسانين ».

[١٠٣٢٦] ٣ - وعن أبي جعفر محمّد بن علي الباقرعليهما‌السلام ، أنه قال: « بئس العبد عبد يكون ذا وجهين ولسانين، يطري(١) أخاه شاهداً، ويأكل لحمه غائباً، إن أُعطي حسده، وإن ابتلي خذله ».

[١٠٣٢٧] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أن قال: « من لقي المؤمنين بوجه، وغابهم بوجه، أتى يوم القيامة

__________________

٨ - جامع الأخبار ص ١٧٣.

الباب ١٢٣

١ - نوادر الراوندي ص ٢٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٠٤ ح ١٠.

٢ - الأخلاق: مخطوط.

٣ - الأخلاق: مخطوط.

(١) الإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه (النهاية ج ٣ ص ١١٧).

٤ - الاختصاص ص ٣٢.

٩٦

له(١) لسانان من نار ».

[١٠٣٢٨] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام، بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه إذا شاهده، ويأكله إذا غاب عنه، إن أعطي حسده، وإذا ابتلي خذله » الخبر.

١٢٤ -( باب تحريم هجر المؤمن بغير موجب، وكراهته بعد الثلاث معه، واستحباب المسابقة إلى الصلة)

[١٠٣٢٩] ١ - السيد محيي الدين ابن أخ ابن زهرة صاحب الغنية في أربعينه: عن القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، عن القاضي فخر الدين أبي الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، عن الحافظ ثقة الدين أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد بن الشحامي، عن أبي النصر عبد الرحمن بن علي بن موسى، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى، عن أبي الصلت، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ».

[١٠٣٣٠] ٢ - الشيخ المفيد في كتاب الروضة: عن أبي عبد الله

__________________

(١) في المصدر: وله.

٥ - تحف العقول ص ٢٩٤.

الباب ١٢٤

١ - الأربعين ص ٢٢.

٢ - روضة المفيد:

٩٧

عليه‌السلام ، أنه قال: « المؤمن هديّة الله عزّوجلّ إلى أخيه المؤمن، فإن سرّه ووصله فقد قبل من الله عزّوجلّ هديّته، وإن قطعه وهجره فقد ردّ على الله عزّوجلّ هديّته ».

[١٠٣٣١] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحل العقول: عن المفضل بن عمر، أنّه قال لجماعة من الشيعة: وإيّاكم والتصارم، وإيّاكم والهجران، فإنّي سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « والله لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران، إلّا برئت من أحدهما ولعنته، وأكثر ما أفعل ذلك بكليهما » فقال له معتب: جعلت فداك، هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال: « لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته، سمعت أبي وهو يقول: إذا تنازع اثنان من شيعتنا، ففارق أحدهما الآخر، فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول له: يا أخي أنا الظالم، حتى ينقطع الهجران فيما بينهما، إنّ الله تعالى حكمٌ عدلٌ، يأخذ للمظلوم من الظالم ».

[١٠٣٣٢] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ».

[٠٣٣٣] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يحلّ لاحد يؤمن بالله، أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا عن وجه هذا، وهذا عن وجه هذا، فخيرهما الذي يبدأ بالسلام ».

[١٠٣٣٤] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « خمسة ليس لهم صلاة - إلى أن قال - ومصارم لا يكلّم أخاه فوق ثلاثة أيام ».

__________________

٣ - تحف العقول ص ٣٩٠.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٢ ح ١٥٨.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٦ ح ٦٤.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٧ ح ٦٥.

٩٨

١٢٥ -( باب تحريم إيذاء المؤمن)

[١٠٣٣٥] ١ - جامع الأخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من آذى مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان ».

وفي خبر آخر: « فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين ».

[١٠٣٣٦] ٢ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا، لم يكن ذلك كفّارته، ولم يؤجر عليه ».

[١٠٣٣٧] ٣ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أسري بي فأوحى إليّ من وراء الحجاب ما أوحى، وشافهني من دونه ما(١) شافهني، فكان فيما شافهني أن قال: يا محمّد من آذى(٢) لي ولياً فقد أرصدني بالمحاربة، ومن حاربني حاربته، قال: فقلت: يا ربّ، ومن وليّك هذا، فقد علمت أنه من حاربك حاربته؟ فقال: ذلك من أخذت ميثاقه لك، ولوصيّك، ولورثتكما بالولاية ».

[١٠٣٣٨] ٤ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً عن المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال

__________________

الباب ١٢٥

١ - جامع الأخبار ص ١٧٢.

٢ - جامع الأخبار ص ١٧٣.

٣ - المحاسن ص ١٣٦ ح ١٩.

(١) في المصدر: بما.

(٢) في المصدر: أذل.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٨٤.

٩٩