ظرافة اﻷحلام

ظرافة اﻷحلام60%

ظرافة اﻷحلام مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف: كتب
الصفحات: 99

ظرافة اﻷحلام
  • البداية
  • السابق
  • 99 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 49943 / تحميل: 7958
الحجم الحجم الحجم
ظرافة اﻷحلام

ظرافة اﻷحلام

مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

وقال في تخميس التشطير:

بَراك الإله تعالى عُلاه = لتَرفع في الحَمد أسمى لِواه

فصار وِلاك بمَنٍّ وِلاه = أبا حسن أنت عَين الإله

وأُذُن إرادته الواعيه

أباح لك العِلم رَبٌ وَهوب = وأولاك عِلم البِدا والوجوب

فأنت الزعيم بعِلم الغُيوب = ظهرت على ما تسرُّ القلوب

فهل عنك تَعزُب مِن خافيه

رأيتك تَصدع بالمعجزات = بحال الحَياة وحال المَمات

فياحَمقُ مَن بك قاس الرِفاة = وأنت مُدير رَحى الكائنات

ومُمسك أفلاكها الجاريه

جريت إلى الله طَلق العِنان = فأعطاك ما عزّ فَضلاً وَهان

ومَلَكَك الخَلقَ إنساً وجان = فإنْ شِئت تَرفع فوق الجِنان

وإنْ شِئت تَسفع بالناصيه

سَبقت مع المصطفى بالصَفاء = فسُدتَ النبيين والأوصياء

فأنت أخوه الأکيد الإِخاء = وأنت الّذي أُمم الأنبياء

أعدَّت وِلاك لها واقيه

تَعيش بذكرك كي تَهتدي = وأنت بصُلب ولم تولد

تعاليم رُسل بهم تقتدي = فقد أنبأوها بأنْ تَغتدي

لَديك إذا حُشرت جاثيه

٤١

وأنت الصِراط وبُرهانه = دقيق وِلاك وعِنوانه

وحُبك في الحَشر ميزانه = فمَن بك قد تمَّ إيمانه

أصاب كرامته الباقية

ومرَّ كَما تَنثني الغُصون = يُلاقي التَهاني فُنوناً فُنون

فهان الصِراط وكلٌّ يهون = وراح بفَوزٍ قَرير العُيون

يُساق إلى جَنَّة عاليه

أولئك مَن ظُلَّلوا في لِواك = ونالوا رِضا ربهم في رِضاك

تولّوك حُبَّاً وعادوا عِداك = وأمَّا الّذين تولّوا سِواك

أصابتهم الذلَّة الباديه

وأُلبس أبدانهم والنفوس = سَرابيل نار فبِئس اللُبوس

فَقْيدوا إلى النار قَود الشموس = وراحوا خواسئ نُكْسَ الرُؤوس

يُساقون دعَّاً إلى الهاويه

الفصل التاسع:

وجدت في مجموعة شعر، فيه مدائح للنبي (صلّى الله عليه وآله) وللأئمة (عليهم السلام) مدائح ومراثي، وفيها أنَّ مَجد الدين بن جميل صاحب المَخزن للناصر، غضب عليه فحبسه سنين فضاق صدره، فمدح أمير المؤمنين (عليه السلام) بقصيدة ذات يوم في محرّم وهي:

ألمَّت وهي حاسرةٌ لثاما = وقد ملأت ذَوائبها الظلاما

٤٢

وأَجرت أَدمعاً كالطَلِّ هبَّت = له رِيح الصَبا فَجرى تواما

وقالت أَقصَدتك يد الليالي = وكنت لِخائفٍ منها عِصاما

وأَعوَزك اليسير وكنت فينا = ثُمالاً للأرامل واليتامى

فقلتُ لها كذاك الدَهر يَجني = فَقُري وارقبي الشهر الحراما

فإنّي سَوف أدعو الله فيه = وأجعل مَدح حيدرة‌ إماما

وأَبعثها إليه منقَّحات = يَفوح الشْيح منها والخُزامى

تَزور فتىً كأنَّ أبا قُبيس = تَسنَّم مَنكبيه أو شماما

أغرٌّ له إذا ذُكرت أياد = عطاء وابل يَشفي الأواما

وأَبلَج لو ألمَّ به ابن هند = لأوسعه حياءً وابتساما

ولو رَمق السماء وليس فيه = حياً لاستمطرت غيثاً رُكاما

وتَلثمُ مِن تُراب أبي تُراب = تُراباً يبرئ الداء العِقاما

فتَحظى عِنده وتَؤب عنه = وقد فازتْ وأدركت المراما

بقَصد أخي النبي ومَن حباه = بأوصاف يَفوق بها الأناما

ومَن أعطاه يوم غدير خُمٍّ = صريح المَجد والشَرف القُدامى

ومَن ردَّت ذُكاء له فصلَّى = أداءً بعد ما كَست الظَلاما

وآثر بالطعام وقد توالت = ثلاثٌ لم يَذُق فيها طعاما

بقُرص مِن شعير ليس يَرضى = سوى المِلح الجَريش له أداما

فرُدَّ عليه ذاك القُرص قُرصاً = وزاد عليه فَوق القرص جاما

أبا حسن وأنت فَتى إذا ما = دعاه المُستجير حِمىً وحامى

٤٣

أُزرتك يَقظة غرر القَوافي = فزُرني يابن فاطمة مناما

وبشّرني بأنَّك لي مجير = وأنَّك مانعي عن أنْ أُضاما

وكيف يَخاف حادثة الليالي = فَتىً يُعطيه حيدرة ذِماما

سَقتك سَحائب الرِضوان سحّاً = كفَيض يديك يَنسجم انسجاما

قال: ونام فرأى أمير المؤمنين (عليه السلام) فتلاها عليه، فقال له:(( الساعة تَخرج )) ، فانتبه فرحاً، وجعل يجمع رحله فسأله مَن كان معه، فقال: الآن أخرج فظنّوا به الاختلال وتغيُّر العقل، فطُرق باب السِجن ودُعي إلى الناصر فخرج، وأخبره الرسول أنَّه وجده متهيئاً للخروج، فلمَّا مَثُل بين يديه، قال: أُخبرتُ أنَّك عند مجيئ الرسول إليك كنت متهيئاً للخروج؟ قال: نعم، قال: مَن أعلمك باطلاقك؟ قال: أمير المؤمنين (عليه السلام) وحكى له القصة، فقال الناصر: صدقت إنّي رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في منامي، فأمرني بإطلاقك في هذه الساعة، وتوعَّدني إنْ تركتك للصُبح، ثم أعطاه ألف دينار وأعاده في محلِّه من الديوان، وردَّ إليه ما صادره منه.

(أقول): ولم أقف على ترجمة مجد الدين هذا، ولعلَّني أقف عليها فيما بعد.

الفصل العاشر:

روى ابن حمويه المُتوفَّى سنة ٧٢٢، في كتابه فرائد السمطين بسنده عن بشر بن الحرث، أنَّه رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام، قال: فسلَّمت عليه، وقلت له: يا أمير المؤمنين، لو قلتَ لي شيئاً لعلَّ الله أنْ

٤٤

ينفعني به، فقال:(( ما أحسنَ تيه الفقراء على الأغنياء، ثقة بالله )) ، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو زدتني، فذهب وهو يقول:

قد كنت مَيْتاً فصرتَ حيَّاً = وعن قليل تَصير مَيْتاً

غِرّ بدار الفناء بيت = فابنِ بِدار البَقاء بَيتا

فانتبهت من نومي، وأنا أحفظهما، وأعتبر فيهما انتهى.

٤٥

الباب الثالث:

فيما يتعلَّق بفاطمة (عليها السلام)

وفيه سبعة فصول:

الفصل الأول:

ذكر ياقوت الحَموي المُتوفَّى سنة ٦٥٥، في كتابه إرشاد الألباء، المعروف بمعجم الأدباء، في ترجمة علي بن عبد الله بن وصيف، الناشي الحلاء، المُتوفَّى سنة ٣٦٦، قال: قال ابن عبد الرحيم: حدَّثني الخالع، قال: كنت مع والدي سنة ٣٤٦، وأنا صبي في مجلس الكبودي، في المسجد الّذي بين الورّاقين والصَاغة، وهو غاصٌّ بالناس، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقَّعة، وفي يديه سَطيحة ورَكوة، ومعه عكَّاز وهو شعث، فسلَّم على الجماعة بصوت يرفعه، ثم قال: أنا رسول فاطمة الزهراء ( صلوات الله عليها ) فقالوا: مرحباً بك وأهلاً، ورفعوه، فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟ فقالوا: ها هو جالس، فقال: رأيت مولاتنا فاطمة (عليها السلام) في

٤٦

النوم، فقالت لي:(( إمضِ إلى بغداد واطلبه، وقل له: نُح على ولدي الحسين (عليه السلام) بشعر الناشي الّذي يقول فيه:

بَني أحمد قلبي بكم يَتَقطَّع = بمثل مُصابي فيكم ليس يُسمع ))

قال: وكان الناشي حاضراً، فبكى ولَطم لَطماً عظيماً على وجهه، وتبعه أحمد المزوق والناس كلهم، وكان أشدُّ الناس كلِّهم في ذلك الناشي والمزوق، فناحوا بهذه القصيدة‌ إلى أنْ صلَّى الناس الظهر وتقوَّض المجلس، وجهدوا بالرجل أن يأخذ شيئاً منهم، فأبى، وقال: والله لو أُعطيت الدنيا ما أخذتها، فإنّي لا أرى أنْ أكون رسول مولاتي، ثم آخذ من ذلك عِوضاً، ثم انصرف ولم يقبل شيئاً، قال ياقوت: وهذه القصيدة بضعة عشر بيتاً، وذكر منها قوله:

عَجِبت لكم تَفنون قتلاً بسيفه = ويَسطو عليكم مَن لكم كان يَخضع

فما بِقعة‌ في الأرض شَرقاً ومَغرب = وليس لكم فيها قَتيل ومصرع

ظُلمتم وقُتِّلتم وقُسّم فَيئكم = وضاقت بكم أرض فلم يَحمِ موضع

كأنَّ رسول الله أوصى بقتلكم = فأجسامكم في كلِّ أرض توزَّع

(أقول): ولم أظفر ببقيّتها سوى ما ذكره السروي في المناقب، وهو قوله:

جُسوم على البَوغاء تُرمى وأرؤوس = على أرؤوس اللُدن الذوابل تُرفع

تُوارون لم تأوِ فِراشاً جنوبكم = ويُسلمني طِيب الهُجوع فأهجع

وظفرت في بعض الكتب بزيادة في القصة، وهي أن الناشي لما سمع

٤٧

كلام الرسول أجهش في البكاء، وحلف أنَّه نظمها لليلته، وأنَّه لم يَسمعها منه أحد، ثم أرسل عليها إلى داره، وناح بها المزوق والحاضرون.

الفصل الثاني:

ذكر القاضي التَنوخي، في الجزء الأول من كتابه نشوار المحاضرة، قال: حدَّثني أبي، قال: خرج إلينا يوماً أبو الحسن الكاتب، فقال: أتعرفون ببغداد رجلاً يُقال له: ابن أصدق؟ قال: فلم يَعرفه من أهل المجلس غَيري، فقلت: نعم! فكيف سألت عنه؟ فقال: أيُّ شيء يفعل؟ قلت: يَنوح على الحسين (عليه السلام) قال: فبكى أبو الحسن، وقال: إنَّ عندي عَجوزاً ربَّتني من أهل كَرخ جدّان عفطية اللسان، الأغلب على لِسانها النَبطية، لا يُمكنها أن تُقيم كلمة عربية صحيحة فضلاً عن أن تَروي شعراً، وهي من صالحات نساء المسلمين كَثيرة الصيام والتهجُّد، وإنَّها انتبهت البارحة في جَوف الليل، ومَرقدها قَريب من مَوضعي، فصاحت بي يا أبا الحسن، فقلت: مالك؟ فقالت: ألحقني! فجئتها فوجدتها تَرعُد، فقلت: ما أصابك؟ فقالت: إنّي كنت قد صلّيت ورِدي ونِمت، فرأيت السَّاع كأنّي في دَرب مِن دُروب الكَرخ، فإذا بِدار نظيفة بيضاء، مَليحة السياج، مفتوحة الباب، ونساء عليه، فقلت لهن: من مات أو ما الخبر؟ فأومأن إلى داخل الدار، فدخلت فإذا بِحُجرة نَظيفة في غاية الحُسن، وفي صَحنها امرأة شابةً لم أرَ قطُّ أحسنَ منها، ولا أبهى ولا أجمل، وعليها ثياب حَسَنة

٤٨

بِياض مروي لين، وهي مُلتحفة فَوقها بإزار أبيض جِدَّاً، وفي حِجرها رأس رجُل يَشخُب دماً، فقلت: من أنتِ؟ قالت:(( لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهذا رأس ابني الحسين (عليه السلام) قولي لابن أصدق عني أن ينوح بهذا:

لم أُمرِّضه فأسلو = لا ولا كان مَريضا ))

فانتبهت فزعة، قال: وقالت العجوز، لم أمرّطا بالطاء ؛لأنَّها لم تتمكَّن من إقامة الضاد، فسكتتُ منها إلى أن نامت، ثم قال لي: يا أبا القاسم مع معرفتك الرجل قد حَمَّلَتك الأمانة، ولزمتك إلى أنْ تبلَّغها له، فقلت: سمعاً وطاعة لأمر سيدة نساء العالمين، قال: وكان هذا في شعبان، والناس إذ ذاك يَلقون جهداً جهيداً من الحنابلة إذا أرادوا الخروج إلى الحائر، فلم أزل أتلطَّف حتى خرجت ليلة النصف من شعبان، فسألت عن ابن أصدق حتى رأيته، فقلت له: إنَّ فاطمة (عليها السلام) تأمرك أنْ تنوح بالقصيدة:

لم أمرِّضه فأسلو = لا ولا كان مَريضا

وما كنت أعرف القصيدة قبل ذلك، قال: فانزعج من قولي، فقَصصت عليه وعلى من حضر الحديث، فأجهشوا بالبكاء، وما ناح تلك الليلة إلاّ بهذه القصيدة، وأولها:

أيُها العَينان فيضا = واستهلاَّ لا تَغيضا

قال: وهي لبعض شعراء الكوفيين، وعُدت إلى أبي الحسن فأخبرته بما

٤٩

جرى، قال: وقال أبي وابن عياش: كانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تُعرف (بخلب) تَنوح بهذه القصيدة، فسمِعناها في دور بعض الرؤساء؛ لأنَّ الناس إذ ذاك كانوا لا يتمكَّنون من النياحة إلاّ بعِزِّ سُلطان أو سراً، لأجل الحنابلة ولم يكن النَوح إلاّ مراثي الحسين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام) فقط، من غَير تَعريض بالسَلف، فبَلَغَنا أنَّ البربهاري قال: بَلَغَني أنَّ نائحة يُقال لها: خلبا اطلبوها فاقتلوها، انتهت عبارة النشوار.

(أقول): ذكر الشيخ ابن شهرآشوب السروي في كتاب المناقب، ناقلاً عن أمالي المفيد النيشابوري أنَّ ذرة النائحة رأت في المنام فاطمة الزهراء (عليها السلام) واقفة على قبر ولدها الحسين (عليه السلام)، فلمَّا سلَّمت عليها أمرتها أنْ تنوح لها بهذه الأبيات، وأنشدتها:

أيُها العَينان فيضا = واستهلاَّ لا تَغيضا

وابكيا بالطف مذبو = حاً على الترب رَِضيضا

لم أمرِّضه قتيلاً = لا ولا كان مريضا

(ثم أقول): لم أعثر على اسم العجوز المُربية لأبي الحسن الكاتب، ولم أعرِف ذرة النائحة، هل هي خلب الشهيدة على ما يظهر أولا؟ ولم أقف على شاعر القصيدة مَن هو مِن الكوفيين، ولم أسمع غير هذه الأبيات الثلاثة منها، وكنت قد خمَّست هذه الأبيات قبلاً ورفلّتها، وأنا أذكرها هيهنا مُخمَّسة مُرفلَّة وهي:

٥٠

شِمِتُ بالطف وَميضا = فانثنى القلب رَميضا

وجَناح الصَبر هِيضا = (أيُها العينان فيضا

واستهلاَّ لا تَغيضا

فلعلّي أستريح

كم لاحشائى جَذْبُ = ولصدق الصَبر كَذْبُ

أنهِلا فالوَرد عَذب = (وابكيا بالطف مَذبو

حاً على التُرب رَضيضا)

أفَيَرتَضُّ الذَبيح

يا حشا زيدي عويلا = وابكي يا عَينُ طويلا

لِمَ لَمْ أَحضر قليلا = (لَمْ أمرّضه قَتيلا

لا ولا كان مَريضا)

فيُداريه الصحيح

الفصل الثالث:

ذكر السيّد الجليل ابن عنبة النسّابة،‌ المُتوفَّى سنة ٨٢٨، في عُمدة الطالب في نسب بني داود بن موسى الحسني، قال: ولبَني داود حِكاية جَليلة مشهورة بين النسَّابين وغيرهم، وهي مذكورة في ديوان ابن عنين، وهي أنَّ أبا المحاسن نصر الله بن عنين، الشاعر الدمشقي توجَّه إلى مكة شرَّفها الله تعالى، ومعه مال وأقمشة، فخرج عليه بعض بَني داود فأخذوا

٥١

ما كان معه، وسَلبوه وجرحوه، فكتب إلى المَلك العَزيز ابن أيوب صاحب اليَمن، وقد كان أخوه المَلك الناصر، أرسل إليه يَطلبه؛ ليقيم بالساحل المفتتح من أيدي الافرنج، فزهَّده ابن عنين في الساحل، ورغَّبه في اليمن، وحرَّضه على الأشراف الّذين فعلوا به ما فعلوا، بقصيدة أولها:

أَعيت صِفات نِداك المُصْقع اللُسنا = وحُزت في الجود حدَّ الحُسن والحَسنا

وما تُريد بجسم لا حَياة له = مَن خَلَّص الزِبْد ما أبقى لك اللبنا

فلا تَقُل ساحل الافرنج أفتحه = فَما يُساوي إذا قايسته عدنا

وإنْ أردت جِهاداً فارو سَيفك مِن = قَوم أضاعوا فرْوضَ الله والسُننا

طهِّر بسيفك بيت الله من دَنس = ومِن خَساسة أقوام به وخَنا

ولا تَقُل أنَّهم أولاد فاطمة = لو أدركوا آل حَرْب حاربوا الحَسنا

(قال): فلمَّا قال هذه القصيدة، رأى في النوم فاطمة الزهراء ( سلام الله تعالى عليها ) وهي تَطوف بالبيت، فسلَّم عليها، فلم تُجبه، فتَضرَّع لها وتذلَّل، وسألها عن ذنبه الّذي أوجب عدم جوابه في سلامه، فأنشدته الزهراء (عليها السلام):

حاشا بَني فاطمة كلّهم = مِن خِسة تَعرُض أومِن خَنا

وإنَّما الأيام في غَدرها = وفِعلها السّوء‌ أساءت بنا

أَ إنْ أسى من وِلدي واحد = وَجَّهت كلَّ السبِّ عَمداً لنا

فتُب إلى الله فمَن يَقترف = ذَنباً بنا يُغفر له ما جَنى

وأكرِم لعين المصطفى جدِّهم = ولا تُهن من آله أعيُنا

٥٢

فكلُّ ما نالك منهم عنّا = تَلقى به في الحشر مِنّا هَنا

قال أبو المحاسن نصر بن عنين: فانتبهت مِن منامي فَزِعاً مرعوباً، وقد أكمل الله عافيتي من الجروح والمرض، فكتبت هذه الأبيات إذ حفظتها، وتُبت إلى الله تعالى مِمّا قلت، وقطعت تلك القصيدة، وقلت معتذراً:

عُذراً بَني بنت نبي الهدى = تَصفح عن ذَنب مُسيّئ جَنى

وتَوبة تَقبلها مِن أخي = مَقالة توقعه في العَنا

والله لو قطَّعني واحد = منهم بسيف البَغي أو بالقَنا

لم أرَ ما يفعله سيّئاً = بل أنَّه في الفعل قد أحسنا

قال السيّد: قد اختصرت ألفاظ هذه القصيدة وهي مشهورة، رواها لي الشيخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسيني، وجدّي لأُمّي الشيخ فخر الدين، أبو جعفر محمد بن الشيخ الفاضل زين الدين الحسين بن حديد الأسدي، كلاهما عن السيّد السعيد بهاء الدين داود بن أبي الفُتوح، عن أبي المحاسن نصر الله بن عنين صاحب الواقعة، وقد ذكرها البادرائي في كتابه الدر النظيم وغيره من المصنِّفين.

الفصل الرابع:

ذكر السيّد العلاَّمة المصنِّف السعيد الشهيد، السيّد نصر الله بن الحسين الموسوي الفائزي الحائري مدرِّس كربلاء، المستشهد سنة‌ (١١٦٠) في القسطنطينية، في ديوانه - ومن خط تلميذه الفاضل الأديب السيّد

٥٣

حسين بن السيّد رشيد الرضوي النجفي الحائري، المُتوفَّى سنة‌ (١١٥٦) نُقلت - قال: رأى بعض الصلحاء فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المنام، فقالت له:(( من يُكمل هذا الشَطر في رثاء ولدي الحسين، وهو:

مِن غَير جُرم الحسين يُقتل= )).

فانتبه وأخبر السيّد نصر الله، فانتدب ورثى الحسين (عليه السلام) بقصيدة جعل أوّلها الشطر المذكور انتهى.

ثم ذكر القصيدة، وهي قوله:

(مِن غَير جُرم الحسين يُقتل) = وبالدِماء جِسمه يُغسل

وتَنسج الأكفان مِن عَفر الثَرى = له جُنوب وصَبا وشَمأل

وقَطنه شَيبته ونَعشه = رُمح له الرجس سِنان يَحْمِلَ

ويَطأون صدره بخَيلهم = والعِلم فيه والكِتاب المُنزل

ويَشتكي حَرَّ الظَما والسيف مِن = أوداجه يُروى دَماً ويَنهل

والمُرتضى الساقي على الحَوض غداً = أبوه والجدُّ النبيُّ المُرسل

وأُمّه الطُهر الفرات مَهرها = وكفُّه كَم فاض منها جدول

والمسلمون لا يُبالون بما = جَرى وقد خَرَّت ذلك الأجبُل

وهدّ رُكن العَرش مِمّا ناله = والأرَضون عمّها التَزلزل

وقد بَكت لها السماوات دَما = وأمْست الأملاك منها تَعول

والمُرتضى وفاطم والحسن ال = سبط بَكوا مِمَّا دهى وَوَلْوَلوا

أفديه فرداً ما له مِن ناصر = سِوى أسى وعَبرة تُسلسل

قد حرَّموا الماء عليه قَسوة = وللوحوش والكِلاب حلَّلوا

٥٤

وصَرَّعوا أصحابه مِن حَوله = فيا لشُهب في التُراب تَأفّل

ويا لآساد عليها قد سَطت = كِلاب حَرب لا سقاها مَنهل

وأركبوا نساءه عارية = على صِعاب ليس فيها ذُلًَّل

ونسوة الطاغي يزيد في حمى = أمن عليهنَّ السُتور تُسدل

وأرضَعوا ثَدي المَنايا طِفله = فمَهده صُخورها والجَندل

وأطلقوا دُموعه على ابنه = وكَيف لا وهم له قد غَلَّلوا

فيا لَهيب القَلب لا تَطفِ ولو = هَمى مِن الدَمع سَحاب هُطَّل

ويا لِساني جُدْ بأنواع الرِثا = على إمام قد بكته الرُسل

وساعِد الزَهراء إنْ نوحها = يَكاد مِنه يَذبل يزلزل

كَيف بها إذا أتَت وشَعرُها = مِن فَوق كَتفيها عفاءً مُسبل

وفي يَديها ثَوبه مُضمَّخاً = بالدَم والأعداء طُراً ذُهَّل

وهو بلا رأس فتُبدي صَرخة = مِنها جميع العالمين تُذهَل

فيأمُر الجَبار ناراً اسمها = هَبْهَب قد أظلم مِنها المَدخل

فتَلقط الأرْجاس عن آخرهم = فيَصْهلون وسَطها وتَصهل

يا آل طاها أنتم ذَخيرتي = وليس لي سِوى وِلاكم مَوئل

فأتحفوني في غدٍ بشِربة = تُطفى بها نار بقلبي تُشعل

صلّى عليكم ربُنا ما أرقلت = شَوقاً إلى قَصد حُماكم مُرِقل

نجزت، وقد شطَّر هذه القَصيدة، السيّد العالِم التَقي الأديب، السيّد أحمد بن السيّد العالِم الفاضِل الجَليل، السيّد محمّد الحسني البغدادي الشهير

٥٥

بالعطّار المُتوفَّى سنة‌ (١٢١٥) بتشطير جدير بالاثبات، ولكنَّه مطبوع مع الأصل في كتاب (دار السلام) للنوري، فمَن رامه فلينظره هناك، وانتدب بعده جامع هذا الكتاب، فقدَّم على ذلك الشطر مقدمة شجَّر فيها كلمات الشطر، فقال:

(مِن) دَم أحشائي اهمِلي يا مقلُ = قد فُني الدمع الّذي يَنهمل

(غَير) ي يَسلو ذكر يوم كربلا = أسلو وما سَلا النبيُّ المُرسل

(جُرم) جَنته آل حَرب لم يَدع = للمَرء سَلوانا وصَبراً يَجمل

أ (الحسين) يَقتلون ظامئاً = وأُمُّه الزهراء فيه تُثكل

(يُقتل) وهي تَشتكي قائلة = (مِن غَير جُرم الحسين يُقتل)

الفصل الخامس:

وذكر السيّد السعيد الشهيد، السيّد نصر الله أيضاً، في ديوانه الّذي بخط تلميذه السيّد حسين الرضوي، قال: إنَّ بَعض أهل البحرين مِمَن يوثَق به، رأى في منامه فاطمة الزهراء ( صلوات الله عليها ) في لَمّة من النساء، وهُنَّ يَنُحنَ على الحسين (عليه السلام) ببيت من الشعر، وهو قولهن:

وا حسيناً وا ذبيحاً مِن قف = واحسيناً واغسيلاً بالدِما

قال: فانتبه وهو يبكي ويردد فيه، واخبرني بذلك، فألحقت بالبيت قصيدة في رثاء الحسين (عليه السلام)، وهي قولي بعد البيت:

٥٦

وا غَريباً قُطنه شَيبته = إذ غَدا كافوره عَفر الثَّرى

وا سليباً نُسجتْ أكفانه = مِن ثَرى الطف دَبوراً وصَبا

وا طعيناً ماله نَعش سِوى الرُ = مح في كَف سِنان ذي الخَنا

وا وحيداً لم يُغمِّض طَرفه = كَف ذي رِفق به في كربلا

وا شَهيداً دَمه كالمِسك في = طيبه قد فَعَّم الجوَّ شَذى

وا صَريعاً أوطئوا خَيلهمُ = صَدر قُدس زُبُر العِلم حَوى

وا طريحاً في الثرى وهو ابن مَن = قاب قَوسين مِن الله دَنا

وا ذبيحاً يَتلظَّى عَطشاً = وأبوه صاحب الحَوض غَدا

وا قَتيلاً أحَرقوا خَيمته = وهو للدين الحَنيفي وِعا

وا حَزيناً ذَبحوا أنصاره = وبنيه وهو لا يَخشى العِدى

كيف يَخشى وهو نَجل المُرتضى = أسد الله الفَتى وابن الفَتى

أنا لا أنساه فَرداً ما له = مِن مُعين غَير دَمع وأسى

وهو ظامٍ والعِدى قد أوردوا = مِن دِماه السُمر مع بيض الظبا

قائلاً هل شُربة‌ أُطفي بها = حَرّ قَلب ذاب مِن فَرط الظَما

فأجابوه سنَسقيك الرَدى = بكؤوس البيض أو سُمر القَنا

إنَّنا لم نَنسَ بَدراً والّذي = قد دهانا من أبيك المُرتضى

فغدا يَسطو عَليهم واحداً = وهم أكثرُ مِن قَطر الحَيا

فإذا كَرَّ عليهم أشبهوا = حُمُراً قد شاهدت لَيث الشَرى

ثم أردوه صَريعاً في العَرا = ليت كلُّ الخَلق قد كانوا فِدا

٥٧

فدَنا الشِمر إليه وجَرى = ما جَرى شُلَّت يَداه وكَبا

ثُم علّوا فَوق رُمح رأسه = مِثل بَدر التَمّ أو شَمس الضُحى

فبَكته الإنس والجِن معاً = والسَما بالدَم مِن حَر الجَوى

وعليه الجِن ناحت وبما = في الحَشا باحت بأنواع الرِثا

ولقد زُلزِلَت الأرضون مِن = جَزع والدهر قد شَق الردا

وثياب الحُزن سودا لبست = كَعبة البَيت له طُول المَدى

ولَقد فَتَّت قَلب الحَجر الحُز = ن والحِجر بكى مِمَّا جَرى

وله زَمزم غاضت ومِنى = بَعده ما بَلغت طِيب المُنى

وشَجا المَشْعر ذا الرُزء الّذي = ما صَفا مِن بَعده عَيش الصَفا

وغَدت شَمس الضُحى كاسفة = أسفاً والبَدر مَعدوم الضَبا

وعَدا المُهر إلى نِسوانه = ناعياً يَندب مِمَّا قد دهى

فرأين السَرج منه خالياً = وهو مَخضوب النَواصي بالدِما

فلَطمنَ الفاطميات على = ما جَرى والدَمع في الخَد جرى

ثُم مِن بَعد سِباهن العِدى = فَوق أقتاب المَطايا كالاما

فَتهاوَينَ على جُثمانه = مُذ تَبدَّى عَارياً فَوق الثَرى

هذه تَندُب وجداً وا أخاً = حيثُ تَدعو تِلك حُزناً وا أخا

ما عليهنَّ لبِاس ساتر = غَير نور منه يَعشو مَن رَنا

لَستُ أنسى سيد العُبَّاد إذ = أركبوه أعجُفاً عاري المَطا

والدِما تَشخَب مِن أفخاذه = وهو في قَيد ثَقيل وعَنا

٥٨

تارة يَبكي وطَوراً يَغتدي = رافعَ الطَرف إلى رَب السَما

إنْ رأى رأس أبيه شفَّهُ = نار وَجد دونها جَمر الغَضا

وبهذا الحَال قد ساروا بهم = لبلاد الشَّام مِن فَرط الشِقا

فانثنى الطّاغي يَزيد جَذلاً = ضاحكاً يَرشف كاسات الطَلا

ناكتاً ثَغراً لحامي الثَغر والآ = ية الكُبرى ومُصباح الهُدى

يا بَني المُختار يا مَن مَدحُهم = لم يَزل يَجلو عن القَلب الصَدا

إنَّ نصرَ الله يرجو منكمُ = شُربة يُطفي بها حَرَّ الجَوى

فاغيثوه بها يَوماً به = ليس للانسان إلاّ ما سعى

وعليكم صلوات الله ما = لَمع البَرق وما غَيثٌ هَمى

الفصل السادس:

أخبرني السيّد الجليل السعيد، العلاَّمة السيّد حسن بن السيّد هادي بن السيّد محمد علي الموسوي العاملي الكاظمي المعروف بصدر الدين، المُتوفَّى سنة ١١٥٤ في الكاظمية، قال: أخبرني السيّد السعيد الأديب، السيّد حيدر بن السيّد سليمان الحسيني الحلّي الشاعر، المُتوفَّى سنة ١٣٠٦ بالحلّة ودُفن في النَجف، قال: رأيت في المنام ذات ليلة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) فأتيت إليها لأسلم عليها، فلما دنوت منها قالت لي:

((أناعيَ قَتلى الطَف لا زِلت ناعيا = تُهيج على طول الليالي البَواكيا

أعدْ ذِكرهم في كربلا إنَّ ذِكرهم = طَوى جَزعاً طي السِّجل فؤاديا))

٥٩

قال: فأخذني البكاء، فانتبهت وأنا أحفَظ البيتين، فجَعلت أتمشَّى في بهوٍ لي وأردِّدها وأبكي، ففتح الله عليَّ أنْ قلت:

ودّع مُقلتي تَحمرُّ بعد ابيضاضه = بعد رزايا تَتَرك الدَمع داميا

ستَنسى الكَرى عَيني كأنَّ جِفونها = حَلفنَ بمَن تَنعاه أنْ لا تَلاقيا

وتُعطي الدُموع المُستهلات حَقها = محاجِر تَبكي بالغَوادي غَواديا

قال: ثم أتممت القصيدة.

(أقول): وهذه القصيدة مِن رَقائق مراثيه الحسينية، ولولا أنَّ شِعره مَطبوع مَسموع، يُناح به كما قالت السيّدة له (لا زِلتَ ناعيا) وكما صدق الله قولها ( صلوات الله عليها ) في شأنه، لَذكرتها كلُّها، ولكنّي أذكر منها أبياتاً؛ لتَسمع الشعر الحُرَّ الرقيق، وهي:

وأعَضاء مَجد ما توزَّعت الظبا = بتوزيعها إلا النَدى والمَعاليا

لئِن فرَّقتها آل حَرب فلم تَكُن = لتَجمع حتّى الحَشر إلا المَخازيا

لقد ألزمت كَف البَتول فؤادها = خُطوب يَطيح القلب منهنَّ واهيا

أبا حسن حَربٌ تَقاضتك دَينها = إلى أنْ أساءت في بَنيك التقاضيا

مضوا عُطَّري الابراد يأرج ذِكرهم = عَبيراً تهاداه الليالي غَواليا

غَداة ابن أُمِّ المَوت أجرى فرَندَه = بعَزمهم ثم انتضاهم مَواضيا

تناذرت الأعداء منه ابن غابة = على نَشزات الغْيل أصحَر طاويا

أنا لا والله، لا أستطيع أنْ أختار منها ما ذكرته هنا، فإنّي كلَّما أتيت ببيت في هذا المختصر، انثالت عليَّ الأبيات الأخر، تتَجلّى بالمحاسن،

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

نبيه؟ قال : يا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلته فاسأل الله أن يذهب به عني فدعا له عيسی عليه السلام فتفضل الله عليه وصار فيط أهل بيته، کذلک نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشک في ولايتنا(١) .

وجری في ظلمه أي استمر، وفي الکامل(٢) وأجری ظلمه، والمراد بالمؤسس هو يزيد بن معاوية(٣) خاصة أو من سبقه ممن ابتدأ بغصب الخلافة عن أهل بيت النبوة.

__________________

١ ـ راجع البحار ج ٢٧، ص ١٩١، ح ٤٨، وأمالي المفيد ص ٢، ح٢، وروی مثله الشيخ الصدوق في العلل ج٢، ص٣٣٢، باب النوادر.

وروي في کتاب صحيفة الأبرار ص ٧٠ قال صلی الله عليه وآله : (انظر إلى علِي بن أبي طالب عبادة وذکره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه).

ونقلا عن الخوارزمي قال : إن الرسول صلی الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : يا علي لو عاش عبد عمر نوح تعبد فيه، وأنفق في سبيل الله ذهبا بقدر جبل آحد، وحج بيت الله ألف مرة، وقتل مظلوما بين الصفا والمروة، ولم يقبل ولايتک فلن يشم رائحة الجنة).

وإلی هذا المعنی أشار العارف الکبير نصير الدين الطوسي في شعره المعروف :

لو انّ عبدا بالصالحات غدا

وود ّکلّ نبي مرسل ووليّ

وصام ماصام صوّاما بلا ضجر

وقام ما قدم قواما بلا ملل

وحجّ ما حجّ من فرض ومن سنن

وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجوّ لا ياوی إلى أحد

وغاص في البحر مامونا من البلل

يکسو اليتامی من الديباج کلّهم

ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس الافا مؤلفة

عار من الذنب معصوما من الزلل

ما کان في الحشر عندالله منتفعا

الاّ بحب أمير المؤمنين عليّ

٢ ـ کامل الزيارات لابن قولويه ص ١٧٧، ط : النجف.

٣ ـ هو يزيد بن معاوية، وينسب معاوية إلى اربعة رجال عمر بن مسافر، وعمارة بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب، ورجل اسود يدعی الصباح، وکانت هند جدة يزيد مغرمة بحب

٨١

فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم، ومعرفة أوليائکم ،

ورزقني البراءة من أعدائکم، ان يجعلني معکم في الدنيا والآخرة ،

المراد بمعرفتهم ان يعرف بالدليل، ويعتقد بالاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالتشکيک (انهم أهل بيت النبوة وموضوع الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهی العلم واصول الکرم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم الاخيار إلى آخر ما ذکر في الجامعة)(١) .

وحاصله : انهم عليهم السلام أفضل الخلق بعد محمد صلی الله عليه وآله الذي لا أفضل منه في عالم الامکان، وبمعرفة اوليائهم ان يعرف ويعتقد کذلک انهم هم الفرقة الناجية(٢) ، وانهم خاصة أهل الجنة، وانهم هم المفلحون الفائزون يوم القيامة(٣) ،

__________________

السود، وما نسب معاوية أحد ممن يعرف حالها إلى أبي سفيان، لانها وضعته بعد زواجها منه بثلاثة اشهر.

وهند هذه هي التي اکلت کبد الحمزة عم الرسول صلی الله عليه واله.

وام يزيد هي ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الکلبي، مکنت عبدا لابيها من نفسها، وحملت بيزيد.

وجده أبو سفيان اعدی اعداء الله ورسوله، وهو الذي قاد الحرب ضد الاسلام والقران في بدر واحد والاحزاب. (راجع ربيع الابرار للزمخشري)

١ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة، وللفائدة راجع شروحها.

٢ ـ راجع کتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين، ترجمة وتحقيق فاضل الفراتي.

٣ ـ اشارة إلى الاية القرانية في النبية(٧) قوله تعالی : (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية) وبخصوص هذه الاية راجع تفسير الدر المنثور للسيوطي ج٦، ص ٣٧٩.

٨٢

وان محبتهم محبة الله وعداوتهم عداوة الله(١) . وفي حديث جابر عن الباقر عليه السلام قال : يا جابر عليك بالبيان والمعاني، قال : فقلت : ومالبيان وما المعاني؟ قال : قال علي عليه السلام : اما البيان فهو ان تعرف أن الله ليس کمثله شیء فتعبده ولا تشرک به شيئا، وأما المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحکمه وعلمه وحقه إذا شئنا شاء الله، ويريد الله ما نريد، إلى أنْ قال : يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أوّلا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأرکان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا(٢) .

ويجعله معهم في الدنيا توفيقه لمتابعتهم حذو النعل بالنعل کما هو مقام الشيعة الکامل، وفي الآخرة حشره معهم في درجتهم کما ورد في الروايات الکثيرة(٣) .

__________________

١ ـ إشارة إلى الحديث الشريف : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

٢ ـ البحار ج٢٦، ص١٣، والقطرة ج، مناقب الإمام الباقر عليه السلام ص٣٢٨، وعيون المعجزات ص٧٨ ولهذه الرواية ذيل طويل.

٣ ـ راجع البحار ج٢٧، ص١٠٠، ط : طهران.

٨٣

وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والآخرة ،

وأساله أن يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،

وأن يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،

الايمان النافع هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا أو فط الجملة، فالثبات علی الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم، قد يقال: إنّ الايمان إذا حصل بحقيقته فلا زوال له، الارتداد کاشف عن عدم تحققه أوّلا وما ظهر ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله، ولبعض الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة علی الحالة السابقة وعدم الازاغة، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا علی دينک ودين نبيك ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...)(١) وفي الجامعة(٢) : (فثبتني الله أبدا ما حييث علی موالاتکم ومحبتکم ودينکم، وقفني لطاعتکم، ورزقني شفاعتکم، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة، والقدم هو السابقة في الامر(٣) يقال : له قدم في الهجرة أي سابقة، والاضافة محتملة لتقدير من أو في. وامراد بها المحبة الخالصة، والطاعة التي لا يشوبها عصيان، کما ان المراد بلسان الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير والتبدل، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم(٤) ، وفي اضافة الثار الی

__________________ ـ

١ ـ راجع دعاء يوم الجمعة من ادعية الاسبوع.

٢ ـ الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام وهذا مقطع منها.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤٩٣.

٤ ـ راجع تفسير القمي ج١، ص ٤١٥، ط : الاعلمي، تفسير سورة الاسراء.

٨٤

ضمير النفس اشارة إلى أنْ کل مؤمن ولي هذا الدم فهو ثاره الذي يطلبه فلا ينافي ذلك اضافته إلى ضمير الخطاب(١) لاختلاف الحيثية، والظاهر : خلاف المستور، ويحتمل ان يکون بمعنی الغالب يقال ظهر عليه إذا غلب عليه.

__________________

١ ـ هذه اشارة إلى اختلاف النسخ، لان في بعض ماصادر الزيارة مثل کامل الزياراة مثل کامل الزيارت بدل (ثاري) (ثارکم).

٨٥

وأسال الله بحقّکم، وبالشّان الذی لکم عنده ان يعطينطي

بمصابي بکم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبة(١) ، مصيبة ما اعظمها

وأعظم رزيتها في الاسلام، وفي جميع السماوات والارض.

حقّهم أعظم الحقوق وشأنهم أعلی الشؤون، فالسؤال بهما اقرن بالاجابة، ويستفاد من حديث سلمان وغيره انه لا يرد دعاء إذا سئل فيه بهم عليهم السلام(٢) ، والمصائب الاول مصدر ميمي بمعنی المصيبة والثاني بمعنی من اصابته المصيبة وقد تقرر في محله ان زنة المصدر الميمي من المزيد علی زنة اسم المفعول منه، ومصيبة الثاني اما بدل(٣) أو عطف بيان أو توکيد لمصابي، فالاعراب الکسر وکذالو جعلناه تابعا للاول، ويحتمل النصب علی المفعولية لفعل محذوف(٤) . وفي الکامل(٥) بعد قوله بمصيبته «اقول : انا الله وانا اليه راجعون مصيبة ما اعظمها» والاخبار الواردة في عظم اجر المصائب اکثر من ان تحصي.

__________________

١ ـ في بعض النسخ (بمصيبه) بدون هاء الضمير.

٢ ـ ذکر العلامة المجلسي في زالبحار ج١٠، ص ٩٢، ط : بيروت، عن الامام علي عليه السلام قال : (صلوا علی محمد وآل محمد فان الله عزّ وجل يقبل دعائکم عند ذکر محمد ...).

واخرج الديلمي عن مسند أحمد ج٦، ص ٣٢٣، ان النبي صلی الله عليه وآله قال : (الدعاء محجوب حتی يصلی علی محمد واهل بيته).

٣ ـ بدل من المصيبة الاولی، والبدل يتبع المبدل منه بالاعراب.

٤ ـ ويحتمل ان يکون حکمها النصب علی انها مفعول به لفعل محذوف تقديره (اقول).

٥ ـ کامل الزيارات ص ١٧٧، ط : النجف.

٨٦

قال الباقر عليه السلام : (ان الله إذا احب عبدا اغته بالبلاء غتا وشجه بالبلاء شجا فاذا دعاه قال : لبيک عبدي لئن عجلت لك ما سألت اني علی ذلك لقادر، ولئن اخرت لك فما ادخرت لك خيرلک)(١) .

وقال الصادق عليه السلام : (لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمنی انه قرض بالمقاريض)(٢) .

وفي روايظ النخعي عن الصادق عليه السّلام قال : (من اصيب بمصيبة فليذکر مصابه بالنبي صلی الله وعليه وآله فانه من اعظم المصائب)(٣) .

وفي رواية انه قال : لما اصيب أمير المؤمنين عليه السلام نعی الحسن إلى الحسين وهو بالمدائن فلما قرا الکتاب قال : يالها من مصيبة ما اعظمها مع ان رسول الله صلی الله وعليه وآله قال : من اصيب منکم بمصيبة فليذکر مصابه بي فانه لن يصاب بمصيبة اعظم منها وصدق رسول الله صلی الله وعليه وآله(٤) فتدبر. فان مصيبة الحسين عليه السلام من جملة مصائب النبي صلی الله وعليه واله، وکذا مصائب غيره من الائمة عليهم السلام، فمصيبة النبي صلی الله عليه وآله اعظم المصائب، ولا ينافيه ان مصيبة الحسين عليه السلام اعظمها.

وقوله : ما اعضمها وصف لمصيبة علی تقدير مقول في حقها فان فعل التعجب انشاء، والجملة الانشائية لا تقع صفة کما لا تقع خبرا علی المشهور بين النحاة(٥) نظرا إلى أنْ الخبر ما يحتمل الصدق والکذب، والانشاء لايکون ثابتا في نفسه

__________________ ـ

١ ـ راجع اصول الکافي ج ٢، ص ١٩٧، ح ٧.

٢ ـ نفس المصدر ص ١٩٨، ح ١٥.

٣ ـ راجع وسائل الشيعة للحر العاملي ج٦، ص ٣١٤.

٤ ـ اصول الکافي ج٣، ص ٢٢٠.

٥ ـ راجع قطر الندي، وکتاب شرح ابن عقيل، والنحو الوافي.

٨٧

فلا يثبت لغيره.

وفي الوجهين نظر فان الحد المذکور حد للمقابل للانشاء لا لخبر المبتدا والغرض من الکلام الطلبي وهو ثابت في نفسه وغير الثابت هو المطلوب. نعم، هذا الطلب قائم بالمتکلم وليس من احوال المبتدا وانما المقصود من ذکر الخبر بيان حال من احوال المبتدا ليکون جزء متما للفائدة.

قال بعض المحققين قدس سره : فاذا قلت : زيد اضربه فطلب الضرب صفة قائمة بالمتکلم وليس حالا من احوال زيد الا باعتبار تعلقه به أو کونه مقولا في حقه أو استحقاقه ان اضربه زيد مطلوب ضربه أو تقول في حقه ذلك وهو جيد متين کما لا يخفی.

٨٨

أللّهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة

ومغفرة. أللهمَّ اجعل محياي محيا محمّد وآل محمّد ،

ومماتي ممات محمّد وآل محمّد.

مقامي أي لزيارة الحسين. تناله من النيل وهو الاصابة(١) . يقال : نال خيرا إذا اصابه، والامر منه نل بفتح النون کما في المجمع(٢) ، لا من النوال وهو الاجر والحظ ومنه النوال للعطاء(٣) والفعل منه نال ينول والامر نل بضم النون.

ممن تناله أي من الذين يستحقون ذلك بالمحبة والمعرفة بحقهم فان زائري الحسين العارفين بحقّه تنالهم من الصلوات والرحمة والمغفرة ما لا يحصي، کما لا يخفی علی من تتبع الأخبار الواردة في باب زيارته(٤) ، ففي جملة منها : ان من زار الحسين عليه السلام کان کمن زار الله فوق عرشه(٥) . وفي بعضها کتبه الله في عليين(٦) . وفي بعضها : غفر الله له جميع ذنوبه ولو کانت مثل زبد

__________________ ـ

١ ـ راجع لسان العرب والصحاح.

٢ ـ مجمع البحرين للطريحي.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٣١.

٤ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه، وکتاب البحار وکتاب نور العين في المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام للاصطهباني.

٥ ـ راجع البحار ج ٠١ ونور العين في المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام : عن الحسين بن محمد القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : (من زار قبر أبي عبدالله عليه السلام بشط الفرات کان کمن زار الله فوق عرشه).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٧، ط : النجف، عن عيينة بياع القصب عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

(من اتی قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه کتبه الله في اعلی عليين).

٨٩

البحر، فاستکثروا من زيارته یغفرالله لکم ذنوبکم(١) . وفي بعضها : اعقته الله من النار(٢) ، وامنه يوم الفزع الاکبر(٣) ، ولم يسال الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا اعطاه(٤) ، وفي بعضها : انه أفضل ما يکون من الاعمال(٥) ، وفي بعضها : ان زوار الحسين يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب(٦) ، وفي بعضها : ما من أحد يوم القيامة الاوهو يتمنی انه من زوار

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٨، منها : عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيی عن ابن مسکان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (من اتی قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر).

٢ ـ راجع نور العين، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ في حديث ـ ان رسول الله صلی الله وعليه بکی بکاء شديدا فلم يساله أحد منا احلالا واعظاماله، فقال له الحسين : لم بکيت؟ فقال : يا ابة فما لمن زار قبورنا علی تشتتها؟ فقال : يا بنی اولئک طوائف من امتي يزورونکم فيلتمسون بذلك البرکة وتلقاه الملائکة بالبشارة يقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٣ ـ راجع البحار ج١٠١، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما تقول فيمن زار اباک علی خوف؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الاکبر وتلقاه الملائکة بالبشارة ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٤ ـ راجع نورالعين ص ١٤٩، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : یغفر الله له ـ لزائر الحسين عليه السلام ـ ذنوبه ويقضي حوائجه، ثم قال : تقضي له الف حاجة ؛ ستمائة حاجة للاخرة واربعنائة للدنيا.

٥ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٦، ط : النجف، عن أبي خديجة عن أبي عبدالله قال : سالته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، قال : (افضل ما يکون من الاعمال).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٧، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان لزوار

٩٠

الحسين بن علي عليهم السلام لما يري لما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم علی الله(١) .

والتنکير في الالفاظ الثلاثة(٢) للتعظيم، أو التکثير، أو النوعية، والفرق بينها ان الصلوات تختص بمن لا ذنب له والمغفرة بمن له ذنب والرحمة تشملها(٣) فليتامل.

وفي بعض الأخبار : من اتی قبر الحسين عليه السلام ماشيا کتب الله له بکل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة(٤) .

قوله (محياي محيی ..) أي حياتي مثل مماتهم في استحقاق الصلاة والرحمة والفوز بالسعادات الدائمة.

قال الطريحي(٥) : قوله محياي ومماتي لله : قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة والتي تصل إلى الغير بعد الموت کالوصية للفقراء بشيء، أو معناه ان الذي اتيته في حياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله خالصا.

__________________ ـ

الحسين بن علي عليهم السلام يوم القيامة فضلا علی الناس، قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف.

١ ـ راجع کتاب نور العين وکامل الزيارات، عن عبدالله الطحان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته وهو يقول : مامن أحد يوم القيامة الا وهو يتمنی انه من زوار الحسين لمل يری مما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم علی الله تعالی.

٢ ـ وهي (صلوات ورحمة ومغفرة).

٣ ـ يعني ان الرحمة اعم من الصلاة والمغفرة لانها تشمل المذنب وغيره.

٤ ـ راجع ثواب الاعمال للصدوق، وکامل الزيارات.

٥ ـ في کتابه مجمع البحرين.

٩١

وفي رواية عن النبي صلی الله وعليه وآله قال : (من سره ان يحيی حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن قضب غرسه ربي بيده فليتول عليا والاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون)(١) .

فهما(٢) مصدارن ميميان ويحتمل کونهما اسمي زمان أي اجعلني بحيث احيی في زمان حياتهم وهو زمان الرجعة(٣) واموت في زکمان مماتهم أي عند رفعهم إلى السماء بعد انقضاء الدنيا، فليتامل.

__________________ ـ

١ ـ واخرج القندوزي بلفظ آخر ينابيع المودة ص ١٥١، الباب ٤٣ : (قال رسول الله صلی الله وعليه وآله : «من سره ان يحيی حياتي ويموت مماتي ويسکن جنات عدن التي غرس فيها قضيبا ربي، فليوال عليا وليوال وليه، وليقتد بالئمة من ولده من بعده، فانهم فانهم عترتي خلقوا من طينتي، وزرقوا فهما وعلما، وويل للمکذبين بفضلهم من امتي، القاطعين فيهم صلتي، لا انالهم الله شفاعتي».

٢ ـ محياي ومماتي.

٣ ـ لقد تقدمت الاشارة إلى الايات والروايات التي علی الرجعة.

٩٢

اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ،

اللعين ابن اللعين، علی لسانك ولسان نبيك صلّی الله عليه وآله

في کل موطن وموقف وقف فيه نبيّك صلّی الله عليه وآله.

إنَّ هذا أي هذا اليوم المسمّي بعاشوراء يوم تبرکوا به لمکان قتل الحسين عليه السّلام، وفي الکامل(١) : (أللّهم إنّ هذا يوم تنزل فيه اللعنة علی آل زياد وآل أميّة وابن آکلة الاکباد الخ).

فيا عجبا کيف تبرکوا بهذا اليوم وهو يوم مصيبة وحزن، وقد قتلوا فيه سبط الرسول، وسبوا نسائه، وانتهبوا ثقله. وکانت أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال؟

قال الرضا عليه السلام : (من ترک السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة، ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزنه بکائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ف وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمی يوم عاشوراء يوم برکة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنه الله(٢) إلى اسفل درک من النار)(٣) .

وفي رواية عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يابن رسول الله کيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبکاء دون اليوم الذي قبض فيه

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨، ط : النجف.

٢ ـ في الاصل (لعنهم الله).

٣ ـ نقل هذه الرواية صاحب مفاتيح الجنان في مفاتيحه ص ٣٧٤ عن کامل الزيارات.

٩٣

رسول الله صلی الله عليه واله، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل أمير المؤمنين عليه السلام واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال : ان يوم قتل الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع سائر الايام(١) ، وذلک ان أصحاب الکساء الذين هم کانوا اکرم الخلق علی الله کانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صلی الله عليه وآله بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فکان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضي الحسن کان للناس في الحسين عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يکن بقي من أصحاب الکساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقائه کبقاء جميعهم، فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبة. إلى أنْ قال : قال عبدالله بن الفضل، فقلت له : يابن رسول الله صلی الله عليه وآله فکيف سمت العامة يوم العاشوراء يوم برکة؟ فبکی ثم قال : لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الاخبار، واخذوا عليها الجوائز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا اليوم وانه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع والبکاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرک(٢) ، حکم الله بيننا وبينهم)(٣) .

وآکلة الاکباد هي هند ام معاوية ارادت ان تاکل کبد حمزة عم الرسول صلی الله عليه وله

__________________

١ ـ ويدل علی هذا قول الامام الصادق عليه السلام : (لايوم کيومک يا با عبدالله).

وقول الامام رضا عليه السلام : (فعلی مثل الحسين فليبک الباکون ان يوم الحسين اقرح جفوننا واذل عزيزنا بارض کرب وبلاء).

٢ ـ اشار إلى هذا المعنی أحد اشعراء بقوله :

(کانت ماتم بالعراق تعدها

امية بالشام من اعيادها)

٣ ـ اخرج هذه الرواية الشيخ الاجل الصدوق في علله ج ١ ص ٢٦٤، ط : الاعملي.

٩٤

وحکايتها المعروفة(١) ، والمراد بابنها في هذه الفقرة يزيد بن معاوية لا معاوية، لانه لم يکن حيا في هذه الوقعة(٢) ، واللعين الاول وصف ليزيد، والثاني لابيه معاوية أو أبي سفيان وکانا ملعونين علی لسان النبي صلی الله عليه وآله(٣) ف کما کان يزيد لعينا لاهل السماوات والارض. ومن کلام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية، وانتم في رهط قريب من عدة اولئک لعنوا علی لسان رسول الله صلی الله عليه واله، فاشهد لکم واشهد عليکم انکم لعناء الله علی لسان نبيه صلی الله عليه وآله کلکم(٤) . وانشدکم بالله هل تعلمون ان رسو الله بعث إليك لتکتب (له)(٥) لبني خزيمة؟

__________________

١ ـ راجع السيرة الحلبية ج٢، ص ٢٤٤، (لما جاءت هند بنت عتبة إلى مصرع حمزة فمثلت به وحدعت انفه وقطعت اذنيه ومذاکيره، ثم جعلت ذلك کالسوار في يديها وقلائد في عنقها، وانها يقرت بطن حمزة واستخرجت کبده فلاکتها، فلم تستطع ان تسيغها فقال النبي زصلی الله عليه وآله لما بلغه اخرجها کبد حمزة : هل اکلت منه شيئا؟ قالوا : لا، قال صلی الله عليه وآله : ان الله قد حرم علی النار ان تذوق من لحم حمزة شيئا ابدا.

وقال الامام الصادق عيله السلام : أبي الله ان يدخل شيئا من بدن حمزة النار.

٢ ـ وهي معرکة الطف الخالدة التي وقعت في عام (٦١هـ) بين الحق المتجسد بالامام الحسين عليه السلام، والباطل الکفر المتجسد بيزيد واعوانه الظلمة.

٣ ـ ذکر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج٤، ص ٧٩، ط : دار احياء الکتاب العربي : (روی شيخنا أبو عبد الله البصري المتکلم عن نصره بن عاصم الليثي عن أبيه قال : اتيت مسجد رسول الله صلی الله عليه وآله والناس يقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت : ما هذا؟ قالوا : معاوية قام الساعة فاخذ بيد أبي سفيان فخرجنا من المسجد فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لامتي من معاوية ذي الاستاه.

وقال : روی العلاء بن حريز القشيري ان رسول الله صلی اله عليه وآله قال لمعاوية : لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا اکلک کثير وظلمک عظيم

٤ ـ في المصدر : کلکم أهل البيت.

٥ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٩٥

(١) إلى أنْ قال : انشدکم الله هل تعلمون ان ما اقول حق(٢) انّك يا معاوية کنت تسوق بابيك علی جمل احمر، ويقوده أخوك هذا القاعد، وهذا يوم الاحزاب، فلعن رسول الله القائد والراکب والسائق فکان أبوك الراکب وأنت يا ازرق السائق واخوك هذا القاعد القائد. ثم (قال)(٣) : انشدکم بالله هل تعلمون ان رسول الله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن؟

أوّلهن : حين خرج من مکة إلى مدينة، وأبو سفيان جاء من الشام فوقع فيه أبو سفيان فسبه وأوعده وهمّ أنْ يبطش به، ثمّ صرفه الله(٤) عنه.

والثاني : يوم العير حيث طردها أبو سفيان ليحرزها من رسول الله.

والثالث : يوم احد، يوم قال رسول الله : (الله مولانا ولا مولی لکم)، وقال أبو سفيان : (لنا العزی ولا عزی لکم)، فلعنه الله وملائکته ورسوله والمؤمنون أجمعون.

والرابع : يوم حنين، يوم جاء أبو سفيان يجمع قريش وهوازن إلى آخر الحديث وهو طويل(٥) .

__________________ ـ

١ ـ «بني خزيمة، حين ااصابهم خالد بن الوليد، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياکل، فاعاد الرسول إليك ثلاث مرات، کل ذلك يتصرف الرسول ويقول هو ياکل، فقال رسول الله : «اللهم لاتشبع بطنه، فهي والله في نهمتک واکلک إلى يوم القيامة».

٢ ـ في المصدر : (انما اقول حقا ...).

٣ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٤ ـ في المصدر (الله عزّ وجل عنه).

٥ ـ (وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزّ وجل بغيظهم لم ينالوا خيرا هذا قول الله عزّ وجل له في سورتين في کلتيهما يسمي أبا سفيان واصحابه کفارا، وأنت يا معاوية يومئذ

٩٦

أللّهم العن ابا سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان(١) ، ويزيد بن

معاوية، عليهم منك(٢) اللعنة أبد الآبدين

الاخبار في فضل اللعن علی اعداء آل الرسول سيما قتلة ذريته متواترة : ففي رواية الريان بن شبيب عن الرضا عليه السلام : (يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة فالعن قتلة الحسين)(٣) .

__________________

مشرک علی راي ابيک بمکة، وعلي يومئذ مع رسول الله وعلی رايه ودينه.

والخامس : قول الله عزّ وجل : (والهدي معکوفا ان يبلغ محله) وصددت أنت وابوک ومشرکوا قريش، رسول الله صلی الله عليه وآله فلعنه الله لعنة شملته وذريته إلى يوم القيامة.

والسادس : يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش، وجاء عيينة بن حصن ابن بدر بغطفان، فلعن ورسول الله القادة والاتباع والساقة إلى يوم القيامة فقيل : يارسول الله اما في الاتباع مؤمن؟ فقال : لا تصيب اللعنة مؤمنا من الاتباع، واما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولاناج.

والسابع : يوم الثنية، يوم شد علی رسول الله اثني عشر رجلا، سبعة منهم من بني امية، وخمسة من سائر قريش، فلعن الله تبارک وتعالی وروسله من حل الثنية غير النبي وسائقه وقائده. (راجع الاستيعاب بذيل الاصابة ج٤، ص ٨٧).

١ ـ في کامل الزيارات (وعلی يزيد بن معاوية).

٢ ـ (عليهم منک) هذه غير موجودة في کامل الزيارت.

٣ ـ وهذا نص الرواية عن البحار ج ٤٤، ص ٢٨٥ :

عن الريان بن شبيب قال : دخلت علی الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم فقال لي : ياابن شبيب اصائم انت؟ فقلت : لا، فقال : ان هذا اليوم الذي دعا فيه زکريا ربه عزّ وجل فقال : (رب هب لی من لدنک ذرية طيبة انّك سميع الدعاء) فاستجب الله له وامر الملائکة فنادت زکريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرک بيحيی فمن صام هذا اليوم ثم دعا

٩٧

وفي رواية الفضل عنه عليه السّلام : (من نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذکر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل يزيد، يمحو الله بذلك ذنوبه ولو کانت کعدد النجوم)(١) .

وفي الرواية عن النبي صلی الله عليه وآله قال : (الا ولعن الله قتلة الحسين عليه السّلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية تستکهم)(٢) .

__________________

الله عزّ وجل استجاب الله له کما استجاب لزکريا عليه السلام، ثم قال : يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي کان أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوافي هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفرالله لهم ذللک ابدا، ياابن شبيب ان کنت باکين لشيء فابک للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فانه ذبح کما يذبح الکبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيهون ولقد بکت السماوات سبع والارضون لقتله ولقد نزل إلى الارض من الملائکة اربعة الاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أنْ يقوم القائم فيکونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين، ياابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده انه لما قتل جدي الحسين امطرت السماء دما وترابا احمر، يا ابن شبيب ان بکيت علی الحسين حتی تصير دموعک علی خديک غفرالله لك کل ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام، ياابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلی الله عليه وآله فلعن قتلة الحسين، ياابن شبيب ان سرک ان يکون لك من الثواب مثل مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متی ما ذکرته : ياليتني کنت معهم فافوز فوزا عظيما، ياابن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العلی من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليک بولايتنا فلو ان رجلا تولی حجرا لحشره الله معه يوم القيامة).

١ ـ راجع البحار ج ٤٤، ص ٢٩٩ الرواية ٢ ـ الباب ٣٦

٢ ـ البحار ج ٤٤، ص ٣٠٤، الرواية ١٧ ـ الباب ٣٦، واليک نص الرواية :

٩٨

وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين

صلوات الله عليه ،

ونسخة الکامل(١) خالية عن هذه الفرقة ولکنها موجودة في اثر الکتب، وحکايات فرحهم بقتل الحسين عليه السلام سيما حين ورود أهل بيته الکوفة مشهورة مسطورة في کتب المقاتل(٢) . لعنهم الله فقد حمدوا الله وشکروه علی قتله بقولهم لأهل البيت عليهم السلام : الحمد لله الذي قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم وأمکن أمير المؤمنين يزيد منکم : وقال ابن زياد لزينب عليها السلام : الحمد لله الذي فضحکم وأکذب أحدوثتکم، وقال لما صعد المنبر : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الکذاب ابن الکذاب(٣) .

__________________

قال رسول الله صلی الله عليه وآله : لما نزلت : (واذا اخذنا ميثاقکم لا تسفکون) الاية في اليهود أي الذين نقضوا عهد الله وکذبوا رسل الله وقتلوا اولياء الله، افلا انبئکم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة؟ قالوا : بلی يا رسول الله، قال : قوم من امتي ينتحلون انهم من أهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي واطائب ارومتي يبدلون شريعتي وسنتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين کما قتل اسلاف اليهود زکريا ويحيی، الا وان الله يلعنهم وکما لعنهم ويبعث علی بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف اوليائه إلى نار جهنم، الا لعن الله قتلة الحسين عليهم السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية يسکتهم الا وصلی الله علی الباکين علی الحسين رحمة وشفقة والاعنين لاعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا، الا وان الراضين بقتل الحسين شرکاء قتلته، الا وان قتلته واعوانهم واشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله.

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨، ط : النجف.

٢ ـ راجع الدمعة الساکبة ومقتل المقرمص ٣١٠، واللهوف ص ٨١.

٣ ـ اللهوف لابن طاووس ص ٢٠١ ـ ٢٠٣، مقتل المقرم ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧.

٩٩