ظرافة اﻷحلام

ظرافة اﻷحلام20%

ظرافة اﻷحلام مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف: كتب
الصفحات: 99

ظرافة اﻷحلام
  • البداية
  • السابق
  • 99 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46362 / تحميل: 7228
الحجم الحجم الحجم
ظرافة اﻷحلام

ظرافة اﻷحلام

مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فهمُ وكَهلُهم كمِثل وَليدهم = أفنوا فعادتهم لرَهز عَبيدهم

حَطْمُ المَناكب كلَّ يَوم زِحام

صفاكم الرَحمان للمُتَنبِّه = وسَما بكم عن مِثل أو عن مُشبِه

فتَنزَّهوا عمَّن به لم يؤبه = وارضوا بما قَسم الإله لكم به

طُهر النفوس وعِفة الأجسام

آبائكم لهم العُلا والمَفخر = مِن كلِّ أصيد حَقُّه لا يُنكر

ولكم مواريث النُبوة تُذخر = إنْ يَمنعوكم إرتكم فتَصبَّروا

ودعوا وِراثة كلِّ أصيد سام

حتّى يَجيئكم الإله بضامن = ذِخر النَبي مِن المَخافة آمن

فيقول إنكاراً لرجس خائن = أنّى يكون وليس ذاك بكائن

للمُلحدين وِراثة الإسلام

أفلست تَعلم إنْ ظننتك مُسلماً = أنَّ البنات تَحوز إرثاً مُحكما

فإذا انفردْنَ جَمعن ما قد قُسِّما = ليس الوِراثة للعمومة إنَّما

لبَني البَنات وِراثة الأعمام

الفصل الثاني:

أخبرني الشيخ التَقي العالِم، الشيخ راضي بن الشيخ علي الطَريحي، المُتوفَّى سنة ١٣٤٠، قال: أخبرني أخي العالِم الفاضِل التَقي، الشيخ حسين بن الشيخ علي الطَريحي، عن الشيخ العالم الفاضل التَقي الأديب، الشيخ محمد

٨١

ابن الشيخ علي بن الشيخ إبراهيم من آل نَصّار الشَيباني النجفي، المُتوفَّى سنة ١٢٩٢ بالنجف (ح) وأخبرني الشيخ التَقي الصالِح العابِد، الشيخ جعفر بن الشيخ محمد نَصّار المذكور، المُتوفَّى سنة ١٣٥٦ المدفون بالنجف الأشرف مع أبيه في الصحن، خلف الضَريح الشريف، عن عمِّه الشيخ حسين بن الشيخ علي عن أخيه الشيخ محمد نَصّار، قال: زرت الرضا (عليه السلام) سنة ١٢٨٥، فامتدحته بقصيدة وأنا في الطريق على عادة الشعراء في قصدهم المُلوك وكَمُلت قَبل دخولي المشهد بيوم، فكان مطلعها:

يا خَليلي هَجرا لا تَريحا = أوشكت قُبة الرضا أنْ تَلوحا

واستمدَّا مِن ذلك الفَيض حتّى = تأتيا ذلك الجَناب الفَسيحا

يا بن طاها يا مَن به الله أنجى = آدم المُجتبى وأنجى نوحا

ونَجا إبراهيم مِن شُعل النار = فعادت به أزاهير فَيحا

وبإباه صار موسى كليماً = وبعَلياه صار عيسى روحا

إنْ تناءيت يا بن موسى فإنّا = قد شَققنا لك القُلوب ضَريحا

كنت للدين بَهجة ولعلم الل = ه شَمساً يُوحى لها ما يُوحى

واللُّباب اللُّباب مِن أحمد الطُهر = ومِن حَيدر الصَريح الصَريحا

إنَّ قَبراً لا طِفت فيه تراه = منع المِسْك طِيبه أنْ يَفوحا

قال: فلمّا دخلت المَشهد وزرته (عليه السلام) ونمت تلك الليلة، رأيت في مَنامي الرضا (عليه السلام) جالِساً على كُرسي في روضته الشريفة،

٨٢

فسلَّمت عليه وقبَّلت يديه، فرحَّب بي وأدناني، وأعطاني صِرة، وقال:(( افتحها ففيها مسك أذفر )) ، ففتحتها فوجدت فيها فِتاتاً لا رائحة له، فقلت: لا رائحة له! فتبسَّم (عليه السلام) وقال:(( ألستَ القائل:

إنَّ قبراً لا طِفت فيه تراه=مَنع المِسك طِيبه أنْ يَفوحا

فهذا مِسك إذفر مَنع طِيبُ ثرى قبري رائحتَه ))، فانتبهت وأنا في فَرح بما شاهدت، وتَرح على ما فارقت.

(أقول): ولم أظفَر بتَمام القصيدة، مع طَلبي لها من وَلَده وغيره، والمَحفوظ له ذلك، فمَن ظفَر بها فليُلحقها.

الفصل الثالث:

ذكر الحافظ الحمويني، إبراهيم بن إسحاق الشافعي المقدم الذِكر، في كتابه فرائد السمطين، في الباب الأربعين في الجُزء الثاني منه، قال: أورد الإمام شهاب الدين أبو سعيد، عبد الملك بن سعيد بن عمرو بن محمد بن عمرو بن إبراهيم في كتابه نُزهة الأخبار، أنَّه سَمِع من الشيخ الزكي أبي الفُتوح محمد بن عبد الكريم بن منصور بن علان، قال: سمعت الشيخ أبا الحسن محمد بن القاسم الفارسي بنيشابور، قال: كنت أُنكر على مَن قصد المَشهد بطوس للزيارة، وأُصِر على الإنكار، فاتفق إنّي رأيت ليلة فيما يرى النائم، كإنّي كنت بطوس في المشهد، فرأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قائماً وراء صندوق القبر، يُصلّى، وسمعت هاتِفاً مِن فَوق يُنشد هذين البيتين:

٨٣

مَن سرَّه أنْ يَرى قَبراً برؤيته = يفرِّج الله عمَن زاره كُرُبَه

فليأتِ ذا القَبر إنَّ الله أسكنه = سُلالة مِن رسول الله مُنتَجبه

وكان يُشير في الخطاب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فاستيقظت مِن نَومي، وأنا غريق في العرق، فناديت غلامي ليُسرج دابتي في الحال، فركبتها وقصدت الزيارة، وتَعوَّدت أنْ أزور كلَّ سنة مرتين.

٨٤

الباب السابع

فيما يتعلَّق بالمهدي (عليه السلام) مِن النظام المتلو

وفيه فصلان:

الفصل الأول:

أخبرني السيّد العالم الفاضل الأديب، السيّد باقر بن السيّد السعيد العلاَّمة السيّد محمد بن السيّد هاشم بن السيّد التقي الصالح، مير شجاعت علي الرضوي الهندي النجفي، المُتوفَّى سنة ١٣٢٩ ودُفن مع أبيه في داره، قال: رأيت في مَنامي المهدي (عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه) ليلة الغَدير حزيناً باكياً، فجِئت إليه وسلَّمت عليه، وقبَّلت يديه، وكأنَّه يُفكِّر فقلت: ياسيدي، إنَّ هذه أيام فرح وسرور بِعيد الغَدير، وأراك حزيناً تَبكي! فقال: ذكرت أمّي الزهراء وحُزنها، ثم أنشد يقول:

لا تَراني اتَخذت لا وعَلاها = بَعد بَيت الأحزان بَيت سُرور

٨٥

قال: فانتبهت مِن نَومي، ونَظمت قصيدة في أحوال الغَدير، وذَكرت الزهراء (عليها السلام) وذَكرت بيته (عليه السلام) في ضمنها، وهي:

ليس إنكارُك الوِلا بالجَدير = بعد ما قد سَمِعتَ نَص الغَدير

فتَبصَّرْ تَبصَّرْ هَداك إلى الحق = فليس الأعمى به كالبَصير

ليس تَعمى العُيون لكنَّما تَعمى = القُلوب التي انطَوت في الصُدور

يوم أوحى الجَليل يأمُرُ طاها = وهو سارٍ أنْ مُرْ بترك المَسير

حُطَّ رحل السِرى على غير ماء = وكَلا في الفَلا بَحر الهَجير

ثم بلِّغهم وإلا فما بَلَّغت = وَحياً عن اللطيف الخَبير

أقم المُرتضى إماماً على الخَلق = ونوراً يَجلو دُجى الدَيجور

فرقى آخذاً بكفِّ علي = مِنبراً كان مِن حِدوج وكُور

قائلاً ذا أميرُكم وولي الأ = مر بعدي ووراثي ووزيري

هو مولى لكلِّ مَن كنت مولاه = مِن الله في جميع الأمور

* * *

أفَصبراً يا صاحب الأمر والخَطبُ = جَليل مُستَغرب في الدُهور

كَم مُصاب يَطول فيه بَياني = قد عرا الطُهرَ في الزمان القَصير

فكأنّي به يَقول ويَبكي = بسَلو نَزر ودَمع غَزير

لا تَراني اتَّخذت لا وعلاها = بَعد بَيت الأحزان بَيت سُرور

(أقول): والقصيدة طويلة كَتبتُ منها ما أمكن، وهي مشهورة محفوظة للقراء الذاكرين وأبدلت منها المَطلع، إيثاراً للمناسبة.

٨٦

الفصل الثاني:

أخبر الشيخ الجليل الفاضل التقي، الشيخ محمد طه بن الشيخ مهدي النجفي، المُتوفَّى سنة ١٣٢٣، عن الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن آل قَفطان الأديب الأصمّ، المُتوفَّى سنة ١٣٠٦، أنَّه رأى ذات ليلة في منامه الإمام المهدي (عليه السلام) فشكا إليه الحال، فأنشده (عليه السلام) قوله:

لنا أوَبة مِن بَعد غَيبتنا العُظمى = فنَملؤها قِسطاً كَما مُلئت ظُلما

وَجَدّي وآبائي وعَقد ولائنا = لقد كان ذا حَقّاً على رَبنا حَتما

فانتبه، وهو يحفظهما.

(أقول): وقد شطَّرهما الفاضل التَقي، الشيخ عبد الغني بن الشيخ أحمد الحرّ العاملي، المُتوفَّى سنة ١٣٥٧ في النجف وقد أنشدني التشطير في الروضة العلوية سنة ١٣٣٧، وهو قوله:

لنا أوَبةٌ مِن بعد غَيبتنا العُظمى = فنَكشف فيها كلَّ دَاجية ظُلما

بها نَملك الآفاق شَرقاً ومَغرب = (فنَملؤها قِسطاً كما مُلئت ظُلما)

(وَجَدّي وآبائي وعَقد وِلائنا) = ومَن خصَّنا دون الوَرى الحُكم والعِلما

وأكرمُ أنصار أعُدَّت لنَصرنا = (لقد كان ذا حَقّاً على ربنا حتما)

وقد شطَّر التشطير وخمَّسه، وذلك مطبوع ضمن ديوانه، فلا حاجة إلى ذكره، فمَن أراده فليطلبه مِن ديوانه المَطبوع في النجف.

٨٧

الباب الثامن

فيما يتعلَّق بأحد الأئمة (عليهم السلام) لا على التعيين من النظام المتلو

وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول:

أخبرني العالم الفاضل، الشيخ حسن بن العلاَّمة الأديب الشيخ عبد الحسين ( سلَّمهما الله تعالى ) بن الشيخ العلاَّمة الأديب الشيخ إبراهيم، بن الشيخ العلاَّمة الأديب الشيخ صادق ،بن الشيخ العلاَّمة الأديب الشيخ إبراهيم بن يحيى بن محمد بن نجم المخزومي العاملي النباطي، عن أبيه الشيخ عبد الحسين، قال: رأيت في منامي أحد الأئمة الصادقيِنَ (عليهم السلام) فأنشدني:

لا عُذر للعين إنْ لم تَنفجر عَلقا = ولا لقلبي إنْ لم يَنفطر حرقا

أ حربان تُفنيا في عَبرة ولَظىً = أ تَبقيان وليس الحين حينَ بَقا

أ ليس علة إيجاد الوجود قَضى = نَحباً وغُودر في ضاحي الطُفوف لُقى

مُعفَّر الجسم عاريه مضرَّجه = قد ضاعف الطَعن في جُثمانه العَلقا

وأمرني بإكمالها، فانتبهت مِن نومي وأنا أحفظها، وامتثلت أمره فأكملتها بقولي:

ساموه عِزاً وذِلاً مِن ردى وبقى = فَهبَّ للموت وهو العِز مُستّبقا

٨٨

مالانَ وهو أبيُّ الضَيم مَلْمَسُه = للغامزين ولم يَضْرُع لغَير تَقي

ما بين جَنبيه مِن طاها وحَيدرة = فَصل القَضا والقَضا إنْ صال أو نَطقا

هَبَلتِ يافِئةَ الإلِحاد مِن فِئة = رامت مِن اللَّيث أنْ يَعنو لها فَرقا

متى عهِدت الأسود الضاريات عَنت = لسائميها بَخسف أو لوت عُنُقا

بي مِن أبي السيّد السّجاد قَلب هُدى = منه برغم الهُدى سَهم الردى مَرقا

ووجه رُشد نَقي الخَد مُلتئم = على الثَرى بلثام مِن نَسيج نَقى

وعُنق عِزٍّ خَلا مِن عَقد طاغية = حتّى غَدا لنُصول البيض مُعتَنِقا

وجِسم مَجد على ما فيه مِن ظَماء = تَمجُّ منه العوالي صيّبَاً غَدقا

لئِن قضى بين أطراف القَنا عَطِشا = فكم دَم لأنابيب الرِماح سَقى

وإنْ يَمت بين مُلتَّف الظبا سُغُبا = فبَعد ما أطعم الهِندي ضَرب شقا

وإنْ هوى وهو قُطب الكائنات فقد = هوى لمَهواه كَيوان العُلى صَعقا

يا مُستفِز فُؤاد المُصطفى قَلقَا = له ومالئ عَين المُرتضى أرقا

ومُثكل البِضعة الزهراء مُهجتها = بلى ومُسقِط مِن آماقها الحَدقا

ألبست ما خَلق الله العظيم مِن = المُصاب بُرداً ليوم الحَشر ما خَلِقا

هذا ما أنشدنيه الشيخ حسن منها، قال: وهي طويلة، ولا أحفظ منها إلاّ هذا المقدار.

الفصل الثاني :

أخبرني الشيخ الفاضل التقي الأديب الذاكِر، الشيخ قاسم بن الشيخ

٨٩

الفاضل التَقي الشيخ محمد بن الشيخ حمزة بن الحسين بن نور علي الحلّي، المعروف بالملاَّ المولود سنة ١٢٩٠، قال: رأيت في منامي ذات ليلة، كأنّي في مَحفل فيه أحد الأئمة (عليهم السلام) وكأنّي أذكر فيه أحوال الحسين (عليه السلام) وأتلو قصيدة مطلعها:

ظَنَّ العُذول غَداة لُجٍّ بعَذله = أنّي سأغدو سالِكاً في سُبله

ومنها في أحوال زينب (عليها السلام) حين رأت طفل الحسين (عليه السلام) ذبيحاً:

هَمَّت تُغسِّله بماء عُيونها = فتَكفَّلت عنها الدماء بغسله

يا ويحَ دهر مِن فَجائع خَطبه = فَجَعَ ابن أحمد في الطُفوف بطِفله

قال: فانتبهت وأنا أحفظ مِن القصيدة المتلوة هذه الأبيات الثلاثة فقط، وما نبَّهني إلاّ البُكاء، وما كنت نظمت هذه القصيدة ولا سمعتها، ولكنّي قرأتها في النوم وكأنَّها محفوظة لي.

(أقول): وكان هذا الرجل الصالح مِن مُحبي الأئمة (عليهم السلام) جدَّاً، ولَعهدي به يزور الحسين (عليه السلام) في أغلب الجُمعات، ويَنظم كلَّ ما زار في مَدح الحسين (عليه السلام) أو رثائِه ما يَتيسَّر له ولو بيتين، ونقل لي عن أبيه الشيخ محمد أنَّه ما نام ليلة إلاّ ونظم في مَدح النبي، أو أحد الأئمة ( صلوات الله عليهم ) بيتين أو أكثر، وله ولأبيه ترجمتان في الطليعة.

(ثم أقول): إنّي أدخلت ثلاثة أبيات بعد البيت الأول من أبيات الرؤيا، وبيتاً رابعاً بعدها؛ ليرتبط المعنى؛ ويَتمَّ الغرض؛ فصار الجميع سبعة أبيات، وسأعيدها مع

٩٠

الالحاق وهي:

(ظَنَّ العُذول غَداة لُجٍّ بعذله = أنّي سأغدو سالكاً في سُبله)

هيهات أسلو عن تذكُّر كربلا = وعن القَتيل وما جرى في قَتله

وافت عَقيلة أحمد في نَجله = صَديان كي يَجلو الصدا عن نَجله

فرماه حَرملة بنَبل فارْتمى = عن صدر والده النبيل بنبله

(هَمَّت تُغسِّله بماء عيونها = فتكفَّلت عنها الدِماء بغسله)

(يا ويحَ دَهرٍ مِن فَجائع خَطبه = فَجَعَ ابن أحمد في الطفوف بطفله)

وأصاب أحمد والبَتول وحَيدر = في ذبحه وسِبا بنيه وأهله

ثم إنّي خمَّست الجميع، فقلت:

لج العُذول بعَذله مِن جَهله = والقَلب عنه بشُغله مِن ذَهله

أترى وكلٌّ مُرتضٍ في فعله = ظَنَّ العُذول غَداة لُج بعَذله

أنّي سأغدو سالكاً في سُبله

لا والّذي بَعَثَ النَبي المُرسَلا = بكتابه فَهدى به كُلَّ المَلا

واعتاض عن أجر الرسالة بالوِلا = هيهات أسلو عن تذكُّر كربلا

وعن القَتيل وما جَرى في قَتله

تَركتْه أعداء الإله ورُسلِه = يَرنو الفُرات مُحلَّأ عن نَهله

حتّى إذا أودى العُطاش بأهله = وافت عَقيلة أحمد في نَجله

صَديان كي يَجلو الصَدا عن نَجله

جاءت إليه به تُطالبه بما = فَثَنى له صَدراً وألوى مِعصَما

٩١

ووريدُه بادٍ يُليح به الظَما = فرماه حَرملة بنَبل فارتمى

عن صَدر والده النَبيل بنَبله

ما حال عمَّتِه وحال شُجونها = مِن نار أحشاها وماء جفونها

لمّا رأتْ خطفته كفُّ مَنونها = هَمَّت تُغسِّله بماء عُيونها

فتكفَّلت عنها الدِماء بغسله

فحثا أبوه له بقائمِ عَضبه = وطواه مَحلول القِماط بتُربه

والعَين شاخصة لرحمة رَبه = يا ويحَ دَهرٍ مِن فَجائع خَطبه

فَجَع ابن أحمد في الطُفوف بطِفله

ورماه جِسماً في التُراب معفرا = سَلِبْاً ورأساً فَوق عالٍ أسمرا

وأطاف أهليه السباسب حُسّرا = وأصاب أحمد والبَتول وحَيدرا

في ذَبحه وسِبا بنيه وأهله

الفصل الثالث:

كنت نظمت قصيدة استنهض بها الإمام المهدي (عليه السلام) وأرثي بها الحسين (عليه السلام) على قافية الصاد مُشجَّرة الأوائل بحروف الهِجاء سنة ١٣١٥ في السماوة، فكتبتها في دفتر شعري ليلاً ونِمت، فرأيت في تلك الليلة أحد العلويين، وظننته أحد الأئمة (عليهم السلام) بل غَلب على ظنّي في المنام أنَّه المهدي (عليه السلام)، وكأنّه دخل عليَّ غُرفتي التي أنا نائم فيها، فقمت احتراماً له، فقال: أريد أنْ أكتب

٩٢

القصيدة الصادية، وأخرج قرطاساً ودواة وقلماً، فأخرجت دفتر شِعري، وجعلت أتلو عليه وهو يكتب، حتّى انتهى إلى حرف الهاء منها، فقال: يكفي، فقلت: إنَّ هذه القصيدة تسعة وعشرون بيتاً، تبدأ بالألف وتَنتهي بالياء، وقد بقي منها ثلاثة أبيات: الهاء، ولام ألف، والياء، فقال: يَكفي ما كتبت، فحرصت على أنْ يُتمها، فقلت له: إنَّ الحروف لم تَتُم وتكون القصيدة ناقصة، فقال: أعلم، ولكن الأبيات الثلاثة الباقية ليست في مدحنا، فانتبهت من نومي، وأسرجت المصابيح ونظرت القصيدة في الدفتر؛ لأنَّها لم تكُن على بالي، فإذا الأبيات الثلاثة في مدح القصيدة على عادة الشعراء؛ فإنَّهم يمدحون شعرهم في آخر القصيدة، فمَحوت الأصل وأبدلته بمدحهم (عليهم السلام) ثم حَدتني تلك الرُؤيا المُباركة على أنْ نَظمت تسعاً وأربعين قصيدة على ذلك المنوال، في الأوائل والقوافي مرتّبة، وسمّيتها روضة الهُدى في رثاء سيّد الشُهداء، وهي ضمن ديواني المُشتمل على الروضات والمَدح والرِثاء المسمّى (رياض الأزهار في ذِكرى أهل البيت الأطهار) وها أنا أذكر القصيدة بأسرها، وأذكر الأبيات الثلاثة المُبدَلة، والثلاثة الأصلية، فإنّي أثبتّها ليلة الرؤيا في محلٍّ آخر؛ لأرويها فتكون مُرغِّبة لمدح الأئمة (عليهم السلام) فالقصيدة هي:

أرخ البرى لأيانق وقلاص = واطلب بها قُرب المَحلِّ القاصي

بمَشافر مِثل الجِنان تَفتَّحت = ومناسم دُوِرن كالأقراص

٩٣

تُفلي الفَلاة سَباسباً فسباسبا = وتلفُّ أدعاصاً على أدعاص

نورانها إرسالها ومناخها = للقِضم في الساحات والأعراص

جالت بأضلُعها النُسوع لأنَّها = خَمصانة الأحشاء تَحت خِماص

حتَّى إذا تَدنو المَقام فناديا = غَوث الأنام لكل خطب شاص

خلفت سقياً هاشم ولواءها = وحِجابها في قَبضة الأعياص

دالت لهم دُنياهم وتَرفَّعت = مِن وَهدةٍ بهم لهام صياصي

ذهبوا بشُرعتكم فهل لكمُ وقد = سدّوا الفضا مِن مَفحَص ومَناص

راموا مذلَّتكم ويأبى عِزُّكم = أنْ تُذعنوا لأقارب وأقاص

زَم الجِياد بكل أغلب واضح = بهج المحيا طَيّب الأعقاص

سبر الخُطوب وعاد عنها كافلاً = للحلِّ مِن مَعقودها المعتاص

شادت مَكارمها به أشخاصه = وغدت به مِن أكرم الأشخاص

صاوِلْ بهم أعداك تَلفُ ضَراغم = لكنَّها بمَغافِر ودلاص

ضَمنوا القَصاص لكم مِن آل أمية = والعَدل لا يَرضى لكم بقَصاص

طحنوا جَناجنكم بعَرصة كربلا = والهفتا لجَناجنٍ بعراص

ظعنوا بنسوتكم حواسر ولَّهاً = كالعفر ريعت في يَد القَناص

عَطفاً عليها يا حُماة خُدورها = فلقد رَكبن على هزال قلاص

غاليتم فيها بصَون خُدورها = فاستامها الطُلقاء بالأرخاص

فمَن المُخلِّصها وأنتم غُيَّب = عنها إذا هَتفت بكم لخَلاص

قوموا فإن عِداكم شَمتت بكم = وأسموا فقدوا سمتكم بنواص

٩٤

كم تَربطون خُيولكم فلربَّما = جَمَحَ المطبع بها فسارى العاصي

لقد اغتدت مَغلولةً بقيودها = بين الأواخي وهي جد حراص

ماذا القُعود فجرِّدوا أسيافَكم = واستنهِضوا العزمات للارهاص

ويلاي من إبطائكم وقُعودكم = حتّى كأنَّ قعودكم بتواص

هلاَّ نَهضتم غاضبين بمَعشرٍ = سامي الفُروع ورَاسخ الأعياص

لا يحذر الغوَّاص لفظة روحه = إنْ راح يَرجو دُرَّة الغوَّاص

يا آل أحمد هلْ لكم عن حَقِّكم = مِن منقذ ترضونه وخلاص

والأبيات الممحوَّة كانت هكذا:

هاكم مواليِّ قصيدة خادم = هي في القَصائد دُرَّة الغَواص

لا يَنبغي إلاّ مَقامكم لها = إنَّ الخَلاص ليُبتغى لخَلاص

يبدو بمطلعها المَرام براعة = في مَقصد راس ولفظ راص

فأبدلتها بقولي: هلاّ نَهضتم إلى آخر الأبيات المذكورة في القصيدة، هذا ما ساعد عليه الوقت، وحصل عليه التَتَبُّع ونقب عليه البحث في مدَّة غير قليلة، ولعلَّ قائلاً يقول: إنَّك قد أكثرت من شِعرك في خصوص هذا التأليف! ومثله يُستهجن مِن المؤلفين! فأقول: إنَّ العذر في ذلك؛ إنّي أردت أنْ أتراءى لسادتي في كل وقت، وأكون تجاههم في كل محلٍّ، وأقعد لهم بكل طريق، عسى أن تشملني رأفتهم، وتعطف علي رحمتهم، فيشفعوا لي عند الله ربنا جلّ وتعالى، في خلاص رقبتي من النار، فهم المُشفَّعون عند المَلك الغَفَّار، ولهم الجاه العظيم عند

٩٥

المَلك الكريم، واستراح القلم في عاشر شهر رمضان سنة ١٣٥٦، في النجف حامِداً مُصلِّياً مسلِّماً، سائلاً غُفران المَساوي من العَبد محمد بن الشيخ طاهر السَماوي، عُفي عنهما.

٩٦

الفهرس

المقدمة ٣

الفصل الأول: في أسماء الرؤيا ٣

الفصل الثاني: (في معنى الرؤيا) ٤

الفصل الثالث: (في ذكر أحاديث تتعلق بالرؤيا وما يقال عليها وفيها) ٥

الباب الأوّل: ٦

فيما يتعلَّق بالنبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من النظام المتلو في المنام ٦

الفصل الأول: ٦

الفصل الثاني: ٧

الفصل الثالث: ٨

الفصل الرابع: ٨

الفصل الخامس: ٩

الفصل السادس: ١١

الفصل السابع: ١١

الفصل الثامن: ١٥

الفصل التاسع: ١٥

الفصل العاشر: ١٦

الباب الثاني: ١٨

فيما يتعلَّق بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من النظام المتلو ١٨

الفصل الأول: ١٨

الفصل الثاني: ٢٠

الفصل الثالث: ٢٣

الفصل الرابع: ٢٦

٩٧

الفصل الخامس: ٢٧

الفصل السادس: ٢٩

الفصل السابع: ٣٠

الفصل الثامن: ٣١

الفصل التاسع: ٤٢

الفصل العاشر: ٤٤

الباب الثالث: ٤٦

فيما يتعلَّق بفاطمة (عليها السلام) ٤٦

الفصل الأول: ٤٦

الفصل الثاني: ٤٨

الفصل الثالث: ٥١

الفصل الرابع: ٥٣

الفصل الخامس: ٥٦

الفصل السادس: ٥٩

الفصل السابع: ٦١

الباب الرابع ٦٥

فيما يتعلَّق بالحسن ( عليه السلام ) مِن النَظام المَتلو ٦٥

الفصل الأول: ٦٥

الفصل الثاني: ٦٦

الباب الخامس: ٦٩

فيما يتعلَّق بالحسين السبط (عليه السلام) مِن النَظام المَتلو ٦٩

الفصل الأول: ٦٩

الفصل الثاني: ٧٠

وَصلٌ يَحسُن أن يَدخُل في هذا الفصل: ٧٢

الفصل الثالث: ٧٤

٩٨

الباب السادس ٧٨

فيما يتعلَّق بعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) مِن النظام المتلو ٧٨

الفصل الأول: ٧٨

الفصل الثاني: ٨١

الفصل الثالث: ٨٣

الباب السابع ٨٥

فيما يتعلَّق بالمهدي (عليه السلام) مِن النظام المتلو ٨٥

الفصل الأول: ٨٥

الفصل الثاني: ٨٧

الباب الثامن ٨٨

فيما يتعلَّق بأحد الأئمة (عليهم السلام) لا على التعيين من النظام المتلو ٨٨

الفصل الأول: ٨٨

الفصل الثاني: ٨٩

الفصل الثالث: ٩٢

٩٩